اللهم استجب

سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القدير المقتدر الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور... الواحد الأحد الواجد الماجد الملك المغيث لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ..لك الملك ولك الحمد وأنت علي كل شيئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بك وأستغفرك اللهم بحق أن لك هذه الأسماء وكل الأسماء الحسني وحق إسمك الأعظم الذي تعلمه ولا أعلمه أسألك أن تَشفني شفاءا لا يُغادر سقما وأن تَكفني كل همي وتفرج كل كربي وتكشف البأساء والضراء عني وأن تتولي أمري وتغفر لي ذنبي وأن تشرح لي صدري وأن تُيسر لي أمري وأن تحلل عُقْدَةً  من لساني يفقهوا قولي وأن تغنني بفضلك عمن سواك اللهم أصلحني: حالي وبالي وأعتقني في الدارين وخُذ بيدي يا ربي وأخرجني من الظلمات الي النور بفضلك  وأن ترحم وتغفر لوالديَّ ومن مات من اخوتي وان تغفر لهم أجمعين وكل من مات علي الايمان والتوبة اللهم آمين  //اللهم تقبل/ واستجب//https://download.tvquran.com/download/selections/315/5cca02c11a61a.mp3

المصحف

 تحميل المصحف

القرآن الكريم وورد word doc icon تحميل المصحف الشريف بصيغة pdf تحميل القرآن الكريم مكتوب بصيغة وورد تحميل سورة العاديات مكتوبة pdf

Translate

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

كتاب امالي الشجري

امالي الشجري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الأول والآخر. والباطن والظاهر. العزيز القاهر. ذي النعم الغامرة. والآلاء المتظاهرة. وصلواته على رسوله سيدنا محمد النبي المؤيد بالآيات الباهرة. والحجج الظاهرة.

جمال الدنيا والآخرة. المبعوث بالمقام المحمود. والمخصوص بالشفاعة في اليوم الموعود.

وصاحب الحوض المورود. وعلى أهل بيته الطيبين، وسلالته المنتخبين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

"أما بعد" فإنه لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله الترغيب في جمع كلامه، والحث على حفظ نظامه، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله فقيهاً وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً"، شرع كل راغب من أهل العلم في طلب هذه الفضيلة، وبلوغ هذه المرتبة الجليلة، وكان مما روى عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الأخبار "أمالي السيد الإمام المرشد بالله يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل الحسني المعروف بابن الشجرى، رضوان الله عليه، وكان من أعظمها قدراً، وأجلها خطراً، أماليه عليه السلام المعروفة "بالخميسيات" إذ كانت نوبة إملائه لها يوم الخميس في كل أسبوع إلى أن أتى على آخرها وهي من محاسن الأخبار وأجمعها للفوائد، وأصحها أسانيد عند علماء هذا الشأن، وزينها بالغرر والدرر من الأحاديث المروية عن أولاد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكانت مجالس غير منتظمة الفوائد على عادة أمالي الرواة والمحدثين من المتقدمين والمتأخرين، رحمة الله تعالى عليهم أجمعين، فرأى ذلك سيدنا القاضي الإمام شمس الدين جمال المسلمين جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى رضوان الله عليه، فرتب مجالسها، ونظم متجانسها، وبوبها أبواباً سبعة وعشرين باباً كاملة الأسانيد، وأتى في ذلك بما يقتضيه علمه الفائق، ونظره الرائق. وكنت ممن رغب فيما عند الله عز وجل وما رغب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك، فرتبت من هذا الكتاب المذكور أربعين حديثاً من محاسنه في أربعين فناً كاملة الأسانيد بعد صحة سماعي لجميع هذا الكتاب المرتب منه ما ذكرناه قراءة على سيدنا القاضي الأجل شمس الدين المقدم ذكره رضوان الله عليه تبركاً بالخبر المتقدم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما جانسه من الأخبار المروية في هذا الباب من كتابنا هذا وغيره المرغبة في مثل ذلك، ثم أضفت إلى

كل خبر منها ما يليق به أو يقرب منه من سائر أخبار هذا الكتاب المذكور، وقد احتوت على سائرها إلا ما سقط سهواً، غير أني حذفت أسانيدها من حيث أن سماعها قد صح لي في نسخ الأصول مستوفي بحمد لله تعالى ومنه، فاعتمدت على ذلك وأرسلت كثيراً من المتون إرسالاً، وما يقارب معناه من الأخبار، اعتمدت على أتمها رواية ولفظاً ومعنى، وحكيت أن ما وجد فيه مثله أو قريب منه، ليسهل على الناظر فيه طلب مرامه من ذلك. وكان من جملة هذه الأمالي قطعة اختص بروايتها الشريف الأجل الكبير العالم الأوحد الزاهد عماد الدين زين الإسلام تاج العترة الحسن بن عبد الله بن الهادي إلى الحق عليهم السلام، فأجازها لي الشريف الأمير الأجل الفاضل بدر الدين فخر المسلمين الداعي إلى الحق المبين، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الهادي إلى الحق عليهم السلام، مع جملة هذا الكتاب المذكور، مناولة لجميعه من يده الشريفة إلى يدي وإجازته لي روايته عنه، فجعلت هذه القطعة مفردة في آخر الكتاب، وحذفت أسانيدها بعد صحة روايتي لها بهذه الطريقة المذكورة ولم أر إدخالها في جملة الأخبار المتقدمة لاختلاف طريق روايتي لذلك، ولقلة التمكن في الحال من إلحاق كل شيء منها بما يليق به من الكتاب.

ثم رأيت بعد ذلك ترتيب هذه النسخة الكاملة التي رواها السيد الشريف الأجل الكبير العالم الحسن بن عبد الله بن الهادي إلى الحق عليهم السلام، على ما رتبت سماعي منها على سيدنا القاضي الأجل شمس الدين رضوان الله عليه، كاملة الأسانيد مستوفاة الأخبار من غير إخلال بشيء من ذلك، وأضفت إلى كل حديث من الأربعين التي في أوائل كل فن منها، ما يليق به أو ما يقرب منه من الأخبار والزوائد، والروايات والفوائد، بعد صحة روايتي لجملة الكتاب مناولة من يد سيدنا الشريف الأمير الأجل الفاضل بدر الدين فخر المسلمين الداعي إلى الحق المبين، أبي عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر ابن الهادي إلى الحق عليهم السلام، من يده الشريفة إلى يدي وإجازته لي روايته عنه على الوجه الذي يرويه عليه، وهو يروي عن الشريف الأجل تاج العترة الحسن بن عبد الله، هذا بطريق المناولة، وهو يرويه عمن أثبت اسمه في صدر الكتاب بطرقه المذكورة هنالك، والله سبحانه الموفق للصواب، ومنه سبحانه أستمد التوفيق والتسديد والعون والتأييد، في كافة الأسباب، إنه سميع مجيب.

"الحديث الأول" في الإيمان وكلمة التوحيد وصفة المؤمن وحرمته وما يتصل بذلك.

الحديث الثاني العلم وفضله وما يتصل بذلك.

"الحديث الثالث" في ذكر ما ينبغي أن يكون عليه العالم والمتعلم وما يتصل بذلك.

"الحديث الرابع" في القرآن الكريم وفضله وما يتصل بذلك.

"الحديث الخامس" في فضل النبي صلى الله عليه وسلم وفضل الصلاة عليه وعلى آله وما يتصل بذلك.

"الحديث السادس" في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وما يتصل بذلك.

"الحديث السابع" في فضل أهل البيت كافة عليهم السلام وما يتصل بذلك.

"الحديث الثامن" في فضل الحسين عليه السلام وذكر مصرعه وسائر أخباره وما يتصل بذلك.

"الحديث التاسع" في التوبة وما يتصل بذلك.

"الحديث العاشر" في الصلاة وقيام الليل وفضل التهجد وما يتصل بذلك.

"الحديث الحادي عشر" في الدعاء وفضله وما يتصل بذلك.

"الحديث الثاني عشر" في فضل الصوم وفضل شهر رمضان وما يتصل بذلك.

"الحديث الثالث عشر" في ذكر ليلة القدر وفضلها وما يتصل بذلك.

"الحديث الرابع عشر" في عيد الفطر وفضله وصدقة الفطر وما يتصل بذلك.

"الحديث الخامس عشر" في ذكر الحج وفضله وما يتصل بذلك.

"الحديث السادس عشر" في ذكر الأيام العشر وعيد النحر وما يتصل بذلك.

"الحديث السابع عشر" في ذكر عاشوراء وفضله وما يتصل بذلك.

"الحديث الثامن عشر" في صوم رجب وفضله وما يتصل بذلك.

"الحديث التاسع عشر" في فضل شعبان وصومه وما يتصل بذلك.

"الحديث العشرون" في بر الوالدين وما يتصل بذلك.

"الحديث الحادي والعشرون" في صلة الرحم وما يتصل بذلك.

"الحديث الثاني والعشرون" في الأخوة في الله سبحانه وتعالى وفضلها وما يتصل بذلك.

"الحديث الثالث والعشرون" في زيارة الإخوان وفضلها وما يتصل بذلك.

"الحديث الرابع والعشرون" في ذكر معاشرة الناس واختلاف عاداتهم وما يتصل بذلك.

"الحديث الخامس والعشرون" في ذم الاقتصار على الدنيا وجمع المال وما يتصل بذلك.

"الحديث السادس والعشرون" في فضل قضاء حوائج المسلمين وما يتصل بذلك.

"الحديث السابع والعشرون" في الصبر على الشدائد وفضله وما يتصل بذلك.

"الحديث الثامن والعشرون" في الحياء وفضله وما يتصل بذلك.

"الحديث التاسع والعشرون" في مدح القناعة والاجتزاء باليسير وما يتصل بذلك.

"الحديث الثلاثون" في الغيبة وذم أهلها وما يتصل بذلك.

"الحديث الحادي والثلاثون" في ذكر الكبر وذم أهله وما يتصل بذلك.

"الحديث الثاني والثلاثون" في ذكر الرياء وشر عاقبته وما يتصل بذلك.

"الحديث الثالث والثلاثون" في ذكر الولاة والأمراء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يتصل بذلك.

"الحديث الرابع والثلاثون" في ذكر القضاة وإكرام الشهود وما يتصل بذلك.

"الحديث الخامس والثلاثون" في ذكر الشيب والعمر ولطف الله تعالى بالمعمرين وما يتصل بذلك.

"الحديث السادس والثلاثون" في ذكر آخر الزمان وأشراط الساعة وآماراتها وما يتصل بذلك.

"الحديث السابع والثلاثون" في ذكر المرض والعوض وما يتصل بذلك.

"الحديث الثامن والثلاثون" في ذكر عيادة المرضى وفضلها وما يتصل بذلك.

"الحديث التاسع والثلاثون" في ذكر الموت واختلاف أحوال الموتى وذكر عذاب القبر وثوابه إلخ.

"الحديث الأربعون" في قضية المحشر وهوله وذكر الجنة والنار وما يتصل بذلك. وبذلك يتم ما رمناه من ترتيب هذا الكتاب. ونسأل الله عز وجل حسن الخاتمة والتوفيق في كافة الأسباب.

 

الأحاديث

الحديث الأول

الإيمان وكلمة التوحيد

وصفة المؤمن وحرمته وما يتصل بذلك

أخبرنا الشيخ الأجل السيد الإمام محي الدين وزين الموحدين بقية السلف أحفظ الحفاظ أبو عبد

الله محمد بن أحمد بن الوليد القرشي الصنعاني قراءة عليه. قال أخبرنا الشريف الأمير الأجل الفاضل بدر الدين فخر المسلمين الداعي إلى الحق المبين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الهادي إلى الحق عليهم السلام، مناولة في رمضان من سنة سبع وتسعين وخمسماية بمدينة "صعدة" المحروسة بالمشاهد المقدسة على ساكنيها السلام. قال وأنا أرويه مناولة وإجازة عن السيد الشريف الأجل عماد الدين الحسن ابن عبد الله رحمه الله تعالى. قال أخبرنا القاضي الإمام العالم الأوحد الزاهد قطب الدين شرف الإسلام عماد الشريعة أحمد بن أبي الحسن بن علي القاضي الكنى أدام الله تأييده بقراءته علينا في ذي القعدة سنة اثنين وخمسين وخمسماية. قال أخبرنا القاضي الإمام المرشد أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني رحمه الله تعالى في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة قراءة عليه. قال أخبرني والدي الشيخ أبو سعد المظفر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني. قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن جعفر بن الحسن ابن محمد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.

"ح" قال وأخبرنا الشيخ القاضي الإمام العالم الزاهد الأوحد قطب الدين شرف الإسلام أحمد بن أبي الحسن الكنى أدام الله تأييده. قال أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي القاسم باب الآذوني رحمه الله قراءة عليه سنة ست وثلاثين وخمسماية. قال حدثنا المرشد بالله إملاء في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين وأربعماية. قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم السمسمار المعروف بابن غيلان بقراءتي عليه غير مرة. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه. قال حدثنا عبد الله بن روح المدايني ومحمد بن رزيح البراز. قال حدثنا يزيد بن هارون. قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص يقول سمعت عمر بن الخطاب على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنية وإنما لكل امرئ ما نوى: فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله، فهجرته إلى الله وإلى رسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما

هاجر إليه".

وبهذين الإسنادين إلى السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه قال أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن علي ابن محمد البيع المعروف بابن مورى. قال حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن حمان الجواليقي وكان ثقة. قال حدثنا محمد بن أيوب قال أخبرنا مسدد قال حدثنا حماد عن المعلا بن زياد عن معاوية بن قرة عن معقل ابن يسار قال. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العبادة في الهرج كهجرة إلى".

 

"وبه"

قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان. قال أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال أخبرنا إدريس بن جعفر. قال حدثنا يزيد بن هارون.

قال حدثنا سعيد، عن قتادة عن أنس عن أسيد بن حضير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأنصار: "إنكم سترون من بعدي أثرة، قالوا فما تأمرنا؟ قال اصبوا حتى تلقوني على الحوض".

 

"وبه"

قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم الحزاز، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز. قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا. قال حدثنا الفضل بن غانم.

قال حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله فقيهاً وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً".

 

"وبه"

قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة. قال أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال حدثنا أبو مسلم الكشي. قال حدثنا أبو عاصم عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي كبشة السلولي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".

 

"وبه"

قال أخبرنا والدي رضي الله عنه من لفظه وحفظه. قال حدثنا قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد. قال حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن القطان بقزوين. قال حدثنا أبو حاتم الرازي وعلي بن عبد العزيز. قال حدثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي.

قال حدثنا علي بن موسى الرضي، عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين، عن جده علي بن أبي طالب عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان"

"وبه"

قال قال لنا والدي رضي الله عنه، قال قاضي القضاة وذكر أبو الحسن القطان عن أبي حاتم عن عبد السلام أنه قال: هذا إسناد لو قرئ في أذن مجنون لبرئ.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي. قال حدثنا أبو عمر محمد ابن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية الخزار، قال حدثنا أبو عبيدة محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي. قال حدثنا أبي. قال حدثنا بشر بن محمد السكري. قال حدثنا أبو عوانة عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عمر وغيره قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله عز وجل ولا العمل فيهن أفضل من هذه الأيام العشر، فأكثروا من التهليل والتحميد والتكبير".

 

"وبه"

قال أخبرنا القاضي أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي والحسن بن علي بن محمد الجوهري، بقراءتي على كل واحد منهما. قالا أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني، قال الجوهري قراءة عليه، وقال ابن التوزي إجازة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد ابن عبيد. قال حدثني الحسين بن الحكم الحبري الكوفي. قال حدثنا حسن بن حسين. قال حدثنا حيان ابن علي عن الكنى عن أبي صالح ابن عباس قال: فيما نزل القرآن في خاصة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أهل بيته عليهم السلام دون الناس من سورة البقرة "وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات" الآية أنها نزلت في علي وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب.

 

"وبه"

قال أنشدنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي. قال أنشدنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن بخيت. قال أنشدنا هلال بن العلاء" متى تريد الشفاء لكل غيظ=فكن مما يغيظك في ازدياد إذا ما المرء لم يخلق لبيباً=فليس اللب عن قدم الولاد أخبرنا الأمير الأجل بدر الدين أيده الله تعالى. قال أخبرنا الأمير الأجل عماد الدين أعزه الله تعالى. قال أخبرنا القاضي الأجل الإمام أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله تعالى. قال أخبرنا أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده. قال حدثنا السيد الإمام الأجل المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني رحمهما الله تعالى في يوم الخميس العشرين من المحرم. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل. قال حدثني الحسن بن قرعة.

قال حدثنا سفيان بن حبيب عن شعبة عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن الطفيل بن أبي عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "وألزمهم كلمة التقوى، قال: لا إله إلا الله".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن علي بن أحمد الحسين الجورذاني المقرئ بقراءتي عليه بأصفهان. قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن شهدل المديني. قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة. قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله. قال حدثنا أبي. قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي عن سفيان الثوري ومحمد بن خالد، عن سلمة بن كهيل عن عباية بن ربعي: "وألزمهم كلمة التقوى، قال: لا إله إلا الله. "وبإسناده" عن أبي حمزة عن علي بن الحسين، وعن أبي جعفر وزيد بن علي عليهم السلام "كلمة التقوى" قال التوحيد. "وبإسناده" عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس: "وألزمهم كلمة التقوى" قال: كلمة الإخلاص.

"وبه" قال أخبرنا المطهر بن محمد بن علي بن محمد العبدي الخطيب واللفظ له، وأبو بكر محمد ابن علي بن أصيل بن إبان بن الوليد بأصفهان. قالا حدثنا أبو بكر محمد بن علي الغزال. قال حدثنا أبو بكر محمد بن الأغلب. قال حدثنا أحمد بن علي بن الحسن الأنصاري.

قال حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، قال كنت مع علي بن موسى الرضي عليهما السلام وهو راكب على بغلة شهباء -ثم قال أبو الصلت الهروي لا أدري أكانت بغلة أو بغلاً- فدخل نيسابور وغدا في طلبه علماء البلد: أحمد بن حرب وياسين بن النصر ويحيى بن يحيى وعدة من أهل العراق، فتعلقوا بلجامه في المرابعة، فقالوا بحق آبائك الطاهرين حدثنا حديثاً سمعته من أبيك، فقال حدثني: أبي العبد الصالح موسى بن جعفر، قال حدثني أبي الصادق المصدوق جعفر بن محمد، قال حدثني أبي باقر علم الأنبياء محمد بن علي. قال حدثني أبي سيد العابدين علي بن الحسين. قال حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي، قال حدثني أبي سيد العرب علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم .يقول: "الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان".

"وبإسناده" عن المطهر خاصة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال الله عز وجل: لا إله إلا الله حصني، فمن دخله أمن من عذابي". قال أحمد بن حنبل لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنونه.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه قال أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن همام بن المطلب الشيباني الحافظ البغدادي. قال حدثنا محمد بن الفضل بن حسان الخلفاني في جامع قوص بالصعيد الأعلى. قال حدثنا أحمد بن يحيى بن الحارث الأحميمي. قال حدثنا يحيى بن سلام الأفريقي. قال حدثنا همام بن يحيى عن إبان بن أبي عياش عن نفيع بن الحارث عن زيد ابن أرقم، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تزال شهادة أن لا إله إلا الله تحجز غضب الله عز وجل عن الناس ما لم يبالوا ما ذهب من دنياهم إذا صلح لهم دينهم، فإذا لم يبالوا ما ذهب من دينهم إذا صلحت لهم دنياهم فإذا قالوها حينئذ قيل كذبتم لستم من أهلها".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي الزاهد المعروف بابن القزويني بقراءتي عليه في مسجد الحربية. قال أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات. قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخزومي سنة اثنتين وثلاثمائة.

قال حدثنا الفضل بن غانم قال حدثنا مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال في

كل يوم مائة مرة لا إله إلا الله الحق المبين، كان له أماناً من الفقر وأمن من وحشة القبر واستجلب له الغنى واستقرع به باب الجنة".

"وبه" قال لنا علي بن عمر، قال لنا عمر بن محمد، قال لنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب، قال الفضل بن غانم: والله لو خرجت في هذا الحديث إلى اليمن لكان قليلاً.

"وبه" قال أخبرنا علي بن عمر هذا، قال أخبرنا عمر بن محمد. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الحراني. قال حدثنا علي بن سخت بن الخليل الواسطي. قال حدثنا أحمد بن دهثم الأسدي، عن مالك ابن أنس عن نافع عن بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال لا إله إلا الله الحق المبين مائة مرة، استجلب له الغنى، وأمن من الفقر، وأمن من وحشة القبر واستقرع بها باب الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف بقراءتي عليه بأصفهان. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان. قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم. قال حدثنا أبو زرعة يعني الرازي. قال حدثنا عثمان بن ابي شيبة. قال حدثنا حكام عن الحسن بن عميرة، قال قيل للحسن إن أناساً يقولون: من قالا لا إله إلا الله دخل الجنة، قال من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إسماعيل الظاهري المعافري بقراءتي عليه في جامع المنصور. قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين إملاء من لفظه. قال حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي. قال حدثنا عبيد الله بن يحيى الرهاوي. قال حدثنا موسى بن إبراهيم المديني. قال حدثنا طلحة بن خراش عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله".

"وبه" قال أخبرنا الشريف عبد الصمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون الهاشمي ومحمد بن عبد الواحد بن محمد الحريري ومحمد بن عبد الملك القرشي بقراءتي على كل واحد منهم. قالوا أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد السكري الحربي قراءة عليه. قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الله بن عبد الجبار الصوفي. قال حدثنا سويد بن سعيد. قال حدثنا الوليد بن محمد الموقري عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن

أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله، وأنزل الله تعالى في كتابه وذكر قوماً استكبروا فقال: "إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون" وقال عز وجل "إذا جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها" وهي لا إله إلا الله محمد رسول الله، استكبر عنها المشركون يوم الحديبية، ثم كاتبهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قضية المدة.

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو الحسين بن محمد ابن موسى بن عيسى الحافظ. قال حدثنا محمد بن محمد بن سليمان. قال حدثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي قال حدثنا عمران بن عيينة عن عطاء بن السايب عن الزهري محمد بن مسلم: قال كنت عند هشام بن عبد الملك لعنهما الله تعالى، فقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ولمن خاف مقام ربه جنتان" قال أبو هريرة: يا رسول الله: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق"، قال الزهري، فقلت إنما كان هذا قبل أن تنزل الفرائض، فلما نزلت الفرائض ذهب هذا.

"وبه" قال حدثنا أحمد بن علي بن ثابت الحافظ إملاء. قال أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري بالري. قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي بنيسابور، قال سمعت أبا جعفر التستري يقول: حضرنا أبا زرعة بماشهران فكان في السوق وعنده أبو حاتم ومحمد بن مسلم والمنذر بن شاذان وجماعة العلماء فذكروا حديث التلقين. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" فاستحيوا من أبي زرعة وهابوا أن يلقنوه فقال تعالوا نذكر الحديث، فقال محمد بن مسلم حدثنا الضحاك بن مخلد عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح وجعل يقول ولم يحاور. وقال أبو حاتم حدثنا بيدار. قال حدثنا أبو عاصم عن عبد الحيمد بن جعفر عن صالح ولم يحاور والباقون سكتوا. فقال أبو زرعة وهو في السوق: حدثنا بيدار حدثنا أبو عاصم. قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن صالح ابن أبي عريب عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ بن جبل. قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة وتوفى رحمه الله".

"وبه: قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البيدار ومحمد بن عبد العزيز بن إسماعيل السككى بقراءتي على كل واحد منهما قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ولفظ الحديث له "ح" قال وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قالا حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري. قال حدثنا أبو عاصم عن عبد الحميد يعني بن جعفر. قال حدثني صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل. قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" قال كأنما حدثت به عن أبي زرعة وأبي حاتم ومات أبو زرعة آخر يوم من سنة أربع وستين ومائتين ودفن أول يوم من سنة خمس وستين.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن محمد المؤدب بقراءتي عليه. قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا إسحاق بن أحمد. قال حدثنا محمد بن إبان البلخي. قال حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الصنعاني عن محمد بن سعيد بن رمانة عن أبيه. قال قيل لوهب بن منبه أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: نعم، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان، فمن جاء بأسنانه فتح له وإلا لم يفتح.

"وبه" قال أنشدني أبو العباس أحمد بن الحسن الشادباشي المؤدب إملاء. قال أنشدني أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا لنفسه.

إن كان عفوك لا يرجوه ذو شرف=فمن يجود على العاصين بالنعم "غيره" مالي إليك وسيلة إلا الرجا=وجميل ظني ثم إني مسلم "وبه" قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه يوم الخميس. قال أخبرنا محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقرئ بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن سهول المديني. قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن ابن عقدة. قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله.

قال حدثنا أبي. قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي، عن سعيد عن الأصبغ عن علي عليه السلام: "فقد استمسك بالعروة الوثقى" قال لا إله إلا الله.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس مثله. "وبإسناده" قال

حدثنا حصين عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس مثله. "وبإسناده" عن حنظلة عن مجاهد عن ابن عباس قال: "كلمة الإخلاص لا إله إلا الله" . "وبإسناده" قال حدثنا حصين عن أبي حمزة عن أبي جعفر وزيد ابن علي عليهما السلام "فقد استمسك بالعروة الوثقى" قال كلمة التوحيد لا إله إلا الله.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد أيوب الطبراني. قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي. قال حدثنا سفيان بن عامر عن ابن طاوس عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي. قال حدثنا علي بن الحسن بن عبد ربه الحزار.

قال حدثنا أبو النظر. قال حدثنا أبو جعفر الرازي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة. قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا بها مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا إسحاق بن أحمد. قال حدثنا إسماعيل بن يزيد. قال حدثنا يحيى بن سليم. قال حدثنا محمد بن عجلان عن سهل بن أبي صالح عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الإيمان بضع وسبعون باباً أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها رفع الأذى عن الطريق".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة. قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن عبيد الكوفي. قال حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان. قال حدثنا أبي. قال حدثنا مخلد بن شداد. قال حدثنا محمد بن عبيد الله العزرمي عن زبيد بن الحارث عن مرة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

"الإيمان عريان ولباسه التقوى ورأسه الحياء وماله الفقه وثمرته العلم".

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قراءة عليه قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ. قال حدثنا أحمد بن محمد بن هلال. قال حدثنا الحسين بن علي بن الأسود قال حدثنا أبو أسامة عمر بن حمزة العمري عن أبي سهل نافع بن مالك عن أنس بن مالك. قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا إله إلا الله تمنع العباد من سخط الله مالم يؤثروا صفقة دنياهم على دينهم فإذا آثروا صفقة دنياهم على دينهم قالوا لا إله إلا الله ردت عليهم وقال الله كذبتم".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الوراق الأرجي. قال حدثنا علي بن عمر بن أحمد الدار قطني الحافظ. قال حدثنا عبد الله بن إسحاق المروزي. قال حدثنا إبراهيم بن راشد قال حدثنا سعيد ابن شعبة بن الحجاج. قال سمعت أبي عن أبي إسحاق عن الأعرابي مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا قال العبد لا إله إلا الله قال الرب جل اسمه صدق عبدي".

"وبه" قال حدثنا أبو القاسم علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق إملاء في مسجده في شارع ابن أبي عوف ببغداد: قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي. قال حدثنا محمد ابن إبراهيم بن حمدون الخراز الكوفي. قال حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن بكر بن شهاب، قال وكان بخراسان، عن عمران المنقري عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا دخل المسلم السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو الحي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له بها ألف ألف حسنة، ومحا بها عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بيت في الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رسته بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه. قال حدثنا عمر بن محمد بن يوسف البغدادي إملاء بالبصرة. قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي. قال حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب. قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد عن الوليد بن مسلم عن حمران عن عثمان. قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة"

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريق الكبير. قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الحاركي قال حدثنا أبو العباس محمد بن حيان المازني البزار. قال حدثنا مسدد. قال حدثنا إسماعيل. قال حدثنا خالد الحذاء عن الوليد بن مسلم عن حمران عن عثمان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي وأبو منصور محمد بن محمد بن السواق بقراءتي على كل واحد منهما. قالا أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماشي.

قال حدثنا موسى بن إسحاق. قال حدثنا خالد بن يزيد. قال حدثنا سلمة، قال سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من هلل مائة وكبر مائة كانت خيراً له من عشر رقاب يعتقها ومن سبع بدنات ينحرها عند بيت الله الحرام".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المؤدب المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه بأصفهان. قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال وحدثنا عبد الله بن سعيد بن الوليد. قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام. قال حدثنا يحيى بن المحشو. قال سمعت سفيان بن عيينة وقد سأله رجل عن الإيمان فقال: الإيمان قول وعمل، قال: يزيد وينقص؟ قال يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى منه مثلا ذا، وأشار بأطراف أصابه، قال فكيف نصنع بقوم عندنا بطرسوس يزعمون إنما هو قول: قال كان القول قولهم واستوى قاعدا قبل أن تنزل أحكام الإيمان وشروطه أن الله عز وجل بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس كلهم كافة أن يقولوا لا إله إلا الله وأنه رسول الله، فلما قالوها حقنوا بها دماءهم وأموالهم، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم فأمرهم بالصلاة ففعلوا، والله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم أن يهاجروا إلى المدينة غربا، ففعلوا، والله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم بالرجوع إلى مكة ليقاتلوا آباءهم وأولادهم وإخوانهم ، ويقولوا كقولهم ويصلوا صلاتهم ويهاجروا كهجرتهم، فأمرهم ففعلوا، حتى أن أحدهم أتى برأس أبيه، فقال يا رسول الله هذا رأس الشيخ الكافر، والله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم ولا مهاجرتهم، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم

أن يطوفوا بالبيت تعبداً، وأن يحلقوا رؤوسهم تذللاً، فأمرهم ففعلوا، والله لو لم يفعلوا لما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم ولا مهاجرتهم ولا قتلهم آباءهم، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم، قال خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها، وكانت أشد الخلال عليهم ففعلوا، وأتوا به سراً وعلانية قليلها وكثيرها، فلما علم الله الصدق من قلوبهم فيما تتابع عليهم من شرائع الإيمان وضروبه فأنزل الله عليهم: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"، فمن ترك خلة من خلال الإيمان كان عندنا كافراً، ومن تركها كسلاً أو تهاوناً أدبناه وكان عندنا ناقصاً. هكذا السنة يا بني فأبلغها عني من لقيت من جماعة المسلمين.

"وبه" حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله بن دحيم الصوري الحافظ. قال أخبرنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله بن محمد قراءة عليه قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن بسام. قال أنشدنا منصور بن إسماعيل بن عمر الفقيه لنفسه: يا من سينأى عن بنيه=كما نأى عنه أبوه مثل بقلبك قولهم=جاء اليقين فلقنوه وتحللوا من ظلمه=قبل الفراق وحللوه "وبه" قال أخبرنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء من لفظه يوم الخميس العشرين من جمادى الأخرى. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال حدثنا علي بن عبد العزيز. قال حدثنا محمد بن عمار الموصلي. قال حدثنا يحيى بن اليمان. قال حدثنا المنهال بن خليفة عن أبي عبد الله الشامي عن أبي مليكة الذماري عن نمران اليحصبي عن بلال، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا بلال ناد في الناس من قال لا إله إلا الله قبل موته بسنة دخل الجنة، أو شهر أو جمعة أو يوم أو ساعة، قال إذا يتكلوا؟ قال وإن اتكلوا".

"وبه" قال السيد وأخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجورذاني المقرى بقراءتي عليه.

قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن شهدل المديني. قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة. قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد المديني.

قال حدثنا أبي. قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي عن سعد عن أبي إسحاق عن الحارث

عن علي عليه السلام: "إلا من أتخذ عند الرحمن عهداً"، قال: لا إله إلا الله في الدنيا.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما: "وأسبغ عليكم نعمه، قال: لا إله إلا الله. "وبإسناده" قال حدثنا حصين عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه وأبي حمزة عن علي بن الحسين عليهم السلام: "فقد استمسك بالعروة الوثقى"، قال: مودتنا أهل البيت. "وبإسناده" قال حدثنا حصين عن أبي الورد عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام: "العروة الوثقى" مودة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم "وبإسناده" قال حدثنا حصين عن هارون بن سعد عن زيد بن علي عليهما السلام: "العروة الوثقى" المودة لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: "العروة الوثقى" لا إله إلا الله في الدنيا. "وبإسناده" قال حدثنا حصين عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما: "وقال صوابا" قال: لا إله إلا الله في الدنيا.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن بشران القرشي بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ قراءة عليه. قال حدثنا أبو بكر القاسم بن زكريا المطرز. قال حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير. قال حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا شريك عن أبي خالد عن القاسم بن محيمرة عن حذيفة قال: كنا نتعلم الإيمان قبل أن نتعلم القرآن وإنكم تعلمون القرآن قبل أن تعلموا الإيمان.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال حدثنا إدريس بن جعفر العطار. قال حدثنا شجاع بن الوليد عن أبي سعيد البقال عن أبي سلمة عن ثوبان، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من توضأ فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فتحت له الأبواب الثمانية من الجنة يدخل من أيها شاء".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة. قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سليمان التستري. قال حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم.

قال حدثنا سلم بن جنادة. قال حدثنا حفص بن غياث. قال حدثنا سعد بن سعيد عن علي بن الحسين عليهما السلام، قال رجل عزوت الروم فخلوت في موضع منها فرفعت صوتي فقلت

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، فصاح بي صائح لا أراه فقال: يا عبد الله ما قلت؟ فقلت: الذي سمعته، قال: فإنها الكلمة التي قال الله عز وجل: "من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سبيك. قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني. قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروزي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الكذب مجانب للإيمان وإن العبد ليهبط إلى أسفل درك في جهنم بالكذب".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدرمستيني القاضي بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي الصيرفي. قال حدثنا أبو بكر محمد بن دليل بن بشر بن سابق الإسكندراني. قال حدثنا أحمد بن عبد المؤمن. قال حدثنا عمر نب راشد.

قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاثة لا يقبل الله منهم شهادة أن لا إله إلا الله منهم الراكب والمركوب والراكبة والمركوبة والإمام الجائر".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن محمد المكفوف بقراءتي عليه بأصفهان. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا محمد بن الحسين الطبركي وإسحاق بن أحمد. قال حدثنا محمد بن إبان البلخي "ح" قال وأخبرنا محمد. قال أخبرنا عبد الله. قال وحدثنا أبو حريش الكلاني. قال حدثنا محمد بن طريف. قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الإيمان ستون أو سبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة وإبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة. قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن القيض. قال حدثنا عبد الله بن محمد البغوي. قال حدثنا محمد

بن إسماعيل الحشاني. قال حدثنا بن نمير عن الأعمش عن أبي سفيان قال: بينا جابر بن عبد الله وكان مجاوراً بمكة وكان نازلا في بني فهر، فسأله رجل هل كنتم تدعون أحداً من أهل القبلة مشركاً؟ قال معاذ الله، وفزع لذلك، فقال: هل كنتم تدعون كافراً قال لا.

"وبه" قال أخبرنا علي بن عمر بن محمد بن عبد الله الواسطي ومحمد بن محمد بن البيدار.

قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيع. قال حدثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي. قال حدثنا الأصمعي. قال سمعت أعرابياً يدعو بمكة فقال: اللهم لا تمنعني خير ما عندك بشر ما عندي، وإن كنت لم تقبل مني تعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصاب على مصيبته.

"وبه" قال أنشدنا أبو علي إبراهيم بن محمد بن أحمد بن علي الحسيني الريدي المعروف بابن حمزة الكوفي لنفسه من قصيدة: إن قومي لقادة الناس بالس_يف إلى ما أتى به جبريل والنبي الهادي وسبطاه منا=وعلي وجعفر وعقيل والأولى في حجورهم وضع الدي_ي وفي دورهم أتى التنزيل ابن من لا يعطي القياد إذا قل_ت أبي حيدر وجدي الرسول "وبه" قال أخبرنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين رضي الله عنه في يوم الخميس السادس من شهر جمادى الأخرى. قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي. قال حدثنا محمد بن عمر ابن أحمد بن نهية البزار. قال حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام؛ قال حدثنا أبي.

"وبه" عبد الله بن عمر الزيات. قال حدثنا إبراهيم بن ميمون. قال حدثنا عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اللهم ارحم خلفائي ثلاثاً، قيل يا رسول الله، من خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون من بعدي فيروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس من بعدي".

"وبه" إلى السيد قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة. قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي. قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال حدثنا وكيع عن حماد بن

نجيح "ح" قال السيد الإمام وأخبرنا محمد بن عبد الله. قال أخبرنا سليمان الطبراني. قال وحدثنا أبو بكر بن صدقة. قال حدثنا بسطام ابن الفضل. قال حدثنا أبو عامر. قال حدثنا حماد بن نجيح عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله قال: كنا مع نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتيانا حزاورة فيعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم يعلمنا القرآن فنزداد به إيماناً وأنكم اليوم تعلمون القرآن قبل الإيمان.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال حدثنا إبراهيم بن نايلة، قال حدثنا عبيدة بن عبيدة التمار. قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن الحضرمي عن أبي السوار عن جندب بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم له ذمة الله وذمة رسوله".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن. قال حدثنا عمر بن سعيد. قال أخبرنا ابن وهب. قال أخبرني عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو ابن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: "يؤتى برجل يوم القيامة إلى الميزان ثم يؤتى بتسعة وتسعين سجلا كل واحد منها مد البصر، فيها خطاياه وذنوبه فتوضع في كفة الميزان، ثم يخرج له قرطاس مثل أنملة الأصبع فيها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فتوضع في كفة الميزان الأخرى فترجح بخطاياه وذنوبه".

"وبه" قال أخبرتنا أم الفضل ستيته بنت القاضي أبي القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان بن إبراهيم بن سبيك بقراءتي عليها، قالت أخبرنا القاضي أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سبيك. قال حدثنا أحمد بن إبراهيم بن حبيب العطار. قال حدثنا أحمد بن بكر. قال حدثنا زيد بن خباب. قال حدثنا إبراهيم بن يزيد المكي. قال أخبرني الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله: "فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتبا يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا"، قال إن قوماً يقاتلون على الدنيا ويتبعون رخص القرآن يقولون سيغفر لنا فلا يعترض لهم شيء من الدنيا إلا أخذوه ويقولون سيغفر لنا.

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو الحسن محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ. قال حدثنا محمد بن محمد بن سليمان. قال حدثنا عبد السلام بن عبد الحميد. قال حدثنا أبو المليح عن الزهري. قال سألني هشام بن عبد الملك. قال أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، قلت نعم، وكان ذلك قبل أن تنزل الفرائض فالله أحق أن يعمل بفرائضه".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن محمد المكفوف بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي. قال حدثني أبو عبد الرحيم الجورجاني. قال حدثنا عبد اله بن صالح. قال حدثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: "ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم"، قال بعث الله نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشهادة أن لا إله إلا الله، فلما صدق به المؤمنون زادهم الصلاة، فلما صدقوا به زادهم الزكاة، فلما صدقوا به زادهم الحج، فلما صدقوا به زادهم الجهاد، ثم أكمل لهم دينهم، فقال: "اليوم أكملت لكم دينكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد ابن أيوب الطبراني. قال حدثنا أبو زرعة الدمشقي. قال حدثنا حيوة بن شريح. قال وأخبرنا ابن ريذة قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي. قال حدثنا أبي. قالا حدثنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان. قال حدثنا أبو رهم أن أبا أيوب حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما أحد لا يشرك بالله شيئاً ويقيم الصلاة ويؤتى الزكاة ويصوم رمضان ويجتنب الكبائر إلا وجبت له الجنة، وسألوه ما الكبائر؟ فقال: الشرك بالله، وقتل النفس المسلمة، وفرار يوم الزحف".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان ابن أحمد بن أيوب الطبراني. قال حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زريق الحمصي. قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن عباس. قال حدثنا أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد، قال كان أبو رهم يحدث أن أبا أيوب حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: "من جاء الله يعبده ولا يشرك به شيئاً وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان واجتنب الكبائر فإن له الجنة، فسألوه ما الكبائر؟ فقال: الإشراك بالله، وقتل النفس

المسلمة، وفرار يوم الزحف".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن محمد المؤدب المكفوف بقراءتي عليه. قالا أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا الحسن بن محمد، قال حدثنا بن حميد.

قال حدثنا حكام عن أبي جعفر قال: كان الحسن يقول: يزعم أناس أن الإيمان لا يتفاضل، بلى والله إنه ليتفاضل أبعد ما بين السماء والأرض.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رسته بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان قراءة عليه. قال حدثنا أبو علي عبد الله بن إبراهيم بن الحظوظ إملاء. قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب. قال حدثنا محمد بن كثير. قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة قال: الإسلام ثمانية أسهم: سهم الإسلام، وسهم الصلاة، وسهم الزكاة، وسهم الجهاد، وسهم الحج، وسهم شهر رمضان، وسهم الأمر بالمعروف، وسهم النهي عن المنكر، وقد خاب من لا سهم له.

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي. قال حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب بالكوفة. قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد. قال حدثنا الحسن بن عيسى بن ماسرحس، قال سمعت عبد الله بن المبارك، وقد قيل له يا أبا عبد الرحمن إنك تكثر القعود في البيت وحدك، فقال ليس أنا وحدي، أنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بينهم - يعني النظر في الكتب.

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن محمد. قال حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن أبي حدار الصواف بمصر. قال حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف الخلال. قال حدثنا محمد بن عمر الكشي. قال حدثنا عبد الحميد بن حميد. قال سمعت أبا داود يقول: لولا هذه العصابة لا ندرس الإسلام - يعني أصحاب الحديث الذين يكتبون الآثار.

"وبه" قال أنشدونا للعميد أبي سهل الحمدوني وقد شاهدته وما سمعت منه: لا ذخر لي عند الجم_يع من الحواضر والبوادي إلا شهادة واثق=بالله عن صفو اعتقاد ومشفع عند السؤا_ل بعفو أمته ينادي "وبه" قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه. قال أنشدنا أبو الحسين بن المظفر ابن

تحرير لنفسه: ما العزم إلا نشطة هكذا=إما إلى الغي وإما الرشاد والمرء مرهون على نهضة=يقعده في نطع أو وساد ما البلد الفاسد لي موطناً=لا هم أن يصلح بعد الفساد وصاحب نبهتني غالطاً=والفجر لم يبد ولا قيل كاد وجلدة الليل على صبغها=يماطل النقصان بالازدياد غم عليه الجو حتى رأى=نجومه كالجمر تحت الرماد ما ضرني أن قصر الدهر بي=وإني النجد الطويل النجاد "وبه" قال أنشدنا أبو علي محمد بن الحسين بن عبد الله الشبلي لنفسه ابتداء من قصيدة: بكرت والملام منها جنون=واحتمال الهوان ما لايهون ترتجي أن أمد كفاً لنيل=لا سعت بي بغير نصل يمين أقصرى لن أريق ماء المحيا=إن قدري بماء وجهي ضنين لست أهوى طول الحياة بذل=إنما يصحب الهوينا المهين "وبه" قال أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الرحيم. قال سمعت أبا بكر المقرى يقول: دخل سائل جامع مصر وسأل فلم يعط شيئاً، فأنشد يقول: إذا عقد القضاء عليك أمراً=فليس يحله غير القضاء فمالك والمقام بدار هون=فأرض الله واسعة الفضاء "وبه" قال أنشدنا أبو القاسم القاضي علي بن المحسن بن علي التنوخي. قال أنشدنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن علي الديباجي. قال أنشدنا أبو عبد الله القرشي يعني محمد بن سعيد أيضاً: اصبر على حدث الزمان فإنما=فرج الحوادث مثل حل عقال وإذا خشيت تغدراً في بلدة=فاشدد يديك بعاجل الترحال إن المقام على الهوان مذلة=والعجز آفة حيلة المحتال "وبه" قال أنشدنا محمد بن علي بن عبد الله الحافظ الصوري. قال أنشدنا أبو محمد عبد الرحمن ابن عمر بن محمد. قال أنشدنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن الحسن بن أبي العصام

العدوي في المحرم سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة لنفسه: لعمري لما الأيام عندي كما مضت=ولا الناس بالناس الذين تجملوا تقدم بالأموال من كان آخراً=وأخرت إقلالا وإني أول إلا لعن الله الحياة وطولها=لقد أوردتني حسرة ليس ترحل إذا طالت الأيام مني زجرتها=وقلت لها مات من كنت آمل "وبه" قال أنشدنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي. قال أنشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي المعروف بابن الببغا. قال أنشدنا أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان لنفسه من قصيدة مسموعة: بمن يثق الإنسان فيما يثوبه= ومن أي للحر الكريم صحاب وقد صار هذا الناس إلا أقلهم=ذئاباً على أجسادهن ثياب تغابيت عن قومي فظنوا غباوة=بمفرق أعيانا حصى وتراب ولو عرفوني حق معرفتي بهم=إذا علموا أني شهدت وغابوا ورب كلام مرفوق مسامعي=كما طن في فوح الهجير ذباب إلى الله أشكو أننا بمنازل=تحكم في آسادهن كلاب "وبه" قال أنشدنا علي بن علي البصري. قال أنشدنا أبو عمر بن العباس بن حيويه. قال أنشد جحظة أبي وأنا أسمع: يا أهل ودي أما في الأرض ذو كرم=يرثى لذي كرم زلت به قدم أفي عيونكم عن حالتي رمد=أم في المسامع من تقريعكم صمم من نعمة الله فقداني لأنعمكم=لأنها نعم من دونها نقم آليت أسألكم عن أحرف عرضت=بالقلب قد كان منها الدمع منسجم ما بال دوركم حل لطارقها=في كل أيامكم والمطبخ الحرم "وبه" قال أنشدنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر إمام الشافعية. قال أنشدنا القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا المعروف بابن طرادة لنفسه: أأقتبس الضياء من الضباب=وألتمس الشراب من السراب أريد من الزمان النذل بذلا=وأرياً من جني سلع وصاب

أرجى أن ألاقى لاشتياقي=سراة الناس في زمن الكلاب "وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقرى بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن شهول. قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة. قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله. قال حدثنا أبي. قال حدثنا حصين بن مخارق، عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس كلمة طيبة، قال: لا إله إلا الله.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن الذكواني. قال أخبرنا ابن حيان. قال أخبرنا الحسن ابن ريطة، يعني الزعفراني. قال حدثنا لوين. قال حدثنا شريك عن سالم عن سعيد، في قوله تعالى: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة" قال: الحسنة لا إله إلا الله والسيئة الشرك بالله "وبإسناده" قال حدثنا حصين قال حدثنا فضيل بن الزبير عن أبي جمرة عن علي بن حسين "كلمة طيبة" قال: لا إله إلا الله. "وبإسناده" قال حدثنا حصين عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس قال: العروة الوثقى لا إله إلا الله.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا ابن حيان. قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي. قال حدثنا منجاب. قال حدثنا شريك عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن رفعة قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها حرمت علي دماؤهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسين بن عبد الله بن محمد البرجي، وإبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله الوراق بقراءتي على كل واحد منهما واللفظ له. قالا حدثنا أبو بكر محمد بن علي الغزال. قال حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن مهرية البزار وأبو سهل إسماعيل بن عبد الوهاب القزوينيان بقزوين. قال أخبرنا أبو أحمد داود بن سليمان بن يوسف بن عبد الله الغازي. قال حدثنا علي بن موسى الرضي. قال حدثنا أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال صلى الله عليه وآله وسلم: "الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان". قال أبو الحسن بن مهرويه، قال أبو حاتم سمعت

أبا الصلت الهروي يقول: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق.

"وبه" قال أخبرنا المظفر بن محمد بن علي بن محمد العبدي الخطيب واللفظ له، وأبو بكر محمد ابن علي بن أصهيد بن إبان بن الوليد بأصفهان. قالا حدثنا أبو بكر محمد بن علي الغزالي. قال حدثنا أبو بكر محمد بن الأغلب. قال حدثنا أحمد بن علي بن الحسن الأنصاري.

قال حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي قال: كنت مع علي بن موسى الرضي عليهما السلام وهو راكب على بغل شهباء، ثم قال أبو الصلت الهروي لا أدري أكانت بغلاً أو بغلة، فدخل نيسابور وغدا في طلبه علماء البلد: أحمد بن حرب، وياسين بن القطر، ويحيى بن يحيى، وعدة من أهل العراق، فتعلقوا بلجامه في المربعة وقالوا: بحق آبائك الطاهرين حدثنا حديثاً سمعته من أبيك، فقال: حدثني أبي العدل الصالح موسى بن جعفر، قال حدثني أبي الصادق المصدوق جعفر بن محمد، قال حدثني أبي باقر علم الأنبياء محمد بن علي، قال حدثني أبي سيد العابدي علي بن الحسين، قال حدثني أبي سيد باب أهل الجنة الحسين بن علي، قال حدثني أبي سيد لعرب علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان".

"وبه" قال وأخبرنا المظفر خاصة بهذا الإسناد، قال قال رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم: "قال الله عز وجل، لا إله إلا الله حصني فمن دخله أمن من عذابي"، قال أحمد بن حنبل: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنونه.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد البزاز العيقي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ. قال حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن الحسين البصري. قال حدثنا محمد ابن مهدي بن هلال. قال حدثنا أبي مهدي بن هلال، عن عيسى بن المكلب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمر عن عثمان بن عفان عن أبي بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "النجاة من هذا الأمر شهادة أن لا إله إلا الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني. قال أخبرنا أبو محمد بن حيان. قال حدثنا جبير بن هارون. قال حدثنا علي الطنافيسي. قال حدثنا وكيع. قال حدثنا حماد بن أبي نجيح وكان ثقة، عن أبي عمران الجوني عن الجندب بن عبد الله، قال كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيماناً،

وإنكم اليوم تتعلمون القرآن قبل أن تتعلموا الإيمان.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي. قال حدثنا بشر بن موسى. قال حدثنا أبو نعيم. قال حدثنا الأعمش بن عطية بن المقيم عن أبي ذر رحمه الله تعالى. قال قلت يا رسول الله علمني عملاً يقربني من الجنة ويباعدني من النار، قال: "إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها، قال قلت يا رسول الله لا إله إلا الله من الحسنات؟ قال هي من أحسن الحسنات".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق. قال حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد. قال حدثنا عبيدة بن أبي رابطة عن عبد الملك، يعني ابن عمر، عن عبد الرحمن القرشي عن عياض الأنصاري رفعه، قال: لا إله إلا الله كلمة على الله كريمة لها عند الله مكان، وهي كلمة من قالها صادقاً أدخله الله بها الجنة، ومن قالها كاذباً - يعني قالها بلسانه- حقنت دمه وأحرزت ماله ولقي الله عز وجل غداً يحاسبه.

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المؤدب المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه.

قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال أخبرنا أبو يعلى الموصلي.

قال حدثنا هارون بن معروف. قال حدثنا ابن وهب. قال حدثنا عمرو بن الحارث، أن دارجاً أبا السمح حدثه عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: موسى عليه السلام يا رب علمني شيئاً أذكرك به فأدعوك، قال قل يا موسى: لا إله إلا الله، قال كل عبادك يقول هذا، قال قل لا إله إلا الله، قال لا إله إلا أنت إنما أريد شيئاً تخصني به، قال يا موسى لو أن السموات السبع وبحارهن والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهم لا إله إلا الله.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا أحمد بن زهير. قال حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي. قال حدثنا عبد الله بن محمد بن داود ابن أبي أمامة بن سهل بن حنيف. قال حدثني سعد بن عمران بن هند بن سعد بن سهل بن حنيف أنه سمع عمه عثمان بن حنيف يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يقدم من مكة يدعو الناس إلى الإيمان بالله وتصديقاً به قولاً بلا عمل، والقبلة إلى بيت المقدس، فلما هاجر إلينا

نزلت الفرائض ونسخت المدينة مكة والقول فيها، ونسخ البيت الحرام بيت المقدس فصار الإيمان قولا وعملاً.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال حدثنا أحمد بن الوليد بن برد. قال حدثنا أيوب بن سويد عن ابن شوذب. قال كان الفرزدق لا يكون له وليمة ولا فرح ولا حزن إلا أخبر الحسن بن أبي الحسن، قال فدعاه ذات يوم إلى ميت لهم فكان على شفير القبر، فقال يا أبا فراس ما أعددت لهذا اليوم؟ قال شهادة لا إله إلا الله منذ ثمانين عاماً، فقال الحسن ويح له ما أعقله.

"وبه" قال أخبرنا أبوبكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال حدثنا عبدان بن أحمد، وعلي بن سعيد الرازي. قالا حدثنا عمار بن المختار. قال حدثني أبي. قال حدثني غالب القطان، قال أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريباً من الأعمش، فلما كان ليلة أردت أن أنحدر قام فتهجد من الليل فمر بهذه الآية "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم. إن الدين عند الله الإسلام"، قال الأعمش، وأنا أشهد بما شهد الله به وأستودع الله هذه الشهادة وهي عند الله وديعة، إن الدين عند الله الإسلام، قالها مراراً. قلت لقد سمع فيها شيئاً فغدوت إليه فودعته، ثم قال يعني قلت يا أبا محمد إني سمعتك تردد هذه الآية؟ قال أو ما بلغك ما فيها، قلت أنا عندك منذ شهر لم تحدثني، قال والله لا حدثتك بها إلا سنة، فكنت على بابه، فلما مضت السنة قلت يا أبا محمد قد مضت السنة، قال حدثني أبو وائل عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يجاء بصاحبها يوم القيامة، فيقول الله عز وجل: عبدي عهد إلي أنا أحق من وفى بالعهد أدخلوا عبدي الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني. قال أخبرنا ابن حيان. قال حدثنا يوسف بن محمد المؤذن. قال حدثنا عمران، يعني ابن عبد الرحيم. قال حدثنا بكر، يعني ابن بكار. قال حدثنا شعبة عن عباس الكليبي عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله دخل الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا

ابن حيان. قال حدثنا أحمد بن محمد عن داود الأصفهاني. قال حدثنا أبو أيوب الشاذكوتي. قال حدثنا سفيان ابن حبيب. قال حدثنا عثمان البتي عن نعيم ابن أبي هند الأشجعي، عن أبي مسهر عن حذيفة. قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وجعه الذي توفى فيه، وعلي بن أبي طالب عليه السلام مسنده إلى صدره، فقلت لعلي عليه السلام: دعني فقد سهرت منذ الليلة، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: دعه فهو أحق، ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أدن مني يا حذيفة، فدنوت منه، فقال يا حذيفة: من ختم له بصوم يوم يريد به وجه الله تعالى أدخله الله به الجنة، يا حذيفة من ختم له بإطعام مسكين يريد به وجه الله أدخله الله به الجنة. يا حذيفة من ختم له بلا إله إلا الله مخلصاً أدخله الله الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي قراءة عليه. قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد بجرجرايا. قال حدثنا موسى بن هارون الحمال. قال حدثنا شيبان.

قال حدثنا سعيد بن راشد. قال حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لو جيء بالسموات السبع والأرضين السبع وما فيهن فوضعت في كفة ميزان، وجيء بلا إله إلا الله فوضعت في الكفة الأخرى لرجحت بهن".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة. قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل.

قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. قال حدثنا فضيل بن سليمان عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دونه حرم الله ماله ودمه وحسابه على الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا عمر بن الحسن الحلبي. قال حدثنا عامر بن سيار. قال حدثنا فرات بن السايب عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من كانت فيه أربع خصال بنى له بيت في الجنة: من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله، وإذا أصابته نعمة حمد ربه. وإذا أذنب أستغفر الله، وإذا أصابته مصيبة استرجع".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي. قال حدثنا أبو بكر محمد بن هشام المروزي وأحمد

بن هارون الحافظ. قالا حدثنا حسين بن علي بن الأسود. قال حدثنا عمرو العبقري. قال حدثنا مبارك بن حسان عن عيسى بن ميمون عن أبي المعتمر عن أبي بكر. قال سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كفارة أحداثنا فقال: "شهادة أن لا إله إلا الله" وقال أحمد بن هارون سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كفارة إحدانا.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة. قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن العباس الأسفاطي. قال حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي. قال حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري. قال حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن أبي بكر بن أبي عياش عن يزيد بن أبي زياد، عن عاصم بن كليب، عن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله وأشهد أن لا يقولها أحد من قلبه إلا وقاه الله عن النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن رسته بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان قراءة عليه. قال حدثنا أبو علي عبد الله بن إبراهيم بن الحظوظ إملاء بالبصرة. قال حدثنا أبو خليفة.

قال حدثنا إبراهيم بن بشار. قال حدثنا سفيان عن مجالد، وإسماعيل عن الشعبي عن جرير، قال بايعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، والسمع والطاعة، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد ابن حيان. قال حدثنا إسحاق بن حكيم. قال حدثنا أبو سفيان الغنوي. قال حدثني محمد بن موسى الشيباني. قال حدثنا عمار بن عطية التغلبي عن إبان بن أبي عياش، قال خرجنا في جنازة النوار بنت أعين بن ضبيعة، وكانت تحت الفرزدق، وقد كان الحسن فيها، فلما صرنا في الطريق، قال الفرزدق يا أبا سعيد: ما يقول الناس؟ قال ما يقولون، قال يقولون في هذه الجنازة خير الناس وشر الناس، قال ومن هو؟ قال يقولون أنت خير الناس وأنا شر الناس. فقال الحسن لست بأخير الناس ولا أنت بأشر الناس، قال فلما صلينا قام الحسن على شفير القبر فقال يا أبا فراس: ما أعددت لهذا المضجع؟ قال شهادة أن لا إله إلا الله منذ بضع وسبعين سنة، فقال الحسن: خذوها من غير فقيه، ثم تنحى فجلس ناحية وأحدق الناس به، فجاء الفرزدق يتخطى رقاب الناس حتى قام بين يدي الحسن فأنشد شعراً:

أخاف وراء القبر أن لم يعافني=أشد من القبر التهاباً وأضيقا إذا جاءني يوم القيامة قائد=عنيد وسواق يقود الفرزدقا لقد خاب من أولاد آدم من مشى=إلى النار مغلول القلادة أزرقا يساق إلى نار الجحيم مسربلا=سرابيل قطران لباساً محرقا إذا شربوا فيها الصديد رأيتهم=يذوقون من حر الصديد تمزقا قال فلقد رأيت الحسن قد ثنى قميصه على وجهه ينحب.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقرى بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني. قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة. قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله. قال حدثني أبي. قال حدثنا حصين بن مخارق، عن عبد الصمد عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من دعا بدعوة ذى النون استجيب له، ثم قرأ: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس: "من جاء بالحسنة، قال: لا إله إلا الله، "ومن جاء بالسيئة" قال: الشرك.

"وبه" قال أخبرنا بن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم الدمشقي. قال حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الزبيدي. قال حدثنا الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي. قال حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الصمد بن عبد الله عن قتادة عن ابن مخلد عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أشرع أحدكم إلى الرجل بالرمح فإن كان سنانه عن ثغره نحره فقال لا إله إلا الله فليرفع عنه الرمح".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان قال حدثنا أبو علي بن إبراهيم وأبو عبد الرحمن المقرى.

قال حدثنا عبد الوارث بن الفردوس. قال حدثنا بكر بن بكار. قال حدثنا شعبة عن عياش الكلبي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله دخل الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا ابن حيان. قال حدثنا

محمد بن هارون -يعني ابن المجزر. قال حدثنا أبي عن حفص الغامري، عن موسى الصغير عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال لا إله إلا الله نفعه من دهره ولو بعد ما يصيبه العذاب".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن رستة بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو عبد الله بن إبراهيم بن الحظوظ إملاء بالبصرة في شهر رمضان سنة سبع وستين وثلاثمائة. قال حدثنا أبو خليفة. قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام عن قتادة، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من الإيمان، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من الخير".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إبراهيم بن سعدان بن إبراهيم. قال حدثنا بكر بن بكار أبو عمرو البصري. قال حدثنا حماد بن زيد. قال حدثنا عمرو بن دينار مولى آل الزبير، عن سالم ابن عبد الله بن عمر، عن أبيه عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من قال في سوق من أسواق المسلمين لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة وبنى له بيت في الجنة".

"وبه قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة. قال أخبرنا الطبراني قال حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن ابن عمرو الدمشقي. قال حدثنا أبو اليمان. "ح" قال وأخبرنا أبو ريذة، قال وأخبرنا الطبراني، قال وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثنا داود بن عمرو الضبي والهيثم بن خارجة، قالوا حدثنا إسماعيل ابن عياش عن صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن أبي زهم عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من قال حين يصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب له بكل واحدة قالها عشر حسنات وحط عنه بها عشر سيئات ورفع الله له بها عشر درجات، وكن له كعتق عشر رقبات، وكن له مسلحة من أول النهار إلى آخره، ولم يعمل يومئذ عملا يقهرهن وإن قالهن حين يمسي فمثل ذلك".

"وبه" قال أخبرنا بن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا محمد بن زكريا. قال حدثنا العباس، يعني ابن بكار. قال حدثنا أبو هلال عن قتادة عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال لا إله إلا الله قبل كل شيء، ولا إله إلا الله يبقى ويفنى كل شيء، عوفي من الهم والحزن".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني. قال أخبرنا أبو محمد بن حيان. قال حدثنا إسحاق بن محمد ابن علي يعني المديني. قال حدثنا عمر بن شيه. قال حدثنا عمرو بن علي بن مقدم. قال حدثنا هشام بن القاسم، وهو أخو روح بن القاسم وهو أنبل من روح، قال سمعت نعيم بن أبي هند يحدث عن حذيفة قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه فرأيته يهم بالقعود وعلي عليه السلام عنده يميد به من النعاس، فقلت، يا رسول الله ما أرى علياً إلا قد سهر في ليلته هذه أفلا أدنو منك؟ قال علي أولى بذلك، فدنا منه علي عليه السلام فسانده، فسمعته يقول: من ختم له بإطعام مسكين محتسباً على الله عز وجل دخل الجنة، ومن ختم له بصوم يوم محتسباً على الله عز وجل دخل الجنة ومن ختم له بقول لا إله إلا الله محتسباً على الله عز وجل دخل الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف المؤدب بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن.

قال حدثنا ابن أبي الشوارب قال حدثنا عبد العزيز بن المختار عن سهل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الإيمان بضع وسبعون -أو قال بضع وثمانون- جزءاً عند الله، أفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا هشام. قال حدثنا شهاب بن خراش. قال حدثنا سعيد بن أبي صالح، عن إبراهيم النخعي قال: "لأنا لفتنة المرجئة على هذه الأمة أخوف من فتنة الأزارقة".

"وبه" قال القاضي الإمام أحمد بن أبي الحسن الكنى. قال أخبرنا القاضي الإمام السيد العدل أبو الفتح نصر بن مهدي بن محمد بن علي بن الحسين ابن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن الأمير

بن عيسى بن علي بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الريدى رحمه الله تعالى بقراءتي بالري قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين بن الإمام الموفق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد الحسني الزيدي الشجري رحمه الله تعالى إملاء من سنة سبع وسبعين وأربعمائة. قال أخبرنا بن ريدة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا محمد بن هشام المستملي ومحمد بن عبد الله الحضرمي. قالا حدثنا بشر بن الوليد الكندي. قال حدثنا محمد بن طلحة عن الوليد بن قيس عن إسحاق ابن أبي الكهثلة، قال محمد أظنه عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لم ير جبريل عليه السلام في صورته إلا مرتين، قال أما مرة فإنه سأله أن يريه نفسه في صورته فرآه يسد الأفق، وأما الثانية فإنه كان معه إذا أصعد في قوله "ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبد ما أوحى" فلما أن أحس جبريل عليه السلام ربه عز وجل عاد في صورته فذلك قوله: "ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى" وقوله: "ولقد رأى من آيات ربه الكبرى"، قال خلق جبريل عليه السلام.

"وبه" قال السيد أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي. قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق العسكري، قال حدثنا إبراهيم بن عبد اله بن أيوب، قال حدثنا الفضل بن شختب.

قال حدثنا صالح بن تتان عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود. قال: دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس فسلمت وجلست، فقلت لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أخبرنك بتفسيرها؟ قلت بلى يا رسول الله، قال لا حول عن معصية إلا بعصمته، ولا قوة على طاعة الله إلا بعونه، وضرب منكبي وقال: هكذا أخبرني جبريل يا بن أم عبد".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا معاذ بن المتنبي. قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي. قال حدثنا حماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة كلاهما عن ثابت البناني، عن أبي ليلى عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "عجبت من قضاء الله للمسلم كل خير، إن أصابته سراء فشكر آجره الله وإن أصابته ضراء فصبر آجره الله عز وجل" زاد فيه حماد: "وكل قضاء قضاه الله عز وجل للمسلم خير".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا

أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا قاسم بن زكريا المطرز. قال حدثنا مخلد بن زميل، قال حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، والتوبة معروضة".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا أحمد بن سعيد، قال حدثنا هشام بن عمار. قال حدثنا ابن عياش عن يحيى بن يسار، أنه حدثه عن علي بن بذيمة عن الحسن، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، والذي نفس محمد بيده لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم لسانه، ولا يستقيم لسانه حتى يستقيم قلبه ولا يدخل الجنة من خاف جاره بوائقة، قيل يا رسول الله: ما بوائقه؟ قال غشمه وظلمه، وأيما رجل أصاب مالا من غير حله فإن أنفق منه لا يبارك له وما تصدق به لم يقبل، وفضله زاده إلى النار، إن الله لا يكفر السيء بالسيء ولكن يكفر السيء بالطيب، إن الخبيث لا يمحق الخبيث".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتب عليه. قال أخبرنا ابن حيان قال حدثنا أحمد بن محمود، قال حدثنا رجاء بن صهيب. قال سمعت علي بن داود عن محمد بن أنس عن الأعمش عن الطاى، عن عطية عن أبي سعيد قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا يدخل الجنة: صاحب مكس، ولا مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم، ولا منان".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة قال حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن يوسف. قال حدثنا ابن أبي داود. قال حدثنا عمرو بن علي. قال حدثنا يزيد بن ذريع. قال حدثنا عمر بن محمد، عن عبد الله بن يسار، عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاث لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا دخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب بن غيلان بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو بكر الشافعي. قال حدثنا

عمر بن حفص أبو بلال الأشعري، عن حماد بن شعيب الحماني، عن حبيب بن أبي ثابت الكاهلي، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد المكفوف. قال أخبرنا ابن حيان. قال حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي.

قال حدثنا هشام بن عياد الدمشقي. قال حدثنا أسد بن موسى، عن سلام بن سلم أنه حدثه، قال حدثني جامع عن الحسن قال: علامات المؤمن وطباعه: قوة في دين، وحزم في لين، وإيمان في يقين، وعلم في حلم، وكسب في رفق، وعطاء في حق، وقصد في غنى، وتجمل في قاقة، وإحسان في تؤدة، وطاة في نصيحة، ونهي عن شهوة، وتورع عن رغبة، وتعفف في جهد، وتحرج في طمع، وشغل في صبر، وسدة في شفق، وصلاة في شغل، وشفق في ثقة، ورحمة للمجهود، ويطرد فحشه بمعروفه، ويغلب شحه بعطائه، وفي في الزلازل وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور، ولا يغلبه الغضب، ولا يحمي به الحمية، ولا يختال ولا يفخر، ولا يتكبر ولا يتعظم ولا يقطع الرحم، ولا يضر بالجار، ولا يشمت بالمصاب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا واهن ولا مهين، ولا تغلبه شهوته، ولا تزدريه رغبته، ولا يبدره لسانه، ولا يسبقه بصره، ولا يغلبه فرحه، ولا يميل به هواه، ولا يفضحه بطنه، ولا يستخفه حرصه، ولا يقصر به لينه، ولا يهمز ولا يلمز، ولا يبغى ولا يحسد، ينصر المظلوم ويعين الغارم، ويرحم السقيم والضعيف، ولا يبخل ولا يبذر ولا يسرف، يعفو إذا ظلم، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، لا يرغب رغب الدنيا، ولا يجزع من ذلها، للنا س هموم أقبلوا قبله وله هم قد شغل به، يهمه ما هو صائر إليه، لا يرى في خلقه نقص، ولا في دينه دنس، ولا في إيمانه لبس، ولا في فرحه بطر، ولا في حزنه جزع، يرشد من استشاره، ويسعد به من صاحبه، يتكرم عن الباطل، ويعرض عن الجاهل، فهذه أخلاق المؤمن وهي ثمانون خلقاً، ومثلها أخلاق المنافق ضدها.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم. قال أخبرنا ابن حيان.

قال حدثنا إسحق بن أحمد، قال حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال سمعت أبا إسحق إبراهيم بن الأشعث. قال سمعت الفضيل يقول: المؤمن قليل الكلام كثير العمل،

والمنافق كثير الكلام قليل العمل.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي. قال حدثنا أبو كريب. قال حدثنا زيد بن الحباب. قال حدثنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد السكسكى، عن سعيد ابن أبي هلال، عن محمد بن أبي الجهم، عن الحارث بن مالك الأنصاري، أنه مر برسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فقال له: "كيف أصبحت يا حارث؟ فقال أصبحت مؤمناً حقاً، فقال انظر ما تقول، فإن لكل شيء حقيقة فما حقيقة إيمانك؟ قال: فد عزفت نفسي عن الدنيا وأسهرت لذلك ليلي وأظمأت نهاري، فكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها، فقال يا حارث: قد عرفت فالزم ثلاثاً.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي قراءة عليه. قال حدثنا عمر بن يوسف إملاء، قال حدثنا محمد بن عبد الله المهري، قال حدثنا أبو الدرداء الخراساني. قال حدثنا إسحق بن عبد اله بن كيسان، عن أبيه عن ثابت عن أنس، أن معاذاً دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو متكئ فقال له: كيف أصبحت يا معاذ؟ قال: أصبحت بالله مؤمناً، قال أن لكل قول مصداقاً ولكل حق حقيقة، فما مصداق ما تقول؟ فقال يا نبي الله ما أصبحت صباحاً قط إلا ظننت أني لا أمسي، وما أمسيت مساء قط إلا ظننت أني لا أصبح، ولا خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتبعها أخرى، وكأني أنظر إلى كل أمة جاثية، كل أمة تدعى إلى كتابها ومعها نبئها وأوثانها وأربابها التي كانت تعبد من دون الله، وكأني أنظر إلى عقوبة أهل النار وثواب أهل الجنة، قال: عرفت فالزم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني قراءة عليه. قال أخبرنا ابن حيان. قال أخبرنا دليل بن إبراهيم. قال حدثنا أبو الدرداء يعني المروزي عبد العزيز بن منيب. قال حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان، عن أبيه عن ثابت عن أنس بن مالك، أن معاذ بن جبل دخل على النبي صلى الله عليه وىله وسلم وهو متكئ فقال: "كيف أصبحت يا معاذ؟ قال أصبحت بالله مؤمناً، قال إن لكل قول مصداقاً ولكل حق حقيقة، فما مصداق ما تقول؟ فقال يا نبي الله: ما أصبحت صباحاً قط إلا ظننت أني لا أمسي وما أمسيت مساء قط إلا ظننت أني لا أصبح، ولا خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتبعها أخرى، وكأني أنظر إلى كل أمة جاثية كل أمة تدعي إلى كتابها

معها نبيها وأوثانها وأربابها التي كانت تعبد من دون الله وكأني أنظر إلى عقوبة أهل النار وثواب أهل الجنة، قال قد عرفت فالزم".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن طلحة بن غسان بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن رستة العطار المقرى مغسل الخلفاء.

قال حدثنا زكريا بن يحيى. قال حدثنا عيسى بن موسى. قال حدثنا يحيى بن بكير والربيع بن بدر عن هارون بن رباب عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ريح الجنة يوجد من مسير خمسمائة عام، ولا يجد ريحها مختال ولا منان ولا مدمن خمر".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي بقراءتي عليه، بانتفاء عبد الغني الحافظ.

قال حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الداركي. قال حدثنا جدي. قال حدثنا محمد بن حميد. قال حدثنا سلمة بن الفضل، عن عمر بن أبي قيس عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع المسلمون إليه رؤوسهم وهو مؤمن".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد أحمد بن محمد بن علي بن محمد المكفوف بقراءتي عليه. قال حدثنا ابن حيان. قال حدثنا أحمد بن خالد الداري. قال حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري. قال حدثنا الهيثم بن جميل عن عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان" قال أبو عبد الله محمد بن يحيى، قال أبو نعيم بن حماد: ولم يفرق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين الإقرار وبين الأعمال، وميزها كلها من الإيمان. قال نعيم: والإسلام هاهنا والإيمان واحد.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن محمد بن نصر المفيد بجرجرايا. قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق. قال حدثنا الحارث ابن أسد المحاربي. قال حدثنا أبو اسامة عن الأعمش عن يحيى مولى جعدة بنت هبيرة عن أبي هريرة قال: قال رجل يا رسول الله فلانة وذكر من كثر

صلاتها، ولكن تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في النار.

"وبه" قال أخبرنا ابن غيلان. قال حدثنا أبو بكر الشافعي. قال حدثنا معاذ بن المثنى قال. حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى يعني ابن سعيد، عن سفيان يعني الثوري. قال حدثني عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة قال: قام أبو بكر بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعام فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عاماً أول فقال: "إن ابن آدم لم يعط شيئاً أفضل من العافية فاسألوا الله العافية، وعليكم بالبر والصدق فإنهما في الجنة، وإياكم والكذب والفجور فإنهما في النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة. قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الإسقاطي. قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الخباب الجمحي. قال حدثنا أبو الوليد. قال حدثنا عكرمة بن عمار. قال حدثني أبو زميل وهو سماك الحنفي. قال حدثني ابن عباس. قال حدثني عمر نب الخطاب، قال: لما كان يوم خيبر قتل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا فلان شهيد وفلان شهيد حتى ذكروا رجلاً فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلا إني رأيته في النار في عباءة غلها أو بردة غلها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه آله وسلم: يا ابن الخطاب إذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة غال، قال فخرجت فناديت في الناس.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن عمر الزيدي الحسيني قراءة عليه.

قال أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني. قال حدثنا الحسن بن علي بن عاصم الزفري. قال حدثنا أيوب الشاذكوني سليمان بن داود. قال حدثني سفيان بن عيينة. قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد يقول: وجدت علوم الناس كلها في أربع خلال: أولها أن تعرف ربك، الثانية أن تعرف ما صنع بك. والثالثة أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك.

"وبه" قال سمعت عبد العزيز الأرجي يقول، سمعت أبا بكر المفيد يقول، سمعت عبد الله بن سهل الرازي سنة خمس وتسعين ومائتين يقول سمعت يحيى بن معاذ يقول: ألحق رسول من رسل الله إلى ابن آدم فإذا وجده فرده فاعلم أنه من المتكبرين على الله.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال حدثنا ابن حيان، قال حدثني عبيد الله بن محمود لمحمود الوراق.

أيا عجباً كيف يعصي الإل_ه أم كيف يجحده الجاحد ولله في كل تحريكة=وتسكينة أبداً شاهد وفي كل شيء له آية=تدل على أنه واحد "وبالإسناد" المتقدم قال السيد أخبرنا ابن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا ابن أبي مريم.

قال حدثنا الفريابي عن قيس بن الربيع عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله في قوله تعالى: "لقد رأى من آيات ربه الكبرى، والرائي محمد صلى الله عليه وآله وسلم جبريل عليه السلام في صورة له ستمائة جناح، منها جناح قد سد ما بين المشرق والمغرب.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان. بقراءتي عليه في منزله بالبصرة. قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن سيف، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد. قال حدثنا إسحاق بن يزيد بن خالد. قال حدثنا بشر. قال حدثنا حفص بن عمر العدني. قال حدثنا الحكم بن إبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: أطفال المشركين في الجنة، فمن زعم أنهم في النار فقد كذب، يقول الله تعالى: "وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت" قال في المدفونة، كان في الجاهلية تدفن البنات ويحبس البنين.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال حدثنا ابن حيان. قال حدثنا أبو القاسم عيسى بن محمد الرازي. قال حدثنا الحسين بن الحكم الحبري بالكوفة. قال حدثنا الحسن بن حسين الأنصاري. قال حدثنا منذر بن علي العتري عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا دين لمن لا أمانة له، ولا صلاة لمن لا طهور له، ولا دين لمن لا صلاة له، إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة. قال أخبرني الطبراني. قال حدثنا إبراهيم بن نايلة الأصفهاني. قال حدثنا محمد بن المغيرة. قال حدثنا النعمان. قال حدثنا أبو سعيد عن سفيان الثوري، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله تعالى ليلوم على العجز قابل من نفسك الجهد فإن غلبت فقل توكلت على الله وحسبي الله ونعم الوكيل".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي

عليه. قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني. قال حدثنا سعيد بن محمد أخو زهير بن الحافظ. قال حدثنا أبو هشام الرفاعي. قال حدثنا أبو معون ومعلى بن إسماعيل عن أبي صالح "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربك ناظرة" قال تنتظر الثواب من ربها عز وجل.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق وأبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي على كل واحد منهما. قالا حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي. قال حدثنا بشر بن موسى. قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين. قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن همام قال: كنا جلوساً مع حذيفة فقيل له إن رجلاً يرفع الحديث إلى عثمان، فقال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا يدخل الجنة قتات".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي. قال حدثنا سعيد بن محمد الجرمي. قال حدثنا أبو نخيلة. قال حدثنا عمران بن أنس أبو أنس، عن عبد الله بن محمد ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لتنكرن المنكر ولتأمرن بالمعروف أو ليدعنكم الله لا يبالي من غلبكم" قالت وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مجلس آخر: "لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليستعملن الله شراركم ثم يدعو أخياركم فلا يستجاب لهم".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي قراءة عليه. قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد ابن عبيد الدقاق العسكري. قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي. قال حدثنا صالح بن مالك. قال حدثنا يزيد بن عطاء وروح بن مسافر. قالا حدثنا أبو إسحق السبيعي عن عبد الله بن جرير البجلي، عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مامن قوم يكون فيهم من يعمل بالمعاصي وهم أمنع منه وأعز فلا يغيرون إلا أصابهم الله عز وجل بعقاب".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم الحسناباذي. قال حدثنا ابن حيان إملاء. قال حدثنا إسحق بن أبي حسان الأنماطي. قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري عن علي بن الحسن الكوفي.

قال سمعت من ابن أبي كريمة قال قال موسى صلى الله عليه وسلم: أي رب دلني على عمل

إذا أنا عملته نلت به رضاك، فأوحى الله إليه يا ابن عمران إنك لن تطيق ذلك إن رضاي في كرهك ولن تطيقه، قال فخر موسى صلى الله عليه وسلم ساجداً باكياً وقال: اللهم خصصتني بالكلام ولم تكلم بشراً قبلي ولن تدلني على عمل أنال به رضاك، فأوحي الله تعالى إليه يا ابن عمران إن رضاي في رضاك بقدري".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الأزجي. قال حدثنا أبو بكر المفيد بجرجرايا في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. قال حدثنا محمد بن أحمد بن سعيد البزاز الفقيه. قال حدثنا أبو يحيى بن زكريا بن يحيى الوقار. قال حدثنا خالد بن عبد الدائم، عن نافع عن يزيد عن زهرة بن معبد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قرآن في صلاة أفضل من قرآن في غير صلاة، وقرآن في غير صلاة أفضل من سواه من الذكر، والذكر أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصيام، والصيام جنة حصينة من النار، والإيمان قول وعمل، ولا قول إلا العمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا باتباع السنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رسته البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه بها. قال حدثنا الحسن بن أحمد بن محمد بن أبي يزيد الثلاثاني بالبصرة. قال حدثنا علي بن أحمد بن بسطام قال حدثنا الحسين بن إسحق التستري. قال حدثنا إبراهيم بن عمرو الصنعاني عن الوضين بن عطاء. قال أوحى الله تعالى إلى يوشع بن نون عليه السلام: "إني مهلك من قومك مائة ألف واربعين ألفاً من شرارهم وثلاثين ألفاً من خيارهم. قال يا رب تهلك أشرارهم فما بال خيارهم؟ قال إنهم يواكلونهم ويشاربونهم لا يغضبون لغضبي ولا يرضون لرضاي".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني بقراءتي عليه. قال أخبرنا ابن حيان. قال حدثنا أحمد بن محمد ابن محمود بن صبيح. قال سمعت محمد بن عاصم يقول سمعت محمد بن النعمان يقول: دانق تدفعه في مظلمة أحب إلي من مائة ألف درهم تتصدق به.

"وبه" إلى السيد الإمام المرشد بالله. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقرى بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني. قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة. قال حدثنا أحمد بن

الحسن بن سعيد أبو عبد الله. قال حدثنا أبي. قال حدثنا حصين بن مخارق عن عبد الصمد عن أبيه عن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله أبى عليه في من قتل مؤمناً".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" والظالمون والفاسقون. كلها في هذه الأمة.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا ابن أبي مريم. قال حدثنا الفريابي عن سفيان، عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله في قوله تعالى: "لقد رآى من آيات ربه الكبرى" قال رآى رفرفاً أخضر قد سد الأفق.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبنرا ابن حيان. قال حدثنا أحمد بن رسته بن بنت محمد بن المغيرة. قال حدثنا محمد بن المغيرة.

قال حدثنا النعمان عن سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة يرفعه قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن والتوبة معروضة".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا محمد بن حيان المازني. قال حدثنا عبد العزيز بن الخطاب. قال حدثنا حيان بن علي عن حصين بن مدعور عن قريش التميمي عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، والذي نفس محمد بيده لا يستقيم دين عبد حتى يستقيم لسانه، ولا يستقيم لسانه حتى يستقيم قلبه، ولا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه، قيل يا رسول الله وما البوائق؟ قال غشمه وظلمه، وأيما رجل أصاب مالا من غير حله إن انفق منه لم يبارك له فيه، وإن تصدق لم يقبل منه، وما بقي فزاده إلى النار، إن الخبيث لا يكفئ الخبيث ولكن الطيب يكفئ الطيب".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة. قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن شعيب العامري الكوفي. قال حدثنا إسحق بن محمد بن مروان. قال حدثنا أبي. قال أخبرنا مخلد بن شداد. قال حدثنا محمد بن عبيد الله عن زبيد عن مرة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الإيمان عريان،

ولباسه التقوى، ورأسه الحياء، وماله الفقه، وثمرته العمل".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد بن محمد المكفوف بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمران وأحمد بن إسحق قالا حدثنا ابن المؤدب أبي عمر. قال حدثنا سفيان عن ابن عجلان ويزيد بن يزيد بن جابر سمعا مكحولا يقول: أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعض أهله فقال: ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمداً فإنه من ترك صلاة مكتوبة متعمداً فقد برئ من ذمة الله.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري إمام الشافعية بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الأنماطي إملاء بنيسابور. قال حدثنا أبو صالح شعيب ابن إبراهيم البيهقي. قال حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي. قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مثل المؤمن مثل النخلة إن شاورته نفعك وإن شاركته نفعك وإن ما شيته نفعك، وكذلك النخلة كل شيء منها منافع".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الذكواني قراءة عليه. قال أخبرنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن محمد القتات. قال حدثنا محمد بن إبراهيم الخيراني. قال حدثنا بكر - يعني ابن بكار. قال حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما وكلاهما يريد قتل صاحبة فقتل أحدهما صاحبه فكلاهما في النار، قالوا يا رسول الله: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال إنه أراد قتل صاحبه".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة. قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي. قال حدثنا علي - يعني ابن عبد الله. قال حدثنا المعتمر بن سليمان التيمي أنه قرأ على الفضيل بن ميسرة عن جرير أن ابا بردة حدثه عن حديث أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق السحر، ومن مات مدمناً للخمرة أو مدمناً للخمر سقاه الله تعالى من نهر الغوطة، قيل وما نهر الغوطة قال نهر يجري من فروج المومسات

يؤذي أهل النار من ريح فروجهن".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن المحسن الحسني بقراءتي عليه. قال أخبرنا علي بن محمد بن إسحاق الحراز قراءة عليه. قال أخبرنا عبد العزيز. قال حدثني أبو عبد الله سليمان بن إسرائيل ابن حبيب. قال حدثنا محمد بن الفضل بن العباس البلخي. قال حدثنا محمود بن المهدي أبو بشر. قال حدثنا ابن السماك عن الوليد عن عقبة. قال قال زيد بن علي عليهم السلام: "المؤمن ثقته بربه تبارك وتعالى ناصح لنفسه ناصح لأخيه المؤمن.

والمنافق يقبه بدنياه يغش نفسه و يغش من انتصحه فمن يأمن منافقاً يندم ومن ينتصح غاشاً يخب ولا يسلم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني. قال أخبرنا ابن حيان. قال وحدثنا أحمد بن علي بن الجارود. قال حدثنا محمد بن عاصم. قال سمعت أبا سفيان يقول: ليستيقن الناس أنهم لا يرون في الإسلام فرجاً. قال محمد بن عاصم وسمعت أبا سفيان يقول: إذا رأيت العالم لا يتورع في علمه فليس لك أن تأخذ عنه. وقال محمد عن أبي سفيان قال: كل صاحب صناعة لايقدر أن يعمل في صناعته إلا بآلة وآلة الإسلام العلم. قال وقال أبو سفيان: السكون زين للعالم ستر للجاهل. وقال محمد عن أبي سفيان قال: وضعوا مفاتيح الدنيا على الدنيا فلم تنفتح فوضعوا مفاتيح الآخرة فانفتحت. ذكر عبد الله بن رستة عن محمد بن عاصم، قال سمعت أبا سفيان يقول: إذا رأيت العالم لا يتورع في علمه فليس لك أن تأخذ عنه، قال وكل عمل لغير الله فهو ذنب على عامله والإخلاص اليقين.

"وبه" قال حكى محمد بن عاصم عن أبي سفيان، قال لي النعمان إن كنت تنتفع بما بأخذ وإلا فاقلل من الحجة عليك.

"وبه" إلى السيد رضي الله عنه إملاء في الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة. قال أخبرنا ابن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا محمد بن إبان الأصفهاني قال حدثنا عمار بن خالد الواسطي. قال حدثنا عبد الحكيم بن منصور عن يونس بن عبيد، عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب. قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إحدى صلاتي العشاء، فلما انصرف أقبل علينا بوجهه ضاحكاً، فقال ألا تسألوني مما ضحكت؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: عجبت من قضاء الله للعبد المسلم، إن كل

ما قضى الله له خيراً وليس أحد كل ما قضى الله له خيراً إلا العبد المسلم.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي بقراءتي عليه. قال أخبرنا القاضي أبو القاسم صدقة ابن علي بن محمد بن المؤمل الموصلي. قال حدثنا إبراهيم بن أحمد أبو إسحاق القرسيسيني الدعاء بالموصل. قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن سلمة بن نجيح العسكري بعسكر مكرم. قال حدثنا أحمد بن محمد بن موسى بن أنس الشامي. قال حدثنا جعفر بن حسن بن فرقد. قال حدثنا أبي عن بن غالب عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ألا من برأ الله من ذنبه وألزمه نفسه فليدخل الجنة مغفوراً له".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف المؤدب بقراءتي عليه. قال أخبرنا ابن حيان. قال حدثنا أحمد بن سعيد. قال حدثنا هشام بن عمار. قال حدثنا الوليد بن مسلم. قال حدثنا ثور ابن يزيد الرجي، عن خالد بن معدان، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن للإسلام ضوءاً ومناراً كمنار الطريق، من ذلك أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتسليمك على أهلك إذا دخلت عليهم وتسليمك على بني آدم إذا لقيتهم فإذا ردوا عليك السلام ردت عليك الملائكة وعليهم وإن لم يردوا عليك السلام ردت عليك الملائكة السلام ولعنتهم أو سكتت عنهم، ومن انتقص منهم شيئاً فهو سهم من الإسلام يدعه، ومن تركهن فقد ولى الإسلام وراء ظهره".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا محمد بن علي بن الصانع المكي.

قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى المديني، قال حدثنا عبد الله بن وهب، عن سليمان بن عيسى عن سفيان الثوري، عن ليث عن طاووس عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة، وليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يكن في غم مالم يكن في صلاة، قالوا ولم يا رسول الله؟ قال لأن المصلي يناجي ربه وإذا كان في غير صلاة إنما يناجي ابن آدم".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة. قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن شيبة المقرئ العطار مغسل

الخلفاء. قال حدثنا عبد الكبير بن عمر الخطابي. قال حدثنا إبراهيم بن عامر. قال حدثنا أبي .

قال حدثنا يعقوب القمي أو العمي، قال فلان تحريف الشكمني عن عنبسة عن عيسى بن حارثة عن شريك رجل من الصحابة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من زنى خرج منه الإيمان، ومن شرب الخمر غير مكره ولا مضطر خرج منه الإيمان، ومن انهب نهبة يستشرنها الناس خرج منه الإيمان، فإن تاب تاب الله عز وجل عليه" قال شريك هذا هو ابن جنيد - ويقال هو بن حنبل العنسي الكوفي، روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً ولا صحبة له، يروي عن أمير المؤمنين عليه السلام روى عنه عيسى بن جارية الأنصاري.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو. قال حدثنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد. قال حدثنا عبد الرحمن بن منصور، قال حدثنا أبو سعيد: سألت رجلاً عن اسمه، فقال اسمه النصر، قال أخبرنا أبو الحبوب. قال حدثنا علي بن أبي طالب عليه السلام: قال كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فطلع علينا رجل من أهل البادية، فقال يا رسول الله: أخبرني بأشد شيء في هذا الدين وألينه؟ قال ألينه: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأشده يا أخا العالية الإمامة، لا دين لمن لا أمانة له، ولا صلاة ولا زكاة له، يا أخا العالية: إنه من أصاب مالا من حرام فأنفق لم يؤجر عليه، فإن ادخره كان زاده إلى النار، يا أخا العالية: إنه من أصاب مالا من حرام فأنفق فلبس جلباباً - يعني قميصاً- لم تقبل صلاته حتى ينح ذلك الجلباب عنه، إن الله أكرم وأجل يا أخا العالية من أن يتقبل عمل رجل أو صلاته وعليه جلباب من حرام.

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد المكفوف المؤدب، قال أخبرنا ابن حيان. قال حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال حدثنا الحارث بن الزبير، قال حدثنا أبو راشد مولى اللهبيين وأثنى عليه خيراً، عن سعيد بن سالم القداح، عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إن وحشياً أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا محمد: أتيتك مستجيراً فأجرني حتى أسمع كلام الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قد كنت أحب أن أراك إلى على غير جوار، فأما إذا أتيتني فأنت في جواري حتى تسمع كلام الله، قال

فإني أشركت بالله العظيم وقتلت النفس التي حرم الله وزنيت: فهل يقبل الله من يبتغي توبة؟ قال فصمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أنزلت: "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر" الآية، فدعا به فقرأها عليه، فقال أرى شرطاً فلعلي لا أعمل صالحاًن أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله فنزلت: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" فدعا به فتلاها عليه، فقال فلعلي ممن لا يشاء، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله، فنزلت: "يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله" فقال نعم، الآن لا أرى شرطاً وأسلم.

"وبه" قال أخبرنا أبا ذر محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني الواعظ. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا أحمد بن محمد الخزاعي. قال حدثنا قرة بن حبيب. قال حدثنا عبد الحكم عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الرجل لا يكون مؤمناً حتى يأمن جاره بوائقه يبيت وهو آمن من شره إنما المؤمن الذي نفسه منه في عناء والناس منه في راحة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا بن حيان. قال حدثنا إبراهيم بن محمد - يعني ابن الحارث. قال حدثنا محمد بن المغيرة. قال حدثنا النعمان عن رباح عن أبي معروف المكي. قال سمعت بن أبي مليكة يقول: توفيت امرأة أبان بن عثمان فحضرها الناس فكنت فيمن حضرها، وكنت بين ابن عباس وابن عمر، قال فبكى النساء، فقال ابن عمر ألا تنه هؤلاء عن البكاء فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الميت يعذب ببكاء بعض أهله عليه، فقال ابن عباس عند ذلك دخلت على مر صبيحة طعن ورأسه في حجر صهيب وهو يقول: وا خياه وا مصيبتاه، فأفاق فقال يا ابن أخي لا تبك علي فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، فخرجت من عنده فدخلت على عائشة فذكرت ذلك لها فقالت رحم الله عمر، لقد حدث من غير مكذب ولامتهم، ولكن السمع يخطئ، ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن المؤمن يضره ما فعل الناس بعده، فإن ذلك في كتاب الله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى، ولكنه قال إن الكافر ليعذب بخطيئته وجرمه وإنهم ليبكون عليه، أو قال إنه ليزداد ببكاء أهله عليه عذابا.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا أبو مسلم الكشي ويوسف القاضي

وعثمان بن عمر الضبي وأحمد بن سعيد العبدي البصري. قالوا حدثنا عمر بن مرزوق. قال أخبرنا عمران القطان عن قتادة عن عبد ربه، عن أبي عياض عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه وإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضرب لهن مثلا كرجل كان بأرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل يجيء بالعود حتى جمعوا من ذلك سواداً وأججوا ناراً فأنضجوا ما فيها".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الأرجي. قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله الهمذاني بمكة. قال حدثنا محمد أو عمر -أنا أشك- ابن علي بن مأمون. قال قال أحمد بن عطاء، عظمت المصيبة على من جهل ربه ومن اتهمه في اختياره لعبده.

 

الحديث الثاني

العلم وفضله وما يتصل بذلك

أخبرنا الشيخ الأجل محي الدين جمال الإسلام محمد بن أحمد بن الوليد الصنعاني القرشي قراءة عليه، قال أخبرنا الشريف الأمير الأجل الفاضل بدر الدين فخر المسلمين الداعي إلى الحق المبين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الهادي إلى الحق عليهم السلام، مناولة في شهر رمضان عظم الله حرمته وفضله من سنة سبعة وتسعين وخمسمائة بمدينة صعدة المحروسة بالمشاهد المقدسة، على ساكنها السلام. قال وأنا أرويه مناولة وإجازة عن السيد الشريف الأجل عماد الدين الحسن بن عبد الله رحمه الله تعالى. قال أخبرنا القاضي الإمام العالم الأوحد الزاهد قطب الدين شرف الإسلام عماد الشريعة أحمد ابن الحسن بن علي الكنى أدام الله تأييده بقراءته علينا في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة. قال أخبرنا القاضي الإمام المرشد أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني رحمه الله تعالى في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة قراءة عليه. قال أخبرني والدي الشيخ أبو سعد المظفر بن عبد الرحيم ابن علي الحمدوني "ح" قال أخبرنا الشيخ القاضي الإمام الزاهد الأوحد قطب الدين شرف الإسلام أحمد بن أبي الحسن الكني أدام الله تأييده. قال أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو العباس أحمد بن الحسن ابن أبي القاسم بابا الأذوني رحمه الله تعالى قراءة عليه سنة ست وثلاثين وخمسمائة. قالا حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسين بقراءتي عليه رحمه الله تعالى. قال

أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم الجزار المعروف بابن غيلان. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه. قال حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي. قال حدثنا آدم بن أبي إياس. قال حدثنا أبو جعفر. قال حدثنا عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش. قال أتيت صفوان بن عسال المرادي قال: ما حاجتك؟ قلت ابتغاء العلم، قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من خرج من بيته ابتغاء العلم وضعت الملائكة أجنحتها له رضي بما صنع" "وبهذا الإسناد" إلى السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله ابن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان. قال أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.

قال حدثنا علي ابن عبد العزيز. قال حدثنا أبو نعيم. قال حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله عز وجل لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس، ولكن يقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان.

قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرى، قال أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن أحمد ابن طلاب المشعراني بدمشق. قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن الجعفي -يعني أخي حسين الجعفي. قال حدثنا يزيد بن هارون. قال حدثنا يزيد بن عياض عن صفوان بن سليم الزهري، عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لكل شيء عماداً، وعماد هذا الدين الفقه، ولفقيه أشد على إبليس من ألف عابد" قال قال أبو هريرة: لأن أجلس ساعة أتفقه أحب إلي من أن أقوم ليلة إلى الصبح.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن الحسين الجورذاني المقرى قراءة عليه بأصفهان. قال حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرى. قال أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي. قال حدثنا أحمد بن إبراهيم. قال حدثنا أبو عبد الرحمن. قال حدثنا حيوة. قال أخبرني السكن بن أبي كريمة أنه سمع عطاء الخراساني يقول: سمعت عكرمة يقول، قال اسكن وعن غير عكرمة يقول، سمعت ابن عباس يقول: "يرفع الذين آمنوا منكم والذين آوتوا العلم درجات" على الذين آمنوا.

"وبه" قال أخبرنا أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الحافظ إملاء من حفظه ولفظه بقزوين قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر الزاهد، ومحمد بن عبد الله بن محمد الحافظ جميعاً بنيسابور. قالا حدثني أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري الحافظ. قال حدثني الحسن بن علي بن محمد إمام عصره عند الإمامية بمكة. قال حدثني أبي علي بن محمد المفتي. قال حدثني أبي محمد بن علي السيد المحجوب. قال حدثني أبي علي بن موسى الرضي. قال حدثني أبي موسى بن جعفر المرتضى. قال حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق.

قال حدثني أبي محمد بن علي الباقر. قال حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين. قال حدثني أبي الحسين بن علي سيد الشهداء. قال حدثني أبي علي بن أبي طالب سيد الأوصياء عليهم السلام. قال حدثني محمد صلى الله عليه وآله وسلم سيد الأنبياء. قال حدثني جبريل سيد الملائكة عن الله رب الأرباب تعالى قال: "إني أنا الله لا إله إلا أنا" من قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.

"وبهذا الإسناد" إلى السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه. قال أخبرنا الشريفان أبو محمد وأبو طاهر الحسن وإبراهيم ابنا الشريف الجليل أبي الحسن محمد بن عمر الحسيني العلوي الزيدي قراءة على كل واحد منهما ببغداد. قالا أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن الشيباني. قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن حسن بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام في رجب سنة سبع وثلاثمائة. قال حدثني محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام منذ خمس وسبعين سنة. قال حدثني الرضي علي بن موسى. قال حدثني أبي موسى بن جعفر. قال حدثني أبي جعفر بن محمد. قال حدثني أبي محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه عليه بن أبي طالب عليهم السلام، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "التوحيد ثمن الجنة، والحمد لله وفاء شكر كل نعمة، وخشية الله مفتاح كل حكمة، والإخلاص ملاك كل طاعة".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو محمد عبد الله ابن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. قال حدثنا محمد

بن مهدي البصري. قال حدثنا عبد العزيز ابن الخطاب. قال حدثنا شعبة بن الحجاج أبو بسطام. قال سمعت سيد الهاشميين زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام بالمدينة في الروضة.

قال حدثني أخي محمد بن علي، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول، سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "سدوا الأبواب كلها إلا باب علي عليه السلام، وأومأ بيده إلى باب علي عليه السلام".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن الحسن علي التنوخي إملاء. قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ. قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن سالم. قال حدثنا علي بن سعد الرقي "ح" قال وحدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد الزجاج الشاهد النبيل.

قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب عن مطر عن شهر- يعني ابن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قال بلى يا رسول الله، قال من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاه ومولى كل مؤمن، فأنزل الله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم" ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب الله صيام ستين شهراً، وهو أول يوم هبط جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة، لفظ حديث ابن عبيد وهو أتم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحناباذي المعروف بمكشوف الرأس شيخ الصوفية بأصفهان بقراءتي عليه بها. قال حدثنا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء. قال حدثنا محمد بن العباس بن أيوب. قال حدثنا أبو سعيد. قال حدثنا المحاربي عن عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء عن عثمان بن عطاء عن أبيه عمر، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يقبل الله الإيمان والزكاة إلا بالصلاة".

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور العقيقي بقراءتي عليه ببغداد. قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه. قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور، قال حدثنا سليمان ابن عبد الجبار. قال حدثنا أبو عاصم. قال قال سفيان: كان الفتى لا يطلب الحديث حتى يتعبد عشرين سنة.

"وبه" قال أنشدنا شيخنا أبو الفضل يوسف بن محمد بن أحمد الجلودي الفقيه إملاء. قال أنشدني الحسن بن فارس لنفسه: إذا كنت تؤذي بحر المصيف=وكرب الخريف وبرد الشتا ويلهيك حسن زمان الربيع=فأخذك للعلم قل لي متى "وبه" قال حدثنا السيد الإمام رضي الله عنه. قال حدثني والدي رضي الله عنه لفظاً، قال حدثنا قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد. قال سمعت الزبير بن عبد الواحد. قال سمعت عبد الله بن موسى الجواليقي يقول، حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف. قال حدثنا أبو عاصم عبيد الله بن زياد. عن سالم بن عجلان الأفطس عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أتدرون فيما سخط الله عز وجل على بني إسرائيل، أو فيما غضب الله على بني إسرائيل قالوا الله ورسوله أعلم، قال: كان الرجل يرى الرجل على معصية الله فينهاه بعض النهي ثم يلقاه فيصافحه ويواكله ويشاربه كأنه لم يره على معصية الله حتى فشا ذلك فيهم، فلما رأى الله عز وجل ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم عليهما السلام".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان. قال أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قراءة عليه. قال حدثنا هارون بن ملول. قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري عن عبد الرحمن بن زياد رجع. قال وحدثنا العباس الأسباطي. قال حدثنا أحمد بن يونس. قال حدثنا زهير بن معاوية عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الله بن رافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل المسجد فرأى مجلسين: أحد المجلسين يدعون الله ويرغبون إليه، والآخر يتعلمون الفقه ويعلمون، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلا المجلسين على خير، أحدهما أفضل من الآخر، أما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه إن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وأما هؤلاء فيتعلمون ويعلمون الجاهل، وإنما بعثت معلماً وهؤلاء أفضل، وأتاهم حتى جلس إليهم.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار المعروف بابن السوق بقراءتي عليه من أصل كتابه. قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه وأنا أسمع في جمادى الأولى سنة ثمان وستين وثلاثمائة. قال حدثنا أبو شعيب عبد الله

بن الحسن الحراني. قال حدثنا سعيد بن منصور. قال حدثنا فليح بن سليمان عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من طلب علماً مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة - يعني ريحها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان الخزاز بقراءتي عليه ببغداد غير مرة. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي. قال حدثنا محمد بن غالب. قال حدثني يحيى بن هاشم. قال حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من توضأ فذكر اسم الله على وضوئه كان طهوراً لسائر جسده، ومن توضأ ولم يذكر الله لم يطهر منه إلا ما أصابه".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه ببغداد.

قال أخبرنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البريهاري. قال حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم الواسطي ببغداد سنة اثنتين وثمانين ومائتين. قال حدثنا يزيد بن هارون . قال أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى عن أبي كثير، عن أنس بن مالك. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان أفطر عند قوم قال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأرجي بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك اللجلي. قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني. قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروذي. قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور. قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد. قال حدثني أبي جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الطالمين".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان بن البنداري بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو العباس أحمد ابن محمد بن الخطيب البروجردي قراءة عليه في منزله في درب أبي هريرة في شوال من سنة ثمان وستين وثلاثمائة فأقر به. قال حدثنا إسحاق إبراهيم بن الحسين بن داريل

الكسائي الهمداني المعروف بسبينه. قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين. قال حدثنا عمر بن سويد العجلي. قال حدثنا سلامة بن سهم التيمي، عن الأصبع بن نبانة قال كنا في رحبة علي عليه السلام والناس فيها حلق، وفي ذؤابة سيف علي عليه السلام مثل هذه السبابة، ففشا في الناس أن هذه وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بلغه فوثب مغضباً فقال: الله الله أن تفتروا على نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم على ثلاث مرات، أسر إلى دونكم فأخرجها فيها فإذا آية من كتاب الله عز وجل أوشئ من الفقه، فقال عليه السلام، يهلك في رجلان: محب مفرط، ومبغض مفرط.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو الفتح أحمد بن الحسين بن أحمد الأزدي قراءة عليه. قال حدثنا محمد بن هارون.

قال حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا يعلى بن عبد الرحمن عن أبي ذؤيب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو بكر أحمد ابن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه. قال حدثنا بشر بن موسى. قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان أو التمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس ولا يعلم مكانه فيعطى".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أحمد أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين الحسني البطحاني بقراءتي عليه في مسجده بالكوفة. قال حدثنا محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. قال حدثني يوسف ابن يحيى المنصور بن أحمد الناصر بن يحيى الهادي بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم. عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده يرفعه إلى الحسن بن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "النساء عي وعورات، فاستروا عيهن بالسكوت، وعوراتهن بالبيوت".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد العقيقي. قال حدثنا الحسين بن

أحمد بن سفيان الموصلي المعلم. قال حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي المثنى بالموصل قال حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه. قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: الدعاء سلاح المؤمن، والصبر سلاح المؤمن، ولو كان مع علمائنا صبر لما تمندلوا بهم هؤلاء - يعني الملوك.

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي. قال أنشدنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخزاز. قال أنشدني أبي العباس بن محمد.

قال أنشدني أبي أحمد بن أبي طاهر لنفسه: كانت مجالسنا للأنس يبذله=وللسرور وبسط الوجه والمال فصارت اليوم ما تعدو مجالسنا=دفع الهموم وشكوى البث والحال "وبه" قال أنشدنا السيد الإمام رضي الله عنه قال أنشدنا القاضي أبو القاسم التنوخي لبعضهم: وإذا حالت القواطع ما بي_نك يوماً وبين ما تشتهيه لست ذا ذلة إذا عضني الده_ر ولا شامخاً إذا واتاني أنا نار في مرتقى نفس الحا_سد ماء جار مع الإخوان "وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم التنوخي قال أنشدني أبو الحسن السلامي لنفسه: الدهر ذو أبدات ما يطاولها=تعيش باك ولا استسرار مبتهج يسعى الحريص وقد سدت مطالبه=ويستقيم فما ينفك من عوج حتى إذا بلغت بلواه غايتها=فتلك آية إذن الله بالفرج "وبه" وبه إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكي أسعده الله، عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة. قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله رضي الله عنهما، إملاء من لفظه في يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر. قال حدثنا أبو عمر الحسن بن علي بن محمد ابن غسان الأديب المعروف بابن بصله، بقراءتي عليه في الجامع الأعظم بالبصرة. قال حدثنا أبو محمد طلحة بن يوسف بن أحمد بن رمضان المؤذن. قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد المصيفي. قال حدثنا أحمد ابن خليل أبو عبد الله. قال حدثنا الجندي. قال حدثنا فضيل بن عياض، عن عطاء بن السايب عن سعيد ابن جبير في قوله تعالى: "كونوا ربانيين" قال فقهاء علماء.

"وبه" إلى السيد رضي الله عنه. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجورذاني المقرى، قال حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني. قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة. قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد. قال حدثني أبي. قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل عن علي عليهما السلام قال: الربانيون العلماء.

"وبإسناده" عن عبد الصمد عن أبيه عن جده مثله. وبإسناده قال حدثنا حصين عن سعد عن زيد ابن علي عليهما السلام: الربانيون العلماء.

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العقيقي. قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حفص بن عمر التنيسي المعروف بالشعراني بقراءتي عليه بمصر. قال حدثنا هلال. قال حدثنا بقية بن الوليد عن هقل ابن زياد عن بن شوذب عن مطر عن عكرمة في قوله عز وجل: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر" قال: هل من طالب علم فيعان.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بن السواق بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه قال. حدثنا أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد المقرى. قال حدثنا خلف بن هشام البزاز. قال حدثنا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد في قوله عز وجل: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً" قال: ليست بالنبوة، ولكنه الفقه والعلم.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال حدثنا علي بن سعيد الرازي. قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشكي. قال حدثنا أبي عن أبيه عن خارجة بن مصعب عن عبد الله بن عطاء بن يسار عن محمد بن زيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "يسير الفقه خير من كثير العبادة وخير أعمالكم أيسرها".

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي القاضي. قال أخبرنا أبو الفرج المعافي بن زكريا بن طرازة، قال حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني قال حدثنا محمد بن عمر أخو رسته. قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحذاء. قال حدثنا عبد الجليل بن عطية،

عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة، وتواضعوا لمن تعلمون، وتواضعوا لمن تتعلمون منه، ولا تكونوا جبابرة العلماء فلا يقوى عملكم بجهلكم".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان أبو منصور السواق بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد الخطيب البروجزدي. قال حدثنا إبراهيم بن الحسين بن دازيل الهمذاني. قال حدثنا الأصبغ ابن الفرج، وعبد الله بن وهب، عن عبد الله بن عثمان، عن أبيه عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله ابن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار".

"وبه" قال أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الشاموخي إمام الجامع الأعظم بالبصرة بقراءتي عليه بها. قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي الدقاق. قال حدثنا محمد بن محمد بن يحيى ابن سليم قدم علينا من المصمة في ربيع الأول سنة أربع وثلاثمائة.

قال حدثنا أبو العالية إسماعيل بن إبراهيم العبدي. قال حدثنا صفدي بن سنان. قال حدثنا ابن جريح عن عطاء عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال وحدثنا عبد الرحمن بن حسين الضراب الأصفهاني. قال حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي. قال حدثنا محمد بن كثير الكوفي. قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، عن النعمان بن بشير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "رحم الله عبداً سمع مقالتي فحفظها فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة المسلمين، ولزوم جماعة المسلمين".

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي، ومحمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي على كل واحد منهما. قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قال حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل. قال حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب. قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله

وسلم: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ويلهمه رشده".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في قصره في الطريق الكبير. قال حدثنا عبيد الله بن محمد بن سليمان بن بابويه. قال حدثني أبي. قال حدثنا داود بن رشيد. قال حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن السواق بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي. قال حدثنا بشر بن موسى. قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرى. قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب. قال حدثني عبد الله بن الوليد قال سمعت عبد الله بن جحيرة يحدث عن أبيه عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول: إذا قعد أيكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة فمن زرع خيراً يوشك أن يحصد رغبه، ومن زرع شراً يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع مثل ما زرع، ولا يسبق بطي لخط، ولا يدرك حريص مالا يقدر من أعطى خيراً فالله أعطاه ومن وقى شراً فالله وقاه، المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة.

"وبه" قال أنشدني القاضي أبو الحسن علي بن أحمد بن يحيى الأزدشتاني الفقيه الشافعي، قال أملى علينا علينا القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز لنفسه: يقولون لي فيك انقباض وإنما=رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما أرى الناس من داناهم هان عندهم=ومن أكرمته عزة النفس أكرما ولم اقض حق العلم إن كان كلما=بدا طمع صيرته لي سلما إذا قيل هذي منهل قلت قد أرى=ولكن نفس الحر تحتمل الظما ولم أبذلن في خدمة العلم مهجتي=لأخدم من لاقيت لكن لأخدما أأشقى به غرساً وأجنيه ذلة=إذا فاتباع الجهل قد كان أسلما ولو أن أهل العلم صانوه صانهم=ولو عظموه في النفوس لعظما ولكن أذلوه فهان ودنسوا=محياه بالأطماع حتى تجهما "وبه" قال أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ لنفسه:

كم إلى كم أغدو إلى طلب العل_م مجداً في جميع ذاك حفيا طالباً منه كل نوع وفن=وغريب ولست أعمل شيا وإذا كان طالب العمل لا يع_مل بالعلم كان عبداً شقيا إنما تنفع العلوم لمن كا_ن بها عاملا وكان تقيا "وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي. قال أنشدنا أبو القاسم عيسى ابن علي بن عيسى بن داود بن الجراح لنفسه: رب ميت قد صار بالعلم حيا=ومبغي قد حاز جهلا وعيا فاقتنوا العلم كي تنالوا خلوداً=لا تعدوا الحياة في الجهل حيا "وبه" قال أنشدنا الأديب أبو المظفر منصور بن محمد بن علي بن الجباني لنفسه. قال أنشدني الأستاذ أبو القاسم بن أبي العلاء الأصفهاني الشاعر المفلق: إذا اختلطت بأهل البر قدمني=فضلي وإن كان سقف البيت يجمعنا فلا يروعنك أثواب لهم وكسا=ولا يهولنك ألقاب لهم وكنى كل إذا هو جاراني إلى أمد=نلت المدى دونه مستولياً وونى لا تحسب الصدر حيث الدست مطرح=إذا حضرت فإن الدست حيث أنا "وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رسته بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو علي عبد الله بن إبراهيم بن الحطوط إملاء بالبصرة.

قال حدثنا أبو بكر محمد ابن الحسن بن دريد عن أبي حاتم، قال يروي للخليل بن أحمد: إذا كنت لا تدري ولم تك كالذي=يشاور من يدري فكيف إذا تدري جهلت فلم تدر بأنك جاهل=وأنك لا تدري بأنك لا تدري ومن أعظم البلوى بأنك جاهل=فمن لي بأن تدري بأنك لا تدري "وبه" قال السيد الإمام الأجل المرشد بالله رضي الله عنه إملاء من لفظه في يوم الخميس سلخ ربيع الآخر. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال حدثنا أبو حصين محمد بن الحسين القاضي والحسن بن إسحق. قال حدثنا يحيى الحماني. قال حدثنا قيس بن الربيع عن يزيد بن عبد الرحمن بن عبد الله مولى علي عليه السلام، عن أبي رافع قال بعث النبي صلى الله عليه

وآله وسلم علياً عليه السلام إلى اليمن فعقد له لواء، فلما مضى قال يا أبا رافع ألحقه ولا تدعه من خلفه، وليقف ولا يلتفت حتى أجيبه، فأتاه فأوصاه بأشياء، فقال: "يا علي: لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الجورذاني المقرى. قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن ابن محمد بن شهدل المديني. قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة. قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله. قال حدثنا أبي. قال حدثنا حصين بن مخارق عن خليفة بن حسان عن زيد بن علي عليهما السلام "كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء" قال علي قدر منازلهم في العلم بالله شدة خشيتهم.

"وبإسناده قال حدثنا حصين عن أبي حمرة عن الأصبع بن نباتة عن علي عليه السلام "كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء" قال: أعلم الناس بالله أشدهم خشية.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزدي بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك. قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني. قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي. قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور. قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تسمعون ويسمع منكم، ويسمع ممن يسمع منكم، فبلغوا عنى ولو حديثاً واحداً يعمل به من الخير".

"وبإسناده" عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: "اللهم اغنني بالعلم، وزيني بالحلم، وأكرمني بالتقوى، وحلني بالعافية".

"وبه" قال حدثنا أبو القاسم علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق إملاء. قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز. قال حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي. قال حدثنا هشام بن خالد الأزرق. قال حدثنا الوليد بن مسلم. قال حدثنا أبو سعد روح بن جناح عن مجاهد عن بن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقرى. قال أخبرنا أبو بكر

محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرى. قال حدثنا عبد الله بن محمد بن سلم الفريابي ببيت المقدس. قال حدثنا هشام بن عمار. قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا بن جريح وروح بن جناح أبو سعيد عن مجاهد أنه سمع ابن عباس يقول: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه ببغداد. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز. قال حدثنا إسحق بن خالون البابشيري بواسط.

قال حدثنا علي بن بحر القطان. قال حدثنا الوليد بن مسلم. قال حدثنا أبو سعيد روح بن جناح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر ابن حمدان بن مالك الفطيعي قراءة عليه. قال حدثنا عمر بن يوسف بن الضحاك المخرمي. قال حدثنا محمد ابن إسكاب. قال حدثنا ابن نمير عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن حماد بن سلمة عن أبي هارون عن أبي سعيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يأتيكم أقوام من أطراف الأرض يطلبون العلم، فاستوصوا بهم معروفاً".

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحاملي الضبي بقراءتي عليه وآخرون. قالوا أخبرنا علي بن عمر بن محمد السكري. قال حدثنا أبو يعقوب إسحق بن ديمهر الثوري. قال حدثنا إسحاق بن إسرائيل. قال حدثنا عبد القدوس بن حبيب الكلاعي. قال حدثنا عكرمة عن ابن عباس، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "يا إخواني تناصحوا في العلم ولا يكتمن بعضكم بعضاً فإن خيانة الرجل في علمه أشد من خيانته في ماله".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو الحسن علي ابن أحمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد القزويني. قال حدثنا محمد بن إسماعيل الطائي.

قال حدثنا أحمد بن يحيى ابن خلف. قال حدثنا محمد بن روح الصوفي. قال حدثنا علي بن الحسن عن سفيان الثوري عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أحب الخلائق إلى الله عز وجل لشاب حديث

السن في صورة حسنة جعل شبابه وجماله في طاعة الله ذاك الذي يباهي به الله الملائكة يقول هذا عبدي حقاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسنابادي شيخ الصوفية بأصفهان بقراءتي عليه في منزله. قال حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة. قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال حدثنا عبد الجبار. قال حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم. قال قال عبد لله بن مسلم. قال حدثنا زيد العمي عن بعض من لقي من أهل العلم قال: يا صاحب العلم أعمل بعلمك، وأعط فضل مالك، واحبس الفضل من قولك، فلا شيء من الحديث ينفعك عند ربك. يا صاحب العلم لا تكن قوياً في عمل غيرك ضعيفاً في عمل نفسك. يا صاحب العلم لا يشغلك الذي لغيرك عن الذي لك.

يا صاحب العلم إن الذي أمرت به من طاعة الله يشغلك عما نهيت عنه. يا صاحب العلم جالس العلماء وازحم عليهم ودع منازعتهم. يا صاحب العلم عظم العلماء لعلمهم، وضع الجهال لجهلهم ولا تباعدهم وقربهم، يا صاحب العلم إن الله عز وجل لم يكرم عبداً بشرف الدنيا ولم يهنه بذلها، ولكن الله تعالى يكرم أهل طاعته ويهين أهل معصيته. يا صاحب العلم لا تغتر بالله ولا تغتر بالله ولا تغتر بالناس، فإن العزة بالله ترك طاعته والغرة بالناس أتباع أهوائهم، أحذر من الله ما حذرك من نفسه. يا صاحب العلم لا ينفع العلم إلا بالحلم، كما لا يصلح النهار إلا بالشمس. كذلك لا يستقيم العمل إلا بطاعة الله. يا صاحب العلم الزرع لا يصلح إلا بالماء والتراب، كذلك لا يصلح الإيمان. إلا بالكلام والعمل. يا صاحب العلم كن كالمسافر متزوداً أو مستنجداً إذا احتاج إلى زاده، كذلك يستنجد كل عامل إذ احتاج إلى عمله في الآخرة، وما عمل في الدنيا. يا صاحب العلم إذا أراد الله أن يحمد على عبادته فاعلم أنه إنما أراد أن يبين كرامتك عليه فلا تحول أو تحرص فترجع من كرامة الله عز وجل إلى هوانه. يا صاحب العلم إنك إن تحمل الحجار إلى رأس الجبل أهون عليك من أن تحدث من لا عقل له: ومثل الذي يحدث من لا يعقل حديثه، مثل الذي يتغنى عند الميت ويضع المائدة لأهل القبور.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر هذا، قال حدثنا محمد، قال حدثنا إسحاق بن أبي حسان الأنماطي.

قال حدثنا أحمد بن أبي الجواري، عن علي بن الحسن الكوفي قال سمعته من ابن أبي كريمة، قال قال موسى صلى الله عليه وسلم: أي رب دلني على عمل إذا أنا عملته نلت به رضاك؟

فأوحى الله تعالى إليه، يا بن عمران: إنك لن تطيق ذلك، إن رضاي في كرهك ولن تطيقه، قال فخر موسى ساجداً باكياً، فقال: اللهم خصصتني منك بالكلام، ولم تكلم بشراً قبلي، ولن تدلني على عمل أنال به رضاكن فأوحى الله تبارك وتعالى إليه، يا ابن عمران: إن رضاي في رضاك بقدري.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا الحسن بن علي الطوسي. قال سمعت محمد بن عبد الكريم. قال أنشدني أبو عثمان المؤدب: رأينا أدب المرء=عن الأموال يغنيه فكن في طلب الآدا_ب لا يذهب بك التيه فإما تطلب العلم=فتأخذ من معانيه لدى السلطان فاطلبه=فمنهم أنت تحويه وعند العالم الحبر=تجده مجمعاً فيه فأما الرجل السوقي=فالدانق يلهيه عن الآداب والعقل=ويطيه ويشقيه إذا ما غضب السوقي=فالجبة ترضيه "وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير.

قال حدثنا أحمد بن محمد بن عثمان الثقفي. قال حدثنا علي بن الأسود. قال حدثنا محمد بن عيسى بن السكن. قال سمعت الطيالسي يقول سمعت أبا الأحوص يقول: سمعت ابن شبرمة يقول: يمنوني الأجر العظيم وليتني=نجوت كفافاً لا على ولا ليا "وبه" إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله تعالى، عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني الرازي الزيدي إجازة، وهو يرويه عن والده أبي سعد المظفر بن عبد الرحيم بن علي قراءة وسماعا، وهو يرويه عن السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه. قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال

أخبرنا ابن أبي عاصم النبيل إملاء. قال حدثنا حسان الكراماني عن سفيان الثوري عن منصور بن أبي رزين: "وبما كنتم تدرسون" قال: مذاكرة الفقه، كانوا يتذاكرون الفقه كما نتذاكره نحن.

"وبه" إلى السيد الإمام المرشد بالله. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال حدثنا أبو زيد يعني القراطيسي. قال حدثنا حجاج بن إبراهيم. قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن سعيد عن ابن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. حدثنا عامر يعني ابن أحمد بن محمد الشونيزي. قال حدثنا إبراهيم ابن فهد. قال حدثنا سعيد بن سلام قال حدثنا عمر بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها. فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه".

"وبه" قا أخبرنا أبو طاهر محد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال أخبرنا ابن أبي عاصم النبيل. قال حدثنا أبو سفيان عبد الرحيم ابن مطرف السروجي قال حدثنا عبد الله العذري عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "خير العبادة الفقه".

"وبه" قال أخبرن أبو بكر بن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا محمد بن محمد الواسطي.

قال حدثنا القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك. قال حدثنا أبو نصر الأكفاني. قال حدثنا سفيان عن جابر عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من سئل عن علم فكتمه جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من نار".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني البطجاني بقراءتي عليه بالكوفة. قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري. قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي. قال حدثنا عقبة بن مكرم الضبي. قال حدثنا يويس بن بكير، عن عمرو

بن خالد، عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن آبائه عن علي عليهم الصلاة والسلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "والعالم في الأرض يدعو له كل شيء حتى الحوت في البحر".

"وبه" أخبرنا أبو أسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة. قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن شيبة المقرى العطار مغسل الخلفاء. قال حدثنا عبد الكبير يعني عمر بن الخطاب. قال حدثنا حفص بن عمر بن زبال. قال حدثنا النعمان بن شبل الباهلي. قال حدثنا محمد بن إسماعيل عن عمرو بن كثير عن الحسين عن علي عليهما السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من جاءته منيته وهو يطلب العلم ليحي به الإسلام فمات على ذلك فبينه وبين الأنبياء درجة واحدة".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن عمر بن حروج النهرواني قراءة عليه. قال أخبرنا أبو القاسم منصور بن جعفر بن ملاعب الصيرفي. قال حدثنا يحيى بن عثمان. قال حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق. قال حدثنا شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يبعث الله العالم والعابد، فيقال للعابد أدخل الجنة، ويقال للعالم أثبت حتى يشفع للناس بما حسنت آدابهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن عمر بن عبد الله بن زاذان بقراءتي عليه بقزوين. قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المقيد الحافظ بجرجرايا. قال حدثنا الحسين بن محمد بن حمدون. بجرجرايا في مسجده سنة سبع وتسعين ومائتين، وأحمد بن محمد بن هلال إملاء في جامع المدينة. قالا حدثنا محمد بن المغيرة بن أبو سلمة المخزومي. قال حدثنا أخي عن أبيه عن عثمان بن عبد الرحمن، عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص في الرزق، والدعاء يرد القضاء، ولله في خلقه قضاءان: قضاء نافذ، وقضاء محدث، يحدث فيه ما شاء، وللأنبياء على العلماء فضل درجتين، وللعلماء على الشهداء فضل درجة".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي قراءة عليه. قال أخبرنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحوى بن العوام بن حوشب البزاز قراءة عليه في شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة. قال حدثني عبد الله بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل السكري

بعسكر مكرم. قال حدثنا سهل بن بحر. قال حدثنا محمد بن إسحاق ببغداد. قال حدثنا ابن مبارك، عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن أبي حاتم عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " خيار أمتي علماؤها، وخيار علمائها رحماؤها، ألا وإن نور الله يغفر للعالم أربعين ذنباً قبل أن يغفر للجاهل ذنباً واحداً، إلا وإن العالم الرحيم يجيء يوم القيامة وإن نوره قد أضاء يمشي فيه ما بين المشرق والمغرب كما يسري الكوكب الدري".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عمر نب أحمد بن عثمان بن شاهين بقراءتي عليه. قال حدثنا محمد نب القاسم الشظوي. قال حدثنا عيسى بن عبد الله بن سليمان. قال حدثنا رواد بن الجراح، عن سعيد ابن بشير عن قتادة قال: من لم يعرف الاختلاف لم يشم أنفه الفقه.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نضرويه الخطيب السمرقندي قراءة عليه ببغداد. قال أخبرنا محمد بن أحمد بن ميشم. قال حدثنا محمد بن يوسف الفربري. قال حدثنا علي بن خشرم. قال أخبرنا إسماعيل - يعني ابن عليه، عن ابن عون عن ابن سيرين عن الأحنف بن قيس، قال قال عمر: تفقهوا قبل أن تسودوا.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ بن العلاف بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه. قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال حدثني أبي. قال حدثني وكيع. قال حدثنا عمرو بن منبه السعدي، عن أوفى بن دلهم العدوي. قال بلغني عن علي عليه السلام أنه قال تعلموا العلم تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله فإنه سيأتي من بعدكم زمان ينكر فيه الحق تسعة أعشارهم لا ينجو فيه إلا كل لومه، أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم، ليسوا بالعجل المذاييع بذرا.

"وبه"إلى السيد الإمام رضي الله عنه إملاء في الخامس عشر من شوال سنة تسع وسبعين. قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة. قال أخبرنا الطبارني. قال حدثنا عبد الله بن وهب. قال حدثنا محمد بن السري العسقلاني. قال حدثنا يوسف بن عطية. قال حدثنا مرزوق بن أبو عبد الله الحمصي، عن مكحول عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة حتى يكبر أعطاه الله يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صديقاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر نب أحمد البرمكي. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ايوب بن ماسي البزاز. قال حدثنا إسحاق بن خالويه البابشيري بواسط. قال

حدثنا علي بن بحر القطان. قال حدثنا الوليد بن مسلم. قال حدثنا أبو سعيد روح بن جناح، عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال أخبرنا أبو يعلى. قال حدثنا عقبة بن مكرم. قال حدثنا مسعدة بن اليسع. قال حدثنا شبل بن عباد، عن عمرو بن دينار عن جابر: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أي الناس أعلم؟ قال من يجمع علم الناس إلى علمه، وكل صاحب علم غرثان إلى علمه.

"وبه" قال لنا السيد. قال لنا أبو طاهر. قال لنا أبو محمد، رواه ابن أبي كثير عن شبل عن عمرو عن طاووس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال السيد حدثناه عن محمد بن العباس، قال حدثني أحمد بن خالد الخلال. وبه قال أخبرنا أبو بو بكر محمد بن علي بن مهزوارامزده الخليلي بن أخت أبي عمر الصباح بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو محمد عبد اله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء. قال حدثنا أبو عبد الله الحسين ابن عمر بن أبي الأحوص.

قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس. قال حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن غلاق بن أبي مسلم عن إبان بن عثمان عن أبيه عثمان بن عفان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أول من يشفع يوم القيامة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الوراق بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو سعيد عثمان بن حامد بن أحمد الثلاج القرائضي: قال حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار. قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة. قال حدثنا عبد الله بن عون الخزان. قال حدثنا محمد بن الفضل، عن زيد العمي عن جعفر العبدي عن أبي سعيد الخدري، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نضرويه الخطيبي السمرقندي قراءة عليه ببغداد. قال أخبرنا محمد بن أحمد بن ميشم. قال حدثنا محمد بن يوسف الفربري. قال حدثنا علي بن خشرم. قال أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأفريقي عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العلم ثلاثة: آية محكمة، وسنة

قائمة، وفريضة عادلة، فما كان سوى ذلك فهو فضل".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا إسحاق بن محمد بن حكيم. قال حدثنا صالح بن سهل ابن المنهال. قال حدثنا القاسم بن جعفر بطرسوس. قال حدثنا موسى بن أيوب، عن عثمان بن عبد الرحمن عن حمزة الزيات. عن حميد عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اطلبوا العلم يوم الاثنين فإنه ميسر لصاحبه".

"وبه" قال أخبرنا أبو نصر بن أحمد بن الفرحان الشافعي بقراءتي عليه بقزوين. قال أخبرنا أبو الحسن علي بن حسان بن القاسم الأنباري قراءة عليه. قال حدثنا محمد بن هارون. قال حدثنا علي بن نصر ابن علي. قال حدثنا محمد بن عياد أبو عبادة. قال حدثنا علي بن المبارك، عن أيوب السجستاني عن خالد ابن دريك عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه آله وسلم قال: "من تعلم لغير الله وأراد به غيره فليتبوأ مقعده من النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق غبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الجامع الأعظم بالبصرة. قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العباس بن الفضل بن الأسفاطي. قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد السلام السلمي. قال حدثنا طالوت بن عباد الجحدري. قال حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن الحكم عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله تعالى بلجام من نار يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراين. قال حدثنا أحمد بن عمرو الحلال المكي. قال حدثنا يعقوب بن حميد. قال حدثنا سلمة بن رجاء، عن الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله وملائكته حتى النمل في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير".

"وبه" قال أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن يعقوب السفياني المقرى السماني بقراءتي عليه في جامع الكوفة. قال أخبرنا أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي المعروف بابن النحاس. قال حدثنا علي بن العباس ابن الوليد المقانعي البجلي. قال حدثنا عباد بن يعقوب. قال أخبرنا

عاصم بن أحمد الحنفي، عن يحيى بن القاسم عن أبي حفص عن أبي ذر قال: يا باغي العلم قدم لمقامك بين يدي الله فإنك مرتهن بعلمك كما تدين تدان. يا باغي العلم صل قبل أن لا تقدر على ليل ولا نهار تصلي فيه إنما مثل الصلاة كمثل رجل دخل على ذي سلطان فأنصت له حتى يقضي حاجته. فكذلك المرء المسلم بإذن الله ما دام في الصلاة، لم يزل الله ينظر إليه حتى يفرغ من صلاته. يا باغي العلم تصدق قبل أن لا تعطي شيئاً ولا تمنعه، إنما مثل الصدقة لصاحبها كمثل رجل طلبه قوم بدم، فقال لهم لا تقتلوني وأضربوا لي أجلاً أسعى في رضاكم، كذلك المرء المسلم بإذن الله كل ما تصدق بصدقة حل بها عقدة من رقبته حتى يتوفى الله أقواماً وهو عنهم راض، ومن يرضى الله عنه فقد أعتق من النار. يا باغي العلم هذا اللسان مفتاح كل خير ومفتاح كل شر، فاختم على قلبك كما يختم على ذهبك وعلى ورقك. يا باغي العلم إن قلباً ليس فيه من الحق شيء كالبيت الخراب لا عامر له. يا باغي العلم إن هذه الأمثال ضربها الله للناس وما يعلقها إلا العالمون. يا باغي العلم كأن شيئاً من الدنيا لم يكن شيئاً إلا عمل ينفع خيره أو يضر شره إلا من رحم الله. يا باغي العلم لا يشغلك أهل ولا مال عن نفسك، إنك يوم نفارقهم كضيف بت فيهم ثم تحولت من عندهم إلى غيرهم، والدنيا والآخرة كمنزل تحولت منه إلى غيره، وما بين الموت والبعث إلا كنومة نمتها ثم استيقظت منها.

"وبه" إلى السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء في الثاني والعشرين من شوال سنة سبع وسبعين. قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا ابن الجارود. قال حدثنا محمد بن عامر. قال حدثنا الحسين بن الفرح، قال سمعت يحيى بن آدم يقول في تفسيره هذه الآية: "وأما السائل فلا تنهر" قال هو الرجل يجيئك ليسألك عن شيء من أمر دينه فلا تنهره وأجبه.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال أخبرنا أبو يعلى الموصلي قال حدثنا عمرو بن الحصين. قال حدثنا ابن علاثة. قال حدثنا حصيف عن مجاهد عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من حفظ على أمتي أربعين حديثاً فيما ينفعهم من أمر دينهم بعث يوم القيامة من العلماء، وفضل العالم على العابد بتسعين درجة، الله أعلم ما بين كل

درجتين".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر. قال أخبرنا ابن أبي عاصم. قال حدثنا عمرو بن عثمان. قال حدثنا بقية بن الوليد. قال حدثني الحكم بن عبد الله، عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أتى علي يوم لا أزاد فيه علماً فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا أحمد بن محمد بن نافع الطحان المصري قال حدثنا أبو يوسف الحيري. قال حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ابن جريح عن عطاء قال: كنت عند ابن عباس رضي الله عنه فأتاه رجل فقال يا بن عباس: ما نقول في؟ قال: وما عسى أن أقول فيك، قال إني عامل بالقلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يؤتى بصاحب القلم يوم القيامة في تابوت من نار مقفل عليه بأقفال من نار فينظر قلمه فيما أجراه، فإن كان إجراؤه في طاعة الله ورضوانه فك عنه التابوت، وإن كان إجراؤه في معصية الله هوى به التابوت سبعين خريفاً حتى بارئ القلم ولا ئق الدواة، قال السيد هذا في العامل والكاتب وليس المتعلم بدونهما لأن قلمه يجري بأمر الدين وقلم سواه بأمر الدنيا.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا أحمد بن البصر. قال حدثنا حميد بن مسعدة. قال حدثنا حصين بن نمير، عن حسين بن قيس الرحبي عن عطاء عن ابن عمر عن ابن مسعود، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تزول قدما ابن آدم من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفنا، وشبابه فيما أبلاه، وماله من أين كسبه، فيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الجامع الكبير بالبصرة. قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس بن الفضل الأسقاطي. قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد السلام السلمي. قال حدثنا طالوت بن عباد الجحدري. قال حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن الحكم عن عطاء ابن أبي رباح عن أبي هريرة قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله تعالى بلجام من نار".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا عبد الله بن أحمد. قال حدثنا أيوب بن محمد الوزان. قال حدثنا معمر بن سليمان الرقي. قال حدثنا عبد الله بن بشر

عن أبي إسحاق عن الحرث عن ابن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبياً أو قتل نبي، أو رجل يضل الناس بغير علم، أو مصور يصور التماثيل".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد. قال حدثنا الحسن بن علي البصري. قال حدثنا العباس بن بكار الضبي. قال حدثنا محمد بن الجعد القرشي، عن الزهري وعلي بن زيد عن سعد بن المسيب عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من جاءه أجله وهو يطلب العلم اليقيني لم يكن بينه وبين النبيين إلا درجة النبوة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال أخبرنا ابن أبي عاصم. قال حدثنا الحوطي. قال حدثنا سويد ابن عبد العزيز عن نوح بن ذكوان، عن أخيه أيوب عن الحسن عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أتدرون من أجود الأجواد؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال: الله أجود الأجواد وأنا أجود بني آدم، وأجودهم من بعدي رجل علم علماً فنشره يبعثه الله يوم القيامة أمة واحدة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا عبدان بن أحمد. قال حدثنا هشام بن عمار. قال حدثنا محمد بن شعيب قال حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه كان له كأجر حاج تامة حجته".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نصرويه الخطيبي السمرقندي - قدم علينا بغداد حاجاً قراءة عليه. قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن أحمد الرازي. قال حدثنا أبو سعيد الهيثم بن كليب. قال حدثنا ابن أبي العوام. قال حدثنا أبي. قال قال سفيان بن عيينة: إذا كانت حياتي حياة سفيه، وموتي موت جاهل، فماذا ينفعني ما جمعت من غرائب الحكمة.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه. قال سمعت أبا المفضل محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الشيباني لفظاً. قال سمعت عبد الكريم بن كامل بن روح الصواف يقول: سمعت سهل بن عبد الله التستري يقول: الناس كلهم سكارى إلا

العلماء، والعلماء كلهم حيارى إلا من عمل بعلمه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم الحسناباذي بأصفهان بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس. قال حدثنا أبو عثمان سعيد بن هاشم بن مرشد الطبراني. قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم بن دحيم. قال حدثنا عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب قال: إذا أراد الله عز وجل بعبد خيراً جعل فيه ثلاث خلال: فقهه في الدين، وزهده في الدنيا، وبصره عيوبه. قال محمد: من أعطيهن أعطى خير الدنيا والآخرة.

"وبه" إلى السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء في يوم الخميس التاسع والعشرين من شوال سنة سبع وسبعين. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان. قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال حدثنا محمد بن الفضل السفطي. قال حدثنا إبراهيم ابن زياد بسلان. قال حدثنا سوار بن مصعب عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا عبدان. قال حدثنا قطن بن بشير.

قال حدثنا يزيد أبو خالد التستري. قال حدثنا أبو مالك عن سلمة بن كهيل، عن أبي جحيفة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "جالسوا العلماء، وسائلوا الكبراء، وخالطوا الحكماء"ز "وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني. قال أخبرنا ابن حيان. قال حدثنا أبو علي بن إبراهيم.

قال حدثنا محمد بن عامر. قال حدثنا أبي. قال حدثنا النعمان. قال حدثنا أبو بكر عن شريك عن عبد الله ابن أبي نميرة عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وزدنا علماً إلى علمنا".

"وبه" قال السيد، قال لنا أبو طاهر. قال لنا أبو محمد، قال أبو علي: كان حاتم بن يونس معنا، فقال أبو بكر: هذا من أهل البصرة.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا عبد الله بن أحمد. قال حدثني

روح ابن عبد المؤمن المقرئ "ح" قال وأخبرنا أبو بكر. قال أخبرنا سليمان. قال وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي. قال حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي رجاء العبداني. قالا حدثنا سلمة بن رجاء، عن الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي أمامى قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلين أحدهما عابد والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة في الجامع الأعظم.

قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني. قال حدثنا أبو نعيم عن حمزة عن ابن أبي كريمة الصيداوي بصيدا. قال حدثنا عمر بن حنيس أبو حفص. قال حدثنا جعفر بن محمد البرذعي. قال حدثنا الهيثم بن اليمان. قال حدثني موسى بن عمير العنبري ببيته، عن إبراهيم عن الأسود بن يزيد عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".

"وبه" قال حدثنا أبو نصر الفرخان بن أحمد الفرخان الشافعي القزويني بقراءتي عليه بها. قال أخبرني أبو نصر عبد الكريم بن أحمد الشيرازي الدراودري. قال أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي البصري الدراوردي بمكة. قال حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني. قال حدثنا الحسن بن عطية عن أبي عاتكة عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا ابن حيان. قال حدثنا العباس بن أحمد الشامي. قال حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك. قال حدثنا ابن عياش. قال حدثني برد ابن سنان، عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الناس لكم تبع، وإنه سيأتيكم رجال من أقطار الأرض يتفقهون، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً" قال أبو هارون: فكنا إذا أتينا أبا سعيد يقول لنا مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سلوا عما شئتم.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة. قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا بشر بن موسى. قال حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيتي "ح" قال وأخبرنا ابن ريذة. قال وأخبرنا الطبراني. قال وحدثنا

محمد بن محمد التمار البصري. قال وحدثنا موسى بن إبراهيم التركي. قالا حدثنا عبد العزيز بن مسلم، قال حدثنا الأعمش عن سلمة بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد الأنصاري قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يحدث أصحابه وهو يقول: كيف وقد ذهب أوان العلم، قلت بأبي وأمي كيف يذهب أوان العلم ونحن نقرأ القرآن ونعلمه أبناءنا ويعلمه أبناؤنا أبناءهم إلى أن تقوم الساعة؟ قال ثكلتك أمك يا بن لبيد: إن كنت لأراك من أفقه أهل المدينة أو ليس اليهود والنصارى يقرأون التوراة والإنجيل ثم لا ينتفعون منهما بشيء.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه. قال أخبرنا محمد بن علي بن الحكم قراءة عليه. قال أخبرنا محمد بن عمار. قال حدثني محمد بن عبد الله بن نوفل الهاشمي. قال حدثنا قاسم بن الضحاك عن رجل قد سماه عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العلماء مصابيح العلم وورثة الأنبياء".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله ابن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا ابن الجارود. قال حدثنا الحسن بن فضيل.

قال حدثنا الحكم بن أسلم القرشي. قال حدثنا محمد بن الحارث، عن ابن السلماني عن أبيه عن ابن عمر قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي الناس أجوع؟ قال: طالب العلم، قال فأيهم أشبع؟ قال: الذي لا يبتغينه -هكذا في كتابي- والصحيح لا يبتغيه.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين. قال أخبرني أبو علي الحسن بن الحسين بن حمشكان. قال حدثنا أبو علي السرخسي. قال سمعت أبا الحسن محمد بن الحسين الجرجاني يقول، سمعت الحسن بن علي العابد، قال سمعت حاتماً يقول: العلماء ثلاثة: عالم يعمل بعلمه، وعالم لا يعمل بعلمه، ومتعبد قد أقبل على عبادته وترك الناس وليس له علم هذين، فإذا أردت أن تسأل فاسأل العالم الذي يعمل به، فإن فاتك فاسال العابد، فإن فاتك هذان فتعال إلى العالم الذي لا يعمل بعلمه، فتبين منه أمرك ثم فر منه ولا تقتدي بعمله.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر الحسناباذي بقراءتي عليه. قال أخبرنا ابن حيان إملاء. قال حدثنا الحسن بن علي الطوسي. قال حدثنا أحمد بن علي بن يسار - يعني المروزي. قال حدثنا أحمد بن أيوب. قال اجتمع الناس إلى سفيان فقال: من أحوج الناس إلى العلم؟ فسكتوا، ثم قالوا تكلم

يا أبا محمد؟ فقال: أحوج الناس إلى العلم العلماء، وذلك أن الجهل بهم أقبح لأنهم غاية الناس وهم يسألون.

"وبه" قال أخبرنا ابو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قراءة عليه. قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن سعيد، قدم علينا هو ابن أخي أبي أحمد العسكري. قال حدثنا أحمد بن زكريا بن يحيى الشاجي ومحمد بن أحمد بن حمدان البشتري وعلي بن أحمد بن جعفر مولى بني هاشم. قال حدثنا محمد بن زكريا ابن يحيى. قال حدثنا ابن عائشة، قال قال بعض الحكماء: من أخذ من العلوم نتفها ومن الحكم طرفها، فقد أحرز عيونها وحاز مكنونها.

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أحمد بن يحيى بن أبي الحسن الكنى أسعده الله. قال أخبرني الشيخ السديد شمار بن يمان بن حيدر بن الحسن بن أبي عدي الكاتب الرازي الزيدي بقراءتي عليه في شهور سنة نيف وعشرين وخمسمائة. قال أملاه علينا السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه في العشرين من جمادى الآخرة سنة سبع. قال أخبرنا ابو بكر بن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا الفضل بن العباس القرطمي البغدادي. قال حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار. قال حدثنا عمرو بن عبد الجبار. قال حدثنا عبد الله بن يزيد بن آدم. قال حدثنا أبو الدرداء وأبو أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك قالوا: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الراسخون في العلم؟ قال: هو من برت يمينه، وصدق لسانه، وعف فرجه وبطنه، فذاك الراسخ.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن احمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال اخبرنا أبو محمد عبد الله بن حيان. قال حدثني أبو عبد الرحمن الخمري. قال حدثنا محمد بن مهدي بن هلال وعبد الله بن محمد الأزديان. قالا حدثنا مهدي. قال حدثنا هشام عن الحسن "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة" قال الحسنة في الدنيا العلم والعبادة، والحسنة في الآخرة دخول الجنة.

"وبه" إلى السيد رضي الله عنه قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن الذكواني. قال أخبرنا ابن حيان أبو محمد عبد الله. قال حدثنا هبة الله - يعني ابن محمد. قال حدثنا أبو طالب. قال حدثنا أبو حميد الحمصي قال حدثنا موسى بن أيوب. قال حدثنا ضمرة عن شوذب. قال: تفسير لا يزداد الأمر إلا شدة، قال: موت العلماء.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز الأزجي. قال حدثنا أبو بكر المفيد. قال حدثنا أحمد بن محمد الغساني ومحمد بن سليمان. قالا حدثنا محمد بن عمرو بن حيان. قال حدثنا بقية بن الوليد عن عبد الملك ابن عبد العزيز. قال حدثني عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من حمل من أمتي أربعين حديثاً فهو من العلماء".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري الفقيه إمام الشافعية ببغداد بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن إسحاق الأنماطي بنيسابور إملاء. قال أخبرنا أبو العباس محمد بن شاذل بن علي بن الهاشمي. قال حدثنا محمد بن أسلم.

قال حدثنا محمد بن قاسم الأسدي. قال حدثنا عمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تعلموا العلم قبل أن يرفع، ورفعه ذهاب أهله، فإنه لا يدري أحدكم متى يحتاج إليه أو يحتاج إلى ما عنده"ز "وبه" قال أخبرنا الخليل بن عبد الله بن أحمد بن الخليل الحافظ إملاء بقزوين. قال حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد الفقيه الهمداني. قال حدثنا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي بهمذان. قال حدثنا حفص بن عمر. قال حدثنا روح بن عبد الواحد. قال حدثنا الليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فضل العلم خير من فضل العبادة، وملاك دينكم الورع، وفضل العالم على العابد كفضلي على أمتي".

"وبه" قال أخبرنا عاليا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال وحدثنا يحيى بن عثمان بن صالح. قال حدثنا أبو صالح عبد الله ابن صالح "ح" قال وأخبرنا ابن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال وحدثنا علي بن عبد العزيز. قال حدثنا معلى بن مهدي الموصلي. قالا حدثنا سوار بن مصعب عن ليث عن طاووس عن ابن عباس ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فضل العلم أفضل من العبادة، وملاك الدين الورع".

"وبه" قال أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن ويحة بقراءتي عليه في الجامع بأصفهان. قال أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن يوسف الورثاني ببروجرد. قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد المرزبان. قال أخبرنا أحمد بن يعقوب النجوى. قال حدثنا محمد بن القاسم بن الهاشم

السمسار. قال حدثنا أبي. قال حدثنا يونس عن عطاء. قال حدثنا سفيان الثوري عن أبيه عن جده عن زياد بن الحارث الصداى. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من طلب العلم تكفل الله برزقه".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني قراءة عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا أحمد بن محمد بن السكن. قال حدثنا صالح بن عبد الكبير المسجعي. قال حدثنا يوسف بن عطية الصفار. قال حدثنا قتادة عن الحسن عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العلم علمان: علم في القلب فذاك العلم النافع، وعلم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه.

قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق والحسن بن محمد النحاس البغدادي. قالا حدثنا محمد بن عثمان العقيلي. قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. قال حدثنا الخليل بن مرة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن مالك بن عامر عن معاذ بن جبل قال: تعرضت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو تصديت له وهو يطوف، فقلت يا رسول الله أي الناس شر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اللهم غفراً سل عن الخير ولا تسأل عن الشر، شرار الناس شرار العلماء في الناس".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الأرجي بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو بكر المفيد. قال حدثنا الحسن ابن إسماعيل. قال حدثنا محمد بن تميم. قال حدثنا حفص بن عمر، عن الحكم عن ابن إبان عن عكرمة عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم أفضل من الصلاة والصيام النافلة، والحج والجهاد في سبيل الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم التنوخي بقراءة الصوري عليه. قال أخبرنا جدي أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوى قراءة عليه وأنا أسمع سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة. قال أخبرنا جدي عن حرملة بن يحيى. قال أخبرنا أبو وهب. قال أخبرنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. قال قال أبو حازم: إن سليمان بن هشام بن عبد الملك قدم المدنية ومعه ابن شهاب. فأرسل إلى أبي حازم فدخل عليه، فإذا سليمان بن هشام متكئ وابن شهاب

عند رجليه قاعد، قال فسلمت وأنا متكئ على عصاي، فقال ابن شهاب: ألا تتكلم يا أعرج؟ قال قلت وما يتكلم الأعرج، ليست للأعرج حاجة جاء لها فيتكلم فيها، وإنما جئت لحاجتكم التي أرسلتم إلي فيها، وما كل من يرسل إلي آتيه، ولولا الفرق من شركم ما جئتكم، فجلس سليمان بن هشام وقال: ما المخرج مما نحن فيه؟ فقال أبو حازم: أعاهد الله في نفسي لا يمنعني دريهماتك أن أقول لك الحق في الله، قال قلت: المخرج مما أنت فيه لا تمنع شيئاً أعطيته من حق أمرك الله أن تجعله فيه، ولا تطلب شيئاً منعته لشيء نهاك الله أن تطلبه. قال ابن هشام: فمن يطيق هذا الحال: قال يطيقه من طلب الجنة وهرب من النار وذلك فيهما قليل. فقال سليمان: ما رأيت كاليوم حكمة قط أجمع ولا أحكم. فقال ابن شهاب: فإنه جار لي وما جالسته قط، فقال أبو حازم: إني مسكين ليست لي دراهم ولو كانت لي دراهم جالستني، فقال ابن شهاب: قرصتني يا أبا حازم، قال بلى إياك أردت، ثم قال ابن شهاب: ألا تحدثني يا أبا حازم عن شيء بلغني أنك وصفت به أهل العلم وأهل الدنيا؟ قال بلى، قال: إني أدركت أهل الدنيا تبعاً لأهل العلم حيث كانوا يقضى لأهل العلم بما قسم الله لهم من العلم حوائج دنياهم وآخرتهم، ولا يستغني أهل الدنيا عن أهل العلم لنصيبهم من العلم، ثم جال الزمان فصار أهل العلم تبعاً لأهل الدنيا حيث كانوا، فدخل البلاء على الفريقين جميعاً، ترك أهل الدنيا النصيب الذي كانوا يمسكون به من العلم حين رأوا أهل العلم قد جاءوهم وضيع أهل العلم جسيم ما قسم لهم باتباعهم أهل الدنيا.

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني. قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا علي - يعني ابن الصباح. قال حدثنا جعفر يعني بن محمد بن علي الأصفهاني. قال حدثنا عيسى بن جعفر - يعني الرازي. قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن ابن سيرين قال: ذهب العلم وبقي بقية في أوعية سوء.

"وبه" قال أنشدنا الخليل بن عبد الله بن أحمد بن الخليل بن عبد الله بن الخليل بقزوين. قال أنشدنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني لنفسه غير مرة: ولو أن أهل العلم صانوه صانهم=ولو عظموه في النفوس لعظما ولكن أهانوه فهان ودنسوا=محياه بالأطماع حتى تجهما إذا قيل هذي منهل قلت قد أرى= ولكن نفس الحر تحتمل الظما

"وبه" إلى السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء في التاسع عشر من جمادى الآخرة.

قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه. قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد ابن زكريا بن حيوية. قال حدثنا محمد بن القاسم. قال حدثنا محمد بن الهيثم بن خالد. قال حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال حدثنا حماد بن زيد. قال حدثنا أبو حنيفة.

قال حدثنا حماد عن إبراهيم في قول الله تبارك وتعالى: "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً" قال: يجاء بعمل العبد فيوضع في كفة الميزان فيخف فيجئ شئ كالغمام -وكلمة أخرى سقطت على بعض نقلة الحديث- فتوضع في كفة الميزان فيرجح، فيقال له أتدري ما هذا؟ فيقول لا، فيقال هذا علمك الذي تعلمته وعلمته الناس وعملوا به من بعدك.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءبي عليه. قال أخبرنا ابو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا أحمد بن محمد البزاز. قال حدثنا عبد الله بن عمر بن إبان. قال حدثنا الوليد بن بكير. قال حدثنا عامر بن نافع الثقفي. قال شهدت عكرمة مولى ابن عباس سئل عن قوله تعالى "السائحون" قال طلبة العلم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر المعتلي القزويني بالري سنة ست وسبعين وثلاثمائة. قال حدثنا علي بن إبراهيم قال سمعت إبراهيم بن عبد الله يقول، سمعت إبراهيم بن سعيد الجوهري يقول سمعت سفيان بن عينية يقول: يحسبون العالم من يجمع هذه الأحاديث إنما العالم من يخشى الله عز وجل ثم قرأ: "إنما يخشى الله من عباده العلماء".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة. قال أخبرنا الطبراني. قال حدثنا الحسن بن علي بن المعري: قال حدثني أحمد بن العباس صاحب الشامة. قال حدثنا الحارث بن عطية. قال حدثنا بعض أصحابنا، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قيل يا رسول الله: وما رياض الجنة؟ قال: مجالس العلم".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري إمام الشافعية ببغداد. قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد إملاء بنيسابور. قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم الاسفرائيلي. قال حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم. قال حدثنا عمرو بن حمزة. قال حدثنا صالح

المرى عن الحسن عن أنس ابن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الحكمة تزيد الشريف شرفاً، وترفع العبد المملوك حتى تضعه موضع الملوك".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأرجي. قال حدثنا أبو بكر محمد المفيد بجرجرايا. قال حدثنا الحسن بن إسماعيل، قال حدثنا محمد بن إسحاق السني. قال حدثنا ابن المبارك. عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن أبي حازم عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أخيار أمتي علماؤها وخيار علمائها رحماؤها، ألا وإن الله تعالى يغفر للعالم أربعين ذنباً قبل أن يغفر للجاهل ذنباً واحداً، إلا وإن العالم الرحيم ليجيء يوم القيامة وإن لنوره لضوءاً يمشي فيه ما بين المشرق والمغرب".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب بن عبد الرحيم. قال أخبرنا ابن حيان. قال حدثنا حسن بن هارون ابن سليمان. قال حدثنا علي بن المديني. قال حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، عن يزيد بن يزيد بن جابر عن جابر عن أبيه عن معاذ بن جبل، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن يأجركم الله حتى تعلموا".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني قال حدثنا عبد الله بن وهب. قال حدثنا محمد بن أبي السرى العسقلاني. قال حدثنا يوسف بن عطية. قال حدثنا مرزوق بن عبد الله الحمصي، عن مكحول عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة حتى يكبر أعطاه الله يوم القيامة ثواب اثنين وتسعين صديقاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني. قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك القباب. قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحكم. قال حدثنا بن أبي عرزة. قال حدثنا عثمان - يعني ابن سعيد عن حصين عن أشعث عن ليث عن طاووس عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "علموا ويسروا ولا تعسروا وإذا غضبت فاسكت".

"وبه" قال أخبرنا أبو نصر الفرخان بن أحمد بن الفرخان القزويني الفقيه الشافعي بقراءتي عليه بقزوين سنة أربع وثلاثين. قال أخبرنا أبو حفص عمر بن عثمان المعروف بابن شاهين.

قال حدثنا محمد ابن زهير بن الفضل بالأيلة. قال حدثنا عمر بن يحيى عن نافع الأيلي. قال حدثنا العلاء بن زيد عن أنس ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "المجالس ثلاثة: غانم وسالم وشاجب، فأما الغانم فالذاكر وأما السالم فالساكت، وأما الشاجب فالذي

يشغب بين الناس".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن الذكواني. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حيان. قال حدثنا أبو سيد. قال حدثنا أحمد بن يحيى. قال حدثنا عبد الله بن رجاء. قال حدثنا معلى بن هلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا جلستم إلى المعلم أو جلستم في مجالس العلم فادنوا، وليجلس بعضكم خلف بعض ولا تجلسوا حلقاً متفرقين كما يجلس أهل الجاهلية".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الوهاب بن محمد الشاطر الكاتب قراءة عليه. قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الخيتلي الجيلي. قال حدثنا حاتم - يعني ابن حسن الشاشي. قال حدثنا علي بن خشرم. قال أخبرنا عيسى عن ابن عوف عن ابن سيرين. قال قال حذيفة: لا يفتى الناس إلا ثلاثة: رجل قد عرف ناسخ القرآن ومنسوخه، أو أمير لا يجد بداً، أو أحمق متكلف.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عمر بن أحمد الواعظ بقراءتي عليه. قال حدثنا أبي.

قال حدثنا سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد البيع. قال حدثنا أبو هشام الرفاعي. قال حدثنا ابن اليمان. قال زائدة، عن هشام عن الحكم قال: إن الرجل ليطلب الباب من العلم فيعمل به فيكون خيراً له من الدنيا لو كانت له فصرفها في الآخرة.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العيقي. قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن سعيد العسكري - قدم علينا هو ابن أبي أحمد العسكري. قال حدثنا أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي. قال حدثنا عبد الله بن مروان. قال حدثنا عسل بن ذكوان. قال أخبرنا الخليل بن أسد. قال حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم القاضي. قال حدثنا أبو يوسف القاضي عن أبي كسيران. قال قال لي الشعبي: لا تدعن شيئاً من العلم إلا كتبته، فهو خير لك من موضعه من الصحيفة والدفتر، فإنك تحتاج إليه يوماً ما.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد السلام بن الحسين بن محمد بن بكار البزار بقراءتي عليه.

قال أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قراءة عليه. قال حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي بسر من رأى. قال حدثنا أبي. قال سمعت المأمون يقول لعلي بن موسى الرضي عليه السلام: إلى متى يحسن بالإنسان طلب العلم؟ قال: ما حسنت به الحياة.

الحديث الثالث

ذكر ما ينبغي أن يكون عليه العالم والمتعلم

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة. قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه يوم الخميس السابع من جمادى الأولى سنة أربع إملاء من لفظه. قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان. قال حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن همام بن المطلب الشيباني بالكوفة. قال حدثني أبو العباس محمد بن جعفر بن هشام بن خلاس النهري العدل بدمشق. قال حدثنا نوح بن عمرو بن جوي السكسكي. قال حدثنا سعيد بن مسلمة. قال حدثنا إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما الناس عالم، أو مستمع، وسائر الناس همج لا خير فيه".

"وبه" إلى السيد الإمام رضي الله عنه. قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن بشر بن شعيد بن يوسف بن باب شاد بقراءتي عليه على باب داره في البسامل بالبصرة، قال حدثنا أبو الحسين طاهر بن عبد الله بن لبؤه. قال حدثنا أبو خليفة. قال حدثنا مسدد. قال حدثني يحيى عن شعبة. قال حدثني عمر بن سليمان بن فلان من ولد عمر بن الخطاب، عن عبد الرحمن بن إبان عن أبيه قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان قريباً من نصف الليل، فقلنا إنه ما بعث إليه إلا لشيء يسأله، فقمت إليه فسألته. فقال أجل: سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "رحم الله من سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه، ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبداً: إخلاص العمل لله، ومناصة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من وراءهم، من كانت نيته الآخرة جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له" وسألناه عن صلاة الوسطى فقال: هي الظهر.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. قال حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح. قال حدثنا نعيم بن حماد. قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالحنيف فقال: "نضر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها فأداها إلى من لم يسمعها، فرب حامل فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل لله، والطاعة لذوي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم قال حدثنا أبو الحسين عبد العزيز بن محمد بن يوسف السعدي بقراءة والدي عليه في رجب سنة تسع وستين وثلاثمائة.

قال حدثنا محمد بن إبراهيم الدورقي. قال حدثنا يزيد بن هارون: قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الناس معادن خيارهم في الإسلام خيارهم في الجاهلية إذا فقهوا".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن بن أحمد بن محمد المؤدب المعروف بالزعفراني، قال حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد المعروف بابن الزرار. قال حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد أبو شعيب الحراني. قال حدثنا يحيى بن عبد الله البابلي، قال حدثنا الأوزاعي، قال حدثنا حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي عن عبد الله بن عمرو، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة. قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي سعيد العامري الكوفي. قال حدثنا أبو العباس إسحق بن محمد القطان. قال حدثنا أبي، عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: شهدا به على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أشهد عليهم: ما جلس قوم يذكرون الله تعالى إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد السواق بقراءتي عليه ببغداد. قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي. قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى. قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري، عن سعيد بن أبي أيوب. قال حدثنا أبو هاني الخولاني،

عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثوكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم" "وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي. قال حدثنا محمد بن الحسين الأزدي. قال أخبرنا جعفر بن محمد بن سنان القطان، قال حدثنا عمرو بن يحيى الأيلي. قال حدثنا عيسى بن شعيب. قال حدثنا روح بن القاسم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "علم لا يقال به ككنز لا ينفق في سبيل الله".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن محمد القزويني. قال حدثنا أبو صادق محمد بن نصر بن بهميار الطبري الأملي قاضي عرفة بأطرابلس، قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي بدمشق. قال حدثنا أبو نعيم الحلبي، قال حدثنا الأصبغ بن محمد بن أخي عبيد الله بن عمرو الدقي، قال حدثنا كلثوم بن القشيري عن عبد الله بن العيزار قال: كان ابن مسعود إذا رأى الشباب يطلبون العلم قال: مرحباً بكم ينابيع الحكمة، مصابيح الظلمة، خلقان الثياب، جدد القلوب، جرس البيوت، ريحان كل قبيلة.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه غير مرة. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قال حدثنا داود بن عمر، قال حدثنا عفيف، قال أخبرني إبراهيم بن أبي حنيفة اليمامي عن سالم بن عبد الله قال: بلغني أن الرجل يسأل يوم القيامة عن فضل علمه كما يسأل عن فضل ماله.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان قال حدثنا سهل بن محمد بن حاتم. قال حدثنا الأصمعي عن العلاء بن جرير قال: قال الأحنف ثلاثة مجالس لا عيب بالرجل أن يجلسها: انتظار الجنازة، وانتظار أذان الصلاة، وطلب العلم.

وثلاثة لا عيب فيهن على الرجل: أن يخدم أباه وضيفه وفرسه.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءته لنا إسناده وقرأه عليه جميعه في جامع المنصور ببغداد. قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري المالكي. قال حدثنا محمد بن الحسين الأشناني. قال حدثنا إسماعيل بن موسى الغزاوي بن بنت السدي. قال حدثنا عاصم بن حميد أو رجل عن عاصم بن حميد الخياط، عن

ثابت عن أبي صفية أبي حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي قال: أخذ عليه السلام يعني بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان فلما أصحر جلس ثم تنفس ثم قال يا كميل بن زياد: القلوب أوعية خيرها أوعاها، احفظ عني ما أقول لك، الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل والمال ينقصه النفقة. ومحبة العالم دين يدان به يكسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته، العالم حاكم والمال محكوم عليه، وضبعة الأموال تزول بزواله، مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة، هاه إن هاهنا -وأشار إلى صدره- علماً لو أصبت حمله بل أصبت لقناً لأهل الحق لا يصيره له في حياته يقتدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لا ذا ولا ذا قمن منهوم بالذة سلسل القياد للشهوات، أو مغرى بجمع الأموال، ليسا من دعاة الدين أقرب شبهاً بهم الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه، اللهم بلى لن تخلو الأرض من قائم بحجة لكيلا تبطل حجج الله عز وجل وبيناته، أولئك الأقلون عدداً، الأعظمون عند الله قدراً، بهم يدفع الله عز وجل عن حججه يؤدونها إلى نظرائهم، ويزرعونها في قلوب أشباههم، هم بهم العلم على حقيقة الأمر فستلانوا ما استوعر منه المترفون، وأنسوا منه ما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله عز وجل في بلاده والدعاة إلى دينه، هاه هاه، شوقاً إلى رؤيتهم وأستغفر الله لي ولك إذا شئت فقم.

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن علي الزهر المعروف بالموري البيع قراءة عليه، قال أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن سفيان. قال حدثني الحسن بن سفيان. قال حدثنا عياش -يعني ابن الوليد. قال حدثني عبد الجبار بن مظاهر الحشمي. قال حدثني معن بن راشد، قال سمعت أبي يقول، قال الزهري: تعلم سنة أفضل من عبادة مائة سنة.

"وبه" قال أنشدني أبي المظفر منصور بن علي بن محمد الجبان قال أنشدني الصاحب بقراءة شيخي عليه: عليك بالعلم فادخره=فعنده الفخر والكمال

العلم إما افتقرت مال=وإن حويت الغنى جمال "وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن الحسن بن علي التنوخي، قال أنشدنا علي بن محمد الغنوي. قال أنشدنا الصنوبري لنفسه: ما لقينا من معشر جهال=حسدونا على طلاب المعالي يزعمون التعريب والنحو والشع_ر فضولاً تباً لذا من مقال ويقولون حين أعرب خذ جرزة=بقل بذا من البقال ليس يدرون أنه ليس يدرون=فهم في تحير وضلال أيها الغافلون عن طرق الآ_داب والسالكون طرق الخيال استجيدوا الثياب إن الحمير ال_سوء تخفى عيوبها بالجلال "وبه" قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن طاهر المعروف بالأشرف المنتمي إلى الطيار جعفر بن أبي طالب واللفظ له، وأبو طاهر مكشوف الرأس شيخ الصوفية بأصفهان بقراءتي على كل واحد منهما. قالا أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم علي بن عاصم بن المقري. قال حدثنا أبو عربة الحسين بن محمد. قال حدثنا المسيب بن واضح، قال سمعت ابن المبارك ينشد: يا جاعل العلم له بازياً=يصطاد أموال المساكين احتلت للدنيا ولذاتها=بحيلة تذهب بالدين فصرت مجنوناً به بعدما=كنت دواء للمجانين أين رواياتك في سردها=عن ابن عون وابن سيرين إن قلت أكرهت فماذا كذا=زل حمار العلم في الطين "وبه" قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله رضي الله عنه في يوم الخميس الخامس عشر من جمادى الأولى سنة أربع إملاء من لفظه. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان. قال أخبرنا سليمان بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي والحسن بن علي المعمري، قال حدثنا همام بن عمار، قال حدثنا علي بن سليمان الكلبي، قال حدثنا الأعمش عن أبي تميمة عن جندب بن عبد الله الأزدي صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: انطلقت أنا وهو إلى البصرة حتى أتينا مكاناً يقال له بيت المسكين وهو من البصرة مثل النوبة من الكوفة، فقال:

هل كنت تدارس أحداً القرآن؟ فقلت نعم، قال: فإذا أتينا البصرة بائتني بهم، فأتيته بصالح بن مشرح وبأبي بلال وبجده ونافع بن الأزرق، وهم في نفسي يومئذ من أفاضل أهل البصرة، فأنشأ يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال جندب: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه" وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يحولن بين أحدكم وبين الجنة وهو ينظر إلى أبوابها ملء كف من دم مسلم أهراقه ظلماً" قال: فتكلم القوم فذكروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو ساكت يسمع منهم، ثم قال ألم أر كاليوم قط قوماً أحق بالنجاة إن كانوا صادقين.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رسته بن المهيار نزيل أصفهان بقارءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن شيبة إملاء بالبصرة في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة. قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد المروزي. قال حدثنا محمد بن رزق الله الكلواذاي، قال حدثنا حبيب بن أبي حبيب، قال حدثنا حفص بن إبراهيم عن شرحبيل بن سعد عن محمد بن المنكدر عن جرير بن عبد الله البجلي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يبعث الله عز وجل العالم والعابد يوم القيامة، فيقال للعابد أدخل الجنة، ويقال للعالم أتيت أنت حتى تشفع للناس لما أحسنت أدبهم، كذا قال، وأظنه كما أحسنت إليهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان.

قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا محمد. قال حدثنا محمد بن نصير ومحمود بن أحمد بن أحمد بن الفرج والفرقدي. قالوا أخبرنا إسماعيل بن عمرو - يعني البجلي، قال حدثنا سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى الغداة قال: "اللهم إني أسألك رزقاً طيباً وعلماً نافعاً وعملاً متقبلاً".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، قال حدثنا محمد بن سهل، قال حدثنا أبو الأسود العوذي، قال حدثنا محمد بن بشر، قال حدثني أبي عن جدي عن ثابت البناني عن

أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العلماء أمناء الأنبياء ما لم يخالطوا السلطان، فإذا خالطوا السلطان فاتهموهم واحذروهم على دينكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال حدثنا موسى بن الحسين الأزدي. قال حدثنا أبو يعلى، قال حدثنا هزيل بن إبراهيم الحماني، قال حدثنا عثمان بن عبد الله بن عبد الرحمن، عن حماد بن أبي سليمان عن أبي وائل عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".

"وبه" قال أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أحمد بن زر بقراءتي عليه بأصفهان. قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى الملجمي إملاء. قال أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الفرقدي، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال حدثنا سلام الطويل، عن زياد بن ميمون عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمرو بن عبد الرحمن بن رشته بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان قراءة عليه، قال حدثنا أبو علي عبد الله بن إبراهيم بن الحظوظ إملاء، قال حدثنا أبو عبد الله جرمي أبي العلاء. قال حدثنا الزبير بن بكار، قال سمعت محمد بن سلام يقول: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: حق العالم عليك أن تسلم على القوم وتخصه بالتحية دونهم، وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن عنده بيدك ولا تغمزن بعينيك، ولا تقولن له قال فلان خلافاً لقوله، ولا تغتابن عنده أحداً، ولا تأخذ بثوبه، ولا تلح عليه إذا كسل، ولا تعرض من طول صحبته، إنما هو بمنزلة النخلة تنتظر متى يسقط عليك شيء منها، وإن المؤمن العالم لأعظم أجر من الصائم القائم الغازي في سبيل الله عز وجل.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي شيخ الصوفي بأصفهان بقراءتي عليه في منزله. قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر إملاء في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة. قال حدثنا الطوسي، قال حدثنا أحمد بن سيمار المروزي، قال حدثنا هاني بن المتوكل، قال حدثنا محمد بن عياض الأنصاري أبو المنذر، قال حدثني عباس بن بريغ الأزردي، قال قال علي بن أبي طالب عليه السلام: العلم خليل المؤمن، والعقل دليله، والحلم وزيره، والرفق قيده، والصبر أمير جنوده، تواضعوا لمن تتعلمون منه، وتواضعوا لمن تعلمونه ولا تكونوا جبابرة العلماء، وخير دينكم الورع.

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم هذا، قال حدثنا عبد الله، قال حدثنا الطوسي، قال حدثنا أحمد بن يسار، قال حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، قال اجتمع الناس إلى سفيان فقال: من أحوج الناس إلى العلم؟ فسكتوا، ثم قال: تكلم يا أبا محمد، قال: أحوج الناس إلى العلم العلماء، وذلك لأن الجهل بهم أقبح لأنهم غاية الناس وهم يسألون.

"وبه" قال سمعت أحمد بن محمد بن محمد العتيقي يقول، سمعت محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني بالكوفة يقول، سمعت عبد الله بن كامل بن روح الصواف يقول سمعت سهل بن عبد الله التستري يقول، الناس كلهم سكارى إلا العلماء، والعلماء حيارى إلا من عمل بعلمه.

"وبه" قال أنشدنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الخطيب الدينوري. قال أنشدنا أبو بكر أحمد بن علي المازني لبعضهم: زوامل للأخبار لا علم عندهم=يخبرها إلا كعلم الأباعر لعمري ما يدري البعير إذا عدا=بأوساقه أو راح ما في الغرائر "وبه" قال حدثنا السيد الإمام الأجل المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني رحمهما الله في يوم الخميس الحادي والعشرين من جمادى الأولى. قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان. قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الأسفاطي، قال حدثنا محمد بن هارون بن مجمع، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم إمام مسجد طلق -يعني باستراباذ، قال حدثنا سعدويه بن سعد الجرجاني، عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم، وتواضعوا لمن تعلمون منه، وليتواضع لكم من علمتم، ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن رسته بن المهيار البغدادي قراءة عليه بأصفهان ولفظ الحديث له، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن شيبة العطار، قال وأخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الشاموخي إمام جامع البصرة بقراءتي عليه بها، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي الدقاق، قالا حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن، قال حدثنا عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو كان العلم معلقاً

بالثريا يتناوله قوم من أبناء فارس".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا خلف بن عمرو بن عبد الرحمن البعلبكي، قال حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي سنة ثمان عشرة ومائتين، قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، قال حدثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا مات الرجل انقطع عمله إلا من ثلاث: ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية، أو علم ينتفع به".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال حدثنا إسحاق بن زيد، قال حدثنا محمد بن الحسين الأزردي، قال حدثنا عبد الله بن سعد بن يحيى، قال حدثنا إسحاق بن زيد، قال حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، قال حدثنا سابق، عن زيد بن أبي أنيسة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خير ما يخلف الرجل بعده ثلاثة: ولد صالح يدعو له، وصدقة جارية يبلغه أجرها، وعلم يعمل به".

"وبه" قال خبرنا إبراهيم، قال حدثنا محمد بن الحسين الأزردي، قال حدثنا أحمد بن الصقر بن ثوبان المستملي، قال حدثنا حسن بن قزعه، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن ليث بن أبي سليم عن عدي بن عدي عن الصنابحي عن معاذ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "قال تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عمره فيما أفناه، وماله من أين كسبه، وفيما أنفقه، وعن علمه ما عمل فيه".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن غالب، قال حدثني عبد الصمد - يعني ابن عبد الوارث، قال حدثنا مسلم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو عمل صالح ينفع، أو ولد صالح يدعو له".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله ابن يزيد المقري، عن كهمش عن الحسن عن عبد الله الأسلمي قال: شتم رجل

ابن عباس، فقال له ابن عباس: إنك تشتمني وفي ثلاث خصال أو خلال: إني لآتي على الآية من كتاب الله عز وجل لوددت أن جميع الناس يعلمون منها ما أعلمه، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح به ولعلي لا أقاضى إليه، وإني لأسمع بالغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح به ومالي به من ساعية.

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي الأرجي، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن هارون، قال حدثنا محمد بن عبد الله الزهري، قال حدثنا يعلى بن عبيد، قال حدثنا سفيان الثوري يقول: زينوا الحديث بأنفسكم ولا تزينوا بالحديث.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن السواق، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا هوذة، قال حدثنا عوف عن طلق بن حبيب أنه كان يدعو فيقول: اللهم إني أسألك علم الخائفين منك وخوف العالمين بك، وأسألك يقين المتوكلين عليك وتوكل المؤمنين بك، وأسألك إثابة المخبتين لك وإخبات المنيبين إليك، وأسأل شكر الصابرين لك وصبر الشاكرين، وأسألك اللحاق بالأخبار المرزوقين.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة، قال حدثنا الإسقاطي -يعني أحمد بن محمد، قال حدثنا زكريا بن يحيى، قال حدثنا محمد بن زنبور، قال سمعت فضيل بن عياض: يقول أعلم الناس بالله أخوفهم له.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الصيرفي، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد القتات، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال حدثنا الحسن بن منصور، قال حدثنا علي بن محمد -يعني الطنافسي عن المحاربي عن بكر بن خنيس عن صفوان عن عمرو عن ابن سيرين: أن قوماً تركوا العلم فاتخذوا محاريب وصلوا فيها وصاموا حتى يبس جلد أحدهم على عظمه ثم خالفوا السنة فهلكوا فلا والله الذي لا إله غيره ما عمل عامل قط على جهل إلا كان ما يفسد منه أكثر مما يصلح.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رسته بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان قراءة عليه، قال حدثنا أبو علي عبد الله بن إبراهيم بن أبي الحظوظ إملاء بالبصرة.

قال حدثنا أبو بكر ابن دريد. قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن أبيه، قال: أقبل زيد بن ثابت يوماً على بغلة فقام إليه ابن عباس رضي الله عنه وأخذ بركابه حتى نزل، فقال له زيد:

أتفعل هذا وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا، قال له أدن يدك مني، فأدناها فبلها زيد، فقال له ابن عباس: لم فعلت؟ فقال هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي. قال حدثنا محمد بن العباس بن حيويه، قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي من حفظه، قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كنا في جنازة فيها عبد الله بن الحسن وهو على القضاء، فلما وضع السرير جلس وجلس الناس حوله، قال فسألته عن مسألة فغلط فيه، فقلت له أصلحك الله، القول في هذه المسألة كذا وكذا إلا أني لم أرد هذه إنما أردت أن أرفعك إلى ما هو أكبر منها، فأطرق ساعة ثم رفع رأسه وقال: إذاً ارجع وأنا صاغر، لأن أكون ذنباً في الحق أحب إلي من أن أكون رأساً في الباطل.

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد بن المدهب أبو علي، قال أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال سمعت علي بن حكيم يقول، سمعت وكيعاً يقول، قال سفيان: ما شيء أخوف عندي من الحديث، وما شيء أفضل منه لمن أراد ما عند الله عز وجل.

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي، قال حدثنا محمد بن العباس بن حيويه، قال حدثنا أبو فضل الصيدلي، قال أخبرنا يعقوب بن بختان القزاز، قال سمعت بشر بن الحارث يقول: لا أعلم على وجه الأرض أفضل من طلب العلم أو الحديث لمن اتقى الله عز وجل وحسنت نيته فيه، وأما أنا فأستغفر الله من كل خطوة خطوت فيه.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن محمد المقري الجورذاني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن عاصم بن المقري، قال حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن أبي رجا النسائي، قال حدثنا إبراهيم بن معاوية القنسراني، قال حدثنا الفريابي قال: كنت أمشي مع سفيان بن عيينة قال لي يا محمد ما يزهدني فيك إلا طلب الحديث، قلت فأنت يا أبا محمد أي شيء يحملك إلى طلب الحديث؟ قال كنت إذ ذاك صبياً لا أعقل.

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس ابن محمد زكريا بن حيويه الخراز، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور، قال حدثنا

سليمان بن عبد الجبار قال حدثنا أبو عاصم، قال قال سفيان: كان الفتى لا يطلب الحديث حتى يتعبد عشرين سنة.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن الحسن العسكري قراءة عليه بالبصرة في بني حرام، قال حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، قال خبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي، قال حدثنا محمد بن زكريا، قال أخبرنا مهدي بن سابق، قال قال يحيى بن خالد: الإنسان مقيم وهو سائر: فقال أبو العتاهية: ومن عجيب الأيام أنك واقف=على الأرض في الدنيا وأنت تسير إذا ما مضى من وقت عمرك شطره=فإنك في الشطر الأخير تسير وعلى النبي وآله أفضل السلام.

 

الحديث الرابع

القرآن الكريم وفضله

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله رواه عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المطفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة، قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه في الرابع من صفر سنة أربع قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا علي بن محمد بن سعيد الزرار الكوفي، قال أخبرنا جعفر بن محمد القيرياني، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا سفيان بن عيينة عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: "والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون" قال: هم أهل القرآن، قالوا هذا الذي أعطيتمونا اتبعنا ما فيه.

"وبه" قال السيد أخبرنا القاضي أبو القاسم، قال حدثنا علي بن محمد، قال أخبرنا جعفر بن محمد، قال حدثنا محمد بن الحسن البلخي، قال حدثنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا مسعر عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: "والذي جاء بالصدق وصدق به" قال: هم الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة قد اتبعوه، أو قال قد اتبعوا ما فيه.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجورذاني بقراءتي عليه، قال أبو مسلم عبد

الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي أبو جنادة عن محمد بن سالم عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام: "ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان" قال: هو القرآن.

"وبه" قال اخبرنا أبو القاسم عبد العزيز علي بن أحمد الأرجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك البجلي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروزي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خير الناس من تعلم القرآن وعلمه، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا علي بن محمد بن سعيد الزرار، قال أخبرنا جعفر بن القيرياني، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق، قال حدثني النعمان بن سعيد، قال سمعت علياً عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد المقري، قال حدثنا خلف بن هشام البزار واللفظ له "ح" قال وأخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال حدثنا علي بن محمد بن سعيد الزرار، قال أخبرنا جعفر بن محمد الغرياني، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قالا حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ يتتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي المقري، قال حدثنا

إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، قال حدثني أبي عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أوصني؟ قال: "أوصيك بتقوى الله فإنها رأس أمرك، قلت يا رسول الله زدني؟ قال: عليك بتلاوة القرآن وذكر الله فإن ذلك لك نور في السموات ونور في الأرض، قال قلت يا رسول الله زدني؟ قال لا تكثر الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه، قلت يا رسول الله زدني؟ قال عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي، قلت يا رسول الله زدني؟ قال عليك بالصمت إلا من خير فإن مرده للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك، قلت يا رسول الله زدني؟ قال انظر إلى من هو دونك ولا تنظر إلى من هو فوقك فإنه أجد أن لا تزدري نعمة الله عليك، قلت يا رسول الله زدني؟ قال صل قرابتك وإن قطعوك، قلت يا رسول الله زدني؟ قال لا تخف في الله لومة لائم، قلت يا رسول الله زدني؟ قال تحب للناس ما تحب لنفسك، ثم ضرب بيده على صدري فقال يا أبا ذر: لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه في منزله يوم السبت لثلاثة عشر بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو علي بن بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري، قال حدثنا ابن رزين قباث اللخمي من أهل مصر، قال سمعت علي بن رباح يقول، سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول: كنا جلوساً في المسجد نقرأ القرآن فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فسلم فرددنا عليه السلام، ثم قال: "تعلموا كتبا الله وافشوه" قال قباث: حسبته قال وتغنوا به، فو الذي نفس محمد بيده لهو أبعد تفلتاً من المخاض في العقل.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء، قال حدثني البهلول بن إسحاق بن البهلول، قال حدثني أبي، قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبي عبد العزيز موسى بن عبيدة عن محمد بن إبراهيم عن أبيه الهادي عن العباس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يظهر هذا الدين حتى يجاوز به البحار ويركب به الخيل في سبيل الله، ثم يأتي قوم فيقولون قد قرأنا من أقرأ منا، قد علمنا ومن أعلم منا، قد فقهنا من أفقه منا، ثم التفت إليهم

فقال: "أولئك منكم من هذه الأمة أولئك هم وقود النار".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن الحسيني البطحاني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكائي، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا منجان بن الحارث، قال حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي عليه السلام قال: مثل رجل جمع الإيمان والقرآن مثل الأترجة طيبة الطعم طيبة الريح ومثل رجل لم يجمع القرآن ولم يجمع الإيمان مثل الحنظلة خبيثة الريح خبيثة الطعم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن بن علي بن دوح الواسطي إمام جامع الأيلة بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن شيبان، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال أخبرنا أبو زيد عمر بن شيبة، قال أخبرنا أبو مطرف محمد بن أبي الوزير، قال حدثنا سفيان بن عينية، قال حدثنا يحيى بن سعيد عن عجوز من الأنصار، قال: رأيت ابن عباس يختلف إلى صرمة بن قيس يتروى منه هذه الأبيات: ثوى في قريش بضع عشرة حجة=يذكر لو ألفى صديقاً موافيا ويعرض في أهل المواسم نفسه=فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا فلما أتانا واطمأنت به الثوى=وأصبح مسروراً بطيبه راضيا بذلنا له الأموال من جل مالنا=وأنفسنا عند الوغى والتآسيا وأصبح ما يخشى ظلامة ظاللم=بعيد ولا يخشى من الناس باغيا ويعلم أن الله لا شيء غيره=وأن كتاب الله أصبح هاديا "وبالإسناد" المتقدم قال أخبرنا السيد الإمام قدس الله روحه إملاء من لفظه في داره. قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني. قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن سعيد البزاز أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلام أنه قيل له: إن الناس يقولون ذهب قرآن كثير، قال ما ذهب من القرآن شيء كله عندنا.

"وبإسناده" قال حدثنا حفص عن حصين عن سفيان عن عثمان الثقفي عن سعيد بن جبير عن

ابن عباس رحمه الله تعالى: "الله أنزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثانى" قال: القرآن كله مثانى.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال وحدثنا ابن صبيح، قال حدثنا محمد بن عاصم، قال قال أبو سفيان: تماروا بمكة في حالة القرآن، فسألوا سفيان بن عينية، فقال العامل به.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، قال حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، قال حدثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال: "إن هذا الصراط محتضر يحتضره الشيطان، يقولون يا عباد الله هذا الطريق فاعتصموا بحبل الله فإن الصراط المستقيم كتاب الله.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا محمد بن علي الصايغ المكي، قال حدثنا سعيد بن منصور، قال حدثنا سفيان عن جامع بن أبي راشد عن أبي وائل عن عبد الله في قوله "واعتصموا بحبل الله جميعاً" قال: حبل الله القرآن.

"وبه" قال أخبرنا أبو عمر محمد بن الحسين بن يوسف بن موسكان البزار بقراءتي عليه في مسجد قنطرة قره على باب زقاق السعديين بالبصرة. قال حدثنا الحسين بن بكر بن محمد الوراق إملاء، قال حدثنا محمد بن منصور بن عبد الرحيم الطرسوسي، قال حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم، قال قال حدثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا حميد الطويل عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "القراء عرفاء الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا أبو بكر بن أبي عاصم، قال حدثنا الحوطي، قال حدثنا ابن عباس، قال حدثنا حبيب بن صالح، قال سمعت ثابت بن أبي ثابت، عن عبد الله بن معانق عن عبد الرحيم بن غنم عن أبي عامر الأشعري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "القرآن حجة لك أو عليك".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن عبيد الكوفي العامري قدم علينا، قال حدثنا أحمد بن

محمد بن سعيد مولى همذان، قال حدثنا يحيى بن زكريا بن سنان، قال حدثنا إبراهيم بن حيان بن علي، قال حدثنا أبي وعمي وإبراهيم بن عبيد أخو يعلى عن عطاء بن عجلان عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة قال: حثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على تعليم القرآن وحدثنا من فضله وقال: "تعلموا القرآن واتلوه فإن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة أحوج ما كان إليه، فيأتيه في صورة حسنة فيقول هل تعرفني؟ فيقول له: من أنت؟ فيقول أنا الذي كنت تكرمه وتحبه وكان يسهر ليلك ويدئب نهارك ويشخصك وينصبك، فيقول لعلك القرآن؟ فيقول أنا القرآن، فيتقدم بين يدي ربه فيعطيه الملك بيمينه والخلد بشماله، ويوضع تاج السكينة على رأسه ويكسي والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا أضعافاً مضاعفة، فيقولان إن هذا لم تبلغه أعمالنا، فيقال لهما: بفضل ولدكما الذي قرأ القرآن.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز علي بن أحمد بن الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا عيسى بن سليمان القرشي وراق داود بن رشيد، قال حدثنا داود بن رشيد، قال حدثنا وهب الله بن راشد، قال سمعت مالك بن دينار عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أصبح حزيناً على الدنيا أصبح ساخطاً على الله عز وجل، ومن أمسى يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه عز وجل، ومن تضغضغ لغنى ليسأل من فضل ما في يديه أحبط الله عز وجل عمله، ومن أعطى القرآن فأدخل النار أبعده الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن النضر، قال حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل. "رجع السند" قال السيد وأخبرنا أبو بكر، قال حدثنا سليمان، قال وحدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا عبد الله بن صالح العجلي، قال حدثنا زهير بن معاوية، قال حدثنا شعيب بن خالد عن عاصم بن أبي النجور عن رز بن حبيش عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تعاهدوا القرآن فإنه وحشي، فلهو أسرع تفصياً من صدور الرجال من الإبل من عقلها، ولا يقول أحدكم نسيت آية كيت وكيت بل نسي".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد بن المؤدب المكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عبد الرحمن بن أحمد بن

أبي يحيى، قال حدثنا بحر بن نصر، قال حدثنا ابن وهب، قال حدثنا الماضي بن محمد عن إبان عن أنس بن مالك، قال قال رسو الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يؤتى بحملة القرآن يوم القيامة فيقال لهم أنتم دعاة كلامي آخذكم بما آخذ به الأنبياء إلا الوحي".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر إمام الشافعية بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الأنماطي إملاء بنيسابور، قال حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الأستراباذي، قال حدثنا أبو توبة أحمد بن سالم العسقلاني، قال حدثنا الحسين بن علي الجعفي عن زائدة عن عاصم عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "نعم الشفيع القرآن يوم القيامة، يقول يا رب إنك جعلتني في جوفه فكنت أمنعه شهوته يا رب فأكرمه، قال فيكسى حلة الكرامة، قال فيقول يا رب زده، قال فيحلى حلية الكرامة، قال يا رب زده، فيكسى تاج الكرامة، قال فيقول يا رب زده، فيرضى عنه فليس بعد رضى الله شيء".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رسته البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه بها. قال حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف البغدادي الكاتب بالبصرة إملاء، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال حدثنا الهيثم بن خارجة، قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من سمع إلى آية من كتاب الله عز وجل كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلا آية من كتاب الله عز وجل كانت له نوراً يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسن بن بسطا المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد. قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثني أبو علي المقدسي، قال لما حضرت آدم بن أبي إياس العسقلاني الوفاة ختم القرآن وهو مسجى، ثم قال بحبي لك إلا ما رفقت بي لهذا المصرع كنت أؤملك لها اليوم كنت أرجوك، ثم قال لا إله إلا الله، ثم قضى رحمه الله تعالى.

"وبه" قال أخبرنا السيد الإمام رحمه الله إملاء من لفظه في داره، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروح

بالرقة، قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي السفر، قال حدثنا أبو داود الحقري عمر بن سعد، قال حدثنا سفيان عن موسى بن عبيدة عن محمدة بن كعب القرطبي "ربنا إننا سمعنا منادياً" قال: الكتاب.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، قال حدثنا عبد الواحد بن الغياث، قال حدثنا الفضل بن ميمون، قال حدثنا منصور بن زازان عن أبي عمرو، وهو زازان: أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يقولان، سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ثلاثة يوم القيامة على كثيب من مسك لا يهولهم فزع ولا ينالهم حساب حتى يفرغ مما بين الناس: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وأم قومه وهم به راضون، ورجل أذن دعا إلى الله تعالى ابتغاء وجه الله، ورجل مملوك ابتلى بالرق في الدنيا فلم يشغله ذلك عن طلب الآخرة".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا علي بن محمد بن سعيد الرزاز، قال أخبرنا جعفر بن محمد القيرياني، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة. "رجع السند" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار بقراءتي عليه بواسط، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن السقا، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسدد والحجبي، قالا حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن ابن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يتتعتع فيه له أجران".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة. قال حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد الجرجاني، قال حدثنا الحسن بن علي بن الحسين بن الحارث الهمداني، قال حدثنا محمد -يعني ابن عبد الله الأسدي، قال حدثنا نوح بن ميمون المضروب في وجهه، قال حدثنا أبو عصمة عن الحجاج بن أرطاة، عن طلحة بن مسرور عن كريب مولى بن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله عز وجل جواد يحب الجود ويحب معالي الأخلاق ويبغض سفسافها، ومن تعظيم إجلال الله، أن يحل الإمام المقصد وذو الشية في الإسلام وحامل القرآن غير القالي ولا الجافي" عنه كذا قال: وهو المقسط وذو

الشيبة.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البيدار بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري عن موسى -يعني بن أيوب الغافقي، قال أخبرني عمي قال: أخذ علي بن أبي طالب عليه السلام بيدي فقال: إنك إن بقيت سيقرأ القرآن ثلاثة: صنف لله عز وجل، وصنف للجدال، وصنف للدنيا، ومن طلب به أدرك.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه دفعات. قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه، قال حدثنا أبو عمران موسى بن سهل بن كثير الوشا، قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا موسى بن حازم الأصفهاني، قال حدثنا محمد بن بكير الحضرمي، قال حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم بن عبد الرحمن عن فضالة بن عبيد وتميم الداري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك: اقرأ وارق لكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول ربك للعبد: اقبض، فقول العبد بيده: يا رب أنت أعلم، فيقول بهذه الخلد وبهذه النعيم.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا محمد بن عمر بن موسى أبو جعفر النفيلي قال حدثنا عبيد بن محمد النسوي، قال حدثنا محمد بن يحيى بن حميد الصنعاني، قال حدثنا بكر بن المشرود، قال حدثنا يحيى بن مالك عن أبيه عن الزهري، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يحرق قارئ القرآن".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المؤدب المكفوف بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا الحسن بن حماد، قال حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن عمرو بن قيس عن عطية عن

أبي سعيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقول الله عز وجل: من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ثواب السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عمرو بن محمد بن حمويه الفقيه الحنفي بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو الحس علي بن محمد بن موسى التمار، قال حدثنا عبد الكريم بن أحمد، قال حدثنا أبو حفص عمرو بن علي الصيرفي، وأبو بكر محمد بن بشار ببندار، قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يقال لحامل القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل، فإن منزلك عند آخر آية".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رسته البغدادي نزيل أصفهان، قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عبد الله بن مالك البجلي الدقاق إملاء بالبصرة، في جامع بني حرام يوم السبت لست خلون من جمادى الأولى سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن الحسن بن مكرم، قال حدثنا محمد بن إسحاق، قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال سمعت بكر العابد يقول، سمعت سفيان الثوري يقول: لا خير في القارئ يعظم صاحب الدنيا.

مجلس في الحكايات "وبه" إلى السيد الإمام رحمه الله تعالى إملاء من لفظه. قال أخبرنا القاضي أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسين بن الثوري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي الكوفي المعروف بابن النجار المؤدب، قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي الأشناني قراءة عليه، قال حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال حدثنا عبد الله بن بكير وبشر بن عمارة عن محمد بن سوقه، عن العلاء بن عبد الرحمن، قال حدثن شيخ: أن رجلاً قام إلى علي عليه السلام، فقال يا أمير المؤمنين: أخبرني عن الإيمان؟ قال: الإيمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل والجهاد، والصبر منها على أربع شعب: على الشوق والشفق والزهد الترقب، فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد في الدنيا تهاون في المصيبات، ومن ترقب الموت سارع في الخيرات. واليقين على أربع شعب: على تبصرة الفطنة، وتأويل الحكمة، وموعظة العبرة،

وسنة الأولين، والعدل على أربع شعب: على غائص الفهم، وغمرة العلم، وزهرة الحكم، وروضة الحلم، فمن فهم قبس جميل العلم، ومن علم عرف شرائع الحكم، ومن حلم عاش في الناس ولم يفرط أمره، والجهاد على أربع شعب: على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن، وشنآن الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق، ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه، ومن شنئ الفاسقين غضب لله، ومن غضب لله غضب الله له. فقام الرجل فقبل رأسه، فقال: أحب حبيبك يوماً ما=عسى أن يكون بغيضك يوماً ما وابغض بغيضك يوماً ما=عسى أن يكون حبيبك يوماً ما "وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال سمعت عبد الله بن سهل يقول، سمعت يحيى بن معاذ يقول: من استفتح أبواب المعاش بغير مفاتيح الأقدار وكل إلى المخلوقين.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد العسكري نزيل البصرة قراءة عليه في جامع بني حرام، قال حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، قال أخبرنا علي بن الحسين الصابوني، قال حدثنا الحسن بن أبي عثمان الأرمي عن أبيه "ح" قال السيد وأخبرنا عبد العزيز القاضي، قال أخبرنا أبو أحمد، قال وحدثنا أبو زيد التميمي الحنظلي، عن أبيه -وكان راوية الجاحظ وإليه أوصي- قال أخبرني الجاحظ، قال سمعت أبا سعيد عبد الكريم بن روح العقدي، قال سمعت الشجري يقول: سأل رجل عمرو بن عبيد فقال ما البلاغة؟ قال: ما بلغ بك الجنة وعدل بك عن النار، وبصرك مواقع رشدك وعواقب غيك، قال السائل: ليس هذا أريد؟ فقال عمرو: من لم يحسن أن يسكت لم يحسن أن يسمع، ومن لم يخش الاستماع لم يخش القول، قال ليس هذا أريد؟ قال عمرو: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنا معشر الأنبياء نكره اللسن"، وكانوا يكرهون أن يزيد منطق الإنسان على عقله، قال السائل: ليس هذا أريد؟ قال عمرو: وكانوا يخافون من فتنة القول ومن سقاطة الكلام ما لا تخافون من فتنة السكوت والصمت. قال السائل ليس هذا أريد؟ قال عمرو: فكأنك إنما تريد تحبير الألفاظ في حسن إفهام، قال نعم، قال عمرو: إنك إن أردت تقرير حجة الله تعالى على عقول المكلفين وتخفيف المؤنة عن المستمعين، وتزيين تلك المعاني في قلوب المريدي،

بالألفاظ المستحسنة في الآذن، المقبولة عند الأذهان، رغبة في سرعة إجابتهم، ونفي الشواغل عن قلوبهم، بالموعظة الحسنة على كتاب الله تعالى والسنة، كنت قد أوتيت فصل الخطاب، واستوجبت على الله جزيل الثواب، قال الجاحظ: فقلت لعبد الكريم بن روح: من هذا الذي صبر له عمرو هذا الصبر؟ قال قد سألت عن ذلك أبا حفص فقلت من يجترئ عليه هذه الجرأة إلا حفص بن سالم، وكان عمرو لا يكاد يتكلم، فإن تكلم لم يطل، قال وكان يقول: لا خير في المتكلم إذا كان كلامه لمن شهد دون نفسه، وإذا كال الكلام عرضت المتكلم أسباب التكليف، ولا خير في شيء يأتيك به التكليف.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عمران الضراب، قال حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمذاني، قال حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: إن المرء لحقيق أن تكون له مجالس يخلو فيها، فيذكر ذنبه، فيستغفر الله عز وجل.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفضل وأبو الحسين عبد الله ومحمد ابنا أحمد بن علي الكوفي بقراءتي عليهما معاً، قالا أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي قراءة عليه، قال حدثنا جعفر بن محمد بن الخلدي، قال حدثنا العباس أحمد بن محمد بن مسروق، قال حدثنا ابن محمد بن الحسين، قال حدثنا ظفر بن شمير، قال قلت لداود الطائي: يا أبا سليمان ما تقول في الرمي، فإني أحب أن أتعلم؟ قال فقال لي: إن الرمي حسن ولكنها أياك فانظر بم تقطعها.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بن محمد الصفار بقراءتي عليه في منزله بأصفهان في سكة الجصاصين، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إسحاق بن أبي حسان، قال سمعت بعض أصحابنا يقول: أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام: يا داود لا تجعل بيني وبينك عالماً حيران قد أسكره حب الدنيا عن طريق محبتي أولئك قطاع الطريق على عبادي المريدين، قال وزاد فيه غيره: يا داود إن أهون ما أصنع بالعالم إذا أسكره حب الدنيا عن طريق محبتي أن أنزع منه حلاوة مناجاتي.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمذاني من لفظه، قال حدثنا محمد بن الحسين الجارمدي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا الحسين بن عبد الرحمن، قال سمعت حارث المحاسبي يقول: أحذرك ونفسي من يوم آلى الله على نفسه أن يترك فيه عبداً

أمره في الدنيا ونهاه حتى يسأله عن عمله دقيقه وجليله سره وعلانيته، فانظر بأي بدن تقف بين يديه، وبأي لسان تجيب، وأعد للسؤال جواباً وللجواب صواباً.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح بن محمد العشائري الجرمي بقراءتي عليه، وأبو علي الحسن بن علي بن عبد الله بن العطار المقرئ المؤدب بقراءتي عليه في جامع المنصور، قالا أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف بن دست العلاف البزار، قال حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال أخبرنا أحمد بن سعيد الدمشقي، وأنشدنا الأمير أبو العباس عبد الله بن المعتز بالله لنفسه: ألم تر أن الدهر قطعني حزاً=وأصحبني ذلاً وأثكلني عزا ألا رب وجه في الثرى كان عابساً=إذا خفت بطشاً من يد الدهر أو غمزا ملوك وإخوان يرى بسماحهم=من البشر في ديباج أوجههم طرزا فقدتهم مستكرهاً وكنزتهم=ثواباً وأجراً في بطون الثرى كنزا "وبه" قال أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي السمساني. قال أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن النعمي الحافظ لنفسه: شرفت همتي فلا عرفتني ال_أنجم الزهرات شمت ترابي وأظلتني الغمائم طراً=غيرة من خصاصة أن ترى بي "وبه" قال أنشدني أيضاً، قال وأنشدني لنفسه: إذا أظمأتك أكف اللئام=كفتك القناعة شبعاً وريا فكن رجلاً رجله في الثرى=وهامة همته في الثريا أبياً بوجهك عن باخل=بما في يديه تراه أبيا فإن إراقة ماء الحيا_ة دون إراقة ماء المحيا "وبه" قال وأنشدنا أبو عبد الله الصوري المحافظ، وأبو الحسن المنجم. قالا وأنشدنا العقمي واللفظ له للسمساني، قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوري، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثنا محمد بن أحمد المكي، قال حدثنا أحمد بن أبي خيثمة، قال حدثنا محمد بن أبي العتاهية، قال لما طال حبس الرشيد أبا العتاهية قال ويقال إنه كتب بها إليه:

أما والله إن الظلم لؤم=وما زال المسيء هو الظلوم إلى ديان يوم الدين نمضي=وعند الله تجتمع الخصوم لأمر ما تصرفت الليالي=لأمر ما تقلبت النجوم تموت غداً وأنت قرير عين=من الغفلات في لجج تعوم تنام ولم تنم عنك المنايا=تنبه للمنية يا نؤوم سل الأيام عن أمم تقضت=ستخبرك المعالم والرسوم تروم الخلد في دار المنايا=وكم قد رام قبلك ما تروم لهوت الفناء وأنت تفنى=وما شيء من الدنيا يدوم ألا يا أيها الملك المعنى=عليك حوائم الدنيا تحوم وما تنفك عن زمن عثور=تفلك عن مخالبه كلوم ستعلم في المعاد إذا التقينا=غداً عند الحساب من الظلوم "وبه" قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني رحمه الله تعالى إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق بقراءتي عليه من أصله. قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن أحمد بن مالك القطيعي قراءة عليه، قال حدثنا أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الجواد المقري، قال حدثنا خلف بن هشام البزار، قال حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن قتادة في قوله عز وجل: "ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً" قال: هو القرآن. قال وسمعت الكلبي يقول: هي النبوءة، فذكرنا ذلك لداود بن أبي هند قال: إن النبوءة لحسن ولكنه القرآن.

