اللهم استجب

سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القدير المقتدر الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور... الواحد الأحد الواجد الماجد الملك المغيث لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ..لك الملك ولك الحمد وأنت علي كل شيئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بك وأستغفرك اللهم بحق أن لك هذه الأسماء وكل الأسماء الحسني وحق إسمك الأعظم الذي تعلمه ولا أعلمه أسألك أن تَشفني شفاءا لا يُغادر سقما وأن تَكفني كل همي وتفرج كل كربي وتكشف البأساء والضراء عني وأن تتولي أمري وتغفر لي ذنبي وأن تشرح لي صدري وأن تُيسر لي أمري وأن تحلل عُقْدَةً  من لساني يفقهوا قولي وأن تغنني بفضلك عمن سواك اللهم أصلحني: حالي وبالي وأعتقني في الدارين وخُذ بيدي يا ربي وأخرجني من الظلمات الي النور بفضلك  وأن ترحم وتغفر لوالديَّ ومن مات من اخوتي وان تغفر لهم أجمعين وكل من مات علي الايمان والتوبة اللهم آمين  //اللهم تقبل/ واستجب//https://download.tvquran.com/download/selections/315/5cca02c11a61a.mp3

المصحف

 تحميل المصحف

القرآن الكريم وورد word doc icon تحميل المصحف الشريف بصيغة pdf تحميل القرآن الكريم مكتوب بصيغة وورد تحميل سورة العاديات مكتوبة pdf

Translate

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 27 مايو 2022

مجلد 1. و 2. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني

 

مجلد 1. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني

بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ الامام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد بن اسحاق ابن موسى بن مهران الأصبهاني رحمه الله الحمد لله محدث الأكوان والأعيان ومبدع الأركان والأزمان ومنشئ الألباب والأبدان ومنتخب الأحباب والخلان منور أسرار الأبرار بما أودعها من البراهين والعرفان ومكدر جنان الأشرار بما حرمهم من البصيرة والايقان المعبر عن معرفته المنطق واللسان والمترجم عن براهينه الاكف والبنان بالموافق للتنزيل والفرقان والمطابق للدليل والبيان فألزم الحجة بالقادة من المرسلين وأبهج المنهج بالسادة من المحققين الذين جعلهم خلفاء الانبياء وعرفاء الأصفياء المقربين إلى الرتب الرفيعة والمنزهين عن النسب الوضيعة والمؤيدين بالمعرفة والتحقيق والمقومين بالمتابعة والتصديق معرفة تعقب لمعرفتهم 1 موافقة وتوجب لحكم نفوسهم مفارقة وتلزم لخدمة مشهودهم معانقة وتحقق لشريعة رسولهم مرافقة 2 والصلاة على من عنه بلغ وشرع وبأمره قام وصدع ولمتبعيه غرس وزرع محمد المصطفى المصطنع وعلى إخوانه 3 من النبيين والمرسلين وعلى آله وصحابته المنتخبين وسلم أما بعد أحسن الله توفيقك فقد استعنت بالله عز و جل وأجبتك الى ما ابتغيت من جمع كتاب يتضمن أسامي جماعة وبعض أحاديثهم وكلامهم

من أعلام المتحققين من المتصوفة وأئمتهم وترتيب طبقاتهم من النساك ومحجتهم من قرن الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم ممن عرف الأدلة والحقائق وباشر الأحوال والطرائق وساكن الرياض والحدائق وفارق العوارض والعلائق وتبرأ من المتنطعين 1 والمتعمقين ومن أهل الدعاوى من المتسوفين ومن الكسالى والمتثبطين المتشبهين بهم في اللباس والمقال والمخالفين لهم في العقيدة والفعال وذلك لما بلغك من بسط لساننا ولسان أهل الفقه 2 والآثار في كل القطر والأمصار في المنتسبين إليهم من الفسقة الفجار والمباحية والحلولية الكفار وليس ما حل بالكذبة من الوقيعة والإنكار بقادح في منقبة البررة الأخيار وواضع من درجة الصفوة الابرار بل في إظهار البراءة من الكذابين والنكير على الخونة الباطلين نزاهة للصادقين ورفعة للمتحققين ولو لم نكشف عن مخازي المبطلين ومساويهم ديانة للزمنا إبانتها وإشاعتها حمية وصيانة إذ لأسلافنا في التصوف العلم المنشور والصيت والذكر المشهور فقد كان جدي محمد بن يوسف البنا رحمه الله أحد من نشر الله عز و جل به ذكر بعض المنقطعين إليه وعمر به أحوال كثير من المقبلين عليه وكيف نستجيز نقيصة أولياء الله تعالى ومؤذيهم مؤذن بمحاربة الله وهو ما
حدثنا ابراهيم بن محمد بن حمزة حدثنا أبو عبيدة محمد بن احمد بن المؤمل وحدثنا ابراهيم بن عبدالله حدثنا محمد بن اسحاق السراج قالا حدثنا محمد بن اسحاق بن كرامة حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن شريك بن عبدالله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله عز و جل قال من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أفضل من أداء ما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فاذا أحببته كنت سمعه

الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فلئن سألني عبدي أعطيته ولئن استعاذني لأعذته وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأكره إساءته أو مساءته
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا الحسن بن علي بن نصر قال قرأ على أبي محمد بن المثنى وحدثنا الحسن بن سلمة بن أبي كبشة أن أبا عامر العقدي حدثهما قال حدثنا عبدالواحد عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويروي عن ربه عز و جل قال من آذى لي وليا فقد استحل محاربتي
حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا نافع بن يزيد حدثني عياش بن عياش عن عيسى بن عبدالرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال وجد عمر بن الخطاب معاذ بن جبل رضي الله عنه قاعدا عند قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم يبكي فقال ما يبكيك قال يبكيني شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن يسير الرياء شرك وإن من عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة قال الشيخ رحمه الله واعلم أن لأولياء الله تعالى نعوتا ظاهرة وأعلاما شاهرة ينقاد لموالاتهم العقلاء والصالحون ويغبطهم بمنزلتهم الشهداء والنبيون وهو ما
حدثنا محمد بن جعفر بن إبراهيم حدثنا جعفر بن محمد الصائغ حدثنا مالك بن اسماعيل وعاصم بن علي قالا حدثنا قيس بن الربيع حدثنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله عز و جل فقال رجل من هم وما أعمالهم لعلنا نحبهم قال قوم يتحابون بروح الله عز و جل من غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها بينهم والله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا يحزنون

ومن نعوتهم أنهم المورثون جلاسهم كامل الذكر والمفيدون خلانهم بشامل البر
حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن علي الأبار حدثنا الهيثم ابن خارجة حدثنا رشدين بن سعد عن عبدالله بن الوليد التجيبي عن أبي منصور 1 مولى الأنصار أنه سمع عمرو بن الجموح يقول إنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله عز و جل إن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم
حدثنا أحمد بن يعقوب المعدل حدثنا الحسن بن علوية حدثنا اسماعيل بن عيسى حدثنا الهياج بن بسطام عن مسعر بن كدام عن بكير بن الأخنس عن سعيد رضي الله تعالى عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم من أولياء الله قال الذين إذا رؤا ذكر الله عز و جل
حدثنا جعفر بن محمد بن عمر وحدثنا أبو حصين القاضي حدثنا يحيى بن عبدالحميد حدثنا داود العطار عن عبدالله بن عثمان بن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أخبركم بخياركم قالوا بلى قال الذين إذا رؤا ذكر الله عز و جل ومنها أنهم المسلمون من الفتن الموقون من المحن
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن القاسم بن الحجاج حدثنا الحكم بن موسى حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني مسلم بن عبيدالله نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إن لله عز و جل ضنائن من عباده يغذيهم في رحمته ويحييهم في عافيته إذا توفاهم إلى جنته أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم وهم منها في عافية ومنها أنهم المضرورون في الأطعمة واللباس المبرورة أقسامهم عند النازلة والباس
حدثنا ابو اسحاق بن حمزة حدثنا أحمد بن شعيب بن يزيد وحدثنا اسحاق بن أحمد حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا محمد بن عزيز حدثنا سلامة بن روح حدثنا عقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك قال قال

رسول الله صلى الله عليه و سلم كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك ثم إن البراء لقي زحفا من المشركين وقد أوجع المشركون في المسلمين فقالوا له يا براء إن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو أقسمت على ربك لأبرك فأقسم على ربك فقال أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم فمنحوا أكتافهم ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين فقالوا أقسم يا براء على ربك عز و جل قال أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك صلى الله عليه و سلم فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا محمد بن نصر الصائغ حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري 1 حدثنا ابن أبي حازم عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رب أشعث ذي طمرين تنبو عنه أعين الناس لو أقسم على الله عز و جل لأبره قال الشيخ رحمه الله تعالى ومنها إن ليقينهم تنفلق الصخور وبيمينهم تنفتق البحور
حدثنا سهل بن عبدالله التستري حدثنا الحسين بن اسحاق حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن لهيعة عن عبدالله بن هبيرة عن حنش الصنعاني عن عبدالله بن مسعود أنه قرأ في أذن مبتلى فأفاق فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قرأت في أذنه قال مبتلى قرأت أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا حتى ختم السورة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال
حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثنا محمد بن يزيد الكوفي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الصلت بن مطر عن قدامة بن حماظة بن أخت سهم بن منجاب 2 كذا في النسختين وفي أسد الغابة سهل بن منجاب التميمي قال سمعت سهم بن منجاب قال غزونا مع العلاء بن الحضرمي فسرنا حتى أتينا دارين والبحر بيننا وبينهم فقال يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم إنا عبيدك وفي سبيلك نقاتل عدوك اللهم

فاجعل لنا إليهم سبيلا فتقحم بنا البحر فخضنا ما يبلغ لبودنا الماء فخرجنا إليهم
حدثنا أبو حامد بن جبلة حدثنا محمد بن اسحاق الثقفي حدثنا يعقوب بن إبراهيم الوليد بن شجاع قالا حدثنا عبدالله بن بكر عن حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال لقد رأيت في العلاء بن الحضرمي رضي الله تعالى عنه ثلاث خصال ما منهن خصلة إلا وهي أعجب من صاحبتها انطلقنا نسير حتى قدمنا البحرين وأقبلنا نسير حتى كنا على شط البحر فقال العلاء سيروا فأتى البحر فضرب دابته فسار وسرنا معه ما يجاوز ركب دوابنا فلما رآنا ابن مكعبر عامل كسرى قال لا والله لا نقابل 1 هؤلاء ثم قعد في سفينة فلحق بفارس قال الشيخ رحمه الله تعالى ومنها أنهم سباق الأمم والقرون وباخلاصهم يمطرون وينصرون
حدثنا عبدالله بن جعفر حدثنا اسماعيل بن عبدالله حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن عياض بن عبدالله عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لكل قرن من أمتي سابقون
حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن الخزر الطبراني حدثنا سعيد بن أبي زيد 2 حدثنا عبدالله بن هارون الصوري حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خيار أمتي في كل قرن خمسمائة والأبدال أربعون فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون كلما مات رجل أبدل الله عز و جل من الخمسمائة مكانه وأدخل من الأربعين مكانهم قالوا يا رسول الله دلنا على أعمالهم قال يعفون عمن ظلمهم ويحسنون إلى من أساء إليهم ويتواسون فيما آتاهم الله عز و جل
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا محمد بن السرى القنطري حدثنا قيس بن ابراهيم بن قيس السامري حدثنا عبدالرحمن بن يحيى الأرمني حدثنا عثمان بن عمارة حدثنا المعافى بن عمران عن سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبدالله قال قال رسول الله

صلى الله عليه و سلم إن لله عز و جل في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم عليه السلام ولله تعالى في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى عليه السلام ولله تعالى في الخلق سبعة قلوبهم على قلب ابراهيم عليه السلام ولله تعالى في الخلق خمسة قلوبهم على قلب جبريل عليه السلام ولله تعالى في الخلق ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل عليه السلام ولله تعالى في الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل عليه السلام فاذا مات الواحد أبدل الله عز و جل مكانه من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل الله تعالى مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة أبدل الله تعالى مكانه من السبعة وإذا مات من السبعة أبدل الله تعالى مكانه من الأربعين وإذا مات من الأربعين أبدل الله تعالى مكانه من الثلاثمائة وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله تعالى مكانه من العامة فيهم يحيي ويميت ويمطر وينبت ويدفع البلاء قيل لعبدالله بن مسعود كيف بهم يحيي ويميت قال لأنهم يسألون الله عز و جل إكثار الأمم فيكثرون ويدعون على الجبابرة فيقصمون ويستسقون فيسقون ويسألون فتنبت لهم الأرض ويدعون فيدفع بهم أنواع البلاء
حدثنا محمد أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا عبدالوهاب بن الضحاك حدثنا ابن عباس حدثنا صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا حذيفة إن في كل طائفة من أمتي قوما شعثا غبرا إياي يريدون وإياي يتبعون وكتاب الله يقيمون أولئك مني وأنا منهم وإن لم يروني
حدثنا سليمان بن احمد حدثنا بكر بن سهل حدثنا عمرو بن هاشم حدثنا سليمان بن أبي كريمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل عني أو سره أن ينظر إلي فلينظر إلى أشعث شاحب مشمر لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة رفع له علم فشمر إليه اليوم المضمار وغدا السباق والغاية الجنة أو النار قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله ومنها أنهم نظروا إلى باطن العاجلة

فرفضوها وإلى ظاهر بهجتها وزينتها فوضعوها حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني غوث بن جابر قال سمعت محمد بن داود يحدث عن أبيه عن وهب بن منبه قال قال الحواريون يا عيسى من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال عيسى عليه السلام الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها فأماتوا منها ما يخشون أن يشينهم وتركوا ما علموا أن سيتركهم فصار استكثارهم منها استقلالا وذكرهم إياها فواتا وفرحهم بما أصابوا منها حزنا فما عارضهم من نيلها رفضوه وما عارضهم من رفعتها بغير الحق وضعوه وخلقت الدنيا عندهم فليسوا يجددونها وخربت بيوتهم فليسوا يعمرونها وماتت في صدورهم فليسوا يحيونها بعد موتها بل يهدمونها فيبنون بها آخرتهم ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم ورفضوها فكانوا فيها هم الفرحين ونظروا الى أهلها صرعى قد حلت بهم المثلات وأحيوا ذكر الموت وأماتوا ذكر الحياة يحبون الله عز و جل ويحبون ذكره ويستضيئون بنوره ويضيئون به لهم خبر عجيب وعندهم الخبر العجيب بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا وبهم علم الكتاب وبه عملوا وليسوا يرون نائلا مع ما نالوا ولا أمانا دون ما يرجون ولا خوفا دون ما يحذرون قال الشيخ رحمه الله تعالى وهم المصونون عن مرامقة حقارة الدنيا بعين الاغترار المبصرون صنع محبوبهم بالفكر والاعتبار حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني سفيان بن وكيع حدثنا ابراهيم بن عيينة عن ورقاء 1 عيينة عن ابن إياس عن سعيد الخ وليس فيها تصحيح المؤلف لورقاء قال الشيخ أبو نعيم والصواب وفاء بن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال لما بعث الله عز و جل موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون قال لا يغرنكما لباسه فان ناصيته بيدي فلا ينطق ولا يطرف إلا باذني ولا يغرنكما

ما متع به من زهرة الدنيا وزينة المترفين فلو شئت أن أزينكما من زينة الدنيا بشيء يعرف فرعون أن قدرته تعجز عن ذلك لفعلت وليس ذلك لهوانكما علي ولكني ألبستكما نصيبكما من الكرامة على أن لا تنقصكما الدنيا شيئا وإني لأذود أوليائي عن الدنيا كما يذود الراعي إبله عن مبارك العرة وإني لأجنبهم زهرتها كما يجنب الراعي إبله عن مراتع الهلكة أريد أن أنور 1 بذلك مراتبهم وأطهر بذلك قلوبهم في سيماهم الذي يعرفون به وأمرهم الذي يفتخرون به واعلم أنه من أخاف لي وليا فقد بارزني بالعداوة وأنا الثائر لأوليائي يوم القيامة حدثنا أحمد بن السرى حدثنا الحسن بن علوية القطان حدثنا اسماعيل بن عيسى حدثنا اسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وحدثنا أبي حدثنا اسحاق بن ابراهيم حدثنا محمد بن سهل بن عسكر حدثنا اسماعيل بن عبدالكريم حدثنا عبدالصمد بن معقل قال سمعت وهب بن منبه يقول لما بعث الله تعالى موسى وأخاه هارون عليهما السلام إلى فرعون قال لا يعجبنكما زينته ولا ما متع به ولا تمدا أعينكما إلى ذلك فإنها زهرة الحياة الدنيا وزينة المترفين فإني لو شئت أن أزينكما من الدنيا بزينة ليعلم فرعون حين ينظر إليها أن مقدرته تعجز عن مثل ما أوتيتما لفعلت ولكني أرغب بكما عن ذلك وأزويه عنكما وكذلك أفعل بأوليائي وقديما ما خرت لهم في ذلك فاني لأذودهم عن نعيمها ورخائها كما يذود الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة وإني لأجنبهم سلوتها وعيشتها كما يجنب الراعي الشفيق إبله عن مبارك العرة 2 وما ذلك لهوانهم 8علي ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالما موفورا لم تكلمه الدنيا ولم يطغه الهوى واعلم أنه لم يتزين العباد بزينة أبلغ فيما عندي من الزهد في الدنيا فإنها زينة المتقين عليهم منها لباس يعرفون به من السكينة والخشوع سيماهم في وجوههم من أثر السجود أولئك هم أوليائي حقا حقا فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك وذلل لهم قلبك ولسانك واعلم أنه من أهان لي وليا أو

اخافه فقد بارزني بالمحاربة وبادأني وعرض لي نفسه ودعاني اليها وانا أسرع شئ الى نصرة أوليائي افيظن الذي يحاربني أن يقوم لي أو يظن الذي يعاديني ان يعجزني او يظن الذي يبارزني ان يسبقني او يفوتني فكيف وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة لا أكل نصرتهم الى غيري زاد اسماعيل ابن عيسى في حديثه فاعلم يا موسى ان أوليائي الذين اشعروا قلوبهم خوفي فيظهر على أجسادهم في لباسهم وجهدهم الذي يفوزون به يوم القيامة وأملهم الذي به يذكرون وسيماهم الذي به يعرفون فاذا لقيتهم فذلل لهم نفسك حدثنا ابو الحسن احمد بن محمد بن مقسم ثنا العباس بن يوسف الشكلي حدثني محمد بن عبد الملك قال قال عبد الباري قلت لذي النون المصري رحمه الله صف لي الأبدال فقال انك لتسألني عن دياجي الظلم لآكشفنها لك عبد الباري هم قوم ذكروا الله عز و جل بقلوبهم تعظيما لربهم عز و جل لمعرفتهم بجلاله فهم حجج الله تعالى على خلقه ألبسهم النور الساطع من محبته ورفع لهم اعلام الهداية الى مواصلته وأقامهم مقام الابطال لارادته وافرغ عليهم الصبر عن مخالفته وطهر أبدانهم بمراقبته وطيبهم بطيب أهل مجاملته وكساهم حللا من نسج مودته ووضع على رؤسهم تيجان مسرته ثم أودع القلوب من ذخائر الغيوب فهي معلقه بمواصلته فهمومهم اليه ثائرة وأعينهم اليه بالغيب ناظرة قد أقامهم على باب النظر من قربه وأجلسهم على كراسي أطباء أهل معرفته ثم قال ان أتاكم عليل من فقري فداووه أو مريض من فراقي فعالجوه أو خائف مني فأمنوه أو امن مني فحذروه أو راغب في مواصلتي فهنوه أو راحل نحوي فزودوه أو جبان في متاجرتي فشجعوه أو آيس من فضلي فعدوه أوراج لاحساني فبشروه أو حسن الظن بي فباسطوه فواظبوه أو محب لي فواظبوه أو معظم لقدري فعظموه أو مستوصفكم نحوي فأرشدوه أو مسيئ بعد إحسان فعاتبوه ومن واصلكم في فواصلوه ومن غاب عنكم فافتقدوه ومن ألزمكم جناية فاحتملوه ومن قصر في واجب حقي فاتركوه ومن أخطأ خطيئة فناصحوه ومن مرض من أوليائي فعودوه

ومن حزن فبشروه وان استجار بكم ملهوف فأجيروه يا أوليائي لكم عاتبت وفي اياكم رغبت ومنكم الوفاء طلبت ولكم اصطفيت وانتخبت ولكم استخدمت واختصصت لاني لا أحب استخدام الجبارين ولا مواصلة المتكبرين ولا مصافاة المخلطين ولا مجاوبة المخادعين ولا قرب المعجبين ولا مجالسة البطالين ولا موالاة الشرهين يا أوليائي جزائي لكم أفضل جزاء وعطائي لكم أجزل العطاء وبذلي لكم أفضل البذل وفضلي عليكم اكثر الفضل ومعاملتي لكم أوفى المعاملة ومطالبتي لكم أشد المطالبة أنا مجتني القلوب وأنا علام الغيوب وأنا مراقب الحركات وأنا ملاحظ اللحظات أنا المشرف على الخواطر أنا العالم بمجال الفكر فكونوا دعاة إلي لا يفزعكم ذو سلطان 1 سوائي فمن عاداكم عاديته ومن والاكم واليته ومن آذاكم أهلكته ومن أحسن اليكم جازيته ومن هجركم قليته قال الشيخ رحمه الله وهم الشغفون به وبوده والكلفون بخطابه وعهده
حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن منصور المدايني حدثنا محمد بن اسحاق المسيبى حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن عروة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم أن موسى عليه السلام قال يا رب أخبرني بأكرم خلقك عليك قال الذي يسرع الى هواي اسراع النسر الى هواه والذي يكلف بعبادي الصالحين كما يكلف الصبي بالناس والذي يغضب اذا انتهكت محارمي غضب النمر لنفسه فان النمر اذا غضب لم يبالي أقل الناس أم كثروا حدثنا أبي حدثنا أحمد بن محمد بن مصقلة حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان الحناط حدثنا أبو الفيض ذو النون بن ابراهيم المصري قال ان لله عز و جل لصفوة من خلقه وان لله عز و جل لخيرة فقيل له يا أبا الفيض فما علامتهم قال اذا خلع العبد الراحة وأعطى المجهود في الطاعة وأحب سقوط المنزلة ثم قال

منع القران بوعده ووعيده ... مقل العيون بليلها أن تهجعا 1 ... فهموا عن الملك الكريم كلامه ... فهما تذل له الرقاب وتخضعا ... وقال له بعض من كان في المجلس حاضرا يا أبا الفيض من هؤلاء القوم يرحمك الله فقال ويحك هؤلاء قوم جعلوا الركب لجباههم وسادا والتراب لجنوبهم مهادا هؤلاء قوم خالط القران لحومهم ودمائهم فعزلهم عن الازواج وحركهم بالادلاج فوضعوه على أفئدتهم فانفرجت وضموه الى صدورهم فانشرحت وتصدعت هممهم به فكدحت فجعلوه لظلمتهم سراجا ولنومهم مهادا ولسبيلهم منهاجا ولحجتهم افلاجا يفرح الناس ويحزنون وينام الناس ويسهرون ويفطر الناس ويصومون ويأمن الناس ويخافون فهم خائفون حذرون وجلون مشفقون مشمرون يبادرون من الفوت ويستعدون للموت لم يتصغر جسيم ذلك عندهم لعظم ما يخافون من العذاب وخطر ما يوعدون من الثواب درجوا على شرائع القران وتخلصوا بخالص القربان واستناروا بنور الرحمن فما لبثوا أن أنجز لهم القران موعوده وأوفى لهم عهود وأحلهم سعوده وأجارهم وعيده فنالوا به الرغائب وعانقوا به الكواعب وأمنوا به العواطب وحذروا به العواقب لآنهم فارقوا بهجة الدنيا بعين قالية ونظروا الى ثواب الآخرة بعين راضيه واشتروا الباقية بالفانية فنعم ما اتجروا ربحوا الدارين وجمعوا الخيرين واستكملوا الفضلين بلغوا أفضل المنازل بصبر أيام قلائل قطعوا الايام باليسير حذار يوم قمطرير وسارعوا في المهلة وبادروا خوف حوادث الساعات ولم يركبوا أيامهم باللهو واللذات بل خاضوا الغمرات للباقيات الصالحات أوهن والله قوتهم التعب وغير الوانهم النصب وذكروا نارا ذات لهب مسارعين الى الخيرات منقطعين عن اللهوات بريئون من الريب والخنا فهم خرس فصحاء وعمر بصراء فعنهم تقصر الصفات وبهم تدفع النقمات وعليهم تنزل البركات فهم أحلى الناس منطقا ومذاقا وأوفى

الناس عهدا وميثاقا سراج العباد ومنار البلاد مصابيح الدجى ومعادن الرحمه ومنابع الحكمه وقوام الآمه تجافت جنوبهم عن المضاجع فهم اقبل الناس للمعذرة وأصفحهم للمغفرة وأسمحهم بالعطية فنظروا الى ثواب الله عز و جل بأنفس تائقة وعيون رامقة وأعمال موافقة فحلوا عن الدنيا مطى رحالهم وقطعوا منها حبال امالهم لم يدع لهم خوف ربهم عز و جل من أموالهم تليدا ولا عتيدا فتراهم لم يشتهوا من الاموال كنوزها ولا من الاوبار خزوزها ولا من المطايا عزيزها ولا من القصور مشيدها بلى ولكنهم نظروا بتوفيق الله تعالى لهم والهامه اياهم فحركهم ما عرفوا بصبر أيام قلائل فضموا أبدانهم عن المحارم وكفوا أيديهم عن ألوان المطاعم وهربوا بأنفسهم عن المآثم فسلكوا من السبيل رشاده ومهدوا للرشاد مهاده فشاركوا أهل الدنيا في آخرتهم عزوا عن الرزايا وغصص المنايا هابوا الموت وسكراته وكرباته وفجعاته ومن القبر وضيقه ومنكر ونكير ومن ابتدارهما وانتهارهما وسؤالهما ومن المقام بين يدي الله عز ذكره وتقدست أسماؤه قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله وهم مصابيح الدجى وينابيع الرشد والحجى خصوا بخفى الاختصاص ونقوا من التصنع بالإخلاص
حدثنا عبدالله بن محمد وأبو أحمد محمد بن احمد في جماعة قالوا حدثنا الفضل بن الحباب حدثنا شاذ بن فياض حدثنا أبو قحذم عن أبي قلابة عن عبدالله بن عمر بن الخطاب قال مر عمر بمعاذ بن جبل رضي الله تعالى عنهما وهو يبكي فقال ما يبكيك يا معاذ فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أحب العباد الى الله تعالى الاتقياء الاخفياء الذين اذا غابوا لم يفتقدوا واذا شهدوا لم يعرفوا أولئك هم أئمة الهدى ومصابيح العلم
حدثنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو موسى اسحاق بن ابراهيم الهروي حدثنا أبو معاوية عمرو بن عبد الجبار السنجاري حدثنا عبيدة بن حسان عن عبد الحميد بن ثابت بن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم

قال حدثني أبي عن جدي شهدت من رسول الله صلى الله عليه و سلم مجلسا فقال طوبى للمخلصين أولئك مصابيح الهدى تتجلى عنهم كل فتنة ظلماء قال الشيخ رحمه الله وهم الواصلون بالحبل والباذلون للفضل والحاكمون بالعدل
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا بشر بن موسى حدثنا يحيى بن اسحاق السيلحيني حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتدرون من السابقون الى ظل الله عز و جل قالوا الله ورسوله أعلم قال الذين اذا أعطوا الحق قبلوه واذا سئلوه بذلوه وحكموا للناس كحكمهم لانفسهم رواه أحمد بن حنبل عن يحيى بن اسحاق مثله قال الشيخ رحمه الله تعالى وهم المنبسطون جهرا المنقبضون سرا يبسطهم روح الارتياح والاشتياق ويقلقهم خوف القطيعه والفراق حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن محمد بن زكريا حدثنا سلمه بن شبيب حدثنا الوليد بن اسماعيل الحراني حدثنا شيبان بن مهران عن خالد بن المغيره بن قيس عن مكحول عن عياض بن غنم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ان من خيار أمتي فيما نبأني الملأ الأعلى في الدرجات العلى قوما يضحكون جهرا من سعة رحمة ربهم ويبكون سرا من خوف شدة عذاب ربهم عز و جل يذكرون ربهم في الغداة والعشي في بيوته الطيبه ويدعونه بألسنتهم رغبا ورهبا ويسألونه بأيديهم خفضا ورفعا ويشتاقون اليه بقلوبهم عودا وبدءا مؤنتهم على الناس خفيفه وعلى أنفسهم ثقيله يدبون في الارض حفاة على أقدامهم دبيب النمل بغير مرح ولا بذخ ولا مثله يمشون بالسكينه ويتقربون بالوسيله يلبسون الخلقان ويتبعون البرهان ويتلون الفرقان ويقربون القربان عليهم من الله تعالى شهود حاضره وأعين حافظه ونعم ظاهرة يتوسمون العباد ويتفكرون في البلاد أجسادهم في الارض وأعينهم في السماء أقدامهم في الارض وقلوبهم في السماء وأنفسهم في الارض وأفئدتهم عند العرش أرواحهم في الدنيا وعقولهم في الاخرة

ليس لهم هم ألا امامهم قبورهم في الدنيا ومقامهم عند ربهم عز و جل ثم تلى هذه الآيه ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد قال الشيخ رحمه الله وهم المبادرون الى الحقوق من غير تسويف والموفون الطاعات من غير تطفيف حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن موسى الايلي ثنا عمر بن يحيى الأيلي ثنا حكيم بن حزام عن أبي جناب الكلبي عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن من موجبات الله ثلاثا اذا رأى حقا من حقوق الله لم يؤخره الى أيام لا يدركها وأن يعمل العمل الصالح العلانيه على قوام من عمله في السريره وهو يجمع مع ما يعمل صلاح ما يأمل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فهكذا ولى الله وعدد بيده ثلاثا حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامه ثنا داود بن المحبر ثنا ميسرة بن عبدربه عن حنظلة بن وداعة عن أبيه عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن لله عز و جل خواص يسكنهم الرفيع من الجنان كانوا أعقل الناس قلنا يا رسول الله وكيف كانوا أعقل الناس قال كانت همتهم المسابقة إلى ربهم عز و جل والمسارعة إلى ما يرضيه وزهدوا في فضول الدنيا ورياستها 1 ونعيمها وهانت عليهم فصبروا قليلا واستراحوا طويلا قال الشيخ رحمه الله قد روينا بعض مناقب الأولياء ومراتب الأصفياء فأما التصوف فاشتقاقه عند أهل الإشارات والمنبئين عنه بالعبارات من الصفاء والوفاء واشتقاقه من حيث الحقائق التي أوجبت اللغة فانه تفعل من أحد أربعة أشياء من الصوفانة وهي بقلة وغباء قصيرة أو من صوفة وهي قبيلة كانت في الدهر الأول تجيز الحاج وتخدم الكعبة أو من صوفة القفا وهي الشعرات النابتة في متأخرة 2 أو من الصوف المعروف على ظهور الضأن وإن أخذ التصوف من الصوفانة التي هي البقلة فلاجتزاء القوم بما توحد الله عز و جل بصنعه ومن به عليهم من غير تكلف بخلقه فاكتفوا به عما فيه للآدميين صنع كاكتفاء البررة الطاهرين من جلة المهاجرين

في مبادئ إقبالهم وأول أحوالهم وهو
ما حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا يزيد بن هرون قال أخبرنا اسماعيل بن أبي خالد بن أبي 1 عن قيس بن أبي حازم قال سمعت سعد بن أبي وقاص يقول والله إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله عز و جل ولقد كنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مالنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر حتى قرحت أشداقنا وحتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ماله خلط وإن أخذ من الصوفة التي هي القبيلة فلأن المتصوف فيما كفى من حاله ونعم من ماله وأعطى من عقباه وحفظ من حظ دنيا أحد أعلام الهدى لعدولهم عن الموبقات واجتهادهم في القربات وتزودهم من الساعات وتحفظهم للأوقات فسالك منهجهم ناج من الغمرات وسالم من الهلكات
حدثنا محمد بن الفتح ثنا الحسن بن أحمد بن صدقة ثنا محمد بن عبدالنور الخزاز ثنا أحمد بن المفضل الكوفي ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم يا علي اذا تقرب الناس الى خالقهم في أبواب البر فتقرب اليه بأنواع العقل تسبقهم بالدرجات والزلفى عند الناس في الدنيا وعند الله في الاخرة حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا ابراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغسائي ثنا أبي عن جدي عن أبي ادريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري قال جلست الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله ما كانت صحف ابراهيم عليه السلام فقال أمثال كلها وكان فيها وعلى العامل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات ساعة يناجي فيها ربه تعالى وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يفكر في صنع الله تعالى وساعه يخلو فيها بحاجته من المطعم والمشرب وإن أخد من صوف القفا فمعناه أن المتصوف معطوف به الى الحق

مصروف به عن الخلق لا يريد به بدلا ولا يبغي عنه حولا
حدثنا القاضي عبدالله بن محمد بن عمر ثنا عبدالله بن العباس الطيالسي 1 ثنا عبد الرحيم بن محمد ابن زياد أنبأنا أبو بكر بن عياش عن حميد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أتى بإبراهيم عليه السلام يوم النار إلى النار فلما بصر بها قال حسبنا الله ونعم الوكيل حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا سليمان بن توبه ثنا سلام 2 بن سليمان الدمشقي ثنا إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لما ألقى إبراهيم عليه السلام في النار قال حسبي الله ونعم الوكيل
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن يزيد الرفاعي ثنا إسحاق بن سليمان ثنا أبو جعفر الرازي عن عاصم بن بهدله عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه و سلم لما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار قال اللهم إنك واحد في السماء وأنا في الأرض واحد أعبدك حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا عبدالله بن عمر القواريري ثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن عامر الأحوال عن عبدالملك بن عامر عن نوف البكالي قال قال ابراهيم عليه السلام يا رب إنه ليس في الأرض أحد يعبدك غيري فأنزل الله ثلاثة آلاف ملك فأمهم ثلاثة أيام حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا شيبان ثنا أبو هلال ثنا بكر بن عبدالله المزني قال لما ألقى ابراهيم عليه السلام في النار جأرت عامة الخليقة إلى ربها فقالوا يا رب خليلك يلقى في النار فائذن لنا أن نطفئ عنه قال هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره وأنا ربه ليس له رب غيري فإن إستغاثكم فأغيثوه وإلا فدعوه قال فجاء ملك القطر فقال يا رب خليلك يلقى في النار فائذن لي أن أطفئ عنه بالقطر قال هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره وأنا ربه ليس له رب غيري فإن إستغاثك فأغثه وإلا فدعه فلما ألقى في النار دعا ربه فقال الله عز و جل يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم قال

فبردت يومئذ على أهل المشرق والمغرب فلم ينضج بها كراع حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علوية ثنا اسماعيل بن عيسى ثنا اسحاق بن بشر قال قال مقاتل وسعيد لما جيء بإبراهيم عليه السلام فخلعوا ثيابه وشدوا قماطه ووضع في المنجنيق بكت السموات والأرض والجبال والشمس والقمر والعرش والكرسي والسحاب والريح والملائكة كل يقولون يا رب ابراهيم عبدك يحرق بالنار فائذن لنا في نصرته فقالت النار وبكت يا رب سخرتني لبني آدم وعبدك يحرق بي فأوحى الله عز و جل إليهم إن عبدي إياي عبد وفي جنبي أوذي إن دعاني أجبته وإن استنصركم فانصروه فلما رمي استقبله جبريل عليه السلام بين المنجنيق والنار فقال السلام عليك يا ابراهيم أنا جبريل ألك حاجة قال أما إليك فلا حاجتي إلى الله ربي فلما قذف في النار كان سبقه إسرافيل فسلط النار على قماطه وقال الله عز و جل يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم فلو لم يخلطه بالسلام لكز فيها بردا حدثنا الحسين بن محمد بن علي ثنا يحيى بن محمد مولى بني هاشم ثنا يوسف القطان ثنا مهران بن أبي عمر ثنا اسماعيل بن أبي خالد عن المنهال بن عمرو قال أخبرت أن ابراهيم عليه السلام لما ألقي في النار كان فيها ما أدري إما خمسين وإما أربعين يوما قال ما كنت أياما وليالي قط أطيب عيشا مني إذ كنت فيها ووددت أن عيشي وحياتي كلها إذ كنت فيها قال الشيخ رحمه الله تعالى وإن أخذ من الصوف المعروف فهو لاختيارهم لباس الصوف إذ لا كلفة للآدميين في إنباته وإنشائه وإن النفوس الشاردة تذلل بلباس الصوف وتكسر نخوتها وتكبرها به لتلتزم المذلة والمهانة وتعتاد البلغة والقناعة وقد ذكرنا شواهده في كتاب لبس الصوف مجودا وقد كثرت أجوبة أهل الإشارة في مائتيه بأنواع من العبارة وجمعناها في غير هذا الكتاب وأقرب ما أذكره ما حدثت عن جعفر بن محمد الصادق رضي الله تعالى عنه أنه قال من عاش في ظاهر الرسول فهو سني ومن عاش في باطن الرسول فهو صوفي وأراد جعفر بباطن الرسول صلى الله عليه و سلم أخلاقه

الطاهرة واختياره للآخرة فمن تخلق بأخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم وتخير ما اختاره ورغب فيما فيه رغب وتنكب عما عنه نكب وأخذ بما إليه ندب فقد صفا من الكدر ونحى من العكر ونجي من الغير ومن عدل عن سمته ونهجه وعول على حكم نفسه وهرجه وسعى لبطنه وفرجه كان من التصوف خاليا وفي التجاهل ساعيا وعن خطير الأحوال ساهيا
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود بن المحبر ثنا نصر بن طريف عن منصور بن المعتمر عن أبي وائل عن سويد بن غفلة أن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه خرج ذات يوم فاستقبله النبي صلى الله عليه و سلم فقال له بم بعثت يا رسول الله قال بالعقل قال فكيف لنا بالعقل فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن العقل لا غاية له ولكن من أحل حلال الله وحرم حرامه سمي عاقلا فان اجتهد بعد ذلك سمي عابدا فان اجتهد بعد ذلك سمي جوادا فمن اجتهد في العبادة وسمح في نوائب المعروف بلا حظ من عقل يدله على اتباع أمر الله عز و جل واجتناب ما نهى الله عنه فأولئك هم الأخسرون أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن عمران بن الجنيد ثنا محمد بن عبدك ثنا سليمان بن عيسى عن ابن جريج عن عطاء عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قسم الله عز و جل العقل على ثلاثة أجزاء فمن كن فيه كمل عقله ومن لم يكن فيه فلا عقل له حسن المعرفة بالله عز و جل وحسن الطاعة لله عز و جل وحسن الصبر على ما أمر الله عز و جل قال الشيخ رحمه الله فكيف ينسب إلى التصوف من إذا عورض في حقيقة معرفة الله عز و جل كل عنها وخلط فيها وإذا طولب بموجب الطاعة فيها جهلها وتخبط فيها وإذا امتحن بمحنة يجب الصبر عليها وعنها جزع 1 وعجز وسادة علماء المتصوفة تكلمت في التصوف وأجابت عن حدوده ومعانيه

