اللهم استجب

سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القدير المقتدر الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور... الواحد الأحد الواجد الماجد الملك المغيث لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ..لك الملك ولك الحمد وأنت علي كل شيئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بك وأستغفرك اللهم بحق أن لك هذه الأسماء وكل الأسماء الحسني وحق إسمك الأعظم الذي تعلمه ولا أعلمه أسألك أن تَشفني شفاءا لا يُغادر سقما وأن تَكفني كل همي وتفرج كل كربي وتكشف البأساء والضراء عني وأن تتولي أمري وتغفر لي ذنبي وأن تشرح لي صدري وأن تُيسر لي أمري وأن تحلل عُقْدَةً  من لساني يفقهوا قولي وأن تغنني بفضلك عمن سواك اللهم أصلحني: حالي وبالي وأعتقني في الدارين وخُذ بيدي يا ربي وأخرجني من الظلمات الي النور بفضلك  وأن ترحم وتغفر لوالديَّ ومن مات من اخوتي وان تغفر لهم أجمعين وكل من مات علي الايمان والتوبة اللهم آمين  //اللهم تقبل/ واستجب//https://download.tvquran.com/download/selections/315/5cca02c11a61a.mp3

المصحف

 تحميل المصحف

القرآن الكريم وورد word doc icon تحميل المصحف الشريف بصيغة pdf تحميل القرآن الكريم مكتوب بصيغة وورد تحميل سورة العاديات مكتوبة pdf

Translate

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 29 سبتمبر 2022

نفخة البعث +هكذا نبعث يوم القيامة


نفخة البعث 

 قال تعالى: ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون [الزمر: 68]. الآيات إلى آخر السورة، وقال: يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا [النبإ: 18].

 

[ص:343] الآيات، وقال تعالى: يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده [الإسراء: 52] الآية. وقال تعالى: فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة [النازعات: 13، 14]. وقال تعالى: ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون الآيات إلى قوله: وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون [يس: 51 - 65].

 

وذكر في حديث الصور بعد نفخة الصعق وفناء الخلق، وبقاء الحي القيوم الذي لا يموت، الذي كان قبل كل شيء، وهو الآخر بعد كل شيء، وأنه يبدل السماوات والأرض بين النفختين، ثم يأمر بإنزال الماء على الأرض، الذي تخلق منه الأجساد في قبورها، وتتركب في أجداثها، كما كانت في حياتها في هذه الدنيا، ثم يدعو الله بالأرواح، فيؤتى بها تتوهج أرواح المؤمنين نورا، والأخرى ظلمة، فتوضع في الصور، ويأمر الله تعالى إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث، فتخرج الأرواح كأنها النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض، فتدخل كل روح على جسدها التي كانت فيه في هذه الدار، فتمشي الأرواح في الأجساد مشي السم في اللديغ، ثم تنشق الأرض عنهم، كما تنشق عن نباتها فيخرجون منها سراعا إلى ربهم ينسلون مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر [القمر: 8]. حفاة عراة غرلا.

البعث

وقد قال الله تعالى: يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون [المعارج: 43]. إلى آخر السورة، وقال تعالى: واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب [ق: 41]. إلى آخر السورة، وقال تعالى: خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر [القمر: 7 - 8]. وقال تعالى: فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير [ص:344] [المدثر: 8 - 10]. وقال تعالى: ومنها نخرجكم تارة أخرى [طه: 55]. وقال: والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا [نوح: 17، 18] إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على البعث والنشور.

 

وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا حمزة بن العباس، حدثنا عبد الله بن عثمان، حدثنا ابن المبارك، حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن عبد الله بن مسعود، قال: يرسل الله قبل يوم القيامة ريحا فيها صر باردة، وزمهريرا باردا; فلا تذر على الأرض مؤمنا إلا كفت بتلك الريح، ثم تقوم الساعة على الناس، فيقوم ملك بين السماء والأرض بالصور، فينفخ فيه، فلا يبقى خلق في السماء والأرض إلا مات، ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون، فيرسل الله ماء من تحت العرش، فتنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء، كما تنبت الأرض من الثرى، ثم قرأ ابن مسعود: كذلك النشور [فاطر: 9]. ثم يقوم ملك بين السماء والأرض بالصور، فينفخ فيه، فتنطلق كل نفس إلى جسدها، فتدخل فيه، ويقومون، فيجيئون قياما لرب العالمين.