"وبه" قال أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حنيش المعدل قراءة عليه، قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن مخلد بن زيد بن محرز الفرقدي الداركي بدارك سنة سبع وثلاثمائة، قال حدثنا إسماعيل بن عمر البجلي، قال حدثنا يوسف بن عطية الوراق، قال حدثنا مسلمة بن مالك الأزدي عن أبي عتبة الحمصي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ القرآن كان حقاً على الله عز وجل أن لا تطعمه النار، ما لم يقل به، وما لم يأكل به، وما لم يراني به، وما لم يدعه إلى غيره".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن محمد التمار البصري، قال حدثنا علي بن أبي طالب البزاز، قال حدثنا موسى بن عمير، عن الشعبي عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خياركم من تعلم القرآن وعلمه".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد جعفر بن حيان، قال حدثنا الحسن -يعني ابن محمد بن أبي هريرة، قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخارزمي، قال حدثنا داود بن عفان، قال حدثنا أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ القرآن وعرف تأويله ومعانيه ولم يعمل به توبأ مضجعه في النار".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا عبيد الله بن موسى بن محمد بن سليمان البغدادي. قال حدثنا جعفر بن محمد الغرياني، قال حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن أنس عن نافع عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو يعلى، قال حدثنا محمد بن عباد المالكي، قال حدثنا حاتم بن إسماعيل، قال حدثنا شريك عن الأعمش، عن يزيد بن إبان عن الحسن عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الرزاز الكندي الكوفي قراءة عليه، قال أخبرنا جعفر بن محمد الغيرياني، قال حدثنا أبو الحسن مزاحم بن سعيد، قال حدثنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الذي يتعاهد القرآن ويشتد عليه له أجران، والذي يقرأه وهو خفيف عليه مثل السفرة الكرام البررة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا سويد عن عبد العزيز عن داود بن عيسى عن عمرو بن قيس عن محمد بن عجلان، عن أبي سلمة عن أبي أمامة قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتعلم القرآن وحثنا عليه، وقال: إن القرآن يأتي أهله يوم القيامة أحوج ما كانوا إليه، فيقول للمسلم أتعرفني؟ فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا الذي كنت تحب وتكره أن يفارقك، أنا الذي كان يشجيك ويدئبك، فيقول لعلك القرآن، فيقدم على ربه فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله، وتوضع على رأسه السكينة، وتنشر على أبويه حلتان لا تقوم لهما الدنيا أضعافاً، فيقولان لأي شيء كسبنا هذا ولم تبلغه أعمالنا؟ فيقول: هذا بأخذ ولدكما القرآن".

"وبه" قال اخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، دفعات، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء، قال حدثنا إسحاق بن أحمد بن جعفر القطان إمام بتليس، قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال حدثنا ابن وهب، قال حدثني القاسم بن عبد العزيز الدراوردي، عن موسى بن عبيدة عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه الهادي عن العباس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يظهر الدين حتى يجاوز البحار حتى تخاض البحار بالخيل في سبيل الله، ثم يأتي أقوام من بعدهم يقرأون القرآن يقولون: من قرأ منا، ومن أعلم، ثم التفت إلى أصحابه وقال: هل في أولئك من خير؟ قالوا لا، قال: أولئك فيكم من هذه الأمة، وأولئك هم وقود النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار بقراءتي عليه بواسط، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد السقا الحافظ، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسود، قال حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة، عن أنس عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل الثمرة طيب طعمها ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها" إلا أن مسوداً قال: "مثل المنافق".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الزرار، قال أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي، قال حدثنا يعقوب بن

إبراهيم، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال حدثنا زياد بن محراق عن معاوية بن قرة عن أبي كنانة أن أبا موسى الأشعري جمع الذين قرؤوا القرآن وهم قريب من ثلاثمائة قال فعظم القرآن فقال: إن هذا القرآن كائن لكم أجراً وكائن لكم ذخراً وكائن لكم وزراً، فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من اتبع القرآن هدى به إلى رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن زخ به في قفاه فقذفه في النار.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك، قال حدثنا أبو عمران الطرسوسي، قال سمعت أبا يوسف الغسولي يقول: كتب حذيفة المرعشي إلى يوسف بن أسباط، أما بعد: فإن من قرأ القرآن فآثر الدنيا على الآخرة فقد اتخذ آيات الله هزؤاً، ومن كانت النوافل أحب إليه من ترك الريب لم آمن أن يكون مخدوعاً، والحسنات أضر علينا من السيئات والسلام.

"وبه" قال حدثنا السيد الأجل الإمام رحمه إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو عقيل أنس بن سلم الخولاني، قال حدثنا عبيد بن رزين اللاذقي، قال سمعت إسماعيل بن عياش يقول، حدثني محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من علم عبداً آية من كتاب الله فهو مولاه لا ينبغي له أن يخذله ولا يستأثر عليه".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن سليمان البغدادي، قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال حدثنا علي بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عمر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً ينفقه آناء الليل والنهار"و "وبه" حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن الحسن -يعني ابن حمدويه- قال حدثنا أبو

إسماعيل الترمذي، قال حدثنا أيوب بن سليمان، قال حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال عن محمد بن عجلان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبة الله ما استطعتم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا جعفر بن عبد الله بن مجاشع الجبلي، قال حدثنا ابن عباد، قال حدثنا يحيى بن هاشم، عن مسعر عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "عند كل ختمة دعوة مستجابة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا جعفر بن مهران، قال حدثنا عبد الوارث، قال حدثنا محمد بن جحادة عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب: أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو بأضاة بني غفار، فقال يا محمد: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك هذا القرآن على حرف واحد، فقال أسأل الله معافاته ومغفرته، أو مغفرته ومعافاته، فسل لهم التخفيف فإنهم لن يطيقوا ذلك، قال إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك هذا القرآن على حرفين، فقال إسأل الله معافاته ومغفرته، أو مغفرته ومعافاته، سل الله لهم التخفيف، فإنهم لن يطيقوا ذلك، فانطلق ثم رجع فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك هذا القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ منها حرفاً فهو كما قرأ".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا مسلم بن سعيد الأشعري قال حدثنا مجاشع بن عمرو الأزدي، قال حدثنا ليث بن سعيد، عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "حملة القرآن عرفاء أهل الجنة، والشهداء قواد أهل الجنة، والأنبياء سادة أهل الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه من أصل كتابه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد المقري، قال حدثنا خلف بن هشام البزاز، قال حدثنا عبد الوهاب

-يعني ابن عطاء، عن بشر بن نمير عن القاسم مولى خالد بن يزيد بن معاوية، قال أخبرني أبو أمامة الحمصي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النبوة، ومن قرأ ثلثيه أعطي ثلثي النبوة، ومن قرأ القرآن كله أعطى ثلث النبوة كلها ويقال له يوم القيامة اقرأ وارقه بكل آية درجة حتى ينجز ما معه من القرآن، ثم يقال له اقبض فيقبض هذه، ثم يقال له اقبض فيقبض، ثم يقال له هل تدري ما في يديك؟ فإذا في يده اليمنى الخلد وفي الأخرى النعيم".

"وبه" قال أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله الكسائي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن حشيش المعدل قراءة عليه، قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن مخلد الدركاني، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال حدثنا حفص بن سليمان، عن كثير بن زاذان عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ القرآن فاستظهره وحفظه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن الحسن العسكري نزيل البصرة، قال أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، قال وأخبرني أبي، قال أخبرنا إبراهيم بن حرب العسكري، قال أخبرني العباس بن بكار عن عيسى بن عمر النحوي قال: أقبلت مجرمزاً حتى أقعيت عند الحسن فسمعته يقول: قرأ هذا القرآن ثلاثة رجال: فرجل قرأ فاتخذه بضاعة فنقلة من بلد إلى بلد ومن مصر إلى مصر يبتغي ما عند الناس، وقوم قرؤوه فثقفوه كما يثقف القدح أقاموا حرفه وضيعوا حدوده واستدروا به ما عند الولاة واستطالوا به على الناس، يقول أحدهم والله ما أسقط من القرآن حرفاً، ومتى كانت القراء كذا مالهم كثر الله بهم القبور وأخلى منهم الدور، وقوم قرؤوا القرآن فوضعوا على القلوب فهملت لذلك أعينهم وذبلت شفاههم وأسهروا ليلهم وأظموا نهارهم وخنوا في برانسهم وبكوا في محاريبهم فبهم يسقى الغيث، وبهم يدفع الله اللأواء، وبهم يقضي الله على الأعداء، والله لهذا الضرب من القراء أعز من الكبريت الأحمر، قال أبو أحمد: قول عيسى أقبلت مجرمزاً، المجرمز: المجتمع المنقبض من قولهم جمع جراميزه، اقعنيت، يعني جمعت علي ثيابي، والإقعناء الاستثفار، وقول الحسن: وخنوا في برانسهم، الخنين: تردد البكاء في الأنف.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الصيرفي الخراساني بأصفهان بقراءتي عليه بها في جامعها، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك المقري في شهر رمضان سنة سبع وثلاثمائة، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن المعروف بابن متويه إمام المسجد الجامع، قال قرأت على عبد العزيز بن محمد بن إسحاق الدمشقي، عن أحمد بن عاصم الأنطاكي، قال: تلذذت الجوارح بذكرها وهشت الأبدان لاستماعها، ووضحت للعقول حقائقها، وهان على السامع وعيها، مستأنسة إليها أرواح الموقنين، مطمئنة إليها أنفس المتقين، والهة إليها أبصار المفكرين، قنعة بها قلوب المستبصرين، متناهية إليها أوهام المتوهمين، ساكنة إليها فكر الناظرين، مستبشرة بها إخلاص الصديقين، كلمة خفت على القلوب محملها، ولان على الجوارح لفظها، وسلس على الألسن تردادها، وعذب على اللهوات مقالتها، وبرد على الأكبار بذاذتها- يعني بذلك القرآن.

"وبالإسناد" المتقدم قال، حدثنا السيد الإمام الأجل قدس الله روحه إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا بكر بن سهل، قال حدثنا عبد الله بن يوسف، قال حدثنا الهيثم بن حميد، قال أخبرني زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى عن كثير بن مرة عن تميم الداري، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من قرأ مائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن غالب، قال حدثنا عبد الصمد بن النعمان، قال حدثنا محمد بن طلحة، عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا علي بن محمد بن سعيد الزرار الكوفي، قال أخبرنا جعفر بن محمد الغرياني، قال حدثنا محمد بن الحسن البلخي، قال أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا مسعد عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى: "والذي جاء بالصدق وصدق به" قال: هم الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة قد اتبعوه، أو قال اتبعوا ما فيه.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن يزيد المقري، قال حدثنا موسى بن علاء بن رباح، قال سمعت أبي، قال سمعت عقبة بن عامر يقول: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن في الصفة فقال: "أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان أو العقيق فيأتي كل يوم بناقتين كومادين وهراوين فيأخذهما في غير إثم ولا قطع رحم؟ قال: قلنا كلنا يا رسول الله يحب ذلك، قال: أفلا يقدم أحدكم إلى المسجد يتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن أيام منى من الإبل".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا مسلم يعني ابن سعيد الأشعري، قال حدثنا مجاشع ابن عمرو بن حسان الأزدي، قال حدثنا ابن لهيعة، قال حدثنا مسرح بن عاهان المغافري، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لو أن القرآن في إهاب ما مسته النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو عبد الله محمود بن محمد الواسطي، قال حدثنا القاسم بن عيسى الطائي، قال حدثنا هارون بن مسلم العجلي، عن عبد الله بن الأخنس عن ابن أبي ملبكة، عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال أخبرنا أحمد بن داود المكي، قال حدثنا عمار بن مطر، قال حدثنا ليث بن سعد، عن الزهري عن سلمة عن أبيه عمر بن أبي سلمة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعبد الله بن مسعود: "إن الكتب كانت تنزل من السماء من باب واحد، وإن القرآن أنزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف، حلال وحرام ومحكم ومتشابه وضرب أمثال وأمر وزجر، فأحل حلاله وحرم حرامه وأعمل بمحكمه وقف عند متشابهه واعتبر أمثاله فإن كلا من عند الله وما يذكر إلا أولوا الألباب".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا سليمان بن رويط، قال حدثنا أحمد بن عبد الله الكندي، قال حدثنا علي بن معبد بن شداد، قال حدثنا وهب بن راشد، عن مالك بن دينار عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أعطى القرآن فدخل النار فأبعده الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني قدم علينا، قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن محمد الطائي الدميري القاضي بدميرة، قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن سهل بن حريث -يعرف بابن قزعة بمصر، قال حدثنا أحمد بن عمرو بن السراج، قال حدثنا أبو محمد موسى بن عبد الرحمن الصنعاني، عن حميد الطويل عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أحب الله عز وجل أحب القرآن، ومن أحب القرآن أحبني، ومن أحبني أحب قرابتي وأصحابي، ومن أحب الله وأحب القرآن وأحبني وأحب قرابتي وأصحابي أحب المساجد فإنها أفنية الله وأبنيته، أذن في رفعها وبارك فيها، مباركة مبارك أهلها، محفوظ أهلها، ميمونة ميمون أهلها، هم في مساجدهم والله عز وجل في حوائجهم، هم في صلاتهم وفي ذكرهم والله عز وجل يحوط من ورائهم وتكفل بأرزاقهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن عبد الرحيم -يعني ابن شبيب، قال حدثنا أبو سالم الرواس، قال حدثنا العلاء بن مسلمة، قال حدثنا أبو حفص العبدي، عن إبان عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من رفع قرطاساً من الأرض فيه بسم الله الرحمن الرحيم إجلالاً لله أن يداس كتب عند الله من الصديقين وخفف عن والديه وإن كانا مشركين".

"وبإسناده" قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كتب بسم الله الرحمن الرحيم فجوده تعظيماً لله غفر الله له".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو الحسن إدريس بن عبد

الكريم الحداد المقري، قال حدثنا خلف بن هشام البزاز، قال حدثنا عبد الوهاب -يعني ابن عطاء، عن سعد عن قتادة: قال بلغنا أن ابن مسعود كان يقول في هذه الآية: "الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته" قال: تدري ما حق تلاوته؟ قالوا وما حق تلاوته قال: أن تحل حلاله، وأن تحرم حرامه، وأن تقرأه كما أنزل، ولا يحرف عن موضعه.

"وبه" قال أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن حشيش المعدل قرأه علينا، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن مخلد الفرقدي الداركي، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو البلخي، قال حدثنا أبو سهل عبد ربه، عن أبي إسحاق الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: إن هذا القرآن مأدبة الله عز وجل، فمن استطاع منكم أن يتعلم منه شيئاً فليفعل فإنه حبل الله تعالى، والنور المبين والشفاء النافع، عصمة لمن تسمك به، ونجاة لمن تبعه، ولا يزيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، فإن الله عز وجل يأجركم على تلاوته بكل حرف عشراً، أما إني لا أقول لكم الم ولكن بكل ألف ولام وميم.

مجلس في الحكايات والنتف "وبه" قال حدثنا السيد الأجل الإمام قدس الله روحه إملاء من لفظه، قال أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن الحسن العسكري بقراءتي عليه بالبصرة في منزله في بني حرام، قال أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، قال أخبرنا أبو عبد الله المفجع، قال أخبرنا الخزاعي، قال قال محمد بن حبيب بن المسيب بن علس ينادي قومه فاستلجسوه، فأنشدهم قصيدة يقول فيها: وقد أتناسى الهم عند احتضاره=يناجي عليه الصيعرية تكرم وطرفة بن العبد جالس مع القوم وهو غلام، فقال طرفة: قد استنوق الجمل، يريد صار الجمل ناقة، وذلك أن الصيعرية سمة توسم بها النوق دون الفحول، وهي من سماة أهل اليمن، فغضب المسيب فقال: من الغلام؟ فقالوا: طرفة بن العبد، فقال ويل لهذا من لسانه، فكان كما قال أبو أحمد، وطرفة هو القائل: وأعلم علماً ليس بالظن أنه=إذا ذل مولى المرء فهو ذليل وأن لسان المرء ما لم يكن له=حصاة على عوراته لدليل

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو محمد يوسف بن رباح بن علي الحنفي البصرة قراءة عليه في جامع الأهواز، قال حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني قراءة عليه بمصر في منزله، قال حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب بأنطاكية، قال حدثنا الميموني، قال حدثنا روح، قال حدثنا سعيد عن قتادة قال: كان العلاء بن زياد يقول: لينزل أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت، فاستقال ربه فأقاله، فليعمل بطاعة الله عز وجل.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن الثوري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال أخبرنا أبو بكر -يعني ابن دريد، قال أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة، قال خطب عبد الملك بن مروان يوماً بمكة، فلما صار إلى موضع العظة من خطبته، قام إليه رجل من الصوحان قال: مهلاً مهلاً، إنكم تأمرون بما لا تأتمرون، وتنهون ولا تنتهون، وتعظون ولا تتعظون، أفنقتدي بسيرتكم في أنفسكم أم نطيع أمركم بألسنتكم؟ فإن قلتم اقتدوا بسيرتنا، فأنى وكيف وما الحجة وما النصير من الله تعالى، في الاقتداء بسريرة الظلمة الجورة الفسقة الخونة، الذين أكلوا مال الله دولاً وجعلوا عباد الله خولاً، فإن قلتم أطيعوا أمرنا واقبلوا نصيحتنا، فكيف ينصح غيره من يغش نفسه أم كيف تجب الطاعة لمن لم تثبت عند الله عدالته، وإن قلتم خذوا الحكمة من حيث وجدتموها واقبلوا العظة ممن سمعتموها، فعلام قلدناكم أزمة أمورنا، وحكمناكم في دمائنا وأموالنا، وما تعلمون أن فينا من هو أفصح بصنوف العظات وأعرف بوجوه اللغات، فتخلوا عنها لهم وإلا فأطلقوا عقالها وخلوا سبيلها، يبتدر إليها الذين شردتموهم في البلاد، وفرقتموهم في كل واد، بل ثبتت في أيديكم لاستقصاء المدة وبلوغ الغاية وعظم المحنة، إن لكل قوم يوماً لا يعدوه، وكتاباً بعده يتلوه، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمذاني من لفظه، قال حدثنا محمد بن علي بن المأمون، قال سمعت أحمد بن عطاء يقول: إن للأبرار مراكب، ولكل مركب غاية إليه يصيرون، فمن ركب مركب الخوف نجا، ومن ركب مركب الرجاء وجد، ومن ركب مركب التوكل كفى، ومن ركب التفويض وصل، ومن ركب مركب الشوق أدرك، ومن ركب مركب الإنابة دخل، ومن ركب مركب حسن الظن أصاب، فمركب الخوف للهرب، ومركب الرجاء

للطلب، ومركب التوكل للراحة، ومركب التفويض للسرعة، ومركب الإنابة للدخول، ومركب حسن الظن للاختيار.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن موسى الصفار بقراءتي عليه بمنزله بأصفهان في سكة الجصاصين، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال حدثنا علي بن سهل، قال حدثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن جابر، قال حدثني زيد بن رفيع قال: رأى داود عليه السلام منخلاً يهوي بين السماء والأرض، فقال يا رب ما هذا؟ قال هذه لعنته أدخلها بيت كل ظالم.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال حدثنا أبو تراب -يعني عسكر بن الحصين، قال حدثنا حاتم الأصم، قال: لا يغيب المؤمن - يعني عن خمسة أشياء- عن الله، وعن القضاء، وعن الرزق، وعن الموت، وعن الشيطان.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال حدثني أبي عبد الرحمن بن محمد، قال حدثنا أبو القاسم الطوسي، قال حدثنا أبو علي بن القاسم الطيب، قال سمعت بشر بن الحارث يقول وقد قيل له: لم لا تضع يداً على يد في الصلاة؟ قال فقال: أكره أن أظهر من الخشوع ما ليس في قلبي.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا الحسن بن إسماعيل الربعي، قال حدثنا الفهري عن أبيه، قال قالت أم محمد بن كعب القرظي لابنها: يا بني أعرفك صغيراً طيباً وكبيراً طيباً، وأنت كأنك أحدثت موبقاً لما أراك تصنع في ليلك ونهارك، فقال يا أمتاه: ما يؤمنني أن يكون الله تعالى قد اطلع علي وأنا على بعض ذنوبي فمقتني، وقال وعزتي وجلالي لا أغفر لك.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفضل وأبو الحسين عبيد الله ومحمد ابنا أحمد بن علي الكوفي بقراءتي عليهما معاً، قالا أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي قراءة عليه، قال حدثنا جعفر بن محمد الجلدي، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن بشير الختلي، قال أنشدت لأبي العتاهية:

قد نغص الموت على الحياه=إذ لا أرى منه لحي نجاه من جاور الموتى فقد أعبد الد_دار وقد جاور قوماً جفاه ما أبين الأمر ولكنني=أرى جمع الناس عنه عماه لو علم الأحياء ما عاين ال_موتى إذاً لم يستلذوا الحياه "وبه" قال أخبرنا أبو طالب بن محمد بن علي بن الفتح العشايري الحربي والحسن بن علي بن العطار المقري بقراءتي على كل واحد منهما، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد بن دوست العلاف البزاز، قال حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال أخبرنا أحمد بن سعيد الدمشقي، قال أنشدني الأمير أبو العباس عبد الله بن المعتز: يحذر المرء ولا يغنى الحذار=ما لمن فات من الموت مطار ترح مراً ومراً فرح=ليس للحال مع الدهر قرار وسرور المرء في عزته=قبل أن يبيض بالشيب العذار وعجيب ما نرى من دهرنا=وعجيب أنه ليس اعتبار لم يفتح غلقاً من كربه=كهوى يعصى وعقل يستشار "وبه" قال أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي السمساني، قال أنشدني أبو الحسن النعيمي لنفسه: ما بال طائفة طاف الشقاء بها=ظلت تعرض بي جهلاً وتهذي بي ما هذب الدهر من أخلاقهم خلقاً=فهم عداً لأخي فضل وتهذيب "وبه" قال حدثنا السيد الأجل الإمام رحمه الله إملاء من لفظه، قال وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبدان بن أحمد، قال حدثنا محمد بن رصدان، قال حدثنا بزيغ أبو الخليل الخصاف، قال حدثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المجالس حلقاً حلقاً أمامهم الدنيا فلا تجالسوهم فإنه ليس لله فيهم حاجة".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن غسان بقراءتي عليه في قصره في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو العباس العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الحاركي، قال حدثنا أبو العباس

محمد بن حيان المازني البزاز، قال حدثنا مسدد قال حدثنا ابن داود عن المغيرة بن زياد عن عبادة بن نسي عن الأسود بن ثعلبة الكندي عن عبادة بن الصامت قال: علمت أناساً من أهل الصفة القرآن والكتابة، فأهدى إلى رجل منهم قوساً وليس بمال، قلت أيقلدها في سبيل الله عز وجل فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقص عليه القصة فقال: "إن سرك أن يقلدك الله قوساً من نار فاقبلها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الحسن بن علوية القطان، قال حدثنا خلف بن هشام، قال حدثنا منصور عن عطاء، قال سمعت حمزة الزيات عن أبي مختار الطائي عن ابن أخي الحارث عن الحارث قال: دخلت المسجد، إذا الناس قد وقعوا في الأحاديث فأتيت علياً عليه السلام، فقلت يا أمير المؤمنين، ألا ترى أن الناس قد وقعوا في الأحاديث، قال وقد فعلوها؟ قلت نعم، قال أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ستكون فتنة، قلت: فما المخرج منها يا رسول الله، قال: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذا سمعته إلا أن قالوا: إنا سمعنا قرآناً عجيباً، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى صراط مستقيم، خذ هذا إليك يا أعور.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه من أصل سماعه، قال حدثنا أبو زكريا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه، قال حدثنا أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد المقري، قال حدثنا خلف بن هشام البزاز، قال حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن أبي الرديني، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من قوم يجتمعون فيتلون كتاب الله عز وجل ويتعاطونه بينهم إلا كانوا أضيافاً لله عز وجل وإلا حفت بهم الملائكة حتى يقوموا أو يخوضوا في حديث غيره".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو

القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عمر بن إبراهيم البغدادي وبكر بن مقبل البصري، قالا عبد الملك بن هوذة بن خليفة، قال حدثني عمي عمرو بن خليفة عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "تعاهدوا القرآن فلهو أشد تفصياً من صدور الرجال من نوازع الإبل إلى أوطانها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الحسن بن علويه القطان، أظن قال حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار، قال حدثنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة، قال عبد الرحمن بن قبيصة بن ذويب عن أبيه عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا قرأتم القرآن فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الفتح بن إدريس يعني الكاتب قال حدثنا عمرو بن علي، قال حدثنا أبو داود، قال حدثنا الحريش بن سليم عن طلحة بن مصرف عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اقرأ القرآن في شهر، قلت إن بي قوة، قال فاقرأه في ثلاث".

"وبه" قال أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن حشيش المعدل قراءة عليه، قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن مجلد الفرقدي الداركي، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، قال حدثنا علي بن هاشم عن إسماعيل بن عبد الله بن المهاجر عن عبد الله بن عمر قال: "من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه ومن قرأ القرآن فرأى أن أحداً أعطي مثل ما أعطي فقد صغر ما عظم الله وعظم ما صغر الله وليس ينبغي لحامل القرآن أن يجد فيمن يجد أو يجهل فيمن يجهل ولكن يغضي أو يصفح لحق القرآن".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين بن أحمد الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي الهمداني، قال أخبرنا أحمد بن الحسين بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن المخارق السلولي أبو جنادة عن أبي

حمزة الثمالي قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا رفع صوته بالقرآن خرج المخدرات يستمعن لصوته.

"وبإسناده" عن أبي حمزة الثمالي، عن الأعمش عن أبي إسحاق السبيعي، عن أصحاب عبد الله: أن عبد الله قيل له حين قال: لو أعلم أحداً أعلم بكتاب الله مني تبلغينه الإبل لأتيته، قيل: علي، قال: عليه قرأت وبه بدأت.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن سعيد بن طباوان الواسطي المعروف بشرارة في جامع واسط قال، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أحمد بن السماك الواعظ قدم علينا واسط، قال أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي الخواص، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق، قال سمعت يحيى الحماني يقول: لما حضرت أبا بكر بن عياش الوفاة بكت أخته، فقال لأخته ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية، قالت وما حالها؟ قال وأشار إلى زاوية البيت قد ختم أخوك في هذه الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة.

"وبه" قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني رحمه الله إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن حشيش المعدل قراءة عليه، قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن مخلد الفرقدي الداركي بدارك، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، قال حدثنا يوسف بن عطي عن هارون بن كثير، قال حدثنا زيد بن أسلم، عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب، قال: إن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا محمد: ائت أبياً فأقرئه مني السلام واقرأ عليه القرآن، فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبياً، فقال: يا أبي إن جبريل عليه السلام يقريك السلام، فقال أبي وعليه السلام وعلى رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن جبريل أمرني أن أقرأ عليك القرآن، فقرأ عليه في تلك السنة التي قبض صلى الله عليه وآله وسلم فيها، فقال أبي: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أما إذا كانت لي خاصة بقراءة القرآن فخصني بثواب القرآن مما علمك الله وأطلعك عليه، قال نعم، أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم قال أخبرنا محمد بن أحمد، قال أخبرنا محمد بن علي، قال حدثنا إسماعيل قال حدثنا يوسف بن عطية، عن شيبان عن زاهر الأودي، عن أبي سلمة عن أبي الدرداء، قال: قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي، ربما صليت من الليل ركعات لا أقرأ فيهن إلا فاتحة الكتاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بخ بخ، إن فاتحة الكتاب لتجزي ما لا تجزي البقرة وآل عمران والنساء والمائدة إذا لم تقرأ معهن بفاتحة القرآن، وإن فاتحة القرآن لتجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة القرآن جعلت في كفة الميزان وجعل القرآن في الكفة الأخرى فضلت فاتحة القرآن على القرآن سبع مرات.

سورة البقرة "وبه" قال أخبرنا إبراهيم، قال أخبرنا محمد بن أحمد، قال أخبرنا محمد بن علي، قال أخبرنا إسماعيل قال حدثنا يوسف بن عطية، عن عبد الله بن عون عن نافع عن ابن عمر قال: لا يقول أحدكم سورة البقرة وليقل السورة التي تذكر فيها البقرة.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم، قال أخبرنا محمد بن أحمد، قال أخبرنا محمد بن علي، قال أخبرنا إسماعيل قال أخبرنا يوسف عن هارون بن كثير، قال حدثنا زيد بن أسلم، عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال: من قرأ سورة البقرة فضل الله ورحمته عليه، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أبي، مر من قبلك من المسلمين يتعلموا السورة التي تذكر فيها البقرة، وإن تعلمه بركة وتركه جسرة ولا تستطيعها البطلة، قال: قلت يا رسول الله ما البطلة: قال السحرة".

سورة آل عمران "وبه" قال أخبرنا إبراهيم، قال أخبرنا محمد بن أحمد، قال أخبرنا محمد بن علي، قال أخبرنا إسماعيل قال أخبرنا يوسف بن عون عن نافع عن ابن عمر قال: لا يقول أحدكم سورة آل عمران ولكن ليقل السورة التي تذكر فيها آل عمران، ومن قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران أعطي بكل آية منها أماناً على جسر جهنم، ومن قرأ سورة النساء أعطي من الأجر كما تصدق على كل من ورث ميراثاً وأعطي من الأجر بعدد من اشترى محرراً، وبرئ من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم، ومن قرأ سورة المائدة أعطي من الأجر عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهودي ونصراني

يتنفس في دار الدنيا.

سورة الأنعام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نزلت علي سورة الأنعام جملة إلا واحدة شيعها سبعون ألف ملك، لهم زجل بالتسبيح والحميد. ومن قرأ سورة الأنعام صلى عليه واستغفر له أولئك السبعون ألف ملك بعدد كل آية من سورة الأنعام يوماً وليلة، ومن قرأ سورة الأعراف جعل الله بينه وبين إبليس ستراً، وكان آدم شفيعاً له يوم القيامة، ومن قرأ الأنفال وبراءة فأنا له شفيع يوم القيامة، وشاهد أنه برئ من النفاق وأعطي عشر حسنات بعدد كل منافق، وكان العرش وحملته يستغفرون له أيام حياته في الدنيا. ومن قرأ سورة يونس أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من كذب بيونس وصدق، وبعدد من غرق مع فرعون، ومن قرأ سورة هود أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق نوحاً وكذب نوحاً وهوداً وصالحاً وشعيباً وإبراهيم وموسى عليهم السلام، وكان عند الله يوم القيامة من الشهداء".

سورة يوسف وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "علموا أرقاءكم سورة يوسف فإنه أيما مسلم تعلم سورة يوسف فتلاها وعلمها أهله وما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت، وأعطاه القوة ألا يحسد مسلماً".

ومن قرأ سورة الرعد كان له من الأجر بوزن كل سحاب مضيء وكل سحاب يكون عشر حسنات ويبعث يوم القيامة من الموفين بعهد الله. ومن قرأ سورة إبراهيم أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من عبد الأصنام ومن لم يعبدها. ومن قرأ سورة الحجر كان له من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والأنصار والمستهزئين بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن قرأ سورة النحل لم يحاسبه الله يوم القيامة بما أنعم الله عليه في دار الدنيا فإن مات من يوم تلاها أو ليلة تلاها كان له من الأجر كالذي مات فأحسن الوصية. ومن قرأ سورة بني إسرائيل فرق قلبه عند ذكر الوالدين كان له قنطار في الجنة، والقنطار ألف أوقية ومائتا أوقية، والأوقية خير من الدنيا وما فيها.

سورة الكهف "وبه" قال أخبرنا إبراهيم، قال أخبرنا محمد بن أحمد، قال أخبرنا محمد بن علي، قال حدثنا

إسماعيل، قال أخبرنا يوسف عن شيبان، قال حدثني مسلمة بن مالك، عن أبي عتبة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة غفر له من الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، وأعطي نوراً يبلغ إلى السماء ووقى فتنة الدجال. ومن قرأ خمس آيات من آخر سورة الكهف حين يأخذ مضجعه من فراشه تحفظه ويبعثه الله عز وجل أي الليل شاء".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم، قال أخبرنا محمد بن أحمد، قال أخبرنا محمد بن علي، قال حدثنا إسماعيل قال، حدثنا يوسف، عن هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ سورة الكهف فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة تكون فإن خرج الدجال في تلك الثمانية الأيام عصمه الله من فتنة الدجال، ومن قرأ عند مضجعه: قل إنما أنا بشر مثلكم إلى آخرها كان له نور يتلألأ إلى مكة، حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقول من مضجعه، وإن كان مضجعه بمكة كان له نور يتلألأ إلى البيت المعمور، حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ".

ومن قرأ سورة مريم أعطي عشر حسنات بعدد من كذب زكريا وصدق به ويحيى ومريم وعيسى وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس، وبعدد من دعا لله ولداً، لا إله إلا الله، وبعدد من لم يدع لله ولداً. ومن قرأ سورة طه أعطاه الله ثواب المهاجرين، ومن قرأ سورة الأنبياء حاسبه الله حساباً يسيراً، وصافحه وسلم عليه كل من ذكر اسمه فيها، ومن قرأ سورة الحج أعطي من الأجر بعدد من حج واعتمر فيما مضى وفيما بقي، ومن قرأ سورة المؤمنين بشرته الملائكة بروح وريحان وما تقر عينه عند نزول الموت.

ومن قرأ سورة النور كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة. ومن قرأ سورة الفرقان بعث يوم القيامة وهو موقن بأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأدخل الجنة بغير حساب.

ومن قرأ سورة الشعراء كان له من الحسنات بعد من صدق موسى وكذب به وإبراهيم ونوحاً وهوداً وصالحاً ولوطاً وشعيباً، وبعدد من دعا لله ولداً، ومن لم يدع لله ولداً، وبعدد من صدق عيسى وكذب به.

ومن قرأ سورة طس كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من كذب موسى وسليمان وصدقه وصالحاً ولوطاً، ويخرج من قبره وهو ينادي لا إله إلا الله. ومن قرأ سورة القصص كان له

من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق موسى وكذب، ولم يبق ملك في السموات والأرض إلا شهد له أنه كان صادقاً بكل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون.

ومن قرأ سورة العنكبوت كان له بعدد المؤمنين والمنافقين، ومن قرأ سورة الروم كان له من الأجر عشر حسنات، وأدرك ما ضيع يومه وليلته، ومن قرأ سورة لقمان كان له يوم القيامة رفيقاً وأعطي من الحسنات عشراً عشراً، بعدد من عمل بالمعروف وعمل بالمنكر. ومن قرأ السجدة أعطي من الأجر كأنما أحيا ليلة القدر. ومن قرأ الأحزاب وعلمها ما ملكت يمينه وأهله أعطي أماناً من عذاب النار. ومن قرأ سبأ لم يبق رسول ولا نبي إلا كان له يوم القيامة رفيقاً ومصافحاً. ومن قرأ الملائكة دعته يوم القيامة ثمانية أبواب من أبواب الجنة يدخل من أيها شاء.

ومن قرأ سورة "يس" قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يس" ومن قرأ يس يريد به الله غفر له وأعطي من الأجر كأنما أظنه قرأ القرآن اثني عشرة مرة، وأيما مسلم قرئت عنده إذا نزل به ملك الموت عليه السلام كان له بعدد كل حرف من سورة يس عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفاً يصلون عليه ويستغفرون له ويشهدون غسله ويشيعون جنازته ويشهدون دفنه، وأيما مسلم قرئت عنده يس وهو في سكرات الموت أو قرأها لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة يشربها وهو على فراشه وقبض ملك الموت روحه وهو ريان، فيمكث في قبره وهو ريان، ويبعث يوم القيامة وهو ريان ولا يحتاج يوم القيامة إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريان.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم قال أخبرنا محمد بن أحمد، قال أخبرنا محمد بن علي، قال حدثنا إسماعيل، قال حدثنا يوسف، عن هشام عن أبي الحسن أو عطاء شك يوسف قال: من قرأ يس بكرة أعطى بشر ذلك اليوم، ومن قرأها مساء أعطي بشر تلك الليلة.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم، قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا محمد بن أحمد، قال أخبرنا محمد بن علي، قال حدثنا إسماعيل، قال حدثنا يوسف، عن علاء بن كثير عن مكحول قال: من قرأ يس بكرة أعطي بشر وسلطان ذلك اليوم، ومن قرأها عند المساء أعطي بشر تلك الليلة وسلطانها، ومن قرأ والصافات أعطي عشر حسنات بعدد كل جني وشيطان، وتباعدت منه مردة

الشياطين وشهد له حافظاه أنه مؤمن بالمرسلين.

ومن قرأ "ص" كان له من الأجر وزن كل جبل سخره الله لداود عليه السلام عشر حسنات وعصم من أن يصر على ذنب صغير وكبير. ومن قرأ "تنزيل" لم يقطع الله عز وجل رجاءه يوم القيامة وأعطي ثواب الخائفين الذين خافوا الله عز وجل، ومن قرأ "حم المؤمن" لم يبق نبي ولا صديق ولا شهيد ولا مؤمن إلى صلى عليه واستغفر له، ومن قرأ "حم السجدة" أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل حرف منها.

ومن قرأ "حم عسق" كان ممن صلى عليه الملائكة ويسترحمون له، ومن قرأ "الزخفرف" كان ممن يقال له "يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون".

ومن قرأ "حم الدخان" ليلة الجمعة غفر له. ومن قرأ "حم الجاثية" سكن الله روعته إذا جثا على ركبتيه وستر الله عورته. ومن قرأ "الأحقاف" كتب الله له عشر حسنات بعدد كل رمل في الدنيا. ومن قرأ سورة "محمد" صلى الله عليه وآله وسلم لم يول وجهه وجهاً إلا رأى محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، وكان حقاً على الله عز وجل أن يسقيه من الأنهار.

ومن قرأ سورة "الفتح" كان كأنما بايع محمداً صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة، ومن قرأ "الحجرات" أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من أطاع الله عز وجل ومن عصاه. ومن قرأ سورة "ق" هون الله تعالى عليه تارات الموت وسكراته. ومن قرأ "والذاريات" أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل ريح هبت وجرت في الدنيا. ومن قرأ "والطور" كان حقاً على الله أن يؤمنه من عذابه وممن ينعم عليه في جنته. ومن قرأ "والنجم" أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق محمداً صلى الله عليه وآله وسلم وكذب به. ومن قرأ "اقتربت" في كل عب بعثه الله ووجهه كالقمر ليلة البدر. ومن قرأها في كل ليلة كل ذلك أفضل.

ومن قرأ سورة "الرحمن" رحم الله ضعفه، وأدى إليه شكر ما أنعم عليه. ومن قرأ "الواقعة" لم يكتب من الغافلين. ومن قرأ "الحديد" كتب من الذين آمنوا بالله ورسله. ومن قرأ "المجادلة" كان يوم القيامة من حزب الله. ومن قرأ "الحشر" لم يبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسي والحجب والسموات والأرضون السبع والهوام والطير والريح والجبال والشجر والدواب والشمس والملائكة إلا صلوا عليه واستغفروا له، فإن مات من يومه أو ليلته كان شهيداً. ومن قرأ سورة "الممتحنة" كان المؤمنون والمؤمنات له شفعاً يوم القيامة.

ومن قرأ "الصف" كان عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم مصلياً ومستغفراً له ما دام في الدنيا، وإذا مات كان رفيقه. ومن قرأ سورة "الجمعة" كتب الله عشر حسنات بعدد من جمع الجمع في مصر من الأمصار ومن لم يجمع. ومن قرأ "المنافقين" برئ من النفاق. ومن قرأ "التغابن" دفع عنه موت الفجأة. ومن قرأ "الطلاق" مات على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. هكذا كان الرواية، فأما في رواية أخرى ومن قرأ سورة "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك" أعطاه توبة نصوحاً. وقال من قرأ سورة "تبارك" فكأنما أحيا ليلة القدر، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قرأ سورة "ن" أعطاه الله ثواب الذين حسن الله أخلاقهم.

ومن قرأ "الحافة" حاسبه الله حساباً يسيراً. ومن قرأ "سأل سائل" أعطاه الله ثواب الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. ومن قرأ سورة "نوح" كان من المؤمنين الذين أدركتهم دعوة نوح عليه السلام. ومن قرأ "قل أوحي إلي" كان له بكل من صدق محمداً صلى الله عليه وآله وسلم أو كذب به عتق رقبة. ومن قرأ "المزمل" رفع عنه الله العسر في الدنيا والآخرة. ومن قرأ "المدثر" أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق محمداً صلى الله عليه وآله وسلم وكذب به بمكة. ومن قرأ سورة "القيامة" شهدت له أنا وجبريل يوم القيامة إن كان مؤمناً بيوم القيامة.

ومن قرأ "هل أتى" كان جزاؤه على الله تعالى جنة وحريراً. ومن قرأ "والمرسلات" كتب أ،ه ليس من المشركين. ومن قرأ "عم يتساءلون" سقاه الله من الشراب يوم القيامة. ومن قرأ "والنازعات" كان يحشر في الحساب يوم القيامة حتى يدخل الجنة بقدر صلاة مكتوبة. ومن قرأ "عبس" كان وجهه يوم القيامة ضاحكاً مستبشراً. ومن قرأ "إذا الشمس كورت" أعاذه الله أن يفضحه يوم القيامة حين تنشر الصحيفة. ومن قرأ "إذا السماء انفطرت" كتب له بكل قطرة نزلت من ماء حسنة، وبعدد كل قبر حسنة وأصلح الله شأنه.

ومن قرأ "ويل للمطففين" سقاه الله من الرحيق المختوم. ومن قرأ "إذا السماء انشقت" أعاذه الله عز وجل أن يعطيه كتابه وراء ظهره. ومن قرأ "والسماء ذات البروج" أعطاه الله من الأجر بعدد كل جمعة وكل يوم عرفة يكون في الدنيا عشر حسنات. ومن قرأ "والسماء والطارق" أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل نجم في الدنيا.

ومن قرأ "سبح اسم ربك الأعلى" أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل حرف أنزله الله عز وجل

على إبراهيم وموسى ومحمد عليهم السلام. ومن قرأ "هل أتاك حديث الغاشية" حاسبه الله حساباً يسيراً. ومن قرأ "والفجر وليال عشر" غفر الله له، ومن قرأها في سائر الأيام كانت له نوراً. ومن قرأ سورة "لا أقسم بهذا البلد" أعطاه الله الأمان وعصمه يوم القيامة. ومن قرأ "والشمس وضحاها" فكأنما تصدق بكل شيء طلعت عليه الشمس والقمر. ومن قرأ "والليل إذا يغشى" أعطاه الله حتى يرضى وعافاه من العسر ويسر له اليسر. ومن قرأ "والضحى" جعله الله يوم القيامة فيمن يرضى محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، وشفع له يوم القيامة، وكتب له عشر حسنات بعدد كل سائل ويتيم. ومن قرأ "ألم نشرح لك صدرك" أعطي من الأجر كمن لقي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم مغتنماً ففرج عنه.

ومن قرأ "والتين والزيتون" أعطاه الله خصلتين: اليقين والعافية ما دام يعقل الصلاة، وكتب له بعدد من قرأ هذه السورة صيام يوم. ومن قرأ "اقرأ باسم ربك" أعطي من الأجر كأنما قرأ المفصل كله. ومن قرأ "إنا أنزلناه" أعطاه الله كمن صام رمضان، ووافق ليلة القدر. ومن قرأ "لم يكن" كان يوم القيامة مع خير البرية مشهداً ومقيلاً. ومن قرأ "إذا زلزلت" أعطي من الأجر كأنما قرأ سورة البقرة كلها. ومن قرأ "والعاديات" أعطي من الأجر بعدد من بات في مزدلفة وشهد جمعاً. ومن قرأ "القارعة" ثقل الله عز وجل ميزانه يوم القيامة. ومن قرأ "ألهاكم التكاثر" عفا الله عنه أن يحاسبه بنعمته التي أنعم بها عليه في دار الدنيا. ومن قرأ "والعصر" ختم الله له بالصبر وكان من أصحاب الحق يوم القيامة. ومن قرأ سورة "ويل لكل همزة لمزة" أعطاه الله عشر حسنات بعدد من استهزأ بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه.

ومن قرأ "ألم تر" أعاذه الله من العذاب والقبح في دار الدنيا. ومن قرأ "لإيلاف" أعطاه الله من الأجر بعدد من طاف حول الكعبة واعتمرها. ومن قرأ "أرأيت" غفر له ما كان للزكاة مؤدياً.

ومن قرأ "إنا أعطيناك" سقاه الله من كل نهر في الجنة، وكتب له عشر حسنات بعدد كل قربان قربه وهو في يوم النحر، ويقرب به غيره. ومن قرأ "قل يا أيها الكافرون" أعطي من الأجر كأنما قرأ ربع القرآن، وتباعدت منه مردة الشياطين ويعافى من فزع يوم القيامة.

ومن قرأ "إذا جاء نصر الله" أعطي من الأجر كمن شهد مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتح مكة. ومن قرأ "تبت يدا أبي لهب وتب" أرجو أن لا يجمع بينه وبين أبي لهب في دار واحدة. ومن قرأ "قل هو الله أحد" أعطي من الأجر كمن قرأ ثلث القرآن وأعطي من الأجر

عشر حسنات بعدد من أشرك بالله ومن آمن بالله عز وجل. ومن قرأ "قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس" فكأنما قرأ جميع الكتب التي أنزلها الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال حدثنا السيد الأجل الإمام قدس الله روحه إملاء من لفظه، قال أخبرنا شيخنا أبو سعيد إسماعيل بن علي بن الحسين بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمد النجار العدلي وأبو الحسين الحسن بن علي بن جعفر بن أبي بكر السني، وأبو الحسن أحمد بن الحسن بن محمد بن علي أحمد الثلاج، وأبو نصر الحسين بن علي بن أبي بكر السني، وأبو الحسن أحمد بن الحسن بن محمد بن علي العطار المكتبي، وأبو الحسن علي بن محمد بن خمساذ، قالوا حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء الجعابي قراءة عليه، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن شريك الأسدي الكوفي، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي، قال حدثنا سلام بن سليم زاد الفريري المدايني هكذا، قال ابن سليم وهو ابن سليمان وهو الصحيح. وقال البقاون هكذا قال ابن سليم رأيته عندي وعند غيري المدايني، قال حدثنا هارون بن كثير، قال حدثنا زيد بن أسلم، عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب.

"رجع" السيد قال وأخبرنا عاليا أبو منصور محمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن عمران البندار المعروف بابن السواق بقراءتي عليه من أصل سماعه الذي نقلت منه في اجمع الرصافة ببغداد في الجانب الشرقي ولفظ الحديث له، قال أخبرنا أبو علي مخلد بن جعفر بن مخلد الدقاق المعروف بالباقرجي في شهر رمضان سنة ثمان وستين وثلاثمائة، قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن شريك بن الفضل الأسدي، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال حدثني سلام بن سليم المدايني، قال حدثني هارون بن كثير، عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب، قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أبي إن جبريل عليه السلام أمرني أن أقر عليك القرآن وهو يقرئك السلام، قلت يا رسول الله إنه كما كانت لي منك خاصة بقراءة القرآن خصني بثواب القرآن مما علمك الله وأطلعك عليه، قال: نعم يا أبي، أيما مسلم قرأ سورة فاتحة القرآن فكأنما قرأ ثلثي القرآن وكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ سورة البقرة فصلوات الله عليه ورحمته وأعطي من الأجر كالمرابط في سبيل الله سنة لا تسكن روعته، وقال لي يا أبي: مر المسلمين أن يتعلموا سورة البقرة، فإن

تعلمها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة، قلت يا رسول الله وما البطلة؟ قال السحرة، قال: ومن قرأ سورة "آل عمران" أعطي بكل آية فيها أماناً على جسر جهنم، قال: ومن قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل شيء ورث ميراثاً وأعطي من الأجر كمن اشترى محرراً وبرئ من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم، وقال: من قرأ سورة "المائدة" أعطي من الأجر بعدد كل يهودي ونصراني تنفس في دار الدنيا عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل"، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ سورة الأنعام صلى الله عليه واستغفر له أولئك السبعون ألف ملك، بعدد كل حرف في سورة الأنعام يوماً وليلة".

ومن قرأ سورة الأعراف جعل الله يوم القيامة بينه وبين إبليس ستراً وكان آدم له شفيعاً يوم القيامة، ومن قرأ سورة "الأنفال وبراءة" فأنا شفيع له وشاهد يوم القيامة أنه برئ من النفاق، وأعطي من الأجر بعدد كل منافق ومنافقة في دار الدنيا عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات، وكان العرش وحملته يصلون عليه أيام حياته في الدنيا. قال ومن قرأ سورة "يونس" أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بيونس وكذب به وبعدد من غرق من فرعون. وقال من قرأ سورة "هود" أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بهود وكذب به، ونوح وشعيب وصالح وإبراهيم، وكان يوم القيامة عند الله من السعداء.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "علموا أرقاءكم سورة يوسف فإنه أيما مسلم تلاها وعلما أهله وما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت وأعطاه القوة أن لا يحسد مسلماً".

قال ومن قرأ سورة "الرعد" أعطي من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى وكل سحاب يكون إلى يوم القيامة، وكان يوم القيامة من الموفين بعهد الله. وقال من قرأ سورة إبراهيم أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من عبد الأصنام وبعدد من لم يعبدها.

ومن قرأ سورة "الحجر" أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والمستهزئين بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم. ومن قرأ سورة "النحل" لم يحاسبه الله بالنعيم الذي أنعم الله عليه في دار الدنيا وأعطي من الأجر كالذي مات فأحسن الوصية. قال ومن قرأ سورة بني إسرائيل

فرق قلبه عند ذكر الوالدين أعطي قنطارين في الجنة، والقنطار ألف أوقية ومائتا أوقية، الأوقية منها خير من الدنيا وما فيها.

وقال ومن قرأ سورة "الكهف" فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة تكون، فإن خرج الرجال في تلك الثمانية أيام عصمه الله من فتنة الرجال، ومن قرأ الآية التي في آخرها: "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي" إلى آخر السورة من تلاها حين يأخذ مضجعه كان له نور يتلألأ إلى الكعبة، حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ.

قال ومن قرأ سورة "مريم" أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بزكريا، وكذب به ويحيى ومريم وعيسى وموسى وهارون وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل عشر حسنات، وبعدد من دعا لله ولداً وبعدد من لم يدع لله ولداً: وقال من قرأ سورة "طه" أعطي يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار، وقال من قرأ سورة "اقترب للناس حسابهم" حاسبه الله حساباً يسيراً، وصافحه وسلم عليه كل نبي ذكر اسمه في القرآن. ومن قرأ سورة "الحج" أعطي من الأجر حجة وعمرة بعدد من حج واعتمر فيما مضى وفيما بقي.

وقال من قرأ سورة "المؤمنين" بشرته الملائكة يوم القيامة بالروح والريحان وما تقر به عينه عند نزول ملك الموت. وقال من قرأ سورة "النور" أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة فيما مضى وفيما بقي، وقال من قرأ سورة "الفرقان" بعث يوم القيامة وهو موقن أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ودخل الجنة بغير حساب.

وقال من قرأ سورة "طسم الشعراء" كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بنوح وكذب به. وهود وشعيب وصالح وإبراهيم، وبعدد من كذب بعيسى وصدق بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وعليهم أجمعين. ومن قرأ سورة "طس النمل" كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بسليمان وكذب به، وهود وشعيب وصالح وإبراهيم، وخرج من قبره وهو ينادي لا إله إلا الله.

وقال من قرأ سورة "طسم القصص" لم يبق ملك في السموات والأرض إلا شهد له يوم القيامة أنه كان صادقاً إن كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون. ومن قرأ سورة "العنكبوت" كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل المؤمنين والمنافقين. وقال من قرأ سورة "الروم" كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل ملك سبح الله بين السماء والأرض وأدرك ما

ضيع يومه أو ليلته.

وقال من قرأ سورة "لقمان" كان له لقمان رفيقاً يوم القيامة وأعطي من الحسنات عشراً بعدد من عمل بالمعروف وعمل بالمنكر. وقال من قرأ سورة "تنزيل السجدة" و "تبارك الذي بيده الملك" فكأنما أحيا ليلة القدر، ومن قرأ سورة "الأحزاب" وعلمها أهله وما ملكت يمينه أعطي الأمان من عذاب القبر. ومن قرأ سورة "سبأ" لم يبق نبي ولا رسول إلا كان له يوم القيامة رفيقاً ومصافحاً. وقال من قرأ سورة "الملائكة" دعته يوم القيامة ثمانية أبواب من الجنة أن ادخل من أي الأبواب شئت.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لكل شيء قلباً وإن قلب القرآن يس"، ومن قرأ سورة "يس" يريد بها الله غفر الله له وأعطي من الأجر كمن قرأ القرآن اثنتي عشرة مرة، وأيما مريض قرئ عنده سورة "يس" نزل إليه بعدد كل حرف منها عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفاً يصلون عليه ويستغفرون له ويشهدون قبضه ويشهدون غسله ويتبعون جنازته ويصلون عليه ويشهدون دفنه، وأيما مريض قرأ سورة "يس" وهو في سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة فيشربها وهو على فراشه فيقبض ملك الموت روحه وهو ريان ويدخل قبره وهو ريان ويخرج من قبره وهو ريان ويحاسب وهو ريان ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريان.

وقال من قرأ سورة الصافات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل جني وشيطان، وتباعدت منه مردة الشياطين، وبرئ من الشرك وشهد له حافظاه يوم القيامة أنه كان مؤمناً بالمرسلين. ومن قرأ سورة "ص" أعطي من الأجر بوزن كل جبل سخره الله تعالى لداود عليه السلام عشر حسنات، وعصمه الله أن يصر على ذنب صغير أو كبير.

وقال من قرأ سورة الزمر لم يقطع الله رجاءه وأعطاه الله ثواب الخائفين الذين خافوا الله عز وجل. ومن قرأ سورة "حم المؤمن" لا يبقى روح نبي ولا صديق ولا شهيد ولا مؤمن إلا صلوا عليه واستغفروا له. وقال من قرأ سورة "حم السجدة" أعطي من الأجر بعدد كل حرف فيها عشر حسنات.

وقال من قرأ سورة "حم عسق" كان ممن تصلي عليه الملائكة ويستغفرون له ويسترحمون له.

وقال من قرأ سورة "الزخفرف" كان ممن يقال له يوم القيامة "يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون" ادخلوا الجنة بغير حساب.

وقال من قرأ سورة "الدخان" في ليلة الجمعة غفر له. وقال من قرأ سورة "الجاثية" ستر عورته وسكن روعه عند الحساب. وقال من قرأ سورة "حم الأحقاف أعطي من الأجر بعدد كل رمل في الدنيا عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات. وقال من قرأ سورة "محمد" صلى الله عليه وآله وسلم كان حقاً على الله أن يسقيه من أنهار الجنة.

وقال من قرأ سورة "الفتح" فكأنما شهد مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتح مكة. وقال من قرأ سورة الحجرات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من أطاع الله ومن عصاه. وقال من قرأ سورة "ق" هون الله عليه تارات الموت وسكراته. وقال من قرأ سورة الذاريات أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل ريح هبت وجرت في الدنيا. وقال من قرأ سورة "الطور" كان حقاً على الله أن يؤمنه من عذابه، وأن ينعم عليه في جنته.

وقال من قرأ سورة "النجم" أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وجحد به.

قال ومن قرأ "اقتربت الساعة وانشق القمر" في كل غب بعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر، ومن قرأها كل ليلة كان أفضل وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق يوم القيامة.

قال ومن قرأ سورة "الرحمن" رحم الله ضعفه، وأدى شكر ما أنعم عليه.

وقال من قرأ سورة "إذا وقت الواقعة" كتب ليس من الغافلين. وقال من قرأ سورة "الحديد" كتب من الذين آمنوا بالله ورسله. وقال من قرأ سورة "المجادلة" كتب من حزب الله يوم القيامة. قال ومن قرأ سورة "الحشر" لم تبق جنة ولا نار ولا عرض ولا كرسي والحجب والسموات السبع والأرضون السبع والهواء والرياح والطير والجبال والشجر والدواب والشمس والقمر والملائكة إلا صلوا عليه واستغفروا له فإن مات من يومه أو ليلته كان شهيداً.

وقال من قرأ سورة "الممتحنة" كان المؤمنون والمؤمنات شفعاً له يوم القيامة. ومن قرأ سورة "عيسى" كان عيسى مصلياً مستغفراً له ما دام في الدنيا ويوم القيامة هو رفيقه. ومن قرأ سورة "الجمعة" أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من أتى الجمعة، وبعدد من لم يأتها في أمصار

المسلمين.

قال ومن قرأ سورة "المنافقين" برئ من النفاق. قال ومن قرأ سورة "التغابن" دفع عنه موت الفجاءة. قال ومن قرأ سورة "يا أيها النبي إذا طلقتم النساء" مات على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومن قرأ سورة "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك" أعطاه الله توبة نصوحاً.

قال ومن قرأ سورة "تبارك" فكأنما أحيا ليلة القدر. قال ومن قرأ سورة "ن والقلم" أعطاه الله ثواب الذين حسن الله أخلاقهم. وقال من قرأ سورة "الحافة" حاسبه الله حساباً يسيراً. وقال من قرأ سورة "سأل سائل" أعطاه الله ثواب الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم صلواتهم يحافظون قال ومن قرأ سورة "نوح" كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح. قال ومن قرأ سورة "الجن" أعطي بكل حرف منها بعدد كل جني وشيطان صدق بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وكذب به عتق رقبة.

ومن قرأ سورة "المزمل" رفع الله عنه العسر في الدنيا والآخرة. ومن قرأ سورة "المدثر" أعطي من الأجر عشر حسنات، بعدد من صدق بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وكذب به بمكة. وقال من قرأ سورة "لا أقسم بيوم القيامة" شهدت أنا وجبريل له يوم القيامة أنه كان مؤمناً بيوم القيامة. وجاء وجهه مسفر به على وجوه الخلائق يوم القيامة. قال ومن قرأ سورة "هل أتى على الإنسان" كان جزاؤه على الله جنة وحريراً. وقال من قرأ سورة "والمرسلات عرفاً" كتب ليس من المشركين.

قال ومن قرأ "عم يتساءلون" سقاه الله برد الشراب يوم القيامة. قال ومن قرأ سورة "والنازعات غرقاً" لم يكن حسابه في القبور والقيامة إلا بقدر صلاة مكتوبة حتى يدخل الجنة. ومن قرأ سورة "عبس وتولى" جاء يوم القيامة وجهه ضاحكاً مستبشراً. ومن قرأ سورة "إذا الشمس كورت" أعاذه الله أن يفضحه حين ينشر صحيفته. قال ومن قرأ سورة "إذا السماء انفطرت" أعطاه الله من الأرض بعدد كل قبر حسنة، وبعدد كل قطرة ماء حسنة، وأصلح شأنه يوم القيامة. ومن قرأ سورة "ويل للمطففين" سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة. ومن قرأ سورة "إذا السماء انشقت" أعاذه الله أن يعطيه كتابه وراء ظهره. ومن قرأ سورة "والسماء ذات البروج" أعطاه الله من الأجر بعدد كل يوم جمعة وكل يوم عرفة يكون في الدنيا عشر

حسنات. ومن قرأ سورة "السماء والطارق" أعطاه الله بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات.

ومن قرأ سورة "سبح اسم ربك" أعطاه الله من الأجر عشر حسنات بعدد كل حرف أنزله الله على إبراهيم وموسى ومحمد صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين.

ومن قرأ سورة "هل أتاك حديث الغاشية" حاسبه الله حساباً يسيراً. قال ومن قرأ سورة "والفجر وليال عشر" غفر له، ومن قرأها في سائر الأيام كانت نوراً يوم القيامة. ومن قرأ سورة "لا أقسم بهذا البلد" أعطاه الله الأمن من غضبه يوم القيامة. ومن قرأ سورة "والشمس وضحاها" فكأنما تصدق بكل شيء طلعت عليه الشمس والقمر. قال ومن قرأ سورة "والليل إذا يغشى" أعطاه الله حتى يرضى، وعافاه من العسر ويسر له اليسر.

ومن قرأ سورة "والضحى والليل إذا سجى" كان فيمن يرضاه الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يشفع له في تسجيه، وأعطاه عشر حسنات يكتبها الله بعدد كل يتيم وسائل. ومن قرأ سورة "ألم نشرح لك صدرك" أعطي من الأجر كمن لقي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم مغتماً ففرج عنه يوم القيامة. ومن قرأ "والتين والزيتون" أعطاه الله خصلتين العافية واليقين ما دام في الدنيا، فإذا قرأ حرفاً أعطاه الله من الأجر بعدد من قرأ هذه السورة صيام يوم.

قال ومن قرأ سورة "اقرأ باسم ربك الذي خلق" فكأنما قرأ المفصل كله، ومن قرأ سورة "إنا أنزلنا في ليلة القدر" أعطاه الله من الأجر كمن صام رمضان وأحيا ليلة القدر. ومن قرأ سورة "لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين" كان يوم القيامة مع خير البرية مسافراً ومقيماً. ومن قرأ سورة "والعاديات ضبحاً" أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعها.

وقال من قرأ سورة "القارعة" ثقل الله ميزانه يوم القيامة، قال ومن قرأ سورة "ألهاكم التكاثر" لم يحاسبه الله بالنعم التي أنعم عليه في دار الدنيا، وأعطي من الأجر كأنما قرأ ألف آية. ومن قرأ سورة "والعصر" ختم الله بالصبر وكان مع أصحاب الحق يوم القيامة. قال ومن قرأ سورة "ويل لكل همزة" أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من استهزأ بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه.

قال ومن قرأ سورة "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل" عافاه الله أيام حياته في الدنيا من القذف والمسخ. وقال من قرأ سورة "لإيلاف قريش" أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من

طاف بالكعبة واعتمر بها. وقال من قرأ سورة "أرأيت الذي يكذب بالدين" غفر له إن كان للزكاة مؤدياً. قال ومن قرأ سورة "إنا أعطيناك الكوثر" سقاه الله من أنهار الجنة، ويعطى من الأجر عشر حسنات وأعطي بعدد كل قربان قربة العباد في يوم عيد ويقربون من أهل الكتاب والمشركين. وقال ومن قرأ "قل يا أيها الكافرون" فكأنما قرأ ربع القرآن، وتباعدت منه الشياطين وبرئ من الكفر، ويعافى من الفزع الأكبر. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مروا صبيانكم فليقرأوها عند المنام فلا يعرض لهم شيء".

وقال من قرأ سورة "إذا جاء نصر الله والفتح" فكأنما شهد مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتح مكة. وقال من قرأ سورة "تبت يدا أبي لهب وتب" رجوت أن لا يجمع الله بينه وبين أبي لهب في دار واحدة. قال ومن قرأ سورة "قل هو الله أحد" فكأنما قرأ ثلث القرآن، وأعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من آمن بالله وبملائكته ورسله والليل يعطيه أجر مائة شهيد. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس" فكأنما قرأ جميع الكتب التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه صلى الله على محمد وآله وعليهم أجمعين.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الزرار، قال أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي، قال حدثنا الحسن -يعني البلخي، قال أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق عن مرة عن ابن مسعود قال: إذا أردتم العلم فآثروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين.

"وبإسناده" قال أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا همام عن قتادة قال: لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام بزيادة أو نقصان قضى الله الذي قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارة.

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، يرويه بالإجازة عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني الزيدي الرازي، وهو يروي ذلك قراءة وسماعاً عن والده يرويه عن السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله تعالى عنه إملاء في الثالث من جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين

وأربعمائة، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو جعفر عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ، قال أخبرنا الحسين بن محمد بن عقيرة الأنصاري، قال حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة الأصفهاني، قال حدثنا بشر بن الحسين، قال حدثنا الزبير بن عدي عن الضحاك عن ابن عباس "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا" قال: يعني بفضل الله القرآن وبرحمته -يعني محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، ثم تلا "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

"وبه" إلى السيد الأجل، قال أخبرنا أبو بكر الجورذاني، قال أخبرنا أبو مسلم المديني، قال أخبرنا أبو العباس بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد البزاز أبو عبد الله، قال حدثنا حصين، عن هارون بن سعد عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام "ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة" قال القرآن والسنة.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن سفيان عن عبد الملك بن عطاء العامري، عن الشعبي عن ابن عباس "عن النبأ العظيم" قال: القرآن.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرني، قال حدثنا عبد الله بن يوسف التنيسي، قال حدثنا الهيثم بن حميد، قال حدثني زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى عن كثير بن مرة عن يزيد بن الأخنس، وكانت له صحبة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تنافس بينكم إلا في اثنين: رجل أعطاه الله القرآن فهو يقوم آناء الليل والنهار فيتبع ما فيه، فيقول الرجل لو أعطاني الله مثل ما أعطى فلاناً فأقوم به مثل ما يقوم به فلان، ورجل أعطاه الله مالاً فهو ينفق ويتصدق، فيقل رجل مثل ذلك. قال السيد قال لنا ابن ريذة، قال لنا الطبراني، لا يروي إلا عن يزيد بن الأخنس وهو ابن معن بن يزيد وهو وابنه قد صحبا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس إلا بهذا الإسناد تفرد به الهيثم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، قال أخبرنا أبو محمد بن حيان، قال أخبرنا ابن أبي عاصم، قال حدثنا الحوطي، قال حدثنا ابن عباس، قال حدثنا حبيب بن صالح، قال سمعت ثابت بن أبي ثابت يحدث عن عبد الله بن معانق، عن عبد الرحيم بن غنم عن أبي عامر الأشعري، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أخوف ما أخاف على أمتي أن

يكثر المال لهم فيتحاسدوا ويقتتلوا ويفتح لهم القرآن فيقرأه البر والفاجر والمنافق فيجادلون به المؤمن ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به، والناس في القرآن ثلاثة: فرجل يقرؤه بلسانه ولا يسوغ به الحنجرة فهو له إصر وعذاب وعقاب، ورجل يقرؤه فخراً ورياء ليأكل به في دنياه فليس له منه يوم القيامة شيء، ورجل يأخذ بسكينة ووقار فهو له حجة يوم يلقى ربه.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد بن حيان، قال حدثنا محمد بن عبيدة، قال حدثان محمد بن يزيد الآدمي، قال حدثنا عبد الحميد بن عبد العزيز، قال حدثنا ابن جريح عن الزهري عن أنس، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "عرضت علي أجور أمتي حتى القذى يخرجها الرجل من أمتي من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من آية رأيتها ثم نسيتها".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الضبي الجرجاني من أصحاب مكشوف الرأس بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور، قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال حدثنا سفيان وشعبة، عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عفان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله عز وجل على خلقه" وذلك أنه منه" قوله وذلك أنه منه: لم نكتبه في متن الحديث إلا بهذا الطريق.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم التنوخي، قال حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن سعيد الرزاز، قال أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد الغيرياني، قال حدثنا عمرو بن علي ومحمد بن المثنى، قالا حدثنا يحيى بن سعيد، قال حدثنا سفيان وشعبة، عن علقمة بن مرثد عن سعد أبي عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" لم يرو ذلك الزيادة وإنما هي من كلام أبي عبد الرحمن السلمي.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم، قال حدثنا علي بن محمد الرزاز، قال أخبرنا الغرياني، قال حدثنا أبو مسعود إسحاق بن سليمان، عن الجراح بن الضحاك بإسناده مثله، يعني مثل

حديث قبله.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم، قال حدثنا الرزاز، قال أخبرنا الغيرياني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال أخبرنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن الجراح عن ابن الضحاك الكندي عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، قال أبو عبد الرحمن: فذاك أجلسني هذا المجلس، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرب على خلقه وذلك أنه منه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو يعلى، قال حدثنا إسماعيل بن سيف البصري، وكان ضعيفاً، قال حدثنا عون بن عمرو أخو رباح القبيسي، عن الحريري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اقرؤوا القرآن بالحزن فإنه نزيل بالحزن".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أبو زيد القراطيسي المصري، قال حدثنا أسد بن موسى، قال حدثنا محمد بن طلحة، عن ربيد اليامي عن عبد الرحمن عن عابس النخعي عن رجيل وصف صفة نرى أنه عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود: أنه أتاه ناس من أهل الكوفة فقرأ عليهم السلام فأمرهم بتقوى الله، وأن لا يختلفوا في القرآن ولا يتنازعوا فيه، فإنه لا يختلف ولا يتساقط ولا ينفد لكثرة الرد، ألا ترون أن شريعة الإسلام فيه واحدة حدودها وقراءتها وأمر الله فيها ولو كان واحد من الحرفين يأمر بشيء ينهى عنه الآخر كان ذلك الاختلاف، ولكنه جامع ذلك كله وإني لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم من الفقه والعلم من خير ما في الناس، ولو أعلم أحداً تبلغه الإبل، أعلم بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم مني لطلبته حتى ازداد علمه إلى علمي، وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يعرض عليه القرآن كل عام مرة فعرض عليه عام قبض مرتين، وكنت إذا قرأت القرآن أخبرني أني محسن، فمن قرأ على قراءتي فلا يدعها رغبة عنها، فإنه من جحد بحرف منه جحد به كله.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن بشر بن سعيد بقراءتي عليه على باب داره في القسامل بالبصرة، قال حدثنا أبو الحسين طاهر بن عبد الله بن لبوة قراءة عليه في المحرم سنة

إحدى وثمانين وثلاثمائة قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى بن سعيد، قال حدثني حبيب بن الرحمن عن حفص عن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم أجبه، فقلت يا رسول الله: إني كنت أصلي، فقال ألم يقل الله تعالى: "استجيبوا لله وللرسول"، ألا أعلمك سورة هي أعظم من القرآن؟ فقال: "الحمد لله رب العالمين" هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته.

"ح" "وبه" إلى السيد الإمام رضي الله عنه أملاه في الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن حمدان بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، قال حدثنا الحسن بن قزعة، قال حدثنا محمد بن سوس، عن سعيد عن أبي عروبة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "استذكروا القرآن، فلهو أشد تفصياً من صدور الرجال من النعم من عقلها، وبئسما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسى".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن جرير الأملي، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي، قال حدثني أبي عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أحدثكم بسورة ملأ عظمتها ما بين السماء والأرض ولكاتبها من الأجر مثل ذلك، ومن قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام، ومن قرأ الخمس الأواخر منها عند نومه بعثه الله أي الليل شاء؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: سورة أصحاب الكهف".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، قال حدثنا محمد بن علي اليشكري، قال حدثنا قطن -يعني ابن إبراهيم، قال حدثنا حفص -يعني ابن عبد الله، قال حدثني إبراهيم -يعني ابن طهمان عن نصر -يعني ابن حاجب، عن إسماعيل بن أمية عن محمد بن عبد الرحمن عن سعد عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا قرأ أحدكم "لا أقسم بيوم القيامة أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى" فليقل: بلى يا رب، وإذا قرأ "والمرسلات عرفاً -فبأي

حديث بعده يؤمنون" فليقل: آمنا بالله".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن حمدان مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد عن سعيد بن أبي أيوب، قال حدثني عبد الله بن عباس عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فقال أقرئني يا رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اقرأ ثلاثاً من ذات الراء، فقال الرجل: كبرت سني واشتد قلبي وغلط لساني، فقال: اقرأ ثلاثاً من ذات حم فقال مثل مقالته الأولى، فقال: فاقرأ من كل المسبحات، فقال مثل مقالته، فقال اقرأ، فقال ولكن أقرأ يا رسول الله سورة جامعة، فقال فأقرأه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا زلزلت الأرض زلزالها حتى فرغ منها، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق نبياً لا أزيد عليها أبداً، فلما أدبر الرجل، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفلح الرويجل، أفلح الرويجل، وذكر الحديث بتمامه.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الحاركي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن حيان البزار، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى، عن شعبة عن قتادة عن عباس الحشمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لأصحابها أو لصاحبها حتى غفر له تبارك الذي بيده الملك".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري الفقيه إمام الشافعية بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الأنماطي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، قال حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي صدوق ثقة، قال حدثنا حفص بن عمر، قال حدثنا الحسن بن إبان عن عكرمة عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو دودت أن تبارك الذي بيده الملك في قلب كل مؤمن".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد بن حيان، قال حدثنا الجارود، قال حدثنا عمران -يعني ابن عبد الرحيم، قال حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا زهير وأبو بكر بن عياش وفضيل بن عياض وخبان وأبو معاوية وعبد السلام بن حرب وأبو الأحوص وحفص

بن غياث عن ليث عن أبي الزبير عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا ينام حتى يقرأ آلم تنزيل وتبارك.

"وبه" قال حدثنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن الحسين بن عجلان، قال حدثنا سلمة بن شبيب، قال حدثنا إبراهيم بن الحكم، قال حدثني أبي عكرمة عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي" -يعني تبارك الذي بيده الملك.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الرزاز الكوفي، قال أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الغرياني، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر فإن الشيطان ليفر عن البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن النضر، قال حدثنا معاوية بن عمرو، قال حدثنا زائدة، عن الأعمش عن شقيق قال: كان عبد الله يقرأ الصوم فذكر له، فقال إني إذا صمت ضعفت عن القراءة، وتلاوة القرآن أحب إلي.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن سليمان الباهلي، قال حدثنا حسين الجرجراني، قال أخبرنا موسى، قال حدثنا قيس، عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين عن أبي عبيدة قال: لما رأى امرأة ما يصنع عيسى بن مريم عليه السلام لإحيائه الموتى وإبرائه الأكمه والأبرص، قالت طوبى لبطن حملك وثدي أرضعك، فقال عيسى عليه السلام: طوبى لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ولم يكن جباراً شقياً.

"وبه" قال السيد رضي الله عنه، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الديري، قال حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تعلموا القرآن فإنه شافع لأصحابه يوم القيامة، تعلموا البقرة وآل عمران، تعلموا الزهراوين فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان

أو غبابتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تجادلان عن صاحبهما، وتعلموا البقرة فإن تعلمها بركة، وإن تركها حسرة ولا تطيقها البطلة" يعني بالبطلة: السحرة.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطرفي الكبير، قال حدثنا أبو محمد عبد بن محمد بن سليمان البغدادي، قال حدثنا جعفر بن محمد الغرياني، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا مالك بن أنس، عن نافع عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها وإن طلقها ذهبت".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا جعفر بن محمد الغرياني، قال حدثنا قتيبة، قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر فإن الشيطان ليفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال حدثنا علي بن محمد بن سعيد الزرار، قال أخبرنا جعفر بن محمد الغيرياني، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن مصفى، قال حدثنا عثمان بن سعيد، عن أبي لهيعة عن بكر بن سوادة عن سهل بن سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يأتي قوم يقرأون القرآن يقومونه كما يقام السهم لا يجاوز تراقيهم يتعجلون أجره ولا يتأجلونه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، قال أخبرنا أبو محمد بن حيان، قال حدثنا عبدان بن أحمد، قال حدثنا سليمان بن أحمد الواسطي، قال حدثنا صلة بن سليمان الأحول، عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ قل هو الله أحد وأم القرآن فكأنما قرأ ثلث القرآن".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر القطيعي، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن مالك بن أنس عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري عن أبيه عن أبي سعيد، قال أخبرني أبي قتادة بن النعمان: أن رجلاً قام في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ من السحر: قل

هو الله أحد، يرددها لا يزد عليها، فلما أصبح أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال يا رسول الله: إن فلاناً بات الليلة يقرأ من السحر قل هو الله أحد الله الصمد لا يزيد عليها كأن الرجل يتقالها، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "فو الذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني علي بن حكيم الأزدي.

"ح" قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا الحسين بن جعفر القنات الكوفي، قال حدثنا منجاب بن الحارث، قال حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون أراه عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قل هو الله أحد ثلث القرآن".

"وبه" قال أخبرنا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان، قال حدثنا ابن الجارود، قال حدثنا الحسين -يعني ابن الفضيل، قال حدثنا ابن التيوذكي، قال حدثنا أبو هلال، عن قتادة عن أنس رفعه مرة قال: قل هو الله أحد ثلث القرآن.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن الصائغ المكي، قال حدثنا محرز بن سلمة، قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهل بن أبي صالح عن عرفجة بن عبد الواحد عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود، قال كنا نسميها في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المانعة، وإنها في كتاب الله، سورة من قرأها في كل ليلة فقد أكثر وأطيب، والطيب يعني سورة الملك.

"وبه" إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، قال أخبرنا القاضي الإمام السيد العدل أبو الفتح نصر عن مهدي بن نصر بن مهدي بن محمد بن علي بن عيسى بن أحمد الأمير ابن عيسى بن علي بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الزيدي بقراءتي عليه سنة ست وثلاثين وخمسائة بالري، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين رحمه الله إملاء، قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن روح

-يعني الشعراني، قال حدثنا إبراهيم بن الجنيد، قال حدثنا محمد بن عباد، قال حدثنا سفيان عن ابن جريج في قوله تعالى: "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب" قال: عقل "وألقى السمع وهو شهيد". قال: ألقى سمعه إلى القرآن وهو شاهد غير غافل.

"وبه" قال السيد المرشد بالله رضي الله عنه، أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد البزاز أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق عن شبل بن أبي نجيح عن ابن عباس وابن أبي ليلى عن القاسم بن أبي بزة عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه "عن لنبأ العظيم" قال القرآن.

"وبه" قال حدثنا حصين بن مخارق عن هارون بن سعد عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام: "إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً" قال: القرآن.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن داود المكي، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا الحارث بن العبيد "رجع" قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا محمد بن علي بن شعيب السمسار، قال حدثنا عبد الله بن عمر القواريري، قال حدثنا أبو معشر البزي "رجع" قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني نصر بن علي، قال حدثنا هارون بن مسلم كلهم عن عبيد الله بن الأخنس عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا هيثم بن خلف الدوري، قال حدثنا عمرو بن علي، قال حدثنا محمد بن الصلت، قال حدثنا سفيان بن عيينة، عن مالك بن معول أراه عن طلحة بن مصرف عن أبي حازم، عن أبي هريرة رفعه قال: يؤتى الرجل في قبره فإذا أتى من قبل رأسه دفعته تلاوة القرآن، فإذا أتى من قبل يديه رفعته الصدقة، فإذا أتى من قبل رجليه رفعته مشيته إلى المساجد، والصبر حجره، فقال أما إني لو رأيت خليلاً كنت صاحبه كذا، قال رفعه بالراء وأظنه دفعه بالدال.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس بن الفضل الأسفاطي، قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الخياب الجمحي، قال حدثنا مسلم عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعاً لأصحابه، وعليكم بالزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيابتان أو كأنهما فرقان من الطير يحاجان عن صاحبهما، وعليكم بسورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه، قال حدثنا أبو الفرج محمد بن جعفر بن الحسن صاحب المصلى سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن عبد الله الضبي بحمص، قال حدثنا سعيد بن عثمان التنوخي، قال حدثنا سلمة بن عبد الملك العوضي، قال حدثنا عبد الرحمن بن حميد، عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد عن عقبة بن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ من آخر سورة البقرة في ليلة آيتين كفتاه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه: قال أخبرنا ابن حيان، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال حثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق عن السايب بن مالك عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق الدرجات ورتل كما كنت ترتل فإن منزلتك آخر آية تقرؤها".

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال حدثنا قيس عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثله.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أسلم بن سهل الواسطي، قال حدثنا عمرو بن صالح بن حيرة الواسطي، قال حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، قال حدثنا محمد بن سوقه عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود أنه بعث إلى إخوانه من أهل الكوفة وأمرهم أن يجتمعوا فيودعهم، فاجتمعوا في ظل المسجد فأتاهم فسلم عليهم فأمرهم

أن لا يتنازعوا في القرآن وأخبرهم أنه من جحد بشيء منه فقد جحده كله، وأخبره أنهم كانوا يتنازعون فيه عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم كانوا يقرؤون عليه فيخبرهم كلهم أنه محسن، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا تختلف فيه الألسنة ولا يخلق عن كثرة الرد" وذلك أن شريعة الإسلام فيه واحدة حدودها وفرائضها ولو كان واحد من الحرفين يأمر بشيء وينهى عنه الآخر وتختلف في الفرائض والحدود. وذكر كلمة: ولو أني أعلم أن أحداً أعلم مني بما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم تبلغه الإبل لأتيته حتى أؤلف علمه إلى علمي وإني سمعت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبعين سورة، وكان يعرض عليه القرآن في كل سنة وكنت أعرض عليه فيخبرني أني محسن، حتى كان عام قبض فيه، فعرض عليه مرتين ثم قرأت عليه فلا أدعها رغبة عنها.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الرزاز الكندي الكوفي، قال أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الغيرياني، قال حدثنا إسحاق بن راهويه، قال أخبرنا إسحاق بن سليمان الرازي عن الجراح بن الضحاك الكندي، عن علقمة بن مرثد عن أبي عبد الرحمن عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" قال أبو عبد الرحمن: فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الرب على خلقه.

"وبه" قال أخبرنا القاضي التنوخي، قال أخبرنا علي بن الحسن، قال أخبرنا جعفر، قال حدثنا أبو مسعود، قال حدثنا إسحاق بن سليمان، عن الجراح بن الضحاك بإسناده مثله، قال أبو عبد الرحمن: فذاك أجلسني هذا المجلس، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرب على خلقه، وذلك بأنه منه.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمرو بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا محمد بن بكار، قال حدثنا أبو معشر عن محمد بن كعب "إلا من ألقى السمع وهو شهيد" قال: إلا من سمع القرآن وقلبه شاهد، ولا يكون قلبه في مكان آخر.

"وبه" قال السيد أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زريق الحمصي، قال حدثنا عمي محمد بن إبراهيم "رجع" قال السيد

وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا موسى بن هارون، قال حدثنا هارون بن داود النجار الطرطوسي، قال حدثنا محمد بن حمير، قال حدثني ابن زياد الألهاني، قال سمعت أبا أمامة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت" زاد محمد بن إبراهيم في حديثه "وقل هو الله أحد".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حيان، قال حدثنا أبو العباس الخزاعي، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا همام، قال حدثنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن رباح عن كعب، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اقرؤوا سورة هود يوم الجمعة".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة قال، أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن العباس الأصفهاني الأخرم قال حدثنا خلاد بن أسلم، قال قال حدثنا حنفية بن مرزوق، عن شريك عن عاصم والأعمش عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "تعاهدوا القرآن فهو أشد تفصياً من صدور الرجال من النعم من عقلها".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا ابن حيان، قال حدثنا إسحاق، قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، قال حدثنا محمد بن بكر، عن صدقة بن أبي عمران عن علقمة بن المرثد عن زاذان عن البراء، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، قال حدثنا ابن حيان، قال أخبرنا أحمد بن محمد الجعد، قال حدثنا محمد بن بكار، قال حدثنا قيس عن زبيد عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ البزاز، قال حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت، قال حدثنا محمد بن إسحاق بن أبي عمارة، قال حدثنا محمد بن معاذ عن مسلم، قال حدثنا أبي، عن طلحة بن مصرف عن قبان النهمي عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أبو مسلم المديني، قال أخبرنا ابن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد البزاز الكوفي أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين، عن داود بن أبي هند ويونس بن عبيد وسعد الخفاف، عن عكرمة عن ابن عباس وسعد عن الحكم عن سعد بن جبير عن ابن عباس: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة" قال: أنزل القرآن في ليلة القدر، ثم نزل به جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نجوماً لجواب كلام الناس.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا ابن حيان، قال حدثنا أبو العباس الحمال، قال حدثنا أبو مسعود -يعني أحمد بن الفرات، قال حدثنا يحيى بن آدم، قال حدثنا قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش عن بكير بن الأخنس عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنزل القرآن على سبعة أحرف".

"وبه" قال السيد، قال لنا أبو القاسم، قال لنا أبو الشيخ تفرد به أبو مسعود الرازي أحمد بن الفرات بن خالد.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، قال حدثنا يحيى بن الحماني، قال حدثنا أيوب بن جابر، عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأ منها فلا يتحول إلى غيره رغبة عنه".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالكوفة بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، قال حدثنا مسلم عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعاً لأصحابه، وعليكم بالزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان، أو كأنهما فرقان من الطير تحاجان عن صاحبهما، وعليكم بسورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي، قال حدثنا عمي أحمد بن محمد بن ماهان بن أبي حنيفة، قال حدثنا أبي عن طلحة

بن زيد عن يزيد بن سيان عن يزيد بن جابر الدمشقي، عن طاووس عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ السورة التي تذكر فيها آل عمران يوم القيامة صلى الله عليه وملائكته حتى تجب الشمس".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا العباس بن الفضل الأسقاطي، قال حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا إبان بن يزيد، عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "بئسما لأحدما أن يقول نسيت آية كذا وكذا، بل هو نسى، تعاهدوا القرآن فإنه وحشي، ولهو أشد تفصياً من صدور الرجال من الإبل من عقلها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال حدثنا ابن حيان، قال أخبرنا أبو بكر بن أبي عاصم، قال حدثنا ابن عمار، قال حدثنا الربيع بن بدر، قال حدثنا الأعمش، عن شقيق عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "القرآن شافع مشفع وما حل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الزرار الكندي الكوفي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الغرياني، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا عيسى بن يونس، عن عبد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: "وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم" وفاتحة سورة آل عمران: "والله لا إله إلا هو الحي القيوم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي العشايري، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين قراءة عليه، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن محمد بن عقير الأنصاري، قال حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة أبو محمد الأصفهاني، قال حدثنا بشر بن حسين، قال حدثني الزبير -يعني ابن عدي، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قدم إليه الطعام قال: "سبحانك اللهم وبحمدك، ما أكثر ما تطعمنا سبحانك، وبحمدك ما أعظم ما تعافينا سبحانك، وبحمدك ما أحسن ما تبتلينا فأتمم علينا نعمتك، ووسع علينا وعلى فقراء المسلمين". قال وكان إذا تناول الطعام يقول: "بسم الله في أوله وآخره" وكان

يحمد الله بين كل لقمتين. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الله بين كل خطبتين.

قال وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رفع يده من الطعام يقول: "أطعمت ربي وأشبعت لك الحمد، فهنه أكثرت ربي وأطيب لك الحمد فزد".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو نصر الفضل بن محمد بن سعيد بن عبد الله المعدل القاساني بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر، قال أخبرنا أبو بكر بن أبي عاصم، قال حدثنا محمد بن الحسين الرازي -وكان صدوقاً قال حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال حدثنا الوليد بن مسلم، قال أخبرني ابن جريج، عن عطاء بن أبي رياح عن عكرمة عن ابن عباس: أنه بينما هو جالس إذ جاء علي بن أبي طالب عليه السلام قال: بأبي وأمي يتفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إيه يا أبا الحسن، ألا أعلمك كلمات ينفعك بهن الله، وينتفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمته في صدرك؟ فقال أجل، فعلمني يا رسول الله، فقال إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في الثلث الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب، وهو قال أخي يعقوب لبنيه سوف أستغفر لكم حتى يأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع ففي أولها، فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثاني بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالث بفاتحة الكتاب وآلم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله فأحسن الثناء على الله عز وجل وصل علي وأحسن ثم، قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن الظن فيما يرضيك عني. اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تزلم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك أن تنوك بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تستعمل به بدني، فإنه لا يعين على الحق غيرك ولا يؤتيها إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. يا أبا الحسن: افعل ذلك ثلاث جمع أو ستاً أو تسعاً تجب بإذن الله تعالى.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إبراهيم بن بابلة، قال حدثنا

إسماعيل بن عمرو، قال حدثنا يوسف بن عطية الصفار، قال حدثنا ابن عوف، عن نافع عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نزلت علي سورة الأنعام جملة يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا علي بن إسحاق بن إبراهيم، قال حدثنا إبراهيم بن يوسف المقدسي، قال حدثنا سلام بن داود المروزي، قال حدثنا أبو حمزة السكري، قال حدثنا أبو إسحاق الهمداني، عن جرير بن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إني قارئ عليكم سورة "الهاكم" فمن بكى فله الجنة، فقرأها، فمنا من بكي، ومن من لم يقدر يبكي، فقال الذين لم يبكوا يار سول الله: جهدنا أن نبكي فلم نقدر نبكي؟ فقال إني قارئها عليكم ثانياً، فمن بكى فله الجنة، ومن لم يقدر أن يبكي فليتباك".

"وبه" قال أخبرنا القاسم الذكواني، قال أخبرنا ابن حيان، قال حدثنا جعفر بن أحمد -يعني ابن فارس، قال حدثنا عمر بن محمد عن ابن عرعرة بن البرندة، قال حدثنا المعتمر بن سليمان وفضيل بن عياض عن ليث عن أبي الزبير عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الملك.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن محمد المفيد، قال حدثنا سعيد بن عبد الله الأنباري -ويعرف بابن عجيب، قال حدثنا علي بن ميمون العطار، قال حدثنا منيع بن عبد الرحمن، عن حجاج بن قرافصة عن أبي عمار عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة غفر الله له ذنوب خمسين عاماً".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا ابن حيان، قال حدثنا عبد الرحمن بن داود -يعني الفارسي، قال حدثنا هلال بن الغلاء، قال حدثنا محمد بن يزيد -يعني أباه، قال حدثنا عطاء بن أبي رباح، قال سمعت أبا الحجاج مجاهد بن حبر، يقول سمعت سعيد بن المسيب يقول، سمعت صهيب مولى عمر يقول، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ما آمن بالقرآن من استحل محارمه".

"وبه" قال أخبرنا إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، أخبرنا أبو الفضل

عبد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال حدثنا حمزة بن الحسين بن عمر، قال حدثنا زكريا بن يحيى المروزي، قال سمعت معروفاً الكرخي يقول، عن بكر بن خنيس قال: إن في جهنم لوادياً تستغيث جهنم من ذلك الوادي كل يوم سبع مرات، وإن في الجب لحية تستغيث جهنم والوادي من تلك الحية كل يوم سبع مرات عدها الله لفسقة حملة القرآن، قالوا يا رب بدئ بنا قبل عبدة الأوثان؟ قيل لهم ليس من علم كمن لا يعلم".

"وبه" قال أخبرنا السيد إملاء، قال أخبرنا ابن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري، قال حدثنا أبو صالح الحراثي، قال حدثنا سعيد بن دربي، قال حدثني حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم عن علقمة بن قيس، قال: كنت رجلاً قد أعطاني الله حسن الصوت بالقرآن، فكان ابن مسعود يرسل إلي فأقرأ عليه القرآن، وكنت إذا فرغت من قراءتي قال زدنا من هذا فداك أبي وأمي، فإن سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "حسن الصوت زينة القرآن".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا ابن حيان، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، قال حدثنا سليمان -يعني ابن داود الشاذكوني، قال حدثنا أبو أسامة، عن سفيان الثوري عن الأوزاعي عن عبيد الله بن المهاجر مولى الفضالة عن فضالة بن عبيد: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعجبه حسن الصوت بالقرآن.

"وبه" أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حيان، قال حدثنا محمد بن يحيى، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا إبراهيم بن يوسف وأبو إسحاق، عن أبيه عن أبي إسحاق عن طلحة بن مصرف سمع عبد الرحمن بن عوسجة: قال سمعت البراء، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من منح منيحة لبن أو ورق أو أهدى زقاقاً كان له مثل عتق رقبة، وإن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول. وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام إلى الصلاة يمسح مناكبهم ويقول: "استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم". وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد بن عباس الزرار الكوفي الكندي، قال أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الغرياني، قال حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن، قال حدثنا محمد بن شعيب، قال

أخبرني عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد أنه أخبره عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة الباهلي عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان يقول: ما أرى رجلاً ولد في الإسلام وأدرك غفله في الإسلام يبيت أبداً حتى يقرأ هذه الآية "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" حتى يفرغ من آية الكرسي، ولو تعلمون ما هي إنما أعطيها نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم من الكنز من تحت العرش، ولو تعلمون لن يعطيها أحد قبل نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: ما أتت علي ليلة قط حتى أقرأها ثلاث مرات في كل ليلة: أقرأها في الركعتين بعد صلاة العشاء الآخرة، فأقرؤها في وتري، وأقرؤها حين آخذ مضجعي من فراشي.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري، عن عبد الرزاق عن الثوري عن جابر وغيره، عن الشعبي عن مسروق وشتير بن شكل العبسي، قالا: جلسنا في المسجد فثار عليهما الناس، فقال أحدهما لصاحبه: إنهم لم يقوموا إلينا إلا لنحدثهم، فإما أن تحدثهم وأصدقك، وإما أن أحدثهم وتصدقني، فقال أحدهما، سمعت عبد الله يقول: أعظم آية في القرآن آية الكرسي، قال الآخر: صدقت، قال الآخر: سمعت عبد الله يقول: أجمع آية في القرآن "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر" الآية، قال نعم، وأنا قد سمعته، قال فهل سمعت عبد الله يقول: إن أكثر آية في القرآن فرجاً "يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله" قال صدقت.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري، قال حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا الثوري عن عاصم عن زر، قال ابن مسعود: أديموا النظر في المصحف وإذا اختلفتم في ياء وتاء فاجعلوها ياء، ذكروا القرآن.

"وبه" قال أخبرنا أبو نصر الفضل بن محمد الغاساني المعدل قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر: قال أخبرنا أحمد بن المساور الضبي، قال حدثنا سعيد بن يحيى الأصفهاني، قال حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز، عن يوسف بن أبي المفيد عن عمرو بن قيس الملاني يرفع الحديث، قال: من قرأ في المصحف مائتي آية كتب له عدد ما في الأرض من شيء حسنة، وما من عمل بعد أداء الفرائض أحب إلى الله تبارك وتعالى من قراءة القرآن في المصاحف.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد

هو ابن حيان، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال حدثنا أبو عبد الله عمرو بن جوي الدمشقي، قال حدثنا بقية بن الوليد، قال حدثنا محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة قال: أتى جبريل عليه السلام بتبوك فقال يا محمد اشهد جنازة معاوية بن معاوية المزني، قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونزل جبريل عليه السلام في سبعين ألفاً من الملائكة، فوضع جناحه الأيمن على الجبال ووضع جناحه الأيسر على الأرضين فتواضعت حتى نظر إلى مكة من المدينة، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجبريل والملائكة عليهم السلام، فلما فرغ قال يا جبريل: بم بلغ معاوية بن معاوية هذه المنزلة؟ قال بقراءته قل هو الله أحد قائماً وقاعداً وراكباً وماشياً.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم المديني، قال أخبرنا ابن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد البزاز أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن الأعمش عن هلال بن بساق، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: عن كعب بن عجرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين أبي سعيد الثمالي، عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن الحسين بن زيد، وعبيد الله بن حسين، ومحمد بن زيد، ويحيى بن عبد الله، عن آبائهم عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن".

"وبه" قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن علي بن إبراهيم الشيرازي صاحب رباط أبي خريش إملاء بقراءتي عليه، قال قرأه على أبي الحسين علي بن أحمد بن عمر بن جعفر المعروف بابن الحمامي، قال أخبرنا زيد بن أبي بلال الكوفي، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد عقبة الشيباني المعدل، قال حدثنا جعفر بن محمد العنبري صاحب العربي، عن أبي يحيى زكريا بن أبي صمصامة، عن حسين الجعفي عن زائدة عن عاصم عن زر بن حبيش قال: قرأت القرآن من أوله إلى آخره في جامع الكوفة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

عليه السلام، فلما بلغت الحواميم قال أمير المؤمنين عليه السلام: قد بلغت عرائس القرآن، فلما بلغت رأس العشرين "والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير" بكى حتى ارتفع نحيبه، ثم رفع يده إلى السماء وقال لي يا زر: أمن على دعائي، ثم قال: اللهم إني أسألك إخبات المخبتين، وإخلاص الموقنين، ومرافقة الأبرار، واستحقاق حقائق الإيمان والغنيمة من كل بر، والسلام من كل إثم، ووجوب رحمتك وعزائم مغفرتك، والفوز بالجنة والنجاة من النار، يا زر إذا ختمت فادع بهذه الدعوات فإن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أمرني أن أدعو بهن عند ختم القرآن.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحيم الزهري، قال حدثنا أبو عمرو بن السماك، قال حدثنا الحسن بن عمرو السبيعي، قال سمعت بشر بن الحارث يقول: هلك القراء في هاتين الخصلتين: الغيبة والعجب.

"وبه" إلى السيد الإمام رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو عمر المطهر بن محمد بن علي العبدي الخطيب بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو سهل المرزباني بن محمد بن المرزبان، قال حدثنا أبو جعفر محمد بنعلي بن مخلد بن مرثد الفرقدي الداركي، قال حدثنا أبو إسحاق إسماعيل بن عمرو البجلي، قال حدثنا قيس بن الربيع عن أبي حصين عن سعيد بن جبير "وكان تحته كنز لهما" قال: العلم.

"وبإسناده" قال حدثنا إسماعيل، قال حدثنا جرير، عن ليث عن مجاهد في قوله عز وجل: "يؤتى الحكمة من يشاء" قال: ليست النبوة، ولكن العلم والقرآن والفقه.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد المقري، قال حدثنا خلف بن هشام البراز: قال حدثنا جرير الضبي، عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الرجل ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخراب".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري المزكي قراءة عليه، قال حدثني أبو بكر محمد بن داود بن الحسين البروجردي، قال قال حدثنا أبي داود بن الحسين، قال حدثنا أبو

موسى محمد بن المثنى، قال حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي أبو جعفر، قال حدثنا قتيبة بن سعيد أبو رجا -الذي يقال له البغلاني، عن حميد بن عبد الرحمن الرواس عن الحسن بن صالح، عن هارون أبي محمد عن مقاتل بن حيان، عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يس".

"وبه" قال أخبرنا أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري إجازة، وحدثنا عنه أحمد بن ثابت الخطيب الحافظ، قال أخبرنا علي بن عبد الرحمن البكائي بالكوفة، قال حدثنا علي بن طيفور النسوي، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن صالح عن هارون أبي محمد، عن مقاتل بن حيان عن قتادة عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لكل شيء قلب وإن قلب القرآن "يس". ومن قرأ "يس" كتب له بقراءته قراءة القرآن عشر مرات".

"وبه" قال أخبرناه عاليا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي المعروف بابن الملاعب في مقابر قريش ببغداد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، بانتفاء ابن نكير عليه قراءة، قال حدثنا محمد بن غالب التستوري، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن صالح عن هارون أبي محمد عن مقاتل بن حيان عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن "يس" ومن قرأ "يس" كتب الله له بقراءته قراءة القرآن عشرين مرة، قال كذا في كتابي عشرين مرات والباقي سواء، إلا أنه قال في آخره عشرين مرات كذا كان كتابي.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا محمد بن أحمد بن الفيض، قال حدثنا محمد بن سفيان أبو يوسف الصفار، قال حدثنا محمد بن آدم، قال حدثنا ابن السماك، عن جسر عن الحسن عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قرأ "يس" في ليلة التماس وجه الله غفر له".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، قال حدثنا يحيى بن مطرف قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا جسر بن فرقد عن الحسن عن أبي هريرة، عن

النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من قرأ "يس" في ليلة غفر له".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا ابن عاصم، قال حدثنا أبو حفص بن عمر بن حفص عن عمر بن سعد الوقاصي، قال حدثنا عقبة بن موسى، قال حدثنا رباح بن زيد، عن معمر عن الزهري عن أنس ابن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إني فرضت على أمتي قراءة "يس" كل ليلة، فمن دام على قراءتها كل ليلة ثم مات مات شهيداً".

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا علي بن جبلة، قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال حدثنا محمد بن أبي بكر الجدعاني، عن سليمان بن مرقاع عن هلال عن الصلت عن أبي بكر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "سورة "يس" تدعى في التوراة المعمة، فقيل وما المعمة؟ قال: تعم صاحبها خير الدنيا والآخرة، وتكابد عنه بلوى الدنيا وتدفع عنه أهاويل الآخرة، وتدعى المدافعة القاضية، وتدفع عن صاحبها كل حاجة، فمن قرأها عدلت له عشرين حجة، ومن سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل الله، ومن كتبها ثم شربها أدخلت جوفه ألف دواء وألف نور وألف يقين وألف بركة وألف رحمة ونزعت منه كل وباء.

"وبه" قال أخبرنا أبو عمر المطهر بن محمد بن علي بن محمد العبدي الخطيب بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو سهل المرزبان بن محمد بن مرزبان، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن مخلد الفرقدي، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، قال حدثنا يوسف بن عطية الوراق، قال حدثنا سلمة بن مالك الأزدي، عن أبي عبيد الحمصي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ القرآن كان حقاً على الله عز وجل أن لا تطعمه النار، ما لم يقل فيه، ما لم يأكل فيه، ما لم يراء به، ما لم يدع إلى غيره".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري، عن عبد الرازق عن ابن عيينة إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن هو حبل الله الذي أمر به وهو النور المبين والشفاء النافع، عصمة لمن اعتصم به، ونجاة لمن تمسك به، لا يعوج فيقوم، ولا يريغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن رد، أتلوه فإن الله عز وجل يأجركم بكل

حرف منه عشر حسنات، لم أقل لكم "الم" ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف.

"وبه" إلى السيد الإمام رضي الله عنه قال، أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحاق، قال حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، قال حدثنا سفيان بن عمير، عن مكحول عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من تعلم آية من كتاب الله استقبلته يوم القيامة تضحك في وجهه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حيان أبو محمد عبد الله، قال حدثنا محمد صالح بن قديح العكبري، قال حدثنا مسروق بن المرزبان، قال حدثنا الربيع بن النعمان، عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم واعمروها بالقرآن، فإن أفقر البيوت لا يقرأ فيه كتاب الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر، قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا حمزة بن محمد البغدادي، قال حدثنا نعيم بن حماد، قال حدثنا نوح بن أبي مريم، قال حدثنا زيد العمي، عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ القرآن فأعربه كان له بكل حرف أربعون حسنة، ومن أعرب بعضها ولحن في بعض كان له بكل حرف عشرون حسنة، ومن لم يعرب منها شيئاً كان له بكل حرف عشر حسنات".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء، قال حدثنا محمد بن علي اليشكري، قال حدثنا قطن بن إبراهيم، قال حدثنا حفص بن عبد الله، قال حدثني إبراهيم بن طهمان، عن نصر بن حاجب عن إسماعيل بن أمية عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا قرأ أحدكم "لا أقسم بيوم القيامة -أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى" فليقل: بلى يا رب، وإذا قرأ "والتين والزيتون -أليس الله بأحكم الحاكمين" فليقل: بلى يا رب، وإذا قرأ: "والمرسلات عرفاً -فبأي حديث بعده يؤمنون" فليقل: آمنا بالله".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي

الكبير، قال حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن سليمان البغدادي، قال حدثنا جعفر بن محمد الغيرياني، قال حدثنا إسحاق بن راهويه، قال أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال حدثنا حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر وصلوا فيها فإن الشيطان ليفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن حيان، قال حدثنا محمد بن عيلان، قال حدثنا يزيد بن هارن، قال حدثنا الوليد بن جميل، عن القاسم بن محمد عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أربع آيات نزلن من كنز تحت العرش لم ينزل منهن شيء غيرهن: أم الكتاب فإنه يقول "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم" وآية الكرسي، وخاتمة سورة البقرة والكوثر".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الرزاز الكندي الكوفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، قال أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي، قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا ابن لهيعة عن مشرح بن عاهان عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن عمران البندار بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان، عن منصور عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلته كفتاه".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن القيض، قال حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال حدثنا علي بن الجعد، قال أخبرنا قيس عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن رجلاً يقرأ القرآن الليل كله فإذا أصبح سرق، قال ستنهاه قراءته".

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماني البيع بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو

عمر محمد بن العباس بن زكريا بن حيويه.

"ح" قال وأخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن علي بن الفتح الحربي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب الدقاق الإمام، قالا حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسن بن الحسن المروزي، قال أخبرنا ابن المبارك، قال أخبرنا عبد العزيز بن أبي داود عن الضحاك بن مزاحم قال: ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه، ذلك بأن الله عز وجل يقول "ما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" ونسيان القرآن من أعظم المصائب.

"وبه" قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه إملاء، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الكرجي، قال أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن الحسن، قال حدثنا أحمد بن محمد بن مفلس، قال حدثنا مسلم بن جنادة، قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة، قال حدثني الإمام الشهيد أبو الحسين زيد بن علي عليهما السلام أنه مر بأبي جعفر -يعني الباقر- في داره بمكة من آخر الليل وهو يقول: اللهم اغفر لي بالقرآن، اللهم عافني بالقرآن، اللهم ارحمني بالقرآن، اللهم اهدني بالقرآن.

"وبه" قال أخبرنا أبو عمر المطهر بن محمد بن علي العبدي الخطيب، قال أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن أحمد بن عبد الصمد المعدل في صفر سنة أربع وسبعين، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن العباس، قال حدثنا سهل بن عثمان، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال: مر على عبد الله مصحف مزين بالذهب، فقال إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته بالحق.

"وبه" إلى السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الشاموخي المقري إمام جامع البصرة بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الإسقاطي، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا عبد الله بن رجاء، قال حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعيد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان بن عثمان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" قال أبو عبد الرحمن: فهذا الذي أقعدني هذا المقعد.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر الجورذاني المقري، قال أخبرنا أبو مسلم المديني، قال أخبرنا ابن

عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي أبو جنادة عن الأعمش عن أبي رزين عن عثمان بن عفان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث أقعدني هذا المقعد، قال وأقرأ أبو عبد الرحمن في المسجد أربعين سنة.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن سليمان البغدادي، قال حدثنا جعفر بن الفيريابي القاضي، قال حدثنا قتيبة بن سعيد وعثمان بن أبي شيبة، قالا حدثنا وكيع عن سفيان الثوري، عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارقه ورتل كما كنت ترتل، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يحيى، قال حدثنا أبو مصعب، قال حدثنا عمرو بن طلحة الليثي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، قال: بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعثاً وهم يسير، ثم استقبلهم يستقرئهم فجاء إنسان منهم فقال: ماذا معك من القرآن حتى أتى على أحدثهم سناً، فقال له ما معك من القرآن؟ فقال كذا وكذا سورة البقرة، فقال اخرجوا وهذا عليكم أمير، فقالوا يا رسول الله: هو أحدث سناً؟ فقال معه سورة البقرة، فقالوا: والله ما منعنا أن نأخذ من القرآن إلا خشينا أن لا نقوم به، فقال: إن مثل الذي يتعلمه ولا يقوم به كمثل جراب مملوء مسكاً مفتوح يفوح بالوادي، وذكر بقية الحديث، قال أنا اختصرته.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال حدثنا جبارة بن مغلس، قال حدثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن يحيى بن الحارث الدمشقي عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قرأ عشر آيات في ليله لم يكتب من الغافلين. ومن قرأ مائة آية كتب له قنوت ليلة، ومن قرأ مائتي آية كتب من الحافظين. ومن قرأ ستمائة آية كتب من الخاشعين.

ومن قرأ ثمانمائة آية كتب من المخبتين. ومن قرأ ألف آية أصبح له قنطار، والقنطار ألف

ومائتا أوقية، الأوقية خير مما بين السماء والأرض، أو قال مما طلعت عليه الشمس. ومن قرأ ألفي آية كان من الموحيين".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال أخبرنا أبو الحسن الرزاز الكندي الكوفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، قال أخبرنا جعفر بن محمد الفيريابي، قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال حدثنا محمد بن شعيب، قال أخبرني معاوية عن أخيه أنه أخبره أنه سمع جده أبا سلام يقول، سمعت أبا أمامة الباهلي يقول، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "اقرأوا القرآن فإنه يوم القيامة شفيع لصاحبه".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إسحاق، قال حدثنا أحمد بن منيع في كتاب فضائل القرآن، قال حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال حدثنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا يعقوب بن إسحاق المجرمي، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا شعبة عن حصين عن هلال بن يسار عن الربيع بن خيثم، عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "قل هو الله أحد، تعدل ثلث القرآن".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال حدثنا نوح بن عمرو بن جوي السكسكي الحمصي، قال حدثنا بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد عن أبي أمامة، قال أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جبريل عليه السلام وهو بتبوك، فقال يا محمد: اشهد جنازة معاوية بن معاوية المزني، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونزل جبريل عليه في سبعين ألفاً من الملائكة عليهم السلام، فوضع جناحه الأيمن على الجبال فتواضعت، ووضع جناحه الأيسر على الأرضين فتواضعن، حتى نظر إلى مكة والمدينة، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجبريل والملائكة عليهم السلام، فلما فرغ قال يا جبريل: بم بلغ معاوية بن معاوية هذه المنزلة؟ قال بقراءته قل هو الله أحد قائماً وقاعداً وراكباً وماشياً.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن النضر الأزدي، قال

حدثنا معاوية بن عمرو، قال حدثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: من قرأ قل هو الله أحد فقد قرأ ثلث القرآن.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حيان، قال حدثنا ابن رستة، قال حدثنا بندار، قال حدثنا محمد وعبد الرحمن، قالا حدثنا شعبة عن بيان عن الشعبي عن فرطة قال: شيعنا عمر إلى مراز فانتهى إلى مكان يتوضأ فيه، فقال أتدرون لم شيعتكم، قالوا بحق الصحبة، قال إنكم ستأتون قوماً تهتز ألسنتهم بالقرآن كاهتزاز النخل فلا تصدوهم بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا شريككم.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال قرأت في كتاب أبي علي بن موسى، قال حدثنا عمر بن عبد العزيز، قال سمعت بشر بن الحارث يقول، حدثنا يحيى "هنا بياض بالأصل" سفيان الثوري عن حبيب بن أبي حمزة قال: إذا ختم الرجل القرآن "هنا بياض بالأصل" عمر بن عبد العزيز فحدثت به أبا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال لعل مخبئات سفيان.

 

الحديث الخامس

فضل النبي وفضل الصلاة عليه

صلى الله عليه وآله وسلم وما يتصل بذلك

"وبالإسناده" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، عن القاضي أبي منصور عبد الرحمن بن المظفر الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده، قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسيني رحمهما الله تعالى، قال أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ومحمد بن محمد بن عثمان البندار واللفظ له بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا القعنبي، قال حدثنا سلمة بن داود، قال سمعت أنس بن مالك يقول: ارتقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر فقال آمين، ثم ارتقى ثانية فقال آمين، ثم استوى فقال آمين، فقال أصحابه على ما أمنت يا رسول الله؟ فقال أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد: رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت آمين، ثم قال رغم أنف امرئ أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له، فقلت

آمين، ثم قال رغم أنف امرئ أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فقلت آمين.

"وبه" قال السيد أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا محمد بن علي بن الحكم قراءة عليه، قال أخبرنا الحسن بن محمد بن الفرزدق الفزاري، قال حدثنا الحسن بن علي بن بربع، قال حدثنا عون بن سلام القرشي، قال حدثنا عنبسة بن سعيد عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه عن علي عليهم السلام قال: لما نزلت هذه الآية: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"، جاء رجل فقال يا رسول الله: قد عرفنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ فأخذ بيده ثم قال: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. فذكر الخمس صلوات ثم قال: خذها يا علي خمساً فإنك من أهلها.

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء الأنباري، قال حدثنا سعيد بن عرار، قال حدثنا أحمد بن يحيى عن شبانة بن سوار، عن المغيرة بن مسلم عن أبي إسحاق عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صلوا علي فإن الصلاة علي كفارة لكم، من صلى علي صلى الله عليه عشراً".

"وبه" قال أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي الكوفي المقري صاب الكسائي وأحمد بن محمد بن أحمد أبو الحسن العتيقي، قالا أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني المقري، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال حدثنا محمد بن حبيب الجارودي المصري سنة تسع وعشرين ومائتين، قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه عن سهل بن سعد قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا بأبي طلحة فقام إليه فتلقاه، فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله، والله إني لأرى السرور في وجهك، فقال أجل، أتاني جبريل عليه السلام آنفاً فقال يا محمد: من صلى عليك مرة أو قال واحدة، كتب الله بها عشر حسنات، ومحا عنه بها عشر سيئات، ورفع له بها عشر درجات، قال محمد بن حبيب: ولا أعلم إلا قال وصلت عليه الملائكة عشر مرات.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت

المصري قراءة عليه، قال أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت المصري، قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال حدثنا النعمان بن عبد الله بن أبي ظلال عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خرج جبريل عليه السلام من عندي آنفاً يخبرني عن ربه عز وجل ما على الأرض من مسلم صلى عليك واحدة إلا صليت عليه أنا وملائكتي عشراً، فأكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن رشد بن المصري، قال حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال حدثنا محمد بن جعفر، قال أخبرني حميد بن أبي زينب، عن حسن بن حسن بن علي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "حيث ما كنتم فصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني".

"ح" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال وحدثنا يحيى بن محمد، قال المظفر الحافظ، قال حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا علي بن الجعد، قال حدثنا شعبة.

"ح" قال أخبرنا الحسن، قال أخبرنا محمد بن المظفر، قال وحدثنا علي بن أحمد بن سليمان، قال حدثنا يزيد بن سنان، قال حدثنا وهب بن جرير، قال حدثنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله بن عبد الله بن عامر عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ما من مسلم يصلي علي صلاة إلا صلت عليه الملائكة، فليقل عبد من ذلك أو ليكثر".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن محمد بن عمر المعروف بابن أبي عثمان الدقاق إملاء ببغداد في مسجده، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الثقفي، قال حدثنا محمد بن العلاء وإسحاق بن سليمان الرازي، قالا حدثنا سعيد بن عبد الرحمن مولى سعيد بن العاص، قال حدثنا حنظلة بن علي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم، شهدت له يوم القيامة بشهادة، وشفعت له شفاعة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا

أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سيبك البجلي، قالا أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروذي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا صليتم علي فصلوا علي وعلى أهلي وعلى أنبياء الله ورسله الذين كانوا قبلي، فإنهم قد بعثوا كما بعثت".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا خلاد بن يحيى، قال حدثنا قطر بن خليفة عن الحكم ابن عيينة، قال سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول، سمعت كعب بن عجرة الأنصاري، قال: لما نزلت هذه الآية: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" قال: قلنا يا رسول الله هذا السلام قد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ قال تقولون: "اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم إنك الحميد المجيد، وصل علينا معهم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك الحميد المجيد، وبارك علينا معهم والسلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته".

"وبه" قال حدثنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا عبد الله بن رجاء أبو عمر العداني، قال أخبرنا المسعودي عن عون عن أبي فاختة عن الأسود عن عبد الله قال: إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأحسنوا الصلاة فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه، فقالوا فعلمنا يا أبا عبد الرحمن، قال قولوا: "اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين، محمد عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقاماً محموداً يغبطه الأولون والآخرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد".

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم ابن الحسن بن شاذان البزاز، قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، قال حدثنا محمد بن عامر بن إبراهيم الأصفهاني عن أبيه قال: سمعت نهشلاً يحدث عن الضحاك عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن صلوات الله على النبي مغفرته، لأن الله عز وجل قال ذكر كلمة، فأما صلاة الناس على النبي فهي الاستغفار".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين، قال أخبرنا محمد بن عيسى الدامغاني، قال حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق، قال قال أبو طالب رحمه الله تعالى من أبيات: أمين محب في العباد مسوم=بخاتم رب قاهر للخواتم يرى الناس برهاناً عليه وهيبة=وما جاهل في عقله مثل عالم "وبه" إلى القاضي الكني عن القاضي أبي منصور إجازة، وهو يرويه عن والده قراءة، وهو يرويه عن السيد، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا روح بن عبادة، قال حدثنا عون "رجع" السيد قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أسلم بن سهل الواسطي، قال حدثنا وهب بن بقية، قال أخبرنا خالد بن عون، قال أسلم وحدثنا تميم بن المنتصر، قال حدثنا إسحاق الأزرق "ح" قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن زهير التستري، قال حدثنا محمد بن بشار بن بندار، قال حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا عوف بن أبي جميلة، عن حكيم الأثرم، أن الحسن حدثهم عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، قال حدثنا عياض بن حمار، قال قال رسول الله في خطبة خطبها: "إن الله عز وجل أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، ألا إن كل مال نحلته عبادي فهو حلال لهم، فإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإن الشياطين أتتهم واختالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم الذي أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، فإن الله نظر إلى أهل الأرض من قبل أن

يبعثني فمقتهم عربيهم وعجميهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وإن الله قال إنما بعثتك لأبتليك وأبتلى بك، وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء تقرأ نائماً ويقظاناً، وإن الله أوحى إلي أن أغزو قريشاً، فقلت أي رب إذا يثلغوا رأسي فيذروه خبزة، فقال اخرجهم كما استخرجوك، واغرهم فسنعزك، وابعث جيشاً نبعث خمسة أمثاله، وأنفق ينفق عليك، وقالت بمن أطاعك من عصاك.

وقال أهل الجنة ثلاثة: إمام مقسط، ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قربي ومسلم، ورجل غني عفيف متصدق، وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له، والذين هم فيكم تبع لا يبغون أهلاً ولا مالاً، ورجل إذا أصبح يخادعك عن أهلك ومالك، ورجل لا يخالفه طمع وإن دق إلا ذهب به، والشنطير الفاحش، وذكر البخل والكذب".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، وقال حدثنا إبراهيم بن متويه الأصفهاني، قال حدثنا جعفر بن محمد المدائني، قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، عن محمد بن إسحاق عن نور بن يزيد، عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن عابد الأزدي عن عياض بن حمار المجاشعي، أن رسول الله قال يوماً: "ألا أحدثكم بما حدثني الله جل وعز به في الكتاب: إن الله عز وجل خلق آدم وبنيه حنفاء مسلمين، فأعطاهم المال حلالاً لا حرام فيه وعبدوا الطواغيت، فأمرني أن آتيهم فأبين لهم الذي جلبهم عليه، فخاطبت ربي إن آتيتهم ثلغت قريش رأسي كما تثلغ الخبزة، فقال لي أمض أمضك، وأنفق أنفق عليك، وقالت من عصاك بمن أطاعك، فإني سأجل من كل جيش تبعثه عشرة أمثاله من الملائكة، وناضخ في صدر عدوك الرعب ومعطيك كتاباً لا يمحوه الماء، أذكركه نائماً ويقظاناً. فانظروني وقريشاً هذه فإنهم دموا وجهي وسلبوني أهلي وأنا مناديهم، فإن أغلبهم يأتوا ما دعوتهم إليه طائعين أو كارهين، وإن يغلبوني فإني لست على شيء أدعوكم إليه".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر الجوزجاني المقري، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال حدثنا أبو يعلى، قال حدثنا محمد بن بشار، قال حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا عوف بن أبي جميلة، قال حدثنا حكيم الأثرم، قال حدثنا الحسن عن مطرف بن عبد الله بن الشخير.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن عبد الرحيم البرقي، قال حدثنا عبد الملك بن هشام، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، قال عياض بن حمار بن أبي

حماد، عن عرفة بن سفيان بن ناجية بن سفيان بن مجاشع، قال وقد اختلفوا في نسبه، وقد قيل إنه عياض بن حماد بن أبي حماد بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة تيم بن مر بن أدبن طابخة بن إلياس بن مضر بن نذار سكن البصرة، وقد قيل في نسه غير ذلك، له عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسة أحاديث، وقد أخرج مسلم هذا الحديث في صحيحه، فقال أخبرنا أبو غسان المسمعي وابن مثنى وابن يسار عن معاذ بن هشام، قال حدثني أبي عن قتادة عن مطرف بن عبد الله عن عياض بن حمار، قال وحدثنا ابن المثنى، قال حدثنا ابن أبي عدي، قال حدثنا شعبة عن قتادة به نحوه.

"وبه" قال وحدثنا عبد الرحمن بن بشر، قال حدثني يحيى بن سعيد عن هشام صاحب الدستوائي، قال حدثنا قتادة وساقه بنحوه.

"وبه" قال حدثنا ابن عمير الحسن بن حريث، قال حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن مطرف، عن قتادة عن مطرف عنه بتمامه.

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عبدان، قال حدثنا عقبة بن مكرم، قال حدثنا عبد الله بن عيسى، عن يونس عن ابن سيرين عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كمال الإيمان حسن الخلق".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن محمد بن هاشم البعلبكي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا سويد بن عبد العزيز عن يحيى الحارث عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن من الإيمان حسن الخلق، وأفضلكم إيماناً أحسنكم أخلاقاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، قال حدثنا عبد الكريم بن عمر بن الخطاب، قال حدثنا أبو حاتم الرازي، قال حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال حدثنا أبي عن الأعمش عن أنس قال: "توفي رجل من الصحابة فقالوا أبشر بالجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أو لا تدرون لعله تكلم فيما لا يعنيه أو بخل بما لا ينقصه".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن الحسين الأزدي، قال حدثنا عبد الله بن إسحاق المدايني، قال حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال حدثنا محمد بن خالد الضبي، عن سفيان الثوري عن زبيد عن أبي وائل عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصبر نصف الإيمان، واليثين الأيمان كله" تفرد به محمد بن خالد.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، وعبدان بن أحمد، قالا حدثنا محمد بن مصفى، قال حدثنا بقية بن الوليد، قال حدثنا إسماعيل بن عبد الله الكندي، عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "في قوله تعالى: "يوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله" قال: أجورهم يدخلهم الجنة، ويزيدهم من فضله الشفاعة لمن وجبت له الشفاعة، لمن صنع إليهم المعروف في الدنيا".

"وبه" إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرنا القاضي الإمام السيد العدل أبو الفتح نصر بن مهدي بن نصر بن مهدي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عيسى بن أحمد الأمير بن عيسى بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الزيدي رحمه الله تعالى بقراءتي عليه، في الثامن من جمادى الأخرى سنة ست وثلاثين وخمسمائة بالري.

قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الإمام الموفق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد الحسني الزيدي الشجري رحمه الله إملاء في التاسع عشر من ذي الحجة سنة سبع وتسعين وأربعمائة، قال أخبرنا أبو محمد بن الحسين بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الحراز، قال حدثنا محمد بن القاسم، قال حدثني أبي، قال حدثنا القاسم بن الحسن بن زيد الهمداني، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال حدثنا نوح بن قيس، قال حدثنا سلامة الكندي قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام يعلم الناس الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على المنبر، فيقول قولوا: "اللهم داحي المدحوات وبارئ المسموكات، وجبار القلوب على فطرتها، شقيها وسعيدها، اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفة محبتك،

على الجلية المعروف نجيك على محمد عبدك ورسولك، الخاتم لما سبق والفاتح لما أغلق والمعلن الحق بالحق والدامغ لجيشات الأباطيل كما اضطلع بأمرك لطاعتك، واعياً لوحيك حافظاً لعهدك، ماضياً على نفاذ أمرك، في غير نكل في قدم ولا وهن في عزم، حتى أورى قابساً لقابس آلاء الله تصل بأهله أسبابه هديت القلوب بعد خوضات الأباطيل، وأبهج موضحات الأعلام منيرات الإسلام، وسائرات الأحكام، فهو أمينك المأمون، وصاحب علمك المخزون، وشهيدك يوم الدين، وبعيثك نعمة، ورسولك بالحق رحمة، الله أعل على بناء البانين بناه، وأكرم مثواه لديك وأنزله وأتمم له نوره، واجعله بانبعاثك إياه مقبول الشهادة ومرضي المقالة، ذا منطق عدل وخطة فصل، وحجة وبرهان عظيم.

"وبه" قال لنا السيد، قال لنا الجوهري، قال لنا ابن حيويه، قال لنا محمد بن القاسم الأنباري، قوله داحي المدحوات: معناه يا باسط الأرضين المبسوطات، وبارئ المسموكات: معناه يا خالق السموات المرفوعات، يقال قد سمك الشيء: إذا رفعه.

قال الفرزدق: إن الذي سمك السماء بنى لنا=بيتاً دعائمه أعز وأطول أراد رفع السماء. وجبار القلوب على فطرتها فيه قولان، أحدهما: جبرها بالإسلام، والفطرة الإسلام، والقول الأخير: أجبر القلوب على الفطرة: أي ألزم قلوب أهل الإسلام التوحيد حتى ما يقدرون على تركه، والأول هو الأجود، لأنه فعالاً يأتي من فعل، وقل ما يبنى من أفعل إلا في قولهم: دراك من أدرك. وقوله الدامغ جيشات الأباطيل: المهلك ما يرتفع من الباطل، والنكل: الضعيف، والقدم: التقدم، والوهن: الفتور، وأورى: أنار وأضاء، والتوراة: سميت توراة لأنها ضياء ونور، والقبس: النار في العود وما يشبهه، والقابس: المستضيء وآلاء الله: نعمه بأهله، معناه بأهل القبس، واضطلع: معناه نهض وقام.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي قراءة عليه، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق العسكري، قال حدثني يحيى بن محمد بن النجيري الحناني، قال حدثنا زياد بن يحيى، قال حدثنا معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي، وليقل ذكر الله من ذكرني بخير".

"وبه" قال السيد سألت الخطيب أبا بكر الحافظ عن يحيى الحناني، قال هو أبو ذكريا، وروى عنه أبو مسلم الكجي بغدادي ثقة، وزياد هو أبو طالب بصري ثقة.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي واللفظ له ومحمد بن محمد بن عثمان البندار، قالا أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، قال حدثناه أبو بكر موسى بن إسحاق القاضي الأنصاري، قال حدثنا خالد بن يزيد -يعني العمري، قال حدثنا سلمة بن وردان أنه سمع أنس بن مالك يقول: ارتقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم درجة المنبر فقال آمين، ثم ارتقى الثانية فقال آمين، ثم ارتقى الثالثة فقال آمين، ثم استوى فقال آمين، فقيل يا رسول الله ما قولك آمين؟ فقال: أتاني جبريل عليه السلام فقال لي يا محمد: رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت آمين. قال رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخلاه الجنة، فقلت آمين. فقال رغم أنف امرئ أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فقلت آمين.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار بقراءتي عليه بواسط، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن السقا، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا بشر، قال حدثنا عبد الرحمن عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل أدرك أبويه الكبيرين فلم يدخلاه الجنة، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان الطبراني، قال حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني، قال حدثنا أبو صالح الفراء، قال حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن عبد الله بن السايب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لله عز وجل في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري وإبراهيم بن محمد بن بره، عن عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الله بن السايب عن زاذان عن ابن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لله عز وجل ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا

أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه يوم الجمعة سلخ شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن الحسن الهمذاني، قال حدثنا محمد بن عبيد الهمذاني، قال دحثنا عبد الرحمن بن هاني، قال حدثنا أبو نعيم النخعي، قال حدثنا أبو مالك - يعني النخعي، عن عاصم بن عبيد الله بن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صلى علي صلاة صلت عليه الملائكة بما صلى علي فليكثر من ذلك أو فليقل".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد بن العطار بقراءتي عليه بواسط، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن السقا، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا بشر، قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صلى علي صلاة واحدة كتب له عشر حسنات".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان الطبراني، قال حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب الأشناني، قال حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، قال حدثنا موسى بن عمير، عن مكحول عن أبي أمامة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صلى علي صلى الله عليه عشراً بها ملك موكل حتى يبلغنيها".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن أحمد بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد، قال حدثنا زكريا بن يحيى، قال أخبرنا أبو شيبة، قال حدثنا خالد بن مخلد، قال حدثنا موسى بن يعقوب، قال أخبرني عبد الله بن كيسان، قال أخبرني عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه عن ابن مسعود، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا خالد بن مخلد، قال حدثنا موسى بن يعقوب الربعي، قال حدثني عبد الله بن كيسان، قال حدثني عبد الله بن شداد، عن ابن الهاد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد بن

حيان، قال أخبرنا خالي إجازة، قال حدثنا أحمد بن نعيم بن ناصح، قال سمعت إبراهيم بن عيسى يقول، حدثنا عبد الله بن يزيد المقري، قال بلغني أن خلاد بن كثير بن عبد الله بن مسلم كان في النزع، فوجدوا عند رأسه رقعة فيها مكتوب: هذه براءة من النار لخلاد بن كثير، فسألوا عنه ما كان عمله؟ فقالت أهله وأهل بيته: إنه كان يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل جمعة ألف مرة، يقول: اللهم صل على النبي الأمي.

"وبه" إلى السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه أملاه في الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن المظفر، قال حدثنا أبو بكر محمد بن هارون البيع، قال حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال حدثنا هشام صاحب الدستوائي، قال حدثنا قتادة عن مطرف عن عياض بن حمار: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطب ذات يوم فقال في خطبته: إن ربي عز وجل أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا، فذكر الحديث، كذا كان في الأصل.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري، قال حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار المجاشعي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله قد أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا، وإنه قال كل مال نحلته عبادي لهم حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، فأتتهم الشياطين فاختالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله أمرني أن أعزو قريشاً، فقلت إذاً يثلغوا رأسي حتى يدعوه خبزة، فقال إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وقد أنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء، تقرأه في المنام واليقظة، فأعزهم يعزك الله، وأنفق ينفق عليك، وابعث جيشاً يمدك بخمسة أمثالهم، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، ثم قال أهل الجنة ثلاثة: إمام مقسط، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، ورجل غني عفيف متصدق. وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبع لا يبغون بذلك أهلاً ولا مالاً، ورجل إن أصبح أصبح يخادعك عن أهلك وعن مالك، ورجل لا يخفى له طمع وإن دق إلا ذهب به"،

والشنطير: الفاحش. قال فذكر البخل والكذب.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا السري بن جهل، قال حدثنا عبد الله بن رشيد، قال حدثنا مجاعة بن الزبير، عن قتادة عن مطرف عن عياض بن حمار قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني أمرت أن أعلمكم ما تجهلون فذكر نحوه. قوله يثلغوا رأسي: أي يشدخوه، والمثلغ ما سقط من النخل من الرطب فانشدخ، يقال ثلغب رأسه شدخته، والزبر: قلة العقل والتماسك، يقال ما لفلان زبر: أي عقل ولا تماسك.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو القاسم الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد القتات، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي عاصم، قال حدثنا أبو موسى، قال حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد عن قتادة عن مطرف عن عياض بن حمار المجاشعي، وكان يقال له حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن عز وجل أوحى إلي أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني، إني خلقت عبادي، ثم ذكر الحديث كذا في الأصل.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ، قال حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن هارون بن عثمان بن مرزوق المصري، قال حدثني أبي محمد بن هارون، قال حدثنا عباد بن صهيب أبو بكر الكلبي، قال حدثنا هشام الدستوائي وروح بن القاسم، قالا حدثنا قتادة عن مطرف بن عبد الله عن عياض بن حمار المجاشعي، قال وحدثنا همام صاحب البصرة، قال حدثنا قتادة عن علاء بن زياد العدوي ويزيد بن الشخير أن مطرفاً حدثهما عن عياض بن عمار أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في خطبته: ألا إن ربي عز وجل أمرني أن أعلمكم ما جهلت مما علمني يومي هذا، إن كل مال نحلته عبادي حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإن الشياطين أتتهم، وذكر الحديث بطوله كذا كان في الأصل.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبر الطبراني، قال حدثني علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكني وأبو خليفة ومحمد بن يحيى بن المبارك، قال حدثنا جعفر بن عمر الخوصي، قال حدثنا همام عن قتادة، قال حدثني العلاء بن زياد، قال يزيد بن عبد الله أخو مطرف. وحدثني رجلان آخران نسي همام اسمهما أن مطرفاً حدثهما عن عياض بن حمار أنه سمع رسول الله صلى

الله عليه وآله وسلم يقول في خطبته: "إن الله عز وجل أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، إن كل مال نحلت عبادي حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنها أتتهم الشياطين فاختالتهم عن دينهم حرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً وإن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فمقتهم عربيهم وعجميهم غير بقايا من أهل الكتاب، فقال يا محمد: إني بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء تقرأ يقظاناً ونائماً، وإن الله أوحي إلي أن أغزو قريشاً، فقلت: إذاً يا رب يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة فقال: استخرجهم كما استخرجوك، وأعزم فسنعزك، وأنفق ننفق عليك، وابعث جيشاً نبعث خمسة أمثالهم، وقالت بمن أطاعك من عصاك، قال وقال أصحاب الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط موفق، ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم، ورجل عفيف فقير متصدق. وقال أصحاب النار خمسة: رجل لا يخفى له طمع وإن دق الإجابة، ورجل لا يمسي ولا يصبح إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، والضيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبعاً لا يبغون أهلاً ولا مالاً، فقال رجل يا أبا عبد الله من الموالي هم أم من العرب؟ قال هم التابعة يكون للرجل خدمة فيصيب من خدمه سفاحاً غير نكاح. والشنطير: الفحاش. قال وذكر البخل والكذب واللفظ لأبي مسلم.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني هدية بن خالد، قال حدثنا همام بن يحيى، قال حدثني قتادة، قال حدثني العلاء بن زياد ويزيد بن عبد الله أخي مطرف وعقبة ورجل آخر: أن مطرفاً حدثهم عن عياض بن حمار أنه شهد خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال فسمعته يقول: إن الله عز وجل أمرني أن أعلمكم ما جهلتم فذكر نحوه.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة، عن مطرف عن عياض بن حمار، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقري قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال حدثنا أبو يعلى المعلى بن مهدي، قال حدثنا أبو شهاب عن عوف عن حكيم عن الحسن عن مطرف بن عبد

الله عن عياض بن حمار، قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "إن الله أمرني أن أعلمكم مما علمني يومي هذا، وإنه قال إني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإن كل مال نحلته عبادي فهو لهم حلال، وإن الشياطين أتتهم فاختالتهم عن دينهم وحرمت عليهم الذي أحللت وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً وأمرتهم أن يغيروا خلقي وإن الله نظر إلى أهل الأرض قبل أن يبعثني فمقتهم عربيهم وعجميهم إلا بقايا من أهل الكتاب وأنه قال إني قد أنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء فتقرأ نائماً ويقظاناً، وإن الله أمرني أن أحرق قريشاً، وإني قلت أي رب إذاً يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة.

"وإنه قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم فنسعزك، وأنفق ننفق عليك، وابعث جيشاً نبعث خمسة أمثالهم، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، قال هكذا كان في كتابي بخط أحمد بن جعفر الفقيه أن أحرق قريشاً وصحف فيه وإنما هو أن أغزوا قريشاً على ما رويناه من قبل.

 

الحديث السادس

فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

عليه السلام وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى يرويه عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه وهو يروي ذلك عن والده قراءة، قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله رحمهما الله إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد المعدل بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن إبراهيم المعدل، قال أخبرنا ابن عبد الله بن ماهان، قال حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال حدثنا سهل بن عثمان، قال حدثنا عيسى بن راشد، قال سمعت علي بن نديمة يحدث عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ما أنزل الله آية في القرآن يا أيها الذين آمنوا إلا كان علي أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله تعالى أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم في غير آية، فما ذكر علياً عليه السلام إلا بالخير.

"وبه" قال السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد

بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن العباس المزني القنطري، قال حدثنا حرب بن الحسن الطحان، قال حدثنا يحيى بن يعلى عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام: "والذي نفسي بيده لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمر بأحد من المسلمين إلا أخذوا التراب من أثر قدميك يطلبون به البركة.

"وبه" أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك، قال حدثنا أبو الحسين عمر بن الحسين بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المرورذي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه عن علي عليهما السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أراد أن ينظر إلى موسى في شدة بطشه، وإلى نوح في حلمه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ بقراءتي عليه ببغداد في الرصافة، قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن حماد المعروف بابن ميتم قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال حدثني أبي جعفر عن أبيه محمد، قال حدثني جعفر الصادق، قال حدثني أبي محمد بن علي الباقر، قال حدثني أبي علي بن الحسين عن أبي الحسين الشهيد عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لو أن عابداً عبد الله عز وجل سبعة آلاف سنة وهو عمر الدنيا ثم أتى الله عز وجل ببغض علي بن أبي طالب عليه السلام جاحداً لحقه ناكثاً لولايته لأتعس الله جده وجده أنفه".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الحكم بن محمد بن إسماعيل بن الحكم المحروقي بقراءتي عليه في جامع الكوفة، قال أخبرنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن النحاس الثيملي البزار، قال حدثنا أبو الحسن علي بن العباس بن الوليد البجلي، قال حدثنا عباد بن يعقوب، قال أخبرنا علي بن هاشم عن محمد بن عبد الله عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن أبيه عن جده

عمار بن ياسر رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، فمن تولاه فقد تولاني، ومن تولاني فقد تولى الله، ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغضه الله".

"وبه" قال أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ، قال أخبرنا أبو بحر محمد بن الحسن بن علي البريهاري، قال حدثنا محمد بن يونس، قال حدثنا سعيد بن أوس أبو زيد الأنصاري، قال حدثنا عوف عن أبي عثمان النهدي، قال قلت لسليمان رضي الله عنه: ما أشد حبك لعلي عليه السلام، فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من أحب علياً فقد أحبني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني".

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه في جامع أصفهان، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن زيد المعدل، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ماهان، قال حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال حدثنا الحسين بن جعفر بن سليمان، وعبد السلام بن مطرف والحمالي ومسدد، قالوا حدثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد الذارع عن مطرف عن عمران بن حصين، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، علي مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي".

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن مرثد البوشجي، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا إسماعيل بن صبيح، قال حدثنا أبو إدريس عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنته". قال لنا السيد الإمام: هذه الزيادة في الحديث ما كتبناها إلا من هذه الرواية.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ المقري المعروف بابن العلاء بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن ميتم، قال أخبرنا أبو أحمد القاسم بن جعفر بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال حدثنا أبي جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن عبد الله، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن

الحسين عن أبيه الحسين عليهما السلام، قال قال لي أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: أنا قسيم النار، فقال عمار بن ياسر: إنما عنى بذلك أن كل من معي فهو على الحق، وكل من مع معاوية على الباطل ضالاً مضلاً.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي المقري بن الكوفي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني المقري، قال حدثنا أبو الحسين عمر بن الحسن القاضي الأشناني، قال حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي، قال حدثني محمد بن منصور الطوسي يقول: كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل يا أبا عبد الله: ما تقول في هذا الحديث الذي يروي أن علياً عليه السلام قال أنا قسيم النار؟ وما تنكر من ذا أليس روينا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام: "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، قلنا بلى، قال أين المؤمن؟ قلنا في الجنة، قال فأين المنافق؟ قلنا في النار، قال فعلي قسيم النار.

"وبه" قال أخبرنا الشريفان أبو محمد وأبو طاهر الحسن وإبراهيم ابنا الشريف الجليل أبي الحسن محمد بن عمر الحسيني الزيدي الكوفي، قالا أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله قراءة عليه، قال أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي، قال حدثني أبي، قال حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الرازي في منزله بالري، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضي عن أبيه عن آبائه عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قلت أربعاً أنزل الله تبارك وتعالى تصديقي بها في كتابه قلت: المرء مخبوء تحت لسانه فإذا تكلم ظهر فأنزل الله تعالى: "ولتعرفنهم في لحن القول" وقلت: من جهل شيئاً عاداه، فأنزل الله عز وجل: "بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه" وقلت: "قدر -أو قال- قيمة كل امرئ ما يحسنه، فأنزل الله تعالى في قصة طالوت: "إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم" وقلت: القتل يقل القتل، فأنزل الله تعالى: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب".

"وبه" قال أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي المقبري بن الكوفي بقراءتي عليه في منزله ببغداد، قال أخبرنا حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكناني المقري، قال حدثنا أبو الحسين عمر بن الحسن القاضي الأشناني، قال حدثني إسحاق بن الحسن الجربي، قال حدثني محمد بن منصور الطوسي، قال سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما روى لأحد من الفضائل أكثر لعلي عليه السلام.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو طاهر إبراهيم الشريف الجليل أبي الحسن محمد بن عمر الحسيني الزيدي قراءة عليه، وأبو الحسين محمد بن محمد بن علي الشروطي بقراءتي عليه، قال أخبرنا الشريف، وقال الشروطي حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني، قال حدثنا عبد الوهاب بن أبي حية، قال الشروطي صاحب الجاحظ، قال سمعت الجاحظ عمرو بن بحر، قال سمعت النظام يقول: علي عليه السلام محنة على المتكلم إن وفاه حقه غلا، وإن بخسه حقه أساء، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن، حادة اللسان، صعبة الترقي إلا على الحاذق الذكي.

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المؤدب المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو سعيد الثقفي، جندار بن واثق عن حماد عن علي بن زيد عن سعيد بن جبير قال: بلغ ابن عباس رضي الله عنه أن قوماً يقعون في علي عليه السلام، فقال لابنه علي بن عبد الله خذ بيدي فاذهب بي إليهم، فأخذه بيده حتى انتهى إليهم فقال: أيكم الساب الله؟ قالوا سبحان الله من سب الله فقد أشرك، فقال أيكم الساب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قالوا منسب رسول الله فقد كفر، فقال أيكم الساب لعلي؟ قالوا قد كان ذلك، قال فاشهد، لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من سب علياً فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله كبه الله على وجهه في النار" ثم تولى عنهم، فقال لابنه علي كيف رأيتهم؟ فأنشأ يقول: نظروا إليك بأعين مزورة=نظر التيوس إلى شفار الجازر قال زدني فداك أبوك، فقال: حزر الحواجب ناكسوا أذقانهم=نظر الذليل إلى العزيز القاهر قال زدني فداك أبوك، قال ما أجد مزيداً، قال لكني أجد: أحياؤهم خزي على أمواتهم=والميتون فضيحة للغابر "وبه" قال حدثنا السيد الأجل أبو لحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني رحمه الله قال، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن العباس المزني القنطري، قال حدثنا حرب بن الحسن الطحان، قال حدثنا يحيى بن يعلى، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه

السلام: "من أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحبه الله، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف الواعظ ابن العلاف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن حماد المعروف بابن ميتم قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر علي بن أبي طالب، قال حدثني أبي جعفر بن محمد عن أبيه محمد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي الباقر عن أبيه علي بن الحسين سيد العابدين عن أبيه الحسين بن علي الشهيد، قال سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب وورثته الطاهرين، أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعدي، فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن محمد أبو أحمد المكفوف بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة، قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال حدثنا محمد بن الحارث القرشي، قال حدثنا محمد بن جابر، قال حدثنا حبيب بن الشهيد، عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من سره أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن التي غرسها ربي عز وجل بيده، فليتول علي بن أبي طالب وأوصياه، فهم الأولياء والأئمة من بعدي، أعطاهم الله علمي وفهمي، وهم عترتي من لحمي ودمي، إلى الله عز وجل أشكو من ظالمهم من أمتي، والله لتقتلنهم أمتي لا أنالهم الله عز وجل شفاعتي".

"وبه" قال أخبرنا محمد هذا، قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن حمزة، قال حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة، قال حدثنا عمرو بن طلحة، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن معروف عن أبي جعفر عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ألا أخبركم بمن إذا ابتعتموه لم تهلكوا ولم تضلوا؟ قالوا بلى، قال: علي بن أبي طالب - وعلي عليه السلام إلى جانبه- فقال: وآزروه وناصروه وصدقوه، ثم قال: جبريل عليه السلام أمرني بالذي قلت لكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي، قال أخبرنا أبو القاسم عمر

بن محمد بن سنبك البجلي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروزي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا علي إن فيك مثلاً من عيسى بن مريم عليه السلام أحبته النصارى حتى أنزلته بالمنزل الذي ليس له، وأبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، ولولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح بن مريم لقلت فيك قولاً، لا تمر بملأ من أمتي إلا أخذوا من ترابك وطلبوا فضل طهورك، ولكن أنت أخي ووزيري وصفيي ووارثي وعيبة علمي".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات القزاز، قال حدثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، قال حدثنا عون بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو نائم -أو يوحى إليه- وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحية، فإن كان شيء كان بي دونه، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا" الآية، قال الحمد الله، فرآني إلى جانبه، فقال ما أضجعك هاهنا؟ فقلت لمكان هذه الحية، قال ثم إليها فاقتلها، فقتلتها، فأخذ بيدي فقال يا أبا رافع: سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً، حق على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك شيء".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجورذاني المقرئ بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن شهدل المديني، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن الحسن بن زيد ابن الحسن عن أبيه عن آبائه، عن علي عليهم السلام: أنه تصدق بخاتمه وهو راكع، فنزلت فيه هذه الآية: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين بن مخارق عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا" نزلت في علي بن أبي طالب عليهم السلام.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين بن مخارق عن عمرو بن خالد عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي، عن آبائه عن علي عليهم السلام مثل ذلك.

"وبإسناده" عن حصين بن مخارق، عن أبي الجارود، عن محمد وزيد ابني علي عن آبائهما أنها نزلت في علي عليه السلام.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن هارون بن سعيد عن محمد بن عبيد الله الرافعي عن أبيه عن جده عن أبي رافع أنها نزلت في علي عليه السلام.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين بن مخارق عن سعيد بن طريف عن الأصبغ عن علي عليه السلام مثله.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين بن مخارق، عن أبي حمزة عن علي بن الحسين، وأبي جعفر مثله.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين، عن عبد الوهاب عن مجاهد، عن أبيه عن ابن عباس مثله.

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف المؤدب بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير التستري وعبد الرحمن بن أحمد الزهري، قالا حدثنا أحمد بن منصور، قال حدثنا عبد الرزاق عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس: "إنما وليكم الله ورسوله" قال نزلت في علي ابن أبي طالب عليه السلام.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي المكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة، قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال حدثنا محمد بن الأسود، عن محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا يا رسول الله إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس، وإن قومنا لما رأونا آمنا بالله وبرسوله وصدقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن يجالسونا ويناكحونا ولا يكلمونا، فشق ذلك علينا، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون" ثم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى المسد والناس بين قائم وراكع، وبصر بسائل، فقال

له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "هل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال نعم، خاتماً من ذهب، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من أعطاكه؟ قال ذاك القائم -وأومأ بيده إلى علي عليه السلام- فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: على أي حال أعطاك؟ فقال أعطاني وهو راكع، فكبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قرأ: "ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون" فأنشأ حسان بن ثابت يقول في ذلك: أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي=وكل بطيء في الهوى ومسارع أيذهب مدحي والمحبر ضائعاً=وما المدح في جنب الإله بضائع فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً=وزكاة فدتك النفس يا خير راكع فأنزل فيك الله خير ولاية=وبينها في محكمات الشرائع وقيل في ذلك: أو في الزكاة مع الصلاة مقامها=والله يرحم عبده الصبارا من ذا الذي بخاتمه تصدق راكعاً=وأسره في نفسه إسرارا من كان بات على فراش محمد=ومحمد أسرى يؤم الغارا من كان جبريل يقوم يمينه=فيها وميكال يقوم يسارا من كان في القرآن سمي مؤمناً=في تسع آيات جعلن كبارا "وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ بن العلاف بقراءتي عليه في الرصافة ببغداد، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال فيما كتب إلينا عبد الله بن غينام الكوفي، يذكر أن الحسن بن عبد الرحمن بن أبي يعلى المكفوف حدثهم، قال أخبرنا عمرو بن جميع البصري عن محمد بن أبي يعلى عن عيسى بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي يعلى عن أبيه أبي يعلى، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي قال: "يا قوم اتبعوا المرسلين"، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله، وعلي بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم عليهم السلام".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا محمد بن محمد، قال حدثنا أحمد بن محمد

بن زيد الهاشمي، قال حدثنا الحسين بن الحسن، قال حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي هاشم الرماني عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "علي مني بمنزلة رأسي من بدني".

من الحكايات "وبه" قال أخبرنا السيد الإمام رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي بقراءتي عليه قال حدثنا أبو المفضل محمد بن عبيد الله بن محمد بن عامر بن المطلب الشيباني قراءة عليه بالكوفة بانتفاء الدارقطني، قال حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى بن خاقان، قال أخبرني أبي عن أبيه، قال: حضرت الحسن بن سهل وجاءه رجل يستشفع به في حاجة فقضاها، فأقبل الرجل يشكره، فقال له الحسن على ما تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاة، ثم أنشد الحسن يقول: فرضت علي زكاة ما ملكت يدي=وزكاة جاهي أن أعين وأشفعا فإذا ملكت فجد فإن لم تستطع=فاجهد بوسعك كله أن تنفعا "وبه" قال أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب بقراءتي عليه، قال أخبرني أبو علي الحسين بن حكمان، قال وأنشدني ابن أبي بكر المزني الكبير لبعضهم: إذا لم يكن للمرء فضل ولم يكن=يحامي على إخوانه لم يسود وكيف يسود الناس من هو مثلهم=بلا منة منه عليهم ولا يد ولا خير في طول الحياة وعيشها=إذا أنت منها صالحا لم تزود "وبه" قال أخبرنا علي بن المحسن عن أبيه، قال قرأت رقعة لمحمد بن إبراهيم بن ورقاء إلى أبي العلا صاعد بن ثابت، وذكرها وقال وأنا أسأله أن يتطاول بكذا حاجة سألها شعراً: فإن رأى لا أره الله نائبة=من الزمان وراعاه من الغير أن يجعل النجح لي باباً إليه وإن=يخص حسن رجائي فيه بالظفر قال وهذان البيتان لأبي الفرج الببغا في بعض رسائله.

"وبه" قال سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الفقيه إمام الشافعية، يقول كتب إلى الشيخ أبي محمد الباقي أبو القاسم بن بابك الشاعر يحثه على إنجاز حاجته فقال: صارمني القوم وصارمتهم=فصرت أجفى من جميع الجهات

وأنت لي وحدك من بينهم=وقد تكفلت بنصري فهات "وبه" قال أنشدنا أبو الغنائم هبة الله بن أحمد بن عمر السلمي الرقي إملاء لنفسه من قصيدة طويلة: قطعت حبالي من سواك نزاهة=وإني لقطاع الحبائل وصال وأنت جدير بالذي رمت كافل=ومن رام بحر الجود لم يلوه الآل ستلبث فينا ألف عام مؤملاً=منيع الحمى والله ما شاء فعال "وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد البطحاني الحسني الكوفي بها، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران الأخباري، قال وجدت في كتاب الحسن بن علي القزويني لأبي العتاهية: دار من الناس ملالاً بهم=من لم يدار الناس ملوه ومكرم الناس حبيب لهم=من أكرم الناس أحبوه "وبه" قال أنشدنا السيد الإمام أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود الجراح الكاتب لنفسه: قد فات ما ألقاه تجديدي=وجل عن وصفي وتعديدي وقلت للأيام هزواً بها=بحق من أغراك بي زيدي لا تبخلي بالشر مهما استوى=فالبخل أمر غير محمود وجانبي الخير وتحقيقه=فإنه أعوز موجود واستنفدي نفسي بإتلافها=فالجود بالموت من الجود لا عاش من أفضى إلى عيشة=الموت فيها شر مفقود "وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه، قال أنشدنا أبو العباس الوليد بن بكر الأندلسي، قال أنشدنا أبو عبد الله محمود الوراق القزويني بمصر، قال أنشدنا ابن أبي رجاء لبعض السلف: قد دفعنا إلى زمان غشوم=لو رأيناه في المنام فزعنا وشكونا إليكم وشكوتم=حق من مات قبلنا أن يهنا "وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال

أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن محمد بن العباس المزني القنطري، قال حدثنا حرب بن الحسن الطحان، قال حدثنا يحيى بن يعلى عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث علياً عليه السلام مبعثاً، فلما قدم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الله ورسوله وجبريل عنك راضون".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه ببغداد، قال حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر من لفظه، قال حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي بالكوفة، قال حدثنا سماعيل بن إسحاق الراشدي، قال حدثنا يحيى بن سالم، قال حدثنا صباح المزني عن العلاء بن المسيب عن أبي داود السبيعي عن بريدة، قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نسلم على علي بن أبي طالب عليه السلام بيا أمير المؤمنين.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن البواب المقري، قال حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي فذكر الإسناد، وقال في المتن: أن نسلم على علي بن أبي طالب بأمير المؤمنين.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني البطحاني إجازة، وحدثنا جماعة، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله، قال حدثنا أبو زيد عيسى بن محمد العلوي، قال حدثنا محمد بن منصور المرادي، قال حدثنا الحكم بن سليمان عن نصر بن مزاحم، عن أبي خالد عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي، عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام قال: كان لي عشر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أحب أن لي بإحداهن ما طلعت عليه الشمس، قال لي يا علي: أنت أخي في الدنيا والآخرة وأقرب الخلق مني موقفاً يوم القيامة ومنزلي مواجه منزلك في الجنة كما يتواجه منزل الآخرين في الدنيا، وأنت الوارث والوصي والخليفة في الأهل والمال والمسلمين، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وليك وليي ووليي ولي الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، قال حدثنا الحسن بن علي

بن الصفر الصفار، قال حدثنا إبراهيم بن مالك، قال حدثنا إسحاق بن بشر، قال حدثنا جعفر بن سعيد الكاهلي، عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود، قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيد علي عليه السلام وهو يقول: "هذا وليي وأنا وليه، سالمت من سالم، وعاديت من عادى".

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري ومحمد بن محمد بن عثمان بن البندار بقراءتي على كل واحد منهما ببغداد، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن يونس بن موسى القرشي، قال حدثنا عبيد الله بن موسى، قال أخبرنا طلحة بن جبر عن المطلب بن حنظلة عن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الطائف تسع عشرة أو سبع عشرة ليفتحها، ثم قال يا معشر قريش لتنتهن أو لأبعثن عليكم رجلاً مني أو كنفسي، فيقتل مقاتلكم ويسبي ذراريكم، قال ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها فقال: هذا هو، يا أيها الناس إن موعدكم الحوض.

"وبه" قال أخبرنا الحكم بن محمد بن إسماعيل بن الحكم المخزومي بقراءتي عليه في جامع الكوفة، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسن النحاس الفيلمي، قال حدثنا أبو الحسن علي بن العباس بن الوليد البلخي قال حدثنا عباد بن يعقوب الدواجني، قال أخبرنا علي بن هاشم عن أبي الجحاف: أن رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال حدثنا بأعجب سابقة كانت لك على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال: كانت لي سوابق كثيرة على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال يا علي: ما سألت ربي الليلة لنفسي شيئاً إلا أعطيته، ولا سألت لنفسي شيئاً إلى سألت لك مثله، فأعطاني ما سألت.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك البجلي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا علي إنك مبتلي ومبتلى بك، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن

أبغضك وكذب عليك، أما من أحبك وصدق فيك، فمعي في جنتي، وأما من أبغضك ففي النار يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه ببغداد، قال حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن كوثر البويهاري، قال حدثنا محمد بن سليمان، قال حدثني عبيد الله -يعني ابن موسى، قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي إسحاق عن هبيرة بن بريم أن الحسن بن علي عليهما السلام قام فخطب الناس فقال: لقد فارقكم بالأمس رجل لم يسبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعثه فيعطيه الراية لم لا ترتد حتى يفتح الله عز وجل عليه، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، ما ترك صفراً ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يشتري بها خادماً.

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن علي بن عيسى بن ماهان الرازي، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن زنجويه، قال حدثنا العباس بن بكار، عن عبد الواحد بن أبي عمرو الأسدي، عن محمد بن السايب عن أبي صالح، قال أدخل ضرار بن مرة الكناني على معاوية فقال له صف علياً؟ فقال: أوتعفيني يا أمير المؤمنين، قال: لا أعفيك، قال إذا لا بد فإنه كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً ويحكم عدلاً، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواجذه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، وكان والله غزير الدمعة طويل الفكرة، يقلب كفيه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، كان والله كأحدنا يدنينا إذا آذناه، ويحيينا إذا سألناه، وكان مع قربه منا لا تكلمه هيبة له، فإن تبسم فمن اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى سدوله وغارت نجومه، ممثلاً في محرابه، قابضاً على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، وكأني أسمعه الآن وهو يقول: يا ربنا يا ربنا يتضرع إليه، ثم يقول للدنيا: إلي تعرضت أم إلي تشوقت، هيهات هيهات غيري غيري، لا حان حينك فقد بنتك ثلاثاً، معمرك قصير وعيشك حقير، وخطرك كثير، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق، قال: فوكف دموع معاوية على لحيته ما يملكها، وجعل ينشفها بكمه، وقد اختنق القوم

بالبكاء، فقال كذا كان أبو الحسن، فكيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال وجد من ذبح واحدها في حجرها، لا ترقأ دمعتها، ولا يسكن حزنها، ثم قام فخرج.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن الحسني البطحاني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا علي بن عبد الرحمن بن أبي السرى قراءة عليه، قال حدثنا أبو مليل محمد بن عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكلابي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد عن صالح الجمال قال: سمعت الإمام الشهيد أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام يقول: اجتمع نفر من قريش فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام، فتفاخروا فقالوا أشياء من الشعر، حتى انتهوا إلى علي عليه السلام، فقالوا يا أبا الحسن قل، فقد قال أصحابك، فقال علي عليه السلام: الله أكرمنا بنصر نبيه=وبنا أقام دعائم الإسلام قال محمد: قال إني لقنتها ابن أبي حماد أكرمنا فلم يقل إلا أعزنا.

وبنا أعز نبيه وكتابه=وأعزه بالنصر والإقدام في كل معترك تطير سيوفنا=فيها الجماجم عن فراخ الهام ينتابنا جبريل في أبياتنا=بفرائض الإسلام والأحكام فنكون أول مستحل حله=ومحرم لله كل حرام نحن الخيار من البرية كلها=وزمامها وزمام كل زمام الخائضوا غمرات كل كريهة=والضامنون حوادث الأيام والمبرمون قوى الأمور بعزمهم=والناقضون مرائر الإبرام سائل أبا كرب وسائل تبعاً=عنا وأهل العبر والأزلام إنا لنمنع من أردنا منعه=ونجود بالمعروف والإنعام وترد عادية الخميس سيوفنا=وتقيم رأس الأصيد القمقام "وبه" قال أخبرنا السيد الإمام رضي الله عنه في يوم الخميس الثالث عشر من جمادى الأخرى، قال حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو يعلى، قال حدثنا غسان عن أبي إسرائيل عن عطية عن أبي سعيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه

وآله وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله سبب موصول من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض".

"وبه" قال أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الوهاب بن زيطة بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان المقري، قال حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن أبي السري، قال حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا النعمان عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق الهراني عن زيد بن بليغ عن حذيفة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن تستخلفوا أبا بكر تجدوه قوياً في أمر الله وفي بدنه ضعيف، وإن تستخلفوا عمر تجددوه قوياً في أمر الله قوياً في بدنه، وإن تستخلفوا علياً وما أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهدياً يحملكم على المحجة البيضاء".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المكفوف، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان، قال حدثني سعيد بن سلمة الثوري وعلي بن الحسين بن حيان، قالا حدثنا محمد بن يحيى القيدي، قال حدثنا عيسى، قال حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام، قال قال لي سلمان: قل ما اطلعت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده علي عليه السلام إلا ضرب بين كتبيه، فقال يا سلمان: هذا وحزبه هم المفلحون.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد المعدل، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ماهان، قال حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال حدثنا ابن عائشة، قال حدثنا حسين الأشقر، عن علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه عن جده، عن أبي ذر: أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام: "أنت أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق، الذي تفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي القاضي بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عبد الله المرزباني، قال حدثنا أبو حفص عمر بن داود بن عنبسة المعروف بابن بيان العماني، قال حدثنا محمد بن عيسى الواسطي أبو بكر، قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال حدثنا الحسين بن الحسن الأشقر عن قيس بن الربيع عن

الأعمش عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت "قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى" قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال: فاطمة وولدها.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عمر عثمان بن محمد ن أحمد المخرمي، قال أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتي الكاتب، قال حدثنا الحسين بن الحكم الجبري، قال حدثنا حسين بن نصر بن مزاحم، قال حدثنا القاسم بن عبد الغفار العجلي، عن الأحوص عن مغيرة عن الشعبي عن ابن عباس في قوله عز وجل: "وقفوهم إنهم مسؤولون" عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن سعيد الزرار، قال حدثنا إبراهيم بن عيسى التنوخي، قال حدثنا يحيى بن يعلى، عن عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن زياد بن عوف عن زيد بن أرقم، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أحب أن يحيا حياتي ويموت موتي، ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي، فإن ربي غرس قضيبها بيده، فليتول علي بن أبي طالب، فإنه لن يخرجكم من هدى، ولن يدخلكم في ضلال".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد الديباجي، قال حدثنا أبو خليفة، قال سمعت الرياشي، يقول سمعت الأصمعي يقول، سمعت عبد الرحمن بن سليمان الضبعي يقول، قال منذر الثوري، قال محمد بن الحنفية، وقد سئل عن السعادة والشقاء فقال: من السعادة خمس: اليقين بالله، والرجاء عن الله، والرجوع في الأمور كلها إلى الله، والحياء والمراقبة لله تعالى. والشقاء في خمس: القسوة في القلب، وجمود العين، وقلة الحياء، والرغبة في الدنيا، والحرص عليها في قلة الخوف من الله تعالى، والمراقبة له.

"وبه" قال أنشدنا أحمد بن محمد العتيقي بقراءتي عليه، قال أنشدنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني بالكوفة، قال أنشدنا جحظة، قال أنشدنا أبو هفات لنفسه: أحسن من نور كل زهر=ومن وصال بعقب هجر حر رأي خلة بحر=فسدها في خفي ستر

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، قال أخبرنا الشيخ الإمام أحمد بن الحسن بن بابا الأذوني قراءة عليه، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رحمه الله تعالى إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه في جامع أصفهان، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد المعدل، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ماهان، قال حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال حدثنا زيد بن عوف وأبو سلمة، قالا حدثنا حماد بن سلمة عبد علي بن زيد عن علي بن ثابت عن البراء قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع فكنا بغدير خم، فنودي فينا إلى الصلاة جامعة، وكسح للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرتين، فأخذ بيد علي عليه السلام فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من واليت وعاد من عاديت، فلقيه عمر فقال هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

"وبه" قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن عبيد بن كثير الكوفي العامري، قال حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عباس بن عبد الله، قال حدثنا سليمان بن قرة عن سلمة بن كهيل، قال حدثنا أبو الطفيل أنه سمع زيد بن أرقم يقول: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين مكة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام، فقام تحتهن أناخ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشيته يصلي، ثم قام خطيباً فحمد الله عز وجل وأثنى عليه، وقال ما شاء الله أن يقول: ثم قال: "أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا ما اتبعتوهما، القرآن وأهل بيتي عترتي، ثم قال تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كنت مولاه فإن علياً مولاه".

"وبإسناده" قال وحدثنا سليمان بن قرة عن محمد بن السايب، قال حدثني عبد الله بن باقل اليماني قال: كنت عند زيد بن أرقم إذ أتاه رجل على بغلة فنزل ثم قال: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال أنا زيد بن أرقم، فأعادها الرجل عليه، فقال زيد: أنا زيد بن أرقم، فأعادها الرجل عليه، فقال زيد: أنا صاحبك الذي تريد، فما حاجتك؟ قال حدثني ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ولاية علي ولا تذكره عن غيره إن لم تكن

سمعته منه، فقال زيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند الدوحات وهن غدير خم يقول: ألستم تعملون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى، قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه، فقال رجل من القوم: ما يألوا أن يرفع ابن عمه.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن أحمد العتيقي البزاز بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد المخزومي، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتي الكاتب، قال حدثني الحسين بن الحكم الحبري، قال حدثنا الحسن بن الحسين عن حيان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عز وجل: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين" نزلت في علي عليه السلام، أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي عليه السلام فقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعادي من عاداه".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الوراق الشروطي بقراءتي عليه، قال حدثني الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن القاسم الشعراني الفقيه إملاء، قال حدثنا أحمد بن علي بن أحمد القمي، قال حدثنا علي بن الحسين، قال حدثنا الحسن بن أحمد المالكي، قال حدثنا الحسين بن زيد الزنادي، عن صفوان بن يحيى، قال سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: الثامن عشر من ذي الحجة عيد الله الأكبر ما طلعت عليه شمس في يوم أفضل عند الله منه، وهو الذي أكممل الله فيه دينه لخلقه وأتم عليهم نعمه ورضي لهم الإسلام ديناً، وما بعث الله نبياً إلا أقام وصيه في مثل هذا اليوم ونصبه علماً لأمته، فليتذكر الله شعيتنا على ما من عليهم بمعرفته هذا اليوم دون سائر الناس. قال فقلت يا ابن رسول الله فما نصنع فيه؟ فقال: تصومه فإن صيامه يعدل ستين شهراً وتحسن فيه إلى نفسك وعيالك وما ملكت يمينك بما قدرت عليه.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الوعظ، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن سالم، قال حدثنا علي بن سعيد الرقي "ح" قال السيد وحدثناه القاضي أبو القاسم، قال وحدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد الزجاج الشاهد النبيل، قال حدثنا أبو نصر حبشون بن أيوب الحلال، قال

حدثنا علي بن سعيد الشامي، قال حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب عن مطر عن شهر -يعني ابن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

وقال عمر: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن، فأنزل الله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا". ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهراً، وهو أول يوم هبط جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة. لفظ حديث ابن عبيد وهو أتم.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي سعيد العامري الكوفي، قال حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان، قال حدثنا أبي، قال حدثنا علي بن خلف عن عبد النور عن داود بن يزيد الأودي عن أبيه قال: جاء رجل إلى أبي هريرة وهو جالس عند أبواب كندة في مسجد الكوفة، فقال أنشدك بالله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال اللهم نعم، ولولا أنك ناشدتني ما ذكرته، فقال: اللهم لا أعلم إلا قد عاديت من والاه وواليت من عاداه، فقال له الناس: اسكت اسكت.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن، قال حدثنا محمد بن بكير، قال حدثنا عطاف بن خالد المخزومي، قال حدثني إسماعيل بن رافع عن أنس بن مالك، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجد منى قاعداً، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما عليه، وقالا جئنا يا رسول الله لنسألك، فقال إن شئتم أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أسكت فتسألاني فعلت، فقالا أخبرنا يا رسول الله نزدد إيماناً ونزدد يقيناً، فقال الأنصاري للثقفي: سل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال بل أنت فإني أعرف لك حقك فاسأله، قال أخبرني يا رسول الله: قال جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما،

وعن طوافك بالصفا والمروة وما لك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن نحرك وما لك فيه، وعن حلقك رأسك ومال لك فيه، وعن طوافك بالبيت بعد ذلك وما لك فيه- يعني الإفاضة، قال والذي بعثك بالحق نبياص لعن هذا جئت أسألك.

قال فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام فلا تضع ناقتك خفاً ولا ترفعه إلا كتب الله لك حسنة ومحا عنك به خطيئة، وأما طوافك بالبيت فإنك لا تضع رجلاً ولا ترفعها إلا كتب الله لك بها حسنة ومحا عنك بها سيئة ورفعك بها درجة، وأما ركعتاك بعد الطواف فعتق رقبة من ولد إسماعيل، وأما طوافك بالصفا والمروة فكعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله تعالى يهبط إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، يقول هؤلاء عبادي جاءوني شعثاً من كل فج عميق يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كان ذنوبكم عدد الرحل أو كعدد القطر أو كزبد البحر لغرفتها، أفيضوا عبادي مغفوراً لكم، ولمن شفعتم له. وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها كبير من الكبائر الموبقات الموجبات، وأما نحرك فمذخور لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ومحا عنك خطيئة، قال يا رسول الله: فإن كانت الذنوب أقل من ذلك؟ قال إذا يدخر لك ذلك في حسناتك، وأما طوافك بالبيت الحرام بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يده بين كتفيك ثم يقول: اعمل لما سيقبل فقد غفر لك ما مضى.

قال الثقفي: أخبرني يا رسول الله: قال جئتني لتسألني عن الصلاة، قال والذي بعثك بالحق لعنها جئت أسألك، قال إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء فإنك إذا تمضمضت انتثرت الذنوب من بين شفتيك، وإذا استنثرت انتثرت الذنوب من بين منخريك، وإذا غسلت وجهك انتثرت الذنوب من أشفار عينيك، وإذا غسلت يديك انتثرت الذنوب من أظفار يديك، وإذا مسحت برأسك انتثرت الذنوب عن رأسك، وإذا غسلت رجليك انتثرت الذنوب من أظفار قدميك، ثم إذا قمت إلى الصلاة فاقرأ من القرآن ما تيسر، فإذا ركعت فأمكن يديك من ركبتيك وافرق بين أصابعك حتى تطمئن راكعاً، ثم إذا سجدت فأمكن وجهك من الأرض حتى تطمئن ساجداً، وصل من أول الليل وآخره، قال يا رسول الله: أرأيت إن صليت كله؟ قال فأنت إذا أنت.

"وبه" قال أنشدنا شيخنا أبو الفضل يوسف بن محمد بن أحمد الجلودي الفقيه في جمادى الأولى من سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وكتب إلي بخطه قال أنشدني أبو عبد الله الحسين بن محمد البغدادي، قال حججت مع المعري الشاعر وشاهدته واقفاً عند المستجار متعلقاً بأستار الكعبة يقول: ستور بيتك ظل الأمن منك وقد=علقتها مستجيراً أيها الباري وما أظنك لما أن علقت بها=خوفاً من النار تديني من النار فها أنا جار بيت أنت قلت لنا=حجوا إليه وقد وصيت بالجار

الحديث السابع

فضل أهل البيت

عليهم السلام كافة وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم قال حدثنا السيد الإمام أدام الله تأييده إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان وأنا أسمع، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا حرب بن الحسن الطحان، قال حدثنا حسين الأشقر عن قيس بن الربيع، عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت "قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى" قالوا يا رسول الله ومن قرابتك الدين وجبت علينا مودتهم؟ قال: "علي وفاطمة وابناهما عليهم السلام".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن التوزي القاضي بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثنا أبو حفص عمر بن داود بن عنبسة المعروف بابن بيان العماني، قال حدثنا محمد بن عيسى الواسطي أبو بكر، قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال حدثنا الحسين بن الحسن الأشقر، عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت "قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى" قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله عز وجل بمودتهم؟ قال فاطمة وولدها، قال السيد: كأنما سمعته في الرواية الأولى عن المرزباني ومات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن محمد المؤدب المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا موسى بن هارون، قال حدثنا عباد بن يعقوب، قال حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي، عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: "سلام على آل ياسين" قال: على آل محمد.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن العلاف بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا سليمان بن أحمد، قال حدثنا الوليد بن مسلم، قال حدثنا الأوزاعي، قال حدثنا شداد أبو عمار عن واثلة بن الأسقع أنه حدثه قال: طلبت علياً عليه السلام في منزله فقالت فاطمة عليها السلام: ذهب يأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال فجاءا جميعاً فدخلا ودخلت معهما، فأجلس علياً عليه السلام عن يساره وفاطمة عليها السلام عن يمينه والحسن والحسين عليهما السلام بين يديه، ثم التفع عليهم بثوبه ثم قال: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً"، اللهم هؤلاء أهلي، اللهم هؤلاء أحق. قال واثلة: فقلت من ناحية البيت: وأنا من أهلك يا رسول الله؟ قال وأنت من أهلي، قال واثلة: فذلك أرجى ما أرجو من عملي.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن محمد المكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن يحيى، قال حدثنا إسحاق بن الفيض، قال حدثنا سلمة بن الفضل، قال حدثنا شملال بن إسحاق عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: "عمل صالحاً ثم اهتدى" قال: إلى ويلاتنا أهل البيت.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد، قال أخبرنا أبو عبد الله، قال حدثنا موسى بن هارون، قال حدثنا إسماعيل بن موسى، قال حدثنا عمر بن شاكر البصري عن ثابت البناني في قوله تعالى: "وإني لغفار لمن تاب وآمن عمل صالحاً ثم اهتدى" قال: إلى ولاية أهل بيته.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن الحسين الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة. قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي أبو جنادة، عن سعد عن أصبع عن

علي عليه السلام: في قوله تعالى "ادخلوا في السلم كافة" قال: ولايتنا أهل البيت.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين بن مخارق عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عن زياد بن المنذر عن أبي جعفر: "في السلم كافة" قال: ولاية آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي المكفوف المؤدب بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا موسى بن هارون، قال حدثنا ابن بنت السدى، قال حدثنا الحكم بن طهير عن السدى عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله تعالى: "ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً" قال: الموالاة لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو الحسين عبد الله بن محمد بن الحسين بن عبيد الله بن هارون الدقاق المعروف بابن أخي ميمى، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي إملاء، قال حدثني عم أبي العباس أحمد بن يسار بن الحسن، قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد الترسي، قال حدثنا يحيى بن حماد، قال حدثنا عوانة عن سليمان بن مهران الكاهلي وهو الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، قلت يا رسول الله: ومن أهل بيتك؟ قال: آل علي، وآل جعفر، وآل العباس، وآل عقيل".

"وبه" قال أخبرنا عالياً أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن علي الكاتب المعروف بابن قفرجل بقراءتي عليه، قال أخبرنا جدي أبو بكر محمد بن عبد الله بن الفضل بن قفرجل، قال حدثنا محمد بن هارون، قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد الترسي، قال حدثنا يحيى بن حماد، قال أخبرنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، قال قلنا ومن أهل بيتك؟ قال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس" كأنما سمعته من ابن أخي ميمى شيخ شيخي في الرواية الأولى، ومات ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة في الثامن والعشرين من شعبان من شهور سنة تسعين وثلاثمائة قبل مولدي باثنتين وعشرين سنة، والله المحمود على منته.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، قال حدثنا أبو الفرج عبد الواحد

بن نصر المخزومي المعروف بالببغا وكتبته بإملائه، قال كنت بصور في سني نيف وخمسين وثلاثمائة عند أبي علي محمد بن علي المستأمن وإنما لقب بذلك لأنه استأمن من عسكر القرامطة إلى أصحاب السلطان بالشام وهو على حماية البلد فجاءه قاضيها أبو القاسم بن إبان وكان شاباً أديباً فاضلاً واسع المال عظيم الثروة ليلاً فاستأذن عليه فأذن له، فلما دخل عليه قال له أيها الأمير: قد حدث الليلة أمر ما لنا بمثله عهد، وهو أن في هذا البلد رجلاً ضريراً يقوم كل ليلة في الثلث الأخير فيطوف بالبلد ويقول بأعلى صوته: يا غافلين اذكروا الله، يا مذنبين استغفروا الله، يا مبغض معاوية عليك لعنة الله، وإن رابتي التي ربتني كانت لها عادة أن تنبه على صياحه، فجاءتني الليلة وأيقظتني وقالت لي كنت نائمة فرأيت في منامي كأن الناس يهرعون إلى المسجد الجامع، فسألت عن السبب، فقالوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هناك، فتوجهت إلى المسجد فدخلته، ورأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر بين يديه رجل واقف وعن يمينه ويساره غلامان واقفان، والناس يسلمون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويرد عليهم السلام، حتى رأيت الضرير الذي يطوف في البلد ويذكر ويقول كذا كذا -وعادت ما يقول في كل ليلة- قد دخل فسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأعرض عنه، وعاوده فأعرض عنه وعادوه ثالثة فأعرض عنه، فقال الرجل الواقف: يا رسول الله رجل من أمتك ضرير يحفظ القرآن يسلم عليك فلم حرمته الرد عليه؟ فقال يا أبا الحسن: هذا يلعنك ويلعن ولدك منذ ثلاثين سنة، فالتفت الرجل الواقف فقال يا قنبر: فإذا أنا برجل قد بدر، فقال اصفعه، فصفعه صفعة فخر على وجهه، ثم انتبهت فلم أسمع له صوتاً، وهذا هو الوقت الذي جرت عادته فيه بالصياح والطواف والتذكير، قال أبو الفرج فقلت أيها الأمير فننفذ من يعرف خبره، فأنفذنا في الحال رسولاً قاصداً ليخبره أمره، فجاءنا يعرفنا أن امرأته ذكرت أنه عرض له في هذه الليلة حكاك شديد في قفاه فمنعه من التطواف والتذكير، فقلت لأبي علي المستأمن: أيها الأمير هذه آية ونحب أن نشاهدها، فركبنا وقد بقيت من الليل بقية يسيرة وجئنا إلى دار الضرير فوجدناه نائماً على وجهه يخور، فسألنا زوجته عن حاله، فقالت: انتبه وحك هذا الموضع -وأشارت إلى قفاه- وكان قد ظهر فيه مثل العدسة وقد اتسعت الآن وانتفخت وتشققت وهو الآن على ما تشاهدون يخور ولا يفعل فانصرفنا وتركناه، فلما أصبحنا توفي وأكب أهل صور على تشييع جنازته وتعظيمه.

قال أبو الفرج: واتفق أني وردت إلى باب عضد الدولة بالموصل في سنة ثمان وستين وثلاثمائة لزمت دار خازنه أبي نصر خرشيد بن ديار بن مافنه، وكان يجمع فيها في كل يوم خلق كثير من طبقات الناس، فحدثت بهذه الحكاية جماعة في دار أبي نصر منهم القاضي أبو علي التنوخي وأبو القاسم الحسين بن محمد الجناني وأبا إسحاق النصيبي وابن طرخان وغيرهم، فكلهم رد علي واستبعد ما حكيته على أشنع وجه، غير القاضي أبي علي فإنه جوز أن تكون هذه الحكاية صحيحة، وشيدها وحكى في معناها ما يقاربها، ثم مضت على هذه مدة يسير فحضرت دار أبي نصر على العادة واتفق حضور أكثر الجماعة، فلما استقر في المجلس سلم علي فتى شاب لم أعرفه فاستثبته، فقال أنا ابن أبي القاسم بن أبان قاضي صور، فبدأت فأقسمت عليه بالله يميناً مكررة مؤكدة وبأيمان كثيرة مغلظة محرجة إلا صدق فيما أسأله عنه، فقال نعم، عندي أنك تريد أن تسألني عن المنام والضرير المذكر وميتته الطريقة، فقلت نعم هو ذاك، فبدأهم وحدثهم بمثل ما حدثتهم به، فعجبوا من ذلك واستطرفوه.

"وبه" قال أنشدنا أبو نصر أحمد بن مسرور المقري ببغداد، قال أنشدني أبو محمد الحسن بن محمد المعروف بالساري صاحب أبي عبد الله المرزباني، قال أنشدنا والدي لنفسه: لن يبلغوا مدح النبي وآله=قوم إذا ما بالمدائح فاهوا رجل يقول إذا تحدث قال لي=جبريل أرسلني إليك الله "وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن زيد المعدل، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن ماهان، قال حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال حدثنا الحماني، قال حدثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عبادة عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قول الله عز وجل: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب، ألا وإن الله تبارك وتعالى اختارني من ثلاثة من أهل بيتي على جميع أمتي وأنا سيد الثلاثة، وسيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر.

قال أهل السدة: يا رسول الله سم لنا الثلاثة نعرفهم؟ فبسط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كفه الطيبة المباركة ثم حلق بيده، قال اختارني وعلي وحمزة وجعفر عليهم السلام، كنا رقوداً بالأبطح ليس منا إلا مسجى بثوبه، علي عن يميني وجعفر عن يساري وحمزة عند رجلي، فما

نبهني من رقدتي غير حفيف أجنحة الملائكة وبرد ذراع علي عليه السلام تحت خدي، فانتبهت من رقدتي وجبريل عليه السلام في ثلاثة أملاك، فقال له بعض الأملاك الثلاثة يا جبريل: إلى أي هؤلاء الثلاثة أرسلت؟ فحركني برجله وقال إلى هذا، وهو سيد ولد آدم صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له أحد الثلاثة: ومن هو سمه؟ فقال هذا محمد صلى الله عليه وآله وسلم سيد المرسلين، وهذا على خير الوصيين، وهذا حمزة سيد الشهداء، وهذا جعفر له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة حيث يشاء.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عب الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا ابن أبي عاصم، قال حدثنا محمد بن إبان الواسطي، قال حدثنا محمد بن سليمان الأصفهاني، عن يحيى بن عبيد المكي عن عطاء بن أبي رباح عن عمر بن أبي سلمة قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"، قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فأجلسهم بين يديه، فدعا بعلي عليه السلام فأجلسه خلف ظهره ثم جللهم بالكساء، ثم قال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت أم سلمة يا رسول الله، اجعلني منهم؟ قال أنت مكانك وأنت على خير".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا موسى بن هارون، قال حدثنا عباد بن يعقوب، قال حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي، عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: "سلام على آل ياسين" قال: على آل محمد.

"وبه" قال اخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا الحسين بن جعفر، قال حدثنا علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى، ومن قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد

الرحمن الحسني البطحاني، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكائي، قال حدثنا أبو بليل، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، عن أبي سلمة الصائغ عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة من دخله غفر له".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسين الذكواني الكراني بقراءتي عليه بأصفهان في منزلي، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال حدثنا أبو عروبة الحسن بن محمد بن مودود الحراني، قال حدثنا علي بن المنذر، قال حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري، وعن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا عبادة بن زناد الأسدي، قال حدثنا يحيى بن العلاء الرازي، عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي من صلبه، وإن الله عز وجل جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني، قال حدثان محمد ن إسماعيل بن محمد الطائي، قال حدثنا رزين، قال حدثنا إبراهيم بن حماد بن أبي حازم المديني بمصر، قال حدثنا عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال إن لله حرمات من حفظهن حفظ الله له أمر دينه ودنياه، ومن ضيعهن لم يحفظ الله له شيئاً، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: حرمة الإسلام، وحرمتي، وحرمة رحمي".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل "ح" قال وأخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوري القاضي، ومحمد بن علي بن

الفتح الحربي، ومحمد بن علي بن أحمد الرزاز بقراءتي على كل واحد منهم، قالوا أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد السكري، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قالا حدثنا يحيى ن معين، قال حدثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن سليمان النوفلي عن محمد بن علي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك البلخي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروزي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروذي الأعور، قال حدثنا موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثنا أبي جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، فويل لمن خذله وعاندهم".

"وبه" قال اخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن المخارق، عن أبي النجم عن عمران بن حشم عن عبابه، عن علي عليه السلام قال: مثل أهل بيتي مثل النجوم كلما مر نجم طالع نجم".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني الكوفي بقراءتي عليه بها، قال أخبرنا علي بن محمد بن حاجب قراءة عليه، قال حدثنا محمد بن الحسين الأشناني، قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي، قال حدثنا يحيى بن سالم عن أبي الجارود عن يحيى بن يعمر الخراساني عن ابن مسعود قال: إن لهذه الأمة فرقة وجماعة، فجامعوها إذا اجتمعت فإذا افترقت فارقبوا أهل بيت نبيكم، فإن سالموا فسالموا، وإن حاربوا، فحاربوا فإنهم مع الحق والحق معهم لا يفارقهم ولا يفارقونه.

"وبه" قال اخبرنا علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه وأنا أسمع، قال حدثني أبي القاضي أبو علي المحسن بن علي بن أبي الفهم التنوخي، قال حدثني أبو عبد الله عبد الرحمن

بن أحمد بن عبد الله بن يزيد الختلي الحافظ في المذاكرة قال: كنت أجمع حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، فلما ظننت أني قد فرغت منه جلست ليلة في بيتي والسراج بين يدي وأمي في صفة حيال البيت الذي أنا فيه، وابتدأت أنظم الرقاع وأصنفها، فغلبتني عيني فرأيت كأن رجلاً أسود قد دخل إلي بمهند ذي نار، فقال: تجمع حديث هذا العدو لله، أحرقه وإلا أحرقتك وأومأ بيده بالنار، فصحت وانتبهت فعدت إلى أمي، فقالت ما لك ما لك؟ فقلت مناماً رأيته وجمعت الرقاع ولم أعرض لتمام التصنيف وهالني المنام وعجبت منه، فلما كان بعد مدة طويلة ذكرت المنام لشيخ من أصحاب الحدي كنت آنس به، فقال حدثني فلان عن فلان فذكر إسناداً لست أقوم على حفظه ولا كتبت عنه في الحال أن عمرو بن شعيب هذا لما أسقط عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى من الخطب على المنابر لعن أمير المؤمنين عليه السلام قام إليه عمرو بن شعيب وقد بلغ إلى الموضع الذي كانت بنو أمية تلعن فيه علياً عليه السلام فقرأ مكانه "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر"، قام إليه عمرو بن شعيب لعنه الله، فقال يا أمير المؤمنين: السنة السنة، يحرضه على لعنه علي عليه السلام. فقال عمر: أسكت قبحك اله تلك البدعة لا السنة، وتمم خطبته، قال أبو عبد الله الختلي: فعلمت أن منامي كان عظة من أجل هذه الحال، ولم أكن علمت من عمرو هذا الرأي، فعدت إلى بيتي وأحرقت الرقاع التي كنت جمعت فيها حديثه.

"وبه" قال أنشدني الشريف أبو علي محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، الحسيني الزيدي الكوفي الشاعر لنفسه إملاء من قصيدة: إن قومي لقادة الناس بالسي_ف إلى ما أتى به جبريل والنبي الهادي وسبطاه منا=وعلي وجعفر وعقيل والأولى في جحورهم رضع الدي_ن وفي دورهم أتى التنزيل أين من لا يعطي القياد إذا قل_ت أبي حيدر وأمي البتول "وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن زكريا العلائي، قال حدثنا أبو حذيفة، قال حدثنا سفيان عن أبيه عن أبي الضحى عن ابن عباس، قال: جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنك

تركت فينا ضغائن قد صنعت الذي صنعت، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يبغلوا الخير حتى يحبوكم لله ولقرابتي أرجو سهلب شفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب؟".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسين بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروذي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا نالت شفاعتي من لم يخلفني في عترتي أهل بيتي".

"وبإسناده" عن علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ويل لأعداء أهل بيتي المستأثرين عليهم، لا نالتهم شفاعتي ولا رأوا جنة ربي".

"وبإسناده" عن علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نحن أهل بيت شجرة النبوة ومعدن الرسالة، ليس أحد من الخلائق يفضل أهل بيتي غيري".

"وبإسناده" عن علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "علي سيد الشهداء وأبو الشهداء الغرباء".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكائي، قال حدثنا علي بن العباس بن الوليد البجلي، قال حدثنا عبد العزيز بن محمد الكلابي، قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد عن أبي سلمة الصائغ عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة، قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سليمان التستري، قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي، قال حدثنا محمد بن سهل بن عسكر، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنة نبيه".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن سعيد العامري الكوفي قراءة عليه، قال حدثنا أبو العباس إسحاق بن محمد بن مروان القطان، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عباس بن عبد الله الحريري، عن جبر بن الحر عن عطية عن أبي سعيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وأهل بيتي".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عبيد بن محمد بن صبيح الزيات، قال حدثنا عباد بن يعقوب، قال حدثنا علي بن هاشم عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا الثقلين، وأحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض".

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد المعدل بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد المعدل، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ماهان، قال حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال حدثنا سنان خليفة بن خياط وأبو حفص، قالا حدثنا أبو عاصم، قال حدثنا موسى بن عبيدة الزيدي، عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي".

"وبه" قال أخبرنا الشيخ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ إجازة، قال حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال حدثنا أحمد بن محمد بن صاعد، قال حدثنا محمد بن عمران، قال حدثنا سعيد عن عمر بن أبي نصر السكوتي وعن ابن أبي ليلى عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أبي ليلى، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وتكون عترتي أحب إليه من عترته، ويكون أهلي أحب إليه من أهله، وتكون ذاتي أحب إليه من ذاته".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا جندل بن والق، قال حدثنا محمد بن حبيب العجلي عن إبراهيم بن حسن عن زياد بن المنذر، عن عبد الرحمن بن مسعود العبدري عن عليم عن سلمان قال:

أنزلوا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة الرأس من الجسد، وبمنزلة العين من الرأس، فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس، وأن الرأس لا يهتدي إلا بالعين.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن البطحاني بالكوفة بقراءتي عليه، قال أخبرنا محمد بن جعفر، قال أخبرنا عبد العزيز -يعني ابن يحيى، قال حدثنا محمد بن زكريا، قال حدثنا عبد الله -يعني ابن الضحاك، عن هشام بن محمد عن أبيه ولوط بن يحيى قالا: وجه هشام بن عبد الملك برأس الإمام زيد بن علي عليهما السلام إلى المدينة إلى إبراهيم بن هشام المخزومي، فنصب رأسه، فتكلم أناس من أهل المدينة وقالوا لإبراهيم لا تنصب رأسه، فأبى وضجت المدينة بالبكاء من دور بني هاشم كيوم حسين عليه السلام، فلما نظر كثير بن كثير بن المطلب السهمي إلى رأس زيد عليه السلام، بكى وقال: نضر الله وجهك أبا الحسين وفعل بقاتلك، فبلغ ذلك إبراهيم بن هشام، وكانت أم المطلب أروى بنت الحارث بن عبد المطلب فكان كثير كثير الميل إلى بني هاشم، فقال له إبراهيم: بلغني عنك كذا وكذا، فقال هو ما بلغك، فحبسه وكتب إلى هشام، فقال وهو محبوس: إن امرأ كانت مساويه=حب النبي لغير ذي ذنب وبني أبي حسن ووالدهم=من طاب في الأرحام والصلب ويرون ذنباً أن أحبكم=بل حبكم كفارة الذنب فكتب فيه إبراهيم إلى هشام، فكتب إليه هشام أن أقمه على المنبر حتى يلعن علياً وزيداً، فإن فعل وإلا فاضربه مائة سوط على مائة، فأمره أن يلعن علياً فصعد المنبر فقال: لعن الله من يسب علياً=وبنيه من سوقة وإمام تأمن الطير والحمام ولا يأ_من آل النبي عند المقام طبت بيتاً وطاب أهلك أهلا=أهل بيت النبي والإسلام مرحباً بالمطيبين من الجرس وأهل الإحلال والإحرام رحمة الله والسلام عليكم=كلما قام قائم بسلام "وبه" قال السيد أنشدني القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، قال أنشدني أبو الفرج عبد الواحد نصر ببغا، قال أنشدنا أبو عبد الله بن الأبيض العلوي لنفسه بالشام:

وأنا معتلج البطاح يضمني=كالدر في أصداف بحر زاخر ينشق من ركنها وحطيمها=كالجفن يفتح عن سواد الناظر كجبالها شرفي ومثل سهولها خلقي=ومثل ضبابهن مجاوري "وبه" قال السيد أخبرنا ابن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحسين بن أحمد بن منصور سحاده، قال حدثنا عبد الله بن زاهر الداري، قال حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن أبي إسحاق عن حبيش بن المعتمر قال: رأيت أبا ذر أخذ بعضادتي باب الكعبة وهو يقول: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري، سعمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قوم نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك، ومثل باب حطة في بني إسرائيل".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن العلاف، الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا محمد بن يونس، قال حدثنا بهلول بن هارون الشامي، قال حدثنا موسى بن عبيدة الزيدي، عن عمرو بن عبد الله عن الزهري عن أم سلمة عن عائشة قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال لي جبريل عليه السلام يا محمد قلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد ولد أب خيراً من بني هاشم".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المؤدب المكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا إسحاق بن أحمد الفارسي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن الحسن بن المختار، قال حدثنا إسحاق بن منصور السلولي، قال حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن عبيد عن الحسن، قال حدثنا عباد بن يعقوب، قال حدثنا أبو حفص بن الصايغ، عن أبي سلمة الصايغ عن عطية عن أبي سعيد، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تعلموا أهل بيتي فهم أعلم منكم، ولا تشتموهم فتضلوا".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، ولفظ الحديث له، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو العباس الخزاعي، قال حدثنا محمد بن كثير العبدي، قال حدثنا إسماعيل بن عياش، قال حدثنا زيد بن جبيرة بن محمود، عن ابن أبي جبيرة الأنصاري عن داود بن

الحصين عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من لم يعرف حق عترتي والأنصار والعرب فهو لإحدى ثلاث: إما منافق، وإما لزينة، وإما امرؤ حملت به أمه في غير طهر".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة عن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس بن الفضل الأسقاطي، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا الحسن بن علي الواسطي أبو محمد، قال حدثنا خالد بن عبد الله، عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن عبد المطلب بن أبي ربيعة، قال قال العباس يا رسول الله: إن قريشاً إذا لقي بعضهم بعضاً لقوا ببشر حسن، وإذا لقونا لقونا بوجوه ننكرها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غضباً شديداً ثم قال: "والذي نفسي بيده لا يدخل قلب عبد الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله". هكذا قال خالد قال أبو خليفة: فأما أبي فحدثناه عن يزيد بن هارون عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، فذكره نحوه أو مثله.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حمد الذكواني بقراءتي عليه في جامع أصفهان، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن زيد المعدل، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن ماهان، قال حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال حدثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري، قال حدثنا الحسن بن زيد عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان يوم القيامة نادى مناد من قبل العرش يا معشر الخلائق إن الله عز وجل يقول: أنصتوا فطال ما أنصت لكم، أما وعزتي وجلالي وارتفاعي على عرشي لا يجاوز أحد منكم إلا بجواز مني بحبه أهل البيت المستضعفين فيكم المقهورين على حقهم المظلومين، والذين صبروا على الأذى واستخفوا برسولي فيهم، فمن أتاني بحبهم أسكنته جنتي، ومن أتاني ببغضهم أنزلته مع أهل النفاق".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثني أحمد بن كامل، قال أخبرني الحسين بن عبد الحميد النحوي، عن إبراهيم بن الليث الدهقان عن عمرو بن مسعدة قال:

دخلت على المأمون وبين يديه كتاب ينظر فيه وعيناه تجريان بالدموع، قال عمرو: فقلت يا أمير المؤمنين ما في هذا الكتاب الذي أبكاك لا أبكى الله عينك؟ فقال يا عمرو: هذا مقتل أمير المؤمنين علي والحسين بن علي عليهما السلام، فقلت يا أمير المؤمنين: إن الخاصة والعامة قد كثرت في أمرهما، فما يقول أمير المؤمنين في أهل الكساء؟ قال فتنفس الصعداء ثم قال: هيه يا عمرو، هم والله آل الله وعترة المرسل الأواه -يعني إبراهيم عليه السلام، وسفينة النجا، وبدر ظلام الدجى، وبحر بغاه الندى، وغيث كل الورى، وأشبال ليث الدين، ومبيد المشركين، وقاصم المعتدين، وأمير المؤمنين، وأخو رسول رب العالمين، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين. هم والله المعلنوا التقى، والمسروا الهدى، والمعلموا الجدوى، والناكبون عن الردى، لا لحظ ولا جحظ، ولا فظظ غلظ، وفي كل موطن يعظ، هامات، وسادات سادات، غيوث جارت، وليوث غابات أولوا الأحساب الوافرة، والوجوه الناضرة، لا في عودهم خور، ولا في زبدهم قصر، ولا صفوهم كدر. ثم ذكر الحسن والحسين عليهما السلام، فهمل منه دمع العين في حالية الخدين كفيض الغربين ونظم السبطين وهي من القرطين.