وأقسامه ومبانيه فقد كتب لي جعفر بن محمد بن نصير الخواص قال وحدثني عنه ازديار بن سليمان الفارسي قال سمعت الجنيد بن محمد رحمة الله عليه يقول وسئل عن التصوف فقال اسم جامع لعشرة معاني التقلل من كل شيء من الدنيا عن التكاثر فيها والثاني اعتماد القلب على الله عز و جل من السكون إلى الاسبات والثالث الرغبة في الطاعات من التطوع في وجود العوافي والرابع الصبر عن فقد الدنيا عن الخروج إلى المسألة والشكوى والخامس التمييز في الأخذ عند وجود الشيء والسادس الشغل بالله عز و جل عن سائر الأشغال والسابع الذكر الخفي عن جميع الأذكار والثامن تحقيق الإخلاص في دخول الوسوسة والتاسع اليقين في دخول الشك والعاشر السكون إلى الله عز و جل من الاضطراب والوحشة فاذا استجمع هذه الخصال استحق بها الاسم وإلا فهو كاذب حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا عبدالله بن محمد بن ميمون قال سألت ذا النون رحمة الله عليه عن الصوفي فقال من إذا نطق أبان نطقه عن الحقائق وإن سكت نطقت عنه الجوارح بقطع العلائق حدثنا أبو محمد ازديار بن سليمان ثنا جعفر بن محمد قال قال أبو الحسن المزين التصوف قميص قمصه الله أقواما فان ألهموا عليه الشكر وإلا كان خصمهم في ذلك الله عز و جل وسئل الخواص عن التصوف فقال اسم يغطى به عن الناس إلا أهل الدراية وقليل ما هم سمعت أبا الفضل نصر بن أبي نصر الطوسي يقول سمعت أبا بكر بن المثاقف يقول سألت الجنيد بن محمد عن التصوف فقال الخروج عن كل خلق دني والدخول في كل خلق سني وسمعت أبا الفضل الطوسي يقول سمعت أبا الحسن الفرغاني يقول سألت أبا بكر الشبلي ما علامة العارف فقال صدره مشروح وقلبه مجروح وجسمه مطروح قلت هذا علامة العارف فمن العارف قال العارف الذي عرف الله عز و جل وعرف مراد الله عز و جل وعمل بما أمر الله وأعرض عما نهى الله ودعا عباد الله إلى الله عز و جل فقلت هذا العارف فمن الصوفي

فقال من صفا قلبه فصفى وسلك طريق المصطفى صلى الله عليه و سلم ورمى الدنيا خلف القفا وأذاق الهوى طعم الجفا قلت له هذا الصوفي ما التصوف قال التألف والتطرف والإعراض عن التكلف قلت له أحسن من هذا ما التصوف قال تسليم تصفية القلوب لعلام الغيوب فقلت له أحسن من هذا ما التصوف فقال تعظيم أمر الله وشفقته على عباد الله فقلت له أحسن من هذا من الصوفي قال من صفا من الكدر وخلص من العكر وامتلأ من الفكر وتساوى عنده الذهب والمدر وسمعت ابا الفضل نصر بن أبي نصر يقول سمعت علي بن محمد المصري يقول سئل السرى السقطي عن التصوف فقال التصوف خلق كريم يخرجه الكريم إلى قوم كرام سمعت أبا همام عبدالرحمن بن مجيب الصوفي وسئل عن الصوفي فقال لنفسه ذابح ولهواه فاضح ولعدوه جارح وللخلق ناصح دائم الوجل يحكم العمل ويبعد الأمل ويسد الخلل ويغضى على الذلل عذره بضاعة وحزنه صناعة وعيشه قناعة بالحق عارف وعلى الباب عاكف وعن الكل عازف تربية بره وشجرة وده وراعي عهده قال الشيخ رحمه الله وذكرنا في غير هذا الكتاب كثيرا من أجوبة مشيختهم في التصوف واختلاف عباراتهم وكل قد أجاب عن حاله ويشتمل كلام المتصوفة على ثلاثة أنواع فاولها إشاراتهم إلى التوحيد 1 والثاني كلامهم في المراد ومراتبه والثالث في المريد وأحواله ثم لكل نوع من الثلاثة مسائل وفروع يكثر تعدادها فأول أصولهم 2 العرفان ثم إحكام الخدمة والإدمان
حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن أبي سفيان ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم عن اسماعيل بن أمية عن يحيى بن عبدالله بن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله

عز و جل فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله عز و جل قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله عز و جل قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أموالهم فترد على فقرائهم
حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي ثنا احمد بن يونس ثنا زهير بن معاوية ثنا خالد بن أبي كريمة عن عبدالله بن المسور أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله علمني من غرائب العلم قال ما فعلت في رأس العلم فتطلب الغرائب قال وما رأس العلم قال هل عرفت الرب قال نعم قال فما صنعت في حقه قال ما شاء الله قال عرفت الموت قال نعم قال ما أعددت له قال ما شاء الله قال انطلق فاحكم هاهنا ثم تعال أعلمك من غرائب العلم قال الشيخ رحمه الله فمباني المتصوفة المتحققة في حقائقهم على أركان أربعة معرفة الله تعالى ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله ومعرفة النفوس وشرورها ودواعيها ومعرفة وساوس العدو ومكائده ومضاله ومعرفة الدنيا وغرورها وتفنينها وتلوينها وكيف الاحتراز منها والتجافي عنها ثم ألزموا أنفسهم بعد توطئة 1 هذه الأبنية دوام المجاهدة وشدة المكابدة وحفظ الأوقات واغتنام الطاعات ومفارقة الراحات والتلذذ بما أيدوا به من المطالعات وصيانة ما خصوا به من الكرامات 2 لا عن المعاملات انقطعوا ولا إلى التأويلات ركنوا رغبوا عن العلائق ورفضوا العوائق وجعلوا الهموم هما واحدا ومزايلة الأعراض طارفا وتالدا اقتدوا بالمهاجرين والأنصار وفارقوا العروض والعقار وآثروا البذل والإيثار وهربوا بدينهم إلى الجبال والقفار احترازا من موامقة الأبصار أن يومى إليهما بالأصابع ويشار لما أنسوا به من التحف والأنوار فهم الأتقياء الأخفياء والغرباء النجباء صحت عقيدتهم فسلمت سريرتهم
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا بكير بن مسمار عن عامر

ابن سعد بن أبي وقاص سمعه يخبر عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا سفيان بن وكيع ثنا عبدالله بن رجاء عن ابن جريح عن ابن أبي مليكة عن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب شيء إلى الله تعالى الغرباء قيل ومن الغرباء قال الفرارون بدينهم يبعثهم الله يوم القيامة مع عيسى بن مريم عليهما السلام
حدثنا أبو غانم سهل بن اسماعيل الفقيه الواسطي ثنا عبدالله بن الحسن ثنا اسحاق بن وهب ثنا عبدالملك بن يزيد ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله بن مسعود قال إذا أحب الله عبدا اقتناه لنفسه ولم يشغله بزوجة ولا ولد وقال ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا رجل يفر بدينه من قرية إلى قرية ومن شاهق إلى شاهق ومن حجر 1 إلى حجر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عباس بن الفضل ثنا عبدالله بن محمد بن عائشة قال ثنا عبدالعزيز بن مسلم القسملي عن ليث عن عبيدالله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن من أغبط أوليائي عندي مؤمنا خفيف الحاذ ذا حظ من صلاة وصيام أحسن عبادة ربه وأطاعه في سره وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع وكانت معيشه كفافا وصبر على ذلك فعجلت منيته وقلت بواكيه وقل تراثه قال الشيخ رحمه الله لهم الأحوال الشريفة والأخلاق اللطيفة مقامهم منيف وسؤالهم ظريف
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا ابراهيم بن أحمد بن برة الصنعاني ثنا هشام بن ابراهيم أبو الوليد المخزومي ثنا موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عبدالقدوس بن حبيب عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له يا غلام ألا أحبوك ألا أنحلك ألا أعطيك قال قلت بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال

فظننت أنه سيقطع لي قطعة مال فقال أربع تصليهن في كل يوم وليلة فتقرأ أم القرآن وسورة ثم تقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها عشرا ثم ترفع فتقولها عشرا ثم تفعل في صلاتك كلها مثل ذلك فإذا فرغت قلت بعد التشهد وقبل التسليم اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى وأعمال أهل اليقين ومناصحة أهل التوبة وعزم أهل الصبر وجد أهل الخشية وطلبة أهل الرغبة وتعبد أهل الورع وعرفان أهل العلم حتى أخافك اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك وحتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به رضاك وحتى أناصحك في التوبة خوفا منك وحتى أخلص لك النصيحة حبا لك وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن الظن بك سبحان خالق النور فإذا فعلت ذلك يا ابن عباس غفر الله لك ذنوبك صغيرها وكبيرها قديمها وحديثها سرها وعلانيتها وعمدها وخطأها قال الشيخ رحمه الله هم السفراء إلى الخلق والأسراء لدى الحق أزعجهم الفرق وهيمهم القلق
حدثنا العباس بن محمد الكناني ثنا أبو الحريش الكلابي ثنا علي بن يزيد بن بهرام ثنا عبدالملك بن أبي كريمة عن أبي حاجب عن عبدالرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال يا معاذ إن المؤمن لدى الحق أسير يعلم أن عليه رقيبا على سمعه وبصره ولسانه ويده ورجله وبطنه وفرجه حتى اللمحة ببصره وفتات الطين 1 بأصبعه وكحل عينيه وجميع سعيه إن المؤمن لا يأمن قلبه ولا يسكن روعته ولا يأمن اضطرابه يتوقع الموت صباحا ومساء فالتقوى رقيبه والقرآن دليله والخوف حجته والشرف مطيته والحذر قرينه والوجل شعاره والصلاة كهفه والصيام جنته والصدقة فكاكه والصدق وزيره والحياء أميره وربه تعالى من وراء ذلك كله بالمرصاد يا معاذ إن المؤمن قيده القرآن عن كثير من هوى نفسه وشهواته وحال بينه وبين أن

يهلك فيما يهوى بإذن الله يا معاذ إني أحب لك ما أحب لنفسي وأنهيت إليك ما أنهى إلي جبريل عليه السلام فلا أعرفنك توافيني يوم القيامة وأحد أسعد بما أتاك الله عز و جل منك
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسين بن سفيان ثنا محمد بن يحيى بن عبدالكريم ثنا الحسين بن محمد عن أبي عبدالله القشيري عن أبي حاجب عن عبدالرحمن عن معاذ وعن غالب بن شهر عن معاذ وعن مكحول عن عبدالرحمن بن غنم عن معاذ بلغ به النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال يا معاذ فذكر نحوه قال الشيخ رحمه الله حبهم للحق وفي الحق يحييهم ويفنيهم وعمن سواه من الخلق يلهيهم ويسليهم
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة أخبرني قتادة قال سمعت أنس بن مالك يحدث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من يكن الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يقذف الرجل في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه وأن يحب الرجل العبد لا يحبه إلا الله أو قال في الله عز و جل شك أبو داود
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا عبدالوهاب ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله تعالى ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله عز و جل وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله عز و جل منه كما يكره أن توقد له نار فيقذف فيها قال الشيخ رحمه الله فقد ثبت بما روينا من حديث معاذ بن جبل وغيره أن التصوف أحوال قاهرة وأخلاق طاهرة تقهرهم الأحوال فتاسرهم ويستعملون الأخلاق فتظهرهم تحلوا بخالص الخدمة فكفوا طوارق الحيرة وعصموا من الانقطاع والفترة ولا يأنسون إلا به ولا يستريحون إلا عليه فهم أرباب القلوب المتسورون بصائب فراستهم على

الغيوب المراقبون للمحبوب التاركون للمسلوب المحاربون للمحروب سلكوا مسلك الصحابة والتابعين ومن نحى نحوهم من المتقشفين والمتحققين العالمين بالبقاء والفناء والمميزين بين الإخلاص والرياء والعارفين بالخطرة والهمة والعزيمة والنية والمحاسبين للضمائر والمحافظين للسرائر المخالفين للنفوس والمحاذرين من الخنور بدائم التفكر وقائم التذكر طلبا للتداني وهربا من التواني لا يستهين بحرمتهم إلا مارق ولا يدعي أحوالهم إلا مائق ولا يعتقد عقيدتهم إلا فائق ولا يحن إلى موالاتهم إلا تائق إلا سابق فهم سرج الآفاق والممدود إلى رؤيتهم بالأعناق بهم نقتدي وإياهم نوالي إلى يوم التلاق قال الشيخ رحمه الله بدأنا بذكر من اشتهر من الصحابة بحال من الأحوال وحفظ عنه حميد الأفعال وعصم من الفتور والاكسال وفصل له العهود والحبال ولم يقطعه سآمة ولا ملال فمن المهاجرين أولهم 1
أبو بكر الصديق
أبو بكر الصديق السابق الى التصديق الملقب بالعتيق المؤيد من الله بالتوفيق صاحب النبي صلى الله عليه و سلم في الحضر والأسفار ورفيقه الشفيق في جميع الأطوار وضجيعه بعد الموت في الروضة المحفوفة بالأنوار المخصوص في الذكر الحكيم بمفخر فاق به كافة الأخيار وعامة الأبرار وبقي له شرفه على كرور الأعصار ولم يسم إلى ذروته همم أولي الأيد والأبصار حيث يقول عالم الأسرار ثاني اثنين إذ هما في الغار إلى غير ذلك من الآيات والآثار ومشهور النصوص الواردة فيه والأخبار التي غدت كالشمس في الانتشار وفضل كل من فاضل وفاق كل من جادل وناضل ونزل فيه لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل توحد الصديق في الأحوال بالتحقيق واختار الاختيار من الله دعاه إلى الطريق فتجرد من الأموال

والأعراض وانتصب في قيام التوحيد للتهدف والأغراض صار للمحن هدفا وللبلاء غرضا وزهد فيما عزله جوهرا كان أو عرضا تفرد بالحق عن الالتفات إلى الخلق وقد قيل إن التصوف الاعتصام بالحقائق عند اختلاف الطرائق
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أحمد بن ابراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير قال حدثني الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن عن ابن عباس أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه خرج حين توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وعمر يكلم الناس فقال اجلس يا عمر فأبى عمر أن يجلس فقال اجلس يا عمر فتشهد فقال أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت إن الله تعالى قال وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم الآية قال والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله عز و جل أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها 1 منه الناس كلهم فما نسمع بشرا من الناس إلا يتلوها قال ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض وعرفت حين سمعته تلاها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد مات قال الشيخ رحمه الله وكان رضي الله تعالى عنه يتوصل بعز الوفاء إلى أسنى مواقف الصفا وقد قيل إن التصوف تفرد العبد بالصمد الفرد
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم ثنا عبدالرازق عن معمر عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لما أنفذت قريش جوار ابن الدغنة قالوا له مر أبا بكر فليعبد ربه في داره وليصل فيها ما شاء وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره قال ففعل أبو بكر رضي الله تعالى عنه ثم بدا له فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ فتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يتعجبون

منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رضي الله تعالى عنه رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال يا أبا بكر قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلى ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عقد رجل عقدت له فقال أبو بكر فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله ورسوله ورسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ بمكة
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أحمد بن علي بن الجارود ثنا عبدالله بن سعيد الكندي ثنا عبدالله بن إدريس الأودي وحدثنا الحسين بن محمد ثنا الحسن ثنا حميد ثنا جرير ثنا أبو إسحاق الشيباني عن أبي بكر بن أبي موسى عن الأسود بن هلال قال قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه لأصحابه ما تقولون في هاتين الآيتين إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا و والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يدينوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم بخطيئة قال لقد حملتموها على غير المحمل ثم قال قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إله غيره ولم يلبسوا إيمانهم بشرك قال الشيخ رحمه الله كان رضي الله عنه من أحواله العزوف 1 عن العاجلة والأزوف من الآجلة وقد قيل إن التصوف تطليق الدنيا بتاتا والإعراض عن منالها ثباتا
حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا الحسن بن علي والفضل بن داود قالا ثنا عبدالصمد بن عبدالوارث ثنا عبدالواحد بن زيد ثنا أسلم عن مرة الطيب عن زيد بن أرقم أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه استسقى فأتى بإناء فيه ماء وعسل فلما أدناه من فيه بكى وأبكى من حوله فسكت وما سكتوا ثم عاد فبكى حتى ظنوا أن لا يقدروا على مساءلته ثم مسح وجهه وأفاق فقالوا ما هاجك على هذا البكاء قال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم وجعل يدفع عنه شيئا ويقول إليك عني إليك عني ولم أر معه أحدا فقلت يا رسول الله أراك تدفع عنك شيئا

ولا أرى معك أحدا قال هذه الدنيا تمثلت لي بما فيها فقلت لها إليك عني فتنحت وقالت أما والله لئن انفلت مني لا ينفلت مني من بعدك فخشيت أن تكون قد لحقتني فذاك الذي أبكاني قال الشيخ رحمه الله وكان رضي الله عنه لا يفارق الجد ولا يجاوز الحد وقد قيل إن التصوف الجد في السلوك إلى ملك الملوك
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان حدثني يعقوب بن سفيان قال حدثني عمرو بن منصور البصري ثنا عبدالواحد بن زيد عن أسلم الكوفي عن مرة الطيب عن زيد بن أرقم قال كان لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه مملوك يغل عليه فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة فقال له المملوك مالك كنت تسألني كل ليلة ولم تسألني الليلة قال حملنى على ذلك الجوع من أين جئت بهذا قال مررت بقوم في الجاهلية فرقيت لهم فوعدوني فلما أن كان اليوم مررت بهم فإذا عرس لهم فأعطوني قال إن كدت أن تهلكني فأدخل يده في حلقه فجعل يتقيأ وجعلت لا تخرج فقيل له إن هذه لا تخرج إلا بالماء فدعا بطست من ماء فجعل يشرب ويتقيأ حتى رمى بها فقيل له يرحمك الله كل هذا من أجل هذه اللقمة قال لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة ورواه عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة نحوه والمنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر نحوه قال الشيخ رحمه الله تعالى وكان رضي الله تعالى عنه يقدم على المضار لما يؤمل فيه من المسار وقد قيل إن التصوف السكون إلى اللهيب في الحنين إلى الحبيب
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي ثنا سفيان بن عيينة ثنا الوليد بن كثير عن ابن تدرس عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنه قالت أتى الصريخ آل أبي بكر فقيل له أدرك صاحبك فخرج

من عندنا وإن له غدائر فدخل المسجد وهو يقول ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم فلهوا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأقبلوا على أبي بكر فرجع إلينا أبو بكر فجعل لا يمس شيئا من غدائره إلا جاء معه وهو يقول تباركت ياذا الجلال والإكرام قال الشيخ رحمه الله تعالى 1 كان رضي الله تعالى عنه يقدم الحقير مفتادا للخطير وقد قيل إن التصوف وقف الهمم على مولى النعم
حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا أبو عطاء محمد بن ابراهيم بن الصلت الطائي ثنا داود بن معاذ ثنا عبدالوارث بن سعيد بن يونس بن عبيد عن الحسن البصري أن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم بصدقته فأخفاها قال يا رسول الله هذه صدقتي ولله عز و جل عندي معاد وجاء عمر رضي الله تعالى عنه بصدقته فأظهرها فقال يا رسول الله هذه صدقتي ولي عند الله معاد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عمر وترت قوسك بغير وتر ما بين صدقتيكما كما بين كلمتيكما ورواه زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز وثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قالا ثنا أبو نعيم عن هشام بن سعد عن زيد بن أرقم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نتصدق ووافق ذلك مال عندي فقلت اليوم أسبق ابا بكر إن سبقته يوما قال فجئت بنصف مالي قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أبقيت لأهلك قال فقلت مثله وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أبقيت لأهلك قال أبقيت لهم الله ورسوله قلت لا أسابقك إلى شيء أبدا ورواه عبدالله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر عن عمر نحوه قال الشيخ رحمه الله تعالى كان رضي الله تعالى عنه في المصافات صافيا

وفي المؤاخاة وافيا وقد قيل إن التصوف استنفاد الطوق في معاناة الشوق وتزجية الأمور على تصفية الصدور
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا أحمد بن محمد بن حبيب المؤدب ثنا أبو معاوية ثنا هلال بن عبدالرحمن ثنا عطاء بن أبي ميمونة أبو معاذ عن أنس بن مالك قال لما كان ليلة الغار قال أبو بكر يا رسول الله دعني فلأدخل قبلك فان كانت حية أو شيء كانت لي قبلك 1 قال أدخل فدخل أبو بكر فجعل يلتمس بيديه فكلما رأى جحرا جاء بثوبه فشقه ثم ألقمه الحجر حتى فعل ذلك بثوبه أجمع قال فبقي جحر فوضع عقبه عليه ثم أدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فلما أصبح قال له النبي صلى الله عليه و سلم فأين ثوبك يا أبا بكر فأخبره بالذي صنع فرفع النبي صلى الله عليه و سلم يده فقال اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة فأوحى الله تعالى إليه إن الله قد استجاب لك حدثنا محمد بن أحمد بن محمد الوراق ثنا ابراهيم بن عبدالله بن أيوب المخرمي ثنا سلمة بن حفص السعدي ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن اسحاق ثنا هشام بن عروة عن يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت كانت يد النبي صلى الله عليه و سلم في مال أبي بكر ويد أبي بكر واحدة حين حجا ومن مفاريد أقواله لمراعاة أحواله حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا مصعب الزبيري حدثني مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر دخل على أبي بكر وهو يجبذ لسانه فقال له عمر مه غفر الله لك فقال أبو بكر إن هذا أوردني الموارد حدثنا أبي ثنا عبدالرحمن بن الحسن ثنا هارون بن اسحاق أنبأنا عبدة عن اسماعيل بن أبي خالد عن طارق بن شهاب قال قال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه طوبى لمن مات في النانات قيل وما النانات قال جدة الإسلام
حدثنا أبي ثنا عبدالرحمن بن الحسن ثنا هارون بن إسحاق ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح

لما قدم أهل اليمن زمان أبي بكر وسمعوا القرآن جعلوا يبكون قال فقال أبو بكر هكذا كنا ثم قست القلوب قال الشيخ رحمه الله ومعنى قوله قست القلوب قويت واطمأنت بمعرفة الله تعالى حدثنا الحسين بن محمد بن سعيد ثنا محمد بن عزيز ثنا سلامة بن روح عن عقيل قال قال ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير عن أبيه أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه خطب الناس فقال يا معشر المسلمين استحيوا من الله عز و جل فوالذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء متقنعا بثوبي استحياء من ربي عز و جل رواه ابن المبارك عن يونس نحوه 1 حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا وكيع عن مالك بن مغول عن أبي السفر قال مرض أبو بكر رضي الله تعالى عنه فعادوه فقالوا ألا ندعوا لك الطبيب قال قد رآني قالوا فأي شيء قال لك قال قال إني فعال لما أريد حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو الزنباع ثنا سعيد بن عفير قال حدثني علوان بن داود البجلي عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف وعن صالح بن كيسان عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه قال دخلت على أبي بكر رضي الله تعالى عنه في مرضه الذي توفي فيه فسلمت عليه فقال رأيت الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهي جائية وستتخذون ستور الحرير ونضائد الديباج وتألمون ضجائع الصوف الأزرى كأن أحدكم على حسك السعدان ووالله لئن يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير حد خير له من أن يسبح في غمرة الدنيا حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه كان يقول في خطبته أين الوضآء الحسنة وجوههم المعجبون بشبابهم أين الملوك الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحيطان أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب قد تضعضع بهم الدهر فأصبحوا في ظلمات القبور الوحا

الوحا النجاء النجاء
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن عبدالرحمن بن إسحاق عن عبدالله القرشي عن عبدالله بن عكيم قال خطبنا أبو بكر رضي الله تعالى عنه فقال أما بعد فاني أوصيكم بتقوى الله وأن تثنوا عليه بما هو له أهل وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة وتجمعوا الإلحاف بالمسألة فان الله تعالى أثنى على زكريا وعلىأهل بيته فقال إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ثم اعلموا عباد الله إن الله تعالى قد ارتهن بحقه أنفسكم وأخذ على ذلك مواثيقكم واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي وهذا كتاب الله فيكم لا تفنى عجائبه ولا يطفأ نوره فصدقوا قوله وانتصحوا كتابه واستبصروا فيه ليوم الظلمة فانما خلقكم للعبادة ووكل بكم الكرام الكاتبين يعلمون ما تفعلون ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه فان استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل الله فافعلوا ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم فيردكم إلى أسوأ أعمالكم فان أقواما جعلوا آجالهم لغيرهم ونسوا أنفسهم فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم الوحا الوحا النجا النجا إن وراءكم طالب حثيث أمره سريع حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام ثنا أزهر بن عمير وكان بالثغر قال حدثني أبو الهذيل عن عمرو بن دينار قال خطب أبو بكر رضي الله تعالى عنه فقال أوصيكم بالله لفقركم وفاقتكم أن تتقوه وأن تثنوا عليه بما هو أهله وأن تستغفروه إنه كان غفارا فذكر نحو حديث عبدالله بن عكيم وزاد واعلموا أنكم ما أخلصتم لله عز و جل فربكم أطعتم وحقكم حفظتم فاعطوا ضرائبكم في أيام سلفكم واجعلوها نوافل بين أيديكم تستوفوا سلفكم 1 حين فقركم وحاجتكم ثم تفكروا عباد الله فيمن كان قبلكم أين كانوا أمس وأين هم اليوم أين الملوك الذين كانوا أثاروا الأرض

وعمروها قد نسوا ونسي ذكرهم فهم اليوم كلا شيء فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا وهم في ظلمات القبور هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا وأين من تعرفون من أصحابكم وإخوانكم قد وردوا على ما قدموا فحلوا الشقوة والسعادة إن الله تعالى ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه به خيرا ولا يصرف عنه سوءا إلا بطاعته واتباع أمره وإنه لا خير بخير بعده النار ولا شر بشر بعده الجنة أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبدالوهاب بن نجدة قال ثنا أبو المغيرة ثنا حريز بن عثمان عن نعيم بن نمحة 1 قال كان في خطبة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون في أجل معلوم فذكر نحو حديث عبدالله بن عكيم وزاد ولا خير في قول لا يراد به وجه الله تعالى ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله عز و جل ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا فطر بن خليفة عن عبدالرحمن بن عبدالله بن سابط قال لما حضر أبا بكر الموت دعا عمر رضي الله تعالى عنهما فقال له اتق الله يا عمر واعلم أن لله عز و جل عملا بالنهار لا يقبله بالليل وعملا بالليل لا يقبله بالنهار وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم وحق لميزان يوضع فيه الحق غدا أن يكون ثقيلا وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم وحق لميزان يوضع فيه الباطل غدا أن يكون خفيفا وإن الله تعالى ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئاتهم فإذا ذكرتهم قلت إني لأخاف أن لا ألحق بهم وإن الله تعالى ذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم ورد عليهم أحسنه فاذا ذكرتهم قلت إني لأرجو أن لا أكون مع هؤلاء فيكون العبد راغبا راهبا لا يتمنى على الله ولا يقنط من رحمته

عز و جل فإن أنت حفظت وصيتي فلا يكن غائب أحب إليك من الموت وهو آتيك وإن أنت ضيعت وصيتي فلا يكن غائب أبغض إليك من الموت ولست بمعجزه حدثنا أبي ثنا عبدالرحمن بن الحسن ثنا جعفر بن محمد الواسطي قال خالد بن مخلد حدثني سليمان بن بلال قال حدثني علقمة بن أبي علقمة عن أمه قالت سمعت عائشة تقول لبست ثيابي فطفقت أنظر إلى ذيلي وأنا أمشي في البيت وألتفت إلى ثيابي وذيلي فدخل علي أبو بكر فقال يا عائشة أما تعلمين أن الله لا ينظر إليك الآن حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علوية ثنا اسماعيل بن عيسى ثنا اسحاق بن بشر ثنا ابن سمعان عن محمد بن زيد عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لبست مرة درعا لي جديدا فجعلت أنظر إليه وأعجبت به فقال أبو بكر ما تنظرين إن الله ليس بناظر إليك قلت ومم ذاك قال أما علمت أن العبد إذا دخله العجب بزينة الدنيا مقته ربه عز و جل حتى يفارق تلك الزينة قالت فنزعته فتصدقت به فقال أبو بكر عسى ذلك أن يكفر عنك حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا عتبة حدثني أبو ضمرة تعني حبيب بن ضمرة 1 قال حضرت الوفاة ابنا لأبي بكر الصديق فجعل الفتى يلحظ إلى وسادة فلما توفي قالوا لأبي بكر رأينا ابنك يلحظ إلى الوسادة قال فرفعوه عن الوسادة فوجدوا تحتها خمسة دنانير أو ستة فضرب أبو بكر بيده على الأخرى يرجع يقول إنا لله وإنا إليه راجعون ما أحسب جلدك يتسع لها حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا محمد بن هشام ثنا أبو ابراهيم الترجماني ثنا عاصم بن طليق عن ابن سمعان عن أبي بكر بن محمد الأنصاري أن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قيل له يا خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا تستعمل أهل بدر قال إني أرى مكانهم ولكني أكره أن أدنسهم بالدنيا

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عمي أبو بكر وسعيد بن عمر قالا ثنا سفيان عن اسماعيل عن قيس قال اشترى أبو بكر بلالا وهو مدفون بالحجارة بخمس أواق ذهبا فقالوا لو أبيت إلا أوقية لبعناكه قال لو أبيتم إلا مائة أوقية لأخذته 2
عمر بن الخطاب
قال الشيخ رحمه الله تعالى وثاني القوم عمر الفاروق ذو المقام الثابت المأنوق أعلن الله تعالى به دعوة الصادق المصدوق وفرق به بين الفصل والهزل وأيد بما قواه به من لوامع الطول ومهد له من منائح الفضل شواهد التوحيد وبدد به مواد التنديد فظهرت الدعوة ورسخت الكلمة فجمع الله تعالى بما منحه من الصولة ما نشأت لهم من الدولة فعلت بالتوحيد أصواتهم بعد تخافت وتثبتوا في أحوالهم بعد تهافت غلب كيد المشركين بما ألزم قلبه من حق اليقين لا يلتفت إلى كثرتهم وتواطيهم ولا يكترث لممانعتهم وتعاطيهم اتكالا على من هو منشئهم وكافيهم واستنصارا بمن هو قاصمهم وشافيهم محتملا لما احتمل الرسول ومصطبرا على المكاره لما يؤمل من الوصول ومفارقا لمن اختار التنعم والترفيه ومعانقا لما كلف من التشمر والتوجيه المخصوص من بين الصحابة بالمعارضة للمبطلين والموافقة في الأحكام لرب العالمين السكينة تنطق على لسانه والحق يجري الحكمة عن بيانه كان للحق مائلا وبالحق صائلا وللأثقال حاملا ولم يخف دون الله طائلا وقد قيل إن التصوف ركوب الصعب في جلال الكرب
حدثنا أبو محمد عبدالله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا زهير عن أبي إسحاق عن البراء قال لما كان يوم أحد جاء أبو سفيان بن حرب فقال أفيكم محمد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تجيبوه ثم قال أفيكم

محمد فلم يجيبوه ثم قال الثالثة أفيكم محمد فلم يجيبوه ثم قال أفيكم ابن أبي قحافة فلم يجيبوه قالها ثلاثا ثم قال أفيكم عمر بن الخطاب قالها ثلاثا فلم يجيبوه فقال أما هؤلاء فقد كفيتموهم فلم يملك عمر نفسه فقال كذبت يا عدو الله ها هو ذا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وأنا أحياء ولك منا يوم سوء فقال يوم بيوم بدر والحرب سجال وقال أعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أجيبوه قالوا يا رسول الله وما نقول قال قولوا الله أعلا وأجل قال لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أجيبوه قالوا يا رسول الله وما نقول قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم
حدثنا عبدالله بن إبراهيم بن أيوب ثنا أبو معشر الدارمي ثنا عبدالواحد بن غيات ثنا حماد بن سلمة البناني عن عكرمة أن أبا سفيان بن حرب لما قال أعل هبل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمر بن الخطاب قل الله أعلا وأجل فقال أبو سفيان لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمر قل الله مولانا والكافرون لا مولى لهم حدثنا فارق الخطابي ثنا زياد الخليلي ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح ثنا هارون ثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري قال لما كان يوم أحد قال أبو سفيان أعل هبل يفخر بآلهته فقال عمر اسمع يا رسول الله ما يقول عدو الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ناده الله أعلا وأجل قال الشيخ رحمه الله أمره الرسول صلى الله عليه و سلم بالمجاوبة من بين أصحابه لما اختص به من الصولة والمهابة وما عهد منه في ملازمته للتفريد ومحاماته على معارضة التوحيد وأنه لا ينهنهه عن مصاولتهم العدة والعديد قال الشيخ رحمه الله كان رضي الله تعالى عنه للدين معلنا ولأعمال البر مبطنا وقد قيل إن التصوف الوصول بما علن إلى ظهور ما بطن
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عمي أبو بكر بن ابي شيبة ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن عبدالله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر قال

قال عمر بن الخطاب كان أول إسلامي أن ضرب أختي المخاض فاخرجت من البيت فدخلت في أستار الكعبة في ليلة قارة فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فدخل الحجر وعليه نعلاه فصلى ما شاء الله ثم انصرف قال فسمعت شيئا لم أسمع مثله قال فخرجت فاتبعته فقال من هذا قلت عمر قال يا عمر ما تتركني ليلا ولا نهارا فخشيت أن يدعو علي فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله قال فقال يا عمر استره قال فقلت والذي بعثك بالحق لأعلننه كما أعلنت الشرك
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عبدالحميد بن صالح ثنا محمد بن أبان عن اسحاق بن عبدالله بن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس قال سألت عمر رضي الله تعالى عنه لأي شيء سميت الفاروق قال أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام ثم شرح الله صدري للاسلام فقلت الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت أين رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت أختي هو في دار الأرقم بن الأرقم عند الصفا فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار ورسول الله صلى الله عليه و سلم في البيت فضربت الباب فاستجمع القوم فقال لهم حمزة مالكم قالوا عمر قال فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ بمجامع ثيابه ثم نثره نثرة فما تمالك أن وقع على ركبته فقال ما أنت بمنته يا عمر قال فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد قال فقلت يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا قال بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم قال فقلت ففيم الاختفاء والذي بعثك بالحق لتخرجن فأخرجناه في صفين حمزة في أحدهما وأنا في الآخر له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد قال فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ الفاروق وفرق الله به بين الحق والباطل
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين القاضي الوادعي ثنا يحيى بن

عبدالحميد ثنا حصين بن عمرو ثنا مخارق عن طارق عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال لقد رأيتني وما أسلم مع النبي صلى الله عليه و سلم إلا تسعة وثلاثون رجلا وكنت رابع أربعين رجلا فأظهر الله دينه ونصر نبيه وأعز الإسلام قال يحيى وحدثني أبي عن عمه عبدالرحمن بن صفوان عن طارق عن عمر رضي الله تعالى عنه مثله
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا علي بن ميمون العطار والحسن البزاز قالا ثنا اسحاق بن ابراهيم الحنيني ثنا أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال قال لنا عمر رضي الله تعالى عنه أتحبون أن أعلمكم أول إسلامي قلنا نعم قال كنت من أشد الناس عداوة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم في دار عند الصفا فجلست بين يديه فأخذ بمجمع قميصي ثم قال أسلم يا ابن الخطاب اللهم اهده قال فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله قال فكبر المسلمون تكبيرة سمعت في طرق مكة قال وقد كانوا مستخفين وكان الرجل إذا أسلم تعلق الرجال به فيضربونه ويضربهم فجئت إلى خالي فأعلمته فدخل البيت وأجاف الباب قال وذهبت إلى رجل من كبار قريش فأعلمته ودخل البيت فقلت في نفسي ما هذا بشيء الناس يضربون وأنا لا يضربني أحد فقال رجل أتحب أن يعلم بإسلامك قلت نعم قال إذا جلس الناس في الحجر فائت فلانا وقل له صبوت فإنه قل ما يكتم سرا فجئته فقلت تعلم أني قد صبوت فنادى بأعلى صوته إن ابن الخطاب قد صبأ فما زالوا يضربوني وأضربهم فقال خالي يا قوم إني قد أجرت ابن أختي فلا يمسه أحد فانكشفوا عني فكنت لا أشاء أن أرى أحدا من المسلمين يضرب إلا رأيته فقلت الناس يضربون ولا أضرب فلما جلس الناس في الحجر أتيت خالي قال قلت تسمع قال ما أسمع قلت جوارك رد عليك قال لا تفعل قال فأبيت قال فما شئت قال فما زلت أضرب وأضرب حتى أظهر الله تعالى الإسلام قال الشيخ رحمه الله كان رضي الله تعالى عنه مخصصا بالسكينة في

الانطاق ومحرزا من القطيعة والفراق ومشهرا في الأحكام بالإصابة والوفاق وقد قيل إن التصوف الموافقة للحق والمفارقة للخلق حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كنا نتحدث أن ملكا ينطق على لسان عمر رضي الله تعالى عنه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الحسن بن علي بن الوليد ثنا عبدالرحمن بن نافع ثنا مروان بن معاوية عن يحيى بن أيوب البجلي عن الشعبي عن أبي جحيفة قال قال علي كرم الله وجهه ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله تعالى عنه
حدثنا سعد بن محمد بن اسحاق ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا طاهر بن أبي أحمد ثنا أبي أحمد ثنا أبي ثنا أبو إسرائيل عن الوليد بن العيزار عن عمرو بن ميمون عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال ما كنا ننكر ونحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم متوافرون أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله تعالى عنه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمرو بن أبي الطاهر ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا عبدالله بن عمر عن جهم بن أبي الجهم عن مسور بن مخرمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله تعالى عز و جل جعل الحق على لسان عمر وقلبه
حدثنا محمد بن علي بن مسلم ثنا محمد بن يحيى بن المنذر ثنا سعيد بن عامر ثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر عن عمر رضي الله تعالى عنهما قال وافقت ربي عز و جل في ثلاث في مقام إبراهيم وفي الحجاب وفي أسارى بدر رواه حميد وعلي بن زيد والزهري عن أنس مثله
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا أبو نوح قراد ثنا عكرمة بن عمار ثنا سماك أبو زميل قال حدثني ابن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما قال لما كان يوم بدر فهزم الله المشركين فقتل منهم سبعون وأسر منهم سبعون استشار رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر وعمر وعليا رضوان الله عليهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ترى يا ابن الخطاب

قال فقلت أرى أن تمكنني من فلان قريب لعمر فأضرب عنقه وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكن حمزة من فلان فيضرب عنقه حتى يعلم الله عز و جل أنه ليس في قلوبنا هوادة للمشركين هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فلم يهو رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قلت فأخذ منهم الفداء قال عمر فلما كان من الغد غدوت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فإذا هو قاعد وأبو بكر وإذا هما يبكيان فقلت يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما قال النبي صلى الله عليه و سلم الذي عرض على أصحابك من الفداء لقد عرض على عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة فأنزل الله تعالى ما كان لنبي أن تكون له أسرى حتى يثخن في الأرض إلى قوله تعالى لمسكم فيما أخذتم من الفداء عذاب عظيم ثم أحل لهم الغنائم فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم من النبي صلى الله عليه و سلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه فأنزل الله عز و جل أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم بأخذكم الفداء إن الله على كل شيء قدير
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن شعيب الأصبهاني ثنا أحمد بن أبي سريح الرازي ثنا عبيدالله بن موسى ثنا إسرائيل عن ابراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم لما أسر الأسرى يوم بدر استشار أبا بكر رضي الله تعالى عنه قال قومك وعترتك فخل سبيلهم فاستشار عمر رضي الله تعالى عنه فقال اقتلهم ففاداهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله تعالى ما كان لنبي أن يكون له أسرى الآية فلقي رسول الله صلى الله عليه و سلم عمر فقال كاد أن يصيبنا في خلافك شر
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبدالوهاب بن الضحاك ثنا اسماعيل بن عياش قال سمعت عمر رضي الله تعالى عنه يقول لما توفي عبدالله بن أبي سلول دعى رسول الله صلى