 

[ص:345] وعن وهب بن منبه، قال: يبلون في القبور، فإذا سمعوا الصرخة عادت الأرواح في الأبدان، والمفاصل بعضها إلى بعض، فإذا سمعوا النفخة الثانية وثب القوم قياما على أرجلهم، ينفضون التراب عن رءوسهم، يقول المؤمنون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.===========

ذكر أحاديث في البعث

 

 

 

 

قال سفيان الثوري: عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن عبد الله، قال: يرسل الله ريحا فيها صر باردة، وزمهريرا باردة، فلا يبقى على الأرض مؤمن إلا كفت بتلك الريح، ثم تقوم الساعة. وذكر الحديث كما تقدم في المقال قبله.

 

وقال ابن أبي الدنيا: أخبرنا أبو خيثمة، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس، عن عمه أبي رزين، قال: قلت: يا رسول الله، كيف يحيي الله الموتى؟ وما آية ذلك في خلقه؟ قال: «يا أبا رزين، أما مررت بوادي أهلك محلا، ثم مررت به يهتز خضرا ؟». قلت: بلى. قال: «فكذلك يحيي الله الموتى، وذلك آيته في [ص:346] خلقه». وقد رواه الإمام أحمد، عن عبد الرحمن بن مهدي، وغندر، كلاهما عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، به، نحوه أو مثله.

 

وقد رواه الإمام أحمد من وجه آخر، فقال: حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سليمان بن موسى، عن أبي رزين العقيلي، قال: أتيت رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله، كيف يحيي الله الموتى؟ قال: «أمررت بأرض من أرضك مجدبة، ثم مررت بها مخصبة ؟» قال: قلت: نعم. قال: «كذلك النشور». قال: قلت: يا رسول الله، ما الإيمان ؟ قال: «أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما، وأن تحرق بالنار أحب إليك من أن تشرك بالله، وأن تحب غير ذي نسب لا تحبه إلا لله عز وجل، فإذا كنت كذلك فقد دخل حب الإيمان في قلبك، كما دخل حب الماء قلب الظمآن في اليوم القائظ». قلت: يا رسول الله، كيف لي بأن أعلم أني مؤمن؟ قال: «ما من أمتي، أو هذه الأمة عبد يعمل حسنة، فيعلم أنها حسنة، وأن الله عز وجل جازيه بها خيرا، ولا يعمل سيئة، فيعلم أنها سيئة، ويستغفر الله عز وجل منها، ويعلم أنه لا يغفر إلا هو - إلا وهو مؤمن». تفرد به أحمد.=============

حديث أبي رزين في البعث والنشور

 

 

 

 

أخبرنا شيخنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي - تغمده الله برحمته - وغير واحد من المشايخ، قراءة عليهم، وأنا أسمع، قالوا: أخبرنا فخر الدين علي بن عبد الواحد بن البخاري، وغير واحد، قالوا: أخبرنا حنبل بن عبد الله المكبر، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين الشيباني، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي؟ ابن المذهب التميمي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، أخبرنا عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله، في " مسند أبيه "، قال: كتب إلي إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير الزبيري: كتبت إليك بهذا الحديث، وقد عرضته، وسمعته على ما كتبت به إليك، فحدث بذلك عني. قال: حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي، قال: حدثني عبد الرحمن بن عياش السمعي الأنصاري القبائي - من بني عمرو بن عوف، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي، عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر، قال دلهم: وحدثنيه أبي الأسود، عن عاصم بن لقيط - أن لقيطا خرج وافدا إلى رسول الله ﷺ ومعه صاحب له، يقال له: نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق، قال لقيط: فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول [ص:348] الله ﷺ لانسلاخ رجب، فأتينا رسول الله ﷺ فوافيناه حين انصرف من صلاة الغداة، فقام في الناس خطيبا فقال: «أيها الناس، ألا إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام، ألا لأسمعنكم، ألا فهل من امرئ بعثه قومه، فقالوا: اعلم لنا ما يقول رسول الله ﷺ، ألا ثم لعله أن يلهيه حديث نفسه، أو حديث صاحبه، أو يلهيه الضلال، ألا إني مسئول: هل بلغت؟ ألا اسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا، ألا اجلسوا». قال: فجلس الناس، وقمت أنا وصاحبي، حتى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره، قلت: يا رسول الله، ما عندك من علم الغيب؟ فضحك لعمر الله، وهز رأسه، وعلم أني أبتغي لسقطه، فقال: «ضن ربك، عز وجل، بمفاتيح خمس من الغيب، لا يعلمها إلا الله». وأشار بيده، قلت: وما هن؟ قال: «علم المنية، قد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه، وعلم المني حين يكون في الرحم، قد علمه ولا تعلمون، وعلم ما في غد وما أنت طاعم غدا ولا تعلمه، وعلم يوم الغيث يشرف عليكم آزلين مسنتين، فيظل يضحك، قد علم أن غيركم إلى قريب». قال لقيط: قلت: لن نعدم من رب يضحك خيرا. " وعلم يوم الساعة ". قلت: يا رسول الله، علمنا مما تعلم الناس، وما تعلم، فإنا من قبيل لا يصدقون تصديقنا أحد من مذحج التي تربو علينا، [ص:349] وخثعم التي توالينا، وعشيرتنا التي نحن منها. قال: «تلبثون ما لبثتم، ثم يتوفى نبيكم، ثم تلبثون ما لبثتم، ثم تبعث الصائحة، لعمر إلهك ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات، والملائكة الذين مع ربك عز وجل، فأصبح ربك عز وجل يطوف في الأرض، وخلت عليه البلاد، فأرسل ربك عز وجل السماء تهضب من عند العرش فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصرع قتيل، ولا مدفن ميت إلا شقت القبر عنه، حتى تخلفه من عند رأسه، فيستوي جالسا، فيقول ربك: مهيم؟ لما كان فيه، فيقول: يا رب، أمس، اليوم، فلعهده بالحياة يحسبه حديثا بأهله». فقلت: يا رسول الله، كيف يجمعنا بعدما تمزقنا الرياح والبلى والسباع ؟ قال: «أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله، الأرض أشرفت عليها وهي مدرة بالية»، فقلت: لا تحيا أبدا. " ثم أرسل ربك، عز وجل، عليها السماء، فلم تلبث عليك إلا أياما حتى أشرفت عليها، وهي شربة واحدة، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعكم من الماء، على [ص:350] أن يجمع نبات الأرض، فتخرجون من الأصواء، ومن مصارعكم، فتنظرون إليه، وينظر إليكم ".