ثم قال: هما والله كبدري دجى، وشمسي ضحى، وسيفي لقى، ورمحي لواء، وطودي حجى، وكهفي تقى، وبحري ندى، وهما ريحانتا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وثمرتا فؤاده، والناصران لدين الله تعالى، ولدا بين التحليل والتحريم، ودرجا بين التأويل والتنزيل، ورضعا لبان الدين والإيمان، والفقه والبرهان وحكمة الرحمن، سيدا شباب أهل الجنة، ولدتهما البتول البتول الصادقة، بنت خير الشبان والكهول، وسماهما الجليل ورباهما الرسول، وناغاهما جبريل، فهل هؤلاء من عديل، بررة أتقياء، ورثة الأنبياء، وخزنة الأوصياء، قتلتهم الأدعياء، وخذلهم الأشقياء، ولم ترعو الأمة من قتل الأئمة، ولم تحفظ الحرمة، ولم تحذر النقمة، ويل لها بما ذا أتت، ولسخط من تعرضت، وفي رضى من سعت، طلبت دنيا قليل عظيمها، حقير جسيمها، وزاد المعاد أغلقت، إذا الجنة أزلفت وإذا الجحيم سعرت، وإذا القبور بعثرت، ولحسابها جمعت، ويل لها ماذا حرمت، عن روح الجنان ونعيمها صدفت، وعن الولدان والحور غيبت، وإلى الجحيم صيرت، ومن الضريع والزقوم أطعمت، ومن المهل والصديد والغسلين سقيت، ومع الشياطين والمنافقين قرنت، وفي الأغلال والحديد صعدت، ويل لها ما أتت، ثم هملت عيناه وكثر نحيبه وشهيقه، فقلت يا أمير المؤمنين يشفيك ما إليه صار القوم،

فقال نعم، إنه لشفاء ولكني أبكي لأشجان أحزان تحركها الأرحام وقال: لا تقبل التوبة من تائب=إلا بحب ابن أبي طالب حب على لازم واجب=في عنق الشاهد والغائب أخو رسول الله حلف الهدى=والأخ لا يعدل بالصاحب لو جمعا في الفضل يوماً لقد=نال أخوه رغبة الراغب بعد على حب أولاده=ما أنا بالمزري ولا العائب إن مال عنه الناس في جانب=ملت إلى الدهر في جانب جاءت به السنة مقبولة=فلعنة الله على الناصب حبهم فرض علينا لهم=كمثل حج لازم واجب "وبه" قال أخبرنا السيد أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني إجازة، وأخبرنا عنه أبو علي الحسن بن علي بن الحسن، ومحمد بن محمد المقري بقراءتي عليهما، قال وحدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني، قال حدثنا أحمد بن علي بن عافيه، قال حدثنا محمد بن منصور المرادي، قال حدثنا القاسم بن إبراهيم عن أبيه عليهما السلام قال: جاء رجل إلى علي بن الحسين عليهما السلام، فقال يا بن رسول الله قول لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد جاءه رجل فقال إني أحبك وأهل بيتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فاستعد للفقر جلباباً ما ذلك الفقر؟ فقال علي بن الحسين عليهما السلام: هو الفقر إلى الله عز وجل، فلو جعلت الدنيا بحذافيرها لمؤمن ما فرح بها، ولو صرفت بكليتها ما حزن عليها، وإن أولياء الله لا يسكنون إلى شيء دونه.

"وبه" قال أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله بن عبد الرحيم الصوري إملاء، قال أنشدنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد بن سحتويه، قال أنشدنا أبو عبد الله بن أحمد بن عطا الروذباذي: ليس الترفض من شأني ولا وطري=ولا التنصب من همي ولا فكري ولست منطوياً الله يعلمه=على انتقاص أبي بكر ولا عمر لكن آل رسول الله حبهم=يحل مني محل السمع والبصر

الحديث الثامن

فضل الحسين بن علي

عليهما السلام وذكر مصرعه وسائر أخباره وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، قال أخبرنا القاضي الإمام المرشد أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة قراءة عليه، قال أخبرنا والدي الشيخ أبو سعد المظفر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني "ح" قال القاضي عماد الدين أحمد بن الحسن رحمه الله، وأخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي القاسم بابا الآذوني رحمه الله قراءة عليه سنة ست وثلاثين وخمسمائة، قالا حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا محمد بن عبيد، قال حدثني شرحبيل بن مدرك الجعفي، عن عبد الله بن نجي عن أبيه: أنه سافر مع علي عليه السلام، فلما حاذى نينوى قال صبراً أبا عبد الله صبراً أبا عبد بشط الفرات، قلت وما ذاك؟ قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان، فقلت هل أغضبك أحد يا رسول الله، ما لي أرى عينيك مفيضتين؟ قام: قال من عندي جبريل عليه السلام فأخبرني أن أمتي تقتل الحسين ابني؛ ثم قال هل لك أن أريك من تربته؟ قلت نعم، فمد يده فقبض قبضة، فلما رأيتها لم أملك عيني أن فاضتا.

"وبه" قال السيد الإمام رضي الله أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال حدثنا معن بن عيسى، قال حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن حميد عن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان في يوم عاشوراء عام حج وهو على المنبر يقول: يا أهل المدينة أين علماؤكم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا اليوم يوم عاشوراء لم يكتب عليكم صيامه وإني صائم، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر.

"وبه" قال وأخبرنا يوسف بن رباح بن علي القاضي قراءة عليه في جامع الأهواز، قال حدثنا

علي بن الحسين بن بندار القاضي الأزدي قراءة عليه بمصر، قال حدثنا محمود بن أحمد بن الفضل بأنطاكية، قال حدثنا كريز بن أبي، قال حدثنا غسان بن مالك، قال حدثنا حماد بن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النوم أشعث أغبر، وفي يده قارورة فيها دم، فقلت بأبي وأمي أنت ما هذا؟ قال دم الحسين بن علي، لم أزل ألتقطه منذ اليوم فأحصى ذلك اليوم، فوجده يوم قتل الحسين صلوات الله عليه وسلامه.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان الخراز بقراءتي عليه دفعات ببغداد، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الشافعي، قال حدثنا محمد بن شداد -يعني المسمعي، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أوحى الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم: أني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً، وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا الحسين بن محمد قراءة، قال أخبرنا عبد العزيز، قال حدثنا محمد بن عيسى بن هارون بن سلام، قال حدثنا أحمد بن يحيى مولى بني شيبة، قال حدثنا قاسم بن عمرو، قال حدثنا حسين بن زيد بن علي، عن آبائه عليهم السلام: أن الحسين بن علي عليهما السلام خطب يوم أصيب فحمد الله وأثنى عليه وقال: الحمد لله الذي جعل الآخرة للمتقين، والنار والعقاب على الكافرين، وإنا والله ما طلبنا في وجهنا هذا الدنيا فنكون الساكين في رضوان ربنا، فاصبروا فإن الله مع الذين اتقوا ودار الآخرة خير لكم، فقالوا بأنفسنا نفديك، فقال الحسين بن زيد بن علي عليهم السلام، فكانوا والله يبادرونه إلى القتال حتى مضوا بين يديه فيحتسبهم ويستغفر لهم.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن بشران القرشي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ الدارقطني، قال حدثنا محمد بن مخلد، قال حدثنا عباس الدوري، قال حدثنا شهاب بن عباد، قال حدثنا أبو الأخوص عن عطاء بن السائب عن عبد الجبار بن وائل قال: لما خرج الناس إلى الحسين بن علي عليهما السلام رحل أهل الكوفة رجل على فرس له شقراء ذنوب فأقبل على الحسين عليه السلام يشتمه، فقال له من أنت؟ فقال حويزة أو ابن حويزة، قال اللهم حزه إلى النار، قال وبين يديه نهر فذهب ليعبره

فزالت إسته عن السرج، فمر بنا وقد قطعته فما أبقت منه إلا فخذه وساقه وقدميه في الركاب وإحدى خصيتيه، فقلنا ارجعوا لا نشهد قتل هذا الرجل.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن العباس ابن حيويه من لفظه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال حدثنا أحمد بن سعيد، قال حدثنا الزبير بن بكار، قال حدثني محمد بن الحسن قال: كان بنو أمية مجتمعين عند عمر بن سعد فسمعوا صياحاً فقالوا ما هذا؟ فقيل نساء بني هاشم يصحن لما رأين رأس الحسين عليه السلام، فقال مروان بن الحكم: عجبت نساء بني زبيدة عجة=كعجيج نسوتنا غداة الأربد فلما دخل على عمر بن سعد، قال وددت والله أن أمير المؤمنين ما كان وجه إلي، فقال له مروان: أسكت لا سكت إلا قلت كما قال القائل: ضربت دوسر منهم ضربة=أثبتت أوتاد ملك فاستقر ثم أخذ مروان الرأس فوضعه بين يديه فقال: يا حبذا بردة في اليدين=ولونه الأحمر في الخدين كأنما بات بمحسدين والله إني لكأني أنظر إلى أيام عثمان، فقال أبو السود الدؤلي في قتل الحسين عليه السلام: أقول وزادني جزعاً وغيظاً=أزال الله ملك بني زياد وأبعدهم بما غدروا وخانوا=كما بعدت ثمود وقوم عاد ولا رجعت ركابهم إليهم=إذا صفت إلى يوم التناد "وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن العلاف المقري الواعظ بقراءتي عليه في الرصافة ببغداد، قال أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي، قال حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال حدثنا عبد الحميد -يعني ابن بهرام، قال حدثني شهر -يعني ابن حوشب، قال سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين جاء نعي الحسين بن علي عليهما السلام: لعنت أهل العراق، فقالت قتلوه قتلهم الله، غروه وذلوه لعنهم الله. الحديث.

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس

بن محمد بن زكريا بن حيويه لفظاً في الجامع، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار إملاء، قال حدثنا أحمد بن سعيد بن عبد الله، قال حدثنا الزبير بن بكار، قال حدثنا محمد بن حسن قال: لما نزل عمر بن سعد بالحسين ابن علي عليهما السلام وعلم أنهم قاتلوه، قام في أصحابه خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: قد نزل ما ترون من الأمر، وأن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها واستمرت، فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، إلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل المتخم القاتل، ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المسلم في لقاء الله عز وجل، وإني لا أرى الموت فيه إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برماً. قال: وقتل الحسين بن علي عليهما السلام يوم عاشوراء من سنة إحدى وستين، وعليه جبة خز، بالطف بكر بلاء ذكياً. وهو ابن ست وخمسين سنة.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحيم المخلص، قال أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي، قال حدثنا الزبير بن بكار، قال قال سليمان بن قته يرثيه -يعني الحسين عليه السلام: وإن قتيل الطف من آل هاشم=أذل رقاباً من قريش فذلت مررت على أبيات آل محمد=فألفيتها أمثالها يوم حلت وكانوا لنا غنماً فعادوا رزية=لقد عظمت تلك الرزايا وجلت فلا يبعد الله الديار وأهلها=وإن أصبحت منهم بزعمي تخلت إذا افترقت قيس جبرنا فقيرها=وتقتلنا قيس إذا النعل زلت وعند غنى قطرة من دمائنا=سنجزيهم يوماً بها حيث حلت ألم تر أن الأرض أضحت مريضة=لفقد حسين والبلاد اقشعرت "وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه من لفظه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال حدثنا أحمد بن سعيد عن عبد الله، قال حدثنا الزبير بن بكار، قال حدثني محمد بن حسن قال: لما أدخل رأس الحسين بن علي عليهما السلام على يزيد بن معاوية لعنهما الله قال يزيد:

نفلق هاماً من رجال أعزة=علينا وهم كانوا أعق وأظلما فقال علي بن الحسين عليهما السلام: ليس هكذا، قال فكيف يا ابن أم؟ قال كما قال الله عز وجل: "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير" فقال عبد الرحمن بن أم الحكم: لهام بجنب الطف أدنى قرابة=من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل سمية أضحى نسلها عدد الحصا=وبنت رسول الله أضحت بلا نسل فضرب يزيد صدره وقال له اسكت.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور بكر بن محمد بن علي بن حيد الصيرفي التاجر النيسابوري، وابن أخته أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحريصي النيسابوري، بقراءتي عليهما معاً ببغداد، قالا أخبرنا الحسن بن محمد الأسفراييني، قال أخبرنا محمد بن زكريا العلاني، قال حدثنا عبد الله بن الضحاك، قال حدثنا هشام بن محمد قال: لما أجرى الماء على قبر الحسين بن علي عليهما السلام نضب بعد الأربعين يوماً وامتحى أثر القبر، فجاء أعرابي من بني أسد فجعل يأخذ قبضة ويشمه حتى وقع على قبر الحسين فشمه وبكى، وقال بأبي وأمي ما كان أطيبك حياً وأطيب ترتبك ميتاً، ثم بكى وأنشأ يقول: أرادوا ليخفوا قبره عن صديقه=فطيب تراب القبر دل على القبر وهو بيت مشهور.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم -يعني ابن شاذان إجازة، قال أنشدنا أحمد بن القاسم، قال أنشدني أحمد بن أبي أمية القرشي، قال أنشدني منصور بن سلمة بن الزبرقان النميري: شاء من الناس راتع هامل=يعللون النفوس بالباطل تقتل ذرية النبي وير_جون دخول الجنان للقاتل ويلك يا قتل الحسين لقد=قمت بحمل يميل بالحامل أي حباء حبوت أحمد في=حفرته من حرارة الثاكل بأي وجه تلقى النبي وقد=دخلت في قتله مع القاتل تعال فاطلب غداً شفاعته=أو لا ترد حوضه مع الناهل

ما الشك عندي في حال قاتله=ولا أراني أشك في الخازل لا يعجل الله إن عجلت وما=ربك عما يريد بالغافل نفسي فداء الحسين يوم غدا=إلى المنايا غدو لا قافل ذلك يوم أنحى بشفرته=على سنام الإسلام والكاهل يا عاذلي إنني أحب بني=أحمد والترب في فم العاذل كم ميت منهم بغضته=مغترب القبر بالعرا نازل ما انتحبت حوله قرابته=عند مقاسات يومه الباسل أذكر منهم ومن مصابهم=فيمنع القلب سلوة الذاهل مظلومة والنبي والدها=تدير أرجاء مقلة حامل قد ذقت ما أنتم عليه فما=رجعت من دينكم إلى طائل من ذنبكم جفوة النبي وما الجافي لآل الرسول كالواصل "وبه" قال السيد الإمام، وأنشدني القاضي أبو القاسم التنوخي، قال وأنشدني أبو الحسن السلامي لنفسه: لا يؤسينك ضيق الأمر من فرج=ولا يك تماديه إلى الكمد فرب حيران قد أهدى الشقاء له=جيش الأسى قلق الأحشاء مضهد لما توغل عن أعدائه هرباً=وافى عرين أبي شبلين ذي لبد ينجو وقد قد عضواً منه ذو شطب=عضب وجاذر عضواً من فم الأسد إذا استقر بعقر البئر عاجله=لوقته قدح يسعى يداً ليد ومستبيت ببئر لا طريق له=إلى النجاة ولا باب إلى الرشد في قفرة ما بها للصوت من أحد=تجري إليه ولا للإنس من عدد فلا تقل دامت البأساء واتصلت=ما دام خير ولا شر على أحد "وبه" إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، يرويه عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله رحمهما الله تعالى إملاء، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة

عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قراءة عليه، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثن ضبارة بن زياد الأسدي، قال حدثنا عمرو بن ثابت عن الأعمش، عن أبي وائل شقيق ابن سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان الحسن والحسين عليهما السلام يلعبان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيتي، فنزل جبريل عليه السلام فقال يا محمد: إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومأ بيده إلى الحسين عليه السلام، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وضمه إلى صدره، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وديعة عندك هذه التربة، فشمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ريح كرب وبلاء، قالت: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دماً فاعلمي أن ابني قد قتل، قالت فجعلتها في قارورة، ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول: إن يوماً تحولين فيه دماً ليوم عظيم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي الواعظ المقري المعروف بابن العلاف بقراءتي عليه في الرصافة ببغداد، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي، قال حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال حدثنا قرة قال: سمعت أبا رجاء يقول: لا تسبوا علياً ولا أهل هذا البيت إن جاراً لنا من بني الهجيم قدم من الكوفة فقال: ألم تروا إلى هذا الفاسق ابن الفاسق إن الله قتله -يعني الحسين بن علي صلوات الله عليهما، قال فرماه الله بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره.

"وبه" قال أخبرنا يوسف بن رباح بن علي بن يوسف الحنفي القاضي قراءة عليه في جامع الأهواز، قال حدثنا علي بن الحسن بن بندار القاضي بمصر قراءة عليه، قال حدثنا محمود بن أحمد بن الفضل بأنطاكية قال حدثنا محمد بن موسى بن داود، قال حدثني محمد بن سعد، قال حدثنا الواقدي، قال حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن الشعبي قال: أول رأس حمل في الإسلام على خشبة رأس الحسين بن علي عليهما السلام.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الملك بن محمد القرشي بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو الحسين علي بن عمر بن أحمد الحافظ الدارقطني، قال حدثنا أبو محمد بن صاعد، قال حدثنا الجراح بن مخلد، ويحيى بن معلى بن منصور الرازي، قالا حدثنا عمر بن عبد الوهاب الرباحي أبو حفص، قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن قرة بن خالد عن الحسن، عن

أنس قال: لم تر عين عبراً مثل يوم أتى برأس الحسين بن علي عليهما السلام في طشت فوضع بين يدي عبيد الله بن زياد لعنهما الله، فجعل يسمه بقبضتيه ويقول: إن كان لصبيحاً، إن كان لجميلاً.

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني، قال حدثنا علي بن محمد بن عبد الحافظ، قال حدثني الحبري، قال حدثنا الفضل بن دكين، قال حدثنا حميد بن عبد الله الأصم عن أمه قالت ضرب لأم سلمة رضي الله عنها قبة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قتل الحسين عليه السلام، فرأيت عليها خماراً أسود.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الضبي قراءة عليه، قال أخبر سليمان بن أحمد الطبراني قال حدثني علي بن عبد العزيز، قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، قال حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي موسى عن الحسن قال: قتل مع الحسين بن علي عليهما السلام ستة عشر رجلاً من أهل بيته، والله ما على ظهر الأرض يومئذ أهل بيت لهم يشبهون، قال سفيان: ومن يشك في هذا.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزار، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة العتبي الكوفي إملاء، قال حدثني أبي، قال حدثني جرير عن منصور عن مغيرة قال كتب يزيد بن معاوية لعنه الله إلى ابن مرجان أن أغز مكة، فقال والله لا أجمعهما أبداً، قتلت ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأغزو البيت، وقد كانت مرجانة امرأة صدق، فقال لعبد الله حين قتل الحسين بن علي عليهما السلام: ما صنعت وما ركبت.

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال حدثنا حجاج -يعني ابن منهال وأبو عمرو، قالا حدثنا مهدي بن ميمون، قال أخبرني محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن ابن أبي نعيم قال: كنت عند ابن عمر فسأله رجل عن دم البعوض، فقال ممن أنت؟ قال من أهل العراق، قال انظروا إلى هذا، يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "هما

ريحانتي من الدنيا".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد بن قزعة النجار، قال حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ، قال حدثنا محمد بن محمد، قال حدثنا عباد، قال حدثنا أبو زياد القتيبي، عن أبي حباب الكلبي، قال كان الحصاصون يخرجون إلى الحبانة حين قتل الحسين بن علي عليهما السلام، فسمعوا نواح الجن وفيهم جنية تقول: مسح الرسول جبينه=وله بريق في الخدود أبواه من عليا قري_ش جده خير الجدود "وبه" قال أخبرنا أبو علي محمد بن محمد بن الحسن المقري إمام الجامع الكبير بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو يعلى حمزة بن أمان بن حمزة بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قرئ على علي أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال حدثنا أبو محمد إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال حدثني علي بن جعفر عن حسين بن زيد عن عمر بن علي قال: كان أبي يصلي من الليل، فإذا أصبح خفق خفقة ثم يدعو بالسواك ثم يتوضأ ثم يدعو بالغداء فيصيب منه قبل أن يخرج، فبعث المختار برأس عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وأمر رسوله أن يتحرى غداء علي بن الحسين عليهما السلام، ففعل رسوله الذي أمره فدخل الرسول عليه فوضع الرأسين بين يديه، فلما رآهما خر ساجداً لله، وقال الحمد لله الذي أدرك لي بثأري من عدوي.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري، قال حدثنا يوسف بن عدي، قال حدثنا حماد بن المختار عن عطية العوفي، عن أنس بن مالك قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "قد أعطيت الكوثر، فقلت يا رسول الله، وما الكوثر؟ قال نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب أحد منه فيظمأ، ولا يتوضأ منه إنسان فيشعث، لا يشرب منه إنسان خفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي".

"وبه" قال سمعت أبا الحسن أحمد بن أحمد البزار العتيقي يقول، سمعت أبا بكر محمد بن

الحسن بن عبدان الصيرفي يقول، سمعت جعفر الخلدي يقول: كان بي جرب عظيم فتمسحت بتراب قبر الحسين بن علي عليه السلام، قال فغفوت وانتبهت فليس علي منه شيء.

"وبه" قال أنشدنا محمد بن علي بن إبراهيم البيضاوي، قال أنشدنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز، قال أنشدنا أبو بكر محمد بن يزيد بن محمود، قال أنشدنا الزبير لمخلد بن المهاجر المخزومي: أبني أمية هل علمتم أنني=أحصيت ما بالطف من قبر صب الإله عليكم عصباً=أبناء جيش الفتح أو بدر "وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن الحسن الكني أسعده الله، قال أخبرنا الفقيه أحمد بن بابا الآذني قراءة عليه، قال حدثنا السيد الإمام رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا أحمد بن رشيد بن المشري، قال حدثنا عمرو بن خالد الحراني قال حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة قالت: دخل الحسين بن علي عليهما السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو منكب فلعب على ظهره، فقال جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتحبه يا محمد؟ قال يا جبريل، ومالي لا أحب ابني، قال فإن أمتك ستقتله من بعدك، فمد جبريل عليه السلام يده فأتاه بتربة بيضاء، فقال في هذه الأرض تقتل أمتك هذا واسمها الطف، فلما ذهب جبريل عليه السلام من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والترب في يده يبكي، فقال يا عائشة: إن جبريل عليه السلام أخبرني أن الحسين ابني مقتول في أرض الطف، وأن أمتي ستفتتن بعدي، ثم خرج إلى أصحابه، منهم علي عليه السلام وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكي، فقالوا ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: أخبرني جبريل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف، وجاءني بهذه التربة فأخبرني جبريل عليه السلام أن فيها مضجعه.

"وبه" قال أخبرنا القاضي يوسف بن رباح بن علي البصري قراءة عليه في جامع الأهواز، قال حدثني علي بن الحسين بن بندار الأزدي بمصر، قال حدثنا محمود بن أحمد، قال حدثنا أبو فروة، قال حدثنا أبو الجواز، قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن إسحاق عن عمرو بن نعجة قال: أول ذل دخل على الإسلام يوم قتل الحسين بن علي عليهما السلام وادعى معاوية زياداً.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمود بن قحطبة بن بندار المقري بقراءتي عليه في جامع الكوفة، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي حكمة التيملي التمار المعروف بابن أبي قراب، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال حدثنا محمد بن صالح بن عبد الرحمن، قال حدثنا عبد الله بن رجاء، قال أخبرنا سعيد بن سلمة، وهو بن أبي الحسام، قال حدثني جد موسى بن جبير، عن عبد الله بن سعيد عن عبيد الله، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: بينما حسين عليه السلام عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في البيع وقد خرجت لأقضي حاجة ثم دخلت البيت فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أخذ حسيناً فأضجعه على بطنه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح عينيه من الدمع، فقلت يا رسول الله: ما بكاؤك؟ قال رحمة هذا المسكين، أخبرني جبريل عليه السلام أنه سيقتل بكربلا، قال دون العراق، وهذه تربتها قد أتاني بها جبريل عليه السلام.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب المروزي المعروف بابن أبي الديال، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد الرازي أبو جعفر الوراق، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر المروزي، قال حدثنا يحيى بن حفص القارئ، عن سعيد بن خالد قال: قدم الحسين بن علي عليهما السلام وهو يريد الكوفة حتى إذا بلغ بستان ابن أبي عامر لقي الفرزدق بن غالب الشاعر، فقال له أين تريد يا بن رسول الله، ما أعجبك عن الموسم وذلك يوم التروية؟ قال: فقال لو لم أعجل لأخذت أخذاً، فأخبرني يا فرزدق الخبر؟ قال تركت الناس قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية؟ قال أصدقني الخبر، وقد كان الحسين عليه السلام قدم مسلم بن عقيل يبايع له في السر إلى الكوفة، فقدم مسلم فنزل على شريك بن الأعور الحارثي ومر الحسين عليه السلام، حتى إذا كان مكانه من بستان ابن أبي عامر بمرحلة أو مرحلتين لقي عبد الله بن مطيع العدوي، فقال له أين تريد يا بن رسول الله؟ قال أريد الكوفة، فإن أهلها كتبوا إلي، فقال فإني أنشدك يا بن رسول الله بالبيت الحرام والبلد الحرام والشهر الحرام أن تعرض لنفسك لبني مروان، فوالله لئن عرضت نفسك لهم ليقتلنك، قال فمضى على وجهه ومرض شريك بن الأعور ومسلم في منزله في حجلة لشريك ومعه السيف، فقال له شريك:

إن عبيد الله -يعني ابن زياد- سيأتيني عائداً الساعة، فإذا جاءك فدونك هو، فجاء عبيد الله فدخل عليه وسأله، وخرج عبيد الله فلم يصنع مسلما شيئاً، وتحول مسلم إلى هاني بن عروة المرادي وبلغ عبيد الله الخبر، فقال والله لولا أن تكون سبة لسببت شريكاً، فبلغه أن مسلماً يبايع الناس في السر، فصعد المنبر فقال يا أهل الكوفة: قد آويتم مسلماً ثم أخرجتموه، وقد كان مسلم خرج قبل ذلك حتى بايعه من بايعه من أهل الكوفة فصار عامة العرب عليه، وجاء القعقاع ب شور وسبت بن ربعي، فقاتلوا حتى ثار الليل بينهم وذلك عند التمارين عند اختلاط الظلام، فقال ويحكم قد خليتم بين الناس أن ينهزموا فاخرجوا، ففعلوا ذلك، وانهزم مسلم بن عقيل فآوى إلى امرأة فآوته، فجاء عبد الرحمن بن محمد الأشعث فقال له، أصلح الله الأمير: بلغني أن مسلم بن عقيل في موضع كذا وكذا، فبعث رجلاً من بني سليم في مائة فارس إلى الدار فأخذ فواتها، فقال عبيد الله على المنبر: يا أهل الكوفة والله لا أدع في الكوفة بيت مدر إلا هدمته، ولا بيت قصب إلا أحرقته، فلما أتى بمسلم وقد عرس عبيد الله بن زياد بأم أيوب بنت عتبة، قال فأتي بهاني بن عروة المرادي، فلما أدخل على عبيد الله قال استأثر على الأمير بالعرس، قال وهل أردت العرس يا هاني، ورماه بمحجن كان في يده فارتج في الحائط، وأمر به إلى السوق فضربت عنقه، ثم أمر بمسلم بن عقيل فقال: ائذن لي في الوصية، فقال أوصي، فدعا عمرو بن سعد للقرابة بينه وبين الحسين، فقال له: إن الحسين قد أقبل في سيافه وتراسه وأناس من ولده وأهل بيته، فابعث إليه من يحذره وينذره فيرجع، فقد رأيت من خذلان أهل الكوفة ما قد رأيت، فقال له عبيد الله: ما قال لك هذا؟ قال: قال لي كذا وكذا، وجاء عبيد الله فأخبره الخبر، فقال عبيد الله: إنه لا يخون الأمين، ولكنه قد يؤتمن الخائن، وقد كان هيأ أربعة آلاف فارس يغزو بهم الديلم، فقال له: سر أنت عليهم، فاسعني، فأبى أن يعفيه وسار إليه، فلما التقوا بكربلا، عرض عليهم الحسين عليه السلام، فقال اختراوا مني إحدى ثلاث خصال: إما اللحاق بأقصى مسلحة للعرب لي ما لهم وعلي ما عليهم، أو ألحق بأهلي وعيالي فأكون رجلاً من المسلمين، وإما أن أنزل على حكم يزيد بن معاوية، فأبوا عليه إلا حكم عبيد الله بن زيادة، فقال رجل يقال له الحر بن رياح: ويحكم يعرض عليكم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إحدى ثلاث خصال لا تقبلونها منه، فقاتل وضرب بسيفه حتى قتل رحمه الله، قال الشاعر:

لنعم الحر حر بني رياح=هزبر عند مختلف الرماح ونعم الحر إذ نادى حسين=فجاد بنفسه عند الصياح وكان عبيد الله بعث شمر بن ذي الجوشن الضبابي فقال له: إن قاتله عمر، وإلا فأنت على الناس، فواقعهم، فكان علي بن الحسين يضرب بالسيف بين يدي أبيه عليهما السلام وهو يرتجز ويقول: أنا علي بن الحسين بن علي=أنا ورب البيت أولى بالنبي من شمر وشيت وابن الدعى=ألا تروني كيف أحمى عن أبي فقتل الحسين بن علي عليهما السلام وقتل ثلاثة عشر رجلاً من بني هاشم، وكان الذي احتز رأس الحسين بن علي عليهما السلام خولى بن زيد الأصبحي لعنه الله تعالى، وكان الذي بعثه عبيد الله بن زياد برأسه فحقر العايذي عايذة قريش، فلما وضع رأسه بين يديه قال يا أمير المؤمنين: أتيتك برأس أحمق الناس وألأمهم، فقال يزيد: ما ولدت أم محقر أحمق وألأم، إن هذا إنما أوتي من قلة فهمه، قال جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو خير من جدي، وصدق والله ما يرى أحد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عدلاً ولا نداً، وقال فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خير من قلابة بنت الزبا الكلبي وصدق، وقال أبي خير من أبيه فقد علم لأيهما حكم، ثم جعل يقلب بالقضيب وهو يقول: صبرنا وكان الصبر منا سجية=بأسيافنا يفلقن هاماً ومعصما يفلقن هاماً من رجال أعزة=علينا وهم كانوا أعق وأظلما فقال علي بن الحسين عليهما السلام "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها" فقال يزيد لعنه الله "ما أصابتكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير" فقال: إن كانت بينك وبين هؤلاء النسوة قرابة فمر من يبلغن إلى المدينة، قال فأمر بهن يزيد فأدخلن داراً لمعاوية، فأقمن ثلاثاً وأمر بهن إلى المدينة، فقال الشاعر في ذلك: عين جودي بعبرة وعويل=واندبي إن بكيت آل الرسول واندبي تسعة لصلب علي=قد أصيبوا وخمسة لعقيل وابن عم النبي غودر فيهم=قد علوه بصارم مصقول وقال ابن الرئيس الأسدي:

فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري=إلى هانئ في السوق وابن عقيل ترى جسداً قد غير الموت لحمه=ونضح دم قد سال كل مسيل فيركب أسماء الهماليج آمناً=وقد طلبته مذحج بقتيل "وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن عثمان بن عمر شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا محمد بن مخلد، قال حدثنا محمد بن إدريس الرازي، قال حدثنا يحيى بن مصعب الكوفي، قال حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عبد الملك بن عمير، قال دخلت قصر الكوفة فرأيت رأس الحسين بن علي عليهما السلام على ترس بين يدي عبيد الله بن زياد وعبيد الله على السرير، ثم دخلت القصر بعد ذلك بحين، فرأيت رأس عبيد الله بن زياد على ترس بين يدي المختار والمختار على السرير، ثم دخلت بعد ذلك بحين فرأيت رأس المختار بين يدي مصعب بن الزبير ومصعب على السرير، ثم دخلت بعد ذلك بحين فرأيت رأس مصعب بن الزبير بين يدي عبد الملك بن مروان وعبد الملك على السرير.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا يحيى بن زكريا الساجي، قال سمعت أحمد بن محمد بن حميد الجهمي من ولد أبي جهم بن حذيفة ينشد في قتل الحسين بن علي عليهما السلام، فقال هذا الشعر لزينت بنت عقيل بن أبي طالب رحمه الله تعالى: ماذا تقولون إن قال النبي لكم=ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم بأهل بيتي وأنصاري وذريتي=منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم ما كان ذاك جزائي أن نصحت لكم=أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي فقال أبو الأسود الدؤلي: "يقوون ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال حدثني أبي، قال حدثني أحمد بن عبيد، قال أخبرنا الأصمعي، قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام وحمل عياله إلى الشام فشيعهم أهل الكوفة يبكون وينتحبون وأنشأ أبو الأسود الدؤلي يقول:

ماذا تقولون إن قال النبي لكم=ماذا صنعتم وأنت آخر الأمم بأهل بيتي وأنصاري ومحرمتي=منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم ما كان هذا جزائي إذا نصحت لكم=أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي "وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرنا الفقيه الإمام أحمد بن الحسن بن بابا الأذوني قراءة عليه، قال حدثنا السيد المرشد بالله إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني سليمان بن أحمد، قال حدثنا الحسن بن العباس الرازي، قال حدثنا سليم بن منصور بن عمار، قال حدثني أبي "ح" قال وأخبرنا محمد، قال أخبرنا سليمان، قال وحدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي، قال حدثنا عمر بن بكر بن بكار القعنبي، قال حدثنا محمد بن مجاشع بن عمرو، قالا حدثنا عبد الله بن لهيعة عن أبي قتيل، قال حدثني عبد الله بن عمرو بن العاس: أن معاذ بن جبل أخبره، قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متغير اللون فقال: "أنا محمد أوتيت فواتح الكلم وخواتمه، فأطيعوني ما دمت بين أظهركم، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله عز وجل، أحلوا حلاله وحرموا حرامه، أتتكم المؤتية، الروح والراحة كتاب من الله سبق، أتتكم فتن كقطع الليل المظلم، كلما ذهب رسل جاء رسل، تناسخت النبوة فصارت ملكاً، رحم الله من أخذها بحقها، وخرج منها كما دخلها، أمسك يا معاذ وأحص. قال فلما بلغت خمسة، قال يزيد، قال لا بارك في يزيد، ثم ذرفت عيناه صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: نعى إلى الحسين وأتيت بتربته وأخبرت بقاتله، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعوه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعاً، ثم قال: واهاً لفراخ آل محمد، من خليفة مستخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف، أمسك يا معاذ.

فلما بلغت عشرة، قال الوليد اسم فرعون هادم شرائع الإسلام يبوء بدمه رجل من أهل بيته يسل الله سيفه فلا عماد له، واختلف الناس فكانوا هكذا وشبك بين أصابعه، ثم قال بعد العشرين ومائة موت سريع وقتل ذريع ففيه هلاكهم، ويلي عليهم رجل من ولد العباس".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق محمد بن عبد المؤمن بن أحمد قاضي إسكافه قدم علينا ببغداد قراءة عليه، قال أخبرنا أبي أبو محمد، قال حدثنا أبو بكر الحسين بن يحيى بن عياش المتوتي،

قال حدثنا أحمد بن محمد يحيى بن سعيد القطان، قال حدثان وهب بن جرير، قال حدثنا أبي قال سمعت محمد بن الزبير الحنظلي، قال حدثني زريق مولى معاوية قال: لما مات معاوية بعثني يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وكان والي المدينة، فكتب إليه بموت معاوية، وكتب أن يدعو هؤلاء الرهط يبايعون، قال: فقدمت عليه ليلاً فقلت للحاجب: استأذن لي عليه، فقال إنه قد دخل، قلت إني قد جئت في أمر لا بد من الدخول عليه، قال فأذن لي فدخلت عليه، فدفعت إليه الكتاب، فلما قرأه جزع من موت معاوية جزعاً شديداً، وجعل يقوم على سريره على فرشه، ثم يرمي نفسه ثم يقوم فيرمي نفسه، ثم دعا مروان فجاء وعليه قميص أبيض وملاءة موردة فنعى معاوية، ثم أخبره في الذي كتب في أمر القوم، ثم قال ما ترى؟ قال أرى تبعث إليهم الساعة فتعرض عليهم البيعة فإن بايعوك وإلا فاضرب أعناقهم، قال الوليد: سبحان الله، أقتل الحسين وابن الزبير، قال هو ما أقول لك، قال فبعث إليهم فجاء الحسين عليه السلام عليه قميص أبيض متورد مصبوغ بزعفران، فسلم ثم جلس، قال ثم جاء ابن الزبير بين ثوبين غليظين مشمراً إلى نصف ساقه فسلم ثم جلس، ثم جاء عبد الله بن مطيع، فجاء رجل أحمر العينين ثائر الشعر -أو قال الرأس- فسلم ثم جلس، قال فحمد الله الوليد ونعى إليهم معاوية ودعاهم إلى البيعة ليزيد، فبدر ابن الزبير صاحبيه الكلام مخافة وهنهما، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر معاوية فترحم عليه ودعا له، ثم ذكر الوليد فقال: وليتنا فأحسنت ورفقت بنا ووصلت أرحامنا، وقد علمت الذي كان من أبيك في بيعة يزيد وولايتنا، ومت ما بايعنا وشاب مصرم علينا خشينا أن لا يذهب ذلك ما في نفسه علينا، فإن رأيت أن تصل أرحامنا وتحسن فيما بيننا وبينك وتخلي سبيلنا، فإذا أصبحت نودي في الناس الصلاة جامعة ثم صعدت المنبر فنبايع حينئذ يذهب ما في نفسه علينا، قال وأنا أنظر إلى مروان في ناحية البيت كلما نظر إليه الوليد قال بيده هكذا، اضرب أعناقهم، قال فخلي سبيلهم. قال مروان: ألا والله لا يصبح بالمدينة منهم أحد، قال فانطلق كل واحد منهم إلى منزل فقرب رواحله فشد عليها، ثم أتى بها إلى الطريق وأصبح -يعني الوليد، فنادى بالصلاة جامعة، فطلب الناس ودعاهم إلى البيعة ليزيد، وأرسل إلى هؤلاء الرهط فوجدهم قد خرجوا.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن البطحاني بقراءتي عليه بالكوفة قال أخبرنا محمد بن جعفر التميمي قراءة، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال

أخبرني الحسن بن جعفر ابن مدرار قراءة، قال حدثني عمي طاهر بن مدرار، قال حدثني فضيل بن الزبير، قال سمعت الإمام أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام، ويحيى بن أم طويل وعبد الله بن شريك العامري يذكرون تسمية من قتل مع الحسين بن علي عليهما السلام من ولده وإخوته وأهله وشيعته، وسمعته أيضاً من آخرين سواهم: الحسين بن علي ابن رسول الله صلوات الله عليهم؛ قتله سنان بن أنس النخعي. وحمل رأسه فجاء به خولى بن يزيد الأصبحي. والعباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وأمه أم البنين بنت حرام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد العامري قتله زيد بن رفاد الجني. وحكيم بن الطفيل الطائي السيسي وكلاهما ابتلي في بدنه. وجعفر بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، وأمه أيضاً أم البنين بنت حرام.

قتله هاني بن نبيت الحضرمي. وعبد الله بن علي عليه السلام وأمه أيضاً أم البنين، رماه خولى بن يزيد الأصبحي بسهم وأجهز عليه رجل من بني تميم بن إبان بن دارم. ومحمد بن علي بن أبي طالب عليهما السلام الأصغر، قتله رجل من إبان بن دارم وليس بقاتل عبد الله بن علي، وأمه أم ولد. وأبو بكر بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، وأمه ليلى بنت مسعود خالد بن مالك بن ربعي بن سلم بن جندل بن نهشل بن دارم التميمي، وعثمان بن علي عليهما السلام، وأمه أم البنين بنت حرام أخو العباس وجعفر وعلي ابني علي لأمهم، وعلي بن الحسين الأكبر وأمه ليلى بنت مرة بن عروة بن مسعود بن مغيث الثقفي، وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب، قتله مرة بن منقذ بن النعمان الكندي، وكان يحمل عليهم ويقول: أنا علي بن الحسين بن علي=نحن وبيت الله أولى بالنبي حتى قتل صلى الله عليه وعبد الله بن الحسين عليهما السلام، وأمه الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن حكيم الكلبي، قتله حرملة بن الكاهل الأسدي الوالبي، وكان ولد الحسين بن علي عليه السلام في الحرب، فأتى به وهو قاعد وأخذه في حجره ولباه بريقه وسماه عبد الله، فبينما هو كذلك إذ رماه حرملة بن الكاهل بسهم فنحره، فأخذ الحسين عليه السلام دمه فجمعه ورمى به نحو السماء، فما وقعت منه قطرة إلى الأرض، قال فضيل: وحدثني أبو الورد أنه سمع أبا جعفر يقول: لو وقعت منه إلى الأرض قطرة لنزل العذاب، وهو الذي يقول الشاعر فيه: وعند غنى قطرة من دمائنا=وفي أسد أخرى تعد وتذكر

وكان علي بن الحسين عليه السلام عليلاً وارتث يومئذ وقد حضر بعض القتال، فدفع الله عنه، وأخذ مع النساء هو ومحمد بن عمرو بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وقتل أبو بكر بن الحسن بن علي وأمه أم ولد قتله عبد الله بن عقبة العنوي، وعبد الله بن الحسن بن علي عليهم السلام وأمه أم ولد رماه حرملة بن الكاهل الأسدي بسهم فقتله، والقاسم بن الحسن بن علي وأمه أم ولد، قتله عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأمه جمانة بنت المسيب ابن نجية بن ربيعة بن رباح الفراري قتله عبد الله بن قطنة الطائي النبهاني، ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأمه الحوصاء بنت حفصة بنت ثقيف بن ربيعة بن عائد بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة بن بكر بن وائل، قتله عامر بن نهشل التيمي، قال: ولما أتى أهل المدينة مصابهم دخل الناس على عبد الله بن جعفر يعزونه فدخل عليه بعض مواليه، فقال: هذا ما لقينا، ودخل علينا من حسين، قال فحذفه عبد الله بن جعفر بنعله، وقال: يا ابن اللخناء، أللحسين تقول هذا، والله لو شهدته ما فارقته حتى أقتل معه، والله ما شحى بنفسي عنهما وعن أبي عبد الله إلا أنهما أصيبا مع أخي وكبيري وابن عمي مواسيين مضاربين معه، ثم أقبل على جلسائه فقال: الحمد لله على كل محبوب ومكروه، أعزز علي بمصرع أبي عبد الله، ثم أعزز علي إلا أن أكون آسيته بنفسي الحمد لله على كل حال قد أساه ولدي. جعفر بن عقيل بن أبي طالب، أمه أم البنين بنت النفرة بن عامر بن هصان الكلابي، قتل عبد الله بن عمرو الخثعمي. وعبد الرحمن بن عقيل، أمه أم ولد قتله عثمان بن خالد بن أسير الجهني وبشر بن حرب الهمداني القانصي اشتركا في قتله. وعبد الله بن عقيل بن أبي طالب، وأمه أم ولد رماه عمرو بن صبيح الصيداوي فقتله. ومسلم بن عقيل بن أبي طالب قتل بالكوفة، وأمه حبلة أم ولد، وعبد الله بن مسلم بن عقيل وأمه رقية بنت علي بن أبي طالب، وأمه أم ولد قتله عمرو بن صبيح الصيداوي، ويقال قتله أسد بن مالك الحضرمي، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب، وأمه أم ولد، قتله ابن زهير الأزدي ولقيط بن ياسر الجهني اشتركا فيه. ولما أتى الناس بالمدينة مقتل الحسين بن علي عليهما السلام، خرجت زينت بنت عقيل بن أبي طالب وهي تقول: ماذا تقول إن قال النبي لكم=ماذا صنعتم وأنت آخر الأمم بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي=منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدمي

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم=أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي وقتل سليمان مولى الحسين بن علي، قتله سليمان بن عوف الحضرمي. وقتل منجح، مولى الحسين بن علي عليهما السلام، قتله حسان بن بكر الحنظلي. وقتل قارب الديلمي، مولى الحسين بن علي، وقتل الحارث بن نبهان، مولى حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله.

وقتل عبد الله بن بيطر، رضيع الحسين بن علي بالكوفة رمي به من فوق القصر، فتكسر فقام إليه عبد الملك بن عمير اللخمي فقتله واحتز رأسه. وقتل من بني أسد بن خزيمة حبيب بن مطاهر، قتله نديل بن صريم الفغقاني، وكان يأخذ البيعة للحسين بن علي وأنس بن الحارث، وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقيس بن مسهر الصيداوي، وسليمان بن ربيعة، ومسلم بن عوسجة السعدي من بني سعد بن ثعلبة، قتله مسلم بن عبد الله.

وعبيد الله بن أبي خشكارة. وقتل من بني غفار بن مليل بن ضمرة عبد الله، وعبد الرحمن، ابنا قيس بن أبي عروة، وحوى مولى لأبي ذر الغفاري. وقتل من بني تميم الحر بن يزيد، وكان لحق بالحسين بن علي بعد، وشبيب ابن عبد الله من بني نفيل بن دارم. وقتل من بني سعد بن بكر، الحجاج بن بدر، وقتل من بني تغلب، قاسط وكردوس ابنا زهير بن الحارث، وكنانة بن عتيق، والضرغامة بن مالك. وقتل من قيس بن ثعلبة، خولى بن مالك، وعمرو بن صبيعة. وقتل من عبد القيس من أهل البصرة، يزيد بن نبيط وابناه، عبد الله وعبيد الله ابنا يزيد، وعامر بن مسلم وسالم مولاه، وسيف بن مالك، والأدهم بن أمية. وقتل من الأنصار عمرو بن قرظة وعبد الرحمن بن عبد رب، من بني سالم بن الخزرج، وكان أمير المؤمنين عليه السلام رباه وعلمه القرآن، ونعيم بن العجلان الأنصاري، وعمران بن كعب الأنصاري، وسعد بن الحارث، وأخوه الحتوف بن الحارث، وكانا من المحكمة. فلما سمعا أصوات النساء والصبيان من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حكما ثم حملا بأسيافهما فقاتلا مع الحسين عليه السلام حتى قتلا، وقد أصابا في أصحاب عمر بن سعد ثلاثة نفر، وقتل من بني الحارث بن كعب الضباب بن عامر. وقتل من بني خثعم عبد الله بن بشر الأكلة، وسويد بن عمرو بن المطاع، قتلة هانئ بن نبيت الحضرمي. وقتل بكر بن حي التيملي من بني تيم الله بن ثعلبة، وجابر بن الحجاج، مولى عامر بن نهشل من بني تيم الله، ومسعود بن الحجاج وابنه عبد الرحمن بن مسعود. وقتل من عبد الله مجمع بن عبد الله وعايذ بن مجمع، وقتل من طي

عامر بن حسان بن شريح بن سعد بن حارثة بن لام، وأمية بن سعد. وقتل من مراد نافع بن هلال الجملي، وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وجنادة بن الحارث السلماني، وعلامة بن واضح الرومي، وقتل من بني شيبان بن ثعلبة: جبلة بن علي. وقتل من بني حنيفة سعيد بن عبد الله. وقتل من جواب: جندب بن حجير وابنه حجير بن جندب، وقتل من صدا: عمرو بن خالد الصداوي وسعد مولاه. وقتل من كلب عبد الله بن عمرو بن عياش بن عبد قيس وأسلم مولى لهم. وقتل من كندة الحارث بن امرئ القيس، ويزيد بن زيد بن المهاصير، وزاهر صاحب عمرو بن الحمق، وكان صاحبه حين طلبه معاوية، وقتل من بجيلة، كثير بن عبد الله الشعبي، ومهاجر بن أوس، وابن عمه سلمان بن مضارب. وقتل النعمان بن عمرو، والخلاس ابن عمرو الراسبين. وقتل من خرقة جهينة، مجمع بن زياد، وعباد بن أبي المهاجر الجهني، وعقبة بن الصلت وقتل من الأزد، مسلم بن كثير، والقاسم بن بشر، وزهير بن سليم، ومولى لأهل شندة يدعى رافعاً. وقتل من همدان أبو همامة عمرو بن عبد الله الصايد، وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، قتله قيس بن عبد الله. ويزيد بن عبد الله المشرقي، وحنظلة بن أسعد الشامي، وعبد الرحمن بن عبد الله الأزجي، وعمار بن أبي سلامة المالاني، وعابس بن أبي شبيب الشاكري، وشوذب مولى شاكر، وكان متقدماً في الشيعة وسيف بن الحارث بن سريع، ومالك بن عبد الله بن سريع، وهمام بن سلمة القانصي، وارتث من همدان: سوار بن حمير الجابري فمات لستة أشهر من جراحته، وعمرو بن عبد الله الجندعي مات من جراحة كانت به على رأس السنة. وقتل هانئ بن عروة المرادي بالكوفة، قتله عبيد الله بن زياد. وقتل من حضرموت بشير بن عمر، وخرج الهفهاف بن المهند الراسي من البصرة حين سمع بخروج الحسين عليه السلام، فسار حتى انتهى إلى العسكر بعد قتله، فدخل عسكر عمر بن سعد ثم انتضى سيفه وقال: يا أيها الجند المجند، أنا الهفهاف بن المهند، أبغي عيال محمد، ثم شد فيهم. قال علي بن الحسين عليهما السلام: فما رأى الناس منذ بعث الله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم فارساً بعد علي بن أبي طالب عليه السلام، قتل بيده ما قتل فتداعوا عليه، فأقبل خمسة نفر فاحتوشوه حتى قتلوه، رحمه الله تعالى.

ولما وصلوا إلى سرادقات الحسين بن علي عليهما السلام، أصابوا علي بن الحسين عليلاً مدنفاً، ووجدوا الحسن بن الحسن جريحاً وأمه خولة بنت منظور الفزاري، ووجدوا محمد بن

عمرو بن الحسن ابن علي غلاماً مراهقاً، فضموهم مع العيال وعافاهم الله فأنقذهم من القتل.

فلما أتى بهم عبيد الله بن زيادهم بعلي بن الحسين فقال له: إن لك بهؤلاء النساء حرمة فأرسل معهن من يكلفهن ويحوطهن، فقال: لا يكون أحد غيرك، فحملهم جميعاً، واجتمع أهل الكوفة ونساء همدان حين خرج بهم فجعلوا يبكون فقال علي بن الحسين: هذا أنتم تبكون، فأخبروني من قتلنا؟ فلما أتى بهم مسجد دمشق أتاهم مروان فقال للوفد كيف صنعتم بهم؟ قالوا ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلاً فأتينا على آخرهم، فقال أخوه عبد الرحمن بن الحكم: حجبتم عن محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة، والله لا أجامعكم أبداً، ثم قام فانصرف.

فلما أن دخلوا على يزيد، فقال إيه يا علي: أجزرتم أنفسكم عبيد أهل العراق، فقال علي بن الحسين: "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير"، فقال يزيد: "ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير"، ثم أمر بهم فأدخلوا داراً فهيأهم وجهزهم وأمر بتسريحهم إلى المدينة، وكان أهل المدينة يسمعون نوح الجن على الحسين بن علي عليهما السلام حين أصيب وجنيته تقول: ألا يا عين فاحتفلي بجهد=ومن يبكي على الشهداء بعدي على رهط تقودهم المنايا=إلى متجبر في ملك عبدي "وبه" قال فضيل بن الزبير، وحدثني ناجية العطار، قال: كان الحصاصون في هذا الظهر يسمعون نواح الجن على الحسين بن علي عليهما السلام: مسح النبي جبينه=فله بريق في الخدود أبواه من عليا قري_ش خير الجدود زحفوا إليه بجمعهم=وأولئكم شر الجنود قتلوا تقياً زكياً=لا أسكنوا دار الخلود "وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، قال أنا أروي عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني المرادي قراءة عليه في شهور سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة بالري، وهو يروي ذلك عن والده أبي سعد بن المظفر بن عبد الرحيم بن علي المؤدب الزيدي رحمهما الله قراءة على والده، قال حدثنا السيد الأجل الإمام رحمه الله إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله

بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري، عن عبد الرزاق عن ابن جريح عن عبيد الله بن أبي يزيد، أنه سمع ابن عباس رضي الله عنه يقول: ما علمت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتحرى صيام يوم يبتغي فضله على غيره إلا هذا اليوم عاشوراء وشهر رمضان.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن سبط بن مندويه المحدث بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن جعفر بن حيان "رجع" السيد قال وأخبرناه أبو الحسن بن علي بن محمد الخزرجي المقري إمام جامع البصرة بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن العباس الأسقاطي الدقاق، قال حدثنا وقال عبد الله أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحارث الجمحي، قال حدثنا عبد الله بن رجاء، قال حدثنا شريك عن ثور، قال عبد الله بن أبي فاختة واتفقا، قال سمعت عبد الله بن الزبير يقول: هذا يوم عاشوراء فصوموه فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بصيامه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال أخبرنا يحيى بن حسان عن الليث بن سعد، عن نافع عن ابن عمر قال ذكر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يوم يصومه أهل الجاهلية، فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه، ومن كره فليدعه.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو حامد محمد بن أحمد بن الفرج، قال حدثنا محمد بن المنذر البغدادي سنة اثنتان وثلاثين ومائتين، قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن شريك العامري عن بشر ابن غالب الأسدي قال: إن ابن الزبير لحق الحسين بن علي عليهما السلام، قال أين تريد؟ قال العراق، قال هم الذين قتلوا أباك وطعنوا أخاك وأنا أرى أنهم قاتلوك، قال وأنا أرى ذلك، قال فأخبرني عن المولود متى يجب عطاؤه؟ قال إذا استهل صارخاً وجب عطاؤه وورث وورث، قال فأخبرني عن الرجل يقاتل عن أهل الذمة فيؤسر، قال فكاكه في

جزيتهم، قال فأخبرني عن الشرب قائماً، قال حلب الحسين ابن علي عليهما السلام ناقته تحت فشرب قائماً، قال فأخبرني عن الصلاة في جلود الميتة؟ قال فأومأ الحسين بن علي عليه السلام إلى كلاب له عليه فروة، فقال هذا من جلود الميتة دبغناها فإذا حضرت الصلاة صليت فيها.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، قال حدثنا الحسن بن خضر، عن أبيه عن ابن الكلبي قال: صاح شمر بن ذي الجوشن يوم واقعوا الحسين عليه السلام أبا عباس -يعني العباس بن علي عليهما السلام أخرج إلي أكلمك، فاستأذن الحسين فأذن له، فقال له ما لك؟ قال هذا أمان لك ولإخوتك من أمك أخذته لك من الأمير -يعني ابن زياد- لمكانكم مني لأني أحد أخواكم فاخرجوا آمنين، فقال له العباس: لعنك الله ولعن أمانك والله إنك تطلب لنا الأمان أن كنا بني أختك ولا يأمن ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فأراد العباس أن ينزل فقال له الحسين: قدم أخويك بين يديك، وهما عبد الله وجعفر، فإنهما ليس لهما ولد ولك ولد حتى تربهما وتحتسبهما، فأمر أخويه فنزلا فقاتلا حتى قتلا، ثم نزل فقاتل حتى قتل، قال الحسن قال أبي: وهؤلاء الثلاثة بنو أم جعفر، وهي الكلابية وهي أم البنين. قال الحسن قال أبي: بلغني عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: بكى الحسين عليه السلام خمس حجج، وكانت أم جعفر الكلابية تندب الحسين وتبكيه وقد كف بصرها، فكان مروان وهو وال المدينة يجيء متنكراً بالليل حتى يقف فيسمع بكاءها وندبها.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن يزيد بن جلين الدوري، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد المعروف بابن المطيفي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي القاضي بدمشق، قال أخبرني أبي عن أبيه، قال حدثني حمزة بن يزيد الحضرمي، قال: رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن يقال لها زباء، كان بنو أمية يكرمونها، وكان هشام يكرمها، وكانت إذا جاءت إلى هشام تجيء راكبة وكل من رآها من بني أمية يكرمها ويقولون لها يا خاصة يزيد بن معاوية، وكانوا يقولون قد بلغت السن مائة سنة وحسن وجهها وجمالها باق بنضارته، فلما كان من الأمر الذي كان اشتهرت في بعض منازل أهلها، فسمعتها وهي

تقول وتعيب بني أمية مداراة لنا، قالت دخل بعض بني أمية على يزيد فقال: أبشر يا أمير المؤمنين قد أمكنك الله من عدوك -يعني الحسين بن علي عليهما السلام- قد قتل ووجه برأسه فوضع بين يدي يزيد في طشت، فأمر الغلام فرفع الثوب الذي كان عليه حتى إذا رآه خمر وجهه بكمه كأنه شم منه رائحة، وقال الحمد لله الذي كفانا المؤنة بغير مؤنة، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، قالت زبا: فدنوت منه فنظرت إليه وبه ردع من حنا، قال حمرة، فقلت لها أقرع أنيابه بالقضيب كما يقولون، قالت أي والذي ذهب بنفسه وهو قادر أن يغفر له لقد رأيته يقرع ثناياه بقضيب في يده ويقول أبياتاً من شعر ابن الزبعري، ولقد جاء رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: قد أمكنك الله من عدوك وعدو أبيك فاقتل هذا الغلام ينقطع هذا النسل، فإنك لا ترى ما تحب وهم أحياء آخر من ينازع فيه -يعني علي بن الحسين عليهم السلام، لقد رأيت ما لقي أبوك من أبيه، وما لقيت أنت منه، وما صنع مسلم بن عقيل بن أبي طالب، اقطع أصل هذا البيت وهؤلاء القوم فإنك إذ أنت قتلت هذا الغلام انقطع نسل الحسين خاصة، وإلا فالقوم ما بقي منهم أحد طالبك بهم، وهم قوم ذو مكر والناس إليهم مائلون، وخاصة غوغاء أهل العراق، ويقولون ابن رسول الله وابن علي وفاطمة، فليسوا بأكبر من صاحب هذا الرأس، فقال لا قمت ولا قعدت فإنك ضعيف مهين بل أدعه كلما طلع منهم طالع أخذته سيوف آل أبي سفيان، قال إني سمعت هذا الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن لا أسميه أبداً ولا أذكره، فسألتها ممن هي؟ فقالت كانت أمي امرأة من كلب وكان أبي رجل من موالي بني أمية، وقالت لي ماتت أمي ولها مائة سنة وعشر سنين فذكرت أن أمها عجيبة وعاشت تسعين سنة، وأنها أدركت زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمعت به، وهي امرأة أم أولاد، وأنها رأت عمر بن الخطاب حين قدم الشام وهي مسلمة.

قال أبي قال ابن أبي يحيى بن حمزة، قال إني رأيت زبا بعد ذلك مقتولة مطروحة على درج جيرون مكشوفة الفرج، قال حمزة: وقد كان حدثني بعض أهله أنه رأى رأس الحسين بن علي عليهما السلام مصلوباً بدمشق ثلاثة أيام، قال أبي فحدثني أبي عن أبيه أن أباه حدثه أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان بن عبد الملك فبعث إليه فجيء به وقد قحل وبقي عظماً أبيض، فجعله في سفط وطيبه وجعل عليه ثوب ودفن في مقابر المسلمين، فلما ولي

عمر بن عبد العزيز بعث إلى الخازن خازن بيت السلاح وجه لي برأس الحسين بن علي عليه السلام، فكتب إليه الخازن: أن سليمان أخذه مني، فكتب إليه إن أنت لم تحمله فتجيء به لأجعلنك نكالاً، فقدم عليه فأخبره أن سليمان أخذه فجعله في سفط وصلى عليه ودفنه فصح ذلك عنده، فلما دخلت المسودة سألوا عما صنع به، قال حمزة: ما رأيت في النساء أجود من زبا كيف علمت أنه شعر ابن الزبعري، قال يعني أنها أنشدتني مائة قافية من قولها ترثي يزيد بن معاوية كانت عندي مكتوبة في قرطاس، فذهبت في زمان عبد الله بن طاهر.

"وبه" قال أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبد الوارث بن إبراهيم أبو عبيدة العسكري، قال حدثنا علي بن أبي طالب البزار، قال حدثنا الهيصم بن السيداح، عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزل في سعة سائر سنته".

"وبه" قال حدثنا الخليل بن عبد الله بن الخليل الحافظ إملاء بقزوين، قال حدثني علي بن أحمد بن صالح، قال حدثنا الحسن بن علي الطوسي، قال حدثنا محمد بن بشار بندار، قال حدثنا محمد بن جعفر غندر، قال حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن أبيه، قال: كنت عند عبد الله بن عمر بمكة فجاءه ناس من أهل الكوفة فسألوه عن دم البراغيث هل تجوز معه الصلاة، فقال من أين أنتم؟ قالوا: من أهل العراق، قال: ومن أي العراق؟ قالوا من الكوفة، فقال يا عجباً، قد جاءوا يسألون عن دم البراغيث وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ونظر إليهما وشمهما، فقال: "هما ريحانتي من الدنيا".

"وبه" قال السيد الإمام، قال لنا الخليل: هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح، في موضع عن غندر عن شعبة، وفي موضع آخر من حديث مهدي بن ميمون عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد، الجريري قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر -يعني محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، قال حدثنا الحسن بن خضر

عن أبيه قال بلغني أن علي بن الحسين عليهم السلام قال: لما كانت الأيام التي قتل فيها أبي رماني الله بالحمى، وكانت عمتي زينت تمرضني، فلما كان في اليوم الذي قتل في غده، خلا أبي بأصحابه في فسطاط كان يخلو فيه إذا أراد أن يشاور أصحابه في شيء، فسمعته ورأسي في حجر عمتي وهو يقول: لا ذعرت السوام في غلس الصب_ح مغبراً ولا دعيت يزيدا يوم أعطى من خيفة الموت ضيماً=والمنايا يرصدنني أن أحيدا قال: أما أنا فرددت عبرتي وتصبرت، وأما عمتي فإنه أدركها ما يدرك النساء من الضعف، فوضعت رأسي على مرفقه ثم قامت فمضت نحو أبي وهي تصيح: يا خليفة الماضين، وثمال الباقين، استقبلت جعلني الله فداءك، فقال يا أخية: لو ترك القطا لنام، فقال: ذاك أسخن لعيني وأحر لكبدي، أتغتصب نفسك اغتصاباً يا أبا عبد الله، ثم سقطت مغشياً عليها، فأقبل أبي يمسح الماء عن وجهها ويقول: وكان أمر الله قدراً مقدوراً، وكان أمراً مقضياً. فلما أقامت قال يا أخية: إن أهل الأرض يموتون وإن أهل السماء يبقون، إن أبي كان خيراً مني، وأمي كانت خيراً مني، وأخي كان خيراً مني، فإذا أصبت فلا تخمشي وجهاً ولا تحلقي شعراً، ولا تدعي بويل ولا ثبور، ثم أخذ بيدها فدرها إلى موضعها وأجلسها، وأخذ رأسي فوضعه في حجرها.

"وبه" قال أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك القاضي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال حدثنا محمد بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلم، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقتل ابني حسين بظهر الكوفة، الويل لقاتله وخاذله ومن ترك نصرته".

"وبإسناده" عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحسين سيد الشهداء يقتل مظلوماً مغصوباً على حقه".

"وبإسناده" عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أخرجهم عداوة أهل بيتي إلى اليهودية فهم أهل النار".

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسين محمد المظفر بن موسى بن عيسى، قال أخبرنا أحمد بن علي المدايني، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، قال حدثنا سعيد بن أبي مريم، أخبرنا ابن أيوب، قال أخبرني أبو عرفة عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كان لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشربة كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد لقاء جبريل عليه السلام لقيه فيها فرقبا مرة من ذلك وأمر عائشة أن لا يطلع عليهم أحد، قال وكان رأس الدرجة في حجرة عائشة، فدخل الحسين بن علي عليهما السلام فرقي ولم تعلم حتى غشيها، فقال جبريل عليه السلام: من هذا؟ قال ابني، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجعله على فخذه، فقال جبريل عليه السلام سيقتل، تقتله أمتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أمتي؟ قال نعم، وإن شئت خبرتك بالأرض التي يقتل فيها، فأشار جبريل عليه السلام بيده إلى الطف بالعراق، فأخذ تربة حمراء فأراها إياه.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، قال حدثنا يحيى بن أبي بكر، قال حدثني الليث قال: أتى الحسين بن علي عليهما السلام فقاتلوه وقتلوا بنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه بمكان يقال له الطف، وانطلق بعلي بن الحسين وفاطمة بنت حسين وسكينة إلى عبيد الله بن زياد لعنه الله وعلي يومئذ غلام قد بلغ، فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية لعنهما الله، فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها، وعلي بن الحسين عليه السلام في غله، فوضع رأسه فضرب على ثنتي الحسين عليه السلام فقال: نفلق هاماً من رجال أعزة=علينا وهم كانوا أعمق وأظلما فقال علي بن الحسين عليه السلام: "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير"، فثقل على يزيد أن تمثل ببيت شعر وتلا علي عليه السلام من كتاب الله عز وجل، فقال يزيد: بل "بما كسبت أيديكم ويعوف عن كثير"، فقال علي بن الحسين عليهما السلام: أما والله لو رآنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مغلولين لأحب أن يحلنا من الغل، قال صدقت، فحلوهم من الغل، قال ولو وقفنا بين يدي رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم على بعد لأحب أن يقربنا، قال صدقت فقربوهم، فجعلت فاطمة وسكينة تتطاولان لتريا رأس أبيهما، وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر عنهما رأس أبيهما، ثم أمر بهم فجهزوا وأصلح آلتهم وأخرجوا إلى المدينة.

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا أحمد بن علي الصوفي، قال حدثنا أبو غسان قال حدثنا عبد السلام بن حرث عن عبد الملك بن كردوس عن حاجب بن عبيد الله بن زياد قال: دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين عليه السلام فاضطرم في وجهه نار، فقال هكذا بكمه على وجهه، فقال هل رأيت؟ قلت نعم، فأمرني أن أكتم.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن محمد المقري بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي قراءة عليه، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي، قال حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال حدثنا فروة قال سمعت أبا رجاء يقول: لا تسبوا علياً ولا أهل هذا البيت إن جاراً لنا من بني الهجيم قد مر بالكوفة فقال: ألم تروا إلى هذا الفاسق بن الفاسق إن الله قتله -يعني الحسين صلوات الله عليه، فرماه الله بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن ريذة، قال أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا يزيد بن مهران أبو خالد، قال حدثنا أسباط بن محمد بن أبي بكر الهذلي عن الزهري قال لما قتل الحسين بن علي لم يرفع حجر إلا وجدت تحته دماً عبيطاً.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن عبد الله، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا ابن نمير، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال: لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نصبت في الرحبة فانتهيت إليهم وهم يقولون قد جاءت قد جاءت، فإذا حية قد جاءت تخلل الرؤوس حتى دخلت في منخر عبيد الله بن زياد فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت، ثم قالوا قد جاءت ففعلت ذلك مرة أو ثلاثاً.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين القاضي بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفتوح المعافى بن زكريا بن يحيى بن طراز، قال أخبرنا المظفر بن يحيى، قال حدثنا العبري، قال حدثنا أبو عدنان عبد الرحمن بن عبد الأعلى السلمي، قال أخبرني ابن الكلبي فيما قرأت عليه عن أبي مخفف، قال حدثني يوسف بن مزيد، عن عوف بن عبد الله

الأحمر قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام ونصب رأسه بالكوفة وبعث به إلى يزيد بن معاوية، ورجع الناس من معسكرهم وتلاقت الشيعة بالتلاوم والتندم، ورأت أن قد أخطأت خطأ كبيراً بدعاء الحسين عليه السلام إياهم، فلم يجيبوه ولم ينصروه، ورأت أن لا يغسل عنهم الإثم إلا قتل من قتله والقتل فيه، ففزعوا إلى خمسة نفر من الشيعة إلى سليمان بن صرد الخزاعي، وإلى المسيب بن بحية الفراري، وإلى عبد الله بن سعد الأزدي، وإلى عبد الله وال من بني تيم اللات بن ثعلبة، وإلى رفاعة بن شداد البجلي، ثم إن هؤلاء الخمسة اجتمعوا في دار سليمان بن صرد، فاقتص الكلبي علي أبي مخنف ما تكلم به القوم وما اجتمعوا عليه من التوبة من خذلان الحسين ابن علي عليهما السلام والطلب بدمه، فقال عوف بن عبد الله بن الأحمر: يحرضهم على الخروج ويرثي الحسين بن علي عليهما السلام: صحوت وودعت الصبا والغوانيا=وقلت لأصحابي أجيبوا المناديا وقولوا له إذ قام يدعو إلى الهدى=وقتل العدى لبيك لبيك داعيا وقودوا إلى الأعداء كل طمرة=عيوف وقودوا السايحات المذاكيا وشدوا له إذ سعر الحرب أزرة=ليجزى امرؤ يوماً بما كان ساعيا وسيروا إلى القوم المحلين حسبة=وهزوا الحراب نحوهم والهزاليا ألسنا بأصحاب الحريبة والأولى=قتلنا بها التيمي حران باغيا ونحن سمونا لابن هند بجحفل=كركن وني تزجى إليه الدواهيا فلما التقينا بين الضرب أينا=بصفين كان الأضرع المتفاديا دلفنا فألفينا صدورهم بها=غداتئذ زرقاً ظماء صواريا وملنا رجالاً بالسيوف عليهم=نشق بها هاماتهم والتراقيا فذدناهم من كل وجه وجانب=وحزناهم حوز الرعاء المثاليا زويناهم حتى أزالت صفوفهم=فلم نر إلا مستخفاً وكابيا وحتى أذاعوا بالمصاحف واتقوا=بها دفعات يحتطبن المحاميا وحتى ظلت ما أرى من معقل=وأصبحت القتلى جميعاً ورائيا فدع ذكر ذا لا تيأسن من ثوابه=وتب واعن للرحمن إن كنت عانيا ألا وانع خير الناس جداً وولداً=حسيناً لأهل الدين إن كنت ناعيا

ليبك حسيناً كلما ذر شارق=وعند غرق الليل من كان باكيا ليبك حسيناً كل عان ويابس=وأرملة لم تعدم الدهر لاجيا ليبك حسيناً من رعى الدين والتقى=وكان لتضعيف المثوبة راجيا ليبك حسيناً مملق ذو خصاصة=عديم وأيتام تشكي المواليا لي والله قوماً أشخصوه وغرروا=فلم ير يوم البأس منهم محاميا ولا موفياً بالوعد إذ حمس الوغى=ولا زاجراً عنه المضلين ناهيا ولا قاتلاً لا تقتلوه فتسحتوا=ومن يقتل الزاكين يلق التخازيا فلم يك إلا ناكثاً أو مقاتلاً=وذا فجرة يسعى إليه معاديا سوى عصبة لم يعظم القتل عندهم=يشبهها الراءون أسداً ضواريا وقوة بأيدهم وحر وجوههم=وباعوا الذي يفنى بما كان باقيا وأضحى حسين للرماح درية=فغودر مسلوباً لدى الطاف ثاويا قتيلاً كأن لم يغن في الناس ليلة=جزى الله قوماً أسلموه الخوازيا فيا ليتني إذ ذاك كنت شهدته=فضاربت عن الشانئين الأعاديا ودافعت عنه ما استطعت مجاهداً=وأعملت سيفي فيهم وسنانيا ولكن قعدت في معاشر ثبطوا=وكان قعودي ضلة من ضلاليا فما تنسى الأيام من نكباتها=فإني لن ألف له الدهر ناسيا ويا ليتني غودرت فيمن أصابه=وكنت له من مقطع السيف فاديا ويا ليتني أحضرت عنه بأسرتي=وأهلي وخلاني جميعاً ومليا سقى الله قبراً ضمن المجد والتقى=بغربية الطف الغمام الغواديا فتى حين سيم الخسف لم يقبل التي=تذل العزيز أو تجر المخازيا ولكن مضى لم يملأ الموت نحره=فبورك مهدياً شهيداً وهاديا ولو أن صديقاً نزيل وفاته=حصون البلاد والجبال الرواسيا لزالت جبال الأرض من عظم فقده=وأضحى له الحصن المحصن خاويا وقد كسفت شمس الضحى بمصابه=وأضحت له الآفاق حمراً بواديا فيا أمة تاهت وضلت عن الهدى=أنيبوا فأرضوا الواحد المتعاليا

وتوبوا إلى التواب من سوء صنعكم=وإلا تتوبوا تلقوا الله عاتيا وكونوا شراة بالسيوف وبالقنا=تفوزوا وقدماً فاز من كان شاريا وفتيان صدق دون آل نبيهم=أصيبوا وهم كانوا الولاة الأدانيا وإخواننا الأولى إذا الليل جهنم=تلو أطول الفرقان ثم المثانيا أصابهم أهل الشناءة والعدى=فحتى متي لا يبعث الجيش غاديا وحتى متي لا أعتلي بمهند=قذال ابن وقاص وأدرك ثاويا وإني زعيم إن تراخت منيتي=بيوم لهم منا يشب النواصيا "وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله إبراهيم الشافعي إملاء في شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا الحسن بن موسى، قال حدثنا شيبان عن أشعث عن جعفر بن أبي ثور، عن جابر ابن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بصيام عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عنده، فلما فرض رمضان لم يأمرنا ولم يتعاهدنا عنده.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا الحسن بن علي المعمري، قال حدثنا بركة بن محمد الحلبي، قال حدثنا يوسف بن أسياط عن أبي شيبان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال: أتيت ابن مسعود يوم عاشوراء فإذا بين يديه قصعة ثريد وعراق، قلنا يا أبا عبد الرحمن: أليس هذا يوم عاشوراء؟ قال نعم، كنا نصومه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يفرض شهر رمضان، فلما فرض شهر رمضان نسخه، ثم قال: أقعد، فقعدت وأكلت.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمود بن قحطبة البندار المقري بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي حكمة التيملي التمار المعروف بابن أبي ترابه، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال حدثنا محمد بن صالح بن عبد الرحمن، قال حدثنا عبد الله بن رجاء، قال أخبرنا سعيد بن سلمة وهو ابن أبي الحسام، قال حدثنا موسى بن جبير، عن عبيد الله بن أبي سعيد بن عبيد الله النجاري، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: بينما حسين عليه السلام عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في البيت، وقد خرجت لأقضي حاجة ثم دخلت البيت فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أخذ حسيناً

فأضجعه على بطنه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح عينيه من الدمعة، فقلت يا رسول الله: ما بكاؤك؟ قال رحمة هذا المسكين، أخبرني جبريل عليه السلام أنه سيقتل بكربلاء، فقلت: أين كربلاء؟ قال دون العراق، وهذه تربتها قد أتاني بها جبريل عليه السلام.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن العلاف الواعظ بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثني أبي، قال حدثنا أبو النصر هاشم بن القاسم، قال حدثنا عبد الحميد -يعني ابن بهرام، قال حدثني شهر قال: سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين جاء نعي الحسين بن علي عليهما السلام، لعنت أهل العراق وقالت: قتلوه قتلهم الله، غروه وخلوه لعنهم الله، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءته فاطمة عليها السلام غدية ببرمة قد صنعت له فيها عصيدة تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه، فقال لها: أين ابني؟ وذكر حديث الكساء بتمامه، قال السيد: أنا اختصرته.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى الجريري قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن يونس قال: لما غدر أهل الكوفة بالحسين بن علي عليهما السلام جاء عبد الله بن الحر الجعفي وقد نزل الحسين عليه السلام قريباً منه، فلما دخل عليه قال له ابن الحر: والله ما خرجت من الكوفة إلا من أجلك، قال الحسين عليه السلام: فكن معي، قال له ابن الحر: ما أرى نفسي تسخو بالقتل وأهل الكوفة ليسوا معك، فإنهم سيخذلونك وفرسي هذه ما طلبت عليها شيئاً إلا أدركته، ولا هربت عليها من شيء إلا فته، فاركبها حتى تلقى يزيد فتضع يدك في يده فيؤمنك، فأبى عليه، فقال: أعتزلك فلا أكون عليك أبداً، فما قتل الحسين عليه السلام قال عبيد الله بن زياد لابن الحر: أكنت مع الحسين؟ فقال: لو كنت معه لم يخف مكاني، ثم فارقه فلم يزل مفارقاً له حتى كان من أمره ما كان.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أحمد الدوري الوراق من أصل كتابه يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر، قال

حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال حدثنا محمد بن الحكم الشيباني عن أبي مخنف، عن الحارث بن كعب الأزدي عن مجاهد قال: لما امتنع الحسين عليه السلام وابن الزبير من البيعة ليزيد بن معاوية ولحقا بمكة، كتب يزيد بن معاوية لعنهما الله تعالى إلى ابن عباس، أما بعد: فإن ابن عمك حسناً وعبد الله بن الزبير لحقا بمكة مرصدين للفتنة معرضي أنفسهم للهلكة، فأما ابن الزبير فهو صريع القنا وقتيل الله عز وجل، وأما حسين فإني قد أحببت الإعذار إليكم أهل البيت فيما كان منه، وقد بلغني أن أقواماً من أهل الكوفة يكاتبونه يمنونه بالخلافة ويمنيهم بالإمارة، وقد علمت واشج ما بيني وبينكم من القرابة والإصارة والرحم، وقد قطع ذلك ابن عمك حسين وبته، وأنت كبير أهل بيتك وسيد أهل بلادك فألقه فاكفهه عن الفرقة ورد هذه الأمة في الفتنة، فإن أقبل وأناب إلى قولك فنحن مجرون عليه ما كان نجريه على أخيه، وإني أبى إلا أن نزيده فزده ما أراك الله، واضمن ذلك علينا ننفذ ضمانك ونعطه ما أحب من ذلك الأيمان المغلظة والمواثيق المؤكدة، وما تطمئن إليه إن شاء الله تعالى والسلام.

فكتب إليه ابن عباس: أما عبد فقد بلغني كتابك تذكر حسيناً وابن الزبير ولحاقهما بمكة، فأما ابن الزبير فرجل منقطع عنا برأيه وهواه يكاتمنا مع ذلك أضغاناً يسرها علينا في صدره ويورى وري الزناد لا حلل الله إسرارها، فأرى في أمره ما أنت راء، وأما حسين فإني لقيته فسألته عن مقدمه، فأخبرني أن عمالك بالمدينة حرفت به وعجلت عليه وأنظره رأيه ولن أدع أداء النصيحة إليه في كل ما يجمع الله به الكلمة ويطفئ به الفتنة ويحقن به دماء الأمة، وأنا آمرك بمثل الذي آمره به إن شاء الله، فاتق الله في السر والعلانية ولا تبيتن ليلة مريداً مسلماً بغائلة، ولا مرصداً له بمظلمة، ولا حافراً له مهواة، فكم من حافر جفير لنفسه، وكم من آمل لم يؤت أمله، وكم من راج لطول العمر مبسوط له في بعد الأمل، فبينا هو كذلك إذ نزل القضاء فقطع أمله ونقص عمره، وأخرجه من سلطان الدنيا الفانية، إلى سلطان الله وعدله في الآخرة، وخذ مع ما أوصيك به من النصيحة لهذه الأمة يحظك من الركوع والسجود آناء الليل وتارات النهار، ولا يشغلك عن ذكر الله تعالى شيء من ملاهي الدنيا وأباطيلها، فإن كل ما أنت مشتغل به من ذات ينفع ويبقى، وكل ما أنت مشتغل به عن ذات الله يضر وينفى، فاجعل همك فيما يرضى ربك يكفك، همك، داج حسيناً وارفق به ولا تعجل عليه ولا تنظره رأيه عسى الله عز وجل أن يحدث أمراً يلم به شعثاً ويشعب به صدعاً ويرتق به فتقاً والسلام.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسن بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى الجريري، قال حدثنا أبو بكر دريد، قال حدثنا الحسن بن خضر، قال حدثني أبي عن هشام بن الكلبي رفعه إلى القاسم بن الأضبغ بن نباتة العرني، قال لما أخذ برأس الحسين عليه السلام وبرؤوس أهل بيته وأصحابه، أقبل الخيل شماطيط معها الرؤوس، وأقبل رجل من أنضر الناس لوناً وأحسنهم وجهاً على فرس أدهم قد علق في الباب فرسه رأسه غلام أمرد وكان وجهه قمر ليلة البدر فإذا هو قد أطال الخيط الذي فيه الرأس والفرس يمرح، فإذا رفع رأسه لحق الرأس بجرانه، فإذا طأطأ رأسه صك الرأس الأرض، فسألت عنه فقيل هذا حرملة بن الكاهل الأسدي، وهذا رأس العباس بن علي عليهما السلام، فمكث بعد ذلك ما شاء الله، ثم رأيت حرملة وجهه أسود كأنما أدخل النار ثم أخرج، فقلت له يا عماه: لقد رأيتك في اليوم الذي جئت برأس العباس وإنك لأنضر العرب وجهاً، فقال يا بن أخي؟ ورأيتني، قلت نعم، قال فإني والله مذ جئت بذلك الرأس ما من ليلة آوي فيها إلى فراشي إلا وملكان يأتياني فيأخذان بضبعي ينتهيان بي إلى نار تأجج فيدفعاني فيها وأنا أنكص عنها فيسعفني كما ترى، قال وكانت عنده امرأة من بني تيم فسألتها عن ذلك فقالت: أما إذا أفشى على نفسه فلا يبعد الله غيره، والله ما يوقظني إلا صياحه كأنه مجنون.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر عمر بن محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخراز، قال حدثنا محمد بن القاسم بن بشار الأنباري قال حدثنا أحمد بن سعيد -يعني ابن عبد الله، قال حدثنا الزبير -يعني ابن بكار، قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي الحكم عن أبيه عن عوانة قال: دخل المغيرة بن شعبة على مصعب بن الزبير، فسأله عن قتل الحسين عليه السلام، فوصفه له فقال مصعب: فإن الأولى بالطف من آل هاشم=تأسوا وسنوا للكرام التأسيا قال فعلمت أن مصعباً لا يقر، فكان كما ظننت.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن العباس المؤدب، قال حدثنا عبيد بن إسحاق العطار، قال حدثنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة فإذا

اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال: ما بال هذا اليوم؟ قالوا: يوم نجى الله فيه موسى وأغرق بني القبط، قال فنحن أحق بموسى فصام وأمر بصيامه.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه ببغداد في دار الزعفران، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه في قطيعة الدقيق بانتقا عمر بن جعفر البصري، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا أبو عمر الضرير، قال حدثنا حماد سلمة، أن عبيد الله بن عمر أخبرهم عن نافع عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في يوم عاشوراء بعد ما نزل رمضان: من شاء صامه ومن شاء أفطره.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأرجي بقراءتي عليه في باب الأزج ببغداد، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك البجلي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن الأشاني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذين قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثني أبي جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقتل ابني الحسين بظهر الكوفة، الويل لقاتله وخاذله وتارك نصرته".

"وبإسناده" عن علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحسين سيد الشهداء يقتل مظلوماً مغصوباً على حقه".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الضبي الشروطي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، قال حدثنا إسماعيل بن إبان، قال حدثني حيان بن علي عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عن أم سلمة قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقتل الحسين بن علي على رأس ستين من مهاجري".

"وبه" سواء عن أم سلمة قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقتل حسين حين يعلوه القتير" قال أبو القاسم: القتير: الشيب.

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسن

علي بن أحمد بن الحافظ الدارقطني، قال حدثنا محمد بن نوح الجنديسابوري، قال حدثنا علي بن حرب الجنديسابوري، قال حدثنا إسحاق بن سليمان، قال حدثنا عمرو بن أبي فيض، عن يحيى بن سعيد أبي حيان عن قدامة الضبي عن جرد ابنة شمير عن زوجها هرثمة بن سلمى قال: خرجنا مع علي عليه السلام في بعض غزواته فسار حتى انتهى إلى كربلاء، فنزل إلى شجرة يصلي إليها فأخذ تربة من الأرض فشمها، فقال واهاً لك تربة ليقتلن بك قوم يدخلون الجنة بغير حساب، قال فقفلنا من غزاتنا وقتل علي عليه السلام ونسيت الحديث، قال فكنت في الجيش الذي سار إلى الحسين عليه السلام، فلما انتهيت نظرت إلى الشجرة فذكرت الحديث، فقدمت على فرس لي فقلت أبشرك يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحدثته الحديث، قال معنا أو علينا، قلت لا معك ولا عليك، تركت عيالاً وتركت أماً، قال فوالذي نفس حسين بيده لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلا دخل جهنم، فانطلقت هارباً مولياً في الأرض حتى خفي على مقتله.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي، قال حدثنا وكيع، قال حدثني عبد الله بن سعيد عن أبيه عن عائشة أو أم سلمة، قال وكيع قال: شك هو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأحدهما، لقد دخل على البيت ملك لم يدخل على قبلها، فقال لي إن ابنك هذا حسيناً مقتول، فإن شئت أن آتيك من تربة الأرض التي يقتل بها، قال فأخرج إلي تربة حمراء.

"وبه" قال أخبرنا القاضي يوسف بن رباح بن علي البصري قراءة عليه في جامع الأهواز، قال حدثنا علي بن الحسين بن بندار الأذوني، قال حدثنا محمود بن أحمد بأنطاكية، قال حدثنا عبيد الله بن محمد، قال حدثنا محمد بن خالد، قال حدثنا نصر بن مزاحم العطار عن أبي مخنف، قال حدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم، قال سمعت الحسين بن علي عليهما السلام وقد أحاطوا به يقول: اللهم أحبس عنهم مطر السماء وامنعهم بركات الأرض، وإن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ومزقهم مزقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض عليهم الولاء أبداً، فإنهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقاتلونا. وضارب حتى كفهم عنه ثم تعادوا عليه فقتلوه، كذا كان في الأصل عليهم وصوابه عنهم.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال حدثنا أبو عمر محمد بن عباس بن حيويه من لفظه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، قال حدثنا أبو الحسن علي بن حفص السلوكي في مجلس الكديمي، قال حدثنا سليم بن منصور بن عمار، قال حدثنا أبي عن ابن لهيعة عن أبي قتيل قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام وحمل رأسه، جلسوا يشربون ويحيي بعضهم بعضاً بالرأس، فخرجت يد فكتبت بقلم حديد بدم على الحائط: أترجو أمة قتلت حسيناً=شفاعة جده يوم الحساب فتركوا الرأس وهربوا.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو الزنباع، قال حدثنا يحيى بن بكير، قال حدثنا الليث بن سعد، قال توفي معاوية في رجب لأربع ليال خلت منه، واستلف يزيد سنة ستين، وفي إحدى وستين قتل الحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه لعشر ليال خلون من المحرم يوم عاشوراء، وقتل العباس بن علي بن أبي طالب، وأن أم البنين عامرية وجعفر بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن أبي طالب وأبو بكر بن علي بن أبي طالب، وأمه ليلى بنت مسعود نهشلية وعلي بن الحسين الأكبر وأمه ليلى ثقفية وعبد الله بن الحسين، وأمه الرباب بنت امرئ القيس كلبية. وأبو بكر بن الحسن لأم ولد، والقاسم بن الحسن لأم ولد، وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ومحمد بن عبد الله بن جعفر، وجعفر بن عقيل بن أبي طالب، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، وسليمان مولى الحسين، وعبد الله رضيع الحسين، وقتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن عبد الله، قال أخبرنا سليمان بن أحمد، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا عبد السلام بن عاصم الرازي، قال حدثنا يحيى بن ضريس عن قطر بن منذر الثوري قال كان إذا ذكر قتل الحسين ابن علي عليهما السلام عند محمد بن الحنفية قال: لقد قتل معه سبعة عشر ممن ارتكض في رحم فاطمة عليها السلام.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم قراءة عليه، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي، قال حدثنا الزبير بن بكار، قال حدثني محمد بن فضال عن أبي مخنف، قال حدثني عبد الملك

بن نوفل المساحقي عن أبي سعيد المقبري، قال والله لرأيت حسيناً عليه السلام وإنه ليمشي بين رجلين يعتمد على هذا مرة وعلى هذا مرة أخرى، حتى دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: لا ذعرت السوام في فلق الصب_ح مغيراً ولا دعيت يزيدا يوم أعطى مخافة الموت ضيماً=والمنايا ترصدنني أن أحيدا قال فعلمت بعد ذلك أنه لا يلبث إلا قليلاً حتى يخرج، فما لبث أن خرج حتى لحق بمكة.

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه قال حدثنا أبو عمرو محمد بن العباس بن محمد بن ذكريا بن حيويه الخراز لفظاً، قال حدثني أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، قال حدثنا موسى بن محمد الخياط، قال حدثنا محمد بن حميد، قال حدثنا جرير عن أبي النعمان من ولد النعمان بن بشير قال: أتى برأس الحسين بن علي عليهما السلام قال مروان بن الحكم شعراً.

ضربت دوسر فيهم ضربة=أثبتت أوتاد ملك فاستقر وقال عبد الرحمن بن أم الحكم: سمية أمسى نسلها عدد الحصا=وبنت رسول الله ليس لها نسل "وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري، ومحمد بن محمد بن عثمان البندار وغيرهما بقراءتي على كل واحد منهم، قالوا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي، قال حدثنا معمر بن المثنى، قال حدثنا ليطة بن الفرزدق عن أبيه قال: حججت فمررت بذات عرق فإذا بها قباب منصوبة، فقلت ما هذه؟ قالوا: الحسين بن علي، فدخلت عليه فقال: ما الخبر وراءك؟ قلت القلوب معك والسيوف مع بني أمية.

"وبه" قال أخبرنا علي بن المحسن بن علي التنوخي القاضي رحمه الله تعالى بقراءتي عليه، قال أخبرنا أحمد بن إبراهيم -هو ابن شاذان إجازة، قال أنشدنا أحمد بن القاسم، قال أنشدني أبو طالب محمد بن عبد الله الجعفري لنفسه: لي نفس تحب في الله والله=حسيناً ولا تحب يزيدا يا بن أكالة الكبود لقد أن_ضجت من لابسي الكسا الكبودا

أي هول ركبت عذبك الرح_من في ناره عذاباً شديدا لهف نفسي على يزيد وأشيا_ع يزيد ضلوا ضلالاً بعيدا يا أبا عبد الله يا بن رسول الل_ه يا أكرم البرية عودا ليتني كنت يوم كنت فأمسي=فيك في كربلا قتيلاً شهيدا "وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى بن عبيد الله المرزباني، قال حدثنا عمر بن داود العماني، قال حدثنا معاذ بن المثنى، قال حدثنا أبو مالك كثير بن يحيى، قال حدثنا أبو عوانة عن أبي الجارود، عن أبي بدر عن أبي الحارثة عن ابن عباس قال: بينا أنا أطوف بالبيت إذ لقيت الحسين بن علي عليهما السلام كفه بكفه بين الركن والمقام. فعانقته ثم ضممته إلي وقلت: يا أبا عبد الله ما تريد؟ قال: أريد أن سير؛ قال: قلت نشدتك الله تسير إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك أهل العراق وأنت بقيتنا وجماعتنا، فقال: خل عني يا بن عباس، فإني أستحيي من ربي عز وجل أن ألقاه ولم آمر في أمتنا بمعروف ولم أنه عن منكر.

"وبه" إلى السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن الغميرة المروزي، قال حدثنا علي بن الحسين بن واقد، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أبو غالب عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنسائه: لا تبكوا هذا الصبي -يعني حسيناً عليه السلام، قال: وكان يوم أم سلمة، فنزل جبريل عليه السلام فدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الداخل، وقال لأم سلمة: لا تدعي أحداً يدخل علي، فجاء الحسين عليه السلام، فلما نظر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في البيت أراد أن يدخل، فأخذته أم سلمة فاحتضنته وجعلت تناغيه وتبكيه، فلما اشتد في البكاء خلت عنه، فدخل حتى جلس في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن أمتك ستقتل ابنك هذا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يقتلونه وهم يؤمنون بي؟ قال نعم يتقلونه، فناوله جبريل تربة فقال: بمكان كذا وكذا، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد احتضن حسيناً كاسف البال مهموماً، فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبي

عليه، فقالت يا نبي الله جعلت لك الفداء، إنك قلت لنا لا تبكوا هذا الصبي، وأمرتني أن لا أدع أحداً يدخل عليك، فجاء فخليت عنه، فلم يرد عليها، فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال لهم إن أمتي يقتلون هذا، وفي القوم أبو بكر وعمر، وكانا أجرأ القوم عليه، فقالا يا نبي الله: يقتلون وهم مؤمنون؟ قال نعم، وهذه تربته وأراهم إياها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا أبو إسماعيل بن إسماعيل السلمي الترمذي، قال حدثنا نعيم بن حماد، قال حدثنا ابن المبارك عن مسعد عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، أن الأشعث بن قيس، دخل على بن مسعود وهو يأكل في يوم عاشوراء، فقال: إنما هو يوم كنا نصومه، أراه قال قبل رمضان.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا بن عمر بن شاهين، وأحمد بن شاذان، وعبيد الله بن جتابة، قالوا حدثنا بن منيع، قال حدثنا علي بن الجعد، قال حدثنا سفيان عن منصور، عن مجاهد عن أبي قتادة، وليث عن مجاهد عن أبي الخليل عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صوم يوم عاشوراء سنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن سبط أبي محمد عبد الله بن محمد بن مندويه المحدث بقراءتي عليه من أصله في سكة الجوربيين بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال حدثنا محمد عبد الله بن أحمد بن البراء، قال حدثنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه قال: خلق الله آدم عليه السلام يوم الجمعة، وأدخل الجنة يوم الجمعة، وأخرج منها يوم الجمعة، وأنزلت الكعبة يوم عاشوراء وتاب الله على آدم يوم عاشوراء، وعلى قوم يونس، وفيه خلق آدم، وفيه فلق البحر لبني إسرائيل، وتقوم الساعة يوم الجمعة، وبعث الله موسى إلى فرعون يوم الجمعة، ويرى أهل الجنة ربهم يوم الجمعة، ونادى من جانب الطور الأيمن يوم الجمعة، وأخرج يوسف من السجن يوم الجمعة، واستوت على الجودى يوم الجمعة، والتقم الحوت يونس يوم الاثنين لأربع من شوال، وأخرج يوم الجمعة من بطن الحوت لأربع عشرة مضت من ذي القعدة، وولد موسى بن عمران يوم الاثنين يوم عاشوراء، وكان طوله سبعة أذرع وذلك الذراع خمسة أشبار، وولد عيسى بن مريم يوم عاشوراء يوم الأحد.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن العلاف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي، قال حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال حدثنا قرة، قال سمعت أبا رجاء يقول: لا تسبوا علياً ولا أهل هذا البيت إن جاراً لنا من بني الهجيم قدم من الكوفة فقال: ألم تروا إلى هذا الفاسق بن الفاسق إن الله قتله -يعني الحسين بن علي عليهما السلام، فرماه الله عز وجل بكوكبين في عينيه فطمس الله عز وجل بصره.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي بن الكوفي المقري صاحب الكناني المقري، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن إبراهيم الكناني، قال حدثنا القاضي المحاملي، قال حدثنا أخو كروجة، قال أخبرنا محمد بن مصعب، قال حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار عن أم الفضل: أنها أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت يا رسول الله: إني رأيت في النوم حلماً منكراً، قال: فما هو؟ قالت: أصلحك الله إنه شديد، قال: وما هو؟ قالت: كأن بضعة من جسدك قطعت فوضعت في حجري، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خير، تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيكون في حجرك، فولدت فاطمة الحسين عليهما السلام وكان في حجرها، قالت فدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذه فوضعه في حجره فبال عليه فذهبت أتناوله، فقال دعي ابني فإني ابني ليس بنجس، ثم دعاء بماء فصبه عليه، قالت فحانت مني التفاتة فإذا عيناه تذرفان: فقلت يا رسول الله: بأبي أنت وأمي ما لك؟ قال: أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن أمتي يقتلون ابني هذا، قالت: قلت هذا؟ قال هذا، وأراني تربة حمراء.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عبيد بن محمد الزيات الكوفي، قال حدثنا عباد بن يعقوب، قال حدثنا موزع بن سويد عن قطنة بن العلاء، قال كنا في قرية قريباً من قبر الحسين عليه السلام، فقلنا ما بقي مما أعان على قتل الحسين إلا قد أصابته بلية، فقال رجل أنا والله ممن أعان على قتله ما أصابني شيء، فسوى السراج فأخذت النار في إصبعه فأدخلها في فيه وخرج هارباً إلى الفرات فطرح نفسه في الماء فجعل يرتمس والنار فوق رأسه، فإذا خرج أخذته النار حتى مات، قال السيد كذا في كتابي يرتمس بالراء، وأظنه أراد

يغتمس والغين ملتبسة بالراء في لغة أهل العراق.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال حدثنا أبو محمد الديباجي، قال حدثنا أبو محمد لحية بن عبد الرحيم بن عصمة بن عبد الرحيم التنوخي، قال حدثنا أبو القاسم يحيى بن القاسم المصري بمصر، قال حدثنا عباد بن عيسى الهمداني الكوفي بالكوفة، قال أخبرنا مروان بن ضرار عن بشر بن غالب الأسدي وإليه تنسب حبانة بشر بالكوفة، قال حججت سنة فأتيت علي بن الحسين عليهما السلام زائراً ومسلماً، فقال لي يا بشر: أيكم حرملة بن كاهل؟ قلت: ذاك أحد بني موقد، قال أوقد الله عليه النار وقطع يديه ورجليه عاجلاً غير آجل، فإنه رمى صبياً من صبياننا بسهم فذبحه، قال بشر: فجرح المختار بن أبي عبيد وأنا بالكوفة وإني لجالس على باب داري إذ أقبل المختار في جماعة كثيرة فسلم علي، فقلت: أين يريد الأمير؟ فقال هاهنا قريباً وأعود، فقلت لغلامي: أسرج، فركبت واتبعته فإذا هو واقف في الكناس وهي محلة بني أسد -وقد ثنى رجله على معرفة فرسه، فما لبث أن أطلع قوم معهم حرملة بن كاهل الأسدي في عقنه حبل وهو مكتوف اليدين إلى ورائه، فقال المختار: قطعوا يديه ورجليه، فوالله ما تم الأمر حتى قطعوا يديه ورجليه وهو واقف، ثم أمر بنفط وقصب، فصب عليه النفط وألقي عليه القصب وطرح فيها النار فأحرق، فقلت لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فقال يا بشر: أنكرت فعلي بحرملة هذا، أنسيت فعله بآل علي وموقفه فيهم يوم الحسين وقد رمى طفلاً للحسين وهو في حجره بسه؟ فقلت أيها الأمير: ما أنكرت ذلك وإن هذا قليل في جنب ما أحد الله له من عذاب الآخرة الإثم الدائم، ولكني أحدث الأمير بشيء ذكرته يسره ويثبت قلبه ويقوي عزمه، قال: وما هو يا مبارك؟ قلت حججت سنة فأتيت علي بن الحسين زائراً ومسلماً عليه، فسألني عن حرملة بن كاهل هذا، فقلت: هو أحد بني موقد النار، فقال: قطع الله يديه ورجليه وأوقد عليه النار عاجلاً غير آجل، قال فخر المختار ساجداً على قربوس سرجه وكاد أن يطير من السرج فرحاً وسروراً، وقال الحمد لله بشرك الله يا بشر بخير، فلما انصرفنا وصار إلى باب داري قلت: إن رأى الأمير أن يكرمني بنزوله عندي ويشرفني بأكله طعامي؟ فقال سبحان الله وله الحمد، تحدثني بما حدثتني به عن علي بن الحسين عليهما السلام وتسألني الغداء، لا والله يا بشر ما هذا يوم أكل وشرب، هذا يوم صوم وذكر.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي، قال حدثنا القاضي أبو

الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد الطبري قراءة عليه، قال حدثنا ابن دريد، قال حدثنا العكلي عن أبيه قال ذكر ابن واب، قال ذكر عوانة عن الشعبي: أن عبد الله بن عباس دخل المسجد وقد سار الحسين بن علي عليه السلام إلى العراق فإذا هو بعبد الله بن الزبير في جماعة من قريش وقد استعلاهم بالكلام، فجاء ابن عباس حتى ضرب بيده على عضد ابن الزبير، فقال أصبحت والله كما قال الأول: يا لك من قنبرة بمعمر=خلا لك الجور فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري خلت والله يا بن الزبير الحجاز من الحسين بن علي، فأقبلت تهدر في جوانبها، فغضب ابن الزبير وقال: والله يا بن عباس إنك لترى أنك أحق بهذا الأمر مني، فقال ابن عباس: يا بن الزبير إنما يرى من كان في شك وأنا من ذلك على يقين، قال ابن الزبير: بأي شيء استحق عندك أنكم أحق بهذا الشأن مني؟ فقال ابن عباس: لأنا أحق بحق من تدلي بحقه، وبأي شيء استحق عندك أنك أحق بهذا من سائر العرب، وقد سقط شيء من الأصل إلا بنا، قال ابن الزبير: أستحق عندي أني أحق بها منهم لشرفي عليهم قديماً وحديثاً لا ينكرون ذلك، قال ابن عباس: فأنت أشرف أو من شرفت به، فقال ابن الزبير: من شرفت به زادني شرفاً إلى شرف قد كان لي قديماً، قال ابن عباس: يا ابن الزبير فالزيادة أشرف أم المزيد عليه فالزيادة مني أو منك؟ فأطرق ثم قال: منك ولم أبعد، قال صدقت يا بن الزبير، قال ابن الزبير: دعني من لسانك يا بن عباس هذا الذي تقلبه كيف شئت، والله لا تحبونا يا بني هاشم أبداً، فقال ابن عباس: صدقت نحن أهل بيت مع الله لا نحب من أبغضه الله أبداً، وكان مع ابن الزبير ابن أخيه فنازع ابن عباس، فأخذ ابن الزبير نعله فعلا بها رأس ابن أخيه وقال: ما أنت والكلام لا أم لك ألا بن عباس تنازع؟ فقال ابن عباس: لم يستحق الضرب من صدق وإنما يستحق من مرق ومزق، فقال ابن الزبير: يا بن عباس أما ينبغي أن تصفح عن كلمة كأنك قد أعددت لها جواباً، فقال ابن عباس: إنما الصفح عمن أقر، وأما عمن هر فلا، فقال ابن الزبير: فأين الفضل؟ فقال ابن عباس: عندنا أهل البيت لا نصرفه عن أهله ولا نضعه في غيرهم، فقال ابن الزبير: أو لست من أهله؟ قال بلى إن نبذت الجسد ولزمت الجدد، ثم تفرقا.

"وبه" قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم

إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن علي بر القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثنا أبو علي الكراني، قال وحدثني أبو حاتم، قال حدثني الأصمعي، قال قلت لشيخ من أهل المدينة من يقول هذا: عين بكى بعبرة وعويل=واندبي إن ندبت آل الرسول ستة كلهم لصلب علي=قد أبيدوا وستة لعقيل "وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبيد الله الحضرمي، قال حدثنا مسلم بن خالد، عن زياد بن سعيد عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس قال: ما صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً لتحرى فضله على سائر الأيام إلا يوم عاشوراء.

"وبه" قال حدثنا أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسين محمد بن النضر النحاس الموصلي، قال حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي المثنى "ح" قال وحدثنا القاضي، قال وحدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف ابن يعقوب بن إسحاق البهلول التنوخي، قال حدثنا ابن أبي غيلان، قال حدثنا أحمد بن عبد الأعلى بن حماد، قال حدثنا عبد الجبار بن الورد، قال سمعت بن أبي مليكة يقول: سمعت عبيد الله بن أبي يزيد، قال قال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر أحمد بن علي بن محمد بن عثمان السواق والبندار ابن أخي شيخنا أبي منصور بن السواق بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال، قال أخبرنا أبو عمر وعثمان بن أحمد المعروف بابن السماك، قال حدثنا أبو الفضل أحمد بن ملاعب بن جنان، قال حدثنا أحمد بن غياث، قال أخبرنا خالد بن يزيد بن أسد بن عبيد الله القسري عن عمار الذهبي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام، حدثني بمقتل الحسين بن علي عليه السلام حتى كأني حضرته، قال: مات معاوية والوليد بن عتبة بن أبي سفيان على المدينة، فأرسل إلى الحسين بن علي عليهما السلام ليأخذ بيعته، فقال له أخرني ورفق به فأخره فخرج إلى مكة فأتاه رسل أهل الكوفة أنا قيد حبسنا أنفسنا عليك، ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فأقدم علينا، وكان نعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة، قال فبعث الحسين بن علي عليهما السلام إلى مسلم بن عقيل ابن عمه فقال: سر إلى الكوفة فانظر ما كتبوا به إلي،

فإن كان حقاً خرجت إليهم، فخرج مسلم حتى أتى المدينة، فأخذ منها دليلين فمرا به في البرية فأصابهم عطش، فمات أحد الدليلين، فكتب مسلم إلى الحسين بن علي عليهما السلام يستعفيه، فكتب إليه الحسين: أن أمض إلى الكوفة فخرج حتى قدمها فنزل على رجل من أهلها يقال له عوسجة، فلما تحدث أهل الكوفة بمقدمه دنوا إليه فبايعه منهم اثنا عشر ألفاً، فقام رجل ممن يهوى يزيد إلى النعمان، فقال له إنك لضعيف أو مستضعف قد فسد البلاد، فقال له النعمان: لأن أكون ضعيفاً في طاعة الله عز وجل أحب إلي مما أكون قوياً في معصية الله، وما كنت لأهتك ستراً ستره الله عز وجل، فكتب بقوله إلى يزيد بن معاوية، فدعا يزيد مولى له يقال له سرحون -قد كان يستشيره- فأخبره الخبر، فقال له: أكنت قابلاً من معاوية لو كان حياً؟ قال نعم، قال فاقبل مني، إنه ليس للكوفة إلا عبيد الله بن زياد فولها إياه، وكان يزيد ساخطاً، وكان قد هم بعزله وكان على البصرة، فكتب إليه يرضاه وأنه قد ولاه الكوفة مع البصرة، وكتب إليه أن يطلب مسلم بن عقيل فيقتله إن وجده، فأقبل عبيد الله في وجوه أهل البصرة حتى قدم الكوفة متلثماً، فلا يمر على مجلس من مجالسهم فيسلم عليهم إلا أن قالوا وعليك السلام يا بن بنت رسول الله، وهم يظنون أنه الحسين بن علي عليهما السلام، حتى نزل بالقصر، فدعا مولى له فأعطاه ثلاثة آلاف درهم، فقال له: اذهب حتى تسأل عن الرجل الذي يبايع أهل الكوفة، فأعلمه أنك رجل من أهل حمص جثت لهذا الأمر، وهذا مال فادفعه إليه ليقوى، فخرج إليه فلم يزل يتلطف ويرفق حتى دخل على شيخ يلي البيعة، فلقيه فأخبره الخبر، فقال له الشيخ: لقد سرني لقاؤك إياي، ولقد ساءني، فأما ما سرني من ذلك فما هداك الله عز وجل، وأما ما ساءني فإن أمرنا لم يستحكم بعد، فأدخله على مسلم فأخذ منه المال وبايعه، ورجع إلى عبيد الله فأخبره، وتجول مسلم حين قدم عبيد الله من الدار التي كان فيها إلى منزل هاني بن عروة المرادي، وكتب مسلم إلى الحسين ابن علي عليهما السلام يخبره ببيعة اثني عشر ألفاً من أهل الكوفة ويأمره بالقدوم، قال وقال عبد الله لوجوه أهل الكوفة: ما بال هاني بن عروة لم يأتني فيمن أتاني، قال فخرج إليه محمد بن الأشعث في أناس منهم، فأتوه وهو على باب داره، فقالوا له إن الأمير قد ذكر استبطاءك فانطلق إليه، فلم يزالوا به حتى ركب معهم، فدخل على عبيد الله وعنده شريح القاضي، فلما نظر إليه قال لشريح: أتتك بخائن رجلاه، فلما سلم عليه قال له يا هانئ: أين مسلم؟ قال لا أدري، فأمر عبيد الله صاحب الدراهم فخرج إليه، فلما رآه

قطع به، قال أصلح الله الأمير، والله ما دعوته إلى منزلي ولكنه جاء فطرح نفسه علي، قال ائتني به، فقال والله لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه، قال أدنوه إلي، فأدني فضربه بالقضيب فشجه على حاجبه، وأهوى هانئ إلى سيف شرطي ليسله فدفع عن ذلك وقال له: قد أحل الله دمك، فأمر به فحبس في جانب القصر، وخرج الخبر إلى مذحج فإذا على باب القصر جلبة سمعها عبيد الله بن زياد، فقال ما هذا؟ فقالوا مذحج، فقال لشريح: أخرج إليهم فأعلمهم أني إنما حسبته لأسائله، وبعث عيناً عليه من مواليه يسمع ما يقول، فمر شريح بهاني، فقال هاني يا شريح: اتق الله فإنه قاتلي، فخرج شريح حتى قام على باب القصر، فقال لا بأس عليه إنما حبسه الأمير ليسأله، فقالوا صدق ليس على صاحبكم بأس، فتفرقوا، وأتى مسلماً الخبر، فنادى بشعاره فاجتمع إليه أربعة آلاف من أهل الكوفة، فقدم مقدمة وهي ميمنة وميسرة وسار في القلب إلى عبيد الله، وبعث عبيد الله إلى وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده في القصر، فلما سار إليه مسلم فانتهى إلى باب القصر أشرفوا عليه من فوقه على عشائرهم، فجعلوا يكلمونهم ويردونهم، فجعلوا أصحاب مسلم يتسللون حتى أمسى في خمسمائة، فلما اختلط الظلام ذهب أولئك أيضاً، فلما رأى مسلم أنه قد بقي وحده تردد في الطرق، فأتى باباً فنزل عليه فخرجت إليه امرأة، فقال لها اسقيني ماء فسقته ثم مكث ما شاء الله، ثم خرجت فإذا هو على الباب، قالت يا عبد الله إن مجلسك مجلس ريبة فقم، فقال لها: أنا مسلم بن عقيل فهل عندك مأوى؟ قالت نعم، أدخل، وكان ابنها مولى لمحمد بن الأشعث، فلما علم به الغلام انطلق إلى محمد فأخبره، فانطلق محمد إلى عبيد الله فأخبره، فبعث عبيد الله عمرو بن حريث المخزومي صاحب شرطة إليه ومعه محمد فلم يعلم مسلم حتى أحيط بالدار، فلما رأى ذلك مسلم خرج بسيفه فقاتلهم، فأعطاه محمد الأمان فأمكن من يده، فجاء به إلى عبيد الله بن زياد، فأمر به فأصعد إلى أعلى القصر فضرب عنقه، وألقى جثته إلى الناس وأمر بهاني فسحب إلى الكناسة فصلب هناك، وقال شاعرهم: فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري=إلى هانئ بالسوق وابن عقيل أصابهما أمر الإمام فأصبحا=أحاديث من يسعى بكل سبيل أتركب أسماء الهماليج آمناً=وقد طلبته مذحج بقتيل وأقبل الحسين عليه السلام بكتاب مسلم كان إليه، حتى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال

لقيه الحر بن يزيد التميمي، فقال له: أين تريد؟ قال أريد هذا المصر، قال ارجع فإني لم أدع لك خلفي خيراً أرجوه، فهم أن يرجع، وكان معه إخوة مسلم بن عقيل، قال والله لا نرجع حتى يصيب بثأرنا أو يقتل، فقال لا خير في الحياة بعدكم، فسار فلقيه أول خيل عبيد الله بن زياد، فلما رأى ذلك عدل إلى كربلا فأسند ظهره إلى قصب أو خلاف لا يقاتل إلا من وجه واحد، فنزل وضرب أبنيته، وكان أصحابه خمسة وأربعين فارساً ونحواً من مائة رجل.

وكان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد ولاه عبيد الله بن زياد الري وعهد إليه عهداً، فقال اكفني هذا الرجل، فقال اعفني، فأبى أن يعفيه، قال فانظرني الليل فأخره، فنظر في أمره، فلما أصح غدا عليه راضياً بما أمر به، فتوجه عمر بن سعد إلى الحسين بن علي عليهما السلام، فلما أتاه قال له الحسين: اختر واحدة من ثلاث: إما أن تدعوني فالحق بالثغور، وإما أن تدعوني فأذهب إلى يزيد، وإما أن تدعوني فأنصرف من حيث جئت، فقبل ذلك عمر بن سعد، فكتب إلى عبيد الله بن زياد بذلك، فكتب إليه عبيد الله: لا ولا كرامة حتى يضع يده في يدي، فقال الحسين بن علي عليهما السلام: لا والله لا يكون ذلك أبداً، فقاتله فقتل أصحابه كلهم وفيهم بضعة عشر شاباً من أهل بيته ونحى سهم، فيقع بابن له صغير في حجره فجعل يمسح الدم عنه ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قومنا، دعونا لينصرونا ثم يقتلونا، ثم دعا بسراويل حبره فشقه ثم لبسه، ثم خرج بسيفه فقاتل حتى قتل عليه السلام، فقتله رجل من مذحج، وحز رأسه وانطلق به إلى عبيد الله لعنه الله فقال: أوقر ركابي فضة وذهبا=فقد قتلت الملك المحجبا قتلت خير الناس أما وأباً=وخيرهم إن ينسبون نسبا فوفد هو إلى يزيد بن معاوية لعنهم الله تعالى ومعه الرأس، فوضع بين يديه وعنده أبو بزرة الأسلمي، فجعل يزيد ينكث بالقضيب على فيه ويقول: نفلق هاماً من رجال أعزة=علينا وهم كانوا أعق وأظلما فقال له أبو برزة: ارفع قضيبك فوالله لربما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على فيه يلثمه، وسرح عمر بن سعد بحرمه وعياله إلى عبيد الله ولم يكن بقي من أهل بيت الحسين عليه السلام إلا غلام كان مريضاً مع النساء، فأمر به عبيد الله ليقتل فطرحت زينب بنت علي عليه السلام نفسها عليه، وقالت لا يقتل حتى تقتلوني فرق له فتركه وكف عنه ثم جهزهم

وحملهم إلى يزيد، فلما قدموا عليه جمع من كان بحضرته من أهل الشام ثم أدخلوا عليه، فهنئوه بالفتح، فقام رجل منهم أزرق أحمر، فنظر إلى وصيفة من بناتهم، فقال يا أمير المؤمنين: هب لي هذه، فقالت زينب لا والله ولا كرامة لك ولا له، إلا أن يخرج من دين الله عز وجل، فأعادها الأزرق، فقال له يزيد: كف، ثم أدخلهم إلى عياله ثم جهزهم وحملهم إلى المدينة، فلما دخلوها خرجت امرأة من بني عبد المطلب ناشرة شعرها، واضعة كمها على رأسها تلقتهم وهي تقول: ماذا تقولون لو قال النبي لكم=ماذا فعلتم وأنتم خيرة الأمم بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي=منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم قال أبو الوليد هذا البيت لم أسمعه من خالد: ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم=أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي "وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، قال حدثنا السكن بن سعيد الجرموزي عن العباس بن هشام عن أبيه عن محمد بن القاسم الهاشمي، قال قال المغيرة بن نوفل الهاشمي للجراح بن سنان الأسدي لما طعن الحسين بن علي عليهما السلام: إذا سقى الله عبداً صوب غادية=فلا سقى الله جراحاً من الديم أعني به ابن سنان شر من حملت=أنثى ومن شر من يمشي على قدم شلت يمينك من غاد بمعوله=على فتى ليس بالواني ولا البرم يا نصر نصر قعين كيف نومكم=وقد أتيتم عظيماً ليس بالأمم حاشا جذيمة إني غير ذاكرها=ولا بني جابر لم ينطفوا بدم قال أبو بكر الجراح بن سنان، هذا الذي طعن الحسين بن علي عليهما السلام من بني أسد من بني نصر بن قعين.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن غسان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن شيبة المقري العطار مغسل الخلفاء، قال حدثنا ابن مكرم يعني محمد بن الحسين، قال حدثنا محمد بن علي بن الحسين بن شفيق، قال حدثنا

النضر بن شميل، قال أخبرنا هشام القردوسي عن حفصة بنت سيرين عن أنس قال: كنت عند ابن زياد إذ جيء برأس الحسين بن علي عليهما السلام، قال فجعل يقول بقضيب في أنفه: ما رأيت مثل هذا حسناً، ثم تذكر، فقلت: أما إنه كان من أشبههم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا ابن غسان، قال حدثنا أبو الطيب، قال حدثنا بن مكرم، قال حدثنا نصر بن علي، قال أخبرني أبي، قال حدثني الحسن عن أبي الحسناء، قال سمعت أبا العالية البراء قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام أتى عبيد الله بن زياد برأسه، فأرسل إلى أبي برزة، وكان في أبي برزة بعض العظم، كذا قال السيد وأظنه بعض القصر، قال له عبيد الله: أي محمديكم هذا الدحداح؟ قال أبو برزة: إنا لله وإنا إليه راجعون، ما كنت أحسب أن أعيش حتى يعيرني إنسان بصحبة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قال عبيد الله: كيف ترى شأني وشأن الحسين يوم القيامة، قال الله أعلم وما علمي بذلك، قال: إنما سألتك عن رأيك؟ قال: إن سألتني عن رأيي فإن حسيناً يشفه له يوم القيامة أبوه ويشفع لك زياد، قال أخرج فلولا ما جعلت لك لضربت عنقك، حتى إذا بلغ باب الدار قال ردوه، فقال لئن لم تغدو علي وتروح لأضربن عنقك.

الحديث التاسع

التوبة

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي قراءة عليه في منزله بباب الأزج ببغداد، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المعيد إملاء بجرجرايا في شوال سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو عمران موسى بن هارون بن عبد الله بن مروان البزاز ويعرف بالجمال، قال حدثنا سليم بن منصور بن عمار، قال حدثنا أبي عن المنكدر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أن فتى من الأنصار يقال له ثعلبة بن عبد الرحمن، وكان يحف للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثه في حاجة فمر بباب رجل من الأنصار، فرأى امرأة الأنصاري تغتسل فكرر النظر وخاف الوحي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج هارباً على وجهه، فنزل جبالاً بين مكة والمدينة، ففقده النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم إن جبريل عليه السلام نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك: إن الهارب من أمتك بين هذه الجبال يتعوذني من ناري، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا عمر ويا سلمان انطلقا فأتياني بثعلبة، فخرجا من أنقاب المدينة فلقيهما راع من رعاة الإبل يقال له ذفافة، فقال له عمر يا ذفافة: هل لك علم بشاب هارب بين هذه الجبال؟ فقال ذفافة: لعلك تريد الهارب من جهنم، فقال له عمر: ما علمك أنه هرب من جهنم؟ قال لأنه إذا كان في جوف الليل خرج من بين هذه الجبال واضعاً يده على أم رأسه وهو ينادي: يا ليتك قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد ولا تجردني لفصل القضاء، قال إياه نريد، فخرج بهما ذفافة، فلما كان في جوف الليل خرج عليهم فغدا عمر عليه فاحتضنه، فقال الأمان الأمان، متى الخلاص من النار، فقال عمر بن الخطاب: أنا عمر بن الخطاب، قال يا عمر: هل علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذنبي؟ قال: لا علم لي إلا أنه ذكرك بالأمس فأرسلني وسلمان في طلبك، فقال يا عمر: لا تدخلني عليه إلا وهو في الصلاة أو بلال يقول قد قامت الصلاة، فقال له عمر: أفعل، فأقبلوا إلى المدينة فوافق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو في صلاة الغداة، فبدر عمر وسلمان الصف، فلما سمع ثعلبة قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم خر مغشياً عليه، فلما قضى رسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم -يعني صلاته- قال يا عمر ويا سلمان: ما فعل ثعلبة بن عبد الرحمن؟ قالا هو ذا يا رسول الله، فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فحركه فانتبه، فقال له ثعلبة ما غيبك عني؟ فقال ذنبي يا رسول الله، فقال أفلا أدلك على آية تمحو الذنوب والخطايا؟ قال بلى، قال قل: "اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" قال ذنبي يا رسول الله أعظم؟ قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل كلام الله أعظم، فأمره النبي بالانصراف إلى منزله، فمرض ثمانية أيام، ثم إن سلمان أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله هل لك في ثعلبة فإنه لما به. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوموا بنا إليه، فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدخل عليه فأخذ رأسه فوضعه في حجره، فأزال رأسه من حجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لم أزلت رأسك؟ فقال لأنه من الذنوب ملآن، قال ما تجد؟ قال أجد مثل دبيب النمل بين جلدي وعظمي، قال فما تشتهي؟ قال مغفرة ربي، قال فنزل جبريل عليه السلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له يا أخي إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطية لقيته بقرابها مغفرة، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فصاح صيحة فخر ميتاً، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغسله وكفنه وصلى عليه، فلما فرغ من الصلاة عليه أقبل يمشي على أطراف أنامله، فلما وضعه في لحده وسوى عليه، قال قائل له يا رسول رأيناك تمشي على أطراف أناملك؟ فقال: والذي بعثني بالحق ما قدرت أن أضع رجلي على الأرض لكثرة أجنحة من نزل يشيعه من الملائكة.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبوالطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن شيبة إملاء بالبصرة في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال أخبرنا أبو الحسن بكر بن أحمد بن مقبل قال: أخبرنا أحمد بن بشاء القطان، قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان عن عبد الكريم الحريري، عن زياد بن أبي مريم، عن عبد الله بن معقل، قال سألت ابن مسعود: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول الندم توبة؟ قال: نعم.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن شيبة، قال حدثنا بكر بن أحمد بن مقبل، قال أخبرني

عمران بن عبد الرحيم الأصفهاني بأصفهان، قال حدثنا خليفة بن خياط، قال حدثنا عبد الوهاب عن محمد بن زياد عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب عن أبي الدرداء، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى: "إذا تاب عبدي إلي نسيت جوارحه عمله، ونسيت البقاع، ونسيت حافظيه حتى لا يشهدا عليه".

"وبه" قال أخبرنا السيد قال بكر بن أحمد، قال عمران بن عبد الرحيم، أنا أفدت أبا زرعة الرازي هذا الحديث حين سأله عنه خليفة قال: لو لم أسمع منه إلا هذا الحديث الواحد لكان كثيراً.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رسته بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن شيبة إملاء بالبصرة في رجب سنة تسع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو الحسن بكر بن أحمد بن مقبل، قال حدثنا محمد بن غالب بن حرب، قال حدثنا صالح بن حرب مولى بني هاشم، قال حدثنا إسماعيل بن عبيد الله التيمي، قال حدثنا مسعد عن حميد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "التسويف شعاع الشيطان يلقيه في قلوب المؤمنين".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن سعيد العامري الكوفي، قال حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان، قال حدثنا أبي، قال أخبرنا خلف بن أيوب العامري، عن أبي مدعور عن ليطة بن الفرزدق عن أبيه، قال قال لي أبو هريرة: قدماك هاتان صغيرتان، فإن استطعت أن تحوز لهما مقاماً عند حوض محمد صلى الله عليه وآله وسلم فافعل، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن باب التوبة مفتوح حتى يغرغر العبد بنفسه".

"وبه" قال سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن أحمد يقول، سمعت أبا الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري يقول، سمعت إبراهيم بن عبيد الله بن أيوب المخزومي يقول، سمعت سري السقطي يقول: من دخل الخشوع قلبه، ظهر الوقار على جوارحه.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن، قال سمعت أبا عمر بن حيوية يقول، سمعت أبا عبيد بن حربون القاضي يقول: سمعت سري السقطي يقول: من النذالة أن يأكل الإنسان بدينه.

"وبه" قال سمعت أبا الحسن يقول، سمعت أبا عمر بن حيويه يقول، سمعت أبا عبيد بن حربون

يقول، سمعت سري السقطي يقول: من مرض فلم يتب فهو كمن عولج فلم يبرأ.

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن محمد بن علي بن إبراهيم الشيرازي صاحب الرباط بأبي قرش بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المعروف بابن الحماني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش، قال قال أحمد بن يحيى ثعلب: دخلت على أحمد بن حنبل يوماً فسمعته يقول: كنت في البصرة في بعض مجالس العلماء فرأيت شيخاً، فسألت عنه فقيل أبو نواس، فقلت أنشدني شيئاً من شعرك في الزهد فأنشأ يقول: إذا ما حلوت الدهر يوماً فلا تقل=حلوت ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة=ولا أن ما يخفى عليه يغيب لهونا عن الأيام حتى تتابعت=علينا ذنوب بعدهن ذنوب فيا ليت أن الله يغفر ما مضى=ويأذن في توباتنا فنتوب أقول إذا ضاقت علي مذاهبي=وحل بقلبي الهموم يذوب لطول جناياتي وعظم خطيئتي=هلكت ومالي في المتاب نصيب فأغرق في بحر المخافة آيساً=وترجع نفسي تارة فتتوب وتذكر عفواً للكريم ورحمة=فأحيا وأرجو عفوه فأنيب وأخضع في قولي وأرغب سائلاً=عسى كاشف البلوى علي يتوب "وبه" قال حدثنا السيد الإمام المرشد رحمه الله، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن سعيد، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن المخارق أبو جنادة عن خليفة بن حسان، عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام. الأواه: التواب.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال وسمعته -يعني أبا عبد الله عمرو بن عثمان الملكي، يقول وقال في مسألة في التوبة: التوبة على تفسير اللغة: هو الرجعة، ولذلك فرض حق الله التوبة على الخلق لما ذهلوا عنه، واشتغلوا بالمعاصي، فافترض عليهم الرجوع إليه عما ذهلوا

به عنه، لأن التائب هو الراجع، كذلك تقول العرب.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن إبراهيم العامري الكوفي، قال حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا الحسن بن صالح عن أبي سعيد البقال، عن عبد الله بن معقل عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أخطأ خطيئة أو أذنب ذنباً ثم ندم فهو كفارة له".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن شيبة إملاء بالبصرة في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو الحسين بن مقبل، قال حدثنا أبو سفيان البروري ونعم الرجل كان، قال حدثنا عبد العزيز بن إبان، قال حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري، عن أبيه عن أبي الحوراء، عن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الندم توبة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا ابن ناجية، قال حدثنا الفضل بن سهل وعلي بن الهيثم، قالا حدثنا كثير بن هشام "ح" قال وأخبرنا أبو طاهر، قال أخبرنا أبو محمد، قال وحدثنا علي بن إسماعيل الصفار، قال حدثنا روح بن الفرج البزار، قال حدثنا كثير بن هشام، قال حدثنا عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن الحكم بن عبد الله الأيلي، عن الزهري عن سالم عن أبيه عن ابن عمر، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "رحم الله رجلاً أصلح من شأنه".

"وبه" قال أخبرنا أبو عمر محمد بن الحسين بن يوسف بن موسكان بقراءتي عليه في مسجد قنطرة فرة باب زقاق السعديين، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن بكر بن محمد الوراق إملاء في جامع البصرة في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال أخبرنا أبو عبيد محمد بن أحمد بن إسحق بن نصر الأبلي، قال حدثنا محمد بن معمر النجراني، قال حدثنا مالك بن سعيد عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له، وعبادته لا شريك له، فارقها والله عز وجل عنه راض".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد بجرجرايا في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن صالح أبو جعفر الكلبي بمكة، قال حدثنا أبو صالح حمزة بن مالك بن حمزة، قال حدثني عمي سعد بن حمزة عن كثير -يعني ابن زيد، عن الحارث عن أبي يزيد عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد، وإن من السعادة أن يطيل الله عمر العبد ويرزقه بالإنابة".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي، وأبو منصور محمد بن محمد السواق، ومحمد بن عبد العزيز البكيكي، وعبيد الله بن محمد بن أحمد بن أحمد بن لؤلؤ، قالوا أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا إبراهيم -يعني ابن عبد الله بن مسلم الكشي، قال حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج، قال حدثني عطاء: أنه سمع ابن عباس يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو علي بن إبراهيم، قال حدثنا محمد بن مزدة، قال حدثان محمد بن بكير، قال حدثنا عمرو بن عطية عن أبيه عن أبي سعيد، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "الله أشد فرحاً بتوبة العبد إذا هو تاب من ذلك الرجل براحلته، وقال: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الحسن بن علوية القطان، قال حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار، قال حدثنا إسحق بن بشر عن سفيان الثوري، عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "النادم ينتظر الرحمة، والمعجب ينتظر المقت، وكل عامل سيقدم على ما قد سلف عند موته، فإن ملاك الأعمال خواتمها، والليل والنهار مطيتان فاركبوهما بلاغاً إلى الآخرة، وإياك والتسويف بالتوبة، وإياك والغرة بحلم الله عليك، واعلم أن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، من يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثني أبو أحمد رزيق بن عبد الله الدلال المخزومي، قال حدثنا فتح بن سحرف العابد، قال حدثني علي بن عبيد الله، قال سمعت أعرابياً يقول في دعائه: اللهم إن كنت لا تغفر إلا للمحسنين فالمسيء إلى أين يذهب.

"وبه" قال لنا القاضي أبو الحسين، قال لنا الشيخ أبو عبيد الله فسرقه أبو نواس فقال: إن كان لا يدعوك إلا محسن=فمن الذي يدعو ويرجو المجرم "وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمداني من لفظه، قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي دارم، قال حدثنا أبو محمد الإكساف، قال سمعت يحيى بن معاذ يقول: لست آمركم بترك الدنيا آمركم بترك الذنوب، ترك الدنيا فضيلة وترك الذنوب فريضة، وأنتم إلى إقامة الفريضة أحوج إلى اكتساب الفضيلة.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا معلى بن أسد العمي، قال حدثنا وهيب عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن محمد بن علي الخزاعي، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا علي بن مسعدة، عن قتادة عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن عمر بن رستة البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن شيبة إملاء بالبصرة في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو الحسن بن مقبل، قال حدثنا نصر بن علي، قال حدثان يزيد بن هارون، قال حدثنا حريز بن عثمان عن حبان بن زيد الشرعي، عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ويل للمصرين الذين يصرون على ما يفعلون وهم يعلمون".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو صالح بن المهلب، قال حدثنا الحسن بن عبد الرحمن، قال حدثنا عثمان بن الهيثم، عن عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال حدثنا أبو يزيد القراطيسي، قال حدثنا أسد بن موسى، قال حدثنا الوليد ابن مسلم، قال حدثنا معاذ بن رفاعة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة: أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال يا رسول الله: أدع الله أن يرزقني مالاً، قال ويحك يا ثعلبة، قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه، ثم رجع إليه فقال يا رسول الله: أدع الله أن يرزقني مالاً، قال ويحك يا ثعلبة، أما تريد أن تكون مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والله لئن سألت الله أن يسيل لي الجبال ذهباً وفضة لسالت، ثم رجع إليه فقال يا رسول الله: أدع الله أن يرزقني مالاً، والله لئن آتاني الله مالاً لأوتين كل ذي حق حقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم ارزق ثعلبة مالاً، اللهم ارزق ثعلبة مالاً، اللهم ارزق ثعلبة مالاً.

قال فاتخذ غنما فنمت كما تنمو الدود حتى ضاقت عنه أزقة المدينة فتنحى بها، فكان يشهد الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم يخرج إليها، ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة، فتنحى بها فكان يشهد الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم يخرج إليها، ثم نمت فتنحى بها فترك الجمعة والجماعات، فيتلقى الركبان فيقول: ماذا عندكم من الخبر، وما كان من أمر الناس. وأنزل الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" قال فاستعمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الصدقات رجلين رجلاً من الأنصار ورجلاً من بني سليم، وكتب لهما سنة الصدقة وأسنانها، وأمرهما أن يصدقا الناس وأن يمرا بثعلبة فيأخذان منه صدقة ماله، ففعلا حتى دفعا إلى ثعلبة فأقرياه كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال صدقا الناس فإذا فرغتما فمرا بي ففعلا، فقال والله ما هذه إلا أخية الجزية، فانطلقا حتى لحقا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم: "ومنهم من عاهد

الله لئن أتانا من فضله لنصدقن -إلى قوله- يكذبون".

قال فركب رجل من الأنصار قريب لثعلبة راحلته، فقال ويحك يا ثعلبة هلكت، أنزل الله فيك من القرآن كذا، فأقبل ثعلبة وقد وضع التراب على رأسه وهو يبكي ويقول: يا رسول الله، فلم يقبل منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدقة حتى قبض الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أتى أبا بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال يا أبا بكر قد عرفت موقفي من قومي ومكاني من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاقبل مني، فأبى أن يقبل منه، ثم أتى عمر فأبى أن يقبل منه، ثم أتى عثمان فأبى أن يقبل منه، ثم مات ثعلبة في خلافة عثمان.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني من لفظه وكتابه في المسجد الحرام، قال سمعت أبا بكر الجواربي الأصفهاني يقول سمعت سهلاً يقول: لا تصح التوبة لأهل التوبة حتى يتركوا كثيراً من الحلال الذي أحله الله عز وجل لهم، ويمنعوا أنفسهم مهنأها من الحلال مخافة أن يخرجهم إلى غيره والتائب الذي يتبو من عمله في الطاعات في كل ساعة وطرفة ولمحة.

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد التيمي الطيب العطار قراءة عليه على باب دكانه بالأهواز، قال حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن القاسم الشافعي الحداد، قال حدثنا أبو يعلى محمد بن زهير بن الفضل الأبلي بالأبله، قال حدثنا أبو سعيد الأشج، قال حدثنا إسحاق بن سليمان عن عثمان بن زائدة، قال قال لقمان لابنه: "يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة".

"وبه" قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال حدثني أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عمر الصوفي، قال: كنت في مجلس الشبلي إذ وقف عليه شيخ كبير أبيض الرأس واللحية، فقال له يا أبا بكر: قد ابيض رأسي ولحيتي وفني عمري، وقد عرفت ما أنا فيه من سوء صنعي، فهل لي من حيلة؟ فبكي الشبلي وبكى من حوله ثم قال نعم، قال الله عز وجل: "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفوا لهم ما قد سلف".

"وبه" قال أخبرنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة

عليه قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إسحاق -يعني الدبري، عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب، عن ابن سيرين أن ابن مسعود قال: كان الرجل من بني إسرائيل إذا أذنب أصبح على بابه مكتوب أذنبت كذا وكذا فكفارته من العمل كذا وكذا، ولعله أن يتكاثره أن يعمله، قال ابن مسعود ما أحب أن الله عز وجل أعطانا ذلك مكان هذا الآية: "من يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن محمد -يعني عبد الله بن الحسن، قال حدثنا سلمة، قال حدثنا أبو المغيرة، قال حدثنا سعيد بن سنان، قال حدثتني أم الشعثاء عن أم عصمة العوسجية قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من عبد مسلم يعمل ذنباً إلا وقف الملك الموكل بإحصاء ذنوبه ثلاث ساعات، فإن استغفر الله من ذنبه في شيء من تلك الساعات لم يوقفه عليه ولم يعذبه يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه في منزله، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون العسكري، قال حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن الجنيد الجيلي سنة ثلاث وستين ومائتين، قال حدثني إبراهيم بن سعيد، قال حدثنا غسان بن عبيد الموصلي عن طريف بن سليمان عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من شيء أحب إلى الله عز وجل من شاب تائب".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا ابن أبي عاصم، قال حدثنا حامد بن يحيى البلخي، قال حدثنا ابن عيينة، عن وائل بن داود عن أبيه بكر بن وائل عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعروة أو أحدهما، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يا عائشة: "إ كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار، فإن العبد إذا استغفر الله من ذنب غفر له".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا بكر بن سهل، قال حدثنا عبد الله بن يوسف، قال حدثنا يحيى بن حمزة

عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ذر بن حبيش عن صفوان بن عسال، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله تعالى يفتح باباً من المغرب مسافته سبعون خريفاً للتوبة، لن يغلقه الله تعالى حتى تطلع الشمس من مغربها، وما غدا رجل يلتمس علماً إلا أفرشته الملائكة أجنحتها رضاً بما يعمل، قالت العرب عند ذلك يا نبي الله، أبم يعطى الله عبداً خلة واحدة خير؟ قال: حسن الخلق، ثم قالوا له: أنتداوى؟ قال علمتم أن الذي أنزل الداء أنزل الدواء، ولم ينزل داء إلا أنزل له دواء إلا واحدة، قالوا يا نبي الله: فما هو؟ قال: الهرم، ثم قال للمسافر ثلاثة أيام يمسح على خفيه وللمقيم يوم وليلة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو العباس الحمال، قال حدثنا عبد الرزاق بن منصور بن أبان، قال حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي المديني قال حدثنا أبو معشر المدني الكاهلي عن نافع عن ابن عمر بن الخطاب قال بينا نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على جبل من جبال تهامة، إذ أقبل شيخ في يده عصاً فسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فرد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال نعمة الجن وعينهم من أنت؟ قال أنا هامة بن الهيثم بن الأقيس بن إبليس، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما بينك وبين إبليس إلا أبوان؟ قال نعم، قال فكم أتى لك من الدهر؟ قال أفنيت الدنيا عمرها إلا قليلاً، كنت وأنا غلام ابن أعوام أفهم الكلام وأمر بالأكام وآمر بإفساد الطعام وقطع الأرحام، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: بئس لعمر الله عمل الشيخ المتوسم الثياب المثلوم، قال دعني من استعدائك فإني تائب إلى الله عز وجل. إني كنت مع نوح في مسجده مع من آمن به من قومه، فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني، وقال لا جرم إني على ذلك من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، قلت يا نوح: إني ممن أشرك في دم السعيد الشهيد هابيل بن آدم فهل تجد لي عندك من توبة؟ قال يا هامة: هم بالخير وافعله قبل الحسرة والندامة، فإني قرأت فيما أنزل الله تعالى علي: "ما من عبد تاب إلى الله عز وجل بالغ ذنبه ما بلغ إلا تاب الله عليه، قم فتوضأ واسجد لله سجدتين، قال ففعلت الذي أمرني به من ساعتي، فناداني مناد أن ارفع رأسك فقد نزلت توبتك من السماء، فخررت لله ساجداً.

وكنت مع هود في مسجده مع من آمن من قومه. فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى على قومه وأبكاني، وقال لا جرم إني على ذلك من النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، وكنت مع صالح في مسجده مع من آمن به من قومه، فلم أزل أعاتبه على دعوته حتى بكى عليهم وأبكاني، وقال لا جرم إني على ذلك من النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، وكلهم يقول أنا على ذلك من النادمين.

وكنت زواراً ليعقوب، وكنت مع يوسف بالمكان المبين، وكنت ألقى إلياس في الأودية، وأنا ألقاه الآن. وإني لقيت موسى بن عمران فعلمني من التوراءة، وقال لي موسى بن عمران: إن لقيت عيسى فأقره مني السلام، وإن لقيت عيسى بن مريم فأقريته من موسى السلام، وقال عيسى إن لقيت محمداً صلى الله عليه وآله وسلم فأقره مني السلام، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عينيه فبكى، ثم قال: وعلى عيسى السلام ما دامت الدنيا وعليك يا هامة السلام بأدائك الأمانة. فقلت يا نبي الله: افعل بي ما فعل بي موسى بن عمران، إنه علمني من التوراة، قال فعلمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا وقعت الواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت، والمعوذتين، وقل هو الله أحد، وقال يا هامة: ارفع لنا حاجتك ولا تدع زيارتنا، قال عمر بن الخطاب: فقبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يلقه ولم ينعه إلينا أحد، فلا أدري أحي هو أم ميت.

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال أخبرنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا خالي أبو عبد الرحمن، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن حمزة الثقفي، قال حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأصفهاني، قال حدثنا يحيى بن خالد عن سمع جريراً عن الضحاك عن ابن عباس قال: بات الخلائق على ثلاثة أصناف وكذلك هم في الموقف على ثلاثة أصناف، وأصبحت الخلائق على ثلاثة، والناس ثلاثة والعبيد ثلاثة، وإنما الدنيا ثلاثة أيام. فأما الأصناف الذين باتوا: فصنف باتوا نياماً، وصنف باتوا قياماً يصلون، وصنف السبيل يقطعون ليس لهم همة إلا شيء به يسترون، فأما إن لم تكن من المصلين فإياك أن تكون من السارقين، وأصبحوا على ثلاثة أصناف: صنف من الذنب تائب موطن نفسه على هجران ذنبه لا يرجع إلى سيئة، فهذا التائب للبرز، وصنف يذنب ويندم ويذنب ويحزن ويبكي، وهو يشتهي أن يكون تائباً فهذا يرجو له ويخاف عليه، وصنف يذنب ولا يندم ويذنب ولا يتوب ويذنب ولا يبكي فهو الخائن البائر.

وكذلك هم في الموقف على ثلاثة أصناف: صنف أخذ بهم إلى الجنة ركباناً، وهم الوفد الذين ذكروا الله عز وجل، وصنف أخذ بهم إلى الجنة مشاة، وصنف من هذه الأمة أخذ بهم إلى النار على وجوههم صماً وبكماً، والناس ثلاثة زاهد وصابر وراغب: فأما الزاهد فقد خرجت الأحزان والأفراح من صدره على متاع هذه الغرور، فهذا لا يحزن على شيء من هذه الدنيا فاته، ولا يبالي على يسر أصبح أم على عسر ولا يفرح على شيء من الدنيا أتاه، فهذا المبرز على هذه الأمة، وأما الصابر: فهو رجل يشتهي الدنيا بقلبه ويتمناها لنفسه، فإذا ظفر بشيء منها أجلم نفسه منها كراهية شأنها وسوء عاقبتها، فلو تطلع على ما في نفسه لعجبت من نزاهته وعفته وصبره وكرمه. وأما الراغب: فإنه لا يبالي من أين جاءته الدنيا من محرمها لا يبالي ما دنس منها عرضه أو ذهاب مروءته أو جرح دينه أو وضع حسبه، فهم في غرة يضطربون وهم أنتن من أن يذكروا لا يصلح إلا أن يسكن بهم الأسود.

وأما العبيد فثلاثة: فعبد طمع يتعبد لأهل الدنيا يطأ أعاقبهم يحلف بحياتهم، ويلتمس فضل ما في أيديهم ليصيب شيئاً من دنياهم، استوجب الذل في الدنيا والعذاب في الآخرة، وعبد أذنب ذنباً لا يدري ما الله صانع به فيه، فما أعظم خطره. وعبد رق ينتظر الفرج.

وأما الدنيا فثلاثة أيام: مضى أمس بما فيه فلا يرجوه، وصار اليوم في يديك ينبغي أن تغتنمه.

وغد لا تدري من أهله تكون أم لا. أما أمس الماضي فحكيم مؤدب، وأما اليوم القادم عليك فصديق مودع، وأما غد فليس في يدك منه شيء إلا أهله، فإن كان أمس الماضي فجعك بنفسك فقد أبقى اليوم في يدك حكمه ينبغي لك أن تعمل به، فقد كان طويل الغيبة عنك اليوم وهو سريع الرحلة عنك اليوم، وأما غد فليس في يدك منه إلا أمله فخذ الثقة بالعمل ودع الغرور بالأمل، قال سعيد هذا الحديث رتبوه ودبروه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الجرمي المعروف بابن العشائري قراءة عليه بمسجد في شارع دار الرقيق، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب الدقاق الإمام، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال أخبرنا يزيد بن زريع، قال حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، قال: احتجب عبد الله بن عمرو فأرسلنا إليه امرأة، فقالت ما الذنب الذي لا يغفره الله؟ فقال: ما من ذب أو قال من عمل يعمله الناس بين السماء والأرض يتوب العبد إلى الله منه قبل أن يموت

إلا تاب الله عليه.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمداني من لفظه في المسجد الحرام بباب الندوة، قال حدثنا عبد السلام بن محمد، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام، قال سمعت علي بن سلمة بن قتيبة يقول: قال إبراهيم بن الأشعث: كان مبتدأ توبة فضيل بن عياض أنه خرج عشية يريد مقطعة وكان يقطع الطريق، فإذا بقوم حمارة معهم ملح فسمع بعضهم يقول: مروا مروا لا يفجأنا فضيل فيأخذ ما معنا، فسمع ذلك فضيل فاغتم وتفكر، وقال تخافني الخلق هذا الخوف العظيم، فتقدم وسلم عليهم وقال لهم وهم لا يعرفونه: تكونون الليلة عندي وأنتم آمنون من الفضيل، فاسبتشروا وفرحوا وذهبوا فأنزلهم وخرج يرتاد لهم علفاً ثم رجع فسمع قارئاً يقرأ "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق" فصاح ومزق ثيابه على نفسه، وقال بلى والله قد آن، فكان هذا مبتدأ توبته.

 

الحديث العاشر

الصلاة وفضل التهجد

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا وهب بن بقية، قال حدثنا محمد بن الحسن المدني عن إسماعيل عن أبي صالح: "إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلاً" قال: أقل لتلقنك وأثبت لقراءتك.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المدين، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي أبو جنادة، عن سعيد بن طريف عن الأضبغ بن نباتة عن علي عليه السلام: "سيماهم في وجوههم من أثر السجود" قال: من سهر الليل.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد

بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء يوم الجمعة للنصف من شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبو الربيع الزهراني، قال حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل الشهور بعد رمضان شهر المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا بكر بن سهل، قال حدثنا عبد الله بن صالح، قال حدثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة لكم إلى ربكم، ومكفرة للسيآت، ومنهاة عن الإثم".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن إبراهيم بن سنبك البجلي، قال أخبرنا أبو الحسن عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلام قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بعض مغازيه فاستخلفني على من بقي من المسلمين، فقال يا علي: أحسن الخلافة على من استخلفك عليه، واكتب بخيرهم إلي ثم مضى فمكث خمسة عشر يوماً، ثم قدم فسألني عمن استخلفني عليه، فأخبرته سلامتهم، فقال يا علي: احفظ مني خصلتين، قلت فأخبرني بهما يا رسول الله؟ قال: أكثر الصلاة بالسحر، والاستغفار بالمغرب، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والاستغفار لأصحابه، واعلم أن السحر والمغرب شاهدان من شهود الله على خلقه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن العباس بن أيوب، قال حدثنا محمد بن مرزوق بن بكير، قال حدثنا يحيى بن سعد العبشمي من بني سعد بن تميم، قال حدثنا ابن جريح عن عطاء عن عبيد بن عمير الثقفي عن أبي ذر قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في المسجد جالس فاغتنمت خلوته، فقال يا أبا

ذر: للمسجد تحيته، قلت: وما تحيته يا رسول الله؟ قال: ركعتان تركعهما، ثم التفت إليه فقلت يا رسول الله: إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة؟ قال: خير موضوع فمن شاء أقل ومن شاء استكثر، قلت يا رسول الله: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الإيمان بالله، ثم الجهاد في سبيل الله، قلت يا رسول الله: أي المؤمنين أكمل إيماناً؟ قال: أحسنهم خلقاً، قلت فأي المؤمنين أفضل؟ قال من سلم الناس من لسانه ويده، قلت: أي الهجرة أفضل؟ قال من هجر السوء، قلت: فأي الليل أفضل؟ قال جوف الليل الغابر، قلت: فأي الصلاة أفضل؟ قال طول القنوت، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال جهد من مقل إلى فقير في سر، قلت: فما الصوم؟ قال فرض مجزى وعند الله أضعاف كثيرة، قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمناً، وأنفسها عند أهلها. قلت: وأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه، قلت: فأي آية أنزلها الله عليك أفضل؟ قال: آية الكرسي، ثم قال يا أبا ذر: ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة، قلت يا رسول الله: كم النبيون؟ قال: مائة ألف وعشرون نبياً، قلت: كم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جم الغفير، قلت: من كان أول الأنبياء؟ قال: آدم، قلت وكان من الأنبياء مرسلاً؟ قال نعم، خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه، ثم قال يا أبا ذر: أربعة من الأنبياء سريانون: آدم وشيث وخنوخ وهو إدريس النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أول من خط بالقلم، ونوح صلى الله عليه.

وأربعة من العرب: هود وصالح وشعيب ونبيكم صلى الله عليهم، فأول الأنبياء آدم وآخرهم محمد، وأول نبي من بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى وبينهما ألف نبي.

قلت يا نبي الله: كم أنزل الله من كتاب؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب، أنزل الله على شيث خمسين صحيفة سريانية، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، قلت يا رسول الله: فما كانت صحف إبراهيم؟ قال كانت أمثالاً كلها، أيها الملك المبتلي المغرور إني لم أبعثك إلى الدنيا لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض، ولكني بعثتك لتردعني دعوة المظلوم فإني لا أردها وإن كانت من كافر. وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباً أن يكون له ثلاث ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه ويتفكر فيما صنع الله فيها إليه، وساعة يخلو فيها لحاجته من الحلال، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات واستجمام القلوب وتقريعاً لها. وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه مقبلاً

على شأنه، حافظاً للسانه، فإن من حسب كلامه من عمله، أقل من الكلام فيما لا يعنيه. وعلى العاقل أن يكون طالعاً طالباً لثلاث: مؤنة لمعاش، وتزوداً لمعاد، وتلذذاً في غير محرم.

قلت يا رسول الله: فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبراً كلها، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، ولمن أيقن بالنار كيف يضحك، ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم يطمئن إليها، ولمن أيقن بالقدر ثم ينصب، ولمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل.

قلت يا رسول الله: هل في الدنيا مما أنزل الله عليك مما كان في صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام؟ قال نعم يا أبا ذر، اقرأ "قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى" إلى آخر السورة، قلت يا رسول الله أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله فإنه زين لأمرك كله، قلت: زدني، قال عليك بتلاوة القرآن وذكر الله كثيراً، فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض، قلت زدني، قال: إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلوب، ويذهب بنور الوجه، قلت: زدني، قال: عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشياطين، وعون لك على أمر دنياك، قلت زدني، قال: قل الحق وإن كان مراً، قلت: زدني، قال: لا تخف في الله لومة لائم، قلت: زدني، قال: لتحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك، ولا تحد عليهم فيما تأتي.

ثم قال كفى بالمرء عيباً أن يكون فيه ثلاث خصال: يعرف من الناس ما يجهل من نفسه، ويستحيي لهم مما هو فيه، ويؤذي جليسه فيما لا يعنيه، ثم قال يا أبا ذر: لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق.

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، قال حدثنا جبارة بن المغلس، قال حدثنا شريك، عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كثر صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار".

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد بن جعفر السلماسي البيع بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح السمسار المعروف بالحرفي قراءة عليه وأنا أسمع، قال حدثنا أبو سعيد عبد الله بن الحسن الحراني، قال حدثنا يحيى بن عبد الله، قال حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي

الكبير، قال حدثنا أحمد بن عبيد الله بن القاسم بن سوار البزار، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الوهاب، قال حدثنا عبد الله بن مطيع، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة أنه قال: أخبرتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي من الليل إحدى عشر ركعة، منها ركعتان كان يصليهما وهو جالس ويصلي إذا طلع الفجر ركعتين قبل أن يصبح، فذلك ثلاثة عشر ركعة.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا العريابي، قال حدثنا حامد بن يحيى البلخي، قال حدثنا كثير بن هشام، قال حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان، قال حدثنا عمير بن هاني: أنه سمع عبد الرحمن بن غنم يقول، سمعت معاذ بن جبل يقول قلت يا رسول الله حدثني بعمل يدخل به العبد الجنة إذا عمل؟ قال بخ بخ سألت عن عظيم وأنه يسير على من يسره الله عليه: تقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، ولا تشرك بالله شيئاً، وسأنبئك بأبواب من الخير: الصيام جنة، وقيام العبد في جوف الليل يبتغي مرضاة الله، ثم تلا هذه الآية "تتجافى جنوبهم عن المضاجع".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه في جامع المنصور ببغداد، قال أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد المخرمي، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد البزار إملاء، قال حدثنا أبو سعيد أحمد بن عيسى الخراز، قال حدثنا عتيق بن محمد الوراق، قال حدثنا محمد بن سمار، قال حدثنا عمرو بن مسعدة، قال سمعت حكاماً -يعني الرازي يقول: كان نزولنا مع محمد بن بشر المازني في البلد الثغر، قال فكنا نيام وهو قائم، ويفطر وهو صائم، ونأكل وهو جائع، ونشرب وهو ظمآن، قال فكان على هذه الحال دهره، وكان ينزل أعلى الدار، ونحن أسفل الدار قال: فكان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، ثم يشرف علينا فيقول: يا من يصيرون إلى التراب، ما هكذا فعل من أيقن بالثواب، ثم يعود إلى صلاته فيصلي ما شاء الله أن يصلي، ثم يشرف علينا فيقول: يا من يصيرون إلى الديان انتبهوا من رقدة الوسنان، ثم قال يعود إلى صلاته فيصلي ما شاء أن يصلي ثم يشرف علينا فيقول: ألا فتى يسمع ما أقول، فيحسن الخدمة للمأمول، قال ثم يعود إلى صلاته فيصلي ما شاء الله أن يصلي، ثم يشرف علينا ثم يقول: ألا فتى يهوى لقاء حبيبه، أذابه الشوق على

تعذيبه، قال ثم يعود إلى صلاته، ثم يشرف علينا فيقول: طال اشتياقي وطالت في الدجى فكري=والليل ماض وما أقضي به وطري أنت العالم ما أحب البقاء في هذه الدار، فانقلني إلى حفرتي ثم يأخذ في البكاء، فما يزال يبكي إلى الصبح.

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد جعفر بن حيان، قال أخبرنا روح قال: سألت راهباً قلت بم يستعين العبد على قيام الليل؟ قال بذكره طول الوقوف بين يدي خالقه في يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون، ثم بكى، فقلت له: مم بكيت؟ قال ذكرت ذلتي وغربتي وضعف بدني، وما قد حملت على ظهري من أوزاري، والله ما أقوى على حمل مدرعتي هذه فكيف أحمل أوزاراً كثيراً، وأريد أن أقف أعواماً لا أدري كم عدتها، وأجوع جوعاً لا أدري كم مدته، وأعطش عطشاً لا أدري كم سنة والله المستعان.

"وبه" قال أنشدنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد الزعفراني المؤدب ببغداد لنفسه: عمر الفتى آماله فإذا انقضت=لم يقض من وطر سوى التعديد والمرء يحبط في الغرور مجاهداً=جهلاً ومل يومه المورود لله در الصائمين نهارهم=والواصلين ركوعهم بسجود "وبه" قال حدثنا السيد الإمام رحمه الله تعالى إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه يوم الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي، قال حدثنا بشر بن الوليد، قال حدثنا شريك عن عاصم بن عبيد الله. عن القاسم عن عائشة قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من فراشه في بعض الليل، فظننت أنه يريد بعض نسائه، فاتبعته فأتى المقابر فقام عليها، فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا بكم لاحقون، ثم قال: اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، ثم التفت فأبصرني فقال: ويحها لو تستطيع ما فعلت.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا

أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي عن حمزة التركي عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام عن قوله تعالى: "سيماهم في وجوههم من أثر السجود" قال: صفرة الوجوه وعمشة العيون.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ: "تتجافى جنوبهم عن المضاجع" قال: قيام العبد في جوف الليل.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه، قال حدثنا الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين الدقاق سنة ثلاثمائة، قال حدثنا القاسم بن بشر، قال حدثنا الوليد بن مسلم أبو العباس، قال سألت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن قول الله تعالى: "والمستغفرين بالأسحار" فقال حدثني سليمان بن موسى، قال حدثني نافع أن ابن عمر كان يحيي الليل صلاة ثم يقول: يا نافع أسحرنا؟ فأقول لا، فيعود إلى صلاته، فإذا قلت نعم قعد يستغفر الله ويدعو حتى يصبح.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي، قال حدثنا محمد بن أحمد الأسقاطي، قال حدثنا محمد بن هارون بن مجمع، قال حدثنا إسحق بن إبراهيم إمام مسجد طلق باستراباذ، قال حدثنا سعدويه بن سعيد الجرجاني، قال حدثنا نهشل أبو بكر عن الضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أشراف أمتي حملة القرآن وقوام الليل".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا عازم أبو النعمان، قال حدثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السايب عن مرة عن عبد الله أنه قال: أيها الناس عليكم بالصدق فإنه يقرب إلى البر، وإن البر يقرب إلى الجنة، وإياكم والكذب فإنه يقرب إلى الفجور وإن الفجور يقرب إلى النار، إنه يقال للصادق صدق وبر، وللكاذب كذب وفجر، ألا وإن للملك لمة وللشيطان لمة، فلمة الملك إيعاد بالخير، ولمة الشيطان إيعاد بالشر، فمن وجد لمة الملك فليحمد الله، ومن وجد لمة الشيطان فليتعوذ من ذلك، فإن الله عز وجل يقول: "الشيطان يعدكم الفقر" الآية. قال ألا إن الله تعالى يضحك إلى رجلين: رجل قام في ليلة

باردة من فراشه ولحافه ودثاره، فتوضأ ثم قام إلى الصلاة، فيقول الله لملائكته ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ فيقولون: ربنا رجاء ما عندك وشفقة مما عندك، فيقول: فإني قد أعطيته ما رجى وأمنته مما خاف. ورجل كان في فئة فانكشفت فتنة فعلم ما له في القرآن وعلم ما له عند الله، فقاتل حتى قتل، فيقول الله لملائكته: ما حمل عبدي هذا على ما صنع؟ فيقولون: ربنا رجاء ما عندك وشفقة مما عندك، فيقول: فإني أشهدكم أني قد أعطيته ما رجى وأمنته مما خاف، أو كلمة شبيهة بها.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا عازم، قال حدثنا حماد بن زيد، قال حدثنا علي بن زيد عن الحسن: أن زياداً استعمل كلاب بن أمية الليثي على الأبلة، فمر به عثمان بن أبي العاص، فقال يا أبا هارون: ما يجلسك هاهنا؟ فقال: بعثني هذا على الأبلة، فقال ألا أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: إن نبي الله داود كان يقول لأهله في ساعة من الليل: يا آل داود قوموا فصلوا فإن هذه الساعة يستجاب فيها الدعاء إلا لساحر أو عشار، فركب سفينة مكانه ثم رجع إلى زياد فاستعفاه.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو عبد الرحمن -يعني عبد الله بن محمد بن عيسى المقري، قال حدثنا أبو مسعود، قال أخبرنا سهل بن عبد الله ولقبه السندي، قال حدثنا عمرو أبي قيس، عن مطرف عن الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "في الليل ساعة ما دعا الله داع إلا أجابه وذلك كل ليلة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا الحسن بن عمر بن أبي الأحوص، قال حدثنا ثابت بن موسى العابد، قال حدثنا شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار".

"وبه" قال لنا الأزجي، قال لنا المفيد دفع كثير من الحفاظ وأهل المعرفة بالنقل من أهل العلم بالروايات وتفاوت الحديث أن هذا الحديث تفرد بروايته عن الأعمش شريك، ثم تفرد به بروايته عن شريك ثابت بن موسى، وأن ثابت بن موسى لم يتابع على رواية هذا الحديث عن

شريك عن الأعمش، فنظرت فإذا عبد الله بن شبرمة بن عم لشريك بن عبد الله قد رواه.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن أحمد بن نصر الأزدي، قال حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: كان العباس رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "عينان لا تصيبهما النار: عين بكت في جوف الليل من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا الأسود بن شيبان السدوسي قال حدثني يزيد بن عبد الله بن الشخير عن مطرف، قال كان يبلغني أن أبا ذر حدث حديثاً فكنت أشتهي لقاءه، فلقيته فقلت يا أبا ذر: كان يبلغني عنك حديث فكنت أشتهي لقاك، فقال الله أبوك قد لقيتني فهات، قال: قلت حديثاً بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثك أن الله عز وجل يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة، قال فلا أخالي أكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال فقلت من هؤلاء الثلاثة الذين يحبهم الله عز وجل؟ قال: رجل غزا في سبيل الله عز وجل صابراً محتبساً وقاتل حتى قتل وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله عز وجل، قال ثم تلا هذه الآية "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص". قلت ومن؟ قال رجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذائه حتى يكفيه الله عز وجل إياه بحياة أو موت.

قلت ومن؟ قال رجل سافر مع قوم فارتحلوا حتى إذا كان من آخر الليل وقع عليهم الكرى أو النعاس فنزلوا وضربوا برؤوسهم، ثم قام فتطهر وصلى رهبة لله عز وجل ورغبة فيما عنده، قلت: وما الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال: البخيل الفجور، وهو في كتاب الله عز وجل "إنه لا يحب كل مختال فخور". قلت ومن المختال الفخور؟ قال أنتم تجدونه في كتاب الله عز وجل، البخيل المختال، قلت: ومن قال التاجر الحلاف أو البائع الحلاف؟ قال لا أدري أيهما قال أبو ذر، قلت يا أبا ذر ما المال؟ قال: فرق لنا وذود، قلت: يا أبا ذر: ليس هذا أسألك إنما أسألك عن صامت المال؟ قال: ما أصبح لا أمسى وما أمسى لا أصبح، قلت: ما لك ولإخوانك من قريش؟ قال: والله لا أستفتيهم عن دين ولا أسألهم دنيا حتى ألقى الله ورسوله، قاله ثلاث مرات.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال حدثنا آدم بن أبي إياس، قال حدثنا محمد بن بشر، قال حدثنا محمد بن عامر، قال حدثنا أبو قرصافة حيدرة، وكانت لأبي قرصافة صحبة، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد كساه برنساً وكان الناس يأتونه فيدعو لهم ويبارك فيهم، فتعرف البركة فيهم، وكان لأبي قرصافة ابن في بلاد الروم غازياً فكان أبو قرصافة إذا أصبح في السجن بعسقلان نادى بأعلى صوته يا قرصافة الصلاة، قال فيقول قرصافة من بلاد الروم لبيك يا أبتاه، فيقول أصحابه ويحك لمن تنادي؟ فيقول لأبي ورب الكعبة يوقظني للصلاة، قال أبو قرصافة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول من أوى إلى فراشه ثم قرأ سورة تبارك ثم قال: اللهم رب الحل والحرام، ورب البلد الحرام ورب الركن والمقام، ورب المشعر الحرام، وبحق كل آية أنزلتها في شهر رمضان، بلغ روح محمد مني تحية وسلاماً أربع مرات، وكل الله به الملكين حتى يأتيا محمداً فيقولا له ذلك، فيقول صلى الله عليه وآله وسلم وعلى فلان بن فلان مني السلام ورحمة الله وبركاته.

"وبه" قال اخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا الحسن بن علوية القطان، قال حدثنا إسماعيل بن موسى العطار، قال حدثنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر، قال حدثنا ابن سمعان عن مكحول، عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ثلاث فيهن المقت من الله عز وجل: الضحك من غير عجب، والأكل من غير جوع، ونوم النهار من غير قيام الليل".

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الكاتب، قال قال أخبرنا الحسن بن حبيب بدمشق، قال وسمعت أبا جعفر محمد بن إسماعيل الصايغ بمكة يقول: قال رجل ليزيد بن هارون كم جزؤك من الليل؟ قال وأنام من الليل شيئاً؟ إذاً لا أنام الله عيني.

"وبه" قال أخبرنا علي بن الحسن بن محمد الشروطي، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الحرمي الطرسوسي نزيل مكة قال: كنا في مجلس إسحاق بن بليل القاضي بمعرة النعمان فأنشدنا: بغى وللبغي سهام تنتظر=سهام أيدي القانتين في السحر

أحمى على الأكباد من وخز الإبر قال أبو فراس كان معنا وهو الحارث بن سعيد بن حمدان: فأنشدنا في معناه لنفسه: لست بالمستضيم من هو دوني=اعتداء ولست بالمستضام أبذل الحق للخصوم إذا ما=عجزت عنه قدرة الحكام لا تحطى إلى المظالم كفي=حذراً من أصابع الأيتام قال يعني الطرسوسي، وكان مع هذا ظالماً.

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني رحمه الله تعالى في يوم الخميس السابع عشر من جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وأربعمائة إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا معاذ يعني ابن المثنى، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى بن عون، قال حدثنا زرارة، قال قال عبد الله بن سلام: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فانجفل الناس وكنت فيمن انجفل، فلما رأيت وجهه صلى الله عليه وآله وسلم علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فأول ما سمعته يقول: "أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، قال حدثنا أبو زهر بن جميل قال حدثنا الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار قال: سألت أنس بن مالك عن قول الله تعالى: "تتجافى جنوبهم عن المضاجع" قال: ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلون ما بين المغرب والعشاء فنزلت فيهم هذه الآية "تتجافى جنوبهم عن المضاجع".

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو، قال حدثنا عبد الله بن شبيب، قال حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال، عن أبي بكر عن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس بنحوه.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني بقراءتي عليه، قال

أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي. قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق عن مغيرة بن عروة عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام "كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون" قال: هجعوا هجعة ثم مدوها إلى السحر.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن أبي الورد عن أبي جعفر، قال كان علي بن الحسين عليهما السلام ينتبه للسحر ويقوم في الليلة مراراً.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن الحسين أنه كان ينام وعنده الميضاة فإذا هدأت العيون قام فيسمع له دوي كدوي النحل.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن الحسن بن زيد عن أبيه عن آبائه، ويحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن آبائه. قال سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم أخر يعقوب بنيه إلى السحر؟ قال: لأن دعاء السحر مستجاب.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عمرو بن عثمان، قال حدثنا بقية عن صفوان بن عمرو عن سلمة القيسي، عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "بشر المدلجين إلى المساجد في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزعون".

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا يحيى بن عبد الباقي الأذوني، قال حدثنا محمد بن مصفى، قال حدثنا بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو بن سلمة القيسي عن رجل من أهل بيته، عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثله.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عنه -يعني عقيل بن إبراهيم بن علي بن الصباح، قال حدثنا محمد بن بكير، قال حدثنا أيوب بن جابر، قال حدثنا أبو إسحاق عن نافع عن بن عمر، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ في الوتر: "سبح باسم ربك الأعلى" وفي الثانية "قل يا أيها الكافرون" وفي الثالثة "قل هو الله أحد".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا

أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا أبو خليفة، قال أخبرنا أبو عبد الرحمن بن المبارك، قال حدثنا يربع بن حسان، قال حدثنا بن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة ولا تناموا عليه فتقسوا له قلوبكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان، قال حدثنا سيف بن عمر إملاء، قال حدثنا محمد بن عبد الله المديني، قال كذا في كتابي، قال حدثنا عبد الرحمن ابن محمد بن منصور كزبريان، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن، قال سمعت محمد بن واسع يذكر عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أحدثكم بغرف الجنة؟ قال قلت: بلى يا رسول الله بأبينا أنت وأمنا، قال إن في الجنة غرفاً من أصناف الجوهر كله يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها، فيها من النعم والملذات والشرف ما لا عين رأت ولا أذن سمعت. قال قلت يا رسول الله: ولمن هذه الغرف؟ قال لمن أفشى السلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام. قال قلت يا رسول الله: ومن يطيق ذلك؟ قال أمتي تطيق ذاك، وسأخبرك عن ذاك، من لقي أخاه فسلم عليه أو رد عليه فقد أفشى السلام، ومن أطعم أهله وعياله من الطعام حتى أشبعهم فقد أطعم الطعام، ومن صام شهر رمضان ومن كل شهر ثلاثة أيام فقد أدام الصيام، ومن صلى العشاء الآخرة وصلاة الغداة في جماعة، فقد صلى بالليل والناس نيام"، اليهود والنصارى والمجوس.

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد المؤدب المكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان حيان، قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد، قال حدثنا إبراهيم بن محمد الحلبي، قال حدثنا عبد الله بن داود، قال حدثنا سليمان بن القاسم الثقفي عن أمه قالت: سألت أم سعد سرية علي عليه السلام عن علي عليه السلام في شهر رمضان. فقالت: كان يصلي الليل كله.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن غالب، قال حدثنا عبد الصمد بن النعمان، قال حدثنا ورقاء عن منصور عن سالم عن كعب بن مرة. قال سئل النبي

صلى الله عليه وآله وسلم: أي الليل أسمع؟ قال نصف الليل الآخر فصلاته مقبولة.

"وبه" قال أخبرنا محمد قال حدثنا محمد، قال حدثنا محمد بن إدريس النجيبي بمصر، قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال حدثنا عبد الله بن يوسف، قال حدثنا بن لهيعة، قال حدثنا عبد ربه بن سعيد عن عمران بن أبي أنس، عن عبد ربه عن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث عن الفضل بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صلاة الليل مثنى مثنى، تتشهد في كل ركعتين، ثم تضرع وتخشع وتمسكن وتقنع بيديك ترفعهما إلى ربك، تقول يا رب يا رب فمن لم يفعل ذلك فهي خداج".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري، عن عبد الرزاق عن الثوري عن زبيدة عن مرة، قال قال عبد الله: إنك ما كنت في الصلاة فإنك تقرع باب الملك، ومن يكثر قرع باب الملك يوشك أن يفتح له.

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا غندر عن شيبة عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن مسروق، قال قال لي رجل من أهل مكة هذا مقام أخيك تميم الداري لقد رأيته قام ليلة حتى أصبح أو كرب -يعني قرب- أن يصبح يقرأ آية من كتاب الله فيركع ويسجد ويبكي "أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون".

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال أخبرنا سهل بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب. قال حدثنا محمد بن سلام الجمحي، قال حدثنا الربيع بن عبد الرحمن السلمي -وكان قد أدرك الحسن وسمع منه، قال قال الحسن بن أبي الحسن البصري: صحبت أقواماً ما كانت صحبتهم إلا شفاء من كل داء، يبيتون على أطرافهم، تجري دموعهم على وجوههم، يناجون ربهم عز وجل في فكاك رقابهم، والله لهم كانوا فيما أحل الله أزهد منكم فيما حرم الله عليكم، ولهم كانوا لأن لا يتقبل منهم حسناتهم أخوف منكم أن لا تؤخذوا بسيئاتكم، فأصبحت والله أيها الأمير -يعني النضر بن عمرو بعيد هديك من هديهم، فأنكرها الأمير ونظر إليه، فقال الحسن: إن أخاك من صدقك وهو خير لك ممن كذبك وغرك، قال صدقت يا أبا سعيد، ولكن من الكلام ما يؤلم القلب ولا يرضي الرب.

صلى الله عليه وآله وسلم: أي الليل أسمع؟ قال نصف الليل الآخر فصلاته مقبولة.

"وبه" قال أخبرنا محمد قال حدثنا محمد، قال حدثنا محمد بن إدريس النجيبي بمصر، قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال حدثنا عبد الله بن يوسف، قال حدثنا بن لهيعة، قال حدثنا عبد ربه بن سعيد عن عمران بن أبي أنس، عن عبد ربه عن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث عن الفضل بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صلاة الليل مثنى مثنى، تتشهد في كل ركعتين، ثم تضرع وتخشع وتمسكن وتقنع بيديك ترفعهما إلى ربك، تقول يا رب يا رب فمن لم يفعل ذلك فهي خداج".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري، عن عبد الرزاق عن الثوري عن زبيدة عن مرة، قال قال عبد الله: إنك ما كنت في الصلاة فإنك تقرع باب الملك، ومن يكثر قرع باب الملك يوشك أن يفتح له.

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا غندر عن شيبة عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن مسروق، قال قال لي رجل من أهل مكة هذا مقام أخيك تميم الداري لقد رأيته قام ليلة حتى أصبح أو كرب -يعني قرب- أن يصبح يقرأ آية من كتاب الله فيركع ويسجد ويبكي "أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون".

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال أخبرنا سهل بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب. قال حدثنا محمد بن سلام الجمحي، قال حدثنا الربيع بن عبد الرحمن السلمي -وكان قد أدرك الحسن وسمع منه، قال قال الحسن بن أبي الحسن البصري: صحبت أقواماً ما كانت صحبتهم إلا شفاء من كل داء، يبيتون على أطرافهم، تجري دموعهم على وجوههم، يناجون ربهم عز وجل في فكاك رقابهم، والله لهم كانوا فيما أحل الله أزهد منكم فيما حرم الله عليكم، ولهم كانوا لأن لا يتقبل منهم حسناتهم أخوف منكم أن لا تؤخذوا بسيئاتكم، فأصبحت والله أيها الأمير -يعني النضر بن عمرو بعيد هديك من هديهم، فأنكرها الأمير ونظر إليه، فقال الحسن: إن أخاك من صدقك وهو خير لك ممن كذبك وغرك، قال صدقت يا أبا سعيد، ولكن من الكلام ما يؤلم القلب ولا يرضي الرب.

"وبه" قال أخبرنا المطهر بن محمد العبدي الخطيب بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن عمر إملاء، قال حدثنا المنتصر بن نصر، قال حدثنا أنس بن خالد، قال حدثنا عبد الله بن داود، قال سمعته من أبي عامر الخزاز عن أبي المليح قال: كان لعبد الله بن عباس رضي الله عنه تشنيج بالليل.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمرو بن أحمد بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال حدثنا جرير عن طلق بن معاوية جد حفص بن غياث قال: قدم رجل منا يقال له هند بن عوف من سفر، فمهدت له امرأته فراشاً فنام عليه، وكانت له ساعة من الليل يصليها فنام عنها، فلما أصبح حلف أن لا ينام على فراش أبداً.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الطوسي، قال حدثنا يوسف بن عيسى، قال حدثنا الوليد بن مسلم، قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال كنا نغازي مع عطاء الخراساني، فكان يجي الليل كله بصلاته، كان إذا ذهب من ثلثه أو نصفه نادى وهو في فسطاطه أيا إسماعيل يا عبد الرحمن بن يزيد ويا يزيد بن يزيد يا فلان بن فلان، قوموا فتوضئوا فصلوا صلاة هذا الليل، وصيام هذا النهار أيسر من شراب الصديد ومقطعات الحديد، الوحي الوحي.

"وبه" قال سمعت محمد بن علي بن عبد الله أبا عبد الله الصوري الحافظ يقول، سمعت أبا عمرو وعثمان بن سعيد الأسدي يقول، سمعت أبا الخير النسائي يقول عليكم بالمحاريب والوقوف بين يدي الله عز وجل فإن الفوائد لم توجد إلا من المحاريب والوقوف بين يدي الله تعالى.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قراءة عليه، قال حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخزومي، قال سمعت سري السقطي يقول، قال لي بشر بن الحارث، سمعت المعافى بن عمران يقول: عز المؤمن استغناؤه عن الناس وشرفه قيامه الليل.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم الخزاز بقراءتي عليه، قال حدثنا إبراهيم بن محمد

بن يحيى النيسابوري، قال حدثنا محمد بن المسيب، قال حدثنا سيف بن موسى، قال حدثنا جرير عن أبي شرمة، قال كان زنيد اليامي يجزئ الليل ثلاثة أجزاء جزءاً عليه وجزءاً على عبد الرحمن ابنه وجزءاً على عبد الله ابنه، فكان زبيد يصلي ثلث الليل ويقول لأحدهما قم، فإن تكاسل صلى جزأه ثم يقول للآخر قم، فإن تكاسل صلى جزأه فيصلي الليل كله.

"وبه" قال أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي إملاء، قال حدثنا عباس بن يوسف الشكلي، قال حدثني إبراهيم بن العباس الرامز، قال عبد الله بن المبارك ووصف العباد: وما قرشهم إلا أيا من أزرهم=وما وسدهم إلا ملاء وأدرع وما ليلهم إلا نحيب ومأتم=وما نومهم إلا غشاش مروع وألوانهم كأن وجوههم=عليها صغار عل بالورس شبع مذابل قد أزرى بها الجهد والسرى=إلى الله في الظلماء والناس هجع ومجلس ذكر منهم قد شهدته=وأعينهم من خشية الله تدمع "وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن المخارق السلولي أبو جنادة، عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس قال: "إن ناشئة الليل" قال: قيام الليل، "إذا نشأ" إذا قام، بلسان الحبشة.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس، وإسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح عن ابن عباس "هي أشد وطأ" قال: مواطأة السمع والبصر.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن موسى بن جعفر عن أبيه، عن آبائه عن علي عليه السلام قال: لم يجيء نبي قط إلا بصلاة آخر الليل.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن سليمان الواسطي، قال حدثنا خلاد بن يحيى، قال حدثنا مسعر بن كدام "ح" قال وأخبرنا محمد، قال أخبرنا أبو بكر الشافعي، قال وحدثنا محمد بن يونس القرشي، قال حدثنا محمد بن سابق التميمي، قال حدثنا

مسعر بن كدام بن طهير الهلالي، قال حدثنا حبيب ابن أبي ثابت عن طاووس عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فواحدة أو ركعة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب بن غيلان، قال أخبرنا أبو بكر الشافعي، قال حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي أبو الحسن، قال حدثنا محمد بن حرب النسائي، قال حدثنا إسحق الأزرق، قال حدثنا ابن منيع عن حبيب بن أبي ثابت عن طاووس، عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بركعة".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن عبد العزيز السكسكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا أبو عاصم بن عون عن أنس بن سيرين عن ابن عمر: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صلاة الليل قال: مثنى مثنى.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا زكريا بن يحيى بن موسى الجابري، قال حدثنا أبو هلال عن محمد بن سيرين عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، حدثني أبي عن أبيه، قال حدثني داود بن عيسى النخعي عن منصور بن المعتمر.

قال حدثني عبد الله بن علي بن عباس، قال حدثني أبي أن أباه بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حاجة، قال فوجدته جالساً مع أصحابه في المسجد فلم أستطع أن أكلمه، فلما صلى المغرب قام يركع حتى إذا أذن المؤذن لصلاة العشاء وثاب الناس، ثم صلى الصلاة فقام يركع حتى انصرف من بقي في المسجد، فانصرف إلى منزله وتبعته، فلما سمع حسي قال من هذا؟ والتفت إلي، فقلت ابن عباس، فقال ابن عم رسول الله؟ قلت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال مرحبا بك يا بن عم رسول الله، ما جاء بك؟ فقلت بعثني أبي بكذا وكذا، فقال الساعة جئت؟ فقلت لا، فقال إذا لم تنصرف إلى ساعتك هذه فلست منصرفاً،

فدخل منزله ودخلت معه، فقلت لأنظرن صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنام حتى سمعت غطيطه، ثم استيقظ فرمى ببصره إلى السماء وتلا هذه الآيات التي في سورة آل عمران: "إن في خلق السموات والأرض" الآيات الخمس حتى انتهى إنك لا تخلف الميعاد، ثم قال: اللهم اجعل في سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، ومن تحتي نوراً، واجعل لي عندك نوراً، وإلى جانبه مخضب من برام مطبق عليه سواك فاستن ثم توضأ ثم ركع ركعتين وعاد ثم نام أيضاً حتى سمعت غطيطه، ثم استيقظ فتلا الآيات ثم دعا بالدعوة ثم استن ثم توضأ ثم ركع ركعتين ثم نام أيضاً حتى سمعت غطيطه، ثم استيقظ فتلا الآيات ثم دعا بالدعوة ثم استن ثم توضأ ثم صلى صلاة عرفت أنه يوتر فيها فجئت إلى ركنه الأيسر فأخذ بإصبعه أذني فأدارني حتى أقامني إلى ركنه الأيمن ثم ركع ركعتي الفجر ثم خرج إلى الصلاة.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالطريفي الكبير في قصره، قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الجاركي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن حيان المازني البزار، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا زيد بن زريع، قال حدثنا شعبة بن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة عن رجل من بني عبس عن حذيفة: أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة فسمعه حين كبر قال: الله أكبر ذو الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، قال وقرأ البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام في أربع ركعات، وكان يقول في ركوعه: "سبحان ربي العظيم" وإذا رفع رأسه من الركوع قال: "لربي الحمد"، وفي سجوده "سبحان ربي الأعلى" وبين السجدتين "رب اغفر لي" وكان قيامه وقعوده وإذا رفع رأسه من الركوع وسجوده وما بين السجدتين قريباً من السواء.

"وبه" قال أخبرنا أبو الربيع سليمان بن نعيد بن محمد الشاهد قراءة عليه في الجامع الأعظم، قال حدثنا محمد بن موسى بن خلف البجيرمي الزاهد، قال حدثنا الحسين بن عبد الرحمن، قال حدثنا إسحق بن محمد بن هارون التستري، قال حدثنا ابن أبي الدنيا، قال حدثنا أبو بكر البهمي، قال حدثنا عبد الله بن صالح، قال حدثني معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة لكم إلى ربكم، ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم".

"وبه" قال أخبرنا ابو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن يحيى، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش "ح" قال وأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحاق التستري وعبدان بن أحمد، قالا حدثنا أبو كريب، قال حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش، عن منصور عن ربعي عن عبد الله يرفعه قال: ثلاثة يحبهم الله عز وجدل: رجل قام من الليل يتلو كتاب الليل، ورجل تصدق بصدقة يخفيها عن شماله، ورجل كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدو، الحديث على لفظ الطبراني.

"وبه" قالا أخبرنا أبو طاهر عبد الرحيم هذا، قال أخبرنا أبو محمد بن حيان، قال حدثنا أبو بكر الغيرياني، قال حدثنا دحيم، قال حدثنا الوليد بن مسلم، قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: كنا نغازي عطاء الخراساني فكان يحيي الليل صلاة فإذا ذهب من الليل ثلثه أو نصفه ناداني وهو في فسطاطه نداء يسمعنا: يا عبد الرحمن بن يزيد، ويا يزيد بن يزيد، ويا هشام بن الغاز، ويلا فلان بن فلان، قوموا فتوضئوا وصلوا فإن قيام هذا الليل وصيام هذا النهار أيسر من شراب الصديد، ومن مقطعات الحديد، الوحي الوحي ثم يقبل على صلاته.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى، أن تميم الداري ردد هذه الآية حتى أصبح: "أم حسب الذين اجترحوا السيئات" الآية.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا عبد الله بن زياد عن عثمان الحضرمي، قال حدثنا وكيع عن سفيان، عن أبي حصين عن أبي الضحى أن تميم الداري الخبر بتمامه.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نصرويه الفقيه الحنفي السمرقندي المعروف بالخطبي قدم علينا ببغداد حاجاً، قال أخبرنا أحمد بن سعيد بن عقدة، قال حدثنا الهيثم بن كليب، قال حدثنا عيسى ابن أحمد، قال حدثنا يزيد -يعني ابن هارون، قال أخبرنا روح بن فضالة، قال: كان شداد بن أوس إذا آوى إلى فراشه كأنه حية على مقلى ثم يقول: اللهم إن

خوف النار قد أسهرني، ثم يقول إلى الصلاة.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال اخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا ورد بن أحمد بن لبيد، قال حدثنا صفوان بن صالح، قال حدثني الوليد بن مسلم، قال حدثني عبد الله بن العلاء، قال حدثنا أبو سلام الأسود، أنه سمع عمر بن عنبسة يقول: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أي الليل أسمع دعوة؟ قال: جوف الليل".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي أبو جنادة، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن آبائه عليهم السلام، أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أي الليل أجوب دعوة؟ قال: جوف الليل الغابر".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي أبو جنادة، عن أبي حباب الكلبي، عن الضحاك عن ابن عباس، سئل النيب صلى الله عليه وآله وسلم: "أي الليل أجوب دعوة؟ قال: جوف الليل".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن أبي ليلى عن ابن الزبير، عن جابر قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أي الصلاة أفضل؟ قال: الصلاة في جوف الليل".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن حمزة الزيات عن إبان عن أنس قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أي الليل أسمع دعوة؟ قال: جوف الليل".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن موسى بن جعفر، عن أبيه عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: لم يجيء نبي قط إلا بصلاة آخر الليل.

"وبه" قال أخبرنا أبو الربيع سليمان بن نفيد بن محمد الشاهد قراءة عليه في الجامع الأعظم بالبصرة، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن بكران الهجيمي، قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البجيرمي قال حدثنا المقدم بن داود بن عيسى، قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة، قال حدثنا عوف، قال حدثنا سيد بن زرارة بن أوفى، عن عبد الله بن سلام قال: لما

قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة انجفل الناس إليه،وقالوا قدم رسول الله فجئت إليه استثبت وجهه، فعرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول ما سمعته يتكلم به أن قال: "أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا إسحاق -يعني ابن إبراهيم الحرني، قال حدثنا أبو حذيفة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إسحاق بن جميل، قال حدثنا عبد الله بن عمر، قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي، قال حدثنا أيوب عن محمد ونافع عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فركعة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إبراهيم بن هاشم، قال حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي، قال حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار، عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد هل من داع فيستجاب له، هل من سائل فيعطى، هل من مكروب فيفرج عنه، فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له، إذا زانية تسعى بفرجها أو عشار".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو بكر الغرياني، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل الصوم بعد شهر رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الديري، عن عبد الرزاق عن ابن عينية، قال أخبرنا سليمان الأحول، عن طاووس عن ابن عباس قال: كان

النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام من الليل تهجد قال: "اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت الحق وقولك الحق، ولقاؤك الحق والجنة حق والنار حق، والسعة حق ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم حق، والنبيون حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت، وعليك توكلت وإليك أنبت، وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر ولا إله إلا أنت".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الحسن بن علي -يعني ابن يونس، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أبو داود، قال حدثنا خارجة بن مصعب، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا نعس أحدكم فلينم لا يدعو لنفسه فيسبها فيدعو عليها".

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن بقراءتي عليه، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد، قال حدثنا إبراهيم بن عمر، قال حدثنا محمد بن إبان، قال حدثنا النصر بن منصور، عن أبي الجارود عن علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا علي عليك بصلاة السحر والاستغفار بالمغرب، فإن صلاة السحر والاستغفار شاهدان من شهود الرب عز وجل على خلقه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الغرياني، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا بكر بن مضر عن يزيد بن الهاد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام غزوة تبوك قام يصلي من الليل، فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه، حتى إذا صلى وانصرف إليهم قال: لقد أعطيت الليلة خمساً ما أعطيهن أحد قبلي: أنا أرسلت إلى الناس كلهم عامة، وكان من قبلي إنما يرسل إلى قومه، ونصرت على العدو بالرعب، ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر لملء مني رعباً، وأحلت لي الغنائم كلها، وكان من قبلي يعظمون أكلها كانوا يحرقونها. وجعلت لي الأرض مساجد وطهوراً، أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وكان من قبلي يعظمون ذلك، إنما كانوا

يصلون في كنائسهم وبيعهم، والخامسة هي ما هي، قيل سل عن كل نبي سأل، فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة، فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن علي المعروف بابن قولون التاجر قراءة عليه، قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن خالد الهيتجاني، قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال حدثنا أبو محمد العبدي، قال حدثنا محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان الثوري، قال: دخلت على بنت أم حسان الأسدية وفي جبهتها مثل ركبة العنز من أثر السجود وليس به خفاء، فقلت لها يا بنت أم حسان: ألا تأتين بن شهاب بن عبد الله رفعت إليه رفعة لعله أن يعطيك من زكاة ماله ما تغيرين به بعض الحالة التي أراها بك، فدعت بعجر لها فاعتجرت به فقالت يا سفيان: قد كان لك في قلبي رجحان كثير أو كبير، وقد ذهب الله برجحانك من قلبي، يا سفيان: تأمرني أن أسأل الدنيا ممن لا يملكها، والله جل جلاله إني لأستحيي أن أسأله الدنيا وهو يملكها، قال سفيان: إن كانت إذا جن عليها الليل دخلت محراباً لها فأغلقت عليها، ثم جهنم ولا عذاب إلا النار، قال سفيان: فدخلت إليها بعد ثلاث فإذا الجوع قد أثر في وجهها، فقلت لها يا بنت أم حسان: إنك لم تؤتى أكثر مما أوتي موسى والخضر إذ أتيا أهل قرية استطعما أهلها، فقالت يا سفيان: قل الحمد لله، فقلت الحمد لله، فقالت اعترفت له بالشكر؟ قلت نعم، قالت: وجب لك من معرة الشكر شكر، وبمعرفة الكشرين شكر ولا ينقضي أبداً. قال سفيان: فقصر والله علمي ولساني وما أقوم بشكر كل ما اعترفت له بنعمة وجب علي بمعرفة النعمة شكر وبمعرفة الشكرين شكر، فوليت وأنا أريد الخروج، فقالت يا سفيان: كفى بالمرء جهلاً أن يعجز بعلمه، وكفى بالمرء علماً أن يخشى الله عز وجل، إنه لن ينقي القلوب من الردى حتى تكون الهموم كلها في الله هماً واحداً، قال سفيان: فصغرت والله في نفسي.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء في يوم الخميس سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو بكر الغرياني، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، قال حدثنا المعافى بن عمران عن مسعد بن كرام، قال سمعت محارب بن دثار يقول: صحبنا القاسم بن

عبد الرحمن فحثنا على ثلاث: على قيام الليل، والانبساط في الفقه، والكف عن الناس.

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا الغرياني، قال حدثنا أبو سعيد الأشج، قال حدثنا حفص بن غياث عن محمد بن إسحاق قال: قدم علينا عبد الرحمن بن الأسود وهو معتل الرجل، فلم يزل يصلي الليل حتى وضع شاغراً برجله قائماً على رجل فصلى بنا العشاء والفجر بوضوء واحد.

"وبه" إلى القاضي الكني أسعده الله، قال أخبرنا القاضي الإمام السيد نصر بن مهدي الوتكي رحمه الله تعالى، قال أخبرنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجورازني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن أبي حمزة عن أبي جعفر، وزيد بن علي عليهم السلام: "أشد وطأ" قال: مواطأة وفراغ لقلبك.

"وبه" إلى السيد بإسناده، قال حدثنا حصين عن يحيى بن عبد الله عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام من الليل يخفض طوراً ويرفع طوراً ويقطع قراءته آية آية.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال حدثنا القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا معاذ بن المثنى، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا بشر بن المفضل "ح" قال وأخبرنا بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا الحسن بن إسحاق التستري، قال حدثنا شيبان بن فروخ، قال حدثنا مهدي بن ميمون، قالا حدثنا عمران القصير عن قيس بن سعد عن طاووس عن ابن عباس رضي عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا قام من الليل كبر ثم قال: "اللهم لك الحمد قيام السموات والأرض، ولك الحمد نور السموات والأرض، ولك الحمد رب السموات والأرض ومن فيهن، أنت حق وقولك حق ولقاؤك حق، والجنة حق والنار حق والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت، وبك خاصمت وإليك حاكمت، أنت ربنا وإليك المصير، ربنا اغفر لي ما أسررت وما أعلنت، وما قدمت وما أخرت، أنت إلهي لا إله إلا أنت".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن شهدل، قال حدثنا حيان، قال حدثنا هشيم، قال حدثنا أبو حرة عن الحسن عن سعيد بن هشام عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته بركعتين خفيفتين.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب البخترمي، قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي، قال حدثنا محمد بن كثير العبدي، قال حدثنا همام عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق عن بن عمران: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صلاة الليل، فقال بإصبعيه هكذا: مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه، قال أخبرنا الحسين بن محمد، قال أخبرنا عبد العزيز، قال حدثني منصور بن نصر بن القاسم المكتب، قال حدثني أبو هاشم مساور بن لاحق مولى آل قيم، قال حدثني خالد بن صفوان، قال حدثني الإمام الشهيد أبو الحسين زيد بن علي، عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أذنب ذنباً فذكره فأفزعه فقام في جوف الليل فصلى ما كتب الله له، ثم وضع جيهته على الأرض ثم قال: رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، غفر الله له ما لم يكن مظلمة فيما بينه وبين عبد مؤمن فإن ذلك إلى المظلوم".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي وأبو الوليد الطيالسي، قالا حدثنا حزم بن أبي حزم القطيعي، قال أخبرنا الحسن أن عثمان بن أبي العاص تزوج امرأة من نساء عمر بن الخطاب، فقال والله ما نكحتها حين نكحتها رغبة في مال ولا ولد، ولكن أحببت أن تخبرني عن ليل عمر، فسألتها كيف كانت صلاة عمر بالليل؟ قالت: كان يصلي العتمة ثم يأمر أن نضع عند رأسه توراً من ماء، ثم يغطيه ويتعار من الليل فيضع يده في الماء فيمسح بوجهه ويديه ثم يذكر الله ما شاء الله أن يذكر، ثم تعار مراراً حتى يأتي على الساعة التي يقوم فيها لصلاته، فقال له ابن يزيد: من حدثك؟ فقال حدثني بنت عثمان بن أبي العاص، قال ثقة والله.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الغرياني، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا أبو صفوان، عبد الملك بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب أن الشايب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله أخبراه أن عبد الرحمن بن عبد القادر قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من نام عن حزبه من الليل فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حيان، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن العباس، قال حدثنا النضر بن هشام، قال حدثنا بكر -يعني ابن بكار، قال حدثنا قرة بن خالد عن عطية عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما من أحد إلا ضرب على صماخه بحرير معقد، فإن هو استيقظ وتوضأ حلت عقدة، وإن استيقظ وتوضأ انحلت عقدة أخرى، وإن قام فصلى انحلت العقد كلها، فإن هو استيقظ ولم يتوضأ ولم يصل أصبحت العقد كلهن كهيأتها وبال الشيطان في أذنه".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن قادويه قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا أحمد بن روح -قال سألت راهباً قلت: بما يستعين العبد على قيام الليل؟ قال بذكر طول الوقوف بين يدي خالقه في يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون، ثم بكى، فقلت له مم بكيت؟ قال ذكرت ذلتي وغربتي وضعف بدني وما قد حملت على ظهري من أوزاري، والله ما أقوى على حمل بردعتي هذه فكيف أحمل أوزاراً كثيرة على ظهري، وأريد أن أقف أعواماً لا أدري كم عدتها، وأجوع جوعاً لا أدري كم مدته، وأعطش عطشاً لا أدري كم غايته، والله المستعان.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قال حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال حدثني أبو جعفر محمد بن عمر بن الحسن بن المسلمة، قال حدثني أحمد بن الهيثم العسكري، قال سمعت بشر بن موسى يقول، سمعت أبا عبد القاسم بن سلام بن مسكين يقول: إذا كان لك حاجة إلى الله عز وجل فقم في هذا الليل فتوضأ للصلاة وقف بين يديه ولا تبالي إن لم تصل ولم تقم، فإنه جل وعز يطلع فيراك فيقول ما حاجة هذا

المسكين فيقضيها.

"وبه" قال أخبرنا البرمكي، قال حدثنا الزهري، قال سمعت أبي يقول: سمعت مغيرة يقول: بلغني عن بشر بن الحارث أنه قال: إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه، قال أخبرني أبي رضي الله عنه، قال حدثنا محمد بن محمد بن الحسن الطحان، قال حدثنا زيد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين، عن عيسى بن أحمد بن عيسى بن يحيى، قال حدثنا أحمد بن محمد بن سلام، قال حدثنا أحمد بن سنبك، قال حدثنا أبو معمر، قال قلت لمحمد بن خالد كيف زيد في قلوب أهل العراق؟ قال: لا أحدثك عن أهل العراق، ولكن أحدثك عن الياتكي، قال صحبت زيد ابن علي عليهما السلام فكان يصلي الليل كله وذكر الحديث بطوله.

 

الحديث الحادي عشر

الدعاء والرغبة إلى الله سبحانه

والفزع عند النوائب وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسين الحسني رحمه الله تعالى في يوم الخميس خامس جمادى الأولى سنة ست وسبعين إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي أبو جنادة، عن محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي عن آبائه عليهم السلام، الأواه: الذي يتضرع في دعائه.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله، الأواه: الدعاء.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا عازم، قال حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم عن زر قال: سئل ابن مسعود عن الأواه فقال: هو الدعاء.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي المؤدب بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، قال حدثنا أبو مسلم، قال حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن الحجاج -وهو ابن أبي عثمان الصواف، عن يحيى عن ابن كثير عن محمد بن علي بن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي بقراءتي عليه، بأصفهان، قال حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف البغدادي إملاء بالبصرة، قال حدثنا عبد الله بن سليمان، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، قال حدثنا ابن عائشة، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو عن عبد الكريم بن عبد الرحمن، عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي عليه السلام قال: الدعاء محجوب عن السماء حتى يصلى على محمد وعلى آل محمد.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة، قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الحاركي، قال حدثنا محمد بن حيان "رجع" السيد.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن غسان، قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن شيبة وأحمد بن محمد الأسقاطي، قالا حدثنا أبو خليفة، قالا حدثنا عمرو بن مرزوق الباهلي "رجع" السيد.

"وبه" قال أخبرنا أبو علي الحسن بن علي المقري الشاموخي بقراءتي عليه في الجامع الكبير بالبصرة، وأبو طالب محمد بن علي القصباني الأطروش من لفظه وأصله بها، قالا حدثنا أحمد بن محمد الأسقاطي، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا عمرو بن مرزوق "رجع" السيد.

"وبه" قال وأخبرنا إبراهيم بن غسان، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن القاسم بن سوار، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الوهاب بن الخصيب الأهوازي، قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عمران: وقال عمر بن مرزوق حدثنا عمران القطان ثم اتفقا، عن قتادة عن سعد بن أبي الحسن، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء" وفي الروايات الأخر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا الشريفان أبو محمد الحسن وأبو طاهر إبراهيم ابنا الشريف الخليل أبي الحسن محمد بن عمر الحسيني الزيدي الكوفي، قالا أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن

الشيباني، قال حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمد العريضي بحران، قال حدثنا جدي الحسين بن إسحاق عن أبي إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن حمد، عن آبائه عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يقول الله عز وجل: "ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السموات وأسباب الأرض من دونه، فإن سألني لم أعطه، وإن دعاني لم أجبه، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلا ضمنت السموات والأرض رزقه، فإن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن استغفرني غفرت له".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء في شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن غالب قال حدثني عبد الصمد -يعني ابن النعمان، قال حدثنا الهيثم بن جماز عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن أنواع البر نصف العبادة، والنصف الآخر الدعاء" قال السيد الهيثم هو ابن جماز بالجيم والزاي ويعرف بالكابصري.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد، قال حدثنا محمد بن عبد الله، قال حدثنا الحارث، قال حدثنا أبو النصر، قال حدثنا الهيثم بن جماز عن أبي كثير يحيى بن كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن، وإن أفضل العبادة الدعاء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا يحيى بن أيوب المقبري، قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن، قال حدثنا الأعمش عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الدعاء هو العبادة" ثم قرأ "أدعوني أستجب لكم".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالطريفي الكبير في قصره، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الحاركي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن حيان المازني البزاز، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن

أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا دعا أحدكم فليعزم بالدعاء ولا يقول اللهم إن شئت فأعطني فإن الله لا مستكره له".

"وبإسناده" قال حدثنا إسماعيل قال حدثنا عبد العزيز بن صهيب، قال سأل قتادة أنس بن مالك أي دعوة كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يقول: "اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" وكان أنس إذا أراد أن يدعو الله بدعاء دعا بها فيه.

"وبه" قال أخبرنا الإمام الأجل رحمه الله في يوم الخميس الثاني عشر من جمادى الأولى سنة ست إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو يحيى الرازي، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا محمد بن يعلى، عن عمرو بن صبيح، عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس في قول الله عز وجل "أدعوني أستجب لكم" قال: وحدوني بالربوبية أغفر لكم.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن عبد الصمد عن أبي عن ابن عباس "ح".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن حمزة الزيات، عن شبل عن أبي نجيح، عن مجاهد عن ابن عباس "وتبتل إليه تبتيلا" قال: أخلص إليه الدعاء والمسألة إخلاصاً.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن حسين بن زيد عن عمه عمر بن علي عن أبيه عن علي عليهم السلام: "وتبتل تبتيلا" قال: أخلص إليه.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال حدثنا محمد بن العباس المؤدب، قال حدثنا الحكم بن موسى، قال حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي عائذ عقير بن معدان، قال حدثني سليم بن عامر عن أبي أمامة، سمعته يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربع مواطن: عند التقاء الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا أحمد بن المعلى، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا الوليد، قال حدثنا عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "تفتح أبواب السماء ويستجاب دعاء المسلم عند إقامة الصلاة، وعند نزول الغيث، وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وعند رؤية الكعبة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال حدثنا أحمد بن عمرو القطراني، قال حدثنا علي بن أبي طالب البزاز، قال حدثنا موسى بن أعين، عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد، قال حدثنا موسى -يعني ابن هارون الجمال، قال حدثنا هارون بن معروف، قال حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث، عن عمارة بن غزيه، أنه سمع أبا صالح ذكوان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا من الدعاء".