الله عليه وسلم إلى الصلاة عليه فلما قام 1 يريد الصلاة عليه تحولت فقلت يا رسول الله أتصلي على عدو الله ابن أبي بن سلول القائل يوم كذا وكذا فجعلت أعدد أيامه ورسول الله صلى الله عليه و سلم يتبسم حتى أكثرت فقال أخر عني يا عمر 2 إني خيرت فاخترت قد قيل استغفر لهم أو لا تستغفر لهم فلو أعلم أني إذا زدت على السبعين غفر له لزدت ثم صلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ومشى معه حتى قام على قبره وفرغ من دفنه فعجبا لي ولجرأتي على رسول الله صلى الله عليه و سلم والله ورسوله أعلم فوالله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره الآية فما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بعدها على منافق حتى قبضه الله عز و جل قال الشيخ رحمه الله فأخلى همه في مفارقة الخلق فأنزل الله تعالى الوحي في موافقته للحق فمنع الرسول صلى الله عليه و سلم من الصلاة عليهم وصفح عمن أخذ الفداء منهم لسابق علمه منهم وطوله عليهم وكذا سبيل من اعتقد في المفتونين الفراق أن يؤيد في أكثر أقاويله بالوفاق ويعصم في كثير من أحواله وأفاعيله من الشقاق وكان للرسول صلى الله عليه و سلم في حياته ووفاته مجامعا ولما اختار له في يقظته ومنامه متابعا يقتدى به في كل أحواله ويتأسى به في جميع أفعاله وقد قيل إن التصوف استقامة المناهج والتطرق إلى المباهج حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم عن عبدالرازق وثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا اسحاق بن إبراهيم ثنا عبدالرازق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال دخلت على أبي فقلت إني سمعت الناس يقولون مقالة فآليت أن أقولها لك زعموا أنك غير مستخلف وأنه لو كان لك راعي إبل أو راعي غنم ثم جاءك وتركها لرأيت أن قد ضيع فرعايةالناس أشد فوضع رأسه ساعة ثم رفعه فقال إن الله عز و جل يحفظ دينه وإني لا 4 أستخلف فإن

رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يستخلف وإن استخلف فإن أبا بكر قد استخلف فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبا بكر فعلمت أنه لم يكن ليعدل برسول الله صلى الله عليه و سلم أحدا وأنه غير مستخلف
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن ابي شيبة ثنا أبو أسامة ثنا عمرو بن حمزة قال أخبرني سالم عن عمر قال قال عمر رضي الله تعالى عنه رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في المنام فرأيته لا ينظر إلي فقلت يا رسول الله ما شأني قال ألست الذي تقبل وأنت صائم فقلت والذي بعثك بالحق لا أقبل وأنا صائم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا يحيى بن المتوكل ثنا أبو سلمة بن عبيدالله بن عبدالله بن عمر عن أبيه عن جده قال لبس عمر رضي الله تعالى عنه قميصا جديدا ثم دعاني بشفرة فقال مد يا بني كم قميصي والزق يديك بأطراف أصابعي ثم اقطع ما فضل عنها فقطعت من الكمين من جانبيه جميعا فصار فم الكم بعضه فوق بعض فقلت له يا أبته لو سويته بالمقص فقال دعه يا بني هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يفعل 1 فما زال عليه حتى تقطع وكان ربما رأيت الخيوط تساقط على قدمه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام 2 بن داود ثنا عبدالله بن محمد بن المغيرة ثنا مالك بن مغول عن نافع عن ابن عمر قال قدم على عمر رضي الله تعالى عنه مال من العراق فأقبل يقسمه فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين لو أبقيت من هذا المال لعدو إن حضر أو نائبة إن نزلت فقال عمر مالك قاتلك الله نطق بها على لسانك شيطان اتاني الله حجتها والله لا أعصين الله اليوم لغد لا ولكن أعد لهم ما أعد لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الشيخ رحمه الله وكان رضي الله تعالى عنه بالحقائق لهجا عروفا وعن الأباطيل منعرجا عزوفا وقد قيل إن التصوف دفع دواعي الردى

بما يرقب من نقع الصدى
حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا اسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن يزيد بن جدعان عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن الأسود بن سريع قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت قد حمدت ربي بمحامد ومدح وإياك فقال إن ربك عز و جل يحب الحمد فجعلت أنشده فاستأذن رجل طويل أصلع فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم أسكت فدخل فتكلم ساعة ثم خرج فأنشدته ثم جاء فسكتني النبي صلى الله عليه و سلم فتكلم ثم خرج ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا فقلت يا رسول الله من هذا الذي أسكتني له فقال هذا عمر رجل لا يحب الباطل
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا معمر بن بكار السعدي ثنا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن الأسود التميمي قال قدمت على النبي صلى الله عليه و سلم فجعلت أنشده فدخل رجل طوال أقنى فقال لي أمسك فلما خرج قال هات فجعلت أنشده فلم ألبث أن عاد فقال لي أمسك فلما خرج قال هات فقلت من هذا يا نبي الله الذي إذا دخل قلت أمسك وإذا خرج قلت هات قال هذا عمر بن الخطاب وليس من الباطل في شيء قال الشيخ رحمه الله تعالى فالاستدعاء من النبي صلى الله عليه و سلم منه رخصة وإباحة لاستماع المحامد والمدائح فقد كان نشيده والثناء على ربه عز و جل والمدح لنبيه صلى الله عليه و سلم وإخباره عليه الصلاة و السلام أن عمر رضي الله تعالى عنه لا يحب الباطل أي من اتخذ التمدح حرفة واكتسابا فيحمله الطمع في الممدوحين على أن يهيم في الأودية ويشين بفريته المحافل والأندية فيمدح من لا يستحقه ويضع من شأن من لا يستوجبه إذا حرمه نائله فيكون رافعا لمن وضعه الله عز و جل لطمعه أو واضعا لمن رفعه الله عز و جل لغضبه فهذا الاكتساب والاحتراف باطل فلهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم إنه لا يحب الباطل فأما الشعر المحكم الموزون فهو من الحكم

الحسن المخزون يخص الله تعالى به البارع في العلم ذا الفنون وقد كان أبو بكر وعمر وعلي رضي الله تعالى عنهم يشعرون
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن الأسود بن سريع قال كنت أنشده يعني النبي صلى الله عليه و سلم ولا أعرف أصحابه حتى جاء رجل بعيد ما بين المناكب أصلع فقيل أسكت أسكت قلت واثكلاه من هذا الذي أسكت له عند النبي صلى الله عليه و سلم فقيل عمر بن الخطاب فعرفت والله بعد انه كان يهون عليه لو سمعني أن لا يكلمني حتى يأخذ برجلي فيسحبني إلى البقيع قال الشيخ رحمه الله تعالى فكذا سبيل الأبرياء من الشرك والعناد الأصفياء بالمعرفة والوداد أن لا يلهيهم باطل من الفعال والمقال وأن لا يثنيهم في توجههم إلى الحق حال من الأحوال وأن يكونوا مع الحق على أكمل حال وأنعم بال كان رضي الله تعالى عنه يلتمس بالذلة لمولاه القوة والتعزز ويترك في إقامة طاعته الرفاهية والتقزز وقد قيل إن التصوف النبو عن رتب الدنيا والسمو إل المرتبة العليا
حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله المقرئ ثنا يحيى بن الربيع ثنا سفيان عن أيوب الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال لما قدم عمر رضي الله تعالى عنه الشام عرضت له مخاضة فنزل عن بعيره ونزع خفيه فأمسكهما وخاض الماء ومعه بعيره فقال أبو عبيدة لقد صنعت اليوم صنيعا عظيما عند أهل الأرض فصك في صدره وقال اوه لو غيرك يقول هذا يا أبا عبيدة إنكم كنتم أذل الناس فأعزكم الله برسوله فمهما تطلبوا العز بغيره يذلكم الله رواه الأعمش عن قيس بن مسلم مثله
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال لما قدم عمر رضي الله تعالى عنه الشام استقبله الناس وهو على بعيره فقالوا يا أمير المؤمنين لو ركبت برذونا تلقاك عظماء الناس ووجوههم فقال عمر لا أراكم ههنا إنما الأمر من ههنا وأشار بيده إلى السماء خلوا سبيل جملي
حدثنا محمد بن معمر ثنا

يحيى بن عبدالله ثنا الأوزاعي أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه خرج في سواد الليل فرآه طلحة فذهب عمر فدخل بيتا ثم دخل بيتا آخر فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت فإذا بعجوز عمياء مقعدة فقال لها ما بال هذا الرجل يأتيك قالت إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى فقال طلحة ثكلتك أمك يا طلحة أعثرات عمر تتبع حدثنا أبو محمد بن حبان ثنا محمد بن عبدالله بن رسته ثنا شيبان وثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا عبدالصمد ثنا أبو الأشهب عن الحسن أو غيره شك أبو الأشهب ولم يذكر أحمد بن حنبل الشك فقال عن الحسن قال مر عمر رضي الله تعالى عنه على مزبلة فاحتبس عندها فكأن أصحابه تأذوا بها فقال هذه دنياكم التي تحرصون عليها أو تتكلون عليها قال الشيخ رحمه الله تعالى وكان رضي الله عنه عن فناء الملاذ منتهيا ولباقي المعاد مبتغيا يلازم المشقات ويفارق الشهوا وقد قيل إن التصوف حمل النفس على الشدائد الذي هو من أشرف الموارد
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو الهيثم محمد بن يعقوب الربالي ثنا عبيدالله بن نمير عن ثابت عن أنس قال تقرقر بطن عمر رضي الله تعالى عنه وكان يأكل الزيت عام الرمادة وكان قد حرم على نفسه السمن قال فنقر بطنه بأصبعه وقال تقرقر ما تقرقر انه ليس لك عندنا غيره حتى يحيا الناس
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا يزيد بن مروان أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب عن سعد بن أبي وقاص قال قالت حفصة بنت عمر لعمر رضي الله تعالى عنه يا أمير المؤمنين لو لبست ثوبا هو ألين من ثوبك وأكلت طعاما هو أطيب من طعامك فقد وسع الله عز و جل من الرزق وأكثر من الخير فقال إني سأخصمك إلى نفسك أما تذكرين ما كان يلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم من شدة العيش فما زال يذكرها حتى أبكاها فقال لها والله إن قلت ذلك أما والله

لئن استطعت لأشاركنهما بمثل عيشهما الشديد لعلي أدرك معهما عيشهما الرخي
حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي ثنا الحسن بن المثنى ثنا عفان ثنا جرير بن حازم ثنا الحسن أن عمر رضي الله تعالى عنه قال والله إني لو شئت لكنت من ألينكم لباسا وأطيبكم طعاما وأرقكم عيشا إني والله ما أجهل عن كراكر وأسنمة وعن صلاء وصناب وصلايق ولكني سمعت الله عز و جل عير قوما بأمر فعلوه فقال أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها الآية حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا احمد بن سعيد ثنا عبدالله بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن موسى بن سعد عن سالم بن عبدالله أن عمر بن الخطاب كان يقول والله ما نعبأ بلذات العيش أن نأمر بصغار المعزى فتسمط لنا ونأمر بلباب الحنطة فيخبز لنا ونأمر بالزبيب فينتبذ لنا في الأسعان 1الأسعان جمع سعن وهي قربة تقطع من نصفها وينبذ فيها واليعقوب الحجل حتى إذا صار مثل عين اليعقوب أكلنا هذا وشربنا هذا ولكنا نريد أن نستبقي طيباتنا لأنا سمعنا الله تعالى يقول أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا الآية حدثنا عبدالله بن محمد ثنا ابن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا سفيان بن عيينة عن أبي فروة عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال قدم على عمر رضي الله تعالى عنه ناس من أهل العراق فرأى كأنهم يأكلون تعزيزا فقال هذا يا أهل العراق لو شئت أن يدهمق لي كما يدهمق لكم ولكنا نستبقي من دنيانا ما نجده في آخرتنا أما سمعتم الله عز و جل قال لقوم أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا الآية حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالرحمن بن محمد بن مسلم ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن بعض أصحابه عن عمر قال قدم عليه ناس من أهل العراق فيهم جابر بن عبدالله قال فأتاهم بجفنة قد صنعت بخبز وزيت فقال لهم خذوا فأخذوا أخذا ضعيفا فقال لهم عمر قد أرى ما تقرمون فأي شيء تريدون حلوا وحامضا وحارا وباردا ثم قذفا في البطون حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني

أبي ثنا شجاع بن الوليد عن خلف بن حوشب أن عمر رضي الله تعالى عنه قال نظرت في هذا الأمر فجعلت إذا أردت الدنيا أضر بالآخرة وإذا أردت الآخرة أضر بالدنيا فاذا كان الأمر هكذا فأضروا بالفانية حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا عبدالله بن إدريس عن اسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن أبي بردة قال كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنهما أما بعد فإن أسعد الرعاة من سعدت به رعيته وإن أشقى الرعاة عند الله عز و جل من شقيت به رعيته وإياك أن ترتع فيرتع عمالك فيكون مثلك عند الله عز و جل مثل البهيمة نظرت إلى خضرة من الأرض فرعت فيها تبتغي بذلك السمن وإنما حتفها في سمنها والسلام عليك حدثنا أبو محمد بن حبان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا محمد بن فضيل عن السرى بن إسماعيل عن عامر الشعبي قال كتب عمر إلى أبي موسى رضي الله تعالى عنهما من خلصت نيته كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس ومن تزين للناس بغير ما يعلم الله من قلبه شانه الله عز و جل فما ظنك في ثواب الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته والسلام كلماته في الزهد والورع ومن مفاريد أقواله الدالة على حقائق أحواله حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن مجاهد قال قال عمر وجدنا خير عيشنا الصبر حدثنا أبو بكر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية ووكيع عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال عمر في خطبة تعلمون أن الطمع فقر وأن اليأس غنى وأن الرجل إذا يئس من شيء استغنى عنه رواه ابن وهب عن الثوري عن هشام عن زيد بن الصلب عن عمر حدثنا أبي ثنا ابراهيم بن محمد ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب به حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق

الثقفي ثنا عبدالله بن عمر ثنا محمد بن فضيل ثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال قال عمر والله لقد لان قلبي في الله حتى لهو ألين من الزبد ولقد اشتد قلبي في الله حتى لهو أشد من الحجر حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن ابي شيبة ثنا محمد بن بشر ثنا مسعر عن عون بن عبدالله بن عتبة قال قال عمر بن الخطاب جالسوا التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن أبي خالد قال قال عمر كونوا أوعية الكتاب وينابيع العلم وسلوا الله رزق يوم بيوم حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال سمع عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه رجلا يقول اللهم إني أستنفق مالي ونفسي في سبيلك فقال عمر أو لا يسكت أحدكم إذا فان ابتلي صبر وإن عوفي شكر حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا الوليد بن شجاع بن الوليد حدثني أبي حدثني زياد بن خيثمة عن محمد بن جحادة أن حبيب بن أبي ثابت حدثهم عن يحيى بن جعدة قال قال عمر لولا ثلاث لأحببت أن أكون قد لقيت الله لولا أن أضع جبهتي لله أو أجلس في مجالس ينتقى فيها طيب الكلام كما ينقى جيد التمر أو أن أسير في سبيل الله عز و جل رواه عن حبيب منصور بن المعتز والثوري والمسعودي في جماعة ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سليمان بن دواد ثنا شعبة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال عمر بن الخطاب الشتاء غنيمة العابدين رواه زائدة وجماعة عن التيمي مثله حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين ثنا أبو كريب ثنا المطلب بن زياد عن عبدالله بن عيسى قال كان في وجه عمر خطان أسودان من البكاء حدثنا عبدالله بن محمد بن عطاء محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عفان ثنا جعفر بن سليمان ثنا هشام بن الحسن قال كان عمر يمر بالآية في ورده فتخنقه فيبكي حتى يسقط ثم يلزم بيته حتى يعاد يحسبونه مريضا حدثنا محمد بن حميد ثنا عبدالله بن

زيدان ثنا أبو أبو كريب ثنا ابن إدريس عن عبدالرحمن بن اسحاق عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال صليت خلف عمر فسمعت حنينه من وراء ثلاثة صفوف حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج قال قال عمر بن الخطاب زنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وحاسبوها قبل أن تحاسبوا فانه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالرحمن بن مسلم ثنا هناد ثنا أبو معاوية عن جويبر عن الضحاك قال قال عمر ليتني كنت كبش أهلي يسمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت أسمن ما أكون زارهم بعض من يحبون فجعلوا بعضي شواء وبعضي قديدا ثم أكلوني فأخرجوني عذرة ولم أك بشرا حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن محمد ثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن عاصم بن عبيدالله قال سمعت سالما يحدث عن ابن عمر قال كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه فقال لي ضع رأسي على الأرض قال فقلت وما عليك كان على فخذي أم على الأرض قال ضعه على الأرض قال فوضعته على الأرض فقال ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن علية ثنا أيوب السختياني عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال لما طعن عمر قال والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله من قبل أن أراه حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبدالله ثنا الأوزاعي حدثني سماك قال سمعت عبدالله بن عباس يقول لما طعن عمر دخلت عليه فقلت له أبشر يا أمير المؤمنين فان الله قد مصر بك الأمصار ودفع بك النفاق وأفشى بك الرزق قال أفي الامارة تثني علي يا ابن عباس فقلت وفي غيرها قال والذي نفسي بيده لوددت أني خرجت منها كما دخلت فيها لا أجر ولا وزر حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا بهز ثا جعفر بن سليمان ثنا مالك بن دينار ثنا الحسن قال خطب عمر

ابن الخطاب وهو خليفة وعليه إزار فيه ثنتي عشر رقعة حدثنا محمد بن معمر ثنا عبدالله بن الحسن الحراني ثنا يحيى بن عبدالله البابلتي ثنا الأوزاعي حدثني داود بن علي قال قال عمر بن الخطاب لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبدالله البابلتي ثنا الأوزاعي ثنا يحيى بن أبي كثير عن عمر بن الخطاب قال لو نادى مناد من السماء أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلا واحدا لخفت أن أكون هو ولو نادى مناد أيها الناس إنكم داخلون النار إلا رجلا واحدا لرجوت أن أكون هو حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبو معمر حدثنا عبدالعزيز الدراوردي عن عبيدالله بن عمر عن نافع قال كان البر لا يعرف في عمر ولا في ابنه حتى يقولا أو يعملا رواه ابن عيينة عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله مثله حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أبو شعيب الحراني ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا عبدالواحد بن زياد ثنا عبدالرحمن بن إسحاق حدثني رجل من قريش عن ابن عكيم قال قال عمر قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم قل اللهم اجعل سريرتي خيرا من علانيتي واجعل علانيتي حسنة حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان عن مسعر عن أبي صخرة جامع بن شداد عن الأسود بن بلال المحاربي قال لما ولي عمر بن الخطاب قام على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس ألا إني داع فهيمنوا اللهم إني غليظ فليني وشحيح فسخني وضعيف فقوني حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا أبو العباس الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن هشام عن زيد بن أسلم عن أبيه أنه سمع عمر بن الخطاب يقول اللهم لا تجعل قتلي على يدي عبد قد سجد لك يحاجني بها يوم القيامة حدثنا سليمان بن أحمد ثنا ابراهيم بن هاشم ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن أبيه عن حفصة قالت سمعت عمر يقول اللهم قتلا في سبيلك ووفاة في بلد نبيك قلت وأنى

يكون هذا قال يأتي به الله إذا شاء حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبدالرحمن ثنا يزيد بن هارون أخبرنا يحيى بن سعيد الأنصاري أنه سمع سعيد بن المسيب يذكر أن عمر بن الخطاب كوم كومة من بطحاء ثم ألقى عليها طرف ثوبه ثم استلقى عليها فرفع يديه إلى السماء ثم قال اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط حدثنا عبدالله بن محمد بن عطاء ثنا محمد بن شبل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا ابن فضيل عن ليث عن سليم بن حنظلة عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول اللهم إني أعوذ بك أن تأخذني على غرة أو تذرني في غفلة أو تجعلني من الغافلين حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا يعقوب الدورقي ثنا روح ثنا شعبة أخبرنا يعلى بن عطاء قال سمعت عبدالله بن خراش يحدث عن عمه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول في خطبته اللهم اعصمنا بحبلك وثبتنا على أمرك حدثنا أبو بكر أحمد بن السدى ثنا الحسن بن علوية ثنا اسماعيل بن عيسى ثنا هياج بن بسطام عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن عبدالله بن عمر أنه قال ما كان شيء أحب إلى أن أعلمه من أمر عمر فرأيت في المنام قصرا فقلت لمن هذا قالوا لعمر بن الخطاب فخرج من القصر عليه ملحفة كأنه قد اغتسل فقلت كيف صنعت قال خيرا كاد عرشي يهوي بي لولا أني لقيت ربا غفورا فقال منذ كم فارقتكم فقلت منذ اثنتي عشرة سنة فقال إنما انفلت الآن من الحساب حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسن بن جعفر ثنا المنجاب بن الحارث ثنا علي بن شهر عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبدالرحمن قال قال العباس بن عبدالمطلب كنت جارا لعمر بن الخطاب فما رأيت أحدا من الناس كان أفضل من عمر إن ليله صلاة وإن نهاره صيام وفي حاجات الناس فلما توفي عمر سألت الله عز و جل أن يرنيه في النوم فرأيته في النوم مقبلا متشحا من سوق المدينة فسلمت عليه وسلم علي ثم قلت كيف أنت قال بخير فقلت له ما وجدت قال الآن فرغت من الحساب ولقد كاد عرشي يهوي بي لولا أني وجدت

ربا رحيما حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن ابي شيبة ثنا عبدالله بن إدريس عن محمد بن عجلان عن ابراهيم بن مرة عن محمد بن شهاب قال قال عمر بن الخطاب لا تعترض فيما لا يعنيك واعتزل عدوك واحتفظ من خليلك إلا الأمين فإن الأمين من القوم لا يعادله شيء ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره ولا تفش إليه سرك واستشر في أمرك الذين يخشون الله عز و جل حدثنا الحسن بن علان الوراق ثنا عبدالله بن عبيد المقرئ ثنا محمد بن عثمان ثنا يوسف بن أبي أمية الثقفي ثنا الحكم بن هشام عن عبدالملك بن عمير عن ابن الزبير قال قال عمر بن الخطاب إن لله عبادا يميتون الباطل بهجره ويحيون الحق بذكره رغبوا فرعبوا ورهبوا فرهبوا خافوا فلا يأمنون أبصروا من اليقين مالم يعاينوا فخلطوه بما لم يزايلوه أخلصهم الخوف فكانوا يهجرون ما ينقطع عنهم لما يبقى لهم الحياة عليهم نعمة والموت لهم كرامة فزوجوا الحور العين وأخدموا الولدان المخلدين 3
عثمان بن عفان
وثالث القوم القانت ذو النورين والخائف ذو الهجرتين والمصلي إلى القبلتين هو عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا فكان ممن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه غالب أحواله الكرم والحياء والحذر والرجاء حظه من النهار الجود والصيام ومن الليل السجود والقيام مبشر بالبلوى ومنعم بالنجوى وقد قيل إن التصوف الإكباب على العمل تطرقا إلى بلوغ الأمل حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحي ثنا مسعر ثنا

أبو عون الثقفي عن محمد بن حاطب قالوا ذكروا عثمان بن عفان فقال الحسن بن علي الآن يجيء أمير المؤمنين قال فجاء علي فقال علي كان عثمان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين حدثنا أبو بكر بن موسى البابسيري ثنا عمر بن الحسن ثنا ابن شبة ثنا أبو خلف صاحب الحربر عن يحيى البكاء عن ابن عمر أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قال هو عثمان بن عفان
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عمرو الربيعي ثنا زكريا بن يحيى المنقري ثنا الأصمعي ثنا عبدالأعلى السامي عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عثمان أحيا أمتي وأكرمها
حدثا محمد بن علي بن حبيش ثنا عمر بن أيوب ثنا أبو معمر ثنا هشيم عن الكوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد أمتي حياء عثمان بن عفان حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالصمد ثنا أبو جميع ثنا الحسن قال وذكر عثمان وشدة حيائه فقال إن كان ليكون في البيت والباب عليه مغلق فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء يمنعه الحياء أن يقيم صلبه حدثنا سليمان بن أحمد ثنا طاهر بن عيسى ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لهيعة ثنا الحارث بن يزيد عن علي بن رباح أن عبدالله بن عمر قال ثلاثة من قريش أصبح الناس وجوها وأحسنها أخلاقا وأثبتها حياء إن حدثوك لم يكذبوك وإن حدثتهم لم يكذبوك أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حماد بن خالد ثنا الزبير بن عبدالله عن جدة له يقال لها زهيمة قالت كان عثمان يصوم الدهر ويقوم الليل إلا هجعة من أوله حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا أبو علقمة الفروي عبدالله بن محمد عن عثمان بن عبدالرحمن التيمي قال قال أبي لأغلبن الليلة على المقام قال فلما صليت العتمة تخلصت إلى المقام حتى قمت فيه قال فبينا

أنا قائم إذا رجل وضع يده بين كتفي فإذا هو عثمان بن عفان قال فبدأ بأم القرآن فقرأ حتى ختم القرآن فركع وسجد ثم أخذ نعليه فلا أدري أصلى قبل ذلك شيئا أم لا رواه يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم عن عبدالرحمن بن عوف نحوه حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا سلام بن مسكين عن محمد بن سيرين قال قالت امرأة عثمان بن عفان حين أطافوا به يريدون قتله إن تقتلوه أو تتركوه فإنه كان يحيي الليل كله في ركعة يجمع فيها القرآن حدثنا أبو أحمد الغطريفي وسليمان بن أحمد قالا حدثنا أبو خليفة ثنا حفص بن عمر الحوضي ثنا الحسن بن أبي جعفر ثنا مجالد عن الشعبي قال لقي مسروق الأشتر فقال مسروق للأشتر قتلتم عثمان قال نعم قال أما والله لقد قتلتموه صواما قواما حدثنا الحسين بن علي ثنا إبراهيم بن محمد ثنا محمود بن خداش ثنا أبو معاوية عن عاصم عن أنس بن مالك قال قالت امرأة عثمان بن عفان حين قتلوه لقد قتلتموه وإنه ليحيي الليلة بالقرآن في ركعة كذا قال أنس بن مالك ورواه الناس فقالوا أنس بن سيرين قال الشيخ رحمه الله كان رضي الله تعالى عنه مبشرا بالمحن والبلوى ومحفوظا فيها من الجزع والشكوى يتحرز من الجزع بالصبر ويتبرر في المحن بالشكر وقد قيل إن التصوف الصبر على مرارة البلوى ليدرك به حلاوة النجوى
حدثنا محمد بن معمر ثنا محمود بن محمد المروزي ثنا حامد بن آدم ثنا عبدالله بن المبارك عن سفيان بن عثمان بن غياث عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في حائط من تلك الحوائط إذ جاء رجل فاستفتح الباب فقال افتح له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فإذا هو عثمان فأخبرته فقال الله المستعان
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا همام عن قتادة عن محمد بن سيرين ومحمد بن عبيد الحنفي عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم كان في حش من حيشان المدينة فاستأذن رجل خفيض الصوت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إئذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فأذنت له وبشرته فإذا هو عثمان فقرب يحمد الله حتى جلس
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عبدالله بن رسته ثنا هربم بن عبدالأعلى ثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أبي الحجاج عن أبي موسى قال جاء رجل فاستأذن مرة فقال إئذن له وبشره بالجنة في بلوى فقال عثمان أسأل الله صبرا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع عن اسماعيل بن أبي خالد قال قال قيس بن أبي حازم حدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار حين حصر إن النبي صلى الله عليه و سلم عهد إلى عهدا فأنا صابر عليه قال قيس فكانوا يرونه ذلك اليوم يعني اليوم الذي قال وددت أن عندي بعض أصحابي فشكوت إليه فقيل له ألا ندعوا لك أبا بكر فقال لا قيل عمر قال لا قيل فعلي قال لا فدعى له عثمان فجعل يناجيه ويشكو إليه ووجه عثمان يتلون حدثنا أحمد بن شداد ثنا عبدالله بن أحمد بن أسيد قال سمعت أحمد بن سنان يقول سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول كان لعثمان شيآن ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما صبره على نفسه حتى قتل مظلوما وجمعه الناس على المصحف وكان بالمال إلى رضاء الله متوصلا وببذله لعباد الله متنفلا ولحظ نفسه منه متقللا وفي لباسه وتطاعمه متعللا وقد قيل إن التصوف ابتغاء الوسيلة إلى منتهى الفضيلة
حدثنا محمد بن اسحاق ثنا ابراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا عيسى بن المسيب ثنا أبو زرعة عن أبي هريرة قال اشترى عثمان بن عفان من رسول الله صلى الله عليه و سلم الجنة مرتين بيع الخلق حين حفر بئر رومة وحين جهز جيش العسرة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود وحدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكجي ثنا حجاج بن نصر قالا ثنا سكن بن المغيرة عن الوليد بن أبي هشام عن فرقد بن ابي طلحة عن عبدالرحمن

ابن أبي حباب السلمي قال خطب النبي صلى الله عليه و سلم فحث على جيش العسرة فقال عثمان على مائة بعير بأحلاسها وأقتابها قال ثم حث فقال عثمان على مائة أخرى بأحلاسها قال ثم حث فقال عثمان على مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم يقول بيده يحركها ما على عثمان ما عمل بعد هذا
حدثنا سليمان بن احمد ثنا الحسين بن اسحاق التستري ثنا رجاء بن مصعب الأذني ثنا محمد بن اسحاق الصنعاني حدثني عامر الشعبي عن مسروق عن عبدالله قال رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم عثمان بن عفان يوم جيش العسرة جائيا وذاهبا فقال اللهم اغفر لعثمان ما أقبل وما أدبر وما أخفى وما أعلن وما أسر وما أجهر قال محمد بن اسحاق ما حفظت من الشعبي إلا هذا الحديث الواحد
حدثنا محمد بن علي بن نصر الوراق ثنا يوسف بن يعقوب الواسطي ثنا زكريا بن يحيى دحمويه ثنا عمر بن هارون البلخي عن عبدالله بن شوذب عن عبدالله بن القاسم عن كثير مولى سمرة عن عبدالرحمن بن سمرة قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في جيش العسرة فجاء عثمان بألف دينار فنثرها بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم ولى قال فسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقلب الدنانير وهو يقول ما يضر عثمان ما فعل بعذ هذا اليوم رواه ضمرة عن ابن شوذب فقال عن كثير بن أبي كثير مولى عبدالرحمن بن سمرة عن عبدالرحمن بن سمرة
حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا محمد بن ابراهيم بن زياد ثنا عبدالحميد بن عبدالله الحلواني ثنا حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال لما جهز النبي صلى الله عليه و سلم جيش العسرة جاء عثمان بألف دينار فصبها في حجر النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم اللهم لا تنس لعثمان ما على عثمان ما عمل بعد هذا حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا محمد بن الصباح حدثنا سفيان عن ابن أبي عروبة عن قتادة قال حمل عثمان على ألف فيها خمسون فرسا في غزوة تبوك حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا اسحاق بن

سليمان ثنا أبو جعفر عن يونس عن الحسن قال رأيت عثمان نائما في المسجد في ملحفة ليس حوله أحد وهو أمير المؤمنين حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الأسود عن عبيدالله عن عبدالملك بن شداد بن الهاد قال رأيت عثمان بن عفان يوم الجمعة على المنبر عليه إزار عدني غليظ ثمنه أربعة دراهم أو خمسة دراهم وريطة كوفية ممشقة حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالله بن عيسى أبو خلف الخراز ثنا يونس بن عبيد أن الحسن سئل عن القائلين في المسجد فقال رأيت عثمان بن عفان يقيل في المسجد وهو يومئذ خليفة قال ويقوم وأثر الحصى بجنبه قال فيقال هذا أمير المؤمنين هذا أمير المؤمنين حدثنا أحمد بن عبدالله بن أحمد حدثني جعفر بن محمد بن الفضل ثنا محمد بن حمير ثنا اسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم أن عثمان كان يطعم الناس طعام الإمارة ويدخل بيته فيأكل الخل والزيت ثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا شيبان ثنا محمد بن راشد ثنا سليمان بن موسى أن عثمان بن عفان دعي إلى قوم كانوا على أمر قبيح فخرج إليهم فوجدهم قد تفرقوا ورأى أثرا قبيحا فحمد الله إذ لم يصادفهم وأعتق رقبة حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني أبو سلمة الحراني عن أبي عبدالرحيم عن فرات بن سليمان عن ميمون بن مهران أخبرني الهمداني أنه رأى عثمان بن عفان وهو على بغلة وخلفه عليها غلامه نائل وهو خليفة حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن بكر علي بن مسعدة قال سمعت عبدالله بن الرومي قال بلغني أن عثمان قال لو أني بين الجنة والنار ولا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن عبدالله بن عامر بن ربيعة أنهم كانوا مع عثمان رضي الله تعالى عنه في الدار فقال وأيم الله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام

وما ازددت للاسلام إلا حياء حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان الثوري عن الصلت بن دينار عن عقبة بن صهبان قال سمعت عثمان بن عفان يقول ما أخذته بيميني منذ أسلمت يعني ذكره حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا علي بن عبدالله المديني ثنا هشام بن يوسف ثنا عبدالله بن بجير عن هانئ مولى عثمان قال كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حريث بن السائب حدثني الحسن حدثني حمران بن أبان أن عثمان بن عفان حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كل شيء سوى جلف 1 هذا الطعام والماء العذب وبيت يظله فضل ليس لابن آدم فيه فضل حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبدالوهاب بن نجدة ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا سليمان بن عطاء الجزري ثنا مسلمة بن عبدالله الجهني عن عمه أبي مشجعة قال عدنا مع عثمان رضي الله تعالى عنه مريضا فقال له عثمان قل لا إله إلا الله فقالها فقال والذي نفسي بيده لقد رمى بها خطاياه فحطمها حطما فقلت أشيء تقول أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلنا يا رسول الله هذا هي للمريض فكيف هي للصحيح فقال هي للصحيح أحطم 4
علي بن أبي طالب
وسيد القوم محب المشهود ومحبوب المعبود باب مدينة العلم والعلوم ورأس المخاطبات ومستنبط الإشارات راية المهتدين ونور المطيعين وولي المتقين وإمام العادلين أقدمهم إجابة وإيمانا وأقومهم قضية وإيقانا وأعظمهم حلما وأوفزهم علما علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قدوة المتقين

وزينة العارفين المنبئ عن حقائق التوحيد المشير إلى لوامع علم التفريد صاحب القلب العقول واللسان السؤول والأذن الواعي والعهد الوافي فقاء عيون الفتن ووقي من فنون المحن فدفع الناكثين ووضع القاسطين ودمغ المارقين الأخيشن في دين الله الممسوس في ذات الله وقد قيل إن التصوف مرامقة المودود ومصارمة المحدود
حدثنا ابراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن اسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب بن عبدالرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فبات الناس يدوكون 1 ليلتهم أيهم يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقالوا يا رسول الله يشتكي عينه قال فأرسلوا إليه قال فأتي به قال فبصق رسول الله صلى الله عليه و سلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع وأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعيم رواه سعد بن أبي وقاص وأبو هريرة وسلمة بن ألأكوع نحوه في المحبة ولسلمة طرق فمن أغربها
ما حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود وعمر وثنا المثنى بن زرعة أبو راشد عن محمد بن اسحاق قال ثنا بريدة بن سفيان الأسلمي عن أبيه عن سلمة بن الأكوع قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر الصديق برايته إلى حصون خيبر يقاتل فرجع ولم يكن فتح وقد جهد ثم بعث عمر الغد فقاتل فرجع ولم يكن فتح وقد جهد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار قال سلمة فدعا بعلي عليه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه فقال هذه الراية امض بها حتى يفتح

الله على يديك قال سلمة فخرج بها والله يهرول هرولة وإنا خلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم من الحجارة تحت الحصن فأطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال من أنت فقال علي بن أبي طالب قال يقول اليهودي غلبتم ولما نزل على موسى أو كما قال فما رجع حتى فتح الله على يديه قال الشيخ رحمه الله تعالى هذا حديث غريب من حديث بريدة عن أبيه فيه زيادات ألفاظ لم يتابع عليها وصحيحة من حديث يزيد بن أبي عبيدة عن سلمة بن الأكوع
حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان المعدل ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا ابراهيم بن اسحاق الصيني ثنا قيس بن الربيع عن ليث بن أبي سليم عن ابن أبي ليلى عن الحسن بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أدعوا لي سيد العرب يعني علي بن أبي طالب فقالت عائشة ألست سيد العرب فقال أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه فقال لهم يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا قالوا بلى يا رسول الله قال هذا علي فأحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي فان جبريل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز و جل رواه أبو بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة نحوه في السؤدد مختصرا
حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا ابراهيم بن محمد بن ميمون ثنا علي بن عياش 1 عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أنس اسكب لي وضوءا ثم قام فصلى ركعتين ثم قال يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال أنس قلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمته إذ جاء علي فقال من هذا يا أنس فقلت علي فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق علي بوجهه قال علي يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل قال وما يمنعني وأنت

تؤدى عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبدالحميد بن بحر ثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن الصنابحي عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا دار الحكمة وعلي بابها رواه الأصبغ بن نباتة والحارث عن علي نحوه ومجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
حدثنا محمد بن عمر بن غالب ثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة قال ثنا عباد بن يعقوب ثنا موسى بن عثمان الحضرمي عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنزل الله آية فيها يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي رأسها وأميرها قال الشيخ رحمه الله تعالى لم نكتبه مرفوعا إلا من حديث ابن أبي خيثمة والناس رووه موقوفا
حدثنا جعفر بن محمد بن عمر ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا شريك عن أبي اليقظان عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان قال قالوا يا رسول الله ألا تستخلف عليا قال إن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم رواه النعمان بن أبي شيبة الجندي عن الثوري عن أبي اسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن وهيب الغزي ثنا ابن أبي السرى ثنا عبدالرزاق ثنا النعمان بن أبي شيبة الجندي عن سفيان الثوري عن أبي اسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن تستخلفوا عليا وما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء رواه ابراهيم بن هراسة عن الثوري عن أبي اسحاق عن زيد بن يثيع عن علي رضي الله تعالى عنه
حدثنا نذير بن جناح القاضي ثنا اسحاق بن محمد بن مهران ثنا أبي ثنا ابراهيم بن هراسة عن ابن اسحاق عن زيد بن يثيع عن علي عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أبو الحسن بن أبي مقاتل ثنا محمد بن عبيد بن عتبة ثنا محمد بن علي الوهبي الكوفي ثنا أحمد

ابن عمران بن سلمة وكان ثقة عدلا مرضيا ثنا سفيان الثوري عن منصور عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله قال كنت عند النبي صلى الله عليه و سلم فسئل عن علي فقال قسمت الحكم عشرة أجزاء فأعطى علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا عبدالله بن داود الخريبي حدثني هرمز بن حوران عن أبي عون عن أبي صالح الحنفي عن علي رضي الله تعالى عنه قال قلت يا رسول الله أوصني قال قل ربي الله ثم استقم قال قلت الله ربي وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب فقال ليهنك العلم أبا الحسن لقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا حدثنا أبو القاسم نذير بن جناح القاضي ثنا اسحاق بن محمد بن مروان ثنا أبي ثنا عباس بن عبيدالله ثنا غالب بن عثمان الهمداني أبو مالك عن عبيدة عن شقيق عن عبدالله بن مسعود قال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر وبطن وإن عليا بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن
حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا محمد بن سليمان بن الحارث ثنا عبيدالله بن موسى ثنا اسماعيل بن أبي خالد عن أبي اسحاق عن هبيرة بن يريم أن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قام وخطب الناس وقال لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون بعلم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يبعثه فيعطيه الراية فلا يرتد حتى يفتح الله عز و جل عليه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا جعفر بن محمد الصايغ ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال عمر علي أقضانا وأبي أقرأنا
حدثنا ابراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا خلف بن خالد العبدي البصري ثنا بشر بن ابراهيم الأنصاري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال النبي صلى الله عليه و سلم يا علي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيها

أحد من قريش أنت أولهم إيمانا بالله وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية وأبصرهم بالقضية وأعظمهم عند الله مزية 1
حدثنا محمد بن المظفر ثنا عبدالله بن اسحاق ثنا ابراهيم الأنماطي ثنا القاسم بن معاوية الأنصاري حدثني عصمة بن محمد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعلي وضرب بين كتفيه يا علي لك سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة أنت أول المؤمنين بالله إيمانا وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأرأفهم بالرعية وأقسمهم بالسوية وأعلمهم بالقضية وأعظمهم مزية يوم القيامة
حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي القصباني ثنا علي بن العباس البجلي ثنا أحمد بن يحيى ثنا الحسن بن الحسين ثنا ابراهيم بن يوسف بن أبي اسحاق عن أبيه عن الشعبي قال قال علي قال لي رسول الله عليه الصلاة و السلام مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين فقيل لعلي فأي شيء كان من شكرك قال حمدت الله تعالى على ما آتاني وسألته الشكر على ما أولاني وأن يزيدني مما أعطاني
حدثنا محمد بن حميد ثنا علي بن سراج المصري ثنا محمد بن فيروز ثنا أبو عمرو لاهز بن عبدالله ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه قال ثنا أنس بن مالك قال بعثني النبي صلى الله عليه و سلم إلى أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمع يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقال إنه راية الهدى ومنار الإيمان وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة وصاحب رايتي في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربي
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن علي بن دحيم 2 ثنا عباد بن سعيد بن عباد الجعفي ثنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول حدثني صالح بن أبي الأسود عن أبي المطهر الرازي عن الأعشى الثقفي عن سلام الجعفي عن أبي برزة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى عهد إلى

عهدا في علي فقلت يا رب بينه لي فقال اسمع فقلت سمعت فقال إن عليا راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة 1 التي ألزمتها المتقين من أحبه أحبني ومن أبغضه أبغضني فبشره بذلك فجاء علي فبشرته فقال يا رسول الله أنا عبد الله وفي قبضته فان يعذبني فبذنبي وإن يتم لي الذي بشرتني به فالله أولى بي قال قلت اللهم أجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان فقال الله قد فعلت به ذلك ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي فقلت يا رب أخي وصاحبي فقال إن هذا شيء قد سبق إنه مبتلى ومبتلى به
حدثنا سعد بن محمد الصيرفي ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ثنا الحكم بن ظهير عن السدى عن عبد خير عن علي قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم أقسمت أو حلفت أن لا أضع ردائي عن ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا محمد بن يونس السامي ثنا أبو بكر الحنفي ثنا فطر بن خليفة عن اسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال كنا نمشي مع النبي صلى الله عليه و سلم فانقطع شسع نعله فتناولها علي يصلحها ثم مشى فقال يأيها الناس إن منكم من يقاتل 2 على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله قال أبو سعيد فخرجت فبشرته بما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يكترث به فرحا كأنه قد سمعه
حدثنا محمد بن عمر بن سلم حدثني أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدثني أبي عن أبيه جعفر عن أبيه محمد بن عبدالله عن أبيه محمد عن أبيه عمر عن أبيه علي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا علي إن الله أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي وأنزلت هذه الآية وتعيها أذن واعية فأنت أذن واعية لعلمي حدثنا الحسن بن علي بن الخطاب ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن نصير عن سليمان الأحمسي عن أبيه عن علي قال والله ما نزلت آية إلا وقد علمت

فيم أنزلت وأين أنزلت إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا سؤولا حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد ثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال سئل علي عن نفسه فقال كنت إذا سئلت أعطيت وإذا سكت ابتديت حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان المعدل ثنا محمد بن الحسين بن حميد ثنا محمد بن تسنيم ثنا علي بن الحسين بن عيسى بن زيد عن جده عيسى بن زيد عن اسماعيل بن أبي خالد عن عمرو بن قيس عن المنهال بن عمر عن ذر عن علي قال أنا فقأت عين الفتنة ولو لم أكن فيكم ما قوتل فلان وفلان
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أحمد بن علي الخراز ثنا عبدالرحمن بن حفص الطنافسي ثنا زياد بن عبدالله عن أبي اسحاق عن عبدالله بن عبدالرحمن بن معمر عن سليمان يعني ابن محمد بن كعب بن عجرة عن عمته زينت بنت كعب وكانت عند أبي سعيد عن أبي سعيد الخدري قال شكى الناس عليا فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم خطيبا فقال يأيها الناس لا تشكوا عليا فوالله إنه لأخيشن في ذات الله عز و جل
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا هارون بن سليمان المصري ثنا سعد بن بشر الكوفي ثنا عبدالرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن اسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تسبوا عليا فإنه ممسوس في ذات الله تعالى
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن محمد الحمال ثنا أبو مسعود ثنا سهل بن عبدربه ثنا عمرو بن أبي قيس عن مطرف عن المنهال بن عمرو عن التميمي عن ابن عباس قال كنا نتحدث أن النبي صلى الله عليه و سلم عهد إلى علي سبعين عهدا لم يعهد إلى غيره كان عليه السلام الاستسلام والانقياد شأنه والتبرأ من الحول والقوة مكانه وقد قيل إن التصوف إسلام الغيوب إلى مقلب القلوب
حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن عقيل وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا اسماعيل بن أبي كريمة ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبدالرحيم عن زيد بن

أبي أنيسة عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه قال سمعت عليا يقول أتاني رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا نائم وفاطمة وذلك من السحر حتى قام على باب البيت فقال ألا تصلون فقلت مجيبا له يا رسول الله إنما نفوسنا بيد الله فاذا شاء أن يبعثنا بعثنا قال فرجع رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يرجع إلى الكلام قال فسمعته حين ولى يقول وضرب بيده على فخذه وكان الانسان أكثر شيء جدلا رواه حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف وصالح بن كيسان وشعيب بن حمزة والناس عن الزهري أخرجه البخاري ومسلم عن قتيبة بن سعيد وكان رضوان الله عليه وسلامه على الأوراد مواظبا وللازواد مناحبا وقد قيل إن التصوف الرغبة إلى المحبوب في درك المطلوب
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا أحمد بن ابراهيم عن ملحان ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث بن سعد عن يزيد بن عبدالله بن الهاد عن محمد بن كعب القرظي عن شبث بن ربعي عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم بسبي فقال علي لفاطمة إئتي أباك فسليه خادما تقي به العمل فأتت أباها حين أمست فقال لها مالك يا بنية قالت لا شيء جئت لأسلم عليك واستحيت أن تسأل شيئا فلما رجعت قال لها علي ما فعلت قالت لم أسأله شيئا واستحييت منه حتى إذا كانت الليلة القابلة قال لها إئتي أباك فسليه خادما تتقين به العمل فأتت أباها فاستحيت أن تسأله شيئا حتى إذا كانت الليلةالثالثة مساء خرجنا جميعا حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما أتى بكما فقال علي يا رسول الله شق علينا العمل فأردنا أن تعطينا خادما نتقي به العمل فقال لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم هل أدلكما على خير لكما من حمر النعم قال علي يا رسول الله نعم قال تكبيرات وتسبيحات وتحميدات مائة حين تريدا أن تناما فتبيتا على ألف حسنة ومثلها حين تصبحان فتقومان على ألف حسنة فقال علي فما فاتتني منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا ليلة صفين فإني نسيتها حتى ذكرتها من آخر الليل فقلتها
حدثنا محمد بن

جعفر بن الهيثم ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ثنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام بن حوشب عن عمرو بن مرة عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن علي قال أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى وضع رجليه بيني وبين فاطمة فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا ثلاثا وثلاثين تسبيحة وثلاثا وثلاثين تحميدة وأربعا وثلاثين تكبيرة قال علي فما تركتها بعد فقال له رجل ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين رواه الحكم ومجاهد عن ابن أبي ليلى نحوه
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا العباس بن الوليد ثنا عبدالواحد بن زياد ثنا الجريري عن أبي الورد عن ابن أعبد 1 قال قال لي علي يا ابن أعبد هل تدري ما حق الطعام قال وما حقه يا ابن أبي طالب قال تقول 2 بسم الله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا ثم قال أتدري ما شكره إذا فرغت قلت وما شكره قال تقول الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا ثم قال ألا أخبرك عني وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت أكرم أهله عليه وكانت زوجتي فجرت بالرحى حتى أثر الرحى بيدها واشقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها وقمت البيت حتى اعبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها فأصابها من ذلك ضر فقدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم سبي أو خدم فقلت لها انطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسليه خادما يقيك ضر ما أنت فيه فذكر نحو حديث شبث بن ربعي عن علي وكان عليه السلام إذا لزمه في العيش الضيق والجهد أعرض عن الخلق فأقبل على الكسب والكد وقد قيل إن التصوف الارتقاء في الأسباب إلى المقدرات من الأبواب
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا اسماعيل بن علية وثنا عبدالله بن محمد ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا أبو الربيع ثنا حماد قالا حدثنا أيوب السختياني عن مجاهد قال

خرج علينا علي بن أبي طالب يوما معتجرا فقال جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت 1 يداي ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت بكفي هكذا بين يديها وبسط اسماعيل يديه وجمعهما فعدت لي ستة عشر تمرة فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته فأكل معي منها وقال حماد بن زيد في حديثه فاستقيت ستة عشر أو سبعة عشر ثم غسلت يدي فذهبت بالتمر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي خيرا ودعا لي ورواه موسى الطحان عن مجاهد نحوه
حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني علي بن حكيم الأودي ثنا شريك عن موسى الطحان عن مجاهد عن علي قال جئت إلى حائط أو بستان فقال لي صاحبه دلوا وتمرة فدلوت دلوا بتمرة فملأت كفي ثم شربت من الماء ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بملء كفي فأكل بعضه وأكلت بعضه وكان مزينا من بين العباد متحققا بزينة 2 الأبرار والزهاد
حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي ثنا محمد بن جرير ثنا عبدالأعلى بن واصل ثنا مخول 3 بن ابراهيم ثنا علي بن حزور عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت عمار بن ياسر يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا علي إن الله تعالى قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة أحب إلى الله تعالى منها هي زينة الأبرار عند الله عز و جل الزهد في الدنيا فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا ولا تزرأ الدنيا منك شيئا ووهب لك حب المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين القاضي ثنا أبو الطاهر أحمد بن عيسى بن عبدالله العكبري ثنا ابن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين قال قال علي بن أبي طالب عليه

السلام إذا كان يوم القيامة أتت الدنيا بأحسن زينتها ثم قالت يا رب هبني لبعض أوليائك فيقول الله تعالى اذهبي فأنت لا شيء أنت أهون على أن أهبك لبعض أوليائي فتطوى كما يطوى الثوب الخلق فتلقى في النار وكان زهد في الدنيا فكشف له الغطا وهدى وبصر فأزيل عنه العمى
حدثنا أبو ذر محمد بن الحسين بن يوسف الوراق ثنا بن الحسين بن حفص ثنا علي بن حفص العبسي ثنا نصير بن حمزة عن أبيه عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من زهد في الدنيا علمه الله تعالى بلا تعلم وهداه بلا هداية وجعله بصيرا وكشف عنه العمى وكان بذات الله عليما وعرفان الله في صدره عظيما وقد قيل إن التصوف البروز من الحجاب إلى رفع الحجاب
حدثنا أحمد بن ابراهيم بن جعفر ثنا محمد بن يونس السامي ثنا أبو نعيم ثنا حبان بن علي عن مجاهد عن الشعبي عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب أرسله إلى زيد بن صوحان فقال يا أمير المؤمنين إني ما علمتك لبذات الله عليم وإن الله لفي صدرك عظيم حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث ثنا الفضل بن الحباب الجمحي ثنا مسدد ثنا عبدالوارث بن سعيد عن محمد بن اسحاق عن النعمان بن سعد قال كنت بالكوفة في دار الإمارة دار علي بن أبي طالب إذ دخل علينا نوف بن عبدالله فقال يا أمير المؤمنين بالباب أربعون رجلا من اليهود فقال علي علي بهم فلما وقفوا بين يديه قالوا له يا علي صف لنا ربك هذا الذي في السماء كيف هو وكيف كان ومتى كان وعلى أي شيء هو فاستوى علي جالسا وقال معشر اليهود اسمعوا مني ولا تبالوا أن لا تسألوا أحدا غيري إن ربي عز و جل هو الأول لم يبد مما ولا ممازج معما ولا حال وهما ولا شبح يتقصى ولا محجوب فيحوى ولا كان بعد أن لم يكن فيقال حادث بل جل أن يكيف المكيف للأشياء كيف كان بل لم يزل ولا يزول لاختلاف الأزمان ولا لتقلب شأن بعد شأن وكيف يوصف

بالأشباح وكيف ينعت بالألسن الفصاح من لم يكن في الأشياء فيقال بائن ولم يبن عنها فيقال كائن بل هو بلا كيفية وهو أقرب من حبل الوريد وأبعد في الشبه من كل بعيد لا يخفى عليه من عباده شخوص لحظة ولا كرور لفظة ولا ازدلاف رقوة ولا انبساط خطوة في غسق ليل داج ولا ادلاج لا يتغشى عليه القمر المنير ولا انبساط الشمس ذات النور بضوئهما في الكرور ولا إقبال ليل مقبل ولا إدبار نهار مدبر إلا وهو محيط بما يريد من تكوينه فهو العالم بكل مكان وكل حين وأوان وكل نهاية ومدة والأمد إلى الخلق مضروب والحد إلى غيره منسوب لم يخلق الأشياء من أصول أولية ولا بأوائل كانت قبله بدية بل خلق ما خلق فأقام خلقه وصور ما صور فأحسن صورته توحد في علوه فليس لشيء منه امتناع ولا له بطاعة شيء من خلقه انتفاع إجابته للداعين سريعة والملائكة في السموات والأرضين له مطيعة علمه بالأموات البائدين كعلمه بالأحياء المتقلبين وعلمه بما في السموات العلى كعلمه بما في الأرض السفلى وعلمه بكل شيء لا تحيره الأصوات ولا تشغله اللغات سميع للأصوات المختلفة بلا جوارح له مؤتلفة مدبر بصير عالم بالأمور حي قيوم سبحانه كلم موسى تكليما بلا جوارح ولا أدوات ولا شفة ولا لهوات سبحانه وتعالى عن تكييف الصفات من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود ومن ذكر أن الأماكن به تحيط لزمته الحيرة والتخليط بل هو المحيط بكل مكان فإن كنت صادقا أيها المتكلف لوصف الرحمن بخلاف التنزيل والبرهان فصف لي جبريل وميكائيل واسرافيل هيهات أتعجز عن صفة مخلوق مثلك وتصف الخالق المعبود وأنت 1 تدرك صفة رب الهيئة والأدوات فكيف من لم تأخذه سنة ولا نوم له ما في الأرضين والسموات وما بينهما وهو رب العرش العظيم هذا حديث غريب من حديث النعمان كذا رواه ابن اسحاق عنه مرسلا حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا ابراهيم

ابن محمد بن الحارث ثنا سلمة بن شبيب ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا الفرج يقول قال علي بن أبي طالب ما يسرني لو مت طفلا وأدخلت الجنة ولم أكبر فأعرف ربي عز و جل
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا ضرار بن صرد ثنا علي بن هاشم بن البريد عن محمد بن عبدالله بن أبي رافع عن عمر بن علي بن الحسين عن أبيه عن علي قال أنصح الناس وأعلمهم بالله أشد الناس حبا وتعظيما لحرمة أهل لا إله إلا الله
حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علوية القطان ثنا اسماعيل بن عيسى العطار ثنا اسحاق بن بشر أخبرنا مقاتل عن قتادة عن خلاس 1 بن عمرو قال كنا جلوسا عند علي بن أبي طالب إذ أتاه رجل من خزاعة فقال يا أمير المؤمنين هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ينعت الإسلام قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بني الإسلام على أربعة أركان على الصبر واليقين والجهاد والعدل وللصبر أربع شعب الشوق والشفقة والزهادة والترقب فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن الحرمات ومن زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات ولليقين أربع شعب تبصرة الفطنة وتأويل الحكمة ومعرفة العبرة واتباع السنة فمن أبصر الفطنة تأول الحكمة ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة اتبع السنة ومن اتبع النسة فكأنما كان في الأولين وللجهاد أربع شعب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في المواطن وشنآن الفاسقين فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه وأحرز دينه ومن شنأ الفاسقين فقد غضب لله ومن غضب لله يغضب الله له وللعدل أربع شعب غوص الفهم وزهرة العلم وشرائع الحكم وروضة الحلم فمن غاص الفهم فسر جمل العلم ومن رعى زهرة العلم عرف شرائع الحكم ومن عرف شرائع الحكم ورد روضة الحلم

ومن ورد روضة الحلم لم يفرط في أمره وعاش في الناس وهم في راحة كذا رواه خلاس بن عمرو مرفوعا وخالف الرواة عن علي فقال الإسلام ورواه الأصبغ بن نباتة عن علي مرفوعا فقال الإيمان ورواه الحارث عن علي مرفوعا مختصرا ورواه قبيصة بن جابر عن علي من قوله ورواه العلاء بن عبدالرحمن عن علي من قوله حدثنا أبو الحسن أحمد بن يعقوب بن المهرجان ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبدالله ثنا الأوزاعي ثنا يحيى بن أبي كثير وغيره قال قيل لعلي ألا نحرسك فقال حرس أمرأ أجله وثيق عباراته ودقيق إشاراته قال أبو نعيم ومما حفظ عنه من وثيق العبارات ودقيق الإشارات حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي وإبراهيم بن إسحاق قالا ثنا أبو بكر بن خزيمة ثنا علي بن حجر ثنا يوسف بن زياد عن يوسف بن أبي المتئد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال قال علي عليه السلام كونوا لقبول العلم أشد اهتماما منكم بالعمل فانه لن يقل عمل مع التقوى وكيف يقل عمل يتقبل
حدثنا عمر بن محمد بن عبدالصمد ثنا الحسن بن محمد بن غفير ثنا الحسن بن علي ثنا خلف بن تميم ثنا عمر بن الرحال عن العلاء بن المسيب عن عبد خير عن علي قال ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك وأن تباهى الناس بعبادة ربك فإن أحسنت حمدت الله وإن أسأت استغفرت الله ولا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين رجل أذنب ذنبا فهو تدارك ذلك بتوبة أو رجل يسارع في الخيرات ولا يقل عمل في تقوى وكيف يقل ما يتقيل
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاووس عن عكرمة بن خالد قال قال علي بن أبي طالب وثنا عبدالله بن محمد قال ثنا عبدالله بن محمد بن سوار ثنا عون بن سلام ثنا عيسى بن مسلم الطهوي عن ثابت بن أبي صفية عن أبي الزغل قال قال علي بن أبي طالب احفظوا عني

خمسا فلو ركبتم الإبل في طلبهن لأنضيتموهن قبل أن تدركوهن لا يرجو عبد إلا ربه ولا يخاف إلا ذنبه ولا يستحي جاهل أن يسأل عما لا يعلم ولا يستحي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا إيمان لمن لا صبر له
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عون بن سلام ثنا أبو مريم عن زبيد عن مهاجر بن عمير قال قال علي بن أبي طالب إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل فأما اتباع الهوى فيصد علن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة ألا وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة ألا وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكل واحد منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل رواه الثوري وجماعة عن زبيد مثله عن علي مرسلا ولم يذكروا مهاجر بن عمير قال أبو نعيم أفادني هذا الحديث الدارقطني عن شيخي لم أكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا محمد بن جعفر وعلي بن أحمد قالا ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن يزيد أبو هشام ثنا المحاربي عن مالك بن مغول عن رجل من جعفى عن السدى عن أبي أراكة قال صلى علي الغداة ثم لبث في مجلسه حتى ارتفعت الشمس قيد رمح كأن عليه كآبة ثم قال لقد رأيت أثرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فما أرى أحدا يشبههم والله إن كانوا ليصبحون شعثا غبرا صفرا بين أعينهم مثل ركب المعزى قد باتوا يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم وجباههم إذا ذكر الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح فانهملت أعينهم حتى تبل والله ثيابهم والله لكأن القوم باتوا غافلين
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد ثنا ابن فضيل عن ليث عن الحسن عن علي قال طوبى لكل عبد نؤمة عرف الناس ولم يعرفه الناس عرفه الله برضوان أولئك مصابيح الهدى يكشف الله عنهم كل فتنة مظلمة سيدخلهم الله في رحمة منه ليس أولئك بالمذاييع

البذر 1 ولا الجفاة المرائين
حدثنا أبي ثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن الحكم ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا شجاع بن الوليد عن زياد بن خيثمة عن أبي اسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي قال ألا إن الفقيه كل الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله ولا يؤمنهم من عذاب الله ولا يرخص لهم في معاصي الله ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره ولا خير في عبادة لا علم فيها ولا خير في علم لا فهم فيه ولا خير في قراءة لا تدبر فيها
حدثنا محمد بن علي بن حش 2 ثنا عمي أحمد بن حش ثنا المخزومي ثنا محمد بن كثير عن عمرو بن قيس عن عمرو بن مرة عن علي قال كونوا ينابيع العلم مصابيح الليل خلق الثياب جدد القلوب تعرفوا به في السماء وتذكروا به في الأرض
حدثنا أبو محمد بن حبان ثنا عبدالله بن محمد بن زكريا ثنا سلمة بن شبيب ثنا سهل بن عاصم ثنا عبدة ثنا إبراهيم بن مجاشع عن عمرو بن عبدالله عن أبي محمد اليماني عن بكر بن خليفة قال قال علي بن أبي طالب أيها الناس إنكم والله لو حننتم حنين الوله العجال ودعوتم دعاء الحمام وجأرتم جؤار متبتلي الرهبان ثم خرجتم إلى الله من الأموال والأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده أو غفران سيئة أحصاها كتبته لكان قليلا فيما أرجو لكم من جزيل ثوابه وأتخوف عليكم من أليم عقابه فبالله بالله بالله لو سالت عيونكم رهبة منه ورغبة إليه ثم عمرتم في الدنيا ما الدنيا باقية ولو لم تبقوا شيئا من جهدكم لأنعمه العظام عليكم بهدايته إياكم للاسلام ما كنتم تستحقون به الدهر ما الدهر قائم بأعمالكم جنته ولكن برحمته ترحمون وإلى جنته يصير منكم المقسطون جعلنا الله وإياكم من التائبين العابدين
حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال كتب إلى أحمد بن ابراهيم بن هشام الدمشقي ثنا أبو صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة عن ابن حرث عن ابن عجلان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن عليا شيع جنازة

فلما وضعت في لحدها عج أهلها وبكوا فقال ما تبكون أما والله لو عاينوا ما عاين ميتهم لأذهلتهم معاينتهم عن ميتهم وإن له فيهم لعودة ثم عودة حتى لا يبقى منهم أحدا ثم قام فقال أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ضرب لكم الأمثال ووقت لكم الآجال وجعل لكم أسماعا تعي ما عناها وأبصارا لتجلوا عن غشاها وأفئدة تفهم ما دهاها في تركيب صورها وما أعمرها فإن الله لم يخلقكم عبثا ولم يضرب عنكم الذكر صفحا بل أكرمكم بالنعم السوابغ وأرفدكم بأوفر الروافد وأحاط بكم الاحصاء وأرصد لكم الجزاء في السراء والضراء فاتقوا الله عباد الله وجدوا في الطلب وبادروا بالعمل مقطع النهمات وهادم اللذات فإن الدنيا لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجائعها غرور حائل وشبح فائل وسناد مائل يمضي مستطرفا ويردي مستردفا باتعاب شهواتها وختل تراضعها اتعظوا عباد الله بالعبر واعتبروا بالآيات والأثر وازدجروا بالنذر وانتفعوا بالمواعظ فكأن قد علقتكم مخالب المنية وضمكم بيت التراب ودهمتكم مقطعات الأمور بنفخة الصور وبعثرة القبور وسياقة المحشر وموقف الحساب بإحاطة قدرة الجبار كل نفس معها سائق يسوقها لمحشرها وشاهد يشهد عليها بعملها وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون فارتجب لذلك اليوم البلاد ونادى المناد وكان يوم التلاق وكشف عن ساق وكسفت الشمس وحشرت الوحوش مكان مواطن الحشر وبدت الأسرار وهلكت الأشرار وارتجت الأفئدة فنزلت بأهل النار من الله سطوة مجيحة وعقوبة منيحة وبرزت الجحيم لها كلب ولجب وقصيف رعد وتغيظ ووعيد تأجج جحيمها وغلا حميمها وتوقد سمومها فلا ينفس خالدها ولا تنقطع حسراتها ولا يقصم كبولها معهم ملائكة يبشرونهم بنزل من حميم وتصلية جحيم عن الله محجوبون ولأوليائه مفارقون وإلى النار منطلقون عباد الله اتقوا الله تقية من كنع فخنع ووجل فرحل وحذر

فابصر فازدجر فاحتث طلبا ونجا هربا وقدم للمعاد واستظهر بالزاد وكفى بالله منتقما وبصيرا وكفى بالكتاب خصما وحجيجا وكفى بالجنة ثوابا وكفى بالنار وبالا وعقابا وأستغفر الله لي ولكم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبدالعزيز بن الخطاب ثنا سهل سهل بن شعيب عن أبي علي الصيقل عن عبدالأعلى عن نوف البكالي قال رأيت علي بن أبي طالب خرج فنظر إلى النجوم فقال يا نوف أراقد أنت أم رامق قلت بل رامق يا أمير المؤمنين فقال يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا وترابها فراشا وماءها طيبا والقرآن والدعاء دثارا وشعارا قرضوا الدنيا على منهاج المسيح عليه السلام يا نوف إن الله تعالى أوحى إلى عيسى أن مر بني اسرائيل أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة وأبصار خاشعة وأيد نقية فإني لا أستجيب لأحد منهم ولأحد من خلقي عنده مظلمة يا نوف لا تكن شاعرا ولا عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا عشارا فإن داود عليه السلام قام في ساعة من الليل فقال إنها ساعة لا يدعو عبد إلا أستجيب له فيها إلا أن يكون عريفا أو شرطيا أو جابيا أو عشارا أو صاحب عرطبة وهو الطنبور أو صاحب كوبة وهو الطبل وصيته لكميل بن زياد حدثنا حبيب بن الحسن ثنا موسى بن اسحاق وثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عثمان بي أبي شيبة قالا ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد وثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ ثنا محمد بن الحسين الخثعمي ثنا اسماعيل بن موسى الفزاري قالا ثنا عصام بن حميد الخياط ثنا ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي عن عبدالرحمن بن جندب عن كميل بن زياد قال أخذ علي بن أبي طالب بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان فلما أصحرنا جلس ثم تنفس ثم قال يا كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ ما أقول لك الناس

ثلاثة فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت تحرس المال العلم يزكو على العمل والمال تنقصه النفقة ومحبة العالم دين يدان بها العلم يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد موته وصنيعة المال تزول بزواله مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة هاه إن ههنا وأشار بيده إلى صدره علما لو أصبت له حملة بلى أصبته لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا يستظهر بحجج الله على كتابه وبنعمه على عباده أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في احيائه يقتدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لاذا ولا ذاك أو منهوم باللذات سلس القياد للشهوات أو مغرى بجمع الأموال والادخار وليسا من دعاة الدين أقرب شبها بهما الأنعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة لئلا تبطل حجج الله وبيناته أولئك هم الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استوعر منه المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمنظر الأعلى أولئك خلفاء الله في بلاده ودعاته إلى دينه هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم وأستغفر الله لي ولك إذا شئت فقم زهده وتعبده قال الشيخ رحمه الله ذكر بعض ما نقل عنه من التقلل والتزهد واشتهر به من الترهب والتعبد وقد قيل إن التصوف السلو عن الأعراض بالسمو إلى الأغراض
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا

وهب بن اسماعيل ثنا محمد بن قيس عن علي بن ربيعة الوالبي عن علي بن أبي طالب قال جاءه ابن النباج فقال يا أمير المؤمنين امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء فقال الله أكبر فقام متوكئا على ابن النباج حتى قام على بيت مال المسلمين فقال ... هذا جناي وخياره فيه ... وكل جان يده إلى فيه ... يا ابن النباج علي بأشياع الكوفة قال فنودي في الناس فأعطى جميع ما في بيت مال المسلمين وهو يقول يا صفراء ويا بيضاء غري غيري ها وها حتى ما بقي منه دينار ولا درهم ثم أمره بنضحه وصلى فيه ركعتين
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا عبدالله بن عمر ثنا ابن نمير ثنا أبو حيان التيمي عن مجمع التيمي قال كان علي يكنس بيت المال ويصلي فيه يتخذه مسجدا رجاء أن يشهد له يوم القيامة
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا اسحاق بن الحسن الحربي ثنا مسدد وثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة قالا ثنا عبدالوارث بن سعيد عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه أن علي بن أبي طالب خطب الناس فقال والله الذي لا إله إلا هو ما رزأت من فيئكم إلا هذه وأخرج قارورة من كم قميصه فقال أهداها إلي مولاي دهقان
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني سفيان بن وكيع ثنا أبو غسان عن أبي داود المكفوف عن عبدالله بن شريك عن جده عن علي بن أبي طالب أنه أتى بفالوذج فوضع قدامه بين يديه فقال إنك طيب الريح حسن اللون طيب الطعم لكن أكره أن أعود نفسي ما لم تعتده
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد ثنا وكيع عن سفيان عن عمرو بن قيس الملائي عن عدي بن ثابت أن عليا أتي بفالوذج فلم يأكل
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم ثنا عبدالصمد ثنا عمران وهو القطان عن زياد بن مليح أن عليا أتي بشيء من خبيص فوضعه بين أيديهم فجعلوا يأكلون فقال علي إن الإسلام ليس

ببكر ضال ولكن قريش رأت هذا فتناجزت عليه 1
حدثنا الحسن بن علي الوراق ثنا محمد بن أحمد بن عيسى ثنا عمرو بن تميم ثنا أبو نعيم ثنا اسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر قال سمعت عبدالملك بن عمير يقول حدثني رجل من ثقيف أن عليا استعمله على عكبرا قال ولم يكن السواد يسكنه المصلون وقال لي إذا كان عند الظهر فرح إلي فرحت إليه فلم أجد عنده حاجبا يحبسني عنه دونه فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز من ماء فدعا بطينة 2 فقلت في نفسي لقد أمنني حتى يخرج إلى جوهرا ولا أدري ما فيها فإذا عليها خاتم فكسر الخاتم فإذا فيها سويق فأخرج منها فصب في القدح فصب عليه ماء فشرب وسقاني فلم أصبر فقلت يا أمير المؤمنين أتصنع هذا بالعراق وطعام العراق أكثر من ذلك قال أما والله ما أختم عليه بخلا عليه ولكني أبتاع قدر ما يكفيني فأخاف أن يفنى فيصنع من غيره وإنما حفطي لذلك وأكره أن أدخل بطني إلا طيبا
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو معمر ثنا أبو أسامة عن سفيان عن الأعمش قال كان علي يغدي ويعشي ويأكل هو من شيء يجيئه من المدينة
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن أبي الحسن الصوفي ثنا يحيى بن يوسف الرقي ثنا عباد بن العوام عن هارون بن عنترة عن أبيه قال دخلت على علي بن أبي طالب بالخورنق وهو يرعد تحت سمل قطيفة فقلت يا أمير المؤمنين إن الله قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال وأنت تصنع بنفسك ما تصنع فقال والله ما أرزأكم من مالكم شيئا وإنها لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي أو قال من المدينة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن حكيم وثنا محمد بن علي ثنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد قالا ثنا شريك عن عثمان بن أبي زرعة عن زيد بن وهب قال قدم على علي وفد من أهل البصرة فيهم رجل من أهل الخوارج يقال له الجعد

ابن نعجة فعاتب عليا في لبوسه فقال علي مالك وللبوسي إن لبوسي أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو عبدالله السلمي ثنا إبراهيم بن عيينة عن سفيان الثوري عن عمرو بن قيس قال قيل لعلي يا أمير المؤمنين لم ترقع قميصك قال يخشع القلب ويقتدي به المؤمن
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا عبدالله بن مطيع ثنا هشيم 1 عن اسماعيل بن سالم عن أبي سعيد الأزدي وكان إماما من أئمة الأزد قال رأيت عليا أتى السوق وقال من عنده قميص صالح بثلاثة دراهم فقال رجل عندي فجاء به فأعجبه قال لعله خير من ذلك قال لا ذاك ثمنه قال فرأيت عليا يقرض رباط الدراهم من ثوبه فأعطاه فلبسه فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه فأمر به فقطع ما فضل عن أطراف أصابعه
حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا موسى بن عيسى ثنا أحمد بن محمد القمي ثنا بشر بن إبراهيم ثنا مالك بن مغول وشريك عن علي بن الأرقم عن أبيه قال رأيت عليا وهو يبيع سيفا له في السوق ويقول من يشتري مني هذا السيف فوالذي فلق الحبة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ولو كان عندي ثمن إزار ما بعته
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن حمويه الأهوازي ثنا الحسن بن سنان الحنظلي ثنا سليمان بن الحكم عن شريك بن عبدالله عن علي بن الأرقم عن أبيه قال رأيت عليا فذكر نحوه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني زكريا بن يحيى الكسائي ثنا ابن فضيل عن الأعمش عن مجمع التيمي عن يزيد بن محجن قال كنت مع علي وهو بالرحبة فدعى بسيف فسله فقال من يشتري سيفي هذا فوالله لو كان عندي ثمن إزار ما بعته
حدثنا أبو حامد ابن جبلة ثنا محمد بن إسحاق حدثنا عبدالله بن عمر حدثنا عبدالله بن نمير وأبو أسامة قالا ثنا أبو حيان التيمي عن مجمع التيمي عن أبي رجاء قال رأيت علي ابن أبي طالب خرج بسيف يبيعه فقال من يشتري مني هذا لو كان عندي

ثمن إزار لم أبعه فقلت يا أمير المؤمنين أنا أبيعك وأنسئك إلى العطاء زاد أبو أسامة فلما خرج عطاؤه أعطاني
حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ثنا الحسين بن عبدالله الراقي ثنا محمد بن عوف ثنا محمد بن خالد البصري ثنا الحسن بن زكرياء الثقفي عن عنبسة النحوي قال شهدت الحسن بن أبي الحسن وأتاه رجل من بني ناجية فقال يا أبا سعيد بلغنا أنك تقول لو كان علي يأكل من حشف المدينة لكان خيرا له مما صنع فقال الحسن يا ابن أخي كلمة باطل حقنت بها دما والله لقد فقدوه سهما من مرامز طيب 1 والله ليس بسروقة لمال الله ولا بنؤمة عن أمر الله أعطى القرآن عزائمه فيما عليه وله أحل حلاله وحرم حرامه حتى أورده ذلك على حياض غدقة ورياض مونقة ذلك علي بن أبي طالب يا لكع وصفه في مجلس معاوية حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا العباس عن بكار الضبي ثنا عبدالواحد بن أبي عمرو الأسدي عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح قال دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال له صف لي عليا فقال أو تعفيني يا أمير المؤمنين قال لا أعفيك قال أما إذ لا بد فإنه كان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل وظلمته كان والله غزير العبرة طويل الفكرة يقلب كفه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما جشب كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه ويجيبنا إذا سألناه وكان مع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يعظم أهل الدين

ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه بميل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين فكأني أسمعه الآن وهو يقول يا ربنا يا ربنا يتضرع اليه ثم يقول للدنيا إلي تغررت إلي تشوفت هيهات هيهات غري غيري قد بتتك ثلاثا فعمرك قصير ومجلسك حقير وخطرك يسير آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء فقال كذا كان أبو الحسن رحمه الله كيف وجدك عليه يا ضرار قال وجد من ذبح واحدها في حجرها لا ترقأ دمعتها ولا يسكن حزنها ثم قام فخرج
حدثنا أحمد بن محمد بن موسى ثنا عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي ثنا أبي ثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام عن علي قال أشد الأعمال ثلاثة إعطاء الحق من نفسك وذكر الله على كل حال ومواساة الأخ في المال
حدثنا أحمد بن محمد بن موسى ثنا علي بن أبي قربة ثنا نصر بن مزاحم ثنا أبي ثنا عمرو 2 يعني ابن شمر عن محمد بن سوقة عن عبدالواحد الدمشقي قال نادى حوشب الخيري عليا يوم صفين فقال انصرف عنا يا ابن أبي طالب فانا ننشدك الله في دمائنا ودمك نخلي بينك وبين عراقك وتخلي بيننا وبين شامنا وتحقن دماء المسلمين فقال علي هيهات يا ابن أم ظليم والله لو علمت أن المداهنة تسعني في دين الله لفعلت ولكان أهون علي في المؤونة ولكن الله لم يرض من أهل القرآن بالادهان والسكوت والله يعصى
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ثنا شريك عن عاصم بن كليب عن محمد بن كعب قال سمعت عليا يقول لقد

رأيتني أربط الحجر على بطني من شدة الجوع على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وإن صدقتي اليوم لأربعون ألف دينار حدثنا أحمد بن علي بن محمد المرهبي ثنا سلمة بن ابراهيم ثنا اسماعيل الحضرمي الكهيلي ثنا أبي علي عن أبيه عن جده عن سلمة بن كهيل عن مجاهد قال شيعة على الحلماء العلماء الذبل الشفاه الأخيار الذين يعرفون بالرهبانية من أثر العبادة
حدثنا محمد بن عمرو بن سلم 1 ثنا علي بن العباس البجلي ثنا بكار بن أحمد عن حسن بن الحسين عن محمد بن عيسى بن زيد عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين قال شيعتنا الذبل الشفاه والإمام منا من دعا إلى طاعة الله
حدثنا فهد بن إبراهيم بن فهد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا بشر بن مهران ثنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سره أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده ثم قال لها كوني فكانت فليتول علي بن أبي طالب من بعدي رواه شريك أيضا عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم ورواه السدى عن زيد بن أرقم ورواه ابن عباس وهو غريب
حدثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن جعفر بن عبدالرحيم ثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم ثنا عبدالرحمن بن عمران بن أبي ليلى أخو محمد بن عمران ثنا يعقوب بن موسى الهاشمي عن ابن أبي رواد عن اسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعدي فانهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهما وعلما وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي للقاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي قال أبو نعيم فالمحققون بموالاة العترة الطيبة هم الذبل الشفاه المفترشو

الجباه الأذلاء في نفوسهم الفناة المفارقون لمؤثري الدنيا من الطغاة هم الذين خلعوا الراحات وزهدوا في لذيذ الشهوات وأنواع الأطعمة وألوان الأشربة فدرجوا على منهاج المرسلين والأولياء من الصديقين ورفضوا الزائل الفاني ورغبوا في الزائد الباقي في جوار المنعم المفضال ومولى الأيادي والنوال 5
طلحة بن عبيدالله
ومن الأعلام الشاهرة صاحب الأحوال الزاهرة الجواد بنفسه الفياض بماله طلحة بن عبيدالله قضى نحبه وأقرض ربه كان في الشدة والقلة لنفسه بذولا وفي الرخاء والسعة بماله وصولا وقد قيل إن التصوف النزوح بالأحوال والتخفف من الأثقال
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا ابن المبارك عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيدالله أخبرني عيسى بن طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد قال ذلك كله يوم طلحة قال أبو بكر كنت أول من فاء يوم أحد فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولأبي عبيدة بن الجراح عليكما صاحبكما يريد طلحة وقد نزف فأصلحنا من شأن النبي صلى الله عليه و سلم ثم أتينا طلحة في بعض تلك الجفار فاذا به بضع وسبعون أو أقل أو أكثر بين طعنة وضربة ورمية وإذا قد قطعت أصبعه فأصلحنا من شأنه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن طلحة بن عبيدالله قال حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيدالله قال لما رجع النبي صلى الله عليه و سلم من أحد صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قرأ هذه الآية رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه الآية فقام إليه رجل فقال يا رسول الله من هؤلاء فأقبلت وعلي ثوبان أخضران فقال