 

قال: قلت: يا رسول الله، وكيف ونحن ملء الأرض، وهو شخص واحد ينظر إلينا، وننظر إليه؟ قال: «أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله عز وجل، الشمس والقمر آية منه صغيرة، ترونهما ويريانكم ساعة واحدة، لا تضامون في رؤيتهما، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وترونه منهما». قال: قلت: يا رسول الله، فما يفعل بنا ربنا، عز وجل، إذا لقيناه ؟ قال: «تعرضون عليه بادية له صفحاتكم، لا يخفى عليه منكم خافية، فيأخذ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء، فينضح قبيلكم بها، فلعمر إلهك ما تخطئ وجه أحدكم منها قطرة، فأما المؤمن فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء، وأما الكافر فتخطمه بمثل الحمم الأسود، ألا ثم ينصرف نبيكم، وينصرف الصالحون على أثره، [ص:351] فتسلكون جسرا من النار، فيطأ أحدكم الجمر فيقول: حس. فيقول ربك، عز وجل: أو أنه. فتطلعون على حوض الرسول على أظمإ - والله - ناهلة قط رأيتها، فلعمر إلهك ما يبسط واحد منكم يده إلا وقع عليها قدح يطهره من الطوف، والبول، والأذى، وتحبس الشمس، والقمر، ولا ترون منهما واحدا». قال: قلت: يا رسول الله، فبم نبصر ؟ قال: «بمثل بصرك ساعتك هذه، وذلك مع طلوع الشمس في يوم أشرقت فيه الأرض وواجهته الجبال».

 

قال: قلت: يا رسول الله، فبم نجزى من سيئاتنا وحسناتنا ؟ قال: «الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها إلا أن يعفو». قال: قلت: يا رسول الله، ما الجنة وما النار ؟ قال: «لعمر إلهك إن للنار لسبعة أبواب، ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما، وإن للجنة لثمانية أبواب، ما منهن بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاما». قال: قلت: يا رسول الله، [ص:352] فعلام نطلع من الجنة؟ قال: «على أنهار من عسل مصفى، وأنهار من كأس ما بها من صداع ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وماء غير آسن، وفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون، وخير من مثله معه، وأزواج مطهرة». قلت: يا رسول الله، ولنا فيها أزواج؟ أو منهن مصلحات ؟ قال: «الصالحات للصالحين، تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا ويلذذن بكم غير أن لا توالد».

 

قال لقيط: فقلت: أقصى ما نحن بالغون ومنتهون إليه; فلم يجبه النبي ﷺ، قلت: يا رسول الله، علام أبايعك ؟ قال: فبسط رسول الله ﷺ يده، وقال: «على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وزيال المشرك، وأن لا تشرك بالله غيره».