"وبه" قال قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن الشاطر الكاتب قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الختلي الحرني، قال حدثنا أبو عبد الله سليمان بن إسرائيل بن جابر بن قطن بن حبيب بن أبي حبيب الخجندي، قال حدثنا الحسن بن علي العنبري، قال حدثنا عبد الصمد ابن حسان، قال حدثنا سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "المساجد سوق من أسواق الآخرة، من دخلها كان ضيف الله، قراءة المغفرة، وتحيته الكرامة، فعليكم بالرتاع، قيل يا رسول الله: وما الرتاع؟ قال: الدعاء والرغبة إلى الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثني موسى -يعني ابن هارون، قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال حدثنا عبد الله بن نمير، عن موسى بن عبده عن محمد عن ثابت، عن أبي حكيم مولى الزبير عن الزبير، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من صباح

يصبح العباد إلا ومناد ينادي، سبحوا الملك القدوس".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عبد الله يعني ابن أبي عمر بن مهيار البنا، قال حدثنا الحسين بن عبد الله بن عمران، قال حدثنا عصمة بن فضالة، قال حدثنا موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من يوم ولا ليلة إلا ولله عباد يعتقهم من النار، وما من مسلم إلا وله عند الله كل يوم دعوة مستجابة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد الخزاعي، قال حدثنا قرة بن حبيب، قال حدثنا عبد الحكم عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا سألتم الله فقولوا بنا لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض ذي الجلال والإكرام".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ، بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي أحمد بن عيسى، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أحمد بن عيسى، قال حدثنا عبد الحميد بن محمد الحراني، قال حدثنا مخلد بن يزيد، قال حدثنا مالك بن مغول عن الحسن عن هارون بن ريان، قال حدثني ابن حنظلة: أن الله عز وجل أوحى إلى موسى صلى الله عليه وآله وسلم، إن قومك زينوا مساجدهم، وأخربوا قلوبهم، وتسمنوا كما تسمن الخنازير ليوم ذبحها، وإني نظرت إليهم فقليتهم فلا أستجب دعاءهم، ولا أعطيهم مسائلهم، قال مالك، قال أبو حصين كان يقال: إذا ساء عمل قوم زينوا مساجدهم.

"وبه" قال أخبرنا عبيد الله. قال حدثني أبي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل بن عبد الكريم، قال حدثني عبد الصمد بن معقل، قال سمعت وهباً يقول: وجدت في بعض الكتب أن الله قال: إذا كان عبدي في طاعتي أعطيته من قبل إن يسألني، واستجبت له من قبل أن يدعوني، فأنا أعلم بحاجته التي ترفق به من نفسه.

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام رحمه الله تعالى في يوم الخميس تاسع جمادى الأولى إملاء من لفظه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا

أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إبراهيم بن نائلة، قال حدثنا شيبان بن فروخ، قال حدثنا نافع أبو هرمز، عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا استوى النهار خرج إلى بعض حيطان المدينة وقد يسر له فيها طهور، فإن كانت له حاجة قضاها وإلا تطهر فإذا زالت الشمس عن كبد السماء قدر شراك قام فصلى أربع ركعات فلم يتشهد بينهن وسلم في آخر الأربع ثم يقوم فيأتي المسجد، فقال ابن عباس: ما هذه الصلة التي تصليها؟ قال يا ابن عباس: من صلاهن من أمتي فقد أحيا ليلته ساعة يفتح لها أبواب السماء ويستجاب فيها الدعاء.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن رستة، قال حدثنا سعيد بن أبي الربيع السمار، قال حدثنا صالح المزي عن ثابت البناني وجعفر بن ريذة وميمون بن سنان ويزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أيها الناس إن ربكم حي كريم يستحي إذا رفع إليه يديه يدعوه أن يردهما صفراً".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا المنتصر بن محمد بن المنتصر، قال حدثنا الحسن بن حماد الخضرمي، قال حدثنا سعيد بن محمد الثقفي الوراق، قال حدثنا صالح بن حسان، عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها وامسحوا بها وجوهكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان. قال حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد، قال حدثنا محمد بن إبان، قال حدثنا عمرو بن سمر عن عطاء بن السائب، قال سمعت عبد الرحمن بن سابط، قال سمعت جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من أبغض الناس؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال فإن أبغض الناس إلى الناس أسألهم لهم وألحهم عليهم، ثم قال: أتدرون من أحب الناس إلى الله عز وجل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال أحب الناس إلى الله أسألهم له وألحهم عليه في الطلب، قلنا صدق الله ورسوله".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوداني المقري بقراءتي عليه،

قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق عن حسان الجمال عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام أنه في الجهر بالدعاء -يعني قوله تعالى "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن جعفر بن محمد عليهما السلام: أنه كان ينهى عن الجهر بالدعاء "ولا تخافت بها" قال: في الدعاء وبقراءته خفياً.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن هشام بن عروة، عن أبيه عن ابن عباس "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها" قال: في الدعاء والمسألة.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه بغير مرة، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه، قال حدثنا محمد بن مسلمة، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في سفر وكان القوم يصعدون ثنية أو عقبة، فإذا صعد الرجل قال، لا إله إلا الله والله أكبر، قال أحسبه قال بأعلى صوته ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بغلة يعترضها في الخيل فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا أيها الناس إنكم لا تنادون أصم ولا غائباً، ثم قال: يا عبد الله بن قيس أو يا أبا موسى الأشعري: ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة قال قلت: بلى يا رسول الله، قال قل: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا بهلول بن إسحاق الأبياري، قال حدثنا سعيد بن منصور عن يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمر عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال لأبي طلحة: التمس لي غلاماً من غلمانكم يخدمني حين خرج إلى خيبر، فخرج أبو طلحة مردوفي وأنا غلام قد راهقت الحلم كنت أخدمه إذا نزل أسمعه كثيراً يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال". فلما فتح الله عز وجل خيبر ذكر له جمال صفية، وكانت

عروساً، فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنفسه، فلما بلغنا أشد الصهبا رحلت فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاتخذ حيساً في نطع صغير. فكانت تلك وليمته على صفية، ورأيته يجلس عند ناقته فتضع صفية رجلها على ركبته فتركب.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن شيبة العطار المقري المعروف بالحريري إملاء بالبصرة في سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن بسطام الزعفراني، قال حدثني عمي محمد بن عبيد الله بن بسطام، قال حدثنا الحسين بن الفضل بن الربيع، قال حدثني أخي عبيد الله بن الفضل بن الربيع، قال حدثني أبي الفضل بن الربيع، قال حدثنا أبو جعفر المنصور أمير المؤمنين سنة سبع وأربعين ومائة، فلما قدم المدينة قال لي: ابعث إلي جعفر بن محمد العلوي -يعني الصادق- من يأتيني بفتى، قال فأمسكت عنه لكي ينساه، قال ألم آمرك أن تبعث إلى جعفر بن محمد العلوي وأن تأتيني به بغتاً قتلني الله إن لم أقتله، فأمسكت عنه لكي ينساه، فقال لي الثالثة وأغلظ لي، ألم آمرك أن تبعث إلى جعفر بن محمد العلوي بغتاً قتلني الله إن لم أقتله، فبعثت إليه فجاء فدخلت عليه، فقلت يا أمر المؤمنين جعفر بن محمد بالباب فأذن له، فأذن له فدخل، فلما دخل قال يا جعفر: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمته وبركاته، فقال له أبو جعفر: لا سلم الله عليك يا عدو الله، تلحد في سلطاني وتبغي الغوائل في ملكي، قتلني الله إن لم أقتلك، فقال له جعفر: يا أمير المؤمنين، إن سليمان بن داود أعطي فشكر، وإن أيوب ابتلي فصبر، وإن يوسف ظلم فغفر، وأنت الصالح، فأطرق طويلاً فمد يده فصافحه فمد يده حتى أجلسه على مفرشه، ثم قال يا غلام: علي بالمتحفة، وهو مدهن كبير فيه غالية، فغلف لحيته بيده حتى خلتها قاطرة، ثم قال: لعلنا قد حسناك فاذهب في حفظ الله وكلاءته، ألحق أبا عبد الله جائزته وكسوته، فخرج وتبعته، فقلت يا أبا عبد الله: قد رأيت من غضب أمير المؤمنين ما لم تره ورأيته من رضائه بعد ذلك ما قد رأيت، ورأيتك تحرك شفتيك حين دخلت بشيء فما هو فعلمنيه؟ فقال نعم، أما إن لك مودة أما إنك رجل من أهل البيت، قلت: اللهم احرسني بعينيك التي لا تنام واكنفني بكنفك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك علي ولا أهلك وأنت رجائي، كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري، فيا من قل عند

نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على الخطأ فلم يفضحني ياذا المعروف الذي لا ينقضي أبداً، ويا ذا النعم التي لا تحصى أبداً، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وبك أدرأ في نحره وأستعيذك من شره، اللهم أعني على ذنبي بدنياي، وعلى آخرتي بتقواك، اللهم احفظني مما غيبت عنه فلا تكلني إلى نفسي فيما حضرت يا من لا تضره الذنوب، ولا تنقصه المغفرة اغفر لي، وأعطني ما لا ينقصك إنك أنت الوهاب، أسألك فرجاً وصبراً جميلاً، ورزقاً واسعاً، والعافية من جميع البلاء وشكر العافية.

"وبه" قال أخبرنا السيد الإمام قدس الله روجه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجوزداني المقري، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن سعيد، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن المخارق أبو جنادة، عن سعد عن الأصبغ عن علي عليه السلام "ولا تيأسوا من روح الله" قال: فرج الله ورحمته.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني، قال حدثنا يحيى بن آدم، قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن ابن أبي ليلى عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أعلمك كلمات إن قلتهن غفر لك مع أنه مغفور لك؟ لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين".

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، قال حدثنا قتادة عن أبي العالية، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو عند الكرب: "لا إله إلا الله الكريم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش العظيم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان والقاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه ببغداد، قالا أخبرنا أبو

المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن المطلب الشيباني، قال أبو طاهر بالكوفة، وقال التنوخي إجازة ولفظهما سواء، قال حدثنا علي بن أحمد بن كاس النخعي بالرملة، قال حدثنا حمد بن يحيى بن زكريا الآذني الصوفي، قال حدثنا حسن بن حسين -يعني العرني، قال أخبرنا سفيان عن حنظلة المكي عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "انتظار الفرج عبادة"، سفيان هذا هو ابن إبراهيم الحريري.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر الحريري قراءة عليه، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات، قال أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال حدثنا أبو داود سليمان بن محمد بن سليمان المباركي، قال حدثنا أبو شهاب عن نصر القدادي، عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة، عن علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أعلمك كلمات تقولهن يغفر ذنوبك ولو كانت مثل زبد البحر أو مثل عدد الذر مع أنه مغفور لك؟ لا إله إلا الله العليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه غير مرة، قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن إبراهيم الشافعي البزاز إملاء، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرقي القاضي، قال حدثنا أبو معمر عبد الوارث، قال حدثنا أبو معاوية عن محمد بن عبد الله عن مسعر بن كدام، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن جده، عن أسماء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "هل في البيت إلا أنتم يا بني عبد المطلب؟ قلنا لا يا رسول الله، قال: إذا نزل بأحدكم هم أو غم أو سقم أو أزل أو لأواء -قال وذكر السادسة فنسيتها- فليقل: الله الله ربي لا أشرك به شيئاً".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد، قال أخبرنا خلف بن هشام البزاز، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال حدثنا فضيل بن مرزوق، قال أخبرنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن، اللهم إني عبدك بن عبدك

بن أمتك، ماض في حكمك عدل في قضائك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، وأنزلته في كتابه، وعلمته أحد من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهلت همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحاً، قال يا رسول الله فينبغي أن نتعلم هؤلاء الكلمات، قال أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن الحسين الحذاء، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري النحوي، قال حدثنا أبو عبد الله المقدمي القاضي، قال حدثنا أبو محمد التيمي، قال حدثنا خالد بن يزيد، قال حدثنا عبد الله بن يعقوب بن داود قال: لما حبس المهدي أبي في بئر وبنى على البئر قبة، فكان في البئر خمس عشرة سنة حتى مضى صدر من خلافة الرشيد، قال عبد الله، قال لي أبي: فكان يدلي إلى كل يوم في البئر رغيف وكوز ماء وأؤذن بالصلوات في أوقاتها، فلما مضت لي ثلاثة عشرة سنة أتاني آت في منامي فقال لي: حنا على يوسف رب فأخرجه=من قعر بئر وبيت حوله عمم فقلت له: الله أكبر قرب الفرج، فلما مضى بعد هذا حول أتاني آت في مثل ذلك الوقت في منامي فقال لي: عسى فرج يأتي به الله إنه=له كل يوم في خليقته أمر فقلت: قرب الفرج، فلما مضى لهذا البيت حول أتاني آت في منامي فقال لي: عسى الكرب الذي أمسيت فيه=يكون وراءه فرج قريب فيأمن خائف ويفك عان=ويأتي أهله النائي الغريب فلما أتم الشعر فتحت القبة وأدلى إلي برشاء أسود وصيح بي أشدده في وسطك فإنا مخرجوك، فشددته في وسطي فجذبوني حتى خرجت من البئر، فلما عانيت الضوء غشي بصري فأدخلوني على الرشيد، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين المهدي؟ قال لست به، قلت: فالسام يا أمير المؤمنين الهادي؟ قال ولست به، قلت السلام عليك يا أمير المؤمنين، وما أدري ما أقول؟ فقيل الرشيد، فقال الرشيد: يا يعقوب بن داود، ما كلمني فيك أحد يجب عليك شكره، والسبب في إخراجي لك، إني حملت البارحة صبية لي على عنقي فذكرت حملك لي على عنقك وأنا صغير، فرققت لك من المكان الذي أنت فيه فأخرجتك، فأقمت معه مدة من الزمان

يكرمني حتى تنكر لي يحيى بن خالد، فخفت أن أعاد إلى الموضع الذي كنت فيه، فاستأذنت الرشيد في الحج، فحججت فلم أزل مجاوراً حتى مات.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن الفتح الحرني والحسن بن علي بن عبد الله العطار بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف، قال حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن سعيد الدمشقي، قال وأنشدنا الأمير أبو العباس بن عبد الله بن المعتز بالله لنفسه: اصبر لعلك عن قليل بالغ=بتفضل الوهاب ذي الإحسان فرجاً يضيء لك انفياق صباحه=متبلجاً في ظلمة الأحزان "وبإسناده" أيضاً: خليلي إن الدهر ما تريانه=فصبراً وإلى أي شيء سوى الصبر عسى الله أن يرتاح لي منه فرجة=يجيء بها من حيث لا أدري ولا أدري من الحكايات "وبه" قال أنشدنا السيد الإمام رضي الله عنه، قال أنشدنا القاضي أبو القاسم التنوخي السري الهمداني، قال وأنشدني الحسن بن محمد الأعرابي الشاعر، وذكر أنه لبعض إخوانه من تنوخ: تدعو الضرورات في الأمور إلى=سلوك ما لا يليق بالأدب وحيرة المرء في حوائجه=يحثه أن يلح في الطلب ما حامل نفسه على سبب=إلا لعذر في ذلك السبب "وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، قال أنشدنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب، قال أنشدنا محمد بن خلف وكيع، قال أنشدني عبد الله بن شبيب، قال أنشدني الزبير في الفتح بن خاقان: ما أنت بالسبب الضعيف وإنما=نجح الأمور بقوة الأسباب فاليوم حاجتنا إليك وإنما=يدعى الطبيب لشدة الأوصاب "وبه" قال أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي في رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة، قال سمعت أبا جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال سمعت هاشم بن محمد الهلالي ينشد هذه الأبيات:

ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله=عوضاً ولو نال الغنى بسؤال وإذا السؤال مع النوال وزنته=رجح السؤال وخف كل نوال وإذا ابتليت ببذل وجهك سائلاً=فابذله للمتكرم المفضال إن الكريم إذا حباك بوعده=أعطاكه سلساً بغير مطال "وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن عبد الله الحافظ إملاء، قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله البصري، قال أخبرني الحسن بن حبيب بن عبد الملك في كتابه، قال سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي رحمه الله ينشد: ما حك جلدك مثل ظفرك=فتول أنت جميع أمرك وإذا افترقت لحاجة=فاسأل لمعترف بقدرك "وبه" قال أنشدنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، قال أنشدنا أبو علي الحسن بن الحسين بن جمكان، قال أنشدنا جعفر بن محمد الخلدي، قال أنشدنا أحمد بن محمد الأهوازي، قال أنشدنا عبد الله بن شبيب لبعضهم.

أخوك الذي إن سرك الأمر سره=وإن ناب أمر بات وهو حزين يقرب من قربت من ذي مروءة=ويقصي الذي أقصيته ويهين "وبه" قال سمعت أحمد بن محمد بن أحمد البزاز يقول: سمعت أبا الحسن بن مقسم، يقول سمعت أحمد بن عبد الله بن سيف السجستاني، يقول سمعت المزني يقول: لا يسأل نذلاً حاجة إلا من هو أنذل منه.

"وبه" قال أنشدنا عبد الواحد بن الحسين بن أحمد المقري، قال أنشدنا أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة لنفسه: مع الوقت يمضي بؤسه ونعيمه=كأن لم يكن والوقت عمرك جمع فما خير عيش نصفه سنة الكرى=وبالنصف قد يعتل ويتوجع وأقسم لو أعطيته متخيراً=لما كنت إلا بالوثيقة أقنع "وبه" قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد الحريري الشاهد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الحافظ الدارقطني الشاهد قراءة عليه، قال سمعت إسماعيل بن العباس الوراق، قال حدثنا أبو البحتري عبد الله بن محمد بن شاكر،

قال حدثني أحمد بن محمد المخزومي عن عبد العزيز بن الرماح عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما قتل ابن آدم أخاه، قال آدم عليه السلام: تغيرت البلاد ومن عليها=فوجه الأرض مغبر قبيح تغير كل ذي لون وطعم=وقل بشاشة الوجه الصبيح قتل قابيل هابيل أخاه=فواحرباً مضى الوجه المليح فأجابه إبليس لعنه الله تعالى: تنح عن الجنان وساكنيها=فبي في الخلد ضاق بك الفسيح وكنت بها وروحك في رخاء=وقلبك من أذى الدنيا مريح فما انفكت مكايدتي ومكري=إلى أن فاتك الثمن الربيح فولا رحمة الجبار أضحى=بكفك من جنان الخلد ريح "وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم الحازمي البخاري، قال حدثنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن حامد البلخي ببخارى، قال أخبرنا أحمد بن يعقوب البزاز البلخي، قال حدثنا عبد الله بن عون، قال حدثنا محمد بن الفضل، قال حدثني زيد القمي، عن الحكم بن عيينة عن ابن عباس، قال أول من قال الشعر آدم عليه السلام حين قتل ابنه أخاه.

تغير البلاد ومن عليها=فوجه الأرض مغبر قبيح تغير كل ذي طعم ولون=وقل بشاشة الوجه المليح "وبه" قال أنشدنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن أحمد المقري، قال أنشدنا أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة لنفسه من قصيدة مدح بها القادر: يا إمام الهدى عجزت عن الشكر فكن لي إلا علاك شفيعا رمت عد الثرى فلم أستطعه=إنما اللوم يلزم المستطيعا "وبه" قال أنشدنا أبو علي محمد بن الحسين بن عبد الله الشبلي لنفسه: إيهاً أبا الفضل كم أوليت مكرمة=ورمت شكرك عنها ثم لم أطق لا تولنني منناً بعد التي سلفت=إلي منك فيوهي حملها عنقي "وبه" قال أخبرنا القاضي علي بن الحسن التنوخي عن أبيه قال كتب إلي أبو الحسين أحمد بن

محمد بن جعلان جواباً، وقرأت الأبيات التي تجري مجرى الدر المنظوم والماء المسخوم، وكنت في الحال كما قال الشاعر: بكل لساني عن مديحك بالشعر=وأعجز أن أجزي صنيعك بالشكر فإن قلت شعراً كنت فيه مقتصراً=وإن قلت شكراً تهت فيه فما أدري "وبه" قال حدثنا السيد الإمام قدس الله روحه في يوم الخميس السادس والعشرين من جمادى الأولى إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبيد بن إبراهيم الشافعي إملاء في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرقي القاضي، قال حدثنا أبو معمر، قال حدثنا عبد الوارث، قال حدثنا أبو معاوية، عن محمد بن عبد الله عن مسعر بن كدام، عن عبد العزيز، عن أبيه عن جده، عن أسماء، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "هل في البيت إلا أنتم يا بني عبد المطلب: قلنا لا يا رسول الله، قال إذا نزل بأحدكم هم أو غم أو سقم أو أزل أو لأواء، قال وذكر السادسة فنسيتها، فليقل الله ربي ولا أشرك به شيئاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عمر بن حفص السدوسي، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا فضيل بن مرزوق، قال حدثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، قال قال عبد الله بن مسعود، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما أصاب مسلماً قط هم أو حزن، فقال اللهم إني عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضائك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استظهرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب أمري، إلا أذهب الله همه وأبدله، فكان حزنه فرحاً، قالوا يا رسول الله أفلا نتعلم هذه الكلمات؟ قال بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ومحمد

بن إبراهيم، قالا حدثنا إسماعيل -يعني ابن عمرو البلخي، قال حدثنا أبو مريم، قال حدثني حبيب بن أبي ثابت، قال حدثني مولى لقريش عن عروة، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان يقول: "اللهم عافني في جسدي، وعافني في بصري، واجعلهما الوارث مني، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قال حدثنا أبو إسحق إبراهيم بن موسى الجوربي، قال حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، قال حدثنا داود بن المحبر، قال حدثنا المبارك -يعني ابن فضالة، عن الحسن، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال ربكم، أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني فأحسنوا أيها الناس الظنون بربكم، قال الحسن: أجل والله ما أحسن عبد الظن بالله عز وجل إلا أحسن العمل وما أساء عبد الظن إلا أساء العمل، أما سمعتم الله تعالى يقول: "وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرادكم فأصبحتم من الخاسرين".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا موسى بن هارون الجمال، قال حدثنا شيبان، قال حدثنا علي بن علي الرقاع، قال حدثنا أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من رجل مسلم دعا إلى الله بدعوة ليس فيها قطيعة رحم، ولا إثم إلا كان له إحدى ثلاث خصال: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يوفر له في الآخرة، وإما أن تدفع عنه من السوء مثلها، قالوا يا رسول الله إذاً نكثر، قال فالله أكثر".

قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البريهاري، قال حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي، قال حدثنا عبيد الله بن موسى، قال أخبرنا مسعر بن كدام عن عبيد الله بن الحسن عن عبد الله بن أبي أوفى، قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "اللهم لك الحمد ملء السموات والأرض وملء ما شئت من شيء بعده".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، ومحمد بن محمد بن عثمان بن عمران بن السواقي بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن

حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، قال حدثني أبو علقمة، قال سمعت أبا هريرة يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: سبحان الله نصف الميزان، والحمد لله ملء الميزان، والله أكبر ملء السموات والأرض، ولا إله إلا الله ليس دونها ستر ولا حجاب حتى تخلص إلى ربها.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، قال حدثنا أحمد بن سابور الدقاق أبو العباس، قال حدثنا الحسن بن يونس الزيات، قال حدثنا محمد بن كثير، قال حدثنا عمرو بن قيس، عن أبي إسحق، عن عبيد بن المغيرة، عن حذيفة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت يا رسول الله: إن في لساني ذرباً على أهلي قد خشيت أن يدخلني ذلك النار؟ قال فأين أنت عن الاستغفار، إني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة".

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا يوسف بن محمد المؤذن، قال حدثنا أحمد بن يحيى المؤدب، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا الحسن بن جعفر، قال حدثنا محمد بن جحاده، عن أنس بن مالك قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفر، فقال لنا، استغفروا الله فاستغفرنا، فقال لنا أتموها سبعين مرة، فما من عبد ولا أمة استغفر الله في يوم وليلة سبعين مرة إلا غفر الله له سبعمائة ذنب، وقد خاب عبد أو أمة أصاب في يوم وليلة سبعمائة ذنب".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسين عبد الله بن إبراهيم الشربيني سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا الحسن بن علوية القطان سنة ست وتسعين ومائتين. "ح" السيد قال وأخبرنا القاضي التنوخي، قال وحدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق العسكري، قال حدثنا محمد بن يحيى المروزي "رجع" السيد أيضاً قال وأخبرنا القاضي، قال وحدثنا أبو سعيد الحسين بن جعفر بن محمد بن الوضاح السمسار، قال حدثنا محمد بن يحيى المروزي، قالا حدثنا عاصم بن علي بن الحسين، قال حدثنا المسعودي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال قال رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا أبو الطيب أحمد بن روح، قال حدثنا جعفر بن محمد، قال كان ذو النون المصري، يقول: "سيدي من كرمك لم نقطع منك الرجاء، وبجودك أمرت بالدعاء، يا من أيد المقبلين عليه بالثبات، ويا من ألهم الوجلين منه خوف البيات، اجعلني لأنعمك شاكراً، ولآلائك ذاكراً، يا من نشر رحمته على المسلمين، وبسط مغفرفته، على المسيئين لا تخذلنا يوم الدين".

"وبه" قال أخبرنا المطهر بن أبي نزار العبدي الخطيب بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حنيش، قال حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق القاضي، قال حدثنا سهل بن بحر، قال حدثنا عبد الله بن رشيد، قال حدثنا أبو عبيدة، قال قتادة، عن سعيد بن المسيب قال: ثلاث مما أحد الناس: اختصار السجود، ورفع الأيدي في الدعاء، والصوت عند الدعاء.

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام رحمه الله تعالى في يوم الخميس الرابع من جمادى الآخرة سنة ست إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه غير مرة، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا ابن ياسين، قال حدثنا محمد بن حرث، قال حدثنا عبيدة بن حميد الحذاء، قال حدثنا عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلم هذه الكلمات كما يعلم المكتب الكتابة: "اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال اخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبدان بن أحمد، قال حدثنا محمد بن زياد البرجمي، قال حدثنا عبد الله بن موسى، قال حدثنا مسعر عن زيد، عن مرة، عن عبد الله، قال: ضاف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضيفاً فأرسل إلى أزواجه يبتغي عندهن طعاماً فلم يجد عند واحدة منهن، فقال: اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها إلا أنت فأهديت له شاة مصلية، فقال هذه من فضل الله ونحن ننتظر الرحمة.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا

أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان: قال حدثنا محمد بن نصير، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن بن أبي إسحاق عن الحارث عن علي عليه السلام قال: كل الدعاء محجوب عن السماء حتى تصلي على محمد وعلى آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا عبد الله بن رجاء، قال أخبرنا عمران -يعني ابن القطان، عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو مسعود -يعني العسكري، قال حدثنا عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء، وقل ما ترد فيهما دعوة، عند الأذان، وعند الصف في سبيل الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الله الدقاق العسكري قراءة عليه، قال حدثنا محمد بن يحيى المروزي، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عقبة بن عبد الله بن مسعود المسعودي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا أبو بشر الدولابي محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري، قال حدثنا محمد بن هاشم، قال حدثنا سويد بن عبد العزيز، قال حدثنا نوح بن ذكوان عن أخيه الحسن عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من بدر أخاه بالسلام كتب الله له عشر حسنات ومن دعا له بظهر الغيب كتب الله عز وجل له عشر حسنات".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار بقراءتي عليه، على باب داره

بواسط، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن السقا، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا هشيم عن يعلى، عن عطاء، عن عمرو بن عاصم، عن أبي هريرة أن أبا بكر قال يا رسول الله: مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قل: "اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومالكه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه، قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا جعفر بن أحمد بن فارس، قال حدثنا إبراهيم بن الجنيد، قال حدثنا كامل بن طلحة، قال حدثنا عباد بن عبد الصمد أبو معمر وكان ثقة، قال لي سمعت أنساً يقول أن قبيصة بن المخارق، قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال يا نبي الله أفدني فإني شيخ سيئ -يعني الحفظ أو الفهم- ولا تكثر علي، قال ألا أعلمك دعاء تدعو به، كل ما صليت الغداة ثلاث مرات فيدفع الله عنك أربعة أنواع من البلاء: البرص والجزام والفالج والعمى، ويفتح الله لك ثمانية أبواب من أبواب الجنة تدخل من أيها شئت تقول: "اللهم اهدني من عندك، وأفض علي من فضلك وأسبغ علي رحمتك، وأنزل علي بركاتك، فيدفع الله عنك البرص والجذام والفالج والعمى في الدنيا".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن محمد بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف البغدادي الكاتب إملاء بالبصرة، قال حدثنا عبد الله بن الحسن بن نصر الواسطي، قال أخبرنا إسحاق بن وهب العلاف، قال حدثنا عبد الملك بن يزيد، قال حدثنا حماد بن عمرو النصيبي، عن السري بن خالد عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام، قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا علي إذا أمسيت صائماً فقل عند إفطارك: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، يكتب لك مثل أجر من صام ذلك اليوم من غير أن ينقص من أجورهم شيء. واعلم أن لكل صائم دعوة مستجابة فإذا كان عند أول لقمة فقل: باسم الله يا واسع المغفرة، فإنه من قالها عند فطره غفر له. واعلم أن الصوم جنة من النار. يا علي: أكثر من قراءة ياسين فإن في قراءة ياسين عشر بركات، ما قرأها قط جائع إلا شبع، ولا قرأها

ظمآن قط إلا روي، ولا عار إلا كسي، ولا مريض إلا برئ، ولا خائف إلا أمن، ولا مسجون إلا أخرج، ولا عزب إلا زوج، ولا مسافر إلا أعين على سفره، ولا قرأها أحد ضلت له ضالة إلا وجدها، ولا قرأت عند رأس ميت قد حضر أجله إلا خفف الله عليه، من قرأها صباحاً كان في أمان حتى يمسي، ومن قرأها مساء كان في أمان حتى يصبح".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا محمد بن أحمد بن الفيض، قال حدثنا محمد بن سفيان أبو يوسف الصفار، قال حدثنا محمد بن آدم، قال حدثنا ابن السماك، عن جسر عن الحسن عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من تعار من الليل على فراشه فقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، اللهم اغفر لي إلا غفر له، فإن قام فتوضأ وصلى ركعتين ودعا الله عز وجل استجاب الله تعالى له".

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام رحمه الله في يوم الخميس الحادي عشر من جمادى الآخرة إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن غالب، قال حدثنا عبد الصمد - يعني ابن النعمان، قال حدثنا الماجشون -يعني عبد العزيز بن أبي سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة قال: جاء رجل من أسلم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: كيف أنت يا فلان؟ فقال بخير يا رسول الله ما لقيت من عقرب أصابتني البارحة، قال أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إبراهيم بن الحارث، قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال حدثنا عمر بن علي عن أبي حنان عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال حدثني أبي بن كعب قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء أعرابي فقال يا رسول الله: إن لي أخاً به وجع، قال وما وجعه؟ قال به لمم، قال فائتني به، فوضعه بين يديه فعوذه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بفاتحة الكتاب وأربع آيات من أول سورة البقرة وآية من آل عمران "شهد الله أن لا إله إلا هو" وآية من الأعراف "إن ربكم الله" وآخر سورة المؤمنين "فتعالى الله الملك الحق" وآية من سورة الجن "وأنه تعالى

جد ربنا" وعشر آيات من أول الصافات، وثلاث آيات من آخر سورة الحشر، وقل هو الله أحد والمعوذتين، فقام الرجل كأنه لم يشك شيئاً قط.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثني القعنبي عن مالك عن يزيد بن خصيفة: أن عمرو بن عبد الله بن كعب السلمي أخبره أن نافع بن جبير بن مطعم أخبره عن عثمان بن أبي العاص، أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال عثمان وبي وجع قد كان يهلكني، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: امسحه بيمينك سبع مرات، وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد، قال ففعلت ذلك فأذهب الله ما كان بي، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا عبد الله -يعني ابن أبي الدنيا، قال حدثنا سويد بن سعيد، قال حدثنا سويد بن عبد العزيز، قال حدثنا نوح بن ذكوان، عن أخيه عن أيوب عن الحسن عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقول الله أنا أعظم عفواً من أن أستر على عبدي ثم أفضحه، ولا زال أغفر لعبدي ما استغفرني".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن نصير، قالا حدثنا إسماعيل بن عمر، قال حدثنا بكر بن حنيش عن محمد بن سعيد، قال أخبرني عمارة بن راشد، قال أخبرني أبو قيس أنه أتى عمر بن الخطاب في وفد، فقال سمعت بلالاً يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله اصطفى أكرم الكلام لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر، طوبى لمن وجد في كتابه استغفاراً كثيراً".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله -يعني ابن أحمد بن دليل، قال حدثنا إبراهيم بن فهد، قال حدثنا محمد بن حاتم الجراجري يلقب يحيى، قال حدثنا ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن خالد بن أبي عمران عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قل ما كان يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: "اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك

ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما يهون علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثارنا من عادانا وانصرنا على من ظلمنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا نجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا غاية رغبتنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر إمام الشافعية ببغداد، قال حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر النجيرمي النيسابوري إملاء، قال أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا الليث بن سعيد عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو عن أبي بكر، قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي؟ قال قل: "اللهم إني ظلمت نفسي كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".

"وبه" أخبرنا أبو الحسن علي محمد بن إبراهيم الأزدارمردي التاجر بقراءتي عليه بأصفهان في منزله قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان إملاء غرة شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، قال أخبرنا محمد بن يحيى المروزي، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا الليث بن سعيد، عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمر، عن أبي بكر أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي؟ قال قل: "اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت غافر لي مغفرة من عندك إنك أنت الغفور الرحيم".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس بن الفضل الأسقاطي، قال حدثنا أبو الوليد، قال حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير عن عبد الله بن عمر، قال أبو الوليد: وجدته في كتابي عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي؟ قل "اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك إنك أنت الغفور الرحيم".

"وبه" قال أخبرنا أبو عمر محمد بن الحسين بن يوسف بن موسكان البزاز بقراءتي عليه في مسجد قنطرة قرب باب زقاق السعديين بالبصرة، قال حدثنا الحسين بن بكر بن محمد الوراق

إملاء، قال حدثنا الوراق إملاء، قال حدثنا أحمد بن داود بن علي الهاشمي، قال حدثنا عبد الله بن أسامة الكلبي، قال حدثنا عون بن سلام بن قيس بن الربيع، عن عبيد الله بن الحسن عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذا رفع رأسه من الركوع قال: "ربنا لك الحمد ملء السماء والأرض وملء ما شئت من شيء بعد".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري عن حيويه، قال سمعت عقبة بن مسلم التجيبي يقول، حدثني أبو عبد الرحمن الجبلي عن الصابحي عن معاذ بن جبل أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيدي يوماً ثم قال يا معاذ: والله إني لأحبك، فقال له معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك، فقال أوصيك يا معاذ: لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" وأوصى بذلك معاذ الصبابحي، وأوصى الصبابحي أبا عبد الرحمن الحبلي به أبو عبد الرحمن الحبلي عقبة بن مسلم.

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله بن علي بن محمد الجصاص التاجر بقراءتي عليه في جامع أصفهان، قال حدثنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق والحافظ بنيسابور إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القرشي، قال حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة، جاء يوم القيامة بأفضل ما جاء به أحد إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد".

"وبه" قال وبالإسناد المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسين الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرني القاضي الإمام السيد العدل أبو الفتح نصر بن مهدي بن نصر بن مهدي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عيسى بن أحمد الأمير بن عيسى بن علي بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الزيدي بقراءتي عليه سنة ست وثلاثين وخمسمائة بالري، قال حدثنا السيد الإمام الأجل المرشد بالله رحمه الله أملاه سلخ صفر سنة ثمان وسبعين، قال أخبرنا أبو بكر الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو

مسلم المديني، قال أخبرنا ابن عقدة الكوفي الهمذاني، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن خليفة بن حسان عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام "واستفتحوا" قال: الاستفتاح الدعاء.

"وبإسناده" السيد قال حدثنا حصين عن الأعمش وعمرو بن ذر وعبد الصمد بن حسان، عن زر بن عبد الله عن سبيع عن النعمان بن بشير، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الدعاء هو العبادة، ثم قرأ "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم" الآية".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه دفعات، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه، قال حدثنا سليمان عن أبي عثمان عن أبي موسى، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر فرأينا عقبة أو ثنية، قال فكان الرجل منا إذا علاها قال: لا إله إلا الله والله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنكم لا تنادون أصم ولا غائباً -وهو على بغلته يعترضها- فقال يا أبا موسى أو يا عبد الله: ألا أعلمك كلمة من كنوز الجنة؟ قال: قلت بلى، قال لا حول ولا قوة إلا بالله.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، قال حدثنا علي بن بحر، قال حدثنا ابن أبي بكير، قال حدثنا زهير بن محمد عن يزيد بن خصيفة، عن عمرو بن عبد الله عن نافع بن جبير عن عثمان بن أبي العاص، قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبي وجع، فقال: اجعل يدك اليمنى عليه، ثم قل باسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد سبع مرات، ففعلت فكفاني الله.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن يوسف، قال حدثنا أبو الفضل العباس بن بشر بن عيسى بن الأشعث الدحجي، قال حدثنا القاسم بن بشر بن معروف، قال حدثنا ابن أبي فديك، قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر بن مليكة: عن ابن أبي حسين عن مكحول عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا

أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الفضل بن العباس بن مهران، قال حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال حدثني الليث، قال حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر بن ربيعة عن يعقوب أنه ذكر له أن أبا صالح مولى غطفان، أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لدغتني عقرب، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك شيء.

"وبه" قال السيد، قال لنا أبو طاهر، قال لنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا يعقوب هو ابن خالد المسيب.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة قراءة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا مطلب بن شعيب، قال حدثنا عبد الله بن صالح، قال حدثني الليث عن أبي فروة وهو إسحاق عن يزيد بن خصيفة عن محمد بن عمرو بن كعب، عن نافع بن جبير عن عثمان أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألماً به فقال: "أيكم وجد ألماً فليضع عليه يده اليمنى وليذكر اسم الله ثلاث مرات، وليقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي قراءة عليه، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الدقاق العسكري، قال حدثنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا المسعودي، عن ابن عمر عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعوذ من ثمان: من الهم والحزن، والعجز والكسل، ومن البخل ومن الجبن، ومن ضلع الدين وغلبة العدو.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله التميمي، قال حدثنا الحسن بن إبراهيم بن عبد الصمد، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا الحسن بن زياد، قال حدثنا محمد بن إسحاق عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة أن تقول: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، واستنصره واستعصمه وأتوب إليه وهو التواب الرحيم، وقال لها بنية: من قالها مرة غفر الله له، ومن قالها مرتين غفر له ولوالديه، ومن قالها ثلاثاً غفر الله له ولوالديه ولقرابته، ومن قالها أربعاً

غفر الله له ولوالديه ولقرابته ولأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا ابن غيلان، قال أخبرنا أبو بكر الشافعي، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الهيثم البلدي، قال حدثنا أبو عياش الحمصي، قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال حين سمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا بن حيان أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر قراءة عليه، قال حدثنا محمد بن نصر ومحمود بن أحمد بن الفرج والفرقدي، قالوا حدثنا إسماعيل بن عمرو "ح" قال وأخبرنا المطهر بن محمد بن علي العبدي الخطيب، قال أخبرنا أبو سهل المرزبان بن محمد بن المرزبان، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن مخلد بن مرثد الفرقدي، قال حدثنا أبو إسحاق إسماعيل بن عمرو البجلي، قال حدثنا سفيان الثوري عن موسى بن عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذا صلى الغداة قال: "اللهم إني أسألك رزقاً طيباً وعملاً متقبلاً، وعلماً نافعاً" لفظهما سواء.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال حدثنا بن السماك، قال حدثنا الحسن بن عمرو، قال قال بشر بن الحارث: الدعاء ترك الذنوب.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد جعفر بن حيان، قال حدثنا يعقوب، قال حدثنا أبو عبد الله المقري، قال حدثنا قبيصة عن سفيان عن أبي حيان التيمي، عن أبيه قال في قوله تعالى: "من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً" قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي قراءة عليه، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الدقاق العسكري، قال حدثنا محمد بن يحيى المروزي، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا المسعودي عن إبراهيم السكسكي عن ابن أبي أوفى، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني لا أقرأ القرآن فعلمني شيئاً يجزيني من القرآن؟ قال قل:

الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال فقبض عليه بيده، وعد خمساً مع إبهامه فقال هذا لله فما لي؟ قال قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني، فأمسك عليهن بيده الأخرى وعد خمساً مع إبهامه ثم أدبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ملأ يديه من الخير.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن الحسن بن المثنى الجهني التستري، قال حدثنا محمد بن الحارث الخراز، قال حدثنا سيار بن حاتم، قال حدثنا عبد الواحد بن زناد عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رأيت إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم ليلة أسرى بي، فقال يا محمد: أقر أمتك عني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وغراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا الحسين بن محمد بن غزوان القاضي بالرقة، عن سليمان بن عمر الأقطع، قال سمعت مسلماً يحدث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة البلايا، ومن فتنة القبر، ومن عذاب القبر، ومن شر فتنة الكفر، ومن شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بالثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا الحسن بن علوية القطان، قال حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار، قال حدثنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة عن سفيان الثوري، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما كبيرة بكبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة بصغيرة مع الإصرار".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن غسان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف، قال حدثنا أحمد بن إبراهيم بن إسحاق السراج، قال حدثنا محمد بن هاشم بن شهاب بن عقبة بن تمام الثقفي، قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال حدثنا وكيع، قال حدثنا أبو العميس عقبة بن عبد الله عن يزيد الرقاشي عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا أذن المؤذن فتحت أبواب السماء فلا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا علي بن حكيم الأودي، قال حدثنا شريك عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل عن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا هذا الكلام: "اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم بارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين منبيبن بها قابليها وأتمها علينا يا كريم".

"وبه" قال أخبرنا ابن غيلان، قال أخبرنا أبو بكر الشافعي، قال حدثنا محمد بن غالب، قال حدثني عبد الصمد بن النعمان، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن مجير، قال حدثنا محمد بن المنكدر، عن عطاء أو عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قام يوماً فدعا بدعاء واستعاذ باستعاذة لم يستعذ الناس بمثلها، قال فقال بعض الناس كيف لنا يا رسول الله أن ندعو كما دعوت ونستعيذ كما استعذت؟ قال قولوا يا رسول الله: "اللهم إنا نسألك مما سألك محمد عبدك ونبيك، ونستعيذك مما استعاذك منه محمد عبدك ونبيك ورسولك".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكائي قراءة عليه سنة ثلاث وسبعين، قال حدثنا أبو مليل، قال حدثنا محمد بن بشر، قال حدثنا مسعر بن كدام عن أبي العنبس، عن أبي العريش عن أبي مرزوق عن أبي أمامة قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا، وأدخلنا الجنة ونجنا من النار، وأصلح لنا شأننا كله" قال فكأنا اشتهينا أن يزيدنا، فقال قد جمعت لكم الأمرين.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا ابن حيان، قال حدثنا أحمد بن عمرو، قال

حدثنا محمد بن مرداش الأنصاري، قال حدثنا يحيى بن كثير أبو النصر، قال حدثان أبو مسعود الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كيف تقول يا حمزة إذا أويت إلى فراشك؟ قال أقول كذا وكذا، قال فكيف تقول أنت يا علي؟ قال أقول كذا وكذا، قال قل إذا آويت إلى فراشك: الحمد لله الذي من علي فأفضل، الحمد لله رب العالمين، رب كل شيء ومالكه، أعوذ بك من النار".

"وبه" قال أخبرني ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا مسلم، قال حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا المسعودي "ح" قال وأخبرنا ابن ريذة، قال وأخبرنا الطبراني، قال وحدثنا عمرو بن حفص، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله بن أبي فاختة عن الأسود بن يزيد قال قرأ عبد الله: "إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا" قال يقول الله تعالى يوم القيامة: من كان له عندي عهد فليقم، قالوا يا أبا عبد الرحمن فعلمنا؟ قال قولوا: "اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعل لي عندك عهداً تؤديه إلى يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد، قال وزاد فيها زكريا أبو يحيى، عن القاسم خائفاً مستجيراً مستغفراً راغباً إليك.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا أبو بكر الغرياني، قال حدثنا إبراهيم بن المعلى الحمصي، قال حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني، عن أبي سلام الدمشقي وعمرو بن عبد الله الشيباني: أنهما سمعا أبا أمامة الباهلي عن حديث عمرو بن عنبسة السلمي، قال: قلت يا رسول الله: أي الساعات أسمع للدعاء؟ قال: جوف الليل الآخر.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب بن غيلان، قال أخبرنا أبو بكر الشافعي قراءة عليه، قال حدثان الهيثم بن خلف، قال حدثنا محمد بن غيلان، قال حدثنا المؤملي، قال حدثنا شعبة، قال حدثنا سليمان عن أبي عثمان عن أبي موسى، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفره فرفع الناس أصواتهم بالدعاء والتهليل والتكبير، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أيها الناس إنكم لستم تدعون أصم ولا غائباً وإنما تدعون سميعاً قريباً، وأتى علي رسول الله صلى

الله عليه وآله وسلم فقال: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة، لا حول ولا قوة إلا بالله".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن عمرو القطراني، قال حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال حدثنا يزيد بن حصيفة عن عمرو بن عبد الله بن كعب السلمي عن نافع بن جبير. أخبره أن عثمان بن أبي العاص قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد أخذه وجع فكاد يبطله، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ضع يمينك على المكان الذي تشتكي فامسح بها سبع مرات وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من كل مسخة وصيحة.

"وبه" قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن علي الصايغ المكي، قال حدثنا مهدي بن جعفر الرملي "ح" قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا الوليد بن مسلم، قال حدثني الحكم بن مصعب، قال حدثني محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حيان أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال حدثنا يوسف بن محمد المؤذن، قال حدثنا أحمد بن يحيى المؤدب، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا الحسن بن أبي جعفر، قال حدثنا محمد بن جحادة عن الحسن عن أنس بن مالك قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفر، فقال لنا: استغفروا فاستغفرنا، فقال لنا: أتموها سبعين مرة ما من عبد ولا أمة استغفر الله في كل يوم سبعين مرة إلا غفر له سبعمائة ذنب، وقد خاب عبد أو أمة أصاب في يوم وليلة سبعمائة ذنب.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حيان، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال حدثنا أبو النضر التمار، قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن خالد عن أبي هريرة، قال ما رأيت أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر أن يقول: أستغفر الله وأتوب إليه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، قال حدثنا الحسن بن علوية القطان، قال حدثنا عاصم، قال حدثنا المسعودي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة".

"وبه" قال أخبرنا ابن غيلان أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن غالب، قال حدثنا مزيج بن يونس، قال حدثنا عمرو بن صالح عن عبد الملك عن عطاء عن أم كرز قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "دعوة الرجل لأخيه بظهر الغيب مستجابة، وملك عند رأسه يقول آمين ولك مثل ذلك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال حدثنا إسماعيل بن عمر، قال حدثنا سفيان عن عبدة عن أبي لبابة عن سويد بن غفلة، قال أصابت علياً عليه السلام خصاصة، فقال لفاطمة عليها السلام: لو أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسألتيه، فأتته، قال وكان عند أم أيمن فأتته فدقت الباب، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأم أيمن: إن هذا لدق فاطمة، ولقد أتينا في ساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها، قومي فافتحي لها الباب، ففتحت الباب، فقال يا فاطمة: لقد أتيتنا في ساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها؟ فقالت يا رسول الله: هذه الملائكة طعامها التهليل والتسبيح والحمد فما طعامنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: والذي بعثني بالحق نبياً ما اقتبس في آل محمد نار منذ ثلاثين يوماً، ولقد أتيتنا أعنز فإن شئت أمرنا لك بخمسة أعنز، وإن شئت علمتك كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام آنفاً، فقالت علمني كلمات علمكهن جبريل عليه السلام، قال قولي: يا أول الأولين ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا راحم المساكين، ويا أحرم الراحمين، قالت قال: فانصرفت حتى دخلت على علي عليه السلام، فقال ما وراءك؟ قالت: ذهبت من عندك إلى الدنيا وأتيتك بالآخرة، فقال خير أيامك خير أيامك.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن شيبة المقري العطار مغسل الخلفاء،

قال حدثنا عبد الكبير عمر الخطابي، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الحارث الجمحي الكوفي من ولد محمد بن حاطب، قال حدثنا يعلى بن عبيد، قال حدثنا الحجاج بن دينا، عن أبي هاشم عن رفيع عن أبي العالية، عن أبي برزة الأسلمي قال: لما كان بآخرة كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا جلس في المجلس فأراد أن يقوم قال: "سبحانك اللهم وبحمدك، وأشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، قالوا يا رسول الله: إنك لتقول الآن كلاماً ما كنت تقوله فيما خلا؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "هذه كفارة ما يكون في المجلس".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا الحسين بن محمد قراءة، قال أخبرنا عبد العزيز، قال حدثنا محمد بن سهيل، قال حدثنا يوسف بن حماد، قال حدثنا علي بن سليمان النوفلي، قال حدثني أبي عن الإمام أبي، الحسين زيد بن علي عليهما السلام أنه كان يقول: إذا دعوت الله فلا تعجل فإنه أعلم بالخير لك، فعسى أن تكره أمراً فيه نجاتك، وعسى أن تحب أمراً فيه هلكتك، إنه جل وعز أعلم بالخيرة لك منك، حسبك إذا دعوته ما يكون من مقدوره لك.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن إبراهيم بن غيلان، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، قال حدثنا عبد الله بن عمر، قال حدثنا محبوب بن محرز، قال حدثنا أسامة بن زيد عن ابن المنكدر عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "سلوا الله علماً نافعاً واستعيذوا بالله من علم لا ينفع".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحسن بن محمد بن هشام الشطوي البغدادي، قال حدثنا علي بن المديني، قال حدثنا يحيى بن آدم عن الحسن بن صالح، عن أخيه علي بن صالح عليه وآله وسلم: "ألا أعلمكم كلمات إن قلتهن غفر الله لك على أنه مغفور لك: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين".

"وبه" قال لنا السيد قال لنا أبو بكر بن ريذة، قال لنا الطبراني لم يروه عن الحسن بن صالح، إلا يحيى بن آدم تفرد به على ابن المديني.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمود بن أحمد بن الفرج، قال

حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال حدثنا قيس بن الربيع عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "دعوة المؤمن مستجابة ما لم يكن إثم أو قطيعة رحم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الحكم بن معبد، قال حدثنا يعقوب الدورقي، قال حدثنا عمر بن سيب المسلمي، قال حدثنا عبد الله بن عيسى عن زيد العمى عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا المقدام بن داود، قال حدثنا أسد بن موسى، قال حدثنا آدم بن الحكم، قال حدثنا أبو غالب عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال في دبر صلاة الغداة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده لخير، وهو على كل شيء قدير مائة مرة قبل أن يثني رجليه كان يومئذ أفضل أهل الأرض إلا من قال مثل ما قال، أو زاد على ما قال".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن بشر بقراءتي عليه بالبصرة على باب داره في القسامل، قال حدثنا أبو الحسين طاهر بن عبد الله بن أيوه، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة، قال كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذا آوى إلى فراشه، قال: "اللهم باسمك أحيا، وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور".

"وبه" قال أخبرنا أبو عمر محمد بن الحسين بن يوسف بن موشكان بقراءتي عليه. في مسجد قنطرة قرة باب زقاق السعديين، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، قال حدثنا محمد بن خالد ابن يزيد الراسي، قال حدثنا أبو كامل، قال حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن خراش عن حذيفة بن اليمان، قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أخذ -يعني مضجعه من الليل- وضع يده تحت خده ثم قال: "اللهم باسمك أموت وأحيا، وإذا استيقظ، قال الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور".

"وبه" قال أخبرنا أبو العلا محمد بن أحمد بن العلا بن الشاه الصعدي خطيب مهرجان، قدم علينا أصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن

زكريا القرشي، قال حدثنا عمر بن مرزوق، قال حدثنا شعبة عن منصور، قال سمعت الشعبي يحدث عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا خرج من بيته، قال اللهم إني أعوذ بك، أن أذل أو أضل أو أجهل أو يجهل علي".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال حدثنا سهل بن عثمان، قال حدثنا حبيب بن حبيب أخو حمزة، عن أبي إسحق عن الحرث عن علي عليه السلام، قال قالت فاطمة عليها السلام لعلي عليه السلام: يا بن عم اشتد علي العمل والرحا، فكلم نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لها نعم، قال فأتاهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الغد وهما نائمان في لحاف واحد، فأدخل بينهما رجليه فقالت له فاطمة: يا نبي الله قد شق علي العمل، فلو أمرت لي بخادم مما أفاء الله عليك، قال أفلا أعلمك ما هو خير لك من خادم، ذلك تسبحي ثلاثاً وثلاثين، وتحمدي ثلاثاً وثلاثين، وتكبري أربعاً وثلاثين، فتلك مائة في اللسان، وألف في الميزان، وذلك أن الله يقول: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها فالمائة بألف".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن جمكان قراءة عليه، قال سمعت جعفر الخلدي يقول: سمعت الجنيد يقول، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم أحيني حياة من تحب حياته وبقاءه، وتوفني وفاة من تحب وفاته ولقاءه، اللهم احفظ علي الرأس وما حوى، اللهم احفظ علي البطن وما وعى، اللهم احفظ علينا ما أمرتنا به، واحفظنا عما نهيتنا عنه. اللهم لا تحرمنا ونحن نسألك، ولا تعذبنا ونحن نستغفرك، اختم آجالنا بأحسن أعمالنا، اللهم إنا نسألك بجودك وبذلك ومنك وطولك وعظمتك وبهائك مغفرة ما أحاط به علمك، يا من إليه الإياب وعليه الحساب، حاسبنا حساباً يسيراً، لا تقريع فيه ولا تأنيب، ولا مجازاة ولا مكافأة، اللهم أجرنا الصراط مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً يا أرحم الراحمين، آمين يا رب العالمين.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن علي الصايغ، قال حدثنا سعيد بن منصور، قال حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحق عن علقمة والأسود، قال قال عدب

الله إن في كتاب الله لآيتين، ما أذنب عبد ذنباً فقرأهما فاستغفر الله إلا غفر الله له: "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم، ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم، ومن يغفر الذنوب إلا الله"، وقوله: "ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً".

"وبه" قال أخبرنا ابن غيلان، قال أخبرنا أبو بكر الشافعي، قال حدثنا أبو بكر عمر بن حفص السدوسي، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا أبو الأحوص، عن سماك بن جرب، عن عكرمة عن ابن عباس، قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد أن يخرج في سفر قال: "اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من الفتنة في السفر، والكآبة في المنقلب، اللهم اقبض لنا الأرض، وهون علينا السفر، وإذا أراد الرجوع قال: آيبون تائبون عابدون حامدون، فإذا دخل إلى أهله قال: أوباً أوباً لربنا توباً، لا يغادر علينا حوباً".

"وبه" قال حدثنا أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد بن محمد البقال المعروف بكلة الغزال مستملي الشيخ أبي نعيم الحافظ إملاء، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حشيش المعدل إملاء، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر، قال حدثنا أبو همام، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل على رجل يعوده وقد نهكه المرض فقال: ما كنت تدعو الله به؟ قال كنت أقول: ما كنت معاقبي به في الآخرة، فعجله لي في الدنيا، فقال: سبحان الله لا تطيق ذلك، أو لا قلت ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. فدعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم فشفي.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا نصير بن القاسم الفرائضي، قال حدثنا عبيد الله بن عمير، قال حدثنا المنهال بن عيسى، قال حدثنا يونس بن عبيد، قال: إذا قال العبد اللهم أنت عدتي عند كربتي، وأنت صاحبي عند شدتي، وأنت ولي نعمتي، من قالها عند النفساء قد عسر عليها ولدها أو بهيمة إلا أذن الله عز وجل في إخراجه إن شاء الله تعالى.

"وبه" قال قال يونس بن عبيد إذا أصحب العبد أو أمسى فقال: اللهم إني أصبحت في ذمة منك وجوار، وأعوذ بك من شر خلقك، يا عظيم لم يضره إنسان ولا جان ولا دابة، فقال يونس: ليس رجل يكون له دابة صعبة فيقول في أذنها: "أفغير دين الله يبغون، وله أسلم من في

السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه ترجعون" إلا ذلك بإذن الله عز وجل.

"وبه" قال يونس بن عبيد: وثلاث ونعم الثلاث، لا يخلون رجل بامرأة وإن وثق بنفسه، ولا يمكن صاحب بدعة من سمعه، ولا يجيب أحداً وإن دعاه يمسك عليه مصحفاً.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إبراهيم بن سعدان، قال حدثنا بكر بن بكار، قال حدثنا حماد بن زيد، قال حدثنا عمرو بن دينار مولى آل الزبير، عن سالم عن أبيه عن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال في سوق من الأسواق لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة وبنى له بيتاً في الجنة".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن النضر الأزدي، قال حدثنا معاوية بن عمرو، قال حدثنا زائدة عن هشام بن حسان عن قيس بن سعد عن عطار عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين بن مهران الصالحاني السمان قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو بكر البزاز، قال حدثنا عباد بن أحمد العرزمي، قال حدثني عمي محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن جابر الجعبي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا بريدة إذا كان حين تفتتح الصلاة، فقل سبحانك اللهم وبحمدك، لا حول ولا قوة إلا بك، ولا إله إلا أنت وحدك، لا شريك لك، تبارك اسمك وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وتقرأ ما تيسر من القرآن، وتركع فتقول: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات فإذا رفعت من الركوع فقل سمع الله لمن حمده، اللهم لك الحمد، ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت بعد، فإذا سجدت فقل سبحان ربي الأعلى ثلاثاً، سجد وجهي لمن خلقه، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين فإذا رفعت من السجد فقل رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني، إني لما أنزلت إلى من خير فقير، فإذا جلت في صلاتك فتبركت

في التشهد، فقل لا إله إلا أنت، وإني رسول الله، والصلاة علي، وعلى جميع أنبياء الله، وسلم على عباد الله الصالحين".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكائي قراءة عليه سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو الحصين محمد بن الحسين الوادعي، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا معاوية وإسماعيل بن علية، عن ليث عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل المسجد قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك. وإذا خرج قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن محمد المعروف بالقايشي المقري الكسائي بقراءتي عليه، في درب خرسنانه بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء قال حدثنا أبو محمد جعفر بن عمر النهاوندي ومحمد بن الليث الجوهرين قالا حدثنا جبارة بن مقلس، قال حدثنا كثير بن سليم، قال سمعت أنس بن مالك يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قضى صلاته مسح جبهته بيمينه يقول: "باسم الله الذي لا إله غيره، الرحمن الرحيم، اللهم أذهب عني الهم والحزن".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، قال حدثنا أبو طاهر عبد الله بن محمد بن مرة المزي قال حدثنا نصر بن علي بن نصر الجهضمي، قال أخبرنا المعتمر بن سليمان، قال سمعت داود الظفاوي، عن أبي مسلم البجلي عن زيد بن أرقم، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو في دبر كل صلاة يقول: "اللهم ربنا ورب كل شيء، أنا أشهد أنك أنت الرب وحدك لا شريك لك، اللهم ربنا ورب كل شيء، اجعلني مخلصاً لك وأهلي في كل ساعة في الدنيا والآخرة، ذا الإجلال والإكرام، اسمع واستجب الله أكبر، الله نور السموات والأرض، الأكبر الأكبر، حسبي الله ونعم الوكيل".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال

حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن محمد الشطوي، قال حدثنا محمد بن يحيى، قال حدثنا عبد الله بن داود، قال سمعت هانئ بن عثمان الجهني، قال أخبرتني خميصة بنت ياسر عن يسير أخبرتها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرهن أن يراعين التسبيح والتهليل والتقديس ويعقدن بالأنامل فإنه مسؤولات ومستنطقات.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن النصر العسكري وجعفر الغرياني، قالا حدثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني، قال حدثنا سليمان بن عطاء عن مسلم بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي الجهني، عن ابن فرمل الجهني -يعني الضحاك، قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى الصبح، قال وهو ثاني رجليه: سبحان الله وبحمده وأستغفر الله إنه كان تواباً سبعين مرة، ثم يقول سبعون بسبعمائة، ولا خير لمن كان ذنوبه في يوم واحد، أكثر من سبعمائة، وذكر بقية الحديث في الرؤيا أنا اختصرته.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حيان، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سويد بن عبد العزيز عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من دعا لأخيه بظهر الغيب كتب الله له عشر حسنات، ومن بدأه بالسلام، كتب له عشر حسنات، قال أنس، فإن كان الشجرة لتفرق بيننا في المسير، فنتلاقى بالسلام".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن نصير يعني العسال، قال حدثني إبراهيم بن يعقوب، قال حدثنا سليمان بن أيوب الجبائري الحمصي، قال حدثنا أبو فراس المؤمل بن سعيد الحمصي، قال حدثنا أبو العلاء أسد بن وداعة، قال سمعت وهباً بن منبه يحدث عن طاووس عن ثوبان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "احذروا دعوة المؤمن وفراسته فإنه ينظر بنور الله وبتوفيق الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد بن الضرير العطار بقراءتي عليه، على باب داره بواسط، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الحافظ بن السقا، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسدد عن يحيى عن هشام بن عروة، قال حدثني رجل من أصحاب

الزبير، أن ابن الزبير كان إذا سلم من الصلاة أو في الصلاة، قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له الفضل والنعماء، والثناء الحسن الجميل، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول ذلك في دبر الصلاة.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن ماشاده بن بطة بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسين عبد العزيز بن محمد بن يوسف السعدي، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن نصير المدني بالمدينة في سنة أربع وثلاثمائة، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، قال أخبرنا سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة مولى لأم سلمة عن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى صلاة الغداة قال: "اللهم إني أسألك رزقاً طيباً، وعلماً نافعاً، وعملاً متقبلاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر المفيد، قال حدثنا محمد بن أحمد بن الهيثم التميمي، قال حدثنا سعيد بن محمد بن عبد الرحمن القاسي، قال حدثنا شعيب بن الليث، قال حدثني الليث بن سعيد عن جرير بن حازم، عن شعبة بن الحجاج عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن علي الأبار، قال حدثنا العباس بن الوليد الترسي، قال حدثنا هشام بن هشام الكوفي، قال حدثنا فضال بن جبير عن أبي أمامة الباهلي، قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أصبح وأمسى دعا بهذه الدعوات: "اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد، وأنصر من ابتغي، وأرأف من ملك، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى، أنت الملك لا شريك لك والفرد لا ند لك لا تهلك، كل شيء هالك إلا وجهك، لن تطاع إلا بإذناك ولن تعصى إلا بعلمك، تطاع فتشكر، وتعصى فتغفر، أقرب شهيد، وأدنى حفيظ، حلت دون الثغور، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآثار، ونسخت لك الآجال، القلوب لك مغضية، والسر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، الخلق خلقك، والعبد عبدك، وأنت الله الرؤوف

الرحيم، أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض وبكل حق هو لك، وبحق السائلين عليك، أن تقيلني في هذه الغداة أو في هذه العشية، وأن تجيرني من النار بقدرتك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا -عبد الله يعني ابن محمد بن زكريا، قال حدثنا محمد -يعني ابن بكير، قال حدثنا عمرو بن عطية عن أبيه عن أبي سعيد، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قضى صلاته قال: "اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، فإن للسائلين عليك فها حقاً، أيما عبد أو أمة من أهل البر والبحر، تقبلت دعوتهم أو استجبت دعوتهم، أن تشركنا في صالح ما يدعو، وأن تعافينا وإياهم، وأن تقبل منا ومنهم وأن تتجاوز عنا وعنهم، إنا آمنا بما أ،زلت، واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. وكان يقول: ما تكلم بهذا أحد من خليقة الله عز وجل إلا أشركه في دعوة أهل بحرهم وأهل برهم فعمتهم وهو في مكانه".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر وأحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، قال حدثنا سعيد بن أيوب، قال حدثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أكل طعاماً ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن لبس ثوباً، فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الصيرفي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك المقري، قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن المعروف بابن متويه، قال حدثنا أبو هاشم الحمصي إسماعيل بن المتوكل، قال حدثان أبو المغيرة عن صفوان بن عمر عن شريح عبيد كان يقول: سبحانك وبحمدك سريع الآلاء، راحم الضعفاء، بارئ البرايا، خلقت الخلق لتسبيحك، سبحانك وبحمدك، لا إله إلا أنت، مددت الأرض، وحكمت بالقسط، وأقمت الميزان، إليك آدى الحمد وارتفع إليك ثمر التسبيح وصعد إليك وقار التقديس، سبحانك وبحمدك، لا إله إلا أنت الجبار، ذو الجبروت عالم الغيب والشهادة، لا يطلع على غيبك أحد ولا يظهر من أمرك إلا ما شئت، بيدك الملك والملكوت،

وبيدك المفاتيح والتقدير، وبيدك ملك الدنيا والآخرة، تعلم ما يكون وما هو كائن، وما في ظلمات الأرحام، وظلمات البحور، تعاليت وتجبرت في مجلس وقار كرسي عرشك، ترى كل عين، وعين لا تراك، وتدرك كل شيء وشيء لا يدركك، تدرك الأبصار وأنت اللطيف الخبير.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا محمد بن الحسين الأسدي ومحمد بن جعفر التميمي، قراءة عليهما، قالا أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال حدثني إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن بريدة، قال هذا كتاب جدي إسحاق بن بريدة، فقرأت فيه، حدثني محمد بن الأسود الليثي عن عمه منصور بن أبي الأسود، قال حدثني الوليد بن يعلى، قال سمعت الإمام الشهيد أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام يقول، في دعائه: اللهم أكرمني بهوان أعصى خلقك، ولا تهني بكرامة أطوع خلقك لك، واجعلني إماماً في طاعتك، واتباع أمرك، كما جعلت من مضى من آبائي، واجعلني أسعد من توسل وتقرب إليك، فإنما أنا بك ولك.

"وبه" قال السيد أخبرنا بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا عثمان بن سعيد، قال حدثنا عمرو بن حفص عن قيس بن مسلم عن طارق ابن شهاب، عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما من مسلم يقول حين يسمع النداء بالصلاة فيكبر، ويشهد أن لا إله إلا الله ويشهد أن محمداً رسول الله، ثم يقول: اللهم أعط محمداً الوسيلة والفضيلة، واجعل في الأعين درجته، وفي المصطفين محبته، وفي المقربين ذكره، إلا وجبت الشفاعة يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا ابن حيان، قال حدثنا صالح -يعني بن محمد بن شاذان الكوفي، قال حدثنا بن رشدين، قال حدثنا دحيم، قال حدثنا سهل بن هاشم، قال حدثنا سفيان عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن ثوبان، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا همه الشيء، قال: "هو الله ربي لا شريك له".

"وبه" قال أخبرنا ابن غيلان، قال حدثنا أبو بكر الشافعي، قال حدثنا إسحاق -يعني الحرني، قال حدثنا أبو حذيفة، قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن أم سلمة، رضي الله عنها قالت: لما توفي أبو سلمة، قلت يا رسول كيف أقول، قال قولي: اللهم اغفر لنا وله،

وتقولين اللهم أعقبني عقبى صالحة، قالت: فأعقبني الله خيراً منه محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا القتات، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن شقيق عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا حضرتم الميت فقولوا خيراً فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون، فلما مات أبو سلمة، قلت يا رسول الله: كيف أقول؟ قال قولي: اللهم اغفر له، وأعقبنا عقبى صالحة، قالت: فأعقبني الله خيراً منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، قال حدثنا محمد بن هارون بن نبع، قال حدثنا عمر بن عثمان، قال حدثنا شريح بن يزيد الخضرمي، قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة، قال حدثني محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان إذا افتتح الصلاة كبر ثم قال: إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، إلى آخر الآية، اللهم اهدني لأيسر الأعمال وأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني شر الأخلاق فإنه لا يقي شرها إلا أنت.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن رستة بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان، بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن عبد الله بن شيبة العطار إملاء، قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن مكرم، قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال حدثنا بشر بن منصور عن زهير بن محمد عن سهيل ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: دعا رجل من الأنصار من أهل قبا، النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فانطلقنا معه، فلما طعم غسل يديه، أو قال يده وقال: الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم، من علينا ربنا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكل بلاء حسن بلانا، الحمد لله غير مودع ربي ولا مكافأ، ولا مكفور ولا مستغنى عنه، الحمد لله الذي أطعمني من الطعام وسقاني من الشراب، وكساني من العرى، وهدانا من الضلالة، وبصرنا من العمى، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، الحمد لله رب العالمين.

"وبه" قال أخبرنا أبو غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر الشافعي قراءة عليه يوم

الجمعة، سلخ ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال حدثنا بشر بن منصور السلمي، فذكر نحواً من الحديث الأول.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا بكر بن سهل، قال حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي، قال حدثنا عمرو بن شعيب بن سابور، قال حدثني يحيى بن الحارث الزماري عن علي بن زيد عن القاسم وأبي عبد الرحمن عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قال حين يصبح ثلاث مرات: اللهم لك الحمد، لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك، آمنت بك مخلصاً لك ديني، أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت، أتوب إليك من سيئ عملي وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت، فإن مات في ذلك اليوم دخل الجنة، وإن قال حين يمسي ثلاث مرات: اللهم لك الحمد، لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنت عبدك آمنت بك مخلصاً لك ديني، أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت أتوب إليك، من سيئ عملي وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت، فمات في تلك الليلة دخل الجنة، قال: ثم كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحلف ما لا يحلف على غيره ويقول: والله ما قالها عبد حين يصبح ثلاث مرات، فيموت في ذلك اليوم إلا دخل الجنة، وإن قالها حين يمسي ثلاث مرات، فمات من تلك الليلة إلا دخل الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني قال أخبرنا ابن حبان، قال حدثنا أبو العباس الجمال، قال حدثنا أبو مسعود، قال حدثنا إسحاق بن سليمان، قال أخبرنا عثمان بن زائدة، قال أخبرنا عن القاسم بن الوليد عن أنس بن مالك، قال قيل ما صلى أبو بكر إلا وأنا بين أذنيه، وكان إذا سلم قال اللهم اجعل خير عملي آخره، اللهم اجعل خواتيم عملي رضوانك، اللهم اجعل خير أيامي يوم لقاك.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا عبد الغفار بن عبد الله الموصلي، قال حدثنا المعافى عمران "ح" قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحرامي، قال حدثنا معن بن عيسى، قالا حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس

رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب، دعوة المظلوم، ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا هيثم بن خلف الدوري، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن سوقة عن طلحة بن عبد الله بن كريز، عن أم الدرداء عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب، قالت الملائكة آمين، ولك مثل ذلك".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك المقري، قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن إبان الخيراني، قال حدثنا بكر بن بكار، قال حدثنا شعبة، قال أخبرنا عبد الملك - يعني ابن عمير، قال سمعت وراداً كاتب المغيرة بن شعبة، أن المغيرة كتب إلى معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان إذا فرغ من صلاته قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي الواعظ سبط الصالحاني بقراءتي عليه، قال حدثنا علي بن إيان، قال حدثنا أبو بكر محمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن إدريس، قال حدثنا أبو صالح، قال حدثني قتات بن رزين، قال حدثني عبد الله بن هبيرة: أن موسى عليه السلام، كان إذا أصبح وإذا أمسى قال اللهم أنت خلقتني، وأنت هديتني، وأنت تطعمني وتسقيني، وأنت تميتني وتحييني، لم يسأل الله عز وجل شيئاً إلا أعطاه إياه. فحدثت به عبد الله بن سلام، فقال: هؤلاء الكلمات، كان الله تبارك وتعالى، أعطاعن موسى بن عمران يدعو بها كل يوم سبع مرات.

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر، قال حدثنا عبد الله، قال حدثنا علي بن إبان، قال حدثنا أبو بكر محمد بن المفضل، قال حدثنا محمد بن إدريس، قال حدثنا أبو صالح، قال حدثني قتات بن رزين، قال حدثني عبد الله بن هبيرة: أن موسى النبي صلى الله عليه، كان إذا أصبح قال أصحبنا وأصحب الملك لله والحمد لله، وأعوذ بالذي يمسك السماء، أن تقع على الأرض إلا بإذنه من

شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر الشيطان وشركه وإذا أمسى قال مثل ذلك، فلم يكن يضر معهما شيطان ولا جن ولا إنس، ولا سحر ولا سم ولا شيء كريه، قال: فقال فرعون لصاحب شرابه، ألم تسقه؟ قال بلى ولكن حيل بيني وبينه، قال فإذا جاء فاسقه سماً ناقعاً، قال ففعل فلم يضره، فلما خرج قال فرعون لصاحبه أو لم تسقه ما أمرتك أن تسقيه؟ قال بلى، ولكن حيل بيني وبينه وليس في أيدي العباد شيء.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا ابن حبان، قال حدثنا محمد بن أحمد، قال حدثنا محمد بن عمر، قال حدثنا محمد بن إبان، قال حدثنا سفيان عن أبي نصرة، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان إذا فرغ من صلاته، قال سفيان لا أدري قبل التسليم أو بعد التسليم قال سبحان رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحسين إسحاق، قال حدثنا يحيى الحماني، قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن ابن المهلب، عن عبيد الله بن ذخر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة، قال ما دنوت من نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم، في صلاة مكتوبة ولا تطوع إلا سمعته يدعو بهؤلاء الكلمات، لا يزيد فيهن، ولا ينقص منهن: "اللهم اغفر لي ذنوبي، وخطاياي كلها، اللهم انعشني واجبرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق، فإنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الحسن بن علوية القطان، قال حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار، قال حدثنا المسيب بن شريك عن مطرف عن أبي هارون عن أبي سعيد، قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول، قبل أن يسلم: "سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار بقراءتي عليه بواسط، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد السقا، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا عوانة عن منصور "ح" قال وحدنا مسدد، قال حدثنا هشيم عن سيار كلاهما عن أبي حازم عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من سبح ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وحمد

ثلاثاً وثلاثين، وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي ومحمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي على كل واحد منهما، قالا حدثنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، قال حدثنا أبو بكر موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري، قال حدثنا خالد بن يزيد العمري المكي، قال حدثنا سلمة بن وردان، تهللين الله عند منامك ثلاثاً وثلاثين، وتسبحينه ثلاثاً وثلاثين، وتحمدينه أربعاً وثلاثين، فذلك خير من الدنيا وما فيها.

"وبه" إلى السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، وهو في المجلس الثامن والثلاثين والمائتين، إملاء في السابع والعشرين من محرم سنة سبع وسبعين وأربعمائة، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحرني العشائري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ، قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن محمد بن غفير الأنصاري، قال حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة أبو محمد الأصفهاني، قال حدثنا بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى: "اتل ما أوحي إليك من الكتاب، وأقم الصلاة" قال يقول الله تعالى: "اذكروني أذكركم" فذكري إياكم أكبر من ذكركم إياي.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكائي، قال حدثنا عبد الله بن بحر، قال حدثنا إبراهيم بن حرب، قال حدثنا الوليد بن هشام، قال حدثنا الحارث بن يزيد عن عمر بن قيس عن عبد الله بن بشر المازني، قال: جاء أعرابيان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال أحدهما يا رسول الله أي الناس خير، قال من طال عمره وحسن عمله. وقال الآخر: يا رسول الله، إن سنن الإسلام وشرائعه قد كثرت علي فائتني بأمر من أمر الإسلام أتشبث به، قال لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال أخبرنا محمد بن الحسن بن كيسان قال حدثنا عبد الله بن رجاء، قال أخبرنا إسرائيل عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من عجز منكم عن العدو أن يجاهده،

وعن الليل أن يكابده، فليكثر من ذكر الله تعالى".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا ابن صبيح -يعني أحمد بن محمود، قال حدثنا عامر بن أسيد، قال حدثنا محمد بن الصباح البزار، قال أخبرنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن عبد الله بن عصمة عن حليم بن حزام، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "قال الله تعالى إذا اشتغل عبدي بذكري عن مسألتي أفضل ما أعطى السائلين".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن جابان أن الجنديسابوري، قال حدثنا محمود بن غيلان، قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال حدثنا حماد بن سلمة، قال حدثنا حميد الطويل عن طلق بن حبيب عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً، وبدناً على البلاء صابراً، وزوجة لا تبغيه خوفاً في نفسه ولا ماله".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، قال حدثنا أبو كامل الجحدري، قال حدثنا يحيى بن كثير أبو النضر، قال حدثنا عبد الكريم، قال حدثنا عطاء عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فإنه لا يصيب ذاكراً".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال حدثنا أبو الخطاب، قال حدثنا زياد بن يحيى، قال حدثنا شعبة عن حماد عن سهيل عن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما جلس قوم مجلساً فتفرقوا عن غير ذكر الله، إلا تفرقوا عن جيفة حمار، وكان ذلك المجلس حسرة عليهم إلى يوم القيامة.

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا إبراهيم يعني ابن سفيان الظهراني، قال حدثنا ابن المنادي، قال حدثنا أبو بكرة، قال حدثنا عبد الرحمن بن زياد، قال حدثنا أبو علقمة عن أبي هريرة، قال إن أهل السماء يرون بيوت أهل الذكر في الأرض، كما ترون نجوم السماء المضيئة كل بقدر ذكره.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن علي التنوخي قراءة عليه، قال أخبرنا إسحاق ابن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي، قال أخبرني جدي، قال حدثنا حرملة، قال حدثنا ابن وهب، قال أخبرنا سفيان، قال وقال أبو حازم: أكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك، وقال: ما تلذذ المتلذذون ولا تنعم المتنعمون بمثل حب الله وذكر الله.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال حدثنا ابن السماك، قال حدثنا الحسين بن عمرو، قال سمعت بشر بن الحارث يقول: إذا صعد الملكان أو قال الملك، بعمل العبد، قال الله انظروا فإن كان في أوله ذكر، وفي آخر ذكر، فدعوا له ما بينهما.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا علي بن رستم، قال حدثنا محمد بن محمد بن صخر، قال حدثنا سليمان بن حرب، قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت، قال أتينا أنس بن مالك يوماً فإذا هو شاك، فقال ما أراه يأذن لكم، فخرج فتحدث فقال: إني أكون شاكياً، فإذا اجتمعنا وذكرنا الله تعالى، كأني أجده أهون علي. أخر الأمالي في الأصل. ولما أملى رحمه الله هذا المجلس وهذا الخبر الأخير، كان شاكياً فبقى بعده رحمه الله تعالى، إلى يوم السبت الخامس عشر من ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وأربعمائة، وكانت وفاته في هذا اليوم وصلى الله عليه الشيخ الإمام الحسين بن علي بن إسحاق القرادي ودفن في دار أخته التي جعلتها خانقاه بالري في سكة القوانين، وكان مولده رحمه الله تعالى، سنة ثنتي عشرة وأربعمائة رحمه الله ونور قبره ورفع في دار السلام درجته، ولقد جمع في هذه الأمالي، محاسن أخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعيونها، ورواها بأسانيد صحيحة عند علماء هذا الشأن، وقيد المواضع المشتبهة بتقييدات لا تكاد توجد في موضع، وزينها بالغرر والدرر من الأحاديث المروية، عن أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. والحمد لله رب العالمين.

 

الحديث الثاني عشر

فضل الصوم

وفضل صيام شهر رمضان وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني، أسعده الله يرويه عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن يعقوب بن سورة البغدادي، قال حدثنا محمد بن بكار، قال حدثنا الهياج بن بسطام، قال حدثنا عباد عن نافع عن أبي مسعود الغفاري، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، وقد أهل شهر رمضان يقول: "لو يعلم العباد ما في شهر رمضان، لتمنى العباد أن يكون شهر رمضان سنة، فقال رجل من خزاعة: يا نبي الله حدثنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الجنة لتزين لشهر رمضان، من رأس الحول إلى رأس الحول، حتى إذا كان أول ليلة هبت ريح من تحت العرش، فصفقت ورق شجر الجنة، فنظر الحور العين إلى ذلك فقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا، وما من عبد صام رمضان إلا زوجه الله زوجة في كل يوم من الحور العين، في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله به الحور المقصورات في الخيام على كل امرأة منهن سبعون حلة، ليس منها حلة على لون الأخرى، ويعطى سبعون لوناً من الطيب، ليس منه لون يشبه الآخر وكل امرأة منهن على سرير من ياقوت، موشح بالدر على سبعين فراشاً بطائنها من استبرق، وفوق السبعين فراشاً، سبعون أريكة، ولكل امرأة منهن سبعون وصيفة لخدمتها، وسبعون وصيفة للقيا زوجها مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون من الطعام، تجد لآخره من اللذة مثل ما تجد لأوله، ويعطى زوجها مثل ذلك، على سرير من ياقوتة حمراء عليه سوار من ذهب، موشح بالياقوت الأحمر هذا لكل يوم صامه من شهر رمضان، سوى ما عمل من الحسنات".

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام رضي الله عنه يوم الخميس السادس والعشرين من شهر الله الأصم رجب إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن داود المكي، قال حدثنا يزيد بن موهب الرملي، قال حدثنا ابن وهب، قال حدثني الحارث بن نبهان عن عبد الواحد بن زيد عن عبادة بن نسي قال: دخلت على شداد بن أوس وهو يبكي، فقال حديثان سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال فقلت: وما هما؟ قال: دخلت على

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فرأيت في وجهه شيئاً ساءني، قلت: يا رسول الله ما هذا الذي أرى في وجهك، قال أمران أتخوفهما على أمتي من بعدي، الشرك والشهوة الخفية، أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً، ولا حجراً ولا وثناً، ولكنهم يراءون بأعمالهم، قلت: يا رسول الله: أشرك ذلك؟ قال نعم، قلت وما الشهوة الخفية، قال: يصبح العبد صائماً، فتعرض له شهوة من شهواته، فيواقعها ويدع صومه.

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي قراءة عليه، قال حدثنا محمد بن يونس القرشي، قال حدثنا عون بن عمارة، قال حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصائم بالخيار ما بينه وبين نصف النهار".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم الحارمي البخاري قدم علينا، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب الحافظ، قال حدثنا محمد بن علي بن المهدي العطار الكوفي، قال حدثنا محمد بن حماد بن زيد الحارثي، قال حدثنا عابد بن حبيب عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رجب شهر عظيم، تضاعف فيه الحسنات، ما لا تضاعف في غيره".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي شيخ الصوفية بأصفهان قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلام الطحاوي، قال أخبرنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال وأخبرنا سفيان بن عيينة، قال حدثنا ابن عجلان، عن سعيد عن أبي هريرة وعن أبي الزناد.

عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ شاتمه فليقل إني صائم". وزاد أبو الزناد، وإذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل إني صائم.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه من أصل سماعه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد بن جعفر بن محمد بن عاصم الأنصاري الدمشقي، قال حدثنا هشام، قال حدثنا شعيب، قال

حدثنا سعيد عن قتادة، عن ابن غيلان ابن جرير عن عبد الله بن معبد الرماني عن أبي قتادة: أن أعرابياً سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن صومه كيف يصوم، أو قال ما صومه، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكرر قوله مراراً، فلما ذهب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الغضب قال عمر يا رسول الله: رجل يصوم الدهر كله، قال لا صام ولا أفطر، أو قال ما صام ولا أفطر، فقال يا رسول الله: فصيام ثلاثة أيام من كل شهر، قال: ذاك صوم الدهر كله، قال صوم بعض يوم وإفطار يوم؟ قال ومن يطيق ذلك، قال صوم يوم وإفطار يوم؟ قال ذلك صوم أخي داود عليه السلام، فإنه نبي الله عليه السلام، قال صوم الاثنين؟ قال ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي فيه، قال صوم عرفة؟ قال يكفر السيئة وما قبلها، قال صوم عاشوراء؟ قال يكفر السنة.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن سالم، قال حدثنا علي بن سعيد الرقي، قال حدثنا القاضي أبو القاسم، قال وحدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد الزجاج الشاهد النبيل، قال حدثنا أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال، قال حدثنا علي بن سعيد الشامي، قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب عن مضر عن شهر عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة، كتب الله له صيام ستين شهراً، وهو يوم غد يرخم. لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن، فأنزل الله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم" ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب الله له صيام ستين شهراً، وهو أول يوم هبط جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله العطار إملاء يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى الآخرة من سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن محمد الأصفهاني، قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصفهاني، قال حدثنا إسماعيل بن

عمر البجلي، قال حدثنا داود الزبرقان عن شعيب عن ثابت عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا قرب إلى أحدكم طعام، وهو صائم فليقل باسم الله، والحمد لله، اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، سبحانك وبحمدك، تقبله مني إنك أنت السميع العليم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عبدان، قال حدثنا زيد بن الحريش، قال حدثنا أبو همام عن هدية بن المنهال عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أبي هريرة، قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وآله وسلم، بثلاث ونهاني عن ثلاث، أمرني بالوتر قبل النوم، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الفجر ونهاني من أن أقعى إقعاء القرد، وأن أنقر نقر الديك، وأن ألتفت التفات الثعلب.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في قصره بالطريفي الكبير، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الحاركي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن حيان المازني، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا بشر، قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه، قال كنت جالساً مع عمر بن الخطاب، فجاء رجل من أهل الشام، فسأله عن أهل الشام فألطف له المسألة، فكأن فيما سأله عنه، قال يعجلون الفطر، قال لن تزالوا بخير ما عجلتم الفطر، ولن ينطعوا بنطع أهل العراق، قال السيد التنطع: التعمق في الكلام وغيره.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن راشد بن يزيد المديني سنة تسعين ومائتين، وكان من المعمرين، قال حدثنا أبو داود، قال حدثنا شعبة عن الأعمش عن سعيد بن جبير، قال: لأن تختلف الخناجر في صدري أحب إلي من أن أصبح صائماً ثم أفطر.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب، قال حدثنا محمد بن جرير بن زيد الطبري، قال حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال حدثنا عبد الله بن بكير وبشر بن عمارة عن محمد بن سوقة عن العلاء ابن عبد الرحمن، قال حدثني شيخ أن رجلاً قام إلى

علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن الإيمان؟ قال إن الإيمان على أربع دعائم على الصبر واليقين والعدل والجهاد، فالصبر منها على أربع شعب على الشوق والشفق والزهد والترقب، فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات، ومن ترقب الموت سارع إلى الخيرات. واليقين على أربع شعب، على تبصره الفطنة، وتأويل الحكمة، وموعظة العبرة، وسنة الأولين. والعدل. فمن تبصر الفطنة تأول الحكمة ومن أول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين. والعدل على أربع شعب: على غائص الفهم وغيرة العلم وزهرة الحكم وروضة الحلم، فمن فهم فسر جميع العلم، ومن علم عرف شرائع الحكم، ومن حلم عاش في الناس ولم يفرط أمره. والجهاد على أربع شعب: على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في المواطن وشنآن الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن، ومن نهى عن المنكر أرغم المنافق، ومن صدق في المواطن قضى ما عليه، ومن شنئ الفاسقين غضب لله عز وجل وغضب الله عز وجل له، فقام إليه رجل فقبل رأسه فقال له: أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما.

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي قراءة عليه، قال حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن زنجي الكاتب، قال أخبرنا أبو بكر بن دريد، قال أخبرنا أبو الحسن -يعني ابن الخضر، عن أبيه، قال أخبرني رجل، قال دخلت على العباس بن خريمة في مرضه الذي مات فيه فرأيته قد جزع جزعاً شديداً فقلت له: ما هذا الجزع؟ الذي أرى بك، فبكى ثم أنشأ يقول: إن ذكرت الموت أبدى جزعي=ولمثل الموت أبدي الجزعا وله كأس بنا دائرة=مزجت بالصاب منه السلعا كل حي سوف تسقيه وإن=مد في العيشة منها جزعا من الحكايات للشيخ أبي المعالي محمد بن علي العقيلي لنفسه: إذا اخضر عيشي لم أبالي بعارضي=أبيضه الأيام أم دام أسودا فما كل بدء الشيب يهلك عاجلاً=وليس الذي يعطى الشباب مخلدا

فكم طاعن في السن عمر بعده=وكم من رضيع الثدي عاجله الردى توخ جميل الذكر فهو مؤبد=وخير نعيم ما يدوم مؤبدا ولبعضهم: أما ترى الدهر وأيامه=في العمر مثل النار في الشيح يمر مر الريح ما في يدي=من مرة شيء سوى الربح قيل إن أبا شعيب صاحب دوارد، قال قلت لأبي العتاهية: القرآن عندك مخلوق، أم غير مخلوق؟ فقال: سألتني عن الله أو عن غير الله، قلت عن غير الله، فأمسك، فأعدت عليه فأجابني هذا الجواب، حتى فعل ذلك مراراً، فقلت له ما لك لا تجيبني، فقال قد أجبتك ولكنك حمار.

"وبه" قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، إملاء من لفظه يوم الخميس الثالث من شهر شعبان سنة أربع وسبعين، قال أخبرنا أبو طالب عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي شيخ الصوفية بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال اخبرنا إسحاق ابن إبراهيم بن جميل، قال حدثنا أحمد بن سيار المروزي، قال حدثنا محمد بن مصفى الحمصي، قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال حدثنا سيف بن محمد عن ضرار بن عمرو عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك في زكاة أموالهم فقووا بها الضعيف والمسكين على صيام شهر رمضان، ودعا المسلمون مملوكيهم فحطوا عنهم ضرائب شهر رمضان، ودعت الولاة أهل السجون، فمن كان عليه حد أقاموا عليه، وإلا خلوا سبيله، حتى إذا نظر المسلمون إلى شهر رمضان اغتسلوا واعتكفوا، وبعث الله عز وجل ملائكة في أول ليلة من شهر رمضان فغلوا فيه أعقار الجن، وفتحت فيه أبواب السماء، وأغلقوا أبواب النار وبسط فيه الرزق للعباد، ورفع فيه العذاب عن أهل القبور، فمن صام يوماً من شهر رمضان تباعد من النار مسير مائة عام، ومن قام ليلة من شهر رمضان كان له مثل أجر ليلة القدر، ومن قام ليلة القدر كانت صلاة ليلته تلك ثلاثة وثمانين سنة وأربعة أشهر يعني عبادة، وكان المسلمون أما النهار فصيام وتسبيح وصدقة وأما الليل فتلاوة الوحي والسجود والقيام.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق البندار بقراءتي عليه من أصله، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا إبراهيم بن

عبد الله البصري، قال حدثنا عمرو بن مرزوق، قال أخبرنا عمران، قال سمعت الحسن قال: انظروا في هلال شعبان لرمضان فإن ذلك كان يستحب.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن علي بن إسماعيل الرازي، قال حدثنا عمر بن علي بن أبي بكر الرازي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عمر بن محمد عن أبي حازم عن سهل بن سعد، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يصوم حتى يقال لا يفطر، ويفطر حتى يقال لا يصوم، وكان أكثر صومه في شعبان.

"وبه" قال حدثنا أبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي المؤدب المعروف بأبي حنيفة من لفظه وأصله ببغداد، قال حدثنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الحريري إملاء، قال حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن منصور عن سالم عن أبي الجعد عن أبي سلمة عن أم سلمة، رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، صام شهرين متتابعين إلا أنه كان يصل شعبان برمضان.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني. قال حدثنا الشافعي، قال حدثنا سفيان عن ابن أبي لبيد، قال سمعت أبا سلمة يقول: دخلت على عائشة فقلت: أي أمه أخبريني عن صيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم حتى نقول قد صام، ويفطر حتى نقول قد أفطر، وما رأيته صام في شهر قط أكثر من صيامه في شعبان، كان يصومه كله بل كان يصومه إلا قليلاً.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال حدثنا عبد الله بن محمد النيسابوري، قال حدثنا بحر بن نصر، قال حدثنا عبد الله بن وهب، قال حدثني معاوية عن صالح عن أزهر بن سعيد عن أمه أنها كانت تصوم رجب، فقالت ودخلت على عائشة فذكرت لها أنها تصوم رجب، فقالت عائشة: إن كنت صائمة شهراً لا محالة، فصومي شعبان فإن فيه الفضل، قالت:

ذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناس يصومون رجباً، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فإين هم عن صيام شعبان".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن يحيى بن زمويه البكا المتوتى قراءة عليه في مسجد الحي بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الأسفاطي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد -يعني أبا بكر، قال حدثنا محمد بن عبد الملك، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال حدثنا صدقة صاحب الرفيق، عن ثابت عن أنس، قال سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي الصيام أفضل؟ فقال: "صوم شعبان تعظيماً لرمضان، قيل فأي الصدقة أفضل؟ فقال: صدقة في رمضان".

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا محمد بن يونس بن موسى، قال حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان العنبري، قال حدثنا عبد الرحمن بن حصين الهيالي عن عمرو بن دينار عن عبيد الزرقي عن أبيه وكان من أصحاب الشجرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى الهلال قال: "اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة ربي وربك الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، قال حدثنا عياش بن الوليد الرقام "ح" قال السيد وأخبرناه ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا عبدان بن أحمد، قال حدثنا أزهر ابن مروان الرقاشي، قال حدثنا عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن جري بن كليب عن بشير بن الخصاصية قال حدثنا أصحابنا عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يروى عن ربه: "الصوم جنة يجتن بها عبدي من النار، والصوم لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشهوته من أجلي، والذي نفسي بيده، لخلوف فم الصائم عند الله يوم القيامة أطيب من ريح المسك".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن سنبك البجلي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال

حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يوماً في سبيل الله صرف الله به وجهه عن النار، وأدخله الجنة يأكل من ثمارها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا بهلول بن إسحاق الأنباري، قال حدثنا سعيد بن منصور عن مهدي بن ميمون عن غيلان عن مطرف، قال: عقول الناس على قدر زمانهم.

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا أبو محمد، قال حدثنا الظهراني، قال حدثنا عبيد الله بن الجهم، قال حدثنا ضمرة عن السري عن يحيى قال: قال معاوية لعلي بن حاتم صف لنا زماننا؟ قال: عدلك جور قوم قد مضوا، وجورك عدل قوم ما أتوا.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني، قال حدثنا الباغندي -يعني محمد بن محمد بن سليمان، قال حدثنا محمد بن حميد، قال حدثنا الحكم بن بشير، قال حدثنا عمرو بن قيس يعني الملائي قال: قال إبليس ثلاث من كن فيه ظفرت به أو قال أدركت منه حاجتي من استكثر عمله، ونسي ذنوبه، وأعجب برأيه.

"وبه" قال أنشدنا علي بن محمد بن حبيب البصري الشافعي بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن المعلى ابن عبد الله بن خلف الأزدي بالبصرة، قال أنشدتنا فتيحه مولاة العباس بن الحسن قالت: أنشدنا أبو بكر العلاف لنفسه: كأنك بالمصر الكائن=وجسمك في صورة البائن وقد صرت من أجل خادع=كذوب إلى أجل خائن وقام الذي صنته نزهة=بحث على نقله الصائن فمن ناقلين إلى غاسل=إلى حاملين إلى دافن فلما انتهيت بدار البلى=حصلت على العمل الراهن وقد كنت تسكن في ظاهر=فأصبحت تسكن في باطن

ستترك بيتاً وثيق البنا=إلى بيتك المظلم الواهن وداراً يعيش بها الساكنو_ن إلى منزل البيت الساكن فلا يغبنن امرؤ نفسه=فويل من الغبن للساكن "وبه" قال حدثنا أبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسين بن محمد الملحمي المؤدب يعرف بأبي حنيفة من لفظه وأصله، قال حدثنا أبو الفرج المعافى بن زكريا بن طرازه الحريري إملاء، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي إملاء من لفظه في يوم السبت لليلة خلت من المحرم سنة سبع عشرة وثلاثمائة سنة، قال حدثنا أبو الأشعث، قال حدثنا نوح بن قيس، قال حدثنا نصر بن علي عن النضر بن شيبان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال قلت له: ألا تحدثنا حديثاً سمعته من أبيك، سمعه أبوك من نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال بلى؟ أقبل شهر رمضان فقال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن رمضان شهر افترض الله عز وجل صيامه، وإني سننت للمسلمين قيامه، فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه، كيوم ولدته أمه".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل الأزرق، قال أخبرنا أبو سهل بن زياد، قال حدثنا الحسن بن علي بن شبيب، قال سمعت سويد بن سعيد، قال حدثنا مروان بن معاوية عن محمد بن أبي قيس عن عبادة بن نسي عن جنادة بن أبي آمنة عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال يوماً وحضر شهر رمضان: "أتى شهور رمضان، شهر بركة وخير، يغشيكم الله فيه الرحمة ويحط فيه الخطايا ويستجاب فيه الدعاء، ينظر الله فيه إلى تنافسكم وتباهيكم فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقى كل الشقى من حرم فيه رحمة الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، قال حدثنا حرملة بن يحيى "ح" قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص المصري، قال حدثنا أبي، قالا حدثنا ابن وهب، قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن يزيد مولى سلمة عن سلمة بن الأكوع، قال كنا في رمضان في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من شاء صام ومن شاء أفطر وافتدى بطعام

مسكين حتى نزلت هذه الآية: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي مكشوف الرأس شيخ الصوفية بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن القمري بانتقا أبي نعيم الحافظ، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم، قال حدثنا هشام بن عمارة، قال حدثنا سلام بن سوار، قال حدثنا مسلمة بن الصلت عن الزهري عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أول شهر رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقري، قال أخبرنا أبو يعلى -يعني أحمد بن علي المثنى الموصلي، قال حدثنا موسى بن حيان، قال حدثنا عبد الله بن عمرو، قال حدثنا سليمان بن أبي سفيان المديني، قال حدثني بلال بن يحيى بن طلحة عن أبيه عن جده طلحة بن عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا رأى الهلال قال: "اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلام والإسلام ربي وربك الله".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحزقي المقري، قال حدثنا جعفر بن محمد الغرياني، قال حدثنا محمد بن منجاب بن الحارث، قال حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السايب عن عرفجة السلمي، قال: كنا في بيت عقبة ابن فرقد السلمي فأنشأ يحدثنا عن رمضان، فاستأذن رجل عليه فإذا هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأذن له، فلما رآه عقبة قال له عقبة: يا فلان أو يا أبا فلان حدثنا حديثاً مما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رمضان، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إذا كان رمضان صفدت الشياطين وغلقت أبواب جهنم وفتحت أبواب الجنة ونادى مناد كل ليلة يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر أقصر حتى يقنضي رمضان".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، قال حدثنا القاضي أبو محمد يوسف بن يعقوب، قال حدثنا محمد بن كثير العبدي، قال حدثنا سفيان الثوري عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن زيد بن خالد

الجهني، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من جهز حاجاً أو جهز غازياً أو خلفه في أهله أو فطر صائماً، كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء يوم الجمعة المنصف من شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثنا محمد بن عباد المكي، قال حدثنا حاتم -يعني ابن إسماعيل التبان، عن كثير بن زيد عن عمرو بن تميم عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "قد أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ما دخل على المؤمنين شهر خير لهم منه وما دخل على المنافقين شهر شر لهم منه".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن علي الأبار، قال حدثنا مسدد وجلف بن هشام ونعيم بن الهيصم، قالوا حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحرني بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب الإمام الدقاق، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال أخبرنا ابن المبارك، قال أخبرنا حريز بن عثمان عن حبيب بن عبيد الرحبي، قال: تعلموا العلم واعقلوه وانتفعوا به ولا تعلموه لتجملوا به، فإنه يوشك إن طال بكم العمر أن يتجمل بالعلم كما يتجمل الرجل بثوبه.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري الفقيه الشافعي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الفرح المعافى بن زكريا أبو طرازه، قال حدثنا محمد بن مخلد، قال سمعت إسحاق بن إبراهيم الأديب، وكان صاحب أدب يقول قرأت على قبر أبي العتاهية: أذن حي تسمعني=ثم عي ثم عي وعي أنا رهن بمصرعي=فاحذري مثل مصرعي عشت سبعين حجة=ثم فارقت مضجعي ليس زادي سوى التقى=فخذي منه أو دعي

"وبه" قال سمعت القاضي أبا القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي يقول، أنشدنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن القاسم الجرجاني الأزرق لقاضي القضاة أبي محمد بن أحمد بن معروف ومجلسه غاص بالناس للعلوي الحماني: لمن ابني لمن اسم المطايا=لمن استطرف الشيء الجديدا إذا ما صار إخواني رفاتاً=وأسلمني بنو زمني وحيدا أعاشر معشراً لهم شكول=وأشكالي قد اعتنقوا اللحودا فكتبها قاضي القضاة بخطه على ظهر تقويمه، فلم يزل يسأل عنها وينشدها إلى أن مات فلقيته يوماً بالقرب من داره فبدأني بنشيدها قبل أن يسلم علي فقلت: ما هذا؟ فقال: علمت أنك قصدتني تسألني عنها فقلت: هو كما وقع لك وسلم بعضنا على بعض.

"وبه" قال أنشدنا أبو طالب محمد بن علي بن إبراهيم البيضاوي، قال أنشدنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان البزاز، قال أنشدنا أبو بكر محمد بن مرثد بن محمود الخزاعي، قال أنشدنا الزبير بن بكار، قال وجدت هذه الأبيات في كتاب محرز بن جعفر مولى أبي هريرة لعمرو بن جرثومة النهدي: لا يغرنك يوم من غد=إن صرف الدهر يفنى ويهيب ساد ذا الصغر على غرته=وإذا درت لبون فاحتلب ليس بالصافي وإن صفيته=عيش من يصبح نصباً للريب كم رأينا ملكاً في مأمن=قلب الدهر عناه فانقلب وأبو قابوس في أزمانه=لعب الدهر به تلك اللعب فارقب الدهر فإني راقب=عقب الدهر وللدهر عقب "وبه" قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله إملاء من لفظه يوم الخميس التاسع من شهر الله المبارك، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا يحيى بن عثمان بن أبي صالح، قال حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال أخبرنا أبو غسان محمد بن مطرف، قال حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد، قال: لما نزلت هذه الآية "وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ولم ينزل من الفجر، فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط

الأسود والخيط الأبيض، فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له أيهما، فأنزل الله بعد ذلك "من الفجر" فعلموا إني يعني بذلك الليل والنهار.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد الله السراج، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن موسى السوابيطي، قال حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، قال حدثنا قبيصة، قال حدثنا سلام الطويل عن زناد ميمون عن أنس بن مالك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله ليس بتارك أحداً من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان إلا غفر له".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا أبو أيوب سليمان بن عيسى الجوهري، قال حدثنا سعيد بن محمد بن أيوب، قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله أبو وهب القرشي، قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة وعلي بن يزيد عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم من شعبان وأول يوم من رمضان، فقال: "أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك فيه ليلة خير من ألف شهر، افترض الله عز وجل صيامه وجعل قيامه تطوعاً، فمن تطوع خيراً كان حظه من ذلك الخير كمن أدى سبعين سنة، وهو شهر الصبر والمواساة ويزاد في رزق المؤمن فيه، من فطر صائماً كان له كعتق رقبة ومغفرة لذنوبه ودخول الجنة وسقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ في الدنيا ولا في الآخرة، ومن خفف على مملوكه أعتقه الله من النار، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. فقيل يا رسول الله: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم، قال: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة، ومن أشبع جائعاً كان له مغفرة لذنوبه وسقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها أبداً في الدنيا والآخرة، وهو شهر لا غنى بكم عن أربع خصال، خصلتان ترضون بهما ربكم وخصلتان لا غنى بكم عنهما، أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتستغفرونه بالليل والنهار، وأما الخصلتان اللتان لا غنى لكم عنهما، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتستعيذون بالله من النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد القاسم بن الحسين بن محمد المتوتي البقال يعرف بابن كبارى

قراءة عليه في جامع البصرة، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد البحتري، قال حدثنا أبو علي محمد بن يوسف، قال حدثنا أحمد بن عمرو البزاز، قال حدثنا علي بن المنذر، قال حدثنا محمد بن فضيل، قال حدثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة البغدادي بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف البغدادي الكاتب إملاء بالبصرة، قال حدثنا يحيى بن محمد مولى المنصور، قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال حدثنا عبد الله بن المبارك، قال حدثنا سفيان عن حصين عن معاذ بن جبل، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أفطر قال: "اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت"، وكان الربيع بن خيثم يقول: الحمد لله الذي أعانني فصمت، ورزقني فأفطرت.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا ابن أبي عاصم، قال حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري، قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كان رجلان من حي قضاعة أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استشهد أحدهما وأخر الآخر بعده سنة، قال طلحة بن عبيد الله فأرأيت الجنة فرأيت المؤخر منها قبل المستشهد، فعجبت فأصبحت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أليس قد صام شهر رمضان وصلى بعده ألف ركعة، وكذا وكذا لصلاة السنة".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار، قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا المصري، قال حدثنا شيبان بن فروخ، قال حدثنا نافع بن عبد الله عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو أذن الله للسموات والأرض أن يتكلما لقالتا الجنة لمن صام شهر رمضان".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان الطبري، قال

حدثنا يوسف القاضي، قال حدثنا محمد بن كثير، قال حدثنا سفيان عن أبي ليلى عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من فطر صائماً كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن زبرك بقراءتي عليه بهمذان، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن بركان الخفاق، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي دارم الكوفي، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن شجاع، قال حدثنا علي بن خرب الطائي، قال حدثنا أبو داوود الحفري عن ابن السماك عن الأشعث، قال دخلت على زياد الرقاشي، فقال لي يا أشعث: تعال نبك على الماء البارد، يوم الظمأ، قال: وجعل يقول: سبق العباد وقطع بي والهفاه. قال: وقد صام اثنتين وأربعين سنة.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن شيطا المقري البزار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد المؤدب، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكواكبي، قال حدثنا علي بن حرب بن محمد، قال حدثنا أبو عبد الله الرازي، قال حدثنا محمد بن خالد بن إبراهيم بن سليمان السكوتي، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن محمد بن عبيد الله عن جده، قال كان شاب يختلف إلى ابن عباس رضي الله عنه، فيدنيه ويقربه، فقيل له إنك تدني هذا وهو شاب سوء يأتي القبور وينبشها ويسلب الموتى، فقال لا أصدق هذا حتى أراه بعيني، قالوا: فوعدنا موعداً نريكه، فوعدهم ابن عباس المقابر، فخرجوا فاختفوا في ناحية منها، فلما كان هوى من الليل إذا الشاب قد أقبل يتخلل القبور حتى أتى قبراً قد حفر وسوى لخده فاضطجع فيه، ثم أقبل ينادي: يا ويلي إذا دخلت لحدي وحدي، ونطقت الأرض تحتي، فقالت لا مرحباً بك ولا أهلاً قد كنت أبغضك وأنت على ظهري، فكيف قد صرت في بطني، يا ويلي إذا خرجت من لحدي وحدي حاملاً وزري على عنقي، وقد يبرأ مني أمي وأبي وزوجتي ومن له سعيي من ولدي وأسلموني إلى من بالحساب يجري، يا ويلي إذا نظرت إلى الأنبياء وقوف والملائكة صفوف كل ينادي نفسي نفسي فمن عذاب غد من يخصلني ومن المظلومين من سينقذني، ومن أهوال يوم القيامة من يؤمني، وعلى الصراط من يثبت قدمي، عصيت من ليس له بأهل أن يعصى، عاهدت ربي مرة بعد أخرى فلم يجد عندي صدقاً ولا وفاء، فأقبل ابن عباس حتى وقف على شفير القبر وقال: نعم

النباش، ما أنبشك للذنوب والخطايا فنهض الشاب من القبر فعانقه ابن عباس وتفرقوا.

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أنشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن محمد بن نصر المخزومي المعروف بالببغا لنفسه: ولقد صحبت الدهر صحبة عارف=متعود لصلاحه وفساده وخبرته فرأيت ذنبي عنده=فضلي وأعجزني دواء عناده ومن البلية أن تداوي حقد من=نعم الإله عليك من أحقاده "وبه" قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء يوم الخميس السادس عشر من شهر الله المبارك رمضان سنة أربع وسبعين، قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي إملاء، قال أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرفي المقري، قال حدثنا جعفر بن محمد الغرياني، قال حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، قال حدثنا علي بن الحسن بن شقيق عن حسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لله عند كل فطر عتقاء من النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن علي الخزاعي، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا عمرو بن حمزة أبو أسيد القتيبي، قال حدثنا خلف أبو الربيع وهو إمام مسجد أبي عروبة عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لما حضره رمضان ماذا تستقبلون وماذا يستقبلكم قالها ثلاثاً، فقال عمر يا رسول الله؟ أوحى نزل أم عزو حضر، قال لا ولكن الله تبارك وتعالى يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة، قال وفي ناحية القوم رجل فهز رأسه ويقول: بخ بخ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كأنه ضاق صدرك لما سمعت، قال لا ولكن ذكرت المنافقين، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن المنافق كافر وليس للكافر في هذا شيء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثني أبي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "من صام

رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، قال أبي: سمعته من سفيان أربع مرات، قال: من صام رمضان وقال مرة من قام رمضان.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري عن عبد الرزاق عن التوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، قال حدثنا عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خراش، قال حدثنا محمد بن صبيح عن عمرو بن أيوب عن مضاد بن عقبة عن مقابل بن حيان عن عمرو بن مرة، عن عبد الوارث الأنصاري، قال سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أفطر يوماً من شهر رمضان من غير رخصة ولا عذر كان عليه أن يصوم ثلاثين يوماً، ومن أفطر يومين كان عليه أن يصوم ستين يوماً، ومن أفطر ثلاثة أيام كان عليه أن يصوم تسعين يوماً".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور عبد الواحد بن هبيرة بن عبد الملك العجلي القزويني نزيل همذان بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح المقري، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عيد بن عامر السمرقندي، قال أخبرنا حيان، قال أخبرنا ابن المبارك عن يحيى بن عبد الله، قال حدثني أبي يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد سهل بن أحمد بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليه السلام، قال قال

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "شعبان شهري وشهر رمضان شهركم وهو ربيع الفقراء وإنما جعل الله تعالى هذه الأضحية ليشبع فيه مساكينكم من اللحم فأطعموهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان الطبراني، قال حدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي، قال حدثنا سهل بن عثمان، قال حدثنا عبد الله بن جعفر عن أبي حازم عن سهل بن سعد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن في الجنة باباً يقال له الريان، يقال يوم القيامة أين الصائمون؟ هل لكم إلى الريان؟ من دخل منه لم يظمأ أبداً فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم، أغلق فلم يدخل منه أحد غيرهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن إبراهيم -يعني ابن شبيب، قال حدثنا إسماعيل -يعني البجلي، قال حدثنا أبو مريم، قال حدثنا الحكم عن مجاهد عن ابن عباس قال: سافر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رمضان فصام وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا محمد بن أحمد الأثرم المقري بالبصرة، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك، قال حدثنا الحسين بن علوان، قال حدثنا جعفر بن محمد عليهما السلام عن أبيه قال: "من قرأ ليلة النصف من شهر رمضان، قال هو الله أحد ألف مرة في مائة ركعة، في كل ركعة عشر مرات، لم يمت حتى يرى في منامه مائة من الملائكة ثلاثين يبشرونه بالجنة وثلاثين يؤمنونه من النار، وثلاثين يعصمونه أن يخطئ والعشرة الباقية يكتبون له أعداءه".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي الحسني البطحاني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا أبو الحسين بن محمد قراءة عليه، قال أخبرنا عبد العزيز، قال حدثنا محمد بن سهل، قال حدثنا جامع بن القاسم بن الحسن بن حيان، قال حدثني جدي الحسن بن حيان، قال حدثنا حسين ابن علوان، قال حدثني قاسم بن الأسبغ بن نباته، قال سمعت الإمام الشهيد أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام يقول: "الذين هم في صلاتهم خاشعون" قال: الخشوع في القلب، إذا خشع القلب خشعت النفس، وإذا أشر القلب أشرت

النفس.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن سبطا المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن محمد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن جعفر بن القاسم الكوكبي، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الجنيد الحبلي، قال سمعت رجلاً من البكائين النواحين يقول: "واموتاه ليس من الموت منجى، كأني بالموت قد غاداني أو ماساناي وكأني عن قليل لا أزار ولا أوتى، وكأني عن قليل أودع الدين والدنيا، وكأني عن قليل أتخذ القبر بيتاً، واللحد متكأ، وكأني عن قليل أوسد بلبنة وأستر بأخرى، وكأني عن قليل أجاور أهل البلى، وكأني عن قليل أجاور قوماً جفاة، واغفلتاه واهولاه، أي الأهوال أتذكر، وأيها أنسى لو لم يكن إلا الموت وغصصه، وما بعد الموت أعظم وأوهى إسرافيل لو قد نادى فأسمع النداء فأزعجني غداً من ضيق لحدي وحيداً منفرداً متغير اللون شاخصاً بصري مقلداً عملي قد ألجمني عرقي، وتبرأ الخليفة مني، نعم وأمي وأبي، نعم ومن كان له كدي وسعيي، فبقيت في ظلم القيامة متحيراً فمن يقبل ندائي، ومن يؤمن روعتي، ومن يطلق لساني، إذا غيبني في التراب، ثم سألني عما أنت أعلم به مني، فإن قلت لم أفعل قلت ألم أكن شاهداً أرى، وإن قلت قد فعلت فأين المهرب من عدلك، فمن عدلك من يجيرني، ومن عذابك من ينجيني، يا ذخري وذخيرتي، وإن سألت غيرك لم يعطني، فرضاك قبل لقائك، ورضاك قبل نزول النار، يا لها من فظاعة ليلة بتها بين أهلي قد استوحشوا لمكاني عندهم وقد كانوا قبل يأنسون بقربي خمدت فما أجبت داعياً ولا باكياً حين يبكون، ميتاً بين أظهرهم مسجى: ما كان همتهم حين أصبحوا إلا غاسلاً، نزعوا خاتمي وجردوا عني ثيابي ووضوئي لغير صلاة حتى إذا فرغوا قالوا جففوه وقربوا أكفاناً فأدرجوني وأنا سطيح على أعواد المنايا إلى عسكر الموتى ينقلوني، مروا بي على الناس فكم ناظر متفكر، وآخر عن ذلك لاه، بكى أهلي وأيقنوا أنها غيبتي لا يرجون لقائي، نادوا باسمي فأسمعوا من حولي، ولم يسمعوني، ولقد عظم الذي إليه يحملوني، نزل قبري ثلاثة كأنهم بذحل يلطبوني فدليت في أضيق مضجع وصار الرأس تحته الثرى وبه وسدوني، فيارب ارحم غربتي وآنس وحشتي وبرد مضجعي ونور في القبور قبري.

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أنشدني أبو محمد

عبد الله بن محمد الباقي لنفسه: عجبت من معجب بصورته=وكان بالأمس نطفة مذره وفي غد بعد حسن هيئته=يصير في الأرض جيفة قذره وهل على عجبه نخوته=ما بين يومين يحمل العذره من الحكايات "وبه" قال قيل كان أبو العتاهية يختلف إلى عمرو بن مسعدة لود كان بينه وبين أخيه مجاشع، فاستأذن عليه يوماً فعجب، فلزم منزله، واستبطأه عمرو فكتب إليه: إن الكسل يمنعني من لقائك وكتب في أسفل رقعته: كسلني اليأس عنك فما=أرفع طرفي إليك من كسلي إني إذا رابني أخو ثقة=قطعت منه حبائل الأمل "وبه" قال: وقيل استأذن يوماً عليه فحجب عنه، فكتب إليه: مالك قد حلت عن إخائك واس_تبدلت يا عمرو شيعة كدره إني إذا أغلق الباب حاجته=لم يك عندي في هجره نظره لستم ترجون للوفاة ولا=يوم تكون السماء منفطره لكن الدنيا كالظل نهجتها=سريعة الانقضاء مشتمره قد كان وجهي لديك معرفة=فاليوم أضحى حرفاً من النكره "وبه" قال وقيل جاء أبو العتاهية إلى محمد بن الفضل الهاشمي فتحدثا ساعة، وجعل محمد يشكو إليه تخلف الضيعة وجفاء السلطان، فقال أبو العتاهية اكتب: كل على الدنيا له حرص=والحادثات إيابها حفص وكأن من واراه في جدث=لم يبد منه لناظر شخص تبقى من الدنيا زيادتها=وزيادة الدنيا هي النقص ليد المنية في تلطفها=عن زجر كل سفينة فحص "وبه" قال حدثنا السيد الإمام، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو القاسم بن الدلال الكوفي، قال حدثنا أبو بلال الأشعري، قال حدثنا قيس بن الربيع، عن عاصم

عن زيد عن عبد الله قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم الاثنين والخميس.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو علي بن إبراهيم، قال حدثنا يحيى بن مطرف، قال حدثنا أبو همام الدلال محمد بن مجيب، قال حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تفتح أبواب الجنة في كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل بينه وبين أخيه شحناً، فيقال انتظروا بهما حتى يصطلحا".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن حسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها الذين يصومون الأيام البيض".

"وبإسناده" قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام أيام من الشهر فقيل له أنت الصائم الشهر كله فقال نعم فقد صدق وقرأ "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا يوسف بن الحكم الخياط، قال حدثنا بشر بن الوليد، قال حدثنا سليمان بن داود عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأسلم عليه وأعوده من شكواه، ودخلت فسلمت عليه وفديته بأبي وأمي، فرأيته متسانداً إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، وعليه السلام واضع يده على صدره، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم باسط رجليه، فقال ادن يا أبا هريرة، فدنوت منه، ثم قال ادن فدنوت، ثم قال ادن فدنوت، ثم قال ادن فدنوت، حتى مست أصابع رجلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لي اجلس، فجلست، فقال أعطني طرف ثوبك، فناولته فأمسكه بيده ثم قال يا أبا هريرة: أوصيك بخصال أربع لا تدعهن ما بقيت، فقلت أوصني فداك أبي وأمي: فقال أوصيت بالغسل يوم الجمعة والبكور إليها، ولا

تلغوا ولا تلهوا، أوصيك بثلاثة أيام من كل شهر فإنه صوم الدهر، أوصيك بالوتر قبل النوم، وأصيك بركعتي الفجر فصلهما إن صليت الليل كله، فإن فيهما الرغب ضم ثوبك: فقلت يا رسول الله: أسر هذا أم أعلمنه؟ قال: أعلنه ثلاث مرات.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال أخبرنا إسماعيل بن يحيى المدني، قال حدثنا الشافعي، قال حدثنا سفيان بن عينية، عن طلحة بن يحيى عن عمته عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت إنا خبأنا لك حيساً، فقال أما إني كنت أريد الصوم ولكن قريبه سأصوم يوماً مكانه.

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا هوذة بن خليفة، قال حدثنا عوف عن محمد بن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "خلوف فم الصائب أطيب عند الله من ريح المسك، قال قال ربكم عز وجل: عبدي ترك شهوته وطعامه وشرابه ابتغاء مرضاتي، والصوم لي وأنا أجزي به".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عمر بن إبراهيم البغدادي، ومحمد بن أحمد بن خيثمة، قالا حدثنا محمد بن علي بن أبي خلف العطار، قال حدثنا سهل بن عامر عن أبي بكر بن عياش عن مغيرة، عن إبرهيم عن علقمة عن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يا معشرة الشباب عليكم بالباءة فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر، فمن لم يقدر على ذلك فإن له وجاء فعليه بالصوم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الهمداني من لفظه وكتابه في المسجد الحرام حرسه الله بباب الندوة، قال حدثنا عبد السلام بن محمد بن أبي موسى، قال حدثنا أحمد بن علي بن عمر، قال حدثنا محمد بن علي الأنصاري، قال حدثنا هشام بن خالد الأزرق، قال حدثني عبد العزيز بن أبي السائب، قال سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: الصائم القائم المصلي الحاج المعتمر الغازي من أغنى نفسه

عن الناس.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المبرزباني، قال حدثني أبو علي الحسين بن علي المرزبان النحوي، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي، قال قرأت هذه الأبيات على أبي العباس عمي الفضل بن محمد وسألته عن أشياء فيها، وذكر أنه قرأها على أبي المنهال عيينة بن المنهال. وقال حسان أيضاً: أعاذل غضى اللوم عني فإنني=أحب من الأخلاق ما كان أجملا ذريني وعلمي بالأمور وشيمتي=فما طائري فيها عليك بأخيلا أي فما طائري عليك بمشؤوم، والأخيل: طائر أخضر يكون في النواويس والبناء القديم يتشاءم به: إذا انصرفت نفسي عن الشيء مرة=فلست عليه آخر الدهر مقبلا ألم تعلمي أني أرى البخل سبة=وأبغض ذا اللونين والمتنقلا "وبه" قال حدثنا السيد الإمام في سادس شعبان سنة خمس إملاء من لفظه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إدريس عن جعفر العطار، قال حدثنا يزيد بن هارون "ح" وبه قال وأخبرنا أبو بكر قال وأخبرنا سليمان، قال وحدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، قال حدثنا خالد الذهبي، قالا حدثنا محمد بن إسحق عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله البرتي عن حذاقة الأزدي عن جنادة الأزدي قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نفر من الأزد يوم الجمعة، فدعانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى طعام بين يديه، فقلنا إنا صيام، فقال أصمتم أمس؟ قلنا لا، قال فتصومون غداً؟ قلنا لا، قال فافطروا، ثم قال لا تصوموا يوم الجمعة مفرداً.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن رستة، قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب الصيرفي، قال حدثنا إسحاق الأزرق، عن أبي حيان، عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء، قال قال رسول الله صلى الله عليه

وآله وسلم: "من صام يوماً لم يخرقه كتب له عشر حسنات".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن حسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قيل يا رسول الله: ما الذي يباعد الشيطان منا؟ قال: الصوم، ويسود وجهه ويكسر ظهره، والحب في الله والمواظبة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه.

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا همذان بن الهيثم، قال حدثنا الهيثم بن خالد، قال حدثنا ابن الطباع، قال حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يوماً في سبيل الله باعده الله من النار مسيرة خمسين خريفاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا أبو الجريش أحمد بن عيسى الكلابي، قال حدثنا أبو مصعب، قال حدثنا مسلم بن خالد، عن طريف بن الرقاع عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم شعبان كله، فقلت يا رسول الله رأيت أحب الشهور إليك أن تصومه شعبان، فقال إن الله تبارك وتعالى يكتب في شعبان حين يقسم من يمينه في تلك السنة، فأحب أن يأتي أجلي وأنا صائم.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الفضل الزهري قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا محمد بن الأصبغ بن الفرج، قال حدثنا أبي، قال حدثنا ابن وهب عمر بن الحارث، عن جعفر بن ربيعة عن الأسود بن العلاء عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم شعبان كله إلا أقله.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو

القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحق وعبد الله بن أحمد بن حنبل، قالا حدثنا داود بن رشيد، قال حدثنا سويد بن عبد العزيز عن يحيى بن الحارث عن القاسم، عن أبي أمامة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصل شعبان برمضان.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن يحيى بن زمويه المتوتي البكار قراءة عليه في مسجد الحي بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الأسفاطي، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعيد، قال حدثنا الحسن بن محمد الصباح والحسين بن علي بن الأسود، قالا حدثنا وكيع، قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال الله تبارك وتعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه من أجلي، وللصائم فرحتان فرحة غداً حين يلقى ربه وفرحة عند إفطاره، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل من ريح المسك، الصوم جنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا الوليد بن إبان، قال حدثنا علي بن الحسن، قال حدثنا زكريا بن نافع الأرسوقي، قال حدثنا عباد بن عباد الخواص، عن هشام بن الغاز عن نمير بن أويس عن جده ربيعة الجرشي قال قام في الناس يوماً فقال: "اتقوا الله في السرائر وما ترخى عليه الستور، ما بال أحدكم ينزل عن الخطيئة للنبطي يمر به والأمة من إمائه، والله تبارك وتعالى يقول: "أفمن هو قائم على كل نفس" ويحكم فأجلوا مقام الله عز وجل ما يؤمن أحدكم أن يمسخه قرداً أو خنزيراً بمعصيته إياه، فإذا هو جري في الدنيا وعقوبة في الآخرة، فقال رجل من القوم: والله الذي لا إله إلا هو ليكونن ذلك يا ربيعة، فنظر القوم من الحالف فإذا هو عبد الرحيم بن غنم.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير الصيرفي، قال حدثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، قال حدثنا أبو زيد الزراع بن عمرو أبي قلابة، قال حدثنا بدل بن المحبر اليربوعي، قال حدثنا شعبة عن أبيه إسحاق السبيعي قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام يتمثل شيء من الشعر:

وكن معدنا للحلم واصفح عن الأذى=فإنك راء ما عملت وسامع وأحبب إذا أحببت حباً مقارباً=فإنك لا تدري متى أنت نازع وأبغض إذا أبغضت بغضاً مقارباً=فإنك لا تدري متى الود راجع "وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم، قال أنشدني أبي لنفسه: أما للدهر من حكم رضى=يدال به الشريف من الدني فتستعلي الرؤوس على الذنابا=وينتصف الذكي من الغبي "وبه" قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني رحمه الله في يوم الخميس السابع من رجب سنة خمس إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن المبارك الصنعاني، قال حدثنا إسماعيل بن أويس، قال حدثني عبد الملك بن أبي قدامة الجمحي عن أبيه عن عمر بن حسين عن عائشة بنت قدامة بن مظعون، عن أبيها عن أخيه عثمان بن مظعون، أنه قال يا رسول الله: إني رجل تشق علي هذه الغربة في المغازي فتأذن لي يا رسول الله في الخصي فأختصي؟ قال لا، ولكن عليك يا بن مظعون بالصيام فإنها مجفرة.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر عن أبيه عن جده علي بن حسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "وكل الله ملائكة بالدعاء للصائمين".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح التميمي، قال حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال حدثنا الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال حدثنا علي بن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه

الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يوم الجمعة صبراً واحتساباً أعطي به عشرة أيام غراً زهراً لا تشاكل أيام الدنيا".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال حدثنا أحمد بن سليمان الرهاوي أبو سليمان، قال حدثنا موسى بن مروان، قال حدثنا يحيى بن سعيد عن هزيل بن عبد الله عن نمير بن عتبة، عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "كف اللسان عن أعراض الناس صيام".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال حدثنا زياد بن يحيى الحساني، قال حدثنا أبو عتاب الزلال قال حدثنا جرير بن أبو البجلي، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن -يعني ابن أبي ليلى، عن أبي إسحاق عن مسروق عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ما من عبد أصبح صائماً إلا فتحت له أبواب السماء وسبحت أعضاؤه واستغفر له أهل السماء إلى أن توارى بالحجاب، فإن صلى ركعة أو ركعتين تطوعاً أضاءت له السموات نوراً وقلن أزواجه من الحور العين: اللهم اقبضه إلينا فقد اشتقنا إلى رؤيته، فإن هلل أو سبح يكتبونها إلى أن توارى بالحجاب".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن عبد الوهاب بن محمد أبو طاهر الكاتب المعروف بابن الشاطر قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الختلي الحربي، قال حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال حدثنا الحسين بن علي بن مهران، قال حدثنا عبد الله بن هارون الغساني، عن حماد بن واقد عن حصين عن أبي الأحوص، قال: سمعت ابن مسعود يقول لمسروق يا مسروق أصبح يوم صومك دهيناً كحيلاً وإياك وعبوس الصائمين، وأجب دعوة من دعاك من أهل ملتك ما لم يظهر لك منه معزاف أو مزمار، وصل على من مات منهم ولا تقطع عليه الشهادة، واعلم أنك إن تلق الله بأمثال الجبال ذنوباً خير من أن تلق الله كلمة ذكرها وأن تقطع عليه الشهادة، يا مسروق صل عليه وإن رأيته مصلوباً أو مرجوماً، فإن سئلت فأحل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو

محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أحمد بن علي بن الجارود، قال حدثنا إسماعيل -يعني ابن عبد الله بن مسعود، قال الفيض بن الفضل، قال حدثان عمرو بن ثابت عن المسيب بن رافع، عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقول الله الصوم لي وأنا أجزي به".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا حجاج بن منهال، قال السيد وأخبرنا أبو بكر، قال أخبرنا سليمان، قال وحدثنا محمد بن كيسان المصصي، قال حدثنا حيان بن هلال، قال حدثنا مهدي بن ميمون بن محمد بن أبي يعقوب، حدثنا رجاء بن حيوه، عن أبي أمامة قال: أنشأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزوة فأتيته، فقلت يا رسول الله ادع لي بالشهادة، فقال: اللهم سلمهم وغنمهم، فغزونا فسلمنا وغنمنا، ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزواً آخر، فقلت يا رسول الله: ادع لي بالشهادة، فقال: اللهم سلمهم وغنمهم، فغزونا فسلمنا وغنمنا، ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غزواً ثالثاً، فقلت يا رسول الله إني أتيتك مرتين تدعو لي بالشهادة فقلت اللهم سلمهم وغنمهم فغزونا فسلمنا وغنمنا ثم قلت يا رسول الله أمرني بعمل آخذه عليك، قال عليك بالصيام فإنه لا مثيل له، وكان أبو أمامة وامرأته وخادمه لا يلقون إلا صياماً، فإن رأوا في دارهم ناراً أو دخاناً علموا أن قد اعتراهم ضيف، ثم أتيته فقلت يا رسول الله، أمرتني بأمر أرجو أن يكون الله ينفعني الله به، فمرني بأمر آخر ينفعني الله به، قال: اعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة. حيان بن هلال هو أبو حبيب البصري وثقه يحيى بن معين.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الصيرفي، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد القتات، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال حدثنا أبو محمد الزبيري عن سفيان عن الأعمش عن سعيد بن جبير: "أن أرضي واسعة" قال إذا عملوا بالمعاصي فاخرجوا.

"وبه" أنشدنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي، قال أنشدنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الهمداني، قال أنشدنا محمد بن عبد الله ليحيى بن معاذ:

أموت بدائي لا أصيب مداويا=ولا فرح مما أرى من بلائيا وإذا كان داء العبد حب مليكه=فمن دونه يرجى طبيباً مداويا مع الله يمضي دهره متلذذاً=مطيعاً تراه كان أو كان عاصيا يقولون يحيى جن من بعد صحة=وما بي جنون بي خليلي ما بيا "وبه" قال حدثنا السيد الأج الإمام رحمه الله إملاء من لفظه، قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم الحارثي البخاري قدم علينا، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب الحافظ، قال حدثنا محمد بن علي بن المهدي العطار الكوفي، قال حدثنا محمد بن حماد بن زيد الحارثي، قال حدثنا عايذ بن حبيب عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ما لا يضاعف في غيره".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا العباس بن الفضل الأسباطي، قال حدثنا عياش بن الوليد الرقام "رجع".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا عبدان بن أحمد، قال حدثنا أزهر بن مروان الرقاشي، قالا حدثنا عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن جرى بن كليب عن بشير بن الخصاصة، قال حدثنا أصحابنا عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يروي عن ربه عز وجل: "الصوم جنة يجتن بها عبدي من النار والصوم لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشهوته من أجلي، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم عند الله يوم القيامة أطيب من ريح المسك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا أبو بكر الغرياني، قال حدثنا أبو مروان العثماني، قال حدثنا عبد العزيز عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال الله تبارك وتعالى: كل حسنة عملها ابن آدم أجزي به عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، يذر الطعام والشراب من أجلي".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو العباس بن الحمال، قال حدثنا إسماعيل بن يزيد، قال حدثنا أبو داود، قال حدثنا سلام بن مسكين، عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ثلاث من فعلهن أطاق الصيام: من أكل قبل أن يشرب، ويتسحر وقال ".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الوهاب بن محمد الشاطر الكاتب بقراءة الخطيب عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الختلي الحرني، قال حدثنا حاتم يعني ابن الحسن الشاشي، قال حدثنا عبد بن حميد، قال حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر عن همام، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه، وما أنفقت من كسبه من غير إذنه فله نصف أجره".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن الأشعث الكوفي، قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثني أبي عن أبيه عن جده جعفر عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما على رجل إذا تكلف له أخوه المسلم طعامه فدعاه وهو صائم فأمره أن يفطر ما لم يكن صيامه في ذلك اليوم فريضة أو نذراً سماه، وما لم يمل النهار".

"وبإسناده" قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فطرك لأخيك المسلم، وإدخالك السرور عليه، أعظم أجراً من صيامك".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا يحيى بن عبد الباقي المصيصي، قال حدثنا اليمان بن سعيد المصيصي، قال حدثنا الوليد بن عبد الواحد، عن ميسرة بن عبد ربه عن مغيرة عن إبراهيم، عن علقمة عن ابن مسعود قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أصبح يوم صومي دهيناً مترجلاً، ولا تصبح يوم صومك عبوساً، وأجب دعوة من دعاك من المسلمين ما لم يظهروا المعازف، فإذا أظهروا المعازف لا تجبهم، وصل على

من مات من أهل قبلتنا وإن قتل مصلوباً أو مرجوماً، ولأن تلقى الله بمثل قراب الأرض ذنوباً خير لك من أن تبت الشهادة على أحد من أهل القبلة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين بقراءتي عليه، قال حدثني أبي، قال حدثنا عبد الله بن محمد إملاء، قال حدثنا فطن بن بشير، قال حدثنا جعفر بن سليمان، قال سمعت أبا عمران الجوني يقول: إذا كان يوم القيامة انقطع كل وصل ليس بوصل كان في الله عز وجل.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثني عبيد الله بن عبد الرحمن، قال تخلف محمد الوراق عن زيارة محمد بن عبد الله بن طاهر فأتاه فقال: ما الذي أبطأ بك؟ فقال استمع، فأنشأ يقول: رأيت تهاجر الإخوان عدلا=إذا اصطلحت على الود القلوب وليس بواصل الإلمام إلا=ظنين في مودته مريب قال: قد وهبت لك أهل خراسان كلهم.

"وبه" قال أنشدنا القاضي التنوخي، قال أنشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمد المخزومي المعروف بالببغاء، قال أنشدنا أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان لنفسه: لله برد ما أشد=ذو منظر ما كان أعجب جاء الغلام بناره=هو جاء في فحم تلهب فكأنها جمع الحلي فمحرق منها ومذهب ثم انطفت فكأنها=ما بيننا ند معشب "وبه" قال حدثنا السيد الإمام رحمه الله في ثالث عشر شعبان إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا الهيثم بن خارجة، قال حدثنا شهاب بن خراش عن صالح بن جبلة عن ميمون بن مهران، عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من صام يوم الأربعاء والخميس والجمعة بنى الله له بيتاً في الجنة، ترى ظاهره من باطنه وباطنه من ظاهره".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء. قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد بن الجهم الكاتب، قال حدثنا محمد بن جرير الطبري، قال حدثني محمد بن عمر بن علي المقدمي، قال حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من وجد تمراً فليفطر عليه، ومن لا فليفطر على ماء فإنه طهور".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبد الله بن إسحاق بن يوسف، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حفص بن عمر العدوي، قال حدثنا الحكم عن عكرمة أن أبا هريرة قال: ثلاث خصال أوصاني بهن خليلي صلى الله عليه وآله وسلم لا أتركهن أبداً: صوم ثلاثة أيام في الشهر، ونوم على وتر، وركعتا الفجر في سفر أو حضر.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا أبو العباس الهروي، قال حدثنا إبراهيم بن مسلم، قال حدثنا الحسين بن علوان عن ابن جريح، عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أم سلمة رضي الله عنه قالت: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم في شهر بعد شهر رمضان أكثر من صيامه في شعبان، وذلك أنه من يموت في تلك السنة ينسخ اسمه في شعبان من الأحياء إلى الأموات، فإن الرجل يسافر وقد نسخ اسمه فيمن يموت.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال أخبرني أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ أن عبد الله بن سليمان حدثهم، قال حدثنا هشام بن خالد الأزرق، قال حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد القاري، قال حدثنا الأوزاعي عن مكحل وابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن مالك بن مخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن".

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد شيخ الصوفية بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا أحمد بن محمد البزار أبو العباس

المديني، قال حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال حدثنا عبد الرزاق، قال حدثني أبو بكر بن أبي سيرة عن إبراهيم بن محمد عن معاوية بن عبد الله عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله تبارك وتعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، حتى يطلع الفجر".

"وبه" قال السيد الإمام رضي الله عنه: إنما أراد بنزوله جل وعز نزول رحمته، فأسقط المضاف وأقام المضاف إليه مقامه وذلك شائع في اللغة: قال الله تبارك وتعالى عن إبراهيم عليه السلام: "إني ذاهب إلى ربي" أي إلى حيث أمرني ربي، وقال عز وجل: "واسأل القرية" وأراد به أهل القرية، وقال حميد بن ثور: سل الربع أنا يممت أم مالك=وهل عادة للربع أن يتكلما "وبه" قال وروينا من طريق زيد بن علي وموسى بن جعفر عليهم السلام، عن آبائهم، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود بلغ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة حين يلقى ربه، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثني أحمد بن محمد بن الجعد، قال حدثنا سويد بن سعيد، قال حدثنا حبيب بن حبيب، عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الصوم لي وأنا أجزي به، للصائم فرحتان يفرحهما: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه عز وجل، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن

محمد بن الأشعث، قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر عن أبيه عن جده علي بن حسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نوم الصائم عبادة، ونعسه تسبيح".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثني علي بن عبد العزيز، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان، عن معن بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود قال: الناس غاديان: فبائع نفسه فموبقها، ومفاديها فمعتقها، الصدقة برهان، والصيام جنة، والصلاة نور، والسكينة مغنم وتركها مغرم".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن الحسني الكوفي بقراءتي عليه بها، قال أخبرنا خالي أبو الطاهر محمد بن محمد بن الحسن بن عيسى العلوي قراءة عليه، قال أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر ببغداد، قال حدثني محمد بن سهل بن الحسن، قال حدثنا محمد بن عبد الله الخشاب بحلب، قال حدثنا عبد العزيز بن الخطاب، قال حدثنا أبو داود عيسى بن مسلم الأعمى، قال قال الإمام أبو الحسين زيد بن علي عليهما السلام: إن تقوى الله عز وجل حمت المتقين معصيته حتى حاسبوا نفوسهم في صغائر الأعمال، وإن تقوى الله بعثت المتقين على طاعته وخففت على أبدانهم طول النصب، فاستلذوا مناجاة الله وذكره وحمدوه على السراء والضراء، أولئك الذي عملوا بالصالحات واجتنبوا المنكرات، ومهدوا لأنفسهم، فطوبى لهم وحسن مآب.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المبرزباني، قال حدثني أبو علي الحسين بن علي بن المرزبان النحوي، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي، قال قرأت هذه الأبيات على أبي العباس عمي الفضل بن محمد، وذكر أنه قرأها على أبي المنهال عيينة بن المنهال، وقال حارثة يعني ابن بدر لمولى له كان يمرضه بكرمان: يا كعب ما راح من قوم ولا ابتكروا=إلا وللموت في آثارهم حادي يا كعب ما طلعت شمس ولا غربت=إلا تقرب آجالاً لميعادي لا خير في عيش من يحيا وليس له=ذووا ضغائن ولا تخفى وأحقاد

وأهل ود متى يدعو لحاجته=جاء التحايل من نصر وإبعاد "وبه" قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني أدام الله تمكينه يوم الخميس الثامن والعشرين من شهر الله الأصم سنة خمس وسبعين وأربعمائة إملاء من لفظه في داره، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا جندل بن والق "ح" قال وأخبرنا محمد، قال أخبرنا سليمان، قال وحدثنا عبد الله بن العباس الطيالسي، قالا حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق عن جرير بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة". عبيد الله بن عمرو: هو الرقي أبو وهب الأسدي ثقة.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبدان بن أحمد، قال حدثنا عبد الله بن عمرو الخطابي، قال حدثنا ابن أبي داود عن ابن جريح، عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من لم يدع الخنا ولا الكذب فلا حاجة لله في أن يدع طعامه وشرابه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عبد الله بن قحطبة، قال حدثنا أحمد بن عبدة، قال حدثنا حماد بن يحيى -يعني الأبح، قال حدثنا سعيد بن سنان عن عبد الله بن عمرو قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: إني أسرد الصوم أو أصوم؟ قال لا، قلت فأصوم يومين وأفطر يوماً؟ قال لا، فجعلت أناقصه، فقال: صم صوم داود فإنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثني أبي عن أبيه عن جده عن جعفر عن أبيه، عن جده علي بن حسين عن أبيه عن علي

عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لكل شيء زكاة، وزكاة الأجساد الصيام".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبدان بن أحمد، قال حدثني محمد بن بشر العطار البصري، قال حدثنا عبد الحميد الزراد -يعني ابن الحسن الهلالي، عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن جهل عليه جاهل فليقل إني صائم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا حمدان بن الهيثم، قال حدثنا الهيثم بن خالد، قال حدثنا ابن الطباع، قال حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يوماً في سبيل الله باعده الله من النار خمسين خريفاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسن بن الحسن المروزي، قال أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا إسماعيل بن مسلم العبدي، عن أبي المتوكل الناجي: أن رجلاً من المسلمين عبر ثلاثة أيام صائماً يمسي فلا يجد شيئاً يفطر عليه فيصبح صائماً، حتى فطن له رجل من الأنصار يقال له ثابت بن قيس بن شماس، فقال لأهله: إني أجيء الليلة بضيف فإذا وضعتم المصباح فليقم بعضكم كأنه يصلحه فليطفه، ثم اضربوا بأيديكم إلى الطعام كأنكم تأكلون فلا تأكلوا حتى يشبع ضيفنا، فلما أمسى ذهب به، فلما وضعوا طعامهم قامت امرأته تصلح المصباح فأطفأته، ثم جعلوا يضربون بأيديهم كأنهم يأكلون ولا يأكلون حتى شبع ضيفهم، وإنما كان الطعام قوتهم، فلما أصبح ثابت غدا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لقد عجب الله منكم ومن ضيفكم فأنزل الله عز وجل "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي شيخ الصوفية

بأصفهان قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو الطيب أحمد بن روح، قال حدثنا عبد الله بن عبيد بن قيس، قال حدثنا محمد بن الحسين عن يحيى بن بسطام، قال حدثني إسحاق بن نوح الشامي عن رجل من السكاسك عن عبيد الله بن ضميرة عن كعب قال: إني لأجد نعت قوم يكونون في هذه الأمة بمنزلة الرهبان، قلوبهم على نور تنطق ألسنتهم بنور الحكمة، تعجبت الملائكة من اجتهادهم واتصالهم بمحبة الله عز وجل، قيل من هم يا أبا إسحاق؟ قال قوم جوعوا أنفسهم لله عز وجل وأظمأوها ينادون يوم القيامة: ألا ليقم أهل الجوع والظمأ فيلتقطون من بين تلك الصفوف فيؤتى بهم إلى مائدة منصوبة لم تر العيون ولم تسمع الآذان مثلها، فيجلسون عليها والناس في الحساب.

"وبه" قال سمعت عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي يقول، سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد يقول، سمعت عبد الله بن سهل الرازي سنة خمس وتسعين ومائتين، يقول سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: إن لله عباداً لو كان نور محبة الله في أكفهم لذروه في قلوب العباد حتى لا يوجد في الأرض إلا محباً له.

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أنشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمد المخزومي المعروف بالببغا، قال أنشدنا أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان لنفسه: خفض عليك ولا تبت قلق الحشا=مما يكون وعله وعساه فالدهر أقصر مدة مما ترى=وعساك أن تكفي الذي تخشاه حدثنا السيد الإمام رحمه الله في يوم الخميس العشرين من شعبان إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي، قال حدثنا عبد الله بن صالح، قال حدثني الليث، قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن أبي هند: أن مطرفاً من بني عامر بن صعصعة حدثه أن عثمان بن أبي العاص الثقفي دعا له بلبن ليسقيه، فقال مطرف: إني صائم، قال عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "صيام حسن، صيام ثلاثة أيام من الشهر".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو بكر بن ماهان، قال حدثنا القاسم بن موسى بن الحسن الأشنب، قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي الحارث، قال حدثنا يحيى بن يعلى، قال حدثنا أبي يعلى بن الحارث، قال حدثنا بكر بن وكيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن: أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أني قلت: والله لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "إنك لا تطيق ذلك، صل ونم، وصم وأفطر، وصم من كل شهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صوم الدهر".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا المروزي، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا الليث بن سعيد عن معاوية بن صالح، عن أبي عبد الله بن بشر عن أبيه عن عمته الصماء أنها كانت تقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن صوم يوم السبت، يقول وإن لم يجد أحدكم إلا عوداً أخضر فليفطر عليه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال أخبرنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال أخبرنا سفيان بن عيينة، قال أخبرني عبد الحميد بن جبير، قال سمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول: سألت جابر بن عبد الله وهو يطوف بالبيت: أنهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صيام يوم الجمعة؟ فقال: نعم ورب هذا البيت.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات، قال حدثنا قاسم بن زكريا المطرز، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يصم أحدكم يوم الجمعة إلا بصوم قبله أو بعده".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال

حدثنا عثمان بن عبد الوهاب قال حدثنا أبي، قال حدثنا عنبسة الغنوي عن الحسن: أن عثمان بن أبي العاص كان يحدث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: "إن الصيام جنة يستجن بها العبد من النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إسحق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق عن حسين بن مهران عن المطرح عن عبيد الله بن زحاه، عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه من النار مسيرة مائة عام ركض الفرس الجواد في المضمر".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن القرشي المخلص، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد، قال أخبرنا بحر بن نصر، قال حدثنا عبد الله بن وهب، قال حدثني معاوية بن صالح، أن عبد الله بن أبي قيس حدثه أنه سمع عائشة تقول: كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي، قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر عن أبيه، عن جده علي بن حسين عن أبيه عن علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من عبد يصبح صائماً فيشتم فيقول سلام عليكم إني صائم، إلا قال الله عز وجل: استجار عبدي من عبدي بالصيام أدخلوه الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد السلماسي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه من لفظه "ح" قال وأخبرنا أبو طالب محمد بن الفتح الجربي العشائري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن المنتاب، قالا حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال أخبرنا ابن المبارك، قال أخبرنا هارون بن إبراهيم، قال سمعت الحسن يقول: صم ولا تبغ في صومك، قال وما بغيي في صومي؟ قال أن يقول الرجل: ارفعوا لي كذا

وارفعوا لي كذا، فإني أريد أن أصوم غداً.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الصفار بقراءتي عليه في منزله بأصفهان في سكة الجصاصين، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبيد الله بن أحمد بن عقبة، قال حدثنا حماد بن الحسن، قال حدثنا سيار، قال حدثنا جعفر بن سليمان، قال حدثنا ثابت البناني وعبد الوهاب أن داود نبي الله عليه السلام أمسى صائماً فأتي بشربة لبن، فقال من أين لكم هذا؟ قالوا من شاة لنا، قال: ومن أين لكم الشاة؟ قالوا اشتريناها فلم تسأل يا نبي الله؟ قال: إنا معشر الرسل أمرنا أن نأكل الطيبات ونعمل صالحاً.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني، قال حدثنا أبو علي الحسين بن علي بن المرزبان النحوي، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي، قال قرأت هذه الأبيات على أبي العباس عمي الفضل بن محمد، وذكر أنه قرأها على أبي المنهال عيينة بن المنهال، وله يعني هدبة بن الخشرم: وإن ننج من أهوال ما خاف قومنا=علينا فإن الله ما شاء يسرا وإن غلنا دهر فقد غال قبلنا=ملوك بني نصر وكسرى وقيصرا وآباؤنا ما نحن إلا بنوهم=سنلقى الذي لاقوا حماماً مقدرا وعوراء من قول امرئ ذي قرابة=تصاممتها ولو أساء وأهجرا كرامة حي غيره واصطناعه=لدائره إن صرف دهر تغيرا وإن يك دهر نالني وأصابني=بريب فما تخطى الحوادث معشرا "وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، قال أخبرني الفقيه أحمد بن الحساس بابا الأذوي قراءة عليه، قال حدثنا الإمام رحمه الله تعالى في السابع والعشرين من شعبان إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم -يعني ابن محمد بن يحيى بن منده، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان، قال حدثنا أبو ربيعة، قال حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "السائحون هم الصائمون".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء، قال حدثنا عبد الله -يعني ابن أحمد بن حنبل، قال حدثنا محمد بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فقال رأيت الهلال، فقال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله؟ فقال نعم، فنادى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أن صوموا.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا يحيى بن إسحاق "ح" قال وأخبرنا محمد، قال أخبرنا سليمان، قال وحدثنا عبد الله بن محمد بن الصهاح الأصفهاني، قال حدثنا محمد بن سليمان لوين، قالا حدثنا محمد بن جابر، قال سمعت قيس بن طلق يحدث عن أبيه طلق بن علي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله جعل هذه الأهلة مواقيت، فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم تعدوا ثلاثين" هذا لفظ لوين، وقال يحيى بن إسحاق في حديثه: فإن غم عليكم فأتموا العدة.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثني أبي، عن أبيه عن جده جعفر، عن أبيه عن جده علي بن حسين، عن أبيه أن علياً عليه السلام كان يقول: لا تقولوا رمضان فإنكم لا تدرون ما رمضان، فمن قاله فليتصدق وليصم كفارة لقوله، ولكن قولوا كما قال الله عز وجل: شهر رمضان.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن يحيى بن زمويه المتوتي البكار قراءة عليه في مسجد الحي بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الأسفاطي، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا أبو الربيع عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبشر أصحابه: "قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه، يفتح الله فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا محمد بن يونس بن موسى، قال حدثنا محمد بن بلال، قال حدثنا عمران القطان، عن قتادة عن أنس بن مالك قال: لما دخل شهر رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن هذا الشهر قد دخل عليكم، وهو شهر الله المبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا كل محروم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي شيخ الصوفية بأصفهان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال أخبرنا أبو يعلى الموصلي، قال حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي بعبادان، قال حدثنا أحمد بن أخي سوار القاضي عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الجنة لتزين من الحول إلى الحول لشهر رمضان وإذا دخل شهر رمضان قالت الجنة: اللهم اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك سكاناً، ويقلن الحور العين: اللهم اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك أزواجاً".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرقي المقري، قال حدثنا جعفر بن الغرياني، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا نوح بن قيس، عن نصر بن علي، قال الغرياني وحدثني نصر بن علي الجهضمي، قال حدثنا نوح بن قيس، قال حدثنا نصر بن علي عن النضر بن شيبان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال قلت له: ألا تحدثنا حديثاً سمعته من أبيك وسمعه أبوك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال بلى، قال أقبل رمضان فقال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن رمضان شهر افترض الله عز وجل صيامه، وإني سننت للمسلمين قيامه، فمن صامه -وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال حدثنا خلاء الجحفي، عن أبي مسلم عن الأعمش، عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: ذكرنا ليلة القدر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كم

مضى من الشهر؟ فقلنا ثنتان وعشرون وبقي ثمان، فقال: مضى ثنتان وعشرون وبقي سبع، الشهر تسع وعشرون".

"وبه" قال أخبرنا أبو الطيب عبد الرازق بن عمرو بن موسى بن سمة التاجر بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري قال حدثنا حامد بن محمد بن شعيب القنطري، قال حدثنا شريح بن يونس أبو الحارث، قال حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عجاج عن قتادة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من أكل أو شرب في رمضان وهو ناس فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن مهرورهزد الحللي سبط أبي عمرو الصفاع قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا إسماعيل بن يزيد، قال حدثنا إبراهيم بن الأشعث، قال سمعت الفضيل يقول: بلغنا أن أبناء الأنبياء وحملة الكتاب من بني إسرائيل لما عذبوا ببخت نصر ومن دونه من الملوك الجبابرة، شكوا إلى الله عز وجل، فقالوا يا رب: بالعار الذي أتينا سلطت من لا يعرفك علينا ونحن على ما فينا خير منه، وعذبتنا بأيدي قوم لا يعرفونك ولا يقرون لك بربوبيتك، فأوحى الله عز وجل إلى بعض أنبيائهم: إني إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني، وإني أنا الله تسميت شديد الغضب، لآخذن مطيعكم بعاصيكم حتى لا أعصى علانية بين ظهرانيكم.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قراءة عليه، قال أنشدني علي بن سليمان الأخفش، قال أخبرني أبي عن جدي، أن أبا العتاهية أنشدهم لنفسه: العمر ينقص والذنوب تزيد=ويقال عثرته الفتى فيعود والمرء يسأل عن سنيه فيدعي=تقليلها ومن الممات يحيد أو ما يرى إن كان يعقل أنه=يبقى الكبير ويهلك المولود هيهات لا غلط وليس مؤخر=للموت تقريب ولا تبعيد إن المخالف والمؤالف أجمعا=أن ليس تأخير وليس خلود

"وبالإسناد" الأول إلى الحمدوني، قال حدثنا السيد الأجل الإمام رحمه الله في يوم الخميس الخامس من شهر الله المبارك رمضان، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا عبيد الله -يعني ابن أحمد بن حنبل، قال حدثنا شيبان بن أبي شيبة، قال حدثنا القاسم بن الفضل، قال حدثني النضر بن شيبان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثنا محمدبن عبد الله بن عبيد بن عقيل، قال حدثنا إسماعيل بن إبان، قال حدثنا قيس بن الربيع، عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة، قال: صعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم المنبر فقال: آمين آمين آمين، قال أتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد: من أدرك أحد والديه فمات فدخل الجنة فأبعده الله قل آمين، فقلت آمين، فقال يا محمد: من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله قل آمين، فقلت آمين، قال ومن ذكرت عنده ولم يصلي عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين، فقلت آمين.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد بن شيخ الصوفية بأصفهان المعروف بمكشوف الرأس بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا قاسم بن زكريا المطرز، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى مناد يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال حدثنا علي بن بشر، قال حدثنا نوح بن يعقوب بن عبد الله الأشعري، قال حدثنا أبي، قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة، قال خرج علينا رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "رأيت البارحة عجباً! رأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشاً كلما ورد حوضاً منع، فجاءه صيام رمضان فسقاه وأرواه".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع، قال حدثنا هشيم، قال أخبرنا حصين عن الشعبي، عن عدي بن حاتم طي قال: لما نزلت هذه الآية: "كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر" قال عمدت إلى عقالين أبيض وأسود فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أقوم من الليل فلا يستبين لي الأسود من الأبيض، فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته، فضحك وقال: إن كان وسادك لعريض، إنما ذلك بياض النهار وسواد الليل.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن ابن أبي ليلى، عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من فطر صائماً أطعمه وسقاه كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، قال حدثنا إبراهيم بن المسمر، قال حدثنا شعيب بن بنان، قال حدثنا عمران القطان، عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر، عن أبيه عن جده علي بن حسين عن أبيه عن علي عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أفطر قال: "اللهم لك

صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبله منا، ذهب الظمأ وابتلت العروق وبقي الأجر إن شاء الله تعالى".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار وأبو الحسين محمد بن عبد العزيز التككلي بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا أبو عاصم النبيل عن الأوزاعي، قال حدثني قرة بن عبد الرحمن عن ابن شهاب، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال الله عز وجل أحب عبادي إلي أعجلهم فطراً".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا علي بن عبد العزيز وإبراهيم بن عبد الله البصري الأنصاري، قالا حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، قال حدثنا الحماد بن سلمة وحماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو بكر بن الجارود، قال حدثنا زيد بن حرشة، قال حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، قال حدثنا القاسم بن مالك، قال حدثنا الحريري عن أبي نصر عن أبي هريرة قال: ما صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسعة وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا أحمد بن روح، قال حدثنا الحسين بن مسلم، قال حدثنا عبيد الله، قال حدثنا الربيع بن صبيح، عن الحسن أنه قال في بعض كتب الله عز وجل: يا ابن آدم تذكرني وتنساني وتدعو إلي وتفر مني وأرزقك وتعبد غيري.

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أنشدني أبي قال أنشدني عبد العزيز بن أبي بكر العلاف، قال أنشدني أبي لنفسه:

ما عذر من جر خالياً رسنه=ما عذره بعد أربعين سنه أكلما طالت الحياة به=أطال عن أخذ حذره وسنه ما عذر من لا يكف منتهياً=عن ذنبه دون لبسه كفنه يا ساكن القصر في بلهنيته=أما رأيت الثرى ومن سكنه كم مصبح بيته له وطن=بات وقد صار قبره وطنه عجبت من ذي أخ يسر به=يسر من بعده وقد دفنه طالت به في الحياة فرحته=فلم يطل بعد موته حزنه يا لازم الذنب لا تفارقه=والروح منه مفارق بدنه قل لي إذا مت كيف ينقص من=سيئة أو تزيد في حسنه وكيف للنفس بالنجاة غداً=وهي بما قدمته مرتهنه كم مسلم يسكن الجنان غداً=عليه فيها تسلم الخزنه طوبى لمن لم يخن أمانته=والويل عند الحساب للخونه كم بين من خصه برحمته=ذو العرش منا ومن لعنه سيسكن الخائفين جنته=ويسكن النار كل من أمنه "وبه" قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني رحمه الله إملاء من لفظه يوم الخميس الثاني عشر من شهر الله المبارك رمضان سنة خمس وسبعين، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه في شهر رمضان سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا بشر بن موسى الأسدي، قال حدثنا أبو زكريا -يعني يحيى بن إسحاق، قال حدثنا سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد عن عمرو بن خالد عن محمد بن علي عن أبيه عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وعن حبيب بن أبي ثابت عن نافع عن ابن عمر قالا: انتظرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يخرج في رمضان إلينا فخرج من بيت أم سلمة وقد كحلته.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن يحيى بن منده الأصفهاني،

قال حدثنا أبو حفص عمر بن علي، قال حدثنا الفضل بن قرة عن الحسن بن أبي جعفر عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سلمان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من فطر صائماً على طعام أو شراب من حلال، صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان، وصلى عليه جبريل صلى الله عليه ليلة القدر".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو العباس الهروي، قال حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني، قال حدثنا سهل بن حماد، قال حدثنا جرير بن أيوب البجلي، قال حدثنا الشعبي عن نافع ابن بردة عن ابن مسعود، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وهو في رمضان فقال: "لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة كلها، فقال رجل من خزاعة يا نبي الله: حدثنا، فقال: إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى رأس الحول، فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرض فصفصفت ورق الجنة فتنظر الحور العين، فيقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا، قال فما من عبد يصوم يوماً من رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من در مما نعت الله عز وجل "حور مقصورات في الخيام" على كل امرأة منهن سبعون حلة على لون، ويعطى سبعين لوناً من الطيب ليس منه لون على لون الآخر، لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف، مع كل وصيفة صفحة من ذهب فيها لون من طعام تجد لآخر لقمة منها لذة ما تجد لأوله، لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء، على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من استبرق، فوق كل فراش سبعون أريكة، فيعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشح بالدر عليها سوار من ذهب، هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله التمار يعرف بابن برغوث، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي إملاء، قال وحدثنا محمد بن حميد، قال حدثنا الحكم بن بشير بن سليمان، قال حدثنا عمرو بن قيس الملاني عن جعفر -يعني أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "في رمضان تفتح أبواب الجنة، وتغلق

أبواب النار، وتغل المردة والشياطين، وينادي مناد من السماء يا طالب الخير هلم، هل من تائب يغفر له، هل من سائل يعطى، والله تعالى عند فطر كل ليلة عتقاء من النار".

"وبه" قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبدوس بن كامل السلمي المؤدب الزعفراني لفظاً بانتقا الخطيب، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، قال حدثنا يحيى بن عبد الله، قال حدثنا الأوزاعي، قال حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن عائشة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقبل وهو صائم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمود بن أحمد بن الفرج، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الوصال، قال فقيل يا رسول الله: إنك تواصل، قال إني لست كأحدكم، إني أظل عند ربي يطعمني ويسقيني".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن حمزة، قال حدثنا يزيد -يعني ابن المبارك، قال حدثنا سلمة بن الفضل عن أبي حمزة عن الشناني عن أبي الأحوص عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد مكشوف الرأس بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عمران بن راشد المديني، قال حدثنا عبد الرحمن بن عقبة بن سهل عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يوماً من رمضان عف فيه طرفه ولسانه وفرجه وبطنه، أوجب الله له الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الخطيب بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو القاسم عيسى بن أحمد بن علي بن زيد إملاء، قال حدثنا علي بن الحسن بن مخلد، قال حدثنا محمد بن عبد العزيز عن أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن عمران، يرفعه إلى عبد الله بن

سلام: أن فيما أنزل الله على موسى بن عمران عليه السلام وكتبه له في الألواح، يا بني إسرائيل إن كنتم على اليقين من لقاء ربكم فما بالكم تضحكون ولا تبكون، وإن كنتم على اليقين من ثواب الآخرة وعقابها، فما بالكم تغسلون ثيابكم وتوسخون قلوبكم، وتعمرون دنياكم وتخربون آخرتكم، وتتركون ما أمرتم به وتركبون ما نهيتم عنه كأن الذي قد نهيتم عنه قد أمرتم به، وكأن الذي قد أمرتم به قد نهيتم عنه، مهلاً مهلاً، انظروا إلى الذين كانوا قبلكم كيف تركوا ما جمعوا لغيرهم وحوسبوا به وصاروا إلى النار إذ لم يؤدوا الحق فيما جمعوا، ويقول أحدكم: ليت شعري كيف يصنع أهلي وولدي إذا أنا مت، لم تسأل وقد رأيت من آبائك والأمهات والأزواج والأولاد وغيرهم، فكما نسيتهم عن قليل ينسونك، وهذا دأب الناس فخيرهم من قدم لنفسه وعمل ليوم فقره وحاجته، فتزودوا من أموالكم فإنما هي لكم ما دمتم أحياء، فإذا متم صار إلى الوارث، فاعقل هذا واتق ربك واحذر دار الغرور، فقد غرت الذين قبلكم، ما رفعها قوم إلا وضعتهم أقبح الوضع، ولا أعزها قوم إلا أذلتهم أقبح الذل، ولو أحبها الله تعالى ما كتب عليها الفناء، ولو رضيها لأوليائه ما أماتهم عنها، ولكن الله جل وتعالى خلقها للفناء وجعلها دار بلوى، فمن اتقى الله تبارك وتعالى تفكر فيها واعتبر وحذرها وتزود منها بخير مما يملك من نفسه وماله، ومن جهل ذلك فقد بين الله تعالى أمرها فاعذره، وبين إليه لاتخاذ الحجة عليه، ولله الحجة البالغة، وله الخلق والأمر وهو على كل شيء قدير.

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن زكريا، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا حمزة بن خالد، قال سمعت الحسن يقول: "ولا أقسم بالنفس اللوامة" قال: إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه، يقول ما أردت بأكلي، ما أردت بكلمتي، ما أردت بحديث نفسي، فلا تراه إلا يعاتبها والفاجر يمشي قدماً قدماً لا يعاتب نفسه.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوري، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن الحصين قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم الخواص، قال حدثنا أحمد بن محمد، قال حدثنا محمد بن الحسين، قال حدثني سعيد أبو عثمان البزار، قال حدثني محمد بن عبد الله المهلبي، قال حدثني أبو بكر بن عبد الله العتكي، قال قال عدي بن زيد:

وصحيحاً أضحى يعود مريضاً=وهو أدنى للموت ممن يعود وأطبا بعدهم لحقوهم=ضل عنهم سعوطهم واللدود أين أهل الديار من قوم نوج=ثم عاد من بعدهم وثمود بينما أهل للنمارق والدي_باج أفضت إلى التراب الجلود ثم لم ينقضي الحديث ولكن=بعد ذاك الوعيد والموعود تم الجزء الأول

الجزء الثاني

كتاب الآمالي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحديث الثالث عشر

ذكر ليلة القدر وفضلها

وما يتصل بذلك

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام الأجل قدس الله روحه إملاء من لفظه في يوم الخميس الثاني والعشرين من شعبان، قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد بن العطار بقراءتي عليه بواسط، قال أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن السقا، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسعود عن المعتمر، قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي هريرة، قال قال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبشر أصحابه: "قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك افترض عليكم صيامه، يفتح فيه أبواب الجنة ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي شيخ الصوفية، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا حمزة الكاتب، قال حدثنا نعيم بن حماد، قال حدثنا ابن المبارك، عن معمر عن الزهري عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا جاء شهر رمضان قال للناس: "قد جاءكم رمضان تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتغل فيه الشياطين ويعطى المؤمن فيه من القوة للقيام والصلاة وهو نقمة للفاجر يغتنم فيه غفلات الناس، من حرم خيره فقد حرم".

"وبه" قال أخبرنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن سمة التاجر بقراءتي عليه بأصفهان في جامعها ولفظ الحديث له، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال حدثنا أحمد بن القاسم بن نصير، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي "رجع" السيد قال وحدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد المقري، قال حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال حدثنا جدي، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال عبد الله وحدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي وأبو الربيع الزهراني، قالوا حدثنا حماد بن زيد، قال عبد الله وحدثنا يعقوب بن إبراهيم وأحمد بن المقداد العجلي، قالا حدثنا المعتمر بن سليمان عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبشر أصحابه يقول: "قد جاءكم شهر رمضان افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم، ويغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم، والنفقة فيه مضاعفة، فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد، قال حدثنا موسى -يعني ابن هارون الحمال، قال حدثنا بشر بن هلال، قال حدثنا عبد الوارث، قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم".

"وبه" قال أخبرنا أبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله الكسائي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن حنيش المعدل قراءة عليه، قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن مخلد الفرقدي الداركي بدراك، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، قال أخبرنا قرح بن فضالة عن محمد بن الوليد الزبيري عن الزهري، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "آدم سيد البشر، وأنا سيد العرب، وصهيب سيد الروم، وسلمان سيد فارس، وبلال سيد الحبش، وسيد الشهور شهر رمضان، وسيد الليالي ليلة القدر، وسيد الأيام يوم الجمعة، وسيد الشجر السدر، وسيد الجبال الطور".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن قاذويه قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا قاسم بن زكريا المطرز، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى مناد يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر أقصر".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسن إسماعيل بن صاعد بن محمد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حامد، قال حدثنا القاضي أبو الحسين عمر بن الحسن الشيباني، قال حدثنا أحمد بن الحسين بن سعيد، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق عن هارون بن سعيد، عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظامئة أكبادهم، وعزتي لأروينهم اليوم، قال فيؤتى بالصائمين فتوضع لهم الموائد فإنهم ليأكلون والناس يحاسبون".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشائري الحربي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد المنتاب "رجع" السيد قال وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد بن جعفر السلماني بقراءتي عليه في جامع المنصور، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخزاني من لفظه، قالا حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا ابن صبيح عن الحسن قال: المؤمن من يعلم أن ما قال الله عز وجل كما قال، والمؤمن من أحسن الناس عملاً وأشد الناس خوفاً، لو أنفق جبلاً من مال ما أمن دون أن يعاين، لا يزداد صلاحاً وبراً وعبادة إلا ازداد فرقاً، يقول: لا أنجو، والمنافق: يقول سواد الناس كثير وسيغفر لي ولا بأس علي، يسيء العمل ويتمنى على الله عز وجل.

في الفوائد والحكايات "وبه" قال حدثنا السيد الإمام رحمه الله تعالى في يوم الخميس خامس عشر شعبان سنة ستين إملاء من لفظه، قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه، قال

حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن محمد، قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن الخليل الحلاب، قال حدثنا أحمد بن يوسف قال سمعت أبا الحارث الجوزاني يقول: حكى عن الشافعي أنه قال: الناس كلهم عيال على ثلاثة: على مقاتل في التفسير، وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر، وعلى أبي حنيفة في الكلام.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو محمد يوسف بن رباح بن علي البصري الحنيفي نزيل الأهواز قراءة عليه في جامعها، قال حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأردني قراءة عليه بمصر في منزله، قال حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضيل الأديب بأنطاكية، قال حدثنا عبد الله بن الهيثم بن عثمان، قال حدثنا أبو وهب عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي، قال حدثنا بشير أبو نصر، قال خطبنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله بحناصره فقال: إنكم لم تخلقوا عبثاً ولم تتركوا سداً وإن لكم ميعاداً ينزل الله فيحكم عليكم ويفصل القضاء بينكم، فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله وحرم الجنة التي عرضها السموات والأرض، وباع نافداً بباق، وخوفاً بأمان، وجنة بنار، وقليلاً بكثير، ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين في كل يوم تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله عز وجل، فتنقبون له في صدع من الأرض ثم تجعلونه في بطن صدع، ثم تتركونه غير موسد ولا ممهد، قد قضى نحبه وانقضى أثره، قد فارق الأحباب وخلع الأسباب، وسكن التراب، مرتهناً بعمله، فقيراً إلى ما قدم، غنياً عما ترك، فاتقوا الموت قبل نزول الموت بكم، وأيم الله إني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد منكم من الذنوب أكثر مما عندي، فأستغفر الله وأتوب إليه، ولولا كان اللسان به ذاولا وما منكم من أحد لا يسعه ما عندنا لوددت أنه بدئ بي ويلحقني الذين بلوني، ثم وضع رداءه على وجهه وبكى حتى علا بكاؤه، ثم لم يخطب بعدها حتى مات.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمذاني من لفظه، قال حدثنا محمد بن مليح، قال ذكر شيخنا أبو الحسن عمر بن عثمان قال: الناس في طريق الله عز وجل ثلاثة: عالم بالعلم مشغول بدرسه وفهمه وحفظه وبثه، يطلب بذلك إثبات القدر وعلو المنزلة ومرتبة الرئاسة، وكشف وجهه لذلك وأنصب عقله نحو ما طلب، فهو بذلك مشغول، وبمحبة ما طلب مفتون، فهو حارس للعلم والعلم لا يحرسه، وخادم للعلم والعلم لا يستخدمه، منفعته لغيره ومضرته لنفسه، وحجابه ما علم، وفتنته ما طلب، فهو عبرة لأهل البصائر، مستدرج بالنطق، مفتون بالعبارة، لا

يعقل الفتنة ولا ينظر في بليته، قد ملكه الهوى وأضر به فتن الدنيا، نعوذ بالله من ذلك. والثاني من العلماء: عالم قد علم وأطلق به العلم على نفسه يكدها بالسهر ليلاً ويظمئها بالنهار، رغبته في الثواب لما قد وعد به من مرغوب الثواب، قد غلب على قلبه ملاذ نعيم الآخرة وزهرتها ودوام الحياة بها، قد ساعده بذلك التوفيق، فهو مشغول بما يطلب فهو وإن كان مشغولاً بطلب الآخرة وعلى سبيل من سبل الحق وذريعة من قرب الوسيلة، فوسيلته لنفسه وكده وسعيه لحظه، لم يؤذن له بالدخول في ميدان أهل العلم ومطلب نسيم روائح القرب، ولو تكشفت له بصائر هدى إيمانه، وعلت همته إلى معالي طلب الحياة لحي حياة المقدسين والثالث من العلماء: عتيق من كل رزق، مغيب عن كل غيب، وله بذكر الله عز وجل، سكران من محبة الله لا يسمع إذا نودي، ولا ينظر إذا نظر، أنفاسه تردد في صدره، مكروب قد ضاقت به الحياة فلولا بقاء المدة لتفصلت آرابه، ولتفطر قلبه لما يجد بأسراره وذاك رجل الله المخصوص بذكره، المكرم بمحبته، المعروف بين قبائل ملائكته في سماواته وأرضه.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثني أبي، قال حدثني عبد الله بن ثابت، قال حدثنا أبو سعيد الأشج، قال حدثنا أبو يحيى الرازي، قال سمعت أخي طلحة يذكر عن الفياض بن غزوان، قال قال نعمان لابنه: يا بني لا يكونن الديك أكيس منك، ينادي بالأسحار وأنت نائم، يا بني قد حملت الجندل وكل حمل ثقيل فما أحمل شيئاً أثقل من جار السوء، يا بني إياك والكذب فإنه أشهى من لحم العصفور وعما قليل يقليه صاحبه، يا بني إياك وبعض النظر فإن بعض النظر يورث الشهوة في القلب، يا بني لا تأكل شبعاً فوق شبعك فإنك إن تنبذه أو تتركه للكلب خير من أن تأكله، يا بني إذا أردت أن تقطع أمراً فلا تقطعه حتى تؤامر مرشداً، يا بني إذا أرسلت في حاجة فأرسل حكيماً، فإن لم تصب حكيماً فكن أنت رسول نفسك، يا بني لا يعان السلطان إذا غضب ولا البحر إذا مد.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن حيويه، قال أخبرنا أبو أيوب سليمان بن الحلاب، قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول: كان أبو حنيفة طلب النحو في أول أمره، فذهب يقيس فلم يحسن، فأراد أن يكون فيه أستاذاً، فقال: قلب وقلوب، وكلب وكلوب، فقيل له: كلب وكلاب فتركه ووقع في الفقه: فكان يقيس ولم يكن له علم بالنحو، فسأله رجل بمكة فقال له: رجل شج رجلاً

بحجر، فقال: هذا خطأ، ليس له عليه شيء لو أنه حي يرميه بأبا قبيس لم يكن عليه شيء.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر إمام الشافعية ببغداد بقراءتي عليه، قال حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن طرازه، قال حدثنا الحسين بن علي بن المرزبان النحوي، قال حدثنا عبيد الله بن هارون النحوي، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أبي يعقوب الدينوري، قال أخبرني نصر بن منصور عن العيني قال: كان عبد الملك بن مروان يحب النظر إلى كثير، إذ دخل عليه إذنه يوماً فقال يا أمير المؤمنين: هذا كثير بالباب، فاستبشر عبد الملك، فقال أدخله يا غلام، فأدخل كثير، وكان دميماً وحقيراً تزدريه العين، فسلم بالخلافة، فقال عبد الملك: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.

"وبه" قال السيد قال لنا القاضي أبو الطيب، قال لنا القاضي أبو الفرج: العرب تقول تسمع بالمعيدي لا أن تراه، وأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، وهو مثل سائر، فقال كثير: مهلاً يا أمير المؤمنين فإنما لرجل بأصغريه بلسانه وقلبه، فإن نطق ببيان، وإن قاتل قاتل بجنان، وأنا الذي أقول يا أمير المؤمنين: وجربت الأمور وجربتني=فقد أيدت عريكتي الأمور وما تخفى الرجال على أني=بهم لأخو منا فيه خبير ترى الرجل النحيف فتزدريه=وفي أثوابه أسد يزير ويعجبك الطرير فتقتليه=فيخلف ظنك الرجل الطرير فما عظم الرجال لهم بزين=ولكن زينها كرم وخير بغاث الطير أطولها جسوماً=ولم تطل البزاة ولا الصقور بغاث الطير أكثرها فراخاً=وأم الباز مقلاة نزور لقد عظم البعير بغير لب=فلم يستغن بالعظم البعير فيركب ثم يضرب بالهرواي=فلا عرف لديه ولا نكير "وبه" قال لنا السيد، قال لنا القاضي أبو الطيب، قال لنا القاضي أبو الفرج في بغاث الطير لغتان: بغاث وبغاث بالفتح والكسر، فأما الضم فخطأ عند أهل العلم باللغة، وقد أجاز بعضهم الضم، والمقلاة التي لا يعيش لها ولد، والقلب بفتح اللام: الهلاك، ومن ذلك ما روى عن النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إن المسافر ومتاعه لعلي"، قلت إلا ما وقى الله، ومنه قول الشاعر:

فلم أر كالتجمير منظر ناظر=ولا كليالي الحج أقلتن ذا هوى ثم قال يا كثير: أنشدني في إخوان دهرك هذا فأنشده: خير إخوانك المشارك في المر=وأين الشريك في المر أينا الذي إن حضرت سرك في الحي=وإن غبت كان أذناً رعينا ذاك مثل الحسام أخلصه القي_ن جلاه الحلى فازداد زينا أنت في معشر إذا غبت عنهم=بدلوا كلما يزينك شينا فإذا ما رأوك قالوا جميعاً=أنت من أكرم الرجال علينا فقال له عبد الملك: يغفر الله لك يا كثير، وأين الإخوان غير أني أقول: صديقك حين يستغني كثير=وما لك عند فقر من صديق فلا تنكر على أحذ إذا=طوى عنك الزيارة عند ضيق وكنت إذا الصديق أراد غيظي=على حنق وأشرقني بريقي غفرت ذنوبه وصفحت عنه=مخافة أن أكون بلا صديق وفيه أيضاً في الفوائد والحكايات "وبه" قال حدثنا السيد الأجل الإمام قدس الله روحه في يوم الخميس الثامن والعشرين من شعبان إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني المزاكر، قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال حدثنا الأعمش، قال حدثنا المحاربي عن بكر بن حنيس عن عبد الغفور بن داود عن همام عن كعب قال مكتوب في التوراة: "من آذى مؤمناً فقد آذى الأنبياء، ومن آذى الأنبياء فقد آذى الله، ومن آذى الله فهو ملعون في التوراة والإنجيل والقرآن".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الصيرفي بقراءتي عليه في جامع أصفهان، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك المقري، قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن المعروف بابن متويه إمام مسجد الجامع، قال حدثنا عباس بن الوليد بن مزيد، قال أخبرني أبي، قال حدثني الضحاك بن عبد الرحمن. قال سمعت بلال بن سعد يقول: يا أولي العلم لا تقتدوا بمن لا يعلم، ويا أولي الألباب لا تقتدوا بالسفهاء، ويا أولي الأبصار لا تقتدوا بالعمي، ويا أولي الإحسان لا يكون المساكين ومن لا يعرف أقرب إلى الله عز وجل منكم،

وأحرى أن يستجاب لهم، فليفكر مفكر فيما يبقى له وينفعه.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي الحبلي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، قال حدثني أبي، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سلام، قال قرأت في رقعة علي بن بشر بن الحارث: أن المازني دخل عليه، فقال يا أبا نصر: بم أوصل أهل المعرفة إلى الله عز وجل؟ قال فقال لي: بالأسلاف الدائرة، قلت يا عجباه تجيبني بأعجب جواب، فقال: أجبتك بقدر ما أعلم، إن الله عز وجل أكرم وأجل وأعز وأعظم من أن يحمل ولياً من أوليائه على طريق وعر لا يعطيه من الزاد ما يبلغه، قلت: زدني رحمك الله؟ قال: إنك ولن تكون مريداً حتى تكون مراداً، قلت: زدني رحمك الله، قال: إنه إذا أراد العبد واصله، فإذا واصله لاطفه، فإذا لاطفه خلع على قلبه خلع الرضوان، فإذا فقد اللطف جن إلى العبادة ونظر إذا كان إنما منعها من قبل معصية بادر بالتوبة وإن كان إنما منعها من قبل نعمة بادر بالشكر، فلا يزال يرعى قلبه كذلك حتى يلقى الله عز وجل بتمام طاعته، يا حسنه غداً وقد خرج من قبره مكللاً بالنور، وقد ألبس حللاً من النور، وحمل على نجيب من النور، وأحدقت به ملائكة النور، وأدخل إلى حجب النور، فليستطيع بذلك المؤمن أن ينظر إلى نور النور.

"وبه" أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نصرويه الحنيفي الفقيه الخطيب السمرقندي، قدم علينا بغداد حاجاً قراءة عليه، قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن يحيى العباسي بسمرقند، قال أخبرنا أبو أحمد عبد العزيز المرزبان، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن البجلي بكيش، قال أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال: مثل المحقرات من الذنوب كمثل قوم سفر بأرض قفر معهم طعام ولا يصلحه إلا النار، فتفرقوا، فجعل هذا يأتي بروثة ويجيء هذا بالعظم حتى جمعوا من ذلك ما أصلحوا به طعامهم، كذلك صاحب المحقرات يكذب الكذبة ويذنب الذنب ويجمع ذلك لعله أن يكبه الله عز وجل على وجهه في نار جهنم.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله بن عمران المرزباني، قال أخبرنا محمد بن الحسن بن دريد، قال حدثنا عن الرحمن، قال حدثنا عمي قال: كانت العرب إذا مات الرجل منهم ولم يترك ولداً وترك خلف سوء، قالوا: مات فلان كله.

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن علي، قال أخبرنا محمد بن عمران، قال أخبرنا محمد أبو حاتم عن الأصمعي، قال سمعت أعرابياً يقول: رب مغبوط بنعمة هي داؤه، ورب محسود على رخاء هو بلاؤه، ورب مرحوم من سقم هو شقاؤه.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمذاني من لفظه، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نجي، قال سمعت أبا محمد جعفر النيسابوري يقول سمعت أبا الحسين التوزي يوصي بعض أصحابه يقول: عشرة وأي عشرة احتفظ بهن واعمل فيهن جهدك، فأول ذلك من يدعي مع الله عز وجل حالة تخرجه عن حد علم الشرع فلا تقربن منه. والثانية من رأيته إلى غير أبناء جنسه وخالطهم فلا تقربنه. والثالثة من رأيته يسكن إلى الرئاسة والتعظيم فلا تقربن منه ولا ترجو فلاحه. والرابعة فقير رجع إلى الدنيا إن مت جوعاً أو ضراً فلا تقربن منه ولا ترتفقن به وإن أرفقك، فإن رفقته تقسي قلبك أربعين صباحاً من رأيته مستغنياً بعمله فلا تأمن جهله. والسادسة من رأيته مدعياً حالة باطنة لا يدل عليها ولا يشهد عليها حفظ ظاهره فاتهمه على دينك. والسابعة من رأيته يرضى عن نفسه ويسكن إلى وقته، فاعلم أنه مخدوع فاحذره أشد الحذر. الثامنة من رأيته من المزيدين يسمع القصائد ويميل إلى الرفاهية فلا ترجون خيره. والتاسعة فقير لا تراه عند السماع حاضراً فاتهمه، واعلم أنه منع من بركات ذلك لتشوش سره وتبديد همه. والعاشرة من رأيته مطمئناً إلى أصدقائه وإخوانه مدعياً لكمال الخلق فاشهد له بسخافة عقله ووهن ديانته.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا إبراهيم بن الحسن بن سعيد الجوهري، قال حدثنا سالم بن نوح عن محمد بن ذكوان عن رجاء بن حيويه، قال: إني لواقف بباب سليمان بن عبد الملك إذ جاء رجل حسن الهيئة فسلم، فقال يا رجاء: عليك بالمعروف وعون الضعيف، يا رجاء: من كان له منزلة من سلطان فرفع حاجة إنسان ضعيف لا يستطيع رفعها لقي الله عز وجل يوم يلقاه وقد ثبت قدميه للحساب، يا رجاء: إنه من كان في حاجة أخيه المسلم كان الله عز وجل في حاجته، يا رجاء: إن من أحب الأعمال إلى الله عز وجل فرحاً تدخله على مسلم ثم فقده، فكان رجاء يرى أنه الخضر صلى الله عليه.

"وبه" قال أخبرنا ابو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ بقراءتي

عليه، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا علي بن مسلم، قال حدثنا يوسف، قال حدثنا شعبة عن سعيد عن أبي بردة عن أبيه، قال: رأى ابن عمر رجلاً من أهل اليمن قد حمل أمه وهو يطوف بها حول البيت ويقول: إني لها بعيرها المدلل=إن ذعرت ركابها لم أذعر أحملها ما حملتني أكثر ما ترى يا ابن عمر: جزيتها؟ قال: لا ولا بر جرة واحدة، ثم طاف ثم صلى خلف المقام ركعتين.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبد الله بن يعقوب، قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد ابن عبيد، قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح، قال حدثنا محمد بن بشير، قال أنشد رجل مسعراً: لا ترجعن إلى السفيه خطابه=إلا جواب تحية حياكها فمتى تحركه تحرك جيفة=تزداد نتناً ما أردت حراكها قال فأعجب ذلك مسعر فقال: هذا في القرآن، يعني معناه.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم طلحة بن محمد الشاهد، قال حدثنا الحرمي بن أبي العلا، قال حدثنا الزبير بن بكار، قال حدثني إسماعيل ابن أبي أويس، قال حدثني بكار بن محمد بن حارست، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أنه جاء إلى عمر بن عبد العزيز يستأذن عليه في إمرته، قال وكان عمر بن عبد العزيز يجله إجلالاً شديداً، فرده الحاجب وقال: عنده عبد الله بن عمرو بن عثمان مخلياً به، قال فانصرف غضبان، وكان في صلاحه ربما قال الأبيات فأخبر عمر بإتيانه: فبعث أبا بكر بن سليمان ابن خيثمة وعراك بن مالك يعذرانه، ويقولان إن عمر يقسم بالله ما علم بإتيانك ولا برد الحاجب إياك، فقال لأبي بكر وعراك: ألا أبلغا مني عراك بن مالك=فإن أنت لم نفعل فأبلغ أبا بكر فكيف تريد أن ابن ستين حجة=على ما أتى وهو ابن عشرين أو عشر وقال لعمر وصاحبه: لقد جعلت تبدو شواكل منكما=كأنكما بي موقران من الصخر

فما تراب الأرض منها خلقتما=وفيها المعاد والمصير إلى الحشر ولا تعجبا أن تؤتيا فتكلما=فما حشى الأقوام شراً من الكبر لقد علقت دلواكما دلو تحول=من القوم لا وغل المراسي ولا مزرى أطاوعتماني عاذراً ذا معاكسة=لعمري لقد أورى وما مثله يورى فلولا اتقاء الله تقياي فيكما=للمتكما لوماً أحر من الجمر ولو شئت أدلي فيكما غير واجد=علانية أو قال عندي في السر فإن أنا لم آمر ولم أنه عنكما=ضحكت له حتى يلح ويستشرى في الفوائد أيضاً "وبه" قال حدثنا السيد الإمام قدس الله روحه في يوم الخميس التاسع والعشرين من شعبان إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر بن أبي الأزهر، قال حدثني بندار -يعني ابن عبد الحميد، قال سألت الفراء عن قول الله عز وجل: "حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج" أين خبر حتى؟ فقال لي: الخبر في اقترب الوعد، وأنشدني: حتى إذا قملت بطونكم=ورأيتم أبناءكم شبوا وقلبتم ظهر المجن لنا=إن اللئيم العاجز الخب قال: المعنى حتى إذا كبر أولادكم قلبتم ظهر المجن، فسألت أبا عبيدة معمر بن المثنى عن ذلك فأخبرني بمثل ما أخبرني به الفراء، فأحسب أن الفراء أخذه عن أبي عبيدة. وقال لي: العرب أيضاً تسقط الواو من الكلام وتقديرها إثباتها كما تثبتها، وتقديرها طرحها، وإنما خاطب الله تعالى العرب على قدر ما كانوا به يتكلمون، فقال جل اسمه حكاية عن إبليس لعنه الله. "قال أسجد لمن خلقت طيناً، قال أرأيتك" يريد والله أعلم، وقال لأنها جملة معطوفة على جملة وهي كلام إبليس وأنشدني أبو عبيدة: غاص ما غاص لثمار لنا=ثم وافى معه مختلبه من غريم السوء خذ لو حجراً=أمن العريان تبغى سلبه أراد ولو حجراً.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسن بن التوزي البزار بقراءتي عليه،

قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر قراءة عليه، قال أخبرنا المظفر بن يحيى الشرائي، قال حدثنا العنزي -يعني الحسن بن عليل، قال حدثني أبو بكر العبدي، قال: اجتمع عند أبي دلف أضياف له وزوار، فخرج ذات يوم بارد وهو في خزورة وأكسبته إلى دار أضيافه، فقال أين شعراؤكم؟ واجتمعوا فقال: إن حقكم لواجب وما أعطيكم إلا للاعتماد على الأجر مع القرابة، هاتوا أشعركم، فقربوا إليه أشعرهم، فقال له: هاهنا أجد من يتقدمك في الشعر، قال لا، قال أجز: قنبرة تنقر في حائط=وسط فراخ لأبي منقر قال فوجم الآخر ودخله حصر، فقال رجيل من القوم سيء المنظر لا كسوة عليه: أتأذن لي؟ قال هات، فقال: لم تعد فيما طلبت رزقها=والرزق قد قدر للقنبر قال فضحك واستبشر به، وقال أنت أشعر القوم، وقدمه في الجائزة وكساه، وأعطى القوم به، وكان لا يؤبه له.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثني هارون بن سفيان المستملي، قال حدثني عبد الله بن صالح بن مسلم، قال حدثني شبيب بن شيبة، قال قال لي أبو جعفر وكنت من سماره: يا شبيب عظني وأوجز، قال: قلت يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل لم يرض لك من نفسه بأن يجعل قومك أحداً من خلفه، فلا ترض له من نفسك بأن يكون عبد هو أشكر منك، قال: والله لقد أوجزت وقصرت، قال: قلت لئن كنت قصرت فما بلغت كنه النعمة فيك.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الحرار، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد السكري، قال حدثني عمر بن شيبة، قال حدثني أبو يحيى الزهري، قال حدثني يوسف بن الماجشون عن أبيه، قال قال حسان بن ثابت أتيت جبلة بن الأيهم الغساني وقد مدحته فأذن لي عليه، وعن يمينه رجل ذو ضفيرتين وهو النابغة، وعن يساره آخر لا أعرفه، فجلست بين يديه: فقال لي: أتعرف هذين؟ قلت: أما هذا فأعرفه النابغة، وأما الآخر فلا أعرفه، قال: هو علقمة بن عبدة، فإن شئت استنشدناهما فسمعت، وإن أحببت سكت، قال قلت فذاك، قال: فاستنشد النابغة:

كليني لهم يا أميمة ناصب=وليل أقاسيه بطي الكواكب قال فذهب نصفي، ثم قال لعلقمة: أنشد فأنشد: طحا بك قلب في الحسان طروب=بعيد الشباب عصر خان مشيب قال فذهب نصفي الآخر، قال ثم قال لي: أنت الآن أعلم إن أحببت أن تنشدنا بعد ما سمعت فأنشد، وإن أحببت أن تمسك فأمسك، قال: فتشددت وقلت لا بل أنشد، قال: هات، فأنشدته القصيدة التي أقول فيها: أبناء جفنة عند قبر أبيهم=قبر ابن مارية الكريم المفضل يغشون حتى ما تهز كلابهم=لا يسألون عن السواد المقبل بيض الوجوه كريمة أحسابهم=شم الأنوف من الطراز الأول قال: فقال لي أدنه أدنه، فلعمري ما أنت بدونهما، ثم أمر لي بثلاثمائة دينار وبعشرة أقمشة لها جيب واحد، وقال: هذا لك عندنا في كل عام.

"وبه" قال أخبرنا أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الفقيه الطبري الشافعي بقراءتي عليه، قال حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن طراوه، قال حدثنا أحمد بن جعفر بن موسى البرمكي، قال حدثني ميمون بن هارون، قال حدثني عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع، عن جده الفضل بن الربيع قال: خرج أمير المؤمنين هارون الرشيد من عند زبيدة وقد تغدى عندها ونام وشرب وهو يضحك، فقلت: قد سرني سرور أمير المؤمنين، فقال: ما أضحك إلا تعجباً، أكلت عند هذه المرأة ونمت وشربت فسمعت رنة، فقلت ما هذا؟ فقالوا: ثلاثمائة ألف دينار وردت من مصر، فقالت: هيها لي يا ابن عم، فدفعتها إليها، فما برحت حتى عربدت وقالت: أي خير رأيت منك.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو المشهور معروف بن محمد بن معروف الواعظ النخعي نزيل الري قدم علينا، قال حدثنا محمد بن الحسن الخزاعي الهمذاني بأنطاكية، قال سمعت الحسين بن معاذ يقول، سمعت الفضيل بن عياض يقول: رحم الله ابني علياً قرأ آية من كتاب الله فخر في محرابه ميتاً.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر بقراءتي عليه في منزله في بني حرام بالبصرة، قال أخبرنا أبو أحمد الحسن بن الصباح، عن أبي المنذر، قال قال عبد

الرحمن بن حسان: ألا أبلغ معاوية بن حرب=فقد أبلغتم الحنق الدورا تقون بنا نفوسكم المنايا=عسى بكم الدوائر أن تدورا بحرب لا ترى الأموي فيها=ولا الثقفي إلا مستجيرا "وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا إسحاق بن جميل، قال حدثنا محمد بن عمرو بن العباس، قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: قال مطرف بن ظريف: ما أحب أني كذبت وأن لي الدنيا وما فيها، قال ابن عيينة: ما أحب أن أتعرض لسخط الله ثم لا أدري أيتوب علي أم لا يتوب.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان بقراءتي عليه، قال أخبرنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب -يعني ابن قتاكي، قال حدثنا علي بن الحسن أبو الحسين، قال حدثنا إبراهيم بن يوسف، قال حدثت عن محمد بن الحسين، قال حدثنا حماد بن الوليد الكوفي، قال حدثنا ابن در يذكر أنه بلغه عن ميمون بن مهران قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز وعنده سابق البربري الشاعر وهو أنه بلغه عن ميمون بن مهران قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز وعنده سابق البربري الشاعر وهو ينشد شعراً فانتهى في شعره إلى هذه الأبيات: وكم من صحيح بات للموت آمناً=أتته المنايا بغتة بعد ما هجع فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة=فراراً ولا منه بقوته امتنع فأصبح تبكيه النساء مقنعاً=ولا يسمع الناعي وإنصوته رفع وقرب من لحد فصار ببطنه=وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع فما يترك الموت الغني بماله=ولا معدماً في المال إذ جاه يدع قال: فلم يزل يبكي ويضطرب حتى غشى عليه، فقمنا من عنده.

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام الأجل رحمه الله المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني إملاء من لفظه في يوم الخميس التاسع والعشريت من شعبان سنة ست وسبعين، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: السائحون الصائمون.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن فادويه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو أيوب سليمان بن عيسى الجوهري، قال حدثنا سعيد بن محمد بن ثواب، قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله أبو وهب القرشي، قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة وعلي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آخر يوم من شعبان أو قال أول يوم من رمضان قال: "يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك فيه ليلة خير من ألف شهر، افترض الله صيامه، وجعل قيامه تطوعاً، فمن تطوع خيراً كان حظه من ذلك الخير كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضته كان كمن أدى سبعين فريضة، وهو شهر الصبر والمؤاساة ويزاد في رزق المؤمن فيه ومن فطر صائماً كان له كعتق رقبة ومغفرة لذنوبه ودخول الجنة وسقاه الله تعالى من حوضى شربة لا يظمأ في الدنيا ولا في الآخرة، ومن خفف على مملوكه أعتقه الله من النار، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فقيل يا رسول الله: ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، قال يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو أشبع جائعاً وكان له مغفرة لذنوبه وسقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها في الدنيا والآخرة، وهو شهر لا غنى بكم عن أربع خصال: خصلتان ترضون بهما ربكم، وخصلتان لا غنى بكم عنهما، أما الخصلتان اللتان ترضون ربكم: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وتستغفرونه بالليل والنهار، وأما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما: فالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتستعيذون بالله عز وجل من النار".

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي شيخ الصوفية، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى الموصلي، قال حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي بعبادان، قال حدثنا أحمد بن أخي سوار القاضي عن الأوزاعي، عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الجنة لتزين من الحول إلى الحول لشهر رمضان، فإذا دخل شهر رمضان قالت الجنة: اللهم اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك سكاناً، ويقلن الحور العين: اللهم اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك أزواجاً".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن وضاح السمسار، قال حدثنا أبو شعيب الحراني، قال حدثني يحيى بن عبد الله

البابلي، قال حدثنا داود بن قيس قال: سألت القاسم بن محمد بن أبي بكر عن صيام آخر يوم من شعبان هل يكره؟ قال: لا بأس به إلا أن يغم الهلال.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا مبشر بن مكسر، قال حدثنا أبو حازم عن سهل بن سفر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "للجنة باب يقال له الريان يدعى إليه الصائمون، يقال لهم هلموا، فإذا دخلوا أغلقوا ذلك الباب فلم يدخل معهم غيرهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد القاسم بن الحسين بن محمد المتوتي البقال يعرف بابن كبارى قراءة عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم، قال حدثنا لوين بن المبارك، عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن فارط، عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام رمضان فعرف حدوده وحفظ ما ينبغي له أن يحفظ منه غفر له ما تقدم من ذنبه".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد الأشعث، قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده علي بن حسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذا أكل عند قوم قال: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة الأخيار".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث الهلالي، قال حدثنا سلمة، قال حدثنا الوليد بن الوليد عن ابن ثوبان، عن نافع عن بن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يوماً من رمضان بإنصات وسكوت وتكبير وتهليل وتحميد، يحل حلاله ويحرم حرامه غفر الله له ذنوبه كلها".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، قال حدثنا أيوب

الوزان، قال حدثنا الوليد بن الوليد، عن ثوبان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يوماً من رمضان محتسباً له بصومه فلو أن أهل الدنيا اجتمعوا منذ كانت الدنيا إلى أن تنقضي لأوسعهم طعاماً وشراباً لا يطلب إلى أهل الجنة شيئاً من ذلك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد مكشوف الرأس شيخ الصوفية بأصفهان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال حدثنا محمد بن بكير الحضرمي، قال حدثنا الوليد بن مسلم عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، قال سمعت بن أبي مليكة يقول، سمعت عبد الله بن عمرو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "للصائم عند فطره دعوة مستجابة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمر بن المنتاب، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال حدثنا ابن المبارك، قال أخبرنا محمد بن طلحة، قال أخبرنا عبد الرحمن بن شروان: أن الأسود بن يزيد كان يجتهد في العبادة ويصوم في الحر حتى يخضر جسده أو يصفر، قال فكان علقمة بن قيس يقول له: لم يعذب هذا الجسد لم يعذب هذا الجسد؟ قال فيقول الأسود: إن الأمر جد فجد، وقال غيره: إن الأسود قال: كرامته أريد.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الصيرفي بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك المقري، قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن المعروف بابن متويه إمام مسجد الجامع، قال حدثنا عباس -يعني ابن الوليد، قال أخبرني أبي، قال حدثني الضحاك، قال سمعت بلال بن سعد يقول عباد الرحمن: هل جاءكم مخبر يخبركم أن شيئاً من أعمالكم تقبلت منكم، أو شيئاً من خطاياكم غفرت لكم، أم حسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون، والله لو عجل لكم الثواب في الدنيا لاستقللتم كلكم ما افترض عليكم، أفترغبون في طاعة الله لتعجيل دراهم، ولا ترغبون ولا تنافسون في جنة أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أخبرنا القاضي طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم المؤدب بالأنبار، قال حدثنا أبو

عتبة أحمد بن الفرج قال حدثنا ضمرة بن ربيعة، قال حدثنا عبد الله بن شوذب عن واصل الأحدب مولى بن عينية، عن أبي بردة عن أبيه أبي موسى الأشعري. قال: كنا نسير في البحر فلا نرى إلا السماء والماء والشراع منصوب، إذ نادى منادياً يا أهل السفينة أمسكوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه، قال قلت له: قد ترى حالنا فأخبرنا، قال: قضى على نفسه أن من عطش نفسه في الدنيا كان حقاً على الله أن يسقيه يوم القيامه، قال أبو بردة: فكان أبو موسى يعمد إلى اليوم الشديد الحر فيصومه لهذا الحديث.