أيها السائل هذا منهم
حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي ثنا الهيثم بن خالد ثنا عبدالكبير بن المعافا ثنا صالح بن موسى الطلحي ثنا معاوية بن اسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت إني جالسة في بيتي ورسول الله وأصحابه في الفناء إذ أقبل طلحة بن عبيدالله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة
حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان النحوي ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي ثنا علي بن عبدالله المديني وثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد قالا ثنا سفيان بن عيينة عن طلحة بن يحيى بن طلحة حدثتني جدتي سعدى بنت عوف المرية وكانت محل إزار طلحة قالت دخل علي طلحة ذات يوم وهو خائر النفس وقال قتيبة دخل علي طلحة ورأيته مغموما فقلت مالي أراك كالح الوجه وقلت ما شأنك أرابك مني شيء فأعينك قال لا ولنعم خليلة المرء المسلم أنت قلت فما شأنك قال المال الذي عندي قد كثر وأكربني قلت وما عليك اقسمه قالت فقسمه حتى ما بقي منه درهم واحد قال طلحة بن يحيى فسألت خازن طلحة كم كان المال قال أربعمائة ألف حدثنا حبيب بن الحسن ثنا خلف بن عمرو الحميدي ثنا سفيان بن عيينة ثنا مجالد عن الشعبي عن قبيصة بن جابر قال صحبت طلحة بن عبيدالله فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصياح ثنا سفيان عن عمرو يعني ابن دينار قال كان غلة طلحة كل يوم ألفا وافيا حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا سفيان عن طلحة بن يحيى عن سعدى بنت عوف قالت كانت غلة طلحة كل يوم ألفا وافيا وكان يسمى طلحة الفياض حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا نصر بن علي ثنا الأصمعي ثنا نافع بن أبي نعيم عن محمد بن عمران عن سعدى بنت عوف امرأة طلحة بن عبيدالله قالت لقد تصدق طلحة يوما بمائة ألف درهم ثم حبسه عن الرواح إلى المسجد أن جمعت له بين طرفي ثوبه حدثنا

أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا روح بن عبادة ثنا عوف بن الحسن قال باع طلحة أرضا له بسبعمائة ألف فبات ذلك المال عنده ليلة فبات أرقا من مخافة المال حتى أصبح ففرقه 6
الزبير بن العوام
قال الشيخ أبو نعيم وقرينه الزبير بن العوام الثابت القوام صاحب السيف الصارم والرأي الحازم كان لمولاه مستكينا وبه مستعينا قاتل الأبطال وباذل الأموال وقد قيل إن التصوف الوفاء والثبات والتسامح بالمال والجدات
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا عبدالله بن وهب ثنا الليث بن سعد عن أبي الأسود قال أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثماني سنين وهاجر وهو ابن ثمان عشرة سنة كان عم الزبير يعلق الزبير في حصبر ويدخن عليه النار وهو يقول ارجع إلى الكفر فيقول الزبير لا أكفر أبدا
حدثنا أبو علي بن الصواف ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي وعمي أبو بكر قالا ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حماد بن أسامة ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال إن أول رجل سل سيفه الزبير بن العوام سمع نفحة نفحها الشيطان أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج الزبير يشق الناس بسيفه والنبي صلى الله عليه و سلم بأعلى مكة فلقيه فقال مالك يا زبير قال أخبرت أنك أخذت قال فصلى عليه ودعا له ولسيفه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يوسف بن يزيد القراطيسي ثنا أشد بن موسى ثنا سكين بن عبدالعزيز ثنا حفص بن خالد حدثني شيخ قدم علينا من الموصل قال صحبت الزبير بن العوام

في بعض أسفاره فأصابته جنابة بأرض قفر فقال استرني فسترته فحانت مني إليه التفاتة فرأيته مجذعا بالسيوف قلت والله لقد رأيت بك آثار ما رأيتها بأحد قط قال وقد رأيت ذلك قلت نعم قال أما والله ما منها جراحة إلا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي سبيل الله
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو عامر العدوي ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد أخبرني من رأى الزبير وإن في صدره لأمثال العيون من الطعن والرمي
حدثنا القاضي عبدالله بن محمد بن عمر ثنا نوح بن منصور ثنا الزبير بن بكار ثنا أبو غزية محمد بن موسى الأنصاري ثنا عبدالله بن مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر بن الزبير عن جدتها أسماء ابنة أبي بكر قالت مر الزبير بن العوام بمجلس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وحسان بن ثابت ينشدهم فمدح حسان بن ثابت الزبير فقال في مديحه للزبير ... فكم كربة ذب الزبير بسيفه ... عن المصطفى والله يعطي ويجزل ... فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدهر ما دام يذبل ... ثناؤك خير من فعال معاشر 1 ... وفعلك يا ابن الهاشمية أفضل ... حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني من سمع الوليد بن مسلم يقول سمعت سعيد بن عبدالعزيز يقول كان للزبير بن العوام ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فكان يقسمه كل ليلة ثم يقوم إلى منزله وليس معه منه شيء
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا السراج ثنا الحسن بن الصباح ثنا الحارث بن عطية عن الأوزاعي عن نهيك بن مريم عن مغيث بن سمى قال كان للزبير ألف مملوك يؤدون إليه الخراج ما يدخل بيته من خراجهم درهما
حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا إسحاق بن راهويه قال قلت لأبي أسامة أحدثكم هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله بن الزبير قال لما كان يوم الجمل جعل الزبير يوصي بدينه ويقول

يا بني إن عجزت عن شيء فاستعن عليه بمولاي قال فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت يا أبت من مولاك قال الله قال فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت يا مولى الزبير اقض دينه فيقضيه فقتل الزبير ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها بالغابة ودورا وإنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير لا ولكنه سلف فإني أخشى عليه الضيعة فحسبت ما عليه فوجدته ألفي ألف فقضيته وكان ينادي عبدالله بن الزبير بالموسم أربع سنين من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه فلما مضى أربع سنين قسمت بين الورثة الباقي وكان له أربع نسوة فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف فقال أبو أسامة نعم
حدثنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن الوليد التستري ثنا أحمد بن يحيى بن زهير ثنا علي بن حرب ثنا اسحاق بن ابراهيم الكوفي قال وحدثني أبو سهل عن الحسن وزائدة وشريك وجعفر الأحمر عن زيد يعني ابن أبي زياد عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال انصرف الزبير يوم الجمل عن علي فلقيه ابنه عبدالله فقال جبنا جبنا قال يا بني قد علم الناس أني لست بجبان ولكن ذكرني علي شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم فحلفت أن لا أقاتله فقال دونك غلامك فلانا فقد أعطيت به عشرين ألفا كفارة عن يمينك قال فولى الزبير وهو يقول ... ترك الأمور التي أخشى عواقبها ... في الله أحسن في الدنيا وفي الدين ... حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا سعيد بن عامر ثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة قال لما نزلت ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قال الزبير يا رسول الله أيردد علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب قال نعم قال والله إني لأرى الأمر شديدا
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر ثنا ضرار بن صرد ثنا عبدالعزيز الدراوردى عن محمد بن عمرو عن يحيى بن حاطب عن عبدالله بن الزبير عن أبيه قال لما نزلت ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قلت

يا رسول الله أيكرر علينا ما كان في الدنيا فذكر نحوه 7
سعد بن أبي وقاص
قال أبو نعيم رحمه الله وأما سعد بن أبي وقاص فقديم السبق بدء أمره مقاساة الشدة واحتمال الضيقة وهو مع الرسول صلى الله عليه و سلم بمكة هون عليه تحمل الأثقال ومفارقة العشيرة والمال لما باشر قلبه من حلاوة الإقبال ونصر على الأعداء بالمقاتلة والنضال 1 وخص بالإجابة في المسألة والابتهال ثم ابتلي في حالة الإمارة والسياسة وامتحن بالحجابة والحراسة ففتح الله على يديه السواد والبلدان ومنح عدة من الأناث والذكران ثم رغب عن العمالة والولاية وآثر العزلة والرعاية وتلافى ما بقي من عمره بالعناية فهو قدوة من ابتلي في حاله بالتلوين وحجة من تحصن بالوحدة والعزلة من التفتين إلى أن تتضح له الشبهة بالحجج والبراهين
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا يحيى بن أبي زائدة حدثني هاشم بن هاشم قال سمعت سعيد بن المسيب يقول قال سعد ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت فيه ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال سمعت سعدا يقول لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى يضع أحدنا كما تضع الشاة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن سعد قال رد رسول الله صلى الله عليه و سلم على عثمان بن مظعون التبتل ولو أذن فيه لاختصينا
حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد ثنا أبو اسماعيل الترمذي ثنا ابراهيم بن يحيى بن هانئ وثنا محمد بن محمد بن

اسحاق ثنا بكر بن أحمد بن مقبل ثنا محمد بن يزيد الاسقاطي ثنا إبراهيم بن يحيى بن هانئ ثنا أبي ثنا موسى بن عقبة عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن سعد قال قال لي النبي صلى الله عليه و سلم اللهم سدد رميته وأجب دعوته قال أبو نعيم سقط عن رواية الترمذي موسى بن عقبة
حدثنا محمد بن عاصم ثنا الحسين بن أبي معشر ثنا سفيان بن وكيع ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني صالح بن كيسان عن بعض آل سعد عن سعد قال كنا قوما يصيبنا ظلف العيش بمكة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وشدته فلما أصابنا البلاء اعترفنا لذلك ومرنا عليه وصبرنا له ولقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة خرجت من الليل أبول وإذا أنا أسمع بقعقعة شيء تحت بولي فإذا قطعة جلد بعير فأخذتها فغسلتها ثم أحرقتها فوضعتها بين حجرين ثم استفها 1 وشربت عليها من الماء فقويت عليها ثلاثا حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا العباس بن الفضل ثنا مبارك بن فضالة ثنا الحسن قال خطب عتبة بن غزوان فكان أول أمير خطب على منبر البصرة ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ومالنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا غير أني التقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك قال فما بقي من الرهط السبعة إلا أمير على مصر من الأمصار
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا اسحاق بن إبراهيم وعثمان بن أبي شيبة قالا ثنا جرير عن مغيرة الضبي عن رجل من بني عامر قال ثنا مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأنا في فتنة السراء لأخوف 2 عليكم مني في فتنة الضراء إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وإن الدنيا حلوة خضرة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا

عبدالرحمن بن مهدي ثنا سفيان الثوري عن سعد بن ابراهيم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال جاءه النبي صلى الله عليه و سلم يعوده وهو بمكة وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها ولم يكن له يومئذ إلا ابنة واحدة فقال يا رسول الله أوصي بمالي كله قال لا الثلث والثلث كثير ولعل الله أن يرفعك فينتفع بك ناس ويضر بك آخرون
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد عمر الواقدي ثنا بكر بن مسمار 1 عن عامر بن سعد سمعه يخبر عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله عز و جل يحب العبد التقي الخفي 2 الغني
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو عامر العقدي ثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبدالله عن عمر بن سعد عن أبيه أنه قال لي يا بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأسا لا والله حتى أعطى سيف إن ضربت به مؤمنا نبا عنه وإن ضربت به كافرا قتله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يجب الغني الخفي التقي حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا عبدالله بن بشر عن أيوب السختياني قال اجتمع سعد بن أبي وقاص وابن مسعود وابن عمر وعمار بن ياسر فذكروا الفتنة فقال سعد أما أنا فأجلس في بيتي ولا أدخل فيها حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم عن عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال قيل لسعد بن أبي وقاص ألا تقاتل فإنك من أهل الشورى وأنت أحق بهدا الأمر من غيرك فقال لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان يعرف المؤمن من الكافر فقد جاهدت وأنا أعرف الجهاد حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن عدي ثنا شعبة أخبرني يحيى بن حصين قال سمعت طارقا يعني ابن شهاب يقول كان بين خالد وسعد كلام فذهب رجل يقع في خالد عند سعد

فقال مه إن ما بيننا لم يبلغ ديننا 8
سعيد بن زيد
وأما سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فكان بالحق قوالا ولماله بذالا ولهواه قامعا وقتالا ولم يكن ممن يخاف في الله لومة لائم وكان مجاب الدعوة سبق الإسلام قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنهما شهد بدرا بسهمه وأجره رغب عن الولاية وتشمر في الرعاية قمع نفسه وأخفى عن المنافسة في الدنيا شخصه اعتزل الفتنة والشرور المؤدية إلى الضيعة والغرور عازما على السبقة والعبور المفضي إلى الرفعة والحبور كان للولايات قاليا وفي مراتب الدنيا وانيا وفي العبودية غانيا وعن مساعدة نفسه فانيا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن صدقة بن المثنى حدثني رباح بن الحارث أن المغيرة كان في المسجد الأكبر وعنده أهل الكوفة عن يمينه وعن يساره فجاء رجل يدعى سعيد بن زيد فحياه المغيرة وأجلسه عند رجليه على السرير فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرة فسب فقال من يسب هذا يا مغيرة قال سب علي بن أبي طالب عليه السلام فقال يا مغيرة بن شعبة ثلاثا ألا أسمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يسبون عندك لا تنكر ولا تغير وأنا أشهد على رسول الله صلى الله عليه و سلم مما سمعت أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه و سلم فإني لم أكن أروي عنه كذبا يسألني عنه إذا لقيته أنه قال أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان فى الجنة وعلى فى الجنة وطلحة فى الجنة والزبير فى الجنة وسعد بن مالك في الجنة وتاسع المؤمنين في الجنة لو شئت أن أسميه لسميته قال فرج أهل المسجد يناشدونه يا صاحب رسول الله من التاسع قال ناشدتموني بالله والله عظيم أنا تاسع المؤمنين ورسول الله العاشر ثم أتبع ذلك يمينا فقال لمشهد شهده رجل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يغبر وجهه مع رسول الله صلى

الله عليه وسلم أفضل من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح رواه عبدالواحد بن زياد عن صدقة مثله
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا علي بن عاصم أنبأنا حصر 1 عن هلال بن يساف عن عبدالله بن ظالم المازني قال لما خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة قال فأقام خطباء يقعون في علي وأنا إلى جنب سعيد بن زيد قال فغضب فقام فأخذ بيدي فتبعته فقال ألا ترى إلى هذا الرجل الظالم لنفسه الذي يأمر بلعن رجل من أهل الجنة فأشهد على التسعة أنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا عارم أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه أن أروى بنت أويس استعدت مروان على سعيد بن زيد وقالت سرق من أرضي فأدخله في أرضه فقال سعيد ما كنت لأسرق منها بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سرق شبرا من الأرض طوق إلى سبع أرضين فقال لا أسألك بعد هذا فقال سعيد اللهم إن كانت كاذبة فاذهب بصرها واقتلها في أرضها فذهب بصرها ووقعت في حفرة في أرضها فماتت
حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب ثنا ابن عمر يعني عبدالله العمري عن نافع عن عبدالله بن عمر أن مروان أرسل إلى سعيد بن زيد ناسا يكلمونه في شأن أروى بنت أويس وخاصمته في شيء فقال يروني 2 أظلمها وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ظلم شبرا من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين اللهم إن كانت كاذبة فلا تمنها حتى يعمى بصرها وتجعل قبرها في بئرها قال فوالله ما ماتت حتى ذهب بصرها وخرجت تمشي في دارها وهي حذرة فوقعت في بئرها وكانت قبرها رواه عبدالله بن عبدالمجيد عن عبيدالله بن عمر مثله حدثناه أبو محمد بن حبان ثنا محمد بن سليمان ثنا بشر بن آدم ثنا عبيدالله بن عبدالمجيد ثنا عبدالله بن عمر العمري مثله
حدثنا أبو عمرو بن حمدان

ثنا الحسن بن سفيان ثنا أحمد بن عيسى ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن أروى استعدت على سعيد بن زيد إلى مروان بن الحكم فقال سعيد اللهم إنها قد زعمت أني ظلمتها فإن كنت كاذبة فاعم بصرها وألقها في بئرها وأظهر من حقي نورا يبين للمسلمين أني لم أظلمها قال فبينا هم على ذلك إذ سال العقيق بسيل لم يسل مثله قط فكشف عن الحد الذي كانا يختلفان فيه فإذا سعيد قد كان في ذلك صادقا ولم تلبث إلا شهرا 1 حتى عميت فبينا هي تطوف في أرضها تلك إذ سقطت في بئرها قال فكنا ونحن غلمان نسمع الإنسان يقول للانسان أعماك الله كما أعمى الأروى فلا نظن إلا أنه يريد الأروى التي من الوحش فإذا هو إنما كان ذلك لما أصاب أروى من دعوة سعيد بن زيد وما يتحدث الناس به مما استجاب الله له سؤله
حدثنا 8أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن رمح بن مهاجر حدثنا ابن لهيعة عن محمد بن زيد بن مهاجر أنه سمع أبا غطفان المري يخبر أن أروى بنت أويس أتت مروان بن الحكم مستغيثة وفيها تستغيثه من سعيد بن زيد وقالت ظلمني أرضي وغلبني حقي وكان جارها بالعقيق فركب إليه عاصم بن عمر فقال أنا أظلم أروى حقها فوالله لقد ألقيت لها ستمائة ذراع من أرضي من أجل حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أخذ من حق امرئ من المسلمين شيئا بغير حق طوقه يوم القيامة حتى سبع أرضين قومي يا أروى فخذي الذي تزعمين أنه حقك فقامت فتسحبت في حقه فقال اللهم إن كانت ظالمة فأعم بصرها واقتلها في بئرها فعميت ووقعت في بئرها فماتت

عبدالرحمن بن عوف
وأما عبدالرحمن بن عوف فكان حاله فيما بسط له حال الأمناء والخزان يفرقه في سبيل المنعم المنان يستخير بالله من التفتين فيه والطغيان وتتصل منه المناحة والأحزان خوف الانقطاع عن إخوته والأخدان أدرك الودق وسبق الرنق كثير الأموال مبين الحال تجود يده بالعطيات وعينه وقلبه بالعبرات وهو قدوة ذي الثروة والجدات في الإنفاق على المتقشفين من ذوي الفاقات
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبدالرحمن ثنا يزيد بن هارون أخبرنا أبو المعلى الجريري عن ميمون بن مهران عن ابن عمر أن عبدالرحمن بن عوف قال لأصحاب الشورى هل لكم أن أختاره لكم وأتفضى منها فقال علي أنا أول من رضي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أنت أمين في أهل الأرض وأمين في أهل السماء
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا عمارة بن زاذان عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال بينما عائشة في بيتها إذ سمعت صوتا رجت منه المدينة فقالت ما هذا قالوا عير قدمت لعبدالرحمن بن عوف من الشام وكانت سبعمائة راحلة فقالت عائشة أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول رأيت عبدالرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا فبلغ ذلك عبدالرحمن فأتاها فسألها عما بلغه فحدثته قال فإني أشهدك أنها بأحمالها وأقتابها وأحلاسها في سبيل الله عز و جل
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا عبدالله بن جعفر المخزومي حدثتني عمتي أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها المسور بن مخرمة قال باع عبدالرحمن بن عوف أرضا له من عثمان بأربعين ألف دينار فقسم ذلك المال في بني زهرة وفقراء المسلمين وأمهات المؤمنين وبعث إلى عائشة معي بمال من ذلك المال فقالت عائشة أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقول لن يحنو عليكم بعدي إلا الصالحون سقا الله ابن عوف من سلسبيل الجنة
حدثنا حبيب بن الحسين ثنا أبو معشر الدارمي ثنا أحمد بن بديل ثنا المحاربي عن عمار بن سيف عن اسماعيل بن أبي خالد عن عبدالله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعبدالرحمن بن عوف ما بطأ بك عني فقال ما زلت بعدك أحاسب وإنما ذلك لكثرة مالي فقال هذه مائة راحلة جاءتني من مصر فهي صدقة على أرامل أهل المدينة
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا سليمان بن عبدالرحمن الدمشقي ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له يا ابن عوف إنك من الأغنياء ولن تدخل الجنة إلا زحفا فأقرض الله عز و جل يطلق لك قدميك قال ابن عوف وما الذي أقرض الله قال تتبرأ مما أمسيت فيه قال من كله أجمع يا رسول الله قال نعم فخرج ابن عوف وهو يهم بذلك فأتاه جبريل فقال مر ابن عوف فليضف الضيف وليطعم المسكين وليعط السائل فإذا فعل ذلك كانت كفارة لما هو فيه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا عبدالله بن المبارك عن معمر عن الزهري قال تصدق عبدالرحمن بن عوف على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم بشطر ماله أربعة آلاف ثم تصدق بأربعين ألف ثم تصدق بأربعين ألف دينار ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله وكان عامة ماله من التجارة
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا أبو همام السكوني ثنا حسين بن علي عن جعفر بن برقان قال بلغني أن عبدالرحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألف بنت 1
حدثنا أبو عمر بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا دحيم بن أبي فديك حدثني ابن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن نوفل بن إياس الهذلي قال كان عبدالرحمن لنا جليسا وكان نعم الجليس وأنه انقلب

بنا يوما حتى دخلنا بيته ودخل فاغتسل ثم خرج فجلس معنا وأتينا بصفحة فيها خبز ولحم فلما وضعت بكى عبدالرحمن بن عوف فقلنا له يا أبا محمد ما يبكيك قال هلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ولا أرانا أخرنا لها لما هو خير منها
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده عبدالرحمن بن عوف أنه أتى بطعام قال شعبة أحسبه كان صائما فقال عبدالرحمن قتل حمزة فلم نجد ما نكفنه فيه وهو خير مني وقتل مصعب بن عمير وهو خير مني فلم نجد ما نكفنه وقد أصبنا منها ما قد أصبنا قال شعبة أو قال أعطينا ما أعطينا ثم قال عبدالرحمن إني لأخشى أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا في الدنيا قال شعبة وأظنه قال ولم يأكل قال أبو نعيم أخبرت عن محمد بن أيوب الرازي ثنا مسدد ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن الحضرمي قال قرأ رجل عند النبي صلى الله عليه و سلم وكان لين الصوت أو لين القراءة فما بقي أحد من القوم إلا فاضت عينه غير عبدالرحمن بن عوف فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لم يكن عبدالرحمن بن عوف فاضت عينه فقد فاض قلبه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالرحمن بن جابر الطائي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف قال قال عبدالرحمن بن عوف بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده قال سمعت عليا يقول يوم مات عبدالرحمن بن عوف اذهب ابن عوف فقد أدركت صفوها وسبقت رنقها 10
أبو عبيدة بن الجراح
ومنهم الأمين الرشيد والعامل الزهيد أمين الأمة أبو عبيدة كان للأجانب من المؤمنين وديدا وعلى الأقارب من المشركين شديدا فيه نزلت

لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله الآية صبر على الاقتصار على القليل إلى أن حان منه النقلة والرحيل
حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا أبو عمارة محمد بن أحمد بن المهندس ثنا أبو عقيل الحمال وحميد بن الربيع قالا ثنا أبو أسامة ثنا عمر بن حمزة العمري عن سالم عن أبيه عن ابن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ورواه الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر وكوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر عن عمر وعبدالرحمن بن غنم عن عبدالله بن أرقم عن عمر وممن روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في أمانة أبي عبيدة أبو بكر الصديق وابن مسعود وحذيفة وخالد بن الوليد وأنس وعائشة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال جعل أبو أبي عبيدة بن الجراح يتصدى لابنه أبي عبيدة يوم بدر فجعل أبو عبيدة يحيد عنه فلما أكثر قصده أبو عبيدة فقتله فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية حين قتل أباه لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان الآية
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة ثنا أبو هلال ثنا قتادة أن أبا عبيدة بن الجراح قال ما من الناس من أحمر ولا أسود حر ولا عبد عجمي ولا فصيح اعلم أنه أفضل مني بتقوى إلا أحببت أن أكون في مسلاخه
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن ابي شيبة ثنا أبو خالد الأحمر ثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرازق ثنا معمر قالا عن هشام بن عروة عن أبيه قال دخل عمر بن الخطاب على أبي عبيدة بن الجراح فإذا هو مضطجع على طنفسة رحله متوسدا الحقيبة فقال له عمر ألا اتخذت ما اتخذ أصحابك فقال يا أمير المؤمنين هذا يبلغني المقيل وقال معمر في حديثه لما قدم عمر الشام تلقاه الناس وعظماء

أهل الأرض فقال عمر أين أخي قالوا من قال أبو عبيدة قالوا الآن يأتيك فلما أتاه نزل فاعتنقه ثم دخل عليه بيته فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله 1 ثم ذكر نحوه حدثنا محمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبدالرحمن المقرئ ثنا حيوة أخبرني أبو صخر أن زيد بن أسلم حدثه عن أبيه عن عمر بن الخطاب أنه قال لأصحابه تمنوا فقال رجل أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله ثم قال تمنوا فقال رجل أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا وزبرجدا وجوهرا أنفقه في سبيل الله وأتصدق ثم قال تمنوا فقالوا ما ندري يا أمير المؤمنين فقال عمر أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هشام بن الوليد وثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون قالا ثنا جرير بن عثمان عن نمران بن مخمر 2 أبي الحسن عن أبي عبيدة بن الجراح أنه كان يسير في العسكر فيقول ألا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين ادرؤا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات فلو أن أحدكم عمل من السيئات ما بينه وبين السماء ثم عمل حسنة لعلت فوق سيئاته حتى تقهرهن
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا وكيع عن سفيان عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي عبيدة بن الجراح قال مثل قلب المؤمن مثل العصفور يتقلب كل يوم كذا وكذا مرة 11
عثمان بن مظعون
ومنهم المتقشف المحزون الممتحن في عينه المطعون ذو الهجرتين عثمان بن مظعون كان إلى الاستجابة لله سابقا وبمعالي الأحوال لاحقا وفي العبادة ناسكا

وفي المحاربة فاتكا لم تنقصه الدنيا ولم تحطه عن العليا تعجل إلى المحبوب فتسلى عن المكروب وقد قيل إن التصوف تشوف الصادي الراغب عن الكدر إلى صفاء الود من غير صدر
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق عن صالح بن ابراهيم بن عبدالرحمن بن عوف عن من حدثه عن عثمان قال لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من البلاء وهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن المغيرة قال والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك وأصحابي وأهل ديني يلقون من الأذى والبلاء ما لا يصيبني لنقص كبير في نفسي فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له يا أبا عبد شمس وفت ذمتك وقد رددت إليك جوارك قال لم يا ابن أخي لعله آذاك أحد من قومي قال لا ولكني أرضى بجوار الله عز و جل ولا أريد أن أستجير بغيره قال فانطلق إلى المسجد فاردد على جواري علانية كما أجرتك علانية قال فانطلقا ثم خرجا حتى أتيا المسجد فقال لهم الوليد هذا عثمان قد جاء يرد على جواري قال لهم قد صدق قد وجدته وفيا كريم الجوار ولكني قد أحببت أن لا أستجبر بغير الله فقد رددت عليه جواره ثم انصرف عثمان ولبيد بن ربيعة بن مالك بن كلاب القيسي في المجلس من قريش ينشدهم فجلس معهم عثمان فقال لبيد وهو ينشدهم ... ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... فقال عثمان صدقت فقال ... وكل نعيم لا محالة زائل ... فقال عثمان كذبت نعيم أهل الجنة لا يزول قال لبيد بن ربيعة يا معشر قريش والله ما كان يؤذى جليسكم فمتى حدث فيكم هذا فقال رجل من القوم إن هذا سفيه في سفهاء معه قد فارقوا ديننا فلا تجدن في نفسك من قوله

فرد عليه عثمان حتى سرى أي عظم أمرهما فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان فقال أما والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية فقد كنت في ذمة منيعة فقال عثمان بلى والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى ما أصاب أختها في الله وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس فقال عثمان بن مظعون فيما أصيب من عينه ... فإن تك عيني في رضا الرب نالها ... يدا ملحد في الدين ليس بمهتد ... فقد عوض الرحمن منها ثوابه ... ومن يرضه الرحمن يا قوم يسعد ... فإني وإن قلتم غوي مضلل ... سفيه على دين الرسول محمد ... أريد بذاك الله والحق ديننا ... على رغم من يبغي علينا ويعتدي ... وقال علي بن أبي طالب عليه السلام فيما أصيب من عين عثمان بن مظعون رضي الله عنهما ... أمن تذكر دهر غير مأمون ... أصحبت مكتئبا تبكي كمحزون ... أمن تذكر أقوام ذوي سفه ... يغشون بالظلم من يدعو إلى الدين ... لا ينتهون عن الفحشاء ما سلموا ... والغدر فيهم سبيل غير مأمون ... ألا ترون أقل الله خيرهم ... أنا غضبنا لعثمان بن مظعون ... إذ يلطمون ولا يخشون مقلته ... طعنا دراكا وضربا غير مأفون ... فسوف يجزيهم إن لم يمت عجلا ... كيلا بكيل جزاء غير مغبون
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين القاضي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا ابراهيم بن سعد عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أم العلاء قالت توفي عثمان بن مظعون في دارنا فلما نمت رأيت عينا تجري لعثمان بن مظعون فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ذاك عمله
حدثنا فاروق الخطابي ثنا زياد بن الخليل ثنا ابراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح ثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري قال كانت الحبشة متجرا لقريش يجدون فيها رفقا من الرزق وأمانا فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بها أصحابه فانطلق إليها عامتهم حين قهروا وتخوفوا الفتنة فخرجوا

وأميرهم عثمان بن مظعون فمكث هو وأصحابه بأرض الحبشة حتى أنزلت سورة والنجم وكان عثمان بن مظعون وأصحابه ممن رجع فلا يستطيعوا أن يدخلوا مكة حين بلغهم شدة المشركين على المسلمين إلا بجوار فأجار الوليد بن المغيرة عثمان بن مظعون
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال لما توفي عثمان بن مظعون قالت امرأته يا رسول الله فارسك وصاحبك وكان يعد من خيارهم فلما توفيت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رسول الله الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا سفيان بن وكيع ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن زياد عن ابن عباس أن النبي صلى الله صلى الله عليه و سلم دخل على عثمان بن مظعون حين مات فانكب عليه فرفع رأسه ثم حنى الثانية ثم رفع رأسه ثم حنى الثالثة ثم رفع رأسه وله شهيق فعرفوا أنه يبكي فبكى القوم فقال أستغفر الله أستغفر الله اذهب عنها أبا السائب فقد خرجت منها ولم تلبس منها بشيء
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار بن حاتم ثنا جعفر يعني ابن سليمان ثنا أيوب عن عبدربه بن سعيد المدني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على عثمان بن مظعون وهو في الموت فأكب عليه يقبله فقال رحمك الله يا عثمان ما أصبت من الدنيا ولا أصابت منك
حدثنا أبي ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسين ثنا أبو الربيع الرشديني ثنا بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب أن عثمان بن مظعون دخل يوما المسجد وعليه نمرة قد تخللت فرقعها بقطعة من فروة فرق رسول الله صلى الله عليه و سلم عليه ورق أصحابه لرقته فقال كيف أنتم يوم يغدو أحدكم في حلة ويروح في أخرى وتوضع بين يديه قصعة وترفع أخرى وسترتم البيوت كما تستر الكعبة قالوا وددنا أن ذلك قد كان يا رسول الله فأصبنا الرخاء والعيش قال فان ذلك لكائن وأنتم اليوم خير من أولئك
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب

ثنا أبو داود ثنا قيس يعني ابن الربيع عن عاصم بن عبيدالله عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت
حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا أبي ثنا عبدالله بن محمد بن عبيد ثنا هارون الفروي ثنا أبو علقمة عن زيد بن أسلم قال هلك عثمان مظعون فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بجهازه فلما وضع في قبره قالت امرأته هنيئا لك أبا السائب الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وما علمك بذلك قالت كان يا رسول الله يصوم النهار ويصلي الليل قال بحسبك لو قلت كان يحب الله ورسوله
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمر بن محمد بن الحسن حدثني أبي ثنا شريك عن أبي إسحاق السبيعي قال دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي صلى الله عليه و سلم سيئة الهيئة في أخلاق لها فقلن لها مالك فقالت أما الليل فقائم وأما النهار فصائم فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم بقولها فلقي عثمان بن مظعون فلامه فقال أما لك بي أسوة قال بلى جعلني الله فداك فجاءت بعد حسنة الهيئة طيبة الريح وقالت حين قبض ... يا عين جودي بدمع غير ممنون ... على رزية عثمان بن مظعون ... على امرئ بات في رضوان خالقه ... طوبى له من فقيد الشخص مدفون ... طاب البقيع له سكنى وغرقده ... وأشرقت أرضه من بعد تفتين ... وأورث القلب حزنا لا انقطاع له ... حتى الممات فما ترقى له شونى ... 12
مصعب بن عمير الداري
ومنهم مصعب بن عمير الداري المحب القارى المستشهد بأحد كان أول الدعاة وسيد التقاة سبق الركب وقضى النحب ورغب عن التتريف والتسويف وغلب عليه الحنين والتخويف وقد قيل إن التصوف طلب التأنيس في رياض التقديس
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا ابن لهيعة عن

أبي الأسود عن عروة بن الزبير أن الأنصار لما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه و سلم قوله وأيقنوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته فصدقوه وآمنوا به كانوا من أسباب الخير وواعدوه الموسم من العام القابل فرجعوا إلى قومهم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ابعث إلينا رجلا من قبلك فيدعو الناس إلى كتاب الله فإنه أدنى أن يتبع فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار فنزل بني غنم على أسعد بن زرارة يحدثهم ويقص عليهم القرآن فلم يزل مصعب عند سعد بن معاذ يدعو ويهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة وأسلم أشرافهم وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم ورجع مصعب بن عمير إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان يدعى المقرئ
حدثنا فاروق الخطابي ثنا زياد بن الخليل ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح ثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال لما بايع أهل العقبة رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجعوا إلى قومهم فدعوهم سرا وأخبروهم برسول الله صلى الله عليه و سلم والذي بعثه الله به وتلوا عليهم القرآن بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم معاذ بن عفراء ورافع بن مالك أن ابعث إلينا رجلا من قبلك فليدع الناس بكتاب الله فإنه قمن أي حقيق أن يتبع فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم مصعب بن عمير أخا بني عبدالدار فلم يزل عندهم يدعو آمنا ويهديهم الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا قد أسلم أشرافهم وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم وكان المسلمون أعز أهل المدينة ورجع مصعب بن عمير إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان يدعى المقرئ قال ابن شهاب وكان أول من جمع الجمعة بالمدينة بالمسلمين قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثنا إبراهيم بن عبدالله وأحمد بن الحسن قالا ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حاتم بن اسماعيل عن عبدالأعلى بن عبدالله بن أبي فروة عن قطن بن وهب عن عبيد بن عمير قال لما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم

يوم أحد مر على مصعب بن عمير مقتولا على طريقه فقرأ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه الآية
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا أبو بلال الأشعري ثنا يحيى بن العلاء عن عبدالأعلى بن عبدالله بن أبي فروة عن قطن بن وهب عن عبيد بن عمير قال مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على مصعب بن عمير حين رجع من أحد فوقف عليه وعلى أصحابه فقال أشهد أنكم أحياء عند الله فزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا إبراهيم الحوراني ثنا عبدالعزيز بن عمير ثنا زيد بن أبي الزرقاء ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم عن عمر بن الخطاب قال نظر نظر النبي صلى الله عليه و سلم إلى مصعب بن عمير مقبلا وعليه إهاب كبش قد تنطق به فقال انظروا إلى هذا الرجل الذي قد نور الله قلبه لقد رأيته بين أبوين يغذوانه بأطيب الطعام والشراب فدعاه حب الله ورسوله إلى ما ترون 13
عبدالله بن جحش
ومنهم المقسم على ربه المشمر 1 لحبه أول من عقدت له الراية في الإسلام عبدالله بن جحش أمه عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم أميمة بنت عبدالمطلب كان من مهاجرة الحبشة وممن شهد بدرا صاهر رسول الله صلى الله عليه و سلم بأخته زينب بنت جحش وقد قيل إن التصوف التماس الذريعة إلى الدرجة الرفيعة حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا محمد بن فضيل عن عاصم عن الشعبي قال أول لواء عقد في الإسلام لواء عبدالله بن جحش وأول مغنم قسم في الإسلام مغنم عبدالله بن جحش
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا طاهر بن عيسى المصري ثنا أصبغ بن الفرج ثنا ابن وهب حدثني

أبو صخر عن يزيد عبدالله بن قسيط عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص حدثني أبي أن عبدالله بن جحش قال له يوم أحد ألا تدعو الله فخلوا في ناحية فدعا عبدالله بن جحش فقال يا رب إذ لقيت العدو غدا فلقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله فيك ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني فاذا لقيتك غدا قلت يا عبدالله من جدع أنفك وأذنك فأقول فيك وفي رسولك فتقول صدقت قال سعد فلقد رأيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقتان في خيط
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن اسحاق الثقفي ثنا الحسن بن الصباح ثنا سفيان عن ابن جدعان عن سعيد بن المسيب قال قال عبدالله بن جحش اللهم أقسم عليك أن ألقى العدو غدا فيقتلوني ثم يبقروا بطني ويجدعوا أنفي أو أذني أو جميعا ثم تسألني فيم ذلك فأقول فيك قال سعيد بن المسيب فاني لأرجو أن يبر الله آخر قسمه كما أبر أوله 14
عامر بن فهيرة
ومنهم المشروع رشده المنزوع حسده والمرفوع جسده عامر بن فهيرة سبق إلى الدعوة وخدم رسول الله صلى الله عليه و سلم وصحبه في الهجرة وقد قيل إن التصوف استطابة الهلك فيما يخطب من الملك
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن عبدالله بن نمير ثنا يونس بن بكير ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين هاجر من مكة إلى المدينة إلا أبو بكر وعامر بن فهيرة ورجل من بني الديل دليلهم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عمرو بن الخلال ثنا يعقوب بن حميد ثنا يوسف بن الماجشون عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر رضي الله تعالى عنه فمكثا في الغار ثلاث ليال وكان يروح عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر يرعى غنما لأبي بكر ويدلج من عندهما فيصبح مع الرعاة في مراعيها ويروح معهم ويتباطأ في المشي حتى إذا أظلم انصرف بغنمه

إليهما فيظن الرعاة أنه معهم
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا أحمد بن الحسن ثنا خلف بن سالم ثنا أبو اسامة ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعامر بن فهيرة حتى قدموا المدينة فقتل عامر يوم بئر معونة وأسر عمرو بن أمية فقال له عامر بن الطفيل من هذا وأشار إلى قتيل فقال له عمرو بن أمية هذا عامر بن فهيرة فقال لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم ثنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني أبي بن كعب بن مالك قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بني سليم نفرا فيهم عامر بن فهيرة فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم قال الزهري فبلغني أنهم التمسوا جسد عامر بن فهيرة فلم يقدروا عليه قال فيرون أن الملائكة دفنته حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق حدثني هشام بن عروة عن أبيه أن عامر بن الطفيل كان يقول عن رجل منهم لما قتل رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء من دونه قالوا هو عامر بن فهيرة 15
عاصم بن ثابت
ومنهم الطاهر الزكي العاهد الوفي عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري وفي لله تعالى في حياته فحماه الله تعالى من المشركين بعد وفاته وقد قيل إن التصوف المفر من البينونة إلى مقر الكينونة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة الحراني ثنا محمد بن إسحاق حدثني عاصم بن عمرو بن قتادة قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم نفرا ستة من اصحابه وأمر عليهم مرثد بن أبي مرثد فيهم عاصم بن ثابت وخالد بن البكير فلما كانوا بالرجيع استصرخ عليهم هذيل فأما مرثد وعاصم فقالوا والله لا تقبل لمشرك عهدا