 

قال: قلت: وإن لنا ما بين المشرق والمغرب ؟ فقبض النبي ﷺ يده، وظن أني مشترط شيئا لا يعطينيه. قال: قلت: نحل منها حيث شئنا، ولا يجني على امرئ إلا نفسه، فبسط يده وقال: «ذلك لك، تحل حيث شئت ولا يجني عليك إلا نفسك». قال: فانصرفنا، فقال: [ص:353] إن هذين - لعمر إلهك - من أتقى الناس في الأولى والآخرة ". فقال له كعب بن الخدارية، أحد بني بكر بن كلاب: من هم يا رسول الله ؟ قال: «بنو المنتفق أهل ذلك». قال: فانصرفنا، وأقبلت عليه، فقلت: يا رسول الله، هل لأحد ممن مضى خير في جاهليتهم ؟ قال: فقال رجل من عرض قريش: والله إن أباك المنتفق لفي النار. قال: فلكأنه وقع حر بين جلدي ووجهي ولحمي; مما قال لأبي، على رءوس الناس، فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول الله ؟ ثم إذا الأخرى أجمل، فقلت: يا رسول الله، وأهلك ؟ قال: «وأهلي، لعمر الله ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي من مشرك، فقل: أرسلني إليك محمد، فأبشرك بما يسوءك ; تجر على وجهك وبطنك في النار».

 

قال: قلت: يا رسول الله، ما فعل بهم ذلك، وقد كانوا على عمل لا يحسنون إلا إياه، وقد كانوا يحسبون أنهم مصلحون ؟ قال: «ذلك بأن الله بعث في آخر كل سبع أمم - يعني نبيا - فمن عصى نبيه كان من الضالين، ومن أطاع نبيه كان من المهتدين».

 

وقد رواه أبو داود في رواية أبي سعيد بن الأعرابي " عن أبي داود، " عن [ص:354] الحسن بن علي، عن إبراهيم بن حمزة، به، قال شيخنا: لعله من زيادات ابن الأعرابي.

 

وقال الوليد بن مسلم، وقد جمع أحاديث وآثارا في مجلد تشهد لحديث الصور في متفرقاته: أخبرنا سعيد بن بشير، عن قتادة، في قوله: واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب [ق: 141] قال: ملك قائم على صخرة بيت المقدس، ينادي: أيتها العظام البالية، والأوصال المتقطعة، إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء. وبه عن قتادة قال: لا يفتر عن أهل القبور عذاب القبر إلا فيما بين نفخة الصعق ونفخة البعث، فلذلك يقول الكافر حين يبعث: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا [يس: 152] يعني تلك الفترة، فيقول له المؤمن: هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون [يس: 52].

 

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثني علي بن الحسين بن أبي مريم، عن محمد بن الحسين، حدثني صدقة بن بكر السعدي، حدثني معدي بن سليمان، قال: كان أبو محلم الجسري يجتمع إليه إخوانه، وكان [ص:355] حكيما، وكان إذا تلا هذه الآية: ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون [51، 52]، بكى، ثم قال: إن القيامة لمعاريض، صفة ذهبت فظاعتها بأوهام العقول، أما والله، لئن كان القوم في رقدة مثل ظاهر قولهم لما دعوا بالويل عند أول وهلة من بعثهم، ولم يوقفوا بعد موقف عرض ولا مساءلة، إلا وقد عاينوا خطرا عظيما، وحققت عليهم القيامة بالجلائل من أمرها، ولئن كانوا في طول الإقامة في البرزخ; كانوا يألمون ويعذبون في قبورهم، فما دعوا بالويل عند انقطاع ذلك عنهم إلا وقد نقلوا إلى طامة هي أعظم منه، ولولا أن الأمر على ذلك لما استصغر القوم ما كانوا فيه فسموه رقادا بالنسبة إلى ما يستقبلون من أهوال يوم القيامة، كما يقال هذا الشيء عند هذا الشيء رقادا، وإن كان في الأول شدائد وأهوال، ولكنه بالنسبة إلى ما هو أشد منه وأدهى وأمر كأنه رقاد، وإن في القرآن لدليلا على ذلك، حين يقول: فإذا جاءت الطامة الكبرى [النازعات: 34]، قال: ثم يبكي حتى يبل لحيته.