"وبه" قال حدثنا السيد الأجل الإمام رحمه الله في يوم الخميس سابع شهر رمضان إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن الشيباني، قال أخبرنا أبو الحسين ابن حريث، قال حدثنا نصر بن خالد عن الحسن بن رشيد عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من فطر صائماً فله مثل أجره".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي إملاء، قال حدثنا علي بن كيسان، قال أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال حدثنا أحمد بن عيسى، قال حدثنا عبد الله بن وهب، قال أخبرنا ابن لهيعة: أن موسى بن جبير مولى بني سلمة حدثه أنه سمع عبد الله بن كعب بن مالك يحدث عن أبيه أنه قال: كان الناس إذا صام الرجل فنام حرم عليه الطعام والشراب حتى يفطر من الغد، فرجع عمر بن الخطاب من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة وقد سهر عنده فوجد امرأته قد نامت فأيقظها ثم أرادها، فقالت إني قد نمت، فقال ما نمت ووقع بها، فصع كعب مثل ذلك، فغدا عمر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله عز وجل: " أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يحيى، قال حدثنا سفيان بن وكيع، قال حدثنا أبو بكر بن عباس، عن أبي حصين عن الشعبي عن عدي بن حاتم عن النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله عز وجل: "الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر" قال:

ذهاب الليل ومجيء النهار.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن المفيد، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن السقطي، قال حدثنا يزيد ابن هارون، قال حدثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أفطر عند قوم قال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، ونزلت عليكم الملائكة.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن زيدة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن عثمان بن سعيد أبو عمرو الضرير الكوفي، قال حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا أبو بكر بن عباس عن عاصم، عن زر عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تسحروا فإن السحور بركة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي، وأبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن قادويه، قالا حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو الطيب أحمد بن روح، زاد ابن قادويه الشعراني واتفقا، قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله المنصوري، قال حدثنا أبو بكر بن عياش، عن محمد بن ثابت عن مسروق عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تكون صيحة في رمضان، وتكون معمعة في شوال، وتمير القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة، وخروج أهل المغرب في المحرم" يقولها ثلاثاً.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فتاكي. قال أخبرنا أبو عيسى، قال حدثنا أحمد بن محمد بن غالب، قال حدثنا عبد الله بن يزيد الرملي عن محمد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن عبد الله عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يطلع كوكب في آخر الزمان من المشرق، يكون في ذلك العام صيحة في رمضان يموت فيها سبعون ألفاً، ويعمى سبعون ألفاً، ويتيه سبعون ألفاً، ويخرس سبعون ألفاً، وينفتق سبعون ألف عذراء، ويصعق سبعون ألفاً، ويصم سبعون ألفاً، قيل يا رسول الله ما تأمرنا إن كان ذلك؟ قال: عليكم بالصدقة والصلاة والتسبيح والتكبير وقراءة القرآن، قيل يا رسول الله: ما علامة ذلك ألا

يكون في تلك السنة؟ قال: إذا مضى النصف من رمضان ولم يكن فقد أمنت السنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ولفظ الحديث له "رجع" السيد قال وأخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، وأبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن قادويه قراءة عليه، قالا حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم إجازة، قالا حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن فيروز الديلمي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يكون في رمضان صوت، قيل يا رسول الله في أوله أو في وسطه أو في آخره؟ قال: لا بل في النصف من رمضان إذا كان ليلة النصف ليلة الجمعة يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفاً، ويخرس سبعون ألفاً، ويعمى سبعون ألفاً، ويصم سبعون ألفاً، قالوا يا رسول الله: فمن السالم من أمتك؟ قال من لزم بيته وتعوذ بالسجود وجهر بالتكبير لله، ثم يتبعه صوت آخر، فالصوت الأول: صوت جبريل عليه السلام، والثاني: صوت الشيطان، والصوت في رمضان والمعمعة في شوال وتمير القبائل في ذي القعدة، ويغار على الحاج في ذي الحجة وفي محرم، وما المحرم: أوله بلاء على أمتي، وآخره فرج لأمتي، الراحلة في ذلك الزمان بقتبها ينجو عليها المؤمن خير له من دسكرة تغل مائة ألف".

فيروز هذا: هو الديلمي قاتل الأسود العنسي الكذاب لعنه الله، كان من اليمن وسكن مصر، له ابن اسمه عبد الله، روى عنه - أسلمت وتحتي أختان.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن لولو، قال حدثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن راطبا الأنماطي، قال حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال حدثنا أبو خالد القرشي عن سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، عن النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا سلم رمضان سلمت السنة، وإذا سلمت الجمعة سلمت الأيام".

"وبه" قال أخبرنا أبو يعلى محمد بن الحسين الفرا الحضلي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثني

أبو عبد الله الأخفش، قال أخبرنا ابن بديل عن السري بن المنهال عن يحيى بن رجا، قال قال الحسن: ثلاث لا يسأل العبد عنهن يوم الحساب ما أنفق: في مرضه، وإفطاره، وعلى ضيفه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشائري الحربي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمر بن محمد بن محمد المنتاب الدقاق الإمام "رجع" السيد قال وأخبرنا أبو عبد الله الحسيم بن جعفر السلماسي، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخراز لفظاً، قالا حدثنا أبو محمد يحيى بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال أخبرنا ابن المبارك، قال أخبرنا عمر بن عبد الرحمن بن مهرب وغيره: أنهم سمعوا وهب بن منبه يقول: قال حكيم من الحكماء إني لأستحي من ربي عز وجل أن أعبده رجاء ثواب الجنة، فأكون كالأجير إن أعطي أجره عمل وإلا لم يعمل، وإني لأستحي من ربي عز وجل أن أعبده مخافة النار فأكون كالعبد السوء إن رهب عمل وإن لم يرهب لم يعمل، ولكني أعبده كما هو له أهل، قال وقال عمر بن وهب: ولكن يستخرج مني حب ربي عز وجل ما لم يستخرج مني غيره.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه، قال حدثنا القاضي عمر بن سنبك، قال حدثنا أبو محمد الطوسي، قال حدثنا محمد بن الحسين - يعني الزعفراني، قال قال العنسي - يعني عبيد الله بن محمد، قال محمد بن واسع: صلوا بالليل كظلمة القبور، وصوموا النهار لحر يوم النشور، وتصدقوا يذهب عنكم نوائب الدهر.

مجلس في الفوائد "وبه" قال حدثنا السيد الإمام الأجل رحمه الله تعالى في يوم الخميس الرابع عشر شهر الله المبارك رمضان إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر عن أحمد بن إبراهيم البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد طالب بن عثمان المعروف بابن أخت السراج الأزدي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقري، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي، قال حدثنا عبد الله بن شبيب، قال حدثنا يحيى بن إبراهيم، قال حدثني الزبير عن أخيه هارون قال: وقال عبد الله بن شبيب ولقيت هارون فحدثني به عن سليمان بن محمد بن يحيى بن عروة، عن أبيه عن عمه عبد الله بن عروة قال: أفحمت السنة نابغة بني جعدة فدخل على ابن الزبير في المسجد الحرام ثم أنشده:

"وبه" قال السيد وأخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحسين بن فهم البغدادي، قال حدثنا هارون بن أبي بكر الزبيري، قال حدثني يحيى هارون النهري، عن سليمان بن محمد بن يحيى عن عروة بن الزبير، عن أبيه عن عمه عبد الله بن عروة بن الزبير قال: أفحمت السنة نابغة بني جعدة، فأتى عبد الله بن الزبير وهو جالس بالمدينة فأنشده في المسجد: حكيت لنا الصديق لما وليتنا=وعثمان والفاروق فارتاح معدم وسويت بين الناس في الحق فاستووا=فعاد صباحاً حالك اللون مظلم أتاك أبو ليلى يجوب به الدجى=دجى الليل جواب الفلاة عشمشم لتخبر عنه جانباً زعزعت به=صروف الليالي والزمان المصمم فقال ابن الزبير إليك أبا ليلى، فإن الشعر أهون وسائلك عندنا: أما صفو مالنا فلآل الزبير، وأما عقوبة فإني بني أسد يشغلها عنك وتيماً، ولكن لك في مال الله حقان: حق لرؤيتك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحق لشركتك أهل الإسلام في الإسلام، ثم أمر به فأدخله دار النعم وأمر له بقلائص سبع وحمل رخيل وأوفر له الركاب براً وتمراً، فجعل النابغة يستعجل فيأكل الحب صرفاً، فقال ابن الزبير: ويح أبي ليلى، لقد بلغ به الجهد، فقال النابغة: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وليت قريش فعدلت، واسترحمت فرحمت، وعاهدت فوفيت، ووعدت فأنجزت إلا كنت أنا والنبيون فراط القاصفين الخبر عن لفظ الطبراني.

"وبه" قال أنشدنا أبو الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال الصابي لنفسه: ولي حاسد قد رام شادي بجهده=وقصر تقصير الحوار على البزل ولا فخر لي أن أسبق الرجل الذي=تأخر عن أدنى المنازل من فضلي ولا عار أني لو سبقت إلى المدى=إذا كنت مسبوقاً بمن شكله شكلي ألا ليت أقراني كثيراً ولم أكن=غريباً مضاع الحق منقطع الحبل كفى جزناً أن الحجا في زماننا=بلى أسوة يأوي إليها ولا أهل وإن أخاه يستضام محلئاً=عن الورد إلا من ثوى في حمى جهل لقد هزني طيب المقام وظله=وحنت قلوصي للترحل والحل إذا كان حفظ العيش للقدر حافظاً=فلا متعت نفسي ببرد ولا ظل

سأعتاض من بطن الحصان لمركبي=بظهر حصان حامل في السرى رحلي وإني لأستجفي الحشايا وثيرة=إذا كان لي فيها ضجيع من الذل واستوطئ الرحل العلي في ناجياً=إذا العز أضحى لي رديفاً على الرحل أفي كل يوم عاجز يستحك بي=ليشفيه من عر جلدته جلدي له مثل ما لي من داراريع كاتب=عليه ولكن مالها لابس مثلي إذا أجمعتنا في المحافل بزة=رأيت شبيهي حذوك النعل بالنعل جرينا إلى غايتنا من بلاغة=هوى قدره فيها عن الكلم الفحل فما ظفرت كفاه من فرط عيه=ولا امتلأت كفاي بالمنطق الفضل ولكنه أثرى على حسب نقصه=وأملقت حسب الفضل والأدب الجزل لئن عدلت عن المال ثروة=إلى كل وغد ساقط الفرع والأصل فما هي كالبغي التي صبت=إلى العبد وازدرت نشوزاً عن البعل تصد عن الأكفاء من كل ماجد=كريم وتهوى كل مستأخر نذل وذلك حكم الله لي منكب=عن القصد قد أعيا القرون التي قبلي فصبراً عليها وانتظاراً لعلها=كما أولعت بالجور تغلظ بالعدل "وبه" قال أخبرنا أبو الفضل عبيد الله وأبو الحسين محمد ابنا أحمد بن علي بن الكوفي الصيرفي بقراءتي عليهما، قالا أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أحمد بن عيد، قال أخبرنا أبو المنذر، قال عاش سلمة بن يزيد الجعفي خمسين ومائة سنة وكان له ابن قد أسلم فاستأذنه في الهجرة فمنعه من ذلك ثم ألح عليه فأذن له وأنشأ يقول: يخوفنا بهجته فتاناً=كما تخشى المفركة الطلاقا يفجعنا بأمر كل يوم=كما تخشى المقيدة الإباقا أراه لا يزال له قرين=يواعده غدواً وانطلاقا وكان كأنه سوم مريض=فلما أذنت له إفاقا أحين رأيت إن كبرت بناتي=وشاب الرأس أزمعت الفراقا فقدني الآن منك وقدك مني=إذا جاوزت للذوم العراقا

وحالت بيننا أجيال طي=وكان الدهر هماً واشتياقا تخبرني بأن الروم ضان=تمزها وترتتق ارتتاقا فيوماً قد حنيت عليك ظهري=إلى الأحشاء ضماً واعتناقا ويوماً قد حويت عليك نهي=أخيرك المتالي واللحاقا ويوماً قد سعيت عليك حتى=أكل القوم والقلص العتاقا قال أحمد بن عيد المفركة: المبغضة إلى الرجال، فهي تخاف من الطلاق أكثر مما يخافه غيرها، والمقيدة: التي تقيد البعير وتحاذر أن ينحل القيد فيشرد البعير.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخزاز، قال أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد السكري، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن سعيد الوراق، قال حدثني محمد بن عمار السعدي، قال حدثني محمد بن محمد بن سليمان، قال حدثنا ابن عائشة، قال أخبرني أبي، قال قتل ابن لقيس بن عاصم فوثبت عشيرته فقال: على رسلكم إن يأتكم القوم مذعنين يقرون لكم بحقكم لم نبعدهم من عفو، وإن لم يفعلوا فما أقدركم على الطلب بحقكم، فما برحنا حتى جاءوا بالقاتل فما رأيت ثكلان أحسن رداً منه فقال: ما أردت إلا ابن عمك وإن كان ليكثر عددك ويزين عشيرتك، قال هفوة فاعف، قال قد عفوت ولأمه لوعة وسأعوضها من ذلك، قال ابن عائشة، قال أبي وهو محتبي: لا والله ما حل حبوته، فقال العنوي: حليم إذا ما سورة الجهل أطلعت=حبي الشيب للنفس للحوج غلوب وقال: فما حل من جهل حبي حلمائنا=ولا قائل المعروف منا يعنف "وبه" قال أخبرنا المطهر بن أبي نزار محمد بن علي بن محمد العبدي الخطيب، قال حدثنا أبو عبد الله بن منده محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى، قال حدثنا محمد بن زكريا، قال حدثنا إبراهيم بن عمر، قال حدثنا الأصمعي، قال خرجت أنا وصديق لي إلى المقابر فإذا بصبية قد كادت أن تختفي بين قبرين صغيرة، فإذا بها تطلع من برقع بعيني جؤذر ومدت يداً كأنها لسان طائر بأطراف كالمداري، ثم قالت: اللهم إنك لم تزل قبل كل شيء، وأنت الكائن بعد كل شيء، وقد خلقت والدي قبلي وخلقتني بعدهما، منهما أنستني بقربهما ما شئت ثم أوحشتني منهما إذا

شئت، فكن لي ولهما مؤنساً وكن لي بعدهما حافظاً، قال: وهبت ريح فرفعت البرقع فإذا تحته بيضة نعامة حسناء، فقلت: يا حبيبة أعيدي كلامك، قال فنظرت إلي وقالت: يا شيخ والله ما أنا لك بحرمة فتأنس بي ولمحادثة أهلك أولى بك، قال فاستحييت من القبور تعجباً مما جاء منها، فقلت لها: خذي على كلامك فمررت فيها كما قالت، فقال: إن يكن في الأرض أصمعي فأنت هو، قال: وسألت عنها فإذا هي أيم فأتيت صديقاً لي وله ابن مدرك، فقلت: هل لك في أن يلم الله شعثك وشعث فلان ابنك، فوصفت له الجارية، وما رأيت من عقلها وجمالها، وقلت: تصدقها عشرة آلاف درهم فإني أرجو أن تكون أحمد مالك عندها عاقبة فأسرع إلى ذلك، وقال لي: امض إلى أهلها فمضينا فإذا نحن بعم لها فكلمناه في ذلك فقال: والله مالنا في أمورنا في أنفسنا معها شيء فكيف في أمرها ولكني أعرض عليها ما جئتم له، ثم دخل ثم خرج، فقال هاهي ده، فخرجت ثم جلست خلف سجف لها ثم قالت: اللهم حي العصابة بالسلام، ثم أقبلت على عمها فقالت: قل يا عم، فقال: هذا عمك ونظير أبيك يخطبك على ابن عمك ونظيرك ويبذل لك من الصداق عشرة آلاف درهم، فقالت: يا عم أضرت بك الحاجة حتى طمعت طمعاً أضر بمروءتك، تزوجني غلاماً عراقياً يغلبني بثروته ويصول علي بمقدرته، ويمن علي بفضله، ويعتلي علي بذات يده، ثم يقول: يا هنة بنت الهنة، ثم أعيش بعدها عيشاً ناعماً، كلا إن ربي واسع كريم.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الوراق بقراءتي عليه، قال حدثنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب، إملاء عن ظهر قلبه، قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني، قال وأخبرناه أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الدينوري الخطيب بقراءتي عليه قال أخبرنا قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد قراءة عليه في داره، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال وأخبرناه عاليا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن رياحين برمادة رملة سنة أربع وسبعين ومائتين، قال حدثنا أبو عمرو زياد بن طارق، وكان قد أتت عليه عشرون ومائة سنة، قال سمعت أبا جرول زهير بن صرد الحشمي يقول: لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق السبي فأتيته فأنشدته أقول هذا الشعر: أمنن على رسول الله في كرم=فإنك المرء نرجوه وننتظر

أمنن على بيضة قد عاقها قدر=مشتت شملها في دهرها عير أبقت لنا الدهر هتافاً على حزن=على قلوبهم القماء والغمر إن لم تداركهم لقماء يتبعها=يا أرجح الناس حلماً حين يختبر أمنن على نسوة قد كنت ترضعها=إذ فوك يملؤها من محضها الدرر إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها=وإذ يريبك ما يأتي وما يذر لا تجعلنا كمن شالت نعامته=واستبق منا فإنا معشر زهر إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت=وعندنا بعد هذا اليوم مدخر فالبس العفو من قد كنت ترضعه=من أمهاتك إن العفو مشتهر يا خير من مرحت كمت الجياد به=عند الهياج إذا ما استوقد الشرر إنا نؤمل عفواً منك نلبسه=يهدي البرية إذ تعفو وتنتصر فاعف عفا الله عما أنت راهبه=يوم القيامة إذ تهدى لك الظفر قال فلما سمع الشعر قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم"، وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله، وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله ولرسوله.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد يوسف بن رباح بن علي الحنفي البصري نزيل الأهواز قراءة عليه في جامعها، قال حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني قراءة عليه بمصر في منزله، قال حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب بأنطاكية، قال حدثنا أبو محمد هشام الراس، قال حدثنا أبو المنذر هشام بن الكلبي عن أبيه عن صالح بن كيسان أن عكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو صبروا أنفسهم لله يوم اليرموك حتى قتلوا وكانوا مرتثين، فأقبلت امرأة من قريش بشنة فيها ماء تسقي لقتلى فرأتهم في مكان واحد، فدفعت الشنة إلى عكرمة، فلما رأى قلة الماء آثر به الحارث بن هشام فأخذ الحارث الماء فلما رأى قلة الماء آثر به سهيل بن عمرو فتدافعوها إلى أن ماتوا ولم يشرب واحد منهم جرعة، فصرخت المرأة وقالت: ما رأيت كاليوم قط ذهب سادات ثلاثة.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا موسى بن زكريا، قال حدثنا شيبان العصفري، قال حدثنا أبو وهب السهمي عن أبي يونس القشيري عن حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام

وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة ارتثوا يوم اليرموك، فدعا الحارث بشراب فنظر إليه عكرمة، فقال ادفعوه إلى عياش، فما وصل إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعاً وما ذاقوه.

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام رحمه الله في يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر رمضان إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوة الخزاز قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد السكري، قال سمعت أبا محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة المروزي يقول: في حديث النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لا تهلك أمتي حتى يكون التمايل والتمايز والمعامع يرويه محمد بن كثير عن إسماعيل عن هشام بن الغاز عن مكحول الدمشقي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ذلك أراد بالتمايل أنه لا يكون سلطان يكف الناس عن التظالم فيميل بعضهم إلى بعض بالغارة، وأراد بالتمايز أن الناس يتميز بعضهم عن بعض وهو يتحزبون أحزاباً بوقوع المعصية، ومنه قول الله تعالى: "وامتازوا اليوم أيها المجرمون".

"وبه" قال أخبرني أبو حاتم علي بن عبيدة أنه قال: تميزوا يريد انقطعوا عن المؤمنين وكونوا فرقة واحدة، وقوله تعالى "تكاد تميز من الغيظ"، أي ينقطع بعضها عن بعض، وأما المعامع فهي شدة الحرب والجد في القتال والأصل فيه معمعة النار وهو سرعة تلهبها، قال الشاعر ووصف فرساً: جموحاً مروحاً واحصارها=كمعمعة السعف الموقد شبه خفيفها من المرح في عدوها تجفيف النار إذا التهب في السعف، ومثله مقمعة الحر، ومعمعان الصيف قال ذو الرمة: حتى إذا معمعان الصيف هب له=بأوجه شن عنها الماء والرطب والأوجة تأجج النار، ومنه يقال للمرأة الذكية المتوقدة معمع.

"وبه" قال حدثني عبد الرحمن بن عبد الله عن عمه الأصمعي، قال حدثني أبو بكر بن أبي عاصم عن مولاه ابن الأحيد عن وافي بن دلهم أنه كان يقول: النساء أربع فمنهن معمع لها سنتها أجمع ومنهن سبع ترى ولا تنفع ومنهن صدع تفرق ولا تجمع ومنهن غيث وقع ببلد فأمرع، أي أنبت، قال فذكرت هذا الحديث لأبي عوانة، فقال كان عبد الملك بن نمير يزيد فيه ومنهن القرتع وهي

التي تلبس درعها مسلوباً وتكحل إحدى عينيها وتترك الأخرى، وشبيه بقولهم: معمعة الحرب قولهم الآن: حمى الوطيس، يروى أن النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال ذلك في بعض مغازية ويقال: إن الوطيس التنور أو شيء يشبه التنور.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا حامد بن شعيب، قال حدثني شريج بن يونس، قال حدثنا سلمة بن قتيبة، قال حدثنا شعبة عن جابر عن القاسم عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا دخل رمضان قام بنا فإذا دخل العشر شد المئزر وشمر".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن. "رجع" السيد.

"وبه" قال وحدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن عبدان الصفار، قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قالا حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال حدثنا عبد الوافد بن رماد، قال حدثنا الحسين بن عبيد الله، قال إبراهيم وقال التنوخي سمعت إبراهيم يقول سمعت الأسود يقول، قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها، لفظهما سواء، إلا في سمعت إبراهيم، فقد سقط الحسناباذي.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إبراهيم بن نايلة الأصفهاني، قال حدثنا شيبان بن فروخ، قال حدثنا نافع أبو هرمس عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أخبركم بأفضل الملائكة جبريل عليه السلام، وأفضل النبيين آدم عليه السلام، وأفضل الأيام يوم الجمعة، وأفضل الشهور شهر رمضان، وأفضل الليالي ليلة القدر، وأفضل النساء مريم بنت عمران".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو الجريش الكلابي، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا فردوس، قال حدثنا كامل عن حبيب بن أبي ثابت عن عبده عن زر عن أبي بن

كعب، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامه الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي عن سفيان عن عاصم، وعبدة عن زر بن حبيش، قال قلت لأبي ابن كعب: إن أخاك ابن مسعود، قال من يقم الحول يصب ليلة القدر، فقال يرحم الله أبا عبد الرحمن لقد علم أنها في رمضان وأنها ليلة سبع وعشرين، ولكن أراد أن لا يتكلموا، ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين من رمضان، قلت: يا أبا المنذر بأي شيء تعلم ذلك، قال بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الشمس تطلع ذلك اليوم لا شعاع لها".

"وبه" حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الناقد الزيات، قال حدثنا قاسم بن زكريا المطرز، قال حدثنا محمد بن الصباح الجرجراي، قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: كم مضى من الشهر؟ قلنا مضى اثنان وعشرون وبقي ثمان، قال: لا، بل بقي سبع الشهر تسع وعشرون، ثم قال بيده حتى عد تسعة وعشرين ثم قال: التمسوها الليلة.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن الوراق بقراءتي عليه، قال سمعت أبا بكر بن عمار البزار، قال سمعت الفقيه منصور بن شولة المطاميري يقول: السورة التي يذكر فيها القدر هي ثلاثون كلمة، وأنزل الله عزل وجل هذه السورة يعني ليلة القدر والشهر ثلاثون يوماً، قوله هي: حتى مطلع الفجر فهي السابع والعشرين ليلة القدر، وأراد بقوله هي ليلة القدر، قال السيد هذه الطريقة شبيهة بطريقة الباطنية فلا يمكن معرفة الأحكام من عدد الحروف والكلمات.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا حجاج بن منهال " رجع" السيد، قال وأخبرنا ابن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا إبراهيم بن نايله الأصفهاني، قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد "رجع" السيد، قال وأخبرنا ابن ريذة، قال

أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا يوسف القاضي، قال حدثنا عبد الواحد بن غياث قالوا أخبرنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن سعد بن سعيد عن عمرو بن ثابت عن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال من صام رمضان وستة من شوال فقد صام".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو القاسم عبد العزيز جعفر بن محمد الحرفي، قال حدثنا محمد بن طاهر بن أبي الرميك، قال حدثنا عبيد الله بن محمد العيى، قال أخبرنا حماد هو بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي كعب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان فسافر عاماً فلم يعتكف، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين ليلة.

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخراز لفظاً.

"رجع" السيد قال وأخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي العشايري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد المنتاب الدقاق الإمام قراءة عليه، قالا حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسن، قال أخبرنا ابن المبارك، قال أخبرنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن سعد بن مسعود أن أبا الورداء، قال لولا ثلاث ما أحببت أن أعيش يوماً واحداً الظمأ لله بالهواجر والسجود في جوف الليل ومجالسة أقوام ينتقون من خيار الكلام كما ينتقى أطايب الثمر.

"وبإسناده" قال ابن المبارك، قال أخبرنا إسماعيل بن عياس عبيد الله الكلاعي عن بلال بن سعد عن معضد قال: لولا ظمأ الهواجر، وطول ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله عز وجل، ما بليت أن أكون يعسوباً.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن نجيب الدقاق قراءة عليه، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن المعروف بابن بدينا التاجر، قال حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن مسرور الأذني، قال حدثنا سيار بن حاتم العنزي، قال حدثنا عبيد الله بن شميط، قال سمعت أبي يقول: إن الله جعل قوة المؤمن في قلبه ولم يجعلها في أعضائه، ألا ترون الشيخ يكون ضعيفاً وهو يصوم الهواجر ويقوم الليل، والشاب يعجز عن ذلك.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو محمد يوسف بن رباح البصري الحنيفي قراءة عليه في جامع الأهواز، قال حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن بندار الأذني قراءة عليه بمصر في منزله، قال حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب بأنطاكية، قال حدثنا عبد الله بن الهيثم، قال حدثنا حفص بن عمر، قال حدثنا صالح المزي عن علي بن زفر السعدي، قال مرت بالأحنف جنازة فقال: رحم الله عبداً مهد نفسه لمثل هذا وكان يطيل الصوم في الحر الشديد ويقول: أعده لطول عطش يوم القيامة، وكان يصلي من الليل ويقدم أصبعه من السراج، فإذا وجد حره، قال أوه يا أحنف أوه ما تذكر يوم القيامة كذا أما تذكر ليلة كذا.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي وأبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قالا أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق المعروف بابن العسكري، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن مسروق، قال حدثنا محمد بن الحسين البرجلائي. قال حدثني الصلت بن حكيم عن الصلت ابن بطام، قال كان حماد بن أبي سليمان ينظر كل ليلة في شهر رمضان خمسمائة إنسان، فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوباً ثوباً وأعطاهم مائة مائة.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال، أنشدني أبو علي الحسن بن مالك الثعلبي: فلو أنني أخلصت لله نيتي=لأشغفني في كل أمر أريده على أنني أصبحت بالله مؤمناً=وقد صح عندي وعده ووعيده ولست بكفار أثيم بربه=ولكن مقر رال عنه جحوده فإن ينتقم مني فأهل انتقامه=وإن يعف عني عفوه لا يوده "وبه" إلى الكني عن الحمدوني إجازة عن والده قراءة عن السيد الإمام، قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن قادويه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو العباس الهروي، قال حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساناني، قال حدثنا سهل بن حماد، قال حدثنا جرير بن أيوب البجلي، قال حدثنا الشعبي عن نافع عن بردة عن بن مسعود، قال سمعت : "يقول ذات يوم وهو في رمضان فقال: لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة كلها، فقال رجل من جزاعة يا نبي الله حدثنا، فقال: إن الجنة لتزين لرمضان

من رأس الحول إلى الحول، فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة، فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً، تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا، قال فما من عبد يصوم يوماً من رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله عزل وجل "حور مقصورات في الخيان"، على كل امرأة عنهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى ويعطي سبعين لوناً من الطيب ليس منه لون على لون الآخر لكل امرأة سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيفة مع كل وصيفة ضحفة من ذهب فيها لون من الطعام تجد لآخر لقمة منها لذة ما تجد لأولها، لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من استبرق، فوق كل فراش أريكة، ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشح بالدر عليه سواران من ذهب هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي سعيد العامري الكوفي، قال حدثني الحسين بن علي بن الحكم، قال حدثنا حسين بن علي بن عفان، قال حدثنا حسن بن عطية، قال أخبرنا فطري الحساب عن سماك بن حذيفة عن حذيفة، قال جئت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والعباس جالس عن يمينه وفاطمة عن يساره، قال يا فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اعملي لله خيراً إني لا أغنى عنك من الله شيئاً يوم القيامة قالها ثلاث مرات ثم قال يا حذيفة أدن فدنوت ثم، قال أدن فدنوت، قال يا حذيفة إنه من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وآمن بما جاء به الأنبياء حرم الله جسده على النار، ووجبت له الجنة، ومن صام رمضان يريد وجه الله ودار الآخرة ختم له به وحرم على النار وأوجبت له الجنة، ومن تصدق بصدقة يريد بها وجه الله والدار الآخرة ختم له به وحرم على النار وأوجبت له الجنة، ومن حج بيت الله ربه يريد وجه الله والدار الآخرة ختم له به وحرم على النار وأوجبت له الجنة، قال قلت: يا رسول الله أسر هذا الحديث أو أعلنه، قال أعلنه.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن عمر بن عبد الله بن زاذان بقراءتي عليه بقزوين، قال أخبرنا القاضي أبو الأحوص محفوظ بن محمد بن موسى بن هرم بن حيان لفظاً خال والدي، قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن المغلس، قال حدثنا محمد بن سليمان لوين، قال حدثنا أبو

إسماعيل القياد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن قال ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" الفياد هو إبراهيم بن عبد الملك.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن شعيب النسائي، قال أخبرنا محمد بن رافع، قال حدثنا يحيى بن آدم، قال حدثنا مفضل بن مهلهل عن منصور عن مجاهد عن طاووس عن ابن عباس، قال سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء فشرب بها ليراه الناس ثم أفطر حتى دخل مكة وافتتح مكة في رمضان، قال ابن عباس: صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السفر وأفطر فمن شاء صام ومن شاء منا أفطر.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إسحاق بن أيوب الواسطي، قال حدثنا، عبد اللطيف بن يوسف الجبيري، قال حدثنا الفضل بن العلاء، قال حدثنا حمزة الزيات عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصبح جنباً من غير احتلام فيغتسل ثم يخرج إلى الصلاة فأسمع قراءته ثم يتم صومه، قال كذا في كتابي عبد الله بن يوسف وذكر عبد الغني في مشتبه النسبة عبيد الله يوسف الجبيري.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال أخبرنا أبو محمد الديباجي، قال حدثنا أبو علي بن الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه أن علياً عليه السلام أتى برجل مفطر في شهر رمضان نهاراً من غير علة فضربه تسعاً وثلاثين صوتاً لحق شهر رمضان حيث أفطر.

"وبه" قال أخبرنا القاضي التنوخي، قال سمعت إبراهيم بن هلال الصابي يقول: كتبت تهنئة لشهر رمضان أسعد الله الشريف بهذا الشهر المناب له في شرفه، الميمون عليه في مطلعه ومنصرفه ورزقه، فيه تقبل الأعمال وبلوغ الآمال وارتفاع الطبقة في الدنيا والآخرة، ووفور الحظ في العاجلة والأجلة، ولا أخلاه من اليمن والبركة والصون والكفاية، وأعانه على تأدية فرضه وأنهضه بحمل ثقله، وجعله فيه وفي سائر شهوره وأعوامه، ولياليه وأيامه، سعيد الجد رغيد العيش قرين العين رضي البال كاسباً للأجر، ساعياً للخير، فائزاً بالمثوبة من الخالق

والشكر من المخلوقين وبجميع فضائل ومناقب الدنيا والدين. آمين رب العالمين.

"وبه" قال وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي البيع، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخراز "ح" قال وأخبرنا أبو طالب محمد بن علي الفتح الحربي العشائري بقراءتي عليه، قال حدثنا عثمان بن عمرو بن المنتاب قالا: حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسين المروزي، قال أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد، قال أخبرني إسماعيل بن عبيد الله، قال حدثتني أم الدرداء، أنه أغمي على أبي الدرداء فأفاق فإذا بلال ابنه عنده فقال قم واخرج عني ثم قال: من يعمل لمثل مضجعي هذا، من يعمل لمثل ساعتي هذه "ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون" أبيتم ثم يغمى عليه فيلبث ثم يفيق فيقول مثل ذلك فلم يزل يرددها حتى قبض.

"وبه" إلى السيد الإمام رضي الله عنه أملاه في الرابع عشر من رمضان سنة ست وسبعين، قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا بشر بن موسى ومحمد بن العباس المؤدب، قالا حدثنا هوذة بن خليفة، قال حدثنا عمرو بن قيس عن عطاء عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من جهز غازياُ في سبيل الله أو خلفه في أهله بخير كان له مثل أجر الغازي من غير أن ينقص من أجره شيء، ومن فطر صائماً كان له مثل أجره".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو العباس عبد الله بن موسى بن إسحق الهاشمي، قال حدثنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا شجاع بن مخلد، قال حدثنا مروان بن معاوية، قال حدثنا إسماعيل بن مسلم عن الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر بن حفصة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا صيام على من لو يوجبه عليه من أول الليل"، قال هكذا حدثنا التنوخي على من لم يوجبه، صوابه لا صيام لمن لم يوجبه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن الشاطر قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحبلي الحربي، قال حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال حدثنا إسحق بن إبراهيم بن شاذان، قال حدثنا سعيد بن الصلت، قال حدثنا سعيد بن عمارة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال حدثنا أبو محمد بن حبان، قال حدثنا عمر بن عبد الله

يعني ابن الحسن، قال حدثنا أبي، قال حدثنا الحسين بن حفص، قال حدثنا حسين بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واقع أهله في رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اعتق رقبة، قال لا أجد، قال صم شهرين متتابعين، قال لا أقدر عليه، قال أطعم ستين مسكيناً، قال لا أجد، قال فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعرق فيه تمر خمسة عشر صاعاً، فقال خذ هذا فتصدق به، فقال يا رسول الله ما أجد أحوج إليه مني، قال كله أنت وأهل بيتك وصم يوماً واستغفر الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر الحسناباذي وأبو القاسم بن قادويه، قالا حدثنا أبو الطيب أحمد بن روح، قال حدثنا حماد بن الحسن، قال حدثنا خالد بن خداش، قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة، قال يكون في رمضان هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورها وتكون في شوال همهمة وفي ذي القعدة تمير القبائل، وفي ذي الحجة قال الحسناباذي تهرق الدماء، وقال ابن تهراق الدماء وفي المحرم وما المحرم ولفظهما سواء.

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم وابن قاذويه، قالا حدثنا عبد الله بن حبان إملاء، قال حدثنا أحمد ابن خالد الرازي، قال حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، قال حدثنا نعيم بن حماد، قال حدثنا ابن وهب عن مسلمة بن علي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "تكون هدة في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان ثم تظهر عصابة في شوال ثم تكون معمعة في ذي القعدة ثم يسلب الحاج في ذي الحجة ثم تنهتك المحارم في الحرم ثم يكون صوت في صفر ثن تتنازع القبائل في شهر ربيع ثم العجب كل العجب بين جمادى ورجب ثم ناقة مقتبة خير من دسكرة تغل مائة ألف. قال نعيم عن ابن وهب لا أعلمه، قالا إلا أن مسلمة حدثني وبينه وبين قتادة رجل لفظهما سواء.

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم وابن قاذويه، قالا حدثنا عبد الله إملاء، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد الجمال، قال حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال حدثنا عبد الله بن صالح، قال حدثني معاوية ابن صالح عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة أنه قال الحدث، قال ابن قاذويه آية الحدث في رمضان نار تكون في السماء شبيهاً بأعناق النجب أو كأعمدة الحديد فإذا رأيتها فأعد لأهلك طعام السنة، قال وربما قال آية الحدث عمود نار يطلع من السماء.

"وبه" قال أخبرنا ابن قاذويه وحده قراءة عليه، قال حدثنا عبد الله، قال حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال حدثنا محمد بن عمرو بن حبان، قال حدثنا بقية، قال حدثنا يحيى بن سعيد عن خالد بن مسعدان عن كثير بن مرة، قال: آية الحدث في رمضان، فإذا رأيتها فأعد لأهلك طعام سنة، وهو عمود من نار يطلع من قبل المشرق.

"وبه" قال أخبرنا ابن قاذويه، قال حدثنا عبد الله، قال حدثنا عبد الله بن عبد السلام، قال حدثنا بحر بن نصر، قال حدثنا بشر بن بكر، قال حدثتني أم معبد عن أخيها خالد بن معدان، قال إذا رأيتم عموداً من قبل المشرق في السماء مثل النار في رمضان فأعدوا طعام سنتكم فإنها تكون سنة جوع.

"وبه" قال أخبرنا ابن قاذويه، قال حدثنا عبد الله، قال حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن شبيب، قال حدثنا إبراهيم بن سعيد، قال حدثنا روح بن عبد الجليل، قال حدثنا نصر بن علي، قال: أول الآية حمرة تكون في السماء.

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم وعبد العزيز بن قادويه، قال حدثنا عبد الله إملاء، قال حدثنا أحمد بن خالد، قال حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري، قال حدثني محمد بن كثير عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال يكون في النصف من رمضان يوم جمعة هدة توقظ النائم وتفزع اليقظان وتفزع البكر في خدرها وتكون في شوال همهمة وتكون في ذي القعدة معمعة، وتكون في ذي الحجة تحير وتمير وقتال، قال فكان يستحبون إذا كان ذلك أن يكون عند الرجل طعام سنة، قال فكان إذ جاوز النصف من رمضان ولم يكن يوم الجمعة، قال حسان أما عامكم فقد سلمتم، قال ابن كثير أو نحوه.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق قراءة عليه، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن المعروف بابن بذينا التاجر، قال حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن مسرور الأذني، قال حدثنا سيار بن حاتم العنزي، قال حدثنا صالح المزي، قال حدثنا خليد بن حسان قال: أمسى عندنا الحسن وأمسى صائماً فأتيت بطعام فعرضت له هذه الآية "إن لدينا أنكالاً وجحيماً وطعاماً ذا غصة وعذاباً أليماً" فقال ارفع الطعام فلما كانت الليلة الثانية فأتيناه أيضاً بالطعام فعرضت له هذه الآية، فقال ارفعه فلما كانت الليلة الثالثة أتيناه أيضاً بالطعام، فقال ارفعوا فانطلق ابنه إلى أحمد

ثابت البناني وإلى يزيد الضبي ويحيى البكاء فحدثهم بحديثه فجاءوا معه، فلم يزالوا به حتى شرب شربة من سويق.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي قراءة عليه، قال حدثنا القاضي عمر بن محمد بن سنبك من حفظه، قال حدثنا أبو محمد الطوسي، قال حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني، قال حدثنا العنسي يعني عبيد الله بن محم: ذهبت لذة الدنيا إلا من أربع خصال صلاة في جماعة يكتب لك فضلها وتأمن سهوها، ومحادثة أخ صدق إن كنت على الحق ثبتك وإن زلت إلى الباطل ردك وتعود في دعة ليس لأحد عليك فيه سنة ولا لله عليك فيه تبعة وصوم يوم تجوع أوله وتظمأ وتروى آخره وتشبع ولولا ظمئي في الهواجر ما باليت أن لا أكاثر الأحياء.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء يوم الجمعة للنصف من شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قالا حدثنا بن فضيل عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من صام رمضان إيماناً واحتساباً عفر هم ما تقدم من ذنبه.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن عمران البندار بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي، قال حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن، قال حدثنا هشان بن زياد عن محمد بن محمد بن الأسود عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أعطيت أمتي في رمضان خصالاً لم يعطهن أحد كان قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطرون وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يصلون فيه إلى ما كانوا يصلون إليه ويزين الله تعالى كل يوم جنته فيقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيرون إلي فيغفر لهم في آخر ليلة من رمضان، قالوا: يا رسول الله ليلة القدر، قال لا ولكن العامل إنما يعطى أجره عند انقضاء عمله".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن قادويه قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال حدثنا زياد بن يحيى الحساني، قال حدثنا أبو عتاب الدلال، قال حدثنا جرير بن أيوب البجلي، قال حدثنا محمد بن عبد

الرحمن -يعني ابن أبي ليلة، عن أبي إسحاق مسروق عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقول ما من عبد أصبح صائماً إلا فتحت له أبواب السماء وسبحت أعضاؤه واستغفر له أهل السماء إلى أن توارى بالحجاب، فإن صلى ركعة أو ركعتين تطوعاً أضاءت له السموات نوراً وقلن أزواجه من الحور العين اللهم اقبضه إلينا فقد اشتقنا إلى رؤيته فإن هلل وسبح تلقاه سبعون ألف ملك يكتبونها إلى أن توارى بالحجاب.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب العشائري الحربي بقراءتي عليه في مسجده بشارع دار الرفيق قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمر بن المنتاب، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين ابن الحسن المروزي، قال أخبرنا الهيثم، قال حدثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار أو ابن أبي عمر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان فإن حقاً على الله أن يدخله الجنة وهاجر في سبيل الله، أو قال هاجر في سبيله أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا: يا رسول أفلا تبشر الناس بذلك، قال إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، وإذا سألتم الله عز وجل فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقة عرش الرحمن تبارك وتعالى منه تفجر أنهار الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الطاهري المغافري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين إملاء، قال حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال حدثنا شيبان بن فروخ، قال حدثنا حماد بن سلمة، قال أخبرنا إبان عن أبي الصديق عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله تعالى في كل يوم وليلة من رمضان عتقاء من النار، ولكل مسلم ومسلمة دعوة مستجابة".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال حدثنا أبو الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر عن أبيه علي بن حسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين".

" " قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال حدثنا

أحمد بن إبراهيم الموصلي، قال حدثنا أبو إسماعيل المؤدب، قال حدثنا يعقوب بن عطاء، عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قال "تسحروا فإن في السحور بركة".

" " قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصفهاني الغسال، قال حدثنا إسماعيل بن عمر البجلي، قال حدثنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم، قال حدثني الحكم عن مجاهد عن ابن عباس قال: سافر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رمضان فصام وأفطر، فمن شاء صام ومن شاء أفطر.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ، قال حدثنا أحمد بن محمد الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الشهر تسع وعشرون لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا عيسى بن دينار المؤذن مولى عمر بن الحارث الخزاعي، قال حدثني أبي عن عمرو بن الحارث أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول: ما صمت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسعاً وعشرين يوماً أكثر مما صمت معه ثلاثين.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عائشة أم المؤمنين قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لأدبه صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن زكريا بن حيويه الخراز، قال حدثنا أبو بكر بن الأنباري إملاء، قال حدثنا أحمد ابن الهيثم، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا أبو خيثمة زهير بن معاوية عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبلني وهو صائم، قالت رأيكم كان أملك لأربه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال أبو بكر: قال

اللغويون الأدب العضو والآداب الأعضاء والمورب الموفر، أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكتف موربة فأكل منها وصلى ولم يتوضأ، قال أبو بكر معناه موفرة.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أحمد بن محمد البحتري، قال حدثنا أبو عمر المستملي، قال حدثني أبو خالد هو الفراء، قال أخبرنا ابن المعارك عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله زحر عن سعد بن مسعود عن أبي الدرواء قال: أحب الموت اشتياقاً إلى ربي، وأحب الصوم تكفيراً لخطاياي، وأحب الفقر تواضعاً لربي.

"وبه" إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني رحمه الله، قال أخبرني الشيخ السديد بنيمان بن حيدر بن الحسن بن أبي عدي الكاتب الرازي الزيدي بقراءتي عليه في شهور سنة نيف وعشرين وخمسمائة، قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء في الثاني عشر من رجب سنة سبع، قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا محمد بن محمد التمار، قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال حدثنا قيس بن الربيع عن عاصم عن ذر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صيام ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر صيام الدهر وإفطاره".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو عبد الله بن حيان، قال حدثنا هبة الله بن محمد، قال حدثنا عبيد الله يعني ابن الحسن، قال حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا يحيى بن دينار، قال حدثنا الحسن عن أبي هريرة، قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث لا أدعهن حتى أموت: الغسل يوم الجمعة، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وأن لا أنام إلا على وتر.

"وبه" قال السيد حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن كيسان النحوي، قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال حدثنا عبد الواحد بن غياث، قال حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الحريري عن أبي سليم عن مجيبة الباهلية، عن أبيها وعمها أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم انطلق فعاد إليه بعد سنة، وقد تغير حاله وهيأته، فقال يا رسول الله: أما تعرفني، قال ومن أنت؟ قال أنا الباهلي الذي جئتك في عام أول، قال فما غيرك وقد كنت حسن الهيئة، قال ما أكلت طعاماً منذ فارقتك إلا بليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ولم عذبت نفسك، صم شهر الصبر ومن كل شهر يوماً، قال زدني فإن بي قوة، قال

صم من كل شهر يومين، قال زدني فإن بي قوة، قال صم ثلاثة أيام من كل شهر، قال زدني فإن بي قوة، قال صم من الحرام واترك، يقولها ثلاثاً.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حبان، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى، قال حدثني محمد بن عاصم من أصله، قال حدثنا ثومل عن سفيان عن عمرو بن دينار عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا صام من صام الأبد" قال رضي الله عنه، قال لنا أبو القاسم، قال لنا عبد الله، قال أبو عبد الله هذا الحديث لم أكتبه عن أحد سواه وهو عند الناس عن حبيب.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكربم بن عبد الواحد الحسناباذي وعبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن قاذويه، قال أبو طاهر حدثنا، وقال ابن قاذويه أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الخزاعي، قال حدثنا حفص بن عمر الحوضي، قال حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان الطبراني، قال حدثنا محمد بن أبي السراج السكري، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، قال حدثنا أيوب بن مدرك عن مكحول عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصيام حصن من حصون المؤمن، وكل عمل لصاحبه، والصيام لي وأنا أجزى به".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثني عبد الله بن محمد بن زكريا، قال حدثنا إسماعيل بن عمر، قال حدثنا أبو مريم، قال حدثني عطية عن أبي سعيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال الله عز وجل عبدي ترك شهوته من الطعام والشراب من أجلي، والصوم لي وأنا أجزى به، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لولو الوراق، قال حدثنا أحمد بن الصقر، قال حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال حدثنا عبد العزيز بن المختار، قال حدثنا سهيل بن أبي صالح

عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم -يعني قال: يقول الله عز وجل كل عمل ابن آدم له والحسنة عشر أمثالها إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به، يدع الطعام من أجلي ويدع الشراب من أجلي، وإذا أصبح أحدكم صائماً فلا يرفث ولا يفسق، وإن سب فليقل إني صائم، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة يوم يلقى ربه عز وجل ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا الغرياني، قال حدثنا حامد بن يحيى البلخي، قال حدثنا كثير بن هشام، قال حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان، قال حدثنا عمير بن هاني أنه سمع عبد الرحمن بن غنم يقول سمعت معاذ بن جبل يقول: قلت يا رسول الله حدثني بعمل يدخل به العبد الجنة إذا عمل، قال بخ بخ سألت عن عظيم وإنه يسير على من يسره الله عليه: تقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، ولا تشرك بالله شيئاً، وسأنبئك بأبواب من الخير، الصيام جنة وقيام العبد في جوف الليل يبتغي مرضاة الله ثم تلا هذه الآية: "تتجافى جنوبهم عن المضاجع".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا عازم قال حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي هند عن مطرف عن عثمان بن أبي العاص، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "الصيام جنة كجنة أحدكم من القتال".

"وبه" قال حدثنا أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد بن الخليل الحافظ إملاء بقزوين، قال حدثنا علي بن أحمد بن صالح، قال حدثنا محمد بن صالح بن عبد الله الطبري، قال حدثنا عباس بن محمد، قال حدثنا سعيد بن سالم وليس بالقداح أن روح بن زنباع سافر في أيام الصيف الطائف فنزل منزلاً فدنا منه راع فقعد يتغدى، فدعا الراعي إلى الطعام، فقال: إني صائم، فقال: في مثل هذا الحر؟ فقال: أيها الشيخ أضيغ أيامي فأنشأ يقول: ضن بأيامك يا راعي=أو حادية روح بن زنباع "وبه" إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، قال أخبرنا القاضي الإمام السيد العدل أبو الفتح نصر بن مهدي بن نصر بن مهدي بن محمد بن علي

بن عبد الله بن عيسى بن أحمد الأمير بن عيسى بن علي بن الحسين الأصغر بن علي بن أبي طالب الزيدي رحمه الله تعالى بقراءتي عليه في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وخمسمائة بالري، قال حدثنا السيد المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الإمام الموفق بالله أبي عبد الله الحسين ابن إسماعيل بن زيد الحسني الزيدي الشجري رحمه الله تعالى إملاء ثالث عشر شعبان سنة ثمان وسبعين، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن عثمان بن شاهين الواعظ، قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن محمد بن عفير الأنصاري، قال حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة أبو محمد الأصفهاني، قال حدثنا بشر بن الحسين عن الزبير -يعني ابن عدي، عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله " السائحون" قال: الصائمون.

"وبه" قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الحافظ إملاء بأصفهان، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى إملاء لفظاً في سنة ست وتسعين، قال حدثنا عبد الباقي ابن قانع بن مرزوق، قال حدثنا محمد بن العباس بن بسام الرازي، قال حدثنا سهل بن زنجله، قال حدثنا حفص بن عمر الواسطي، قال حدثنا حبيب أبو محمد عن إبراهيم عن ميسرة عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعرفة والناس مقبلون وهو يقول: مرحباً بوفد الله الذين إذا سألوا أعطوا ويستجاب دعاؤهم، ويضاعف للرجل الواحد نفقة الدرهم ألف ألف درهم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان هذه العشية هبط الله إلى السماء الدنيا وإقباله على الشيء هبوطه، فيقول يا ملائكتي عبيدي هؤلاء أتوني من كل فج عميق شعثاً غبراً ما يريدون -وهو أعلم، قال فيقولون المغفرة، قال نعم أشهدكم أني قد غفرت لهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حبان، قال حدثنا أحمد بن عمرو، قال حدثنا أحمد بن منصور بن سيار، قال حدثنا ابن مريم عن أبي لهيعة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي يونس عن أبي هريرة، قال أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن لا أنام على وتر.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد ابن كيسان النحوي، قال أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال حدثنا محمد بن مرزوق، قال

حدثنا شعبة عن يزيد الرشك عن معاذة قالت: قلت لعائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم من كل شهر؟ قالت: نعم، قلت من أيه؟ قالت: كان لا يبالي من أيه صام.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا زكريا بن خمرويه الصفار، قال حدثنا عفان بن مسلم، قال حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الحريري عن يزيد بن عبد الله بن العلاء عن مطرف عن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صيام حسن صيام ثلاثة أيام من كل شهر".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي ومحمد بن كثير، قالا حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله أنه كان لا يكاد أن يصوم، فقال: إني إذا صمت ضعفت عن الصلاة والصلاة أحب إلي من الصيام، فإن صام صام ثلاثة من الشهر.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن قاذويه قراءة عليه، قال حدثنا ابن حبان. قال حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثنا عبد الله بن عمر بن الخطابي، قال حدثنا ابن أبي داود عن ابن جريح عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من لم يدع الخنا والكذب فلا حاجة لله عز وجل في أن يدع طعامه وشرابه".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو القاسم بن إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرفي المقري، قال حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن الغرياني، قال حدثنا عمر بن علي، قال حدثنا أبو عاصم، قال حدثنا ابن جريح، قال أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعني يقول الله عز وجل: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم هو لي وأنا أجزى به والصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب، وإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرحه بفطره، وإذا لقي ربه عز وجل فرح بصومه".

"وبه" أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن يحيى بن زمويه المتوتي البكاء قراءة عليه في مسجد الحي بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الأسفاطي، قال حدثنا أبو خليفة، قال سمعت عبد الرحمن ابن بكر يقول سمعت: الربيع بن مسلم يقول، سمعت محمد بن زياد يقول،

سمعت أبا هريرة يقول، سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وآله وسلم يقول: قال ربكم تبارك وتعالى كل العمل كفارة والصوم لي وأنا أجزى به.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة قراءة عليه قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عبدان بن أحمد، قال حدثنا محمد بن بشر العطار البصري، قال حدثنا عبد الحميد الرزاد -يعني ابن الحسن الهلالي، عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصوم لي وأنا أجزى به وللصائم فرحتان فرحة يوم يلقى ربه، وفرحة عند إفطاره، ولنكهة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.

"وبه" إلى السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء في العشرين من شعبان سنة ثمان وسبعين، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فليصم فإن الصوم له وجاء".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، قال أخبرنا يوسف بن يعقوب، قال حدثنا محمد بن مرزوق، قال حدثنا شعبة عن يزيد البرشك عن معاذة، قلت والخبر مكرر قد تقدم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي العشائري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن محمد بن عفير الأنصاري، قال حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة أبو محمد الأصفهاني، قال حدثنا بشر بن الحسين، قال حدثنا الزبير ابن عدي عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال: إذا صلى الرجل تطوعاً فشاء أن يقطع صلاته قطعها إذا شاء، وإذا صام تطوعاً فشاء أن يفطر أفطر إذا شاء، وإذا طاف بالبيت تطوعاً فشاء أن يقطعه قطعه إذا شاء، وإذا أخرج مالاً ليتصدق به تطوعاً فشاء أن لا يمضيه لم يمضه.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرفي المقري، قال حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن، قال حدثنا إسحاق بن راهويه، قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

قال: "ما من حسنة يعلمها ابن آدم إلا كتبت له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، والصيام جنة، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن جابان، قال حدثنا محمد بن غيلان، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال حدثنا الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر الجررذاني، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عاصم المقري، قال أخبرنا أبو يعلى الموصلي، قال حدثنا أبو خيثمة، قال حدثنا الحسن بن موسى، قال حدثنا ابن لهيعة، قال حدثنا حي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الجيلي عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحن أو قاتل نفس".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ بن العلاف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال حدثني أبي، قال حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن محمد بن علي عليه السلام عن علي عليه السلام، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يواصل من السحر إلى السحر.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الكريم الحسناباذي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عاصم المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال أخبرنا مالك عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نهى عن الوصال، فقيل إنك تواصل، فقال إني لست مثلكم إني أطعم وأسقى ".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان، قال حدثنا هيثم بن خلف الدوري، قال حدثنا الفضل بن

إسحاق الدوري، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تقدموا الشهر بيوم ولا يومين، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوماً ثم أفطروا".

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين جعفر السلماسي البيع بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عمر محمد ابن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية الحزاز "رجع" قال السيد أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي العشائري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد المنتاب، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا يحيى بن عبيد الله قال: سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أحد يموت ألا ندم، قالوا وما ندامته يا رسول الله؟ قال إن كان محسناً ندم أن لا يكون ازداد وإن كان مسيئاً ندم أن لا يكون فرع.

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام رضي الله عنه إملاء في السابع والعشرين من شعبان، قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء من لفظه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين الجراح، قال حدثنا محمد بن العباس بن عبده الأصفهاني، قال حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي، قال حدثنا الفضيل ابن الفضل، قال حدثنا عمرو بن أبي المقدام عن المسيب بن رافع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كل حسنة يعملها ابن آدم فإنه يضاعف له ما بين العشرة أضعاف إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لا يدري أحد ما يقول فيه، يقول الله تبارك وتعالى: "عبدي ترك شهوته من الطعام والشراب والجماع وغض بصره من أجلي. فرحتان للصائم، فرحة عند إفطاره، وفرحة عن لقاء ربه".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن الأسدي، قال حدثنا حميد بن حماد بن حوار عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن ابن يزيد عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لا فعليه بالصوم فإنه له وجاء".

"وبه" أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن مضر الحذاء، قال حدثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن أبي عبد الملك عن القاسم عن أبي أمامة عن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من صام يوماً

في سبيل الله باعده الله عن جهنم مائة عام ركض الفارس الجواد المضمر".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو صالح قاضي الري، قال حدثنا بقية، قال حدثنا محمد بن أبي جميع عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن في الجنة لغرفاً يرى من باطنها كما يرى من ظاهرها، قالوا: لمن ذلك يا رسول الله؟ قال لمن أطاب الكلام وأفشى السلام وأدام الصيام وبات لله قائماً والناس نيام".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن إبراهيم بن غيلان، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا أحمد بن عبيد -يعني الترسي، قال حدثنا يزيد- يعني ابن هارون، قال حدثنا كهمش بن الحسن عن عبد الله بن شقيق، قال سألت عائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرن السور؟ قالت: المفضل، قلت: أكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي جالساً؟ قالت: حين يحطمه الناس، قلت: أكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم شهراً معلوماً سوى رمضان، قالت: لا والله ما صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شهراً معلوماً سوى رمضان يصومه كله ولا يفطر كله حتى يصيب منه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب ابن غيلان، قال حدثنا الشافعي، قال حدثنا عمير بن حفص السدوسي قال حدثنا عاصم بن علي "رجع" قال وأخبرنا ابن غيلان، قال حدثنا الشافعي، قال وحدثنا جعفر بن محمد ابن كرال، قال حدثنا عفان، قال حدثنا شعبة، قال أخبرني أبو بشر، قال سمعت أبا عمير بن أنس يحدث عن عمومته من الأنصار: أن الناس أصبحوا صياماً فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا أنهم رأوه، فأمرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يفطروا ويغدوا إلى مصلاهم.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الجهري، قال حدثنا بن الأصبغ بن عامر، قال حدثنا أبو عمران موسى بن سليمان، قال حدثنا بقية، قال وحدثنا شعبة بن جعفر بن إياس عن أبي عمير بن أنس بن مالك عن عمومته من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: أصبحوا صياماً في شهر رمضان فجاء رجلان من آخر النهار فشهدا أنهما أهلاه بالأمس، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يفطروا وأن يغدوا إلى المصلى.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا

أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن نصير، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال حدثنا زهير بن معاوية عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا انتصف شعبان فأمسكوا عن الصوم لرمضان".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال أخبرنا سفيان بن عمرو بن دينار سمع محمد بن حسن أو ابن حسين يقول سمع ابن عباس يقول: يتعجب ممن يتقدم الشهر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين".

"وبه" قال أخبرنا أبو المثنى دارم بن محمد بن زيد العطار النهشلي بقراءتي عليه في الجامع بالكوفة، قال أخبرنا أبو الطيب محمد بن الحسين التملي المعروف بابن النحاس، قال حدثنا أبو الحسن علي بن العباس عن ابن الوليد المقانعي، قال حدثنا عباد بن يعقوب، قال أخبرنا الوليد بن أبي ثور عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"لا تقدموا الشهر صوموا، لرؤيته وأفطروا فإن حالت دونه غيابة فأكملوا العدة".

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي بقراءتي عليه في جامع المنصور، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه "ح" قال السيد وأخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن محمد بن المنتاب، قالا حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا شعبة بن الحجاج عن سعيد بن إبراهيم عن أبيه أن عبد الرحمن بن عوف أتى بطعام وكان صائماً فقال: قتل مصعب بن محمد بن عمير وهو خير مني وكفن في بردة إن غطى رأسه بدت رجلاه وإن غطى رجلاه بدت رأسه وأراه، قال قتل حمزة وهو خير مني ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا، وقد حسبنا أن تكون حسناتنا قد عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن جميكان، قال سمعت النقاش يقول سمعت إبراهيم الحربي يقول سمعت

بشر بن الحارث يقول: الصلاة تبلغك نصف الطريق والصيام يبلغ بك باب الملك والصدقة تدخلك عليه.

"وبه" إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله، قال أخبرني القاضي الإمام أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، قال حدثنا والدي بقراءته علينا، قال حدثنا السيد الإمام الأجل رحمه الله تعالى إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا مسعدة ابن سعد العطاب، قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحرامي، قال حدثنا داود بن عطاء، قال حدثني زيد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن صيام رجب هذا النهي على الكراهة خشية الضعف عن صيام شهر رمضان.

"وبه" إلى السيد رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامه الطحاوي، قالا أخبرنا المزني، قالا أخبرنا الشافعي، قال أخبرنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج، قال وأخبرني عبد الحميد بن جبير بن شيبة أنه أخبره محمد بن عباد، أنه سأل جابر بن عبد الله وهو يطوف بالبيت، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهي عن صيام يوم الجمعة؟ فقال نعم ورب هذا البيت.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الرزاز، قال حدثنا محمد بن حنيفة القاضي، قال حدثنا الحسن بن جبلة -هو الشيرازي- قال حدثنا مجاشع، قال حدثنا الحسن بن عبد الله عن هارون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يوم ثلاث عشرة من البيض كتب الله له صيام ثلاث عشرة سنة، ومن صام يوم أربع عشرة كتب الله له صيام أربع عشرة سنة، ومن صام يوم خمس عشرة، كتب الله له صيام خمس عشرة سنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبدان وقاسم بن زكريا المطرز، قالا حدثنا يوسف بن حماد المفتي، قال حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن محمد بن زياد عن أبي هريرة، قال أوصاني

خليلي صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث الوتر قبل النوم، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، والغسل يوم الجمعة.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النوسي، قال حدثنا محمد بن المثنى، قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا أبو خليفة، قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجي، قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي، قال حدثنا عنبسة الغنوي عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "قال من عمل حسنة فله عشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر بن عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد المكشوف الرأس بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا أبو بكر الغرياني، قال حدثنا أبو مروان، قال حدثنا عبد العزيز عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الصيام جنة ألا فمن كان صائماً فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤ سابه أو شائمه فليقل إني صائم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا محمود بن محمد الواسطي، قال حدثنا زكريا بن يحيى، قال حدثنا الربيع بن بدر عن يونس عن الحسن، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصيام جنة ما لم يحرقه، قيل وما يحرقه "قال بكذبة أو بغيبة".

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا عبدان، قال حدثنا سعيد بن عبد الجبار، قال حدثنا أبو عبد العزيز، قال سمعت سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من رابط يوماً في سبيل الله عز وجل فيصوم يوماً في سبيل الله إلا زحزح عن الناس سبعين خريفاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا جعفر الغرياني، قال حدثنا سليم بن عبد الرحمن الدمشقي، قال حدثنا الوليد بن مسلم، قال حدثنا معاذ بن رفاعة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من صام يوماً في سبيل الله بعد الله بينه وبين جهنم

مسرة مائة عام".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علين بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد لولو الوراق، قال حدثنا أحمد بن الصقر، قال حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال حدثنا عبد العزيز بن المختار، قال حدثنا سهل بن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يقول الله تعالى كل عمل ابن آدم له والحسنة عشر أمثالها إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به، يدع الطعام من أجلي ويدع الشراب من أجلي، وإذا أصبح أحدكم صائماً فلا يرفث ولا يفسق وإن سب فليقل إني صائم، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة يوم لقاء ربه عز وجل ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن أسد، قال حدثنا أبو داود، قال حدثنا شعبة عن الأعمش عن سعيد بن جبير، قال: لأن تختلف الحناجر في صدري أحب إلي من أن أصبح صائماً ثم أفطر.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الصيرفي، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد الفتات، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال حدثنا إبراهيم بن سعيد -يعني الجوهري، قال حدثنا أبو أسامة عن محمد بن قيس الأسدي عن عبد الملك بن ميسرة، قال قال حذيفة: ما بقي أحد إلا وهو يرى في هذا الدين سخنته في عين.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن قاذويه قراءة عليه، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد إملاء في صفر سنة تسع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن التستري، قال حدثني القاسم بن زكريا أبو بكر المقري، قال حدثنا الوليد بن شجاع، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد الله بن زبيد عن طلحة بن مصرف عن عمرو بن سعد، قال: الناس على ثلاث منازل فمضت منزلتان وبقيت منزلة وأحسن ما أنتم كائنون أن تكونوا في هذه المنزلة التي بقيت ثم قرأ "للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم، قال هؤلاء المهارون وهذه منزلة وقد مضت ثم قرأ "والذين تبوأ الدار والإيمان من قبلهم" الآية ثم قال هؤلاء الأنصار، وهذه منزلة وقد مضت، ثم قرأ: "الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان" فقال قد مضت هاتان المنزلتان وبقيت هذه

المنزلة فأحسن ما أنتم كائنون عليها أن تكونوا في هذه المنزلة التي بقيت.

"وبه" إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله، قال أخبرنا القاضي الإمام السيد العدل أبو الفتح نصر بن مهدي بن نصر بن مهدي بن علي بن عبد الله بن عيسى بن أحمد الأمير بن عيسى بن علي بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الزيدي رحمه الله تعالى بقراءتي عليه في جمادة الآخرة سنة ست وثلاثين وخمسمائة سنة بالري، قال حدثنا الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الإمام الموفق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد الحسني الزيدي الشجري رضي الله عنه أملاه في الخامس من رمضان، قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن عمران بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا محمدبن يونس بن موسى، قال حدثنا عبد الله بن رجاء، قال حدثنا جرير بن أيوب البجلي، عن الشعبي عن نافع عن بردة عن ابن مسعود أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "قد هل رمضان لم يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها فقال: رجل من خزاعة حدثنا عنه يا رسول الله، قال إن الجنة لتزين من رأس الحول إلى الحول حتى إذا كان أول يوم من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش وصفقت ورق الجنة فتنظر الحول العين إلى ذلك فيقلن يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا، قال فما من عبد يصوم رمضان إلا زوج زوجة من الحور العين في خيمة من در مجوف مما نعت الله تبارك وتعالى "حور مقصورات في الخيام، على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى وسبعون لوناً من الطيب ليس فيها لون على ريح لون، لكل امرأة منهن سبعون سريراً من ياقوتة حمراء على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من استبرق، وفوق السبعين فراشاً سبعون أريكة لكل امرأة منهن سبعون وصيفة وسبعون ألف وصيفة مع كل وصيفة صحفتان من ذهب فيها لون من الطعام تجد لآخر لقمة لذة كما تجد من أولها على سرير من ياقوت أحمر عليه سواران من ذهب منسوج بياقوت أخضر هذا لكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر الشافعي في يوم الجمعة للنصف من شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال

حدثني أبو زكريا العابد يحيى بن أيوب وشريح بن يونس، قالا حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال أخبرني أبو سهل، فقال شريح في حديثه، أخبرنا أبو سهل نافع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنان وأغلقت أبواب النيران وصفدت الشياطين".

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم سبط الصالحاني الواعظ قراءة عليه، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد الغزال، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل، قال حدثنا إسماعيل بن يزيد، قال حدثنا عبد الله بن الزبير القرشي، قال حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم عن كثير بن زيد مولى المطلب عن عمر بن تميم عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا دنا شهر رمضان، قال: أظلكم شهركم هذا، ومحلوف أبي القاسم الذي يحلف به ما أطل على المسلمين شهر خير لهم منه، وما أظل على المنافقين شهر شر لهم منه، ومحلوف أبي القاسم الذي يحلف به إن الله تعالى يكتب أجره من قبل أن يدخلها هو ويكتب إصره وشقاءه من قبل أن يدخله هو وذلك أن المؤمن يعد نفقته وقوته لعبادته وإن الفاجر يعد لغفلة المسلمين وغرتهم فهو غنم للمؤمن ونقمة للفاجر.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا إبراهيم بن أحمد الحرفي، قال حدثنا جعفر بن محمد الغرياني، قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال حدثنا أبو عامر الزبير بن عبد الله، قال حدثني صفوان بن سليم، قال سمعت: أنس بن مالك يقول: افترض الله عز وجل صيام رمضان، وسن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قيامه.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن قاذويه قراءة، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير التستري، قال حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال حدثنا أبو يحيى الحماني، قال حدثنا أبو بكر الهزلي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن العباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذا حضر شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم الحسناباذي بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حسان إملاء، قال حدثنا محمد بن يحيى بن مندة، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا أبو بكر بن عباس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان

أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، ونادى مناد: يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد ابن شوكر المعدل، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن عمر بن عبد الله بن ذاذان بقراءتي عليه بقزوين في رجب سنة أربع وثلاثين، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عبيد الله بن القاسم بن سوار البزاز بنهر الدير في المحرم سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا مسبح بن حاتم العكلي، قال حدثنا حميد بن الربيع، قال حدثنا أبو هدبه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو أذن الله للسماء والأرض أن تتكلم لبشرتا صوام رمضان بالجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن محمد بن عفير الأنصاري، قال حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة أبو محمد الأصفهاني، قال حدثنا بشر بن الحسين، قال حدثنا الزبير ابن عدي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يوماً من شهر رمضان فله بكل يوم سنة، ومن صام من هذه الأشهر الحرم فله بكل يوم شهر، ومن صام من هذه الأشهر فله بكل يوم عشرة أيام وذلك قوله تعالى: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق، قال حدثنا أبو أحمد إسماعيل بن يحية بن أحمد العنسي الهمذاني، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر القطني بالقطنة، قال حدثنا أحمد بن محمد أبو عبد الله الطالقاني، قال حدثنا أحمد بن محمد بن زياد القطان بالري، قال حدثنا حرب الصفار، قال سمعت كثير النوى يقول، سمعت أبا الجارود زياد بن المنذر يقول، سمعت الإمام زيد بن علي عليه السلام يقول، سمعت أبي علي بن الحسين عليهما السلام يقول سمعت أبي الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام

أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله عز وجل خلق حوض على صلب ملك من الملائكة، وخلق منه أربعة أنهر تجري بين السماء والأرض، فنهر من ماء، ونهر من لبن، ونهر من خمر، ونهر من عسل، فأما ذلك اللبن فيشربه من لم يقطع رحمه في دار الدنيا، وأما ذلك العسل فيشربه من أدى حق الله من ماله".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين بقراءتي عليه، قال حدثنا عبد الله بن سليمان، قال حدثنا عمر بن عثمان الحمصي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا محمد - يعني ابن مهاجر، عن ابن جليس قال، قال معضد اليماني: لولا ظمأ الهواجر، وطول ليل الشتاء، ولذة التهجد بكتاب الله عز وجل لم أبال أن أكون يعسوباً.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد بن أبي عثمان الحسن بن إسحق بن إبراهيم، قال حدثنا محمد بن أحمد الزهري، قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد الزهري، قال حدثنا نافع بن سعيد قال: شهدت الموسم مع هارون أمير المؤمنين، قال فجاءوا عشرة فشهدوا أن رأينا الهلال قبل الناس بيوم، قال فاغتم هارون بذلك فقال : هذا أول حجتي وأول ولايتي، قال فجمع الفقهاء ففرقوا بينهم فاختلفت شهادتهم، فقال من أنتم؟ قالوا: من أهل كرمان من قرية فلانة فأمر بحبسهم ونادى في الناس، قال فجاء أهل كرمان فسألهم عن تلك القرية فقالوا: يا أمير المؤمنين الله منهم زنادقة لانناكحهم ولا نؤاكلهم، قال فدعاهم فقال: لا ينجيكم مني إلا الصدق فما أنتم، قالوا: نحن قوم زنادقة نجيء لنفسد على الناس حجهم، قال فدعا بالسيف والقطع فضربت أعناقهم.

"وبه" إلى السيد إملاء في التاسع عشر من رمضان، قال أخبرنا أبو طالب بن غيلان، قال حدثنا أبو بكر الشافعي إملاء، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال أخبرنا أبو عمرو الأزدي نصر بن علي، قال حدثني أبي عن أبيه عن النصر بن شيبان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال حدثنا عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر شهر رمضان، شهر افترض الله صيامه: وإني استننت للمسلمين قيامه، فمن صامه وقامه إيماناً بي واحتساباً خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد القاسم بن محمد المتوتي البقال يعرف بابن كنارى قراءة عليه، في جامع البصرة، قال حدثنا أحمد، قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد القزاز، قال

حدثنا محمد بن سليمان لوين، قال حدثنا أبو إسماعيل القتاد عن يحيى عن أبي كثيم، عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار وأبو الحسين علي بن عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن يونس بن موسى القرشي، قال حدثنا أزهر بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن عبادة بن الصامت، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اطلبوا ليلة القدر إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد علي بن الفاتح العشائري الحربي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد المنتاب الإمام الدقاق، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسين المروزي، قال وأخبرنا بن المبارك، قال حدثنا بقية بن الوليد، قال حدثني الحارث، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لكل صائم دعوة فإذا هو أراد أن يفطر فليقل عند أول لقمة يا واسع المغفرة اغفر لي".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عمر بن حفص السدوسي، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا أبو شهاب عن أبي ليلى، عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، "من جهز غازياً أو حاجاً أو خلفه في أهله أو فطر صائماً كان له مثل أجره من غير أن ينقصه ذلك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر الحسناباذي شيخ الصوفية قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال حدثنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي بمصر سنة تسع وثلاثمائة، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال حدثنا سفيان بن عينية عن الزهري، عن سالم عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن بلالاً ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي، قال حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال حدثنا حشرم، قال

حدثنا عيسى بن يونس عن التميمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يغرنكم أذان بلال أو قال نداء بلال -شك التميمي- فإن الفجر ليس بالذي هكذا ورفع يده ولكن الفجر الذي هكذا ومد أصبعه عرضاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن قاذويه قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حبان، قال حدثنا علي بن رستم، قال حدثنا حبان بن علي عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي عن عرفجة، أن علياً عليه السلام أمر رجلاً يصلي بالناس في شهر رمضان فإذا كان الوتر خرج فأوتر.

"وبه" قال أخبرنا ابن قاذويه، قال حدثنا عبد الله، قال حدثنا علي بن رستم، قال حدثنا لوين قال حدثنا حماد بن زيد عن كثير، عن الحسن أن عمر بن الخطاب، قال لو جمعنا الناس على رجل في شهر رمضان يلحق الضعيف بالقوي، ومن لا يقرأ بمن يقرأ، فشاور أهل بدر، فأجمعوا على أن يفعل، فأمر أبياً أن يقوم بالناس فكانوا ينامون بعض الليل ويقومون بعضاً وينصرفون لسحورهم وحوائجهم، وكان يصلي بهم ثماني عشرة شفعاً في كل ركعتين ويمهلهم قدر ما يقضي الرجل حاجته ويتوضأ، وكان يقرأ خمس آيات وست آيات.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا ابن حبان، قال حدثنا الحسن بن بطة، قال حدثنا رسته، قال حدثنا يوسف بن مهران، قال حدثنا النعمان عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الشهر تسع وعشرون لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا عليه".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن النصر الأزدي، قال حدثنا معاوية بن عمرو، قال حدثنا زائدة عن سماك بن حرب، عن عكرمة عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صوموا لرؤيته، وافطروا لرؤيته، فإن حال دونه غيابة، فأكملوا العدة والشهر تسع وعشرون".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن الوراق بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو سعيد عثمان بن حامد بن أحمد الثلاج، قال حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق السني، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال حدثنا موسى بن سهل الرملي عن يزيد بن خالد قال كان إبراهيم بن أدهم يقول لأصحابه في شعبان: أيش أعددتم لأخوتكم الضعفاء، فيقول له كل إنسان ما قد أعد،

فقال لرجل منهم؟ ما أعددت فقال: والله يا أبا إسحاق ما أعددت شيئاً إلا أني أريد أن أستقي للعجائز والضعفاء الماء في الشهر كله -يعمي شهر رمضان- قال فقال: ما أعد أحد أفضل مما أعدت، قال وكنت مع إبراهيم في شهر رمضان بعزة فوالله ما رأيته طعم إلا أنه يشرب الماء في السحر.

"وبه" قال أخبرنا أبو يعلى الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن ناقد الرزاز بقراءتي عليه على باب داره في درب جابر في نهر الدجاج في الجانب الغربي من بغداد، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر ابن حمدان بن مالك القطيعي إملاء، قال حدثنا إبراهيم بن موسى الجوزي، قال حدثنا محمد بن يحيى الأزرق، قال حدثني محمد بن إبراهيم، قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال حدثني عبد الصمد بن معقل بن منبه، قال سمعت وهب بن منبه قال: صامت امرأة من بني إسرائيل ستين سنة، فقيل لوهب وكيف كان أمرها؟ قال صامت أول يوم فلما أرادت أن تفطر قالت: ما أدري لعل أجلي يكون في هذه الليلة فألقى ربي عز وجل صائمة أحب إلي فلم تفطر، فلما كان من القائلة حدثت نفسها بمثل ذلك، فلم تزل كذلك حتى تمت ستين سنة ماتت وهي صائمة .

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام رضي الله عنه إملاء في السادس من محرم سنة تسع وسبعين وأربعمائة، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن سبط ابن مندويه المحدث بقراءتي في سكة الحواريين، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو بكر الغرياني، قال حدثنا محمد بن عبيد بن حسان، قال حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير، عن محمد بن المنتشر عن الحميري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثله -يعني مثل حديث قبله: "أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم".

"وبه" قال السيد الإمام أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي الكسائي المقري يعرف بالغايشي بقراءتي عليه في در "بياض في الأصل"، وأبو بكر سبط ابن مندويه ولفظ الحديث له، قالا حدثنا ابن حبان، قال حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان الواسطي، قال حدثنا عبد السلام بن عبد الحميد، قال حدثنا عبد الله بن عمرو، قال الغايشي بن عمر الرقي عن عبد الملك بن عمير عن جندب بن سفيان البجلي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل الصلاة بعد الفريضة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم"، قال

الغايشي شهر الله الذي تدعونه المحرم.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر سبط ابن مندويه، قال حدثنا عبد الله، قال حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم النبيل، قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج، قال حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال حدثنا عبد الرحمن ابن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "في شهر الله المحرم تاب الله على قوم ويتوب على آخرين".

"وبه" قال أخبرنا أبو نصر الفرحان بن أحمد بن الفرحان بقراءتي عليه بقزوين، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن حسان بن القاسم الأنباري، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال حدثنا ابن نمير، قال حدثنا محمد بن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي عليه السلام، قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ قال "إن كنت صائماً فصم المحرم، فإنه شهر تاب الله على قوم ويتوب على آخرين".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن إسحاق بن إسماعيل التكتكي، ومحمد بن عثمان البندار بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا شهر بن حوشب عن أسماء بنت عميس قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين "الله لا إله إلا هو، وإلهكم إله واحد"".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إبراهيم بن رحيم، قال حدثني أبي، قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن أبي محمد عيسى بن موسى، أنه سمع غيلان بن أنس يحدث عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن: البقرة وآل عمران وطه".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحسن بن القاسم القشيري وموسى ابن سهل أبو عمران، قالا حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا الوليد بن مسلم، قال حدثنا عبد الله بن العلاء ابن زيد، أنه سمع القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة يرفعه، قال: اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور: في البقرة وآل عمران وطه.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى، قال حدثنا أبو

عبد الرحمن عن سعيد بن أبي أيوب، قال حدثني الحسن بن ثوبان، عن هشام بن أبي رقية، أن أبا الدرداء وابن عباس كانا يقولان اسم الله الأكبر: رب رب.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم حدثنا أبو حيثمة زهير بن حرب، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد عن الوليد بن مسلم عن حمراء عن عثمان، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الحاركي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن حبان المازني البزاز، قال حدثنا إسماعيل، قال حدثنا خالد الحذاء عن الوليد بن مسلم عن حمدان عن عثمان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة" قال كذا في مسند مسدد يعلم.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي وابن منصور محمد بن محمد بن السواق بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن موسى، قال حدثنا موسى بن إسحاق، قال حدثنا خالد بن يزيد، قال حدثنا سلمة، قال سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من هلل مائة مرة وكبر مائة مرة خيراً له من عشر رقاب يعتقها ومن سبع بدنات ينحرها عند بيت الله الحرام".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المؤدب المعروف بالمكفوف قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان وقال، حدثنا عبد الله بن سعيد بن الوليد، قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، قال حدثنا يحيى بن الحشو، قال سمعت سفيان بن عينية، وسأله رجل عن الإيمان، فقال: الإيمان قول وعمل، قال يزيد وينقص؟ قال يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى منه مثل ذا وأشار بأطراف أصبعه، قال فكيف يصنع بقوم عندنا بطرسوس يزعمون إنما هو قول، قال كان القول قولهم -واستوى قاعداً- قبل أن تنزل أحكام الإيمان وشروطه إن الله عز وجل بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس كلهم كافة أن يقولوا لا إله إلا الله وأنه رسول الله، فلما قالوها حقنوا بها دماءهم وأموالهم، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم، أمره أن يأمرهم بالصلاة فأمرهم ففعلوا، والله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم، أمره أن يأمرهم أن يهاجروا إلى المدينة غبراً، فأمرهم

ففعلوا، والله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم، أمره أن يأمرهم بالرجوع إلى مكة ليقاتلوا آباءهم وأولادهم وإخوانهم أو يقولوا كقولهم ويصلوا صلاتهم ويهاجروا هجرتهم، فأمرهم ففعلوا حتى أن أحدهم أتى برأس أبيه فقال يا رسول الله هذا رأس الشيخ الكافر والله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم ولا مهاجرتهم، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم، أمره أن يأمرهم أن يطوفوا بالبيت تعبداً وأن يحلقوا رءوسهم تذليلاً فأمرهم ففعلوا، والله لو لم يفعلوا لما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم ولا مهاجرتهم ولا قتلهم آبائهم، فلما علم الله صدق ذلك من قلوبهم، قال: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" وكانت أشد الخلال عليهم ففعلوا وأتوا به سراً وعلانية قليلها وكثيرها، فلما علم الله الصدق من قلوبهم فيما يتابع عليهم من شرائع الإيمان وضروبه، فأنزل الله عليهم "اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" فمن ترك خلة من خلال الإيمان كان عندنا كافراً ومن تركها كسلاً أو تخوفاً أدبناه وكان عندنا ناقصاً، هكذا السنة يا بني، وأبلغها عني من لقيت من جماعة المسلمين.

"وبه" قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله بن رحيم الصوري الحافظ، قال أخبرنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله بن محمد قراءة عليه، قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن ساهر، قال أنشدنا منصور بن أبي إسماعيل عمر الفقيه لنفسه.

يا من سناءي عن بنيه=كما نأى عنه أبوه

الحديث الرابع عشر

ذكر عيد الفطر

وصدقة وصلاة عيد الفطر وما يتصل بذلك

أخبرنا الشيخ الأجل السيد الإمام محي الدين، وزين الموحدين، بقية السلف، أحفظ الحفاظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الوليد القرشي الصنعاني قراءة عليه بمدينة صعدة، عن الأمير الكبير شيخ العترة بدر الدين، راعي أمير المؤمنين محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الهادي إلى الحق عليه السلام، مناولة منه إلى الشيخ تاج الدين، عن السيد تاج العترة الحسن بن عبد الله بن الهادي عليه السلام، قال الشيخ أيده الله تعالى إلا ما كان معلوماً عليه منقولاً من فرع فنحن نرويه بالمناولة عن القاضي ركن الدين محمد بن عبد الله بن حمزة بن أبي النجم عن والده، عن السيد

تاج العترة الحسن بن عبد الله عن القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أخبرنا القاضي الأجل شمس الدين جمال الإسلام والمسلمين جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى رضوان الله عليه، وهو يرويه عن القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله، يرويه عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله يحيى بن الموفق بالله الحسين بن إسماعيل الشجري رحمه الله تعالى يوم الخميس شهر الله المبارك، قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز أحمد بن زمويه المتوتي البكاء في مسجد الحي بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الأسفاطي، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل الهلالي، قال حدثنا أبو معاذ نهار بن عثمان، قال حدثنا سلم بن سالم البلخي، عن سعيد بن عبد الجبار، عن توبة عن سعيد بن أبي أوس الأنصاري عن أبيه عن هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان يوم الفطر وقفت الملائكة على أفواه الطرق تنادي، يا معشر المسلمين: اغدوا إلى رب رحيم، يأمر بالخير ويثيب عليه الجزيل، أمركم بالصيام فصمتم وأطعمتم ربكم، فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا العيد نادى مناد من السماء: ارجعوا إلى منازلكم راشدين فقد غفرت لكم ذنوبكم كلها، وسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة".

"وبهذا الإسناد" إلى السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله ابن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا المقدام بن داود بن أسد بن موسى، قال حدثنا الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد عن يحيى بن الحارث الذماري، عن أبي السماء الرحبي عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فإن ذلك صيام سنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن أحمد بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال حدثني أبو زرعة عمرو بن جابر الحضرمي، قال سمعت جابر بن عبد الله يقول، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : "من صام رمضان وستاً من شوال فكأنما صام السنة كلها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو

بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن غالب، قال حدثنا عبد الصمد بن النعمان، قال حدثنا ورقاء عن إسماعيل، عن محمد بن سعد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الشهر ثلاثون والشهر تسع وعشرون".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن علي بن العلاء بن موسى الجوزجاني، قال حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن محمد بن الأسود عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أعطى أمتي خمساً في شهر رمضان لم يعطها أحد قبلها: خلوف فم الصائم عند الله أطيب من رائحة المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يصلون فيه إلى ما كانوا يصلون قبله، ويزين الله تعالى في كل يوم جنته ويقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى فيصيرون إليك، ويغفر لهم في آخر ليلة منه، قيل يا رسول الله: أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكن العامل يوفى أجره إذا انقضى عمله".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن جعفر بن أحمد بن فارس، قال حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال حدثنا سيار بن حاتم، قال حدثنا جعفر بن سليمان، قال حدثنا النصر بن حميد الكندي، عن الجارودي، عن الأحوص، عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول في آخر ليلة من شهر رمضان من هذا المقبول منا فنهنئه، من هذا المحروم المردود فنعزيه، أيها المقبول هنيئاً هميئاً، أيها المحروم جبر الله مصيبتك.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن عبد الله بن سوذب الواسطي ومحمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي، قال حدثنا الأصمعي سمعت أعرابياً يدعو بمكة فقال: اللهم لا تمنعني خير ما عندك بشر ما عندي، وإن كنت لم تقبل -زاد الواسطي ثم اتفقا- تعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصاب على مصيبته.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل السلمي الحريري، قال أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود،

قال حدثنا إبراهيم ابن سعيد الجوهري، قالحدثنا عبد العزيز بن إبان، قال حدثنا الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام، وإذا سلم رمضان سلمت السنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثنا أبو موسى الأنصاري، قال حدثنا معن، قال حدثنا مالك عن ثور بن زيد الذيلي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه ذكر رمضان فقال: لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين.

"وبه" قال أخبرنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن سمة التاجر بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقري، قال حدثنا إسحاق بن أحمد بن نافع، قال حدثنا أبو مروان العثماني، قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فافطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد شيخ الصوفية بأصفهان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا جعفر بن أحمد، قال حدثنا أبو حميد، قال حدثنا عمر بن هارون عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة الباهلي قال: من قام ليلتي العيد إيماناً واحتساباً لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن صالح العجلي، قال حدثنا ناصح عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل سبع تمرات.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا حمزة بن محمد بن الكاتب، قال حدثنا نعيم بن حماد، قال حدثنا ابن المبارك عن عبد الله بن عمر عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كبر في العيدين في الأولى سبعاً وفي الثانية خمساً.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر إملاء، قال حدثنا محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي رحيم، قال حدثنا عبد الله بن نافع عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه سئل عن هذه الآية: "قد أفلح من تزكى" قال: زكاة الفطر.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا جعفر بن أحمد بن فارس، قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقدي، قال حدثنا مروان بن محمد الطاهري، عن أبي يزيد الخولاني وكان شيخ صدق، عن سيار بن عبد الرحمن الصوفي، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زكاة الفطر طعمة للمساكين وطهرة للصائم من اللغو واللهو، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح السمسار، قال حدثنا أبو شعيب الحراني، قال حدثني يحيى بن عبد الله، قال حدثنا داود بن قيس عن عياض عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نخرج صدقة الفطر ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فينا على كل صغير وكبير ذكراً وأنثى حراً وعبداً، صاعاً من أقطر أو تمر أو زبيب، فلما كان معاوية خطب الناس فقال: أرى مدين من سمراء الشام تعدل صاعاً من تمر، فأخذ الناس، فأما أنا فلا أدع ما كنا نصنع على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك القباب، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عمران، قال حدثنا محمد بن يحيى عن أبي العدني. قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري، قال ابن عبد الصمد عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري، قال أظنه أبا العدني قال وحدثنا سفيان ابن عينية عن عبد الملك بن عمير، عن قرعة عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الفطر ويوم الأضحى.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي، قال حدثنا محمد بن مهران الحمال قال حدثنا محمد بن حرب الحمصي قال: صلى إلى جنبي محمد بن زياد يوم عيد، فلما سلم الإمام قال تقبل الله منا ومنكم، وزكى أعمالنا وأعمالكم وجعلها في موازيننا، فقلت له يا أبا سفيان: كان السلف يفعل هذا? قال نعم، إذا صلى الإمام فعل ذلك، فقال تقبل الله منا ومنكم، فقلت أبو إمامة كان يفعل ذلك? قال: نعم.

"وبه" قال أخبرنا أبو مضر عبد الواحد بن هبيرة بن عبد الملك العجلي القزويني نزيل همدان بقراءتي عليه بها، قال حدثنا الحسن علي بن أحمد بن صالح المقري، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عامر بن مرداس السمرقندي، قال أخبرنا ابن حبان، قال حدثنا ابن المبارك عن جعفر بن حبان عن الحسن في قوله عز وجل: "والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة" قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعطون ما أعطوا ويعملون ما عملوا من أعمال البر وهم يخشون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم.

"وبه" قال أنشدنا أبو الغنايم الحسن بن علي بن الحسن بن حماد المقري بالأهواز، قال أنشدني محمد بن علي الأديب ولم يذكر قائله: من سره العيد الجديد فما لقيت به سرورا

كان السرور يطيب ليلو كـان أحـبـائي حـــضـــورا

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي، قال حدثنا محمد بن العباس بن حيويه، قال أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان، قال حدثني عبد الله بن الهيثم، قال حدثني أبو جنادة قال: كان الأعمش يصلي فوق سطح آخر ليلة من شهر رمضان فسمع من بعض الدور امرأة تقول: بحرمة هذا العيد لا تنس عبدك، فشغله ذلك عن كثير من صلاته وجعل الأعمش يقول: اللهم لا تنسنا وإياها من ثواب العيد، فجعل كلما رددت ذلك دعا بهذا الدعاء، ولكا طلع الفجر سمعها تقول: فقد ذهب الصوم الذي كان عذركا، فلم يزل الأعمش يستغفر ربه من شغله طول ليلته بكلامها.

"وبه" قال أنشدنا أبو عبد الله أحمد بن عمر بن روح النهرواني رحمه الله تعالى، قال أنشدنا عبد الله بن الحسين بن أحمد بن الحجاج لنفسه: قالوا أتى العيد فاستبشر به فرحاًفقلت مالي وما للعيد هو الفـرح

قد كان ذاو النوى لم تمس نـازلةبعقوتي وغراب البين لم يصـح

أيام لم يحترق قربي البعـاد ولـميعد الشتات على شملي ولم يرح

فالآن بعدك قلبي غير مـتـسـعلما يسر وصدري غير منشـرح

فطائر طار في خضراء موبـقةعلى شفا جدول بالعشب متشـح

بالغمر من واسط والليل ما هبطتمنه النجوم ووجه الصبح لم يلـح

بكى وناح ولـولا أنـه سـبـبلشجو قلب المعنى فيك لـم ينـح

يا مزعج النوم عن أجفان مغتبـقمن السهاد وبالأحزان مصطبـح

بيني وبينك وعد ليس يخـلـفـهبعد المزار وعهد غير مطـرح

ولا سمعت بصوت فيه ذكر نوىإلا عصيت عليه كل مقـتـرح

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله تعالى، يرويه عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم الحمدوني إجازة، وهو يروي ذلك عن والده قراءة وسماعاً عن السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء في الثامن والعشرين من رمضان سنة ست، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال حدثنا عمر بن مرزوق، قال أخبرنا شعبة، عن أبي بشر عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رمضان، فقدم عليه ركب من آخر النهار فشهدوا أنهم رأوا الهلال بالأمس قال فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يفطروا، فإذا أصبحوا أن يخرجوا إلى عيدهم.

"وبه" إلى السيد رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحسن بن إسحاق التستري، قال حدثنا عياد بن يعقوب الأسدي، قال حدثنا الوليد بن أبي ثور عن سماك ابن حرب، عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تقدموا الشهر، صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن كان بينكم وبينه غيابة فأتموا العدة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال أخبرنا سفيان بن عيينة، قال حدثنا ابن عجلان عن أبي سعيد الخدري قال: ما كنا نخرج في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو صاعاً من أقط.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الناقد الزيات، قال حدثنا قاسم بن زكريا المطرز، قال حدثنا إسماعيل بن موسى، قال حدثنا أيوب بن سيار العامري، عن محمد بن عمرو بن عمر بن عطاء، عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية التي تقال لها ليلة الفطر، فقال: "إن زكاة الفطر واجبة على كل صغير وكبير، على كل حر وعبد ذكر وأنثى، صاعاً من تمر أو صاعاً من أقط أو صاعاً من زبيب".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا حجاج بن عمران السدوسي، قال حدثنا سليمان بن داود الشاذكوني، قال حدثنا محمد بن عمر الواقدي، عن عبد الحميد بن جعفر عن عمران ابن أبي أنس، عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بزكاة الفطر صاعاً من شعير أو مدان من قمح على كل حاضر وباد صغير أو كبير حر أو عبد.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا إبراهيم بن مالك القطان، قال حدثنا إسماعيل بن يزيد القطان، قال حدثنا غالب بن فرقد، قال حدثنا المبارك بن فضالة، عن أبي أيوب عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرض صدقة الفطر على الذكر والأنثى، العبد والحر، صاعاً من طعام أو صاعاً من بر.

"وبه" أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد بن مكشوف الرأس شيخ الصوفية بأصفهان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا جعفر بن أحمد بن فارس، قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، قال حدثنا مروان بن محمد، قال حدثني أبو يزيد الخولاني وكان شيخ صدق، وكان ابن وهب يروي عنه، قال حدثنا سيار بن عبد الرحمن الصدفي، عن عكرمة عن ابن عباس قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صدقة الفطر طهرة للصيام من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي، قال حدثنا حامد بن يحيى البلخي، قال حدثنا جرير عن رجل وهو عمر بن هارون، عن ذر ابن يزيد عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت، أن ر سول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من صلى ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم يموت القلوب".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن عمران الضراب، قال حدثنا حامد بن محمد بن شبيب، قال حدثنا يحيى بن أيوب، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال أخبرني داود بن قيس، عن عياض بن عبد الله عن سعد عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر فيبدأ بالصلاة، فإذا قضى صلاته قام فأقبل على الناس وهم جلوس في مصلاهم، فإن كانت له حاجة تبعث ذكره للناس، وإن كانت له حاجة بغير ذلك أمرهم بها، كان يقول تصدقوا وكان أكثر من يتصدق النساء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر مكشوف الرأس الحسناباذي، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان إملاء، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد الجمال، قال حدثنا إسماعيل بن يزيد، قال حدثنا إبراهيم بن الأشعث، قال حدثنا عبد الرحمن بن زيد العمي، قال حدثنا أخي، قال حدثني عبد الله بن بردة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان صبيحة الفطر أمر منادياً ينادي أغدوا إلى رب كريم جزيل العطاء والملائكة يقولون: إن الله تبارك وتعالى أمركم بصيام هذا الشهر فصمتم، وأطعمتموه فيما أمركم، فهلموا إلى جوائزكم فاقبلوا، فإذا فرغوا من صلاتهم نادى مناد أن ارجعوا إلى منازلكم فقد غفرت لكم.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله القرمطي، قال حدثنا عمي محمد بن عبد الرحمن العدوي، قال حدثنا عمر بن حيد الدينوري، قال حدثنا سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يكبر في العيدين اثنتي عشرة، في الأولى سبعاً وفي الآخرة خمساً، وكان يذهب في طريق ويرجع من أخرى.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري عن عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن عمرو بن مضى عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ في العيدين في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسبح اسم ربك الأعلى، وفي الآخرة بفاتحة الكتاب وهل أتاك حديث الغاشية.

"وبه" قال أنشدنا أبو الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال بن الصابي لكاتب، قال أنشدنا جدي إبراهيم بن هلال الصابي لنفسه، كتب بها إلى بعض الرؤساء في عيد الأضحى المبارك لسنة سبعين وثلاثمائة: لا تزال كل دعوة مسـمـوعةمن يد نحور بها مرفـوعـه

للرئيس الأستاذ في موسم الأضحى وفي كل موسم مجموعه

هذه جملة الدعـاء الـذي عـممت وضمت أصوله وفروعه

وقديماً أسدل اختصاري للـفظ ثغوراً من المعاني وسيعـه

قال أنشدني القاضي أبو القاسم التنوخي، قال أنشدني أبو الفرج عبد الواحد بن نصر الببغا لنفسه: أعدت سعود بهاء الدولة الفـلـكألا على فما فيه نجم غير مسعود

وقابل العيد منه حـين قـابـلـهمن ملكه كل يوم منه فـي عـيد

وليس يرضى مساعيك التي بهرتبأن يهنأ موجـود بـمـفـقـود

فالاختصار على ذا الحكم أبلغ فيصفات فضلك من إغراق تجويد

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد ابن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحسن بن إسحاق، قال حدثنا يوسف بن حماد المعنى، قال حدثنا عبد الأعلى عن هشام بن حسان، عن محمد بن جابر عن قيس بن طلق، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فافطروا فإن غم عليكم فأتموا العدة ثلاثين".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا بهلول الأنباري، قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يكبر في العيدين، في الركعة الأولى سبع تكبيرات، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات قبل القراءة.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل، قال أخبرنا أبو العباس بن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق أو جنادة عن يونس ابن عبيد عن نافع عن ابن عمر: "قد أفلح من تزكى" قال: نزلت في صدقة الفطر.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال حدثنا محمد بن جرير بن يزيد بن هارون، قال حدثنا أبو غسان المسمعي، قال حدثنا معمر بن سليمان، قال حدثنا علي بن صالح عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صدقة الفطر على الحاضر والبادي، وعلى الصغير والكبير".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك القباب، قال أخبرنا ابن أبي عاصم النبيل، قال حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال حدثنا مالك بن أنس عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرض زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على كل حر وعبد صغير وكبير من المسلمين.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن محمد، قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال حدثنا ثواب بن عتبة، قال حدثنا عبد الله بن يزيد عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يخرج زكاة الفطر حتى يطعم ولا يطعم يوم النحر حتى يذبح.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الهمداني من لفظه في المسجد الحرام حرسه الله تعالى، قال حدثني أحمد بن الحسين، قال سمعت أبا عبد الله المحاملي يقول: صليت صلاة العيد يوم فطر في جامع المدينة، فلما انصرفت قلت في نفسي: أدخل على داود بن علي أهنئه، وكان ينزل في قطيعة الربيع، قال فجئته فقرعت عليه الباب فأذن لي فدخلت عليه وإذا بين يديه طبق فيه أوراق هندبا وعصارة فيها نحالة وهو يأكل، فهنيته وتعجبت من حاله، ورأيت أن جميع ما نحن فيه من الدنيا ليس بشيء فخرجت من عنده ودخلت على رجل من مجيري القطيعة يعرف بالجرجاني، فلما علم بمجيئي إليه خرج حاسر الرأس حافي الرجلين، وقال لي ما عناه القاضي أيده الله تعالى? فقلت مهم، قال: وما هو? قلت: في جوارك داود بن علي ومكانه من العلم وأنت تكثر البر والرغبة في الخير تغفل عنه? وحدثته بما رأيت منه، فقال لي: داود شرس الخلق، أعلم القاضي أني وجهت إليه البارحة بألف درهم مع غلامي ليستعين بها في بعض أموره، فردها مع الغلام، وقال للغلام: قل له بأي عين رأيتني? وما الذي بلغك من حاجتي وخلتي حتى وجهت إلي بهذا? قال: فتعجبت من ذلك فقلت له: هات الدراهم فإني أحملها إليه أنا، فدفعها إلي، ثم قال يا غلام: ناولني الكيس الآخر، فجاءه بكيس فوزن ألفاً أخرى، وقال: تلك لنا وهذه لموضع القاضي وعناه، قال: فأخذت الألفين وجئته فقرعت بابه، فخرج وكلمني من وراء الباب، وقال: ما أراد القاضي? قلت حاجة أكلمك فيها، فدخلت وجلست ساعة، ثم أخرجت الدراهم وجعلتها بين يديه، فقال: هذا جزاء من ائتمنك على سره، إنما بأمانة العلم أدخلتك، إرجع فلا حاجة لي فيما معك، قال المحاملي: فرجعت وقد صغرت الدنيا في عيني، ودخلت على الجرجاني فأخبرته بما كان، فقال: أما أنا فقد أخرجت هذه الدراهم لله عز وجل لا ترجع في مالي هذا، فليتول القاضي إخراجها من أهل الستر والعفاف من المتجملين بالستر والصيانة على ما يراه، فقد أخرجتها من قلبي.

"وبه" قال فيما أجاز لنا الوزير أبو سعد منصور بن الحسين الآتي ونقلته من خطه، قال وأنشد يعني الصاحب لنفسه: يا قاضياً ظل أعمىعن الهلال السعـيد

أفطرت في رمضانوصمت في يوم عيد

وله: إن قـاضـينـــا لأعـــمـــىأو عـلـى عـمـد تـعــامـــى

سرق الفطر كأن الفطر أموال اليتامى

وعلى النبي وآله السلام.

 

الحديث الخامس عشر

ذكر الحج وفضله

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله تعالى، يرويه عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة وسماعاً، قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء من لفظه في يوم الخميس الثالث من ذي الحجة، قال أخبرنا أبو غانم حميد بن المأمون بن حميد المؤدب بقراءتي عليه بهمذان من أصله العتيق، قال حدثنا أحمد بن الحسن البصيري بالري قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الرحيم بن أبي حاتم إملاء، قال حدثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان، قال حدثنا زيد بن الحباب، قال حدثنا عياش بن عقبة، قال أخبرني جبر بن نعيم عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "والفجر وليال عشر، والشفع والوتر" الوتر: يوم عرفة، والشفع: يوم النحر.

"وبه" إلى السيد قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن سعد القرشي، قال حدثنا إسحاق بن سويد، قال حدثنا داود بن سليمان بن علي، عن أبيه سليمان بن علي، عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه قال: أول رحمة أنزلها الله عز وجل على الأرض في تسع وعشرين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم عدل صيامه ستين سنة. وولد إبراهيم الخليل عليه السلام أول يوم من ذي الحجة، فمن صام ذلك اليوم أعطاه الله ثواب إبراهيم عليه السلام. وأنزل الله عزل وجل زبور داود عليه السلام في سبع خلون من ذي الحجة، فمن صام ذلك اليوم تاب الله عليه كما تاب على داود عليه السلام. وكشف الله الضر عن أيوب عليه السلام في تسع خلون من ذي الحجة من يوم عرفة، فمن صام ذلك اليوم عدل صيامه السنة التي هو فيها، والسنة المستقبلة. واستجاب الله زكريا عليه السلام في أول ليلة من المحرم، فمن صام ذلك اليوم استجاب الله له دعاءه كما استجاب لزكريا عليه السلام.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال محمد بن عبد الله بن رستة، قال حدثنا عبد السلام بن عمران الحسني، قال حدثني عروة بن قيس، قال حدثني أم العيص مولاة عبد الملك بن مروان قالت: سألت عبد الله بن مسعود هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم? قال نعم، قال: ما من عبد أو أمة دعا بهذا الدعاء ليلة عرفة كذا مرة هي عشر إلا لم يسأل ربه شيئاً إلا أعطاه إياه إلا قطيعة رحم أو مأثماً: "سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر سبيله، سبحان الذي في النار سلطانه، سبحان الذي في الجنة رحمته، سبحان الذي في القبور قضاؤه، سبحان الذي في الهواء روحه، سبحان الذي رفع السماء، سبحان الذي وضع الأرض، سبحان الذي لا منجى منه إلا إليه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو القاسم بن أبي العنبر المروزي، قال حدثنا محمد بن بكار، قال حدثنا حفص بن عمر عن الشيباني، عن ابن أبي أوفى، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يوم الأضحى هذا يوم الحج الأكبر".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن أحمد، قال أخبرنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك، قال حدثنا علي بن سعيد بن شهريار، قال حدثنا يحيى بن زياد الرقي فهير، قال حدثنا فارس بن خولي، قال سمعت واصبة بن معبد على منبر الرقة يخطب، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع يقول: "أي يوم هذا? قالوا يوم حرام، قال: فأي شهر هذا? قالوا شهر حرام، قال فأي بلد هذا? قالوا بلد حرام، فقال ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا? ألا ليبلغ شاهدكم غائبكم لا أعرفنكم ترتدون من بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا إني شهدت وغبتم".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسين عبد الله بن محمد بن أحمد الحشوني البزار، قال حدثنا ابن أبي داود، قال حدثنا يعقوب بن سفين، قال حدثنا فهد بن حبان، قال حدثنا أبو بشر الفضل بن لاحق، عن محمد بن المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الحج المبرور ليس له أجر إلا الجنة".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر، قال أخبرنا الطبراني، قال أخبرنا أبو العباس بن محمد المجاشعي الأصفهاني، قال حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني، قال حدثنا أبو مطيع قاضي بلخ، عن الحسن -يعني ابن عمارة، عن الحكم عن طاووس عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو بمنى: "لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا أو بمن نزلوا، لاستبشروا بالفضل من ربهم بعد المغفرة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا بهلول الأنباري، قال حدثنا إسماعيل بن أويس، قال حدثنا كثير بن عبد الله المزني قال: كنت عند محمد بن كعب القرظي فجاءه رجل وأنا عنده، فقال يا أبا حمزة: إني رجل ضرورة لم أحج قط فعلمني مما علمك الله من أمر الحج، فقال نعم، أمعك من القرآن شيء? قال نعم، قال أتقرأ: "والعاديات ضبحاً" قال نعم، قال فاستفتح ثم اقرأ منها خمس آيات قل: "بسم الله الرحمن الرحيم. والعاديات ضبحاً. فالمغيرات قدحاً. فالمغيرات صبحاً. فأثرن به نقعاً، فوسطن به جمعاً" ثم قال: أتدري ما هذه العاديات ضبحاً? الدفع يوم عرفة. "والموريات قدحاً" هي المزدلفة. "والمغيرات صبحاً" السنة أن لا ينفر حتى يصبح. "فأثرن به نقعاً. فوسطن به جمعاً" يوم منى. ثم قال محمد: "بسم الله الرحمن الرحيم. والفجر وليال عشر. والشفع والوتر. والليل إذا يسر. هل في ذلك قسم لذي حجر". ثم قال: أتدري ما هذا? ثم قال: هذا تمام حجك الذي غدوت فيه من المزدلفة ورميت فيه آخر أيام العشر. "والشفع والوتر" من تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى. قال المزني: فما "والليل إذا يسر"? قال هذه الإقامه أسر يا ساري فلا تبيتن إلا بمنى، وإذا رميت الجمرة وحللت فقد فرغت من حجك إلا النساء والطيب حتى تطوف بالبيت قال عبد الله بن ضريس: فقال أعرابي بالموقف: إني كنت مددت يدي إليك راغباً، فطال ما كفيتني ساهياً، نعماك، تظاهر على عند الغفلة، فكيف آيس منك عند الرجعة، لست أقطع رجاءك من عظيم أيامي، وإن كنت لا أصل إليك إلا بك.

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم المقري العطار، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن الصلت بن المغلس الحامي، قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال حدثنا مرزوق أبو بكر بن طلحة كذا في كتابي، قال حدثنا أبو الزبير عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة، قالوا يا نبي الله: ولا مثلها في سبيل الله عز وجل? قال: لا إلا من عفر وجهه في التراب، وإن كان يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً أشهدكم أني غفرت لهم، فتقول الملائكة أي رب فيهم فلان وفلانة مراهق، فيقول الله عز وجل: قد غفرت لهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فما من يوم أكثر عتيق من النار من يوم عرفة.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد الجرجرايا، قال حدثنا الخضر بن داود بن البزار المكي، قال حدثنا عمر بن حفص البصري، قال حدثنا عبد الله بن محمد الواسطي عن إبراهيم بن مقسم، عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين، عن جده الحسين بن علي عليهم السلام قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعرفة والناس مقبلون، فقال: مرحباً مرحباً بوفد الله، الذين إذا سألوا أعطوا، ويستجاب دعاؤهم ويضعف للرجل نفقته بكل درهم ألف ألف درهم، ثم قال: إذا كان هذه العشية هبط الله إلى سماء الدنيا، ثم يقول سبحانه هو أعظم من ان يزول من مكانه، إقباله على الشيء هو هبوطه إليه، ثم يقول ملائكتي اهبطوا، قال فتهبط الملائكة ولو سقطت إبرة من السماء لم تسقط إلا على رأس ملك، ثم يقول: أقبلوا عبادي مغفوراً لكم ثلاثاً، قال: فيوقف في الثالثة رفعه الإمام.

"وبه" قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الحافظ إملاء، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن وأبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر، وأبو أحمد عبد الله بن عبد الوهاب الضبي وغيرهم، قالوا أخبرنا أحمد بن القاسم بن صدقة، قال حدثنا عبد الله بن أحمد البلوي، قال حدثني إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء عن أبيه عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: لما كان عشية عرفة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واقف وأقبل على الناس بوجهه فقال: مرحباً بوفد الله ثلاث مرات، الذين إذا سألوا أعطوا، ويخلف لهم نفقاتهم في الدنيا ويجعل لهم في الآخرة مكان كل درهم ألفاً، ألا أبشركم? قالوا بلى يا رسول الله قال: فإنه إذا كان في هذه العشية أهبط الله عز وجل ملائكته فهبطوا إلى الأرض، فلو سقطت إبرة لم تسقط إلا على رأس ملك، ثم يقول يا ملائكتي انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً قد جاءوني من أطراف الأرض، هل يسمعون ما يسألون? قالوا يسألونك أي رب المغفرة، قال: فأشهدكم أني قد غفرت لهم ثلاث مرات، فأفيضوا من موقفكم مغفوراً لكم ما قد سلف.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الله أعظم من أن ينزل من مكانه، ولكن نظره إلى الشيء نزول منه".

"وبه" قال حدثنا شيخنا أبو سعيد إسماعيل بن علي بن الحسين لفظاً، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عمر بن العباس القصار قراءة عليه سنة ثمان وثمانين قال أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قراءة عليه، قال حدثنا ناصر بن مرزوق أبو الفتح المقري، قال حدثنا الخصيب بن ناصح البصري، قال حدثنا حبيب أبو محمد إمام مسجد عبد الحكم عن إبراهيم بن مقسم، عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي، عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: "وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عرفة والناس مقبلون وهو يقول: مرحباً بوفد الله، الذين إذا سألوا أعطوا ويستجاب لهم دعاؤهم، ويضعف للرجل الدرهم من نفقته ألف ألف ضعف، وقال: إذا كانت هذه العشية قال الله عز وجل للملائكة اهبطوا، فلو أن أبرة ألقيت لم تقع إلا على رأس ملك، فيقول الله عز وجل يا ملائكتي ما يسألني عبادي هؤلاء الذين جاءوا شعثاً غبراً، قالوا: يسألونك المغفرة، قال فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم، انقلبوا مغفوراً لكم، انقلبوا مغفوراً لكم، فتكون الثالثة حين دفعة الإمام حين يفيض من عرفة.

"وبه" قال أخبرنا شيخنا أبو سعيد، قال حدثنا أبو الحسين الحسن بن علي بن محمد بن جعفر الديري العدلي الشاهد بقراءتي عليه في خان القرائين، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم الجعابي الحافظ، قال حدثنا الحافظ، قال حدثنا أبو الحسن بن سراج، قال حدثنا نصر بن مرزوق أبو الفتح، قال حدثنا خصيب بن ناصح، قال حدثنا حبيب أبو محمد إمام مسجد عبد الحكم، عن إبراهيم ابن مقسم عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي، عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عرفة والناس مقبلون وساق نحوه، قال وقد قيل في الحديث بدل ابن مقسم إبراهيم بن ميسرة الواسطي، رواه جماعة كذلك، وللحديث طرق كثيرة عندنا على الوجهين.

"وبه" قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الحافظ إملاء، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى إملاء لفظاً سنة ست وتسعين، قال حدثنا عبد الباقي بن قانع بن مرزوق، قال حدثنا محمد بن العباس بن بسام الرازي، قال حدثنا سهل بن زنجلة، قال حدثنا حفص بن عمر الواسطي، قال حدثنا حبيب أبو محمد عن إبراهيم بن ميسرة، عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام. قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعرفة والناس مقبلون، الحديث. قال السيد أنا اختصرته.

"وبه" قال أخبرنا شيخنا أبو سعد، قال حدثنا أبو الحسين الحسن بن علي بن محمد بن جعفر الديري العدلي الشاهد بقراءتي عليه في خان القرائين، قال حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء بن سيرة الجعابي الحافظ، قال حدثنا حفص بن عمر الواسطي، قال حدثنا حبيب أبو محمد عن إبراهيم بن ميسرة عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي، عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام، قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والناس مقبلون وهو يقول: مرحباً مرحباً بوفد الله، الذين إذا سألوا أعطوا ويستجاب دعاؤهم، ويضاعف للرجل الواحد من نفقه الدرهم ألف ألف درهم، قال القاضي أبو بكر: هكذا قال عن إبراهيم بن ميسرة.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا نوح بن حبيب القومسي، قال حدثنا أزهر بن القاسم، قال حدثنا المثنى بن سعيد، عن قتادة عن عبد الله بن ثانية عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله عز وجل ليباهي ملائكته عشية عرفة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله الكوفي، قال حدثنا أحمد بن سعيد بن عليب الصوري، قال حدثنا محمد بن مصعب الصوري، قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال حدثنا مبارك بن فضالة، قال حدثنا أبو يزيد المدني، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله عز وجل يحب الأشعث الأغبر العاج الثاج"، قال مؤمل: العاج: رافع الصوت بالتلبية، والثاج: يريد إراقة الدماء في الضحايا.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحاق النستري، قال حدثنا خالد بن يزيد المعمري، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد الليثي، عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ينزل الله عز وجل كل يوم عشرين ومائة رحمة، ستون منها للطوافين، وأربعون للعاكفين حول البيت، وعشرون منها إلى الناظرين إلى البيت".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد ابن حيان، قال حدثنا إبراهيم بن سعدان، قال حدثنا بكر بن بكار، قال حدثنا محمد بن أبي حميد الأنصاري، قال حدثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الحجاج والعمار وفد الله، إن سألوا أعطوا، وإن دعوا أجيبوا، وإن أنفقوا خلف لهم، والذي نفس أبي القاسم بيده، ما كبر مكبر على نشز من الأرض، ولا أهل مهمل على شرف من الأشراف، إلا أهل ما بين يديه وكبر حتى ينقطع منه منقطع التراب".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي، قال حدثنا الأصمعي، قال سمعت أعرابياً يقول: اللهم لا تمنعني خير ما عندك بشر ما عندي، وإن كنت لم تقبل تعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصاب على مصيبته.

"وبه" قال أخبرنا أبو عمر المطهر بن محمد بن علي العبدي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حنيش المعدل في المحرم سنة أربع وسبعين، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني بمكة سنة خمس وأربعين ومائتين، قال حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير المصري، قال حدثنا شيخ من أبله فقال له يحيى بن صالح، عن إسماعيل بن أمية عن عطاء عن ابن عباس قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الودائع: "اللهم إنك قد ترى مكاني وتسمع كلامي وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير، الوجل المشفق المضرور المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائفين، دعاء من خضعت له رقبته، وفاضت إليك عيناه وذل خده ورغم لك أنفه، اللهم لا تجعلني بدعائك شقياً، وكن بي رءوفاً رحيماً يا خير المسئولين ويا خير المعطين".

"وبه" قال أخبرناه عالياً أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عبد الملك بن يحيى بن أبي بكير المصري، قال حدثني أبي، قال حدثنا يحيى بن صالح الأبلي عن إسماعيل بن أمية عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية عرفة: "اللهم إنك ترى مكاني وتسمع كلامي، وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق المقر المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته وذل خده ورغم أنفه لك، اللهم لا تجعلني بدعائك شقياً، وكن بي رءوفاً رحيماً، يا خير المسئولين ويا خير المعطين قال لنا السيد، قال لنا ابن ريذة، قال لنا الطبراني لم يروه عن عطاء إلا إسماعيل، ولا عنه إلا يحيى، تفرد به ابن بكير.

 

الحديث السادس عشر

ذكر الأيام العشر وعيد النحر وفضلها

وما يتصل بذلك

"بالإسناد" المتقدم، قال السيد أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو العباس أحمد المازني البزار، قال حدثنا مسود، قال حدثنا يحيى عن ثور، قال حدثنا راشد بن سعد عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله بن قرط، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أعظم الأيام عند الله يوم النحر ويوم القر، وقدم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ست بدنات، أو خمس لينحرهن، فطفقهن يزدلفن إليه أيتهن يبدأ بها، قال فتكلم بكلمة خفيفة لم أفقهها، قال قلت: ما قال? قال: من شاء اقتطع".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين الجوزداني المقري، قال حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل، قال أخبرنا أبو العياس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الهمداني الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق أبو جنادة، عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام، "في أيام معدودات"، قال: أيام التشريق.

"وبإسناده" عن بسام الصيرفي عن أبي جعفر مثله.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن خليفة بن حسان عن الإمام أبي الحسين عليهم السلام مثله.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس: "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة"، قال: ذو القعدة، "وأتممناها بعشر" قال: عشر ذي الحجة.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن محمد بن سالم، عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام مثله.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن محمد بن سالم عن الإمام زيد بن علي عليهما السلام، عن آبائه عن علي عليهم السلام: "والفجر وليال عشر" قال: عشر الأضحى.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري، قال حدثنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم، في قوله عز وجل: "واذكروا الله في أيام معدودات"، قال المعدودات: أيام العشر، والمعلومات: أيام النحر.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري، عن عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أيام أحب إلى الله عز وجل فيهن العمل، أو قال أفضل فيهن العمل، من أيام العشر، قيل يا رسول الله، ولا الجهاد: قال؛ ولا الجهاد إلا رجل خرج بنفسه وماله فلا يرجع من ذلك بشيء".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، قال حدثنا جعفر بن محمد بن المغلس، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مسيرة، قال حدثنا عبد الحميد بن غزوان، قال حدثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة عن مجاهد عن ابن عمر، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله عز وجل ولا العمل فيهن أحب إلى الله عز وجل، من هذه الأيام، فأكثروا من التهليل والتحميد" يعني أيام التشريق.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، قال حدثنا أبو خلفة، قال حدثنا علي بن عبد الله المديني، قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال حدثنا حوشب بن عقيل، قال حدثني مهدي المحاربي، قال حدثني عكرمة، قال: دخلت على أبي هريرة في بيته فسألته عن صوم يوم عرفة بعرفات? فقال نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه من أصل كتابه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن هبيرة بن بريم، عن علي عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوقظ أهله في العشر الأواخر.

"وبه" قال أخبرنا السيد الإمام المرشد بالله رحمه الله تعالى، قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري عن عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أيام أحب إلى الله عز وجل فيهن العمل، أو قال أفضل فيهن، من أيام العشر، قيل يا رسول الله: ولا الجهاد? قال: ولا الجهاد إلا رجل خرج بنفسه وماله فلا يرجع من ذلك بشيء".

"وبه" قال السيد حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء من لفظه، قال حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي، قال حدثنا القاسم بن زكريا المطرز، قال حدثنا أحمد بن محمد بن نيزك، قال حدثنا الأسود بن عامر، قال حدثنا صالح بن عمر، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه قال: "ما من أيام أحب إلى الله عز وجل العمل فيهن من عشر ذي الحجة، فعليكم بالتسبيح والتهليل والتكبير".

"وبه" قال أخبرنا أبو مضر عبد الواحد بن هبيرة بن عبد الملك العجلي القزويني نزيل همذان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد صالح بن حماد المقري بياع الحديد في رجب من سنة أربع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو بشر محمد بن عمران بن الجنيد الدستكي الرازي، قال حدثنا أحمد بن الصباح النهشلي البغدادي المعروف بابن أبي سرح صاحب الكسائي علي بن حمزة، قال أخبرنا علي بن عاصم عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عمر، قال حدثنا أبو كامل، قال حدثنا عاصم بن هلال عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر عشر ذي الحجة، قال ولا مثلهن في سبيل الله? قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه في التراب"، قال وذكر عرفة فقال: "يوم مباهاة ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا فيقول: عبادي جاءوني شعثاً غبراً ضاجين من كل فج عميق، يسألون رحمتي ويستعيذون من عذابي، فلم ير يوماً أكثر عتيقاً وعتيقة من النار مثله".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن يحيى وسلم بن عصام، قالا حدثنا عبد الله ابن عمير، قال حدثنا عبد الله بن وهب البصيري ومحمد بن بكر عن سعيد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس، قال حدثني رجال مرضيون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأرضاهم عندي عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث منادياً فنادى: لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب، وذكر لنا أن المنادي كان بلالاً.

"وبه" قال لنا عبد الرحمن، قال لنا عبد الله تفرد به عبد الله بن عمير، هو ابن يزيد الزهري، يكنى أبا محمد، ولي القضاء بالكرخ.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال وأخبرنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله بن أبي سلمة، عمرو بن سليم الزرقي عن أبيه، قال بينما نحن بمنى إذا على بن أبي طالب على جمل يقول، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن هذه أيام طعم وشرب فلا يصومن أحد، واتبع الناس وهو على جملة يصيح فيهم بذلك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال حدثنا إسماعيل بن عمر، قال حدثنا حماد بن شعيب عن أبي الزبير عن أبي الخليل عن أبي حرملة، عن أبي قتادة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يوم عرفة كان ككفارة سنة ماضية وسنة مقبلة، ومن صام يوم عاشوراء-، كان كفارة سنة".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه: قال حدثنا عمر بن سعيد -يعني القراطيسي، قال حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثني إسحاق بن بهلول التنوخي، قال حدثنا الوليد بن القاسم بن الوليد، قال حدثنا الصباح بن موسى، عن أبي داود إسحاق السبيعي، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا يبقى أحد يوم عرفة في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا غفر له"، فقال رجل: لأهل المعروف يا رسول الله أم للناس عامة? قال، بل للناس عامة.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، قال حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا عروة أبو عاصم، قال حدثتني أم الفيض مولاة عبد الملك بن مروان، قال سمعت ابن مسعود يقول: من دعا بهذا الدعاء عشية عرفة ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم إلا استجيب له: سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر سبيله، سبحان الذي في القبور قضاؤه، سبحان الذي في الجنة رحمته، سبحان الذي في النار سلطانه، سبحان الذي في الهوى روحه، سبحان الذي رفع السماء، سبحان الذي وضع الأرض، سبحان الذي لا منجى إلا إليه، فقلت: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم? فقال كالمنتهر: نعم.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن عبد الله الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الجندي، قال حدثنا الحر بن عبد الله الرويسي، عن منصور قال: بينا أنا واقف بعرفات وقد وقف الناس في الموقف إذ أنا بأعرابي على عود قد جاء حتى لصق بي، ثم نزل عن بعيره فعلقه، ثم نظر يميناً وشمالاً، فلما رأى إلحاح الناس في الدعاء رفع كلتا يديه ثم قال: اللهم إن هذه العشية عشية من عشايا مناجاتك، وأحد أيام زلفتك، فيها تقضى الحوائج، بكل لسان تدعى، وكل خير من عندك يبتغى، أتتك الضوامر من كل فج عميق، أجابت إليك المهاليع من شعب للمضيق، قد أبدت لك وجوهها المصونة، صابرة على لفح السمائم، وبرد ليل التمائم، ترجو بذلك غفرانك يا غفار، يا مستراشاً من نيله، ومستعاشاً من فضله، ارحم صوت حزين يخفى ما سترت عنه لعلك تنجيه في هذه العشية من هول موقف المسألة، وهو منكر المعاتبة، حين تفردني بعملي، ويشغل عن أهلي وولدي، فإني لا أصل إليك إلا بك، إلهي فأرني الصلاح في الولد، والأمن في البلد، وعافني يا إلهي من الدهر النكر، قال منصور: فشغلني عن دعائي وملأ قلبي، فقلت يا أعرابي: هل هيأت هذا الدعاء? فقال: ما دعوت به قط إلا الساعة.

"وبه" قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن سعد بن طاوان الواسطي إملاء في جامع واسط من أصله، قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن السماك الواعظ قدم علينا واسط، قال أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصر الخلدي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، قال حدثنا هارون بن سوار، قال سمعت شعيب بن حرب يقول: بينا أطوف إذ لكزني رجل بمرفقه، فالتفت فإذا بالفضيل بن عياض، فقال يا أبا صالح: قلت لبيك يا أبا علي، قال: إن كنت تظن أنه شهد الموسم شر مني ومنك فبئسما ظننت.

"وبه" قال أخبرنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبلي، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثنا أبو الفضل الأصفهاني، قال أخبرنا بندار عن الأصمعي، قال: كان العرب تسمي ليالي الشهر وعدها، ثم قال أسماء أيام التشريق يوم النحر العدا، والثاني القرا، أي يقرون فيه، والثالث الصرم، أي ينصرم الناس وهو يوم النفر.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا موسى بن زكريا التستري، قال حدثنا الأزرق بن علي، قال حدثنا حسان بن إبراهيم عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرو الأعمش، ومنحول عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما من أيام الدنيا العمل فيها أفضل من أيام العشر، فقال رجل: ولا مثلها في سبيل الله ثلاث مرات? فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الثالثة: إلا أن لا يرجع".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لولو الوراق، قال حدثنا أحمد بن صقر، قال حدثنا محمد بن عبيد بن حسان، قال حدثنا حماد بن زيد، قال حدثنا غيلان بن جرير، قال حدثني عبد الله بن مسعد الزماني، عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله عز وجل أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله عز وجل أن يكفر السنة التي قبله".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبدان بن أبي عروبة بن صبيح عن عبد الله بن أبي يزيد، قال سمعت ابن عباس يقول: ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتحرى صيام يوم إلا يوم عاشوراء ويوم عرفة.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن ابن زيد المقري، عن موسى -يعني ابن أبي رباح، قال سمعت أبي يحدث عن عقبة بن عامر الجهني، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهن أيام أكل وشرب".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال وأخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحسن بن إسحاق التستري، قال حدثنا أبو المعافى الحراني، قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحمن، عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق. عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن صومين وعن صلاتين وعن لباسين وعن مطعمين وعن نكاحين وعن بيعتين، فأما الصومان: فيوم الفطر ويوم الأضحى، وأما الصلاتان: فصلاة بعد الغداة حتى تطلع الشمس وصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وأما اللباسان: فأن يحتبى الرجل في ثوب واحد ولا يكون بين عورته وبين السماء شيء وأن يشتمل في ثوب واحد مصطياً بغير تعطف فتدعى تلك الصما، وأما المطعمان: فإن يأكل بشماله ويمينه صحيحة متكئاً، وأما البيعتان: فيقول الرجل تبيع لي وأبيع لك. وأما النكاحان فنكاح البغي ونكاح العمة والخالة- أبو عبد الرحمن: هو خالد بن يزيد، قال محمد بن سلمة الذي روى عنه.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا النعمان عن سفين عن عبد الملك بن عمير، عن قزعة عن أبي سعيد، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى بن منده، قال حدثني أحمد بن يحيى، قال حدثنا يوسف بن بهران، قال حدثنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه نهى عن صوم يوم الفطر والأضحى.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حبان، قال حدثنا المروزي، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا عاصم بن محمد العمري، عن واقد بن محمد، قال سمعت أبي يقول، قال عبد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع: "ألا أي شهر تعلمونه أعظم حرمة? قالوا شهرنا هذا، قال: فأي بلد تعلمونه أعظم حرمة? قالوا: بلدنا هذا، قال: ألا فأي يوم تعلمونه أعظم حرمة? قالوا: يومنا هذا، قال فإن الله عز وجل قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا هل بلغت ذلك ثلاثاً كل ذلك يجيبونه نعم: فقال ويحكم أو ويلكم لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثني محمد بن العلاء، قال حدثني يحيى بن أبي طالب، قال حدثنا عبد الرحمن ابن سلمة الأزدي، قال حدثني يحيى بن كامل، قال أخبرني سفيان الثوري، قال سمعت أعرابياً وهو مستلق بعرفه يعرفه وهو يقول: إلهي من أولى بالتقصير والزلل مني وقد خلقتني ضعيفاً، ومن أولى بالعفو عني منك وعلمك في سابق، وأمرك بي محيط، أطعتك بإذنك والمنة لك، وعصيتك بعلمك والحجة لك، فأسألك بوجوب رحمتك وانقطاع حجتي وبفقري إليك وغناك عني، أن تغفر لي وترحمني، اللهم إنا أطعناك بنعمتك في أحب الأشياء إليك شهادة أن لا إله إلا الله، ولم نعص بنعمتك في أبغض الأشياء إليك الشرك بك، فاغفر لي ما بينهما، اللهم آنس المؤنسين لأوليائك، وأقرانهم بالكفاية من المتوكلين عليك، تشاهدهم في ضمائرهم وتطلع على سرائرهم، وسري اللهم لك مكشوف وأنا إليك ملهوف وإذا أوحشتني الغربة آنسني ذكرك، وإذا أصمت على الهموم لجأت إليك والاستجارة بك، علماً بأن أزمة الأمور بيدك، وأن مصدرها عن قضائك.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عمر بن محمد بن إبراهيم الخطيب بقراءتي عليه في جامع الأهواز، قال حدثنا الحسين بن محمد بن إبراهيم بن داود، قال حدثنا سفيان بن عينية، قال سمعت أعرابياً يقول في الموقف: اللهم إن ذنوبي لم تضرك، ورحمتك إياي لم تنفعك، فلا تمنعني ما لا ينفعك بما لا يضرك.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمذاني من لفظه، قال حدثنا أحمد بن صالح بن عمر البزاز، قال سمعت منصور الصياد يقول مر بي بشر بن الحارث يوم العيد وهو منصرف من صلاة العيد، فقال لي: في هذا الوقت? فقلت له يا أبا نصر: ما في البيت شيء ولا دقيق ولا خبز، فقال: الله المستعان احمل شبكتك وتعال إلى الخندق، قال منصور: فحملت الشبكة وجاء بشر فقال: إلق شبكتك وقل بسم الله، فألقيناها فوقع فيها شيء ثقيل ظننت أنه آجر، فقلت يا أبا نصر: أعني فإني أخاف أن تتخرق الشبكة، فجذبنا جميعاً الشبكة فإذا فيها سمكة كبيرة، فقال خذها وبعها واشتر لعيالك ما يحتاجون إليه، قال منصور: فدخلت من باب المدينة فاستقبلني رجل راكب على حمار، فقال بكم هذه السمكة? فقلت: بعشر دراهم، فوزن لي عشرة دراهم، فاشتريت كل ما أحتاج إليه وجئت به إلى البيت، فلما فرغوا مما يحتاجون إليه، قلت لهم خذوا زقاقتين واجعلوا لي عليهما من الحلو حتى أذهب بهما إلى بشر. فجئت إلى بشر فدققت عليه، فقال: من هذا? قلت: منصور الصياد، قال: ادفع الباب وضع ما معك في الدهليز وادخل أنت، فقلت يا أبا نصر: قد شريت للصبيان شيئاً وقد أكلوا وأكلت معهم، ومعي زقاقتان بينهما حلو، فقال يا منصور: لو ألهمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة، اذهب فكله أنت مع عيالك.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد المقنعي، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثنا عبد الواحد بن محمد الحصني، قال حدثني ميمون بن هارون، قال قيل لعباية أم جعفر ابن يحيى وهي بالكوفة في يوم أضحى: ما أعجب ما رأيت? قالت: أمري أذكرني في مثل هذا اليوم وعلى رأسي أربعمائة وصيفة، لباس كل واحدة منهن خلاف لباس الأخرى، وحليها خلاف حلي الأخرى، وأنا اليوم أشتهي لحم عيدكم هذا فلا أقدر عليه.

"وبه" قال أنشدنا أبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد البزاز، قال أنشدنا محمد بن عبد الواحد الحافظ قال أنشدنا الشبلي في يوم عيد: الناس في العيد قد سروا وقد فرحواوما سررت به والواحد الصـمـد

لما تيقنت أني غـير نـاظـركـمغمضت عيني فلم تنظر إلى أحـد

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا محمد بن صالح بن دريح، قال حدثنا أحمد بن حواش، قال حدثنا أبو الأحوص عمر بن عطاء عن ابن عبيد بن عمير عن أبيه عن ابن عمر، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا يرفع الحاج قدماً ولا يضع أخرى إلا حط الله بها عنه خطيئة، ويرفع له درجة وكتب له حسنة".

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا جعفر بن أحمد بن سنان، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا يربع أبو حازم عن الضحاك: "لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق" قال: بزكاة ماله "وأكن من الصالحين" قال: أحج.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا إبراهيم بن سعدان، قال حدثنا بكر بن بكار، قال حدثنا محمد بن أبي حميد، قال حدثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الحجاج والعمار وفد الله إن سألوا أعطوا وإن دعوا أجيبوا وإن أنفقوا خلف لهم والذي نفس أبي القاسم بيده ما كبر مكبر على نشز ولا أهل مهل على شرف من الأشراف إلا أهل ما بين يديه وكبر حتى ينقطع به منقطع التراب".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان، قال حدثنا عمر بن يزيد البصري، قال حدثنا الفضل بن عياض عن منصور عن أبي حازم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال وسمعت الثقفي يحدث عن خالد الحذاء عن أبي المليح عن نبيشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنا كنا ننهاكم عن لحومها فوق ثلاث أيام حتى سعكم فكلوا وادخروا ألا إن هذه أيام أكل وشرب".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسين عبد الله بن إبراهيم بن جعفر الزيني، قال حدثنا جعفر بن محمد بن حبيب القرشي، قال حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا أبو بكر عن هشام عن الحسين عن أبي هريرة قال: نحر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جزوراً فجاء الناس، فقال لا تنتهبوا، قال فنادى مناديه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهاكم عن النهبا، قال فجاءوا به فقسم بينهم.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن جنبل، قال حدثني أبو خيثمة زهير بن حرث، قال حدثنا عبد الله بن عبد الحميد، قال حدثنا أيوب أبو الحمل، عن عطاء السايب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الجزور في الأضحى عن عشرة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن فورك القناب، قال حدثنا محمد بن إبراهيم الحيراني، قال حدثنا بكر -يعني ابن بكار، قال حدثنا شعبة، قال أخبرنا عبد الملك -يعني ابن عمير، قال: دخلت أنا وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعلي بن أبي أوفى -يعني عبد الله، فسأله عن يوم الحج الأكبر فقال: هو يوم النحر.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا محمد بن يوسف أبو عبد الله الغطشي، قال سمعت أبا ثابت الخطاب يقول، سمعت إبراهيم بن موسى يقول: رأيت فتح الموصلى في يوم عيد أضحى وقد شم ريح القتار فدخل إلى زقاق فسمعته يقول: قد تقرب المتقربون إليك بقربانهم، وأنا أتقرب إليك بطول الحزن يا محبوب، كم تتركني في أزقة الناس محزوناً، قال ثم غشى عليه وحمل فدفناه بعد ثلاثة أيام.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمداني من لفظه، قال حدثنا مظفر بن سهل المقري، يقول قال أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروزي: دخلت على أبي بكر بن مسلم صاحب قنطرة بردان يوم عيد فوجدته عليه قميص مرقوع نظيف منظف، وقدامه قليل خرنوب يقرضه، فقلت يا أبا بكر: اليوم عيد الفطر ما حل خرنوب، فقال لي: لا تنظر إلى هذا، لكن انظر إن سألتني من أين هو أيش أقول: لأمية بن الصلت: من لم يمت غبطة يمت هرماًللموت كأس لا بد ذائقـهـا

يقال اغتبط الرجل: إذا مات شاباً، واغتبطت البعير: نحرته من غير علة: ما ذلت النفس بالخلـود وإنعاشت قليلاً والموت لاحقها

يقـودهـا قـائد إلـيه ويحدوها حثيثاً إليه سـائقـهـا

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ المروزي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن زهير بن الفضل، قال حدثنا أبو سعيد الأشج، قال حدثنا خثيم الهلالي، قال حدثني ابن المعتمر البصري: جاءني به ابن الأعمش فقال: كان عندنا شيخ إذا قيل له كيف أصبحت أو كيف أمسيت قال: لو أنك كنت تعلم حق علمإذا أيقنت أني قد فنـيت

فقال له سليمان: إن تك قد فنيت فبعد قـومطوال العمر ماتوا قد فنيت

هكذا في كتابي وصوابه "فإن تك قد فنيت": فزادك في حياتك لا تضـعـهكأنك في أهيلـك قـد أتـيت

وصرت وقد حملت إلى ضريحوفي الأموات مثلك قد نسـيت

قريب الدار منـفـرداً وحـيداًبكأس للمنـايا قـد سـقـيت

فكم حي تعاوره الليالـيسيبليه الزمان كما بليت

فكم من ثاكل تبكيك شجواًوآخر قد يسر بما لقيت

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عمر السكري، قال حدثنا إسماعيل بن سعيد -وكان ثقة مأموناً فقيهاً، قال حدثنا يحيى بن الضريس، عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على عائشة في يوم عرفة وهي تصب الماء على رأسها، فقال لها: أفطري، قالت: كيف أفطر وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي قراءة عليه، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، قال حدثنا حميد بن عبدة، قال حدثنا يزيد بن إبان عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير عن سالم عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إني كنت نهيتكم عن نبيذ الحر وإني نهيتكم عن زيارة القبور، إن الأوعية لا تحل شيئاً ولا تحرمه ألا فزوروا القبور فإنها ترق القلوب، ألا وإني كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فكلوا وادخروا ما شئتم".

"وبه" قال أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد بن لولو، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ابن مالك القطيعي إملاء، قال حدثنا عباس بن يوسف الشكلي، قال حدثني إبراهيم بن العباس الدام، قال قال عبد الله بن المبارك ووصف العباد: وما فرشهـم إلا أيامـن أزرهـموما وسـدهـم إلا مـلاء وأدرع

وما ليلهـم إلا نـحـيب ومـأتـموما نومهم إلا عشـاش مـروع

وألوانهم صفر كأن وجـوهـهـمعليها صفار عل بالورس مشبـع

مذابل قد أزرى بها الجهد والسرىإلى الله في الظلماء والناس هجع

ومجلس ذكر فيهم قد شـهـدتـهوأعينهم من خشية اللـه تـدمـع

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله إملاء من لفظه يوم الخميس الحادي عشر من ذي الحجة، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين المقري الجوزداني بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق أبو جنادة، عن أبي الجارود عن أبي جعفر عن آبائه عن علي عليهم السلام: "الوشفع" يوم الأضحى "والوتر": يوم عرفة.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال حدثنا محمد بن أبي السرى العسقلاني، قال حدثنا عمران بن عيينة، عن عطاء ابن السايب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفطر فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان ولا إقامة، ثم ركب راحلته فخطب عليها، ثم أتى النساء فخطبهن وحضهن على الصدقة، فقال: تصدقن يا معشر النساء، وكانت المرأة تلقي ثوبها وخاتمها وقرطها، فجمع ذلك إلى بلال في ثوبه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا الحسن بن أحمد المالكي، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا حاتم بن إسماعيل، قال حدثنا محمد بن غيلان، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقعد يوم الجمعة والفطر والأضحى على المنبر، فإذا سكت المؤذن يوم الجمعة قام فخطب ثم يجلس ثم يقوم فيخطب ثم ينزل فيصلي.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر: أن علياً عليه السلام سئل عن رجل قال لامرأته أنت طالق إن لم أصم يوم الأضحى، فقال علي عليه السلام: إن صام فقد أخطأ السنة وخالفها، فالله ولي عقوبته ومغفرته ولم تطلق امرأته، فقال ينبغي للإمام يؤدبه بشيء من ضرب.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الخاركي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن حيان المازني البراز، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى عن ثور، قال حدثنا راشد بن سعد عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله بن قرط، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أعظم الأيام عند الله يوم النحر ويوم القر وقدم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ست بدنات أو خمس لينحرهن، فطفقن يزدلفن إليه أيتهن يبدأ بها، قال فتكلم بكلمة خفية لم أفقهها، قال قلت: ما قال? قال: من شاء اقتطع.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد الرمكي بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن الحسن الأزدي، قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي، قال حدثنا مفضل بن صالح، عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بديل بن ورقاء فنادى أيام التشريق: لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري عن سعيد بن أبي أيوب، قال حدثنا عياش بن عياش "رجع" قال السيد وأخبرنا محمد، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا بكر بن سهل، قال حدثنا عبد الله بن يوسف، قال حدثنا ابن لهيعة، قال حدثني عياش بن عياش، عن عيسى بن بندار الصيرفي عن عبد الله بن عمر: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله أقرني، قال: أقريك من ذوات الحواميم، قال يا رسول الله: ثقل لساني وغلظ كبدي، قال: أقريك من ذوات "آلر" فقال له مثل قوله، فقال له: أقريك من ذوات المسبحات، فقال له مثل قوله الأول فقال عليك بالسورة الجامعة القارة فأقرأه إذا زلزلت الأرض زلزالها. فقال الأعرابي حسبي، ثم أدبر وناده النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فرجع فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إني أمرت بالأضحية فانسك نسيكة يوم الأضحى، فقال يا رسول الله: أرأيت إن لم أجد إلا شاة أهلي، قال لا، ولكن أقصص شاربك وقلم أظافرك فإنه من تمام أضحيتك، زاد المقري في حديثه وتحلق عانتك.

"وبه" قال أخبرناه أبو منصور محمد بن محمد السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى الحديث. وهو على لفظ الطبراني.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن يزيد بن أوس قال: كان علقمة يكثر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من يوم النحر يكبر في العصر، فسألت إبراهيم كيف التكبير? فقال يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد ابن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي، قال حدثنا حسن الأشيب وأبو سعيد مولى بني هاشم، قالا حدثنا أبو معاوية، قال حدثنا عبد الله بن هبيرة عن عبد الله بن زريرة أنه قال: دخلت على علي بن أبي طالب عليه السلام قال: حسن يوم الأضحى، فقرب إلينا خزيرة، فقلت أصلحك الله، لو قربت إلينا من هذا البط -يعني الوز، فإن الله قد أكثر ذلك، فقال يا بن زرير: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان: قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين يدي الناس".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد بن عبد الله المكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أنا محمد بن سليمان أخبرنا يونس بن عبد الأعلى وبحر بن نصر، قالا أخبرنا يحيى بن حبان، قال أخبرنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن رزين الغافقي قال: دخلنا على علي بن أبي طالب عليه السلام يوم أضحى فقرب إلينا خزيرة، فقلت يا أمير المؤمنين: إن الله عز وجل قد أكثر الخير فأين البط والإوز? فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان: قصعة يأكلها هو وعياله، وقصعة يطعمها".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف العطشي سنة خمس وتسعين ومائتين، قال سمعت أبا ثابت الخطاب يقول، سمعت إبراهيم بن موسى يقول: رأيت فتح الموصلي يوم عيد وقد رأى على الناس الطياليس والعمائم، قال فقال لي يا إبراهيم: ما ترى ثوباً يبلى وجسداً تأكله الدود غداً? هؤلاء قوم أنفقوا خزائنهم على بطونهم وظهورهم، ويقدمون على ربهم مفاليس.

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثنا عبد الواحد بن محمد الحصيني، قال حدثني ميمون بن هارون، قال قيل لعبابة أم جعفر بن يحيى وهو بالكوفة يوم أضحى: ما أعجب ما رأيت? قالت: أمري أذكرني في مثل هذا اليوم وعلى رأسي أربعمائة وصيفة لباس كل واحدة منهن خلاف الأخرى، وحليها خلاف حلي الأخرى، وأنا اليوم أشتهي من لحم عيدكم هذا فلا أقدر عليه.

"وبه" قال أنشدنا أبو الغنائم الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن حماد المقري، قال أنشدني ابن علي الأديب لآخر: من سره العيد فما سـرنـيبل زاد في شجوي وأحزاني

لأنه ذكرني مـا مـضـىمن عهد أحبابي وإخوانـي

قال وأنشدونا للشبيلي: عيد مقيم وعيد الناس منصـرفوالقلب مني عن اللذات منحرف

ولي قرينان مالي منهما خلـفطول الحنين وعين دمعها يكف

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام الأجل نور الله قبره في يوم الخميس الثاني من ذي الحجة إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبيد بن غنام، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة "رجع" السيد قال وأخبرنا أبو العلا محمد بن أحمد بن العلا بن الشاه الصعدي خطيب المهرجان قرية من قرى خان لنجان قدم علينا أصفهان قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان أبو الشيخ إملاء، قال أخبرنا محمود بن محمد الواسطي، قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قالا حدثنا هاشم بن القاسم، قال حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن قيس عن الحر بن صباح في رواية أبي الشيخ الصباح بالألف واللام عن هنيد بن خالد الخزاعي عن حفصة قالت: أربع لم يكن يدعهن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام، من كل شهر - زاد أبو الشيخ: والركعتين قبل الغداة.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا إبراهيم بن سعدان، قال حدثنا بكر بن بكار، قال حدثنا محمد بن أبي حميد، قال حدثنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عرفة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي شيخ الصوفية بأصفهان المعروف بمكشوف الرأس، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن أبي مرة مولى عمرو بن العاص: أنه دخل وعبد الله بن عمرو على عمرو بن العاص وذلك الغد أو بعد الغد من يوم الأضحى، فقرب عمرو إليهم طعاماً، فقال له عبد الله: إني صائم، فقال عمرو: فأفطر فإن هذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمرنا بإفطارها وينهى عن صيامها، قال أبو مرة: فأفطر عبد الله وأكل وأكلنا معه.

"وبه" قال حدثنا المزني، قال هكذا يقول الداوردي عن أبي مرة مولى عمرو بن العاص ومن سواه ابن مالك ومن الليث من رواة هذا الحديث يقولون: أبو مرة مولى عقيل بن أبي طالب، وهو في الحقيقة مولى أم هانى بنت أبي طالب.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحسين بن إسحاق، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا إبراهيم بن إسماعيل عن السكوتي عن إبراهيم بن إسماعيل، عن أبي حنيفة عن داود بن الحصيني عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أرسل أيام منى صائحاً يصيح أن لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيا أكل وشرب وبعال" والبعال: وقاع النساء.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الجراحي، قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن هارون الأنباري، قال حدثنا إسحاق بن خالد بن يزيد البالسي، قال حدثنا محمد بن مصعب، قال حدثنا روح بن مسافر، عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما من عمل أفضل عند الله من العمل في أيام العشر، فقال رجل من الناس يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل? قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم، قال حدثنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبيد الله السراج، قال حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال حدثنا عثمان -يعني ابن أبي شيبة، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن مجاهد وأبي صالح ومسلم البطين، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أيام العمل الصالح يعمل فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني أيام العشر، قال ولا الجهاد في سبيل الله? قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع بشيء".

"وبه" قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن سعيد بن طاوان الواسطي إملاء في جامعها، قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أحمد بن السماك الواعظ، قدم علينا واسط، قال أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصر الخواص المعروف بالخلدي، قال حدثنا علي بن سعيد بن قتيبة الزملي، قال حدثنا ضمرة بن ربيعة القرشي، عن ابن شوذب عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي بن أبي طالب عليه السلام، قال ألست أولى بالمؤمنين? قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، قال عمر بن الخطاب: بخ بخ يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، قال فأنزل الله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم"، قال ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب الله صيام ستين شهراً، وهو يوم هبط جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة، أول يوم هبط إليه.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا معاذ بن المثنى، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا خالد عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبد الله بن أحمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن عيسى الكلاني، قال حدثنا أبو الحريش، قال حدثنا جبارة، قال حدثنا سعاد بن سليمان الكاهلي، قال حدثنا ثابت بن أبي صفية أبو حمزة، قال أخبرني من سمع عمران بن حصين يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لفاطمة عليها السلام: اشهدي أضحيتك فإن لك بكل قطرة من دمها كفارة لكل ذنب أصبتيه، قالت يا رسول الله: شيء خص الله به أهل نبيه فهم أهل لما خصهم الله به? فقال يا فاطمة: هي للناس عامة في نحرهم.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن محمد بن مسقلة، قال حدثنا علي بن المنذر، قال حدثنا ابن فضيل، قال حدثنا محمد بن عبيد الله عن خالد بن سمة عن الشعبي عن البراء، قال صلينا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم العيد، فلم نصل قبله ولا بعده.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبيد بن غنام، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا جرير عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن حبيب عن النعمان: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ في العيدين والجمعة: "سبح اسم ربك الأعلى" و"هل أتاك حديث الغاشية"، وإذا اجتمع العيدان في يوم قرأ بهما جميعاً.

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام الأجل رحمه الله تعالى يوم الخميس التاسع من ذي الحجة إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا بشر بن موسى ومحمد بن العباس المؤدب والحسن بن المتوكل، قالوا: حدثنا هوذة بن خليفة، قال حدثنا ابن عون، عن محمد بن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: لما كان ذات يوم ركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناقته ثم وقف فقال: أتدرون أي يوم هذا? فسكتنا حتى رأينا أنه سيسميه سوى اسمه، فقال: أليس يوم النحر، فقلنا بلى، ثم قال: أتدرون أي شهر هذا? فسكتنا حتى رأينا أنه سيسميه سوى اسمه، فقال: أليس ذا الحجة? فقلنا: بلى، قال: أتدرون أي بلد هذا? فسكتنا حتى رأينا أنه سيسميه سوى اسمه، فقال: أليس البلد الحرام? قلنا بلى، قال: فإن أموالكم وأعراضكم، ودماءكم حرام عليكم، مثل يومكم هذا، ومثل شهركم هذا، ومثل بلدكم هذا، ألا ليبلغ الشاهد الغائب مرتين، فرب مبلغ أوعى من مبلغ، ثم مال على ناقته إلى غنمه، فجعل يقسمهن بين الرجلين الشاة الثلاثة الشاة.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن السقطي، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا حميد عن أنس بن مالك، قال قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما، فبدلكم الله بهما يومين خيراً منهما: يوم الفطر، ويوم النحر.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إبراهيم بن دحيم، قال حدثنا أبي، قال حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب يوم النحر على راحلته. سليم: هو ابن عامر الجبابري القلاعي من أهل الشام، كنيته أبو يحيى، يروي عن أبي أمامة.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسن المكتبي، قال سمعت محمد بن محمد بن عبد الله الجرجاني، قال قرأت على قبر بالسوس: وليس للميت فـي قـبـرهفطر ولا أضحى ولا عشر

نأى عن الأهل على قربـهكذاك من أسكنه القـبـر

"وبه" إلى السيد الإمام رضي الله عنه أملاه في الثامن والعشرين من ذي القعدة، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا يوسف بن إسماعيل الأصم البغدادي، قال حدثنا محمد بن صدران السلمي، قال حدثنا معتمر بن سليمان عن الفضيل بن ميسرة، عن أبي جرير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من عمل أحب إلى الله عز وجل من عمل في عشر ذي الحجة، إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لا يرجع". أبو جرير: هو عبد الله بن الحسين قاضي سجستان.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال فيما كتب إلى أبو جعفر الحضرمي محمد بن عبد الله بن سليمان، قال حدثنا جندل بين والق، قال حدثنا محمد بن عمرو عن عياد الكلبي، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن حسين عن فاطمة الصغرى. عن حسين بن علي عن أمه فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية عرفة فقال: إن الله باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي خاصة. وإني رسول الله إليكم غير محاب لقرابتي، إن السعيد كل السعيد حق السعيد من أحب علياً في حياته وبعد مماته.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن عمر بن عبد الله بن زاذان بقراءتي عليه بقزوين، قال حدثنا محمد بن الحسن بن الفتح، قال حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي، قال حدثنا أبو محمد هاشم بن القاسم الحراني بحران، قال حدثنا يعلى بن معاوية العقيلي، قال حدثني عمي عبد الله بن جراد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يوم عرفة مقيماً في أهله وليس مسافراً يعدل صيامه سنتين سنة قبلها وسنة بعدها".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الهمداني الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين عن عبد الله بن شبرمة عن الشعبي عن جابر بن عبد الله "لا تقدموا بين يدي الله ورسوله" قال: في الذبح يوم الأضحى.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن عمر الوراق يوم الأحد الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وثلاثمائة في مجلس أبي حفص الزيات قراءة عليه وأنا أسمع، قال حدثنا أبو أحمد إسماعيل بن يحيى بن أحمد العنسي الهمداني، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر القطني بالقطنة، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الطالقاني، قال حدثنا أحمد بن زياد محمد بن القطان بالري، قال حدثنا حرب الصفار، قال سمعت كثير النوى يقول، سمعت أبا الجارود زياد بن المنذر يقول، سمعت الإمام الشهيد أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام يقول، سمعت أبي علي بن الحسين عليهما السلام يقول، سمعت أبي الحسين بن علي عليهما السلام، عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا كان يوم القيامة حشر الله الأيام على هيئة الجسم فجعل رأس الأيام يوم الجمعة، ويدها اليمنى أيام عرفات، ويدها اليسرى أيام الترويات، وجعل أجنحتها أيام الأعياد والأضاحي، وجعل قلبها شهر رمضان وجعل أرجلها أيام العشر".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو، قال حدثنا معاذ بن سهل، قال حدثنا الأزرق بن علي، قال حدثنا حسان بن إبراهيم، قال حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش وحبيب بن أبي عمرو عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما من عمل في أيام أفضل منه في هذه الأيام -يعني أيام العشر، فقال رجل: ولا الجهاد في سبيل الله? قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا من لم يرجع".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحيم بن أبي السرى البكائي، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا محفوظ بن نصر الهمداني كوفي ثقة، قال حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر عن محمد بن علي عن جابر ابن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كبر في الأضحى يوم عرفة وقطع آخر أيام التشريق.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن سليمان المخزومي الدقاق، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب، قال حدثنا بشر بن الوليد أبو الوليد القاضي، قال أخبرنا شريك بن عبد الله عن جابر، عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "كتب على النحر ولم يكتب عليكم، وأمرت بركعتي الضحى ولم تؤمروا بهما".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن بشران، قال أخبرنا أبو الحسين علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، قال وحدثنا دعلج بن أحمد، قال حدثنا أحمد بن علي الأبار "ح" قال السيد وأخبرنا محمد بن الملك، قال أخبرنا أبو الحسن الدارقطني، قال وحدثنا محمد بن الحسن بن محمد، قال حدثنا محمد بن إسحاق السريع، قالا حدثنا محمد بن رافع، قال حدثنا يحيى بن آدم، قال حدثنا أبو يعقوب الخراساني وهو إسحاق بن راهويه، قال حدثني يحيى بن سعيد القطان عن أبي بكر عن عكرمة، عن ابن عباس أنه كان يكبر غداة عرفة إلى آخر أيام التشريق صلاة العصر.

"وبه" قال أخبرنا ابن بشران، قال أخبرنا الدارقطني، قال حدثنا أبو محمد بن صاعد وعبد الكريم ابن أحمد الدقاق والقاضي الحسين بن محمد بن إسماعيل المحاملي، قالوا حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن أبي بكار الحكم بن فروح عن عكرمة عن ابن عباس: أنه كان يكبر من صلاة الغداة يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، قال لنا ابن بشران، قال لنا الدارقطني خالفه خصيف، روى عكرمة عن ابن عباس أنه كان يكبر صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، قال ابن المبارك وغيره عن شريك عن خصيف، وخالفه إسرائيل عن خصيف فقال: من صلاة الظهر يوم عرفة.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر الجوزداني، قال أخبرنا أبو مسلم المديني، قال أخبرنا أبو العباس ابن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثني أبي، حدثنا ناحصين عن موسى بن جعفر ومحمد ومسلم ويحيى بن عبيد الله والحسن بن زيد وعبد الله بن محمد بن عمر، عن آبائهم عن علي بن أبي طالب عليه السلام، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث منادياً في أيام التشريق أنها أيام أكل وشرب فلا تصوموها.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسين محمد بن النظفر بن موسى الحافظ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي قال حدثني المزني، قال حدثنا الشافعي، قال حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله بن أبي سلمة عن عمرو بن سليم الزرقي، قال: بينما نحن يمنى إذا علي بن أبي طالب عليه السلام على جمل يقول، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن هذه أيام طعم وشرب فلا يصومن أحد، فاتبع الناس وهو على جمله يصيح بذلك.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عبدان بن أحمد، قال حدثنا زيد بن الحريش، قال حدثنا عبد بن خداش عن العوام بن حوشب، عن عطاء عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضحي بكبشين أملحين، يضع رجله على صفائحهما إذا أراد أن يذبح ويقول: "بسم الله اللهم منك ولك تقبل من محمد".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه، بانتقا عبد الغني الحافظ عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن لولو، قال حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم، قال حدثنا محمد بن بكار، قال حدثنا حفص بن عمر عن سليمان الشيباني عن عبد الله بن أبي أوفى، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يوم الأضحى يوم الحج الأكبر".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين، قال حدثنا محمد بن بكير، قال حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث وابن لهيعة والليث بن سعد، عن سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز عن البراء بن عازب، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "أربع لا يجزين في الضحايا: العور البين عورها، والعرجاء البين ضلعها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تبقى".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه، بانتخاب عبد الغني بن سعيد الحافظ، قال حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين النهلي بالكوفة، قال حدثنا عبد الله بن زيدان، قال حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال حدثنا عمران بن إبان، قال حدثنا شعبة عن مالك بن أنس عن عمرو بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان عنده ذبح أراد أن يذبحه وأراد أن يضحى فإذا كان هلال ذي الحجة فلا تأخذن شعراً ولا تلقن ظفراً" قال عمران: سألت مالك بن أنس عنه فقال ليس من حديثي، فقلت لجلسائه: حدثنا بهذا الحديث إمام العراق شعبة ويقول ليس من حديثي، فقالوا: إنه لم يأخذ، قال ليس من حديثي، قال عبد الغني: لم يسنده عند مالك إلا شعبة وهو في الموطأ موقوف على أم سلمة.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق العسكري قراءة عليه سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن معباس اليزيدي إملاء، قال حدثنا الرياشي، قال حدثنا أبو عاصم عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد عن عبد الله بن لحى عن عبد الله بن قرط، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "أفضل الأيام يوم النحر ثم الذي يليه وهو يوم القر يوم يستقر الناس" وقربت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم خمس بدنات، أو قال ست أو قال سبع، فجعلن يزدلفن إليه يأتيهم يبدأ، فلما وجبت جنوبها قال كلمة لم أفهمها، وقال لم أفقهها، فقلت للذي يليني: ما قال? قال من شاء فليقتطع.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن عمر بن عبد الله بن زاذان بقراءتي عليه بقزوين في رجب سنة أربع وثلاثين، قال حدثنا أبو بكر النهرويري، قال حدثنا مسبح، قال حدثنا عباس بن عبد العظيم قال حدثنا بشر الحافي، قال رأى الفضيل بن عياض سائلاً يسأل عشية عرفة بالموقف، فقال له: تسأل غير الله في هذا المكان? قال وفتح المنصور الحجي الكعبة لهشام بن عبد الملك، فلما دخل قال يا منصور: سلني حوائجك? فقال يا أمير المؤمنين: إني لأستحي من الله أن أسأل في بيت الله غيره.

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الكنى أسعده الله تعالى يرويه عن القاضي أبي منصور الحمدوني إجازة يرويه عن والده قراءة وسماعاً، يرويه عن السيد الإمام رضي الله عنه إملاء سلخ ذي القعدة سنة ثمان، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح بن شاهين، قال أخبرنا أبو طالب عبد الله بن الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري، قال حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة أبو محمد الأصفهاني، قال حدثنا بشر بن الحسن عن الزبير بن عدي. عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله تعالى: "أيام معدودات" قال: هن أيام التشريق. وعن ابن عباس في قوله تعالى: "ثلاثة أيام في الحج" قال: قبل التروية بيوم، ويوم التروية، ويوم عرفة.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن داود المكي، قال حدثنا عمرو بن مرزوق، قال حدثنا شعبة عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة، قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله? قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله ثم لا يرجع من ذلك بشيء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن علي أبو عبد الله، قال حدثنا نصر بن علي، قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، قال حدثنا أيوب عن أبي صالح عن أبي هريرة. قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور لا جزاء له إلا الجنة".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الحرقي، قال حدثنا قاسم بن زكريا، قال حدثنا عمران بن موسى، قال حدثنا عبد الوارت بن سعيد، قال حدثنا يحيى بن أبي إسحاق عن عبدة بن أبي لبابة، عن حبيب بن أبي ثابت، قال حدثني أبو عبد الله مولى عبد الله بن عمر، وقال حدثني عبد الله بن عمرو ونحن نطوف بالبيت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما من أيام العمل فيهما أحرى من أيام العشر. قالوا يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله? قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الأزجي، قال حدثنا أبو بكر المفيد بجرجرايا، قال حدثنا جعفر بن محمد، قال حدثنا أبو جعفر العقيلي، قال حدثنا زهير بن معاوية، قال حدثنا إبراهيم بن المهاجر عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكر الأعمال فقال: "ما من أيام أفضل فيهن العمل من هذه الأيام العشر، قالوا يا رسول: ولا الجهاد في سبيل الله? قال فأكبره، قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا أن يخرج الرجل بنفسه وماله في سبيل الله ثم يكون مهجة نفسه فيه".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمود بن محمد الواسطي، قال حدثنا زكريا بن يحيى بن حمويه، قال حدثنا شريك عن جابر عن عكرمة عن ابن عباس، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كتب علي النحر ولم يكتب عليكم، وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا بها".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن حمدان العاقولي، قال حدثنا جعفر بن أحمد بن محمد الصباح الجراجراي، قال حدثنا أبو مصعب الزهري قراءة عليه، قال حدثنا الحسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهم السلام عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحر بدنة بيده بالحربة قياماً، وقال هذا النحر وكل، ثم أمر بكل جزور فأخذ منها بضعة فطبخت، فأكل النبي صلى الله عليه وآله وسلم من لحومها وشرب من مرقها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حيان، قال أخبرنا أبو يعلى الموصلي، قال حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب، قال حدثنا عبد الله بن عبد الحميد، قال حدثنا أبو الجمل اليماني أيوب اسمه، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجزور في الأضحى عن عشرة".

"وبه" قال أخبرنا محمد هذا، قال أخبرنا ابن حيان هو أبو محمد، قال حدثنا أبو يعلى، قال حدثنا هاشم، قال حدثنا عبيد الله عن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال: كنا لا نمسك لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نأكل ونتزود.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أبو مسلم الكشي، قال حدثنا عبد العزيز بن الخطاب، قال حدثنا بنداق عن علي بن أبي حيان، عن عكرمة عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الأضحى على فريضة وهو عليكم سنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر المفيد بجرجرايا، قال حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، قال حدثنا عبيد الله بن سعد عن الزهري، قال حدثنا عمي، قال حدثنا شريك عن شعبة، عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يضحي بكبشين أملحين ويسمي ويكبر، ولقد رأيتهما يذبحهما بيده واضع قدمه على صفاحهما.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال حدثنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن فهد الموصلي قال حدثنا أحمد بن يعلى بن عمير الموصلي قال حدثنا غسان بن الربيع بن خثيم مولى الشعبي، عن عامر أنه قال: إذا ذبحت أضحيتك فقل: بسم الله وبالله والله أكبر، اللهم منك وإليك تقبل مني إنك أنت السميع العليم.

"وبإسناده" عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو بعرفة في الموقف ويده في صدره كاستطعام المسكين.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان، قال حدثنا أبو علي أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم الأصفهاني العدل إجازة، قال حدثنا أبو محمد عبد الرحيم بن أبي حاتم إملاء، قال حدثنا أبو زرعة، قال حدثنا محمد بن المصفى المحصي، قال حدثنا بقية بن تمام بن نجيح عن عطاء الخراساني، قال: خمس ليال من أقامهن: أول ليلة من رجب يقومها ويصبح صائماً، وليلة النصف من شعبان يقومها يصبح صائماً، وليلة الفطر يقومها ويصبح مفطراً، وليلة الأضحى يقومها ويصبح مفطراً، وليلة عاشوراء يقومها ويصبح صائماً كتب الله له أجر شهيد في حياته وبعد مماته.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحضرمي، قال حدثنا محمد ابن حرب الواسطي، قال حدثنا محمد بن ربيعة الكلائي، عن إبراهيم عن يزيد عن عمرو بن دينار، عن طاووس عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما أنفقتم الورق في شيء أحب إلى الله من نحير ينحر في يوم عيد".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان، قال حدثنا أحمد بن محمد بن غزوان، قال حدثنا كامل بن طلحة، قال حدثنا عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج يوم العيد إلى المصلى فيذهب في طريق ويرجع في طريق آخر وتركز له عنزة.

 

الحديث السابع عشر

ذكر عاشوراء وصومه وذكر فضله

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله تعالى، وهو يروى عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة، قال حدثنا الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء من لفظه يوم الخميس الثاني من المحرم سنة خمس وسبعين، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن بشر بن مظفر، قال حدثنا داود بن عمرو، قال حدثنا الزنجي بن خالد عن إسماعيل بن أمية عن أبي المنهال عن ابن عباس، ذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عاشوراء وقيل إنه يوم تصومه اليهود وتعظمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن عشنا خالفناهم وصمنا اليوم التاسع، قال وقبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل ذلك.

"وبه" إلى السيد الإمام رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء، قال حدثنا عبد الله - يعني ابن أحمد، قال حدثني بن الربيع الزهراني "رجع" قال السيد وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحيم سبط بن مندويه المحدث، قال حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو بكر الفريابي، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل الشهور بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" لفظ الحديث لابن غيلان.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الهمداني، قال أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن سعيد، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين ابن مخارق السلولي أبو جنادة، عن هاشم بن البريد عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي، عن آبائه عن علي عليهم السلام: أنه كان قاعداً في الرحبة فأقبل الحسين بن علي عليهما السلام، فلما رآه علي عليه السلام مقبلاً، قال إن الله ذكر قوماً فقال: "فما بكت عليهم السماء والأرض" والله ليقتلنه، ثم لتبكين عليه السماء والأرض.

"وبإسناده" عن يحيى بن عيد الله عن أبيه عن آبائه، عن علي عليهما السلام قال: بكاء السماء حمرة أطلعها الله تعالى.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن القاسم بن مخمره، عن أبي عمارة عن قيس بن سعد قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصوم عاشوراء قبل أن ينزل شهر رمضان، فلما نزل شهر رمضان لم يأمرنا ولم ينهنا ونحن نفعله وأمرنا بزكاة الفطر قبل أن تنزل، فلما نزلت الزكاة لم يأمرنا ولم ينهنا ونحن نفعله.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أحمد ابن الحسين، قال حدثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، قال حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحمن عن عبد الوهاب بن بخت عن نافع عن ابن عمر قال: ذكر يوم عاشوراء عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كان يوم يصومه أهل الجاهلية، من أحب منكم أن يصومه فيصمه ومن كره فليدعه".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه من أصل كتابه، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد الخطيب والبروجردي قراءة عليه في منزله في درب أبي هريرة في شوال من سنة ثمان وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن يزيد الكسائي الهمداني المعروف بسيفنة، قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر، قال حدثنا عبد الله بن سلمة بن أسلم عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني، عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سنته كلها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال حدثنا سفيان، قال سمعت عبيد الله بن أبي يزيد، قال سمعت ابن عباس يقول: ما عملت النبي صلى الله عليه وآله وسلم صام يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم - يعني يوم عاشوراء.

"وبه" قال أخبرنا أبو مضر عبد الواحد بن هبيرة بن عبد الملك العجلي القزويني نزيل همذان بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح بن حماد المقري بياع الحديد في رجب سنة أربع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو بشر محمد بن عمران بن الجنيد الدستكي الرازي، قال حدثنا أبو عمر محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال أخبرنا الفضل بن موسى، عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي الخليل عن أبي قتادة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "في صوم يوم عاشوراء كفارة سنة".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر عن أبيه قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: صوموا يوم عاشوراء والعاشر احتياطاً فإنه كفارة السنة التي قبله، فإن لم يعلم به أحدكم حتى يأكل فليتم صومه.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ماسى، قال حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري، قال حدثنا هشام بن عمر، قال حدثنا شعيب، قال حدثنا سعيد عن قتادة عن عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي عن عمه قال: غدونا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء وقد تغدينا، فقال: هل صمتم اليوم? فقلنا: لقد تغدينا فقال: صوموا بقية يومكم.

"وبإسناده" قال حدثنا جعفر، قال حدثنا هشام، قال حدثنا شعيب، قال حدثنا سعيد عن يحيى ابن صبيح عن عبد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يتوخى صوم يوم فضلاً على يوم إلا يوم عاشوراء.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا سعيد بن وهب الواسطي، قال حدثنا جعفر بن سليمان، عن شبل عن عروة عن أبي جبر، قال: صحبت علياً عليه السلام حتى أتى الكوفة فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: كيف أنتم إذا نزل بدرته بينكم بين ظهرانيكم? قالوا: إذا نبل الله عز وجل فيهم بلاء حسناً، فقال: والذي نفسي بيده لينزلن بين ظهرانيكم ولنخرجن إليهم فليقتلنكم ثم أقبل يقول: هم أوردوهم بالغرور غروراأحبوا نجاة لا نجاة ولا عذر

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، قال حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، قال سمعت عبد الرحيم بن محمد بن عمر بن أبي سلمة، يذكر عن أبيه عن جده عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدخل عليه الحسن والحسين عليهما السلام، فقال: إن أمتك تقتله - يعني الحسين عليه السلام - بعدك، ثم قال: ألا أريك من تربة مقتله? قالت: فجاءه بحصيات فجعلهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قارورة، فلما كان ليلة قتل الحسين عليه السلام قالت أم سلمة: سمعت قائلاً يقول: أيها القاتلون جهلاً حسـينـاًأبشروا بالعذاب والتنكـيل

قد لعنتم على لسان ابن داوود وموسى وصاحب الإنجيل

قالت فبكيت، قالت: ففتحت القارورة فإذا قد حدث فيها دم.

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام الأجل نور الله قبره في يوم الخميس الرابع عشر من محرم سنة سبع إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أيوب الطبراني، قال حدثنا يحيى بن أيوب، قال حدثني إسماعيل بن أمية، أنه سمع أبا غطفان بن ظريف المزني يقول، سمعت ابن عباس يقول: صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، فقالوا يا رسول الله: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى? فقال رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان عام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع، فلم يأت عام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن سبط ابن مندويه المحدث بقراءتي عليه قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن السلمي، قال حدثنا أبو الربيع الزهراني، قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن إبراهيم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن يوم عاشوراء كانت الأنبياء تصومه فصوموه".

"وبه" قال أخبرنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن أحمد بن العلاء الشاه الصعدي قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو خليفة، قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال حدثنا هشام، قال قال لي عطاء بن أبي رباح: يا هشام هذا حديث جاء من قبلكم، حدثني صالح أبو الخليل عن حرملة بن حرملة بن إياس عن أبي قتادة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صيام عاشوراء كفارة سنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بعد قراءتي عليه، قال حدثنا عمر بن شاهين، قال حدثنا عمر بن محمد بن سبك العدل، قال حدثنا ابن منيع، قال حدثنا كامل بن طلحة، قال حدثنا مهدري بن ميمون، قال حدثنا غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد عن أبي قتادة أن رجلاً قال يا رسول الله: أرأيت صيام عاشوراء? قال: أحتسب على الله أن يكفر السنة.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا القاضي، أبو الحسن بن علي بن الحسن بن علي الخراجي الشاهد، قال حدثنا الحسن بن محمد بن شعبه، قال حدثنا عمرو ابن عبد الله الأودي، قال حدثنا أبو أسامة عن صدقة بن أبي عمران، أراه عن قيس بن مسلم عن طارق ابن شهاب عن أبي موسى قال: كان يوم عاشوراء يوم يصومه أهل خيبر ويلبسون نساءهم حليهم، فسئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن يوم عاشوراء، فقال صوموه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال وأخبرنا سفيان عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن، قال سمعت معاوية بن أبي سفيان يوم عاشوراء على منبر المدينة، وأخرج قصة من كمه فقال: أين علماؤكم يا أهل المدينة، سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينهي عن مثل هذه وقال: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم، ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا اليوم: "يقول إني صائم، فمن شاء فليصم".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن ابن أبي المغيرة الخاركي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن حبان المازني، قال حدثنا مسدد بن مسرهد، قال حدثنا يحيى عن سفيان عن منصور، عن مجاهد عن خزيمة بن إياس، عن أبي قتادة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صوم عرفة كفارة سنتين قبله وبعده وصوم عاشوراء كفارة سنة".

"وبه" قال أخبرنا قال أخبرنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن العلاء بن الشاه الصعدي الخطيب قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا محمد بن يحيى بن منده، قال حدثنا عمر بن علي، قال حدثنا بشر بن المفضل، قال حدثنا خالد بن ذكران عن الربيع بنت معوذ بن عفري قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قرى الأنصار التي حول، المدينة من كان أصبح صائماً فيتم صومه، ومن كان مفطراً بقية يومه وكنا بعد نصومه ويصوم الصبيان ونذهب إلى المسجد ونجعل اللعبة من العهن -الصوف الملون- فإذا بكى أحدهم أعطيناه إياه حتى يكون عند الإفطار.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد الله بن سليمان، قال حدثنا عباد بن يعقوب الرواحي، قال أخبرنا أبو زياد الفقيمي، عن أبي حيان الكلبي قال: كان الجصاصون ينزلون إلى الجبانة حين قتل الحسين بن علي عليهما السلام، فيسمعون نوح الجن على الحسين عليه السلام وهم يقولون: مسح الرسول جبينـهفله بريق في الخدود

أبواه من عليا قريشجده خير الـجـدود

"وبه" قال أخبرنا عبيد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا محمد بن علي بن عفان العامري بالكوفة، قال حدثنا أبو سعيد الثعلبي، قال حدثنا علي بن يمان عن إمام أبي سليم، عن أشياخ له غزوا بلاد الروم قالوا وجدنا في كنيسة من كنائس الروم مكتوباً: أيرجو معشراً قتلوا حسيناًشفاعة جده يوم الحساب

قال قلت للروم: متى كتب هذا في كنيستكم? قالوا: قبل أن يبعث نبيكم بثلثمائة عام.

"وبه" قال أخبرنا عبيد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد الوهاب بن عيسى، قال حدثنا الفضل ابن سهل، قال حدثنا الفضل بن دكين،، قال حدثني محاضر عن شريك عن أبي الطفيل قال: رأيت قاتل الحسين عليه السلام يبول ويحدث ويضحك ويلعب به الصبيان.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي أبي الفهم التنوخي بقراءتي عليه قال حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن بن جعفر بن العطار البزار قراءة عليه، قال أخبرنا أبو جعفر محمد ابن الحسيني الخثعمي، قال حدثنا عباد بن يعقوب، قال أخبرنا عمر بن شبيب المسلي عن محمد بن سلمة عن كهيل عن أبيه عن أبي إدريس عن مسبب بن خيثمة عن علي عليه السلام قال: إني محدثكم عن أهل بيتي ألا لا يغرنكم ابنا عباس من يميني ألا وابن جعفر، ألا وإني أراكم لا تطيقون بحسن، والذي خلق الحبة وبرأ النسمة لو قد التقت خلقتا البطان ما أغنى عنكم من حربكم خبالة عصفور، ألا وأما حسين فهو منكم وأنتم منه، والله ليظهرن عليكم هو لا باجتماعهم على باطلهم، وتخاذلكم عن حقكم، حتى يستعبدونكم كما يستعبد الرجل عبد إذا شهد جزمه، وإذا غاب سبه، حتى يقوم الباكيان، الباكي لدينه والباكي لدنياه، وأيم الله لو فرقوكم تحت كل حجر لجمعتكم بشر يوم لهم، والذي خلق الحبة وبرأ النسمة ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم، يطول الله ذلك اليوم حتى يملك الأرض رجل متى يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملئت جوراً وظلماً، فإذا كان ذلك لم تظنوا فيه برمح ولم تضربوا فيه بسيف ولم ترموا فيه بسهم ولم ترموا فيه بخنجر، فاحمدوا الله، فإذا كان ذلك ورأيتم الرجل من بني أمية غرق في البحر فطأوه على رأسه فوالذي خلق وبرأ النسمة لو لم يبق منهم إلا رجل واحد لبغي لدين الله عز وجل شراً.

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرنا القاضي الإمام السيد العدل أبو الفتح نصر بن مهدي بن نصر بن مهدي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عيسى بن أحمد الأمير بن عيسى بن علي بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، الرفدي رحمه الله تعالى بقراءتي عليه، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله تعالى رضي الله عنه، أملاه في الثالث من محرم سنة ثمان وسبعين، قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني ولفظ الحديث له، قال حدثنا يوسف القاضي وعبد الله بن أحمد بن حنبل "رجع" قال السيد وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن سبط بن مندويه المحدث بقراءتي عليه، قال وأخبرنا أبو العلاء بن الشاه الصعدي قراءة عليه، قالا حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا محمد بن يحيى المروزي، قالوا حدثنا عبد الأعلى بن حماد النمرسي، قال حدثنا عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي زيد عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان وعاشوراء".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الضرير بقراءتي عليه بواسط على باب داره، قال أخبرنا أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن السقا، قال حدثنا أبو الخليفة الفضل بن الحباب الجمحي، قال حدثنا مسدد عن يحيى.

"رجع" قال وحدثنا أبو الخليفة، قال حدثني أبي عن عبد الرحمن جميعاً عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن القاسم بن أبي مخيمرة عن أبي عمارة عن قيس بن سعد قال: أمرنا بصوم عاشوراء قبل أن يفترض رمضان، فلما افترض رمضان لم نؤمر به ولم ننه عنه وكنا نفعله.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن سبط بن مندويه المحدث بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو بكر بن أبي عاصم النبيل وعبدان، قال حدثنا نصر بن علي، قال حدثنا سفيان عن دواد بن سابور عن أبي قزعة عن أبي الخليل عن إياس بن حرملة عن أبي قتاده، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صيام عاشوراء يعادل صيام سنة".

"وبه أخبرنا أبو الحسن محمد بن عمر بن عبد الله بن زيدان بقراءتي عليه بقزوين، قال حدثنا محمد بن الحسن بن فتح، قال حدثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي، قال حدثني هاشم بن القاسم الحراني بحران، قال حدثنا بن جراد بن معاوية العقيلي، قال حدثني عبد الله بن جراد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صيام يوم عاشوراء يعادل صيام سنة، وهو صيام يوم الصبر".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، قال حدثنا عبد الرحمن بن المبارك العبشي "رجع" السيد قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا موسى بن هارون، قال حدثنا داود بن عمرو الضبي، قالا حدثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن إسماعيل ابن أمية عن أبي المنهال عن ابن عباس قال: ذكر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن عشنا خالفناهم وصمنا اليوم التاسع".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال أخبرنا محمد بن إسماعيل عن ابن أبي ذؤيب عن القاسم بن عباس، عن عبد الله بن عمر عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لئن سلمت إلى قابل لأصومن اليوم التاسع".

"وبإسناده" قال حدثنا الشافعي عن سفيان بن عيينة سمع عبد الله بن أبي يزيد يقول سمعت ابن عباس يقول: صوموا التاسع والعاشر ولا تشبهوا بيهود.

"وبه" قال أخبرنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن العلاء بن الشاه الصعدي قراءة عليه، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد البزار، قال حدثنا إبراهيم بن عون، قال حدثنا حجاج بن نصير، قال حدثنا محمد بن زكوان الجهضمي، قال حدثنا يعلى بن حكيم، عن سليمان بن أبي عبد الله عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من وسع على أهله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سنته".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الجزاء بن عبد الله الكاتب، قال حدثنا أبو محمد الأنباري، قال أخبرنا أحمد عن الزراري، قال تاب الله تعالى على آدم عليه السلام في عشر من المحرم، وهو يوم عاشوراء، وفيه استوت سفينة نوح عليه السلام على الجودى، وفيه عبر موسى عليه السلام البحر، وفيه كلم الله موسى، وفيه تاب الله عز وجل على قوم يونس، وفيه أخرج الله يونس عليه السلام من بطن الحوث، وفيه أخرج الله تعالى يوسف من الجب، فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين سنة.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين عن أبي حيان التيمي قال: لما قتل الحسين ابن علي عليه السلام احمرت السماء، فقال الربيع بن خيثم: بكت السماء بواكيها، أما إنها ما بكت على أحد بعد يحيى بن زكريا عليهما السلام قبله عليه السلام.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن مسكين السمان عن محمد بن عبد الله بن الحسن، عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: "لم تر هذه الحمرة في السماء حتى قتل الحسين عليه السلام".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال أخبرني أبي إجازة، قال حدثنا أبو بكر محمد ابن يحيى الصولي، قال حدثنا علي بن الصباح، قال حدثنا أبو محلم، قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو ابن دينار، قال قال الحجاج بن يوسف لعلي بن الحسين عليه السلام: أنتم كنتم أكرم عند شيخكم من آل الزبير عند شيخهم، قال عمرو: وذلك أنه لم يشهد الطف أحد من بني هاشم أطاقت يده حمل السلاح إلا قتل قبل الحسين عليه السلام، وقتل الحجاج عبد الله بن الزبير، فطاف من العشى بين ابنيه عباد وعامر ابني عبد الله، واضعاً يده عليهما.

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام رحمه الله تعالى أملاه في السابع عشر من المحرم سنة ثماني وسبعين وأربعمائة، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا عون بن سلام، قال حدثنا عبد الجبار بن الورد عن عمرو بن دينار عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس يرفعه قال: ليس ليوم على يوم فضل إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء.

"وبه" قال السيد أخبرنا بن زائدة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي الحسن ابن علي المعمري وعلي بن سعيد الرازي، قالوا حدثنا أحمد بن عبيد الله بسطاس المخرمي، قال حدثنا أبو بكر ابن عياس عن غطاش عن عطاء بن السائب، عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضل يوم على يوم إلا يوم عاشوراء.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحناوي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقرئ، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال وأخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: كان يوم عاشوراء يوم تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصومه في الجاهلية، فلما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان كان الفريضة وترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لولو الوراق، قال حدثنا أحمد بن الصقر، قال حدثنا محمد بن عبيد بن حسان، قال حدثنا حماد بن زيد، قال حدثنا غيلان بن جرير، قال حدثني عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله عز وجل أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن سبط بن مندويه المحدث بقراءتي عليه من أصله في سكة الحوارين بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا جعفر بن أحمد بن سنان العطار، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان عن جابر عن سعد بن مناه عن أبي عبد الرحمن عن علي بن أبي طالب عليه السلام، أنه كان يوم يصوم يوم عاشوراء ويأمر به ويخبر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصومه.

"وبه" قال أخبرنا أبو العلاء محمد بن العلاء بن الشاه الصعدي قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن يحيى المروزي، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا أبو عوانة عن الحر بن الصباح، عن هنيدة عن امرأته بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويصوم عاشوراء.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن سبط بن مندويه المحدث بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا إبراهيم بن الحسن، قال حدثنا عبد الجبار ابن العلاء، قال حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر الأحمر الكوفي عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، وكان من أفضل من رأينا بالكوفة في زمانه، أنه بلغه أن من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أحمد بن العباس بن رزق الجريري، قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد الفقيه النيسابوري، عن أبي قزعة عن أبي الخليل عن أبي حرملة عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صوم يوم عرفة كفارة سنتين، وصوم يوم عاشوراء كفارة سنة"

الحديث الثامن عشر

صوم رجب وفضله

وما يتصل بذلك"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن الحسن الكني أسعده الله قال أخبرنا الشيخ السديد بينمان بن الحسن بن حيدر بن أبي عدي الكاتب الرازي الزيدي بقراءتي عليه في شهور سنة نيف وعشرين وخمسمائة، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد الحسني الشجري سنة سبع وسبعين في الخامس من رجب منها، قال أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو سعيد عثمان بن حامد بن أحمد، قال حدثنا أبو سهل أحمد بن الزجاج، قال حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي، قال حدثنا سفيان عن داود بن سابور، قال حدثنا محمد بن يوسف الأهرازادي، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي، قال حدثنا العبدي عمارة بن جويرة عن أبي سعيد الخدري، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا إن رجب شهر الله الأصم وهو شهر عظيم، وإنما سمى الأصم لأنه لا يقاربه شهر من الشهور حرمة وفضلاً عند الله، وقد كان أهل الجاهلية تعظمه في جاهليتها، فلما جاء الإسلام لم يزدد إلا تعظيماً وفضلاً، ألا إن شهر رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي، ألا فمن صام من رجب يوماً إيماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الأكبر وأطفأ صومه في ذلك اليوم غضب الله تعالى، وأغلق عنه باب من أبواب النار، ولو أعطى مثل الأرض ذهباً ما كان ذلك بأفضل من صومه ولا يستكمل أجره بشيء من الدنيا دون يوم الحساب إذا أخلصه لله، ولو إذا أمسى عشر دعوات مستجابات إن دعا بشيء في عاجل الدنيا أعطيه وإلا ادخر له من الخير أفضل ما دعا داع من أولياء الله وأحبابه وأصفيائه، ومن صام من رجب يومين لم يصف الواصفون من أهل السماء وأهل الأرض ما له عند الله من الكرامة، وكتب له من الأجر مثل أجور عشرة من الصادقين في عمرهم بالغة أعمالهم ما بلغت، ويشفع يوم القيامة في مثل ما يشفعون فيه ويحشره في زمرتهم حتى يدخل الجنة ويكون من رفقائهم. ومن صام من رجب ثلاثة أيام جعل الله بينه وبين النار خندقاً أو قال حجاباً طوله مسيرة سبعين عاماً، ويقول الله عز وجل عند إفطاره: لقد وجب حقك علي ووجبت لك محبتي وولايتي، أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت من ذنوبه ما تقدم وما تأخر.

ومن صام من رجب أربعة أيام عوفي من البلايا كلها من الجذام والبرص وفتنة المسيح الدجال، وأجير من عذاب القبر، وكتب مثل أجور أولى الألباب الأوابين التوابين، وأعطي كتابه بيمينه في أوائل العابدين. ومن صام من رجب خمسة أيام كان حقاً على الله عز وجل أن يرضيه يوم القيامة، وبعث يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، وكتب له عدد رمل عالج حسنات وأدخل الجنة بغير حساب، ويقال له تمن على ربك ما شئت، ومن صام من رجب ستة أيام خرج من قبره ولوجهه نور يتلألأ أشد بياضاً من نور الشمس، وأعطي له سوى ذلك نوراً يستضيء له أهل الجمع يوم القيامة، وبعث من الآمنين حتى يمر على الصراط بغير حساب، ويعافى من عقوق الوالدين وقطيعة الرحم ويقبل الله تعالى عليه بوجهه يوم القيامة.

ومن صام من رجب سبعة أيام فإن لجهنم سبعة أبواب يغلق الله عنه بصوم كل يوم باباً من أبوابها وحرم الله جسده على النار. ومن صام من رجب ثمانية أيام فإن للجنة ثمانية أبواب يفتح الله له بصوم كل يوم باباً من أبوابها، وقيل له ادخل من أي أبواب الجنة شئت. ومن صام من رجب تسعة أيام خرج من قبره، وهو ينادي لا إله إلا الله ولا يصرف وجهه دون الجنة، وخرج من قبره ووجهه نور يتلألأ يشرق لأهل الجنة حتى يقولوا هذا نبي مصطفى، فإن أدنى ما يعطى أن يدخل الجنة بغير حساب.

ومن صام من رجب عشرة أيام جعل الله له جناحين أخضرين منفوطين بالدر والياقوت يطير بهما على الصراط المستقيم كالبرق الخاطف إلى الجنان، وبدل الله سيئاته حسنات، وكتبه الله من المقربين القوامين لله بالقسط، وكأنما عبد الله ألف عام قائماً محتسباً. ومن صام من رجب إحدى عشر يوماً لم يواف عبد يوم القيامة أفضل منه إلا من صام مثله أو زاد عليه. ومن صام من رجب اثني عشر يوماً كسى يوم القيامة حلتين خضرواين من سندس واستبرق لو أدنيت حلة منهما إلى الدنيا لأضاء ما بين المشرق والمغرب شرقها وغربها، ولصارت الدنيا أطيب من ريح المسك.

ومن صام من رجب ثلاثة عشر يوماً وضعت له يوم القيامة مائدة من ياقوت أخضر في ظل العرش قوائمها من درة أوسع من الدنيا سبعين مرة، عليها صحائف الدر والياقوت، في كل صحفة سبعون ألف لون من الطعام لا يشبه اللون اللون ولا الريح الريح، فيأكل منها والناس في شدة شديدة وكرب عظيم. ومن صام من رجب أربع عشر يوماً أعطاه الله من الثواب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من قصر الجنان التي بنيت بالدر والياقوت.

ومن صام من رجب خمسة عشر يوماً وقف به موقف الآمنين ولا يمر به ملك ولا رسول ولا نبي إلا قالوا طوبى لك أنت من مقرب مغبوط مجبور ساكن للجنان. ومن صام من رجب ستة عشر يوماً كان في أوائل من كان في نور الرحمن على دواب من نور يطير بهم في عرصة القيامة إلى دار الرحمن، ينظر إلى ثواب الكريم ويسمع كلامه اللذيذ. ومن صام من رجب سبعة عشرة يوماً وضع له يوم القيامة على الصراط سبعون ألف مصباح من نور حتى يمر على الصراط بنور تلك المصابيح إلى الجنان تشيعه الملائكة بالترحيب والسلام. ومن صام من رجب ثمانية عشر يوماً زاحم إبراهيم في قبته في جنة الخلد على سرر الدر والياقوت.

ومن صام من رجب عشرين يوماً فكأنما عبد الله عشرين ألف عام. ومن صام من رجب إحدى وعشرين يوماً شفع يوم القيامة بمثل ربيعة ومضر كلهم من أهل الخطايا والذنوب. ومن صام من رجب اثنين وعشرين يوماً نادى مناد من السماء أبشر يا ولي الله من الله بالكرامة العظمى، قيل ومال الكرامة العظمى? قال: النظر إلى ثواب الله، ومرافقة الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

ومن صام من رجب ثلاثة وعشرين يوماً نودي من السماء طوبى لك يا عبد الله نصبت وتعبت طويلاً طوبى لك طوبى لك، وأفضيت إلى جسيم ثوابك الكريم، وجاورت الجليل في دار السلام. ومن صام أربعة وعشرين يوماً فإذا نزل به ملك الموت عليه السلام ترآى له في صورة شاب مشقاه عند خروج نفسه، يهون سكرات الموت حتى لا يجد للموت المأثم بأخذ روحه في تلك الجريرة، فتفوح منها رائحة طيبة يستنشقها أهل السموات السبع فيظل في قبره ريان ويبعث من قبره ريان، ويظل في الموقف ريان حتى يرد حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن صام من رجب خمسة وعشرين يوماً فإنه إذا خرج من قبره تلقاه سبعون ألف ملك بيد كل ملك منهم نجيبة من در وياقوت ومعهم طوائف الحلى والحلل، فيقولون يا ولي الله التجئ إلى ربك، وهو من أول الناس دخولاً في جنات عدن من المقربين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه وذلك الفوز العظيم، ومن صام من رجب ستة وعشرين يوماً بنى الله له في ظلال العرش ماية قصر من در ياقوت، على رأس كل قصر خيمة خضراء من حرير الجنان يسكنها ما عمر والناس في الحساب.

ومن صام من رجب سبعة وعشرين يوماً وسع الله عليه القبر مسيرة أربعمائة عام وملأ جميع ذلك مسكاً وعنبراً ورياحين وأشجاراً وأنهاراً مفتوحاً جميع ذلك إلى الجنان. ومن صام ثمانية وعشرين يوماً جعل الله بينه وبين النار سبعة خنادق كل خندق كما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام. ومن صام من رجب تسعة وعشرين يوماً غفر الله له ولو كان عشاراً، ولو كانت امرأة فجرت سبعين مرة وولدت سبعين ولداً بعد ما أرادت وجه الله والخلاص من جهنم لغفر الله لها. ومن صام من رجب ثلاثين يوماً نادى مناد من السماء يا عبد الله: أما ما مضى فقد غفر الله لك فاستأنف العمل فيما بقى، وأعطاه في الجنان كلها في كل جنة أربعين ألف بين في كل بيت أربعون ألف ألف مائدة من ذهب على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة في كل قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام والشراب لكل طعام وشراب من ذلك لون على حدة وفي كل بيت أربعون ألف سرير من ذهب طول كل سرير ألف ذراع في ألفي ذراع على كل سرير جارية من حور العين عليها ثلثمائة ألف دؤابة من لون يحمل كل دؤابة سبعون ألف ألف وصيفة يفوح منها المسك والعنبر إلى أن يواميها صائم شهر رجب هذا. ولمن صام شهر رجب كله، فقيل يا رسول الله فمن عجز عن صيام رجب لضعف أو علة في الرجال أو كانت امرأة غير طاهرة لينال ما وصفت? قال يتصدق هذه الصدقة كل يوم رغيف على المساكين والذي نفسي بيده أنه إذا تصدق بهذه الصدقة كل يوم قدر ثوابه ما بلغوا ما نصب في الجنان من الفضائل والدرجات، قيل يا رسول الله ومن لم يقدر على هذه الصدقة يصنع ماذا لينال ما وصفته? قال: يسبح الله في كل يوم في شهر رجب إلى تمام ثلاثين يوماً هذا التسبيح ماية مرة "سبحان الإله الجليل، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان الأعز الأكرم، سبحان من لبس العز وهو له أهل".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عبيد بن غنام، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا عبد الرحيم عن الحسن بن عبيد الله عن الحر بن صباح عن هنيده ابن خالد الخزاعي عن امرأته عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صمن من كل شهر ثلاثة أيام أو من الشهر الاثنين والخميس والخميس الذي يليه".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبيد الله بن طاهر الطبري إمام الشافعية ببغداد قراءة عليه وبقراءتي، قال حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف. قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا علي بن المديني، قال حدثنا حفص بن غياث عن ليث بن أبي سليم عن عمير بن أبي عمير عن ابن عمر قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مفطراً يوم جمعة قط، سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليل الحافظ، يقول سمعت أحمد بن الفطر الشاشي يقول، سمعت أبا الحسن الريحاني الصوفي يقول: كان زويم صائم الدهر، فقال لي تدري ما كان أول هذا? قلت لا، قال: كنت بالبصرة في يوم صائف فأصابني عطش شديد فدنوت من باب وناديت جارية لتسقيني فخرجت ومعها كوز من ماء مبرد، فلما نظرت إلي وإلى مرقعتي كرت الكوز وقالت: صوفي يفطر بالنهار? فاستحييت من الله أن أفطر بعد ذلك.

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله تعالى، وهو يرويه عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة، قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين رضي الله عنه إملاء من لفظه في يوم الخميس الخامس من شهر الله الأصم، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجوزداني المقريء بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الهمداني الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق أبو جنادة عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه السلام "بما أسلفتم في الأيام الخالية" قال: الصيام.

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله تعالى، وهو يرويه عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة، قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين رضي الله عنه إملاء من لفظه في يوم الخميس الخامس من شهر الله الأصم، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجوزداني المقريء بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الهمداني الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق أبو جنادة عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه السلام "بما أسلفتم في الأيام الخالية" قال: الصيام.

"وبه" قال وأخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي شيخ الصوفية بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا محمد بن العباس، قال حدثنا حفص ابن عمر، قال حدثنا البختري بن معبد عن الحسن، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أربع ليال يفرغ الله تعالى الرحمة على عباده إفراغاً: أول ليلة من شهر رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، والأضحى".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا يعلى بن مهدي الموصلي، قال حدثنا عثمان بن مطر الشيباني عن عبد الغفور -يعني بن سعيد عن أبيه عن عبد العزيز بن سعيد، قال عثمان: وكان لأبيه صحبة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات، ومن صام يوماً من رجب فكأنما صام سنة، ومن صام منه سبعة أيام أغلقت عنه سبعة أبواب جهنم، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة، ومن صام منه عشرة أيام لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه، ومن صام منه خمسة عشر يوماً نادى مناد من السماء قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل فيما بقي، ومن زاد زاده الله عز وجل.

وفي رجب حمل الله نوحاً في السفينة فصام رجب وأمر من معه أن يصوموا فجرت بهم السفينة ستة أشهر آخر ذلك يوم عاشوراء أهبط على الجودي فصام نوح ومن معه، والوحش شكر الله عز وجل. وفي يوم عاشوراء أغلق الله البحر لبني إسرائيل، وفي يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم وعلى مدينة تونس، وفيه ولد إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بقراءتي عليه دفعات، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن غالب، قال حدثني عبد الصمد -يعني ابن النعمان، قال حدثنا مسلم -يعني ابن خالد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه ولا شرابه".