ولا عضدا أبدا فقاتلوهم حتى قتلوهم وكانت هذيل حين قتل عاصم بن ثابت أرادوا رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن شهيد وكانت نذرت حين أصيب ابناها يوم أحد لئن قدرت على رأس عاصم أن تشرب في قحف رأس عاصم الخمر فمنعه الدبر فلما حالوا بينهم وبينه قالوا دعوه حتى يمسي فيذهب عنه ثم نأخذه فبعث الله الوادي فاحتمل عاصما فانطلق به وكان عاصم قد أعطى الله عهدا لا يمس مشركا ولا يمسه مشرك تنجسا منهم فكان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه أن الدبر منعه حفظ الله العبد المؤمن كان عاصم قد وفى لله في حياته فمنعه الله منهم بعد وفاته كما امتنع منهم في حياته
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا ابراهيم بن عبدالله بن معدان ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب حدثني عمرو بن الحارث أن عبدالرحمن بن عبدالله الزهري أخبره عن بريدة بن سفيان الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث عاصما بن ثابت وزيد بن الدثنة وحبيبا بن عدي ومرثدا بن أبي مرثد إلى بني لحيان بالرجيع فقاتلوهم حتى أخذوا لأنفسهم أمانا إلا عاصم فإنه أبى وقال لا أقبل اليوم عهدا من مشرك ودعا عند ذلك فقال اللم إني أحمي لك اليوم دينك فاحم لحمي فجعل يقاتل وهو يقول ... ما علتي وأنا جلد نابل ... والقوس فيها وتر عنابل ... إن لم أقاتلكم فأمي هابل ... الموت حق والحياة باطل ... وكل ما حم الاله نازل ... بالمرء والمرء اليه آيل ... فلما قتلوه وكان في قليب لهم فقال بعضهم لبعض هذا الذي آلت فيه الكية وهي سلافة وكان عاصم قتل لها يوم أحد ثلاثة نفر من بني عبدالدار كلهم صاحب لواء قريش فجعل يرمي وكان راميا ويقول خذها وأنا ابن الأقلح فحلفت لئن قدرت على رأسه لتشربن في قحفه الخمر فأرادوا أن يحتزوا رأسه ليذهبوا به إليها فبعث الله عز و جل رجلا من دبر فلم يستطيعوا أن يحتزوا رأسه

خبيب بن عدي
قال أبو نعيم ومنهم خبيب بن عدي المصلوب الثابت الصابر في ذات الله المحبوب وقد قيل إن التصوف إقامة الدنف المعذب على حفاظ الكلف المهذب
حدثنا حبيب بن الحسن حدثنا محمد بن يحيى حدثنا أحمد بن محمد حدثنا ابراهيم بن سعد عن ابن شهاب الزهري عن عمر بن أسيد بن حارثة الثقفي حليف بني زهرة أن أبا هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عشرة رهط عينا وأمر عليهم عاصما بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه قالوا نوى يثرب فاتبعوا آثارهم فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد فأحاط بهم القوم وقالوا لهم انزلوا واعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق لا نقتل منكم أحدا فقال عاصم بن ثابت أمير القوم أما أنا والله لا أنزل في ذمة كافر اللهم أخبر عنا نبيك فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق منهم خبيب الأنصاري وزيد بن الدثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها فقال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم فقتلوه وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف خبيبا وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا قتله فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها فأعارته إياها فدرج بنى لها حتى أتاه قالت وأنا غافلة فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده قالت ففزعت فزعة عرفها خبيب فقال أتخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك قالت

والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمرة وكانت تقول إنه لرزق رزقه الله خبيبا فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب دعوني أركع ركعتين فتركوه ثم قال ولله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا ثم قال ... فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان في الله مصرعي ... وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ... ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله وكان خبيب أول من سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق حدثني عبدالله بن أبي نجيح عن مارية مولاة حجير بن أبي اهاب وكانت قد أسلمت قالت كان خبيب قد حبس في بيتي ولقد اطلعت إليه يوما وإن في يده لقطفا من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه وما أعلم أن في الأرض حبة عنب تؤكل قال ابن اسحاق وقال عاصم بن عمر بن قتادة فخرجوا بخبيب إلى التنعيم ليقتلوه فقال لهم إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا قالوا دونك فاركع فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما ثم أقبل على القوم فقال والله لولا أن تظنوا أني إنما طولت جزعا من القتل لاستكثرت من الصلاة ثم رفعوه على خشبة فلما أوثقوه قال اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة ما يفعل بنا قال ابن اسحاق ومما قيل فيه من الشعر قول خبيب بن عدي 1 حين بلغه أن القوم قد أجمعوا لصلبه فقال ... لقد جمع الأحزاب حولي وألبو ... قبائلهم واستجمعوا كل مجمع ... وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم ... وقربت من جزع طويل ممنع ... إلى الله أشكو كربتي بعد غربتي ... وما جمع الأحزاب لي حول مصرعي

فذا العرش صبرني على ما يراد بي ... فقد بضعوا لحمي رقد ياس مطمعي ... وقد خيروني الكفر والموت دونه ... وقد ذرفت عيناي من غير مجزع ... وما بي حذار الموت أني ميت ... ولكن حذارى جحم نار ملفع ... وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ... فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان في الله مصرعي ... 17
جعفر بن أبي طالب
قال أبو نعيم ومنهم الخطيب المقدام السخي المطعام خطيب العارفين ومضيف المساكين ومهاجر الهجرتين ومصلي القبلتين البطل الشجاع الجواد الشعشاع جعفر بن ابي طالب عليه السلام فارق الخلق ورامق الحق وقد قيل إن التصوف الانفراد بالحق عن ملابسة الخلق
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا عبدالله بن رجاء ثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن بردة عن أبيه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي فبلغ ذلك قريشا فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد فجمعوا للنجاشي هدية فقدمنا وقدما على النجاشي فأتياه بالهدية فقبلها وسجدا له ثم قال له عمرو بن العاص إن أناسا من أرضنا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك قال لهم النجاشي في أرضي قالوا نعم فبعث إلينا فقال لنا جعفر لا يتكلم منكم أحد أنا خطيبكم اليوم فانتهينا إلى النجاشي وهو جالس في مجلس وعمرو بن العاص عن يمينه وعمارة عن يساره والقسيسون والرهبان جلوس سماطين سماطين وقد قال لهم عمرو وعمارة إنهم لا يسجدون لك فلما انتهينا بدرنا من عنده من القسيسين والرهبان اسجدوا للملك فقال جعفر لا نسجد إلا لله عز و جل قال له النجاشي وما ذاك قال إن الله تعالى بعث فينا رسولا وهو الرسول الذي بشر به عيسى عليه السلام قال من بعدي اسمه أحمد فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة وأمرنا بالمعروف

ونهانا عن المنكر فأعجب النجاشي قوله فلما رأى ذلك عمرو بن العاص قال أصلح الله الملك إنهم يخالفونك في ابن مريم فقال النجاشي لجعفر ما يقول صاحبكم في ابن مريم قال يقول فيه قول الله عز و جل هو روح الله وكلمته أخرجه من البتول العذراء التي لم يقربها بشر ولم يفترضها ولد فتناول النجاشي عودا من الأرض فرفعه فقال يا معشر القسيسين والرهبان ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يزن هذه مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده وأنا أشهد أنه رسول الله وأنه الذي بشر به عيسى عليه السلام ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أقبل نعله امكثوا في أرضي ما شئتم وأمر لنا بطعام وكسوة وقال ردوا على هذين هديتهما رواه اسماعيل بن جعفر ويحيى بن أبي زائدة في آخربن عن إسرائيل
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق عن ابن شهاب الزهري عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة قالت لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي آمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه فلما بعثت قريش عبدالله بن ابي ربيعة وعمرو بن العاص بهداياهم إلى النجاشي وإلى بطارقته أرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض ما تقولون للرجل إذا جئتموه قالوا نقول والله ما علمنا وما أمرنا به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن فلما جاءوه وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله ثم سألهم فقال لهم ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا به في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم قال فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف وكنا على ذلك حتى بعث الله تعالى إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله تعالى لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة

والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قال فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من الله عز و جل فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله عز و جل وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك فاخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك فقال له النجاشي هل معك مما جاء به عن الله من شيء فقال له جعفر نعم فقال له اقرأ علي فقرأ عليه صدرا من كهيعص فبكى النجاشي والله حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلي عليهم ثم قال النجاشي إن هذا هو والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما ولا أكاد ثم قال اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي والسيوم الآمنون من مسكم غرم من مسكم غرم من مسكم غرم 1 ما أحب أن لي دبر ذهب وأني آذيت رجلا منكم والدبر بلسان الحبشة الجبل ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لي بها فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي فآخذ الرشوة فيه وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه 2 فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن مودود الحراني ثنا محمد بن يسار ثنا معاذ بن معاذ ثنا ابن عون عن عمير بن اسحاق حدثني عمرو بن العاص قال انطلقنا فلما أتينا الباب يعني باب النجاشي ناديت إئذن لعمرو بن العاص فنادى جعفر من خلفي إئذن لحزب الله فسمع صوته فأذن له قبلي ودخلت فإذا النجاشي قاعد على سرير

وجعفر قاعد بين يديه وحوله أصحابه على الوسائد فلما رأيت مقعده حسدته فقعدت بينه وبين السرير فجعلته خلف ظهري وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عمي أبو بكر بن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد ثنا عبدالرحمن بن عبدالعزيز ثنا الزهري ثنا أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام قال دعا النجاشي جعفر بن أبي طالب وجمع له النصاري ثم قال لجعفر اقرأ عليهم ما معك من القرآن فقرأ عليهم كهيعص ففاضت أعينهم فنزلت ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي ثنا ابراهيم بن حمزة الزهري ثنا عبدالعزيز بن محمد الدراوردي عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال كنت لا آكل الخمير ولا ألبس الحرير والصق بطني من الجوع واستقري الرجل الآية من كتاب الله هي معي كي ينقلب بي فيطعمني وكان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب وكان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته إن كان ليخرج إلينا العكة فنشقها فنلعق ما فيها
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عبدالله بن سعيد الكندي ثنا اسماعيل بن ابراهيم التيمي ثنا ابراهيم أبو اسحاق المخزومي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال كان جعفر يحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونه وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسميه أبا المساكين
حدثنا محمد بن المظفر ثنا عبدالله بن صالح البخاري ثنا يعقوب بن حميد ثنا المغيرة بن عبدالرحمن بن عبدالله بن سعيد بن أبي هند عن نافع عن ابن عمر قال كنت مع جعفر في غزوة مؤتة فالتمسنا جعفرا 1 فوجدنا في جسده بضعا وسبعين ما بين طعنة ورمية
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا علي بن إسحاق ثنا أبو شيبة الكوفي ثنا اسماعيل بن أبان ثنا أبو أويس عن عبدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال فقدنا جعفر يوم مؤتة فطلبناه في القتلى فوجدنا به بين

طعنة ورمية بضعا وتسعين ووجدنا ذلك فيما أقبل من جسده
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد ثنا إبراهيم بن سعد ثنا محمد بن اسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عباد حدثني أبي الذي أرضعني وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء ثم عقرها ثم قاتل حتى قتل وقال غير ابراهيم بن سعد عن ابن اسحاق قال فأنشأ جعفر يقول ... يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة وبارد شرابها ... والروم روم قد دنا عذابها ... على إن لاقيتها ضرابها ... 18
عبدالله بن رواحة الأنصاري
ومنهم المتفكر عند نزول الآيات والمتصبر عند تناول الرايات عبدالله بن رواحة الأنصاري استشهد بالبلقاء زاهدا في البقاء راغبا في اللقاء وقد قيل إن التصوف الوطء على جمر الغضا إلى منازل الأنس والرضا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا الحسن بن سهل ثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن اسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال لما أراد ابن رواحة الخروج إلى أرض مؤتة من الشام أتاه المسلمون يودعونه فبكى فقالوا له ما يبكيك قال أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة لكم ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ هذه الآية وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا فقد علمت أني وارد النار ولا أدري كيف الصدر بعد الورود
حدثنا فاروق بن عبدالكبير ثنا زياد بن الخليل ثنا ابراهيم ثنا محمد بن فليح ثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري قال زعموا أن ابن رواحة بكى حين أراد الخروج إلى مؤتة فبكى أهله حين رأوه يبكي فقال والله ما بكيت جزءا من الموت ولا صبابة لكم ولكني بكيت من قول الله عز و جل وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا فأيقنت أني واردها ولم أدر أأنجو منها

أم لا
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال لما تجهز الناس وتهيئوا للخروج إلى مؤتة قال للمسلمين صحبكم الله ودفع عنكم قال عبدالله بن رواحة ... لكنني أسأل الرحمن مغفرة ... وضربة ذات فرع تقذف الزبدا ... أو طعنة بيدي حران مجهزة ... بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا ... حتى يقولوا إذا مروا على جدثي ... أرشدك الله من غاز وقد رشدا ... قال ثم مضوا حتى نزلوا أرض الشام فبلغهم أن هرقل قد نزل من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم وانضمت إليه المستعربة من لخم وجذام وبلقين وبهرا وبلى في مائة ألف فأقاموا ليلتين ينظرون في أمرهم وقالوا نكتب لرسول الله صلى الله عليه و سلم فنخبره بعدد عدونا قال فشجع عبدالله بن رواحة الناس ثم قال والله يا قوم إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون الشهادة وما نقاتل العدو بعدة ولا قوة ولا كثرة ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة قال فقال الناس قد والله صدق ابن رواحة فمضى الناس
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن اسحاق حدثني عبدالله بن أبي بكر أنه حدثه عن زيد بن أرقم قال كنت يتيما لعبدالله بن رواحة في حجره فخرج في سفرته تلك مردفي على حقيبة راحلته فوالله إنا لنسير ليلة إذ سمعته يتمثل بأبياته هذه ... إذا أدنيتني وحملت رحلي ... مسيرة أربع بعد الحساء ... فشأنك فانعمي وخلاك ذم ... ولا أرجع إلى أهلي ورائي ... وآب المسلمون وغادروني ... بأرض الشام مشتهى الثواء ... وردك كل ذي نسب قريب ... إلى الرحمن منقطع الإخاء ... هنا لك لا أبالي طلع بعل ... ولا نخل أسافلها رواء

فلما سمعتهن بكيت قال فخفقني بالدرة وقال ما عليك يالكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل قال محمد بن اسحاق وحدثني ابن عباد بن عبدالله بن الزبير حدثني أبي الذي أرضعني وكان في تلك الغزاة قال لما قتل زيد وجعفر أخذ ابن رواحة الراية ثم تقدم بها وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه ويردد بعض التردد ثم قال ... أقسمت يا نفس لتنزلنه ... لتنزلنه أو لتكرهنه ... إذ جلب الناس وشدوا الرنه ... مالي أراك تكرهين الجنه ... لطالما قد كنت مطمئنه ... هل أنت إلا نطفة في شنه ... وقال عبدالله بن رواحة أيضا ... يا نفس إلا تقتلي تموتي ... هذا حمام الموت قد صليت ... وما تمنيت فقد أعطيت ... إن تفعلي فعلهما هديت ... يعني صاحبيه زيدا وجعفرا ثم نزل فلما نزل أتاه ابن عمي بعظم من لحم فقال شد بهذا صلبك فإنك قد لاقيت من أيامك هذه ما قد لقيت فأخذه من يده ثم انتهش منه نهشة ثم سمع الحطمة في ناحية الناس فقال وأنت في الدنيا ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل رضي الله تعالى عنه قال ولما أصيب القوم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما بلغني أخذ زيد الراية فقاتل حتى قتل شهيدا ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم صمت رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى تغيرت وجوه الأنصار وظنوا أنه قد كان في عبد الله بعض ما يكرهون ثم قال ثم أخذها عبدالله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا ثم قال لقد رفعوا لي في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب فرأيت في سرير عبدالله ازورارا عن سرير صاحبيه فقلت عم هذا فقيل لي مضيا وتردد عبدالله بن رواحة بعض التردد
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم عن عبدالرزاق عن ابن عيينة عن ابن جدعان عن سعيد بن المسيب قال قال النبي صلى الله عليه و سلم مثلوا لي في الجنة في خيمة من درة كل واحد منهم على سرير فرأيت زيدا وابن

رواحة في أعناقهما صدودا وأما جعفر فهو مستقيم ليس فيه صدود قال فسألت أو قال قيل لي إنهما حين غشيهما الموت كأنهما أعرضا أو كأنهما صدا بوجوههما وأما جعفر فانه لم يفعل قال ابن عيينة فذلك حين يقول ابن رواحة ... أقسمت يا نفس لتنزلنه ... بطاعة منك أو لتكرهنه ... فطالما قد كنت مطمئنه ... جعفر ما أطيب ريح الجنة ... 19
أنس بن النضر
ومنهم أنس بن النضر المؤيد بالثبات والنصر المستشهد بأحد بعد تغيبه عن بدر تنسم بالروائح فجاد بالجوارح وفاز بالمنائح وقد قيل إن التصوف استنشاق النسيم والاشتياق إلى التسنيم
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبدالله بن بكر السهمي ثنا حميد عن أنس بن مالك قال غاب أنس بن النضر عم أنس بن مالك عن قتال بدر فلما قدم قال غبت عن أول قتال قاتله رسول الله صلى الله عليه و سلم المشركين لئن أشهدني الله عز و جل قتالا ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد انكشف الناس قال اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعني المشركين وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال أي سعد والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد واها لريح الجنة قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس فوجدناه بين القتلى به بضع وثمانون جراحة من ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم قد مثلوا به قال فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه 1 قال أنس فكنا نقول لما أنزلت هذه الآية من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه إنها فيه وفي أصحابه 20
عبدالله ذو البجادين
ومنهم الأواه التالي المتجرد من العروض الخالي عبدالله ذو البجادين

المواخي للعمرين وضعه رسول الله صلى الله عليه و سلم في حفرته وسفح عليه من عبرته
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ومحمد بن النضر الأزدي ثنا ابن الأصبهاني ثنا يحيى بن يمان عن المنهال بن خليفة عن الحجاج بن أرطاة عن عطاء عن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم قبره ليلا وأسرج فيه سراجا وأخذه من قبل القبلة وكبر عليه أربعا وقال رحمك الله إن كنت لأوابا تلاء للقرآن
حدثنا محمد بن أحمد بن جعفر ثنا محمد بن حفص ثنا اسحاق بن إبراهيم ثنا سعد بن الصلت ثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله قال والله لكأني أرى رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك وهو في قبر عبدالله ذي البجادين وأبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهم يقول أدليا مني أخاكما وأخذه من قبل القبلة حتى أسنده في لحده ثم خرج النبي الله صلى الله عليه و سلم وولاهما العمل فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة رافعا يديه يقول اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه وكان ذلك ليلا فوالله لقد رأيتني ولوددت أني مكانه ولقد أسلمت قبله بخمسة عشر سنة
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن عبدالله بن مسعود كان يحدث قال قمت من جوف الليل وأنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك قال فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر قال فاتبعتها أنظر إليها فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر وإذا عبدالله ذو البجادين المزني قد مات فإذا هم قد حفروا له و رسول الله صلى الله عليه و سلم في حفرته وأبو بكر وعمر يدليانه وهو يقول أدليا لي أخاكما فدلوه إليه فلما هيأه لشقه قال اللهم إني قد أمسيت عنه راضيا فارض عنه قال يقول عبدالله بن مسعود ليتني كنت صاحب الحفرة قال أبو نعيم قد طوينا ذكر كثير من هذه الطبقة من النساك والعارفين

والعباد الذين انقرضوا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم تكلمهم الدنيا منهم من هو مسمى مذكور كزيد بن الدثنة المقتول بالرجيع مع أصحابه وكالمنذر بن عمرو بن عمرو وحرام بن ملحان المقتولين ببئر معونة ذكرنا بعض أحوالهم في كتاب المعرفة وهم لا يحصون كثرة عبروا الدنيا راضين عن الله مرضيا عنهم لم يتدنسوا بما فتح عليهم من زهرة الدنيا افتتانا ولحقوا بمولاهم الذي أولاهم السلامة امتنانا والناجي من نحا نحوهم واستن بسنتهم استنانا
فقد حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن رعلا وذكوان وعصية أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فاستمدوه على قومهم فأمدهم بسبعين رجلا من الأنصار كانوا يدعون القراء يحتطبون بالنهار ويصلون بالليل فلما بلغوا بئر معونة غدروا بهم فقتلوهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقنت شهرا في صلاة الصبح يدعو الله على رعل وذكوان وعصية فقرأنا بهم قرآنا ثم إن ذلك رفع ونسي بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ورواه ثابت البناني عن أنس بن مالك حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب ثنا علي بن الصقر ثنا عفان بن مسلم ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني قال ذكر أنس بن مالك سبعين رجلا من الأنصار كانوا إذا جنهم الليل آووا إلى معلم لهم بالمدينة يبيتون يدرسون القرآن فإذا أصبحوا فمن كانت عنده قوة أصاب من الحطب واستعذب من الماء ومن كانت عنده سعة أصابوا الشاة فأصلحوها فكانت تصبح معلقة بحجر رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أصيب خبيب بعثهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان فيهم خالي حرام بن ملحان فأتوا على حي من بني سليم فقال حرام لأميرهم ألا أخبر هؤلاء إنا لسنا إياهم نريد فيخلوا وجوهنا قالوا نعم فأتاهم فقال لهم ذلك فاستقبله رجل برمح فأنفذه به فلما وجد حرام مس الرمح في جوفه قال الله أكبر فزت ورب الكعبة فانطووا عليهم فما بقي منهم مخبر فما

رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وجد على سرية وجده عليهم لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو عليهم 21
عبدالله بن مسعود
ومن طبقة السابقين المهاجرين المعروفين بالنسك من المعمرين القارئ الملقن والغلام المعلم والفقيه المفهم صاحب السواد والسرار والسباق والبدار أقربهم وسيلة وأرجحهم فضيلة كان من الرفقاء والنجباء والوزراء والرقباء عبدالله بن مسعود الكلف بالمعبود والشاهد للمشهود والحافظ للعهود والسائل الذي ليس بمردود وقد قيل إن التصوف مشاهدة المشهود ومراعاة العهود ومحاماة الصدود
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو نعيم ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال إني جئتك من عند رجل يمل المصحف عن ظهر قلب ففزع عمر وغضب وقال ويحك انظر ما تقول قال ما جئتك إلا بالحق قال من هو قال عبدالله بن مسعود قال ما أعلم أحدا أحق بذلك منه وسأحدثك عن عبدالله أنا سمرنا ليلة في بيت عند أبي بكر في بعض ما يكون من حاجة النبي صلى الله عليه و سلم ثم خرجنا ورسول الله صلى الله عليه و سلم يمشي بيني وبين أبي بكر فلما انتهينا إلى المسجد إذا رجل يقرأ فقام النبي صلى الله عليه و سلم يستمع إليه فقلت يا رسول الله اعتمت فغمزني بيده اسكت قال فقرأ وركع وسجد وجلس يدعو ويستغفر فقال النبي صلى الله عليه و سلم سل تعطه ثم قال من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد فعلمت أنا وصاحبي أنه عبدالله فلما أصبحت غدوت إليه لأبشره فقال سبقك بها أبو بكر وما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه رواه الثوري وزائدة عن الأعمش نحوه ورواه حبيب بن حسان عن زيد بن وهب عن

عمر مثله ورواه شعبة وزهير وخديج عن أبي اسحاق عن أبي عبيدة عن عبدالله ورواه عاصم عن ذر عن عبدالله
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عمرو بن ثابت عن أبي اسحاق عن أبي خمير 1 بن مالك قال سمعت عبدالله بن مسعود يقول أخذت من في رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعين سورة وإن زيد بن ثابت لصبي من الصبيان وأنا أدع ما أخذت من في رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه الثوري واسرائيل عن أبي اسحاق مثله
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدان بن أحمد ثنا الحسن بن مدرك ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سليمان بن قيس عن أبي سعد الأزدي أنه سمع عبدالله بن مسعود يقول لقد تلقيت 2 من في رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعين سورة أحكمتها قبل أن يسلم زيد بن ثابت وله ذؤابة يلعب مع الغلمان
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن ذر عن عبدالله قال كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط بمكة فأتى علي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر فقال يا غلام عندك لبن تسقينا فقلت إني مؤتمن ولست بساقيكما فقال هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل بعد فأتيتهما بها فاعتقلها أبو بكر وأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الضرع فدعا فحفل الضرع فحلب وشرب هو وأبو بكر ثم قال للضرع أقلص فقلص فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت علمني من هذا القول الطيب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنك غلام معلم فأخذت من فيه سبعين سورة ما ينازعني فيها أحد رواه أبو أيوب الأفريقي وأبو عوانة عن عاصم نحوه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا سعيد بن الأشعث ثنا الهيضم بن شراخ 3 قال سمعت الأعمش يحدث عن يحيى بن وثاب عن علقمة عن عبدالله قال عجبا للناس وتركهم قراءتي وأخذهم قراءة زيد وقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعين سورة وزيد بن ثابت صاحب

ذؤابة غلام يجيء ويذهب بالمدينة
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا الحسن بن عبيدالله عن إبراهيم بن سويد عن عبدالرحمن بن يزيد أن عبدالله بن مسعود حدثهم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له آذنك على أن ترفع الحجاب وأن تسمع سراري 1 حتى أنهاك رواه الثوري وحفص وابن ادريس وعبدالواحد بن زياد عن الحسن نحوه
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود شعبة عن المغيرة عن إبراهيم سمع علقمة قال قدمت الشام فجلست إلى أبي الدرداء فقال لي ممن أنت فقلت من أهل الكوفة فقال أليس فيكم صاحب الوساد والسواك رواه أبو عوانة واسرائيل عن مغيرة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا المسعودي عن عباس العامري عن عبدالله بن شداد بن الهاد أن عبدالله كان صاحب الوساد والسواد والسواك والنعلين
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن القاسم بن عبدالرحمن عن أبيه قال قال عبدالله بن مسعود لقد رأيتني سادس ستة ما على ظهر الأرض من مسلم غيرنا 2
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبدالعزيز بن أبان ثنا قطر بن خليفة ثنا أبو وائل قال سمعت حذيفة يقول وابن مسعود قائم لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه من أقربهم وسيلة يوم القيامة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي اسحاق وحدثنا شعبة عن أبي اسحاق عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أن ابن أم عبد أقربهم وسيلة إلى الله يوم القيامة رواه عن أبي وائل واصل الأحدب وجامع بن أبي راشد وأبو عبيدة وأبو سناد الشيباني وحكيم بن جبير ورواه عبدالرحمن بن يزيد عن حذيفة
حدثنا

عبدالله بن جعفر حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن أبي اسحاق قال سمعت عبدالرحمن بن يزيد يقول قلنا لحذيفة أخبرنا برجل قريب الهدى والسمت من رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نلزمه فقال ما أعلم أحدا قريب هديا وسمتا من رسول الله صلى الله عليه و سلم حي يوازيه جدا ربيته 1 من ابن أم عبد ولقد علم المحفوظون من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة رواه اسرائيل وشريك عن أبي اسحاق نحوه
حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا حجاج بن منهال وثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي ثنا الحسن بن المثنى قال أخبرنا عفان قالا ثنا حماد ثنا عاصم عن ذر عن عبدالله قال كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه و سلم سواكا من الأراك فكانت الريح تكفوه وكان في ساقه دقة فضحك القوم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما يضحككم قالوا من دقة ساقيه قال النبي صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد رواه جرير وعلي بن عاصم عن مغيرة عن أم موسى عن علي بن أبي طالب عليه السلام
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي اسحاق قال سمعت أبا عبيدة يحدث عن أبيه 2 قال بينما أنا أصلي ذات ليلة إذ مر بي النبي صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر فقال النبي صلى الله عليه و سلم سل تعطه قال عمر ثم انطلقت إليه فقال عبدالله إن لي دعاء ما أكاد أن أدعه اللهم إني أسألك إيمانا لا يبيد ونعيما لا ينفد وقرة عين لا تنقطع أو قال لا تبيد ومرافقة النبي صلى الله عليه و سلم في أعلى جنة الخلد رواه الأعمش عن أبي اسحاق نحوه وعاصم عن ذر عن عبدالله
حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبدالعزيز بن محمد عن شريك بن أبي نمر عن عون بن عبدالله بن عتبة قال بينما عبدالله يدعو بدعاء إذ مر به رسول

الله صلى الله عليه و سلم ومعه أبو بكر وعمر فلما جاز به رسول الله سمع دعاءه ورسول الله لا يعرفه فقال من هذا سل تعطه فرجع أبو بكر إلى عبدالله فقال الدعاء الذي كنت تدعو به آنفا أعده علي فقال حمدت الله ومجدته ثم قلت لا إله إلا أنت وعدك حق ولقاؤك حق الجنة حق والنار حق ورسلك حق وكتابك حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه و سلم حق رواه سعيد بن أبي الحسام عن شريك وأدخل سعيد بن المسيب بين عون وعبدالله
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا سعيد بن أبي ربيع السمان ثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ثنا شريك بن أبي نمر عن عون بن عبدالله عن سعيد بن المسيب عن ابن مسعود أنه بينما هو في المسجد جالس مر به النبي صلى الله عليه و سلم وهو يدعو فذكر مثله
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا ابراهيم بن شريك ثنا ابراهيم بن اسماعيل حدثني أبي عن أبيه يحيى بن سلمة بن كهيل عن سلمة عن أبي الزهراء عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تمسكوا بعهد عبدالله بن مسعود
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا قطر بن خليفة عن كثير بياع النوى قال سمعت عبدالله بن مليل يقول سمعت عليا يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه لم يكن نبي إلا قد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء وإني قد أعطيت أربعة عشر حمزة وجعفر وعلي والحسن والحسين وأبو بكر وعمر وعبدالله بن مسعود وأبو ذر والمقداد وحذيفة وعمار وسلمان وبلال رواه المسيب بن نجبة عن علي مثله وقال رفقاء أو قال رقباء
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي اسحاق قال سمعت أبا الأحوص قال شهدت أبا موسى وأبا مسعود حين مات ابن مسعود وأحدهما يقول لصاحبه أتراه ترك بعده مثله فقال إن قلت ذاك إن كان ليؤذن له إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا
حدثنا سليمان بن احمد ثنا محمد بن النضر ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن زيد بن وهب قال

كنت جالسا مع حذيفة وأبي موسى الأشعري فقال أحدهما لصاحبه هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول حديث كذا وكذا فقال لا فقال له الآخر فأنت سمعته فقال لا وإن صاحب هذه الدار يزعم أنه سمعه فقال أبو موسى لئن فعل إن كان ليدخل إذا حجبنا ويشهد إذا غبنا قال الأعمش يعني عبدالله بن مسعود
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا يوسف بن موسى ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن زيد بن وهب قال أقبل عبدالله ذات يوم وعمر جالس فقال كنيف ملئ فقها
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم 1 بن علي ثنا المسعودي عن أبي حصين عن أبي عطية أن أبا موسى الأشعري قال لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحبر بين أظهرنا من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم يعني ابن مسعود
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا أبو همام السكوني ثنا يحيى بن زكريا عن مجالد عن عامر قال قال أبو موسى لا تسألوني عن شيء ما دام هذا الخبر فيكم يعني ابن مسعود
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة ثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال قالوا لعلي حدثنا عن أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قال عن أنهم قالوا أخبرنا عن عبدالله بن مسعود قال علم القرآن والسنة ثم انتهى وكفى بذلك علما
حدثنا محمد بن اسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا مسعود عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال سئل علي بن أبي طالب عن ابن مسعود فقال قرأ القرآن ثم وقف عنده وكفى به ومن أقواله الدالة على أحواله تحفظه من الآفات وتزوده من الساعات وقد قيل إن التصوف تصحيح المعاملة لتصحيح المنازلة حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي ثنا ملك بن مغول ثنا أبو يعفور عن المسيب

ابن رافع عن عبدالله بن مسعود قال ينبغي لحامل القرآن أن يعرف ليله إذا الناس نائمون وبنهاره إذا الناس يفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخلطون وبخشوعه إذا الناس يختالون وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما عليما سكيتا وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون جافيا ولا غافلا ولا صخابا ولا صياحا ولا حديدا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن علي الصايغ ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن يحيى بن وثاب قال قال ابن مسعود إني لأكره أن أرى الرجل فارغا لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المسيب بن رافع قال قال عبدالله بن مسعود إني لأمقت الرجل أن أراه فارغا ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة
حدثنا سليمان بن أحمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو وثنا زائدة عن الأعمش عن خيثمة قال قال عبدالله لا ألفين أحدكم جيفة ليل قطرب نهار وسمعت أبا بكر بن مالك يقول قال عبدالله بن أحمد بن حنبل حكى لي عن ابن عيينة أنه قال القطرب الذي يجلس ههنا ساعة وههنا ساعة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا مسعر 1 عن زبيد عن مرة عن عبدالله قال ما دمت في صلاة فأنت تقرع باب الملك ومن يقرع باب الملك يفتح له
حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع عن مسعر عن معن قال قال عبدالله بن مسعود إن استطعت أن تكون أنت المحدث وإذا سمعت الله يقول يا أيها الذين آمنوا فارعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الدرى 2 حدثنا اسحاق بن إبراهيم عن عبدالرزاق عن معمر عن أبي اسحاق عن أبي الأحوص قال قال ابن مسعود إن هذا القرآن مأدبة الله فمن استطاع أن يتعلم منه شيئا فليفعل فإن أصفر البيوت من الخير الذي

ليس فيه من كتاب الله شيء وأن البيت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء كخراب البيت الذي لا عامر له وأن الشيطان يخرج من البيت الذي تسمع فيه سورة البقرة حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي ثنا هارون بن عنترة عن عبدالرحمن بن الأسود عن أبيه قال قال عبدالله إنما هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره
حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا أبو خليفة ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا قرة بن خالد عن عون بن عبدالله قال قال لي عبدالله ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن فضيل ثنا يزيد يعني ابن أبي زياد عن ابراهيم عن علقمة قال قال عبدالله تعلموا العلم فإذا علمتم فاعملوا حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرحمن ثنا معاوية بن صالح عن عدي بن عدي قال قال ابن مسعود ويل لمن لا يعلم ولو شاء الله لعلمه وويل لمن يعلم ثم لا يعمل سبع مرات
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا يحيى بن إسحاق حدثني أبو عوانة عن هلال الوزان عن عبدالله بن عكيم قال سمعت ابن مسعود في هذا المسجد يبدأ باليمين قبل الكلام فقال ما منكم من أحد إلا أن ربه تعالى سيخلو به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر فيقول يا ابن آدم ما غرك بي ابن آدم ماذا أجبت المرسلين ابن آدم ماذا عملت فيما علمت
حدثنا محمد بن اسحاق ثنا ابراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا المسعودي عن القاسم قال قال ابن مسعود إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان تعلمه للخطيئة يعملها قال أبو نعيم وكان لفضول الدنيا من أهل وولد شانيا وعلى نفسه وأحواله وأوراده زاريا ولما منحه الله عز و جل من توحيده راجيا وقد قيل إن التصوف حث النفس على النجا للاعتلاء على الخوف والرجاء حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي ثنا هشيم عن يزيد بن أبي زياد عن أبي جحيفة قال قال عبدالله ذهب صفو الدنيا

وبقي كدرها فالموت اليوم تحفة 1 كل مسلم
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبدالله بن إدريس عن يزيد بن أبي زياد عن أبي جحيفة قال قال عبدالله إنما الدنيا كالثغب 2 ذهب صوفه وبقي كدره
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي قال ثنا المسعودي ثنا علي بن بذيمة عن قيس بن حبتر عن عبدالله قال ألا حبذا المكروهان الموت والفقر وأيم الله إن هو إلا الغنى أو الفقر وما أبالي بأيهما ابتليت إن كان الغنى إن فيه للعطف وإن كان الفقر إن فيه للصبر
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يزيد ثنا المسعودي عن عون بن عبدالله قال قال عبدالله لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحل بذروته ولا يحل بذروته حتى يكون الفقر أحب إليه من الغنى والتواضع أحب إليه من الشرف وحتى يكون حامده وذامه عنده سواء قال ففسرها أصحاب عبدالله قالوا حتى يكون الفقر في الحلال أحب إليه من الغنى في الحرام والتواضع في طاعة الله أحب إليه من الشرف في معصية الله وحتى يكون حامده وذامه عنده في الحق سواء
حدثنا أبو محمد بن حبان ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السرى ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شمر بن عطية عن مغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه قال قال عبدالله والله الذي لا إله غيره ما يضر عبدا يصبح على الإسلام ويمسي عليه ما أصابه في الدنيا
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال قال عبدالله والذي لا إله إله غيره ما أصبح عند آل عبدالله ما يرجون أن يعطيهم الله به خيرا أو يدفع عنهم به سوءا إلا أن الله قد علم أن عبدالله لا يشرك به شيئا
حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن مجالد أخبرني عامر بن

مسروق قال قال رجل عند عبدالله ما أحب أن أكون من أصحاب اليمين أكون من القربين أحب إلي قال فقال عبدالله لكن هناك رجل ودلو أنه إذا مات لم يبعث يعني نفسه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن علي الصايغ ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية ثنا السرى بن يحيى عن الحسن قال قال عبدالله بن مسعود لو وقفت بين الجنة والنار فقيل لي إختر نخيرك من أيهما تكون أحب إليك أو تكون رمادا لأحببت أن أكون رمادا أخبرنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أسد ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم التيمي أن الحارث بن سويد قال قال ابن مسعود لو تعلمون علمي لحثوتم التراب على رأسي
حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي ثنا أبو الوليد ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن قال ثنا أبو الأحوص قال دخلنا على ابن مسعود وعنده بنون ثلاثة كأمثال الدنانير فجعلنا ننظر إليهم ففطن بنا فقال كأنكم تغبطوني بهم قلنا وهل يغبط الرجل إلا بمثل هؤلاء فرفع رأسه إلى سقف بيت له قصير قد عشش فيه خطاف فقال لأن أكون نفضت يدي من تراب قبورهم أحب إلي من أن يقع بيض هذا الخطاف فينكسر
حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم الحربي ثنا مسدد ثنا اسماعيل عن الجريري عن أبي عثمان عن أبي مسعود أنه كان يجالسه بالكوفة فبينما هو يوم في صفة له وتحته فلانة وفلانة امرأتان ذواتا منصب وجمال وله منهما ولد كأحسن الولد إذ شقشق على رأسه عصفور ثم قذف أذى بطنه فنكته بيده وقال لأن يموت آل عبدالله ثم أتبعهم أحب إلي من أن يموت هذا العصفور ومن وصاياه ومواعظه حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبدالرحمن المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني عبدالله بن الوليد قال سمعت عبدالرحمن بن حجيرة 1 يحدث عن أبيه عن عبدالله بن مسعود أنه كان يقول إذا

قعد 1 إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة فمن يزرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة ومن يزرع شرا يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع مثل ما زرع لا يسبق بطيء بحظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له فمن أعطى خيرا فالله تعالى أعطاه ومن وقي شرا فالله تعالى وقاه المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادة
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد وسليمان بن أحمد قالا ثنا أبو خليفة ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا قرة بن خالد عن الضحاك بن مزاحم قال قال عبدالله ما منكم إلا ضيف وماله عارية والضيف مرتحل والعارية مؤداة إلى أهلها
حدثنا محمد بن علي في جماعة قالوا ثنا عبدالله بن محمد البغوي ثنا علي بن الجعد 2 ثنا شريك عن عبدالملك بن عمير عن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود عن أبيه قال أتاه رجل فقال يا أبا عبدالرحمن علمني كلمات جوامع نوافع فقال أعبد الله ولا تشرك به شيئا وزل مع القرآن حيث زال ومن جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيدا بغيضا ومن جاءك بالباطل فاردد عليه وإن كان حبيبا قريبا
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالرحمن بن سلم ثنا هناد بن السرى ثنا ابن نمير عن موسى بن عبيدة عن أبي عمرو قال قال عبدالله الحق ثقيل مري والباطل خفيف وبي ورب شهوة تورث حزنا طويلا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز وبشر بن موسى قالا ثنا أبو نعيم ثنا الأعمش عن يزيد بن حيان عن عيسى بن عقبة قال قال عبدالله بن مسعود والله الذي لا إله إلا هو ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا مسعر عن معن قال قال عبدالله بن مسعود إن للقلوب شهوة وإقبالا وإن للقلوب فترة وادبارا فاغتنموها عند شهوتها وإقبالها ودعوها عند فترتها وإدبارها
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني

أبي ثنا جرير عن منصور عن محمد بن عبدالرحمن بن يزيد عن أبيه قال قال عبدالله إياكم وحزائز القلوب وما حز في قلبك من شيء فدعه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن منذر قال جاء ناس من الدهاقين إلى عبدالله بن مسعود فتعجب الناس من غلظ رقابهم وصحتهم قال فقال عبدالله إنكم ترون الكافر من أصح الناس جسما وأمرضهم قلبا وتلقون المؤمن من أصح الناس قلبا وأمرضهم جسما وأيم الله لو مرضت قلوبكم وصحت أجسامكم لكنتم أهون على الله من الجعلان
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا وكيع عن اسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن أبي عبيدة قال قال عبدالله من استطاع منكم أن يجعل كنزه حيث لا يأكله السوس ولا تناله السراق فليفعل فإن قلب الرجل مع كنزه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال جاء عتريس بن عرقوب الشيباني إلى عبدالله فقال هلك من لم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر قال بل هلك من لم يعرف قلبه المعروف وينكر قلبه المنكر
حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد وسليمان بن أحمد قالا ثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن أبي اسحاق عن أبي الأسود عن عبدالله قال يذهب الصالحون أسلافا ويبقى أهل الريب من لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن القاسم قال قال رجل لعبدالله أوصني يا أبا عبدالرحمن قال ليسعك بيتك واكفف لسانك وابك على ذكر خطيئتك
حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا محمد بن يحيى بن سليمان ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن الأعمش عن أبي وائل قال سمع عبدالله رجلا يقول أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة فقال عبدالله أولئك أصحاب الجابية اشترط خمسمائة من المسلمين أن لا يرجعوا حتى يقتلوا فحلقوا رؤسهم ولقوا العدو فقتلوا إلا مخبر عنهم

حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة عن عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله قال أنتم أكثر صياما وأكثر صلاة وأكثر اجتهادا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وهم كانوا خيرا منكم قالوا لم يا أبا عبدالرحمن قال هم كانوا أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة
حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي ثنا محمد بن مقاتل ثنا ابن المبارك ثنا سفيان عن العلاء بن المسيب عن إبراهيم قال قال ابن مسعود ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله فمن كانت راحته في لقاء الله فكأن قد
حدثنا محمد بن حميد ثنا أحمد بن الحسن ثنا أبو ياسر عمار بن نصر حدثني محمد بن نبهان حدثني يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف أنتم إذا التبستكم فتنة فتتخذ سنة يربوا منها الصغير ويهرم فيها الكبير وإذا ترك منها شيء قيل تركت سنة قالوا متى ذلك يا رسول الله قال إذا كثر قراؤكم وقلت علماؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الله قال عبدالله فأصبحتم فيها كذا رواه محمد بن نبهان مرفوعا والمشهور من قول عبدالله موقوف
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن جعفر الوركاني أخبرنا شريك عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبدالله قال إذا أصبح أحدكم صائما أو قال إذا كان أحدكم صائما فليترحل وإذا تصدق بصدقة بيمينه فليخفها عن شماله وإذا صلى صلاة أو صلى تطوعا فليصلها في داخله
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن النضر ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن عبدالله قال لا يقلدن أحدكم دينه رجلا فإن آمن آمن وإن كفر كفر فإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي المسعودي عن سلمة بن كهيل عن عبدالرحمن بن

يزيد قال قال عبدالله لا يكونن أحدكم إمعة قالوا وما الإمعة يا أبا عبدالرحمن قال يقول أنا مع الناس إن اهتدوا اهتديت وإن ضلوا ضللت ألا ليوطنن أحدكم نفسه على أن كفر الناس أن لا يكفر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم عن عبدالرزاق عن معمر عن أبي اسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود قال ثلاث أحلف عليهن والرابعة لو حلفت عليها لبررت لا يجعل الله عز و جل من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له ولا يتولى الله عبد في الدنيا إلا فولاه غيره يوم القيامة ولا يحب رجل قوما إلا جاء معهم والرابعة التي لو حلفت عليها لبررت لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستر عليه في الآخرة
حدثني عبدالله بن محمد ثنا أبو عبدالله محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن أبي الحكم أو الحكم عن أبي وائل عن عبدالله قال ما أحد من الناس يوم القيامة ألا يتمنى أنه كان يأكل في الدنيا قوتا وما يضر أحدكم على ما أصبح وأمسى من الدنيا إلا أن تكون في النفس حزازة ولأن يعض أحدكم على جمرة حتى تطفأ خير من أن يقول لأمر قضاه الله ليت هذا لم يكن
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا يحيى بن اسحاق السيلحيني ثنا حماد بن سلمة عن عبدالله أو عبيدالله بن مكرز قال قال عبدالله بن مسعود إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار نور السموات والأرض من نور وجهه وإن مقدار كل يوم من أيامكم عنده اثنتا عشر ساعة فتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار فينظر فيها ثلاث ساعات ويسبحه حملة العرش وسرادقات العرش والملائكة المقربون وسائر الملائكة ثم ينفخ جبريل بالقرن فلا يبقى شيء إلا سمع صوته فيسبحون الرحمن ثلاث ساعات حتى يمتلئ الرحمن رحمة فتلك ست ساعات ثم يؤتى بالأرحام فينظر فيها ثلاث ساعات وهو قوله في كتابه يصوركم في الأرحام كيف يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويثب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما الآية فتلك التسع ساعات ثم يؤتى بالأرزاق

فينظر فيها ثلاث ساعات وهو قوله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر كل يوم هو في شأن قال هذا من شأنكم وشأن ربكم عز و جل
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع ثنا سفيان عن أبي قيس الأودي عن هذيل بن شرحبيل قال قال عبدالله من أراد الدنيا أضر بالآخرة ومن أراد الآخرة أضر بالدنيا يا قوم فأضروا بالفاني للباقي حدثنا محمد بن اسحاق بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا حبيب بن حبان ثنا المسيب بن رافع قال أخبرني إياس البجلي قال سمعت ابن مسعود يقول من راءى في الدنيا راء الله به يوم القيامة ومن يسمع في الدنيا يسمع الله به يوم القيامة ومن يتطاول تعظما يضعه الله ومن يتواضع تخشعا يرفعه الله
حدثنا محمد بن اسحاق بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا عمرو بن ثابت ثنا عبدالرحمن بن عباس قال قال عبدالله بن مسعود إن أصدق الحديث كتاب الله عز و جل وأوثق العرى كلمة التقوى وخير الملل ملة إبراهيم وأحسن السنن سنة محمد صلى الله عليه و سلم وخير الهدى هدى الأنبياء وأشرف الحديث ذكر الله وخير القصص القرآن وخير الأمور عواقبها وشر الأمور محدثاتها وما قل وكفى خير مما كثر وألهى ونفس تنجيها خير من أمارة لا تحصيها وشر العذيلة حين يحضر الموت وشر الندامة ندامة القيامة وشر الضلالة الضلالة بعد الهدى وخير الغنى غنى النفس وخير الزاد التقوى وخير ما ألقى في القلب اليقين والريب من الكفر وشر العمى عمى القلب والخمر جماع كل إثم والنساء حبالة الشيطان والشباب شعبة من الجنون والنوح من عمل الجاهلية ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبرا ولا يذكر الله إلا هجرا وأعظم الخطايا الكذب وسباب المؤمن فسوق وقتاله كفر وحرمة ماله كحرمة دمه ومن يعف يعف الله عنه ومن يكظم الغيظ يأجره الله ومن يغفر يغفر الله له ومن يصبر على الرزية يعقبه الله وشر المكاسب كسب الربا وشر المأكل مال اليتيم والسعيد من وعظ بغيره والشقي من شقي في بطن أمه وإنما

يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه وإنما يصير إلى أربعة أذرع والأمر إلى آخرة وملاك العمل خواتمه وشر الروايا روايا الكذب وأشرف الموت قتل الشهداء ومن يعرف البلاء يصبر عليه ومن لا يعرفه ينكر ومن يستكبر يضعه ومن يتولى الدنيا تعجز عنه ومن يطع الشيطان يعص الله ومن يعص الله يعذبه 22
عمار بن ياسر
ومنهم عمار بن ياسر أبو اليقظان الممتلئ من الإيمان والمطمئن بالإيقان والمتثبت حين المحنة والافتتان والصابر على المذلة والهوان من السابقين الأولين سبق إلى قتال الطغاة زمن النبي صلى الله عليه و سلم وبقي إلى طعان البغاة مع الوصي كان له من النبي صلى الله عليه و سلم إذا استأذن البشاشة والترحيب والبشارة بالتطييب كان لزينة الدنيا واضعا ولنخوة النفس قامعا ولأنصار الدين رافعا ولإمام الهدى تابعا كان من أهل بدر وبعثه عمر على الكوفة أميرا وكتب إليهم إنه من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم كان أحد الأربعة الذين تشتاق إليهم الجنة لم يزل يدأب لها ويحن إليها إلى أن لقي الأحبة محمدا وحزبه وقد قيل إن التصوف تسور السور إلى التحلل بالحور
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا الحسن بن حماد الوراق وأحمد بن المقدام قالا ثنا عئام بن علي عن الأعمش عن أبي اسحاق عن هانئ بن هانئ قال كنا عند علي فدخل عليه عمار فقال مرحبا بالطيب المطيب سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول عمار مليء إيمانا إلى مشاشه
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا محمد بن حميد ثنا سلمة بن الفضل عن ابن اسحاق عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن عمارا ملئ إيمانا

من قرنه إلى قدمه يعني مشاشه 1 حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبدالعزيز بن أبان ثنا القاسم بن الفضل عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن عثمان بن عفان قال لقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبطحاء فأخذ بيدي فانطلقت معه فمر بعمار وأم عمار وهم يعذبون فقال صبرا آل ياسر فإن مصيركم إلى الجنة رواه عبدالملك الجدي عن القاسم بن الفضل مثله
حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال أول من أظهر الإسلام سبعة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وخباب وصهيب وبلال وعمار وسمية أم عمار فأما رسول الله صلى الله عليه و سلم فمنعه أبو طالب وأما أبو بكر فمنعه قومه وأما الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس فبلغ منهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ من حر الحديد والشمس فلما كان من العشي أتاهم أبو جهل لعنه الله ومعه حربة فجعل يشتمهم ويوبخهم
حدثنا محمد بن علي اليقطيني ثنا الحسين بن عبدالله الرقي ثنا حكيم بن سيف ثنا عبيدالله بن عمرو عن عبدالكريم عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار قال أخذ المشركون عمارا فلم يتركوه حتى سب رسول الله صلى الله عليه و سلم وذكر آلهتهم بخير فلما أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما وراءك قال شر يا رسول الله ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فكيف تجد قلبك قال أجد قلبي مطمئنا بالإيمان قال فإن عادوا فعد حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا محمد بن يوسف بن الطباع ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن أبي اسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال استأذن عمار على النبي صلى الله عليه و سلم فقال إئذنوا له مرحبا بالطيب المطيب رواه زهير وشريك وغيرهما عن أبي اسحاق
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبدالله بن عامر بن زرارة ثنا يحيى بن زكريا عن أبيه عن أبي

اسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي عليه السلام قال كان عمار يأخذ من هذه السورة ومن هذه السورة فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال لعمار لم تأخذ من هذه السورة ومن هذه السورة قال تسمعني أخلط به ما ليس منه قال لا قال فكله طيب
حدثنا سليمان بن احمد ثنا العباس بن حمدان ثنا محمد بن سعيد بن سويد الكوفي حدثني أبي عن عبدالرحمن بن القاسم عن القاسم عن أبي أمامة عن عمار بن ياسر قال ثلاث خلال من جمعهن فقد جمع خلال الإيمان فقال له بعض أصحابه يا أبا اليقظان وما هذه الخلال التي زعمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من جمعهن فقد جمع خلال الإيمان فقال عمار عند ذلك سمعته يقول الإنفاق من الإقتار والإنصاف من نفسك وبذل السلام للعالم حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن اسحاق قال حدثني محمد بن يزيد بن خيثم عن محمد بن كعب القرظي حدثني أبو بديل بن خيثم أن عمار بن ياسر قال كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة فعمدنا إلى صور من النخل فنمنا تحته في دقعاء من التراب فما أيقظنا إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى عليا فغمزه برجله وقد تتربنا في ذلك التراب
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم عن عبدالرزاق عن الثوري عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبدالله بن سلمة قال لقي علي رجلين قد خرجا من الحمام متدهنين فقال علي من أنتما قالا من المهاجرين قال كذبتما إنما المهاجر عمار بن ياسر
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن الحماني ثنا خالد بن عبدالله عن عطاء بن السائب عن أبي البختري وميسرة أن عمارا يوم صفين أتى بلبن فشربه ثم قال إن النبي صلى الله عليه و سلم قال هذه آخر شربة أشربها من الدنيا فقام فقاتل حتى قتل
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسن بن علي العمري ثنا محمد بن سليمان بن أبي الرجاء ثنا أبو معشر ثنا جعفر بن عمرو الضمري عن أبي سنان الدؤلي صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال رأيت عمار بن ياسر دعا

بشراب فأتي بقدح من لبن فشرب منه ثم قال صدق الله ورسوله واليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن آخر شيء تزوده من الدنيا ضيحة لبن ثم قال والله لو هزمونا حتى يبلغونا سعفات هجر لعلمنا أنا على حق وهم على باطل
حدثنا أبو أحمد محمد بن اسحاق العسكري ثنا أحمد بن سهل بن أيوب ثنا سهيل بن عثمان ثنا عبدالله بن نمير عن موسى بن محمد الأنصاري عن أبي المليح الأنصاري عن علي قال ذكرت للنبي صلى الله عليه و سلم عمارا فقال أما أنه سيشهد معك مشاهدا أجرها عظيم وذكرها كثير وثناؤها حسن
حدثنا محمد بن المظفر ثنا احمد بن سعيد بن عروة ثنا احمد بن عثمان بن حكيم ثنا قبيصة ثنا سفيان عن السدى عن عبدالله البهي عن ابن عمر قال ما أعرف أحدا خرج يبتغي وجه الله والدار الآخرة إلا عمارا
حدثنا محمد بن اسحاق بن ابراهيم ثنا أحمد بن سهل بن أيوب ثنا علي بن بحر ثنا سلمة بن الأبرش ثنا عمران الطائي قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الجنة تشتاق إلى أربعة إلى عمار وعلي وسلمان والمقداد
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا سفيان عن الأعمش عن ابراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال وشى رجل بعمار إلى عمر بن الخطاب فقال عمار لما بلغه اللهم إن كان كاذبا فاجعله موطأ العقبين وأبسط له من الدنيا
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرحمن بن مهدي ثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن نمير قال كان عمار بن ياسر طويل الصمت طويل الحزن والكآبة وكان عامة كلامه عائذا بالله من فتنته
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا جرير عن أبي سنان عن عبدالله بن أبي الهذيل قال لما بنى عبدالله بن مسعود داره قال لعمار هلم انظر إلى ما بنيت فانطلق عمار فنظر إليه فقال بنيت شديدا وأملت بعيدا أو تأمل بعيدا وتموت قريبا
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا داود بن عمرو

والأزرق بن علي قالا ثنا حسان بن ابراهيم ثنا محمد بن سلمة بن كهيل عن سلمة عن ذر عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى عن عبدالرحمن بن ابزى عن عمار أنه قال وهو يسير على شط الفرات اللهم لو أعلم أن أرضى لك عني أن أتردى فأسقط فعلت ولو علمت أن أرضى لك عني أن ألقى نفسي في هذا الماء فأغرق فيه فعلت 23
خباب بن الأرت
ومنهم السابق المفتتن المعذب الممتحن خباب بن الأرت أبو عبدالله مولى بني زهرة أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وثبت في إسلامه شاكرا كان من النواحين البكائين وكانت نياحته على اكتوائه لما ابتلي في جسمه وبكاؤه لافتتانه لما اجتمع له من سهمه كان من فقراء المهاجرين والسابقين وكان أحد الجلاس للنبي صلى الله عليه و سلم والأناس فيه وفي أصحابه نزلت ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي كان بذكر الله مستأنسا وللنبي صلى الله عليه و سلم ملازما ومجالسا
حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن اسحاق الثقفي ثنا عبدالله بن عمر ثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن كردوس الغطفاني أنه سمعه قال إن خباب بن الأرت أسلم سادس ستة له سدس الإسلام
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا يحيى بن آدم ثنا وكيع عن أبيه عن أبي اسحاق عن معدي كرب قال أتينا عبدالله بن مسعود نسأله عن طسم الشعراء قال ليست معي ولكن عليكم بمن أخذها من رسول الله صلى الله عليه و سلم عليكم بأبي عبدالله خباب بن الأرت
حدثنا سعد بن محمد الصيرفي ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا سعيد بن عمرو الأشعثي ثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال كان خباب بن الأرت من المهاجرين الأولين وكان ممن يعذب في الله تعالى
حدثنا أحمد بن محمد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا اسحاق بن ابراهيم الحنظلي

أخبرنا جرير عن بيان بن بشر عن الشعبي قال سأل عمر بلالا عما لقي من المشركين فقال خباب يا أمير المؤمنين انظر إلى ظهري فقال عمر ما رأيت كاليوم قال أوقدوا لي نارا فما أطفأها إلا ودك ظهري
حدثنا عبدالله بن جعفر بن اسحاق الموصلي ثنا محمد بن أحمد بن المثنى ثنا جعفر بن عون ثنا اسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن خباب قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مضطجع في بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تدعو الله لنا ألا تستنصر الله لنا فجلس محمرا وجهه ثم قال والله إن من كان قبلكم ليؤخذ الرجل فيشق باثنين ما يصرفه عن دينه شيء أو يمشط بأمشاط الحديد ما بين عصب ولحم ما يصرفه عن دينه شيء وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب منكم من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم قوم تعجلون
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن يحيى بن مندة ثنا خالد بن يوسف السمتي ثنا أبو عوانة عن مغيرة عن الشعبي عن خباب بن الأرت قال لم يكن أحد إلا أعطي ما سألوه يوم عذبهم المشركون إلا خبابا كانوا يضجعونه على الرضف فلم يسعوا 1 منه شيئا
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة ثنا أبو اسحاق قال سمعت حارثة بن مضرب قال دخلنا على خباب وقد اكتوى فقال ما أعلم أحد لقي من البلاء ما لقيت لقد مكثت على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أجد درهما وإن في ناحية بيتي هذا أربعين ألفا يعني دراهم لولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهانا أو نهى أن يتمنى أحد الموت لتمنيته
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا موسى بن اسحاق الأنصاري ثنا عبدالحميد بن صالح ثنا أبو شهاب عن الأعمش عن أبي اسحاق عن حارثة بن مضرب قال دخلنا على خباب وقد اكتوى في بطنه سبع كيات فقال لولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يتمنين أحدكم الموت لتمنيته فقال بعضهم أذكر صحبة النبي صلى الله عليه و سلم والقدوم عليه فقال قد خشيت

أن يبقى 1 ما عندي القدوم عليه هذه أربعون ألفا دراهم في البيت
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم قالا ثنا اسرائيل عن أبي اسحاق عن حارثة بن مضرب قال دخلنا على خباب وقد اكتوى سبعا فقال لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يتمنين أحدكم الموت لتمنيته زاد يحيى بن آدم ولقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أملك درهما وإن في جانب بيتي لأربعين ألف درهم قال ثم أني بكفنه فلما رآه بكى فقال لكن حمزة لم يوجد له كفن إلا بردة ملحاء إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه حتى مدت على رأسه وجعل على قدميه الأذخر
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد ثنا ابن ادريس حدثني أبي عن المنهال بن عمر عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال دخلنا على خباب بن الأرت في مرضه فقال إن في هذا التابوت ثمانين ألف درهم والله ما شددت لها من خيط ولا منعتها من سائل ثم بكى فقلنا ما يبكيك قال أبكي أن أصحابي مضوا ولم تنقصهم الدنيا شيئا وأنا بقينا بعدهم حتى لم نجد لها موضعا إلا التراب رواه أبو أسامة عن إدريس قال ولوددت أنها كذا وكذا كما قال بعرا أو غيره
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان وحدثنا أبو حاتم عبدالصمد بن محمد الخطيب الاستراباذي ثنا أبو نعيم عبدالملك بن محمد بن عدي ثنا اسحاق بن ابراهيم الطلقي ثنا عفان بن سيار قالا عن مسعر بن كدام عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال عاد خبابا نفر 2 من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا أبشر يا أبا عبدالله إخوانك تقدم عليهم غدا قال فبكى وقال أما إنه ليس بي جزع ولكنكم ذكرتموني أقواما

وسميتم لي إخوانا وإن أولئك قد مضوا بأجورهم كلهم وإني أخاف أن يكون ثواب ما تذكرون من تلك الاعمال ما أوتينا بعدهم لفظ عفان
حدثنا عبد الرحمن بن العباس ثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي ثنا أبو نعيم ثنا عيسى بن المسيب عن قيس بن أبي حازم قال دخلت على خباب وقد اكتوى سبعا فقال يا قيس لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى أن ندعوا بالموت لدعوت به
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا اسماعيل بن أبي خالد ثنا قيس قال عدنا خبابا وقد اكتوى في بطنه سبعا وقال لولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهانا أن ندعوا بالموت لدعوت به ثم قال إنه قد مضى قبلنا أقوام لم ينالوا من الدنيا شيئا وإنا بقينا بعدهم حتى نلنا من الدنيا مالا يدري أحدنا في أي شئ يضعه ألا في التراب وأن المسلم يؤجر في كل شئ أنفقه إلا فيما أنفق في التراب
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط بن نصر عن السدى عن أبي سعيد الازدي عن أبي الكنود عن خباب بن الارت قال جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري فوجدوا النبي صلى الله عليه و سلم قاعدا مع عمار وصهيب وبلال وخباب بن الارت في أناس من ضعفاء المؤمنين فلما رأوهم حقروهم فخلوا به فقالوا إن وفود العرب تأتيك فنستحي أن يرانا العرب قعودا مع هذه الأعبد فاذا جئناك فأقمهم عنا قال نعم قالوا فاكتب لنا عليك كتابا فدعى بالصحيفة ودعا عليا ليكتب ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل فقال ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك علبهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا الآية فرمى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصحيفة ودعانا فأتيناه وهو يقول سلام عليكم فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته فكان

رسول الله صلى الله عليه و سلم يجلس معنا فاذا أراد أن يقوم قام وتركنا فأنزل الله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم قال فكنا بعد ذلك نقعد مع النبي فاذا بلغنا الساعة التي كان يقوم فيها قمنا وتركناه وإلا صبر أبدا حتى نقوم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا محمد بن عبدالملك الواسطي ثنا معلى بن عبدالرحمن ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن زيد بن وهب قال سرنا معه يعني عليا حين رجع من صفين حتى إذا كان عند باب الكوفة إذا نحن بقبور سبعة فقال علي ما هذه القبور قالوا يا أمير المؤمنين إن خبابا توفي بعد مخرجك إلى صفين وأوصى أن يدفن في ظهر الكوفة فقال علي عليه السلام رحم الله خبابا لقد أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وابتلي في جسمه أحوالا ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا ثم قال طوبى لمن ذكر المعاد وعمل للحساب وقنع بالكفاف ورضي عن الله عز و جل 24
بلال بن رباح
ومنهم السيد المتعبد المتجرد بلال بن رباح عتيق الصديق ذي الفضل والسماح علم الممتحنين في الدين والمعذبين خازن الرسول الأمين محمد سيد المرسلين السابق الوامق والمتوكل الواثق وقد قيل إن التصوف قطع العلائق والأخذ بالوثائق
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا الحسين بن جعفر ثنا أحمد بن يونس ثنا عبدالعزيز الماجشون ثنا ابن المنكدر عن جابر قال كان عمر ابن الخطاب يقول أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالا رضي الله عنه
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا سهل ابن أبي سهل ثنا محمد بن عبدالله ثنا يزيد بن هارون ثنا حسام بن مصك ثنا قتادة عن قاسم بن ربيعة عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم المرء بلال وهو سيد المؤذنين
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن

سعد عن محمد بن اسحاق قال حدثني هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه قال كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب وهو يقول أحد أحد فيقول أحد أحد الله يا بلال ثم يقبل ورقة بن نوفل على أمية بن خلف وهو يصنع ذلك ببلال فيقول أحلف بالله عز و جل لئن قتلتموه على هذا لأتخذته حنانا حتى مر به أبو بكر الصديق يوما وهم يصنعون ذلك فقال لأمية ألاتتقي الله في هذا المسكين حتى متى قال أنت أفسدته 1 فأنقذه مما ترى فقال أبوبكر أفعل عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك أعطيكه به قال قد قبلت قال هو لك فأعطاه أبوبكر غلامه ذلك وأخذ بلالا فأعتقه ثم أعتق معه على الاسلام قبل أن يهاجر من مكة ست رقاب بلال سابعهم قال محمد بن اسحاق وكان بلال مولى أبي بكر لبعض بني جمح مولدا من مولديهم وهو بلال بن رباح كان اسم أمه وكان صادق الاسلام طاهر القلب فكان أمية يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له لاتزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى فيقول وهو في ذلك البلاء أحد أحد قال عمار بن ياسر وهو يذكر بلالا وأصحابه وما كانوا فيه من البلاء وإعتاق أبي بكر إياه وكان إسم أبي بكر عتيقا رضي الله عنه ... جزى الله خيرا عن بلال وصحبه ... عتيقا وأخزى فاكها وأبا جهل ... عشية هما في بلال بسوءة ... ولم يحذرا ما يحذر المرء ذو العقل ... بتوحيده رب الأنام وقوله ... شهدت بأن الله ربي على مهل ... فإن يقتلوني يقتلوني فلم أكن ... لأشرك بالرحمن من خيفة القتل ... فيا رب ابراهيم والعبد يونس ... وموسى وعيسى نجني ثم لا تبل ... لمن ظل يهوى الغي من آل غالب ... على غير بر كان منه ولا عدل

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي وعمي أبو بكر قالا ثنا ابن أبي بكير ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبدالله قال أول من أظهر الإسلام سبعة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه و سلم فمنعه الله تعالى بعمه أبي طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس فما منهم أحد إلا وأتاهم على ما أرادوا إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول أحد أحد
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو حذيفة ثنا عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بلال سابق الحبشة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن خليد ثنا أبو توبة ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن أسلم أنه سمع أبا سلام يقول حدثني عبدالله الهوزني قال لقيت بلالا فقلت يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما كان له شيء كنت أنا الذي ألى له ذاك منذ بعثه الله عز و جل حتى توفي وكان إذا أتاه الرجل المسلم فرآه عاريا يأمرني به فأنطلق فأستقرض واشتري البردة فأكسوه وأطعمه
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عاصم بن علي ثنا قيس بن الربيع عن أبي حصين عن يحيى بو وثاب عن مسروق عن عبدالله قال دخل النبي صلى الله عليه و سلم على بلال وعنده صبر عن تمر فقال ما هذا يا بلال قال يا رسول الله ادخرته لك ولضيفانك قال أما تخشى أن تكون له سجار 1 في النار أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن علي الصايغ ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا عمران بن بنان ثنا طلحة عن يزيد بن سنان عن أبي المبارك عن أبي سعيد الخدري عن بلال قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا بلال مت فقيرا ولا تمت غنيا قلت

فكيف لي بذلك يا رسول الله قال ما رزقت فلا تخبأ وما سئلت فلا تمنع فقلت يا رسول الله كيف لي بذلك قال هو ذلك أو النار
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد أخذت في الله تعالى وما يخاف احد ولقد أوذيت في الله وما ؤذي أحد ولقد أتت علي ثلاثون من يوم وليلة مالي ولا لبلال طعام تأكله أحد إلا شيء يواريه إبط بلال
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عبدالعزيز بن أبي سلمة ثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيتني دخلت الجنة وسمعت خشفا أمامي فقلت من هذا يا جبريل فقال هذا بلال
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا زيد بن الحباب ثنا حسين بن واقد حدثني عبدالله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعت في الجنة خشخشة أمامي فقلت من هذا قالوا بلال فأخبره وقال بم سبقتني إلى الجنة قال يا رسول الله ما أحدثت إلا توضأت ولا توضأت إلا رأيت أن لله تعالى علي ركعتين فأصليهما رواه أبو حيان عن أبي زرعة عن عمرو بن جرير عن أبي هريرة مثله حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا أبو كريب ثنا أبو معاوية عن اسماعيل عن قيس قال اشترى أبو بكر بلالا رضي الله عنهما بخمسة أوق فأعتقه فقال يا أبا بكر إن كنت أعتقتني لله فدعني حتى أعمل لله وإن كنت إنما أعتقتني لتتخذني خادما فاتخذني فبكى أبو بكر وقال إنما أعتقتك لله فاذهب فاعمل لله تعالى
حدثنا أبو حامد ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن عيسى ثنا ابن المبارك ثنا معمر حدثني عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب قال لما كانت خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه تجهز بلال ليخرج إلى الشام فقال له أبو بكر ما كنت أراك يا بلال تدعنا على هذا الحال لو أقمت معنا فأعنتنا قال إن كنت إنما أعتقتني لله تعالى فدعني أذهب إليه وإن كنت إنما أعتقتني لنفسك فاحبسني

عندك فأذن له فخرج إلى الشام فمات بها 25
صهيب بن سنان بن مالك
ومنهم السابق المهاجر المطعم المتاجر لماله بذول ولنفسه قتول ولديته عقول وبربه تعالى يجول ويصول صهيب بن سنان بن مالك أسرع الإجابة لله تعالى وللرسول وقد قيل إن التصوف الأخذ بالأصول والترك للفضول والتشمير للوصول
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا عبدالله بن الزبير الحميدي وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن إبراهيم بن نصر ثنا هارون بن عبدالله الحمال ثنا محمد بن الحسن المخزومي قالا ثنا علي بن عبدالحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده عن صهيب قال لم يشهد رسول الله مشهدا قط إلا كنت حاضره ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضره ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها ولا غزا غزاة قط أول الزمان وآخره إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله وما خافوا أمامهم قط إلا وكنت أمامهم ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم وما جعلت رسول الله صلى الله عليه و سلم بيني وبين العدو قط حتى توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم السياق لمحمد بن الحسن وهو أتم
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال لما أقبل صهيب مهاجرا نحو النبي صلى الله عليه و سلم فاتبعه نفر من قريش نزل عن راحلته وانتثل ما في كنانته ثم قال يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضرب بسيفي ما يقي في يدي منه شيء افعلوا ما شئتم وإن شئتم دللتكم على مالي وثيابي بمكة وخليتم سبيلي قالوا نعم فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة قال ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى

قال ونزلت ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله الآية
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد المعيني الأصبهاني ثنا زيد بن الحريش ثنا يعقوب بن محمد ثنا حصين بن حذيفة قال أخبرني أبي وعمومتي عن سعيد بن المسيب عن صهيب قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة وخرج معه أبو بكر وكنت قد هممت بالخروج معه وصدني فتيان من قريش فجعلت ليلتي تلك أقوم لا أقعد وقالوا قد شغله الله عز و جل عنكم ببطنه ولم أكن شاكيا فقاموا فخرجت فلحقني منهم ناس بعد ما سرت يريدون ردي فقلت لهم هل لكم أن أعطيكم أواقي من ذهب وحلتين لي بمكة وتخلون سبيلي وتوثقون لي فقعلوا فتبعتهم إلى مكة فقلت احفروا تحت أسكفة الباب فإن تحتها الأواقي واذهبوا إلى فلانة بآية كذا وكذا فخذوا الحلتين فخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم قباء قبل أن يتحول منها فلما رآني قال يا أبا يحيى ربح البيع ثلاثا فقلت يا رسول الله ما سبقني إليك أحد وما أخبرك إلا جبريل عليه السلام
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن ابراهيم بن شبيب الغسال الأصبهاني ثنا هارون بن عبدالله ثنا محمد بن الحسن بن زبالة حدثني علي بن عبدالحميد بن زياد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده عن صهيب رضي الله تعالى عنه أن المشركين لما أطافوا برسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبلوا على الغار وأدبروا قال واصهيباه ولا صهيب لي فلما أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم الخروج بعث أبا بكر مرتين أو ثلاثا إلى صهيب فوجده يصلي فقال أبو بكر للنبي صلى الله عليه و سلم وجدته يصلي وكرهت أن أقطع عليه صلاته فقال أصبت وخرجا من ليلتهما فلما أصبح خرج حتى أتى أم رومان زوجة أبي بكر فقالت ألا أراك ههنا وقد خرج أخواك ووضعا لك شيئا من زادهما قال صهيب فخرجت حتى دخلت على زوجتي فأخذت سيفي وجعبتي وقوسي حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فأجده وأبا بكر جالسين فلما رآني أبو بكر قام إلي فبشرني بالآية التي نزلت في وأخذ بيدي فلمته بعض اللائمة فاعتذر

وربحني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ربح البيع أبا يحيى
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن عبدالرحمن بن مرزوق ثنا صالح بن حرب ثنا اسماعيل بن يحيى ثنا عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن صهيب رضي الله تعالى عنهم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا يدخل الجنة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا يمنة ويسرة
حدثنا محمد بن علي بن حبيس ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا أبو جعفر النفيلي وحدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ثنا الحسين بن عبدالله الرقي ثنا حكيم بن سيف قالا ثنا عبيدالله بن عمرو عن عبيدالله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما قال له يا صهيب اكتنيت وليس لك ولد وانتميت إلى العرب وأنت رجل من الروم فقال يا أمير المؤمنين أما قولك اكتنيت وليس لك ولد فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كناني بأبي يحيى وأما قولك انتميت إلى العرب وأنت رجل من الروم فإني رجل من النمر بن قاسط سبيت من الموصل بعد أن كنت غلاما قد عرفت أهل ونسبى ورواه زهير بن محمد عن عبدالله بن محمد بن عقيل فزاد فيه ما حدثناه أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرحمن بن مهدي عن زهير عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب أن صهيبا رضي الله تعالى عنه كان يطعم الطعام الكثير فقال له عمر يا صهيب إنك تطعم الطعام الكثير وذلك سرف في المال فقال صهيب إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول خياركم من أطعم الطعام ورد السلام فذلك الذي يحملني على أن أطعم الطعام رواه يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب عن صهيب نحوه
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا محمد بن بشر أخبرني محمد بن عمرو بن علقمة ثنا يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب قال قال عمر لصهيب رضي الله تعالى عنهما ما وجدت في الإسلام إلا ثلاثا تكنيت أبا يحيى وقال الله تعالى لم نجعل له من قبل سميا وإنك لم تمسك شيئا إلا أنفقته وتدعى إلى النمر بن قاسط وأنت

من المهاجرين الأولين وممن انعم الله عليه قال أما قولك إني تكنيت أبا يحيى فان رسول الله صلى الله عليه و سلم كناني أبا يحيى وأما قولك إني لا أمسك شيئا إلا أنفقته فإن الله تعالى قال وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وأما قولك إني أدعى إلى النمر فإن العرب كانت يسبي بعضهم بعضا فسبتني طائفة من العرب فباعوني بسواد الكوفة فأخذت بلسانهم ولو كنت من روثة ما ادعيت إلا اليها
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن الحسين بن مكرم ثنا أحمد بن عبيدالله بن كردي ثنا سالم بن نوح عن الجريري عن أبي السليل عن صيب قال صنعت لرسول الله صلى الله عليه و سلم طعاما فأتيته وهو في نفر جالس فقمت حياله فأومأت إليه وأومأ إلي وهؤلاء فقلت لا فسكت فقمت مكاني فلما نظر إلي أومأت إليه فقال وهؤلاء فقلت لا مرتين فعل ذلك أو ثلاثا فقلت نعم وهؤلاء وإنما كان شيئا يسيرا صنعته له فجاء وجاؤا معه فأكلوا قال وفضل منه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا سعيد بن منصور وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا هشيم ثنا عبدالحميد بن جعفر عن الحسن بن محمد الأنصاري عن رجل من النمر بن قاسط قال سمعت صهيب بن سنان يحدث قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أيما رجل تزوج امرأة على مهر وهو لا يريد أداءه اليها فغرها بالله واستحل فرجها بالباطل لقي الله تعالى يوم القيامة وهو زان وأيما رجل إدان بدين وهو لا يريد أداءه اليه فغره بالله واستحل ماله بالباطل لقي الله تعالى يوم يلقاه وهو سارق
حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن حمزة حدثني محمد بن يحيى الطلحي ثنا عمار بن خالد ثنا عبدالحكيم بن منصور عن يونس بن عبيد عن ثابت قال سمعت عبدالرحمن بن أبي ليلى يحدث عن صهيب الخير قال صلينا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إحدى صلاتي العشي فلما انصرف أقبل إلينا بوجهه ضاحكا فقال ألا تسألوني مم ضحكت قالوا الله وسوله أعلم قال عجبت من قضاء الله للعبد المسلم إن كل ما قضى الله تعالى له خير وليس كل أحد كل

قضاه لله له خير إلا العبد المسلم رواه سليمان بن المغيرة وحماد بن سلمة عن ثابت مثله
حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عمر الضرير ثنا حماد بن سلمة أن ثابتا البناني أخبرهم عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن صهيب رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحرك شفتيه بشيء في أيام حنين إذا صلى الغداة فقلنا يا رسول الله لا تزال تحرك شفتيك بشيء بعد صلاة الغداة وكنت لا تفعله قال إن نبيا كان قبلنا أعجبته كثرة أمته فقال لا يروم هؤلاء أحسبه قال شيء فأوحى الله تعالى اليه أن خير أمتك بين ثلاث إما أن أسلط عليهم الموت أو العدو أو الجوع فعرض عليهم ذلك فقالوا أما الجوع فلا طاقة لنا به ولا طاقة لنا بالعدو ولكن الموت فمات منهم في ثلاثة أيام سبعون ألفا فأنا اليوم أقول اللهم بك أحاول وبك أصاول وبك أقاتل
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن صهيب رضي الله تعالى عنه قال تلى رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناديا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا فيقولون ما هو أليس قد بيض وجوهنا وثقل موازيننا وأدخلنا الجنة فيقال لهم ذلك ثلاثا قال فيتجلى لهم فينظرون اليه فيكون ذلك عندهم أعظم مما أعطوا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا ابراهيم بن هاشم ثنا عمر بن الحصين وحدثنا أبو محمد بن حبان ثنا ابن رسته ثنا عمرو بن مالك الراسبي قالا ثنا الفضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان الأسلمي عن أبيه عن عبدالرحمن بن مغيث عن كعب الأحبار حدثني صهيب قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو يقول اللهم لست بإله استحدثناه ولا برب ابتدعناه ولا كان لنا قبلك من إله نلجأ اليه ونذرك ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك تباركت وتعاليت قال كعب وهكذا كان نبي الله داود عليه السلام يدعو به لفظ عمرو بن الحصين وقال عمرو بن مالك