 

وقال الوليد بن مسلم: حدثني عبد الله بن العلاء، حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي، سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: اجتمع الناس إلى سائح بين [ص:356] العراق والشام في الجاهلية، فقام فيهم فقال: أيها الناس، إنكم ميتون، ثم مبعوثون إلى الإدانة والحساب. فقام رجل فقال: والله لقد رأيت رجلا لا يبعثه الله أبدا، رأيته وقع عن راحلته في موسم من مواسم العرب، فوطئته الإبل بأخفافها، والدواب بحوافرها، والرجالة بأرجلها، حتى رم فلم يبق منه أنملة. فقال السائح: بيد أنك من قوم سخيفة أحلامهم، ضعيف يقينهم، قليل علمهم، لو أن الضبع بيتت تلك الرمة فأكلتها، ثم ثلطتها، ثم غدت عليه الناب فأكلته وبعرته، ثم غدت عليه الجلالة فالتقطته، ثم أوقدته تحت قدر أهلها، ثم نسفت الرياح رماده - لأمر الله يوم القيامة كل شيء أخذ منه شيئا أن يرده، فرده، ثم بعثه الله للإدانة والثواب.

 

وقال الوليد بن مسلم: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ; أن شيخا من شيوخ الجاهلية القساة قال: يا محمد، ثلاث بلغني أنك تقولهن، لا ينبغي لذي عقل أن يصدقك فيهن، بلغني أنك تقول: إن العرب تاركة ما كانت تعبد هي وآباؤها، وإنا سنظهر على كنوز كسرى وقيصر، وإنا سنبعث بعد أن نرم.

 

[ص:357] فقال رسول الله ﷺ: «أجل، والذي نفسي بيده، لتتركن العرب ما كانت تعبد هي وآباؤها، ولتظهرن على كنوز كسرى وقيصر، ولتموتن ثم لتبعثن، ثم لآخذن بيدك يوم القيامة فلأذكرنك مقالتك هذه». قال: ولا تضلني في الموتى ولا تنساني؟ قال: «ولا أضلك في الموتى ولا أنساك». قال: فبقي ذلك الشيخ حتى قبض رسول الله ﷺ، ورأى ظهور المسلمين على كنوز كسرى، وقيصر، فأسلم، وحسن إسلامه، وكان كثيرا ما يسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه نحيبه وبكاءه، في مسجد رسول الله ﷺ لإعظامه ما كان واجه به رسول الله ﷺ، وكان عمر يأتيه ويسكن منه، ويقول: قد أسلمت ووعدك رسول الله ﷺ الود أن يأخذ بيدك، ولا يأخذ رسول الله ﷺ بيد أحد إلا أفلح وسعد، إن شاء الله.

 

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثنا فضيل بن عبد الوهاب، أخبرنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، قال: جاء العاص بن وائل إلى رسول الله ﷺ بعظم حائل ففته، وقال: يا محمد، أيبعث الله هذا؟ قال: «نعم، يميتك الله، ثم يحييك، ثم يدخلك نار جهنم». فنزلت وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم [يس: 78، 79].

 

وقال الضحاك في قوله تعالى: ولقد علمتم النشأة الأولى [ص:358] [الواقعة: 62]،. قال: خلق آدم وخلقكم، فلولا تصدقون [الواقعة: 57]، قال: فهلا تصدقون.

 

وعن أبي جعفر الباقر قال: كان يقال: عجبا لمن يكذب بالنشأة الآخرة، وهو يرى النشأة الأولى، يا عجبا كل العجب لمن يكذب بالنشر بعد الموت، وهو ينشر في كل يوم وليلة. رواه ابن أبي الدنيا.

 

وقال أبو العالية في قوله تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه [الروم: 27]، قال: إعادته أهون عليه من ابتدائه، وكل عليه يسير. رواه ابن أبي الدنيا.

 

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «قال الله تعالى: كذبني عبدي ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، أما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني. وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولدا. وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد». وهو ثابت في الصحيحين

 

[ص:359] وفيهما قصة الذي عهد إلى بنيه إذا مات أن يحرقوه، ثم يذروا - يوم ريح - نصف رماده في البر ونصفه في البحر، وقال: والله لئن قدر الله علي ليعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين. وذلك أنه لم يدخر له عند الله حسنة واحدة. فلما مات فعل به بنوه ما أمرهم به. فأمر الله البر فجمع ما فيه، وأمر البحر فجمع ما فيه، فإذا هو رجل قائم بين يدي ربه، فقال له: ما حملك على هذا؟ قال: خشيتك، وأنت أعلم. قال رسول الله ﷺ: فما تلافاه أن غفر له.