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري ومحمد بن محمد بن عثمان، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصوم لي وأنا أجزى به، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي، والصوم جنة، وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى الله عز وجل، ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد القرشي، قال حدثنا إسحاق بن سويد، قال حدثنا داود بن سليمان بن علي عن سليمان بن علي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ولدت في أول يوم من رجب، فمن صام ذلك اليوم عادل صيام ستين شهراً، وفيه أنزل الله الكعبة البيت الحرام".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن علي الكاتب الوداد، يعرف بابن قفرجل بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس المستملي الوراق، قال حدثنا علي بن محمد بن أحمد الفقيه، قال حدثنا عمارة بن وثيمة بن الفرات بمصر، قال حدثنا أحمد بن عبد الله البلخي، قال حدثنا إبراهيم بن الهيثم، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن إدريس، قال حدثنا عيسى بن يونس عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه: أن يهودياً أتاه فقال يا ابن عباس: إني أريد أن أسألك عن أشياء إن أنت أخبرتني بتأويلها فأنت ابن عباس، قال وما هي? قال أخبرني عن آدم عليه السلام ولم سمي آدم? وعن حواء لم سميت حواء? وعن الإنسان لم سمي إنساناً? وعن المرأة لما سميت امرأة? وعن النساء لم سمين النساء? وعن الدنيا لما سميت الدنيا? وعن الآخرة لم سميت آخرة? وذكر أشياء، وعن رجب لم سمي رجباً، وعن شعبان لم سمي شعبان، وعن رمضان لم سمي رمضان، وعن شوال لم سمي شوال، فقال ابن عباس يا يهودي: أما آدم فإنه سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض، وأما حواء فإنها سمين حواء لأنها خلقت من حيوان من ضلع آدم الصغرى، ويقال له القصير، وأما الإنسان فإنما سمي إنسان لأنه ينسى، وأما النساء فإنما سمين النساء لأنهن أنسى شيء، وأما المرأة فإنما سميت امرأة لأنها خلقت من المرء، وأما الدنيا فإنما سميت الدنيا لأنها دنية أدنى عند الله من الأرض، وأما الآخرة فإنما سميت آخرة لأنها خير لمن اتخذها وطلبها، وأما رجب فإنما سمي رجباً لأنه يترجب فيه خير كثير كشعبان، وسمي الأصم لإن الملائكة تصم آذانها لشدة ارتفاع أصواتها بالتسبيح والتقديس، وأما شعبان فإنما سمي شعبان لأن الخير يتشعب فيه فيجمع لبني آدم فيكون عوناً على صيام شهر رمضان وقيامه، وأما رمضان فإنما سمي رمضان لأن الذنوب ترمض فيه إرماضاً، وأما شوال فإنما سمي شوالاً لأنه يشول بذنوب بني آدم عند انسلاخ رمضان.

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الحسنابادي المعروف بمشكوف الرأس، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا جعفر بن أحمد بن قادس، قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال حدثنا محمد بن المغيرة بن بسطام، قال حدثنا منصور بن زيد الأسدي، قال حدثنا موسى بن عبد الله بن يزيد، قال سمعت أنس بن مالك يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن في الجنة نهر يقال له رجب أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، من صام يوماً من رجب سقاه الله من ذلك النهر".

"وبه" قال وأخبرناه أبو الحسين محمد بن أحمد الكساي، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد القتات، قالا حدثنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن فارس، وذكر قريباً من الأول واللفظ للرواية الأولى.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الوهاب بن محمد الشاطر الكاتب بقراءة الخطيب عليه ببغداد، قال أخبرنا علي بن عمر بن محمد بن الحسن الختلي الحرثي، قال حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال حدثنا الحسين بن علي بن مهران، قال حدثنا عبد الله بن هارون الغساني عن حماد بن واقد عن حصين عن أبي الأحوص قال: سمعت ابن مسعود يقول لمسروق يا مسروق، أصبح يوم صومك دهيناً كحيلاً وإياك وعبوس الصائمين، وأجب دعوة من دعاك من أهل ملتك ما لم يظهر لك منه معزاف أو مزمار، وصل على من مات منهم ولا تقطع عليه الشهادة، واعلم أنك إن تلقى الله بأمثال الجبال ذنوباً خير لك من أن تلقى الله -كلمة ذكرها- وأن تقطع عليه الشهادة، يا مسروق صل عليه وإن رأيته مصلوباً أو مرجوماً فإن سئلت فأحل علي وإن سئلت علي فأحل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن الحسن العسكري بقراءتي عليه في منزله في بني حرام بالبصرة، قال أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري رحمه الله تعالى، قال أنشدنا أحمد بن محمد المهراني، قال أنشدنا أبو حاتم لعتبة بنت عفيف أم حاتم: لعمري لقدماً عضني الجوع عضةفآليت أن لا أمنع الدهر جـائعـا

فقولا لهذا اللائم اليوم أعـفـنـيفإن أنت لم تفعل فعض الأصابعا

فمها له يرون اليوم إلا طبـيعةفكيف بتركي يا ابن أم الطبائعا

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان أبو الشيخ بقراءة والدي عليه، قال حدثنا محمد بن يعقوب، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن، قال حدثنا أبو عبيدة، قال سمعت يونساً سأل عن قوله عز وجل: "وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ" قال: ليس له أن يقتله عمداً ولا خطأ، ولكنه أقام الألف مقام الواو وقال الشاعر: وكل أخ مفارقه أخـوهلعمر أبيك إلا الفرقدان

وإن كانت إلا الفرقدين، ولكنه قال: وكل أخ مفارقه أخوه لعمر أبيك والفرقدان سيفترقان، فأقام الألف مقام الواو.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر، قال أخبرنا أبو محمد، قال حدثني أبو سعيد محمد بن أحمد الأهوازي، قال حدثنا أبو حاتم السجستاني، قال حدثنا الأصمعي، قال أتيت سلم بن قتيبة وهو يتغدى، فدعاني إلى غداته، فقلت فعلت أصلح الله الأمير، فلما فرغ من غدائه وغسل يديه، قال هات حاجتك يا أصمعي، وأنشأ يقول: إذا تغديت وطابت نفسـيفليس في الحي غلام مثلي

إلا غلام قد تغدى قبلـي

"وبه" قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين رضي الله عنه يوم الخميس الثاني عشر من رجب سنة أربع، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن حميد الجوزداني المقري، قال أخبرنا أبو مسلم أبو عبد الرحمن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين عن يحيى عن عبد الله بن الحسن، عن آبائه عليهم السلام، أنه سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن السائحين، قال: هم الصائمون.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: السائحون: الصائمون.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه، السائحون الصائمون.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن محمد بن جعفر عن أبيه عليه السلام السائحون: الصائمون.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن أبي جعفر والإمام زيد بن علي عليهم السلام، السائحون الصائمون.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك البجلي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل ما يبدأ به الصائم من فطره الحلوى أو الماء".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز، قال أخبرنا عمر بن محمد، قال حدثنا عمر بن الحسن، قال حدثنا جعفر الطيالسي، قال حدثني يحيى بن معين، قال حدثنا المسيب أبو سعيد، قال حدثنا هشام بن هشام، قال حدثني حسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام، عن عمار بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أفضل ما يبدأ به الصائم الحلوى والماء".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز، قال أخبرنا عمر بن محمد، قال أخبرنا عمر بن الحسن، قال حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن زكريا، قال حدثنا موسى بن إبراهيم، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه".

"وبإسناده" عن علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصيام جنة وهو لله، وهو المجازي عنه يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي أبو طاهر المعروف بمكشوف الرأس شيخ الصوفية بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا حامد بن شعيب البلخي، قال حدثنا شجاع بن مخلد، قال حدثنا يوسف بن عطية: قال حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: لم يصم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد رمضان إلا رجب وشعبان.

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم، قال حدثنا عبد الله، قال حدثني أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير التستري، قال حدثنا محمد بن عبد الله عن عبيد الله بن عقيل، قال حدثني إبراهيم بن سليمان الدباس، قال حدثنا لاحق بن النعمان أبو إسماعيل عن عبد العزيز، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "وفي رجب أمر الله تبارك وتعالى نوحاً بالسفينة وأمر من معه فصاموا رجب وأحب شهر إلى الله شهر الله الأصم، يضاعف الله فيه الحسنات ويتجاوز فيه عن السيئات، فمن صام فيه يوماً عدل سنة، ومن صام سبعة أيام أغلقت عنه أبواب جهنم السبعة، ومن صام ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية، ومن صام عشرة أيام لم يسأل الله عز وجل شيئاً إلا أعطاه إياه، ومن صام خمسة عشر يوماً نادى مناد من السماء أن بدل سيئاتك حسنات فاستأنف العمل فيما بقي، ومن زاد زاده الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن علي الكاتب الوزان يعرف بابن قفرجل بقراءتي عليه بقطفتا، قال حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس المستملي الوراق إملاء، قال حدثني أبي، قال حدثني أبو العباس الفضل بن يعقوب الرجامي إملاء سنة أربع وخمسين ومائتين، قال حدثنا داود بن المحبر، قال حدثنا سليمان بن الحكم عن العلاء بن كثير عن مكحول أن رجلاً سأل أبا الدرداء عن صيام رجب، فقال: لقد سألت عن شهر رجب كانت الجاهلية تعظمه في جاهليتها وما زاده الإسلام إلا فضلاً وتعظيماً، فمن صام يوماً منه تطوعاً يحتسب به ثواب الله عز وجل وابتغى وجه الله مخلصاً أطفأ صومه ذلك اليوم غضب الله عز وجل وأغلق عنه باب من أبواب جهنم، ولو أعطى ملء الأرض ذهباً ما كان ذلك جزاء له ولا يستكمل أجره بشيء من الدنيا دون يوم الحساب وله إذا أمسى عشر دعوات مستجابات، فإذا دعا بشيء في عاجل الدنيا أعطيه وإلا ادخر له من الخير كأفضل ما دعى به داع من أولياء الله وأحبابه وأصفيائه.

ومن صام يومين كان له مثل ذلك وله مع ذلك أجر عشرة من الصديقين في عمرهم، بالغة أعمالهم ما بلغت ويشفع في مثل ما يشفعون فيه، ويكون في زمرتهم حتى يدخل الجنة معهم ويكون من رفقائهم.

ومن صام ثلاثة أيام كان له مثل ذلك، وقال الله تعالى عند إفطاره: لقد وجب حق عبدي هذا، ووجبت له محبتي وولايتي، أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

ومن صام أربعة أيام كان له مثل ذلك ومثل ثواب أولى الألباب من التوابين، ويعطى كتابه في أوائل الفائزين. ومن صام خمسة أيام كان له مثل ذلك ويبعث يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، ويكتب له عدد رمل عالج حسنات ويدخل الجنة، ويقال له تمن على الله ما شئت.

ومن صام ستة أيام كان له مثل ذلك ويعطى سوى ذلك نوراً يستضئ به أهل الجمع في القيامة، ويبعث في الآمنين حتى يمر على الصراط بغير حساب، ويعافى من عقوق الوالدين وقطيعة الرحم، ويقبل الله عليه بوجهه إذا لقيه يوم القيامة. ومن صام سبعة أيام كان له مثل ذلك ويغلق عنه سبعة أبواب النار ويحرمه الله على النار وأوجب له الجنة يتبوأ منها حيث يشاء. ومن صام ثمانية أيام كان له مثل ذلك وفتحت ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء. ومن صام تسعة أيام كان له مثل ذلك ورفع كتابه في عليين ويبعث يوم القيامة في الآمنين، ويخرج من قبره ووجهه يتلألأ يشرق لأهل الجمع حتى يقولوا هذاني مصطفى، وإن أدنى ما يعطى لأن يدخل الجنة بغير حساب.

ومن صام عشرة أيام فبخ بخ بخ له مثل ذلك وعشرة أضعافه، وهو ممن يبدل الله سيئاته حسنات ويكون من المقربين القوامين لله بالقسط، وكمن عبد الله ألف عام صائماً قائماً صابراً محتسباً. ومن صام عشرين يوماً كان له مثل ذلك وعشرون ضعفاً، وممن هو يزاحم إبراهيم خليل الله في قبته، ويشفع في مثل ربيعة ومضر كلهم من أهل الخطايا والذنوب.

ومن صام ثلاثين يوماً كان له مثيل ذلك وثلاثون ضعفاً، ونادى مناد من السماء: أبشر يا ولي الله بالكرامة العظمى، وما الكرامة العظمى? النظر إلى وجه الله الجليل ومرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، طوبى لك طوبى لك طوبى لك ثلاث مرات، غداً إذ كشف الغطاء فأفضيت إلى جسيم ثواب ربك الكريم فإذا نزل به الموت سقاه ربه تعالى عند خروج نفسه شربة من حياض الفردوس ويهون عليه سكرة الموت حتى ما يجد للموت ألماً، ويظل في قبره ريان ويخرج من قبره ريان ويظل في الموقف ريان حتى يرد حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا خرج من قبره شيعه سبعون ألف ملك معهم النجائب من الدر والياقوت ومعهم طرائف الحلي والحلل، فيقولون له يا ولي الله: التجئ إلى ربك الذي أطيب له نهارك وانجلت له جسمك، فهو من أول الناس دخولاً جنات عدن يوم القيامة مع الفائزين الذي رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك هو الفوز العظيم.

قال فإن كان له في كل يوم يصومه صدقة على قدر قوته يتصدق بها فهيهات هيهات هيهات ثلاثاً، لو اجتمع جميع الخلائق على أن يقدروا ما أعطى ذلك العبد من الثواب ما بلغوا معشار العشر مما أعطى ذلك العبد من الثواب.

قال السيد الإمام رحمه الله تعالى داود بن المحبر ضعيف ذاهب الحديث منكره، وسليمان بن الحكم هو ابن عوانة، قال يحيى بن معين ليس بشيء، والعلاء بن كثير دمشقي سكن الكوفة ضعيف منكر الحديث لا يعرف بالشام.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن الحسني الكوفي بقراءتي عليه، قال حدثنا خالي محمد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن عيسى العلوي، قال أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر، قال حدثنا محمد بن أحمد بن المؤمل الناقد، قال أخبرني أبي، قال حدثنا بشر بن محمد بن إبان، قال حدثنا يحيى بن قيس عن محمد بن عبد الله عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام قال: إن المؤمن من قدم أمر الله أمام نفسه وقلبه، فدأب على الطاعات واجتنب المنكرات وسارع إلى الخيرات، ليس بالغافل ولا بساهي، ولا الزائغ، ولا الجافي عن الحق، ولا الزائغ في الباطل، شكور لله صبور على الأذى في جنب الله، يوالي لله ويعادي لله، يقول الحق لا تأخذه لومة لائم، ثم قال: وسمعت الإمام زيد بن علي عليهما السلام يقول: الحمد لله على ما ابتدأنا من نعمه، والحمد لله على ما ألهمنا من حمده، والحمد لله على جميع لطفه بنا وأيادبه عندنا، اللهم وإنا لا نبلغ منتهى الحمد الواجب لك أبداً، إذا كان حمدنا إياك على ما عرفناه من نعمة حادثة يجب حمدك عليها وشكرك بها، فنسألك اللهم أن توزعنا أن نحمدك ونشكرك ونرعى أياديك ومننك فنطيعك فيما أمرتنا، وننتهى عن جميع الذي مهيتنا عنه فنكون من عبادك المستخلصين لذكرك وعبادتك، والمخيتين لك والمستجيبين إلى دعوتك، الخالدين في دار السلام.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن زبرك بقراءتي عليه بهمدان، قال حدثنا أبو العباس أحمد ابن إبراهيم بن أحمد بن بركان الخفاف، قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن إبراهيم السليطي النيسابوري بهمدان، قال حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق، قال حدثنا العلاء بن محمد بن زكريا، قال حدثنا عبد الله بن محمد عن أبيه، قال قلت لأبي حازم: ما مالك? قال شيئان: الرضى عن الله، والغنى عن الناس وأنشد: للناس مال ولي مالان مالهمـاإذا تحارس هذا المال حراس

مالي رضاي مما كنت أملكـهومالي اليأس مما في يد الناس

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام رضي الله عنه في يوم الخميس تاسع عشر من شهر الله الأصم رجب إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر عمر محمد بن الحسين بن يوسف بن موشكان بقراءتي عليه بالبصرة، قال حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عثمان الثقفي إملاء في جامع البصرة في ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وثلثمائة، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن أيوب الأزجي، قال حدثنا خليفة بن خياط ومحمد بن معمر، قالا حدثنا أبو داود الطيالسي، قال حدثنا أيوب بن جابر عن أبي إسحاق الهمداني عن جرير بن عبد الله البجلي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عليكم بالبيض من الشهر فإنه صوم الدهر ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي شيخ الصوفية بأصفهان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا عبد الرحمن بن الحسن، قال حدثنا محمد بن إسماعيل، قال حدثنا أحمد بن صبيح الأسدي، قال حدثنا حسين ابن علوان عن إبان عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام ثلاثة أيام من رجب غلقت عنه سبعة أبواب النار، ومن صام ثمانية أيام من رجب فتحت ثمانية أبواب الجنان، ومن صام خمسة عشر يوماً من رجب حاسبه الله حساباً يسيراً، ومن صام رجباً كله كتب الله عز وجل له رضوانه، ومن كتب الله عز وجل له رضوانه لم يعذبه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم قال حدثنا عبد الله، قال حدثنا عبد الرحمن بن الحسن، قال حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال حدثنا علي بن عبد الحميد الشيباني، قال حدثنا حفص بن صبيح عن حسين بن جواب، عن رجل حدثه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال ولا أعلمه إلا رفعه قال: من صام ثلاثة أيام من رجب جعل الله عز وجل بينه وبين النار حائطاً وثيقاً، فسئل عن عرض ذلك الحائط، فقال: ما بين المشرق والمغرب.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهما السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصائم جليس الرحمن حتى يفطر".

"وبه" عن علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصائم لا يرفع عشاءه حتى تغفر ذنوبه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء يوم الجمعة للنصف من شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، قال حدثنا محمد بن إبان بن عمران الواسطي، قال حدثني جرير بن حازم، قال حدثني بشار ابن أبي يوسف، قال حدثني الوليد بن عبد الرحمن، عن عياض بن عطيف قال مرض أبو عبيدة مرضة فدخلنا عليه نعوده، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "الصيام جنة ما لم يخرقها".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن غسان بقراءتي عليه في قصره بالطريفي الكبير، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عبيد الله بن القاسم بن سوار البزار، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الوهاب، قال حدثنا عبد الله بن مطيع، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة أنه قال: أخبرنا عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل بيته فقال يا عبد الله بن عمرو: ألم أخبر أنك تكلف قيام الليل وصيام النهار? فقلت: إني لأفعل، قال: إن من حسبك ولم أفعل من كل شهر ثلاثة أيام، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، فكأنك صمت الدهر، ولم يقل افعل أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فغلظت فغلظ علي، فقلت إني لا أجد قوة على ذلك يا رسول الله? قال: أعدل الصيام عند الله صيام نصف الدهر، إن لعينك عليك حقاً، وإن لضيفك عليك حقاً، قال أبو سلمة: فكان عبد الله يقول بعد أن أدركته السن والضعف، لأن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحب إلي من أهلي ومالي.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا بكر بن سهل الدمياطي، قال حدثنا عبد الله بن يوسف وشعيب بن يحيى التجيبي "رجع" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري، قال حدثنا سعيد بن عفير "رجع" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا المقدام بن داود، قال حدثنا أسد بن موسى، قالوا حدثنا ابن لهيعة، قال حدثنا ريان بن خالد عن لهيعة بن عقبة عن عمر بن ربيعة الحضرمي، قال سمعت سلامة بن قتصر يقول، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من صام يوماً ابتغاء وجه الله بعده الله عز وجل من جهنم، بعد غراب طار وهو فرخ حتى مات هرماً".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه في جامع الرصافة، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن ماسى، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا عبد الحميد بن صالح، قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن موسى بن عبيدة عن جمهان عن أبي ذر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزى به، يدع زوجته وطعامه من أجلي، والصيام نصف الصبر، على كل شيء زكاة وزكاة الجسد الصيام".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد بن زنجويه بن محمد بن الحسين اللباد النيسابوري، قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد النبعي أبو عبد الله، قال حدثنا القاسم بن الحكم العرني، قال حدثنا جرير بن أيوب البجلي، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي إسحاق عن مسروق، عن عائشة أنها قالت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ما من عبد أصبح صائماً إلا فتحت له أبواب السماء، وسبحت أعضاؤه، واستغفر له أهل سماء الدنيا إلى أن يوارى بالحجاب، فإن صلى ركعة أو ركعتين تطوعاً أضاءت السموات نوراً وقلن له أزواجه من الحور العين: اللهم اقبضه إلينا فقد اشتقنا إلى رؤيته، وإن هلل أو سبح تلقاها سبعون ألف ملك يكتبونها إلى أن توارى بالحجاب".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن نمير بن غريب، عن عامر بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة".

"وبه" قال أخبرنا أبو مضر عبد الواحد بن هبيرة بن عبد الملك العجلي القزويني نزيل همذان بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح المقري، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبيد بن عامر ابن مرداس السمرقندي، قال أخبرنا ابن المبارك عن معمر عن الحسن في قوله تعالى: "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" قال: لا يصعد إليه الكلم الطيب إلا بالعمل الصالح، فإذا كان كلام طيب وعمل سيئ رد القول إلى عمله.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو أحمد بشر بن أبي السرى، قال حدثنا أحمد بن جعفر النيسابوري، قال حدثني أبي، قال حدثنا عبد القدوس عن مجاهد في قوله تعالى: "وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة" قال: أما الظاهرة فالإسلام والرزق، وأما الباطنة فما ستر من العيوب.

"وبه" قال أنشدنا أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال أنشدنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الباقي لنفسه: طول اغترارك في الدنيا من العجبكأن حذرك إياها مـن الـلـعـب

ما عذر من صدقته في تقلـبـهـاأن لا يلبي فيها داعـي الـكـذب

إن لم تكن أدبته النـائبـات فـمـاأراه ينفـعـه شـيء مـن الأدب

يا طالباً وبريد المـوت يطـلـبـهلو شئت أقصرت أحياناً من الطلب

فما تنال سوى المقـدور مـن أربولا تفوت وإن أمعنت في الهـرب

ولا يغرك إمهال القضاء فـمـاأمهلت إلا لتلقى ساعة العطـب

إن قلت كان أبي شيخاً وحق لـهفانظر إلى ابنك قد ولى ولم يثب

وكيف تطمع في طول المقام وقدحصلت بين بنـي راحـل وأب

اقطع علائق دنياك التي وصلتهواك جهلاً بها وأسلم من التعب

 

الحديث التاسع عشر

فضل ليلة النصف من شعبان

وفضل صومه وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء من لفظه يوم الخميس العاشر من شعبان سنة أربع، قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال حدثنا الحسن بن عرفة، قال حدثنا النضر بن إسماعيل البجلي عن محمد بن سوقة عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تبارك وتعالى: "فيها يفرق كل أمر حكيم" قال: في ليلة النصف من شعبان يدبر الله أمر السنة وينسخ الأحياء من الأموات، ويكتب حاج بيت الله فلا يزيد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد.

"وبه" قال السيد حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا يحيى بن محمد أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي الكندي، قال حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة يرفعه، قال: يغفر الله تعالى ليلة النصف من شعبان من الذنوب أكثر من شعر غنم بني كلب.

"وبه" قال أخبرنا أبو مضر عبد الواحد بن هبيرة بن عبد الملك العجلي القزويني نزيل همذان بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح المقري، قال حدثنا أبو بكر محمد عبيد بن عامر بن مرداس السمرقندي، قال أخبرنا إبراهيم بن يوسف، قال حدثنا المسيب بن شريك عن جعفر بن الزبير، عن القاسم عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان هبط الرب تبارك وتعالى إلى السماء فيطلع اطلاعة على أهل الأرض، فيغفر لأهل الأرض جميعاً إلا لكافر أو مشاحن".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن النضر العسكري، قال حدثنا هشام بن خالد، قال حدثنا عتبة بن حماد عن الأوزاعي وابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن".

"وبه" قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الحافظ إملاء بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم وأبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر وأبو أحمد عبد الله بن عبد الوهاب وغيرهم، قالوا أخبرنا أحمد بن القاسم بن صدقة، قال حدثنا عبد الله بن محمد البلوي، قال حدثني إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء، عن أبيه عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي، عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: لما كان عشية عرفة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واقف، فأقبل على الناس بوجهه فقال: مرحباً بوفد الله ثلاث مرات، الذين إن سألوا أعطوا، ويخلف لهم نفقاتهم في الدنيا، ويجعل لهم في الآخرة عند الله عز وجل مكان كل درهم ألفاً، ألا أبشركم? قالوا بلى يا رسول الله، قال فإنه إذا كان في هذه العشية أهبط الله عز وجل ملائكته فهبطوا إلى الأرض، فلو سقطت إبرة لم تسقط إلا على رأس ملك، ثم يقول يا ملائكتي انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً قد جاؤني من أطراف الأرض، هل تسمعون ما يسألون? قالوا: يسألونك أي رب المغفرة، قال: فأشهدكم أني قد غفرت لهم ثلاث مرات، فأفيضوا من موقفكم مغفوراً لكم ما سلف، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الله أعظم من أن يزول من مكانه، ولكن نظره إلى الشيء نزول منه".

"وبه" قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى إملاء لفظاً، قال حدثنا أحمد بن محمد بن زياد بانتقا عمر البصري الحافظ، قال حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الركيعي "رجع" قال السيد وحدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر الفقيه الحافظ، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى، قال حدثنا عبد الباقي بن قالع، قال حدثنا محمد بن يونس بن موسى، قالا حدثنا بكر بن محمد القرشي، قال حدثنا حبيب بن عيسى العمى أبو محمد، قال حدثنا إبراهيم بن مقسم، عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده الحسين بن علي، عن علي بن طالب عليهم السلام قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعرفات يوم عرفة والناس مقبلون وهو يقول: مرحباً بوفد الله ثلاثاً، الذين إن سألوا أعطوا، ويستجاب دعاؤهم، ويضاعف للرجل منهم الدرهم من نفقته بألف ألف ضعف، ثم قال: إذا كانت هذه العشية هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا، ثم قال سبحانه وهو أعظم من أن يزول من مكانه ثلاثاً، ولكن هبوطه إقباله على الشيء، قال ثم يقول للملائكة: اهبطوا فلو أن إبرة وقعت لم تقع إلا على رأس ملك، قال فيقول يا ملائكتي: ما يسأل عبادي هؤلاء الذين جاءوني شعثاً غبراً? فيقولون يا رب: يسألونك المغفرة، فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم، ثم يقول: انقلبوا مغفوراً لكم ثلاثاً، فتكون الثالثة حين يدفع الإمام من عرفات.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأرجي بقراءتي عليه ببغداد في باب الأرج، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سنبك البجلي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثنا موسى بن جعفر بن محمد، قال حدثني أبي جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا -سبحانه هو أجل وأعظم من أن يزول عن مكانه ولكن نزوله على الشيء إقباله عليه لا بجسم- فيقول: هل من سائل فأعطيه سؤاله، هل من مستغفر فأغفر له، هل من تائب فأقبل توبته، هل من مدين فأسهل عليه قضاء دينه، فاغتنموا هذه الليلة وسرعة الإجابة فيها".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن أحمد الصيدلاني المؤدب بن الأنباري قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العساس الوراق إملاء، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البخاري، قال حدثنا عبد العزيز بن حاتم البخاري، قال حدثنا الحارث بن مسلم عن زياد بن ميمون، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه: أتدرون لم سمي شعبان شعباناً? قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: لأنه يتشعب فيه خير كثير لرمضان.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حنانة البزار، قال حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال حدثنا محمد بن بكار بن الريان، قال حدثنا أبو معشر عن محمد بن قيس وأبي حاتم المدني، كلاهما عن عطاء بن يسار قال: إذا كان ليلة النصف من شعبان نسخ لملك الموت كل منن يموت في تلك السنة من شعبان إلى شعبان، قال عطاء بن يسار: إن الرجل ليظلم ويفجر وينكح النسوان ويعرس الأعراس وما اسمه في الأحياء، قد نسخ اسمه من الأحياء إلى الأموات، وما من ليلة بعد ليلة القدر خير منها ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا فيغفر إلا لمشرك أو مشاحن أو قاطع رحم.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن زبرك بقراءتي عليه بهمذان، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن بركان الخفاف، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي دارم، قال حدثني علي بن عبد الرحيم الرازي، قال حدثنا أبو حاتم، قال حدثني أحمد بن محمد، قال حدثنا الوليد بن صالح، عن الحارث عن عبيد بن طفيل، قال سمعت يزيد الرقاشي يقول في كلامه: حتى متى يقول غداً أفعل كذا وكذا، وبعد غد أفعل كذا وكذا، وإذا أفطرت أفعل كذا وكذا، وإذا قدمت من سفري فعلت كذا وكذا? أغفلت سفرك البعيد ونسيت ملك الموت، أما علمت أن دون غد ليلة يخترم فيها أنفس كثيرة! أما علمت أن ملك الموت غير منتظر بك دون أملك الطويل! أما علمت أن الموت غاية كل حي! قال: ثم يبكي حتى يبل عمامته، قال ثم يقول: أما رأيت صريعاً بين أحبابه لا يقدر على رد جوابهم ولا يقدرون على محاورته بعد أن كان جدلاً خصيماً سمحاً كريماً عليم! أيها المغتر بصحته! أيها المغتر بطول عمره، قال: ثم يبكي حتى يبل عمامته.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن بن أبي عيسى علي بن محمد بن أحمد بن محمد الحسناباذي، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت الأهوازي ببغداد، قال حدثنا أحمد بن عقدة، قال حدثنا أحمد بن يحيى، قال حدثنا أبو غسان، قال حدثني مصعب بن المقدام، قال سمعت الخصيب الوابشي يقول: قال عيسى عليه السلام: "صم الدنيا واجعل فطرك الموت، وكن كالمريض الذي صبر على ألم الدواء لما يخالف من طول البلاء".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد القطيعي، قال أخبرنا سهل بن أحمد بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو خليفة عن محمد بن سلام، عن إسحاق بن إسماعيل عن المفضل بن عمر، قال أنشدت المهدي أمير المؤمنين: وقد تغدر الدنيا فيضحى غنيهـافقيراً ويغنى بعد بؤس فقيرهـا

فلا تقرب الأمر الحرام فـإنـهحلاوته تفنى ويبقى مـريرهـا

وكم قد رأينا من تغير عـيشـهوأخرى صفا بعد انكدار غديرها

قال فكتبها وأمر لي بعشرة آلاف درهم وردني إلى منزلي.

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء لفظاً يوم الخميس السابع عشر من شعبان سنة أربع، قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل الصيدلاني المؤدب بن الأنباري قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق إملاء، قال حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال حدثنا أبو سعيد بن عبد الله بن سعد الكندي الأشج، قال حدثنا النضر بن إسماعيل عن محمد بن سوق عن عكرمة في قوله عز وجل: "فيها يفرق كل أمر حكيم" قال: ليلة النصف من شعبان، يتبين فيها أمر السنة وينسخ فيها أسماء الموتى من الأحياء، وينسخ فيها الحاج، فلا يزيد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجوزداني المقري، قال أخبرني أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق أبو جنادة، عن محمد بن سالم وعتبة بن الأزهر، عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام: "فيها يفرق كل أمر حكيم" قال: أمر السنة إلى السنة وينسخ فيها أسماء الموتى في تلك السنة.

"ح" قال الإمام أبو الحسين زيد بن علي عليهما السلام في التفسير الغريب ما لفظه، أخبرنا أبو جعفر، قال حدثنا علي بن أحمد، قال حدثنا عطار بن السائب عن أبي خالد الواسطي، عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام، في قوله تعالى: "فيها يفرق كل أمر حكيم" بلفظه معناه يقضى أو يدبر في الليلة المباركة هي ليلة القدر، يقضى فيها أمر السنة من الأرزاق وغير ذلك إلى مثلها من السنة الأخرى أ ه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناذي شيخ الصوفية بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن العباس، قال حدثنا محمد إسماعيل بن سمرة، قال حدثنا عبد الملك بن عمر عن موسى بن عيدة، عن أبي حازم عن عطاء ابن يسار قال: تدفع صحيفة الموت في هلال شعبان إلى شعبان إلى ملك الموت عليه السلام.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن غالب، قال حدثني عبد الصمد -يعني ابن النعمان، قال حدثنا مسلم بن خالد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "إذا كان النصف من شعبان فلا تصموا حتى رمضان".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات، قال حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي، قال حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي، قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأحوص بن حكيم عن حبيب بن صهيب عن أبي ثعلبة الخشني، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله تعالى يطلع ليلة النصف من شعبان يباهي عباده، فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبد الله بن ناجية، قال حدثنا داود بن حماد، قال حدثنا عتاب بن محمد بن شوذب، عن شعبة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان النصف من شعبان فأمسكوا عن الصوم، ومن كان عليه قضاء فليصمه، ومن شاء فليسرد الصوم".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن محمد الجوشني، قال حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائني، قال حدثنا محمد بن إبراهيم، قال حدثنا يزيد وهو ابن هارون، قال حدثنا صدقة وهو ابن موسى، قال حدثنا ثابت عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي الصوم أفضل? قال: صوم شعبان تعظيماً لرمضان.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ماسي قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري، قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، قال حدثنا الوليد، قال سمعت محمد بن سيرين يحدث عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحسنة بعشرة أمثالها، والصوم لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل من ريح المسك".

"وبه" قال حدثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا الحكم بن موسى، قال حدثنا الهيثم بن حميد عن العلاء بن الحارث عن مكحول، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يحل لامرأة أن تصوم تطوعاً إلا بإذن زوجها، وما تصدقت بصدقة من طعام البيت فلها شطره ولزوجها شطره".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثان أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، وأبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ الدارقطني، وأحمد بن عبد الله بن حلين الدوري، وأبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ، قالوا حدثنا الحسن بن علي العدوي، قال حدثنا خراش بن عبد الله، قال حدثنا مولاي أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام يوماً تطوعاً فلو أعطي ملئ الأرض ذهباً ما وفي أجره دون يوم الحساب".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي شيخ الصوفية بأصفهان بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن بندار الأذني القاضي، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمرو بن أبي كرب الحمصي، قال حدثنا سعيد بن عمرو، قال حدثنا بقية عن الأوزاعي عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان" قال بقية: كان الأوزاعي إذا انتصف شعبان ترك الصيام حتى رمضان.

"وبه" قال أخبرنا أبو غانم حميد بن المأمون بن حميد المؤدب الهمذاني بقراءتي عليه بها، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن داود، قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الحميد، قال حدثنا عمر بن محمد بن عبد الحكيم، قال حدثني إبراهيم بن عبد الله الخراساني عن محمد بن الحسن، قال حدثني مسكين بن عبيد الصيرفي، قال حدثني المتوكل بن الحسن العابد، قال قال إبراهيم بن أدهم الزهد ثلاثة أصناف: فزهد فرض، وزهد فضل، وزهد سلامة، فزهد الفرض: الزهد في الحرام، وزهد الفضل: الزهد في الحلال، وزهد السلامة: الزهد في الشهوات، والورع ورعان: فورع فرض، وورع حذر، فورع الفرض: الورع عن معاصي الله، وورع الحذر: الورع عن الشبهات، والحزن حزنان: فحزن لك، وحزن عليك، فالحزن الذي هو لك: حزنك على الآخرة وخيرها، وحزنك علي الذي هو عليك: حزنك على الدنيا وزينتها.

"وبه" قال أنشدنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن علي العطار بقراءتي عليه، قال أنشدنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعد بعسكر مكرم، قال أنشدنا المبرد، قال أنشدنا منصور بن عمار في تغيير الزمان: أما ترى مصرنا قد غـالـه كـمـدهل فيه خلف عليه الحر يعـتـمـد

أين الكرام ذوو الأفضـال أين هـمبادوا فلم يبق منهم في الورى أحـد

لم يبق غير حـثـالات طـرامـدةيا ليتهم عن جديد الأرض قد حصدوا

تاهوا بأنفسهم خـلـداً ومـا لـهـممجد يعد ولا في المـكـرمـات يد

أسد الثريد وفرسان النـبـيذ عـلـىضد المكارم والمعروف قد مـردوا

إن مازحوا قذفوا أو حدثوا كـذبـواوالعيب عندهم إنجـاز مـا وعـدوا

ففما المـروءة والآداب عـنـدهـمإلا اصطفاف قنانيهم إذا حـشـدوا

لأبكين على فقـد الـكـرام كـمـابكى على أمه المفـقـودة الـولـد

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء لفظاً يوم الخميس الرابع والعشرين من شعبان، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبد الره بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبدان، قال حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال حدثني أبي، قال حدثنا شعبة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يتابع شهراً يصومه غير شهر شعبان، فإنه كان يصله برمضان.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الخرقي، قال حدثنا محمد بن طاهر بن أبي الدميك، قال حدثنا أحمد بن حباب أبو الوليد، قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأحوص بن حكيم عن المهاصر بن حكيم عن أبي ثعلبة الخشني قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم شعبان ورمضان يصلهما.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال أخبرنا مالك بن أنس، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل المؤدب بن الأنباري قراءة عليه قال حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق إملاء، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال حدثنا علي بن الجعد، قال أخبرنا شعبة عن منصور -يعني ابن المعتمر، قال سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة يقول إن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يصوم شهراً كاملاً إلا شعبان فإنه كان يصله برمضان.

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن علي، قال حدثنا محمد بن إسماعيل، قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد سنة تسع وثلاثمائة، قال حدثنا بكر بن عبد الوهاب المدني بالمدينة سنة خمس وأربعين ومائتين، قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم حتى لا نقول يفطر، ويفطر حتى لا نقول يصوم وكان أكثر صيامه في شعبان، فقلت يا رسول الله: ما لي أرى أكثر صيامك في شعبان? فقال يا عائشة: إنه شهر ينسخ الملك من يقبض، وأنا أحب أن لا ينسخ اسمي إلا وأنا صائم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد مكشوف الرأس شيخ الصوفية بأصفهان، قال حدثنا أبو بكر محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا حامد بن شعيب البلخي، قال حدثنا شريح بن يونس، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال حدثنا عمرو بن أبي عمرو عن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر" "وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار بقراءتي عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن عبد الله بن شيبة العطار المعروف بالحريري إملاء بالبصرة في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا محمد بن كثير، قال أخبرنا سفيان عن سعد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن صيام ستة أيام قبل شهر رمضان، ويوم الفطر ويوم النحر، وثلاثة أيام التشريق.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثني أبا موسى الأنصاري، قال حدثنا معمر، قال حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فأقدروا له".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن الحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لولو الوراق، قال حدثنا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر الأحول، قال حدثنا منصور بن عمار، قال حدثنا بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من صام آخر يوم الاثنين في شعبان غفر له".

"وبه" قال أخبرنا المطهر بن أبي نزار الخطيب العبدي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حسيس، قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي، قال حدثنا أبو الفضل بن محمد البيقي، قال حدثنا سنيد بن داود، قال حدثنا حجاج، قال سمعت سفيان الثوري يقول: وسئل عن شهور العجم ونيروزهم وحسابهم، فقال: ليس هذا مما هاجر عليه المسلمون، فانظر ما هاجروا عليه فالزمه ودع ما سوى ذلك، ثم قال سفيان: أوحشت واستوحشت لا أراها تزداد إلا وحشة، فإياكم وهذه الأهواء، اجتنبوا صغير وكبيرها، وعليكم بما أمرتم وخلقتم له فكأن الأمر قد نزل.

"وبه" قال حدثنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحرثي العشائري بقراءتي عليه في مسجده بشارع دار الرقيق، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمر بن محمد المنتاب الإمام الدقاق، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال أخبرنا بن المبارك، قال أخبرنا سفيان عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة، قال: كنا عند عبد الله فأتى بشراب فقال ناولوا القوم، فقالوا: نحن صيام، قال: لكني لست بصائم، ثم قرأ: "يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن إبراهيم البيضاوي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان البزار، قال حدثنا أبو بكر محمد بن يزيد بن محمود، قال حدثنا الرياشي، قال قال ابن عائشة:كان شاب يغشي سليمان الفارسي رضي الله عنه، قال فانتفض يوماً انتفاضة، فقال له سلمان: ما لك? قال لقد ذكرت شيئاً من جلال الله عز وجل، قال: فاحتضر ذلك الشاب وحضره فجعل سلمان يقول: يا ملك الموت ارفق به فإنه مؤمن، فقال الشاب: يا أبا عبد الله: إنه يقول إني بكل مؤمن رفيق، يا أبا عبد الله: جاءتني تلك الانتفاضة في أحسن صورة.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري الفقيه إمام الشافعة ببغداد بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الفتوح المعافى بن زكريا بن طرازة القاضي، قال حدثنا محمد بن داود بن سليمان النيسابوري، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الواحد، قال حدثنا وريرة، قال حدثنا علي بن موسى وإسحاق بن إبراهيم، قالا حدثنا الأصمعي، قال حدثني عثمان الشحام: أن صعصعة وقف على قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام، فأنشأ يقول: ألا من لي بمثـلـك يا أخـياومن لي أن أبثـك مـا لـديا

طوتك خطوب دهرك بعد نشركذاك خطوبه نشـراً وطـيا

فلو نشرت طواك لي المنـاياشكوت إليك ما صنعت إلـيا

بكيتك يا علي بـدر عـينـيفلم يغن البكاء عـلـيك شـيا

كفى حزناً بدفنـك ثـم إنـينفضت تراب قبرك عـن يديا

وكانت في حياتك لي عظـاتفأنت اليوم أوعظ منـك حـيا

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرني القاضي أبو منصور عبد الرحيم الحمودني إجازة، قال حدثنا والدي قراءة، قال حدثنا السيد إملاء، قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي شيخ الصوفية بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا بن رستة، قال حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال أخبرنا بن وهب، قال حدثنا عمرو بن الحارث أن عبد الملك بن عبد الملك حدثه عن مصعب بن أبي ذؤيب، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن أبيه وعمه عن جده أبي بكر، أن النبي صلى عليه وآله وسلم قال: "إن الله تبارك وتعالى ينزل في النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لكل بشر ما خلا مشركاً أو إنساناً في قلبه شحناء".

"وبه" قال أخبرنا بن عبد الله بن زاذان بقراءتي عليه بقزوين في رجب سنة أربع وثلاثين، قال أنا القاضي الجراجي العدل إملاء في داره ببغداد بين السوك سنة سبعين وثلاثمائة، قال حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال حدثنا أحمد بن صالح، قال حدثنا عبد الله بن عمرو بن الحارث أن عبد الملك بن عبد الملك حدثه عن مصعب بن أبي ذؤيب، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن أبيه وعمه عن جده عن النبي صلى عليه وآله وسلم قال: "ينزل الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لكل نفس إلا لإنسان في قلبه شحناء، أو مشرك بالله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بقراءتي عليه بالكوفة قال أخبرنا محمد بن جعفر، قال أخبرنا عبد العزيز -يعني ابن إسحاق، قال حدثني المغيرة بن محمد، قال حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص قال حدثنا عبد العزيز بن شيخ قال: كان ينزل بني الشعير، قال حدثني الإمام الشهيد أبو الحسين زيد بن علي عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم: "ينزل الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لعباده" قال علي عليه السلام ونزوله إلى الشيء إقباله عليه.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن جنابة، قالا حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال حدثنا علي بن الجعد، قال أخبرنا شريك بن عبد الله وسفيان بن عينية، عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر الضبي، عن النبي صلى عليه وآله وسلم قال: "من وجد التمر فليفطر عليه، ومن لم يجد التمر فليفطر على الماء فإن الماء طهور".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد مكشوف الرأس قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال وأخبرنا مالك عن سمى مولى أبي بكر بن عبد الرحمن أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن يقول: كنت أنا وأبي عند مروان بن الحكم، وهو أمير المدينة، فذكر أن أبا هريرة يقول: من أصبح جنباً أفطر ذلك اليوم، فقال مروان: إني أقسمت عليك يا أبا عبد الرحمن لتذهبن إلى أم المؤمنين عائشة وأم سلمة فتسألهما عن ذلك، قال أبو بكر: فذهب عبد الرحمن وذهبت معه حتى دخلنا على عائشة فسلم عليها، ثم قال عبد الرحمن: يا أم المؤمنين إنا كنا عند مروان فذكر لنا أن أبا هريرة يقول: من أصبح جنباً أفطر ذلك اليوم، فقالت عائشة: أليس كما قال أبو هريرة يا أبا عبد الرحمن، أترغب عما كان رسول الله صلى عليه وآله وسلم يصنع? فقال لها عبد الرحمن: لا والله، قالت فاشهد على رسول الله صلى عليه وآله وسلم أنه كان ليصبح جنباً من جماع غير احتلام، ثم يصوم ذلك، قال ثم خرجنا حتى دخلنا على أم سلمة فسألها عن ذلك، فقالت مثل مثالة عائشة، قال: فخرجنا حتى جئنا مروان، فذكر له عبد الرحمن ما قالتا، فقال مروان: أقسمت عليك يا أبا محمد لتركبن دابتي فإنها بالباب، فلتذهبن إلى أبي هريرة فإنه بأرضه بالعتيق. فلتخبرنه ذلك، قال أبو بكر: فركب عبد الرحمن وركبت معه حتى أتينا أبا هريرة فتحدث معه عبد الرحمن ساعة، ثم ذكر له ذلك، فقال أبو هريرة: لا علم لي بذلك إنما أخبرته بخير.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد ب محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر، قال أخبرنا إسحاق بن محمد، قال حدثنا أحمد بن الصباح بن أبي شريح، قال حدثنا أبو أحمد، قال حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مليكة، قال حدثتنا عائشة أن رسول الله صلى عليه وآله وسلم كان يخرج إلى الصلاة ورأسه يقطر ماء وهو يريد الصوم فيتم صومه.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الأنماطي البغدادي، قال حدثنا محمد بن عبد الله الأزدي، قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبي الحوتكية عن عمر بن الخطاب قال: أتى رسول الله صلى عليه وآله وسلم بأرنب فأمر أصحابه فأكلوا، فقال للذي جاء به: ما لك لا تأكل منها? قال إني صائم، ثم قال: وما هو، قال: تطوع، قال: فهلا البيض.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، قال حدثنا أبو الوليد، قال حدثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله، قال: شكونا العزوبة إلى النبي صلى عليه وآله وسلم، فقال: "عليكم بالباه، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن جمكان قراءة عليه، قال حدثنا أبو علي السرخسي، قال سمعت أبا الحسن محمد بن الحسين الحراني يقول، سمعت حاتم الأصم يقول، وقد سأله سائل: على أي شيء بنيت أمرك? قال: على أربع خصال: على أني لا أخرج من الدنيا حتى أستكمل رزقي، وعلى أن رزقي لا يأكله غيري، وعلى أن أجلي لا أدري متى هو، وعلى أني لا أرغب عن الله طرفة عين.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، قال حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال أخبرنا أبو غسان محمد بن مطرف، قال حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى عليه وآله وسلم قال: "في الجنة ثمانية أبواب باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان وأبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني الحافظ وأحمد بن عبد الله بن خلين الدوري وأبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ، قالوا حدثنا الحسن بن علي العدوي، قال حدثنا خراش بن عبد الله، قال حدثنا مولاي أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم: "إن للجنة باباً يدعى الريان لا يدخل منه إلا الصائمون".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، وعبد العزيز بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن قادويه قراءة، قالا حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا علي بن الجعد، قال حدثنا شعبة وشريك وسفيان بن عيينة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن عمها سلمان بن عامر، قال قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم: "من وجد التمر فليفطر عليه ومن لم يجد التمر فليفطر على الماء فإنه طهور، لفظهما سواء".

"وبه" قال حدثنا أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسين محمد بن المفطر بن موسى الحافظ، قال حدثنا محمد بن خلف بن حبان قال حدثنا وكيع، قال حدثنا القاسم بن هاشم بن سعيد، قال حدثنا أبي هاشم بن سعيد، قال حدثنا سعيد بن رزين عن ثابت عن أنس قال، كان رسول الله صلى عليه وآله وسلم إذا أفطر قال: "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل مني إنك أنت السميع العليم".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا موسى بن هارون، قال حدثنا مروان بن جعفر السمرقندي، قال حدثنا إبراهيم بن حبيب بن سليمان بن سمرة عن جعفر بن سعد بن سمرة عن حبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن سمرة قال: نهى رسول الله صلى عليه وآله وسلم أن نواصل في شهر الصوم يكرهه وليس بالعزيمة.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد بن حبان، قال حدثنا محمد بن يحيى، قال حدثنا معاوية بن الهذيل، قال حدثنا محمد بن إبان العبدي، قال حدثنا سفيان عن عمارة بن أكثم الليثي عن أبي ذر، قال: نهاهم النبي صلى عليه وآله وسلم عن الوصال، قالوا: إنك تواصل? قال: إني لست مثلكم إني أطعم وأسقى.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن قادويه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن حبان، قال حدثني عبد الرحمن بن الحسن، قال حدثنا الحسين بن هشام الغساني، قال حدثنا هشام بن حبان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال النبي صلى عليه وآله وسلم: "الصائم في عبادة ما لم يغتب".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا الغرباني، قال حدثنا قتيبة، قال حدثنا ابن لهيعة عن وهب بن عبد الله عن أبي سالم عن أبي هريرة، قال: أوصاني صلى عليه وآله وسلم بثلاث: صلاة الضحى ركعتين، ثم صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن لا أبيت إلا على وتر.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن الوضاح السمسار، قال حدثنا أبو شعيب الحراني، قال حدثني يحيى بن عبد الله البابلتي، قال حدثنا أبو رزين نهيك، قال سمعت الشعبي عامراً، قال سمعت ابن عمر يقول، سمعت النبي صلى عليه وآله وسلم يقول: "من صلى الفجر وصام ثلاثة أيام من الشهر ولم يترك الوتر في سفر ولا حضر كتب له أجر شهيد".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن قادويه قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو بكر الفريابي، قال حدثنا أبو مروان العثماني قال حدثنا ابن أبي أنيسة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم: "الصيام جنة فمن كان صائماً فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ سابه أو شاتمه فليقل إني صائم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم التنوخي، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري الدقاق، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي إملاء، قال حدثنا الرياشي، قال حدثنا سعيد بن عامر عن سلام بن أبي مطيع، قال قال يزيد الرقاشي: يا إخوتاه، تعالوا نبك على الماء البارد، قالوا وقد عطش نفسه قبل ذلك أربعين سنة لا يفطر إلا في يوم فطر أو أضحى.

"وبه" قال السيد أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أبو حصين القاضي، قال حدثنا يحيى، قال حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد، قال قال النبي صلى عليه وآله وسلم: "لكل باب من أبواب البر باب من أبواب الجنة، وإن باب الصيام يدعى الريان".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين بن علي الرازي، قال حدثنا أبو بكر إبراهيم بن ناصح الشعراني الدامغاني بالدامغان، قال حدثنا محمد بن عيسى الدامغاني، قال حدثنا أحمد بن أبي ظبية عن سلام -يعني أبا الأحوص، عن الزهري عن أبي حازم عن سهل بن سعد، قال قال النبي صلى عليه وآله وسلم: "للجنة ثمانية أبواب باب منها للصائم يقال له الريان، فإذا دخل آخرهم أغلق".

"وبه" قال أخبرنا باو الحسن محمد بن عمر بن عبد الله بن زاذان بقراءتي عليه بقزوتين، قال حدثنا القاضي أبو الأحوص محفوظ بن محمد بن موسى بن هرم بن حيان لفظاً، قال حدثنا أبو عثمان سعيد الخليل التنيسي، قال حدثنا إسحاق بن سيار النصين، قال حدثنا قبيصة عن سفيان عن محمد بن رفاعة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى عليه وآله وسلم: أنه كان يصوم يوم الاثنين والخميس، فقيل له، فقال: "إن الأعمال ترفع يوم الخميس والاثنين فأحب، أن يرفع عملي وأنا صائم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبدان، قال حدثنا أحمد بن عبدة، قال حدثنا حماد بن يحيى الأبح، قال حدثنا سعيد بن مينا عن عبد الله بن عمرو قال: سألت رسول الله صلى عليه وآله وسلم أني أسرد الصوم فأصوم الدهر، قال: لا، قال فأصوم يومين وأفطر يوماً? قال: لا، قال فجعلت أناقصه، فقال: صم صوم داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عبد العزيز بن سليمان الحرملي الأنطاكي، قال حدثنا يعقوب بن كعب الحلبي، قال حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس، قال قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم: "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي بقراءتي عليه، وعبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن قادويه قراءة عليه، قالا أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا أحمد بن محمد بن علي الخزاعي، قال حدثنا قرة بن حبيب، قال حدثنا عبد الحكم عن أنس بن مالك قال: عاد رسول الله صلى عليه وآله وسلم سعد بن عبادة فقرب إليه شيئاً السمسم وسقا، قال ابن قادويه: وشيئاً من تمر، واتفقا حتى إذا أكل رسول الله صلى عليه وآله وسلم وأراد أن يقوم دعا له بثلاث دعوات فقال: "أكل طعامكم الأبرار، وأفطر عندكم الصائمون، وصلت عليكم الملائكة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال أخبرنا أبو محمد بن حبان، قال حدثنا محمد بن حمزة، قال حدثنا يزيد -يعني ابن المبارك، قال حدثنا سلمة بن الفضل، عن أبي حمزة الثمالي عن الشيباني عن أبي الأحوص عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم: "للصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن قادويه قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد بن حبان، قال أخبرنا حامد بن شعيب البلخي، قال حدثنا شريح بن يونس، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال حدثني عمرو بن أبي عمرو، عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، أن النبي صلى عليه وآله وسلم قال: "رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا المقدم بن داود، قال حدثنا أسد بن موسى، قال حدثنا ابن لهيعة، أن رجلاً سأله فقال: وأي الصائمين أعظم أجراً? قال: أكثرهم لله ذكراً، ثم ذكر له الصلة والزكاة والحج كل ذلك رسول الله صلى عليه وآله وسلم يقول: أكثرهم لله ذكراً، فقال أبو بكر لعمر يا أبا حفص: ذهب الذاكرون بكل خير، فقال رسول الله صلى عليه وآله وسلم: أجل.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، قال أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال حدثنا محمد بن أبي بكر، قال حدثنا عمر بن علي عن عثمان بن حكيم بن سعيد بن جبير عن ابن عباس: كان النبي صلى عليه وآله وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم.

"وبه" قال أخبرنا أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عبد الله بن المعلى بن عبد الله بن خلف الأزدي إملاء بالبصرة، قال حدثنا أبو حري محمد بن حمدان القشيري، قال حدثنا أبو العيناء عن الأصمعي عن زهير بن هنيد، قال: دخل إياس بن معاوية إلى رجل يتغنى بالقرآن? فقال يا هذا إن كنت لا بد متغنياً فبالشعر، فقال له الرجل: أليس النبي صلى عليه وآله وسلم قال: ليس منا من لم يتغن بالقرآن? فقال له إياس: إنما أراد النبي صلى عليه وآله وسلم: ليس منا من يستغن بالقرآن، ألم تسمع حديثه الآخر: من حفظ القرآن فظن أن أحداً أغنى منه، أسمعت قول الشاعر: تغنينا بذكر الله عمـاتراه في يد المتواليينا

أما سمعت قول الشاعر: والغانيات طال ما غنينا

قال بلى، فهذا من ذاك.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا شعبة بن الحجاج عن منصور، قال سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي صلى عليه وآله وسلم، كان لا يصوم شهراً كاملاً إلا أنه كان يصوم شعبان ويصله برمضان.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا الحسين بن إسحاق، قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال حدثنا قيس بن الربيع عن منصور عن سالم عن أبي الجعد عن ابن سلمة، عن عائشة وأم سلمة قالت: ما كان صلى الله عليه وآله وسلم يصوم شهراً سوى رمضان إلا شعبان، فإنه كان يصله برمضان فيكون شهرين متتابعين، وكان يصوم الشهر حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي الأنصاري، قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنيسي الأنصاري، قال حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم الأنصاري الزربي، قال حدثنا محمد بن يحيى الأنيسي، قال حدثنا عصمة بن محمد عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة قال: إذا كان هلال شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة يقبض من فيها إلى شعبان من قابل، فإن الرجل ليغرس الغرس ويبني البنيان وينكح ويولد له ويظلم ويفجر وما له في السماء اسم وما اسمه إلا في صحيفة الموتى إلى أن يأتي يومه الذي يقبض فيه أو ليلته.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن عمر بن عبد الله بن زاذان بقراءتي عليه بقزوين، قال حدثنا محمد بن الحسن بن فتح، قال حدثنا أحمد بن عيسى بن السكن، قال حدثنا هاشم بن القاسم، قال حدثنا يعلى بن الأشدق، قال حدثني عمي بن عبد الله بن حراد، قال أصبحنا يوم الاثنين صواماً وكان الشهر قد أغمى علينا، فأتينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأصبناه مفطراً، فقلنا يا نبي الله: صمنا اليوم? فقال: أفطروا إلا أن يكون رجل يصوم هذا اليوم فليتم صومه، لأن أفطر يوماً من شعبان متمارياً فيه أحب إلي من أن أصوم يوماً من شعبان ليس منه-يعني من شهر رمضان.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن إبراهيم بن حمدان العاقولي، قال حدثنا أبو حفص عمر بن الحسين بن سور بن بدير العاقول، قال حدثنا محمد بن سعيد أبو يحيى البغدادي، قال حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، قال حدثنا الأعمش عن حسين الخراساني عن أبي غالب، عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن لله تبارك وتعالى عتقاء عند كل فطر".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا شيبان، قال حدثنا طيب بن سلمان، قال سمعت عمرة يقول سمعت عائشة تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان ينهانا عن الوصال في الصيام، ويأمر بتكبير الإفطار وتأخير السحور.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي الحسني الكوفي بقراءتي عليه، قال أخبرنا محمد بن جعفر التميمي قراءة، قال حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان، قال حدثنا أبي، قال أخبرنا عامر بن كثير السراج عن عثمان بن سلم عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عن أبيه عليهما السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها حلل، ومن أسفلها خيل بلق مسرجة ملجمة بالدر والياقوت ذوات أجنحة لا تروث ولا تبول، فيركبها أولياء الله فتطير بهم في الجنة حيث يشاءون، فيقول الذي أسفل منهم: يا أهل الجنة أنصفونا، يا رب ما بلغ بعبادك هذه المنزلة? فيقول الله عز وجل لهم: إنهم كانوا يقومون الليل وكنتم تنامون، وكانوا يصومون وكنتم تأكلون، وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون، وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السراج، قال حدثنا أبو صالح الحراني، قال حدثنا ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عتبة بن حميد عن عبادة بن نسي عن ابن غنم عن أبي مالك الأشعري، قال قلت يا رسول الله: ما تمام البر? قال أن تعمل في السر عمل العلانية.

"وبه" قال حدثنا القاضي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسين عبد الله بن إبراهيم بن جعفر الرسي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عبيدة النيسابوري، قال حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله، قال حدثني أبي، قال حدثني إبراهيم بن طهمان عن أبي حنيفة عن الهيثم -يعني ابن حبيب الصراف كوفي، عن موسى عن أنس بن مالك قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أتقبل الصائم? قال: وما بأس بذلك ريحانة يشمها.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن بن زاذان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن السقا، قال حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال حدثنا علي بن سعيد، قال حدثنا المسيب بن شريك عن عبد المكتب، عن عامر عن مسروق، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نسخ رمضان صوم كل يوم، وغسل الجنابة كل غسل والزكاة كل صدقة، وذبح الأضحى كل ذبح".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الجامع الأعظم بالبصرة، قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سليمان التستري، قال حدثنا العباس بن أحمد بن حسان الشامي، قال حدثنا أبو ثور هشام بن ناجية القرشي الأموي، قال حدثنا مبشر بن إسماعيل، قال حدثنا أبو معاوية حسان بن نوح، قال سمعت عبد الله بن بشر المازني يقول: أترون هذه اليد فإني وضعتها على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسمعته يقول: "لا تصوموا السبت إلا في فريضة، ولو أن أحدكم لا يجد إلا تمرة يفطر به عليها".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي قراءة، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق العسكري، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، قال حدثنا عبد الله بن المبارك، عن موسى عن عبيدة عن جهمان عن أبي هريرة يرفعه قال: لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبدان: قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة وجعفر بن حميد، قال حدثنا يونس بن أبي يعقوب عن أبيه عن أبي صادق عن أبي هريرة قال: أوصاني أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث: الوتر قبل أن أنام، وأن أصلي الصبح وركعتين، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة وهي البيض.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر، قال أخبرنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا عبدان، قال حدثنا جعفر بن حميد، قال حدثنا يونس بن أبي يعقوب عن ناجية بن خالد عن أبي روق، عن أبي هريرة مثله.

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن جعفر السلماسي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخراز "رجع" قال السيد، وأخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي العشائري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن المنتاب قراءة عليه، قالا حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي، قال حدثنا يحيى بن آدم، قال السلماسي حدثنا إسرائيل، قال العشائري عن إسرائيل واتفقا عن أبي إسحاق عن العيزار بن الحريث، قال أوصاهم ثمامة بن نجار السلمي، قال قال لقومه: أي قوم أنذرتكم فسوف أعمل، سوف أصلي، سوف أصوم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب، قال أخبرنا أبو الطيب، قال حدثنا يحيى، قال حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة العجلي، قال حدثنا عبيد الله بن موسى، قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث عن ثمامة بن نجاد السلمي قال: كان يقول يا قوم: أنذرتكم سوف ثلاث أن يقول الرجل: سوف أصلي، سوف أصوم، سوف أتصدق.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو القاسم عمرو بن محمد بن العباس بن بكران الهماشي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان في شهر ربيع الأول من سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال حدثنا عبد الواحد بن غياث، قال حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عمران بن حصين، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال له أو لرجل -هل صمت من شعبان شيئاً? قال: لا، قال: فإذا أفطرت فصم يومين، قال الجريري يوماً.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن شيبة العطار، قال حدثنا زكريا بن يحيى، قال حدثنا عيسى بن موسى بن أبي حرب، قال حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال حدثنا أبو الأحوص عن طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأتاه راع بأرنب قد شواه، فقال إني صائم: قال: فهلا أيام البيض?

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، قال أخبرنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال حدثنا محمد بن أبي بكير، قال حدثنا سفيان بن عينية عن محمد بن عبد الرحمن، وحكم بن خبير عن موسى بن طلحة عن أبي الجوتكية، قال قال عمر بن الخطاب من حاضرنا يوم القاحة? قال أبو ذر: أتى رجل بأرنب، قال رجل أنا رأيتها تدمى فكأنه أبقاها، فأمر أن يأكلوا منها وكان الرجل صائماً، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما صومك? فذكر شيئاً ما أدري ما هو، فقال: أين أنت عن الغر البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز أحمد بن عبد الله بن قادويه قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبدان بن أحمد، قال حدثنا عبد الله بن عمر الخطابي، قال حدثنا ابن أبي داود عن أبي جريج عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من لم يدع الخنا والكذب فلا حاجة لله عز وجل في أن يدع طعامه وشرابه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا رجى بن محمد، قال حدثنا عبد الصمد، قال حدثنا أبي، عن علي بن زيد عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم واللفظ له قال: "إن ربكم يقول: كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والصوم لي وأنا أجزي به، والصوم جنة من النار، ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي قال حدثنا عبد الله بن صالح، قال حدثني الليث، قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله بن أبي الخير عن حذيفة الأزدي عن جنادة الأزدي أنهم ولجوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم ثمانية رهط هو ثامنهم يوم الجمعة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بطعام فقال لرجل كل، فقال: إني صائم، ثم قال للآخر: كل، فقال: صائم حتى سألهم جميعاً فقال: صمتم أمس? فقالوا: لا، فقال: صيام غد، فقالوا: لا، فأمرهم أن يفطروا.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسيني بقراءتي عليه، قال أخبرنا محمد بن عبد الله قراءة، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال أخبرنا يعقوب بن يوسف، قال حدثنا أبو جنادة عن نوح بن علي عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عن آبائه عليهم السلام قال: كان علي عليه السلام يستحب أن يفطر على شيء لم تمسه النار تمراً أو ماء.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرفي المقري، قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال حدثنا أبو بكر وعثمان -يعني ابني أبي شيبة، قالا حدثنا عبد الله بن زيد عن الأعمش عن حسين الخراساني، عن أبي غالب عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لله عتقاء عند كل فطر" حسين الخراساني: هو ابن واقد.

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم الحسناباذي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقري، قال أخبرنا أبو جعفر الطحاوي، قال حدثنا المزني، قال حدثنا الشافعي، قال حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله: إني أسرد الصوم في السفر? فقال: إن شئت فصم وإن شئت فأفطر.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، قال حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر، قال حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، قالحدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاث لا يعرض أحدكم نفسه لهن وهو صائم: الحجامة، والحمام، والمرأة الحسناء".

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخراز "رجع" قال وأخبرنا أبو طالب العشائري الحربي، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب، قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا سفيان الثوري عن سليمان الأعمش عن خيثمة عن الحرث بن قيس قال: إذا أردت أمراً من الخير فلا تؤخره لغد وإذا كنت في أمر الآخرة فامكث ما استطعت، وإذا كنت في أمر الدنيا فتوخ، وإذا كنت في الصلاة فقال لك الشيطان ترائى فزدها طولاً.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الصيرفي الخراساني بقراءتي عليه في الجامع بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك المقري سنة سبعين وثلاثمائة، قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن بن الحسن المعروف بابن متويه إمام مسجد الجامع، قال حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال حدثنا عمرو بن سعيد عن قتادة: "وحيل بينهم وبين ما يشتهون" طاعة الله أن تكونوا عملوا بها في الدنيا حين عاينوا ما عاينوا.

 

الحديث العشرون

بر الوالدين وفضله

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رحمه الله تعالى إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخلوق السلولي عن خليفة بن حسان عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام: "واخفض لهما جناح الذل" قال: يذل لهما في منطقه وفي كل أمر أحباه.

"وبه" قال السيد حدثنا حصين عن عمرو بن الزيات عن مصعب بن سعد عن أبيه، قال في نزلت هذه الآية: "ووصينا الإنسان بوالديه حسناً".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج، قال حدثنا ميمون بن نجيح أبو الحسن الناجي، قال حدثنا الحسن عن أنس بن مالك، قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه? قال: هل بقي من والديك أحد? قال: أمي، قال: قابل الله في برها، فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد، فإذا رضيت عنك أمك فاتق الله وبرها.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم البرمكي المؤدب، وأبو منصور محمد بن محمد بن السواق، وأبو الحسن محمد بن عبد العزيز التككي، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزار قراءة عليه، قال البرمكي حدثنا، وقالا أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي، قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري وأبو عاصم، قالا حدثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، قال قلت يا رسول الله: من أبر? قال: أمك، قلت: ثم من? قال: ثم أمك، قال: قلت ثم من? قال: ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب.

"وبه" قال حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن إبراهيم اللباد الوراق إملاء في جامع أصفهان، قال أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم عم أبي، وأبو الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان البغدادي، قالا حدثنا أبو العباس الفضل بن الخصيب الزعفراني، قال حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء بن كريب، قال حدثنا رشد بن سعدان عن زياد بن مالك عن سهل بن معاذ، عن أنس الجهني عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره".

"وبه" أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو عمر خالد بن محمد، قال حدثنا أبو يونس أحمد بن محمد الجشمي، قال حدثنا ابن أبي أويس، عن السري بن مسكين عن الوقاصي عن أبي سهيل بن مالك عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بر الوالدين يزد في العمر، والكذب ينقص من الرزق، والدعاء يرد البلاء، ولله في خلقه قضاءان، قضاء نافذ وقضاء ينتظر، وللأنبياء على العلماء فضل درجتين، وللعلماء على الشهداء فضل درجة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو حفص الرقام محمد بن أحمد التستري، قال حدثنا غسحاق بن إبراهيم الصواف، قال حدثنا عمر بن الخطاب السدوسي، قال حدثنا سويد أبو حاتم عن الحسن عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا عن نساء الناس يعف نساؤكم، ومن أتاه أخوه فليقبل منه ذلك حقاً أو باطلاً، فإن لم يقبل ذلك منه لم يرد على حوضي".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد السلام بن الحسن بن محمد بن بكار البزار بقراءتي عليه بباب الطلق ببغداد، قال أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قراءة عليه، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي بسر من رأى، قال حدثني أبي عن أبيه موسى بن محمد، قال سمعت جعفر بن محمد يحدث، عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عفوا يعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم، واقبلوا من التنصل محقاً كان أم مبطلاً، فمنن لم يقبل من متنصل عذره فلا نالته شفاعتي، أو قال فلا ورد على حوضي".

"وبه" قال سمعت عبد العزيز علي بن أحمد الأزجي، يقول سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد يقول، سمعت الحسن بن عبيد الله العبدي يقول، سمعت إبراهيم بن هدية بن أنس، قال سمعت أنس ابن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بروا آباءكم يبركم آبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم، ومن لم يقبل من متنصل صادقاً كان أو كاذباً فلا يردن على الحوض".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني قدم علينا، قال حدثنا أبو عمر محمد بن موسى بن فضالة القرشي الدمشقي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا قاسم بن عثمان الخوعي، قال حدثنا أبو روح سعيد بن وليد العجيمي الدمشقي، قال حدثنا الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس الجهاد من ضرب بسيفه في سبيل الله إنما الجهاد من عال والدته: ومن عال والده في جهاد، ومن عال نفسه كفاً عن الناس فهو في جهاد".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن نصر الحذاء، قال حدثنا إسماعيل بن أبي كريمة، قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم، عن أبي عبد الملك عن القاسم عن أبي دمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تجهزوا إلى هذه القرية الظالم أهلها -يعني خيبر- فإن الله فاتحها عليكم إن شاء الله تعالى، ولا يخرجن معي مصعب ولا مصعف، فانطلق أبو هريرة إلى أمه فقال جهزيني فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر بالجهازة للغزو، فقالت: تنطلق وتتركني وقد علمت ما أدخل المرفق يريد المخرج إلا وأنت معي? قال: ما كنت لأتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأخرجت ثديها فناشدته لما رضع من لبنها، فأتت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سراً فأخبرته، فقال: انطلق فقد كفيت، فأتاه أبو هريرة فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال يا رسول الله أرى إعراضك عني لا أدري ذلك إلا لشيء بلغك? فقال: أنت الذي تناشدك أمك وأخرجت ثديها تناشدك لما رضعت من لبنها فلم تفعل? أيحسب أحدكم إذا كان عند أبويه أو أحدهما أن ليس في سبيل الله? بلى هو في سبيل الله إذا أبرهما وأدى حقهما.

قال أبو هريرة: لقد مكثت بعد ذلك سنين ما أغزو حتى ماتت، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة ليلاً، وذكر قصة خيبر، قال السيد أنا اختصرته.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن شطا بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثنا ابن أبي سعيد، قال حدثنا أحمد بن جميل، قال حدثنا عبد الله بن المبارك، قال حدثنا عاصم بن سليمان عن مسلم بن عبد الرحمن الحنفي، قال: بر والدك فإنه أجدر أن يبرك، فإنه من ساء عقه ولده.

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام الأجل رحمه الله تعالى إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا بن أبي عاصم، قال حدثنا عمرو بن مرزوق، قال حدثنا شعبة، عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابن أبي مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أدرك والديه أو أحدهما فأدخله النار فأبعده الله" قال ابن أبي مالك: هو القشيري العامري بصري، ويقال عمرو بن مالك، ويقال أبو مالك روى عنه البصريون، يقال له صحبة.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين الحسني البطحاني بقراءتي عليه بالكوفة، قال حدثنا محمد بن الحسين التيملي، قال حدثنا علي بن العباس البجلي، قال حدثنا عباد بن يعقوب "رجع" السيد، قال وأخبرنا الشريف أبو عبد الله، قال وأخبرنا محمد بن إبراهيم بن سلمة الكهيلي وزيد بن مسلم التميمي قراءة عليه "رجع" السيد أيضاً، قال وأخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد البزار العتيقي بقراءتي عليه ببغداد، قال حدثنا أبو الطيب زيد بن مسلم الخراز بالكوفة، قال أخبرنا محمد بن الحسين الأشناني، قال حدثنا عباد بن يعقوب زاد الشريف الأسدي، وقال أخبرنا عباد بن العوام وقال العتيقي حدثنا عباد بن العوام، واتفقا عن الشيباني عن الوليد، قال العتيقي بن العيزار واتفقا عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود أن رجلاً سال -قال العتيقي- النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الشريف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أي أعمال أفضل? قال: "الصلاة لوقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله"، هذا حديث صحيح، أخرجه أبو عبد الله البخاري في صحيحه عن عباد بن يعقوب بهذا الإسناد، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن خاقان، ويقال ابن فيروز، والوليد هو: ابن العيزار، وأبو عمرو الشيباني هو: سعد بن إياس، أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أرعى إبلاً لي بكاظمة.

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم المذكر سبط الصالحاني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، قال حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، قال حدثنا بقية عن يحيى بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدم بن معدي كرب، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن الله تبارك وتعالى يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بآبائكم، ثم الأقرب فالأقرب".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قراءة عليه لفظاً، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن حرب المروزي بمكة، قال أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه في قول الله عز وجل: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة" قال: لا تمتنع من شيء أراداه.

"وبإسناده" قال أخبرنا ابن المبارك، قال أخبرنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، قال سمعت عطاء يقول فيها- يعني في هذه الآية: لا ترفع يداً عليهما.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عببد الله بن عمر بن رسته بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان قراءة عليه بها، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله العطار إملاء بالبصرة يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى الآخرة من سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب، قال حدثنا المغيرة-يعني ابن مسلم عن عطاء عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أمسى مرضياً لوالديه أو أصبح، وله بابان مفتوحان في الجنة وإن واحد فواحد، ومن أمسى أو أصبح مسخطاً لوالديه أصبح وله بابان مفتوحان إلى النار وإن واحد فواحد، فقال رجل يا رسول الله: وإن ظلماه? قال: وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه. ثلاث مرات".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو زكريا يحيى بن عبد الله، قال حدثنا عبد الله بن عمر، قال حدثنا روح، قال حدثنا ابن جريج وسفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وسفيان بن عيينة وحماد بن سلمة، قالوا حدثنا عطاء بن السائب، عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله: إني أريد أن أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان? قال: فارجع فأضحكهما كما أبكيتهما.

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن، قال أخبرنا عبد الله، قال سمعت أبا زكريا يقول، سمعت أبا مسعود يقول طعن على روح بن عبادة اثنا عشر رجلاً أو ثلاثة عشر رجلاً فلم ينفذ قولهم فيه.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبيد بن غنام، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن معاوية السلمي عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت يا رسول الله أني أريد الجهاد في سبيل الله، قال: أمك حية? فقلت نعم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إلزم رجلها فثم الجنة.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبران أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبدان، قال حدثنا عاصم بن النضر، قال حدثان معتمر، قال حدثنا أبي، قال حدثني مسعر عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الهجرة يريد الجهاد، وأخبره أن له أبوين، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ففيهما فجاهد.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه من لفظه، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن ساعد لفظاً، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسين حرب المروزي، قال أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا المسعودي عن الوليد بن العيزار عن أبي عمر الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال: قال سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي الأعمال أفضل? قال: الصلاة لميقاتها، قال ثم ماذا? قال بر الوالدين، قال ثم ماذا? قال الجهاد في سبيل الله، قال ثم سكت عني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولو زدته لزادني.

"وبه" قال أخبرنا عالياً أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا المسعودي، قال حدثني الوليد بن العيزار، عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي الأعمال أفضل? قال: الصلاة لوقتها، قلت ثم ماذا يا رسول الله? قال: بر الوالدين، قلت ثم ماذا يا رسول الله? قال: الجهاد في سبيل الله، ولو زدته لزادني.

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي الواعظ، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا الوليد بن إبان، قال حدثنا محمد بن علي الأهوازي، قال حدثنا عبد الله بن أبي بكر العتكي، قال حدثنا عبد الله بن وهب السهمي، قال قال لقمان لابنه: يا بني إن الله رضيني لك فلم يوصني بك، ولم يرضك لي فأوصاك بي.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الحراز من لفظه، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، لفظاً، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن حرب المروزي بمكة، قال أخبران عبد الله بن المراك، عن عبد الله بن ذكوان، عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القادر قال: رآني عمر بن عبد العزيز وأنا أمشي إلى جنب أبي، فقال: لا تمشين إلى جنب أبيك، إنما ينبغي لك أن تمشي وراءه، قال أبي: أنا أتوكأ على يديه، قال فهاه.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا أحمد بن أيوب بن راشد الضبي، قال حدثنا مسلمة بن علقمة، قال حدثنا داود بن أبي هند عن أبي عثمان النهدي: أن سعد بن مالك قال أنزلت هذه الآية في: "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً" قال: كنت رجلاً براً بأمي، فلما أسلمت قالت يا سعد: ما هذا الدين الذي قد أحدثت? لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي، فيقال يا قاتل أمه? قال فقلت يا أمه: إني لا أدع ديني هذا -أولا أدع دين هذا النبي- قال فمكثت يوماً لا تأكل وليلة، فأصبحت وقد جهدت، قال: فمكثت يوماً آخر وليلة لا تأكل فأصبحت وقد استجهدت، قال فلما رأيت ذلك قلت يا أمة: تعلمين والله لو كانت مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديناً هذا لشيء، إن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلي، فلما رأت ذلك أكلت، فأنزلت هذه الآية.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا معاذ بن المثنى، قال حدثنا يحيى بن معين، قال حدثنا مروان بن معاوية، عن أبي يعقوب عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي الأعمال أفضل? قال: "الصلاة لوقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو علي بن إبراهيم، قال حدثنا أبو مسعود بن يزيد بن خالد، قال حدثنا عمرو بن زياد القالي الخراساني بجندسابور، قال حدثنا يحيى بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن أبي بكر قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من زار قبر والديه في كل جمعة أو أحدهما، فقرأ عندهما أو عند "يس" غفر له بعدد كل آية أو حرف".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن زكريا بن حيويه، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قراءة عليه لفظاً، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن المروزي بمكة، قال أخبرنا عبيد الله بن المبارك، قال أخبرنا شعبة عن سعيد بن إبراهيم عن عمه حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه، قيل: وكيف يسب الرجل والديه? قال: يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال حدثنا محرز بن سلمة، قال حدثنا خالد بن يزيد العمري، عن يحيى بن عبد الله الزبيري، قال سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يقول، سمعت عائشة أم المؤمنين تقول، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عفوا تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناءكم، ومن اعتذر إليه أخوه المسلم من ذنب قد أتاه فلم يقبل منه لم يرد على الحوض غداً".

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي المذكر سبط الصالحاني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو جعفر بن ماهان الجوال، قال حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منبت، قال حدثنا عبد الله بن صالح، قال حدثنا الليث -يعني ابن سعد عن إبراهيم بن أعين عن الحكم بن إبان، عن عكرمة عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا نظر الوالد إلى الولد فسره كان للولد عتق نسمة، قالوا يا رسول الله: وإن نظر إليه ثلاثمائة وستين نظرة? قال: الله أكبر" قال عبد الله بن صالح، وسمعت هذا الحديث من إبراهيم بن أعين.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا جعفر بن محمد بن شيرك، قال حدثنا الحسين بن الفرج، قال حدثنا يونس بن محمد، قال حدثنا الليث بن سعد، عن هشام بن سعد عن محمد بن زيد بن مهاجر بن قنفذ التيمي، عن أبي أمامة الأنصاري عن عبد الله بن أنيس الجهني، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أكبر الكبائر: الشرك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وما حلف حالف بالله يمين صبر وأدخل فيها مثل جناح بعوضة إلا جعله الله نكتة في قلبه".

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي الواعظ الصالحاني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن محمد بن مصقلة، قال حدثنا الفضل بن عياض بن عمير، قال حدثنا ثابت بن محمد، قال حدثنا معلى بن خالد الرازي، قال حدثنا محمد بن نعيم بن عبد الله المحمر عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قضى دين والديه بعد موتهما أو وفى نذرهما ولم يستسب لهما فقد برهما وإن كان عاقاً لهما، ومن لم يقض دينهما ولم يوف نذرهما واستسب لهما فقد عقهما وإن كان بهما باراً في حياتهما".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخراز من لفظه، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن المروزي، قال أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا هشام عن الحسن أنه سئل عن البر والعقوق? فقال: البر أن تبذل لهما ما ملكت وأن تطيعهما فيما أمراك به ما لم يأمراك بمعصية الله عز وجل، والعقوق أن تهجرهما وتحرمهما.

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني بقراتي عليه، قال حدثنا عبد الله بن محمد الرازي، قال حدثنا أبو زرعة، قال حدثنا محمد بن بشار، قال حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثان شعبة عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب، قال قيل لمعاذ: ما حق الوالد على الولد? قال: لو خرجت من أهلك ومالك ما أديت حقه، قال شعبة: وإنما حدثنا به منصور عن الحكم.

 

الحديث الحادي والعشرون

صلة الرحم

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى السيد الإمام الأجل قدس الله روحه، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا الحراز من لفظه، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد لفظاً، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن حرب المروزي بمكة، قال أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال أخبرنا معمر عن قتادة في قول الله عز وجل: "وأتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى" وقال غير حسين "وآت ذا القربى حقه" قال: إذا كان لك ذو قرابة فلم تصله ولم تمش إليه برجلك فقد قطعته.

"وبإسناده" قال أخبرنا ابن المبارك، قال أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم في قول الله عز وجل: "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، قال قوله: أسألك بالله وبالرحم.

"وبإسناده" قال أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا معمر عن الحسن قال: هو قول الرجل أنشدك بالله وبالرحم.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجورذاني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين عن عبد الصمد عن أبيه، عن ابن عباس "الذي تساءلون به والأرحام" قال: هو قول الرجل أسألك بالله وبالرحم.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن أبي حمزة، عن أبي جعفر قال: "الذي تساءلون به والأرحام" قال: واتقوا الأرحام أن تقطعوها.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا محمد بن خالد أبو جعفر البرذعي بمكة، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن الأزرق الصوري، قال حدثنا محمد بن أبي الزاند بوادي القرى، قال حدثنا إبراهيم الشامي عن الأوزاعي قال: دخلت المدينة مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فقلت من هاهنا من الفقهاء? فقالوا: محمد بن المنكدر، ومحمد بن المبشر، ومحمد بن علي -يعني ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، فقلت في نفسي: ليس من هؤلاء أحق أن يبدأ به من ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأتيته وقلت يا بن رسول الله: أخبرني عن قول الله عز وجل: "يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب" فقال أخبرني أبي عن جدي عن علي عليه السلام، أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لأبشرنك يا علي، بها تبشر أمتي من بعدي، وهي: الصدقة على وجهها، وبر الوالدين، واصطناع المعروف، وصلة الرحم تحول الشقاء سعادة، وتزيد في العمر، وتقي مصارع السوء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا معاذ -يعني ابن المثنى، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى عن عوف، قال حدثنا زرارة، قال قال عبد الله بن سلام: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فانجفل الناس، فكنت فيمن انجفل، فلما رأيت وجهه صلى الله عليه وآله وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فأول ما سمعته يقول: "أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن الزراري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، قال حدثنا خلف بن الوليد الجوهري، قال حدثنا عباد بن عباد عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من سره النسأ في الأجل، والمد في الرزق، فليصل رحمه".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير في قصره، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحيم بن أبي المغيرة الخاركي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن حبان المازني، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا حماد بن زيد عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من سره النسأ في أجله، والزيادة في رزقه، فليصل رحمه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى الموصلي، قال حدثنا كامل بن طلحة، قال حدثنا ليث، قال حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب: أنه سمع أنس بن مالك يقول، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من أحب أن ينسأ له في أجله، ويبسط له في رزقه، فليصل رحمه".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا القاضي موسى بن إسحاق الأنصاري، قال حدثنا عبد الحميد بن صالح، قال حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله: علمني عملاً يدخلني الجنة? قال: لئن أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة: أعتق النسمة، وفك الرقبة، قال: أوليستا واحداً? قال: لا، عتق النسمة أن تنفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في ثمنها، والمنحة، والغي على ذي الرحم الظالم فإن لم تطق، فأطعم الجائع، واسق الظمآن، ومر بالمعروف، فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن سبط ابن مندويه المحدث بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا محمد بن الحسن الحضرمي، قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن الدكين، قال حدثنا عمرو بن عثمان بن موهب، قال سمعت موسى بن طلحة يذكر عن أبي أيوب الأنصاري: أن أعرابياً عرض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مسيره، فقال يا رسول الله: أخبرني بما يقربني إلى الجنة ويباعدني من النار? فقال تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو العباس الحمال، قال حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري، قال حدثنا بهز بن أسد، قال حدثنا محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب، وأبو عثمان بن موهب أنهما سمعا موسى بن طلحة عن أبي أيوب الأنصاري، أن رجلاً قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة? فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم" أراه كأنه كان على راحلته، قال السيد في نسخة أخرى بخط أبي الشيخ بهز عن شعبة.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا ابن عاصم، قال حدثنا أبو بكر بن شيبة، قال حدثنا يزيد ابن هارون، قال حدثنا شعبة عن محمد عبد الجبار عن محمد كعب، عن أبي هريرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: الرحم شجنة من الرحمن، يقول يا رب قطعت، يا رب ظلمت، يا رب أسيء إلي".

"وبه" عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثله.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن الوهاب بن محمد الشاطر بقراءة الخطيب عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي، قال حدثنا الحسين بن عنبر الوشاء، قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال أخبرنا ابن وهب، قال أخبرني محمد بن عمرو عن سفيان الثوري، عن قطر بن خليفة عن مجاهد عن عبد الله بن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن همام بن المطلب الشيباني، قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر الحسني العلوي، قال حدثنا أحمد بن عبد المنعم أبو نصر، قال حدثنا عمرو بن شمس، قال حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه عن جابر بن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نلوا أرحامكم بالسلام ولو في السنة مرة واحدة".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو أحمد بن عبد الله أحمد بن يزيد بن جلين الدوري من لفظه، قال حدثنا محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي قراءة عليه، قال حدثنا محمد بن أحمد بن الهيثم التميمي، قال حدثنا الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: لما رفعت إلى المنصور انتهرني فكلمني كلاماً غليظاً، ثم قال لي يا جعفر: قد علمت ما فعل بنا محمد بن عبد الله الذي تسمونه النفس الزكية وما نزل به، وإنما انتظر الآن أن يتحرك منكم واحد فأحلق الكبير بالصغير، قال فعلت يا أمير المؤمنين: حدثني أبي محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن جده الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيمدها الله عز وجل إلى ثلاثين سنة، وإن الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمر ثلاث وثلاثون سنة فيبترها الله عز وجل إلى ثلاث سنين، قال فقال المنصور: لقد سمعت هذا من أبيك، فقال نعم حتى رددها علي ثلاثاً، ثم قال انصرف.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح التميمي، قال حدثنا الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، قال حدثني الحسين بن عبد الله العلوي، قال حدثني الحسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد، قال حدثني أبي محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين، عن جده الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيمدها الله إلى ثلاث وثلاثين سنة" قال هكذا أخبرنا الأزجي عن المفيد عن محمد بن أحمد بن الهيثم والله أعلم بالصواب.

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا الحسن بن محمد بن الحسن، قال حدثنا يحيى بن عبدك المقري، قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال حدثنا خالد بن يزيد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة عن أبيه أنه قال: "من قام الليل وصام النهار وقطع رحمه إلا سيق إلى جهنم على وجهه".

"وبه" قال أخبرنا عاليا أبو منصور محمد بن أحمد بن محمد بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري، قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال حدثني خالد بن يزيد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة، عن أبيه أنه قال: "من قام الليل وصام النهار وقطع رحمه سيق إلى النار على وجهه".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي المذكر سبط الصالحاني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن الحسن الحلبي، قال حدثنا محمد بن كامل الزيات، قال حدثنا محمد بن إسحاق، قال حدثنا الأوزاعي قال: قدمت المدينة فدخلت على محمد بن علي بن الحسين بن فاطمة عليهم السلام، قال سمعت أبي عن جدي علي بن أبي طالب عليه السلام، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في قول الله تعالى: "يمحو الله ما يشاء ويثبت" تفسيرها: الصدقة على وجهها، أي يريد بها ما عند الله وصلة الرحم، واصطناع المعروف يحول الشقاء سعادة، ويزيد في العمر، ويقي مصارع السوء.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخراز من لفظه، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد لفظاً، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن حرب المروزي، قال أخبرنا ابن المبارك وإسماعيل ابن إبراهيم، قالا حدثنا عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بكر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله العقوبة لصاحبه في الدنيا مع ما يدخله في الآخرة، من البغي وقطيعة الرحم".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسن إسماعيل بن صاعد بن محمد بن محمد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرفي، قال أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الرحمن بن هاشم بن حبان العبدي الطوسي بطوس، قال حدثنا وكيع بن الجراح، قال حدثنا سفيان، عن برد أبي العلاء عن مكحول، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أعجل البر ثواباً صلة الرحم، وأعجل الشر عقوبة البغي، واليمين الصبر الفاجر تدع الديار من أهلها بلاقع".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان إجازة، قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى ابن عبد العزيز البغوي، قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد "رجع" السيد قال وأخبرناه أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه واللفظ له، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا يحيى الحماني، قال حدثنا شربك عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن عميرة عن زوج درة عن درة بنت أبي لهب، قالت: قلت يا رسول الله من خير الناس? قال: "أتقاهم للرب، وأوصلهم للرحم، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا عبيد بن يعيش، قال حدثنا يونس بن بكير، قال حدثنا يحيى بن أبي حبة، عن أبي العالية، قال سمعت أبا أمامة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ست من جاء بواحدة منهن جاء وله عهد يوم القيامة، يقول كل واحدة منهن: قد كان يعمل بي الصلاة والزكاة والحج والصيام وأداء الأمانة وصلة الرحم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل، قال حدثنا هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى، قال حدثنا عبد الصمد بن موسى بن إبراهيم، قال حدثني أبي عن جدي، قال عبد الصمد وسمعت عن محمد بن إبراهيم، قال سمعت عبد الصمد بن علي يقول، حدثني أبي عن جدي عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "قال إن البر وصلة الرحم يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار، ويثريان الأموال ولو كان القوم فجاراً".

"وبه" قال لنا عبد العزيز، قال لنا المفيد ولا أعلم روى هذا الحديث بهذا الإسناد إلا عبد الصمد بن موسى.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو الحسن إسماعيل بن عبد الله الضبي، قال حدثنا زياد بن هشام بن جعفر، قال حدثنا محمد بن عبد الملك، عن محمد الشعاب عن بن أبي مليكة عن القاسم عن عائشة، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى خير الدنيا والآخرة، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من خير الدنيا والآخرة، وحسن الخلق وصلة الرحم وحسن الجوار يزدن في الأعمار ويعمرن الديار".

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي المذكر سبط الصالحاني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبدان، قال حدثنا سلمة بن شبيب، قال حدثنا يحيى بن صالح الحمصي، قال حدثنا سليمان بن عطاء، عن مسلمة بن عبد الله عن عمه عن أبي الدرداء قال: تذاكرنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأعمال، فقلنا: من وصل رحمه أنسئ في أجله فقال: إنه ليس بزائد في عمره، قال الله تعالى: "إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" ولكن الرجل يكون له الذرية الصالحة فيدعون الله له من بعده فذاك الذي ينسئ في أجله.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عمرو بن أحمد بن عثمان بن شاهين بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البريهاري، قال حدثنا علي بن الفضل، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا بن عون عن حفصة بنت سيرين عن أم الرابح بنت صليع عن سلمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صدقتك على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتن: صدقة وصلة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا بهلول بن إسحاق الإنباري، قال حدثنا سعيد بن منصور، قال حدثنا صالح بن موسى عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أسرع الخير ثواباً: البر وصلة الرحم، وأسرع الشر عقوبة، البغي وقطيعة الرحم".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سيلمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش قال: كان ابن مسعود جالساً بعد الصبح في حلقة فقال: أنشد الله قاطع الرحم لما قام عنا نريد أن ندعو ربنا وأن أبواب السماء مرتجة دون قاطع الرحم.

"وبه" قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن مسلمة الشاهد، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثني ابن أبي الدنيا، قال حدثنا أبو العباس بن بكار عن محمد بن أبي الحكم، قال تلقى جعفر بن محمد عليهما السلام أبا جعفر المنصور بالريذة، فقال يا أمير المؤمنين: إن ملكاً من ملوك بني إسرائيل أوحى الله إلى نبي من أنبيائه إنني أعمره في ملكه ثلاث سنين، فوصل رحمه وأحسن إليهم، فعمره الله ثلاثين سنة، وأن ملكاً من ملوكهم أوحى الله إلى نبي من أنبيائه أني أعمره ثلاثين سنة، فقطع رحمه وأساء إليهم، فنقص عمره فعمره ثلاث سنين.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن المقنعي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو القاسم طلحة بن محمد الشاهد قراءة عليه، قال حدثني الحرمي بن أبي العلاء، قال حدثنا الزبير بن بكار، قال حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري عن أبيه قال: لما أخذ ابن شهاب الزهري علم عبيد الله واستغنى عنه ترك إتيانه، فقال عبيد الله بن عبد الله: إذا شئت أن تلقى خليلاً مصافحاًلقيت وخلان الصفاء قـلـيل

قال وروى بعضهم هذا البيت لعبيد الله بن عبد الله بن عبد الله في أخيه عبد الرحيم: أعبد الرحيم قد وعظتك فاستمعلموعظتي وأهدي بهدى كهول

فلا تقطع الأرحام إن قطـيعةلها كلاً وخبم النـبـات وبـيل

أقول فلا أعدو إذا قلت حاجتيولست لما لم يعنني بـقـوول

إذا شئت أن تلقى خليلاً مصافحاًلقيت وخلان الصفاء قـلـيل

قال ابن الزبير: وقد يمكن أن يكون قاله لابن شهاب وضربه مثلاً لأخيه، أو قاله لأخيه وضربه مثلاً لابن شهاب.

"وبه" قال السيد قدس الله روحه، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد المقنعي، قال أخبرنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب: قال حدثنا أبو بكر محمد بن خلف بن حبان وكيع، قال حدثنا محمد بن علي بن حمزة العلوي أبو عبد الله، قال حدثني أبو عبد الله، قال حدثني عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم الإمام الهاشمي، عن عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم بن الإمام عن عبد الصمد بن علي قال: وجه المنصور إلى والي داود بن علي وجعفر بن محمد، فلقينا الربيع فقال إلى أخيكم -يعني المهدي- فدخلنا عليه ثم دعا بنا أبو جعفر فدخلنا عليه، فقال يا ربيع: دواة، فجيء بها فجعلت قدام المهدي، ثم قال: حدثوا ولي عهدكم بالبر والصلة، فقلت: حدثني أبي عن أبيه عن جده العباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إن البر وصلة الرحمن تنمي المال، وتطيل العمر، وتعمر الديار".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال أخبرنا ابن أبي عاصم، قال حدثنا الصلت بن مسعود "رجع" السيد قال أخبرنا أبو طاهر، قال أخبرنا عبد الله، قال وحدثنا الخزاعي، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قالا حدثنا كثير بن عبد الله اليشكري، قال حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاثة تحت العرش يوم القيامة: القرآن نجاح العباد له ظهر وبطن، والرحم ينادي ألا من وصلني فوصله الله، ومن قطعني قطعه الله، والأمانة".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الحراز من لفظه، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قراءة عليه لفظاً، قال أخبرنا الحسين بن الحسن المروزي، قال أخبرنا ابن المبارك، قال أخبرنا معمر عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن زاذان عن عبد الرحمن بن عوف، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال الله عز وجل: أنا الرحمن خلقت الرحم واشتققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته".

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي المذكر الصالحاني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبدان وأحمد بن زنجويه المخزومي، قالا حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن سفيان بن سعيد الثوري، عن عبيد الله بن الوصافي عن عطاء عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى الله عليهم الرزق وكانوا في كنف الرحمن".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسن إسماعيل بن صادق بن محمد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن الشرفي، قال أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن هاشم بن حبان العبدي الطوسي بطوس، قال حدثنا وكيع، قال حدثنا قطر عن مجاهد عن عبد الله بن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الرحم لمعلقة بالعرش وليس الواصل بالمكافى، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الخيام عبد العزيز بن الشاهد العكبري، قال حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام المقري بسر من رأى بها قراءة عليه، قال حدثني أبو الطيب محمد بن الفرخان بن روزبه الدوري، قال حدثني عبد الله بن سهل المخرمي بن المقرئ، قال حدثنا أبي محمد عن محمد بن عبد العظيم العنبري، قال حدثني الربيع صاحب المنصور، قال قال المنصور يوماً: ويلك يا ربيع قد آذاني ولد ابن أبي طالب وما بقي لهم مثل جعفر بن محمد يلجأون إليه ويتجملون به وأريد أن أستأصله فوجه خلفه من يحضره فما يقوي عزمهم غيره، قال فوجهت خلفه من أحضره، فلما دخل الكوفة قال ما اسم هذه المدينة? قالوا له الكوفة، قال جعفر بن محمد كفينا، ثم قال: "اللهم رب السموات وما أظلت، والأرضين السبع وما أقلت، والجبال وما علت، والبحار وما جرت، والملائكة وما هدت، والشياطين وما أضلت، أسألك رب أن تصلي على محمد وأهله وأن تعرفني بركة هذه المدينة وبركة ما يقضي فيها، وأن تعيذني من شرها ومن شر ما يقضي فيها، قال فلما وصل إلى دار المنصور دخلت أخبرته بقدومه فأقام سيافه وقال إذا أومأت إليك بشيء فامتثله، قال الربيع فلما رأيت ذلك قلت له يا سيدي يا ابن رسول الله إنه قد عزم لك على ما لا يسرك فاستعد، وإن كنت صانعاً شيئاً فاصنع، فقال لي إليك عني ما هو إلا أن يقع عينه علي حتى يحول الله بيني وبينه وبين ما في نفسه من ذلك ويبدلني منه خلقاً جميلاً، ثم شلت الستر بين يديه فتكلم بكلام لم أفهمه ودخل فرأيت المنصور كنار صب عليها ماء ثم استقبله أسفل السرير وقبل بين عينيه وأجلسه إلى جنبه ثم قال له يا بن أبي عنفتك وأتعبتك في سفرك، قال ذاك سهل عند نظري إليك يا أمير المؤمنين، قال إنما كتبت إليك أشكو إليك أهلك في ديني ودنياي كان هذا الأمر في بني أمية فكانوا لهم أسمع ومنهم أطوع، قال له جعفر فأين أنت عن سلفك الصالح يا أمير المؤمنين? إن يعقوب ابتلى فشكر، وإن أيوب ابتلى فصبر، وإن يوسف قدر فغفر، فقال المنصور: شكرت وصبرت وغفرت، حدثني بحديث كنت سمعته منك بالمدينة في صلة الرحم، قال نعم: حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن علي عليهم السلام قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ليلة أسري بي إلى السماء رأيت الرحم معلقة بالعرش تقول يا رب أشكو إليك من قطعني، قلت يا جبريل: كم بينها وبين من قطعها? قال سبعة آباء" قال ليس هذا هو، فقال نعم. حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن جدي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن البر وصلة الأرحام عمارة الديار وزيادة في الأعمار". فقال: ليس هذا بهو، قال نعم. حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن جدي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال قال رسو الله صلى الله عليه وآله وسلم: "احتضر رجل بار بأهله وفي جواره رجل عاق بأهله، فقال الله عز وجل وهو أعلم بذلك يا جبريل: كم بقي من عمر هذا العاق? قال ثلاثون سنة، قال حولها إلى عمر هذا البار واقبض روح هذا العاق"، فقال هذا، ثم دعا بألفي دينار، فقال له تأخذها? قال أنا في غنى عنها فصيرت أربعة آلاف، ثم قال: سألت بالله وبالرحم إلا أخذتها، قال فاجعلها حيث أرى، قال ذاك إليك ثم دعا بدابة فأركبه من موضعه ثم خرج وخرجت معه، فقلت له يا بن رسول الله والله ما دعا بك ويريد بك خيراً، وقد رأيت ما صنع بك ورأيتك أجلته عما كان عليه بعوذة، رأيتك تعوذ بها، فبحق جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجدك علي بن أبي طالب عليه السلام إلا علمتني ما قلته، قال نعم، خرج علي بن أبي طالب عليه السلام يعس العسكر ليلة الأحزاب فشعر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إلى أين يا أبا الحسن? فقال: خرجت حارساً لله ورسوله، فهما يتخاطبان إذ نزل عليه جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله عزوجل وتقدست أسماؤه يقرأ عليك السلام ويقول لك قد أهديت إلى علي بن أبي طالب عليه السلام كلمات من كنوز عرشي لا يضره معها كيد شيطان ولا سطوة سلطان ولا لسع حية ولا عقرب ولا سبع ضار ولا جبار عات.

والكلمات: "اللهم يا من ستر القبيح وأظهر الجميل، ولا يؤاخذ بالجريرة، ولم يهتك الستر، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني، أسألك أن تبلغني ما أؤمله من أمر ديني ودنياي وآخرتي وأن تدخلني في حماك الذي لا يستباح، وتحرسني بعينك التي لا تنام، وتكنفني بكنفك الذي لا يرام، وتدخلني في سلطانك الذي لا يضام، وفي ذمتك التي لا تخفر، عز جارك، ولا إله غيرك، ولا معبود سواك، وصلى الله على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين، وجد على ديني بدنياي، وعلى آخرتي بتقواي، وذلله لي كما ذللت الرياح لسليمان بن داود، وكفه عن أذيتي، واطمس بصره عن مشاهدتي، وابدلني من غله وداً، ومن حقده عفواً، ومن عداوته سلماً، يا أرحم الراحمين".

 

الحديث الثاني والعشرون

الأخوة في الله سبحانه وفضلها

وما يتصل بذلك

"وبإسناد" المتقدم إلى السيد الإمام رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثني أبو محمد عبد الله بن قحطبة، قال حدثنا محمد بن الصباح، قال حدثنا سلمة بن صالح الأحمر عن عثمان عن عطاء عن أبيه عن أبي سفيان الألهاني عن تميم الداري، قال حدثنا سلمة بن صالح الأحمر عن عثمان عن عطاء عن الرجل إذا لقيه فقال: كانت تحية الأمم وخالص ودهم وإن أول من عانق خليل الرحمن، وذلك أنه خرج يرتاد لماشيته من جبل من جبال بيت المقدس فسمع صوت مقدس يقدس الله فذهل عما كان يطلب وقصد قصد الصوت، فإذا هو برجل طوله ثمانية عشر ذراعاً أهلب -والأهلب كثير الشعر- فقال له من ربك يا شيخ? قال رب السماء، قال فمن رب من في السماء والأرض? قال رب السماء، قال فهل لهما رب غيره? قال لا هو ربهما ورب ما بينهما ورب ما تحتهما، لا إله إلا الله وحده، قال فأين قبلتك يا شيخ? فأشار إلى الكعبة، فقال له: هل بقي من قومك غيرك? قال ما بقي منهم أحد غيري، قال له: فمن أين معيشتك? قال أجمع من التمر في الصيف ما آكله في الشتاء، قال له: فأين منزلك? قال: في تلك المغارة، قال فانطلق بنا إلى منزلك، قال إن بينك وبينه وادياً لا يخاض، قال فمن أين تعبر أنت إليه? قال أمشي عليه ذاهباً وأمشي عليه جائياً، فقال له إبراهيم: فانطلق بنا فلعل الذي ذلله لك أن يذلله لي، قال فانطلقا فمشيا على الماء وجعل كل واحد منهما يعجب مما أوتي صاحبه حتى انتهيا إلى المغارة فدخلاها فإذا قبلة الشيخ قبلة إبراهيم عليه السلام، فقال له إبراهيم عليه السلام يا شيخ: أي يوم خلق الله أشد? قال: يوم الدين يوم يضع الله كرسيه للقضاء ثم يأمر جهنم فتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر على وجهه، فقال إبراهيم عليه السلام: فادع الله يؤمني وإياك من هول ذلك اليوم، فقال الشيخ: وما تصنع بدعائي إن لي دعوة محتبسة في السماء منذ ثلاثين سنة، فقال له إبراهيم عليه السلام: أفلا أخبرك أيها الشيخ ما الذي احتبس? قال بلى، قال إن الله عز وجل إذا أحب عبداً احتبس دعوته لحبه لصوته ثم ذخر له على ذلك ما لا يخطر على قلب بشر، وإذا أبغض عبداً عجل له دعوته لبغضه لصوته وألقى الإياس في قلبه، فما دعوتك أيها الشيخ التي هي محتبسة في السماء منذ ثلاثين سنة قال لي: مر بي شاب في رأسه ذؤابة معه غنم كأنها حشيت، وبقر كأنها دهنت، فقلت لمن هذه? فقال لإبراهيم خليل الرحمن، فقلت: اللهم إن كان له في الأرض خليل فأرينيه قبل الموت، فقال له إبراهيم: فقد استجيبت دعوتك أيها الشيخ فاعتنقا فمذ يومئذ كانت المعانقة وكان قبل ذلك السجود، هذا لهذا ثم جاء الله بالمصافحة مع الإسلام فلم يسجدوا ولم يعانقوا، فالحمد لله الذي وضع عنا الإصار".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين بن أحمد الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسين بن سعيد، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين عن أبي حمزة عن علي بن الحسين عليهما السلام عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا إن أولياء الله? قال هم المتحابون في الله عز وجل.

"وبه" قال حدثنا حصين عن طلحة بن زيد الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم" قال: هم المتحابون في الله.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن داود الصواف التستري، قال حدثنا محمد بن موسى الجرشي، قال حدثنا عبد الله بن جعفر، قال حدثنا أبو سهل نافع بن مالك عن محمد بن كعب القرظي عن بشير بن سعد صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "منزلة المؤمن من المؤمن منزلة الرأس من الجسد متى اشتكى الجسد اشتكى له الرأس، ومتى اشتكى الرأس اشتكى سائر الجسد".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه دفعات، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز الشافعي في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا علي بن بري بن زنجويه بن ماهان الدينوري، قال حدثنا سلمة بن شبيب، قال حدثنا محمد بن كثير الكوفي، قال حدثنا الليث عن عمر بن مرة عن البراء بن عازب، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن أفضل عرا الإيمان الحب في الله والبغض في الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن يحيى المروزي، قال حدثنا خلف بن هشام، قال حدثنا عنتر بن القاسم أبو زبيد عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أبي ذر، قال: خرج غلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكر وذكرنا ثم قال: أتدرون أي الأعمال أفضل? قلنا الصلاة أو ما شاء الله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الحب في الله والبغض في الله أفضل العمل".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن زيد العدل، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن ماهان، قال حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال حدثنا محمد بن الفضل بن عازم، قال حدثنا معتمر بن سليمان، قال حدثنا أبي: سمعته يحدث عن حنيش عن عكرمة عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر: "أي العمل أوثق? قال الله ورسوله أعلم، قال: الموالاة في الله، والمعاداة في الله عز وجل، والحب في الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو سعيد طلحة بن عبد الملك بن أحمد التاجر بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقري، قال أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، قال حدثنا أبو همام، قال حدثنا بقية عن يحيى بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من يكرم أخاه المؤمن فإنما يكرم الله عز وجل".

"وبه" قال حدثنا أبو طالب محمد بن علي بن الفضل القصباني الأطرش من لفظه وأصله في دهليز داره في بني حرام بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الأسفطاي إملاء، قال حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم البروزي، قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي، قال حدثنا سفيان عن الزهري عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث".

"وبه" قال أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الوراق، قال أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد الحرمي الطرسوسي نزيل مكة، قال وأنشدنا أبو فراس -يعني لنفسه: لم أؤاخذك إن جنيت لأنـيواثق منك بالإخاء الصحيح

فجميل العدو غير جمـيلوقبيح الصديق غير قبـيح

"وبه" قال أنشدنا أبو محمد المحسن بن علي الجوهري، قال أنشدنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه، قال أنشدنا أبو بكر بن المرزبان، قال أنشدنا أبو العباس المتكلم: وكان لنا أصدقاء حـمـاةوأعداء سوء فما خـلـدوا

تساقوا جميعاً كؤوس الحمامفمات الصديق ومات العدو

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أنشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمد المخزومي، قال أنشدنا أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان لنفسه: ما كنت مذ كنت إلا طوع خلانـيليست مؤاخذة الإخوان من شانـي

إذا خليلي لم تـكـثـر إسـاءتـهفأين موضع إحساني وغفـرانـي

يحنى علي وأحنوا صافـحـاً أبـداًلا شيء أحسن من حان على جاني

"وبه" قال أنشدنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال أنشدنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن حيويه الحراز، قال أنشدنا أبو بكر بن المرزبان، قال أنشدنا أبو بكر العنبري: ليت السباع كانت لنا مجـاورةوأننا لا نرى ممن نرى أحـدا

إن السباع لتهدأ في مواطنـهـاوالناس لي بها شـرهـم أبـدا

فاهرب بنفسك واستأنس بوحدتهاتلقى السعيد إذا ما كنت منفردا

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين بن أحمد بن علي الجوزداني بقراءتي عليه، قال أخبرنا مسلم عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن شهدل، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسين بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق أبو جنادة عن محمد بن خالد عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله "وألف بين قلوبهم" قال: هم المتحابون في الله تعالى.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن أزهر بن معبد وخلاد الصفار عن أبي إسحاق عن الحرث عن علي عليه السلام: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"، قال: خليلان مؤمنان، وخليلان كافران، الحديث.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبوبكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وثلثمائة، قال حدثنا ابن شاكر الصانع هو جعفر بن محمد، قال حدثنا عفان بن مسلم وعبيد الله بن محمد بن عائشة وعبد الأعلى بن حماد "رجع" قال السيد وأخبرنا محمد بن محمد، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله، قال وحدثنا أبو غالب علي بن أحمد البصيري، قال حدثنا ابن عائشة "رجع" قال السيد وأخبرنا محمد، قال حدثنا محمد، قال وحدثنا إسماعيل بن إسحاق، قال حدثنا الحجاج، قالوا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن رجلاً زار أخاً له في قرية فأرصد الله على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه الملك قال: أين تريد? قال أزور أخاً لي في هذه القرية، قال: هل له عليك نعمة? قال لا، إلا أني أحببته في الله، قال: فإني رسول الله إليك إن الله قد أحبك كما أحببته له، قال جعفر: هذا حديث عفان، وقال ابن عائشة وعبد الأعلى: كما أحببته فيه.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا الوليد بن مسلم، قال حدثني بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا بن مسعود، قلت: لبيك ثلاثاً، قال: هل تدري أي عرى الإيمان أوثق? قلت: الله رسوله أعلم، قال: الولاية في الله، والحب في الله، والبغض في الله، ثم قال يا بن مسعود، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: أي المؤمنين أفضل? قلت: الله ورسوله أعلم، قال: إذا اختلفوا وشبك بين أصابعه أنصرهم للحق، وإن كان في عمله تقصير وإن كان يزحف زحفاً، ثم قال يا بن مسعود: وهل علمت أن بني إسرائيل افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة لم ينج منها إلا ثلاث فرق، فرقة أقامت في الملوك والجبابرة فدعت إلى دين عيسى عليه السلام فأخذت فقتلت بالمناشير وحرقت بالنيران فصبرت حتى لحقت بالله، ثم قامت طائفة أخرى لم يكن لهم قوة ولم تطق القيام بالقسط فلحق بالجبال فتعبدت وترهبت، وهم الذين ذكرهم الله تعالى: "ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله، إلي، وكثير منهم فاسقون"، وفرقة منهم آمنت فهم الذين آمنوا بي وصدقوني فهم الذين رعوها حق رعايتها "وكثير منهم فاسقون" وهم الذين لم يؤمنوا بي ولم يرعوها حق رعايتها، وهم الذي فسقهم الله تعالى.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبدان، قال حدثنا جعفر بن حميد، قال حدثنا الوليد بن أبي ثور عن عبد الملك بن عمير عن النعمان بن بشير، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مثل المؤمنين وتواصلهم وتراحمهم وما جعل الله فيهم من البركة مثل الجسد إذا وجع تداعى كله بالسهر والحمى".

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني الواعظ، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا علي بن سعيد، قال حدثنا عمر بن محمد بن التل، قال حدثني أبي، قال حدثنا عمارة بن زاذان، قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: مر بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم رجل، فقال رجل: إني أحب هذا في الله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "قم فأخبره".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن إبراهيم الصالحاني الواعظ، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حبان، قال حدثنا علي بن سعيد، قال حدثنا عمر بن محمد بن التل، قال حدثني أبي، قال حدثنا عمارة بن زاذان، قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك، قال: مر بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم رجل، فقال رجل إني أحب هذا في الله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "قم فأخبره".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن إبراهيم، قال أخبرنا: عبد الله، قال حدثنا أحمد بن الحسن الحذاء، قال حدثنا علي بن المديني، قال حدثنا أبو محمد، قال حدثنا يزيد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن السواق، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد، قال حدثنا عبد الرحمن بن زياد عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أحب رجلاً لله عز وجل فدخلا جميعاً الجنة فكان الذي أحب الله أرفع منزلة من الآخر ألحق بالذي أحبه الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد القزويني -قد علينا، قال حدثنا أبو عمر محمد بن موسى بن فضالة القرشي الدمشقي، قال حدثنا الربيع بن صبيح عن الحسن، عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أكرمه أخوه المسلم فليقبل كرامته إنما هو كرامة الله تعالى، فلا تردوا على الله كرامته".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه يوم الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثني إسحاق بن الحسن الحربي، قال حدثنا أبو سلمة، قال حدثنا حماد، قال حدثنا حنظلة السدوسي، عن أنس بن مالك قال: قيل يا رسول الله إذا لقي أحدنا أخاه فيحني له ظهره? قال: لا، قال: فليتزمه ويقبله? قال: لا، قال: فيصافحه، قال: نعم.

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا سعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني، قال حدثنا محمد بن وزير الدمشقي، قال حدثنا رواد بن الجراح، قال حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يؤمن العبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الصيرفي، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد القتات، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن بن محمد ابنا الحسن، قال حدثنا الحسن بن منصور، قال حدثنا علي بن محمد - يعني الطنافسي، عن المحاربي، قال حدثنا بن وهب عن أبيه قال: بلغني أن رجلاً من مراد قال لأويس القرني رضي الله عنه: كيف أصبحت? قال: كيف أصبح! رجل إن أمسى ظن أنه لن يصبح، وإن أصبح ظن أنه لن يمسي، فبشر بالجنة أو بالنار، يا أخا مراد: إن عرف المؤمن بحقوق الله لم يدع ذهباً ولا فضة، وإن قيام المؤمن بحق الله عز وجل لم يدع له صديقاً، نأمرهم بالمعروف ويشتمون أعراضنا، ويجدون على ذلك من الفساق أعواناً، وأيم الله لا يمنعني ذلك أن أقوم لله بحقه، قم عني يا أخا مراد.

"وبه" قال أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن بهرست الشروطي القسام بقراءتي عليه بشاطئ عثمان، قال أنشدنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن شيبان، قال أنشدني بعض إخواني قدره لأبي تمام: ذو الود عندي وذو القربى بمنـزلةوإخوتي أسود عنـدي وإخـوانـي

أرواحنا في مكـان واحـد وغـدتأجسامنا بـشـبـام أو خـراسـان

عصابة جـاورت آدابـهـم أدبـيفهم وإن فرقوا في الأرض جيراني

"وبه" قال أنشدنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال أنشدنا محمد بن العباس بن حيويه الحراز، قال أنشدنا محمد بن عبيد الله الكاتب، قال أنشدنا أبو محمد الأنباري: مضى الكرام وأبقوا حسرة بـقـيتعلى الفؤاد فما يرجى لهـا آسـي

إن كنت تهوى بأن تحوي الغنى كملاًفنح نفسك عما فـي يد الـنـاس

إن الفقـير حـريص دهـره أبـداًحتى يغيب في لـحـد وإرمـاس

فقل لنفسك إن أبصرتها شـرهـتأبقي عليك فليس الناس بـالـنـاس

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي المقنعي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني، قال حدثني أبو علي الحسين بن علي بن المرزباني النحوي، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد، وسألته عن أشياء منها وذكر أنه قرأها على أبي المنهال، وقال أوس بن حجر الأسدي: وإني رأيت الناس إلا أقـلـهـمخفاف العهود يكثرون التثقـلا

بني أم ذي المال الكثير يرونـهوإن كان عبداً سيد الأمر جحفلا

يريد الناس إلا أقلهم بني أم ذي المال أي إخوته، ثم قال يرونه وإن كان عبداً سيداً لإعظامهم له، والجحفل الكثير الأتباع.

وهم لمقـل الـمـال أولاد عـلةوإن كان محضاً في العموم فحولا

وليس أخوك الدائم العهد بـالـذييذمك إن ولى ويرضيك مقـبـلا

ولكن أخوك النائي ما كنت آمـنـاًوصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا

النائي: البعيد وأقامه مقام المصدر، وأعضل: اشتد وضاق.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقرئ بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق عن الهاشم بن البريد وحمزة التركي عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين" قال: كل خليل معاد خليله إلا الخلة في الله.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن الشافعي في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا أحمد بن عيسى، قال حدثنا ابن محمد الحراني هاشم بن القاسم، قال حدثنا عيسى بن يونس، عن حميد بن عطاء عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المتحابون في الله تعالى في الجنة على عمود من ياقوتة حمراء على رأس ذلك العمود سبعون ألف غرفة عليها المتحابون في الله يشرفونعلى أهل الجنة، فإذا طلع أحدهم على أهل الجنة ملأ حسنه بيوت أهل الجنة كما يملأ ضوء الشمس بيوت أهل الدنيا، قال فيخرج أهل الجنة ينظرون إليهم فإذا وجوههم كالقمر ليلة البدر عليهم ثياب خضر مكتوب في وجوههم هؤلاء المتحابون في الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا معاذ بن المثنى، قال حدثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي "رجع" قال وأخبرنا محمد، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا شيبان بن فروح، قالا حدثنا الصعق بن حرب، قال أخبرني عقيل بن الجعد، عن أبي إسحاق السبيعي عن سويد بن غفلة عن ابن مسعود قال: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا بن مسعود: قلت لبيك يا رسول الله -قالها ثلاثاً- قال: تدري أي عرى الإيمان أوثق? قلت: الله ورسوله أعلم: قال: فإن أوثق عرى الإسلام الولاية فيه، والحب فيه، والبغض فيه، ثم قال يا بن مسعود، قلت: لبيك يا رسول الله -قالها ثلاثاً- قال: تدري أي الناس أفضل? قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن أفضل الناس أفضلهم عملاً إذا فقهوا في دينهم، ثم قال: يا بن مسعود، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: تدري أي الناس أعلم? قلت: الله ورسوله أعلم، قال: إن أعلم الناس أنصرهم للحق إذا اختلف الناس وإن كان مقصراً في العمل وإن كان يزحف على إسته زحفاً، واختلف من كان قبلي على اثنتين وسبعين فرقة نجا منها ثلاثة وهلك سائرهن: فرقة آذت الملوك وقاتلوهم على دينهم ودين عيسى بن مريم عليه السلام، وأخذوهم فقتلوهم وقطعوهم بالمناشير، وفرقة لم يكن لهم طاقة بمواراة الملوك ولا بأن يقيموا بين ظهرانيهم يدعونهم إلى دين الله عز وجل ودين عيسى بن مريم فسلكوا في البلاد وترهبوا، قال وهم الذين قال الله تعالى: "ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم" الآية، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من آمن بي وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها، ومن لم يتبعني فأولئك هم الهالكون. قال السيد: هذا عقيل الجعدي، وعقيل بن جعدة بن هبيرة وروى عنه موسى بن عمير مولاهم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن عمر، قال حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال حدثنا أحمد بن محمد الأزرقي، قال حدثنا عبد الله بن عبد العزيز، عن سليمان بن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبيه عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن المتحابين في الله على كراسي من ياقوت حول العرش".

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه: قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا إسحاق بن ممك، قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي سليمان، قال حدثنا عبد الرحمن بن سفيان الملطي، قال حدثنا أبو عتبة، قال حدثنا عمران بن الحصين الأصفهاني، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة قال: يؤتى غداً في القيامة فيوقف بين يدي الله فيقول له عبدي: لم لم تعمل? لم لم تدعني فأستجب لك? لم لم تنظر إلي ولي في دار الدنيا فتحبه فأحبك اليوم له".

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الرحمن، قال أخبرنا أبو عبد الله عمران بن حصين الأصفهاني لم أر له ذكراً إلا في هذا الحديث.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير في قصره، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الحاركي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن حبان المازني، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا بشر، قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهيري عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لامرئ أن يهجر أخاه فوق ثلاث".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا سعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني، قال حدثنا محمد بن وزير الدمشقي، قال حدثنا رواد بن الجراح، قال حدثنا سعيد بن بسر عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي يزيد المقري، قال حدثنا حيوة وابن لهيعة، قالا حدثنا شرحبيل بن شريك المعافري أنه سمع أبا عبد الرحمن يحدث عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الصيرفي، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن الحسن، قال حدثنا إبراهيم بن سعد الجوهري، قال حدثنا أبو أسامة وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن أم الدرداء قالت: دخل أبو الدرداء وهو مغضب، فقلت: ما يغضبك? فقال: ما أعرف منهم اليوم شيئاً مما كنت أعرف إلا الصلاة.

"وبه" قال أخبرنا أبو عمر محمد بن الحسين بن يوسف بن موشكان بقراءتي عليه في مسجد قنطرة قره باب زقاق السعديين بالبصرة، قال حدثنا الحسين بن بكر بن محمد الوراق إملاء، قال حدثنا إسحاق بن محمد بن هارون التستري، قال حدثنا ابن أبي الدنيا، قال أنشد الحسين بن عبد الرحمن: ألا قد نكس الدهـرفأضحى حلوه مـرا

وقد عاشرت أقوامـاًفما أحمدتهم طـرا

أشعر قلبـك الـيأسعن الناس تعش حرا

"وبه" قال أنشدنا محمد بن سهل بن بشران النحوي بواسط لنفسه: لعمري لقد أصبحت في دار غـربةوإن كنت في الأوطان أمسى وأصبح

وذاك لأني لا أرى من مـشـاكـليزحزح هـمـي أنـسـه ويروح

ولكني أمنـى بـعـشـرة كـاشـحوذي حسد يبري عظامـي ويجـرح

ففقد صديق الصدق فيها أحـلـنـيمحل غريب داره الدهـر تـبـرح

"وبه" قال أنشدنا الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر قراءة عليه، قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري، قال أنشدنا الصولي، قال أنشدنا عبد الله، قال أنشدنا البكري من ولد أبي بكر: ولقد خبرت الناس ثم سبرتهـموعلمت ما وصلوا من الأسباب

فإذا القرابة لا تقرب قاطـعـاًوإذا المودة أقرب الأنـسـاب

"وبه" قال أنشدنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال أنشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن محمد المخزومي المعروف بالببغاء لنفسه: ما يستحق زماني وهو ساعدنيبود مثلك أن أشكوه في حـال

رآك غاية آمالي فما برحتتسعى لياليه حتى نلت آمالي

"وبه" قال السيد رحمه الله تعالى أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا مسلمة بن جابر اللخمي الدمشقي، قال حدثنا منبه بن عثمان، قال حدثنا صدفة، قال حدثني النعمان -يعني ابن المنذر، عن مكحول ويحيى بن الحارث، عن القاسم عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني -قدم علينا- قال حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عتبة المصري المعروف بالرازي، قال حدثنا الحسين بن علي الحسيني، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أنس بن عياض قال حدثنا عبد الله بن عبد العزيز، عن ابن شهاب عن عطاء بن مرثد عن أبي أيوب، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تهاجروا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، هجرة المؤمن ثلاث، فإن تكلما وإلا أعرض الله عز وجل عنهما حتى يتكلما".

"وبه" قال أخبرنا أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الشافعي الطبري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الأنماطي إملاء بنيسابور، قال أخبرنا زنجويه بن محمد بن الحسن اللباد، قال حدثنا محمد بن أسلم، قال حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال حدثنا حيوة عن أبي عثمان الوليد: أن عمران بن أنس حدثه عن أبي خداش السلمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى الموصلي، قال حدثنا عبد الله بن سلمة، قال حدثنا عمران بن خالد الخزاعي، عن ثابت عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يواخي بين اثنين فيطول على أحدهم الليل حتى يلقاه بود ولطف، فيقول كيف كنت بعدي، وأما العامة فلم يكن يأتي على أحدهم ثلاث لا يعلم علم أخيه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي البزاز في جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصانع، قال حدثنا عثمان، قال حدثنا حماد بن سلمة، قال حدثنا أبو سنان عن عثمان بن أبي سودة عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا عاد الرجل أخاه أو زاره، قال الله عز وجل: طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا إسحق بن محمد بن حكيم، قال حدثنا يحيى بن واقد، قال حدثنا ابن أبي عنية، قال حدثنا أبي، قال حدثنا جبلة بن سحيم عن ابن عمر، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا زار أحدكم أخاه فلا يقوم حتى يستأذنه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبد الغفار بن أحمد، قال حدثنا المسيب بن واضح، قال حدثنا سليمان النخمي، عن إسحق بن عيينة عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الناس كأسنان المشط وإنما يتفاضلون بالعافية والمرء كثير بأخيه يقول يكسوه يحمله يرفده ولا خير في صحبة من لا يرى لك مثل ما ترى له".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو مسلم، قال حدثنا عبد الله بن رجاء، قال حدثنا المسعودي "رجع".

"وبه" قال وأخبرنا محمد، قال أخبرنا أبو القاسم، قال وحدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا المسعودي، عن عون قال عبد الله لأصحابه حين قدموا عليه: هل تجالسون? قالوا: ليس نترك ذلك، قال: فهل تزاورون? قالوا: نعم يا أبا عبد الرحمن، إن الرجل منا ليفقد أخاه فيعشى في طلبه إلى آخر الكوفة حتى يلقاه، قال: فإنكم لن تزالوا بخير ما فعلتهم ذلك".

"وبه" قال سمعت عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي يقول، سمعت أبا بكير محمد بن أحمد بن محمد المفيد يقول، سمعت أبا محمد عبد الله بن سهل الرازي يقول، سمعت يحيى يقول، عجبت من المتآخين في الله عز وجل تجتمع أحوالهم كيف يبخل بعضهم على بعض بجميع أموالهم، قال وسمعت يحيى يقول: من علامة الحب في الله احتمال الأذى في جنب أخيك.

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال أخبرنا سهل بن أحمد الديباجي، قال حدثنا عوف بن المزرع، قال أنشدنا أبو هنات، قال أنشدني دعبل بن علي لنفسه: وداعك مثل وداع الحـياةوفقدك مثل افتقاد الـديم

عليك سلام فكم من وفاءأفارق منكم وكم من كرم

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن الحسين بن قرقر الحذاء بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثنا الربعي عن أبيه، قال قال ثمامة قال لي المأمون يوماً يا ثمامة: هل تعلم في إخوانك شاكياً أو ذاماً أو مستعتباً? قلت: أكثر ذاك يا أمير المؤمنين، فنظر إلي مقطباً فقال: أف لنعمة ينظر إليها ولي لا والله أتكون أنت وصديقك في نعمتك كبني أم ربوا في حجر ودرجوا في جذم وعاد عليهم معاً كاسب.

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري إمام الشافعية، والقاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قالا أنشدنا المعافى بن زكريا لنفسه: علام أعوم في الشبهوأمري غير مشتبـه

أرى الأيام معتـبـراًعلى ما بي من الوله

بلحظ غير ذي سـنةوحظ غير منتـبـه

أروح وأغـتــديأكثر من أقـل بـه

"وبه" قال أنشدنا الحسن بن علي بن الحسن القرضي، قال أنشدنا أبو محمد طاهر بن الحسين المخزومي لنفسه: نفسك لا تستطيع كل المنـىفكيف ترجو ذاك من صاحب

أكرم مصحوب حياة صفـتفهل خلت من هرم غـائب

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصانع، قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال حدثنا جرير عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير، قال قال رجل دخلت المسجد قال أراه بالشام فإذا رجل واضع الثنايا في حلقة وهم يسمعون منه وليس يأسن القوم وفي والقوم من هو أسن منه، فقعدت إليه وهو يحدثهم ثم تفرقوا قبل أن أعلم من هو، فرجعت عشية فإذا أنا به قائم يصلي فقعدت إلى جنبه، قال فأخف من صلاته قال ثم انصرف فسلم علي ثم قال: كأنك رجل غريب بهذا البلد? قلت أجل، ولكن رأيت غدوة وأحببتك ثم تفرقنا قبل أن أعرف من أنت فأحببت أن أعلم من أنت، قال: أنا معاذ بن جبل، لم أحببتني? قلت لله، فاستحلفني ثلاثة أيمان فحلفت له ثلاثة أيمان ما أحببتك إلا لله، قال أفلا أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم? قلت بلى، قال: فأدن مني، فدنوت حتى مست ركبتي ركبته، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "حقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتواصلين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، فأبشر ثم أبشر".

"وبه" قال أخبرنا أبو نصر الفرخاني بن أحمد بن الفرخان، قال حدثنا أبو الحسن علي بن حسان الأنباري قراءة عليه، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال حدثنا عبد الله بن الحكم، قال حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارق عن علي عليه السلام أنه سئل عن قوله تعالى: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو" قال خليلان مؤمنان وخليلان كافران، فتوفي أحد المؤمنين فبشر بالجنة، فذكر خليله فقال: اللهم خليلي فلان كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر وينبئني أني ملاقيك، اللهم فلا تضله بعدي حتى تريه كما أريتني وترضى عنه كما رضيت عني، ثم يموت فيجمع الله بين أرواحهما ثم ليقول: ليثن كل واحد منكما على صاحبه، فيقول كل واحد منهما لصاحبه نعم الأخ ونعم الصاحب، ونعم الخليل، ثم يموت أحد الكافرين فيبشر بالنار فيقول: اللهم إن خليلي كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ويأمر بالشر وينهاني عن الخير وينبئني أني غير ملاقيك، اللهم فلا تهده بعدي حتى تريه كما أرتني وتسخط عليه كما سخط علي، ثم يموت الآخر فيجمع بين أرواحهما يقول يقول: ليثن كل واحد منكما على صاحبه، فيقول كل واحد منهما لصاحبه بئس الأخ وبئس الصاحب وبئس الخليل، ثم قرأ "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن خليل الحلبي، قال حدثنا عبيد بن جنادة، قال حدثنا بقية عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي راشد الحيراني عن أبي أمامة قال: أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيدي فقال يا أبا أمامة: إن من المؤمنين من يلين له قلبي.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا خليفة بن خياط، قال حدثنا درست بن حمزة عن مطر الوراق عن قتادة عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "ما من عبدين متحابين في الله عز وجل يستقبل أحدهما الآخر فيصافحه ويصليان على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلا لم يفترقا حتى تغفر لهما ذنوبهما ما تقدم من ذنبه وما تأخر".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في قصره في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحيم بن المغيرة الحاركي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن حبان المازني، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا خالد، قال حدثنا حنظلة السدوسي، عن أنس قال: قيل يا رسول الله أينحني أحدنا لأخيه إذا لقيه? قال: لا، قال: فليزمه يقبله? قال: لا، قال: فيناوله يده? قال: نعم إن شاء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا جعفر بن أحمد بن فارس، قال حدثنا الحسن بن صر، قال حدثنا أبو داود سليمان بن عمرو النخعي بن أخي شريك بن أبي نمر، قال حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الناس سواء كأسنان المشط، وإنما يتفاضلون بالعافية، ولا خير لك في صحبة من لا يعرف لك مثل ما تعرف له".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن محمود، قال حدثنا الحسن بن إسحاق العطار، قال حدثنا إبراهيم بن بشير بن سلمان، قال حدثنا أبو كدينة عن ليث عن مجاهد قال: لا تصبحن صاحباً لا يرى لك من الحق مثل ما ترى له.

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا محمد بن سعد، قال حدثنا أبو الربيع الزهري، قال حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن الأحوص بن حكيم، عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء قال: إنا لنكشر في وجوه أقوام ونضحك إليهم وإن قلوبنا لتلعنهم.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن شبطا المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوفي، قال حدثنا عسل قال أخبرنا محمد بن الحارث بن جبير، قال كتب إلي أحمد بن المعدل أبي راسب: صحبتك في الله يا أحـمـدكما صحب الفرقد الفرقد

وهمك في الخير إذ لا يزاليراع بك المترف المفسـد

فلما تباعدت بالصالـحـينوأنكرك الفقه والمسـجـد

دعوتك دعوة مستنـهـضألا تذكر الموت يا أحمـد

ألا تستعد بـزاد الـتـقـىوأنت بهم الردى تقـصـد

ألا تستجيب لداعي النهـيألا تستـعـد ألا تـرشـد

فكتبت إليه: رفدت أخاك وأنـجـدتـهولا زلت مسترفداً ينجـد

وناديتني حين نادى المشيبكأن كان بينكما مـوعـد

فرعت فؤادي وأنبـهـتـهكما راع ذو الغرة الأسود

وأعليت صوتك مستنهضـاً"ألا تذكر الموت يا أحمد"

فلله قلب رأى حـلـمـهوجاوزه جهله المفـسـد

تردد في غـفـلة سـادراًوباب المنية لي مرصـد

وأوصيك لا تك مثل امرئيقول ويدعو ولا يسـعـد

حثثت على الخير فاعمل بهولا تلف يوماً به تقـعـد

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن، قال حدثنا زكريا، قال حدثنا الأصمعي، قال حدثنا العلاء بن جرير عن أبيه، قال قال الأحنف بن قيس: الإنصاف ينبت المودة، ومع كرم العشرة تطول المودة. وقال الأحنف: ثلاث خصال تجتلب بهن المحبة: الإنصاف في المعاشرة، والمواساة في الشدة، والانطواء على المودة.

"وبه" قال أنشدنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان، قال أنشدنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن يوسف البصري بالري في المحرم سنة ثمانين وثلاثمائة، قال أنشدنا أبو محمد عبد الله بن جعفر الجابري، قال أنشدنا عبد الله بن المعتز: لكـل تـآلـف وقـت وجـدوأيام تـمـر بـه تـعــد

وما لعصابة وجميع شـمـلمن الحدثان والـتـفـريق يد

فلا تركن إلى جـلـد تـراهفما يبقى على الحدثان جلـد

رأيت الدهر يا بن أخي قديماًيغادره الجماعة وهـو فـرد

إذا أخطت مـنـاياه أنـاسـاًفصافي جميعهم نأي وبـعـد

لكـل مـقـلـل خــل وودوللأدبـاء والأحـرار ضـد

ألم تعلم بأن الدهـر أمـسـىوما عندي له شكر وحـمـد

وما للدهر في قوم حـفـاظوما للدهر ميثـاق وعـهـد

إلى كم يا بن أمي ذا التنـائيإلى كم أنت مجتهـد تـكـد

ركابك كـل يوم فـي بـلادتروح بهذه وبتلـك تـغـدو

وما رزق الفتى بالحرص لكنهي الأقدار تشغب من تـود

"وبه" قال السيد رحمه الله تعالى، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن الحسين الأنماطي قال حدثنا عبيد بن جناد الحلبي، قال حدثنا عطاء بن مسلم، عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: إفشاء السلام بينكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم موسى بن محمد بن جعفر بن محمد بن عرقة مولى بني هاشم، قال أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي المثنى بن يحيى التميمي الموصلي، قال حدثنا أمية بن بسطام، قال حدثنا يزيد، قال حدثنا روح عن سهيل عن القعقاع عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله إذا أحب عبداً قال لجبريل عليه السلام إني أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء أن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبونه، ثم يوضع له القبول في الأرض والبشر على ذلك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان واللفظ لهما، قال أخبرنا أبو يعلى "رجع" السيد، قال السيد أخبرنا أبو طامة، قال حدثنا بكر بن المقري، قال حدثنا أبو يعلى، قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج، قال حدثنا وهيب عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنما الناس كإبل مائة لا تؤخذ فيها راحلة".

"وبه" قال وأخبرناه أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حبان، قال حدثنا الحسن بن بطة يعني الزعفراني، قال حدثنا أحمد بن عبدة، قال حدثنا عبد العزيز، عن زيد بن أسلم عن بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "فطر الناس كإبل مائة لا يكاد يجد فيها راحلة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد إملاء في جامع البصرة بجرجريا بعد الصلاة، قال حدثنا الحسن بن عبد الله العنبري، قال حدثنا عفان بن مسلم، قال حدثنا وهيب يعني ابن خالد، قال حدثنا عبد الله بن طاووس عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تنافسوا وكنوا عباد الله إخوانا".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو عيسى الحبلي موسى بن علي البغدادي، قال حدثنا عبد الله بن عمر بن إبان، قال أخبرنا المحاربي عن عباد بن كثير، عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال: كنت مع ابن عمر فسلم عليه رجل، فقال كيف أنت يا مجاهد? فقال ابن عمر: تعرفه? قلت: نعم، قال: ما اسمه قلت لا أدري? فقال عبد الله: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسلم عليه رجل، فقال وكيف أنت يا عبد الله? فقلت بخير، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: تعرفه فقلت نعم، قال: ما اسمه? قلت لا أدري، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس هذه بالمعرفة، ولكن المعرفة أن تعرف اسمه واسم أبيه فتعوده إذا مرض وتشيع جنازته إذا مات".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال أخبرنا محمد بن زكريا، قال حدثنا العباس بن بكار، قال أخبرنا أبو هلال، عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن المتحابين في ظل الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو الفضل العباس بن أحمد الشامي، قال أخبرنا ابن مصفى، قال أخبرنا بقية عن سعيد بن بشير، عن قتادة عن الحسن عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "والذي نفس محمد بيده لا يؤمن الرجل حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البركي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، قال أخبرنا أبو الطيب السمسار، قال سمعت لولو القصار يقول، سمعت بشر بن الحارس يقول وهو عند أيوب العطار يقول: قال لي أستاذي همام، يا بشر: فقلت لبيك، فقال كل صديق لا ينتفع بصداقته فانف صداقته عنك، فقلت له: بما أنفع به? قال يعلمك خيراً، ويدلك إلى خير، ويرشدك إلى خير، ويصطنعك خيراً.

"وبه" قال أنشدنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان، قال أنشدنا أبو إسحق إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن يوسف البصري بالري، قال أنشدنا أبو بكر الأسفاطي، قال أنشدنا إبراهيم بن علي، قال أنشدني أحمد بن محمد البغدادي: بكاؤك لي كرهاً كـأنـك نـاصـحوعيني تبدي أن صدرك لـي دوى

لسانك لي حلو وقلـبـك عـلـقـموشرك مبسوط وخيرك مـلـتـوى

عدوك يخشى صولتي إن لـقـيتـهوأنت عدوي ليس ذاك بمسـتـوى

فليت كفـافـاً كـان خـير كـلـهوشرك عني ما ارتوى الماء مرتوى

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي العشائري، وأبو علي الحسن بن علي المقرئ بن العطار، قال أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن دوست البراز العلاف، قال أخبرنا إبراهيم بن محمد الصفار، قال أخبرنا أحمد بن سعيد الدمشقي، قال أنشدنا الأمير أبو العباس عبد الله بن المعتز بالله لنفسه: قوم هم كدر الحياة وسقـمـهـاعرض البلاء بهم علـي وطـالا

يتـآكـلـون ضـغـينة وخـيانةويرون لحم الغافـلـين حـلالا

وهم غرابيل الحـديث إذا وعـواسراً تقطـر مـنـهـم إرسـالا

لما أتوا خليت وجه طـريقـهـموحللت عنهم مـن يدي عـقـالا

ورددت راحلة العتـاب كـلـيلةووضعت عن أبدانهـا الأثـقـالا

ورقدت ملء العين في فرش القلاوشربت من ماء الفـرات زلالا

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن أحمد بن معدان، قال حدثنا معاوية بن صالح، قال حدثني صالح بن سليمان قال: كان يقال في بعض كتب الأدب: من استطال على الإخوان فلا يثقن منهم بالصفاء.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بقراءتي عليه، قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن نعيم، وقال سمعت أبا سعيد بن رميح يقول، سمعت محمد بن معن بن السميدع الضبي يقول، سمعت علي بن حجر ينشد: النصح من رخصه في الناس مجانوالغش غال له في الناس أثمـان

والعدل بور وأهل الجور قد كثرواوللظلوم على المظلـوم أعـوان

تحاسد الناس والبغضاء ظـاهـرةوالناس في غير ذات الله إخـوان

والعلم فاش وقل العامـلـون بـهوالعاملون لغـير الـلـه قـران

"وبه" إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله تعالى، قال أخبرنا القاضي أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني إجازة، قال حدثنا والدي قراءة، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن المخارق، عن عبد الله بن الحسين عن أبيه عن جده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن المتحابين في الله تعالى على عمد من ياقوت تضيء وجوههم لأهل الجنة كما يضيء الكوكب في الليلة الظلماء".

"وبه" إلى السيد، قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا الوليد بن مسلم، قال حدثني بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان، عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا بن مسعود: قلت لبيك ثلاثاً، قال تدري أي عرا الإيمان أوثق? قلت: الله ورسوله أعلم، قال الولاية في الله، والحب في الله، والبغض في الله، ثم قال: يا بن مسعود: قلت لبيك يا رسول الله، قال: أي المؤمنين أفضل? قلت الله ورسوله أعلم، قال إذا اختلفوا -وشبك بين أصابعه- أبصرهم بالحق وإن كان في علمه تقصير، وإن كان يزحف زحفاً، ثم قال يا بن مسعود: هل علمت أن بني إسرائيل افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة لم ينج منها إلا ثلاث فرق: فرقة أقامت في الملوك والجبابرة فدعت إلى دين عيسى، فأخذت فقتلت بالمناشير وحرقت بالنيران فصبرت حتى لحقت بالله، ثم قامت طائفة أخرى لم تكن لهم قوة ولم تطق القيام بالقسط فلحقت بالجبال فتعبدت وترهبت وهم الذين ذكر الله تعالى "ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله، إلى قوله "وكثير منهم فاسقون" وفرقة منهم آمنت وهم الذي آمنوا بي وصدقوني وهم الذي رعوها حق رعايتها، وكثير منهم فاسقون، وهم الذين لم يؤمنوا بي ولم يصدقوني ولم يرعوها حق رعايتها وهم الذين فسقهم الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بنإبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في قصره بالطريفي الكبير، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الحاركي، قال حدثنا أبو العباس محمد بن حبان المازني، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا خالد، قال حدثنا حنظلة السدوسي عن أنس قال: قيل يا رسول الله أينحني أحدنا لأخيه إذا لقيه? قال: لا، قال فليزمه ويقبله? قال لا، قال: فيناوله يده? قال: نعم إن شاء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبدان بن أحمد، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا يزيد بن عبد الرحمن قال، سمعت ثوراً يحدث عن سعيد بن المسيب: أنه لقيه أبو هريرة فسلم عليه فأخذ بيده، قال أبو هريرة تدري لم أخذت بيدك? قال لا، قال لقيني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ بيدي ثم قال: "ما التقى مسلمان فسلم أحدهما على صاحبه ثم أخذ بيد الآخر إلا لم يتفرقا حتى يغفر لهما".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن خالد الراسي، قال حدثنا مهلب بن العلاء، قال حدثنا شعيب بن بيان الصفار، قال حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي غالب عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا تصافح المسلمان لم تفرق أكفهما حتى يغفر لهما".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا ابن أبي عاصم، قال حدثنا ابن كاسب، قال حدثنا إسحق بن إبراهيم عن صفوان بن سليم عن إبراهيم بن عبيدة بن رفاعة بن عبد الرحيم بن أبي ليلى، عن حذيفة رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا لقي المؤمن المؤمن فقبض أحدهما على يد صاحبه، تناثرت الخطايا منهما كما تتناثر ورق الشجر".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا الحسين بن محمد قراءة عليه، قال أخبرنا عبد العزيز، قال حدثني منصور، قال حدثني عبد الله بن محمد البلوي، قال حدثني عمارة بن زيد، قال حدثني سهل بن أبي العلاء القسطلاني، قال قال الإمام الشهيد أبو الحسين زيد بن علي عليهما السلام: خليل لك في الله تخاله خير لك من مال تكنزه، وكلمة بالحق تقولها في الله يكتب لك بها طاعة الله فلا تجهل من الحق، ولا تنس نصيبك من الجنة، فإن الله دعا عباده إلى الجنة واشترى منهم نفوسهم، فمن باع نفسه بدون الثمن الذي رضي الله له خسرها، فالله الله عباد الله، فما أقرب ما تدعون به، وما أبعد ما تؤملون، وتباعدوا إلى الله من ظول الأمل ترونه قرب الأجل، فإنه من قتل في سبيل الله كان عند الله حياً مرزوقاً، وكتبه الله شهيداً صديقاً، إنما يدعوكم إلى الفوز العظيم، والنعيم المقيم".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال حدثنا أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن الجهضم الكاتب، قراءة عليه في المحرم سنة خمس وسبعين، قال حدثنا محمد بن جرير، قال حدثنا يونس، قال حدثنا بن وهب، قال أخبرني معاوية -يعني ابن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن معاذ بن جبل قال: إذا أحببت أخاك فلا تماره ولا تشاره ولا تسأل عنه، فعسى أن توافق له عدواً فيخبرك بما ليس فيه فيفرق بينك وبينه.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن محمد الزهري في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين، قال حدثنا أبو الطيب السمسار، قال سمعت لولو القصار يقول، سمعت بشر بن الحارث يقول -وهو عند أيوب العطار، يقول قال لي أستاذي همام، يا بشر: قلت لبيك، فقال: كل صديق لا ينتفع بصداقته فانف صداقته عنك، قال فقلت له: ما أنتفع به? قال يعلمك خيراً، ويدلك إلى الخير، ويرشدك إلى خير، ويصطنعك خيراً.

 

الحديث الثالث والعشرون

زيارة الإخوان وفضلها

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله تعالى، قال وأنا أروي عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، وهو يروي ذلك عن والده قراءة على السيد الأجل الإمام نور الله قبره، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه دفعات، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا جعفر بن الصائع، عن ميمون -يعني ابن محمد بن شاكر، قال حدثنا إبراهيم بن سعد، قال حدثنا أبو سفيان الحميري، عن الضحاك بن حمزة عن حماد بن جعفر عن ميمون بن سيارة عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من عبد يزور أخاً في الله إلا قال الله عز وجل في ملكوت عرشه: عبدي زار في، على قرى عبدي ولن أرضى لعبدي بقرى دون الجنة".

"وبه" إلى السيد، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن مسعود المقدسي الخياط، قال حدثنا محمد بن كثير يعني المصيصي، قال حدثنا الأوزاعي عن يونس بن ميسرة، عن ابن إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت، قالا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن المتحابين بجلال الله في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا مسلم بن سعيد الأشعري، قال حدثنا مجاشع بن عمرو، قال حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي، قال حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من لقم أخاه المسلم لقمة حلواً صرف الله عنه مرارة الموقف يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن سوار، قال حدثنا أبو بلال الأشعري، قال حدثنا مجاشع بن عمرو بهذا الحديث مثله.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال حدثنا أبو عروبة، قال حدثنا عمر بن حفص الشيباني، قال حدثنا عبد الله بن عمرو السعدي، قال حدثنا علي بن يزيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رأس العقل التودد إلى الناس".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سالم، قال حدثنا علي بن داود القنطري، قال حدثنا آدم بن أبي إياس، قال حدثنا ورقاء عن مغيرة عن الشعبي عن النعمان بن بشير، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما مثل المؤمنين في تراحمهم بينهم كجسد رجل واحد إذا اشتكى شيئاً ألم له سائر الجسد، وفي الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر جسده -يعني القلب".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار بقراءتي عليه بواسط على باب داره، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن السقا، قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا خالد عن سهل عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن أبي حسان، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا صدقة بن خالد، قال حدثنا يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنه لله فقد استكمل الإيمان، وإن من أقربكم إلي يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا جعفر الصائغ، قال حدثنا محمود بن خداش، قال حدثنا كثير بن هشام، قال حدثنا عثمان عن عطاء عن أبيه عن أبي رزين، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا أبا رزين: إذا خلوت فحرك لسانك بذكر الله، يا أبا رزين أحب في الله وأبغض في الله، فإن المسلم إذا زار أخاه في الله شيعه سبعون ألف ملك يقول اللهم وصله فيك، فإن استطعت أن تعمل جسدك في ذلك فافعل".

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو علي -يعني ابن إبراهيم وأبو عبد الرحمن بن المقري، قالا حدثنا داود بن إبراهيم، قال حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله عز وجل يحب الديمومة على الإخاء القديمة فداوموا عليها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبد الله بن أسيد، قال حدثنا الحسين بن عبد المؤمن اللؤلؤي، قال حدثنا عبد الله بن داود، قال حدثنا محمد بن موسى عن الذيال بن عمرو عن ابن عباس قال: إنما سمي الرفيق ليرفق، وإنما سمي صاحباً ليحسن صحبته، وإنما سمي جاراً ليجير.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني، قال حدثني عبيد الله بن يحيى العسكري، قال كتب ابن المعتز إلى يحيى بن علي من سر من رأى: يا نازحاً أخرجت من ذكـرهقد ذاق قلبي منك ما خافـا

فابخل بإخوانك واستبقـهـملا تنفق الإخوان إسـرافـا

يا ليت شعري هل رأى بعدناأمثالنا في الناس من طافـا

فأجابه يحيى: من أنفق الإخوان إسرافـافأتلف حزم الرأي إتلافـا

وفارق الألاف والعيش لايحلو لمن فـارق ألافـا

وكان في تفطريقه مثل منباع الذي يرجو بما خافـا

وأفضل الإخوان مـن ودهوإن نأى يزداد إضعافـا

وليس بالمنفـق إخـوانـهفكيف بالسادات أشرافـا

لا سيما من مثلـه سـيداًلم ير في العالم من طافا

به أرجى من جميع الورىمن دهري الظالم إنصافا

"وبه" إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله تعالى، قال أخبرني القاضي أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني إجازة، قال حدثنا والدي قراءة، قال حدثنا السيد إملاء في الحادي عشر من ذي القعدة، قال أخبرنا أبو طالب بن غيلان، قال حدثنا ابن شاكر، قال حدثنا شريح -يعني ابن يونس، قال حدثنا خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الزماني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة? قال: قلنا بلى يا رسول الله، قال: النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في جانب المصر لله تعالى في الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا عارم بن النعمان، قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر: "أي عرى الإيمان -أظنه قال أوثق?- قال الله ورسوله أعلم، قال: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى الموصلي، قال حدثنا إبراهيم بن الجراح الشامي، قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن واسع عن بشير بن نهار، عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تعادوا، وكونوا عباد الله إخوانا".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا ابن حبان -وهو أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر، قال حدثني أبو أحمد -يعني محمد بن أحمد بن إبراهيم الغسال، قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا منجاب، قال حدثنا أبو عامر الأشتر، قال حدثنا موسى بن عبد الملك بن عمير عن أبيه، قال سمعت النعمان بن بشير يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم، كمثل الجسد إذا اشتكى بعضه تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سليمان التستري، قال حدثنا أبو الفضل العباس بن أحمد بن حسان الشامي، قال حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن الحارث الزماري، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه يوم الجمعة سلخ شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا إسحاق بن الحسن، قال حدثنا أبو سلمة، قال حدثنا حماد، قال أخبرنا ليث بن أبي سليم عن مجاهد أن معاذ بن جبل قال: "إذا لقي المسلم أخاه فتبسم في وجهه تحاتت خطاياهما بينهما".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري قراءة عليه، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، قال حدثنا يعقوب بن أحمد بن ثوابة الحضرمي بمصر، قال حدثنا سعيد بن عثمان التنوخي ومحمد بن أنمال الصنعاني، قالا حدثنا عبد المؤمن بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت: كانت عجوز تأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيسر بها ويكرمها، فقلت: بأبي أنت وأمي لتصنع بهذه العجوز شيئاً ما تصنعه بأحد? فقال: إنها كانت تأتينا عند خديجة رحمها الله تعالى، أما علمت أن كرم الود من الإيمان.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، قال حدثنا أبو عبد الرحمن بن يزيد، قال حدثنا سعيد عن عبد الله بن الوليد عن ابن عباس بن خليد الحجري، عن أبي الدرداء قال لولا ثلاث خلال لأحببت أن لا أبقى في الدنيا، فقلت: ما هن? قال لولا وضوعي وجهي للسجود لخالقي في اختلاف الليل والنهار يكون تقدمة لمماتي، وظمأ الهواجر ومقاعدة أقوام ينتقون الكلام كما تنتقى الفاكهة، وتمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه في مثقال ذرة حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً يكون حاجزاً بينه وبين الحرام، إن الله عز وجل قد بين لعباده الذي هو يصيرهم إليه قال الله عزل وجل: "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره،" ولا تحقرن شيئاً من الشر أن تتقيه، ولا شيئاً من الخير إلا أن تفعله.

"وبه" قال أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ، قال أنشدنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد، قال أنشدنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله بن الحسن بن أبي العصام العدوي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة سنة لنفسه: لعمري لما الأيام عندي كما مضتولا الناس بالناس الذين تجمـلـوا

تقدم بالأموال مـن كـان آخـراًوأخـرت إقـلالاً وإنــي أول

ألا لعن الله الحـياة وطـولـهـالقد أورثتني حسرة ليس ترحـل

إذا طالت الآمال حتى زجرتـهـاوقلت لها قد مات منن كان أملوا

سأصبر والأيام فيهـا بـصـابـروأرفع من ثوبي الذي هو مسبل

وأسكت عن علم وغير نـاطـقعلى غير علم أي ركنيه أطـول

 

الحديث الرابع والعشرون

ذكر معاشرة الناس واختلال عاداتهم

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى. قال أخبرني القاضي الإمام أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، قال حدثنا والدي بقراءتي عليه، قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله رضي الله عنهما من لفظه إملاء في يوم الخميس الرابع والعشرين من ربيع الأول سنة أربع وسبعين وأربعمائة، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قا حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، قال حدثنا حيويه بن شريح، قال حدثنا بقية عن صدقة عن أبي وهب عن مكحول، عن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الناس شجرة ذات جنى يوشك أن يعودوا شجرة ذات شوك، إن ناقدتهم ناقدوك وإن تركتهم لم يتركوك وإن هربت منهم طلبوك، قال فكيف المخرج من ذلك يا رسول الله? قال تقرضهم من عرضك ليوم فاقتك".

"وبه" إلى السيد رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين المقري قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، قال حدثنا إبراهيم بن الحسين بن إسحاق الأنطاكي، قال حدثنا عقبة بن الوليد، عن صدقة بن عبد الله عن أبي وهب عن مكحول عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الناس اليوم شجرة ذات جنى ويوشك أن يعود الناس كشجرة ذات شوك، إن ناقدتهم ناقدوك، ولو تركتهم لم يتركوك، وإن هربت منهم طلبوك، قال فقلنا فكيف المخرج يا رسول الله? قال: تقرضهم من عرضك ليوم فقرك".

"وبه" قال أخبرنا الحسين بن جعفر بن محمد السلماسي بقراءتي عليه ببغداد في مشرعة الزوايا، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخراز "رجع" قال وأخبرنا محمد بن علي بن الفتح الحربي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن المنتاب، قالا حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال أخبرنا ابن المبارك، قال أخبرني يحيى بن أيوب، قال حدثنا عبد الله بن جنادة أن أبا عبد الرحمن الحبلي حدثه عن عبد الله بن عمرو قال: كنا فيما مضى إذا لقي الرجل منا الرجل فكأنما يلقى أخاه من أمه وأبيه، وأنتم اليوم إذا لقي الرجل منكم الرجل فكأنما يلقى عدواً.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم طاهر بن محمد بن أحمد الكاتب بقراءتي عليه في جامع أصفهان، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال حدثنا عبدان، قال حدثنا عمر بن موسى الحادي، قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن جندب عن حذيفة، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قيل يا رسول الله: وكيف يذل نفسه? قال يتعرض للبلاء لما لا يطيق".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد القرشي بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، قال أخبرنا سليمان بن أحمد بن يحيى، قال حدثنا الحسين بن محمد بن بادي المعروف بابن أخي جزر بمصر، قال حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد، قال حدثنا الحسين بن الخليل بن مرة، قال حدثني أبي عن أبي حازم عن سهل بن سعد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الناس أبناء علات كأسنان المشط، وإنما يتفاضلون بالعافية، والمرء كثير بأخيه ولا خير فيمن لا يرى لك عليه من الحق مثل الذي ترى له".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن المؤدب المكفوف قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن يحيى المروزي، قال حدثنا أبو بلال الأشعري، قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن حيرة بنت محمد بن عبد الرحمن عن ابنها عن عائشة، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اطلبوا الخير عد حسان الوجوه".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال أخبرنا أبو النصر بكر بن محمد بن إسحق بن خزيمة، قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي، قال حدثنا محمد بن يوسف عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من بعدي أيام الصبر، المتمسك فيهن بمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين عملاً".

"وبه" قال أخبرنا الحسين بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا عمرو بن مرزوق، قال أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الردهم، تعس عبد الخميصة، إن أعطي رضي، وإن منع سخط، وتعس، انتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله عز وجل، إن كان في الساقة وإن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع له، طوبى به، طوبى له".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد المؤدب البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسين عبد الله إبراهيم بن جعفر بن بيان الرسي، قال حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو، قال حدثنا عبد الله بن وهب عن أبي هاني الخولاني، عن أبي علي الحيني عن فضالة بن عبيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "أفلح من هدى إلى الإسلام وكان عيشه كفافاً وقنع به".

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد بن المذهب، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق، قال حدثنا ابن لهيعة عن أبي عيسى الخراساني عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يا أبا هريرة ألا أعلمك كلمات تعمل بهن وتعلمهن الناس? قال: قلت نعم يا رسول الله، قال: كن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قنعاً تكن أغنى الناس، وارض للناس ما ترضى لنفسك تكن مسلماً، وأحسن جوار من جاورك تكن مؤمناً، وأقل الضحك فإنه يميت القلب".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن، قال حدثنا الربيع بن صبيح عن زيد الرقاشي، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من كانت نيته طلب الآخرة جعل الله غناه في قلبه، وجمع شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا جعل الفقر بين عينيه وشتت عليه أمره ولا يأتيه منها إلا ما كتب له".

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد السلماسي البيع بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخراز "رجع" قال وأخبرنا محمد بن علي بن الفتح الحربي، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب، قال حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال أخبرنا ابن المبارك، قال أخبرنا معمر عن يحيى بن المختار عن الحسن قال: إذا شئت لقيته أبيض نضاً جديد اللسان، جديد النظر، ميت القلب، أنت أبصر به من نفسه ترى أبداناً ولا قلوب، وتسمع الصوت ولا أنيس أخصب ألسنة وأجدب قلوباً.

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الوراق بقراءتي عليه، قال حدثنا علي بن محمد بن نبال بعكبرا، قال أخبرنا أحمد بن الفضل الكاتب، قال حدثنا محمد بن الوليد العقيلي، قال حدثنا نعيم بن حماد، قال سمعت ابن المبارك يقول: سخاء النفس عما في أيدي الناس أفضل من سخاء النفس بالبذل، ومروءة القناعة أفضل من مروءة الإعطاء.

"وبه" قال وأنشدنا عبد الله بن المبارك: ما ذاق طعم الكرى من لا قنوع لهولن يرى قانعاً ما عشت مفتقـرا

فالعرف من يأتيه يحمد عواقـبـهما ضاع عرف وأم أوليته حجرا

"وبه" قال أنشدنا أبو الحسن أحمد بن عمار الرحبي الصانع لنفسه: ألم ترني المطامع جلس بيتنفيت العار عنه والهـوانـا

أرجي العيش ترجية وأمضيعلى ما عز من جلدي وهانا

وأحمل ما أحمله بـقـلـبإذا قست القلوب عليه لانـا

فإن عرضت للشكوى لشيءفما أعنى به إلا الزمـانـا

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرني الشيخ السديد ببيمان بن حيدر بن الحسن بن أبي عدي الكاتب الرازي الرندي بقراءتي عليه في شهور سنة نيف وعشرين وخمسمائة، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد الحسيني الشجري أملاه في الخامس عشر من جمادى الأولى سنة سبع، قال حدثنا شيخنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين، قال حدثنا أبو طاهر المخلص بقراءتي عليه، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال حدثنا داود بن عمرو الضبي، قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن زحر، عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة، قال قال عقبة بن عامر: قلت يا رسول الله ما النجاة? قال: "أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا محمد بن جعفر الفندي، قال حدثنا جابر بن نوح عن المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليسعك بيتك، وابك على خطيئتك، واملك عليك لسانك".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أبو زيد -يعني أحمد بن يزيد الحوطي، قال حدثنا أبو اليمان -يعني الحكم بن نافع، قال حدثنا عفير بن معدان، عن سليم بن عامر عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويشهد أني رسول الله، فليسعه بيته وليبك على خطيئته، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويشهد أني رسول الله فليقل خيراً ليغنم، أو ليسكت من شر فيسلم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو عبد الرحمن بن المقري، قال حدثنا إسماعيل بن زياد، قال حدثنا حميد بن موسى الرازي، قال حدثنا أبو عصمة عاصم بن عبد الله، قال حدثنا عباد بن منصور، عن الحسن عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الرحيم وهو محمد بن أحمد بن محمد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حبان، قال حدثنا أبو يعلى، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء، قيل: ومن الغرباء? قال: النزاع من القبائل".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عيد الدقاق العسكري قراءة عليه، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدثني أبي، قال حدثنا أبو أسامة قال، بلغني عن ابن مسعود أنه قال: يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من الأمة، وأكيسهم الذي يروغ بدينه روغان الثعلب".

"وبه" قال حدثنا شيخنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين من لفظه، قال حدثنا أبو اليقظان عمار بن عبد الرحمن المؤدب، وأبو عمر عثمان بن محمود بن سعيد الأرسوقيس بها بقراءتي، قالا حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن أبي ربيعة القنسراني، قال حدثنا أبو الخير أحمد بن محمد بن أبي الخير القنسراني، قال حدثنا عبد الله بن سلم المقدسي، قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال حدثنا يحيى بن صالح قال حدثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نعم صومعة الرجل المسلم بيته".

"وبه" قال أخبرناه عالياً أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أبو زيد -يعني أحمد بن يزيد الحوطي، قال حدثنا أبو اليمان -يعني الحكم بن نافع، قال حدثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نعم صومعة الرجل بيته" هذا الحديث وقع إلينا عالياً بحمد الله وكان شيخنا روى عن الرجلين عالياً وأبو الخير فيه بمنزلة ابن ريذة.

"وبه" قال حدثنا شيخنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين لفظاً، قال حدثنا الحسين بن عبد الله بن أبي كامل بقراءتي بطرابلس، قال حدثنا خيثما بن سليمان بن حيدرة، قال حدثنا محمد بن عوف، قال حدثنا آدم، قال حدثنا ابن أبي ذئب، عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب، عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أصحابه وهم جلوس، فقال: ألا أخبركم بخير الناس منزلاً? قالوا بلى يا رسول الله، قال: رجل يمسك برأس فريسه حتى يموت أو يقتل، ألا أخبركم بالذي يليه? قالوا بلى يا رسول الله، قال: امرؤ معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس، ألا أخبركم بشر الناس منزلاً? قالوا بلى يا رسول الله، قال: الذي يسأله بالله فلا يعطي". هكذا رواه شيخنا رحمه الله تعالى -وأسقط ابن أبي ذؤيب وإسماعيل سعيد بن خالد وابن أبي ذئب، روى هذا الحديث عنه عن إسماعيل وهو سعيد بن خالد بن قارظ بن شيبة الزهري المديني، يروى عن ربيعة بن عباد وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي عبيد مولى ابن أزهر وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري قراءة عليه على الصواب، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقري، قال حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي ابن المثنى الموصلي، قال حدثنا خيثمة، قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن أبي ذؤيب عن سعيد بن خالد،عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب عن عطاء بن يسار عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج عليهم فقال: ألا أخبركم بخير الناس منزلة? قالوا بلى، قال: رجل يمسك بعنان فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل، ألا أنبئكم بالذي يليه? امرؤ معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس، ألا أنبئكم بشر الناس منزلة? الذي يسأل بالله ولا يعطي". هكذا رواه إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب، وقد قيل ذلك، وقيل ابن أبي ذؤيب.

"وبه" قال أخبرناه عالياً أبو بكر بن ريذة قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال أخبرنا عمر بن حفص السدوسي، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا ابن ذؤيب عن عطاء بن يسار عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج وهم جلوس فقال: ألا أخبركم بخير الناس منزلة? قالوا بلى يا رسول الله، قال رجل ممسك برأس فرسه -أو قال فرس في سبيل الله- حتى يموت أو يقتل، قال: أفأخبركم بالذي يليه? قالوا نعم يا رسول الله، قال: الذي يسأل بالله ولا يعطي- كأنما سمعناه عن ابن المقري. ومات في شوال سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وذلك قبل مولدي بإحدى وثلاثين سنة.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حبان، قال حدثنا أبو صالح محمد بن يعقوب يعني الوراق، قال حدثنا الحسن بن عطاء بقلب سادويه، قال حدثنا أبو بكر بن بكار، قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق السبيعي، قال حدثنا هلال بن حباب عن عكرمة عن عبد الله بن عمرو، قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: كيف إذا رأيت الناس قد مرحت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا -وشبك بين أصابعه- فقمت إليه، فقلت ما أفعل يا رسول الله جعلني الله فداءك? قال: الزم بيتك، وعليك بشأنك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك وذر العامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم هذا وهو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد بن حبان -وهو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن يحيى، قال حدثنا إبراهيم بن أرومة، قال سمعت عباس بن عبد العظيم يقول، حدثنا بكر بن محمد قال، قلت لداود الطائي: دلني على رجل أجلس إليه، فقال: تلك ضالة لا توجد.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال حدثنا منصور بن جعفر بن ملاعب، قال حدثنا عبيد الله بن محمد النحوي، قال حدثنا ابن منبه، قال حدثنا أبو حاتم عن العتبي، قال لما لزم خالد بن يزيد بيته، قيل له تركت مجالسة الناس وقد عرفت فضلها ولزمت بيتك? فقال: وهل بقي إلا حاسد على نعمة أو شامت بنكبة.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمرو بن أحمد بن عثمان بن شاهين بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبيد الله -يعني ابن عبد الرحمن، قال حدثنا زكريا، قال حدثنا الأصمعي، قال حدثنا سفيان، قال قال عمرو بن العاس: لا أمل جليس ما فهم عني وإنما الملال لدناءة الرجال.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز الأزجي، قال أخبرنا محمد بن المفيد الجرجرائي، قال حدثنا خالد بن محمد بن خالد الجيلي، قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن مردويه سمعته يقول، سمعت الفضيل بن عياض يقول: إن الزمان فسد أهله، فرحم الله من لزم بيته وتخلى بربه، وبكى على خطأته.

"وبه" قال أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ إملاء، قال أنشدني ابن عمر عثمان بن سعيد بن عثمان الأسدي، قال أنشدني أبو بكر رويح الدمشقي لنفسه: أنست بوحدتي وقصدت بربيفدام العز لي ونما السرور

ولست بقائل ما دمـت حـياًأسار الجيش أم ركب الأمير

متى تقنع تعش ملكاً عـزيزاًيذل لعزك الملك الفخـور

"وبه" قال أنشدنا أبو علي محمد بن وشاح بن عبد الله الكاتب، قال أنشدني أبو الحسن علي بن محمد البصري لنفسه، وأنشدني أبو الحسن علي بن الحسن السمساني، قال أنشدني علي بن أحمد بن الحسن النعيمي، قال أنشدني الحسين بن أحمد بن المغلس لنفسه: أنست بوحدتي حتى لو أنـيرأيت الأنس لاستوحشت منه

ولم تدع التجارب لي صديقـاًأميل عليه إلا ملت عـنـه

 

الحديث الخامس والعشرين

ذم الاقتصار على الدنيا وجمع المال

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المقدم إلى القاضي الأجل قطب الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرنا القاضي الإمام أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، قال حدثنا والدي بقراءتي علينا، قال حدثنا السيد الإمام رحمه الله تعالى، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن شيبة إملاء بالبصرة سنة سبع وستين، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا هشام، قال حدثنا حماد عن زيد بن وهب عن أبي ذر رحمه الله تعالى قال: انطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بقيع الغرقد فانطلقت معه، فقال يا أبا ذر: فقال لبيك وسعديك يا نبي الله إنا فداؤك، قال المكتوون هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا عن يمينه شماله ثم عرض لنا أحد، فقال يا أبا ذر: وما يسرني أنه لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ذهباً يمشي معهم دينار أو مثقال، قلت الله ورسول أعلم فذكر الحديث.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن خالد الراسي، قال حدثنا مهلب بن العلاء، قال حدثنا شعيب بن بيان الصفار، قال حدثنا عمران القطان، عن قتادة عن الحسن عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الفقر أزيد على المؤمن من العذار الحسن على خد الفرس".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي البزار قراءة عليه، قال حدثني أبو منصور سليمان بن محمد بن الفضل بن جبريل البجلي، قال حدثنا ابن أبي عمر، قال حدثنا سفيان عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قمت على باب الجنة فرأيت أكثر أهلها المساكين، ورأيت أصحاب الجسد محبوسين إلا أصحاب النار فإنهم أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فرأيت أكثر أهلها النساء".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن عبد العزيز السكسكي ومحمد بن محمد بن عثمان البندار، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا أبو عاصم، قال أخبرني ابن جريح، قال أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس رضي الله عنه يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو أن لابن آدم واديين من ذهب لابتغى لهما ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن القاسم بن سوار، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الوهاب، قال حدثنا عبد الله بن مطيع، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في وجعه الذي مات منه: "ما فعلت الذهب? قلت: هاهي عندي يا رسول الله، قال: ائتني بها وهي بين السبعة والخمسة، فجعلها في كفه ثم قال: ما ظن محمد بالله لو لقي الله وهذه عنده? أنفقيها".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الرحمن الخطيب بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن محمد القباب، قال حدثنا أبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة، قال حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال حدثنا المحاربي عن مسلم العبدي عمن حدثه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: يأتي على الناس زمان يكثرون فيه الحج والعمرة بغيرة نية نصب عليهم الدنيا يلعبون فيها ويلهون ويخفف عليهم السفر، أحدهم جاره طاو أو عار أو مغرم وبعيره يعدو به في القفار والرمال، وقد خلف أخاه معسراً لم يواسه بدرهم وهم يدعون أنهم أنفقوا ألفاً، إلا إنما يتقبل الله من المتقين".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا بهلول الأنباري، قال حدثنا سعيد بن منصور، قال حدثنا محمد بن عمار المؤذن، قال حدثني صالح مولى التومة عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما أعطي الكافر منها شيئاً".

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا العباس بن أحمد الشامي، قال حدثنا كثير بن عبيد الحذاء، قال حدثنا بقية عن السري بن ينعم، عن شريح بن مسروق الهوربي عن معاذ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له حين بعثه إلى اليمن: "إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحاق بن زيد المعدل، قال أخبرنا أبو بكر بن محمد بن ماهان، قال حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال حدثنا إسحاق بن بشر، قال حدثنا مهاجر بن كثير الأسدي أبو عامر عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيوب الأنصاري، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: "إن الله تبارك وتعالى جعلك تحب المساكين وترضى بهم أتباعاً ويرضون بك إماماً، فطوبى لمن تبعك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني قال حدثنا علي -يعني ابن عبد العزيز، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا عبد السلام بن حرب عن عطاء بن السايب عن عرفجة عن عبد الله، أنه قرأ هذه الآية: "بل تؤثرون الحياة الدنيا" فقال: هل تدرون بأي شيء ابتدأ الحياة الدنيا? لأي شيء آثر الحياة الدنيا، خلت لنا الدنيا عجلت لنا الدنيا وأوتينا لذتها وبهجتها، وغيبت أو عميت عنا الآخرة وزويت عنا، فأحببنا العاجل وتركنا الآجل.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين الجوزداني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن المخارق السلولي عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس "أذهب عنا الحزن" قال: حزن، الدنيا.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بحر محمد بن الحسن بن علي البريهاري، قال حدثنا محمد بن غالب، قال حدثنا يحيى بن هاشم الغساني، قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن المستورد -يعني ابن شداد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما الدنيا في الآخرة إلا كما يضع أحدكم أصبعه في اليم فينتظر بم يرجع إليه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب، قال حدثنا محمد بن علي الشقيقي، قال حدثنا إبراهيم بن الأشعث، عن الفضيل بن عياض عن هشام عن الحسن عن عمران بن حصين، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤنة ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك البجلي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكرياء المروروذي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر".

"وبإسناده" عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو كانت الدنيا عند الله تسوى جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة من ماء".

"وبإسناده" عن علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا معاذ بن المثنى، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا حماد بن زيد عن علي بن زيد عن الحسن عن الضحاك بن سفيان الكلابي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا ضحاك ما طعامك? قلت اللبن واللحم، قال ثم يصير إلى ماذا? قلت يصير إلى ما قد علمت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله ضرب ما يخرج من ابن آدم مثل الدنيا".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو محمد الحسن بن الشريف الجليل الحسن محمد بن عمر يحيى الحسن الزيدي الكوفي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني، قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن حسن العلوي، قال حدثني محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي، قال حدثنا الرضى علي بن موسى، قال حدثني أبي موسى بن جعفر، قال حدثني أبي جعفر بن محمد، قال حدثني أبي محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما ابن آدم ليومه، فمن أصبح آمناً في سربه معافى في جسمه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رسته بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه بها، قال حدثنا الحسن بن أحمد بن محمد بن أبي زيد الشلاثاني بالبصرة، قال حدثنا علي بن أحمد -يعني ابن بسطان، قال حدثنا موسى بن إسحق القاضي، قال حدثنا الحسن بن محمد الأسدي، قال حدثني أبي، قال حدثني يمان بن حذيفة، عن علي بن أبي حفص عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "إن أشد ما أتخوف عليكم خصلتان: أما أحدهما فاتباع الهوى، وأما الأخرى فطول الأمل، فأما اتباع الهوى فإنه يعدل عن الحق، ومن عدل عن الحق فهو صاحب هوى، وأما طول الأمل فإنه حب الدنيا، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ويبغض، فإذا أحب عبده أعطاه الإيمان، ألا إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، والآخرة قد ارتحلت مقبلة إلى هاهنا ذكره".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو القاسم عيسى بن سليمان البغدادي، قال حدثنا داود بن رشيد، قال حدثنا وهب بن راشد، قال حدثني ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أصبح حزيناً على الدنيا أصبح ساخطاً على ربه عز وجل، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما شكا الله عز وجل، ومن تواضع لغنى لينال فضل ما في يده أحبط الله عمله، ومن أعطى القرآن فدخل النار فأبعده الله".

"وبه" قال أخبرنا الشريفان أبو محمد الحسين وأبو طاهر إبراهيم ابنا الشريف الجليل أبي الحسن محمد بن عمر بن يحيى الحسيني الزيدي الكوفي، قالا حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الشيباني قراءة عليه، قال حدثنا محمد بن جعفر بن الزرار، قال حدثنا أيوب بن نوح بن دراج، قال أخبرنا بشار بن ذراع عن أخيه بشار عن حمران، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله، قال: بينما أمير المؤمنين علي عليه السلام في جماعة من أصحابه أنا فيهم إذ ذكروا الدنيا وتصرمها بأهلها، فذمها رجل فذهب في ذمها كل مذهب، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الذام للدنيا أنت المجترم عليها أم هي المجترمة عليك? فقال: بل أنا المجترم عليها يا أمير المؤمنين، قال: فيم تذمها، أليست منزل صدق لمن صدقها، ودار غنى لمن تزود منها، ودار عاقبة لمن فهم عنها? مساجد أنبياء الله ومهبط وحيه ومصلى ملائكته، ومتجر أوليائه، اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة، فمن ذا يذمها وقد آذنت بينها ونادت بانقطاعها، ونعتت نفسها وأهلها، فمثلت ببلائها البلى، وشوقت بسرورها إلى السرور تخويفاً وترغيباً، وابتركت بعافية وراحت بفجيعة. فذمها رجال فرطوا غداة الندامة، وحمدها آخرون اكتسبوا فيها الخير الكثير، فيا أيها الذام للدنيا المغتر بغرورها متى استذمت إليك? أم متى غرتك? أبمضاجع آبائك من البلى? أم بمصارع أمهاتك تحت الثرى? كم مرضت بيديك وعالجت بكفيك? تلتمس لهم الشفاء وتستوصف لهم الأطباء، لم تنفعهم بشفاعتك، ولم تسعفهم في طلبتك، مثلت لك -ويحك- الدنيا بمصرعهم مصرعك، وبمضجعهم مضجعك، حين لا يغني بكاؤك، ولا ينفعك أحباؤك، ثم التفت عليه السلام إلى أهل المقابر فقال: يا أهل التربة، ويا أهل الغربة، أما المنازل فقد سكنت، وأما الأموال فقد اقتسمت، وأما الأزواج فقد نكحت، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم? ثم قال: أقبل على أصحابه فقال: والله لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن شبيط المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا الحسين بن أبي القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثنا أبو العيناء، قال حدثنا سليمان عن شعبة، قال قال عمر بن ذر: ورث رجل داراً عن أبيه فأراد هدمها وبناءها فرأى في منامه كان قائلاً يقول: إن كنت تطمع في الحياة وقد ترىأرباب دارك كـلـهـم أمـوات

أو هل تحس من الأكارم ذكرهـمخلت الديار وبـادت الأصـوات

"وبه" قال أنشدنا المطهر بن محمد بن أحمد العبدي الخطيب، قال أنشدنا الحسين بن أحمد بن سعيد، قال أنشدنا بسيل بن أحمد البستي بالري، قال أنشدني أبو الحسن القتاد: انظر إلى من حوى الدنيا بأجمعهـاهل راح منها بغير السدر والكفن

وإنما الشأن في يوم النـشـور إذاتغابن النـاس فـيه إيمـا غـبـن

أما المطامع فاحذرها فكم صرعتمن حازم الرأي ذي لب وذي فطن

كم قد سمعنا وأبصرنا مصارعهـالكـن ذاك بـلا عــين ولا أذن

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا خيرون عن عيسى المغربي بمصر، قال حدثنا يحيى بن سليمان المقري، قال حدثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أشرب قلبه حب الدنيا التاظ منها بثلاث: شقاء لا ينفذ عناؤه، وحرص لا يبلغ منتهاه، فالدنيا طالبة ومطلوبة، فمن طلب الدنيا طلبته الآخرة حتى يأتيه الموت فيأخذه، ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن معدان، قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الحكم، قال حدثنا هانئ بن المتوكل عن عبد الله بن سليمان عن إسحاق بن عبد ربه بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "دعوا الدنيا لأهلها ثلاث مرات، من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ بحتفه وهو لا يشعر".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن الشاطر الكاتب الخطيب بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحنبلي الحربي، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي إملاء، قال حدثنا بسام بن يزيد بن صغير، فقال حدثنا سليمان بن سلمة، قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العضباء لا تسبق، فجاء عربي فسابقها بقعود له، فكأن ذلك اشتد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن حقاً على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن المفيد بجرجرايا، قال حدثنا عبد الله بن السفر، قال حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال حدثنا عبد الرحمن بن المغير، عن ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن أبي زكرياء المعروف بطرارة إملاء من حفظه، قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال حدثنا الهيثم بن خارجة، قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية عن عاصم بن عمر عن قتادة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله عز وجل إذ أحب عبداً زوى عنه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا محمد بن سهل، قال حدثنا أبو مسعود، قال حدثنا الحجاج بن المنهال، قال حدثنا حماد بن سلمة، قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يؤتى بأنعم الناس كان في الدنيا من أهل النار، فيقول الله تبارك وتعالى: اصبغوه صبغة في النار، فيصبغ فيها، فقال يا بن آدم هل رأيت خيراً قط? فيقول لا وعزتك ما رأيت خيراً قط ولا قرة عين قط".

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم بقراءتي عليه، قال حدثنا عبد الله إملاء، قال أخبرنا الحسن بن محمد التاجر، قال حدثنا أبو زرعة، قال حدثنا عبد الله بن عبد الجبار الحمصي، قال حدثنا محمد بن حرب، قال حدثني الزبيدي عن لقمان بن عامر عن سويد بن غفلة، قال: يقال لصاحب الجنة: إذا دخلها هذا لك بصدقك وبرك وإيثارك آخرتك على دنياك، ويقال لصاحب النار: إذا دخل النار هذا لك بكذبك وإثمك وإيثارك دنياك على آخرتك".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني، قال حدثنا عبد الواحد بن محمد الحصيني، قال حدثني أبو علي أحمد بن إسماعيل، قال حدثني إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطاهري قال: حضرت يوماً دار المتوكل وقد قيل لنا إنه يريد الصيد، قال فما كان بأسرع أن خرج إلينا ومعه الفتح، فقدم إليه فرس أشهب ليركبه، فلما رآه ضج وصرخ وصاح وانصرف مولياً، قال فقال له الفتح: يا سيدي ما القصة، وما الذي عرض لك، وأي شيء أنكرت? فقال له: ويحك، إني رأيت البارحة في منامي هذا الفرس بعينه وهو مسرج بهذا السرج وعليه هذا اللجام وقد قدم إلي لأركبه، وهو يقول لي: اعمل ما شئت فإنما بقي من عمرك سنة، فلما رأيته الساعة ذكرت ذلك وجزعت لما رأيت. فقال له الفتح يا أمير المؤمنين: أضغاث أحلام، والرؤيا وأي شيء هي، وهذا عمل الشيطان، وإنما أراد لعنه الله أن ينغص علينا يومنا، قال ولم يزل به حتى ركب وكتبنا نحن الرؤيا وأرخنا الوقت، فلما كان في رأس السنة مات المتوكل ولم ينتقص يوماً ولم يزد يوماً، وكانت على عدد الأيام ثلاثمائة وستين يوماً، قال الحصيني: قال لي أحمد سمعت ابن إسماعيل، سمعت هذا من إبراهيم بن محمد وزداني فيها الطلحي الطاهري، وأن المخاطب كان للمتوكل في اليوم أشوط بن حمزة وأن المتوكل قال له في نومه: اسكت وما أنت وذا، فقال له أشوظ: إن لم تصدقني فهذا فرسك فسله، قال: فخاطبه الفرس بذلك عند كلام أشوظ، وكان الفرس الذي رآه في اليقظة، وقال الحمصي: وأشوظ هذا كان على أرمينية واسمه على الطرز الأرمينية.

"وبه" قال أخبرنا المطهر بن محمد بن أحمد بن الخطيب العبدي بقراءتي عليه، قال حدثنا الحسن بن محمد بن الحسن إملاء، قال حدثنا أبو زرعة، قال حدثنا أبو عبيد هلال بن غياض اليشكري، قال حدثنا أبو عبيدة بكر بن الأسود التاجي، قال سمعت الحسن يقول: ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك مذ سقطت من بطن أمك، رحم الله أقواماً كانت الدنيا عندهم وديعة فأدوها إلى من ائتمنتهم عليها ثم راحوا خغاقاً.

"وبه" قال سمعت عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي يقول، سمعت أبا بكر محمد بن أحمد المفيد بجرجرايا يقول، سمعت أبا محمد عبد الله بن سهل الرازي يقول، سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: من أديمي أنه اجتمع حب الدنيا وخالقها في قلبه فكذبه.

"وبه" قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن عمرو البلخي، قال حدثنا علي بن الحارث البصري، قال حدثني هشيم بن خالد الطويل قال: دخلت يوماً على صالح مولى منارة في يوم شات في قبة طارمة مغشاة سموراً وهي مفروشة بالسمور، وبين يديه كانون من فضة وهو يوقد عليه بعود، ثم مرت به سبيات فرأيت صائحاً على حمار بإكاف يقف على الناس على الجسر، فيقول: أنا صالح مولى منارة تصدق رحمك الله، فلا يطيعه كثير من الناس، فإن أعطاه إنسان أعطاه درهماً، وكان أبو العتاهية قال فيه أيام نعمته في غيبة غابها: أما والذي لو شاء لم يخلـق الـنـوىلأن غبت عن عيني فما غبت عن قلبي

يوهمنيك الشـوق حـتـى كـأنـنـيأناجيك من قرب وإن لم يكن قـربـي

"وبه" قال أنشدنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن أحمد المقري المعروف بابن شيظا، قال أنشدنا أبو نصر عبد العزيز بن أحمد بن عمر بن نباتة لنفسه من قصيدة: نمل سـواء مـا لـنـا ورجـاءنـاوكيف يمل المطلب الـمـتـوقـع

إذا جن لـيل قـيل أين صـبـاحـهوكلهم بالليل والـصـبـح يخـدع

وكم من نعيم قد لـبـسـت زكـاهوشر له كل المطـالـع طـالـع

ومن لذة ولـت كـأن وصـالـهـاوصال خيال في الكرى حين اضجع

مع الوقت يمضي بؤسه ونعـيمـهكأن لم يكن والوقت عمرك أجمـع

وما خير عيش نصفه سنة الـكـرىونصف به يعـتـل أو يتـفـجـع

وأقسم لو أعـطـيتـه مـتـخـيراًلما كنت إلا بـالـوثـيقة أقـنـع

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري، قال حدثنا الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من كانت نيته طلب الآخرة جعل الله غناه في قلبه وجمع شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا جعل الله الفقر بين عينيه وشتت عليه أمره ولا يأتيه منها إلا ما كتب له".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا ابن أبي عاصم، قال حدثنا ابن كاسب، قال حدثنا زكريا بن يحيى بن منصور، عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "والذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة من ماء".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد، قال حدثنا موسى -يعني ابن هارون الجمال، قال حدثنا سعيد بن عبد الجبار قال حدثنا محمد بن عمار، قال حدثني صالح مولى النومة، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو كانت الدنيا تعدل جناج بعوضة ما سقى كافراً من جرعة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حبان، قال حدثنا جعفر بن محمد الرازي، قال حدثنا أبو عمارة المروزي، قال حدثنا عبد الرحمن بن علقمة عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أوحى الله إلى الدنيا، من خدمك فأتعبيه، ومن خدمني فذريه".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون بن محمد الضبي، قال قال أبو الحسين بن الأشناني القاضي: لما اعتل أبو الحسين القاضي رأيت في النوم كأني مجتاز على باب داره فرفعت رأسي فرأيت عليه مكتوباً: منازل آل حماد بـن زيدعلى أهليك والنعم السلام

قال فما مضت على أبي الحسين بعد هذا المنام إلا أيام حتى مات.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن محمد المكفوف المؤدب بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا عبد الله بن مهران البراز، قال حدثنا عباد بن الوليد، قال سمعت إسماعيل بن إبراهيم بن الربيع، قال سمعت فلاناً ذكر، قال قال ابن عباس: ما اتعظت بشيء بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كاتعاظي بشيء كتبه علي بن أبي طالب عليه السلام كتب إلي أما بعد: فإن المرء يسره درك ما لم يكن ليفوته من الدنيا، يسوءه فوت ما لم يكن ليدركه، فاجعل سرورك بما نلت من آخرتك، وأسفك على ما فاتك منها، وما نلت منها فلا تبغ به فرحاً، وما فاتك منها فلا تكثر عليه جزعاً، واجعل همك لما بعد الموت.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا ابن أبي عاصم، قال حدثنا ابن كاسب، قال حدثنا زكريا بن يحيى بن منصور عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإذا شاة ميتة، فقال: "أترون هذه هينة على أهلها، قالوا نعم، قال والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله تعالى من هذه على أهلها".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا عبد الرحمن النسائي، قال حدثنا أحمد بن نصر النيسابوري، قال حدثنا سريح بن النعمان، قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "منهومان لا يشبعان، منهوم في العلم لا يشبع، ومنهوم في الدنيا لا يشبع".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حكى محمد بن يحيى بن مندة، قال سمعت أبا حفص يعني عمرو بن علي بن بحر السقا يقول: كتبت إلى رجل في رقعة، "بسم الله الرحمن الرحيم، اطلب الدنيا على قدر مكثك فيها، واطلب الآخرة على قدر حاجتك إليها والسلام".

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا محمد بن يحيى، قال حدثنا إبراهيم، قال حدثنا أبو سفيان سمعت محمداً يعني ابن يوسف يقول: لقد خاب من كان حظه من الله تعالى الدنيا.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي، قال حدثنا أبو العيناء، قال حدثنا الأصمعي عن حماد بن زيد عن عبد الله بن العيزار، قال قال ابن عمر: اعمل للدنيا كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني الكوفي بقراءتي عليه بها، قال أخبرنا علي بن محمد الشيباني المقري قراءة عليه، قال أخبرنا عبد العزيز بن إسحق البغدادي، قال حدثني أبو الحسين منصور بن نصر المكتب، قال حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد جعفر بن محمد، قال وحدثني مساور بن لاحق، قال حدثني السايب بن المسيب رجل من أصحاب نصر بن سيار، قال كتب الإمام الشهيد أبو الحسين زيد بن علي عليهما السلام إلى نصر ين سيار حين بلغه أنه محبوس هذه الرسالة: "الحمد لله الحميد المجيد، القوي الشديد، المبدئ المعيد، قابل التوبات، منزل الآيات، كاشف الكربات، جبار السموات، وصلى الله على النبي الأمي البشير النذير، السراح المنير، محمد وآله وسلم، أما بعد: فإن الدنيا دار بلاء وبلوى، خيرها قليل، وشرها كثير، وجمعها يبيد، والبلاء فيها شديد، وفائتها حسرة، وتأويلها فتنة، إلا من نالته من الله عصمة، الواثق بها مغرور، والساكن إليها مخذول، من أعزها ذل، ومن كثرها قل، فنسأل الله العصمة منها، والنجاة من شرها، وذكر باقي الرسالة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أحمد بن مغلس، قال حدثنا هارون بن عبد الله، قال حدثنا سيار، قال حدثنا جعفر، قال حدثنا كعب الأزدي، قال سمعت الحسن يقول: المؤمن في الدنيا كالغريب، لا يجزع من ذلها، ولا ينافس في عزها، للناس حال وله حال، وجهوا هذه الفضول حيث وجهها الله عز وجل.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن شيظا بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثني أبو العباس الهروي، قال حدثني سلمان بن معبد، قال حدثنا بن غفير، قال حدثنا علوان بن داود، عن رجل من قومه، قال بعثني أهلي بهدية إلى ذي الكلاع في الجاهلية فلبثت على بابه حولاً لا أصل إليه، ثم إنه أشرف ذات يوم من القصر فلم يبق أحد حول القصر إلا خر له ساجداً، قال فأمر بهديتي فقبلت، ثم رأيته بعد في الإسلام قد اشترى لحماً بدرهم فشمطه على فرسه وهو يقول: أف للدنيا إذا كانت كـذاإننا في كل يوم في أذى

ولقد كنت إذا ما قيل منأنعم الناس معاشاً قيل ذا

ثم بدلت بعيشتي شقـوةحبذا هذا شقاء حـبـذا

"وبه" قال أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الحافظ الصوري، قال أنشدنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر، قال أنشدني أبو محمد الحسن بن محمد بن وكيع التنيسي لنفسه: حاسبني الدهر على ما مضىبدل فرحاتي بـتـرحـات

وليته جازى بمـا نـلـتـهلكنـه أضـعـاف مـرات

"وبه" قال السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء من لفظه، قال حدثنا أبو العباس عبد الله بن موسى بن إسحاق بن حمزة الهاشمي، قال حدثنا أبو عبيد محمد بن أحمد بن المؤمل، قال حدثنا أحمد -يعني ابن إسحاق، قال حدثنا عبد الله بن الجراح القهستاني، قال حدثنا زافر بن سليمان عن إسرائيل بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس".

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد من محمد الحسنباذي قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس، قال حدثنا سلمة بن شبيب، قال حدثنا سهل بن عاصم، قال حدثنا إبراهيم بن الأسقف، عن فضل بن عياض، عن عمران بن حسان، عن الحسن قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أصحابه ذات يوم فقال: هل منكم من يريد أن يؤتيه الله عز وجل علماً بغير تعلم، وهدى بغير هداية? هل منكم من أحد يريد أن يذهب الله عنه العمى ويجعله بصيراً? ألا إنه من رغب في الدنيا فطال أمله فيها أعمى الله عز وجل قلبه على قدر ذلك، ومن زهد في الدنيا وقصر أمله فيها أعطاه الله علماً بغير تعلم، وهدى بغير هداية، ألا إنه سيكون بعدكم قوم لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر، ولا الغنى إلا بالفخر والبخل، ولا المحبة إلا لاستخراج من الدين واتباع الهوى، ألا فمن أدرك ذلك الزمان منكم فصبر للفقير وهو يقدر على الغني، وصبر للذل وهو يقدر على العز، وصبر للبغضة وهو يقدر على المحبة، لا يريد بذلك إلا وجه الله، أعطاه الله ثواب خمسين صديقاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أحمد بن علي الرازي، قال حدثنا الحسن بن علي بن أبي الأحوص، قال حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي، قال حدثنا عبد الله بن مسعود بن كرام، عن هشام بن حسان، عن الحسن، قال قيل ليوسف عليه السلام: تجوع وخزائن الأرض بيدك? قال إني أخاف أن أشبع وأنسى الجياع".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الطحان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن نصر مولى المنصور سنة خمس وتسعين ومائتين، قال حدثني إبراهيم بن بشار الصوفي الخراساني خادم إبراهيم بن أدهم، قال قلت لإبراهيم بن أدهم: أمر اليوم أعمل في الطين، فقال يا بن بشار إنك طالب ومطلوب، يطلبك ما لا يفوته وتطلب ما قد كفيته، كأنك بما غاب عنك قد كشفت لك، وما أنت فيه قد نقلت عنه، يا بن بشار كأنك لم تر حريصاً محروماً، ولا ذا فاقة مرزوقاً، ثم قال: ما لك حيلة، قلت: لي عند البقال دانق، فقال: عز علي بك، تملك دانقاً وتطلب العمل? "وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان، قال أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي، قال أخبرنا أبو بكر بن دريد محمد بن الحسن النحوي لنفسه: علي ثياب لو تبـاع جـمـيعـهـابفلس لكان الفلس منهـن أكـثـر

وفيهن نفس لو تقاس بمـثـلـهـاجميع الورى كانت أعز وأكـبـر

وما ضر نصل السيف أحلاق غمدهإذا كان عضباً حيث وجهته فـرا

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا عبد الله بن سلمة، قال حدثنا أشعب بن نزار عن الحسن، قال لما نزلت هذه الآية "ثم لتسألن عن النعيم" قالوا يا رسول الله: أي نعيم نسأل عنه? سيوفنا على عواتقنا والأرض كلها لنا حرب يصبح أحدنا بغير غد أو يمسي بغير عشا، قال عني بذلك قوماً يكونون من بعدكم يغدى على أحدهم بجفنه وتراح عليه بجفنه ويغدو في حلة ويروح في حلة ويسترون بيوتهم كما تستر الكعبة ويفشوا فيهم السمن.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد، قال أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا عبد الله بن سلمة، قال حدثنا أشعب عن أبي نزار عن قتادة عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثله.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجوداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حصين بن مخارق السلولي أبو جنادة، عن بسام الصيرفي ومسلم النجاب عن عمرو بن مرة عن ثوبان قال: لما نزل في الذهب والفضة ما نزل قلنا يا رسول الله فأي المال نتخذه? قال: "لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة صالحة تعين أحدكم على أمر دنياه وآخرته".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن أبي حمزة الثمالي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من كنز لا يؤدي عن كنزه، إلا جيء به يوم القيامة يكوى بها جبينه وجبهته ويقال هذا كنزك الذي بخلت به".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن يعقوب عن عربي عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهم السلام "والذين يكنزون الذهب والفضة" قال: هذا في مانع الزكاة.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة وأحمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، قالا حدثنا يحيى بن صالح الوحاطي، قال حدثنا جميع بن أيوب عن حبيب عن عبيد عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "سيكون رجال من بعدي يأكلون الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام أولئك شر أمتي".

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا إبراهيم بن محمد عن عروة الحمصي، قال حدثنا محمد بن حفص الوصابي الحمصي، قال حدثنا محمد بن حمير، قال حدثنا أبو بكر بن أبي مريم عن عبيد عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام أولئك شر أمتي".