 

وعن صالح المري قال: دخلت المقابر نصف النهار، فنظرت إلى القبور كأنهم قوم صموت، فقلت: سبحان من يحييكم وينشركم من بعد طول البلى. فهتف بي هاتف من بعض تلك الحفر: يا صالح، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون [الروم: 25]. قال: فخررت والله مغشيا علي.============

 

 

ذكر أسماء يوم القيامة

 

 

 

 

قال الحافظ عبد الحق الإشبيلي في كتاب " العاقبة ": يوم القيامة، وما أدراك [ص:360] ما يوم القيامة ؟ يوم الحسرة والندامة، يوم يجد كل عامل عمله أمامه، يوم الدمدمة، يوم الزلزلة، يوم الصاعقة، يوم الواقعة، يوم الراجفة، يوم الواجفة، يوم الرادفة، يوم الغاشية، يوم الداهية، يوم الآزفة، يوم الحاقة، يوم الطامة، يوم الصاخة، يوم التلاق، يوم الفراق، يوم المشاق، يوم الإشفاق، يوم الإشتاق، يوم القصاص، يوم لات حين مناص، يوم التناد، يوم الأشهاد، يوم المعاد، يوم المرصاد، يوم المساءلة، يوم المناقشة، يوم الحساب، يوم المآب، يوم العذاب، يوم الثواب، يوم الفرار لو وجد الفرار، يوم القرار إما في الجنة، وإما في النار، يوم القضاء، يوم الجزاء، يوم البكاء، يوم البلاء، يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا، يوم الحشر، يوم النشر، يوم الجمع، يوم البعث، يوم العرض، يوم الوزن، يوم الحق، يوم الحكم، يوم الفصل، يوم عقيم، يوم عسير، يوم قمطرير، يوم عصيب، يوم النشور، يوم المصير، يوم الدين، يوم اليقين، يوم النفخة، يوم الصيحة، يوم الرجفة، يوم السكرة، يوم الرجة، يوم الفزع، يوم الجزع، يوم القلق، يوم الفرق، يوم العرق، يوم الميقات، يوم تخرج الأموات، يوم تظهر الخبيئات، يوم الانشقاق، يوم الانكدار، يوم الانفطار، يوم الانتشار، يوم الافتقار، يوم الوقوف، يوم الخروج، يوم الانصداع، يوم الانقطاع، يوم معلوم، يوم موعود، يوم مشهود، يوم تبلى السرائر، يوم يظهر ما في الضمائر، يوم لا تجزي نفس عن نفس شيئا، يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، يوم يدعى فيه إلى النار، يوم لا سجن إلا النار، يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم - ولهم اللعنة ولهم سوء الدار - يوم تقلب [ص:361] وجوههم في النار، يوم البروز، يوم الورود، يوم الصدور من القبور إلى الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون، يوم لا تنفع المعذرة، يوم لا يرتجى فيه إلا المغفرة.

 

قال: وأهول أسمائه وأبشع ألقابه يوم الخلود، وما أدراك ما يوم الخلود، يوم لا انقطاع لعقابه، ولا يكشف فيه عن كافر ما به، فنعوذ بالله، ثم نعوذ بالله من غضبه، وعقابه، وبلائه، وسوء قضائه، برحمته وكرمه وجوده وإحسانه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.========

ذكر أن يوم القيامة، هو يوم النفخ في الصور لبعث الأجساد من قبورها، وأن ذلك يكون في يوم الجمعة

 

 

 

 

وقد ورد في ذلك أحاديث:

 

قال الإمام مالك بن أنس، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ " خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة [ص:362] من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة، إلا الجن والإنس، وفيها ساعة لا يصادفها عبد مسلم، وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه ".

 

ورواه أبو داود - واللفظ له - والترمذي من حديث مالك. وأخرجهالنسائي، عن قتيبة، عن بكر بن مضر، عن ابن الهاد، به نحوه، وهو أتم.

 

وقد روى الطبراني في " معجمه الكبير "، من طريق آدم بن علي، عن ابن عمر مرفوعا«ولا تقوم الساعة إلا في الأذان». قال الطبراني: يعني أذان الفجر يوم الجمعة.