قال السيد محمد بن حفص الوصابي: حمصي يكنى بأبي عبيد، قال ابن أبي حاتم روى عن محمد بن حمير وأبي حيويه شريح بن يزيد أدركته وأردت قصده والسماع منه، فقال لي بعض أهل حمص ليس بصدوق ولم يدرك محمد بن حمير فتركته وكتب عنه سعيد بن عمرو البرذعي.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن سعيد بن عمرو البورقي قدم حاجاً، قال أخبرني محمد بن مقاتل، قال حدثنا محمد بن مردويه، قال حدثنا إسماعيل بن حفص بن عمر، قال حدثني عبيد الله، قال حدثني محمد بن علي عن أبيه عن عمه محمد بن الحنفية قال حدثنا علي بن أبي طالب عليه السلام أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن الله تعالى فرض للفقراء في أموال الأغنياء قدر ما يسعهم، فإن منعوهم حتى يجوعوا ويعروا ويجهدوا حاسبهم الله حساباً شديداً وعذبهم عذاباً نكراً".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، قال حدثنا أبو بشر علي بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرزاق، قال حدثنا سعيد قال حدثني صالح بن رستم عن عطاء بن أبي رباح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أكرموا آل قريشاً فإن عالمهم يملأ الأرض علماً ولا يعجبنك رحب المدة أعين بالدم فإنه له عند الله سبحانه قائلاً لا يموت، ولا جامى مالاً من حرام إن تصدق به لم يقبل منه، وإن أمسك لم يبارك له، ولما بقي كان زاده إلى النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قا أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو القاسم عيسى بن محمد الرازي، قال حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحويطي، قال حدثنا خالد بن يزيد البصيري عن سلام الطويل عن إسماعيل بن رافع عن خالد بن مهاجر عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ابن آدم عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك، لا بقليل تقنع، ولا من كثير تشبع، إذا أصبحت آمناً في سربك، معافى في بدنك، عندك قوت يومك فعلى الدنيا الدمار".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رسته بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن رسته إملاء بالبصرة، قال حدثنا أبو أيوب سليمان بن الحسين بن يزيد العطار، قال حدثنا هدية، قال حدثنا حماد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان ضجاع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أدم حشوه ليف، قالت وكان يأتي علينا الشهر ما نستوقد فيه ناراً إنما هما الأسودان التمر والماء إلا أن يبعث لنا جيران لنا بغذية شاتهم ولقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما في زقه إلا شطر شعير، فكربت حتى أكلته أوكلت، فلما أكلته أو كلته ذهب وودت أني لم أكن أكلته أو كلته.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس بن الفضل الأسقاطي، قال حدثنا زكريا بن يحيى، قال حدثنا بندار، قال حدثنا ابن أبي عدي، قال زكريا، وحدثنا معاذ بن هشام، قال حدثنا أبي عن قتادة عن أنس بن مالك قال: مشيت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخبز شعير وإهالة سخنة ولقد رهن درعه عند يهودي بعشرين صاعاً أخذه طعاماً لأهله، لقد سمعه ثلاث مرات يقول: "ما أمسى عند آل محمد صاع تمر ولا صاع خبز، وإن عنده لتسع نسوة يومئذ".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي قراءة عليه، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا جعفر بن محمد، قال حدثنا محمد بن علي بن خلف، قال حدثني سعيد بن محمد القراطيسي، قال سمعت أخي عبد الله يقول: أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى صلى الله عليه إلق الفقير ما يلقى به الغنى وألا فدس ما علمتك من حكمتي في التراب.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن علي بن الجارود، قال سمعت أبا عمران الطرسوسي يقول: سمعت أبا يوسف الغسولي يقول: دخلت على سفيان بن عينية، وبين يديه قرصان من شعير، فقال يا رسول الله أما إنهما طعامي منذ أربعين سنة.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال حدثنا عمر بن جرير، قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: مر إبليس بعيسى بن مريم عليه السلام، وهو متوسد حجراً، فقال يا بن مريم رضيت من الدنيا بهذا فرمى الحجر إليه، وقال: هذا لك مع الدنيا.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه، في الطريفي الكبير، قال حدثنا الحسن بن علي عن عمرو القطان قراءة عليه في شوال سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا خالد بن النضر، قال حدثنا أبو حاتم السجستاني، قال حدثنا العتبي، قال حدثني أبي، قال حدثني مورق العجلي: يا بن آدم في كل يوم يؤتى برزقك وأنت تحزن. وفي كل يوم ينقص عمرك وأنت لا تحزن، عندك ما يكفيك وتكلب ما يطغيك.

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، قال أخبرنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي، قال أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر الحمداني، قال أنشدني الرومي من لفظه وحفظه: إذا ما كساك الله سربـال صـحةولم تخل من عيش يطيب ويعذب

فلا تغبط المتـرفـين فـإنـهـمعلى قدر ما يعطيهم الدهر يسلب

"وبه" قال أنشدنا أبو علي محمد بن الحسين بن شبل لنفسه من قصيدة: ذريني أبيت الذم إني أرى الغنـىغنى النفس لا مال الأكف الجوامد

وإن عنادي في الرقاب صـنـائعوأطواق نعمي في مناط القـلائد

إلى أن رأيت المعتبين تـخـوفـوابأن يحتوي عمري عدوي وحاسدي

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرني الشيخ السديد بنيمان بن حيدر بن الحسن بن عدوى الكاتب الرازي الزيدي بقراءتي عليه في شهر سنة نيف وعشرين وخمسمائة، قال حدثنا السيد الأجل المرشد بالله رضي الله عنه إملاء في السادس من جمادى الآخر سنة سبع وسبعين، قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن سعيد الرازي، قال حدثنا علي بن محمد الطنافسي، قال حدثنا منصور بن وردان العطار، قال حدثنا أبو حمزة الثمالي، عن عكرمة عن ابن عباس، قال خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجد الخيف فحمد الله وذكره بما هو أهله ثم قال: "من كانت الآخرة همه جمع الله شمله وجعل غناه بين عينيه وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه فرق الله شمله وجعل فقره بين عينيه، ولم يؤته من الدنيا إلا ما كتب له".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا ابن أبي عاصم، قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحرامي قال حدثنا محمد بن طلحة. قال أخبرنا المنذر عن أبيه عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لم يبق من الدنيا إلا فتنة تنتظر أو كل محزن".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن محمد بن الحارث الحافظ، قال حدثنا شيبان بن فروخ، قال حدثنا حارثة بن هرم، قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال حدثنا قيس بن أبي حازم، قال سمعت المستورد، قال أخبرنا ابن فهم أو فهم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "والله ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصبعه في اليم لينظر بم يرجع".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحيم هو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، قال أخبرنا أبو محمد بن حبان، هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا الحسن بن علوية -يعني القطان، قال حدثنا إسماعيل بن عيسى -يعني العطار، قال حدثنا إسحق -يعني بن بشر، قال حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "من أصبح والدنيا أكبر همه فليس من الله في شيء، ومن لم يثق بالله فليس من الله، ومن لم يهتم بالمسلمين عامة فليس منهم".

"وبه" قال أخبرنا السيد الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا زين بن حاجب إجازة، قال حدثنا زيد بن محمد بن جعفر، قال حدثنا داود بن يحيى، قال حدثني الشهيد زيد بن علي عليهما السلام: "أسألك تقرباً إليك أن تصلي على محمد النبي الأمي وأن تقبل شفاعته وآته سؤله، وبيض وجهه، وارفع درجته، وعظم نوره، وكرم مقامه، وشرف بنيانه، وأعل منزلته، ومكن كرامته، وأعطه من الخيرات في جميع ما تؤتي خلقك يا أرحم الراحمين، وصل على أهله وبارك عليهم وسلم، اللهم وأسألك سلوة عن الدنيا وبغضاً لها فإن خيرها زهيد، وإن شرها عتيد، وإن جمعها يبيد، وإن خيرها ينكد، وإن جديدها يخلق، وإن صفوها يكدر، وإن ما فات منها حسرة، وإن ما أصيب منها فتنة، إلا من نالته منك عصمة، نسأل الله عز وجل العصمة منها وأن لا تجعلنا كمن رضي بها واطمأن إليها، فإن من اطمأن إليها فقد خانته، ومن آمنها فقد فجعته، فلم يغنم في الذي كان منها فيها ولم يطغى به عنها، نسأل الله أن لا يجعلنا كمن أخلد إليها، وأن يجعلنا ممن سارع إلى ما شوقه إليه من ثوابه، وعصمنا مما خوف به من عقابه، ورزقنا الصبر في مواطن الصبر، حتى يبلغنا القيام بأمره، ويذل أنفسنا من الدنيا فيها لمرضاته.

"وبه" قال حدثنا أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الحافظ القزويني إملاء بها، قال حدثنا أحمد بن محمد الزاهد، قال حدثنا أحمد بن محمد المشرفي الحافظ، قال حدثنا علي بن سعيد، قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال حدثنا يوسف بن أحمد، قال حدثنا الخثعمي عن أسماء بنت عميس، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "بئس العبد عبد تكبر وزها، ونسي المبتدأ والمنتهى، بئس العبد عبد تخيل واختال، ونسي الكبير المتعال، بئس العبد عبد باع الدين بالدنيا، بئس العبد عبد خلط الدين بالشبهات، بئس العبد عبد يرده الرعب عن الحق".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله هو ابن حبان، قال حدثنا أحمد بن جعفر، قال حدثنا أحمد بن الحسين بن عباد، قال حدثنا محمد بن يزيد بن سنان، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من طلب الدنيا حلالاً سعياً على أهله وتعطفاً على جاره واستعفافاً عن المسألة، لقي الله عز وجل يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، ومن طلب الدنيا مكاثراً مفاخراً مربياً لقي الله وهو عليه غضبان".

"وبه" قال أخبرنا المطهر محمد بن أحمد الخطيب العبدي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حشيش إملاء، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي، قال حدثنا الفضل بن محمد -يعني البيهقي، قال حدثنا سبيل بن داود، قال حدثنا حجاج عن أبي عبيد عن الحسن أنه تلا هذه الآية: "نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا"، قال: إن الله تعالى قسم الدنيا للبلاء، وأباح الآخرة للجزاء، وإن الله تعالى أعطى الدنيا بقسم، وأعطى الآخرة بعمل، وإن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن أتاه من الله عز وجل فأخذه عنه، وإن سبيل الله تعالى سبيل واحد، جماعه الهدى، ومصيره الجنة.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن المفيد، قال حدثني موسى -يعني ابن هارون الجمال، قال حدثنا شيبان بن فروح، قال حدثنا علي بن علي عن الحسن عن عبد الله بن قيس، قال: اجتمع رجلان من صدر هذه الأمة، فقال أحدهما لصاحبه: لا أبا لك ما ترى الناس ما أهلكهم أي ما بطأ بهم عن هذا الأمر بعد ما زعموا أنهم فقد آمنوا? قال: الشيطان، والذنوب، والدنيا، قال فجعل يعرض على نفسه فلا يوافق ما في نفسه، قال لا، ولكن الله تعالى أشهد الدنيا وغيب الآخرة، فأخذ الناس بالشاهد وتركوا الغائب، أما والذي نفس محمد بيده لو قرن أحدهما إلى جنب الآخر حتى يعاينهما الناس ما عملوا بينهما ولا تمبلوا.

"وبه" قال أنشدنا أبو علي محمد بن الحسين بن عبد الله بن شبل لنفسه من ابتداء قصيدة يرثي بها علي بن عيسى النحوي: نعلل بالآمـال والـمـوت أسـرعونغتر بالأيام والـوعـظ أنـفـع

أرى المرء مهما لم يمت فهو ذائقفراق الأخلاء الذي هـو أوجـع

فيشفي غليل النفس قبل فـراقـهوما النفس إلا ظاعن ومـشـبـع

وما العمر إلا هجرة وتـواصـلولا إياس في الحياة ومـطـمـع

وما تهب الدنيا لـنـا تـسـتـردهوتسترجع الأحداث ما المرء مودع

وما الدهر إلا لـلـخـلائق والـدفما باله من لحمهم ليس يشـبـع

يحيف على الأبناء وهـو أبـوهـمويفجع بالآباء وهو الـمـفـجـع

"وبه" قال أنشدنا محمد بن أحمد بن سهل بن بشران النحوي لنفسه بواسط رحمه الله تعالى: يا خاطب الدنيا أتخطب تـركـاًقد آذنت تفراقها خـطـابـهـا

لا تخدعن ثغور عرس لم تـزلمغتالة بغرورها أحـبـابـهـا

قرنت بطيب نعيمها أوصابـهـاوبحلوها المعسول تمزج صابها

ومتى تجد يوماً بلذة وصـلـهـاطلبت بحد بينها أسـبـابـهـا

فإذا نظرت وجدت فتك ما ترىأللعالمين طعامها وشـرابـهـا

ولذاك إنك إن ظفرت بمـنـيةمنها ارتقيت على المكان ذهابها

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري إمام الشافعية، قال أنشدنا أبو الفرج المعافى بن زكريا بن طرازة لنفسه:

أأقتبس الضياء من الضبـابوألتمس الشراب من السراب

أريد من الزمان النـذل بـذلاًوأرياً من جني سلع وصاب

أرجي أن ألاقي لاشتـياقـيسراة الناس في زمن الكلاب

 

الحديث السادس والعشرون

فضل قضاء حوائج المسلمين

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، قال أخبرني القاضي الإمام أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، قال حدثنا والدي بقراءته علينا، قلا حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسني رحمهم الله تعالى إملاء من لفظه، قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن اليسع الأنطاكي المقرئ القارئ، قال حدثنا أحمد بن عمير وعبد الصمد بن محمد الحمصي وأبو عبيد الله محمد بن أحمد بن صفوان الإمام بأنطاكية واللفظ له، قالوا حدثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي، قال حدثنا بقية بن الوليد الحمصي، قال حدثنا المتوكل بن يحيى عن حميد بن العلاء عن أنس بن مالك، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من قضى لأخيه المؤمن حاجة من حوائج الدنيا كان كمن خدم الله عمره".

"وبه" إلى السيد قال أخبرنا أبو منصور عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الرحمن الخطيب بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد القتات، قال حدثنا أبو بكر عمر بن أحمد، قال حدثنا العباس بن الوليد بن يزيد البيروني بها عن عبد الوهاب بن هشام عن أبيه هشام بن الغار عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطانه في منفعة بر أو تيسير عسر أعين على إجازة الصراط يوم دحيض الأقدام".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد البزار العتيقي بقراءتي عليه، قال أخبرنا إسحق بن سعيد بن الحسن النسوي، قال حدثني جدي الحسن بن سفيان، قال حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، قال حدثنا أبي عن عروة بن زويم اللخمي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر، أو تيسير عسر، أعانه الله عز وجل على إجازة الصراط يوم القيامة عند دحض الأقدام".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن صالح السبيعي الحلبي، قال حدثنا أبو علي الحسن بن علي التنوخي المعروف بابن النقويري قاضي جبلة بها، قال حدثنا أحمد بن جليد بن يونس الأفطس أبو يعقوب، قال حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إذا كان يوم القيامة دعا الله عبداً من عبيده فيوقف بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن إبراهيم الشافعي البزاز قراءة عليه في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، قال حدثني محمد بن إدريس التجيبي، قال حدثنا يونس، قال حدثنا ابن أبي فديك عن جهم -يعني ابن أبي جهم، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لله عباداً من خلقه يفزع إليهم الناس في حوائجهم، أولئك هم الآمنون يوم القيامة".

"وبه" قال حدثنا علي بن أبي علي البصري إملاء، قال حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن بن جعفر العطار المخرمي، قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن المرزوق فيما سألته فيه، قال حدثنا محمد بن زكريا بن دينار -يعني العلاني، قال حدثنا العباس بن بكار، قال حدثنا عبد الله بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله تعالى خلق خلقاً الحوائج الناس يفزع إليهم الناس في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني ابن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أنعش حقاً لمؤمن بلسانه، أو دفع عنه ضيماً دخل الجنة".

"وبه" قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد البزار قراءة عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي ابن عمر بن الحسن الحربي، قال حدثنا علي بن أبي الأزهر أبو الحسن بن شراح، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن الحسن بن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، قال حدثني جدي، قال كتب إلي المهدي في عهدي على القضاء فقال في كتابه: "أن أصلب في الحكم فإن أبي حدثني عن أبيه عن جدي عن ابن عباس قال: لعن الله من رأى مظلوماً فلم ينصره".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد القرشي، قال أخبرنا علي بن عمر بن أحمد الدارقطني الشاهد الحافظ، قال حدثنا أبو بكر النيسابوري، عن عبد الله بن محمد بن زياد، قال حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة "رجع" قال وأخبرنا أبو بكر، قال أخبرنا الدارقطني، قال حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي، قال وحدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله، قالا حدثنا أبو عمر الضرير، قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن نهدلة عن أبي إسحق الهمداني، قال حماد أحسبه عن عمرو بن شرحبيل -أن رجلاً أتى في قبره فقيل له: إنا جالدوك فلم يزل يناقصهم ويناقصوه حتى قالوا: إنا جالدوك جلدة واحدة، قال أخبروني لم تجلدوني? قالوا نجلدك ثم نخبرك، قال: فجلدوه جلدة واحدة، قال: فاضطرم عليه فيها قبره ناراً فلما سرى عنه، قال أخبروني لم جلدتموني? قالوا: صليت صلاة كذا وكذا بغير طهور، ومررت بأخيك وهو يظلم فلم تنصره.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماشي المتوتي، قال حدثنا جعفر بن شعيب الشاشي، قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أبو القاسم، قال حدثنا طلق بن السمح، قال حدثنا أيوب عن حميد، قال دخلنا على أنس بن مالك في مرض له نعوده، فقال يا جارية هلمي لأصحابنا ولو كسرة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "مكارم الأخلاق من عمل أهل الجنة".

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي واللفظ له، ومحمد بن محمد بن عثمان البندار، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثان بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، قال حدثنا حيوة وابن لهيعة، قالا أخبرنا شرحبيل وابن شريك المغافري، أنه سمع أبا عبد الرحمن الختلي يحدث عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري قراءة عليه، قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن الحارث القطان، قال حدثنا عثمان بن عبد الله القرشي، قال سمعت جعفر بن محمد الطالبي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من مشى في عون أخيه المسلم أو منفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسن المحتسب، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال أنشدنا ابن دريد: صل من أردت لقاءه بـزيارةإن الزيارة خيرها موصولها

وإذا قضيت لصاحب لك حاجةفاعلم أن تمامها تعجـيلـهـا

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو أحمد بن علي المؤدب قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا محمد بن يحيى المروزي، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا المسعودي عن سعد بن إبراهيم عن ابن كعب بن مالك عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تثنيها الرياح وتعدلها مرة حتى يأتيه أجله، ومثل الكافر كمثل الأرزة المجدبة على أهلها لا يفلها شيئاً حتى يكون انجعافها مرة واحدة".

"وبه" قال أبو عبيد الله، الأرزة بتسكين الراء: شجر معروف بالشام يقال له الأرز، الواحدة أرزة، وهو الذي يسمى بالعراق الصنوبر والصنوبر ثمرة، قال السيد الإمام كذا في كتابي وصوابه شجرة، والمجدبة: النابته في الأرض. والحامة: الغضة الرطبة، شبه المؤمن بها لأنه امرؤ مرزأ في نفسه وأهله وولده، وأما الكافر لا يرزأ شيئاً، وإن رزئ لم يؤجر عليه حتى يموت، فشبه موته بانجعاف تلك الشجرة، والانجعاف: الانقلاع.

"وبه" قال اخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الوراق بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن أحمد أبو بكر المفيد، قال حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد الأنصاري الدولابي، قال حدثنا أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي أن ابن أبي فديك حدثهم عن جهم بن عثمان عن عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده الحسن ابن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أوجب المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد الوزان بن قفرجل بقطفتا بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المستملي، قال حدثني أبو عبد الله الحسين بن داود بن علي بن عيسى بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قدم علينا من نيسابور، قال حدثنا محمد بن إسحاق بن بحر النيسابوري، قال حدثنا سهل بن عمار، قال حدثنا عبد الرحمن بن قيس، قال حدثنا مسكين بن أبي شراح، قال حدثنا عمرو بن دينار عن عبد الله بن عمر: أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله? وأي الأعمال أحب إلى الله? فقال: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، يكشف عنه كبره أو يقضي عنه ديناً، أو يطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد مسجد المدينة شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه لو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه يوم القيامة رضى، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له، ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام".

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن علي بن أحمد الأنباري المؤدب قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق إملاء، قال حدثني أبي، قال حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار، قال أخبرنا حماد بن خالد الخياط، قال حدثنا محمد بن أبي حميد عن حفص بن عبيد الله عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن لله عز وجل عباداً مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن لله عز وجل عباداً مغاليق للخير مفاتيح للشر، فطوبى لعبد جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لعبد جعل الله مفاتيح الشر على يديه".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد الأبنوسي وأبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله البغدادي، وأبو طاهر وأبو الفرج إبراهيم، وأحمد أبناء مرحب بن أحمد الصيرفي بقراءتي علي كل واحد منهم، قالوا أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى، قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال حدثنا عيسى بن سالم الشاشي، قال حدثنا بقية بن الوليد عن يحيى بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أكرم أخاه المؤمن فإنما يكرم الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الوراق بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا الحسن بن عبيد الله العبدي، قال حدثنا عباد بن مسلم أبو عثمان الصفار، قال حدثنا شعبة، قال أخبرنا سعيد بن أبي بردة، قال سمعت أبي يحدث عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "على كل مسلم صدقة، قيل يا رسول الله أرأيت إن لم يجد? قال: يعتمل بيده فينفع نفسه ويتصدق، قيل يا رسول الله فإن لم يستطع أو لم يفعل? قال: يعين ذا الحاجة الملهوف، قيل فإن لم يستطع أو لم يفعل? قال: يأمر بالمعروف أو الخير، قال أرأيت إن لم يستطع? قال: يمسك عن الشر فإنه له صدقة".

"وبه" قال أخبرنا علي بن عمر بن محمد بن الحسن الجوني بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهري، قال حدثنا محمد بن العلاء، قال حدثنا ابن المبارك عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن جديف الدوري من لفظه وكتبه لنا بخطه وذلك في شوال سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسين المستعيني، قال حدثنا عبد الله بن علي بن عبد الله بن جعفر، قال حدثنا أبي، قال حدثنا يحيى بن آدم، قال حدثنا علي بن صالح عن أبي إسحاق عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلم عن علي عليه السلام، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك مع أنه مغفور لك? لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين المحتسب قراءة عليه، قال حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن المطلب الشيباني في مسجد الشرقية، قال حدثنا أحمد بن عبد الرحيم بن سعد أبو جعفر القيسي الفقيه من حفظه بأسوان، قال حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام بالمدينة، قال حدثني أبي عن جدي إسحاق بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر، قال سمعت أبي جعفر بن محمد يقول حدثني أبي محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي عليهم السلام قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "بعثت بمكارم الأخلاق ومحاسنها" وسمعته صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "استتمام معروف أفضل من ابتدائه".

"وبه" قال سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: "أحسن من الصدق قائله، وخير من الخير فاعله".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي المؤدب بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخزقي قراءة عليه، قال حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، قال حدثنا أبو حمزة أنس بن خالد بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، قال حدثني العيني -يعني محمد بن عبد الله، عن أبيه عن أبي خالد عن أبيه، قال قال سفيان بن عمرو بن عتبة، قال: لما بلغت خمس عشرة قال لي أبي أي بني: انقطعت عنك شرائع الصبا، فاختلط بالخير تكن من أهله ولا تزايله فتبن منه كله ولا يغرك من اغتر بالله فيك فمدحك بخلاف ما تعرف من نفسك فإنه ليس أحد يقول في أحد ما لا يعلم من الخير إذا رضي إلا قال فيه مثل ذلك من الشر إذا سخط، فاستأنس بالوحدة من جلساء السوء ولا تنقل حسن ظني بك إلى غيرك، قال سفيان: فما زال أبي قبلة لي أنتقل معها ولا أنتقل عنها.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن علي التنوخي قراءة عليه، وعبد العزيز بن علي بن أحمد الوراق بقراءتي عليه، قالا أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق المعروف بابن العسكري، قال حدثنا أحمد بن مسروق، قال حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني، قال حدثنا أبو إسحاق الضرير، قال حدثنا أبو عبيدة الناجي، قال سمعت الحسن يقول: الحياء والتكرم خصلتان من خصال الخير لم يكونا في عبد إلا رفعه الله بهما.

"وبه" قال أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد المؤدب، قال أنشدنا أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، قال أنشدني أبو الطيب المنذر النجار، قال أنشدني أبو بكر المقري أحمد بن دينار لنفسه: أفادتني القنـاعة كـل عـزوأي غنى أعز من القناعـه

قصيرها لنفسـه رأس مـالوصير بعدها التقوى بضاعه

تنل ربحين تغنى عن بـخـيلوتنعم في الجنان بفضل ساعه

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين الأزدي بقراءة البيضاوي عليه في الجامع في شعبان من سنة تسع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا الحسن بن عبد الله القطان، قال حدثنا موسى بن هارون، قال حدثنا مبشر بن واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من ستر عورة مسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن نفس عن مسلم كربة نفس الله عنه كرباً من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن جعفر بن مروان الأنصاري الكوفي، قال حدثنا علي بن إسحاق بن راطبيا، قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن واسع وابن سورة، عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من ستر أخاه المسلم ستره الله يوم القيامة ومن نفس على أخيه كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم، قال وحدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الزرار، قال حدثنا أبو علي الحسن بن الطيب بن حمزة الشجاعي البلخي، قال حدثنا عبد الواحد بن غياث أبو يحيى الصيرفي وعبد الله علي بن حماد الترسي "رجع" السيد، قال وحدثنا القاضي أبو القاسم، قال وحدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي المروزي الكاتب المعروف بابن الجوزداني، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد الترسي، قال حدثنا حماد بن سلمة فذكر مثله سواء.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أحمد بن لولو السمسار قراءة عليه، واللفظ له: قال حدثنا أبو أحمد الحسين بن علي التيمي النيسابوري إملاء قدم علينا سنة سبعين وثلثمائة، قال حدثنا محمد بن إسحق بن إبراهيم الثقفي "رجع" السيد قال وأخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي، قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا موسى بن هارون الجمال، قال حدثنا قتيبة بن سعيد عن عقيل عن الزهدي عن سالم عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنها بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا إبراهيم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من نفس مؤمن كربة نفس الله عنه كربة يوم القيامة، ومن ستر على مؤمن عورته ستر الله عليه عورته، ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربته".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عمر بن محمد بن حيوية الفقيه الحنفي بقراءتي عليه في الجامع الأعظم بالبصرة، قال حدثنا أبو أحمد طلحة بن محمد بن محمد بن روح البزاز، قال حدثنا داهر بن يحيى المازني، سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، قال حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال حدثنا محمد بن بكر البرساني، عن ابن جريج عن ابن المنكدر عن أبي أيوب عن مسلمة بن مخلد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن فك عن مكروب فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه كان الله تعالى في حاجته".

"وبه" قال اخبرنا أبو عمر محمد بن الحسين بن يوسف بن موسى ميكان بقراءتي عليه، في مسجد قنطرة قرب باب زقاق السعديين بالبصرة، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن بكر بن محمد الوراق إملاء، قال حدثنا وهب بن يحيى بن عبد الوهاب المازني، قال حدثنا نصر علي بن نصر الجهضمي، مثله سواء حرفاً بحرف.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ الخطيب بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الماليتي، قال أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، قال سمعت عبدان الأهوازي يقول: سمعت الحسين بن حميد بن الربيع يقول: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يتكلم في يحيى بن معين ويقول: من أين له حديث حفص بن غياث عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من أقال نادماً أقال الله عثرته يوم القيامة وهذه كتب حفص ابن غياث عندنا، وهذه كتب ابنه عمر بن حفص عندنا، وليس فيها من هذا شيء، قال لنا الخطيب، قال لنا الماليتي، قال ابن عدي: وقد روى هذا الحديث مالك بن سعير بن الأعمش، وما قاله أبو بكر بن أبي شيبة إن كان قائله فإن الحسين بن حميد لا يعتمد على روايته في ابن معين، فإن يحيى أوثق وأجل من أن ينسب إليه شيء من ذلك يستر أحوال الضعفاء، وقد حدث به عن حفص غير يحيى بن زكريا بن عدي من رواية ابن أبي عوف البروزي عنه.

"وبه" قال أخبرنا أبو هاشم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن بطة، قال حدثنا حاتم بن يونس، قال حدثنا عبيد بن يعيش، قال حدثنا أبو بكر بن عياش، عن مبشر السعدي عن ابن شهاب عن سالم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "شر أمتي المجاهرون، قيل يا رسول الله وما المجاهرون? قال: الرجل يعمل الذنب بالليل فيستره الله عز وجل، فيصبح فيخبر الناس أنه عمل كذا وكذا، فيهتك ستر الله عليه".

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني المذكر قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن سهل، قال حدثنا سلمة، قال حدثنا حفص بن عبد الله قاضي نيسابور، قال حدثنا أبو بكر الهذلي عن خالد -يعني الربعي، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "إني لأعرف قوماً يضربون صدورهم ضرباً يسمعه أهل النار، قيل من هم يا نبي الله? قال هم الهمازون اللمازون، قيل من الهمازون يا رسول الله? قال الذين يلتمسون عورات المسلمين، ويكشفون ستورهم ويفشون عليهم من الفواحش ما ليس فيهم، قال وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إني لأعرف قوماً يضرب في آذانهم بمسامير من نار يضرب من جانب وتخرج من الجانب الآخر، قيل من هم يا نبي الله? قال هم الذين يسمعون إلى ما لا يحل لهم على أبواب المسلمين يلتمسون عيبهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القيطعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن علي بن رباح اللخمي، قال قال عمرو بن العاص انتهى عجبي عند ثلاث: المرء يفر من القدر وهو لاقيه، والرجل يرى في عين أخيه القذى فيعيبها ويكون في عينه الجذع لا يعيبه، والرجل يكون في دابته الصغر فيقوم جهده ويكون في نفسه الصفر فلا يقوم نفسه".

 

الحديث السابع والعشرون

الصبر على الشدائد وفضله

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقد، قال السيد أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا يحيى بن آدم عن يزيد بن عبد العزيز عن أشعث بن سوار عن كردوس عن عبد الله، قال مر الملأ من قريش على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعنده أناس من المسلمين وصهيب وخباب: فقالوا يا محمد: هؤلاء من الله عليهم من بيننا لو طردت هؤلاء لاتبعناك، فأنزل الله عز وجل: "ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى" إلى قوله تعالى: "أليس الله بأعلم الشاكرين".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد القتات، قال حدثنا محمد بن زكرياء، قال حدثنا أبو حذيفة، قال حدثنا سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه، قال قال سعد: نزلت هذه الآية في ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم ابن مسعود قال: كنا نستبق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وندنوا منه، فقالت قريش: يدنوا هؤلاء وننأى حتى كان النبي هم أن يطردهم فنزلت: "ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى" إلى آخر الآية.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن الحسين الجوداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا حصين ابن المخارق السلولي أبو جنادة، عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: "سلام عليكم بما صبرتم" قال: على الفقر.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه في منزله يوم السبت لثلاث عشر بقين من جمادى الأولى من سنة ثمان وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري، قال حدثنا عبد الرحمن، قال حدثنا عمارة بن راشد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول: "شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ونبتت عليه أجسامهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ، قال حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري قال حدثنا محمد بن سليمان، قال حدثنا عبيد الله بن موسى، قال حدثنا موسى بن عبيدة بن سليمان، عن القاسم بن مهران، عن عمران بن حصين، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله يحب المؤمن الفقير المتعفف أبا العيال".

"وبه" قال اخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، فعات ببغدد "قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي البزار قراءة، قال حدثنا محمد بن مسلمة، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "وقفت على باب الجنة فإذا أكثر من يدخلها الفقراء، وأن أهل الجسد محبوسون حواشي" قال السيد أخرجه البخاري عن مسعود عن إسماعيل عن التيمي، ومسلم عن همدان بن خالد عن حماد بن مسلمة وعن زهير عن معاذ بن معاذ وعن محمد بن عبد الأعلى عن معتمر، وعن إسحاق بن إبراهيم عن جرير، وعن أبي كامل عن يزيد بن زريع، كلهم عن التميمي عن أبي عثمان عن أسامة، فكأنما حدثونا عن البخاري ومسلم جميعاً، ومات البخاري سنة إحدى وستين ومائتين.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثني أبي، قال حدثنا أسيد -يعني ابن عاصم، قال حدثنا عبد الصمد ابن عبد الوارث، قال حدثنا حريث بن السائب عن الحسن عن حمدان بن إبان، عن عثمان بن عفان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاث ليس لابن آدم فيما سواهن حق بيت يستره، وثوب يواري عورته، وحلف الخبز والماء".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا إسحاق بن أحمد الفارسي، قال حدثنا محمد بن يحيى بن الضريس الفندي، قال حدثنا محمد بن جعفر عن ابن أبي حماد عن علي بن الحزور عن الأصبغ بن نباتة وأبي مريم الثقفي، قالا سمعنا عمار بن ياسر رضي الله عنه يوم صفين وهو يقول، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام: إن الله عز وجل زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها: الزهد في الدنيا وحبك للمساكين فجعلك ترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، فأما من أحبك وصدق فيك، هم رفقاؤك في الجنة ومجاوروك، وأما من أبغضك وكذب عليك، فإنه حق على الله أن يوقفه يوم القيامة موقف الكذابين.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني، قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن محمد الطائي الدميري، قال حدثنا الحسين بن موسى بن حميد. قال حدثنا زهير بن عباد، قال حدثنا سفيان، قال حدثنا المغيرة بن زياد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من أنصف الناس من نفسه ظفر من الجنة بالغاية القصوى، ومن كان الفقر أحب إليه من الغنى، فليجتهد عباد الحرمين أن يدركوا فضل ما يعطى".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال حدثنا الحسن بن عرفة، قال حدثنا ابن أبي عتبة عن حفص عن عمر بن أبي الزبير عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان ليعقوب النبي صلى الله عليه أخ مواخ، فقال له ذات يوم يا يعقوب: ما الذي أذهب بصرك? وما الذي قوس ظهرك? قال: أما الذي أذهب بصري فالبكاء على يوسف، وأما الذي قوس ظهري بالحزن على بنيامين، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال يا يعقوب: إن الله عز وجل يقول لك أما تستحي? تشكوني إلى غيري? فقال يعقوب صلى الله عليه: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله، فقال جبريل صلى الله عليه: الله أعلم بما تشكو، ثم قال يعقوب أي رب: أما ترحم الشيخ الكبير أذهبت بصري وقوست ظهري، فاردد علي ريحانتي يوسف أشمة شمة قبل الموت ثم اصنع بي ما أردت، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال يا يعقوب: إن الله عز وجل يقريك السلام ويقول لك: أبشر وافرح قلبك فوعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك فاصنع طعاماً للمساكين، فإن أحب عبادي إلي الأنبياء والمساكين، وتدري لما أذهبت بصرك وقوست ظهرك وصنع إخوة يوسف به ما صنعوا? إنكم ذبحتم شاة فأتاكم بعض المساكين وهو صائم فلم تطعموه منها شيئاً، فكان يعقوب صلى الله عليه إذا أراد الغداء نادى مناد ألا من أراد الغداء فليقعد مع يعقوب، وإذا كان صائماً أمر منادياً فنادى: ألا من كان صائماً فليفطر مع يعقوب، قال هذا هو حفص بن عمر قاضي حلب الحلبي يروي عن أبي الزبير، وكذا وقع في كتابي، ولعله سهو الوراق.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد الجرجرائي بجرجرايا، قال حدثنا أحمد بن محمد الغساني، قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال قال سليمان الخواص: الغنى كل الغنى من أسكن قلبه من عنائه يقيناً، ومن معرفته توكلاً، ومن عطائه رضى، فذلك الغنى حق الغنى، وإن أمسى طاوياً وأصبح معوذاً.

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن سعيد، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا صدقة بن خالد القرشي عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود قال: لا يجد طعم الإيمان ولا يحل بذروته حتى يكون الفقر أحب إليه من الغنى والتواضع أحب إليه من الشرف في معصية الله، وحتى يكون ذامه وحامده في الحق عنده سواء، قال ففسرها أصحاب عبد الله حتى يكون الفقر في الحلال أحب إليه من الغنى في الحرام، والتواضع في طاعة الله، أحب إليه من الشرف في معصية الله، وحتى يكون ذامه وحامده في الحق سواء.

"وبه" قال أنشدنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال أنشدنا سهل بن أحمد الديباجي، قال وأنشدنا منصور بن إسماعيل -يعني الفقيه: لا والذي ألهمنـي شـكـرهعلى الرضى بالقوت والعافيه

لا بعت فقري بغـنـى زائليقذف بي في عسرة بـاقـيه

"وبه" قال أنشدنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي القاضي، قال أنشدنا الحسن بن الحسين جمكان، قال أنشدنا العباد: ويعجبني فقري إليك ولـم أكـنليعجبني لولا محبتك الـفـقـر

ومالي عذر في جحودك نـعـمةولو كان لي عذر لما حسن العذر

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسن الجوداني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي أبو جنادة عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس عن خباب بن الأرت: "ولا تطرج الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي" قال نزلت في سلمان وخباب وصهيب وعمران ونظرائهم من المسلمين "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا" عيينة والأقرع.

"وبه" قال حدثنا حصين عن عمران البارقي عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج من بيته حتى يأتي ضعاف المسلمين، فيقعد معهم وهو يقول: "هؤلاء الذين أمرت أن أصبر نفسي معهم".

"وبه" قال حدثنا حصين عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس: "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي" قال: الصلاة المكتوبة "ولا تعد عيناك عنهم" قال: لا يريد بهم بدلاً.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو زرعة الدمشقي، قال حدثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر، قال حدثنا صدقة بن خالد عن زيد بن واقد عن أبي سلام الأسود عن ثوبان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "حوضي ما بين عدن إلى عمان، ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأبرد من الثلج، وأحلى من العسل، وأكثر الناس وروداً عليه فقراء المهاجرين، قيل يا رسول الله، ومن فقراء المهاجرين? قال الشعث رؤوساً الدنس ثياباً، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد، الذين يعطون الحق الذي عليهم، ولا يعطون الحق الذي لهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه في منزله يوم السبت لثلاث عشرة بقين من جمادى الأولى من سنة ثمان وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري. قال حدثنا حيويه بن شريح، قال أخبرنا أبو هاني: أن أبا علي حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة لما بهم من الخصاصة، وهم أهل الصفة، حتى يقول الأعراب: إن هؤلاء مجانين، فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انصرف إليهم فيقول: لو تعلمون ما لكم عند الله عز وجل لأحببتم أنكم تزدادون حاجة وفاقة، قال فضالة: وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن سليمان الواسطي، ومحمد بن خالد بن يزيد الآجري، قالا حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، ولا اللقمة، ولا اللقمتان، ولكن المسكين الذي لا يسأل شيئاً ولا يفطن بمكانه فيعطى".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن عثمان بن محمد بن السواق، والحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس شيئاً ولا يعلم بمكانه فيطعى".

"وبه" قال أخبرنا أبو نعيم، قال الأعمش وأخبرنا الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله مثله.

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار بقراءتي عليه بواسط، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن السقاء، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا عبد الواحد، قال حدثنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا الأكلة ولا الأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له ما يستغنى به ولا يعلم بحاجته فيتصدق عليه، فذلك المحروم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن العباس قالا حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة عن أبي ذر رضي الله عنه قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني قال: "هم الأخسرون ورب الكعبة" ثلاث مرات، فجلست فلم أفتأ أن قمت، قلت يا رسول الله فداك أبي وأمي: أنزل في شيء? فقال: "هم الأكثرون أموالاً، إلا من قال بالمال هكذا أو هكذا -وأشار من جوانبه كلها- وقيل ما هم، ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أسمن ما كانت وأعظمه تطأه بأخفافها، وتنطحه بقرونها، كلما نفدت أخراها رد أولاها على أخراها".

"وبه" قال لنا أبو طاهر، قال لنا عبد الله بن محمد هذا الحديث، أوله غريب تفرد به النعمان وآخره: ما من صاحب إبل، رواه الأشجعي أيضاً عن سفيان.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان عن معبد بن خالد، قال سمعت حارثة الخزارعي، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ألا أخبركم بأهل الجنة? كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار: كل عتل جواظ متكبر" أخرجه البخاري عن أبي نعيم ومحمد بن كثير عن سفيان، وأخرجه مسلم عن أبي نمير عن وكيع عن سفيان، فكأنما حدثونا عن رجل عن البخاري، وكأنما حدثونا عن مسلم.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا الطوسي -يعني الحسن بن علي بن نصر، قال حدثنا محمد بن عبد الكريم، قال حدثنا الهيثم بن عدي، قال حدثنا سعيد بن الحجاج والربيع بن الركين، قالا حدثنا عدي بن ثابت عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، قال: قلت يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا? قال: ما سد جوعتك، ووارى عورتك، فإن كان لك بيت يظلك، وإن كانت لك دابة فبخ.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم محمد بن عبد الملك بن محمد بن بشران القرشي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن بشران الصيرفي المعروف بصبان، قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال حدثنا علي بن مهران، قال حدثنا عبد الله بن رشيد، قال حدثنا أبو عبيد الصيرفي، عن سعيد عن أبي معشر النخعي عن الأسود بن يزيد، قال قلت لعائشة أم المؤمنين: أخبريني عن عيشكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم? قالت تسألونا عن عيشنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ما شبع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الحبة السمراء ثلاثة أيام ليس بينهن جوع، وما شبع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هذا التمر حتى فتح علينا قريظة والنضير.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف البغدادي إملاء بالبصرة، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال حدثنا سويد بن سعيد، قال حدثني حفص بن ميسرة، قال حدثني زيد بن أسلم: أن أبا صالح بن ذكوان أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي فيها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار تحمى عليه في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، ثم إذا بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي بين العباد فيرسله إما إلى الجنة وإما إلى النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال حدثنا خلف بن تميم، قال سمعت سفيان الثوري يقول: وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم غرباء أصحاب بيوت وعباء.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا جعفر بن أحمد بن فارس، قال حدثنا إبراهيم بن الجنيد، قال حدثنا داود بن رشيد، قال حدثنا داود بن معاوية النيسابوري عن حماد بن زيد، قال قدم علينا سفيان الثوري فقال: أشتهي أن ألقى رابعة، فأتاها فجلس إليها وكانت رثة الحال، فقال يا بنت عمرو: أرى حالاً رثة، فلو أتيت جارك فلاناً فغير بعض ما أرى? فقالت يا سفيان: وما الذي ترى من سوء جاء لي، ألست على الإسلام فهو العز الذي لا ذل معه، والغنى الذي لا فقر معه، والأنس الذي لا وحشة معه، والله إني لأستحي أن أسأل الدنيا من يملكها، فكيف أسأل من لا يملكها، فقام سفيان وهو يقول: ما سمعت بمثل هذا الكلام.

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن نصر مولى المنصور، قال حدثني إبراهيم بن بشار: قال مضيت مع إبراهيم بن أدهم في مدينة يقال لها أطرابلس ومعي رغيفان ما لنا بشيء غيرهما، وإذا السائل يسأل، فقال: ادفع إليه ما معك، فتثبت، فقال ما لك، أعطه? قال فأعطيته وأنا متعجب من فعله، فقال لي يا أبا إسحاق: إنك تلقى غداً من لم تلقه قط، واعلم أنك تلقى ما أسلفت، ولا تلقى ما خلفت، فمهد لنفسك فإنك لا تدري متى يفجئك أمر ربك، قال فأبكاني كلامه وهون علي الدنيا، قال فلما نظر إلي أبكي، قال هكذا فكن.

"وبه" قال أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ، قال أنشدنا أبو سعد أحمد بن محمد الهروي، قال أنشدني أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن محمد بن خلف، قال أنشدنا وكيع تنيس لنفسه: إن سرك الدهر فلا تستظلولا تهن في نوب الدهـر

فقبح عجز المرء عند الغنىكقبح ذاك المر في الفقـر

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، قال أخبرنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي، قال أخبرني أبو الحسين علي بن جعفر الحمداني، قال أنشدني بن الرومي من لفظه وحفظه: إذا ما كساك الله سربـال صـحةولم تخل من عيش يطيب ويعزب

فلا تغبطن المترفـين فـإنـهـمعلى قدر ما يعطيهم الدهر يسلب

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرني الشيخ بينمان بن حيدر بن الحسن بن أبي عدي الكاتب الرازي الزيدي بقراءتي عليه، في شهور سنة نيف وعشرين وخمسمائة، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد الحسني الشجري إملاء في السابع من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وأربعمائة، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم المديني، قال أخبرنا أبو العباس بن عقدة الهمداني الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي، عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس قال: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما فعل بحمزة رضوان الله عليه يوم أحد، قال لئن أمكنني الله من قريش لأمثلن بسبعين منهم فنزلت: "وإن عاقبتم بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين" قال: بل نصبر يا رب فلم يمثل، ونهى صلى الله عليه وآله وسلم عن المثلة.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حبان، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال حدثنا عبد الرحمن بن شيبان، قال سمعت الحسن بن علي بن أبي الحسن يقول في قول الله عز وجل "وتواصوا بالحق" قال: بكتاب الله "وتواصوا بالصبر" قال: بطاعة الله.

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن رستة، قال حدثنا محمد بن مهران الجمال، قال حدثنا محمد بن يعلى عن زياد بن خيثمة عن أبي داود عن عبد الله بن سخبرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من ابتلى فصبر، وظلم فغفر، وظلم فاستغفر، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون".

"وبه" قال أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بحر محمد بن الحسن بن علي بن كوثر البربهاري، قال حدثنا محمد بن غالب، قال حدثنا غسان بن الربيع، قال حدثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل، عن عمر بن محمد بن زيد عن نافع وعبد الله بن دينار عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "من جعل الهموم هماً واحداً، كفاه الله عز وجل أمر دنياه وآخرته، ومن تشعبت عليه الهموم لم يبال الله عز وجل في أي أوديتها هلك".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو إسحق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري قراءة عليه وأنا أسمع في شهر ربيع الأول سنة أربع وخمسين وثلاثمائة في قطيعة الربيع، قال حدثنا أبو العباس بن السراج، قال حدثنا أبو كريب يحيى بن آدم عن أبي بكر عن ابن عباس عن ميسر بن مطير السعدي عن ابن شهاب عن طارق بن أبي المحاسن عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يتمنن أحدكم الموت لضر نزل به، ولكن يقول اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خير لي".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد القرشي بقراءتي عليه: قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ، قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أخي الإمام بحلب، قال حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال حدثنا أبو أسامة، قال حدثنا يزيد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله تعالى يملي للظالم فإذا أخذه لم ينقلب ثم تلا وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور أحمد بن الحسين بن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي، قال أخبرنا جدي علي بن عمر بن محمد السكري، قال حدثنا أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن حازم الطحان إملاء وأخي سأله سنة سبع وثلاثمائة سنة، قال حدثنا الحسن بن الفضل بن الشمح البوصراني، قال حدثنا أحمد بن أبي شريح، قال حدثنا خالد بن إسماعيل عن عباد بن كثير، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله تعالى ينزل الرزق على قدر المؤنة، وينزل الصبر على قدر البلية".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الوراق الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا عيسى بن سليمان القرشي، قال حدثنا داود بن رسيئة، قال حدثنا وهب بن راشد، قال سمعت مالك بن دينار عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أصبح حزيناً على الدنيا ساخطاً على ربه، ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه عز وجل، ومن تضعضع لغنى لينال من فضل ما في يده أحبط الله عمله، ومن أعطى القرآن فدخل النار أبعده الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي بن محمد التنوخي، قال حدثنا القاضي عبد الله ابن محمد الأسدي، قال حدثنا أبو بحر عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي، قال حدثنا أحمد بن شيبان، قال حدثنا عبد الله بن ميمون، قال حدثنا شهاب بن خراش عن عبد الملك بن عمير عن ابن عباس رضي الله عنه قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بغلة أهداها له كسرى أو قيصر، قال فركبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بجل من شعر، قال ثم أردفني خلفه، قال ثم سار ملياً ثم التفت، فقال يا غلام: فقلت لبيك يا رسول الله، قال لي احفظ يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، مضى القلم بما هو كائن فلو جهد الناس أن ينفعوك في أمر لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهد الناس أن يضروك في أمر لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، فإن استطعت أ، تعمل بالصبر مع اليقين فافعل، وإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، واعلم إن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم الخراز بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو إسحق إبراهيم بن محمد بن يحيى بن زكريا المزكي، قال حدثنا أبو النصر بكر بن محمد بن إسحق بن خزيمة، قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي، قال حدثنا محمد بن يوسف عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من بعدي أيام الصبر أجر المتمسك فيهن بمثل ما أنتم عليه كأجر خمسين عاملاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر الحريري المعروف بابن روح الحرة، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال حدثنا منصور بن بشير أبو مزاحم، قال حدثنا إسماعيل عن عمرو عن عاصم بن عمر عن محمود -يعني ابن لبيد، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا أحب الله قوماً ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع".

"وبه" قال أخبرنا أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر إمام الشافعية ببغداد قال حدثنا أبو الفرج المعافى بن زكرياء بن طرازة، قال حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، قال حدثنا جرير بن أحمد بن أبي داود، قال سمعت العباس بن المأمون، قال سمعت أمير المؤمنين المأمون يقول، قال لي علي بن موسى الرضي عليهما السلام: "ثلاثة موكل بها ثلاثة، تحامل الإمام على ذوي الآداب الكاملة، واستيلاء الحرمان على المتقدم في صنعته، ومعاداة العوام لأهل المعرفة.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي المؤدب بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن نجيب الدقاق، قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن العلاء الجوجاني، قال حدثنا فتح بن سخرف، قال سمعت عبد الله بن خبيق يقول سمعت رجلاً يسأل يوسف سنة أربع وسبعين ومائة: ترجو للناس فرجاً? قال لا، إلا أن يتوبوا، ثم قال يوسف حدثنا مالك بن معول عن الزبير بن عدي، قال شكونا إلى أنس بن مالك ما تلقى من الحجاج، قال اصبروا فإنه لا يأتيكم زمان إلا وبعده أشد منه حتى تلقوا ربكم عز وجل، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أنشدنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال أنشدنا أبو بكر بن المرزبان، قال أنشدت لأبي العتاهية: إذا أنا لم أقبل من الدهر كـلـمـاتكرهت منه طال عتبي على الدهر

تعودت مس الضر حتى ألـفـتـهوأحوجني طول العزاء إلى الصبر

ووسع صدري للأذى الأنس بـالأذىوقد كنت أحياناً يضيق به صـدري

وصيرني يأسي من النـاس راجـياًلسرعة لطف الله من حيث لا أدري

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية، قال حدثنا عمر بن سعيد القراطيسي، قال أنشدنا عبد الله بن أبي الدنيا، قال أنشدني أبو الحسن التميمي علي بن عبد الله، قال أنشدني أبو العتاهية سنة اثنتين وتسعين ومائة أو ثلاث وتسعين ومائة، وقال فيها بيت ما قالت العرب مثله: أحب الفتى ينفي الفواحش سمعهكأن به عن كل فاحـشة وقـرا

سليم دواعي النفس لا باسطاً أذىولا مانعاً خيراً ولا قائلاً هجـرا

إذا ما بدت من صاحب لـك زلةفكن أنت محتالاً لزلتـه عـذرا

غني النفس ما يكفيه من سد فقرهفإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقرا

بليت بدار ما تقضى همومـهـافلست أرى إلا التوكل والصبـرا

إذا ما مضى يوم بأمر فقلت قـدقطعت قواه أحدثت لـيلة أمـرا

من الحكايات "وبه" قال أنشدنا أحمد بن محمد بن أحمد البزاز، قال أنشدنا أبو محمد سهل بن أحمد بن سهل الديباجي، قال أنشدنا أبو بكر الأنباري، قال أنشدني أبي، قال أنشدني أحمد بن عبيد لأبي العتاهية: من ضاق عنك فأرض الله واسعةعن كل وجه مضيق وجه منفرج

قد يدرك الراقد الهادي برقـدتـهوقد يخيب أخو الروحات والولج

خير المذاهب في الحاجات أنجحهاوأضيق الأمر أدناه من الفـرج

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن محمد، قال أخبرنا سهل بن أحمد، قال حدثنا محمد بن الحسين، قال رأيت مجنوناً قد ألجأه الصبيان إلى مضيق فقال: إذا تضايق أمر فانتظر فرجاًفآجر الأمر أدناه من الفرج

"وبه" قال أنشدنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن بحر لنفسه إملاء من حفظه: لا تقنطن بأمر وانتظر فـرجـاًإن يأذن الله يأت الضنك بالفرج

زيدي عساك إذا ما زدت تنتقصيضيقي لعلك بعد الضيق تنفرجي

"وبه" قال أنشدنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن سبطا المقري، قال أنشدنا أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة لنفسه: وأدبني دهري بكـر صـروفـهوكر صروف الدهر نعم المؤدب

ونحن بنو الدنيا نروح لهـامـهـاونغدو على هاماتنا نـتـقـلـب

وأجهالنا فيها على الخيل تركـبوألبابنا فيها تجـر وتـسـحـب

يقسم فينا قـسـمة عـجـرفـيةوكل إليها للمطـامـع أشـغـب

تعرضت بالأحزام حتى ورثتـهـاوحتى كأن الحزن شيء محبـب

ويضمر لي دهري بلوغ مطالبـيمتى كان لي يا دهر عندك مطلب

فأي رفيع من حظوظك أرتضـيوفي أي حم من عطائك أرغـب

تعجبت من أشياء منك تريبـنـيوأعجب منها أنني منك أعجـب

"وبه" قال أنشدنا محمد بن المظفر بن بحر لنفسه: ما ضرني أن قصر الدهـر بـيوأني النجد الطـويل الـنـجـاد

إن أكلت لحـمـي تـصـاريفـهوواجهتني بصـريح الـعـنـاد

وجالستني عند فـروع الـعـلـىوطمعت في الأصل لولا اجتهادي

وكـل هـذا وبـذا طـلـــعةوعزمـاتـي واريات الـزنـاد

وما تنهـجـت لـبـغـضـاتـهبأنيب عضل الـمـداري جـواد

"وبه" قال أنشدنا السيد الإمام رضي الله عنه، قال أنشدنا عبد الواحد بن الحسن بن أحمد الموى، قال أنشدنا أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة لنفسه من قصيدة: أكنت تظنني أرد الهـوينـاويسرع في الهوينا كل واني

طويت محاسني عن كل عينوما يخفى على عيني مكاني

أعرها نظرة تعطيك نـاريوتجلو عنك أصداء الدخـان

وكدر نطفة الأنعام عـنـديعلو يد المعين على المكان

لبست من الحوادث كل ثوبسوى ثوب المذلة والهوان

أكد العيش أطلب كـل زادولو أني قنعت به كفانـي

"وبه" قال وأنشدنا أبو علي محمد بن الحسين بن عبد الله الشبلي من قصيدة لنفسه: وثقنا بأن العز ما في عمـودنـاوأن بقاء الدهر أن تحمل الذكرا

وأن ثناء المرء عمر مـخـلـدوعيش امرئ بالذل ميتته الكبرى

"وبه" قال السيد أخبرنا علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي القزويني الزاهد قراءة عليه، قال حدثنا أبو بكر الأبهري إملاء، قال حدثنا أبو عروبة الحسين بن محمد الحراني بحران، قال حدثنا محمد بن مصفى، قال حدثنا يحيى بن عيسى، قال حدثنا الأعمش، قال حدثنا سلام بن شرحبيل، قال سمعت حية وسواء ابني خالد قال: انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يصلح شيئاً فأعياه، فدعا لنا وقال: "لا بأس من الخير ما تهزهزت رؤوسكما، فإن العبد قد تلده أمه أحمر ليس عليه قشرة ثم يرزقه الله عز وجل ويعطيه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن يوسف بن يعقوب بن العلاف المقري بقراءتي عليه قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن حماد المعروف بابن متيم قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال حدثني أبي جعفر بن محمد عن أبيه محمد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه محمد بن علي الباقر قال: قال لي جابر بن عبد الله الأنصاري كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يومئ إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم قال يا علي: إنه ليس من أهل بيت إلا ولهم شيعة معهم، واعلم أن لكل هم فرجاً إلا هم أهل النار، واعلم يا علي: أن لكل نعيم زوالاً إلا نعيم أهل الجنة، يا علي: إذا عملت حسنة فأتبعها بصدقة، وإذا عملت سيئة فكفرها ولا ترجئها لغد، فإن بينك وبين غد أمداً بعيداً، كما قال الله عز وجل: "وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير". يا علي: أحب من أحبك، وأبغض من أبغضك".

"وبه" قال أخبرنا أبو الخطاب عبد الصمد بن محمد بن محمد بن نصر بن مكرم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري، قال حدثنا عبد الصمد بن سعيد الحمصي بحمص، قال حدثنا سليمان بن عبد الحميد، قال حدثنا يحيى بن صالح، قال حدثنا إسحاق بن يحيى، قال حدثنا الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي: أن أبا سعيد الخدري أخبره أن أناساً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يسأله أحد منهم شيئاً إلا أعطاه، حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين أنفق كل شيء عنده: ما يكون عندي من خير لا أدخره، وإنه من يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن تبصر يصبره الله، ولن تعطوا عطاء خير وأوسع من الصبر.

"وبه" قال أخبرنا أبو عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري، "نا" محمد بن سليمان، قال حدثنا أبو نعيم النخعي عبد الله بن هانئ، قال حدثنا أبو العنبس عن أبيه، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ويل للعرب من شر قد اقترب، يوشك أن يأتي أحدكم إلى قبر أخيه أو ذي رحمه فيقول: يا ليتني مكانه ولا أعاين ما أعاين".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه، قال أخبرنا عبد العزيز بن محمد، قال حدثنا الحسن بن محمد الوراق، قال حدثنا موسى الجهني عن زيد بن وهب عن عامر بن عطية قال: رأيت سليمان وأكره على طعام، فقال حسبي أني سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن أطول الناس جوعاً يوم القيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا، يا سليمان: إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الوراق الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا عبد الله بن السفير الشكري، قال حدثنا غبراهيم بن المنذر، قال حدثنا عبد الرحمن بن المغيرة، عن ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر".

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي المقنعي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لولو، قال حدثنا محمد بن الحسين بن شهريار، قال حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، قال حدثنا أبو قتيبة، قال حدثنا بشير بن سليمان، عن سيار -يعني أبا الحكم، عن طارق بن شهاب عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم يسدوا فاقته، ومن أنزلها بالله يوشك الله له بالفرج، إما عاجل حاضر، أو غنى آجل". سيار: هو أبو الحكم وقيل أبو حمزة.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق محمد بن عبد المؤمن بن أحمد المالكي قاضي إسكاف، قدم علينا بغداد، قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق المعروف بابن العسكري، قال حدثنا حمزة بن محمد الكاتب، قال حدثنا نعيم بن حماد، قال حدثنا فضيل بن عياض، عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببعض جسدي، فقال: كن "كأنك غريب في الدنيا، أو كعابر سبيل، قال وقال يا عبد الله: إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من شبابك لهرمك، ومن صحتك لغسقك، ومن دنياك لآخرتك".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن بيان بن عثمان بن دارم النهشلي الدهان بقراءتي عليه، في رحا عند دور الأقساسين بالكوفة، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكاري، قال حدثنا محمد الحضرمي، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن بسام الترخماني، قال حدثنا إسماعيل بن زكريا الحلقاني أبو زياد، عن زيد بن أبي الزناد عن أبي جحيفة قال: خرج علينا ابن مسعود وهو يكاد أن يبكي، فقال: ذهب صفو الدنيا فلم يبق منها إلا الكدر، فالموت اليوم تحفة لكل مسلم.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو أحمد عبد الكريم بن المطلب بن محمد العبدي العباسي المعدل الكوفي بقراءتي عليه في الجامع، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن سهل بن محمد بن سهل المعدل، قال أخبرنا عبد الله بن زيدان بن يزيد البجلي، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا ابن فضيل عن إبان عن الحسن ومسلم بن أبي عمران، قالا قال سلمان: أضحكتني ثلاث وأبكتني -يعني ثلاث، فقال: ما هن يا سلمان? قال أبكاني فراق الأحبة محمد وحزبه، وهول المطلع عند سكرة الموت، وموقفي بين يدي الرحمن، لا أدري أراض هو عني أم ساخط علي، قالوا: ما أضحكك يا سلمان? قال: مؤمل دنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملئ يه ولا يدري ما يفعل الله تعالى به.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن غريب الحال القرشي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب الأنصاري، قال حدثنا أبو خليفة الرياشي: أرى زمناً نوكاه أسعد أهـلـهولكنما يشقى به كل عـاقـل

مشى فوقه رجلاه والرأس تحتهفكب الأعالي لارتفاع الأسافل

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قال حدثنا ابن المسيب، قال سمعت عبد الله بن حنيف يقول: قال يوسف بن أسباط: "الدنيا دار نعيم للظالمين" قال: وقال علي بن أبي طالب عليه السلام: الدنيا جيفة وطلابها كلاب، فمن أراد الجيفة فليصبرن على مخالطة الكلاب.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد المؤدب البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري، قال حدثني أبو الفضل عن عبد السميع الهاشمي، قال حدثني يعقوب بن يوسف بن رامويه بن حسان، قال رأيت في كتاب محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى: يا نفس ما هي إلا صـبـر أيامكأن مدتها أضـغـاث أحـلام

يا نفس جوري على الدنيا مبادرةوخل عنها فإن العيش قدامـي

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمرو بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن الحسين الأزدي، قال حدثنا عبد الله بن إسحاق المدايني، قال حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال حدثنا محمد بن خالد الضبي، عن سفيان الثوري عن زبيد عن أبي وائل عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن علي الصانع، قال حدثنا سعيد بن منصور، قال أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علقمة، قال قال عبد الله: الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله. هكذا رواه موقوفاً على عبد الله بن مسعود.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حبان، قال حدثنا بيان بن أحمد القطان، قال حدثنا عبيد بن حماد الحبلي، قال حدثنا يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر، قال سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما الإيمان? قال: الصبر والسماحة.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا معاذ بن المثنى، قال حدثنا مسود، قال حدثنا يحيى بن سعيد عن عمران أبي بكر، حدثني عطاء بن أبي رباح، قال قال لي: بن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة? قال بلى، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت يا رسول الله: إني أصرع وأنا أنكشف، فادع الله لي، قال: وإن شئت صبرت فلك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، فقالت أصبر، فقالت: إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن حبان، قال حدثني محمد بن يحيى، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا عمرو بن يربع، قال حدثنا الحارث بن الحجاج عن أبي معمر، قال حدثني علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه، قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغلته الشهباء أهداها له المقوقس، وجارية يقال لها مارية أم إبراهيم، فاتخذها نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم لنفسه، وجارية أخرى فوهبها لدحية الكلبي، وفتل للبغلة رسناً من صوف ومن ليف فقلدها إياه، وأخذ كساء قطوانياً فطواه بأربع طيات ثم وضعه على البغلة، ثم ركبها نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أخذ بيدي فأردفني، فقال يا غلام: ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن? قلت بلى افعل يا نبي الله، فقال: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، قد جف القلم بما هو كائن، فلو أن الخلق كلهم جميعاً أرادوا أن ينفعوك بما لم يقضه الله لك لم يقدروا على ذلك، أو يضروك بما لم يكتبه الله عليك لم يقدروا على ذلك، اعمل لله بالشكر في اليقين، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، فإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً، قال: كيف أصنع باليقين يا نبي الله? قال: أن تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، فإذا أنت قد فتحت باب اليقين.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا أبو يعلى بن مهدي الموصلي "ح" قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، قال حدثنا سعيد بن سليمان، قالا حدثنا أبو شهاب الخياط، قال حدثني عيسى بن محمد القرشي عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك، تعرف لله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما صابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئاً لم يرد الله أن يعطيك لم يقدروا عليه، أو يصرفوا عنك شيئاً أراد الله أن يصيبوا لم يقدروا على ذلك، فإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً، واعلم أن القلم قد جرى بما هو كائن".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن إبراهيم البيضاوي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزار، قال حدثنا أبو بكر محمد بن ريذة، قال حدثنا الرياشي، قال حدثنا ابن عائشة عن سعيد بن عامر عن هشام، قال: قالت حفصة بنت سيرين قال ابن عائشة -وأراها أكبر من محمد بن سيرين- بلغ من بر الهذيل ابني بي أنه كان يكسر القصب في الصيف فيوقد لي في الشتاء -قال لئلا يكون في ذلك دخان- قال وكان يحلب ناقته في الغدة فيأتيني به فيقول اشربي يا أم الهذيل، فإن أطيب اللبن ما بات في الضرع، قالت: فمات فرزق الله عليه من الصبر ما شاء يرزق، وكنت أجد مع ذلك حرارة في صدري لا تكاد تسكن، قالت: فأتيت ليلة من الليالي على هذه الآية: "ما عندكم ينفد وما عند الله باق، ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كنوا يعملون" فذهب ما كنت أجده.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا يحيى بن عثمان الحربي سنة سبع وعشرين، قال حدثنا أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران قال: ما نال عبد شيئاً من جسيم الخير ولا غيره إلا بالصبر.

"وبه" قال أنشدنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، قال أنشدنا أبي القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي لنفسه: اصبر فليس الزمان مصطبراوكل أحداثه فمنقـشـعـه

كم من فقير غناه في سـعةقد نال في عيشه غنى ودعه

ومن خليل خلت مصـائبـهثم تلافاه بعد من وضـعـه

فعاد في العز أمنـاً جـزلاًوعاد أعداؤه له خضـعـه

"وبه" قال أخبرنا المطهر بن أبي نزار العبدي الخطيب بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حنيش إملاء، قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، قال حدثنا سهل بن خاقان أبو صالح الهروي -وكان منن خيار الناس، قال سمعت أبا المورع حاضراً يقول: أول من قال بيت شعر يعقوب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما جاءوا فأخبروه عن يوسف قال: فصبر جميل بالذي جـئتـم بـهوحسبي إلهي في المهمات كافيا

"وبه" قال أنشدنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد الزعفراني لنفسه: أغالط نفسي في أمـور كـثـيرةوما أنا في هذا الفعال بغـالـط

وأحمل أثقالاً لا أضيق بوسعـهـالأردأ عني العيب من كل ساقـط

ويقبضني خوف الإله مـن الأذىوأني لنفسي في الهوى غير باسط

وما أنا بالمشاء في غـير حـاجةولا أنا في العشواء قط بخـابـط

وأركب متن العزم ركـبة حـازموأصبر عند الحق صبر مرابـط

 

الحديث الثامن والعشرون

الحياء وفضله

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" الذي قبله إلى السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه إملاء في التاسع والعشرون من جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وأربعمائة، قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن خالد الراسي، قال حدثنا أبو ميسرة النهاوندي، قال حدثنا الوليد بن سلمة الحراني، قال حدثنا عبد الله بن عمرو بن شويقع عن أبيه عن جده شويقع، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من لم يستحي مما قيل له فهو لغير رشده، أو حملت به أمه على غير طهر".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو العباس الجمال، ويوسف بن محمد، قالا حدثنا أبو مسعود يزيد بن خالد، قال حدثنا غبراهيم بن المنذر عن عبد الله بن وهب عن أشهل بن حاتم عن قرة بن خالد بن رباح أبي السوار العدوي عن عمران بن الحسين، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحياء خير كله".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن رستة إملاء بالبصرة في رجب الأصب سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا القعنبي عبد الله بن مسلم بن قعنب، قال حدثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن خراش عن أبي مسعود البدري، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله هو ابن شاهين الواعظ، قال حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري، قال حدثنا علي بن الفضل الواسطي، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا سعيد بن طارق أبو مالك الأشجعي، عن ربعي بن خراش عن حذيفة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "المعروف كله صدقة، وإن أحسن ما تعلق به في الجاهلية من كلام النبوة: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، قال أخبرنا ابن حبان، قال حدثنا حمزة بن محمد البغدادي، قال حدثنا نعيم بن حماد، قال حدثنا عيسى بن يونس، عن معاوية بن يحيى، عن الزهري عن أنس، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لكل دين خلقاً وخلق هذا الدين الحياء".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا السري بن سهل الجنديسابوري، قال حدثنا عبد الله بن رشيد، قال حدثنا مجاعة بن الزبير، عن قتادة بن عبد الغاقر عن أبي عبيدة عن ابن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "استحيوا من الله حق الحياء، قالوا يا رسول الله إنا لنستحيي والحمد لله، قال ليس ذلك، ولكن ذلك من استحيا من الله حق الحياء، فليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، ومن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا الحسن بن محمد بن أسيد -يعني الأبهري، قال حدثنا أحمد بن ثابت مردويه، قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما كان الحياة في شيء قط إلا زانه، وما كان الفخر في شيء قط إلا شانه".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الأزجي، قال حدثنا أبو بكر المفيد بجرجرايا، قال حدثنا موسى -يعني ابن هارون الجمال، قال حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، قال حدثنا أبو عرارة واسمه: محمد بن عبد الرحمنن، قال حدثني أبي عن القاسم عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الرفق يمن، والخرق شؤم، وإذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق، إن الرفق لم يك في شيء قط إلا زانه، وإن الخرق لم يك في شيء قط إلا شانه، وإن الحياء من الإيمان، وإن الإيمان في الجنة، وإن الحياء لو كان رجلاً لكان رجلاً صالحاً، وإن الفحش من الفجور، وإن الفجور في النار، ولو كان الفحش رجلاً في الناس لكان رجلاً سوءاً، وإن الله لم يخلقني فحاشاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى، قال حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني، قال حدثنا الوراع بن نافع عن سالم بن عبد الله، عن أم الوليد بنت عمر قالت: اطلع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات عشية، فقال يا أيها الناس: "ما تستحيون? قالوا مم ذاك? قال: تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تعمرون، وتأملون ما لا تدركون".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا العباس بن أحمد بن حمدان الحنفي الأصفهاني، قال حدثنا محمد بن عمارة بن صبيح، قال حدثنا إسماعيل بن إبان، قال حدثنا عبدالملك بن عثمان الثقفي، عن محمد بن مالك الهمداني عن أبيه مالك بن زبيد عن عبد الله قال: جاء قوم إلى نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم بصاحبهم، فقالوا يا نبي الله إن صاحبنا هذا قد أفسده الحياء، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الحياء من شرائع الإسلام، وإن البذاء من لؤم المرء".

"وبه" قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة الشاهد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثنا الحسين بن فهم، قال أخبرتني أم فاطمة وكان في ناحية الطاهرية هو وابنه ولاؤهم لبني هاشم، قال قال عبد الله بن طاهر: إن لكل شيء حياة وموتاً، فمما يحيي اللب محادثة الألباء، ومما يحيي الود محادثة الأوداد، ومما يحيي العز مظاهرة الأعزاء، ومما يحيي الذل مظاهرة الأذلاء، ومما يحيى الشجاعة مصاحبة الشجعان، ومما يحيي الكرماء مواصلة الكرم، ومما يحيي الحياء مناقبة أهل الحياء، ومما يحيي اللؤم معاشرة اللئام.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أنشدنا أبو العباس الجمال، قال أنشدنا أبو محمد بن عامر المؤدب: إذا لم تصن عرضاً ولم تخش خالقاًوتستحي مخلوقاً فما شئت فاصنع

"وبه" قال أنشدنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي، قال أنشدنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، قال أنشدنا أبو بكر بن العلاف الأكول لبعض إخوانه: وإني لأغضى من رجال على القذىمراراً وما من هيبة لهم أغـضـي

ولكنني أقنـي الـحـياء تـكـرمـاًوأكرم عن أدناس أعراضهم عرضي

 

الحديث التاسع والعشرون

مدح القناعة والاجتزاء باليسير

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، أخبرني القاضي الإمام أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، قال حدثنا والدي بقراءته علينا، قال حدثنا الإمام رضي الله عنه في يوم الخميس التاسع من شهر ربيع الآخر سنة أربع إملاء من لفظه، قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الوراق بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي بمكة، قال حدثنا علي بن العباس القرشي بنينونة قرية يونس بن متى، قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن سليمان بن أبي الربيع الرحبي بالرحبة، قال حدثنا أبو القاسم بن إبراهيم الملطي قا حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقول الله عز وجل: ابن آدم إنما خلقت هذه الدنيا منذ خلقتها إلا محنة على أهل الإيمان، وما نظرت إليها إلا بعين المقت، فلا توالها فأعاديك".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المكفوف قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن عبد الله، قال حدثنا خاتم بن بكر الصيرفي، قال حدثنا عبد الله بن إبراهيم، قال حدثنا المنكدر بن محمد عن أبيه عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "القناعة مال لا ينفد".

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا ابن سوار الهاشمي، قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا يحيى بن يمان عن المنهال بن خليفة، عن أبي كريمة عن أبي الزناد، عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله تعالى: "فلنحيينه حياة طيبة" قال: القناعة.

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الوراق بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، قال حدثنا سهل بن نصر المطبحي، قال حدثنا جعفر بن سليمان، قال حدثنا أبو طارق السعدي عن الحسن عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعلمهن من يعمل بهن? قال: قلت أنا يا رسول الله، قال: فأخذ بيدي فعقد فيها خمساً قال: اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك يميت القلب".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري إمام الشافعية، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي إملاء بنيسابور، قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن حمدان بن العباس النيسابوري -يسكن بلخ- قدم حاجاً، قال حدثنا حم ابن نوح البجلي، قال حدثنا أبو يحيى الحماني، قال حدثنا صالح بن حسان المدني، عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما يكفيك من الدنيا كزاد الراكب، فإن سرك اللحوق بي فإياك ومخالطة الأغنياء ولا تستبدل ثوباً حتى ترقعه".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن قرعة النجار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الزرار، قال حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني، قال حدثنا جدي، قال حدثنا موسى بن أعين عن خالد بن يزيد، قال حدثنا أبو عبد الملك عن القاسم عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر، قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فابتدأته فأخذت بيده، قلت يا رسول الله: ما نجاة المؤمن? قال "أمسك عليك لسانك -وأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلسانه وليسعك بيتك، وابك على خطئك".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان قراءة عليه، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله العطار إملاء يوم الاثنين بالبصرة لثمان خلون من جمادى الآخرة من سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن عبد السلام السلمي، قال حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي علي الشواب، قال حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من مشى لأخيه المسلم في حاجة محا الله عنه سبعين سنة، وكتب له سبعين حسنة حتى يرد، فإن قضيت الحاجة على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فإن مات ما بين ذلك مات شهيداً ودخل الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي الزاهد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن السكري الحبلي الصيرفي، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن القاسم بن نصر بن زيد أخي أبي الليث، قال حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع، قال حدثنا بقية بن الوليد عن يحيى بن مشى عن أبي الزبير عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أكرم أخاه المؤمن، فإنما يكرم الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين بن المحتسب بن محمد بن علي بن الفتح الحربي، وعبد الصمد بن علي بن محمد بن الحسن بن المفضل بن المأمون الهاشمي، ومحمد بن عبد الملك القرشي ومحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر الحريري وآخرون، قالوا أخبروا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسين الشكري، قال الحريري وأبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات، قالا حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال حدثنا يحيى بن معين، قال حدثنا وهب بن جرير، قال حدثني أبي، قال سمعت الأعمش يحدث عن وهب بن مرة عن أبي البختري عن سلمان، قال : مثل المسلم أو المؤمن وأخيه كمثل الكفين ينقى إحداهما الأخرى.

"وبه" قال أخبرنا أبو عامر علي بن محمد بن أحمد بن سليمان القرشي الغزال بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين إملاء، قال حدثنا محمد بن سليمان المالكي بالبصرة، قال حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام -يعني العجلي، قال حدثنا عبيد بن القاسم عن هشام عن عروة عن أبيه، عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين، كما لا تصلح الرياضة إلى في النجيب".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي القاضي بقراءتي عليه، قال أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن الحسن العلوي، قال حدثنا محمد بن تغلب أبو عبد الله الكوفي الجعفي، قال حدثنا عبيد الله بن علي بن عبيد الله العلوي، عن أبيه عن جده عن محمد بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن في الجنة منزلاً يقال له "خير"، ما في الجنة منزلاً أفضل منه ولا أكثر خيراً، ما يسكنه إلا أصحاب المعروف خاصة من الناس، فإذا قال الرجل يصنع إليه معروف "جزاك الله خيراً، فإنما يعني ذلك المنزل".

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد البطحاني الحسيني الكوفي بقراءتي عليه بها، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكائي، قال حدثنا عبد الله بن غنام، قال حدثنا محمد بن العلاء، قال حدثنا يونس بن عنبسة عن أبي إسحاق البجلي مولى أسد بن عبد الله، قال سمعت شريحاً يقول: الأمانة خير من الخاتم، والخاتم خير من ظن السوء والجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء.

"وبه" قال أنشدنا أبو عبلى محمد بن الحسين بن عبد الله الشبلي لنفسه: إني أبثك يا قلبي ضنى جـسـديطلابك المجد أدناه من العطـب

وقد قنعت بقعر البـيت مـنـزلةفلم تحاول جهلاً أرفع الـرتـب

تمم رضاك فإن ألفـيتـه أشـبـاًصعب القياد فليس الحيف بالأشب

"وبه" قال أنشدنا السيد الإمام رضي الله عنه إملاء من لفظه، قال وأنشدنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن شيظا، قال أنشدنا ابن نباتة لنفسه: أعالـج دهـراً بـه جـنةإذا كنت أرضى بمص الثمد

يعار به المرء حـوبـاتـهولا خير في عارة تستـرد

ولا لذة تستـكـد الـقـوىوصحبة روح يمل الجسـد

وللـه راض بـمـيسـورهإذا قام للرزق قوم قـعـد

"وبه" قال أنشدنا أبو علي محمد بن الحسن بن عبد الله الشبلي لنفسه من قصيدة: وإني مفرد جلـس لـبـيتـيأعالج من صروف الدهر كيلا

ويهنا المجد أني لست أبـغـىسوى شغلي به ما عشت شغلا

وتأبى نخوتي وعفاف نفـسـيلقـدري أن يضــام وأن يذلا

فطعم الصاب أعذب من لهاتيومن أرى الجني بالصون أحلى

وألقى الدهر بالخـيلاء تـيهـاًوألوي جـانـبـاً عـنـه أذلا

وآنف من قبول الرفـد مـنـهفيرجع كفـه عـنـي أشـلا

ولا أستعـطـف الأيام مـنـهليجمع لي من الآمال شـمـلا

ولكن كلما بخـلـت رأيتـنـيبعرضي في الأنام أشد بخـلا

ومن لبس القناعة ألـبـسـتـهعلى كل الورى شرفاً ونبـلا

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد البراز العتيقي، قال أنشدنا سهل بن أحمد الديباجي، قال أنشدنا منصور لنفسه: لا والذي ألهمنـي شـكـرهعلى الرضى بالقوت والعافيه

لا بعت فقري بغـنـى زائليقذف بي في عشرة بـاقـيه

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى يرويه إجازة عن منصور الحمدوني عن أبيه، قال حدثنا السيد الأجل الإمام نور الله قبره إملاء منن لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا يحيى بن أيوب العلاف، قال حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال أخبرنا يحيى بن أيوب، قال حدثني عبد الله بن زحر، عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "إن أغبط الناس عندي مؤمن خفيف الحاذ أو الحال ذو حظ من الصلاة وأحسن عبادة ربه وأطاعه في السر وكان غامضاً في الناس، لا يشار إليه بالأصابع، ذو كفاف وصبر على ذلك، ثم نقد بيده فقال: عجلت منيته، وقلت بواكيه، وقل تراثه".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، قال حدثنا أبو عائشة، قال حدثنا عبد العزيز بن مسلم، عن ليث عن عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أغبط أوليائي عندي مؤمن خفيف الحاذ، ذو حظ من الصلاة وصيام، وأحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، وكان غامضاً في الناس لا يشار إليه بالإصبع، وكانت معيشته كفافاً، وصبر على ذلك، فعجلت منيته، وقلت بواكيه، وقل تراثه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا إسحاق بن أحمد، قال حدثنا أبو أحمد، قال حدثنا جابر بن الحر الجعفي، عن عبد الرحمن عن عابس عن كهيل بن زياد، عن أبي هريرة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم: في نخل أهل المدينة، فقال يا أبا هريرة: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة? قلت: بلى يا رسول الله، قال تقول "لا حول ولا قوة إلا بالله، لا ملجأ من الله إلا إليه، ثم مشى ساعة فقال يا أبا هريرة: تدري ما حق الله على الناس? وما حق الناس على الله? قلت الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على الناس أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، فإذا فعلوا ذلك فحق عليه أن لا يعذبهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا مسلم بن سعيد، قال حدثنا بكار بن الحسن، قال حدثنا أبي، قال حدثنا روح بن مسافر عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة، قالت: والله ما شبع آل محمد من خبز ثلاث ليال حتى قبضه الله إليه، فلما قبضه صب علينا الدنيا صباً".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي عن البزار قراءة عليه، قال حدثنا معاذ بن المثنى، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا إسماعيل، قال حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن أسامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين، وإذا أصحاب الجد محبوسون إلا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد، قال أخبرنا أبو بكر، قال حدثنا معاذ، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا يزيد بن ذريع، قال حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد، قال قال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قمت على باب الجنة فإذا عامة"، وذكر مثله.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد أبو بكر بن معاذ، قال حدثنا ياسر بن المفضل التيمي، عن أبي عثمان، عن أسامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثله.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه، في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي سعيد العامري الكوفي، قال حدثنا إسحق بن محمد بن مروان، قال حدثنا أبي، قال أخبرنا عبد الله بن الحسن، عن منصور بن أبي الأسود، عن علي بن حزور عن الأصبغ ابن بتاتة، عن أبي أيوب الأنصاري، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا علي: "إن الله جعل لك حب المساكين وجعلك ترضى بهم أتباعاً، ويرضون بك إماماً، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك، والويل لمن أبغضك وكذب عليك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا الطوسي، قال حدثنا محمد بن سفيان بن أبي الورد، قال حدثنا عبد السلام بن مطهر، عن جعفر عن ثابت، قال: إن المؤمن عزيز ذليل، غني فقير، عفيف سئول، عزيز في الناس ذليل في الله عز وجل، غني عن الناس فقير إلى الله عفيف عن الناس، سئول لله".

"وبه" قال أخبران أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن رستة، قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحرامي، قال حدثنا بكر بن سليم الصواف عن أبي طوالة عن أنس، قال: أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال يا رسول الله إني أحبك? قال: فاستعد للفاقة.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد بن عبد العزيز السكسكي، ومحمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القيطيعي، قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا أبو عاصم علي بن عجلان، عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: الشيخ الزاني، والإمام الكذاب، والعائل المزهو".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن محمد القزويني قدم علينا، قال حدثنا أبو عمر محمد بن موسى بن فضالة القرشي الدمشقي، قال حدثني أبي، قال حدثنا قاسم بن عثمان الخوعي، قال حدثنا أبو روح سعيد بن وليد الفحيمي، قال حدثنا عبد الواحد بن زيد، عن الحسن، عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يجيء يوم القيامة أقوام أعمالهم كجبال تهامة يؤمر بهم إلى النار، قالوا يا رسول الله مسلمين? قال نعم، كانوا يصلون ويصومون ويأخذون هيئة من الليل، فإذا عرض لهم شيء من الدنيا وثبوا عليه".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر بن المقري، قال حدثنا أبو عروبة، قال حدثنا ابن المثنى، قال حدثنا الخليل بن عمر بن إبراهيم، قال حدثني أبي عن قتادة عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس الغنى كثرة العرض، قال بل الغني غنى النفس".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو العباس الحمال، عن شيخ له، عن أبي سفيان قال: كنت مع أبي عبد الرحمن بن يوسف في طريق اليهودية، فتلقاه نصراني فسلم عليه وأكرمه في مسألته إكراماً أنكرته عليه، فلما ولي قلت تصنع بهذا النصراني هذا الصنيع? قال إنك لا تدري ما صنع هذا بأخي، قلت وما صنع? قال هذا الرجل من الرقة نزل أخي ومعه تسعة من العباد قرية لهم، فقال لغلامه: انظر من في القرية، فرجع إليه فقال في القرية قوم في وجوههم سيماء الخير، قال فجاء فنظر إليهم فتوسم فيهم الخير، فرجع إلى منزله فحمل إليهم مائة ألف درهم فوصلهم بها، وقال استعينوا بها على ما أنتم فيه، فأبى واحد أن يقبل منه شيئاً.

"وبه" قال حدثنا أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن الخليل الحافظ إملاء بقزوين من حفظه، قال حدثنا محمد بن الحسن بن فتيح، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ببغداد، قال حدثنا مهينا بن يحيى، عن إبراهيم بن عينية عن سفيان، عن عمر بن قيس الملائي، قال قيل لعلي عليه السلام: لم ترقع قميصك? قال يخشع له القلب، ويقتدي بي المؤمن، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "أول من يلحق بي يوم القيامة من لقيني على الحال الذي فارقني عليه".

"وبه" قال السيد الإمام رضي الله عنه، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي البزار قراءة عليه، قال حدثنا أبو عبد الله الجعفي، قال حدثنا هوذ "رجع" السيد قال: وأخبرنا محمد بن محمد، قال أخبرنا محمد بن عبد الله، قال وحدثني إسحق بن الحسن الحربي، قال حدثنا يا هوذ "رجع" السيد، وأخبرنا محمد بن محمد، قال أنا محمد بن عبد الله، قال وحدثنا محمد بن غالب بن حرب، قال حدثنا هوذ، قال حدثنا سليمان عن أبي عثمان عن أسامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "قمت على باب الجنة فإذا عامة من يدخلها الفقراء، وإذا أصحاب الجد محبوسون إلا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء، فأمضى الحديث محمد بن غالب".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا يحيى بن عبد الباقي المصيصي والحسن بن علي العمري، قالا حدثنا المسيب بن واضح، قال حدثنا يوسف بن أسباط عن سفيان عن سلمة بن كهيل، عن أبي عبيدة عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من بني فوق ما يكفيه كلفه الله أن يحمله يوم القيامة على عنقه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبد الله، قال حدثنا هشام بن عثمان، قال حدثنا الحسن بن يحيى الحسني، قال حدثنا صدقة بن عبد الرحمن، عن هشام عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن جبريل عليه السلام عن الله تبارك وتعالى قال: "من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحابرة، ما ترددت في شيء أنا فاعله مثل ترددي في قبض المؤمن، يكره الموت وأكره مماته ولا بد منه، وما تقرب إلي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي المؤمن يتقرب إلي بالتوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت له سمعاً وبصراً ومؤيداً، إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين من لا يصح إيمانه إلا بالسقم ولو أصححته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين من لا يصح إيمانه إلا بالصحة، ولو أسقمهم لأفسده ذلك".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس بن الفضل الأسقاطي، قال حدثنا أبو خليفة قال حدثنا مكي، قال حدثنا علي بن بحر، قال حدثنا سويد بن عبد العزيز، قال حدثنا زيد بن واقد عن أبي سلام، قال سمعت ثوبان يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "حوضي ما بين عدن إلى عمان أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وأطيب من رائحة المسك وأكوابها كنجوم السماء، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً، وأكثر الناس وروداً يوم القيامة فقراء المهاجرين، قالوا يا رسول الله: فمن فقراء المهاجرين? قال: الشعث رؤوساً، الدنس ثياباً، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد، والذي يعطون الحق الذي عليهم ولا يعطون الحق الذي لهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب ابن غيلان، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء في شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين، قال حدثنا محمد بن غالب، قال حدثني عبد الصمد -يعني ابن النعمان، قالحدثنا ركن أبو عبد الله عن مكحول عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قراءة عليه سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا علي بن المبارك الصنعاني، قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن سعيد بن أبي مريم، عن أبيه عن جده، عن نعيم بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب: أنه سمع أبا زينب مولى حازم الغفاري يقول سمعت أبا ذر يقول، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يا أبا ذر: تقول كثرة المال الغنى? قلت نعم، قال تقول قلة المال الفقر? قلت نعم، قال ذلك ثلاثاً، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الغنى في القلب، والفقر في القلب، من كان الغني في قلبه فلا يضره ما لقي في الدنيا، ومن كان الفقر في قلبه فلا يغنه ما كثر له في الدنيا، وإنما يضر نفسه شحها.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن محمود، قال حدثنا عمر بن سهل، قال حدثنا أبو عبيدة، قال حدثنا وهب، قال حدثنا داود عن منصور -يعني ابن صفية عن أمه عن عائشة قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين شبعنا من الأسودين التمر والماء" عمر بن سهل: هو ابن تميم الضبي أصفهاني.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن شبيب، قال حدثنا سهل بن عثمان، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سالم عن ثوبان: قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من أمتي من لو أتى باب أحدكم فسأله ديناراً لم يعطه، وإذا سأله درهماً لم يعطه، ولو سأله فلساً لم يعطه، ولو سأل الله الجنة أعطاها الله إياه، ولو سأل الله الدنيا لم يعطها إياه لهوانها عليه، ذو طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان، بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس بن الفضل الأسقاطي، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا علي -يعني ابن عبد الله المديني، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا الجريري عن أبي نصر عن شبير بن نهار، قال قال أبو هريرة -يصور أهل الجنة- كلهم على صورة آدم عليه السلام، قال قلت: وما صورته? قال: اثنا عشر ذراعاً طولاً في ستة عرضاً، قلت: وما ذراعه? قال كالرجل الطويل منكم، قال ويدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بمقدار نصف يوم، قلت: وما نصف يوم? قال أوما تقرأ القرآن "إن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا إبراهيم بن رحيم، قال حدثنا أبي، قال حدثنا مبشر بن إسماعيل "رجع" السيد قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا إبراهيم بن محمد بن عروة، قال حدثنا محمد بن مصفى، قال حدثنا بقية "رجع" السيد أيضاً، قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا إبراهيم بن محمد بن عروة، قال حدثنا محمد بن مصفى، قال حدثنا بقية "رجع" السيد أيضاً، قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي والحسين بن إسحاق التستري، قالا حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا معاوية بن يحيى، قالوا حدثنا أرطاة بن المنذر، قال حدثنا غيلان بن معشر، قال سمعت أبا أمامة يقول: توفي رجل على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يجدوا له كفناً، فقالوا يا رسول الله إنا لم نجد له كفناً، قال: التمسوا في مئزره، فوجدوا دينارين، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كيتان، صلوا على صاحبكم" هذا غيلان بن معشر المقرائي، ومقري قرية بدمشق.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهدي، قال حدثنا ابن مخلد، قال حدثني محمد بن يوسف، قال حدثنا علاء، قال سمعت بشر بن الحارث يقول: اللهم لا ترزقني مالاً ولا ولداً ولا داراً ولا خادماً وما أعطيتني من الدنيا مما تكرهه فخذه مني.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا ابن أبي عاصم، قال سمعت عسكر بن الحصين السايح، قال رأى إبراهيم بن أدهم مستلقياً تحت ميل وهو يقول: مساكين الملوك الذين طلبوا الراحة فأخطئوا الطريق.

"وبه" قال السيد الإمام رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو حفص عمر بن يزيد الرقاشي العصري، قال حدثنا شعبة عمرو بن مرة عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين، ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم، وما خالف أهواءهم تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض فيما يدرك بغير سعي من القدر المقدور، الأجل المكتوب والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك بالسعي من الحق الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي البزار قراءة عليه، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا الأنصاري، قال حدثني سليمان التيمي: أن أبا عثمان النهدي حدثهم عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين، وقمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثني أبي وابن الجاورد وعلي بن رستم وغيرهم، قالوا حدثنا يونس، قال حدثنا داود، قال حدثنا أبو الأشهب وجرير بن حازم وسلم بن رزين وحماد بن نجيح وصخر بن حيويه، عن أبي رجاء عن عمران بن حصين وابن عباس، قالا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اطلعت على الجنة فإذا أكثر أهلها من الفقراء، ونظرت النار فإذا أكثر أهلها النساء"ز

"وبه" قال أخبرنا أبو الفضل عبيد الله وأبو الحسن ابنا أحمد بن علي الكوفي بقراءتي عليهما معاً، قالا أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون، قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن يسار الأنباري، قال حدثنا أحمد بن الهيثم، قال حدثنا محمد بن كثير، قال حدثنا سفيان قال حدثني معبد بن خالد القيسي عن حارثة بن وهب الخزاعي، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أنبئك بأهل الجنة? كل ضعيف متضاعف، لو أقسم على الله تعالى لأبره، ألا أنبئك بأهل النار? كل عتل جواظ متكبر".

"وبه" قال أخبرنا أبو الفضل وأبو الحسين، قالا أخبرنا أبو الفضل المأمون، قال حدثنا أبو بكر، قال حدثنا أحمد بن يحيى، عن الأثرم، عن أبي عبيدة، قال: العتل عند العرب الشديد وأنشد: أهلكنا الليل والنهار معـاًوالدهر يعدو معتلاً جدعاً.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفضل وأبو الحسين، قالا أخبرنا أبو الفضل المأمون، قال حدثنا أبو بكر، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أحمد بن عبيد، قال حدثنا أبو نصر أحمد بن حاتم قال يقال الجواحظ: الجوع المنوع، ويقال هو الشديد الصوت في الشر، ويقال هو القصير البطين، وأنشد أبو نصر لرؤبة: قد وجدوا أركابنا غلاظـاًوعركاً من زحمنا دلاظـا

وسيف عناط لهم عـياظـاًيعلو به ذو العطل الجواظا

قال أبو نصر الدلاظ: الدفع الشديد.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قالا أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك، قال حدثنا مؤمل بن إهاب، قال حدثنا داود عن شعبة بن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن هذا الدينار والدرهم أهلك من كان قبلكم وهما مهلكاكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس بن الفضل الأسفاطي، قال حدثنا أبو طاهر عبيد الله بن محمد بن مسرة المري، قال حدثنا نصر بن علي، قال حدثنا ابن داود، عن عمران بن رائدة بن سبط عن أبيه عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة، قال ولا أعلمه إلا رفعه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال الله تبارك وتعالى -يا بن آدم: تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلاً ولم أسد فقرك".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، قال حدثنا المعافى بن سليمان، قال حدثنا موسى بن أعين، عن أبي عبد الرحيم عن أبي عبد الملك عن القاسم عن أبي أمامة، قال: جلس نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم في نفر من أصحابه، فرفع نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم يده فقال: "من يبايعني? ثلاث مرات- فلم يقم إليه أحد إلا ثوبان، فقال بأبي أنت وأمي، قد بايعتك مرة وأنا أبايعك الثانية، فعلام أبايعك يا رسول الله? قال: على أن لا تسألوا الناس شيئاً ولكم الجنة، فقال يا رسول الله: إن أبايعك ولم أسأل الناس شيئاً فلي الجنة? قال: نعم إن شاء الله، قال: والذي بعثك بالحق نبياً، لا أسأل الناس شيئاً ما بقيت حياً في الدنيا".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمدبن جعفر بن حبان، قال حدثني عبيد الله بن حصبة السلجي، قال حدثني عبد الله بن معاوية الجمحي، قال حدثنا ثابت بن يزيد، عن ابن حبان، عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبيت الليالي طاوياً وأهله ما يجدون عشاء، وكان عامتهم يأكلون خبز الشعير.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، إسماعيل "ح" قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا عمرو بن حفص السدوسي، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا قيس بن الربيع عن ال عن يحيى بن وثاب عن مسروق عبد عبد الله قال: دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على بلال وعنده صبر من التمر، فقال ما هذا يا بلال? قال يا رسول الله: لك ولضيفناك، قال: أما تخشى أن يكون بدلها بحار من نار، أنفق يا بلال، ولا تخسش من ذي العرش إقلالا.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن عثمان بن عمران السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري، قال حدثنا حيوة -يعني ابن شريح، قال أخبرني شرحبيل بن شريك: أنه سمع أبا عبد الرحمن الختلي يقول، إنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: خيراً كنت أعمله اليوم أحب إلي من مثليه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وإنا اليوم قد مالت بنا الدنيا.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور أحمد بن جعفر، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن، قال حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن أبي العلاء الغنوي، عن مسلم بن شداد، عن عبيد بن عمير قال أبي بن كعب: ما ترك عبد شيئاً لا يتركه إلا لله، إلا أعطاه الله خيراً منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به فأخذه من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه منه من حيث لا يحتسب.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا محمد بن عبيد بن حسان، قال حدثنا جعفر بن سليمان، عن النضر بن حميد الكندي، عن أبي الجارود، عن أبي الأحوص عن عبد الله -يرفعه- قال: لا يعجبك رحب الذراعين بالدم فإنه له عند الله قاتلاً لا يموت، ولا يعجبك امرؤ كسب مالاً من حرام فإن أنفق منه لم يقبل منه، وإن أمسك لم يبارك له فيه، وإن مات وتركه كان زاده إلى النار".

"وبه" قال السيد رضي الله تعالى عنه، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا يحيى بن أيوب العلاف، قال حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال أخبرنا يحيى بن أيوب، قال حدثنا عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم، عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً، فقلت لا يا رب، ولكن أشبع يوماً وأجوع ثلاثاً، فإذا جعت تضرعت إليك وتذكرتك، وإذ شبعت حمدتك وشكرتك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال سمعت أم الدرداء تقول: قال أبو الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: "يدخل فقراء أمتي الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً أو أربعين سنة".

"وبه" إلى عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من سره أن ينظر إلي فينظر إلى أشعث شاحب رفع له علم فيشمر لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصب، اليوم المضمار وغداً السباق، والغاية الجنة أو النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثني عبد الله بن معاوية عن هلال -يعني ابن حبان، عن عكرمة عن ابن عباس، قال: دخل عمر بن الخطاب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو على حصير قد آثر في جنبه، فقال: لو اتخذت يا رسول الله فراشاً أوثر من هذا? فقال يا عمر: ما لي وللدنيا? ما للدنيا ولي? إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ثم راح فتركها.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن محمد التمار، قال حدثنا عمرو بن مرزوق، قال أخبرنا همام بن يحيى عن الكلبي، قال حدثنا الشعبي عن الحارث عن عبد الله بن مسعود: أن أبا بكر خرج لم يخرجه إلا الجوع، وأن عمر خرج لم يخرجه إلا الجوع، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج عليهما، وأنهما أخبراه أنهما لم يخرجهما إلا الجوع، فقال: انطلقوا بنا إلى منزل رجل من الأنصار يقال له أبو الهيثم بن التيهان، فإذا هو ليس بالمنزل ذهب يستسقي، قال فرحبت المرأة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبصاحبيه وبسطت لهماً شيئاً فجلسوا عليه، فسألها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أين انطلق أبو الهيثم? قالت ذهب يستعذب لنا، فلم يلبثوا أن جاء بقربة فيها ماء فعلقها وأراد أن يذبح لهم شاة فكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كره ذلك لهم، قال فذبح لهم عناقاً ثم انطلق فجاء بكباس من النخل فأكلوا من ذلك اللحم والبسر والرطب وشربوا من الماء، فقال أحدهما إما أبو بكر وإما عمر: هذا من النعيم الذي نسأل عنه? فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "المؤمن لا يثرب على شيء أصابه في الدنيا إنما يثرب على الكافرين" الكبائس: جمع الكبس وهو العذق التام.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا هيثم بن خلف الدوري، قال حدثنا داود بن رشيد، قال حدثنا هارون بن محمد بن بكير بن مسمار عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لن يعدو المؤمن إحدى خلتين: ذمامة في وجهه، أو قلة في ماله".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر، قال أخبرنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن مكرم، قال حدثنا علي بن الجعد، قال حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف عن أبي حازم عن عروة عن عائشة أنها كانت تقول: كان يمر بنا هلال وهلال وهلال ما يوقد في منزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نار، قلت أي خالة: على أي شيء كنتم تعيشون? قالت على الأسودين التمر والماء.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال أخبرنا محمد بن عمر بن خالد الحراني، قال حدثنا أبي ، قال حدثنا عيسى بن يونس "ح" قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا هاشم بن مرثد، قال حدثنا صفوان بن صالح، قال حدثنا الوليد بن صالح مسلم قالا حدثنا جرير بن عثمان عن هشيم بن عامر سمعه عن أبي أمامة قال: ما كان يفضل عن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبز الشعير.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن نصير، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو قال حدثنا الحسن بن صالح عن مسلم الملاى، عن مجاهد عن ابن عباس قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قميص قطني قصير الطول قصير الكمين.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا ابن عياش عن سليمان بن بهلول بن إسحاق الأنباري، قال حدثنا سعيد بن منصور، قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن سليمان بن سليم الكناني، عن يحيى بن جابر الطائي عن المقدام بن معدي كرب، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث طعام، وثلث شراب، وثلث لنفسه".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد، قال حدثنا عمرو بن علي، قال حدثنا صفوان بن عيسى، قال حدثنا هشيم عن الحسن، قال لقد أدركت أقواماً ما طوى لأحد منهم ثوب قط وما أمر في منزله بصنعة طعام قط، وإن كان أحدهم ليأكل الأكلة يقول يا ليتها كانت في جوفي آجرة، وقال الحسن: بلغني أن الآجرة تبقى في الماء ثلاثمائة سنة، عن عمارة بن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله، قال: إنهم أكثر صلاة، وأكثر جهاداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهم كانوا خيراً منكم، قالوا بم ذلك يا أبا عبد الرحمن? قال: إنهم كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبي، قال حدثنا أحمد بن المغلس، قال حدثنا أحمد بن عمر بن علي، قال حدثنا عمرو بن أبي خليفة العبدي، قال حدثنا داود أبو سعيد قال قال رجل للحسن يا أبا سعيد ما الحج المبرور? قال أن ترجع زاهداً في الدنيا، راغباً في الآخرة.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان قال حدثنا عبد الله -يعني ابن محمد بن زكريا- قال حدثنا أبو أيوب يعني عسكر بن الحصين -قال جاء رجل إلى حاتم الأصم، فقال يا أبا عبد الرحمن: أي شيء رأس الزهد ووسط الزهد? قال رأس الزهد الثقة بالله، ووسطه الصبر، وآخره الإخلاص.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن المفيد بجرجرايا، قال حدثنا عبد الله بن سهل، قال سمعت يحيى بن معاذ يقول: الزاهد قوته ما وجد، ومسكنه حيث أدرك، ولباسه ما ستر، الدنيا سجنه، والزهد قرينه، والحكمة سلاحه، والله تعالى همته، والصمت كلامه، والاعتبار فكرته، والعلم قائده، والصبر وساده، والتربة فراشه، واليقين صاحبه، والنصيحة فريضته، والصديقون أخوته، والعقل دليله، والتوكل كسبه، والجوع إدامه، والحكمة علمه، والبكاء نديمه، والإخلاص أساسه، والعمل شغله، والعبادة حرفته، والخوف محركه، والرجاء معشره، والتقوى زاده، والسير أميره، والمعرفة وزيره، والتوفيق مستغله، والليل أمنيته، والحياة سفره، والأيام مراحله، والجنة معتمده.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال أخبرني أحمد بن حسن بن لطابة إجازة، قال حدثنا فهد بن إبراهيم الساجي، قال حدثنا محمد بن زكرياء الغلابي، قال حدثنا ابن عائشة، قال أوصى حكيم ابنه فقال يا بني: اعص هواك والنساء وافعل ما شئت.

"وبه" قال أنشدت في هذا المعنى: إذا أنت لم تعص هواك قادك الهوىإلى بعض ما فيه علـيك مـقـال

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرنا القاضي الإمام السيد العدل أبو الفتح نصر بن مهدي بن نصر بن مهدي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عيسى بن علي بن أحمد الأمير بن عيسى بن علي بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الزيدي رحمه الله تعالى بقراءتي عليه في الثامن من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وخمسمائة سنة بالري، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رحمه الله تعالى إملاء غرة صفر سنة ثمان، قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي بقراءتي عليه بانتقا عبد الغني بن سعيد الحافظ، قال حدثنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي، قال حدثنا جدي، قال حدثنا عمار بن رزين، قال حدثنا بشر بن منصور عن شعيب بن الحنجاب عن أبي العالية عن مطرف عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اتقوا الدخول على الأغنياء فإنه أحرى من لا تزدروا نعم الله عز وجل".

"وبه" قال السيد أخبرنا القاضي أبو الحسن بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثني أحمد بن محمد الجوهري، قال حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، قال حدثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي، قال حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو: "اللهم إني أعوذ بك من فتنة الغنى".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن مهروزمرد الخبلي بن أخت أبي عمر الصائغ بقراءتي عليه في جامع أصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال أخبرنا الوليد ابن إبان، قال حدثنا بشير بن حاتم العسكري، قال حدثنا علي بن بحر، قال حدثنا حماد بن واقد الصفار، قال حدثنا موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة، قال: بينما أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استقبله رجل من الأنصار رث الثياب رث الهيئة مسقام، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "يا فلان ما الذي بلغ بك ما أرى من الفقر والسقم? -قال- أفلا أعلمك كلمات إذا قلتهن أذهب الله عنك الفقر والسقم? قال ما سرني بها أن أشهد معك بدراً أو أحداً، لا يدركون ما أدرك الفقير القانع، قال أبو هريرة: يا رسول الله علمنيهن، قال: قل توكلت على الحي والذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً" قال فلقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبا هريرة بعد أيام، فقال ما الذي أرى من حسن حالك? قال ما زلت أقول الكلمات التي علمتنيهن".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر أحمد بن علي بن حمدان، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن القاسم إملاء في مسجده، قال أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال حدثنا خالد بن مرثد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح قال: سمعت أبا سعيد يقول: يا أيها الناس لا تحملنكم العسرة أن تطلبوا الرزق من غير حله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: اللهم توفني إليك فقيراً، ولا توفني غنياً، واحشرني في حملة المساكين يوم القيامة، فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قال أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي قراءة عليه مستهل ربيع الآخر من سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى بن خاقان، قال حدثنا عبد الله بن عمرو أبو سعيد الوراق، قال حدثنا مهدي بن حفص، قال حدثنا مبارك بن سعيد عن خليد الفراء عن أبي المخبر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "أربع خلال مفسدة للقلب، مجاراة الأحمق، فإن جاريته كنت مثله، وإن سكن عنه سلمت منه، وكثرة الذنوب مفسدة للقلب، وقد قال الله تعالى: "بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" والخلوة بالنساء والاستمتاع منهن، والعمل برأيهن، ومجالسة الموتى، قيل يا رسول الله من الموتى? قال كل غني قد أطغاه غناه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثني أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان، قال سمعت محمد بن مصفى قال حدثنا سويد بن عبد العزيز عن شعبة عن قتادة عن الحسن، عن سمرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من سأل مسألة وهو غني عنها كانت مسألته شيئاً في وجهه، إلا رجلاً ذا سلطان أو ما لا بد منه".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال حدثنا إبراهيم بن زياد العجلي، قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر بن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما الغنى? قال: اليأس مما في أيدي الناس.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق بن طلحة بن إبراهيم بن غسان، بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف، قال حدثنا العباس بن بشر بن عيسى الرحجي، قال حدثنا محمد بن عبد الله، قال حدثنا أبو داود، قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمع عبد الرحمن بن يزيد يحدث عن الأسود عن عائشة قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من خبز الشعير يومين.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكاء، قال حدثنا أبو جعفر الحضرمي إملاء، قال حدثنا بشر بن هلال الصواف البصري، قال حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن أبي رجاء عن عمران بن حصين، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نظرت في الجنة فرأيت أكثر أهل الجنة الفقراء، ونظرت في النار فرأيت أكثر أهل النار النساء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا الخزاعي، قال حدثنا أبو سلمة التوذكي قال حدثنا أبو هلال، قال حدثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: "لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين حجرة عائشة فيقولون إنه مجنون وما بي إلا الجوع.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ المقري المعروف بابن العلاف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثني أبي، قال حدثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمرو، قال حدثنا سفيان عن سعيد بن عبيد عن علي بن ربيعة: أن علياً عليه السلام كانت له امرأتان، كان إذا كان يوم هذه اشترى لحماً بنصف درهم، وإذا كان يوم هذه اشترى لحماً بنصف درهم.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله الحسني، قال أخبرنا محمد بن الحسين بن النحاس قراءة عليه، قال حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن عامر، قال حدثنا محمد بن منصور بن يزيد أبو صالح الخراز وهو أبو إسحاق بن إبراهيم الأسدي -عن أبي معاذ، قال سمعت الإمام أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام يقول: خلوت بالقرآن ثلاثة عشرة سنة أقرأه وأتدبره، فما وجدت في طلب الرزق رخصة، وما وجدت ابتغوا من فضل الله إلا العبادة والفقه.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن جميل، قال حدثنا أحمد بن منيع، قال حدثنا حسن بن محمد، قال حدثنا شيبان عن قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة قال: توفي رجل من أهل الصفة فوجد في مئزره دينار، فقال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: كية، ثم توفي آخر فوجد في مئزره ديناران، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كيتان.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان، بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي سعيد العامري الكوفي، قال حدثنا إسحق بن محمد بن عبيد الله، قال حدثنا أبي، قال أخبرنا مخلد -يعني ابن شداد، قال حدثنا محمد بن عبيد الله بن عمر بن مرة عن سالم ابن أبي الجعد عن ثوبان: قال لما نزل في الذهب والفضة ما نزل، قال المهاجرين: فأي المال نتخذ? قال عمر: فأنا أسأل لكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اتخذوا لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة صالحة مؤمنة تعينك على العبادة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن محمد بن علي الخزاعي، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا هشام الدستوائي، قال حدثنا حماد -يعني ابن أبي سليمان، عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال: انطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحو بقيع الغرقد، فانطلقت خلفه، فالتفت فرآني، فقال يا أبا ذر: قلت لبيك وسعديك يا نبي الله، وأنا فداؤك، قال: الأكثرون هم الأقلون يوم القيامة إلا من فعل هكذا وهكذا، عن يمينه وعن شماله، والتفت الثانية فقال يا أبا ذر: فقلت لبيك وسعديك يا نبي الله وأنا فداؤك، قال: المكثرون هم الأقلون يوم القيامة، إلا من فعل بالمال هكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله، ثم عرض لنا أحد، فقال يا أبا ذر: ما يسرني أنه لآل محمد ذهباً يمسى ومعهم دينار أو مثقال، قلت الله ورسوله أعلم.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه، قال حدثنا جعفر بن محمد الجعفري، قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال أخبرني أحمد بن الحسن قراءة، قال حدثني أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن عمران البارقي عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام عن آبائه عن علي عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج من بيته حتى يأتي ضعاف المسلمين فيقعد معهم، ويقول هؤلاء أمرت أن أصبر نفسي معهم.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه، في جامع البصرة، قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سليمان التستري، قال حدثنا العباس بن أحمد بن حسان، قال حدثنا أيوب بن سليمان القرشي الأموي أبو سليمان إمام سلمية، قال حدثنا عبد القدوس بن الحجاج، قال حدثنا إسماعيل بن عياش، قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال سئلت عائشة: كيف كانت معيشتكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم? فقالت: والله ما شبع آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم شهراً قط من خبز الشعير، ولا شبعوا ثلاثة أيام تباعاً من خبز البر، ولا رفعت من قدام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كسرة خبز فضلاً عن الشبع، ولا فضل عنهم التمر حتى فتحت قريظة.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا إبراهيم بن الحارث، قال حدثنا هدية، قال حدثنا إبان عن قتادة، قال حدثنا هلال بن حصين أخو بني مرة، عن أبي سعيد الخدري قال: أعوزنا حتى لم نجد شيئاً، فقالت امرأتي: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألته، فقال: فكان أول ما واجهني به قال: "من استعف أعفه الله، ومن استغنى أغناه الله، ومن سألنا لم ندخر عنه شيئاً وجدناه". قال فرجعت إلى نفسي، فقلت لأستعفن ليعفني الله، ولأستغنين ليغنني الله، قال فما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسأل حاجة حتى لحق بالله، ثم إن الدنيا مالت علينا حتى كادت تغرفنا إلى ما شاء الله.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ المقري المعروف بابن العلاف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا عبد الله، قال حدثنا أبي، قال: حدثنا حسين بن محمد، قال حدثنا شريك بن المغيرة -وهو عثمان بن المغيرة- عن زيد بن وهب، قال قدم على علي عليه السلام وفد من أهل البصرة منهم رجل من رؤوس الخوارج يقال له الجعد بن نجعة، فخطب الناس فحمد الله تعالى وأثنى عليه، وقال يا علي: اتق الله فإنك ميت وقد علمت سبيل المحسن -يعني بالمحسن-عمر- ثم قال إنك ميت، فقال علي عليه السلام: كلا والذي نفسي بيده بل مقتول قتلاً ضربة على هذا تخضب هذه، قضاء مقضي، وعهد معهود، وقد خاب من افترى، ثم عاتبه في لبوسه، قال: ما يمنعك أن تلبس? قال ما لك وللبوسي? إن لبوسي هذه أبعد من الكبر وأجد أن يقتدي بي المسلم.

"وبه" قال أخبرنا القاضي علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه، قال حدثنا أبو عبد الله الحسن بن محمد بن عبيد الدقاق العسكري، قال حدثنا محمد بن عثمان، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عمر بن سعيد، قال حدثنا سفيان عن أبي شيبان عن عبد الله بن أبي الهذيل عن أبي العبيد قال: كنا نقول إذا بلخوا عليك المفلطحة -يعني الدراهم الصحاح- فخذ رغيفك ورد النهر وأمسك على دينك.

"وبإسناده" قال حدثنا سفيان عن أبي عثمان بن جديم قال: كان يقال دعوهم وضمغة الأرض، وكلوا من كسرتكم، واشربوا من ماء قراحكم، فإنهم إن استطاعوا كفروكم وأذلوكم، وقال: ضمغة الأرض: الذهب والفضة.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن المقري، قال حدثني أبو الحسن أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، قال حدثنا أبو العباس بن واصل، قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال سمعت معروفاً الكرخي يقول: قال الله تبارك وتعالى: أحب عبادي إلي المساكين الذي سمعوا قولي، وأطاعوا أمري، فمن كرامتهم علي أن لا أعطيهم دنيا فينقلبوا عن طاعتي.

 

الحديث الثلاثون

الغيبة وذم أهلها

وبالإسناد المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله، قال أخبرني القاضي أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني إجازة، قال: حدثنا والدي قراءة، قال: حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، إملاء في الحادي والعشرين من جماد الآخرة، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن ابن محمد بن إبراهيم شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حصين بن مخارق، عن خليفة بن حسان عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام، "ولا يغتب بعضكم بعضاً" قال: لا تذكر من أخيك قبيح فعله.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، قال حدثنا أبو ثميلة يحيى بن واضح، عن رميح بن هلال الطائي، قال حدثنا عبد الله بن ريذة عن أبيه قال: صلينا الظهر خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما انفتل من صلاته أقبل علينا غضباناً، فنادى بصوت سمعته العواتق في أجواف الخدور، فقال: "يا معشر من أسلم ولما يدخل الإيمان في قلبه، لا تذموا المسلمين ولا تطلبون عوارتهم، فإن من يطلب عورة أخيه المسلم هتك الله ستره وأبدى عورته ولو كان في ستر بيته".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن الحسين الأزدي، قال حدثنا أحمد بن علي بن المثنى، قال حدثنا إبراهيم بن دينار، قال حدثنا مصعب بن سلام، قال حدثنا حمزة بن حبيب الزيات، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أسمع العواتق في بيوتها أو في خدورها، فقال: "يا معشر من آمن بلسانه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته".

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الصالحاني الواعظ، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي، قال حدثنا إسماعيل بن بويه، قال حدثنا معصب بن سلام، قال حدثنا حمزة الزيات عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أسمع العواتق في بيوتها أو خدورها، ثم قال: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه وهو في جوف بيته".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا سعيد بن عبد الله -يعرف بابن عجيب، قال حدثنا محمد بن مسعود، قال حدثنا العلاء بن عبد الجبار، قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن واسع عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من ستر أخاه المسلم ستر الله عليه يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان السواق، بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن إدريس ابن عبد الكريم الحداد، قال حدثنا ذكوان، قال حدثنا خلف بن هشام البزار، قال حدثنا أبو أسامة، قال حدثنا الأعمش، قال حدثنا ذكوان أبو صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا نفس الله عليه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيها علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وما قعد قوم في المسجد يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليكم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، ومن أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن التوزي، وعبد الصمد بن محمد بن المأمون الهاشمي، ومحمد بن علي بن أحمد الزرار بقراءتي على كل واحد منهم قالوا أخبرنا عمر بن محمد بن الحسن الحضرمي "ح" قال وأخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن جعفر الحريري، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الزيات "ح" قال وأخبرنا أبو إسحاق محمد بن عبد المؤمن بن أحمد الإسكافي قدم علينا ببغداد "ح" قال وحدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي إملاء، قال حدثنا وقال الإسكافي أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي "ح" قال وأخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن نجيب الدقاق، قال حدثنا أبو محمد خالد بن محمد بن خالد الصفار، قالوا حدثنا يحيى بن معين، قال حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أقال مسلماً عثرته أقاله الله عز وجل يوم القيامة". وفي رواية البرمكي: قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أقال أخاه المؤمن عثرته في الدنيا، أقاله الله تعالى يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن احمد الجوزداني المقري بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم المقري، قال حدثنا أبو يعلى الصوفي، قالا حدثنا يحيى بن معين أبو زكريا، قال حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أقال مسلماً عثرته، أقاله الله يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسين محمد بن النضر ابن محمد الموصلي النحاس، قال أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة "ح" قال وأخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال وحدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق لفظاً، وأبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي الختلي، وأبو علي الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي قراءة عليه، قالوا حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي: قالا حدثنا يحيى بن معين أبو زكريا، قال حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال أبو يعلى: لم أفهم أبا هريرة كما أريد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أقال مسلماً عثرته أقاله الله عز وجل". زاد أبو يعلى: عثرته يوم القيامة.

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الصالحاني المذكر، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن جعفر قال حدثنا يحيى "ح" قال وأخبرنا أبو ذر، قال أخبرنا أبو محمد، قال وحدثني عبد الله بن عبد الله أبو محمد عن يحيى بن مطرق، قال حدثنا علي بن قرين، قال حدثنا أبو داود سليمان مولى بني هاشم، عن غالب القطان، عن بكر بن عبد الله المزني قال: احملوا إخوانكم على ما كان فيهم كما تحبون أن يحملوكم على ما كان فيكم، وليس كل من رأيت مننه سقطة أو ذلة وقع من عينك، فأنت أولى من يرى ذلك منه، فإن كان فيك صلات فلا تعجبن بها، فلعل صاحب المعصفرة والشعر السكيني ينال من النبيذ أحياناً، أوفى للعهد منك إن كان فيك وفاء للعهد فلا تعجبن به، فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أوصل للرحم منك، وإن كان فيك صلة للرحم فلا تعجبن بها، فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أكثر صوماً منك، وإذا رأيت من هو أكبر منك سناً فقل هذا خير مني، صام وصلى، وعبد الله عز وجل قبلي، وإذا رأيت من هو أصغر منك، فقل هذا خير مني، أحدث مني سناً، وأقل ذنوباً، وإذا رأيت من هو أقل منك مالاً، فقل هذا خير مني، زويت عنه الدنيا خياراً ونظراً له وأعطيتها لشقائي إلا أن يرحمني ربي، وإذا رأيت الناس أكرموك ورأوا لك حقاً فقل هذا تفضلاً لله منهم علي، وإذا رأيتهم استخفوا بك، فقل هذا بخطيئتي وذنبي، واتخذ أكبر المسلمين لك أبا أوسطهم لك أخاً وأصغرهم لك ابناً، أيسرك أن تضرب الطفل الصغير، أو تظلم الشيخ الكبير? ولتشغلك ذنوبك عن ذنوب العباد، وتدأب أيام الحياة في التوبة والاستغفار، ولتشتغل بما أنعم الله به عليك عما أنعم الله به على العباد، وتدأب أيام الحياة في الشكر، ولا تنظروا في ذنوب الناس كالأرباب، وانظروا في ذنوبكم كالعبيد، ولا تعاهد القذاة في عين أخيك، وتدع الجذع في عينك معترضاً، والله ما عدلت.

 

الحديث الحادي والثلاثون

ذكر الكبر وذم أهله

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن الحسن الكنى أسعده الله تعالى، قال أخبرنا بينمان بن حيدر بن الحسن بن أبي عدي الكاتب الرازي الزيدي بقراءتي عليه في شهور سنة نيف وعشرين وخمسمائة، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رحمه الله تعالى إملاء، قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثني حرمي علي بن الحصين التشملي "ح" قال وأخبرنا بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا محمد بن محمد التمار البصري، قال حدثنا عيسى بن إبراهيم البريكي، قالا حدثنا عبد العزيز بن محمد عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، قال رجل يا رسول الله: إنه ليعجبني أن يكون ثوبي غسيلاً ورأسي دهيناً، وشراك نعلي جديداً، وذكر أشياء، حتى ذكر علاقة السوط، أفمن الكبر ذلك? قال لا، ذلك الجمال، إن الله جميل يحب الجمال، ولكن الكبر منن سفه الحق وازدرى الناس".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن عقدة الهمداني الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد رضي الله عنه: "ولا تصغر خدك للناس" قال: الصدود والإعراض.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين بن مخارق، عن محمد بن سالم عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام: "ولا تصغر خدك" قال: التشديق.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين، عن موسى بن جعفر عليهما السلام عن آبائه عليهم السلام: "ولا تصغر خدك" قال: التكبر.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري، قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال حدثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ عن أنس الجهني عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من ترك اللباس وهو يقدر عليه تواضعاً لله عز وجل، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من حلل الإيمان يلبس من أيها شاء".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان، بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن عبيد الكوفي المعامري، قال حدثنا أبو القاسم بن جعفر بن أحمد الشيباني، قال حدثنا عياد بن أحمد، قال حدثنا عمي عن أبيه، قال حدثني ثور بن زيد، عن عمرو بن يزيد الحنفي، عن عقبة بن عامر الجهني، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رأس التواضع ثلاثة: الابتداء بالتسليم على كل أحد، والرضى بالمجلس عن شرف المجلس، وحب العبد المساجد، وترك الرياء والسمعة في شيء من دينه".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا حفص بن عمر بن الصباح، قال حدثنا أبو غساق مالك بن إسماعيل، قال حدثنا عبد السلام بن حرب بن أبي المهلب مطرح بن يزيد عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: كانت امرأة ترافث الرجال وكانت بذية فمرت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يأكل ثريداً على طريان، قالت: انظروا إليه كيف يجلس كما يجلس العبد، ويأكل كما يأكل العبد? فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وأي عبد أعبد مني? قالت: وتأكل ولا تطعمني? قال: فكلي، قالت: ناولتي يدك فناولها، قالت: اطعمني مما في فيك، فأعطاها فأكلتها، فغلبها الحياء، فلم ترافث أحداً حتى ماتت.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه يوم الجعة سلخ شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن بن عبد ربه الخراز في المحرم سنة سبع وتسعين ومائتين، قال حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، قال حدثنا حميد عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في طريق معه أناس من أصحابه، فعرضت له امرأة فقالت يا رسول الله: لي إليك حاجة? فقال: يا أم فلان اجلسي في أدنى نواحي السكك حتى أجلس إليك، ففعلت فجلس إليها حتى قضت حاجتها.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة -يعني الحوطي، قال حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، قال حدثنا معان بن رفاعة، قال حدثني علي بن يزيد، قال وسمعت القاسم يحدث عن أبي أمامة قال: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد فكان الناس يمشون خلفه، فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه: فجلس حتى قدمهم أمامه لئلا يقع في قلبه شيء من الكبر، وذكر تمام الحديث في عذاب القبر، قال السيد: أنا اختصرته.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن الذكواني، قال أخبرنا ابن حبان -هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى، قال حدثنا عبد الله بن داود- لقبه سنديلة، قال حدثنا الحسين، قال حدثنا عكرمة-يعني ابن إبراهيم، عن هشام عن يحيى عن قتادة عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية، والعدل في الرض والغضب، القصد في الغني والفقر، وثلاث مهلكات: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الرحيم -وهو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن مكرم البرني، قال حدثنا علي بن المديني، قال حدثنا إسماعيل بن سيان أبو عبيدة، قال حدثنا عكرمة بن عمار، قال حدثنا محمد بن القاسم: قال زعم عبد الله بن حنظلة أن عبد الله بن سلام مر في السوق على رأسه حزمة من حطب، فقيل له في ذلك، فقال: إني أردت أن أدفع الكبر، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا يدخل الجنة رجل في قلبه مثقال حبة من الكبر".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن السواق، ومحمد بن عبد العزيز السكسكي بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو بكر القطيعي، قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا أبو عاصم عن أيمن بن نائل، عن قدامة بن عبد الله قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ناقة صهباء يرمي الجمرة لا ضرب ولا طرد ولا جلد إليك إليك.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق بن غسان بقراءتي عليه، قال حدثنا الأسفاطي -يعني أحمد بن محمد، قال حدثنا زكرياء بن يحيى، قال حدثنا زنبور قال: سئل فضيل بن عياض عن التواضع، فقال: يخضع للحق وينقاد له، ويقبل الحق ممن سمعه منه.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر بن شاذان، قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن علي بن الحسين بن شاذان، قال حدثنا سهل بن علي الدوري، قال حدثنا عمر بن شبة عن الأصمعي، قال قال لي يحيى بن خالد البرمكي: إذا تقوى الشريف كانت همته التواضع، وإذا تقوى الدنيء كانت همته التواثب على الناس.

"وبه" قال أخبرنا عبد الله بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا ابن حبان -هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حكى جدي -يعني محمود بن الفرح، قال سمعت أبا عثمان سعيد بن العباس يقول: إذا تواضعت فقد أدركت جميع الفضائل، وإذا حفظت لسانك فقد حفظت جميع جوارحك، وإذا أخلصت الأعمال فقد أحكمت جميع عملك.

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي، قال أنشدنا أبو الفرج المعافى بن زكريا لنفسه: عز الفتى من حسن صبرهوهو أنه في بث سرهكتمانه أسراره

حرز له منن ريب دهرهكم بين طي الثوبطول البقاء وبين نشره

ذو الحزم من أغضى وواقع رفقه في كل أمرهومحا كثير الذنب عن

ذا وذوه بيسير عذرهويرى مدى صغر الفتىفي زهوه وعظيم كبره

ولما تواضع سيدإلا لـــفـــضـــل عـــلـــو قـــــــدره

 

الحديث الثاني والثلاثون

ذكر الرياء وشر عاقبته

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله تعالى، قال أخبرنا القاضي الإمام أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، قال حدثنا والدي بقراءته علينا، قال حدثنا السيد الأجل الإمام رحمه الله تعالى في يوم الخميس الثالث من شوال سنة خمس وسبعين وأربعمائة إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي بقراءتي عليه، قال حدثنا الحسن بن أحمد ن سعيد المالكي، قال حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، قال حدثنا يحيى بن معين، قال حدثنا عمر بن عبيد، عن عطاء بن السايب عن سعيد بن جبير في قوله عز وجل: "ولا يشرك بعبادة ربه أحداً" قال: ألا يرائي.

"وبه" إلى السيد رضي الله عنه: قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، أنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي أبو جنادة، عن محمد بن خالد عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام، عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال يا رسول الله: إني أعمل العمل أسره فيطلع عليه فيعجبني? فنزلت: "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب، قال حدثنا أبو زيد القراطيسي، وعلي بن عبد العزيز، قالا حدثنا سعيد بن منصور، قال حدثنا حجر بن الحارث الغساني، عن عبد الله بن عوف الكتاني، وكان عاملاً لعمر ابن عبد العزيز على الرملة، أنه شهد عبد الملك بن مروان، قال البشير بن عقربة الجهني يوم قتل عمرو بن سعيد، يا أبا اليمان: إني قد احتجت إلى كلامك، فتكلم أبو بشير إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة، وقفه الله عز وجل يوم القيامة موقف رياء وسمعة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن عياش، عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن بشير بن عقربة الجهني، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من قام بخطبة لا يلتمس إلا رياء وسمعة، وقفه الله عز وجل يوم القيامة موقف رياء وسمعة".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم ببن عمر بن أحمد البركمي بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن الحسين الأزدي، قال حدثنا أحمد بن محمد السبيعي الحراز، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم البزار، قال حدثني أبي عن زيد بن الحباب عن سفيان، عن عبيد الله بن عمر عن الزهدي عن عباد بن تميم عن أبيه كذا قال، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يا بقايا العرب: إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفيفة". وعن الثوري في هذا أقاويل.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن عبيد الكوفي العامري، قال حدثنا إسحق بن محمد بن مروان، قال حدثنا عمرو بن القاسم بن حبيب التمار، قال أخبرني أبي عن سلمة بن كهيل، قال سمعت جندباً يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من يراء يراء الله به، ومن يسمع يسمع الله به".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا قاسم بن زكريا، قال أعطاني عبد الرحيم وكتبت منه، قال حدثنا عباد بن العوام، قال حدثنا إبان بن تغلب عن عمرو بن مرة عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من سمع الناس بعلمه، سمع الله به سامع خلقه، وحقره وصغره".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا ابو نعيم عن الأعمش عن عمرو بن مرة: كنا جلوساً عند أبي عبيدة، فذكروا الرياء، فقال شيخ يكنى أبا يزيد: سمعت عبد الله بن عمرو يقول، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من سمع الناس بعلمه، سمع الله به سامع خلقه يوم القيامة، وحقره وصغره".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا سليمان ببن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحضرمي، عن محمود بن غيلان، قال حدثنا نصر بن خالد النحوي، قال حدثنا هداب عن إبراهيم بن الضريس، عن الهيثم، عن الجارود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من طلب الدنيا بعمل الآخرة طمس وجهه، ومحق ذكره، وأثبت اسمه في النار". قال السيد: الجارود بن عمرو المعلى العبدي يكنى أبا المنذر، وفي نسبه بين النساب خلاف، وله عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أحاديث.

"وبه" قال أخبرنا غبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي سعيد العامري الكوفي، قال حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان، قال حدثنا أبي، قال أخبرنا مخلد -يعني ابن شداد، قال حدثنا محمد بن عبيد الله بن زنيد، عن مرة عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أسروا ما شئتم فوالله ما أسر عبد إلا ألبسه الله رداءها إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، حتى لو أن أحدكم أسر شراً من وراء سبعين مجاباً، أظهر الله عليه ذلك الشر حتى يكون ثناؤه في الناس شراً".

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد ببن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن العباس بن أيوب، قال حدثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، قال حدثنا سهل بن عبد ربه، قال حدثنا عمرو بن أبي قيس بن غيلان بن جامع المحاربي عن حميد الشامي عن محمود بن الربيع قال سمعت شداد بن أوس يقول: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم مراراً، وحدثنا هكذا أن الله تبارك وتعالى إذا جمع الأولين والآخرين ببقيع واحد ينقدهم البصر ويسمعهم الداعي يقول أنا خير شريك، من كان يعمل عملاً في الدنيا كان لي في ه شريك فأنا أدعه اليوم ولا أقبل إلا خالصاً ثم قرأ: "إلا عبادك منهم المخلصين" و "منن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسين عبد العزيز بن محمد بن يوسف السعدي بقراءة والدي في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى بن الحكم الجزور، قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال حدثنا وكيع، قال حدثنا الأوزاعي عن حسان ببن عطية، عن عبد الله بن أبي زكريا، قال بلغني أن الرجل إذا راءى بشيء من عمله أحبط ما كان قبل ذلك، قال وكيع: أحبط من عمله ذلك الذي راءى فيه.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو عمر بن حكيم، قال حدثنا عثمان بن جرزاذ، قال حدثنا إبراهيم بن زياد، قال حدثنا عباد ببن عباد عن يونس بن عبيد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، وأظنه رفعه -شك يونس- قال ثلاثة يهلكون عند الحساب: جواد، وشجاع، وعالم أو عابد، يؤتى بالجواد فيقال له: ما صنعت? فيقول: يا رب أعطيتني مالاً فوصلت الرحم، وصنعت المعروف ابتغاء وجهك، فيقال: كذبت، ولكن فعلت ليقال إنك جواد أو كما قال: فقد قيل فيهلك، ويؤتى بالشجاع فيقال له: ما صنعت? فيقول يا رب قد جاهدت في سبيلك، وقاتلك عدوك ابتغاء وجهك، فيقال كذبت ولكن فعلت ليقال إنك شجاع، وقد قيل، ويؤتى بالعالم فيقال ما صنعت? فيقول: يا رب آتيتني علماً فعلمت عبادك. وأفشيت علمي ابتغاء وجهك، فيقال كذبت، ولكن فعلت ليقال إنك عالم فقد قيل ذاك، فيهلك".

"وبه" قال أخبرنا الشيخ أبو الفتح المحسن بن الحسين بن أحمد النيسابوري بقراءتي عليه، قال أخبرنا الشريف أبو الحسن محمد بن المظفر بن محمد العلوي الحسني، قال سمعت محمد بن الحسين الصوفي يقول، سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول، سمعت أبا عثمان سعيد بن إسماعيل يقول: أيها المتصنع إلى الناس وفهلا وفولا، صانع وجهاً واحداً يقبل عليك بالوجوه كلها.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم زيد بن رفاعة الهاشمي البغدادي، قال سمعت أبا بكر الشبلي ينشد في جامع المدينة والناس حوله: وكم كذبة لي فيك لا أستقلهـابقولي لمن ألقاه إني صالـح

وأي صلاح بي وجسمي ناحلوقلبي مشغول ودمعي سافح

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر بن حمدان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسن، البخاري، قال حدثنا أبو صخرة، قال حدثنا صعصعة بن الحسين، قال حدثني محمد بن عبد الله الجهني، قال سمعت يحيى بن أكثم يقول: سمعت أبا معاوية يقول، سمعت الأعمش يقول: لأن يدخل بيتي شيطان أحب إلى من أن يدخل صوفي، قال الجهني: فقدمت الري فحدثت به محمد بن مسلم بن داراه الرازي فأنشدني: لا تصحبن عـصـابةحلقوا الشوارب للطمع

بينا تـراه مـصـلـياًفإذا بصرت به ركـع

يدعـو وكـل دعـائهما للفريسة مـا يقـع

قال الجهني: فقدمت البصرة فحدثت به عباس بن الفرح الرياشي فأنشدني: ولا يغرنـك مـنحلق شعر السنبله

فإنهـا مـصـيدةلمال كل أرملـه

لو أهديت إلـيهـمقوصرة أو دوحله

لشهدوا على الهبيدأنها سفرجـلـه

قال الجهني: فقدمت على عمرو بن بحر الحافظ فحدثته بهذه الحكاية فأنشدني: لا يغرنك من الـمـرء قمـيص رقـعـه

أو إزار فوق ظهر الكعب عنه رفـعـه

أو جـديد لاح فــيهعلـم قـد رفـعـه

إنما تنتظر الـصـيد متى تلـق مـعـه

فإذا ما لقي الـصـيد فـجـأة رفـعـه

ثم قال الجاحظ: أخبرني أبو عمران الصوفي، قال: ما غلبت الناس حتى لبست الصوف، قال قلت: ولم ذاك? قال: لا يغلب الناس إلا رجلان: صوفي فاسق، أو مبتدع ناسك.

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي أجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسين الكنى أسعده الله تعالى، قال أخبرني القاضي الإمام السيد العدل أبو الفتح نصر بن مهدي بن نصر بن مهدي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عيسى بن أحمد الأمير بن عيسى بن علي بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الزيدي رحمه الله تعالى بقراءتي عليه بالري، قال أملاه علينا السيد الإمام رحمه الله يوم الخميس سادس عشر صفر، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أسلم بن سهل الواسطي، قال حدثنا القاسم بن عيسى الطائي، قال حدثنا عبد الحكيم بن منصور، عن محمد بن جحادة عن سلمة بن كهيل عن جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من يسمع يسمع الله به، ومن يراء يراء الله به، ومن كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له لسانين من نار يوم القيامة".

"وبه" قال السيد المرشد بالله أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا محمد عبد الله بن حبان، قال حدثنا حمدان -يعني بن الهيثم التميمي، قال حدثنا عبد الله بن عمر، قال حدثنا أبو قتيبة، قال عبد الجبار بن العباس أخبرنا عن سلمة بن كهيل عن جندب، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من راءى راءى الله به، ومن سمع أسمع الله تعالى به".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن حبان، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، قال حدثنا أبو غسان الحارث بن غسان، قال حدثنا أبو عمران الجوفي، قال حدثنا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يجاء بأعمال بني آدم فتنصب بين يدي الله عز وجل يوم القيامة في صحف مختومة، فيقول الله تعالى: ألقوا هذا واقبلوا هذا، فتقول الملائكة يا رب: والله ما رأينا منه إلا خيراً? فيقول الله وهو أعلم: إنه عمل لغير وجهي، وإني لا أقبل من العمل إلا ما أبتغي به وجهي".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سلمان التستري، قال حدثنا العباس بن أحمد بن حسان الشامي، قال حدثنا أيوب بن سليمان القرشي الأموي أبو سليمان، قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن عباد بن منصور، عن عكرمة عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الأرض تعج إلى الله عز وجل من لباس الصوف عليها رياء".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال أخبرنا محمود بن محمد المروزي، قال حدثنا حامد بن آدم المروزي، قال حدثنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عبد الله العرزمي عن سلمة بن كهيل عن جندب بن سفيان البجلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها، إن خيراً فخير وإن شراً فشر".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن هارون بن يوسف، قال حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل السهمي، قال حدثنا الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو عن المقبري عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقول الله عز وجل: أنا أغني الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملاً فأشرك فيه غيري فأنا منه بريء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه. قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال حدثنا عبد الحميد بن مهرام، قال حدثنا شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن شداد بن أوس، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من صلى يرائي فقد أشرك، ومن تصدق يرائي فقد أشرك".

"وبه" أخبرنا أبو طاهر محمد، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله، قال أخبرنا أبو خليفة، قال حدثنا شاذ بن فياض، قال حدثنا أبو محدم عن أبي قلابة عن ابن عمر، قال: مر عمر بن الخطاب بمعاذ وهو يبكي، فقال: ما يبكيك? فقال: حديث سمعته من صاحب هذا القبر -يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن أدنى الرياء الشرك، وأحب العباد إلى الله تعالى الأتقياء الأخفياء، الذين إذا ماتوا لم يفقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين الجوداني المقري، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس بن عقدة الكوفي، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق عن مسكين السمان، عن محمد بن عبد الله بن الحسن عليهم السلام عن أبيه، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: أنا خير شريك، من عمل عملاً لي شرك فيه غيري فهو للذي شركه معي وأنا منه بريء".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني -قدم علينا- قال حدثنا أبو سعيد عثمان بن أحمد بن سنبك الدينوري الحافظ بأطرابلس، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن سلام بقرميسين، قال حدثنا محمد بن عبد العزيز بن المنازل القيسي، قال حدثنا المنهال بن بحر، قال حدثنا هشام بن حسان عن الحسن، عن أبي بكرة، قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول، ولا عملاً في رياء".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، والحسن بن علي بن محمد المقنعي، قالا حدثنا محمد بن العباس بن حيوية، قال حدثنا جعفر الحكاك، قال سمعت أبا الحسن بن أبي الورد يقول: قال رجل لمالك بن دينار: يا مرائي، فقال: لقد قربت وما بعدت، وما عرفني أحد حق معرفتك.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال حدثني أبو عمر عثمان بن أحمد العثماني، قال حدثنا جعفر بن هاشم المؤدب؛ قال وسمعت بشراً يقول: كان الناس يعملون ولا يقولون، والناس اليوم يقولون ولا يعملون.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه، قال أخبرنا الحسين بن محمد قراءة، قال أخبرنا عبد العزيز، قال حدثني محمد بن سهل، قال حدثنا خضر بن إدريس، قال حدثنا جارود بن معاذ عن شيخ له مديني، قال: كان الإمام الشهيد زيد بن علي عليهما السلام يقول: إنما سلامتك يا بن آدم في الدنيا من الضلال مطيتك إلى رضوان ربك تبارك وتعالى، فتعاهد نفسك بالحساب وناقشها فيما لها وعليها، ولا تخرص لنفسك فيما ليس لك حتى تحرها لخالقها وتخلصها لربها، حينئذ أنت عبد الله ووليه من أهل جنته، يا بن آدم كم أشهدته من عملك على ما لا يرضى لك، وإنما سعيت في هلكتك وكدحت إلى بوارك، ثم ها أنت ذا تغتر بجهل الجاهلين وتزهو بمدح المغترين بما ظهر من ريائك، يا بن آدم: من أعرف منك بنفسك? ومن هو الذي أولى بصلاح أمرك منك? بادر ثم بادر قبل اخترامك، وقبل زوالك وقبل رحيلك وقبل نزولك إلى قبرك لم تمهد فيه معاداً ولم توسد لنفسك فيه مساداً، إنما تسكنه فرداً خالياً تنوبك فيه بنات الأرض وتزورك فيه هوامها، أيا غافلاً وما أغفلك? أخلت سدى? أتترك فيما هاهنا آمناً، أتزعج إلى دار الخلود التي أعدت للمتقين.

"وبه" قال أنشدنا شيخنا أبو الفضل يوسف بن محمد بن أحمد لبعضهم: بينا تراه مـصـلـياًفإذا بصرت به ركع

يبكي وجل بـكـائهما للفريسة ما تقـع

"وبه" قال أنشدنا غيره وهو أبلغ في معناه "ذئباً تراه مصليا".

"وبه" قال أنشدنا أبو الفضل لغيره: صلى فأعجبني فصام فرابنـينج القلوس عن المصلى الصائم

 

الحديث الثالث والثلاثون

ذكر الولاة والأمراء

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى السيد الإمام رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن محمد بن هشام البعلبكي، قال حدثنا أبي "ح" قال السيد وأخبرنا ابن زيدة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا الحسين التستري، قال حدثنا محمود بن خالد الدمشقي، قالا حدثنا سويد بن عبد العزيز، قال حدثنا سيار أبو الحكم عن أبي وائل شفيق بن سلمة: أن عمر بن الخطاب استعمل بشر بن عاصم على صدقات هوازن فتخلف بشر، فلقيه عمر فقال: ما خلفك? أما لنا عليك سمع وطاعة? فقال بلى، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من ولي شيئاً من أمر المسلمين أتي به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم، فإن كان محسناً نجا، وإن كان مسيئاً انحرف الجسر فهوى فيه سبعين خريفاً، فخرج عمر كئيباً حزيناً، فلقيه أبو ذر فقال: مالي أراك كئيباً حزيناً? قال وما يمنعني أن أكون كئيباً حزيناً، وقد سمعت بشر بن عاصم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من ولي شيئاً من أمر المسلمين أتي به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم، فإن كان محسناً نجا، وإن كان مسيئاً انحرف به الجسر فهوى سبعين خريفاً" فقال أبو ذر: وما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم? قال لا، قال أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من ولي أحداً من الناس أتى به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم، فإن كان محسناً نجا، وإن كان مسيئاً انحرف الجسر فهوى سبعين خريفاً، وهي سوداء مظلمة، فأي الحديثين أوجع لقلبك? قال: كلاهما قد أوجع قلبي، فمن يأخذها بما فيها? قال أبو ذر: من سلب الله أنفه، وألصق خده بالأرض، أما إنا لا نعلم إلا خيراً وعسى أن وليتها من لا يعدل فيها أن لا تنجو من إثمها.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك البجلي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يأتي على الناس زمان يكثر فيه الظلم من ولاتهم حتى يكاد الموت أن يصدع مراره-يعني المؤمن- مما يرى من الجور ولا يكون مغيث إلى تغييره، فاصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن غالب، قال حدثنا أمية بن بسطام، قال حدثنا يزيد بن زريع، قال حدثنا روح بن القاسم، عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أمير عشرة إلا يؤتى به مغلولاً يوم القيامة حتى يفكه الله بعدله أو يوثقه بجوره".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان التستري، قال حدثنا أبو الفضل العباس بن أحمد بن حسان الشامي، قال حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن زيد بن مالك، عن سليم بن عامر عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق إلا أتى الله عز وجل يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه، فكه بره أو أوثقه إثمه، أو لها ملامة، وأوسطها ندامة، وآخرها خزي يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا حسن بن هارون بن سليمان، حدثنا أبو معمر القطيعي، قال حدثنا أبو عبيدة الحداد، قال حدثنا بن أبي حميد الكندي، قال حدثني سعيد بن أوس عن زياد بن كليب العدوي، عن أبي بكرة، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من أكرم سلطان الله في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة، ومن أهان سلطان الله في الدنيا أهانه الله يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن العلاف بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، قال حدثنا خالد بن الحارث، قال حدثني طريف بن عيسى، وهو العنبري، قال حدثنا يوسف بن عبد الحميد قال: لقيت ثوبان فرأى علي ثياباً، فقال: ما تصنع بهذه الثياب? ورأى في يدي خاتماً، فقال: ما تصنع بهذا الخاتم? إنما الخواتم للملوك، قال: فما اتخذت بعده خاتماً، قال فحدثنا ثوبان أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، دعا لأهل بيته، فذكر علياً وفاطمة وغيرهما عليهم السلام، فقلت يا نبي الله: أمن أهل البيت أنا? قال: فسكت، ثم قلت: أمن أهل البيت أنا? قال: فسكت، ثم قال: في الثالثة نعم، ما لم تقم على سدة، أن تأتي أميراً تسأله.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الرحيم الخطيب قراءة عليه بأصفهان قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد القتات، قال حدثنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن سوادة، قال حدثني عباد بن الوليد العنزي، قال حدثني صفوان بن هبيرة القانسي، قال حدثنا عيسى بن المسيب البجلي عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: كيف أنتم وأمراؤكم إذا كانوا عليكم، أما حقهم فيستوفون، وأما حقكم فيضيعون? قالوا إذاً نصبر، قال: إذاً تدخلوا الجنة، أما إنهم عدلوا فيكم فلهم الأجر وعليكم الشكر، وإن هم جاروا فعليكم الصبر وعليهم الوزر.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر ابن موسى الأسدي، قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، قال حدثني سعيد بن أيوب، قال حدثني أبو عيسى محمد بن عبد الرحمن، قال حدثني أبو مرزوان أنه بلغه أن عمر بن الخطاب قال: "من أمر أميراً واستعمل عاملاً محاباه للدنيا كان شريكه فيما عمل من معصية الله، ولم يكن له شيء مما عمل به من طاعة الله، ومن أمير أميراً واستعمل عاملاً نصيحة لله عز وجل والمسلمين، كان شريكه فيما عمل من طاعة الله، ولم يكن عليه شيء مما عمل من معصية الله".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور، قال أخبرنا أحمد، قال حدثنا بشر، قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، قال حدثنا حيوة بن شريح، قال حدثني هانئ الخولاني أنه سمع أبا عبد الرحمن الختلي يقول، أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: لولا أنكم تسبون السلطان لسلط الله عليهم ناراً من السماء فلا تسبوهم، وإن كنتم لا بد فاعلين فقولوا اللهم دنهم كما يدينونا.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الوهاب -يعني ابن الخطيب الأهوازي، قال حدثنا محمد بن مخلد التمار، قال سمعت محمد بن الوليد يقول، سمعت سفيان الثوري يقول: إذا لم يكن لله عز وجل في عبد حاجة نبذه إلى هؤلاء- يعني السلطان.

"وبه" قال سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر إمام الشافعية ببغداد يقول: كنت في مجلس الرئيس أبي الفضل المحلي النيسابوري بنيسابور، وقد قلد الرئاسة، فدخل عليه أبو بكر الخوارزمي مهنئاً، فاستقبله إلى طرف الإيوان، فلما أقعده بجنبه قال أبو بكر الخوارزمي: الرئيس إن لم يرأسه السلطان رأسه الإحسان، وإن لم يرأسه الإنفاق رأسه الاستحقاق. ثم قال أنشدني سيف الدولة لنفسه: إن الأمـير هـو الـذيأضحى أميراً يوم عزله

إن زال سلطـان الـولاية كان في سلطان عدله

"وبه" قال أنشدنا الرئيس أبو الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال، وبه ابن الصافي المسلم، قال أنشدني جدي لنفسه: تكدرت الدنيا بسوء صنيعـكـمفحتى متى يأتي بفقدهم الصفو

أناس يرون العفو والـعـدل سـبةوفخرهم إن فاخروا الظلم والسطو

"وبإسناده" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكنى أسعده الله تعالى، قال أخبرنا القاضي الإمام السيد العدل أبو الفتح نصر بن مهدي بن نصر بن مهدي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عيسى بن أحمد الأمير بن عيسى بن علي بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الزيدي رحمه الله تعالى بقراءتي عليه بالري، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رحمه الله تعالى، قال أخبنرا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، قال حدثنا محمد بن يوسف الفريابي "ح" قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا أبو نعيم "رجع" قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا علي بن عبد العزيز ومحمد بن عبد الله الحضرمي، قالا حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا سفيان عن أبي حصين، عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن جلوس على وسادة من أدم، فقال: إنه سيكون بعدي أمراء، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني، ولست منه، ولم يرد على الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو أول وارد على الحوض".

"وبه" إلى السيد قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك البجلي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي ابن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المعروروذي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد عن الربيع محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من ولي من أمتي شيئاً فلم يعدل بينهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".

"وبإسناده" عن علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يكون ولاة جورة، وأمراء خونة، وقضاة فسقة، ووزراء ظلمة".

"وبإسناده" عن علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يؤتى بالوالي العادل يتمنى أنه سقط من السماء إلى الأرض، وأنه لم يتول من أمر المسلمين شيئاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن الشاطر الكاتب قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الختلي الجربي، قال حدثني حاتم -يعني الحسن الشاشي، قال حدثنا أحمد بن الحسن يعني الترمذي، قال حدثنا سليمان بن أحمد، قال وحدثنا عبد الرحمن بن شبيب ابن شيبه، قال حدثنا عبيد الله بن القاسم، قال حدثني العلاء بن ثعلبة عن أبي المليح بن أسامة الهذلي عن وائلة بن الأسقع، قال قلت يا رسول الله: أفتني في أمر لا أسأل عنه أحداً بعدك? قال: "استفت نفسك وإن أفتاك المفتون، قال: فكيف لي أن أعلم ذلك يا رسول الله? قال: تضم يدك إلى صدرك فإن القلب يسكن إلى الحلال ولا يسكن إلى الحرام، وإن الورع المسلم يدع الصغير مخافة أن يقع في الكبير، قال قلت يا رسول الله: فمن الحريص? قال: من طلب الكسب من غير وجهه، قال قلت يا رسول الله: فمن الورع? قال من ترك الشبهات، قال قلت يا رسول الله: فما المعصية? قال: أن يعين الرجل قومه على الظلم، قلت يا رسول الله: فمن المؤمن? قال: من أمنه المؤمنين على دمائهم وأموالهم، قلت يا رسول الله: وأي الجهاد أفضل? قال: كلمة حق عند إمام جائر".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا الحسن بن غليب المصري، قال حدثنا سفيان بن بشر الكوفي، قال حدثنا جامع بن عمر عن محم بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما ولي أحد ولاية إلا بسطت له العافية، فإن قبلها نمت له، وإن حفر عنها فتح له ما لا طاقة له، قلت لابن عباس: ما حفر عنها? قال يطلب العثرات والعورات".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد المعدل قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا ابن عامر-يعني محمد بن إبراهيم، قال حدثنا أبي وعمي، قالا حدثنا زياد بن طلحة عن الأعمش، عن أبي سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أيما امرئ لم يحط رعيته بالنصيحة حرم الله عليه الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا عثمان بن جعفر بن محمد السبيعي، قال حدثني أبو عبد الله محمد بن تميم في القرابيس بالبصرة، قال حدثنا محمد بن سعيد الأصفهاني، قال حدثنا شريك عن سماك عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة وعن أبي عمرو بن العلاء عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تسأل الإمارة، فإن أولها ملامة، وثانيها ندامة، وثالثها عذاب يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثنا محمد بن أبان الواسطي، قال حدثنا ابن شهاب عن أبي محمد الحرري، عن حمزة النصيبي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أعان بباطل ليدحض بباطله حقاً فقد برئ من ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن مشى إلى سلطان الله تعالى في الأرض ليذله أذله مع ما يدخر له من الخزي يوم القيامة، سلطان الله كتاب الله وسنة نبيه، ومن تولى من أمر المسلمين شيئاً ويستعمل عليهم رجالاً وهو يعلم أن فيهم من هو أولى بذلك وأعلم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فقد خان الله ورسوله وجميع المؤمنين، ومن ترك حوائج الناس لم ينظر الله في حاجته حتى يقضي حوائجهم ويؤدي إليهم حقهم، ومن أكل درهماً رباً فهو ثلاث وثلاثون زنية، ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي والحسين بن إسحاق التستري، قالا حدثنا سهل بن عثمان، قال حدثنا جنادة بن سلم، عن عبيد الله بن عمر عن عتبة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه عن جده عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا تخوف أحدكم السلطان فليقل: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، كن لي جاراً من شر فلان بن فلان -يعني الذي تريد- وشر الجن وأتباعهم أن يفرط علي أحد منهم، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن الذكواني، قال أخبرنا ابن حبان، قال حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو، قال حدثنا رستة، قال سمعت أبا سفيان يحكي عن سفيان عن مجيز عن سفيان، أنه ذكر عنده الأمراء فقال: ترون أني أخاف هوانهم، إني أخاف كرامتهم.

"وبه" قال أنشدنا المظفر أحمد بن مجيء، قال أنشدني أبو الفرج بن هندة لنفسه: لنا ملك ما فـيه لـلـمـلـك أيةسوى أنه يوم السـلاح مـتـوج

أقيم لإصلاح الورى وهو فـاسـدوكيف استوى الظل والعود أعرج

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثني أبي، قال حدثني حصين بن مخارق عن محمد بن سالم، عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام، قال قال علي عليه السلام: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة، إذا أقيمت استقامت السنن.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا محمد بن سفيان الواسطي، قال حدثنا محمد بن حبيش، قال أخبرنا سفيان الثوري في دار الجوار، وأومأ إلى دار العطارين وإنما دخلنا على سفيان نعوده، قال فدخل عليه سعيد بن حسان، فقال سفيان الثوري الحديث الذي حدثتني عن أم صالح، قال حدثتني أم صالح عن صفية بنت شيبة، عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كلام ابن آدم كله عليه ما خلا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فقال رجل عند سفيان: ما أشد هذا الحديث? قال قال سفيان: وما شدته? ألم تسمع الله عز وجل يقول في كتابه: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس" أو لم تسمع الله تعالى يقول في كتابه: "يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً" هذا بعينه.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا موسى بن هارون، قال حدثنا خلف بن هشام الحافظ عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة عن سالم -يعني الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من كان قبلكم كانوا إذا عمل العامل منهم بالخطيئة نهاه الناهي تعذيراً حتى إذا كان الغد جالسه وآكله وشاربه كأنه لم يره على خطيئته بالأمس، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ثم لعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم" قال خلف: تأطرونه تقهرونه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حبان، قال أخبرنا الحسن بن علوية، قال حدثنا إسماعيل بن عيسى، قال حدثنا إسحق بن بشر، قال حدثنا شعبان الثوري عن محمد بن زيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "والذي نفسي بيده ليخرجن من أمتي ناس من قبورهم في صورة القردة والخنازير، مما داهنوا أهل المعاصي، وكفوا عن نهيهم وهم يستطيعون".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثني الحسن بن علي العلوي، قال حدثني علي بن محمد بن إبراهيم العلوي، قال حدثنا أبو الحسن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، عن أبيه عن جده عن أبيه عبد الله بن الحسن بن الحسن عن جده الحسن بن علي عليهما السلام، عن أبيه عن جده عن أبيه عبد الله بن الحسن بن الحسن عن جده الحسن بن علي عليهما السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألقوا أهل المعاصي بالوجوه المكفهرة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا موسى بن الحسن بن أبي عباد النسائي، قال حدثنا أبو حذيفة، قال حدثنا سفيان الثوري عن الحسين بن عمرو الفقيمي عن أبي الزنير عن عبد الله بن عمرو، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له إنك ظالم، فقد تودع منها".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين الجوزداني المقري، قال حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا ابن عقدة الكوفي، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن سعيد، قال حدثنا أب، قال حدثنا حصين بن مخارق عن الأعمش، ومحمد بن خالد وعبد الوهاب بن قطاف عن علي بن بذيمة عن أبي عيينة عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الرجل من بني إسرائيل كان يرى الرجل على المعصية فينهاه ثم لا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وخليطه، فلما رأى الله ذلك ضرب بقلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى ابن مريم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان متكئاً فجلس: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه أو يلعنكم كما لعنهم".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قلا حدثنا عبيد بن غنام، قال حدثنا أبو بكر بن عبد الرحمن، قال حدثنا محمد بن أبي عبيد عن أبيه عن الأعمش عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة، قال قال عبد الله بن مسعود، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن بني إسرائيل لما علموا بالمعاصي نهاهم قراؤهم وعلماؤهم عما كانوا يعملون، فعصوهم فخالطوهم في معاشهم، فضرب الله قلوب بعضهم على بعض، ثم لعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكئاً ثم قال: "كلا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطراً" أبو عبيدة الأول: هو المسعودي وهو ابن معن، والآخر: هو عامر بن عبد الله بن مسعود.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن محمد بن الحسين الأنصاري، قال حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة أبو محمد الأصفهاني، قال حدثنا بشر بن الحسين، قال حدثني الزبير -يعني ابن عدي، عن الضحاك عن ابن عباس قال جاء رجل فقال يا ابن عباس: إني أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، قال أو بلغت ذلك? قال أرجو، قال إن لم تحسن أن تفتضح بثلاثة أحرف في كتاب الله فافعل، قال قوله: "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم" أحكمت هذه الآية? قال لا، قال فالحرف الثاني? قال قوله تعالى: "لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" أحكمت هذه الآية? قال لا، قال فالحرف الثالث? قال قوله العبد الصالح شعيب: "ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه". أحكمت هذه? قال لا، قال فابدأ بنفسك.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عباد بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا أحمد بن يزيد الجمال، قال حدثنا قبيضة بن عقبة، قال حدثنا سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل، قال قيل لحذيفة: ما ميت الأحياء? قال: الذي لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر بن أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حبان، قال حدثنا عبيد الله بن محمود لمحمود الوراق: أيا عجباً كيف يعصى الإلهأم كيف يجحده جـاحـد

ولله في كـل تـحـريكةوتسكينة أبـداً شـاهـد

وفي كل شـيء لـه آيةتدل علـى أنـه واحـد

 

الحديث الرابع والثلاثون

القضاة وإكرام الشهود

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرنا القاضي الإمام أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، قال حدثنا والدي بقراءته علينا، قال حدثنا السيد الإمام رضي الله عنه إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين بن أحمد الجوزداني المقرئ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي الهمداني، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن المخارث عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام "وفصل الخطاب" قال: علم القضاء.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان الطبراني، قال حدثنا محمد بن علي بن شعيب السمسار، قال حدثنا الحسن بن بشر، قال حدثنا شريك عن الأعمش عن سعيد بن عبيدة عن أبي بريدة عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، وقاض في الجنة، قاض قضى بغير حق وهو يعلم فذاك في النار، وقاض قضى وهو لا يعلم فأهلك حقوق الناس فذاك في النار، وقاض قضى بالحق فذاك في الجنة".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن عبد الله بن الأزهر عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام: "واهدنا إلى سواء الصراط" قال: عدل القضاء.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن عبد الصمد عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنه "وفصل الخطاب" قال: الشهود والأيمان.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن فضيل بن الزبير، عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام "إن الذين يضلون عن سبيل الله" قال: هم الحاكمون بغير ما أنزل الله عز وجل.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن آبائه عليهم السلام "لها سبعة أبواب" قال: لجهنم باب لا يدفعه إلا من حكم بغير ما أنزل الله عز وجل.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري، قال حدثنا محمد بن سليمان -يعني الباغندي، قال حدثنا يحيى بن حماد، قال حدثنا أبو عوانة عن عبد الأعلى الثعلبي، عن بلال بن مرداس، عن خيثمة، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من ابتغي القضاء وسأل عليه الشفعاء وكل إلى نفسه، ومن أكره عليه أنزل الله عز وجل ملكاً يسدده".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو بكر محمد بن خلف بن حسان الخلال، قال حدثنا بيان بن علوية، قال حدثنا عبد الله بن عمر، قال حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، عن بلال بن أبي موسى، عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل القضاء وكل إلى نفسه، ومن جبر عليه نزل عليه ملك فسد له".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الفضيل بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمود الثقفي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال حدثنا أبو عروبة، قال حدثنا مخلد بن مالك، قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن عتبة بن أبي حكيم عن سليمان بن بريدة عن أبيه، قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا حكم حكم فإن شاء صرف الحل إلى غير أهله ابتغاء الدنيا لم ينظر الله إليه يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سنبك البجلي، قال أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن زكريا المروروذي، قال حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور، قال حدثني موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القاضي إذا أخذ الرشوة بلغت به الكفر، وإذا جار في حكمه نزع منه الإيمان فدخل النار".

"وبإسناده" عن علي عليه السالم، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا علي لا تقض بين خصمين حتى تسمع منهما جميعاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، قال حدثنا كثير بن يحيى، قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن عمر، قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي طوالة، عن أبيه عن أبي سعيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقض القاضي إلا وهو شبعان ريان".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الوراق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان إجازة، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال حدثني أبي عن عبد الرزاق عن معمر، قال لما عزلوه شيعته-يعني ابن شبرمة- وكان ولي القضاء، قال فلما انصرف الناس وأفردني وإياه المسير لم يكن معنا أحد نظر إلي فقال يا أبا عروة: احمد الله، أما أني لم أستبدل بقميصي هذا قميصاً منذ دخلتها، ثم سكت ساعة فقال لي يا أبا عروة: إنما أقول لك حلالاً، وأما الحرام فلا سبيل إليه.

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن محمود الثقفي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري قراءة عليه، قال حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر الرداد المنتجي بمنتج، قال حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري، قال حدثنا هارون بن معروف، قال حدثنا ضمرة بن عبد الله بن عثمان قال: كان عبادة بن نسي على قضاء الأردن فاختصم إليه رجلان، فأهدى لأخية أحدهما قلة عسل أو جرة عسل فقضى عليه، فلما قضى قال يا فلان ذهبت القلة.

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد البيع المعروف بموري فراءة عليه، قال أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان الشيباني قدم الري حاجاً، قال أخبرنا حدي أبو العباس الحسن بن سفيان الشيباني النسوي، قال حدثنا إبراهيم -يعني ابن هشام الغساني، قال حدثنا سعيد- يعني ابن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبد الله، عن غنم الأشعري، يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول: ويل لديان من في الأرض من ديان من في السماء، إلا من أم العدل، وقضى بالحق، ولم يقض على غرب ولا رهب ولا قرابة، وجعل كتاب الله مرآة بين عينيه، قال ابن غنم: حدثت بهذا الحديث معاوية ويزيد وعبد الملك.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سنبك القاضي البجلي من لفظه وحفظه، قال حدثني محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وهو في دكان ابنه أبي ذر قال: كنت بسر من رأى، وكان عبد الله بن محمد بن أيوب المخزومي بقرب أبي، فخرج توقيع الخليفة بتقليده القضاء، فانحدرت في الحال من سر من رأى إلى بغداد حتى وقفت على عبد الله بن أيوب ببابه، فخرج إلي، فقلت له: البشري، فقال: بشرك الله بخير ما هي? قال قلت: خرج توقيع السلطان بتقليدك القضاء لأحد البلدين: إما سر من رأى، أبو بغداد -أبو القاسم بن سنبك شك فيه- قال فأطبق الباب وقال: بشرك الله بالنار، وجاء أصحاب السلطان إليه فلم يظهر لهم فانصرفوا.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم ببن علي بن عاصم بن علي المقري، قال سمعت أبا يعلى، قال سمعت عبد الصمد بن مردويه، يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول: ينبغي للقاضي أن يكون يوماً في مكانه، ويوماً في قضائه، ويعلم أن له موقفاً بين يدي الله عز وجل.

"وبه" قال سمعت أبا بكر محمد بن علي بن الحسين بن أحمد المقري الجوزاني يقول، سمعت أبا بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري يقول، سمعت عبد العزيز -يعني ابن أبي رجاء يقول، سمعت المزني يقول، سمعت الشافعي يقول: من استقضى فلم يفتقر فهو سارق.

"وبه" قال أخبرنا أبو عمر محمد بن الحسين بن يوسف بن موسكان بقراءت عليه في مسجد قنطرة قرب باب سكة السعديين بالبصرة، قال سمعت أبا العباس أحمد بن الحسن بن محمد ن إسماعيل بن بطانة إملاء يقول، سمعت أبا عبد الله محمد بن إبراهيم القاضي، يقول سمعت أبا إسحاق بن إبراهيم يقول، سمعت علي بن موسى القمي يروي عن أحمد بن موسى أبو علي البصري: أنه لما عرض عليه القضاء أنشد يقول: كسرة خبز وقعب مـاءوسحق ثوب مع السلامه

خير من العيش في نعـيميكون من بعده نـدامـه

"وبه" قال السيد رضي الله عنه، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبد الله بن محمد ببن عبد العزيز، قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد الجماني، قال حدثنا خلف بن خليفة، عن أبي هاشم عن أبي بردة عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القضاة ثلاثة: اثنان في النار وواحد في الجنة، رجل علم علماً فقضى بعلمه هو في الجنة، ورجل قضى بجهل فهو في النار، ورجل قضى بغير ما يعلم فهو في النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريدة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني قال وحدثنا طالب بن قرة الأذني، قال حدثنا محمد بن عيسى الطباع "ح" قال السيد وأخبرنا أبو بكر، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا محمد بن سعيد الأصفهاني "ح" قال وأخبرنا أبو بكر، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا عبيد بن غنام، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قالوا حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن ليث بن أبي سليم عن أبي زرعة، عن أبي إدريس عن ثوبان قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي والرائش.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين الجوزداني المقري، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد ببن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن يعقوب بن عربي عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عن آبائه عن علي عليهم السلام، قال: الرشوة على الحكم كفر.

"وبه" قال حدثنا حصين عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله "مثله".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن جعفر بن محمد عليهما السلام "أكالون للسحت" قال: الرشا.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهما السلام: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، والظالمون، والفاسقون" كلها في هذه الأمة.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن هارون ببن سعد عن أبي بكر القرشي عن أبي سعيد التيمي، قال سمعت عمار بن ياسر يقول: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون" يعني كلها في هذه الأمة.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد ومحمد بن مخلد، قالا حدثنا علي بن عبد الله بن معاوية عن ميسرة بن شريح القاضي، قال حدثني أبي عن أبيه معاوية عن ميسرة عن شريح قال: لما توجه علي عليه السلام إلى حرب معاوية افتقد درعاً، فلما انقضت الحرب ورجع إلى الكوفة أصابها في يد يهودي يبيعها في السوق، فقال له علي عليه السلام: يا يهودي هذه الدرع درعي لم أعر ولم أهب، فقال اليهودي: درعي وفي يدي، قال علي عليه السلام: نسير إلى القاضي، فتقدما إلى شريح فجلس علي عليه السلام إلى جنب شريح وجلس اليهودي بين يديه، فقال علي عليه السلام: لولا أن خصمي ذمي لاستويت معه في المجلس لكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "أصغروا بهم كما أصغر الله بهم" فقال شريح: قل يا أمير المؤمنين، قال نعم أقول إن هذه الدرع التي في يد اليهودي درعي لم أبع ولم أهب، فقال شريح: أيش تقول يا يهودي? فقال: درعي وفي يدي، فقال شريح: يا أمير المؤمنين بينه، قال نعم، قنبر والحسن يشهدان أن الدرع درعي فقال شهادة الابن لا تجوز للأب، فقال علي عليه السلام: رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته? سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة" قال اليهودي: أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه، وقاضيه قضى عليه، أشهد أن هذا الحق، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن الدرع درعك يا أمير المؤمنين، كنت راكباً على جملك الأورق وأنت متوجه إلى صفين، فوقعت منك ليلاً فأخذتها. وخرج يقاتل مع علي عليه السلام الشراة بالنهروان فقتل، رحمه الله تعالى.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أحمد بن علي بن الحسين التوزي بقراءتي عليه في منزله، قال أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى الجريري، قال حدثنا أبو علي الكوكبي أبو الزنباع، عن عبد الرحمن ابن أبي عباد عن ابن عيينة عن أبي إدريس الأودي عن سعيد بن أبي بردة، أنه أخرج إليهم كتاباً وقال هذه والله رسالة عمر إلى جدي أبي موسى الأشعري: أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم، إذا أدلى إليه فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، سو بين الناس في مجلسك ووجهك وعدلك، حتى لا يطمع شريف في حيفك، ولا ييأس ضعيف من عدلك، الفهم الفهم فيما يختلج في نفسك مما ليس في الكتاب والسنة. قس الأمور بعضها ببعض وانظر أشبهها بالحق، وأحبها إلى الله عز وجل فاعمل به، لا يمنعك قضاء قضيته اليوم راجعت فيه نفسك، وهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق، فإن الحق جديد لا يبلى، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، واجعل لمن يدعي حقاً ببينة غائبة أمداً ينتهي إليه، فإن أحضر بينته أخذت له بحقه، وإلا أمصيت عليه القضاء فإنه أبلغ للعذر وأجلى للمعمي، البينة على ما من ادعى، واليمين على من أنكر، والصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحاً حرم حلالاً وحلل حراماً، ردد الخصوم كي يصطلحوا، فإن فصل القضاء يورث الضغائن، والمسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلوداً في حد، أو مجرباً عليه شهادة زور أو ظنيناً في ولاء أو نسب، إياك والقلق والضجر والتأذي من الناس عند الخصومة، فإن القضاء في مواطن الحق يوجب الله الأجر فيه، ويخلص فيه الدين، فمن خلصت نيته ولو على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن تزين للناس بما ليس في قلبه شانه الله عز وجل وأن الله لا يقبل من عبد إلا ما كان له خالصاً فمن ظنك بثواب عند الله في عاجل رزقه وآجل رحمته.

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدرستيني الخطيب القاضي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد الحافظ بالأهواز، قال حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال حدثنا عمر بن شبه، قال حدثنا عمر بن عاصم، قال أخبرنا خاقان بن عبد الله بن الأهتم، قال أريد أبو قلابة على قضاء البصرة فهرب إلى اليمامة فأريد على قضائها فهرب إلى الشام فأريد على قضائها فهرب، وقيل ليس هاهنا غيرك.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا أبو يزيد القراطيسي، قال حدثنا أسد بن موسى، قال حدثنا ابن لهيعة، قال حدثنا عبد الله بن زحر، عن خالد بن أبي عمران، عن القاسم بن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من شفع لأخيه بشفاعة فأهدي له هدية فقبلها منه، فقد أتى باباَ عظيماً من الربا".

"وبه" قال أخبرنا الحسين بن جعفر بن محمد السلماسي وابن عمه محمد بن الحسين بن محمد بقراءتي عليهما معاً، قالا حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، قال أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا، قال حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد، قال حدثني أبي أحمد، قال حدثني أبي عبد الله قال: بينما القاسم بن معن يقضي في دار بالكوفة بين الناس إذ قيل الأمير وإخوته -يعني موسى بن عيسى- قال ما له? قالوا خاصم إخوته، قال وله رقعة نادى من له حاجة حتى إذا لم يبق أحد قال أدخل الأمير وإخوته، قال فدخل موسى يخطر حتى جلس إلى جانبه فقال لا، مع خصمائك، يا غلام ساو بين ركبهم، وأجلسهم بين يديه، قال موسى: ما غاظني أحد غيظه، ثم علمت أنه إنما أراد وجه الله فأحببته.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الذكواني قراءة عليه. قال أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد العصفري، قال أخبرنا أبو عمر يوسف بن يعقوب النيسابوري، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا ابن إدريس، عن أبيه مالك بن معول عن الحكم قال: كان من أول من قضى هاهنا بالكوفة سليمان بن ربيعة الباهلي جلس أربعين يوماً لا يأتيه خصم.

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي لنفسه: الآن أيقنت أن الدهر متضـعوأن شأن المعالي ليس يرتفع

وأن أشرفنا من كـان والـدهمن البرية طراً والد لـكـع

لما رأيناك لأبـصـرت صـالـحةتقضي وأدمع عين الحكم تنهـمـع

فالناس من واقف للحشر منتـظـرومن مصيخ لإسرافيل يسـتـمـع

والجو يعجب أن الأرض ما انخسفتوالأرض تعجب منه كيف لا يقـع

"وبه" قال حدثنا شيخنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين من لفظه. قال حدثنا أبو النمر أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس، قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن طالب، قال حدثنا أبو بكر بن عيسى، قال حدثنا أبو العيناء عن العياني أنه سئل عن قاض فقال: جمع فأوعى، وسئل فأكدى، وحكم فتعدى وأنشد: أبكى وأندب مهـجة الإسـلامإذ صرت تجلس مجلس الحكام

إن الحوادث ما علمت كثـيرةوأراك بعض حـوادث الأيام

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل عماد الدين أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله قال أخبرني الشيخ السديد بينمان بن حيدر بن الحسن بن عدي الكاتب الرازي الزيدي بقراءتي عليه في شهور نيف وعشرين وخمسمائة، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه أملاه في الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين وأربعمائة، قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا الوليد -يعني ابن إبان بن توبة، قال حدثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة: قال حدثنا عبد الصمد بن موسى، قال حدثنا عمي إبراهيم بن محمد بن عبد الصمد بن علي عن أبيه عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أكرموا الشهود فإن الله يخرج بهم الحقوق ويدفع بهم الظلم".

"وبه" إلى السيد رضي الله عنه، قال أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الإمام، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عمي إبراهيم بن محمد عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أكرموا الشهود فإن الله يستخرج بهم الحقوق ويدفع بهم الظلم".

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن طلحة بن علي بن الصقر المقري المعروف بابن الكناني صهر أبي أحمد القرضي، في درب على الطويل ببغداد، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق، قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال حدثني أبي، قال حدثني عمي إبراهيم بن محمد، قال حدثنا عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الخبر بتمامه ولفظه" أعني لفظ البرمكي.

"وبه" قال حدثنا شيخنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين لفظاً وبقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت بن المحبر بقراءتي عليه في الجانب الشرقي في داره، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال حدثني أبي؛ قال حدثني عمي إبراهيم بن محمد عن عبد الصمد ابن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أكرموا الشهود" الخبر بتمامه ولفظه أعني لفظ الكناني والبرمكي.

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه من حفظه ومنه نقلت، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي، قال حدثني أبي، قال حدثنا عمي مثل ما رواه الشيخ أبو سعيد بتمامه.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حبان، قال حدثنا حاجب بن أبي بكر -يعني أركين، قال حدثنا محمد بن حميد أبو قرة الرعيني، قال حدثنا أبو صالح عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من دعي إلى شهادة يعلمها فكتمها، كان كمن شهد بالزور".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا عازم أبو النعمان، قال حدثنا معمر عن أبيه، قال وحدث حنش عن عكرمة عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من شهد شهادة ليستباح بها مال امرئ مسلم أو يسفك بها الدم، فقد أوجب له النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال أبو نعيم، قال حدثنا سفيان، عن عاصم بن أبي النجود، عن وائل بن ربيعة عن عبد الله قال: عدلت شهادة الزور بالشرك بالله وقرأ: "واجتنبوا قول الزور".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين أملاه عبد الله بن سليمان بن الأشعث ونصر بن أبي نضر الشيرازي، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان، قال حدثنا سعيد بن الصلت، قال حدثنا هارون ابن الجهم أبو الجهم القرشي، قال حدثنا عبد الملك بن عمير القبطي، قال: كنت في مجلس محارب بن دثار الهذلي وهو في قضائه حتى قدم إليه رجلان فادعى أحدهما على الآخر فأنكره، فقال: ألك بينة? فقال نعم، ادع فلاناً، فقال المدعى قبله: إنا لله وإنا إليه راجعون، والله لئن شهد ليشهدن بزور، ولئن سألتني لأزكينه، فلما جاء الشاهد، قال محارب بن دثار: حدثني عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الطير لتضرب بمناقيرها، وتقذف ما في حواصلها، وتحرك أذنابها من هول يوم القيامة، وإن شاهد الزور لا تقاد قدماه على الأرض حتى يقذف به إلى النار"، ثم قال للرجل: بم تشهد? قال كنت أشهد على شهادة وقد نسيتها، أرجع فأتذكرها، فانصرف ولم يشهد عليه بشيء.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية الحزاز، قال أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الحلاب، قال سمعت إبراهيم الحربي يقول، سمعت علي بن الجعد، يقول، سمعت أبا يوسف يقول: اختر شهادة أهل الأهواء أهل الصدق منهم، إلا الخطابية والقدرية الذين يقولون إن الله عز وجل لا يعلم الشيء حتى يكون.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، قال أخبرنا أبو محمد بن حببان، قال حدثنا الحذاء أحمد بن الحسين، قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا الحسين بن أبي جعفر، قال سمعت مالك بن دينار يقول: اختر شهادة القراء في كل شيء إلا بعضهم على بعض، لأني وجدتهم أشد تحاسداً من التيوس توثق الشاة، فيرسل عليها التيس فيثب هذا ويثب هذا.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد بن حبان، قال حدثنا أبو علي بن إبراهيم، قال حدثنا منصور بن مهدي، قال سمعت عبيد الله بن عمر يقول: جالست اثني عشر قاضياً آخر من جالست حبان بن بشر، فقال يوماً: إذا جاءك قوم للشهادة ووجوههم متغيرة، وألوانهم مصفرة، وجباههم مخددة، وظهورهم محدودبه، يمشون مشية مسترخية، ويشهدون شهادة ضعيفة، فاعلم أنهم لأموال اليتامى مفسدة.

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي لأبي الحسن علي بن أحمد ابن بكر فاخر الشيرازي الكاتب: شهود كالفهود قد اشرأبـواوتجمعهم قضاة كالـبـزاة

متى تصفو البلاد ومن عليهاإذا كان الولاة من العصاة

"وبه" قال سمعت أبا بكر محمد بن علي بن زيرك بهمذان، قال سمعت أبا العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن بركان الخفاف، يقول سمعت أبا أحمد إسحق بن عبدوس بن صالح، يقول سمعت أبا حفص المستملي، يقول سمعت الحسن بن الحسين المروزي، يقول أو غيره سمعت عبد الله بن المبارك ينشد: إن الذين تردوا أحفوا شواربهـمليس العداة لهم يوماً بمـسـرور

ترى قلانسهم كالرمح طعنتـهـاتخفى جراحتها في جنب مغرور

ما راعني منهم إلا قـلائسـهـموتحتها كل ذنب السرج مشهور

هم الصعاليك إلا أن بـأسـهـمعلى المساكين والغلات والدور

قوم إذا غضبوا كانت نكايتـهـمبث الشهادات للأيتام بـالـزور

كسيرة بجريش الملح تأكلـهـاألذ من تمرة تحشى برنبـور

كم أكلت قربت للهلك صاحبهاكحبة الفخ دقت عنق عصفور

وله أيضاً: عدلاء الـبـلاد أنـتـم ذئابسترتكم عن العيون الثـياب

غير أن الذئاب تصطاد وحشاًومباتاتها القفـار الـيبـاب

ويصيد العدول مال اليتامـىبقلاس طـوالـهـا أذنـاب

عمروا موضع التصنع شركاًومكان الخلاص منهم خراب

 

الحديث الخامس والثلاثون

ذكر الشيب والعمر

ولطف الله تعالى بالمعمر وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، وهو يروي ذلك عن القاضي أبي منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني الرازي الزيدي قراءة عليه في شهور سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وهو يروي ذلك عن والده أبي سعد بن عبد الرحيم رحمهما الله تعالى، قرأ له والده، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رحمه الله تعالى، قال أخبرنا أبو منصور محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد، قال حدثنا خلف بن هاشم البراز، قال حدثنا أبو معاوية الضرير وعبد ربه أبو شهاب الخياط، عن حجاج بن سليمان بن سحيم عن طلحة بن عبيد الله بن الكندر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من عظم جلال الله إكرام ثلاثة: ذو الشيبة في الإسلام، والحامل للقرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، والإمام المقسط" وزاد أبو شهاب في حديثه: إن الله تبارك وتعالى جواد ويحب الجود، ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها.

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا يحيى بن ميمون، قال حدثنا ابن جريج عن عطاء: "وجاء النذير" قال: الشيب.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوداني المقري، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شهدل قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر عليه السلام: "وجاءكم النذير" قال: الشيب.

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن مكي الجرجاني، قال حدثنا الحسن بن علي بن الحسين بن الحارث الهمذاني، قال حدثنا محمد -يعني ابن عبيد الأسدي، قال حدثنا نوح بن ميمون المضروب في وجهه، قال حدثنا أبو عصمة عن الحجاج بن أرطاة عن طلحة بن مصرف، عن كريب مولى بن العباس عن ابن عباس. قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله عز وجل جواد ويحب الجواد، ويحب معالي الأخلاق ويبغض سفسافها ومن تعظيم جلال الله أن يجل الإمام المقسط، وذو الشيبة في الإسلام، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو محمد بن سهل الديباجي، قال حدثنا محمد بن محمد بن الأشعث أبو علي الكوفي، قال حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن حسين، عن أبيه عن علي عليهم السلام: قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله عز وجل جواد يحب الجواد ومعالي الأمور ويكره سفسافها، وإن من عظم إجلال الله إكرام ثلاثة: ذا الشيبة في الإسلام، والإمام العادل، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا الحسن بن علي بن خلف الدمشقي، قال حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال حدثنا إسماعيل بن عياش، عن مطرح بن يزيد عن عبد الله بن زخر، عن علي بن يزيد عن القاسم بن أبي أمامة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام، وذو العلم، وإمام مقسط".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه غير مرة، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا عبد الله -يعني ابن أبي الدنيا، قال حدثنا سويد بن سعيد، قال حدثنا سويد بن عبد العزيز، قال حدثنا نوح بن ذكوان، عن أخيه أيوب عن الحسن عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقول الله تعالى إني لأستحي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام ثم أعذبهما بعد ذلك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو القاسم بن أبي العنبر المروزي، قال حدثنا الفضل بن أبي حسان الثعلبي، قال حدثنا أبو همام البصري، قال حدثنا الهيثم بن حبيب عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قال الله تعالى إني لأستحيي من عبدي المسلم يشيب في الإسلام أن أعذبه".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن عثمان بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد بن الفرح الأزرق، قال حدثنا عبيد الله بن موسى، قال حدثنا شيبان عن أبي إسحاق، عن عكرمة عن ابن عباس، قال قال أبو بكر يا رسول الله: أراك قد شبت? قال نعم، شيبتي هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الأسفاطي، قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير التستري، قال حدثنا أبو كريب، قال حدثنا معاوية بن هشام عن شيبان عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس، قال قال أبو بكر يا رسول الله؛ أراك قد شبت? قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه، قال حدثنا أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم قال قال أبو بكر: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما شيبك? قال: شيبتني سورة هود والواقعة والمرسلات وهم يتساءلون وإذا الشمس كورت" -هكذا في كتابي عكرمة. قال أبو بكر: أسقط بينهما ابن عباس.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه واللفظ له، وعبد الرحمن ابن محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الذكواني قراءة عليه بأصفهان، قالا أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا محمد بن الليث الجوهري، قال حدثنا جبارة، قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عامر بن سعد عن أبيه، قلت يا رسول الله: لقد شبت? قال شيبتني هود والواقعة، وعم يتساءلون "وإذا الشمس كورت".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا أحمد بن طارق أبو يونس، قال حدثنا عمرو بن ثابت، عن أبي إسحق عن أبي الأحوص، عن عبد الله: أن أبا بكر سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما شيبك يا رسول الله? قال: "هو والواقعة".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال حدثنا الحسين بن حيدر بن سليمان الكاتب، قال حدثنا محمد بن أبي الأزهر الأنصاري أبو عبيد الله إملاء من لفظه، قال سمعت أبا هاشم الرفاعي يقول: قام وكيع لسفيان، فأنكر عليه قيامه إليه، فقال أتنكر علي قيامي إليك وأنت حدثتني عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من إجلال الله عز إجلال ذي الشيبة المسلم"، قال فأخذ سفيان بيده فأقعده إلى جانبه.

"وبه" أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ بقراءتي عليه، قال أخبرنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافعي، قال أخبرنا أبو الحسين علي بن جعفر الحمداني، قال أنشدني يعني ابن الرومي: ومن نكد الدنيا إذا ما تنـكـرتأمور وإن غدت صغاراً عظائم

إذا رمت بالمنقاش نتف أشاهبيأتيح له من بينـهـن الأداهـم

فأنتف ما أهوى بـغـير إرادةواترك ما أشلنا وأنفي راغـم

"وبه" قال أنشدنا الرئيس أبو الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال الكاتب المسلم بن الصابي قال أنشدني جدي إبراهيم بن هلال الصابي لنفسه في الصلع: لقد أخلقت جدتي الحادثـاتوأي جديد عليهـا بـقـي

وبدلني صلـعـاً شـامـلاًمن الشعر الفاحم الأغسى

وقد كنت أمرد من عارضيفصيرت أمرد من مفرقي

"وبه" قال السيد الإمام الأجل رحمه الله تعالى، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا إسحق بن الحسن -يعني الرحبي، قال حدثنا عبد الله بن رجاء، قال حدثنا سعيد -يعني ابن سلمة، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد أنه سمع عمرو بن عنبسة، يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من شابت له شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة، ومن رمى سهماً في سبيل الله فبلغ العدو وقصر أو أصاب كان له عدل رقبة، ومن أعتق رقبة مؤمنة أعتق بكل عضو منها عضو من المعتق من النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا معاذ بن المثنى، قال حدثنا علي بن المديني "رجع" السيد قال وأخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا يحيى بن معين، قالا حدثنا وهب بن جرير بن حازم، قال حدثنا أبي، قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد العزيز بن أبي الصعبة عن حنش عن فضالة بن عبيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة، فقال رجل: إن رجالاً ينتفون الشيب? فقال: من شاء نتف شيبه- أو قال نوره".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن العباس بن المؤدب قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد العزيز بن أبي الصعبة عن حنش عن فضالة بن عبيد، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة، فقال رجل عند ذلك: فإن رجالاً ينتفون الشيب? فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من شاء فلينتف نوره".

"وبه" قال أخبرنا أبو مضر عبد الواحد بن هبيرة بن عبد الملك العجلي بقراءتي عليه بهمذان، قال حدثنا أبو الحسن بن أحمد بن صالح بن حماد المقري بياع الحديد، قال حدثنا أبو عبد الله الأزرق الحسين ابن علي بن حماد، قال حدثنا محمد بن خالد السعدي، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن سفيان بن وردان الأسدي الكوفي، قال حدثنا حماد بن عمر النصيبي، قال حدثنا السري بن شداد، قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يا علي: إن المؤمن إذا أتى عليه أربعون سنة وهو العمر أمنه الله من البلايا الثلاث، الجنون، والجذام، والبرص، فإذا أتى عليه خمسون سنة وهو الدهر، خفف الله عليه الحساب، فإذا بلغ ستين سنة فهو إلى ستين سنة في إقبال، وبعد الستين في إدبار رزقه الله تعالى الإنابة إليه فيما يحب، فإذا بلغ سبعين سنة فهو الحقب أحبه أهل السماء، فإذا بلغ ثمانين سنة أثبتت حسناته، ومحيت سيئاته، فإذا بلغ تسعين سنة فهو الغاية، وذهب عنه الدهر، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومشى على الأرض مغفوراً له، فإذا بلغ مائة سنة كان حبيس الله في أرضه، وشفع في أهل بيته وسماه أهل السماء أسير الله في أرضه".

"وبه" قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ لفظاً، قال أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر، قال أخبرنا أبو الطيب الحسن بن محمد الرياشي، قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال حدثنا أبو ضمرة - يعني أنس بن عياض، قال حدثنا يوسف بن أبي ذرة عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أنس بن مالك، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من معمر يعمر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ الخمسين لين الله عليه الحساب، فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة لما يحب، فإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين تقبل الله حسناته، وتجاوز ع سيئاته، فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وسمي أسير الله في أرضه، وشفع في أهل بيته".

"وبه" قال أخبرنا عبد الكريم بن محمد بن القاسم الصبي المحاملي، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني الشاهد، قال حدثنا أبو القاسم بن منيع، قال حدثنا أبو ضمرة عن يوسف، قال وحدثنا ابن بهلول أحمد بن إسحق، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أبو ضمرة عن يوسف بن أبي ذرة عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أنس بن مالك، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من معمر يعمر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء: الجنون، والجذام، والبرص، فإذا بلغ الخمسين لين الله عز وجل حسابه" وذكر الحديث.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن ناعمة الصدفي، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن مسعود بن عمر بن إدريس بن عكرمة الزبيري، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال حدثنا محمد بن إدريس الشافعي، وعبد الله بن الزبير عن يحيى بن سليم، عن ابن خيثم عن مجاهد عن ابن عباس: أنه سئل عن هذه الآية "حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة" قال: الأشد بضع وثلاثون، وبلغ أربعين، قال: هو الاستواء، قال: والقدر الذي أعذر الله إلى ابن آدم فيه قال: "أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير" وكان ابن عباس يقول: العمر الذي أعذر الله إلى ابن آدم فيه ستون سنة.

"وبه" قال أخبرنا عبيد الله بن محمد بن أحمد بن لولو قراءة عليه في جامع المنصور، قال حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق إملاء، قال حدثنا أبو أحمد إسماعيل بن موسى بن إبراهيم الحاسب سنة ثمان وثلاثمائة ومات سنة تسع وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن موسى الجرشي العبدي بالبصرة سنة أربع وأربعين ومائتين، قال حدثنا عبد الله بن الزبير الباهلي، قال حدثنا خالد الحذاء عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عثمان بن عفان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا استكمل الرجل أربعين سنة وطعن في الخمسين أمن من البلاء الثلاث: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ خمسين سنة حوسب حساباً يسيراً، وابن ستين يعطى الإنابة إلى الله عز وجل، وابن السبعين تحبه ملائكة السماء، وابن الثمانين تكتب حسناته ولا تكتب عليه سيئة، وابن التسعين يغفر الله له ما سلف من ذنوبه، ويشفع في تسعين من أهل بيته، وتكتبه ملائكة السماء الدنيا أسير الله في أرضه.

"وبه" قال أخبرنا علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن العباس النقاش الأشعري، قال أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال حدثنا بن أبي شيبة، قال حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف، قال: كان الرجل من أهل المدينة إذا أتت عليه أربعون سنة تفرغ للعبادة.

"وبه" قال أخبرنا علي بن المحسن قال حدثنا محمد بن أحمد، قال أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان قال حدثنا عثمان قال حدثنا أبو أحمد قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه، قال قلت لمسروق: متى يؤخذ الرجل بعمله قال إذا أتت عليه أربعون سنة فخذ حذرك.

"وبه" قال أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بحر محمد بن كوثر البربهاري قال أخبرنا يوسف بن يعقوب قال حدثنا أبو الربيع، قال حدثنا أبو شهاب عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن فضل بن عمرو عن إبراهيم، قال كان يقال إذا بلغ الرجل أربعين سنة علي -يعني خلق لم يتحول عنه، وكان يقال لصاحب الأربعين احتفظ بنفسك.

"وبه" قال أخبر أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن سبطا بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثني أحمد بن زهير بن حرب عن ابن أخي الأصمعي عن الأصمعي قال: دعي رجل إلى لهو كان يعاشر عليه قوماً فقام يريدهم فذكر أنه استوفى الأربعين فجلس عنهم وكتب إليهم: يا ربة الحذر إني عنك في شغلفطالبي بالهوى غيري وبالغزل

في الأربعين إذا ما عاشها رجلما أنهج الحق والمنهاج للرجل

"وبه" قال أنشدنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان، قال أنشدني خلف بن عمر الخياط قال أنشدني أبو حفص محمد بن عبد الله البراز بماء البصرة لنفسه: ابيض رأسي بعد حسن سوادودعا المشيب خليلتي لبعـاد

واستحصد القرن الذي أنا منهموكفى بذاك علامة الحصـاد

"وبه" قال أنشدنا أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الأديب الواسطي بها لنفسه: لما رأيت الهم قـيد هـمـنـيعن شأوها في اللهو والـلـذات

واستل شيبي مرهقـات وقـارهفي عارضي فغض من حمحاتي

غربت نفسي عن مطالبة المنـىمستيقظاً بالرقـدة الـغـفـلات

فاستوحشت من لهوها ونعيمهـاواستأنست بالوجد والخـلـوات

عمر الفتى زمن الشبيبة والصبـافإذا انقضى فاعدده في الأموات

"وبه" قال السيد الإمام الأجل رحمه الله تعالى، أخبرنا أبو القاسم منصور محمد بن محمد السواق بقراءتي عليه ببغداد، وأبو الحسين علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب بواسط بقراءتي عليه، قالا حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا محمد بن يونس الكديمي، قال حدثنا يزيد بن بيان المعلم، عن أبي الرجال عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما أكرم شاب شيخاً إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه".

"وبه" قال أخبر أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري وغيره، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر موسى الأسدي، قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال حدثني محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " من أتى عليه ستون سنة فقد أعذر الله إليه في العمر".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه، قال حدثنا محمد ببن يحيى بن سليمان، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا أبو معشر عن محمد بن المنكدر عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا أخبركم بخيركم? قالوا بلى يا رسول الله، قال أطولكم أعماراً وأحسنكم أخلاقاً".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نصير بن عرفة بن لولو قراءة عليه، قال أخبرنا إبراهيم بن هاشم بن الحسين البغوي، قال حدثنا خزيمة بن أبي سورة، قال حدثنا أبو إسحق عن ابنه، عن طلحة بن عمرو عن محمد بن المنكدر، قال: غزوت مرة فرأيت شيخاً كان صاحباً لعمرو بن عنبسة صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت لعبد الرحمن: اذهب بنا لعله يخبرنا عن بعض حديث عمرو بن عنبسة، قال فجئنا فقلنا له: أخبرنا عن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثاً لا وهم فيه ولا تزيد، قال أخبرني عمرو بن عنبسة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل فبلغ أو قصر فكأنما أعتق رقبة، ومن أعتق رقبة أعتق الله عز وجل بكل عضو من المعتق عضواً من النار حتى يكون إنسان بإنسان، ومن شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة، فقلت زدنا? فقال: إنما سألتموني أن أخبركم بما لا وهم فيه ولا زيادة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي البراق بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد بجرجرايا قال حدثنا موسى بن هارون -يعني الحمال، قال حدثنا الهيثم بن خارجة، قال حدثنا محمد بن حمير، عن ثابت بن العجلان عن سليم بن عامر، قال سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري إمام الشافعية بقراءتي عليه ببغداد، قال حدثنا أبو أحمد محمد ببن أحمد بن الغطريف بجرجان سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو خليفة: قال حدثنا الوليد بن هشام الفحدمي، قال حدثنا حريز بن عثمان، قال سألت عبد الله بن بسر: أشاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم? فأومأ إلى عنفقته.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزار، قال حدثنا أبو برزة الفضل بن محمد الحاسب، قال حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا زهير، قال حدثنا يحيى بن أبي أنيسة، أن الزهري حدثهم عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن المشركين يبيضون لحاهم فيغيروا الشيب وخالفوهم".

"وبه" قال أخبرنا عبد الصمد علي بن الحسن بن الفضل بن المأمول الهاشمي، ومحمد بن عبد الواحد بن جعفر الحديري، ومحمد بن عبد الملك بن محمد القرشي بقراءتي عليه على كل واحد منهم، قالوا أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد السكري الحربي -ولفظ الحديث له "رجع" السيد، قال السيد وأخبرناه القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسن الواسطي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ، قالا حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، قال حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن رشيد بن أبي كريب، عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تشبهوا بالأعاجم غبروا اللحى".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو محمد يوسف بن رباح بن علي قراءة عليه في جامع الأهواز، قال حدثنا علي بن الحسين الآنذي، قال حدثنا محمود بن محمد بن الفضل الأديب الأنطاكي، قال حدثنا حنش بن موسى قال أخبرنا المدائني عن عبد الله بن فايد، عن أشياخ من بني تميم، أن إياس بن قتادة العبشمي نظر يوماً في المرآة فرأى بياض الشعر في رأسه ولحيته، قال: ما بعد هذا إلا التشاغل بأمور الآخرة، هذا وداع من الدنيا، وأقبل على الاجتهاد والعبادة، فخرج يوم جمعة من المسجد فنظر إلى السماء فقال مرحباً بك، قد كنت أنتظر مجيئك، ثم التفت إلى من حوله فقال: إذا أنا مت فاحملوني إلى ملحوب فادفنوني بها، ثم سقط ميتاً فحمل إلى ملحوب فقبره بها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن بن علي الشيباني المعروف بابن الواسطي بالأيلة إمام جامعها بقراءتي عليه بها، قال حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن شيبان، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري، قال حدثنا أبو يعلى، قال حدثنا الأصمعي عن سلمة بن بلال، قال قال الحجاج بن يوسف: الشيب نذير الآخرة.

"وبه" قال أنشدنا الرئيس أبو الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال الكاتب، قال أنشدني جدي إبراهيم بن هلال الصابي لنفسه: قد كنت أخطو فصرت أمطووزاد ضعفي فصرت أعطو

خلت عهودي يدي ورجلـيفليس خطـو ولـيس خـط

كلا، على كل من يلـينـيأشل كـالـبـقـل وأحـط

وسوف أقضـي إلـى أوانعلى فيه الحمـام يسـطـو

فلـلـمـنـايا إلـى قـربوللأمـانـي نـوى وشـط

ولـلـذي أتـقـيه وشــكوللذي أرتـجـيه شـحـط

هاتيك حالي فهل لـعـذريإذا تأخرت عنـك بـسـط

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري إمام الشافعية، قال أنشدنا أبو محمد الباقي لنفسه: نعاك المشيب فلم تنتبـسـهكأن الردى أمره مشتـبـه

ولو كنت تعقل لم تنـخـدعبما أنت فيه ولم تـزه بـه

فما هو إلا بعرض الزوالوإن طال عمرك في أطيبه

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، والحسن بن علي بن محمد المقنعي، قالا أنشدنا محمد بن العباس الخراز، قال أنشدنا الصولي، قال أنشدنا عبد الله بن المعتز لنفسه: ألست ترى شيبي برأسي شـامـلاًوأنت حيلتي منه وضاق به ذرعي

كأن المقاريض التي يعـتـورنـهمناقير غربان على سنبل الـزرع

"وبه" قال حدثنا السيد الإمام الأجل نور الله قبره إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو إسحق محمد بن عبد المؤمن بن أحمد المالكي قاضي إسكاف قراءة عليه، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن هارون المقري المعروف بابن الآجري قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عد الله بن سليمان بن عيسى الباقي، قال حدثنا محمد بن مسلم بن وارة، قال وحدثني محمد بن موسى بن أعين، قال حدثنا عيسى بن يونس عن بدر بن الخليل، عن مسلم بن عطية عن عطاء بن رباح عن ابن عمر، قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن من حق إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحسن رعاية القرآن لمن استرعاه وطاعة الإمام المقسط".

"وبه" قال أخبرنا الحسين بن جعفر بن محمد بن محمد السلماسي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية الخراز "رجع" السيد، قال وأخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي، قال حدثنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب، قالا حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال أخبرنا ابن المبارك، قال وأخبرنا عوف عن زياد بن محراق، قال قال أبو كنانة عن الأشعري: إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط، قال أبو محمد: وقد رفعه غيره إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا الحسين بن جعفر وحده، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية الخراز، قال حدثنا أبو محمد -يعني ابن محمد بن صاعد، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الضراب بالبصرة، قال حدثنا عبد الله بن حمران الحمراني، قال أخبرنا عوف عن زياد بن محراق عن أبي كنانة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي ولا الجافي عنه، وذي السلطان المقسط".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق السلولي أبو جنادة، عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن العباس: "أو لم نعمركم" إلى ستين سنة.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد المقنعي، وأحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، عن سعيد بن أبي أيوب، عن محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "من أتت عليه ستون سنة فقد أعذر الله إليه في العمر". لفظهما سواء، إلا أن الأنماطي قال: وهو ابن سعيد والباقي سواء.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، عن سعيد بن أبي أيوب، قال حدثني محمد بن العجلان، عن سعيد -وهو ابن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "من أتت عليه ستون سنة فقد أعذر الله إليه في العمر".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن محمد ن أحمد بن الحسين بن محمد بن المحاملي القطان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحق بن حبان، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال حدثنا داود بن رشيد، قال حدثنا مطرف بن مازن، قال حدثنا معمر، قال سمعت محمد بن عبد الرحمن الغفاري يقول: قال أبو هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لقد أعذر الله إلى عبد عمره ستين سنة أو سبعين سنة، لقد أعذر الله إليه".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر إمام الشافعية بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الإنماطي إملاء بنيسابور، قال حدثنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ، قال حدثنا أبو يحيى المقري -وهو محمد بن عبد الله بن يزيد، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي حازم عن سهل بن سعيد، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا بلغ الرجل ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر".