 

وقال الإمام محمد بن إدريس الشافعي في " مسنده ": أخبرنا إبراهيم بن محمد، حدثني موسى بن عبيدة، حدثني أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة، عن عبيد الله بن عمير، أنه سمع أنس بن مالك يقول: أتى جبريل بمرآة بيضاء فيها وكتة إلى النبي ﷺ، قال النبي ﷺ«ما هذه؟». قال: هذه الجمعة فضلت بها أنت وأمتك، فالناس لكم فيها تبع اليهود، والنصارى، ولكم فيها خير، وفيها ساعة لا يوافقها مؤمن يدعو الله بخير إلا استجيب له، وهو عندنا يوم المزيد. قال النبي ﷺ " يا جبريل، وما يوم المزيد؟ " قال: إن ربك [ص:363] اتخذ في الفردوس واديا أفيح، فيه كثب مسك، فإذا كان يوم الجمعة، أنزل الله ما شاء من الملائكة، ونزل على كرسيه، وحف حوله منابر من نور، عليها مقاعد النبيين، وحف تلك المنابر بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد، عليها الشهداء والصديقون، فجلسوا من ورائهم، على تلك الكثب، فيقول الله: أنا ربكم، قد صدقتم وعدي، فسلوني أعطكم. فيقولون: ربنا، نسألك رضوانك. فيقول: قد رضيت عنكم، ولكم علي ما تمنيتم، ولدي مزيد. فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير، وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش، وفيه خلق آدم، وفيه تقوم الساعة.

 

ثم رواه الشافعي، عن إبراهيم بن محمد، أيضا، حدثني أبو عمران إبراهيم بن الجعد، عن أنس، شبيها به، قال: وزاد فيه أشياء. قلت: وسيأتي ذكر هذا الحديث، إن شاء الله تعالى، في كتاب صفة الجنة بشواهده وأسانيده، وبالله المستعان.

 

وقال الإمام أحمد، حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس الثقفي، قال: قال رسول الله ﷺ " من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم [ص:364] معروضة علي ". فقالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ يعني وقد بليت. قال: «إن الله عز وجل، حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء صلوات الله عليهم». ورواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، من حديث الحسين بن علي الجعفي مثله. وفي رواية لابن ماجه عن شداد بن أوس، بدل أوس بن أوس، قال شيخنا وذلك وهم.

 

وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، حدثنا زهير، يعني ابن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري، عن أبي لبابة بن عبد المنذر، أن رسول الله ﷺ قال: «سيد الأيام يوم الجمعة وأعظمها عنده، وأعظم عند الله، عز وجل، من يوم الفطر ويوم الأضحى، وفيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم، وأهبط الله فيه أدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئا إلا آتاه الله تبارك وتعالى إياه، ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرب، ولا سماء، ولا أرض، ولا رياح، ولا جبال، ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة». ورواه ابن ماجه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن أبي بكير، عن زهير، به.

 

وقد روى الطبراني عن ابن عمر مرفوعا: " إن الساعة تقوم وقت الأذان [ص:365] للفجر من يوم الجمعة ".

 

وقد حكى أبو عبد الله القرطبي في " التذكرة " أن قيام الساعة يوم جمعة للنصف من شهر رمضان. وهذا غريب يحتاج إلى دليل.

 

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثنا أحمد بن كثير، حدثنا قرط بن حريث أبو سهل، عن رجل من أصحاب الحسن، قال: قال الحسن: يومان وليلتان لم يسمع الخلائق بمثلهن قط، ليلة تبيت مع أهل القبور، ولم تبت ليلة قبلها مثلها، وليلة صبيحتها تسفر عن يوم القيامة، ويوم يأتيك البشير من الله إما بالجنة وإما بالنار، ويوم تعطى كتابك إما بيمينك وإما بشمالك. وكذا روي عن عامر بن قيس، وهرم بن حيان وغيرهما؟ أنهم كانوا يستعظمون الليلة التي يسفر صبيحتها عن يوم القيامة.

 

وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير العبدي "، حدثني محمد بن سابق، حدثنا مالك بن مغول، عن جنيد قال: بينما الحسن في يوم من رجب في المسجد، وفي يده قليلة، وهو يمص ماءها، ثم يمجه في الحصى، إذ تنفس تنفسا شديدا، ثم بكى حتى أرعد منكباه، ثم قال: لو أن بالقلوب حياة، لو أن بالقلوب صلاحا، لأبكيتكم من ليلة صبيحتها يوم [ص:366] القيامة. أي: ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة، ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر فيه عورة بادية، ولا عينا باكية من يوم القيامة=============

 

 

ذكر أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة رسول الله ﷺ

 

 

 

 

قال مسلم بن الحجاج: حدثني الحكم بن موسى أبو صالح، حدثنا هقل، يعني ابن زياد، عن الأوزاعي، حدثني أبو عمار، حدثني عبد الله بن فروخ، حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع».

 

وقال هشيم، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله ﷺ «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر».

 

وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا أبو خيثمة، أخبرنا حجين بن المثنى، أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن [ص:367] عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: ( ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث، فإذا موسى آخذ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور، أو بعث قبلي ؟ ). وهو في الصحيح بقريب من هذا السياق.

 

والحديث في صحيح مسلم: «أنا أول من تنشق عنه الأرض، فأجد موسى باطشا بقائمة العرش، فلا أدري أفاق قبلي، أم جوزي بصعقة الطور».

 

فذكر موسى في هذا السياق فيه نظر، ولعله من بعض الرواة; دخل عليه حديث في حديث ; فإن الترديد هاهنا فيه لا يظهر، لا سيما قوله«أم جوزي بصعقة الطور».

 

وقال ابن أبي الدنيا أيضا: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، أخبرنا سفيان، هو ابن عيينة، عن عمرو، هو ابن دينار، عن عطاء، وابن جدعان، عن سعيد بن المسيب، قال: كان بين أبي بكر وبين يهودي منازعة، فقال اليهودي: والذي اصطفي موسى على البشر. فلطمه أبو بكر، فأتى اليهودي رسول الله ﷺ، فقال: «يا يهودي، أنا أول من تنشق عنه الأرض، فأجد موسى متعلقا بالعرش، فلا أدري هل كان قبلي، أو جوزي بالصعقة».

 

وهذا مرسل من هذا الوجه، والحديث في الصحيحين من غير وجه [ص:368] بألفاظ مختلفة; وفي بعضها أن اللاطم لهذا اليهودي إنما هو رجل من الأنصار، لا الصديق. فالله أعلم.

 

ومن أحسنها سياقا: " إذا كان يوم القيامة، فإن الناس يصعقون، فأكون أول من يفيق، فأجد موسى باطشا بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أصعق فأفاق قبلي، أم جوزي بصعقة الطور ). وهذا كما سيأتي بيانه يقتضي أن هذا الصعق يكون في عرصات القيامة، وهو صعق آخر غير المذكور في القرآن، وكأن سبب هذا الصعق في هذا الحديث التجلي، يعني تجلي الرب سبحانه إذا جاء لفصل القضاء، فيصعق الناس كما خر موسى صعقا يوم الطور. والله أعلم.

 

 

 

 

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: أخبرنا إسحاق بن إسماعيل، أخبرنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن الحسن، قال: قال رسول الله ﷺ «كأني أراني أنفض رأسي من التراب، فألتفت، فلا أرى أحدا إلا موسى متعلقا بالعرش، فلا أدري أممن استثنى الله أن لا تصيبه النفخة، أم بعث قبلي».

 

وهذا مرسل أيضا، وهو أضعف.

 

وقال الحافظ أبو بكر البيهقي حدثنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالا حدثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق [ص:369] الصغاني، حدثنا عمرو بن محمد الناقد، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا موسى بن أعين، عن معمر بن راشد، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، عن عبد الله بن سلام، قال: قال رسول الله ﷺ «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض، وأنا أول شافع ومشفع، بيدي لواء الحمد تحتي آدم فمن دونه». لم يخرجوه، وإسناده لا بأس به.

 

وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا أبو سلمة المخزومي، أنبأنا عبد الله بن نافع، عن عاصم بن عمر، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن، عن سالم بن عبد الله، وقال غير أبي سلمة: عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم ( أنا أول من تنشق عنه الأرض، ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم أذهب إلى أهل البقيع، فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة فيحشرون معي، فأحشر بين الحرمين ).

 

وقال أيضا: أخبرنا الحكم بن موسى، أخبرنا سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، قال: دخل رسول الله ﷺ المسجد، وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وهو متكئ عليهما، قال: ( هكذا نبعث يوم القيامة ).

 

وقال ابن أبي الدنيا: حدثني محمد بن الحسين، حدثنا قتيبة بن سعيد، [ص:370] أخبرنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نبيه بن وهب، أن كعب الأحبار قال: ما من فجر يطلع إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة، حتى يحفوا بالقبر، يضربون بأجنحتهم، ويصلون على النبيﷺ، حتى إذا أمسوا عرجوا، وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك، حتى إذا انشقت الأرض خرجﷺ في سبعين ألفا من الملائكة يوقرونهﷺ.

 

وأخبرنا هارون بن عمر القرشي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا مروان بن سالم، عن يونس بن سيف، قال: قال رسول الله ﷺ: «يحشر الناس رجالا، وأحشر راكبا على البراق، وبلال بين يدي، على ناقة حمراء، فإذا بلغنا مجمع الناس نادى بلال بالأذان، فإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله صدقه الأولون والآخرون». وهذا مرسل من هذا الوجه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تابع أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار

أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار   ج1وج2. ج / 1 ص -3- بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة التحقيق: لا نعرف عن بدايات التأليف في...