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن الحسن بن علي التنوخي إملاء، قال حدثنا أبو الحسين عبد الله بن إبراهيم بن جعفر الزينبي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز الوشي، قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحرامي، قال حدثنا ابن أبي فديك، عن إبراهيم بن الفضل عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ستر المكي عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس قال: إذا كان يوم القيامة نودي: أين أبناء الستين? وهو العمر الذي قال الله تعالى: "أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن الحسين بن فرقد الحذاء بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال قال لي أبو العباس المبرد، قال عبد الله بن عامر: إذا جاوز الرجل السبعين استراح إلى التأوه. قال وقال سليمان بن أبي الشيخ، قال بعض الحكماء: إذا جاوز الرجل الستين لم يسأل عن أي شيء يجد.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري، قال حدثنا العبري قال حدثني أحمد بن الهيثم بن فراس السلمي، قال حدثنا أبو عمر العمري حفص بن عمر عن عطاء بن مصعب عن عبيد بن إبان الحميري قال: نظرت امرأة عبد الله بن سيرة الجرشي إلى زوجها عبد الله بن سيرة، وقد شاب فقالت: ويلي عليك لقد شيبك الغزو وأنهج حدتك فقال: جنت جنونـاً أن رأت لـمـتـيشابت وقبلي شاب عـم وخـال

واستهزأت سلمى وقـالـت كـذاكل امرئ يأتي علـيه الـلـيال

فقلت لا غرو دعـي شـيبـتـيفالموت يا سلمى قصارى الرجال

لا تهزئي منـي فـرب امـرئجهم مـحـياه غـداة الـنـزال

جادلته بالسيف حتـى انـثـنـىمجدلاً في النفع وسط المـجـال

وغارة نـازلـت أبـطـالـهـابالسيف صلتاً في ظلال العـوال

حتى انجلت عني وعن صحبتـيوكلتا فيهـا كـريم الـفـعـال

فارضي بقسم اللـه لا تـهـزئيمن شيبتي وارعي قديم الوصـال

فقالت امرأته: والله ما كنت قط في عيني أعظم منك اليوم، وما يعذلك عني أحد، وإني لمن نساء يحببن الكهول السادة.

"وبه" قال أنشدنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدوس بن كامل الزعفراني المؤدب لنفسه: أبعد الشيب ما تنفك تعصـيورب العالمين عليك يحصي

وعمرك زائر في كـل يوميعودك ما يزيدك غير نقص

"وبه" قال السيد الإمام رحمه الله تعالى، أخبرنا القاضي أبو علي الحسن بن علي العوامي رحمه الله تعالى قراءة عليه، سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجوداني بقراءتي عليه بأصفهان، قالا أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري "رجع" السيد، قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن النصر بن محمد بن سعيد الموصلي النحاس، قالا أخبرنا أبو يعلى محمد بن علي بن المثنى الموصلي، قال حدثنا الحسن بن عرفة العبدي، قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي "رجع" السيد أيضاً قال وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو عبد الله -يعني الجوزداني محمد بن إبراهيم، قال حدثنا ابن عرفة، قال حدثنا المحاربي واتفقا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يحذر ذلك" قال أبو يعلى الموصلي: قال ابن عرفة أنا منهم.

"وبه" أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن الشاطر الكاتب بقراءة الخطيب عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحنبلي الحربي، قال حدثنا أحمد بن الحسن -يعني ابن عبد الجبار الصوفي، قال حدثنا هاشم بن الحارث، قال حدثنا محمد بن ربيع عن كامل أبي العلى عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمر أمتي ما بين الستين إلى السبعين"

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد القرشي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ الدارقطني الشاهد، قال حدثني أبي، قال حدثني يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير، قال حدثنا داود بن الزبرقان، قال حدثت يزيد بن أبي مريم، قلت حدثني مطر الوراق، عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة عن ابن أبي نجيح السلمي، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين حاصر أهل المدينة الطائف، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من رمى بسهم فبلغ فله درجة في الجنة أو لم يبلغ فعدل رقبة" قال أبو نجيح: فرميت ستة عشر سهماً كلهن بلغ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة" قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من مسلم أعتق رقبة مسلم إلا كانت له فكاكاً من النار، وقابل كل عظم من عظام محرره عظماً من عظامه، وما من امرأة مسلمة أعتقت رقبة مسلمة إلا كانت فكاكاً لها من النار كل عظم من عظام محررها عظماً من عظامها". وقال لي بريدة بن أبي مريم: أتدري ما اسم أبي نجيح? هو عمرو بن عنبسة السلمي.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار الضرير بقراءتي عليه على باب داره بواسط ولفظ الحديث له، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المعروف بابن السقا "رجع" السيد قال وأخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا وقال ابن السقا حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، قال حدثنا بشر بن سبحان، قال حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أحسن ما غيرتم به الشيب الحنا والكتم".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ولفظ الحديث له، قال حدثنا صاحب بن أركين الفرغاني، قال حدثنا جعفر بن محمد بن فضيل الجزري "رجع" السيد قال وأخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد الحرفي، قال حدثنا أبو حامد أحمد بن زكريا بن يحيى النيسابوري في دار ابن ظريف، قال حدثنا أبو الأزهر بن منيع الحرشي، قالا حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داود، قال حدثنا زهير بن محمد عن الوطين بن عطاء، عن جنادة عن أبي الدرداء، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من خضب بالسواد سود الله وجهه يوم القيامة".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله الديباجي، قال حدثنا محمد بن محمد بن الأشعث أبو علي الكوفي، قال حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن أبي طالب عليهم السلام، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر عن أبيه عن جده علي، عن أبيه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاث يطفئن نور العبد: من قطع ود أبيه، وغير شيبه بسواد، ووضع بصره في الحجرات من غير أن يؤذن له".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الفتح مولى المتوكل المعروف بابن أبي العصب الشاعر، قال حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال حدثنا أبو نعيم الحلبي، قال حدثنا عبيد بن هشام، قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني قراءة عليه، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سهل بن مخلد العراقي الغزال، قال حدثنا محمد بن الحسين الطوسي، قال حدثنا محمد بن إسماعيل، قال حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال حدثنا إبراهيم بن نافع، قال سمعت إياس: "أو لم نعمركم وجاءكم النذير" ثلاث وستون سنة.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو محمد يوسف بن رباح بن علي البصري الحنفي قراءة عليه في الأهواز، قال حدثنا أبو الحسين علي بن الحسين بن بندار الأذني قراءة عليه بمصر في منزله، قال أخبرنا أبو العباس محمد بن محمد بن الفضل الأديب بأنطاكية، قال حدثنا عبيد الله بن محمد، قال حدثنا ابن عائشة عن ابنه قال: سأل رجل عبد الملك بن مروان عن سنه? فقال أنا في معترك المنايا هذه لي ثلاث وستون سنة فمات فيها.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو القاسم الطيب ابن يمن مولى المعتضد، قال حدثنا أحمد بن إسحق القاضي، قال حدثنا الحسن بن الصباح البزار، قال حدثنا أبو أسامة عن عثمان بن واقد، عن نافع عن ابن عمر: كان إذا أتى على هذه الآية: "ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله" بكى حتى تبتل لحيته بالبكاء، ويقول: بلى يا رب.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نصرويه الفقيه الخطيبي السمرقندي، قدم علينا حاجاً بغداد قراءة عليه، قال أخبرنا محمد بن أحمد بن مت، قال حدثنا إبراهيم بن نصر، قال حدثنا علي بن حشرة، قال أخبرنا عيسى بن يونس، عن كثير بن زيد عن الحارث بن يزيد عن جابر بن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد، وإن من السعادة أن يطول عمر العبد وأن يرزقه الله الإنابة".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الجوهري، قال أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكرياء بن حيوية الخراز قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الزهري وأبي عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي الزاهد، قالا حدثنا أحمد بن يحيى النحوي، قال أنشدني ابن الأعرابي: على ما أنها هربت وقالتهنون أجن منشاداً قـريب

فإن أكبر فإنني في لداتـيوعاقبة الأصاغر أن يشيبوا

هنون: جمع رجال، واحدها هن، يريد يا هن رجال، أجن: وقع في محنة وهلكة، في لداتي: في قوم قد كبروا مثلي.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن الفتح بن محمد العشائري الجربي وأبو علي الحسن بن علي بن عبد الله العطار المقري بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن درست البراز بن العلاء قراءة عليه، قال حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال أخبرنا أحمد بن سعيد الدمشقي، قال وأنشدنا الأمير أبو العباس عبد الله بن المعتز لنفسه: أفق عنك حانت كبرة ومـشـيبأما للفنا والحق فـيك نـصـيب

أيا من له في باطن الأرض منزلأتأنس في الدنيا وأنـت غـريب

وما الدهر إلا مـثـل يوم ولـيلةوما الموت إلا نـازل وقـريب

وقال: أيا نفس قد أثقلتنـي بـذنـوبـيأيا نفس كفي عن هواك وتوبي

وكيف التصابي بعدما ذهب الصباوقد مل مقراضي عتاب مشيبي

مجلس في الفوائد "وبالإسناد" المتقدم على حدثنا السيد الإمام الأجل نور الله قبره إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، قال قال محمد بن سلام الجمحي: مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، قال ابن سلام: وكان مالك بن عوف البصري يوم الفجار مع قومه كثر صنيعه يومئذ وهو على هوازن، حين لقيهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وساق مع الناس أموالهم وذراريهم، فحالفه دريد بن الصمة فلح وأبى، فصاروا إلى أمره فلم يحمدوا رأيه، وكان يومئذ رئيسهم، فلما رأى هزيمة أصحابه قصد قصد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان شديد الإقدام ليصيبه زعم، فوقاه مرثد بن أبي مرثد الغنوي فقتله، وحمله فرسه محاح، فلم يقدم، ثم أتاه وصاح به فلم يقدم فقال: أقدم محاح إنـه يوم نـكـرمثلي على مثلك يحمي ويكر

ويطعن الطعنة تفري وتهـرلها من البطن نجيع منهمـر

ويغلب الفاضل منها منكسـرإذا توالت زمر بعـد زمـر

ثم شهد بعدما أسلم القادسية فقال: أقدم محاح إنها الأساورهولا يهولنك رجل بارده

ثم انهزم من حنين، فصار إلى الطائف، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو أتاني لأمنته وأعطيته مائة من الإبل، فجاء ففعل به ذلك ووجهه إلى أقبال أهل الطائف، وكتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر يستمده، فكتب إليه أتستمدني وأنت في عشرة آلاف ومعك مالك بن عوف وحنظلة بن ربيعة وهو الذي كان يقال له حنظلة الكاتب? قال ابن سلام: وحدثني بعض قومه أنه قال لعمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطاني يتألفني على الإسلام، فلم أحب أن آخذ على الإسلام أجراً فأنا أردها، فقال إنه لم يعطكها إلا وهو يرى أنها لك حقاً.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التنوزي، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري، قال حدثنا أبو علي الحسن بن عليل العنزي، قال حدثني أبو مسلم محمد بن موسى الأشعري، قال حدثنا عليل بن عدي الكوني، وعداده في بني أبي ربيعة من بني شيبان، قال حدثني أبي عن أبيه قال: كنا ثلاثة إخوة، وكان أبي خلف لنا إبلاً وخيراً كثيراً، فقسمناه، فما زلت أنفق مالي وأفرقه في النوائب والحقوق حتى لم يبق إلا ثلاثون ناقة، قال فلما كان ذات يوم قالت له ابنة له يقال لها صيدا، وكانت من أجمل النساء يا أبت أتلفت مالك وذهبت به فلم يبق إلا ثلاثون ناقة، فأين تقع من أهلك ونوائبك? قال فلما كان من الليل سهر لقولها وأنشد: فكيف ينام الليل من جل مـالـهثلاثون فيها أهلـه والـنـوائب

فإن أنا لم أكسب شياب حلـوبةوصياد فارتمت عظامي الثعالب

قال والشياب: ابنه، والصيداء: ابنته، فسمعت ابنته هذا البيت، فحسبت أنه يخرج للطلب وما تدري ما يكون منه، فصارت إلى أحد عميها فلم تصادفه في المنزل، فنزلت عند ابنته، وجاء العم فقال لابنته: من عندك? قالت: صيداء، قال: لا تخافي يا بنية قفي مكانك وأمر بالإحسان إليها، وصار -يعني العم إلى أخيه، فقال له: ما جاء بك? قال: هذه صيداء في البيت فعظم على العم لصيانتهم لها، وقال: ما جاء بها? فقص عليه القصة، فقال له يا أخي: هذه مائة ناقة قد بذلتها من مالي بأعبدها فمر بمثلها، فأمر لها بمثلها وافراً فصار إليها، فقال يا بنية: قد أقر الله عينك بأبيك، فانطلقي بهذه إليه وقولي له: قال فجاءت تسوق بها، فقال: ما هذا? فأخبرته الخبر، فأقام وسكت.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكرياء بن حيوية الخراز، قال أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الشكري، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن أبي سعد الوراق، قال حدثني عبد الوهاب بن عبد الملك بن يزيد الفارسي، قال حدثني أبو بشر الجمحي، قال خرج الفرزدق يريد الشام يزور بني أمية: وبات بامرأة من الغوث بن أدد من طي فوقر في مسامعها من كلام الفرزدق ما لم تسمع مثله، قال فقالت: أين تريد? قال أريد الشام لبعض ما كنت أزور له بني أمية، قالت: فهل لك أن تقصر خطوتك وتصيب حاجتك? قال أنا إذا كالممطور بأرضه، فما ذاك? قالت هاهنا ساع من سعاة العرب إن أتيته أغناك، قال: وما عسيت أن يصنع بي ساع من سعاة العرب? فقالت: أدنى ذلك أن تصيب وصلة إلى حاجتك، قال فوقع الكلام بموافقة أبي فراس، فغدا عليه وهو يصدف على الماء فانتسب إليه وتعرف إليه، فقال اجلس، فلما فرغ أعطاه مائة وعشرين برعاتها، قال فأقبل يودعه، فقال له: أقم فلأعطينك جميع ما أجتني، قال حسب أغنيتني على دهري وأعفيتني من مسألة اللئام، ثم أقبل عليه وهو يقول: تقول ابنة الغوثا مالك هـاهـنـاوأنت تميمي مع الشرف حاجبه

فقلت لها الحاجات يطرحن بالفتىوهم تعناني فغـنـا ركـائبـه

وما حب ليل قادنا مـن بـلادنـاولا كان دين من بها أنا طالبـه

ولكن أتينـا خـنـدفـياً كـأنـههلال سماء زال عنه سحائبـه

وكائن تخطت من فساطيط عاملإليك ومن خرق تعاوى ثعالبـه

والمعنى لهذا: الحكم بن عبد المطلب بن عبد الله بن حنطب المخرومي.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني، قال أنشدني أبو بكر محمد بن أحمد الكرخي المؤدب: الخط يبقى زمـانـاً ثـم ينـدرسوالمرء يحصى عليه اللفظ والنفس

فاخطط بكفك ما تحمد عواقـبـهفأنت باللفظ والأنفاس محتـبـس

لو صح عند لسان المـرء أن لـهمسائلاً لاعتراه الصمت والخرس

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عيسى الرماني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن يزيد، قال حدثنا العكلي عن أبيه عن رجل من بني تميم، قال وجد على باب صنعاء كتاب بالمسند: إذا اتضعت العتاق، وارتفعت الدقاق، وذهبت مكارم الأخلاق، ظهر من الأمر ما لا يطاق، العتاق: الخيار.

"وبه" قال حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد المقنعي إملاء، قال أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عمران المرزباني، قال أخبرنا الصولي، قال وجدت بخط عبد الله بن الحسين بن مخلد، قال أنشدنا إبراهيم بن العباس الصولي لخاله العباس بن الأحنف: إن قال لم يفعل وإن سيل لميبذل وإن عوتب لم يعتـب

ضب بعصياني ولو قال ليلا تشرب البارد لم أشرب

ثم قال: هذا والله الكلام الحسن المعنى، السهل المورد، القريب المتناول، المليح اللفظ، العذب المستمع، القليل النظر، العزيز الشبيه، الممتع البعيد قربه، الصعب في سهولته، قال فجعل الناس يقولون هذا الكلام والله أحسن من شعره.

"وبه" قال السيد، قال لنا الشيخ أبو محمد، وقيل هذا البيت هو أول الأبيات: إليك أشكو رب ما حل بيمن حب هذا العاتب لمذنب

 

الحديث السادس والثلاثون

ذكر آخر الزمان

وأشراط الساعة وأماراتها وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، قال أخبرني القاضي أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، قال حدثنا والدي بقراءته علينا، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد الأبنوسي الصيرفي بقراءتي عليه، وأبو الفرج أحمد بن مرحب الفارسي الصيرفي بقراءتي عليه وأبو طاهر إبراهيم بن مرحب الفارسي بقراءتي عليه وجماعة، قالوا أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى، قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال حدثنا أبو سعيد عيسى بن سالم الشاشي، قال حدثنا أبو زيد الخراز، قال أبو القاسم واسمه خالد بن حبان، قال السيد: هو الرقي، وهو جد أحمد بن يحيى خالد بن حبان، كان من ساكني مصر عن زيد بن واقد عن مكحول عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من اقتراب الساعة إذا رأيتم الناس أماتوا الصلاة، وأضاعوا الأمانة، واستحلوا الكبائر، وأكلوا الربا، وأخذوا الرشا، وشيدوا البناء، واتبعوا الهوى، وباعوا الدين بالدنيا، واتخذوا القرآن مزامير، واتخذوا جلود السباع صفوفاً، والمساجد طرقاً، والحرير لباساً، وكثر الجور، وفشا الزنا، وتهاونوا بالطلاق، وأوتمن الخائن، وخون الأمين، وصار المطر قيظاً، والولد غيظاً، وأمراء فجرة، ووزراء كذبة، وأمناء خونة، وعرفاء ظلمة، وقلت العلماء، وكثرت المصاحب والقراء، وقلت الفقهاء، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد وطولت المنار، وفسدت القلوب، واتخذوا القيان واستحلت المعازف، وشربت الخمور وعطلت الحدود، ونقصت الشهود ونقضت المواثيق، وشاركت المرأة زوجها، وركب النساء البراذين، وتشبهن النساء بالرجال والرجال بالنساء، وحلف بغير الله وشهد الرجل من غير أن يستشهد، وكانت الزكاة مغرماً والأمانة مغنماً، وأطاع الرجل اتقاء شره، وكثرت الشرط، وصعدت الحملان المثابر، ولبس الرجال الشيحان وضيقت الطرقات، وشيد البناء، واستغنى الرجال بالرجال، واستغنى النساء بالنساء، وصارت خلافتكم في صبيانكم، وكثر خطباء المنابر، وركن علماؤكم العلم ليجلبوا به دنانيركم ودراهمكم، واتخذتم القرآن تجارة، وضيعتم حق الله في أموالكم، وصارت أموالكم عند شراركم، وقطعتم أرحامكم، وشربتم الخمور في ناديكم، ولعبتم بالميسر، وضربتم بالكبر والمعازف والمزامير، ومنعتم محاويجكم زكاتكم، ورأيتموها مغرماً، وقتل البريء لتقطى العامة بقتله، واختلف أهواءكم، وصار العطاء في العبيد والسقاط، وطففت المكاييل والموازين، ووليتم أمركم السفهاء.

"وبه" قال السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو طالب محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي البراز، قال حدثني إسحاق يعني الحربي، قال حدثنا أبو حذيفة، قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة، قال: لقد قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مقاماً ما ترك فيها شيئاً إلا قيام الساعة إذا ذكره، علمه من علمه، وجهله من جهله، فإني قد أرى الشيء وقد كنت نسيته فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن حمدان بن ريذة الأصفهاني قراءة عليه بها، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو زيد عبد الرحيم بن حاتم المرادي بمصر سنة ثمانين ومائتين، قال حدثنا نعيم بن حماد، قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن علي بن زيد عن أبي نصر عن أبي سعيد الخدري قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة العصر بنهار، ثم خطب إلى أن غابت الشمس، فلم يدع شيئاً هو كائن إلى يوم القيامة إلا حدثنا به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه.

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن الحسني الكوفي بقراءتي عليه بها، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال حدثنا إبراهيم بن علي البزار، قال حدثنا أبو فضالة فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن علي بن أبي طالب عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء، قيل: وما هن يا رسول الله? قال: إذا كان المال دولاً، والأمانة مغنماً والزكاة مغرماً، وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه، وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشربت الخمور، واتخذت القيان والمعازف، ولبس الحرير والديباج، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فلترقبوا عند ذلك ثلاثاً: ريحاً حمراء، وخسفاً، ومسخاً".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد عبد الرحمن أبو طاهر قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن نصير، قال حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال حدثنا جرير عن أبي فروة، عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير عن أبي ذر وأبي هريرة، قالا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجلس بين ظهراني أصحابه، فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل، قال فطلبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن نتخذ له مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه، قال فبنينا له دكاناً من طين، فكان يجلس عليه وكنا نجلس بجانبه، فإنا لجلوس ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس في مجالسه محتب، إذ أقبل رجل من أحسن الناس وجهاً وأطيب الناس ريحاً وأنقى الناس ثوباً، كأن ثيابه لم يمسها دنس، حتى سلم من طرف البساط، فقال السلام عليك يا محمد، فرد عليه السلام، فقال: أدنو يا محمد? فقال أدنه، فما زال يقول: أدنو ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول أدنه، حتى جاء فوضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال يا محمد: ما الإسلام? وذكره، وقال أخبرني يا محمد عن الساعة متى هي? فنكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يجبه، ثم أعاد فلم يجبه، ثم رفع رأسه فحلف بالله أو بالذي بعث محمداً بالحق ودين الحق ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن لها علامات: إذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان، ورأيت الحفاة العراء ملوك الأرض، ورأيت المرأة تلد ربها. وهي خمس لا يعلمهن إلا الله: "إن الله عنده علم الساعة" الآية، ثم سطع غبار إلى السماء ثم قال: والذي بعث محمداً بالهدى ودين الحق ما كنت بأعلم به من رجل منكم، وإنه لجبريل عليه السلام في صورة دحية الكلبي.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم "ح" قال السيد وأخبرنا محمد بن عبد الله، قال أخبرنا سليمان، قال وحدثنا محمد بن محمد التمار، قال حدثنا محمد بن كثير "ح" قال وأخبرنا محمد بن عبد الله، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا عثمان بن عمر الضبي، قال حدثنا عمرو بن مرزوق "ح" قال وأخبرنا محمد بن عبد الله، قال أخبرنا سليمان، قال حدثنا أحمد بن داود المكي، قال حدثنا قرة بن حبي، قال مسلم وابن كثير وقرة، وحدثنا شعبة، وقال عمرو أخبرنا شعبة عن فرات القرار عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال: أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من غرفة فقال: "ماذا تقولون? ماذا تذكرون? قلنا الساعة، فقال: أما إنها لن تقوم حتى ترون عشر آيات، خسف بالمشرف وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وخروج يأجوج ومأجوج، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام، ونار تخرج من قعر عدن ترحل الناس تقيل معهم حيث قالوا، وتريح معهم حيث راحوا، وريح تلقيهم في البحر".

"وبه" قال أخبرنا أبو يعلى الحسين بن محمد بن إبراهيم بن النصيري الخباز بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال حدثنا أحمد بن نصر بن بجير، قال حدثنا صالح بن علي النوفلي بحلب، قال حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى الفراء، قال أخبرنا أبو إسحق الفزاري عن مغيرة بن زبيد عن سالم بن أبي الجعد عن ابن مسعود، قال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن من أشراط الساعة أن لا يسلم الرجل على الرجل إلا لمعرفته، وأن يمر الرجل في المسجد حتى يخرج منه لا يصلي فيه، وأن يتطاول الحفاة العراة في بيوت المدر، وأن يكون الشيخ بريداً بين الأفقين للغلام".

"وبه" قال أخبرنا عبد الله بن أحمد الواعظ بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بحر محمد بن الحسن ابن كوثر البربهاري. قال حدثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا عبد الملك بن قدامة الجمحي. قال حدثني إسحق بن بكر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "سيأتي على الناس سنون جداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها بالرويبضة، قيل يا رسول الله: وما الرويبضة? قال: السفيه يتكلم في أمر الناس".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالطريقي الكبي، قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن شيبة، قال حدثنا سهل بن نوح، قال سمعت محمد بن رزق الله يقول، سمعت معروفاً الكرخي يقول، سمعت فضيل بن عياض يقول، قال الله عز وجل: "إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني".

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أنشدنا أبي القاضي علي بن المحسن بن علي لنفسه: يا عجباً للزمان أزمنة الأحرار طراً عجـائبـه

غالية عندهم مكاسـبـهرخيصة فيهم نـوائبـه

"وبه" قال أنشدنا الرئيس أبو الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال بن الصابي الكاتب، قال أنشدنا جدي لنفسه: تهون علي النوائبات كـوامـلاوأفرق من أطفالها حين توضع

ألم تر أن الكامل العمر مـؤذنبنقص وأن المبتدى يتـرعـرع

إذا اشتدت اللأواء حان انقراضهاوعاضتك منها دولة تـتـوقـع

تطاب فلـلأيام بـؤس وأنـعـمعواقبها مـكـروهة يتـوقـع

"وبه" قال السيد أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن بن الحسين الحسني الكوفي بقراءتي عليه بها، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن مصعب الزراع، قال حدثنا محمد بن حرب النسائي الواسطي، قال حدثنا مروان بن عبد الملك الأشعري، عن أبي عبد الله العبدي، عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان في آخر الزمان تذهب سنة العرب ويهلك خيار الناس ووجوههم، ويرتفع سفلة الناس وشرارهم، ويكون الأموال في أشحاء الناس أو بخلاء الناس، وإن المنافق ليبهت المؤمن فيطلب المؤمن عوناً فلا يصيبه، ويطلب المنافق أعواناً فيصيب ما أراد".

"وبه" قال لنا الشريف، قال لنا ابن السري، غريب من حديث مروان بن عبد الله الأشعري عن أبي عبد الله بن عبد الرحمن العبدي، عن أنس بن مالك، وليس عند الحسين بن مصعب غير هذا الحديث.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي بمصر سنة ثمانين ومائتين، قال حدثنا نعيم بن حماد، قال أخبرنا ابن المبارك عن المبارك بن فضالة عن الحسن عن النعمان ابن بشير، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن بين يدي الساعة فتناً كأنها قطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع فيها قوم أخلاقهم بعرض من الدنيا يسير وبعرض من الدنيا" قال الحسن: فوالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيتهم صوراً ولا عقول، وأجساماً ولا أحلام، فراش نار، وذبان طمع، يقدن بدرهمين ويروجون بدرهمين، يبيع أحدهم دينه بثمن غبن.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي القضباني الأطروش من لفظه وأصله من بني حرام بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الأسفاطي إملاء، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي حرب الصفار، قال حدثنا عبد الواحد بن غياث القيسي، قال حدثنا عبد العزيز بن المختار عن جعفر بن محمد عليهما السلام، عن أبيه عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش صبحكم أو مساكم، ثم يقرن إصبعيه السبابة والتي تليها ثم يقول: "بعثت أنا والساعة كهاتين، ثم يخطب فيقول: خير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رشتة قراءة عليه، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله العطار إملاء يوم الاثنين بالبصرة لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا العباس بن حماد بن فضالة، قال حدثنا عمرو بن أبي الحارث، قال حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز عن كوثر بن حليم عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يبعث الله أمراء كذبة، ووزراء فجرة، وأعواناً خونة، وعرفاء ظلمة وقراءة فسقة، سيماهم سيماء رهبان، قلوبهم أنتن من الجيفة، أهواؤهم مختلفة، يفتح الله لهم فتنة غبراء مظلمة فيتهاوكون فيها كتهاوك اليهود الظلمة، والذي نفس محمد بيده لينقضن الإسلام عروة عروة حتى لا يقال الله الله. لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم، فليسو منكم سوء العذاب، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن الصائع المكي، قال حدثنا محمد بن معاوية النيسابوري، قال حدثنا محمد بن سلمة الحراني، عن خصيف عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "سيجيء في آخر الزمان أقوام تكون وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين، أمثال الذئاب الضواري، ليس في قلوبهم شيء من الرحمة، سفاكين للدماء يرعون عن قبيح، إن تابعتهم واربوك، وإن تواريت عنهم اغتابوك، وإن حدثوك كذبوك، وإن ائتمنتهم خانوك، صبيهم عارم، وشابهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، الاغترار بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، الحليم فيهم غاو والآمر بالمعروف فيهم متهم، والمؤمن فيهم مستضعف، والفاسق فيهم مشرف والسنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنة، فعند ذلك يسلط الله عليهم شرارهم، ويدعو خيارهم فلا يستجاب لهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا أبو يعلى محمد بن شداد المسمعي، قال حدثنا أبو عامر العقدي، قال حدثنا هشام عن قتادة عن أنس قال: لأحدثنكم حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لا يحدثكموه أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويكثر الجهل، ويظهر الزنا، وتشرب الخمور، ويقل الرجال وتكثر النساء، حتى يكون في الخمسين امرأة القيم الواحد".

"وبه" قال أخبرنا أحمد بن عبد الملك بن محمد الأنماطي المعروف بابن الملاعب بقراءتي عليه في مقابر قريش ببغداد، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا محمد بن هشام البحتري، قال حدثنا بشر بن الوليد، قال حدثنا سليمان بن داود اليماني عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "والذي نفسي بيده لا تنقضي الدنيا حتى يقع الخسف والمسخ والقذف، قالوا: متى يا نبي الله بأبي أنت وأمي? قال: إذا رأيت النساء يركبن السروج، وكثرت القينات، وشهد شهادة الزور، وشرب المصلون في آنية أهل الشرك الذهب والفضة، واستغنى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، فاستعدوا واستدفئوا -وقال بيده هكذا ثم جمعها على جبهته يستر وجهه".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي قراءة عليه، قال حدثنا عبد الله بن أبي الخصيب، قال حدثنا عمرو بن محمد العنقري، قال أخبرنا مسلمة بن جعفر، عن سعد عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام، قال قال رجل يا رسول الله: متى الساعة? فزبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى إذا صلى الفجر رفع رأسه إلى السماء فقال: تبارك خالقها ورافعها ومبدلها وطاويها كطي السجل للكتاب، أين السائل عن الساعة? فجثا الرجل على ركبتيه من آخر القوم فإذا هو عمر بن الخطاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند ذلك: حيف الأئمة، وتكذيب القدر، وإيمان بالنجوم، وقوم يتخذون الأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، والفاحشة زيادة، فسأله عن الفاحشة زيادة? فقال: لقد سألته عنها فزعم أنه كان سأل أباه عنها، فقال: لقد سألت أبي عنها فقال: الرجلان من أهل الفسق يضع أحدهما لصاحبه طعاماً وشراباً ويأتيه بالمرأة ويقول اصنع لي كما صنعت لك، فيتزاورون على ذلك هلكت أمتي يا بن الخطاب".

"وبه" قال أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن طوق الموصلي التاجر -قدم علينا بغداد- قال أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل المرجي، قال حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، قال حدثنا محمد بن بكار، قال حدثنا عبد الحميد بن بهرام، قال حدثنا شهر بن حوشب، قال حدثني جندب بن نحيلة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تكون من بعيد فتن كقطع الليل المظلم، تصدك كصدم حياة فحول الثيران، يصبح الرجل فيها مسلماً، ويمسي كافراً، ويمسي فيها مسلماً ويصبح كافراً، فقال رجل من المسلمين: أفرأيت إن دخل على أحدنا في بيته? قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فيمسك بيده ولتكن عبد الله المقتول، ولا تكن عبد الله القاتل، فإن الرجل يكون في فئة الإسلام، فيأكل مال أخيه ويسفك دمه، ويعصي ربه ويكفر بخالقه وتجب له جهنم".

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثنا عبد الواحد بن محمد الخصيبي، قال حدثني أبو علي محمد بن إسماعيل، قال حدثني أبو عمر الهول، قال: كنت عند أبي داود والناس عنده، فجاء رجل في أطمار فوقف بين يديه، وقال يا أبا عبد الله: وقبض على أطماره وقال: إن الذي قد كنت فـيهولست تدري ما يكون

وهو الزمان كما علمتبنقض ما نبني رهين

قال: فأمر له بألف درهم وكسوة، وقال: إذا نفدت فعد إلينا.

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي، قال أنشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمد الببغا لنفسه ابتداء قصيدة يعزي فيها سيف الدولة عن أبيه عن أبي المكارم: سرورنا بك فوق الهـم بـالـنـوبفما يغالبنا حـزن عـلـى طـرب

إذا تجاورت الأقطار عنـك فـمـافي واجب الشكر أن يرتاع من شيب

حتام تخدعنا الدنـيا بـزخـرفـهـاولا تخلصنا منـهـا عـلـى أرب

نسر منها بما تجـنـي عـواقـبـههماً ونهرب والآجال في الطـلـب

"وبه" قال السيد رضي الله عنه، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، قال حدثنا محمد بن الفضل السقطي، قال حدثنا سعيد بن سليمان "رجع" قال السيد وأخبرنا محمد بن عبد الله، قال أخبرنا سليمان، قال وحدثنا أبو خليفة، قال حدثنا أبو الوليد، قالا حدثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب، قال حدثنا جندب بن سفيان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ستكون بعدي فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، فقال رجل من المسلمين: فكيف نصنع عند ذلك يا رسول الله? قال: ادخلوا بيوتكم واخمدوا ذكركم، فقال رجل: أرأيت إن دخل على أحدنا بيته? فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليمسك بيده وليكن عند الله المقتول ولا يكن عند الله القاتل، قال فإن الرجل يكون في فئة الإسلام فيأكل مال أخيه ويسفك دم أخيه، ويعصي ربه، ويكفر بخالقه، وتجب له النار".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الوراق الأزجي، بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا موسى بن هارون الحمال، قال حدثنا أبو موسى إسحق بن إبراهيم الهروي، قال حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، قال حدثنا الأعمش عن هلال بن يساف عن عمران بن حصين، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يكون في هذه الأمة -أو قال في أمتي- خسف وقذف ومسخ، قالوا يا رسول الله: ومتى ذاك? قال: إذا ظهرت المعازف، وكثرت القيان، وشربت الخمور".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن الفتح الحربي، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان إجازة، قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال حدثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر عن إسحق بن راشد عن عمرو بن وابصة الأسدي، عن أبيه قال: إني بالكوفة في داري إذ سمعت على الباب "سلام عليكم" الخ، قلت وعليكم السلام، فلما دخل إذ هو عبد الرحمن بن مسعود، قلت يا أبا عبد الرحمن: أي زيارة هذه? قال: إنه طال علي النهار وذلك أني في بحر الظهيرة فذكرت من الحديث إليه، فجعل يحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحدثه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "يكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع، والمضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الراكب، والراكب خير من المجدي، قتلاها في النار، قلت يا رسول الله: ومت ذلك? قال: ذاك أيام الهرج، قلت: ومتى أيام الهرج? قال حين لا يأمن الرجل جليسه، قلت فما تأمرني يا رسول الله إن أدركت ذلك? قال: اكفف يدك ونفسك وادخل دارك، قال قلت يا رسول الله: أرأيت إن دخل علي داري? قال فدخل بيتك، قلت: أرأيت إن دخل علي بيتي قال: فادخل مسجدك واصنع هذا -وقبض يمينه على الكوع- ووصفه الحماني: وقل ربي الله، حتى تقتل على ذلك".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني البطحاني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا محمد بن جعفر التميمي قراءة عليه، قال أخبرنا محمد بن محمد بن سعيد، قال أخبرني الحسن بن علي بريع، قال حدثنا القاسم بن عبد الله العبدي، قال حدثنا أبي، قال سمعت عبد الرحيم بن نصر البارقي، قال سمعت الإمام أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام يقول قال علي بن أبي طالب عليه السلام: "إذا كان زعيم القوم فاسقهم، وأكرم الرجل اتقاء شره، وعظم أرباب الدنيا، واستخف بحملة كتاب الله، وكانت تجارتهم الربا، ومأكلهم أموال اليتامى، وعطلت المساجد، وأكرم الرجل صديقه وعق أباه، وتواصلوا على الباطل وعطلوا الأرحام، واتخذوا كتاب الله مزامير، وتفقه لغير الدين، وأكل الرجل أمانته واؤتمن الخائن، وخون الأمناء، واستعملت كلمة السفهاء، وزخرفت المساجد، وزخرفت الكنائس، ورفعت الأصوات في المساجد، واتخذت طاعة الله بضاعة، وكثر القراء وقل الفقهاء، واشتد سب الأتقياء، فعند ذلك توقعوا ريحاً حمراء، وخسفاً ومسخاً وقذفاً وزلازل وأموراً عظاماً" وكان علي ابن الحسين عليهما السلام إذا ذكر هذا الحديث بكى بكاء شديداً ويقول قد رأيت أسباب ذلك والله المستعان.

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن جعفر السلماسي البيع بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الوهان، قال حدثنا محمد بن عمر البحتري الزرار، قال حدثنا عباس بن محمد البروري، قال حدثنا يعلى بن عبيد، قال حدثنا أبو حبان عن أبي زرعة قال: جلس ثلاثة نفر إلى مروان بالمدينة فسمعوه يحدث في الآيات وأولها خروجاً الرجال، فانصرفوا من عنده فجلسوا إلى عبد الله بن عمرو، فحدثوا بما سمعوه من مروان في أول الآيات أن أولها خروجاً الرجال، فقال: إن مروان لم يقل شيئاً، قد حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثاً لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الآيات: "إن أولها خروجاً طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى، فأيها كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريباً، ثم قال عبد الله عند ذلك وكان يقرأ الكتاب: أفأظن أولها خروجاً طلوع الشمس من مغربها، وعادتها أنها إذا غربت أتت تحت العرش فسجدت فتستأذن في الرجوع فلا يرد عليها شيئاً، ثم تستأذن في الرجوع فلا يرد عليها شيئاً، ثم تستأذن فلا يرد عليها شيئاً، فإذا أراد الله أن يطلعها من مغربها استأذنت في الرجوع فلا يرد عليها شيئاً، فإذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب، وعرفت أن لو أذن في الرجوع لها لم تدرك المشرق قالت: رب ما أبعد المشرق، من لي بالناس، فإذا صار الأفق كالطوق استأذنت في الرجوع، فيقال لها اطلعي من مكانك، فتطلع من مغربها ثم تلا عبد الله هذه الآية: "يوم لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم سعيد بن وهب بن أحمد بن سليمان الدهقان بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكائي، قال حدثنا عبد الله بن غنام، قال حدثنا محمد بن العلاء، قال حدثنا معاوية بن شيبان عن جابر عن أبي الطفيل قال: فزع الناس قبل خروج الدجال، فانطلقنا إلى دار حذيفة وهي ممتلئة من الناس، فخرج عليهم حذيفة فقال: يا أيها الناس إن خروج الدجال أبين من طلوع الشمس وغير الدجال أخوف لي عليكم، إن قبل خروج الدجال فتناً تغربل الناس غربلة الحنطة، فما طار منها هلك، وما سقط منها هلك، وما ثبت منها نجا.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن المظفر الحافظ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن هارون، قال حدثنا علي بن سليمان، قال حدثنا عباد بن صهيب، قال حدثنا روح بن القاسم، قال حدثنا مطر عن عبد الله بن زيد عن يحيى بن يعمر عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الله يبغض الفاحش المتفحش، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وسوء المجاورة، وقطيعة الرحم، وحتى يؤتمن الخائن ويخون الأمين".

"وبه" قال أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري قراءة عليه، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن غالب بن حرث، قال حدثنا قبيضة بن عقبة، قال حدثنا سفيان عن جعفر بن محمد عليهما السلام عن أبيه عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذكر الساعة احمر وجهه واشتد صوته.

"وبه" قال أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن المعدل قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، سنة إحدى وستين وثلاثمائة، قال حدثنا محمد بن جعفر القتات، قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن شقيق، قال كنت مع عبد الله وأبي موسى في المسجد، فقالا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن بين يدي الساعة أياماً ينزل فيها الجهل، ويرفع العلم، ويكثر فيها الهرج" والهرج: القتل.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الصيرفي بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد القتات، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن أبي المغيرة الأزرق، عن الحسن قال: "إذا رأيت الناس قد شرفوا البنا، وأكلوا الرشا، وباعوا الدين بالدنيا، فالهرب الهرب".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا محمد بن علي بن الحكم قراءة، قال حدثنا محمد بن عمار العطار قراءة، قال حدثنا جعفر بن محمد بن عبيد الصيدلاني، قال حدثنا عبد الرحمن بن القاسم القطان، قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن -يعني ابن حماد الكوفي، قال حدثنا سعيد بن إسماعيل بن يحيى المدني، قال حدثنا حسين بن زيد عن أبيه عن جده قال: "إن مما يعرف باقتراب الساعة، ترك الناس الأعمة، وتضييق الأكمة، وجور الأئمة".

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي، قال أنشدنا أبو علي أحمد بن علي المدائني المعروف بالهايم، قال أنشدنا أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان لنفسه: خفض عليك ولا تبت قلق الحشامما يكون وعـلـه وعـسـاه

فالدهر أقصر مدة ممـا تـرىوعساك أن تكفي الذي تخشـاه

"وبه" قال السيد الإمام رضي الله عنه أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، قال حدثنا حسان بن غالب الحجري، قال حدثنا ابن لهيعة، عن أبي زرعة عن عمرو بن جابر عن عبد الله بن الحارث جرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "سيكون بعدي سلاطين الفتن على أبوابهم كمبارك الإبل لا يعطون أحداً شيئاً إلا أخذ من دينه مثله".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخراز، قال حدثنا أبو عبيد الصيرفي، قال حدثنا الفضل بن يعقوب الزجاجي أبو العباس، قال حدثنا حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك بن أنس، قال أخبرنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن ابن الحباب، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه، أطلقه الحق أو أوثقه".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه، قال أخبرنا محمد بن علي بن الحكم، قال أخبرنا محمد بن عمار العجلي قراءة عليه، قال حدثنا أحمد بن عيسى بن هارون العجلي، قال حدثنا علي بن عمروس الأنصاري، قال حدثنا أبو عمارة الأنصاري، عن إبراهيم بن محمد عن حمزة بن أبي حمزة الجعفي، عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "خذوا العطاء ما كان عطاء، فإذا كان رشوة عن دينكم فلا تأخذوه، ولن تتركوه يمنعكم من ذلك الفقر والفاقة، إن بني فرح فارس والروم قد داروا، وإن رحى الإيمان دائرة فحيثما دار القرآن فدوروا معه، فيوشك السلطان والقرآن أن يفترقا ويحكمون لكم يحكم ولهم بغيره، فإن أطعتموهم أضلوكم، وإن عصيتموهم قتلوكم، فكونوا كأصحاب عيسى عليه السلام نشروا بالمناشير ورفعوا على الخشب، إن موتاً في طاعة الله خير من حياة في معصية الله، وإن أول ما نقص من بني إسرائيل كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر شبه التعذير إذا لقي أحدهم صاحبه الذي كان بغيب آكله وشاربه كأنه لم يغب عليه شيئاً، فلعنهم الله على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون الآية. والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم، فتأطروه على الحق أطراً أو ليضربن الله قلوب بعضكم بعضاً".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا الحسن بن علوية القطان، قال حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار قال حدثنا طاهر بن حماد بن عمرو عن سفيان عن خالد -هو ابن سلمة الفافا عن الشعبي، عن كعب بن عجرة، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن على وسادة فقال يا كعب بن عجرة: أعيذك بالله من إمارة السفهاء، قلت يا رسول الله: وما إمارة السفهاء? قال: أمراء يكونون بعدي، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم في ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض: يا كعب بن عجرة: الصلاة نور والصدقة برهان والصوم جنة، والناس غاديان: فغاد مبتاع نفسه فمعتق رقبته، وغاد بائع نفسه فموثق رقبته".

"وبه" قال اخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن الحسين بن عبد الرحمن الحسني الكوفي بقراءتي عليه بها أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكائي، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن شجاع البغدادي إملاء من كتابه، قال حدثنا أحمد بن الحجاج بن الصلت، ابن أخي محمد بن الصلت، قال حدثنا المنذر بن عفان، قال حدثنا معمر بن زائدة قائد الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الأشرار بعد الأخيار خمسين ومائة سنة يملكون وهم الترك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان، قال أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي بها، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، قال حدثنا أحمد بن الحجاج بن الصلت، قال حدثنا المنذر بن عمار، قال حدثنا معمر بن زائدة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الأشرار بعد الأخيار خمسين ومائة عام يملكون جميع الدنيا -يعني الترك" هذا في كتابي، المنذر بن عمار في هذه الرواية، وفي رواية الشريف بن عفان.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال قراءة عليه في جامع المنصور، قال حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقري، قال حدثنا محمد بن جرير الطبري، قال حدثنا العباس بن الفضل بن يوسف، قال حدثنا الحسين بن نصر بن مزاحم، قال حدثنا سليمان بن يزيد عن أبي سعيد عن أبي يزيد عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس، قال قال أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما حالنا إذا تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهما أفضل الأعمال? قال: ينزل بكم ما نزل ببني إسرائيل، قالوا يا رسول الله، وما نزل ببني إسرائيل? قال: تفشوا الفواحش في شراركم، وتكون المداهنة في خياركم، ويكون العلم في رذالكم، وتكون الإمرة في صبيانكم.

"وبه" قال أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن إسحق بن إبراهيم بن ريذة، قال حدثنا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي لفظاً، قال حدثنا أبو الموجة محمد بن عمرو الموجة، قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد العتكي عبدان عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري عن إسماعيل عن قيس عن أبي هريرة قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سنين ما كنت سنوات قط أغفل منهن ولا أحب إلي أن أعي ما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهن، فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "هكذا قريباً بين يدي الساعة تقاتلون قوماً عد لهم الشعر، وتقاتلون قوماً خمس الوجوه صغار الأعين، كأن وجوههم المجان المطرقة، والله لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيبيعه فليستغن به ويتصدق منه خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله فيمنعه أو يؤتيه ذلك، لأن اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، خلفة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن المقري، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، قال حدثنا ابن فضيل، عن بشير بن مهاجر عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يجيء قوم صغار العيون عراض الوجوه كأن وجوههم الحجف، يلحقون أهل الإسلام بمنابت الشيح ثلاث مرات. أما المرة الأولى فينجو منهم من هرب، وأما المرة الثانية فينجو بعض ويهلك بعض، وأما المرة الثالثة فيهلكون جميعاً، كأني أنظر إليهم وقد ربطوا خيولهم بسواري المسجد، قيل يا رسول الله: من هم? قال هم الترك".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماشي، قال حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان، قال حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي بن محمد المؤدب قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال حدثنا زهير بن معاوية عن العلاء بن المسيب أنه سمع الفضل بن عمرو يقول: قال علي عليه السلام: خذوا العطاء ما كان طعمة، فإن كان عن دينكم فاتركوه.

"وبه" قال أنشدنا محمد بن العباس بن حيوية الخراز، قال أنشدنا محمد بن عبد الله الكاتب، قال أنشدنا أبو محمد الأنباري: مضى الكرام وأبقوا حسرة بـقـيتعلى الفؤاد فما يرجى لهـا آسـي

إن كنت تهوى بأن تحوي الغنى كملافشح نفسك عما فـي يد الـنـاس

إن الفقـير حـريص دهـره أبـداًحتى يغيب في لـحـد وإرمـاس

فقل لنفسك إن أبصرتها شـرهـتأبقي عليك فليس الناس بـالـنـاس

"وبه" قال السيد الإمام رحمه الله، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا أبو مسلم الكشي، قال حدثنا سليمان بن حرب "رجع" قال السيد وأخبرنا أبو بكر، قال وأخبرنا سليمان، قال وحدثنا عبدان، قال حدثنا شيبان بن فروخ، قال حدثنا جرير بن حازم، قال سمعت الحسن، قال حدثنا بحر بن تغلب، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا أقواماً كأن وجوههم المجان المطرقة، وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً ينتعلون الشعر".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا عثمان بن الهيثم، قال حدثنا عوف عن شهر، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن من أشراط الساعة أن ترى رعاء الشاء رؤوس وأن ترى الحفاة العراء الجوع يتبارين في البناء، وأن ترى الأمة تلد ربها وربتها".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهبار البغدادي نزيل أصفهان قراءة عليه، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله العطار إملاء يوم الاثنين بالبصرة لثمان خلون من جمادى الآخرة من سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا العباس بن حماد بن فضالة، قال حدثنا عمرو بن أبي الحار، قال حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز عن كوثر بن حكيم، عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يبعث الله أمراء كذبة ووزراء فجرة، وأعواناً خونة، وعرفاء ظلمة، وقراء فسقة: سيماهم سيماء رهبان، قلوبهم أنتن من الجيفة، أهواؤهم مختلفة يفتح الله لهم فتنة غبراء مظلمة فيتهاوكون تهاوك اليهود الظلمة، والذي نفس محمد بيده لينقص الإسلام عروة عروة حتى لا يقال الله الله، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فليسومونكم سوء العذاب ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم".

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو العباس الحمال، قال حدثنا عبيد الله بن عمر، قال حدثنا معاذ بن هاني، قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي العلاء عن مكحول قال أسرع الأرضين خراباً أرمينية، قال من يخربها? قال: سنابك الخيل، قال وكأني أنظر إلى نساء قيس قد أردفهن الترك تضطرب خلاخيلهن.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسن بن مهران الصالحاني قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، قال حدثنا عبد الرحمن بن واقد، قال حدثنا فرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد عن محمد بن علي بن الحنينة عن أبيه عليهما السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا عملت أمتي بخمس عشرة خصلة: إذا كان الفيء دولاً، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وأطاع الرجل زوجته وعق أمه، وبر صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشربت الخمور ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعنت آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحاً صفراء وخسفاً ومسخاً".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي: قال حدثنا أبو العباس أحمد بن علي الأبار، قال حدثنا بشر بن الوليد، قال حدثنا سليمان بن داود عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "والذي بعثني بالحق لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع بهم الخسف والمسخ والقذف، قالوا متى ذلك يا نبي الله بأبي أنت وأمي? قال? إذا رأيت النساء ركبن السروج وكثر القينات وشهد شهادة الزور، وشرب المصلون في آنية أهل الشرك الذهب والفضة، واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فاستدخروا عند ذلك وأعدوا، وقال بيده هكذا على وجهه".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم الحراز أبو طالب بن غيلان بقراءتي عليه غير مرة، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه في صفر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال حدثنا موسى بن سهل بن كثير -يعني الوشا، قال أخبرنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا عبد الملك بن قدامة عن المقبري، عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل يا رسول الله: وما الرويبضة? قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عمر بن أحمد الواعظ، والحسن بن محمد بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي على كل واحد منهما، قالا أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال الواعظ، قال حدثنا غبراهيم بن عبد الله بن مسلم وقال المقنعي، قال حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، ثم اتفقا قالا حدثنا أحمد بن عبد الملك، قال حدثنا زهير بن معاوية، قال حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان حتى تكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كاحتراق السعفة".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكائي، قال حدثنا عبد الله بن غنام، قال حدثنا إسحق بن وهب، قال حدثنا سلم بن سلام، قال حدثنا بكر بن حبيش عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمر في قوله عز وجل: "هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً" قال: إذا ركبوا المنظور، ولبسوا المشهور، وناموا على المأثور، وأكلوا ما يشتهون، ومنعوا أرقاءهم ما يشتهون".

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أنشدني أبو الحسن محمد بن الحسن الأقتناسي لنفسه، وقد وافى مطر كثير في ليلة السابع عشر من تشرين الأول الواقع في جمادى الأولى من سنة ست وأربعمائة، والحر شديد جداً، والحاجة إلى الخيوش والمراوح ماسة: جاء الشتاء وحر الصـيف لـم يرميا دهر غيرت حتى عـادة الـديم

قد كنت محتشماً خلفـاً تـزل بـهفصرت تخلف عهداً غير محتشـم

يا نفس صبراً تنالي العز مـكـرمةيا جوهر الصبر ما أغلاك في القيم

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسين بن علي بن محمد المقنعي، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثنا عبد الواحد بن محمد الحسيني، قال حدثني أبو صالح بن أبي الحسين بن إبراهيم بن يزيد، قال حدثني أبو الحسن بن سهل المستأمن من عساكر صاحب الرنح لما هرب من الدار التي كان فيها يوم قتل خرج منها وهو يقول: عليك سلام الله يا خير منزلخرجنا وخلفناه غير زمـيم

فإن تكن الأيام أحدثن فـرقةفمن ذا الذي من ريبهن سليم

"وبه" قال السيد الإمام رضي الله عنه، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي. قال حدثنا عثمان بن يحيى القرقساني، قال حدثنا عبد المجيد بن مروان بن سالم عن الأعمش عن زيد بن وهب، وشقيق ابن سلمة عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اتركوا الترك ما تركوكم، فإن أول من يسلب أمتي ملكتهم وما خولهم الله بني قنطورا".

"وبه" قال أخبرنا محمد، قال أخبرنا سليمان بن عبيد الله بن غنام، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال حدثنا محمد بن بشر، قال حدثنا خالد بن عبد الله بن حرملة عن خالته قالت: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو عاصب إصبعه لدغته عقرب، فقال: "إنكم تقولون لا عدو، ولا تزالون تقاتلون عدواً حتى تقاتلون يأجوج ومأجوج، عراض الوجوه صغار العيون صهب الشعور، من كل حدب ينسلون، كأن وجوههم المجان المطرقة".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي في سنة ثمان وستين وثلاثمائة، قال أخبرنا أبو علي بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي، قال حدثنا هوذة بن خليفة، قال حدثنا عوف عن أبي المغيرة القواس عن عبد الله بن عمر قال: ملاحم الناس خمس ملاحم، فثنتان قد مضتا، وثلاث في هذه الأمة: ملحمة الترك، وملحمة الروم، وملحمة الدجال، وليس بعد ملحمة الدجال ملحمة".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسين بن محمد بن المظفر بن موسى الحافظ، قال أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مورود، قال حدثنا محمد بن وهب الحراني، قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم، قال حدثني زيد -يعني ابن أبي أنيسة عن الحكم، عن أبي صادق الأزدي عن ربيعة بن ناجذ الأزدي، قال سمعت حذيفة بن اليمان يقول: ليخرجن أهل هذه القرية -يعني الكوفة، قوم يجيئون هاهنا- وأهوى بيده نحو الشرق كأن وجوههم المجان المطرقة، كأنما نقبت أعينهم في الصخر يجيئون على خيل مخزمة الآذان حتى يربطوا خيولهم بشاطئ هذا الفرات.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا إبراهيم بن شريك الأسدي، قال حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا زهير، قال حدثنا زياد بن خيثمة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط على رؤوسهم كأذناب البقر يضربون بها، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، على رؤوسهن كأسنمة البخث المائلة، لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه واللفظ له، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، قال حدثنا هوذة "ح" قال السيد وأخبرنا عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه بها، قال حدثنا عبد الرحمن بن رستة، قال حدثنا عوف عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"إن من أشراط الساعة أن ترى رعاء الشاء رؤوس الناس، وأن ترى الحفاة العراة الجوع يتبارون في البناء، وأن تلد الأمة ربتها وربها".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن التوزي القاضي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد بن عبد الله الأسدي، قال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عياش القطان، قال حدثنا الحسن بن عرفة، قال حدثنا عمارة بن محمد -بن أخت سفيان الثوري، عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا أقواماً صغار الأعين عراض الوجوه، كأن أعينهم حدق الجراد، وكأن وجوههم المجان المطرقة، ينتعلون الشعر، يتخذون الدرق ويربطون خيولهم بالنخل".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد السلام بن الحسين بن محمد بن بكار البزار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قراءة عليه، وأنا حاضر أسمع، قال حدثنا أبو علي الحسين بن أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن سهل الأمدي القرشي المعروف بالمالكي الأحول ومنزله شارع دار الرقيق سنة ست وثلاثمائة، قال حدثنا أحمد بن هلال الكوفي، قال حدثنا موسى بن بكر الواسطي، عن عبد الله بن مسكان عن عبد الله بن حجاج قال: شكا رجل إلى أبي عبد الله ونحن عنده، فقال يا بن رسول الله: عقني ولدي وجفاني إخواني، فقال له: إن للحق دولة، وإن للباطل دولة، وكل واحد منهما ذليل في دولة صاحبه، وإن أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل أن يعقه ولده وإخوته ويجفوه إخوانه قيل: هو ابن مسكان، بالسين غير معجمة، ويروى عن الصادق عليه السلام، وله تصانيف.

"وبه" قال أنشدنا الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله قراءة عليه، قال أنشدنا أحمد بن منصور اليشكري، قال أنشدنا الصولي، قال أنشدنا أحمد بن بريدة، قال أنشدني أبي لابن حازم: وصل الملوك إلى تقاليووفاؤهم عين المحـال

مالـي رأيتـك لا تـدومعلى المودة للـرجـال

إن كـان ذا أدب وظـرف قلت ذاك أخو ضلال

أو كان ذا نـسـك ودين قلت ذاك من الثقالي

أو كان ذا وسط مـن الأمرين قلت بديع حـال

أبمثل ذا ثكلـتـك أمـكترتقي رتب المعـالـي

"وبه" قال أنشدنا الرئيس أبو هلال بن المحسن بن إبراهيم بن الصابي الكاتب، قال أنشدنا جدي لنفسه في بعض نكباته: أما ترين الخطوب استوعبت نفسيوأوثقتني رهينـاً بـين أشـراك

ولم تدع لي سوى نفس مـعـذبةموقوفة بين إرسـال وإمـسـاك

ومنطق خافت عن سمع سامعـهشاك ومستعبر من ناظر باكـي

الله يعلم أنـي مـا أحـس بـهـاإذا تداركت أن الـلـه أبـقـاك

"وبه" قال السيد الإمام نور الله قبره أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني ببغداد وجماعة بقراءتي على كل واحد منهم، قالوا حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي إملاء قال حدثنا بشر بن موسى بن صالح الأسدي، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا سفيان عن منصور عن الأعمش عن إبراهيم بن علقمة: "إن زلزلة الساعة شيء عظيم" قال: الزلزلة قبل الساعة.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا معاذ بن المثنى، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم "رجع" السيد، قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا الحسين بن إسحق النصيري، قال حدثنا وهب بن بقية، قال حدثنا خالد، كلاهما عن سعيد الجريري عن أبي العلاء عن عبد الرحمن بن صحاب عن أبيه قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل حتى يقال من بقي من بني فلان" فعرفت أنه يعني العرب لأن العجم ليست لها قبائل.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أحمد بن علي -يعني الأبار، قال حدثني الربيع بن تغلب، قال حدثنا فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن علي عن علي عليه السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء: إذا كان المغنم دولاً، والزكاة مغرماً، والأمانة مغنماً -سقط إلى ههنا من الأصل- وأطاع الرجل زوجته، وعق أمه، وبر صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجال مخافة شره، وشربت الخمور، ولبس الحرير، واتخذوا القيا والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ثلاثاً: ريحاً حمراء، وخسفاً، ومسخاً".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر، قال حدثنا أحمد بن علي، قال حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، قال حدثني هارون بن أبي عبد الله عن عبد الله بن مصعب، عن إسحق بن يحيى بن طلحة عن الهيثم مولى سعدى عن سعدى بنت عوف بن خارجة بن سنان، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يخسف بجيش في البيداء، فيصيح صائح من السماء: يا بيداء بيدي بهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الحللي سبط أبي عمر الصباغ قراءة عليه في جامع أصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن جعفر بن نصر، قال حدثنا عبد الواحد بن محمد البجلي، قال حدثنا محمد بن كثير، قال حدثنا داود بن أبي هند عن الشعبي، عن حذيفة ابن اليمان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يكون في أمتي خسف وقذف ورجف وزلازل وحيات ذوات أجنحة وريح حمراء ونار تحشرهم من قبل المشرق وريح تقذفهم في البحر، وآيات متتابعات يتبع بعضها بعضاً كما يتبع السلك النظام، إذا استحل أمتي الخمر بالنبيذ، والربا بالبيع، والسحت بالهدية، والمكس بالزكاة، فعند ذلك يملي لهم ليزدادوا إثماً".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن علي الحللي، قال حدثنا عبد الله، قال حدثنا محمد بن العباس، قال حدثنا الدورقي، قال حدثنا محمد بن منصور، قال حدثنا جعفر بن سليمان، قال حدثنا فرقد السبحي، قال حدثنا عاصم، عمر عمرو البجلي عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يبعث من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو فيصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير، وليصيبنهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون خسف الليلة ببني فلان وخسف الليلة بدار فلان، وليرسلن عليهم حاصباً حجارة من السماء كم أرسلت على قوم لوط على دور فيها، وليرسلن عليكم الريح العقيم التي أهلك قوم عاد على قبائل منها، وعلى دور فيها".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري المالكي قراءة عليه، قال حدثنا محمد بن الحسين الأشناني، قال حدثنا أبو كريب صيفي بن ربعي، عن عبد الله بن عمر عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة، قالت: نهى نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، قال فقالت يا رسول الله: أنهلك وفينا الصالحون? قال: نعم، إذا كثر الخبث".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحربي قراءة عليه، قال حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات، قال حدثنا القاسم بن زكريا المطرز، قال حدثنا سويد بن سعيد ومحمد بن عبد الأعلى، قال حدثنا معتمر بن سليمان، عن منصور عن أبي الحارث، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "تقوم الساعة على رجلين بينهما ثوب يتبايعانه، فلا هما ينشرانه، ولا هما يطويانه".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا عبد الله بن الحسن بن محمد بن عبيد الدقاق العسكري قراءة عليه، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثني أبي، قال حدثنا أبو أسامة قال: بلغني عن ابن مسعود أنه قال: يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من الأمة، وأكيسهم الذي يروغ بدينه روغان الثعلب.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا أبو الوليد، قال حدثنا شعبة عن أبي إسحق عن الأسود، قال سمعت ابن مسعود يقول: يذهب الصالحون أسلافاً، ويبقى أهل الريب، من لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً.

"وبه" قال أخبرنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد الفراء الحبيلي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثنا ابن الدنيا، قال حدثني التوزي، قال قرئ على راهب: كل يوم يمر يأخـذ بـعـضـييأخذ الأطيبين منـه ويمـضـي

قد تمتعت بالمعـاصـي قـديمـاًنفس كفي ليس المعاصي بفرض

"وبه" قال السيد الإمام الأجل رحمه الله تعالى، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا أبو عبيدة وعبد الوارث عن إبراهيم العسكري، قال حدثنا سيف بن مسكين الأسواري، قال حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن عن عني السعدي، قال عني: خرجت في طلب العلم حتى قدمت الكوفة فإذا بعبد الله بن مسعود بين ظهراني أهل الكوفة، فسألت عنه، فأرشدت إليه، فإذا هو في مسجد عظيم، فأتيته فقلت يا أبا عبد الرحمن: إني جئت أضرب إليك أقتبس منك علماً لعل الله ينفعنا به بعدك، قال لي: ممن الرجل? فقلت: من أهل البصرة، فقال: ممن? فقلت من هذا الحي من بني سعد، فقال لي يا سعدي: لأحدثن فيكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأتاه رجل فقال يا رسول الله: ألا أدلك على قوم كثيرة أموالهم? كثيرة شوكتهم? تصيب منها مالاً دثراً- أو قال كثيراً?- فقال: من هم? فقال: هم هذا الحي من بني سعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مه، فإن بني سعد عند الله ذو حظ عظيم" سل يا سعدي، فقلت أبا عبد الرحمن: هل للساعة من علم تعرف به الساعة? قال: وكان متكئاً فاستوى جالساً، فقال يا سعدي: سألتني عن ما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قلت يا رسول الله: هل للساعة من علم تعرف به الساعة? فقال لي يا بن مسعود: "إن للساعة أعلاماً، وإن للساعة أشراطاً، ألا وإن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون الولد غليظاً، وأن يكون المطر قيظاً، وأن يفيض الأشرار فيضاً، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يصدق الكاذب ويكذب الصادق، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يؤتمن الخائن، وأن يخون الأمين، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تواصل الأطباق وتقاطع الأرحام، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يسود كل قبيلة منافقوها فجارها. يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها تزخرف المحاريب وأن تحرف القلوب، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تعلو المنابر وتكتف المساجد. يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يعمر خراب الدنيا وتخرب عمارتها، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تظهر المعازف وتشرب الخمور، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها الشرط والهمازون والغمازون واللمازون، يا بن مسعود: إن من أعلام السلام وأشراطها أن يكثر أولاد الزنا? قلت أبا عبد الرحمن: وهم مسلمون? قال نعم قلت والقرآن بين ظهرانءهم? قال نعم، قلت أبا عبد الرحمن: وأنى ذاك يأتي على الناس? قال يأتي على الناس زمان يطلق الرجل المرأة ثم يجحد طلاقها فيقيم على فرجها، فهما زانيان ما أقاما، قال السيد في الكتاب: فيقيمه والصواب ما ذكرناه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي البزار، قال حدثنا إسحق -يعني الحربي، قال حدثنا أبو حذيفة، قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة: لقد قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقاماً ما ترك فيه شيئاً إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه، وجهله من جهله، فإني قد أرى الشيء، وقد كنت نسيته فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن عبيد الله بن الحسين البصري، عن أبي هارون العبدي عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "هلاك هذه الأمة إذا بغت نساؤها ورجالها واستخفوا بالقرآن، وكان النكاح زناً، يطلق الرجل امرأته ثم يراجعها فيه وينكحها فيما بينه وبينها بلا شاهد ولا ولي ولا مهراً إلا شبيه الكرا، وكانت الأمانة خيانة، واتخذ الناس الزكاة مغرماً، والفيء مغنماً، فذاك اقتراب الساعة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الحللي سبط أبي عمر الصباغ قراءة عليه في جامع أصفهان، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن جعفر بن نصر، قال حدثنا عبد الواحد بن محمد البجلي، قال حدثنا محمد بن كثير القرشي، قال حدثنا داود بن أبي هلال بن أبي هند عن الشعبي عن حذيفة، قال ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتناً تكون في هذه الأمة قال: "تكون العبادة استطالة على الناس يزخرفون المساجد، ويطولون المنارات، ويحلون المصاحف ويشيدون القصور ويتخذون القينات والمعازف ويأكلون الربا، ويأخذون الرشا ويظهرون الزنا، ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، فعند ذلك يملي لهم ليزدادوا إثماً".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا الحسن بن عبيد الله العبدي، قال حدثنا عفان بن مسلم، قال حدثنا همام، قال حدثنا قتادة، قال حدثنا أنس ذات يوم فقال: ألا أحدثكم بحديث لا يحدثكموه أحد بعدي? سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن من أشراط الساعة أو لا تقوم الساعة حتى يرتفع العلم ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويقل الرجال ويكثر النساء، حتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عمر بن بحر -يعني الأسدي، قال سمعت عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن بن أبي علية، قال حدثني عمي إبراهيم بن أبي علية عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء قال: ما أنكرتم في زمانكم فيما غيرت من أعمالكم فإن يك خيراً فآهاً آهاً، وإن يك شراً فواهاً واهاً، هكذا سمعته من نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى، قال حدثنا هوذة بن خليفة، قال حدثنا عوف بن الحسن، قال بلغني أن الساعة لا تقوم حتى يدخل الرجل على ذي رحمه يسأله برحمه فلا يعطيه شيئاً، والجار على جاره يسأله بجواره فلا يعطيه شيئاً، قال فلا يكون بين ذلك وذلك إلا ليلة حتى يخرج بعض الآيات فيغدو ذو المال على الذي منعه بالأمس فيعرضه على من يقبله فلا يقبله عنه أحد، يقول من له في ذهب وفضة، فلا يقبله عنه أحد، فإذا أعياه أن يقبله عنه أحد نبذه بالطريق ويقول يا حسرتي على مالي، والله لقد رأيتك وأنت محروص عليك، قال ثم يجيء الرجل الذي قطعت يده بالسرقة في الذهب والفضة فيراه منبوذاً في الطريق، فينظر إليه منبوذاً فيقول: يا حسرتي على يدي، أفيك قطعت وأنت ملقى هاهنا بالطريق".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ، قال حدثنا أبي، قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال حدثنا الحسين بن الحسن، قال أخبرنا عبد الله -يعني ابن المبارك، قال أخبرنا يحيى بن أيوب عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن أبي الدرداء قال: إذا حليتم مصاحفكم وزوقتم مساجدكم فالدبار عليكم".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو محمد يوسف بن رباح بن علي قراءة عليه في جامع الأهواز، قال حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأزدي قراءة عليه بمصر في منزله، قال حدثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الأديب بأنطاكية، قال حدثنا العيني عن أبيه قال: كثر عيال أعرابي فأضجروه، وبلغه عن حمى خيبر ووبائها، فخرج بهم إليها وقال: قلت لحمى خيبر استعـديخذي عيالي واجهدي وجدي

وباكري بـصـالـب ووردأعانك الله على ذا الجـنـد

قال: فأخذته الحمى ومات وبقي عياله.

"وبه" قال السيد نور الله قبره أخبرنا عبيد الله بن علي بن عبد الله بن قرعة النجار، قال أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن سعيد بن الحسن بن سفيان، قال حدثنا جدي الحسن بن سفيان، قال حدثنا هدية، قال حدثنا حماد بن سلفة، عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران: أن رجلاً من أهل الكوفة كان عند ابن عمر، فجعل يحدثه عن المختار ويحدثه، فقال ابن عمر: لئن كان كما تقول لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً ودجالاً" فبكت صفية بنت أبي عبيد، فقال الرجل: ما تبكي هذه? فقال إنها أخته ولو علمت ما حدثت به.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم سعيد بن وهب بن أحمد بن سليمان الدهقان بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكائي، قال حدثنا عبيد بن غنام، قال حدثنا هناد بن السري، قال حدثنا يونس بن بكير، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن الشيباني، عن محمد بن سيرين عن عدي بن حاتم، قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يفتح القصر الأبيض الذي بالمدائن، ولا تقوم الساعة حتى تسير الضغينة من الحجان إلى العراق آمنة لا تخاف شيئاً رأيناهما جميعاً، ولا تقوم الساعة حتى يكون على الناس إمام مخثي حثناً".

"وبه" قال القاضي الأجل أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، أخبرنا الفقيه أحمد بن أبي الحساس بابا الآذاني قراءة عليه، قال حدثنا السيد الإمام رضي الله عنه إملاء من لفظه، قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الوراق، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا عمران بن موسى بن هارون، قال حدثنا أبو موسى الهروي، عن إسحاق بن إبراهيم، قال حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، قال حدثني الأعمش عن هلال بن يساف عن عمران بن حصين، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يكون في هذه الأمة -أو قال في أمتي- خسف وقذف ومسخ، قالوا يا رسول الله: ومتى ذلك? قال: إذا ظهرت المعازف، وكثرت القينات، وشربت الخمور".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن المحتسب، ومحمد بن همام بن الصقر الموصلي البزار، وأبو طالب محمد بن علي بن إبراهيم البيضاوي وغيرهم، قالوا حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الهروي، قال حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الغرياني، قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي، قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد، قال حدثنا محمد بن حجازة، قال حدثنا عبد الرحمن بن مروان، عن هذيل بن شرحبيل عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن بين يدي الساعة فتناً يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي كافراً ويصبح مؤمناً".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني البطحاني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا محمد بن الحسين بن النحاس قراءة عليه، قال أخبرنا علي بن العباس البجلي، قال حدثنا عباس بن يعقوب، قال أخبرنا علي بن عباس عن أبي إسحاق عن صلة بن زهر عن عبد الله بن مسعود، قال: كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يشيب فيها الصغير ويهرم فيها الكبير، يتخذونها سنة إن غيرت، قيل غيرت السنة، قيل: ومتى ذاك يا أبا عبد الرحمن? قال: إذا كثرت قراؤكم، وقلت فقهاؤكم، وكثرت شعراؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقه لغير الدين".

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح منصور بن محمد بن المنذر التميمي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى بن الجراح الجندي، قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، قال حدثنا محمود، قال حدثنا فضل بن موسى، قال حدثنا عبد الرحمن بن خالد الحنفي، عن إبان -يعني ابن خالد الحنفي، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تقوم الساعة حتى لا يعبد الله مائة سنة في الأرض قبل ذلك".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزار، قال حدثنا موسى بن سهل بن كثير، قال أخبرنا زيد بن هارون، قال أخبرنا عبد الملك بن قدامة عن المقبري عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "سيأتي على الناس سنون خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل يا رسول الله: وما الرويبضة? قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل المعروف بابن شمعون، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن زياد الكندي الدمشقي، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا صدقة بن خالد، قال حدثنا ابن جابر، قال حدثنا شيخ يكنى أبا عبد السلام، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قيل أمن قلة نحن يومئذ? قال: بل أنتم كثر، ولكن كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة منكم، وليقذفن الوهن في قلوبكم، قالوا: وما الوهن? قال حب الدنيا وكراهية الموت".

"وبه" قال أخبرنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي، قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال حدثنا محمد بن عباد المكي، قال حدثنا حاتم بن إسماعيل بن بشير بن إسماعيل عن سيار بن الحكم، عن طارق عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "بين يدي الساعة يظهر الربا، والزنا، والخمر".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، قال حدثنا محمد بن يوسف الغرياني "ح" قال السيد وأخبرنا محمد، قال أخبرنا سليمان، قال وحدثنا علي بن عبد العزيز، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، قالا حدثنا أحمد بن يونس، قالوا حدثنا سفيان عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن جالسون على وسادة من أدم فقال: "إنه سيكون بعدي أمراء، فمن دخل عليكم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ولن يرد علي الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وهو وارد علي الحوض".

"وبه" قال أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن جعفر بن نصر، قال حدثنا محمد بن يزيد بن المهلب، قال حدثنا عمرو بن عبد الغفار الفقيمي، قال حدثنا الأعمش عن أبي وائل قال: خرجنا مع ابن مسعود إلى قرية بالقادسية فأتى رجل من الأنباط في حاجة له، فالتفت ابن مسعود فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "اتركوا الترك ما تركوكم، ولا تجاوروا الأنباط في بلادهم فإنهم آفة الدين، فإذا أدوا الجزية فأذلوهم، وإذا أظهروا الإسلام وقرأوا القرآن وتعلموا العربية واجتنبوا في المجالس، وراجعوا الرجال الكلام فالهرب الهرب من بلادهم، ولا تناكحوا الخزر فإن لهم أصلاً ينزعون إلى غير الوفاء، ولو كان هذا الدين معلقاً بالثريا لتناولته قوم من أبناء فارس".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا بهلول بن إسحاق الأنباري، قال حدثنا سعيد بن منصور، قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن عمارة بن عمرو بن حزم عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "يوشك أن يغربل الناس غربلة، فيبقى حثالة من الناس قد مرحت عهودهم وأماناتهم، وكانوا هكذا -وشبك يديه- قالوا كيف نصنع إذا كان ذاك? قال: تأخذون بما تعرفون، وتدعون ما تنكرون، وتقبلون على خاصتكم، وتدعون عامتكم".

"وبه" قال أنشدنا أبو علي محمد بن الحسين بن عبد الله بن شبل لنفسه من ابتداء قصيدة: نعيم الدنيا في الحر غراموصحته وإن دامت سقام

وأي العمر يحمده لبـيبوجل خـلائق الأيام ذام

ومن بذل الحياة له بـذلففي فقد الحمام له حمام

"وبه" قال أنشدني المظفر بن أحمد بن محمد، قال أنشدني أبو الفرح بن هندة لنفسه: ليهن الشامتين وقار خـديوإني نهبة الزمان الوقـاح

شدائد لو دهت ماء أثـارتغباراً من يدي الماء القراح

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبةن قال حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال حدثنا الهياج بن بسطام، عن ليث عن طاووس عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "سيكون أمراء يعرفون وينكرون، فمن نابذهم نجا، ومن اعتزلهم سلم، ومن خالطهم هلك".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماشي المتوتي، قال حدثنا محمد بن عبدوس، قال حدثنا علي بن الجعد، قال حدثنا أبو الأشهل عن الحسن قال: عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار في مرضه الذي قبض فيه، فقال له معقل: إني محدثك حديثاً لو علمت أن في حياة ما حدثتك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت غاشياً لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المؤدب قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن خالد الراسبي، قال حدثنا مهلب بن العلاء، قال حدثنا سعيد بن بيان، قال حدثنا شعبة ع سماك، قال سمعت النعمان بن بشير يخطب يقول، سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "مثلي ومثل الأمراء كمثل قوم ركبوا سفينة فأصاب رجل منهم مكاناً، فقال يا هؤلاء طريقكم وممركم علي، وإني ناقب هنا نقباً، فأستقي وأتوضأ وأقضي فيه حاجتي، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فإن هم تركوه هلك وأهلكهم، وإن أخذوا على يديه نجا ونجوا".

"وبه" قال أخبرنا علي بن عمر بن عمر بن الحسن الحربي قراءة عليه، قال حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات، قال أخبرنا محمد بن غسان قراءة عليه، قال حدثنا محمد بن الوليد التستري القرشي، قال حدثنا سهل -يعني ابن بكار، قال حدثنا حماد، قال حدثنا عبيد الله بن العيزار، عن رجل من أهل الشام أن عمر أراد أن يولي بشر بن عاصم، فقال: لا أعمل لك، فقال: لم? قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "يؤتى بالوالي فيوقف على الصراط فيهتز به حتى يزول كل عضو منه عن مكانه فإذا كان عدلاً مضى، وإن كان جائراً هوى في النار سبعين خريفاً"، فدخل عمر المسجد وهو منتقع اللون، فقال أبو ذر: ما لك يا أمير المؤمنين? قال حديث حدثنيه بشر بن عاصم، قال وما هو? فحدثه فقال له عمر: هل سمعت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم? فقال أبو ذر: قد سمعته، فقال عمر: من يرغب في العمل بعد هذا? فقال أبو ذر: من سلب الله أنفه، وأضرع خده".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الوراق بقراءتي عليه في جامع المنصور، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن المفيد، قال حدثنا الهيثم بن خارجة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأوردي، قال سمعت الوضين بن عطاء، يحدث عن يزيد بن مرثد عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "خذوا العطاء ما دام عطاء فإذا صارت رشوة عن الدين فلا تأخذوه ولستم بتاركيه يمنعكم الفقر والمخافة، ألا إن رحا بني مرح قد دارت، ألا وإن رحا الإيمان دائرة، فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا وإن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب لأنه سيكون من بعدي أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم، فإن أطعمتموهم أضلوكم، وإن عصيتموهم قتلوكم، قالوا يا رسول الله: كيف نصنع? قال: كما صنع أصحاب عيسى بن مريم نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب، موت في طاعة، خير من حياة في معصية الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عمران بن الحسين بن إبراهيم الخفاف بقراءتي عليه في سقاية الرايضي في جامع المدينة، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ناجية، قال حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد، قال حدثنا محمد بن جحادة، عن الوليد بن عبد الله عن عبد الله البهمي عن أبي سعيد الخدري، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "سيليكم من تطمئن إليه القلوب وتلين له الجلود، ثم يليكم أمراء تقشعر منهم الجلود وتشمئز منهم القلوب، قالوا يا رسول الله: أفلا نقاتلهم? قال: لا، ما أقاموا الصلاة".

"وبه" قال أخبرنا أبو علي الحسن بن علي العوامي القاضي قراءة عليه، وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجوزداني المقري بقراءتي عليه بأصفهان، قالا أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري "ح" قال السيد وأخبرنا أبو محمد الحسن بن علي المقنعي بقراءتي عليه ببغداد، قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن النصر بن محمد بن سعيد الموصلي النحاس، قالا أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، قال حدثنا روح بن حاتم، قال حدثنا هشيم بن عنترة، قال ابن النصر عبيدة واتفقوا على الشعبي عن كعب بن عجرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا إنه سيكون أمراء يكذبون ويظلمون، فمن غشي أبوابهم وصدقهم بكذبهم، ومالأهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه" قال العوامي: ولست، واتفقوا -منه- "ومن لم يغش أبوابهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يمالئهم" قال العوامي: يمالهم "واتفقوا على ظلمهم، فأنا منه وهو مني، وهو يرد علي الحوض".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الحسن الخلال الحافظ قراءة عليه في جامع المنصور، قال حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقري، قال حدثنا محمد بن جرير الطبري، قال حدثنا العباس بن الفضل بن يوسف، قال حدثنا الحسين بن نصر بن مزاحم، قال حدثنا سليمان بن يزيد، عن أبي سعيد عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس، قال قال أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما حالنا إذا تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهما أفضل الأعمال? قال ينزل بكم ما نزل ببني إسرائيل، قالوا يا رسول الله: وما نزل ببني إسرائيل? قال تفشوا الفواحش في شراركم، وتكون المداهنة في خياركم، ويكون العلم في رذالكم، وتكون الإمرة في صبيانكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الوراق بقراءتي عليه، قال حدثنا عمر بن سنبك، قال حدثنا ابن منيع، قال حدثنا خلف بن تميم عن ابن همام الكلاعي، عن الحسن: أنه مر ببعض القراء على بعض أبواب السلاطين، فقال أقرحتم جباهكم، وقرطحتم نعالكم، وجئتم بالعلم تحملونه على رقابكم إلى أبوابهم فزهدوا فيكم، أما إنكم لو جلستم في بيوتكم حتى يكونوا هم الذين يرسلون إليكم لكان أعظم لكم في أعينهم، تفرقوا فرق الله بين أعصابكم وأضلاعكم".

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أنشدنا أبو الحسن أحمد بن علي البتي، قال أنشدنا أبو نصر يوسف بن عمر بن محمد القاضي لنفسه: يا محنة الله كـفـيإن لم تكفي فعفـي

ما آن أن ترحمـينـامن طول هذا التشفي

ذهبت أطلب بختـيفقيل لي قد تـوفـي

ثور ينـال الـثـرياوعالم مـتـخـفـي

الحمد للـه شـكـراًعلى نقاوة جرفـي

"وبه" قال اخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية الخراز قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الزهري، وأبو عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي الزاهد، قالا أنشدنا أحمد بن يحيى: إذا مالت الدنيا على المرء رغبتإليه ومال النـاس حـيث يمـيل

ولم يفتقر يوماً من الدهر معدمـاًجواد ولم يستغن قـط بـخـيل

أرى علل الدنيا علـي كـثـيرةوصاحبها حتى الممات عـلـيل

إذا انقطعت عني من العيش مدتيفإن غناء الـبـاكـيات قـلـيل

ستعرض عن ذكري وتنسى مودتيويحدث بعدي للخـلـيل خـلـيل

"وبالإسناد" المتقدم قال السيد أخبرنا عبد الصمد بن علي بن الحسن بن الفضل بن المأمون الهاشمي، ومحمد بن عبد الملك بن محمد القرشي، ومحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر الجريري بقراءتي على كل واحد منهم، قالوا أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عمر السكري، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال حدثنا أبو محمد خلف بن سالم، قال حدثنا عمرو بن عاصم، قال حدثنا همام عن قتادة، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، ومحمد بن علي بن الفتح الحربي، وعبد الصمد بن علي بن الحسن بن الفضل بن المأمون، ومحمد بن عبد الملك القرشي وآخرون، قالوا أخبرنا علي بن عمر بن محمد السكري الحربي، "رجع" السيد، قال وأخبرنا محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر الجريري، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد السكري الحربي، وأبو حفص عمر بن حفص بن علي بن الزيات، قالا حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال حدثنا يحيى بن معين، قال حدثنا هشام بن يوسف عن أبي رباح بن عبيد الله بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بئس الشعب جياد -مرتين أو ثلاثاً- قالوا: وبما ذاك يا رسول الله? قال: تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات يسمعها من بين الخافقين".

"وبه" قال اخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد المقنعي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا موسى بن إسحق، قال حدثنا كثير بن الوليد، قال حدثنا أبو خليفة الحنفي، قال حدثنا النضر بن حزور، عن الزبير عن عدي عن أنس بن مالك، قال: الأحر شر حتى تقوم الساعة فوضع إصبعيه في أذنيه فقال: سمعت ذلك من نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم وإلا فصمتاً.

"وبه" قال أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل بن الحامي، قال حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد الجريري إملاء، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال أخبرنا محمد بن بكار بن الزيات، قال حدثنا قيس عن إبان عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن من أشراط الساعة، الفالج وموت الفجأة".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال أخبرنا أحمد بن الحسن أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بعثت بين جاهليتين لا أخراهما شر من أولاهما".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن مسعود وأبي حنيفة ومسلم النجار، عن علقمة بن مرثد عن أبي بريدة عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن الساعة متى هي? قال: هي في خمس لا يعلمها إلا الله، قال هي: "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث" إلى آخر الآية.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي سعيد العامري الكوفي، قال حدثنا أبو العباس إسحاق بن محمد بن مروان القطان، قال حدثنا أبي، قال حدثنا زيد بن حباب عن شعبة عن يحيى بن سعيد، قال سمعت أنس بن مالك يقول: كان يقال فتح القسطنطينية مع قيام الساعة.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا شهاب بن خراش عن سفيان الثوري، عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تقوم الساعة إلا نهاراً".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن العباس المؤدب، قال حدثنا داود بن مهران الدباغ، قال حدثنا المستعمل بن ملحان عن مطرح بن يزيد، عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لهذا الدين إقبالاً وإدباراً، ألا وإن من إقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يبقى إلا الفاسق أو الفاسقان ذليلان، فهما إن تكلما قهرا واضطهدا، وإن من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة بأسرها فلا يبقى فيها إلا الفقيه والفقهيان ذليلان إن تكلما قهرا واضطهدا ولعن آخر هذه الأمة أولها، ألا وعليهم حلت اللعنة حتى يشربوا الخمر علانية، حتى تمر المرأة بالقوم فيقوم إليها بعضهم فيرفع بذنبها كما يرفع بذنب النعجة فقائل يقول يومئذ ألا وأريتها وراء الحائط، فهو يومئذ فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم، فمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فله أجر خمسين ممن رآني وآمن بي وأطاعني وبايعني".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري إمام الشافعية ببغداد بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الأنماطي إملاء بنيسابور، قال حدثنا أبو نعيم الاستراباذي، قال حدثنا إسحق بن إبراهيم الطلقي، قال حدثنا محمد بن خالد، قال حدثنا زافر عن أبي سليمان عن المستلم عن الأوزاعي قال: "لا يكون في آخر الزمان شيء أعز من أخ مؤنس، أو كسب درهم من حله، أو سنة معمول بها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحرني بقراءتي عليه، قال أنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن زيان الكندي الدمشقي، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا صدقة بن خالد، قال حدثنا بن جابر، قال سمعت مكحول يقول: بلغني أنه لا يأتي الناس ما يوعدون حتى يكون عالمهم أنتن من جيفة حمار.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحرني، والحسن بن علي بن عبد الله العطار المقري، قالا أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن دوسب البزار بن العلاف قراءة عليه، قال حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال أخبرنا أحمد بن سعيد الدمشقي، قال وأنشدنا الأمير أبو العباس عبد الله بن المعتز لنفسه: أخي لا ترع من حادث وتـجـلـدوهون عليك ما تحاذر فـي غـد

بنوا الدهر لا يخلون من فجعاتـهفكلهم يغـدو بـشـلـو مـقـدد

وليس الغني إلا غني النفس لا اليدولا الجود إلا الجود من قبل موعد

أرى زمناً لم يبق فـيه مـصـيبةألا فأصب ما شئت يا موت واجهد

 

الحديث السابع والثلاثون

ذكر المعرض والعرض

وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرني القاضي أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني إجازة، قال حدثنا والدي قراءة، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه أملاه في الثاني والعشرين من رجب، قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أبو زيد أحمد بن يزيد الحوطي، قال حدثنا أبو النجاب الحكم بن نافع، قال حدثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن المسلم إذا مرض أوحى الله تعالى إلى ملائكته فيقول يا ملائكتي: أنا قيدت عبدي بقيد من قيودي، فإن قبضته أغفر له، وإن عافيته فجسد مغفور له لا ذنب له".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طاهر، قال أخبرنا عبد الله بن محمد، قال أخبرنا أبو خليفة، قال حدثنا القعنبي، قال حدثنا مالك عن أبي صعصعة، عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من يرد الله به خيراً يصب منه".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الخاركي، قال حدثنا محمد بن حبان بن هشام المازني "ح" قال السيد وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد البيع المعروف بالموزي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن حمان الجواليقي، قال حدثنا محمد بن أيوب، قال أخبرنا مسدد، قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد بن جعفر، قال حدثني ابن أرعن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول: "ما يصيب أبو إسحق إبراهيم، قال حدثنا أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا علي بن عبد الله المديني، قال حدثنا محمد بن عبيد الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال: اعتلج ناس فأصاب طنب الفسطاط على عين رجل منهم فضحكوا، فقالت عائشة: ما يضحككم? فقالوا أصاب طنب الفسطاط عينه فكادت تذهب باطلاً، فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ما من مؤمن يشوكه شوكة فما فوقها، إلا حط الله عنه خطيئة، ورفع له درجة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبدان بن أحمد، قال حدثنا طالوت بن عباد، قال حدثنا عبد الواحد بن زناد عن الأعمش عن أبي إسحق عن مصعب بن سعد عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عجب للمؤمن فإنه يؤجر في كل شيء، فإن أصابه خير حمد الله، وإن أصابه مصيبة حمد الله، إن يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن، قال حدثنا سعيد بن أيوب، قال حدثني سليمان بن أبي زينب عن يزيد بن محمد القرشي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "لا يصيب المؤمن هم ولا حزن ولا نصب ولا وصب ولا أذى إلا كفر به عنه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد، قال أخبرنا عبد الله بن حبان، قال حدثنا أحمد بن الحسين الحذاء، قال حدثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم، عن عبد الرحمن بن بخت، عن محمد بن عجلان عن محمد بن عبد الله بن الهادي، عن عبد الله بن جعفر، عن علي بن أبي طالب عليه السلام: أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم علمه هؤلاء الكلمات يقولهن عند المرض: "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله، تبارك الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين".

"وبه" قال سمعت الخليل بن عبد الله بن الخليل الحافظ إملاء يقول، سمعت محمد بن عبد الله الحافظ يقول، سمعت إبراهيم بن محمد يقول، سمعت عبد الواحد بن محمد برهاني يقول، سمعت بشر بن الحارث يقول: عجبت لمن يحتمي من الطعام مخافة الداء، كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح إبراهيم بن عبد الواحد بن الحسين بن سبطا بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثنا حسين بن فهم، قال أخبرني محمد بن العباس مؤذن دار عبد الله بن طاهر، قال: مرض طاهر بن الحسين يوماً واحداً ثم برئ، فقالت قصف جارية هشام كاتب طاهر: كاد شكوى الأمير يسترجف الأرض ويستمطر السماء دموعـا

روعة لو تدوم يوماً إلى الـلـيل لأمسى حبل الهدى مقطوعا

"وبه" قال أنشدنا الرئيس أبو الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال المسلم الكاتب، قال أنشدني جدي إبراهيم بن هلال الصابي لنفسه كتب بها إلى أبي نصر بشر بن هارون: أهلاً وسهلاً بمكروه تخطـاكـاوصائب من سهام الدهر أشواكا

إذا سلمت لنا مما أحـل بـنـافما تعدى علينا إذ تـعـداكـا

وما أعود عليه بـالـمـلام وإنعفا على أثري إذ كان أعفاكـا

لكن سأشكر نعماه التي ظهرتعلي لما ابتلاني ثم عـافـاكـا

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرنا القاضي الإمام السيد العدل أبو الفتح نصر بن مهدي بن نصر بن مهدي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عيسى بن أحمد الأمير بن عيسى بن علي بن الحسين بن الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الزيدي رحمه الله تعالى، بقراءتي عليه في الثامن من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وخمسمائة بالري، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رحمه الله تعالى، قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن علي الأبار، قال حدثنا هشام بن خالد، قال حدثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أصيب بمصيبة من ماله أو جسده فكتمها ولم يشكها إلى الناس كان حقاً على الله أن يغفر له".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن يحيى، قال حدثنا ابن أبي زياد، قال حدثنا محمد بن الحجاج المظفر، قال حدثني أبو صالح خوات بن صالح بن خوات بن جبير، عن أبيه عن جده قال: مرضت فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "صح جسمك يا خوات، قلت: وجسمك يا رسول الله? قال: أوف الله بما وعدته، قال: ما وعدته شيئاً? قال: إنه ليس من مريض يمرض إلا يحدث نفسه إن عافاه الله بخير".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا ابن حبان، قال حدثنا أحمد بن عبدان -يعني ابن سنان الزعفراني، قال حدثنا ابن عبد الله بن عمر، قال حدثنا أبو عامر العقدي، قال حدثنا زهير عن محمد بن حلحلة، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة وأبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا حزن ولا غم ولا أذى إلا كفر الله به من خطاياه".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن الشاطر الكاتب قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحرني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن الجيد المحدر، قال حدثنا يوسف بن موسى، قال حدثنا عبد الرحمن بن معزى عن الأعمش عن أبي الزبير، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ليودن أهل العافية في الدنيا يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد الحمال، قال حدثنا قطر بن إبراهيم النيسابوري، قال حدثنا الجارود بن يزيد، قال حدثنا سفيان الثوري عن أشعث عن ابن سيرين عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاث من كنوز البر: إخفاء الصدقة، وكتمان الشكوى، وكتمان المصيبة، يقول الله عز وجل: ابتليت عبدي فصبر ولم يشكني إلى عواده أبدلته لحماً خيراً من لحمه، ودماً خيراً من دمه، فإذا أبرأته أبرأته ولا ذنب له، وإن توفيته فإلى رحمتي".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أبو زرعة الدمشقي، قال حدثنا أبو مسهر. "رجع" قال وأخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا بكر بن سهل، قال حدثنا عبد الله بن يوسف، قالا حدثنا خالد بن مخلد عن صبيح عن سالم بن عبد الله المحاربي عن أبي أمامة الباهلي عن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهراً".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر المفيد، قال حدثنا عبد الله بن السقر السكري، قال حدثنا إبراهيم بن منذر الحوافي، قال حدثنا عيسى بن المغيرة، عن جبير بن أبي صالح عن ابن شهاب، عن عروة عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا اشتكى المؤمن أخلصه ذلك كما يخلص الكير خبث الحديد".

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن سيطا المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثنا عسل -يعني ابن ذكوان، قال حدثنا ابن عائشة عن أبيه قال: لما اشتد على أيوب عليه السلام البلاء أوحى الله تعالى إليه: لو أصبحت في يدي عبد من عبيدي لأصبحت في بلاء أشد من البلاء الذي أنت فيه، ولكنك أسير في يدي، وأنا أرحم الراحمين.

"وبه" قال حدثنا أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن الخليل الحافظ إملاء بقزوين، قال حدثنا أبو النصر كعب بن عمرو البلخي ببغداد في جامع المدينة، قال حدثنا سليمان بن إسحق الرازي بنصيبين، قال حدثني الربيع بن سليمان، قال: مرض الشافعي رضي الله عنه فحملنا طبيباً يجسه، فلما جسه وجد الشافعي أثر الحمى في عروق الطبيب فأنشأ يقول: جاء الطبيب يجسني فجسستهفإذا الطبيب لما يجس يحال

وغدا يعالجني بطول سقامهومن البديع أعمش كحـال

"وبه" قال أنشدنا أبو محمد الحسين بن علي بن محمد الجوهري، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس، قال أنشدنا أبو عبد الله بن عرفة وأظنها لنفسه: أنا والله يا علـيل عـلـيلبي سقامان ظاهر ودخـيل

علة مثل ما وجدت وأخرىمنك منها: غب علي ثقـيل

ليت حماك بي وأنت صحيحولك الأجر والثواب الجزيل

"وبه" قال السيد أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال وحدثنا أبو زيد أحمد بن يزيد الحوطي، قال حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال حدثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله تعالى يقول للملائكة: انطلقوا إلى عبدي، فصبوا عليه البلاء صباً، فيأتونه فيصبون عليه البلاء، فيحمد الله، فيرجعون فيقولون يا ربنا صببنا عليه البلاء صباً كما أمرتنا، فيقول ارجعوا فإني أحب أن أسمع صوته".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا الفضل بن العباس بن مهران، قال حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال حدثنا الليث بن سعد، قال حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، من رضى فله الرضى، ومن سخط فله السخط".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر إمام الشافعية ببغداد قراءة عليه وبقراءتي عليه قال حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف بجرجان سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، قال حدثني أبو عوانة الإسفرائيني، قال حدثنا يزيد بن سنان، قال حدثنا زكريا بن يحيى، قال حدثنا إدريس الأودي، عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما قال عبد عند مريض أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات إلا عوفي".

"وبه" قال أخبرنا عمر المطهر بن محمد بن علي بن محمد الخطيب العبدي بقراءتي عليه، وعلى أبيه أبي سعد محمد، قالا أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدل، قال حدثنا القاضي أبو أحمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، قال حدثنا سويد بن نصر المروزي، قال حدثنا عبد الكبير بن دينار، قال حدثنا أبو الحارث عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا عاد مريضا ًيقول: "اذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت، اللهم إني أسألك له شفاء لا يغادر سقماً".

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي المحاملي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال حدثنا الفرات بن خالد، قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، قال سمعت صفوان بن سليم يحدث عن عبد الرحمن عن عثمان عن علي عليه السلام، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ما عاد رجل مريضاً إيماناً بالله وتصديقاً بكتابه وكلمة أخرى، إلا وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى الليل وليلتئذ حتى الصباح، وكان ما كان قاعداً في خراف الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال حدثنا ابن حبان، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مصعب، قال حدثنا أبو تراب عسكر بن الحصين، قال حدثنا ابن نمير، قال حدثنا محمد بن ثابت، عن شريك بن عبد الله النخعي عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب، فإن ربهم يطعمهم ويسقيهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في منزله بالبصرة، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن شيبة المقري العطار مغسل الخلفاء، قال حدثنا ابن مكرم -يعني محمد بن الحسين، قال حدثنا علي بن نصر، قال حدثنا عثمان بن اليمان عن السري ابن يحيى، قال حدثنا شجاع عن أبي فاطمة، قال قال عثمان لابن مسعود رضي الله عنه: ما تشتهي? قال رحمة ربي، قال: أدعو لك الطبيب? قال: الطبيب أمرضني، قال: ألا آمر لك بعطية? قال: لا حاجة لي فيه، قال: يكن لبناتك? قال: قد أمرت بناتي أن يقرأن كل ليلة سورة الملك، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من قرأ كل ليلة أو في كل ليلة سورة الواقعة لم تصبه فاقة" قال علي بن نصر سمعت عثمان يقول: كان أبو فاطمة من أصحاب علي عليه السلام.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حبان أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن عمرو، قال حدثنا بشر بن آدم، قال حدثنا الضحاك بن مخلد، قال حدثنا ابن أبي حميد عن محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من مسلم يصيبه نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها، إلا كتب الله له حسنة، ومحيت عنه سيئة".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسن قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني، قال حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسن بن إبراهيم العلوي النصيبي، قال حدثنا أبي، قال حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسني بالري، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي، عن أبيه عن آبائه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: "إن المرض لا أجر فيه ولكنه يدع على العبد ذنباً إلا حطه، وإنما الأجر في القول باللسان والعمل بالجوارح وإن الله عز وجل بكرمه وفصله يدخل صادق السر والسريرة الصالحة في الجنة".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا محمد بن كثير، قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله قال: إن الوجع لا يكتب به الأجر، إنما الأجر في العمل، ولكن يكفر الله به الخطايا.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح وعبد الواحد بن الحسين بن شيظا المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثنا عمرو بن مدرك الرازي، قال حدثنا شهاب بن معمر، قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زياد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: قالت امرأة أيوب عليه السلام: قضنا البلاء فادع ربك بالعافية، قال: ويحك كنا في السراء سبعين عاماً، فدعينا حتى نصبر على الضراء سبعين عاماً".

"وبه" قال سمعت الخليل بن عبد الله بن أحمد الحافظ بقزوين يقول سمعت حمزة بن محمد العلوي رحمه الله تعالى يقول، سمعت عيسى بن محمد الجريحي ببغداد يقول: دخلنا على إبراهيم الحرني رحمه الله وهو مريض يعوده، وكان طبيب يحمل إليه ماؤه، فجاءت الجارية وردت الماء، فقالت يا أستاذي: مات الطبيب فأنشد إبراهيم يقول: إذا مات المعالج من سقامفيوشك للمعالج أن يموت

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه. قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال حدثنا بشر بن عنبس، قال حدثان ابن أبي فديك عن عمرو بن حفص عن عثمان بن عبد الرحمن عن مكحول عن أبي أمامة قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتعوذ من موت الفجأة، وكان يعجبه أن يمرض قبل أن يموت.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن النصر الأزدي، قال حدثنا معاذ بن عمرو، قال حدثنا رائدة عن يزيد بن أبي زياد عن رجل من النخع عن ابن مسعود قال: يود أهل البلاء يوم القيامة حين يعاينون الثواب أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن أبي زياد قال: حدثني من سمع ابن مسعود يقول: ود أهل البلاء حين يعاينون الثواب أن أجسادهم تقرض بالمقاريض.

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال: أنشدنا أبي القاضي أبو علي المحسن بن علي لنفسه: يا عليلاً أهدي لقلبي اعتـلالانال من السقام ما منـك نـالا

إن يكن مسك الشحوب فكم منقمر لونه الكسـوف أحـالا

أو يكن نالك الهزال فـإن البدر بعد التمام يبـدو هـلالا

 

الحديث الثامن والثلاثون

ذكر عيادة المرضي وفضلها

وما يتصل بذلك

"وبه" قال السيد الإمام رحمه الله تعالى، أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا إبراهيم بن علي، قال حدثنا بسطام بن جعفر الموصلي، قال حدثنا إبراهيم بن محمد، قال حدثنا صفوان بن سليم، عن ابن غنم الأنصاري عن عمرو بن حريث عن علي عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من عاد مريضاً ابتغاء مرضاة الله وإيماناً به وتصديقاً لرسوله، وكل به سبعون ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، ولم يزل في خراف الجنة ما دام عنده جالساً".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن شيبة، قال حدثنا إسماعيل بن عمر، قال حدثنا أبو مريم، قال حدثني المنهال ابن عمر عن سعيد وعبد الله بن الحارث، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا عاد مريضاً قعد عند رأسه وقال: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات، قال: من قالها عند رأس مريض سبع مرات ثم كان في أجله تأخير عوفي من ذلك الوجد".

"وبه" إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرنا القاضي الإمام السيد العدل أبو الفتح نصر بن مهدي بن نصر بن مهدي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عيسى بن أحمد الأمير بن عيسى بن علي بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الزيدي رحمه الله تعالى، بقراءتي عليه، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا عبد الله بن أحمد، قال حدثني أبي، قال حدثنا بهز وعفان، قالا حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء قال عفان أخبرنا يعلى بن عطاء عن عبد الله بن سيار عن عمرو بن حريث: أنه عاد حسناً وعنده علي عليهم السلام، فقال علي عليه السلام يا عمرو: أتعود حسناً وفي طوية قلبك ما فيها? قال نعم، إنك لست رب قلبي فتصرفه حيث شئت، فقال: أما إن ذلك لا يمنعني أن أؤدي إليك النصيحة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ما من مسلم يعود مسلماً إلا بعث الله عز وجل له سبعين ألف ملك يصلون عليه، أي ساعة من النهار كانت حتى يمسي، وأي ساعة من الليل حتى يصبح".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن علي الأبار، قال حدثنا هاشم بن خالد، قال حدثنا بقية عن ابن جريج عن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أصيب بمصيبة من ماله أو جسده فكتمها فلم يشكها إلى الناس، كان حقاً على الله أن يغفر له".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الأزجي، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن المفيد، قال حدثنا موسى بن هارون الحمال، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا محمد بن موسى المخزومي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "للمؤمن على المؤمن ست خصال: يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وينصح له إن غاب أو شهد".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة البغدادي نزيل أصفهان قراءة عليه، قال حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن مالك البجلي الدقاق إملاء بالبصرة في جامع بني حرام يوم السبت لست خلون من جمادى الأولى سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو يزيد خالد بن النضر، قال حدثنا بندار، قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه عن حكيم ابن أفلح، عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "للمسلم على المسلم أربع خلال: يعوده إذا مرض، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس، ويشيعه إذا مات".

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح عبد الكريم بن أحمد الضبي المحاملي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال حدثنا محمد بن عبد العزيز، قال حدثنا محمد بن جميل الرازي، قال حدثنا الفرات بن خالد، قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري، قال سمعت صفوان بن سليم يحدث عن عبد الرحمن عن عثمان عن علي عليه السلام، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "ما عاد رجل مريضاً إيماناً لله وتصديقاً بكتابه، وكلمة أخرى، إلا وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى الليل وليلتئذ حتى الصباح، وكان ما كان قاعداً في خراف الجنة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا الغرياني، قال حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا ابن لهيعة عن الحرث بن يزيد، عن علي بن رباح عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن معاذ بن جبل قال: "عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خمس من فعل منهن واحدة كان ضامناً على الله عز وجل أن يدخله الجنة: من عاد مريضاً، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازياً في سبيل الله، أو دخل على إمامه يريد تعزيزه وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم".

"وبه" قال أخبرنا أبو العلاء، محمد بن أحمد بن العلاء بن الشاه الصعيدي خطيب المهرجان، قرية من قرى خان لنجان، قدم علينا أصفهان سنة سبع وثلاثين وأربعمائة قراءة عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبد الله بن سعيد بن الوليد، قال حدثنا أبو معاوية المستملي، قال حدثنا محمد بن سليمان المروزي، قال دخل قوم على مجوسي يعودونه فقالوا: كيف نجدك يا مجوسي? قال ما ظنكم بمن يسكن قبراً موحشاً ويخلد فيه بغير مؤنس، ويريد سفراً بعيداً بغير زاد، ويقدم على ملك عظيم بغير حجة?.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا أبو الحريش، قال حدثنا أبو مصعب، قال حدثنا سليمان بن بلال، عن موسى بن أنس، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاد رجلاً من المسلمين فدخل عليه وهو كالفرخ المنتوف جهداً، فقال له: هل كنت تدعو بشيء أو تسأل? قال نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبني في الآخرة فعاقبني في الدنيا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تستطيعه ولا تطيقه، فهلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار?".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا عبادة بن زياد الأسدي، قال حدثنا يحيى بن العلاء عن علي بن عروة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال: عيادة المريض أول يوم سنة، وبعد تلك تطوع.

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إبراهيم بن أحمد الوكيعي، قال حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال حدثنا عبد الحميد الحماني، عن أبي النصر عن عمر عن عكرمة عن ابن عباس قال: "عيادة المريض مرة سنة، فمن زاد فنافلة".

"وبه" قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن رشيد بن المصري، قال حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال حدثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن أبي زحر، عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "عائد المريض يخوض في الرحمة -ووضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على ركبتيه ثم قال: فإذا جلس عنده غمرته الرحمة، من تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على وجهه أو على يده فيسأله كيف هو، وتمام تحيتكم بينكم المصافحة".

"وبه" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله، قال أخبرنا القاضي الإمام أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، قال حدثنا والدي بقراءته علينا، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان الطبراني، قال حدثنا إدريس بن جعفر العطار، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا عاصم الأحول، عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان، قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من عاد مريضاً لم يزل في خرف الجنة، قيل وما خرفة الجنة? قال: جناها".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه ببغداد، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء، قال حدثنا إسحق -يعني الحرني، قال حدثنا أبو حذيفة، قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا شهدتم المريض فقولوا خيراً، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري، قال حدثنا شعبة عن الحكم عن عبد الله بن نافع مولى بني هاشم، قال: عاد أبو موسى الحسن بن علي، فقال له علي عليه السلام: عائداً جئت أو زائراً? فقال أبو موسى: بل جئت عائداً، فقال له علي عليه السلام: من عاد مريضاً بكراً شيعه سبعون ألف ملك، كلهم يستغفر له حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار بقراءتي عليه بواسط على باب داره، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله السقا، قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا عبد الواحد، قال حدثنا الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا اشتكى أحد من أهل بيته مسحه بيمينه وقال: اذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما".

"وبه" قال أخبرنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن محمد المفيد قراءة عليه في شوال سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن السقطي، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا التوزي عن علقمة بن أبي مرثد عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن عمرو، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من أحد من المسلمين يبتلي ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الحفظة الذين يحفظونه يقول: اكتبوا لعبدي ما كان يعمله من الخير ما كان محبوساً في وثاقي: قال السيد الإمام: قلت ما لم يعلمه لا يجوز أن يستحق عليه ثواباً، وإنما يثاب على عزمه أن يقوم بفرائض الله وسنته متمسكاً بأوامره، ممسكاً كافاً عن نواهيه، ولا خلاف أن فرائض الزكوات والصلاة والصيام غير ساقطة عنه بل يلزمه أداء ما يمكنه منها وقضاء ما يعجز عنها، فلا يجوز أن يحمل ذكر هذه الأحرف الثواب إلا ما ذكرناه من العزم، قال الله تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الخطيب بأصفهان، قال أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد القتات، قال حدثنا أبو بكر عمر بن أحمد النصيبي البغدادي قدم علينا، قال حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال حدثنا عبيد بن سعيد بحمص، قال حدثنا المروقي عن الزهري عن البراء، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما المريض إذا برئ وصح كمثل البردة في صفائها وحسنها".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سليمان التستري، قال حدثنا أبو الفضل العباس بن أحمد بن حسان الشامي، قال حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، قال حدثنا إسماعيل بن عياش، قال حدثنا الوليد بن سلمة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو لا يتقار على فراشه من شدة الحمى، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "يا علي: إن أشد الناس بلاء في الدنيا النبيون، ثم الذين يلونهم، أبشر فإنهم حظك من ثواب الله تعالى مع مالك من الثواب والأجر، تحب أن يكشف الله ما بكر? قال نعم، قال قل: اللهم ارحم عظمي الدقيق، وجلدي الرقيق، وأعوذ بك من فورة الحريق، يا أم ملدم إن كنت آمنت بالله واليوم الآخر، فلا تأكلي اللحم، ولا تشربي الدم، ولا تفوري على الفم، وانتقلي إلى من يزعم أن مع الله إلهاً آخر، فإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد ورسوله، قال علي عليه السلام: فقلتها، فعوفيت من ساعتي، قال جعفر بن محمد عليه السلام: ونحن أهل البيت يعلم بعضنا بعضاً حتى نساءنا وصبياننا، فما يقولها أحد منا إلا عوفي إذا كان في أجله تأخير.

"وبه" قال أخبرنا أبو عمر محمد بن الحسين بن يوسف بن موسكان البزار بقراءتي عليه في مسجد قنطرة قرة باب زقاق السعديين بالبصرة، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسقاطي إملاء في ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال حدثنا النعمان بن أحمد القاضي، قال حدثنا عبد الله بن حمزة الزبيري، قال حدثنا يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، عن أيوب الثقفي عن محمد بن داود عن الحكم بن أبان، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الغريب إذا مرض فنظر عن يمينه وشماله ومن أمامه ومن خلفه فلم ير أحداً يعرفه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو الطيب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله العطار إملاء بالبصرة يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى الآخرة من سنة سبع وستين وثلاثمائة قال حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم، قال حدثنا محمد بن سليمان قال حدثنا سعيد بن سليمان عن منصور بن أبي الأسود عن مطرف عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من تمام عيادة المريض أن تضع يدك على يده أو على جبهته ثم تسأله: كيف أمسيت? وكيف أصبحت? والذي بعثني بالحق نبياً ما انطلق رجل مسلم عائداً لرجل مسلم لا يعنيه إليه إلا ذلك -يعني إلا خاض الرحمة حتى إذا دخل عليه فوضع يده على يده، أو قال على جبهته ثم سأله كيف أصبحت أو أمسيت? ثم فارق إلا خاض مقبلاً ومدبراً ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حبوته مقبلاً ومدبراً".

"وبه" قال حدثنا أبو طالب محمد بن علي بن الفضل بن محمد الصباني الأطرش من لفظه وأصله في دهليز داره في بني حرام بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الأسفاطي إملاء، قال حدثنا النعمان بن أحمد القاضي، قال حدثني القاسم بن إبراهيم، قال حدثنا حبيب بن المغيرة الشاشي، قال حدثنا هارون بن حميد، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنين المريض تسبيحه، وصياحه تهليله، ونفسه عبادته، وتقلبه كالمقاتل في سبيل الله عز وجل".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء في رجب سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو إسحق إبراهيم بن علي العمري، قال حدثنا يعلى بن مهدي، قال حدثنا يوسف بن عطية العطار، قال حدثنا عبد الحكم قال: دخلت أنا وثابت البناني على أنس بن مالك قال أخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل على علي عليه السلام وهو شاك، فقال قال: "اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك، وصبراً على بليتك، وخروجاً من الدنيا إلى رحمتك".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، قال حدثنا حفص بن عمر، قال حدثنا بشر بن معاذ العقدي، قال حدثنا حماد بن واقد، عن أبي سنان عن عثمان بن أبي سودة عن أبيه عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من عاد مريضاً أو زار أخاً في الله، نادى مناد من السماء: أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت أو تبوأ في الجنة منزلاً".

"وبه" قال أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد الخارمي النسابة إملاء في جامع البصرة، قال أنشدني أبو عبد الله الحسين بن علي النمري لنفسه: إذا مرضنا نوينا كل صالـحةوإن شفينا فما الزيغ والزلـل

نرضي الإله إذا خفنا ونسخطهإذا أمنا فما يزكو لنا عـمـل

"وبه" قال أنشدني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري، قال أنشدني أبو الفتح أحمد بن عبيد الله بن فضال الحلبي المعروف بالماهر لنفسه، في علي بن الحسين الكاتب وقد اعتل ثم أفرق منها: شكا لتشكيك يا بن الـحـسين جسم العلاء ونفس الكرم

وكادت صروف الليالي التيصرفت تلي لـذاك الألـم

فلا فج الله فـيك الـزمـانفقد كان قطب ثم ابتـسـم

"وبه" قال سمعت أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين العتيقي يقول، سمعت أبا عمر بن حيوية يقول، سمعت أبا عبد الله بن حزبويه يقول، سمعت سري السقطي يقول: من مرض فلم يتب، فهو كمن عولج ولم يبرأ.

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي رحمه الله تعالى، قال أنشدني أبو علي الهائم، قال أنشدنا الصنوبري لنفسه: عيادة أهل الفضل تثبت لي فضليكذا قيل إن الشكل يعرف بالشكل

يعود العليل الحر من كان مثلـهوما للعليل الحر والعائد الـنـذل

وعلى محمد النبي وآله السلام.

 

الحديث التاسع والثلاثون

ذكر الموت واختلاف الموتى

وذكر عذاب القبر وثوابه وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرني القاضي الإمام أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، قال حدثنا والدي بقراءته علينا، قال حدثنا السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، قال أخبرنا أبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي، قال حدثنا يحيى بن أبي طالب، قال أخبرنا معروف الكرخي عن بكر بن خنيس عن ضرار بن عمرو عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقول الله تعالى لملك الموت عليه السلام: انطلق إلى وليي فائتني به، فإني قد بلوته بالضراء والسراء فوجدته حيث أحب، قال فيأتيه ملك الموت عليه السلام ومعه خمسمائة من الملائكة عليهم السلام يحملون معهم أكفاناً وحنوطاً من الجنة، ومعهم ضبائر الريحان أصل الريحانة، واحد في رأسها عشرون لوناً لكل لون ريح سوى ريح صاحبه والحرير الأبيض فيه المسك، فيأتيه ملك الموت عليه السلام فيجلس عند رأسه ويبسط ذلك الحرير والمسك تحت ذقنه ويفتح له باب إلى الجنة، فإن نفسه لتعلل هناك مرة بأرواجها ومرة بكسوتها ومرة بثمارها، قال ويقول ملك الموت عليه السلام أخرجي أيتها الروح الطيبة إلى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب ولملك الموت أشد لطفاً به من الوالدة بولدها، فيعرف أن تلك الروح حبيبة إلى ربها يلتمس بلطفه تحبباً إلى ربه ورضاه عنه، يسل روحه كما تسل الشعرة من العجين، قال الله عز وجل: "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام" وقال عز وجل: "فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم". يقول عز وجل: "روح من جهة الموت، وريحان يتلقى به وجهه، ونعيم مقيله.

فإذا قبض ملك الموت روحه، قالت الروح للجسد: جزاك الله عني خيراً، فقد كنت سريعاً إلى طاعة الله، بطيئاً عن معصية الله، فقد نجوت وأنجيت، ويقول الجسد للروح مثل ذلك، قال وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله عليها وكل باب من السماء كان ينزل منه رزقه ويصعد منه عمله أربعين ليلة، فإذا وضع في قبره جاءته صلاته فكانت عند يمينه، وجاء صيامه فكان عند يساره، وجاء الذكر فكان عند رأسه وجاء مشيه إلى الطاعة فكان عند رجليه، وجاء الصبر فقام ناحية من القبر، قال فيبعث الله عتقاء من العذاب فيأتيه عن يمينه فتقول الصلاة: غليك عنه، ما زال عمره دائباً قائماً استراح الآن حين وضع في قبره، فيأتيه عن يساره فيقول الصيام: مثل ذلك من كل ناحية يأتيه يخاطب بمثل ذلك لا يأتيه من موضع إلا وجد ولي الله قد أخذ جنته عند ذلك، قال فيقول الصبر لسائر الأعمال: أما إنه لم يمنعني أن أباشره أنا بنفسي، فأما إذا أجزأتم فأنا ذخر له عند الميزان والصراط، قال فيبعث الله ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف، وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهب، يطيان في أشعارهما، بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا، قد نزعت منهما الرحمة والرأفة، يقال لهما منكر ونكير، مع كل واحد منهما مطرقة من حديد لو اجتمع عليها ربيعة ومضر لم يقلوها فيأتيانه فيقولان له: من كنت تعبد? ومن ربك? ومن نبيك? قالوا يا رسول الله: ومن يطيق الكلام عند ذلك أونت تصف من الملكين ما تصف? فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويضل الله الظالم ويفعل الله ما يشاء" قال فيقول: كنت أعبد الله لا أشرك به شيئاً، والإسلام ديني الذي دانت به الأنبياء، ونبيي محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء، فيقولان له: صدقت، فيدفعان القبر من بين يديه أربعين ذراعاً ومن خلفه كذلك، وعن يمينه كذلك وعن يساره كذلك ثم يقولان له: ولي الله نجوت آخر ما عليك، قال: فو الذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترد أبداً، ثم يقولان له: ولي الله انظر فوقك? فينظر فوقه فإذا باب مفتوح من الجنة، فيقولان له: ولي الله هذا منزلك، قال: فو الذي نفسي بيده إنه ليصل إلى قلبه فرحة لا ترد أبداً.

قال يزيد الرقاشي وقالت عائشة: يفتح له تسعة وتسعون باباً من الجنة فيأتيه من روحها وبردها حتى يبعثه الله إليها، قال أنس بن مالك في حديثه: فيقول الله لملك الموت انطلق إلى عدوي فائتني به فإني قد بسطت له رزقي وسربلته نعمتي فائتني به فلأنتقمن منه، قال فيأتيه ملك الموت في أكره صورة رآها أحد من الناس، له اثنتا عشرة عيناً ومعه سفود من نار كثير الشوك ومعه خمسمائة من الملائكة عليهم السلام يحملون معه سياطاً من جمر جهنم، فيأتيه ملك الموت عليه السلام فيضربه بذلك السفود ضربة فتغيب كل شوكة من ذلك السفود في كل عرق منه فينزع روحه من أظفار قدميه فيلقيها في عقبيه ويسكر عدو الله سكرة فتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط ثم كذلك إلى صدره ثم كذلك إلى حلقه، ثم يقول ملك الموت عليه السلام: اخرجي أيتها الروح إلى سموم وحميم وظل من يخموم لا بارد ولا كريم، فإذا قبض ملك الموت روحه قال الروح للجسد: جزاك الله شراً، فقد كنت سريعاً في معصية الله، بطيئاً في طاعة الله، فقد هلكت وأهلكت، ويقول الجسد للروح مثل ذلك، قال وتلعنه بقاع الأرض التي كان يعصي الله عليها وكل باب من السماء ينزل منه رزقه ويصعد منه عمله أربعين ليلة، فإذا وضع قبر قبره ضيق الله عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه وتدخل اليمن في اليسرى واليسرى في اليمنى، قال ويبعث الله عليه أفاعي دهم كأعناق الإبل فتأخذ بأرنبته وإبهامي قدميه فيقرضانه حتى يلتقيان في وسطه، قال ويبعث الله ملكين على تلك الصفة أبصارهما كالبرق وأنيابهما الكصياصي وأنفاسهما كاللهب يطيان في أشعارهما بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا، وقد نزع الله منهما الرأفة والرحمة، يقال لهما منكر ونكير، مع كل واحد منهما مطرقة من حديد لو اجتمع ربيعة ومضر لم يقلوها، فيأتيانه فيضربانه ضربة يتطابر شرراً في قبره ثم يعود كما كان فيقولان له عدو الله: ما كنت تعبد? وما دينك? ومن نبيك? فيقول: لا أدري، فيقولان: عدو الله لا دريت ولا بليت، ويضربانه ضربة يتطاير شرراً في قبره ثم يعود كما كان، ثم يقولان له عدو الله: انظر فوقك، فإذا باب مفتوح إلى الجنة، فيقولان له: عدو الله لو كنت أطعت الله لكان هذا منزلك، قال: فو الذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه حسرة لا ترد أبداً، فيقولان له عدو الله: انظر إلى تحتك، فينظر تحته فإذا باب مفتوح إلى النار فيقولان له عدو الله: هذا منزلك، فو الذي نفس محمد بيده إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك حسرة لا ترد أبداً. قال يزيد الرقاشي قالت عائشة: ويفتح له تسع وتسعون باباً إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها حتى يبعثه الله إليها".

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه الخراز قراءة عليه قال أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله وأبو عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي الزاهد، قالا حدثنا أحمد بن يحيى النحوي أنشد لأمية بن الصلت مكرر هذه الرواية، قال القاضي الأجل شمس الدين جمال المسلمين جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى رضوان الله عليه في تفسير هذا الخبر وبيان فوائده في النسخة التي قرأناها عليه ورأينا نقله إلى هذه النسخة، وفي هذا الخبر من التصريح الظاهر بإثبات الحياة في القبر وثواب المطيعين وعقاب العصاة وعظم الموقع في الموعظة إشعار بإزاء الخوف والخشية ما لا يخفى على من كان له مسكة من العقل والتمييز، ونصيب في التقوى والدين، وما فيه من كثرة الملائكة وكثرة من يحضر النفوس، فذلك مما ليس بمستعبد، وليس يجوز إنكار ذلك من حيث أن غير المحتضر لا يراهم لأن الله سبحانه وتعالى يقوي شعاع بصره حتى يرى ما لا يراه غيره، وفي مثل ذلك قال سبحانه: "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" وقال سبحانه: "يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً" وقال سبحانه: "ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم" الآية، ويكفي في ذلك أن يراهم المحتضر في وقت قصير بمقدار ما يسمونه البشارة بما يحب إن كان مطيعاً وبما لا يحب إن كان عاصياً، فلا وجه لاستبعاد ذلك ولا لإنكار ما في الخير من أنواع الثواب والعقاب التي يراها مع الملائكة ويتحقق بها جنس ما أعده الله تعالى لمن أطاعه ولمن عصاه ويجوز أن ينعم للمؤمن بما هو مذكور من طيب وكفن وغير ذلك على وجه يخفى على سائر الناس، أما في القبر بعد دخوله وحياته فيه أو في غير ذلك على ما يرى الله سبحانه تدبيره، وليس ذلك بممتنع في مقدور الله سبحانه، وما في الخبر من ذكر مخاطبة الروح للجسد ومخاطبة الجسد للروح فإنه يحتمل وجهين، أحدهما: أنه لظهور الحال في ابتهاج المؤمن مما لقيه عند الموت، وتحسر العاصي بما لقيه، ولعظم ما وقع من ذلك كله يصير الروح والجسد في حكم المتخاطبين، ونظير ذلك قوله تعالى: "ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو وكرهاً فقالتا آتينا طائعين" وقوله تعالى: "ويوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد" وذلك شائع في اللغة وفي مثله قال الراجز: امتلأ الحوض وقال قطنـيمهلاً رويداً قد ملأت بطني

والثاني: أن الروح والجسد لو تكلما عند افتراقهما بشيء لكان ذلك ما في الخبر، ونظيره قوله تعالى: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشبة الله" معناه لو كان الجبل مما يخشع ويتصدع من شيء لعظم شأنه لكان ذلك هو القرآن، ولو كان في ذلك دلالة على أن الروح يبقى حياً بعد فراق الجسد لدل أيضاً على أن الجسد يبقى حياً بعد فراق الروح لأنه ذكر الخطاب من كل منهما، فإذا لم يدل ذلك على حياة الجسد لم يدل أيضاً على انفراده، وما في الخب رمن بكاء بقاع الأرض وأبواب السماء فإنه يحتمل أن يريد به مثل ما تقدم من إنها لو بكت من شيء لبكت لذلك، ويحتمل أن يريد به من يحضر هذه البقاع من الملائكة عليهم السلام، فذكر هذه المواضع وأراد حاضرها وحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه على نحو قوله تعالى: "وكم من قرية أهلكناها" وقوله: "وإذا أردنا أن نهلك قرية" والمراد: أهل القرية وعلى هذا النحو يجري الكلام في لعن هذه المواضع للكافر فإنه يحتمل أيضاً وجهين -أحدهما: أنه يحضر من ثواب هذه الأعمال ما يدفع العقاب عنه من هذه الجهات حتى لا يتوجه إليه شيء منه، والثاني: أن يحضر من الملائكة عليهم السلام من يعرفه أو يرى من كتب هذه الأعمال في جهات القبر ما يعرف به ذلك، وهكذا الكلام في الصبر، وما ذكر فيه فإنه يجري على نحو الكلام في غيره من هذه الأعمال، وما فيه من ذكر الملكين وصفتهما الهائلة فهو أيضاً مما ليس بممتنع، وذلك وأعظم منه مما هو مقدور لله سبحانه جائز كونه، فإذا ورد به هذا الخبر وأمثاله من الأخبار لم يكن هناك مانع من التصديق به وفي ذاك تعظم المسرة للمؤمن والغم على الكافر، وما فيه من ذكر أبواب الجنة التي تفتح فيراها صاحب القبر مما لا يمتنع أيضاً لأن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يريه ذلك أو ما هو من جنسه ليعظم به فرح المؤمن ويعظم به غم الكافر وحسرته، وكذلك ما فيه من ذكر أبواب النار وما يعاين منها صاحب القبر أيضاً فتعظم مسرة المؤمن بخلاصه منه، ويعظم غم الكافر بوقوعه فيه، وكذلك ما فيه من ذكر الأفاعي وهي الحياة وما يجري منها على الكافر فيها لا مانع منه، ولا وجه لإنكار شيء مما في الخبر ما كان جائزاً ممكناً حمل على ظاهره، وما منع من حمله على ظاهره مانع وجب تأويله على وجه صحيح نحو ما تقدم ذكره، وليس ذلك بأكثر مما ورد به القرآن الكريم مما يجب حمله على ظاهره أو تأويله على الوجوه الصحيحة، وفي الخبر من النفع لمن كان له قلب، والموعظة لمن سمعه ونظر فيه ما لو لم يرد في هذا الباب سواه لكفى به باعثاً على طاعة الله في السراء والضراء، وزاجراً عن معصية الله في الشدة والرخاء، ومتى قيل، فأي وقت يرى الميت ذلك? قلنا ليس في الأدلة ما يدل على ذلك، ويجوز أن يكون في بعض الموتى عقب دخول القبر وفي بعضهم بعد ذلك بمدة، وليس علينا تكليف في معرفة وقته، وكذلك متى قيل فكيف يكون حال المقتول في الساعة الواحدة والميت يموت الفجأة متى يرى الملائكة? قلنا: أما المقتول فليس في هذا الخبر ذكره، ويجوز أن يرى ذلك أو شيئاً منه في خلال قتله، واللمحة الواحدة تكفي، وكذلك من مات فجأة يجوز أن يرى ذلك في اليسير من الوقت، ومتى قيل فالمصلوب أو الغريق في البحر كيف يكون حاله? قلنا: يجوز أن يريا ذلك كما يراه غيرهما من الموتى وإن لم يعرف الناس أوقات ذلك ففي الليل أو النار سعة وفي مقدورات الله سبحانه ممكنة فلا مانع منن ذلك، وفي الخبر دلالة على عظم حال المعرفة بالله سبحانه ونبوة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وبأمور الدين التي وقع سؤال الملائكة عنها وعظم الأمر فيها، فيجب على كل عاقل أن يقوم منها مما عليه يتعين معرفته ويلتزم العمل به من إقامة الفرائض التي يحصل بها النجاة، واجتناب المحارم التي يقع بها الهلاك، جعلنا الله وإياكم ممن ذكر فذكر، وبصر فأبصر، ونظر فاعتبر، وأعطى فشكر، وابتلي فصبر، وأناب واستغفر، وجعل خير أعمالنا أواخرها، وخير أيامنا يوم نلقاه بمنه ولطفه. هذا آخر كلام القاضي شمس الدين رحمه الله تعالى.

"وبالإسناد" المتقدم قال السيد الأجل الإمام المرشد بالله عليه السلام قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن سعيد بن إبراهيم بن شهدل المديني، قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق عن أبي حمزة عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد ابن علي عليهما السلام قال: "حتى يأتيك اليقين" قال: الموت.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه: البرزخ: ما بين الموت إلى البعث.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح، قال حدثنا عمرو بن سهل بن تميم الضبي، قال حدثنا أبو عبيدة، قال حدثنا الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "قال الله تعالى للنفس اخرجي، قالت لا أخرج إلا كارهة".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن روح الشعراني، قال حدثني عمر بن محمد، قال حدثنا محمد بن مصفى، قال حدثنا سويد بن عبد العزيز، قال حدثنا أبو عبد الله البخراني عن الحسن عن عبد الله بن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن المؤمن إذا مات تجملت المقابر لموته فليس فيها بقعة إلا وهي تمنى أن يدفن فيها، وإن الكافر إذا مات أظلمت المقابر لموته فليس فيها بقعة إلا وهي تستجير بالله أن يدفن فيها".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه، قال حدثنا محمد بن الحسن الأزدي، قال حدثنا أحمد بن محمد، قال حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان، قال حدثنا عبد الله بن جبلة بن حبان بن الأبخر، قال حدثني حسن بن عبد الكريم بن هلال عن المفضل بن يونس عن الوليد بن بكير عن عبد الله بن محمد العدوي على علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن جابر قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "يا أيها الناس توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وصلوا الذي بينكم وبينه بذكره -وذكر الحديث بطوله".

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس بن الفضل الأسفاطي، قال حدثنا أبو طاهر عبد الله بن محمد بن مرة المري، قال حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال أخبرنا عبد الله بن الزبير، قال حدثنا ثابت عن أنس قال: لما وجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كرب الموت قالت فاطمة عليها السلام: واكرب أبتاه، قال: لا كرب على أبيك بعد اليوم إنه قد حضر من أبيك ما ليس تاركاً أحداً لموافاة يوم القيامة.

?وبه قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا معاذ بن المثنى قال حدثنا عبد الله -يعني ابن محمد بن أسماء، قال حدثنا عبد الله بن المبارك، قال حدثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن سعيد بن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل: أي المؤمنين أفضل? قال أحسنهم خلقاً، قال: فأي المؤمنين أكيس? قال أكثرهم للموت ذكراً، وأحسنهم له استعداداً.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني قراءة عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح، قال حدثنا عامر بن أسد الواضحي عن ابن عيينة عن خالد بن أبي كريمة، وكان من أهل شبيلان عن عبد الله بن المسور عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا دخل النور القلب انفسح له وانشرح، قيل يا رسول الله: هل لذاك من علامة يعرف به? قال نعم، الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزول الموت، وتعرضوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا أبو العلا محمد بن صاحل الأثط، قال حدثنا محمد بن حميد، قال حدثنا زافر بن سليمان عن محمد بن عيينة، عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا محمد: عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك تجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس، هذا محمد بن عيينة: أخو سفيان بن عيينة.

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة البغدادي، قال حدثنا حماد بن الحسين بن عنبسة الوراق، قال حدثنا حجاج بن نصير، قال حدثنا القاسم بن مطيب العجلي، قال حدثني الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "إن نفس المؤمن تخرج رشحاً، وإن نفس الكافر يسيل كما تخرج نفس الحمار، وإن المؤمن ليعمل الخطيئة فيشدد بها عليه عند الموت ليكفر بها، وإن الكافر ليعمل الحسنة فيسهل عليه عند الموت ليجزى بها".

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا المعروف بابن طرازة، قال أنشدني أبو الحسن علي بن محمد القلاسي لأبي العتاهية: من يعش يكبر ومن يكبر يمـتوالمنايا لا تبد لـي مـن أتـت

كم وكم قد درجت من قبلـنـابقرون وقـرون قـد خـلـت

نحـن فـي دار بــلاء وأذىوسقـام وعـنـاء وعـنـت

منزل ما ثبـت الـمـرء بـهسالماً إلا قـلـيلاً إن ثـبـت

بينما الإنسان في الـدنـيا لـهحركات مسرعات إذ خـفـت

أنسيت الموت جهلاً والبـلـىفلهت نفسك عنـه وسـهـت

أيها المغرور ما هذا الصـبـالو نهيت النفس عنها لانتهـت

إن أولى مـا تـنـاهـيت لـهلملم ليس منـه مـنـفـلـت

أبت الدنيا علـى سـاكـنـهـافي البلا والنقص إلا ما أتـت

رحم الله امرؤاً أنصف من نفسهأو قـال خـيراً فـسـكـت

"وبه" قال أخبرنا أبو عمر محمد بن الحسين بن يوسف بن موسكان البراز بقراءتي عليه في مسجد قنطرة قرة باب زقاق السعديين بالبصرة، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي إملاء، قال حدثنا عبد الله بن شبيب، قال حدثنا زكريا بن يحيى بن خلاد المقري، قال حدثنا عبد الملك الأصمعي قال سمعت أعرابياً يقول: إن الآمال قطعت أعناق الرجال، كالسراب غر من رآه، وأخلف من رجاه، من كان الليل والنهار مطيته، أسرعا في السير والبلوغ به ثم أنشد يقول: المرء يفرح بالأيام يدفـعـهـاوكل يوم مضى يدني من الأجل

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد المقنعي قراءة عليه، قال حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن زنجي الكاتب، قال أخبرنا أبو بكر بن زيد، قال أخبرنا الحسن -يعني ابن الخضر، عن أبيه، قال أخبرني رجل قال: دخلت على العباس بن خزيمة في مرضه الذي مات فيه، فرأيته قد جزع جزعاً شديداً، فقلت له: ما هذا الجزع الذي أراه بك? فبكى ثم أنشد يقول: إن ذكر الموت أبدى جزعيولمثل الموت أبدي الجزعا

ولـه كـأس بـنــا دائرةمزجت بالصاب منها السلعا

كل حي سوف تسقـيه وإنمد في العيشة منها جرعـا

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو نعيم عن الأعمش، عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، والموت هو لقاء الله تعالى.

"وبه" قال السيد أخبرناه أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، والموت هو لقاء الله.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن أسد، قال حدثنا أبو داود، قال حدثنا شعبة وسلام بن سليم عن الأعمش عن أبي عطية قال: دخلنا على عائشة فقلنا لها يا أم المؤمنين، إن ابن مسعود يقول: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره لقاءه، فقالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن حدكم أول الحديث ولم تسألوه عن آخره، إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيراً قيض له ملكاً قبل موته عاماً فسدده ويسره حتى يموت خير ما كان، فيقول الناس مات فلان خير ما كان فإذا حضر فرأى ما ينزل من الرحمة تهوع نفسه تهوعاً ولو خرجت نفسه فعند ذلك أحب لقاء الله، والله يحب لقاءه، وإذا أراد الله بعبد شراً قيض له شيطاناً قبل موته عاماً ففتنه وأغواه حتى يموت بشر ما كان، فيقول الناس مات فلان شر ما كان، فإذا حضر فرأى شر ما يرى يبلغ نفسه تبلعاً ود أن نفسه لا تخرج، فعند ذلك كره لقاء الله والله يكره لقاءه.

"وبه" قال السيد أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا عبد الله بن جعفر، قال حدثنا يونس، قال حدثنا إبراهيم بن عبد العزيز، قال حدثنا داود عن الحسن بن أبي جعفر عن ابن الزبير عن جابر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال لي جبريل عليه السلام يا محمد: عش ما شئت إنك ميت، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال حدثنا جعفر بن أحمد بن شهر التستري، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، قال حدثنا عمرو بن حصين، قال حدثنا ابن علاثة عن غالب بن عبد الجريري عن مجاهد عن عبيد بن عمير عن أبي ذر قال: دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال يا أبا ذر: ألا أوصيك بوصية إن أنت حفظتها ينفعك الله بها? فقلت بلى بأبي أنت وأمي، فقال: "جاور القبور تذكرك بها لوعيد الآخرة تزرها بالنهار ولا تزرها بالليل، واغسل الموتى فإن في معالجة جسد خاو عظة، وشيع الجنائز فإن ذلك يحرق قلبك ويحزنك، واعلم أن أهل الحزن في أمر الله جل ذكره في علو من الله، وجالس أهل البلاء والمساكين وكل معهم ومع خادمك لعل الله تبارك وتعالى يرفعك يوم القيامة، والبس الخشن والشقيق من الثياب تذللاً لله تعالى وتواضعاً لعل الفخر والعز لا يجدان في قلبك مساغاً، وتزين أحياناً في عبادة الله بزينة حسنة تعطفاً وتكرماً وتجملاً، فإن ذلك لا يضرك إن شاء الله تعالى، وعسى أن يحدث الله شكراً".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال أخبرنا ابن أبي عاصم، قال الحوطي عبد الوهاب بن نجدة، قال حدثنا عبد الله بن عبد العزيز عن أخيه محمد بن عبد العزيز، عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وعن سعيد بن المسيب، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنه كان قاعداً وحوله نفر من المهاجرين والأنصار وهم كثير، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما مثل أحدكم ومثل ماله وأهله، ومثل عمله، كرجل له ثلاثة إخوة، فقال لأخيه الذي هو ماله حين حضرته الوفاة ونزل به الموت: ماذا عندك فقد نزل بي ما ترى? فقال له أخوه الذي هو ماله مالك عندي غنى ومالك عندي إلا ما دمت حياً، فخذ مني الآن ما أردت، فإني إذا فارقتك سيذهب بي إلى مذهب غير مذهبك وسيأخذني غيرك، فالتفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هذا أخوه الذي هو ماله، فأي أخ ترونه? قالوا: لا تسمع طائلاً يا رسول الله، ثم قال لأخيه الذي هو أهله قد نزل بي الموت وحضر ما ترى فماذا عندك من الغنى? قال: غناي عنك أن أحملك مرة وأميط أخرى ثم أرجع عنك، وأثني بخير عند من سألني، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هذا أخوه الذي هو أهله، أي أخ ترون? قالوا: لا نسمع طائلاً يا رسول الله، ثم قال لأخيه الذي هو عمله: ماذا عندك? وماذا لديك? فقال أشيعك إلى قبرك، فأونس وحشتك وأذهب معك وأجادل عنك في كفنك فأشول بخطاياك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي أخ ترون هذا الذي هو عمله? قالوا خيراً يا رسول الله، قال والأمر هذا، قالت عائشة: فقام عبد الله بن كرز الليثي، فقال أي رسول الله: أتأذن لي أن أقول على هذا شعراً? قال نعم، قالت عائشة: فما بات إلا ليلته تلك حتى غدا عبد الله ابن كرز واجتمع المسلمون لما سمعوا من تمثيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الموت وما فيه فجاء ابن كرز فقام على رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إيه إيه يا بن كرز، فقال ابن كرز: وإني وأهلي والذي قدمـت يديكداع إليه صحـبـه ثـم قـائل

لأصحابه إذ هـم ثـلاثة إخـوةأعينوا علي أمر بي اليوم نـازل

فراق طويل غير ذي مثـنـويةفماذا لديكم في الذي هو غـائل

فقال امرؤ منهم أنا الصاحب الذيأطعتك فيما شيء قبل التـزايل

فأما إذا جد الفـراق فـإنـنـيلما بيننا من خلة غـير واصـل

أمدك أحياناً لا تستـطـيعـنـيكذلك أحياناً صروف الـتـداول

فخذ مـا أردت الآن فـإنـنـيسيسلك بي في مهيل من مهايل

وإن تبقني لا تبق فاستبـقـنـيفعجل صلاحاً قبل حتف معاجل

وقال امرؤ قد كنت جداً أحـبـهفأوثره من بينهم بالتـفـاضـل

غنائي أني جاهد لـك نـاصـحإذا جد جد الكرب غير مقـاتـل

ولكنني باك عـلـيك ومـعـولومثني بخير عند من هو سـائل

ومتبع الماشين أمشي مـشـيعـاًأعين برفق عقبة كل حـامـل

إلى بيت مثواك الذي أنت مدخـلوأرجع حينئذ بما هو شاغـلـي

كأن لم يكن بيني وبـينـك خـلةولا حسن ود مرة في التـبـاذل

وذلك أهل المرء ذاك غنـاؤهـموليسوا وإن كانوا حراصاً بطائل

وقال امرؤ منهم أنا الأخ لا ترىأخاً لك مثلي عند جهد الـزلازل

لدى القبر تلقاني هناك قـاعـداًأجادل عنك في رجاع التجـادل

وأقعد يوم الوزن في الكفة التـيتكون عليها جاهداً في التثـاقـل

فلا تنسني واعلم مكاني فإنـنـيعليك شفيق ناصح غير خـاذل

وذلك ما قدمـت مـن صـالـحتلاقيه إن أحسنت يوم التفاضـل

قالت عائشة: فما بقي عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذو عين تطرف إلا دمعت ثم كان ابن كرز يمر على مجالس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيستنشدونه فينشدهم فلا يبقى أحد من المهاجرين والأنصار إلا بكى، قال الحوطي: هؤلاء من ولد عبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عبد العزيز وأخوه.

"وبه" قال أنشدنا أحمد بن محمد أحمد العتيقي، قال أنشدنا سهل بن أحمد الديباجي، قال أنشدني منصور -يعني الفقيه- لنفسه من لفظه: قضيت نحبي فسر قومحمقاً بهم غفلة ونوم

كأن يومي على حتـموليس للشامتـين يوم

"وبه" قال السيد رحمه الله تعالى، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القزويني قدم علينا، قال حدثنا علي بن حفص بن عمر بن آدم السلمي بدمشق، قال حدثنا محمد بن علي بن سفيان اليماني، قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن إسحق عن البراء، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا وضع الرجل في القبر كلمه القبر فقال: أما علمت أني بيت الوحشة? أما علمت أني بيت الظلمة? أما علمت أني بيت الدود? فما أعددت لي? "وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه بأصفهان، قال حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن المنذر القزاز، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا حسام بن مصك، قال حدثنا أبو معشر، عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن نفس المؤمن تخرج رشحاً، ولا أحب موتاً كموت الحمار، قيل وما موت الحمار? قال: روح الكافر تخرج من أشداقه".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا أبو علي بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، قال حدثنا حيوة، قال أخبرني أبو صخر عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: إذا استنفقت نفس العبد المؤمن جاءه ملك الموت عليه السلام، يقول عليك السلام ولي الله، الله يقرأ عليك السلام، ثم قرأ هذه الآية: "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم".

"وبه" قال أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء، قال حدثان إبراهيم بن إسحاق الحرني، قال حدثنا محمد بن علي السرخسي قال: زاملت الفضل بن عطية إلى مكة فلما رحلنا من فيد أنبهني في جوف الليل، قلت ما تشاء? قال: أريد أن أوصي إليك، قلت: غفر الله لي ولك أنت صحيح، فجزعت من قوله، فقال: لتقبلن ما أقول لك? قلت نعم، قلت: أما إذا قبلت وصيتك فأخبرني ما حملك عليها هذه الساعة? قال: رأيت في منامي ملكين فقال إنا أمرنا بقبض روحك، فقلت لو أخرتماني إلى أن أقضي نسكي? فقالا: إن الله قد تقبل منك نسكك، ثم قال أحدهما للآخر: افتح إصبعك السبابة والوسطى فخرج من بينهما ثوبان ملأت خضرتهما ما بين السماء والأرض، فقالا هذا كفنك من الجنة، ثم طواه وجعله بين إصبعيه، فما وردنا المنزل حتى قبض، فإذا امرأة قد استقبلتنا وهي تسأل الرفاق: أفيكم الفضل بن عطية? فلما انتهت إلينا، قلت ما حاجتك إلى الفضل هذا زميلي? قالت: رأيت في المنام أنه يصبحنا اليوم رجل ميت يسمى الفضل بن عطية من أهل الجنة، فأحببت أن أشهد الصلاة عليه.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أبو أسيد، قال حدثنا محمد بن عاصم، قال سمعت أبا سفيان يقول: من كان له عند الله خير فأشد شيء يمر عليه الموت، ومن لا فأهون شيء يمر عليه الموت.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي: نزيل أصفهان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو علي عبد الله علي بن إبراهيم الحطوط إملاء سنة سبع وستين وثلاثمائة، قال حدثنا أبو بكر بن دريد، قال حدثنا أبو حاتم، قال حدثني المزني قال: دخلت على الشافعي رحمه الله تعالى غداة اليوم الذي توفي فيه، فقلت كيف تجد يا أبا عبد الله، فقال: أجدني من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقاً، وبكأس المنية شارباً، وعلى رب جل وعز وارداً، فلا أدري تصير روحي إلى الجنة فأهنيها? أم إلى النار فأعزيها? وأنشد يقول: ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبـيجعلت الرجا مني لعفوك سلمـا

تعاظمني ذنبي فلمـا عـدلـتـهبعفوك ربي كأن عفوك أعظمـا

فما زلت ذا عفو عن الذنب راحماًتجود وتعفو مـنة وتـكـرمـا

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرني القاضي الإمام أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني إجازة، قال حدثنا والدي بقراءته علينا، قال حدثنا السيد الأجل المرشد بالله رضي الله عنه إملاء، قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، قال حدثنا محمد بن عمرو بن موسى بن جعفر العقيلي، قال حدثنا عبيد بن محمد الكسوي، قال حدثنا محمد بن يحيى بن جميل الصنعاني، قال حدثنا بكر بن الشرود، قال حدثنا يحيى بن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لتعز المسلمين في مصائبهم المصيبة بي".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي قراءة عليه، قال أخبرنا أبو بكر بن شاذان، قال أخبرنا محمد بن عبد الحميد بن سيف بالرملة، قال حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد الرقي قال حدثنا عمرو بن بكار قال حدثنا مجاشع بن عمرو قال حدثنا ليث بن سعد عن عاصم بن عمر، عن قتادة عن محمود بن لبيد عن معاذ بن جبل: أنه مات له ابن، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل، سلام الله عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر، ورزقنا وإياك الشكر، فإن أنفسنا وأموالنا وأهالينا وأولادنا من مواهب الله عز وجل الهنية، وعواريه المستودعة، يمته بها إلى أجل ويقبضها إلى وقت معلوم، وإنا نسأله الشكر على ما أعطى، والصبر إذا ابتلى، فكان ابنك من مواهب الله عز وجل الهنية وعواريه المستودعة متعك به في غبطة سرور، وقبضه منك بأجر كثير، الصلاة والرحمة والهدى، والصبر ولا يحبطها جزعك فتندم، واعلم أن الجزع لا يرد ميتاً ولا يدفع حزناً، وما هو نازل فكأن قده والسلام".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في الطريفي الكبير قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن القاسم بن سوار البزار، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الوهاب، قال حدثنا حسين بن علي بن يزيد الصداي، قال حدثنا الوليد بن القاسم، قال حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبر أمه فبكى وبكى من حوله، فقال إني استأذنت ربي عز وجل أن أستغفر لها، فلم يأذن لي، واستأذنت أن آتي قبرها فأذن لي.

"وبه" قال أخبرنا إبراهيم، قال حدثنا أحمد، قال حدثنا إبراهيم بن عبد الوهاب، قال حدثنا هارون بن معروف، قال حدثنا ابن وهب، قال أخبرنا ابن جريج عن أيوب بن هاني عن مسروق بن الأجدع عن عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج يوماً وخرجنا معه حتى انتهى إلى المقابر، فأمرنا فجلسنا، ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فجلس إليه فناجاه طويلاً، ثم ارتفع نحيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باكياً فبكينا لبكاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقبل إلينا فتلقاه عمر بن الخطاب فقال: ما الذي أبكاك يا نبي الله? فقد أبكا وأفزعنا? فأخذ بيد عمر ثم أقبل عليه وأتيناه، فقال أفزعكم بكائي? قلنا نعم يا رسول الله، قال إن القبر الذي رأيتموه أناجي قبر آمنة بنت وهب، وإني استأذنت ربي عز وجل في الاستغفار لها فلم يأذن لي، ونزل علي: "ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى" "وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه" فأخذني ما أخذ الولد للوالد من الرقة، فذاك الذي أبكاني.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الأزجي، قال حدثنا أبو بكر المفيد بجرجرايا، قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح التميمي، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، قال حدثني أبي الحسن بن إبراهيم عن أبيه عن جده إبراهيم بن حسن بن حسن عن أمه فاطمة بنت حسين عن أبيها الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا عزى قال: آجركم الله ورحمكم، وإذا هنأ قال: بارك الله لكم وبارك عليكم".

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن شيطا المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسن بن القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثني أبو جعفر أحمد بن وهب، قال أخبرنا عبد الرحمن بن صالح عن أبي سلمة منصور بن حميد الرواسي، عن أبي عبد الله الصادق عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الله عز وجل من على الناس بعد ثلاث: من عليهم بالدابة أن تكون في الجنة لولا ذلك كثرت الملوك وغيرها، ومن عليهم بالسلوة بعد المصيبة، ولولا ذلك ما قرب ذكر أنثى ولا عمرت الدنيا، ومن عليهم بالريح المنتنة بعد الريح الطيبة ولولا ذلك ما دفن حميم حميماً".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحسني، قال أخبرنا زيد بن حاجب، قال أخبرنا الحسين بن زيد بن عبد الصمد قراءة، قال حدثنا علي بن العباس إجازة عن بكار بن أحمد، عن إسماعيل بن أمية، قال حدثني سهل بن شعيب قال حدثني رجل من بني هاشم قال في بعض الكتب: إن الله عز وجل يقول توسعت على خلقي بثلاث: سلطت الدابة على الحبة ولولا ذلك كنزها ملوكهم كما يكنز الذهب والفضة، وسلطت التغير على الجسد ولولا ذلك لم يدفن حميم حميماً، وأذهبت حزن الحزين ولولا ذلك لم يسل قال سمعت بعض أصحابنا، قال حدثنيه سهل عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام، قال الشريف أبو عبد الله بن سهل بن شعيب مولى قريش الكوفي يقال له النهمي لأنه إمام نهم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحرني بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ قراءة عليه، قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن محمد بن عفير الأنصاري، قال حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة أبو محمد الأصفهاني، قال حدثنا بشر بن الحسين بن الزبير بن عدي عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من مصيبة وإن تقام عهدها فيجدد لها العبد الاسترجاع إلا جدد له ثوابها وأجرها".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الأزجي، قال حدثنا أبو بكر المفيد، قال حدثنا موسى -يعني بن هارون الجمال، قال حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري، قال حدثنا جعفر بن سليمان، قال حدثنا ثابت عن أنس قال: خطب أبو طلحة أم سليم، فقالت ما مثلك يا أبا طلحة يرد، ولكني امرأة مسلمة وأنت رجل كافر فلا يحل لي أن أتزوجك، فإن تسلم فذاك مهري لا أسألك غيره، فأسلم فتزوجها، فدخل بها فحملت فولدت غلاماً صبيحاً، فكان أبو طلحة يحبه حباً شديداً، فعاش حتى تحرك فمرض الصبي فحزن عليه أبو طلحة حزناً شديداً حتى تضعضع لذلك، وأبو طلحة يغدو على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويروح، فراح روحه ومات الصبي، فعمدت إليه أم سليم فطيبته ونطقته وجعلته في مخدعها، فجاء أبو طلحة فقال: كيف أمسى ابني? قالت خير ما كان منذ اشتكى أسكن منه الليلة، قال موسى: وأخاف أن أكون لم أفهم من الصلت قوله أسكن منه هذه الكلمة وحدها فحمد الله وأثنى عليه وسر بذلك، وقدمت له عشاءه فتعشى ثم مست شيئاً من طيب ثم تعرض له حتى وقع عليها، فلما تعشى وأصاب من أهله، قالت يا أبا طلحة أرأيت لو أن جاراً لك أعارك عارية فاستمتعت بها، ثم أراد أخذها منك أكنت رادها إليه? قال: أي والله لرادها إليه؛ قالت طيبة بها نفسك? قال: طيبة بها نفسي، قالت: فإن الله أعارك فلاناً ومتعك به ما شاء ثم قبضه فاصبر واحتسب، قال: فاسترجع أبو طلحة وصبر وأصبح غادياً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحدثه حديث أم سليم كيف صنعت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بارك الله لكما في ليلتكما، قال وحملت من تلك الوقعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي طلحة: إذا ولدت أم سليم فجيئني بولدها، فولدت غلاماً، فحمله أبو طلحة في خرقة فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تمرة في فيه، وفي الحديث: فمضغها ثم مجها في فيه، فجعل الصبي يتلمظ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حب الأنصار التمر، فحنكه وسمت عليه ودعا له وسماه عبد الله.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح بن شيظا، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سويد، قال حدثنا أبو علي الحسين الكوكبي، قال حدثني ابن عجلان، قال أخبرني ابن أخ الأصمعي عن عمه قال: رأيت أعرابياً وقد دفن ابناً له ثم قعد عند قبره يقول: يا بني: كنت هبة ماجد، وعطية واحد، وعارية مفيد، ووديعة منتصر، فاستردك معيرك، واسترجعك مفيدك، وأخذك مالكك، فأتحفني الله عليك الأجر، ولا حرمني فيك الصبر، وأنت في حل وبل من قبلي، والله أولى بالفضل عليك مني.

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال أنشدنا محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله الدقاق، قال أنشدنا محمد بن القاسم الأنباري، قال أنشدنا أحمد بن محمد الأسدي، قال أنشدنا عبد الله بن الفرج الرياشي لنفسه: سيسكت باك بعد طول نحـيبوتخمد عين بعد طول سكوب

ويبقى بلا حزن ذو الحزن بعدهوتنسى الليالي ذكر كل حبيب

"وبه" قال أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن بهرست القشام بقراءتي عليه بشاطئ عثمان، قال أنشدني أبو محمد الحسن بن محمد بن همام القاضي، قال أنشدنا القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قاضي رامهرمزه: وقال علي في التعازي لأشعثوخاف عليه بعض تلك المآثـم

إذا أنت لم تسل اصطباراً وحسبةسلوت كما تسلو صغار البهائم

"وبه" قال السيد أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا عمر بن حفص، قال حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا المسعودي، عن عبد الله بن المخارق عن سليم عن أبيه، قال قال عبد الله: إذا حدثتكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك، إن العبد المسلم إذا مات أجلس في قبره، فيقال من ربك? ما دينك? ما نبيك? فيثبته الله فيقول: ربي الله تعالى، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فيوسع له في قبره ويفرج له فيه، ثم قرأ عبد الله: "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر الجوزداني، قال أخبرنا أبو مسلم المديني، قال أخبرنا أبو العباس بن عقدة، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال أخبرنا أبي، قال حدثنا حصين بن المخارق، عن الأعمش وعبد الله بن قطاف ويعقوب بن عربي عن المنهال بن عمرو، عن زاذان عن البراء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت" قال: عند مساءلة منكر ونكير في القبر.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن حمزة عن علي بن حسين وأبي جعفر والإمام زيد بن علي عليهم السلام: "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت" قال: عند المسألة في القبر.

"وبه" قال حدثنا حصين عن عبد الصمد عن أبيه عن ابن عباس: يسأل في قبره من ربك? وما دينك? ومن نبيك? فعند ذلك: "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، ويضل الله الظالمين" قال: عند المسألة في القبر.

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن محمد بن سالم، عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام: "ضعف الحياة" قال: عذاب الحياة. و"ضعف الممات" قال: عذاب القبر.

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن رستة بن المهيار البغدادي نزيل أصفهان بقراءتي عليه، قال حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي زيد الثلاثاني بالبصرة، قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن بسطام الزعفرانين قال حدثنا أبو الحجاج النضر بن طاهر القيسي، قال حدثنا درست ابن زياد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من لم يؤمن بعذاب القبر فعذبه الله، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا جعله الله فيها".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا علي بن إسحق، قال حدثنا محمد بن زنبور، قال حدثنا عبد ابن أبي حازم عن سهيل عن حبيب بن حسان الكوفي، عن مجاهد عن ابن عباس قال: دخلت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض حوائط الغابة فإذا بقبرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "سبحان الله، سبحان الله، إن صاحبين هذين القبرين يعذبان في غير كبير. أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزه من البول، ثم أخذ جريدة رطبة فكسرها، فجعل عند رأس كل واحد منهما نصفاً، وقال: لعله يرفه عنهما ما دامتا رطبتين".

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد السواق بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن، قال حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير، أنه سأل جابراً عن عذاب القبر? فقال: دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم نخلاً لبني النجار، فسمع أصوات رجال من بني النجار وقد ماتوا في الجاهلية يعذبون في قبورهم، فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فزعاً، فأمر أصحابه أن يتعوذوا من عذاب القبر.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم الذكواني، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن هارون أبو حذافة، قال حدثنا عبد العزيز بن محمد بن حمد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل حائطاً من حوائط بني النجار، فسمع صوتاً من قبر، فقال متى دفن صاحب هذا القبر? فقالوا في الجاهلية، فسر بذلك، وقال لولا أن تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم عذاب القبر".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسقاطي، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا محمد بن بشار، قال حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة، قال سمعت قتادة يحدث عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا يعلى بن المنهال السكوني، قال حدثنا إسحق بن منصور، قال حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن الموتى يعذبون في قبورهم حتى أن البهائم تسمع أصواتهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال حدثنا ابن ياسين، قال حدثنا محمد بن حرب، قال حدثنا عبيدة بن سعيد الحذاء، قال حدثنا عبد الملك بن عمير عن مصعب عن سعد عن أبيه، قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلم هذه الكلمات كما يعلم المكتب الكتابة: "اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر".

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز الأزجي، قال حدثنا أبو بكر المفيد، قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن عمرو بن ميمون قال: كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم الغلمان الكتابة ثم يقول إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يتعوذ بهن في دبر الصلاة: "اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر"، فقال فحدثت بهذا الحديث مصعب بن سعد فصدقه، قال أبو عمران، يعني أن موسى بن هارون أن عبد الملك بن عمير يقول فحديث به مصعب بن سعد.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا إبراهيم بن محمد -يعني ابن الحارث، قال حدثنا محمد بن المغيرة، قال حدثنا النعمان عن الرصافي عبد الله بن الوليد، عن عطية عن أبي سعيد قال: ارتحلنا ليلة مع نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم فنفرت راحلته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فزعت من صوت هذا القبر أنه يعذب.

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار الضرير بقراءتي عليه على باب داره بواسط، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن السقا، قال حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي البصري، قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن محمد عن سليمان، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الكسل والعجز، والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر -قال: وذكر فتنة المحيا والممات".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر بن ريذة قراءة عليه، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا ابن أبي مريم، قال حدثنا الفريابي عن إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي الأحوص، عن أبي مسعود في قوله تعالى: "ربنا أمتنا اثنتين وأحيينا اثنتين" قال: هي مثل التي في البقرة "كنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو بكر الجوزداني، قال أخبرنا أبو مسلم المديني، قال أخبرنا أبو العباس بن عقدة الكوفي، قال أخبرنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن أبي حمزة وأبي الجارود، عن أبي جعفر والإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهم السلام "العذاب الأدنى" عذاب القبر والدابة والدجال، و"العذاب الأكبر" جهنم يوم القيامة".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن أبي حمزة عن علي بن حسين وأبي جعفر والإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهم السلام: "قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحيينا اثنتين" قالوا: إحياؤهم في القبور وإماتتهم، قال الإمام زيد بن علي عليهما السلام، وهي كقوله: "كنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن محمد بن عبد الله بن الحسن، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ما أسمعني".

"وبإسناده" قال حدثنا حصين عن الحسن بن زيد بن الحسن، عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلم قال: دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعض حوائط المدينة، فسمع أصوات يهود تعذب عند مغربان الشمس، فقال: هذه أصوات يهود تعذب في قبورها.

"وبه" قال أخبرنا أبو منصور بن السواق بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر القطيعي، قال حدثنا بشر بن موسى، قال حدثنا أبو عبد الرحمن، قال حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير أنه سأل جابراً عن فتان القبر، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا أدخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه، جاءه ملك شديد الابتهال فيقول له: ما كنت تقول في هذا الرجل? فيقول المؤمن: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعبده، فيقول له الملك: انظر إلى مقعدك الذي كان لك من النار قد نجاك الله منه، وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة، فتراهما كلاهما، فيقول المؤمن: دعوني أبشر أهلي، فيقول اسكن، وأما المنافق فيقعد إذا تولى عنه أهله، فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل? فيقول لا أدري، أقول ما يقول الناس، فيقول: لا دريت، هذا مقعدك الذي كان لك من الجنة قد أبدلت مكانه مقعدك من النار، فقال جابر سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "يبعث كل عبد من القبر على ما مات عليه، المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة في جامعها، قال حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن عبيد الكوفي العامري، قال حدثنا إسحق بن محمد بن مروان، قال حدثنا أبي، قال حدثنا إبراهيم بن عبيد الطنافسي، وهو أخو يعلى، ومحمد ابني عبيدة، قال وحدثني ابن السدي عن أبيه عن جده عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا دفن الميت أتاه ملكان فقالا له من ربك? ومن نبيك? وما دينك? فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، وإنه يسمع خفق نعالهم وقرع نعالهم".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثني أحمد بن مكرم البرني، قال حدثنا علي بن المديني، قال حدثنا هشام بن يوسف، قال حدثنا عبد الله بن بجر هاني مولى عثمان قال: كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى تبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار ولا تبكي، وتبكي من هذا? فقال إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه، قال والله ما رأيته منظراً قط إلا والقبر أفظع منه، قال ابن حبان: ورواه أبو مسعود عنه.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا جعفر بن عبد الله بن الصباح، قال حدثنا إسحق بن إسرائيل، قال حدثنا هشام بن يوسف، فذكر نحوه وزاد فيه، قال وسمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول حين فرغ من دفن الرجل: واستغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل.

"وبه" قال أخبرنا أبو طالب بن غيلان، قال حدثنا أبو بكر الشافعي، قال حدثنا الحسين بن محمد بن غروان القاضي بالرقة عن سليمان عم الأقطع، قال سمعت مسلمة يحدث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة البلايا، ومن فتنة القبر ومن عذاب القبر، ومن شر فتنة الكفر، ومن فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بالثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما تنقى الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار بقراءت عليه على باب داره بواسط، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن السقا، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثنا مسدد، قال حدثنا بشر، قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق بن سعيد المقبري عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا قبر الميت أو أحدكم، أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل? فيقول: ما كان يقول، هو عبد الله ورسوله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيقولان له: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ذراعاً، ثم ينور له، ثم يقال له نم، فيقول أرجع إلى أهلي فأخبرهم? فيقولون: نم، فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم? فيقولان: نم، فينام كنومة العروس لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله عز وجل في مضجعه ذلك، وإن كان منافقاً فقال: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً، فقلت لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، ثم يقال للأرض التئمي عليه، فتلتئم فتختلف فيها أضلاعه، فلا يزال فيها معذباّ حتى يبعثه الله عز وجل من مضجعه ذلك".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد أحمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حبان، قال حدثنا عبدان، قال حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا حماد بن عبد الرحيم، قال حدثنا إدريس الأودي عن سعيد بن المسيب، قال: حضرت ابن عمر في جنازة، فلما وضعها في اللحد قال: بسم الله وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما أخذ في تسوية اللبن على اللحد قال: اللهم أجرها من الشيطان ومن عذاب القبر ومن عذاب النار، فلما استوى الكثيب عليه قام إلى جانب القبر ثم قال: اللهم جاف الأرض عن جثته ولقها منك رضوانك، فقلت: شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم شيء قلته من رأيك? قال: بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر، قال أخبرنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا إبراهيم بن محمد -يعني ابن الحارث، قال حدثنا محمد بن مغيرة، قال حدثنا النعمان عن ورقاء اليشكري، عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عذاب القبر حق، قال قلت: فهل يسمعه أحد? قال لا يسمعه الجن والإنس، ويسمعه غيرهم، أو قال يسمعه الهوام".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة، قال حدثنا الخاركي أحمد بن عبد الرحمن، قال حدثنا محمد بن حبان بن هشام المازني البراز، قال حدثنا عمرو بن مرزوق، قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو يقول: "اللهم إني أعوذ بك من البخل والجبن، ومن سوء الغمر وفتنة الصدر وعذاب القبر".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر، قال أخبرنا عبد الله بن حبان، قال حدثنا أبو يحيى الرازي، قال حدثنا سهل بن عثمان، قال حدثنا جنادة عن عبد الله -يعني ابن عمر، عن أم خالد بنت سعيد بن العاص قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعوذ من عذاب القبر.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر، قال أخبرنا عبد الله، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الأملي، قال حدثنا زكريا بن يحيى الصيرفي، قال حدثنا بشر بن محمد السكوني، قال حدثنا عبد الله بن عمران عن ابن أشوع عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من مات مبطوناً مات شهيداً ووقي عذاب القبر".

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرنا القاضي الإمام أبو الفتح نصر بن مهدي بن نصر بن مهدي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن الأمير بن عيسى بن علي بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الزيدي رحمه الله تعالى بقراءتي عليه، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رحمه الله تعالى، قال أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي المكفوف المؤدب بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن مكرم البزار، قال حدثنا علي بن الجعد، قال حدثنا أبو غسان عن حسان بن عطية عن أبي أمامة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحياء والعي: شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان: شعبتان من النفاق".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة، قال حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان التستري، قال حدثنا العباس بن أحمد بن سليمان الشامي، قال حدثنا محمد بن وصفي، قال حدثنا بقية عن عيسى بن إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب، قال حدثني الحكم بن عمير الثمالي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الأمر المفظع والحمل المضلع، والشر الذي لا ينقطع، ظهور أهل البدع".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حبان، قال حدثنا الحسن بن حبان المقري، قال حدثنا عبد السلام بن صالح، قال حدثنا عباد بن العوام، قال حدثنا عبد الغفار المديني عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله عند كل بدعة تكيد الإسلام وأهله من يذب عنه ويتكلم بعلاماته، فاغتنموا تلك المجالس والذب عن الضعفاء، وتوكلوا على الله وكفى بالله وكيلا".

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين الحسني بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا علي بن محمد المقري، قال أخبرنا عبد العزيز بن إسحق البغدادي، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن المادح، قال حدثنا سعيد بن مالك الغفاري، قال حدثنا صالح بن معوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال سأل رجل الإمام أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام، فقال يا بن رسول الله ألا تخبرني عن القدر ما هو? فقال زيد بن علي عليهما السلام: إن ذلك أن تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن من الإيمان بالقدر أن تسلم لله أمر في الذي أراد وأمر ونهى وقدر، وترضى بذلك لك وعليك".

 

الحديث الأربعون

ذكر المحشر وهوله

وذكر الجنة والنار وما يتصل بذلك

"وبالإسناد" المتقدم إلى السيد الأجل الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا إسحاق بن خالويه، قال حدثنا سهل بن عثمان، قال حدثنا الحكم بن طهير، عن السدي عن مرة عن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها، ولو قيل لأهل الجنة إنكم ماكثون في الجنة عدد كل حصاة في الدنيا لحزنوا، ولكن جعل لهم الأبد".

"وبه" قال اخبرنا ابن ريذة، قال أخبرنا الطبراني، قال حدثنا الحسن بن جرير الصوري، قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الغفار البيروني، قال حدثني رواحة بن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، قال حدثني أبي، قال سمعت سليمان بن حبيب المحاربي يقول، حدثني أبو أمامة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لرجل قل: "اللهم إني أسألك نفساً بك مطمئنة تؤمن بلقائك، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك"، سليمان بن حبيب الشامي يكنى بأبي ثابت، كان قاضياً لعمر بن عبد العزيز، وهو ثقة جليل القدر.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا ابن حبان، قال أخبرنا أبو يعلى، قال حدثنا سليمان بن داود المباركي، قال حدثنا إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود الصنعاني، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في مسير له "إنا مدلجون ولا يدلج مصعب ولا مصعف، قال فارتحل رجل على ناقة صعبة فسقط فاندقت عنقه فمات، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلالاً فنادى إن الجنة لا تحل لعاص".

"وبه" قال أخبرنا أبو إسحق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة، قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي، قال حدثنا أبو خليفة، قال حدثني عيسى بن أبي حرب قال حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن الربيع بن بدر عن هارون بن رباب، عن مجاهد عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ريح الجنة يوجد من مسيرة خمسمائة عام، لا يجد ريحها مختال ولا منان ولا مدمن خمر".

"وبه" قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الجوزداني المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو مسلم المديني، قال حدثنا ابن عقدة، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن سعيد أبو عبد الله، قال حدثنا أبي، قال حدثنا حصين بن مخارق، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن آبائه عليهم السلام، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يدخل الجنة منان ولا مدمن خمر".

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن أسد المديني سنة تسع ومائتين، قال حدثنا أبو داود، قال حدثنا شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها يوم القيامة في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن ترى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً".

"وبالإسناد" المتقدم إلى القاضي الأجل أبي العباس أحمد بن أبي الحسن الكني أسعده الله تعالى، قال أخبرني القاضي أبو منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني قراءة عليه، قال أخبرنا والدي قراءة وسماعاً، قال حدثنا السيد الإمام المرشد بالله رضي الله عنه، قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن موسى بن أبي حرب الصفار، قال حدثني عبد الواحد بن غياث، قال حدثنا سكين بن عبد العزيز العطار قال: ذكر أبي عن أنس بن مالك قال ولا أعلمه إلا رفعه قال: "لم يلق ابن آدم منذ خلقه الله تعالى شيئاً أشد عليه من الموت، ثم إن الموت عليه لأهون مما بعده، إنهم ليلقون من هول ذلك اليوم وشدته حتى يلجمهم العرق، حتى إن السفن لو أرسلت فيه لجرت".

"وبه" قال السيد أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المؤدب المكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، قال كتب إلى إبراهيم بن أحمد بن هشام الدمشقي، قال حدثنا أبو صفوان القاسم بن زيد بن عوانة عن ابن حرب عن ابن عجلان عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه عن جده: أن علياً عليه السلام شيع جنازة فلما وضعت في لحدها عج أهلها وبكوا، فقال ما يبكون? أما والله لو عاينوا ميتهم لأذهلتهم معاينتهم عن ميتهم، وإن له فيهم لعودة ثم عودة حتى لا يبقى منهم أحد، ثم قام فقال: أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ضرب لكم الأمثال، ووقت لكم الآجال، وجعل لكم أسماعاً تعي ما عناها، وأبصاراً تنجا عن غشاها.

قال السيد أظنه تتجافى والله أعلم -وأفئدة تفهم ما دهاها، في تركيب صورها وما أعمرها، فإن الله عز وجل لم يخلقكم عبثاً، ولم يضرب عنكم الذكر صفحاً، بل أكرمكم بالنعم السوابغ، وأردفكم بالرفد الروافد، وأحاط بكم الإحصاء، وأرصد لكم الجزاء في السراء والضراء، فاتقوا الله عباد الله وجدوا في الطلب، وبادروا بالعمل مقطع النهمات، وهادم اللذات، فإن الدنيا لا يدوم نعيمها، ولا يؤمن فجائعها، غرور خاتل، وسنح قافل، وسناء مائل، يمضي مستطرقها، ويروى مستردياً بأنفاد شهواتها وحتل بضرعها. اتعظوا عباد الله بالعبر، واعتبروا بالأثر، وازدجروا بالنذر، وانتفعوا بالمواعظ، فكأن قد علقتكم مخاليب المنية، وضمنتم بيت التراب، ودهمتكم مقطعات الأمور بنفخة الصور، وبعثرت القبور، وسياقة المحشر، وموقف الحساب بإحاطة قدرة الجبار، كل نفس معها سائق وشهيد، سائق يسوقها لمحشرها، وشهيد يشهد عليها بعملها، وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون، فارتجت لذلك اليوم البلاد، ونادى المنادي، وكان يوم التلاق، وكشف عن ساق، وكسفت الشمس وحشرت الوحوش، وكان مواطن الحشر، وبدت الأسرار، وهتكت الأستار، وارتجت الأفئدة، ونزل بأهل النار من الله سطوة حميحة، وعقوبة مسيحة، وبرزت الجحيم لها كلب ولجب، وقصيف ورعد، وتغيظ ووعيد، وتأجج جحيمها، وغلى حميمها، وتوقد سمومها، ولا ينفس خالدها، ولا يستقال عثراتها، ولا تنقطع حسراتها، ولا تنفصهم كبواتها، معهم ملائكة يبشرونهم بنزل من حميم، وتصلية جحيم، فهم من الله محجوبون، ولأوليائه مفارقون، وإلى النار منطلقون، حتى إذا أتوا أبواب جهنم تستجير بالله منها ومما قرب إليها من قول وعمل، قالوا: "ما لنا من شافعين ولا صديق حميم -إلى قوله- وقفوهم إنهم مسؤولون" وجهنم ترميهم بشرر كالقصر، وتناديهم وهي مشرقة عليهم: إلي يا أهلي، وعزة ربي لأنتقمن اليوم من أعدائه، قال: ثم يأتيهم ملك من الزبانية معه سلسلة من نار وعمود من نار، فيجمع الأمة من الأمم فيطعن بهم أكتافهم حتى يخرج من صدورهم، ثم يدخل السلسلة إلى مكان النقب، حتى إذا جمعهم جميعاً ولي بهم ظهره ثم ينثرهم نثرة -صوابه ينترهم بالتاء- لا يبقى عضو من أعضائهم إلا انفصل كل عضو من أعضائهم عن موضعه، ثم يسحبهم حتى يلقيهم في النار على وجوههم، ويقول: "ذوقوا مس سقر". عباد الله، اتقوا الله تقية من كنع فخنع وأوجل فوجل، وحذر فأبصر، ووعظ فازدجر، فاحتث طلباً، ونجا هرباً، وقدم للمعاد، واستظهر بالزاد وكفى بالله منتقماً ونصيراً، وكفى بالكتاب حجيجاً وخصيماً، وكفى بالجنة ثواباً، وكفى بالنار عقاباً ووبالاً، وأستغفر الله لي ولكم.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد الحسناباذي بقراءتي عليه، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان إملاء، قال قرأت على أحمد بن جعفر الجمال، قال حدثنا سهل بن إبراهيم الحنظلي، قال حدثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز عن معتمد بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مر عيسى بن مريم عليه السلام على مدينة خربة فأعجبه الشأن فقال يا رب: مر هذه القرية أن تجيبيني، قال فأوحى الله إليها أيتها المدينة الخربة جوبي عيسى، فنادت المدينة عيسى حبيبي ما تريد مني? قال: ما فعل أشجارك? وما فعل أنهارك? وما فعل قصورك? وأين سكانك? قالت: حبيبي، جاء وعد ربك الحق، فيبست أشجاري، ويبست أنهاري، وخربت قصوري، ومات سكاني، قال فأين أموالهم? قالت جمعوها من الحلال والحرام، فهي موضوعة في، لله ميراث السموات والأرض، قال فنادى عيسى بن مريم عليه السلام تعجبت من ثلاث: طالب الدنيا والموت يطلبه، وباني القصور والقبر منزله، ومن يضحك ملء فيه والنار أمامه، ابن آدم: لا بالكثير تشبع، ولا بالقليل تقنع، تجمع مالك لمن لا يحمدك، وتقدم على رب لا يعذرك، إنما أنت عبد بطنك وشهوتك، وإنما تملأ بطنك إذا دخلت قبرك، وحيث ترى مالك في ميراث غيرك".

"وبه" قال أخبرنا أبو أحمد بن محمد بن علي بن محمد المؤدب المكفوف بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا الحسن بن محمد التاجر، قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، قال حدثنا المفضل بن غسان، قال حدثني أبي، قال صعد علي بن أبي طالب عليه السلام المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال عباد الله: الموت شيء ليس منه فوت، إن أقمتم أخذكم، وإن فررتم منه أدرككم، الموت معقود بنواصيكم، فالنجا النجا، الوحا الوحا، فإن وراءكم طالب حثيث، احذروا ضغطة القبر وظلمته وضيقه، ألا وإن القبر حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة، ألا وإنه يتكلم في اليوم ثلاث مرات فيقول: أنا بيت الظلمة، وأنا بيت الوحشة، وأنا بيت الدود، ألا وإن ما وراء ذلك اليوم أشد من ذلك اليوم، يوم يشيب فيه الصغير، ويهرم فيه الكبير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، ألا وإن ما وراء ذلك أشد من ذلك، اليوم، نار حرها شديد، وقعرها عميق، وحبلها حديد، ليس لله فيها رحمة، قال فبكى المسلمون حوله بكاء شديداً، فقال: ألا ومن وراء ذلك اليوم رحمة وجنة عرضها السموات والأرض أعدها الله للمتقين، أجارة الله وإياكم من العذاب الأليم.

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن شيطا المقري بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، قال حدثنا أبو القاسم بن جعفر الكوكبي، قال حدثنا أبو إسحق إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي، سمعت رجلاً من البكائين النواحين يقول: واموتاه وليس من الموت منجى، كأني بالموت قد غاداني ومسى، وكأني عن قليل لا أزار ولا أوتى، وكأني عن قليل أودع الدين والدنيا، وكأني أتخذ القبر بيتاً واللحد متكأ، وكأني عن قليل أوسد بلبنة وأستر بأخرى، وكأني عن قليل أجاور أهل البلى، وكأني عن قليل أجاور قوماً جفاة، واغفلتاه واهولاه، أي الأهوال أتذكر? وأيها أنسى? لو لم يكن الموت وغصصه، وما بعد الموت أعظم وأدهى إسرافيل لو قد نادى فأسمع فالنداء فأزعجني غداً من ضيق لحدي وحيداً منفرداً متغير اللون شاخصاً مقلداً عملي، قد ألجمني عرقي وتبرأ الخليقة مني، نعم، وأمي وأبي، نعم ومن كان له كدي وسعيي، فبقيت في ظلم القيامة متحيراً، فمن تقبل نداي? ومن يؤمن روعتي? ومن يطلق لساني إذا غشيني في النور، ثم ساءلتني عما أنت أعلم به مني? فإن قلت لم أفعل، قلت ألم أكن شاهداً أرى، وإن قلت: فأين المهرب من عدلك، فمن عدلك من يجيرني ومن عذابك من ينجيني? يا ذخري وذخيرتي، ويا موضع بثي وشكواي، من لي غيرك إن دعوت غيرك لم يجبني، وإن سألت غيرك لم يعطني، فرضاك قبل لقاك ورضاك قبل نزول النار، يا لها فظاعة ليلة بتها بين أهلي قد استوحشوا لمكاني عندهم، وقد كانوا قبل ذلك يأنسون بقربي، خمدت فما أجبت داعياً ولا باكياً يبكون ميتاً بين أظهرهم مسجى، فما كان همهم حين أصبحوا إلا غاسلاً، نزعوا خاتمي، وجردوا عني ثيابي ووضوئي لغير صلاة، حتى إذا فرغوا قال جفوه وقربوا أكفاناً فأدرجوني وأنا سطيح على أعواد المنايا إلى عسكر الموتى، مروا بي على الناس، فكم من ناظر متفكر? وآخر عن ذلك لاه، بكى أهلي وأيقنوا أنها غيبتي لا يرجو لقاي، نادوا باسمي فأسمعوا من حولي ولم يسمعوني، ولقد عظم الذي إليه يحملوني، نزل قبري ثلاثة كأنهم بذحل يطلبوني، فدليت في أضيق مضجع، وصار الرأس تحته الثرى وبه وسدوني، فيا رب ارحم عثرتي وآنس وحشتي، وبرد مضجعي، ونور في القبور قبري.

في الحكايات "وبه" قال السيد رحمه الله تعالى، أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا عبد الصمد بن محمد البلخي، قال حدثنا حمدان بن سهل قال: مات أبو علي المنحوراني فخرجنا نعزي ابنه علي بن محمد، فلما رجعنا من دفن أبيه نزع ثيابه ودخل الماء في نهر وقال: اشهدوا أني لا أملك اليوم شيئاً مما ورثت عن أبي لأنه يتخالج في صدري، وكان لي صديقاً مؤانساً، فقال إن واسيتموني بقميص حتى أخرج من الماء فعلتم، فألقوا إليه قميصاً فخرج من الماء، وكان أبوه ترك ما لا يحصى.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني قراءة عليه، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى المكي، قال حدثنا أبو العينا محمد بن القاسم اليامي، قال: لا تجد العاقل يحدث من يخاف تكذيبه، ولا يسأل من يخاف منعه، ولا يرجو من يعنف برجائه، ولا يعد ما لا يستطيع إنجازه.

"وبه" قال أنشدني أبو عبيد الله المرزباني، قال أنشدنا أحمد بن محمد المكي، قال أنشدنا أبو العينا للعيناني: قصدتك لا أدلي بقـربـي ولا يدإليك سوى أني بجـودك واثـق

فإن قلت لي خيراً أكن لك شاكراًوإن قلت لي عذراً فإنك صادق

ولا أجعل الحرمان شيئاً أتـيتـهإلي وإن عاقت يداك العـوائق

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أنشدنا أبو إسحق الصابي لنفسه، وكتب بهما إلى الشريف الرضى رضي الله عنه: أقـعـدتـنـا زمـانة وزمـانعائق عن قضاء حق الشـريف

والفتى ذو الشباب يبسط في التقصير عدو الشح العليل الضعيف

"وبه" قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري بقراءتي عليه من أصله، قال أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية الخراز، بقراءة أبي الحسين محمد بن العباس بن الفرات عليه وأنا أسمع، قال حدثنا العباس بن العباس الجوهري، قال حدثنا عبد الله بن محمود وأبو محمد البلخي، قالا حدثنا إسحق بن البهلول، قال حدثني به محمد بن إسماعيل، عن أبيه قال سمعت مسعراً يقول: رأيت الجوع يطرده رغـيفوملء القعب من ماء الفرات

"وبه" قال أخبرنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بقراءتي عليه بالكوفة، قال أخبرنا خالي محمد بن محمد بن عيسى العلوي، قال أخبرنا عبد العزيز، قال حدثني عمر بن محمد وإسحق الزبيري النميري البصري، قالا حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي، قال حدثنا حفص بن عمر بن علي بن أبي طالب عليهم السلام: أن الإمام أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام دخل ذات يوم على عمر بن عبد العزيز فتكلم، فقال عمر بن عبد العزيز: إن زيداً لمن الفاضلين في قيله ودينه، وكان عمر بن عبد العزيز يلطف بزيد بن علي عليهما السلام ويكاتبه، فقال عبيد الله بن محمد: كتب زيد بن علي عليه السلام إلى عمر بن عبد العزيز في كتاب كتب به إليه: "وإن الدنيا إذا شغلت عن الآخرة فلا خير فيها لمن نالها، فاتق الله ولتعظم رغبتك في الآخرة، فإنه من كان يريد حرث الآخرة يزده الله توفيقاً، ومن كان يريد حرث الدنيا فلا نصيب له في الآخرة".

"وبه" قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قراءة عليه، قال حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية الخراز، قال أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحق بن إبراهيم بن الخلاب، قال قال أبو إسحق -يعني إبراهيم الحربي، قال حدثني محمد بن سعيد، قال استأذن خال سليمان أمير المؤمنين عليه وهو يلعب بالشطرنج، فقيل له إن خالك بالباب? فقال: ويحك دعنا يرانا نلعب الشطرنج، قال خالك يا أمير المؤمنين أنه يريد الحج ويريد يدعوك، قال: ابسطوا على الشطرنج منديلاً، وأمر فدخل عليه وجثا بين يديه، فقال يا خال: نظرت في الشعر ننشد شيئاً منه? فقال: لا شغل عن ذلك المعاش، فقال سمعت من الحديث شيئاً، فقال: لا شغل عن ذلك المعاش، قال: فنظرت في العربية? قال لا شغل عن ذلك المعاش، قال: ويلك العب بالشطرنج، فما معك في البيت أحد.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الفقيه الشافعي بقراءتي عليه، قال حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن طرازة، قال حدثنا محمد بن الحسن بن دريد، قال أخبرنا العكلي عن الهرماني عن رجل من همذان، قال قال معاوية لضرار الصداى، يا ضرار: صف لي علياً، قال اعفني يا أمير المؤمنين، قال: لتصفنه، قال: أما إذاً لا بد من وصفه: فكان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجر العلم من جوانيه، وتنطق الحكمة من نواجذه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان والله غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلب كفه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه، وينبئنا إذا استنبأناه، ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منا، لا نكاد نكلمه لهيبته، ولا نبتديه لعظمته، يعظم أهل الدين ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه، قابضاً على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا غري غيري، أبي تعرضت? أم إلي تشوقت? هيهات هيهات، قد باينتك ثلاثاً لا رجعة فيها، فعمرك قصير، وخطرك حقير، آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق، فبكى معاوية، وقال: رحم الله أبا الحسن، كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار? قال حزن من ذبح ولدها في حجرها.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال حدثنا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش النحوي، قال تكلم رجل بحضرة أعرابي فأطال ولم يجد، فقال له الأعرابي: يا بن أخي أمسك، فإنه من أجلك رزق الصمت المحبة.

"وبه" قال حدثنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قال حدثنا أبو عبيد الله المرزباني، قال حدثنا أبو الحسن الأخفش قال: تكلم ربيعة بن عبد الرحمن الفقيه، وكان عيياً متفاصحاً، فأعجبه ما كان منه، فقال الأعرابي بالحضرة: ما تعدون العي فيكم? قال ما كنت فيه منذ اليوم.

"وبه" قال حدثنا أبو الفتح بن منصور بن محمد بن عبد الله الأصفهاني المعروف بابن المقدار إملاء في شارع ابن أبي عوف ببغداد، قال رأيت مكتوباً على حائط بالعلث: إن اليهود بحبهـا لـعـزيرهـاأمنت حوادث دهرها الـخـوان

وبنو الصليب بحب عيسى أصبحوايمشون زهواً في قرى نجـران

وترى المجوس بحبهم نيرانـهـملا يكتمون عـبـادة الـنـيران

والصادعون بمـدح رب عـادليرمون في الآفاق بالبـهـتـان

لا يقدرون على إبانة رشـدهـمخوفاً من التشنـيع والـعـدوان

"وبه" قال وحدثنا أيضاً إملاء، قال كتب إلي أبو أحمد العسكري، قال أنشدني أبو بكر بن دريد لطلحة بن عبيد الله: لئن كان هذا الدهر أودى بعاصمووافت به الآجال يوماً مقـدرا

لما كان إلا كابنة الخـدر عـفةأبي الخناعف الثياب مطهـرا

ولا قسطلت خيل بخيل عجاجةولا اصطفت الأقدام إلا تقسورا

يقدم في النادي الجليس أمامـهويأبى غداة الروع أن يتأخـرا

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال حدثنا محمد بن يونس عن يحيى بن خلف الباهلي، قال حدثني عمر بن علي عن أبي العباس الهلالي، قال سمعت الضحاك يقول: خلتان من كانتا فيه هنآه دينه ودنياه، من نظر في دينه إلى من هو فوقه لم تزل نفسه تتوق إلى عمله، ومن نظر في دنياه إلى من هو دونه لم تسم نفسه، قال إبراهيم ونحو هذا قول الشاعر: لا تنظـرن إلـى ذوي المال المؤثـل والـرياش

فتظل محـزون الـفـؤادبحسرة قلق الـفـراش

وانظر إلى من كـان دونك أو شبيهك في المعاش

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثني أبو بكر بن عبد الله، قال حدثنا محمد بن عيسى، قال سمعت ابن عائشة يقول: قدمت امرأة من العرب البصرة ومعها ابنان لها كأنهما مهران عربيان، فوالله ما لثبت أن مات أحدهما فدفنته ثم مات الآخر فعد مدة فدفنته إلى جانبه، ثم جعلت لنفسها بينهما موضعاً فكانت تأتيهما فتبكي هذا مرة وهذا مرة، فلما تفدت الدموع أنشأت تقول: فالله جاراي اللذان كلاهمـاقريبان مني والمزار بعـيد

هما تركا عيني لا ماء فيهماوشكا فؤاد القلب فهو عميد

ثم أنشد ابن عائشة لغيرها: مقيمان بالبيداء لا يبرحانهمـاولا يسألان الركـب أين يريد

كواظم أسرار ضوامر أعظمبلين وبالي حبـهـن جـديد

أزور وأعتاد القبور ولا أرىسوى رمس أحجار عليه لبود

لكل أناس مقبر يعـيا بـهـمفهم ينقصون والقبور تـزيد

في الحكايات "وبالإسناد" إلى السيد قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه، قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، قال حدثنا علي بن رستم، قال حدثنا عقيل بن يحيى، قال حدثنا حفص بن عمر العدني، قال حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة: أن رجلاً أتى ابن مسعود، فقال له إني منطلق فزودني? فقال له: أقبل الحق من البغيض البعيد، وأنكر المنكر على الحبيب القريب.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال قرأت بخط أبي يعلى الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن إسحق بن البهلول بن عمتي، رأيت بمربعة ابن العباس بين شارع باب الشام وبين شارع المراوزة بالحربية في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة مسجداً خراباً عليه مكتوب: وقفت فبكيت المنازل في الصحباولم اقض مما يستحقونه النحبـا

فكتب تحته: وما ينفع المحزون أن يقصر البكاإذا كان من يهواه قد سكن التربـا

بلى قد يرد الدمع من غربة الجوىقليلاً وما يشفي بإجرائه الكربـا

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن الحسن العسكري نزيل البصرة بقراءتي عليه في منزله في بني حرام، قال أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، قال أخبرنا أبو بكر -يعني محمد بن يحيى الصولي، قال سمعت محمد بن يزيد يقول: يقولون يجب على الإنسان أن يختار عدوه كما يختار صديقه، وأنشد ليزيد المهلبي: فعد عن شتمي فإني امرؤحلمني قـلة أكـفـائي

وأنشد: إني إذا هر كلب القوم قلت لـهسلمى وبك مخنوق على الحرز

من يشرب السم مغتراً برقـتـهيصبح فريسة محتوم من القدر

وأنشد عن أبي محلم: إن بخيلاً كلما هـجـانـيقلت من الأعطش أو أبان

أو طلحة الخير فتى الفتيانأولاك قوم شأنهم كشانـي

ما نلت من أعراضهم كفانيوإن سكت عرفوا إحساني

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد بجرجرايا، قال حدثنا الحسن بن إسماعيل، قال حدثنا الفهري عن أبيه قال: كان عمر بن عبد العزيز يقسم تفاح الفيء، فيتناول ابن له صغير تفاحة فانتزعها من فيه فأوجعه، فسعى إلى أمه مستعيراً، فأرسلت له إلى السوق فاشترت له تفاحاً، فلما رجع عمر وجد ريح التفاح، فقال يا فاطمة: هل أتيت شيئاً من هذا الفيء? قالت لا وقصت عليه القصة، فقال والله لقد انتزعتها من ابني فكأنما انتزعتها من قلبي، ولكن كرهت أن أضيع نصيبي من الله جل وعز بتفاحة من فيء المسلمين.

"وبه" قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن حمدان، قال وسمعت العلاء -يعني ابن أحمد بن عمران الهاشمي الصوفي الهمذاني يقول، وسمعت الشبلي يقول: سمعت الجنيد يقول: دخلت إلى سرى السقطي فنظر إلي شزراً: ثم قال يا أبا القاسم: العلم غرر، والمعرفة مكر، والمشاهدة حجاب، فمتى ما شهدته في الوجود فأنت غائب عنه.

"وبه" قال أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور بن محمد بن حاتم النوشري، قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد، قال سمعت أحمد بن نصر يقول، سمعت معروفاً الكرخي يقول شعراً: موت التقى حياة لا نفـاد لـهـاقد مات قوم وهم في الناس أحياء

"وبه" قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال حدثنا علي بن عمر الشكري، قال حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال حدثنا محمد بن حسان التهتي، قال شهدت فضيل بن عياض في مجلس سفيان بن عيينة فتكلم الفضيل فقال: كنتم معشر العلماء سرج البلاد يستضاء بكم فصرتم ظلمة، كنتم نجوماً يهتدى بكم فصرتم حيرة، لا يستحي أحدكم أن يأخذ مال هؤلاء، وقد علمتم من أي هو يجيء، يسند ظهره فيقول: حدثني فلان عن فلان، فرفع سفيان رأسه فقال: هاه هاه، والله إن كنا لسنا بصالحين إنا لنحب الصالحين، فسكت فضيل، فطلب إليه سفيان، فحدثنا تلك الليلة ثلاثين حديثاً.

"وبه" قال أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن الهمداني من لفظه بباب الندوة في المسجد الحرام، قال حدثنا محمد بن داود، قال سمعت إبراهيم الصياد بنهرجور يقول: كان عبد الله يونس أبو سهل رجلاً صالحاً، وكان سهل صبياً، فكان إذا دخل الأب في الصلاة يجيء سهل فيدخل معه، قال له أبوه يا بني: لم تدخل معي في الصلاة? قال له سهل: يا أبت أنا أحب ذكر الله عز وجل، فقال له أبوه: إن كنت كما تقول أسكت بلسان رأسك، وقل بلسان قلبك ثلاث مرات: "الله قريب مني وهو يراني" قال فسكت سهل برهة ثم قال يا أبت: قد قلتها، فقال له أبوه خمس مرات، فسكت ثم قال بعد وقت يا أبت: قد قلتها، قال قلها سبع مرات، قال فسكت ثم قال بعد وقت: يا أبت قد قلتها، فقال يا بني: اجهد أن تقول أكثر الأوقات هذا بقلبك، وتركه مدة شهرين ثم صاح به أبوه، فقال: يا بني الفضل الذي ألقيته إليك تقوله وقتاً دون وقت أو تقوله دائماً? فقال يا أبت إني أستحق من الله عز وجل وهو يراني دائماً وأنا أغفل عن هذا، ما كنت بالذي أفقده إلا إذا كنت نائماً، فباس بين عيني، فقال يا بني: أظن الله عز وجل يجعل لك شأناً من الشأن.

"وبه" قال القاضي أبو محمد يوسف بن محمد بن رباح البصري الحنيفي نزيل الأهواز قراءة عليه في جامعها، قال حدثنا أبو الحسن بن الحسين بن بندار الآذني قراءة عليه، بمصر، قال حدثنا أبو العباس محمد بن محمد بن الفضل الأديب بأنطاكية، قال حدثني منقوش بن يزيد السلمي ثم الأسدي، قال حدثنا عمر بن الخطاب بن عمر بن حمران، عن أبيه عن ابن حمران قال: لما مات حمران وجدناه قابضاً على رقعة فانتزعناها من يده فإذا فيها مكتوب: قد كنت ذا مال بلا والديأعطاني المال فأقنانـي

ما قرت العين به ساعةإلا تذكرت فأشجـانـي

علم بأني صابر للبـلـىوفاقد أهلي وجيرانـي

وتارك مالي على حالـهنهباً لشيطان بن شيطان

لمرأة ابني ولزوج ابنتييا لك من غبن وخسران

يسعد في مالي وأشقى بهقوم ذووا غل وشـنـآن

إن أحسوا كان لهم أجرهوخف من ذلك ميزاني

ويحك يا أسماء ما شانيواطلبي والله ما شانـي

الموت حق فاعملي نازلفبشري لحدي وأكفانـي

"وبه" قال أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي، قال أنشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمد الببغا لنفسه، يرثي أبا اليقظان عمار بن نصر: أمر بدار عنار بن نـصـرفامنحها التحية والدموعـا

وأستحي رباهـا أن يرانـيبها حياً وقد أودى صريعـا

وكنت بها أرود العيش غضاًبلبلبة وأنتجع الـربـيعـا

فتغمرني في سحابتها انسكاباوتوسعني أهلتها طلـوعـا

فليت كما بها عشنا جميعـاوحم حمامه متنا جمـيعـا

"وبه" قال أخبرنا أبو الفتح عيسى الإسكافي نزيل قم بقراءتي عليه، قال أنشدنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن درست قراءة عليه وأنا أسمع، قال أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار النحوي قراءة عليه، قال أخبرنا أحمد بن سعيد الدمشقي، قال أنشدنا الأمير أبو العباس عبد الله بن المعتز لنفسه: آه من سـفـرة بـغـير إيابآه من حسرة على الأحـبـاب

آه من مضجعي وحـيداً فـريداًفوق فرش مر الحصا والتراب

"تم الكتاب بإعانة الله تعالى ضحى يوم الأربعاء لعله سابع شهر صفر من شهور سنة ست وثمانين وألف، بعناية السيد الإمام الحافظ عماد الإسلام فخر الآل الأعلام "يحيى بن الحسين" بن أمير المؤمنين المؤيد بالله رب العالمين، أسعده الله تعالى، على يدي أفقر خلقه إليه صلاح بن محمد بن علي العياني الزيدي رحمه الله تعالى".

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تابع أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار

أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار   ج1وج2. ج / 1 ص -3- بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة التحقيق: لا نعرف عن بدايات التأليف في...