الراسبي ولا برب يبيد ذكره ولا كان معك إله فندعوه ونتضرع إليه ولا أعانك على خلقنا أحد فتشك فيك ولم يذكر عبدالرحمن بن مغيث في حديثه
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا جعفر بن أبي الحسن الخوارزمي ثنا عبدالله بن عبيد الله بن اسحاق بن محمد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيدالله حدثني أبي عبيدالله بن اسحاق عن الحصين بن حذيفة عن أبيه حذيفة عن أبي صيفي عن أبيه صهيب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول المهاجرون هم السابقون الشافعون المدلون على ربهم عز و جل والذي نفسي بيده انهم ليأتون يوم القيامة وعلى عواتقهم السلاح فيقرعون باب الجنة فيقول لهم الخزنة من أنتم فيقولون نحن المهاجرون فتقول لهم الخزنة هل حوسبتم فيجثون على ركبهم وينثرون ما في جعابهم ويرفعون أيديهم فيقولون أي رب أبهذه نحاسب لقد خرجنا وتركنا المال والأهل والولد فيجعل الله تعالى لهم أجنحة من ذهب مخوصة بالزبرجد والياقوت فيطيرون حتى يدخلوا الجنة فذلك قوله الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب قال صهيب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فلهم بمنازلهم في الجنة أعرف منهم بمنازلهم في الدنيا 26
أبو ذر الغفاري
ومنهم العابد الزهيد القانت الوحيد رابع الإسلام ورافض الأزلام قبل نزول الشرع والأحكام تعبد قبل الدعوة بالشهور والأعوام وأول من حيا الرسول بتحية الإسلام لم يكن تأخذه في الحق لائمة اللوام ولا تفزعه سطوة الولاة والحكام أول من تكلم في علم البقاء وثبت على المشقة والعناء وحفظ العهود والوصايا وصبر على المحن والرزايا واعتزل مخالطة البرايا إلى أن حل بساحة المنايا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه خدم

الرسول وتعلم الأصول ونبذ الفضول وقد قيل إن التصوف التأله والتدله عن غلبات التوله
حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا أو هلال محمد بن سليم ثنا حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت قال قال لي أبو ذر رضي الله تعالى عنه يا ابن أخي صليت قبل الإسلام بأربع سنين قال له من كنت تعبد قال إله السماء قلت فأين كانت قبلتك قال حيث وجهني الله عز و جل
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا أبو النضر ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر أنه قال يا ابن أخي قد صليت قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث سنين قلت لمن قال لله عز و جل قلت أين توجه قال حيث وجهني الله عز و جل أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر السحر ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبدالله بن الرومي ثنا النضر بن محمد ثنا عكرمة بن عمار ثنا أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال كنت رابع الإسلام أسلم قبلي ثلاثة وأنا الرابع
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو عبدالملك أحمد بن ابراهيم القرشي ثنا محمد بن عائذ ثنا الوليد بن مسلم ثنا أبو طرفة عباد بن الريان اللخمي قال سمعت عروة بن رويم يقول حدثني عامر بن لدين قال سمعت أبا ليلى الأشعري يقول حدثني أبو ذر قال إن أول ما دعاني إلى الإسلام أنا أصابتنا السنة فحملت أمي أخي أنيسا إلى أصهار لنا بأعلا نجد فلما حللنا بهم أكرمونا فمشى رجل من الحي إلى خالي فقال إن أنيسا يخالفك إلى أهلك فحز في قلبه فانصرفت من رعية إبلي فوجدته كئيبا يبكي فقلت ما بكاؤك يا خال فأعلمني الخبر فقلت حجز الله من ذلك إنا نعاف الفاحشة وإن كان الزمان قد أخل بنا فاحتملت بأخي وأمي حتى نزلنا بحضرة مكة فأتيت مكة وقد بلغني أن بها صابئا أو مجنونا أو ساحرا فقلت أين هذا الذي تزعمونه قالوا ها هو ذاك حيث

ترى فانقلبت إليه فوالله ما جزت عنهم قيد حجر حتى أكبوا علي بكل عظم وحجر ومدر فضرجوني بدمي فأتيت البيت فدخلت بين الستور والبناء وسومت فيه ثلاثين يوما لا آكل ولا أشرب إلا من ماء زمزم قال فلما أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ بيدي أبو بكر رضي الله تعالى عنه فقال يا أبا ذر فقلت لبيك يا أبا بكر فقال هل كنت تأله في جاهليتك قال قلت نعم لقد رأيتني أقوم عند الشمس فلا أزال مصليا حتى يؤذيني حرها فأخر كأني خفاء فقال لي فأين كنت توجه فقلت لا أدري إلا حيث يوجهني الله عز و جل حتى أدخل الله علي الإسلام
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا قطن بن نسير ثنا جعفر بن سليم ثنا أبو طاهر عن أبي يزيد المدني عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال أقمت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة فعلمني الإسلام وقرأت من القرآن شيئا فقلت يا رسول الله إني أريد أن أظهر ديني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني أخاف عليك أن تقتل قلت لا بد منه وإن قتلت قال فسكت عني فجئت وقريش حلقا يتحدثون في المسجد فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فانتقضت الخلق فقاموا فضربوني حتى تركوني كأني نصب أحمر وكانوا يرون أنهم قد قتلوني فأفقت فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأى ما بي من الحال فقال لي ألم أنهك فقلت يا رسول الله كانت حاجة في نفسي فقضيتها فأقمت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إلحق بقومك فاذا بلغك ظهوري فأتني
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عمرو بن حكام ثنا المثنى بن سعيد ثنا أبو جمرة أن ابن عباس أخبرهم عن بدو إسلام أبي ذر قال دخل أبو ذر على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله مرني بما شئت فقال ارجع إلى أهلك حتى يأتيك خبري فقلت والله ما كنت لأرجع حتى أصرخ بالإسلام فخرج إلى المسجد فصاح بأعلا صوته فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فقال المشركون

صبأ الرجل صبأ الرجل فقاموا إليه فضربوه حتى سقط فمر به العباس فقال يا معشر قريش أنتم تجار وطريقكم على غفار أتريدون أن يقطع الطريق فأكب عليه العباس فتفرقوا فلما كان الغد عاد إلى مثل قوله فقاموا إليه فضربوه فمر به العباس فقال لهم مثل ما قال ثم أكب عليه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا المقرئ ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال أتيت مكة فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم فخررت مغشيا علي فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر
حدثنا محمد بن اسحاق بن أيوب ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا أبو هلال الراسبي ثنا حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت قال قال لي أبو ذر رضي الله تعالى عنه قدمت مكة فقلت أين هذا الصابئ فقالوا الصابئ الصابئ فأقبلوا يرمونني بكل عظم وحجر حتى تركوني مثل النصب الأحمر فلما ضربني برد السحر أفقت وتحملت حتى أتيت زمزم فاغتسلت من مائها وشربت منه وكنت بين الكعبة وأستارها ثلاثين ليلة بايامها مالي طعام ولا شراب إلا ماء زمزم حتى تكسر عكن بطني وما وجدت على كبدي من سخفة جوع حتى إذا كان ذات ليلة جاء نبي الله صلى الله عليه و سلم فطاف بالبيت وصلى خلف المقام فكنت أول من حياه بالإسلام أو قال بالسلام فقلت السلام عليك فقال وعليك ورحمة الله
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سليمان بن المغيرة ثنا حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم حين قضى صلاته فقلت السلام عليك فقال وعليك السلام فكنت أول من حياه بتحية الإسلام
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا الحسين بن علي بن الهذيل الواسطي والطوسي قالا ثنا محمد بن حرب ثنا يحيى بن أبي زكريا الغساني عن اسماعيل بن أبي خالد عن بديل بن ميسرة عن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم

بست حب المساكين وأن انظر إلى من هو تحتي ولا أنظر إلى من هو فوقي وأن أقول الحق وإن كان مرا وأن لا تأخذني في الله لومة لائم كذا في الأصلين ولم يأت بتمام الستة
حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبدالله ثنا الأوزاعي حدثني مرثد أبو كبير عن أبيه عن أبي ذر أن رجلا أتاه فقال إن مصدقي عثمان ازدادوا علينا أنغيب عنهم بقدر ما ازدادوا علينا فقال لا قف مالك وقل ما كان لكم من حق فخذوه وما كان باطلا فذروه فما تعدوا عليك جعل في ميزانك يوم القيامة وعلى رأسه فتى من قريش فقال أما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا فقال أرقيب أنت علي فوالذي نفسي بيده لو وضعتم الصمصامة ههنا ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن تحتزوا لأنفذتها
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا عبدالله بن محمد بن عبدالكريم ثنا الحسن بن اسماعيل بن راشد الرملي ثنا ضمرة بن سعد 2 ثنا ابن شوذب عن مطرف عن حميد بن هلال عن عبدالله بن الصامت بن أخي أبي ذر قال دخلت مع عمي على عثمان فقال لعثمان إئذن لي في الربذة فقال نعم ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة تغدو عليك وتروح قال لا حاجة لي في ذلك تكفي أبا ذر صرمته ثم قام فقال اعزموا دنياكم ودعونا وربنا وديننا وكانوا يقتسمون مال عبدالرحمن بن عوف وكان عنده كعب فقال عثمان لكعب ما تقول فيمن جمع هذا المال فكان يتصدق منه ويعطي في السبل ويفعل ويفعل قال إني لأرجو له خيرا فغضب أبو ذر ورفع العصا على كعب وقال وما يدريك يا ابن اليهودية ليودن صاحب هذا المال يوم القيامة لو كانت عقارب تلسع السويداء من قلبه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا أحمد بن أسد ثنا أبو معاوية عن موسى بن عبيدة عن عبدالله بن خراش قال رأيت أبا ذر رضي الله تعالى عنه بالربذة في ظلة له سوداء وتحته امرأة له سحماء وهو جالس على قطعة جوالق

فقيل له إنك امرؤ ما يبقى لك ولد فقال الحمد لله الذي يأخذهم في دار الفناء ويدخرهم في دار البقاء قالوا يا أبا ذر لو اتخذت امرأة غير هذه قال لأن أتزوج امرأة تضعني أحب إلي من امرأة ترفعني فقالوا له لو اتخذت بساطا ألين من هذا قال اللهم غفرا خذ مما خولت ما بدا لك
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عفان ثنا همام ثنا قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي أنه دخل على أبي ذر رضي الله تعالى عنه وهو بالربذة وعنده امرأة له سوداء شعثة ليس عليها أثر المجاسد والخلوق قال فقال ألا تنظرون إلى ما تأمرني به هذه السوداء تأمرني أن آتي العراق فإذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم وإن خليلي عهد إلي أن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض ومزلة وأنا إن نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار أحرى أن ننجوا من أن نأتي عليه ونحن مواقير
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يزيد ثنا محمد بن عمرو عن أبي بكر بن المنكدر قال بعث حبيب بن مسلمة وهو أمير الشام إلى أبي ذر بثلاثمائة دينار وقال استعن بها على حاجتك فقال أبو ذر ارجع بها إليه أما وجد أحدا أغر بالله منا مالنا إلا ظل نتوارى به وثلة من غنم تروح علينا ومولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها ثم إني لأتخوف الفضل
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا أبو حصين عبدالله بن أحمد بن يونس ثنا أبي ثنا بكر بن عياش عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال بلغ الحارث رجلا كان بالشام من قريش إن أبا ذر به عوز فبعث إليه بثلاثمائة دينار فقال ما وجد عبدا لله تعالى هو أهون عليه مني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من سأل وله أربعون فقد ألحف ولآل أبي ذر أربعون درهما وأربعون شاة وما هنان
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا يزيد بن هارون ثنا محمد بن عمرو قال سمعت عراك بن مالك يقول قال أبي ذر رضي الله عنه إني لأقربكم مجلسا من رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم القيامة وذلك أني سمعت رسول الله

صلى الله عليه و سلم يقول إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته فيها وإنه والله ما منكم من أحد إلا وقد تشبث بشيء منها غيري
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال قيل له ألا تتخذ ضيعة كما اتخذ فلان وفلان قال وما أصنع بأن أكون أميرا وإنما يكفيني كل يوم شربة ماء أو لبن وفي الجمعة قفيز من قمح
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا يوسف بن موسى بن عبدالله المروروزي ثنا عبدالله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط ثنا سفيان الثوري أراه عن حبيب بن حسان عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال كان قوتي على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم صاعا فلا أزيد عليه حتى ألقى الله عز و جل
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن الفضل السقطي ثنا إبراهيم بن المستمر العروقي ثنا اسحاق بن إدريس ثنا بكار بن عبدالله بن عبيدة حدثني عمي موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال بينا أنا واقف مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لي يا أبا ذر أنت رجل صالح وسيصيبك بلاء بعدي قلت في الله قال في الله قلت مرحبا بأمر الله
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني سفيان بن وكيع ثنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد عن من سمع أبا ذر رضي الله عنه يقول إن بني أمية تهددني بالفقر والقتل ولبطن الأرض أحب إلي من ظهرها وللفقر أحب إلي من الغنى فقال له رجل يا أبا ذر مالك إذا جلست إلى قوم قاموا وتركوك قال إني أنهاهم عن الكنوز
حدثنا سليمان بن أحمد ومحمد بن علي بن حبيش قالا ثنا أبو شعيب الحراني ثنا عفان بن مسلم ثنا همام ثنا قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن عبدالله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال إن خليلي صلى الله عليه و سلم عهد إلي أنه أيما ذهب أو فضة أوكئ عليه فهو جمر على صاحبه حتى ينفقه في سبيل الله عز و جل
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله

ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالصمد ثنا عبدالله بن بجير ثنا ثابت أن أبا ذر مر بأبي الدرداء رضي الله تعالى عنهما وهو يبني بيتا له فقال لقد حملت الصخر على عواتق الرجال فقال إنما هو بيت أبنيه فقال له أبو ذر رضي الله تعالى عنه مثل ذلك فقال يا أخي لعلك وجدت علي في نفسك من ذلك قال لو مررت بك وأنت في عذرة أهلك كان أحب إلي مما رأيتك فيه
حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن عبيدالله بن زحر أن أبا ذر رضي الله تعالى عنه قال يولدون للموت ويعمرون للخراب ويحرصون على ما يفنى ويتركون ما يبقى ألا حبذا المكروهان الموت والفقر 1
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا عبوة بن سليمان عن عمرو بن ميمون عن أبيه عن رجل من بني سليم يقال له عبدالله بن سيدان عن أبي ذر أنه قال في المال ثلاثة شركاء القدر لا يستأمرك أن يذهب بخيرها أو شرها من هلاك أو موت والوارث ينتظر أن تضع رأسك ثم يستاقها وأنت ذميم فإن استطعت أن لا تكون أعجز الثلاثة فلا تكونن 2 فان الله عز و جل يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ألا وإن هذا الجمل مما كنت أحب من مالي فأحببت أن أقدمه لنفسي
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن عمار الدهني عن أبي شعبة قال جاء رجل إلى أبي ذر رضي الله عنه فعرض عليه نفقة فقال أبو ذر عندنا أعنز نحلبها وحمر تنقل ومحررة تخدمنا وفضل عباءة عن كسوتنا إني أخاف أن أحاسب على الفضل
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن ابن الأبرق الغفاري عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال ليأتين عليكم زمان يغبط الرجل فيه بخفة الحاذ كما يغبط اليوم فيكم

أبو عشرة
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر ثنا الجريري عن أبي السليل قال جاءت ابنة أبي ذر وعليها مجنبتا صوف سفعاء الخدين ومعها قفة لها فمثلت بين يديه وعنده أصحابه فقالت يا أبتاه زعم الحراثون والزراعون أن أفلسك هذه بهرجة فقال يا بنية ضعيها فإن أباك أصبح بحمد الله ما يملك من صفراء ولا بيضاء إلا أفلسه هذه
حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني سليمان عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال ذو الدرهمين أشد حسابا من ذي الدرهم
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال والله تعلمون ما أعلم ما انبسطتم إلى نسائكم ولا تقاررتم على فرشكم والله لوددت أن الله عز و جل خلقني يوم خلقني شجرة تعضد ويوكل ثمرها
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر ثنا حازم العبدي حدثني شيخ من أهل الشام قال سمعت أبا ذر رضي الله تعالى عنه يقول من أراد الجنة فليصمد صمدها
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرحمن بن مهدي ثنا عبدالرحمن بن فضالة عن بكر بن عبدالله عن أبي ذر رضي الله عنه قال يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الملح من الطعام
حدثنا أبي ثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى ثنا يعقوب الدورقي ثنا عبدالرحمن ثنا قرة بن خالد عن عون بن عبدالله قال قال أبو ذر هل ترى الناس ما أكثرهم ما فهيم خير إلا تقي أو تائب
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا عبدالله بن محمد بن عمران ثنا حسين المروزي ثنا الهيثم بن جميل ثنا صالح المري عن محمد بن واسع أن رجلا من البصرة ركب إلى أم ذر بعد وفاة أبي ذر يسألها عن عبادة أبي ذر فأتاها فقال جئتك لتخبريني عن عبادة أبي ذر رضي الله تعالى عنه قالت كان النهار أجمع خاليا يتفكر
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ثنا

أبو خليفة ثنا أبو ظفر ثنا جعفر بن سليمان عن عثمان قال بلغنا أن رجلا رأى أبا ذر رضي الله تعالى عنه وهو يتبوء مكانا فقال له ما تريد يا أبا ذر فقال أطلب موضعا أنام فيه نفسي هذه مطيتي إن لم أرفق بها لم تبلغني مواعظه حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا أبو بكر الأهوازي ثنا الحسن بن عثمان ثنا محمد بن إدريس ثنا محمد بن روح ثنا عمران بن عمر عن سفيان الثوري قال قام أبو ذر الغفاري عند الكعبة فقال يا أيها الناس أنا جندب الغفاري هلموا إلى الأخ الناصح الشفيق فاكتنفه الناس فقال أرأيتم لو أن أحدكم أراد سفرا أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ويبلغه قالوا بلى قال فسفر 1 طريق القيامة أبعد ما تريدون فخذوا منه ما يصلحكم قالوا ما يصلحنا قال حجوا حجة لعظام الأمور صوموا يوما شديدا حره لطول النشور صلوا ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور كلمة خير تقولها أو كلمة سوء تسكت عنها لوقوف يوم عظيم تصدق بمالك لعلك تنجو من عسيرها اجعل الدنيا مجلسين مجلسا في طلب الآخرة ومجلسا في طلب الحلال والثالث يضرك ولا ينفعك لا تريده اجعل المال درهمين درهما تنفقه على عيالك من حله ودرهما تقدمه لآخرتك والثالث يضرك ولا ينفعك لا تريده ثم نادى بأعلى صوته يا أيها الناس قد قتلكم حرص لا تدركونه أبدا
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبدالله بن محمد قال سمعت شيخا يقول بلغنا أن أبا ذر كان يقول يا أيها الناس إني لكم ناصح إني عليكم شفيق صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور صوموا في الدنيا لحر يوم النشور تصدقوا مخافة يوم عسير يا أيها الناس إني لكم ناصح إني عليكم شفيق
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبدالرحمن بن حماد الشعيثي ثنا كهمس عن أبي السليل عن أبي ذر رضي الله

تعالى عنه قال كان نبي الله صلى الله عليه و سلم يتلو علي هذه الآية ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فما زال يقولها ويعيدها علي
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا معتمر بن سليمان ثنا كهمس عن أبي السليل عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا ذر إني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب فما زال يقولها ويعيدها علي
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا جعفر الفريابي وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن أنس بن مالك قالا ثنا ابراهيم بن هشام بن يحيى 1 بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر رضي الله عنه قال دخلت المسجد وإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس وحده فجلست إليه فقال أيا ذر إن للمسجد تحية وإن تحيته ركعتان فقم فاركعهما قال فقمت فركعتهما ثم عدت فجلست إليه فقلت يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة قال خير موضوع استكثر أو استقل قلت يا رسول الله فأي الأعمال أفضل قال إيمان بالله عز و جل وجهاد في سبيله قال قلت يا رسول الله فأي المؤمنين أكملهم إيمانا قال أحسنهم خلقا قال قلت يا رسول الله فأي المؤمنين أسلم قال من سلم الناس من لسانه ويده قال قلت رسول الله فأي الهجرة أفضل قال من هجر السيئات قال قلت يا رسول الله فأي الصلاة أفضل قال طول القنوت قال قلت يا رسول الله فما الصيام قال فرض مجزي وعند الله أضعاف كثيرة قال قلت يا رسول الله فأي الجهاد أفضل قال من عقر جواده وأهريق دمه قال قلت يا رسول الله فأي الرقاب أفضل قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند ربها قال قلت يا رسول الله فأي الصدقة أفضل قال جهد من مقل يسر إلى فقير قلت يا رسول الله فأي آية مما أنزل الله عز و جل

عليك أعظم قال آية الكرسي ثم قال يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة قلت يا رسول الله كم الأنبياء قال مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا قلت يا رسول الله كم الرسل قال ثلثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا قلت كثير طيب قلت يا رسول الله من كان أولهم قال آدم قلت يا رسول الله أنبي مرسل قال نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه ثم سواه قبلا وقال أحمد بن أنس ثم كلمه قبلا ثم قال يا أبا ذر أربعة سريانيون آدم وشيث وخنوخ وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم ونوح وأربعة من العرب هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر قال قلت يا رسول الله كم كتاب أنزله الله تعالى قال مائة كتاب وأربعة كتب أنزل على شيث خمسون صحيفة وأنزل على خنوخ ثلاثون صحيفة 1 وأنزل على إبراهيم عشر صحائف وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قال قلت يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم قال كانت أمثالا كلها أيها الملك المسلط المبتلى المغرور فإني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر وكان فيها أمثال على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات ساعة يناجي فيها ربه عز و جل وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يفكر فيها في صنع الله عز و جل وساعة يخلو فيها بحاجته من المطعم والمشرب وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث تزود لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه قلت يا رسول الله فما كان صحف موسى عليه السلام قال كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح عجبت لمن أيقن بالنار وهو يضحك عجبت لمن أيقن للقدر ثم هو

ينصب عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها عجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل قلت يا رسول الله أوصني قال أوصيك بتوقى الله فابه رأس الأمر كله قلت يا رسول الله زدني قال عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء قلت يا رسول الله زدني قال إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه قلت يا رسول الله زدني قال عليك بالصمت إلا من خير فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك قلت يا رسول الله زدني قال عليك بالجهاد فانه رهبانية أمتي قلت يا رسول الله زدني قال حب المساكين وجالسهم قلت يا رسول الله زدني قال انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك قلت زدني يا رسول الله قال صل قرابتك وإن قطعوك قلت يا رسول الله زدني قال لا تخف في الله تعالى لومة لائم قلت يا رسول الله زدني قال قل الحق وإن كان مرا قلت يا رسول الله زدني قال يردك عن الناس ما تعرف من نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي وكفي به عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك أو تجد عليهم فيما تأتي ثم ضرب بيده على صدري فقال يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق السياق للحسن بن سفيان ورواه المختار بن غسان عن اسماعيل بن سلمة عن أبي إدريس ورواه علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن أبي ذر ورواه عبيد بن الحسحاس 1 عن أبي ذر ورواه معاوية بن صالح عن أبي عبدالملك محمد بن أيوب عن ابن عائذ عن أبي بطوله ورواه ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر بطوله تفرد به عنه يحيى بن سعيد العبشمي حدثناه عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا محمد بن مرزوق ثنا يحيى بن سعيد العبشمي من بني سعد بن تيم ثنا ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال

دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في المسجد جالس فاغتنمت خلوته ثم ذكر مثله وزاد قلت يا رسول الله هل في الدنيا شيء مما أنزل الله عليك مما كان في صحف إبراهيم وموسى قال يا أبا ذر اقرأ قد أفلح من تزكى إلى آخر السورة قال الشيخ رحمه الله تعالى وكان أبو ذر رضي الله تعالى عنه للرسول صلى الله عليه و سلم ملازما وجليسا وعلى مسائلته والاقتباس منه حريصا وللقيام على ما استفاد منه أنيسا سأله عن الأصول والفروع وسأله عن الإيمان والإحسان وسأله عن رؤية ربه تعالى وسأله عن أحب الكلام إلى الله تعالى وسأله عن ليلة القدر أترفع مع الأنبياء أم تبقى وسأله عن كل شيء حتى عن مس الحصا في الصلاة
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن خالد بن عبدالله ثنا أبي عن ابن أبي ليلى 1 عن الحكم عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كل شيء حتى سألته عن مس الحصا فقال مسه مرة أو دع قال الشيخ رحمه الله تخلى من الدنيا وتشمر للعقبى وعانق البلوى إلى أن لحق بالمولى
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا وهب بن جرير حدثني أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يقول حدثني بريدة بن سفيان عن القرظي قال خرج أبو ذر إلى الربذة فأصابه قدره فأوصاهم أن اغسلوني وكفنوني ثم ضعوني على قارعة الطريق فأول ركب يمرون بكم فقولوا هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعينونا على غسله ودفنه فأقبل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في ركب من أهل العراق
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عباس بن الوليد وحدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا الحسن بن الصباح قالا حدثنا يحيى بن سليم ثنا عبدالله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم

ابن الأشتر عن أبيه الأشتر عن أم ذر قالت لما حضرت أبا ذر رضي الله عنه الوفاة بكيت فقال ما يبكيك قالت أبكي أنه لا يدلي بتكفينك وليس لي ثوب من ثيابي يسعك كفنا وليس لك ثوب يسعك كفنا قال فلا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض فتشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر رجل إلا وقد مات في قرية وجماعة من المسلمين وأنا الذي أموت بفلاة والله ما كذبت ولا كذبت فانظري الطريق فقالت أني وقد انقطع الحاج فكانت تشتد إلى كثيب تقوم عليه تنظر ثم ترجع إليه فتمرضه ثم ترجع إلى الكثيب فبينما هي كذلك إذا بنفر تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم على رحالهم فألاحت بثوبها فأقبلوا حتى وقفوا عليها قالوا مالك قالت امرؤ من المسلمين تكفنونه يموت قالوا من هو قالت أبو ذر فغدوه بإبلهم ووضعوا 1 السياط في نحورها يستبقون إليه حتى جاؤه وقال ابشروا فحدثهم وقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض فتشهده عصابة من المؤمنين وليس منهم أحد إلا وقد هلك في قرية وجماعة وأنا الذي أموت بالفلاة أنتم تسمعون إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب لي أو لها أنتم تسمعون إني أنشدكم الله والإسلام أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو نقيبا أو بريدا فليس أحد من القوم إلا قارف بعض ما قال إلا فتى من الأنصار قال يا عم أنا أكفنك لم أصب مما ذكرت شيئا أكفنك في ردائي هذا الذي علي وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي قال أنت فكفني فكفنه الأنصاري في النفر الذي شهدوه منهم حجر بن الادبر ومالك بن الأشتر في نفر كلهم يمان

عتبة بن غزوان
ومنهم الزاهد في الامرة والسلطان والتارك لولاية المدن والبلدان سابع الإسلام والإيمان أبو عبدالله عتبة بن غزوان استعفى عن إمرة البصرة بعد أن بنى مسجدها ونصب منبرها توفي بالربذة له الخطبة المشهورة في تولي الدنيا وتصرمها وفي تغير الأيام وتلونها
حدثنا محمد بن اسحاق بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا افضيل بن محمد الملطي ثنا أبو نعيم قالا ثنا قرة بن خالد ثنا حميد بن هلال قال قال خالد بن عمير خطبنا عتبة بن غزوان قال أيها الناس إن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء 1 ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء ألا وإنكم في دار أنتم متحولون منها فانتقلوا بصالح ما بحضرتكم وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا وإنكم والله لتبلون الأمراء من بعدي وإنه والله ما كانت نبوة قط إلا تناسخت حتى تكون ملكا وجبرية وإني رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سابع سبعة ومالنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا فوجدت بردة فشققتها بنصفين فأعطيت نصفها سعد بن مالك ولبست نصفها فليس من أولئك السبعة اليوم رجل حي إلا وهو أمير مصر من الأمصار فيا للعجب للحجر يلقى من رأس جهنم فيهوي سبعين خريفا حتى يتقرر في أسفلها والذي نفسي بيده لتملأن جهنم أفعجبتم وإن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما وليأتين عليه يوم وما فيها باب إلا وهو كظيظ 2
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل ثنا أبو عبيدة عن فضيل بن عياض 3 ثنا أبو سعد مولى بني هاشم ثنا شعبة عن أبي اسحاق عن قيس بن أبي حازم عن عتبة بن غزوان قال لقد رأيتنا مع

رسول الله صلى الله عليه و سلم سابع سبعة مالنا طعام إلا ورق الحبلة حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما يخالطه شيء 28
المقداد بن الأسود
قال الشيخ رحمه الله ومنهم المقداد بن الأسود وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة مولى الأسود بن عبد يغوث السابق إلى الإسلام والفارس يوم الحرب والإقدام ظهرت له الدلائل والإعلام حين عزم على إسقاء الرسول عليه السلام والإطعام أعرض عن العمالات وآثر الجهاد والعبادات معتصما بالله تعالى من الفتن والبليات
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي وعمي أبو بكر قال ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه و سلم فمنعه الله تعالى بعمه وأما أبو بكر فمنعه الله تعالى بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا ابراهيم بن عبدالله بن أيوب ثنا علي بن شبرمة الكوفي ثنا شريك عن أبي ربيعة الإيادي عن عبدالله بن بريدة عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم وإنك يا علي منهم والمقداد وأبو ذر وسلمان رضي الله تعالى عنهم
حدثنا مخلد بن جعفر ثنا محمد بن جرير حدثني محمد بن عبيد المحاربي ثنا اسماعيل بن إبراهيم ثنا المخارق عن طارق عن عبدالله بن مسعود قال لقد شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون أنا صاحبه أحب إلي مما في الأرض من شيء وكان رجلا فارسا وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غضب احمرت وجنتاه فأتاه المقداد على تلك الحال فقال ابشر يا رسول الله فوالله لا نقول لك كما قالت

بنو إسرائيل لموسى عليه السلام اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن والذي بعثك بالحق لنكونن من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك أو يفتح الله عز و جل لك
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق قال لما خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى بدر استشار الناس فقام المقداد بن عمرو فقال يا رسول الله امض لما أمرك الله به فنحن معك والله ما نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون والله الذي بعثك بالحق نبيا لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم خيرا ودعا له
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت البناني عن عبدالرحمن بن أبي ليلى حدثني المقداد بن الأسود قال جئت أنا وصاحبان لي قد كادت تذهب أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجلعنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فما يقبلنا أحد حتى انطلق بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى رحله ولآل محمد ثلاث أعنز يحتلبونها فكان النبي صلى الله عليه و سلم يوزع اللبن بيننا وكنا نرفع لرسول الله صلى الله عليه و سلم نصيبه فيجيء فيسلم تسليما يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم فقال لي الشيطان لو شربت هذه الجرعة فان النبي صلى الله عليه و سلم يأتي الأنصار فيتحفونه فما زال بي حتى شربتها فلما شربتها ندمني وقال ما صنعت يجيء محمد صلى الله عليه و سلم فلا يجد شرابه فيدعو عليك فتهلك وأما صاحباي فشربا شرابهما وناما وأما أنا فلم يأخذني النوم وعلي شملة لي إذا وضعتها على رأسي بدت منها قدماي وإذا وضعتها على قدمي بدا رأسي وجاء النبي صلى الله عليه و سلم كما كان يجيء فصلى ما شاء الله أن يصلي ثم نظر إلى شرابه فلم ير شيئا فرفع يده فقلت تدعو علي الآن فأهلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم

أطعم من أطعمني واسق من سقاني فأخذت الشفرة وأخذت الشملة وانطلقت إلى الأعنز أجسهن أيتهن أسمن كي أذبحه لرسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا حفل كلهن فأخذت إناء لآل محمد صلى الله عليه و سلم كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه فحلبته حتى علته الرغوة ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فشرب ثم ناولني فشربت ثم ناولته فشرب ثم ناولني فشربت ثم ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض فقال لي إحدى سوآتك يا مقداد فأنشأت أحدثه بما صنعت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كانت إلا رحمة من الله عز و جل لو كنت أيقظت صاحبيك فأصابا منها قلت والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها أنت وأصبت فضلتك من أخطأت من الناس رواه حماد بن سلمة عن ثابت نحوه ورواه طارق بن شهاب عن المقداد نحوه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الأسود بن عامر ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن المقداد بن الأسود قال لما نزلنا المدينة عشرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عشرة عشرة يعني في كل بيت قال فكنت في العشرة الذين كان النبي صلى الله عليه و سلم فيهم قال ولم يكن لنا إلا شاة نتجزأ لبنها رواه حفص بن غياث عن الأعمش فقال عن قيس بن مسلم عن طارق
حدثنا أبو بكر بن أحمد بن السدى ثنا موسى بن هارون الحافظ ثنا عباس بن الوليد ثنا بشر بن المفضل ثنا أبو عون عن عمير بن اسحاق عن المقداد بن الأسود رضي الله تعالى عنه قال استعملني رسول الله صلى الله عليه و سلم على عمل فلما رجعت قال كيف وجدت الأمارة قلت يا رسول الله ما ظننت إلا أن الناس كلهم خول لي والله لا ألي على عمل ما دمت حيا
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن موسى بن اسحاق الخطمي ثنا أحمد بن محمد بن الأصفر ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سوادة بن أبي الأسود عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال بعث النبي صلى الله عليه و سلم المقداد بن الأسود رضي الله تعالى عنه على سرية فلما قدم قال له أيا معبد

كيف وجدت الإمارة قال كنت أحمل وأوضع حتى رأيت بأن لي على القوم فضلا قال هو ذاك فخذ أو دع قال والذي بعثك بالحق لا أتأمر على اثنين أبدا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا عبدالله بن صالح ثنا معاوية بن صالح أن عبدالرحمن بن جبير بن نفير حدثه عن أبيه أن المقداد بن الأسود جاءنا لحاجة لنا فقلنا اجلس عافاك الله حتى نطلب حاجتك فجلس فقال العجب من قوم مررت بهم آنفا يتمنون الفتنة يزعمون ليبتلينهم الله فيها بما ابتلى به رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه وأيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن السعيد لمن جنب الفتن يرددها ثلاثا وإن ابتلي فصبر وأيم الله لا أشهد لأحد أنه من أهل الجنة حتى أعلم بما يموت عليه بعد حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليا حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى الحماني ثنا عبدالله بن المبارك عن صفوان بن عمرو حدثني عبدالرحمن بن نفير عن أبيه قال جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل فقال طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه و سلم والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت فاستمعت فجعلت أعجب ما قال إلا خيرا ثم أقبل عليه فقال ما يحمل أحدكم على أن يتمنى محضرا غيبه الله عز و جل عنه لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه و سلم أقوام كبهم الله عز و جل على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه أو لا تحمدون الله إذ أخرجكم الله عز و جل لا تعرفون إلا ربكم مصدقين بما جاء به نبيكم عليه السلام وقد كفيتم البلاء بغيركم والله لقد بعث النبي صلى الله عليه و سلم على أشد حال بعث عليه نبي من الأنبياء في فترة وجاهلية ما يرون دينا أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل وفرق بين الوالد وولده حتى إن الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا وقد فتح الله تعالى قفل قلبه

للايمان ليعلم أنه قد هلك من دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حميمه في النار وأنها للتي قال الله عز و جل ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين
حدثنا محمد بن أحمد ثنا الحسن بن محمد بن حميد أخبرنا جرير عن الأعمش عن ابراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال كان المقداد بن الأسود في سرية فحصرهم العدو فعزم الأمير أن لا يجشر أحد دابته فجشر رجل دابته لم تبلغه العزيمة فضربه فرجع الرجل وهو يقول ما رأيت كما لقيت اليوم قط فمر المقداد فقال ما شأنك فذكر له قصته فتقلد السيف وانطلق معه حتى انتهى إلى الأمير فقال أقده من نفسك فأقاده فعفا الرجل فرجع المقداد وهو يقول لأموتن والإسلام عزيز
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا الحوطي ثنا بقية ثنا حريز بن عثمان حدثني عبدالرحمن بن ميسرة الحضرمي ثنا أبو راشد الحبراني قال وافيت المقداد بن الأسود فارس رسول الله صلى الله عليه و سلم جالسا على تابوت من تابوت الصيارفة بحمص قد أفضل عنها من عظمه يريد الغزو فقلت له لقد أعذر الله إليك فقال أتت علينا سورة البعوث انفروا خفافا وثقالا 29
سالم مولى أبي حذيفة
ومنهم الحافظ القاري والإمام الجاري سالم مولى أبي حذيفة كان صبا وامقا وبمودع الكتاب ناطقا وفي العبادة مخلصا واثقا
حدثنا فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن قالا ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة أخبرني عمرو بن مرة قال سمعت ابراهيم يحدث عن مسروق عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول استقرئوا القرآن من أربعة فذكر ابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل رضي الله تعالى عنهم
حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي ثنا الحسن بن مثنى ثنا عفان ثنا حفص بن غياث ثنا ابن جريج عن نافع عن ابن عمر وثنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا

الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا أنس بن عياض عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال لما قدم المهاجرون الأولون العصبة 1 قبل مقدم النبي صلى الله عليه و سلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة كان أكثرهم قرآنا فيهم أبو بكر وعمر
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن حماد بن سفيان ثنا زكريا بن يحيى بن أبان ثنا أبو صالح كاتب الليث حدثني ابن لهيعة عن عبادة بن نسي عن عبدالرحمن بن غنم قال سمعت عبدالله بن الأرقم يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم وذكر سالما مولى أبي حذيفة فقال إن سالما شديد الحب لله عز و جل ورواه حبيب بن نجيح عن عبدالرحمن بن غنم
حدثت عن سعيد بن سليمان ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن الجراح بن المنهال عن حبيب بن نجيح عن عبدالرحمن بن غنم قال قدمت المدينة في زمان عثمان فأتيت عبدالله بن الأرقم فقال حضرت عمر رضي الله عنه عند وفاته مع ابن عباس والمسور بن مخرمة فقال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن سالما شديد الحب لله عز و جل لو كان لا يخاف الله عز و جل ما عصاه فلقيت ابن عباس فذكرت ذلك له فقال صدق انطلق بنا إلى المسور بن مخرمة حتى يحدثك به فجئنا المسور فقلت إن عبدالله بن الأرقم حدثني بهذا الحديث قال حسبك لا تسل عنه بعد عبدالله بن الأرقم
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي السراج ثنا محمود بن خداش ثنا مروان بن معاوية ثنا سعيد قال سمعت شهر بن حوشب يقول قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لواستخلفت سالما مولى أبي حذيفة فسألني عنه ربي ما حملك على ذلك لقلت رب سمعت نبيك صلى الله عليه و سلم وهو يقول إنه يحب الله تعالى حقا من قلبه
حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا أحمد بن الهيثم ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا بشر بن مطر بن حكيم بن دينار القطعي 2كذا بالأصلين ولعله القطيعي قال سمعت عمرو بن دينار وكيل آل الزبير يحدث عن مالك بن دينار قال حدثني

شيخ من الأنصار يحدث عن سالم مولى أبي حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليجاءن بأقوام يوم القيامة معهم من الحسنات مثل جبال تهامة حتى إذا جيء بهم جعل الله أعمالهم هباء ثم قذفهم في النار فقال سالم يا رسول الله بأبي أنت وأمي حل لنا هؤلاء القوم حتى نعرفهم فوالذي بعثك بالحق إني أتخوف أن أكون منهم فقال يا سالم إنهم كانوا يصومون ويصلون ولكنهم إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه فأدحض الله تعالى أعمالهم فقال مالك بن دينار هذا والله النفاق فأخذ المعلى بن زياد بلحتيه فقال صدقت والله أبا يحيى 30
عامر بن ربيعة
ومنهم أبو عبدالله عامر بن ربيعة الزاهد في العطايا والقطيعة شهد بدرا والمشاهد وعمر بالذكر البقاع والمساجد تحرز بما أيد به من الفطنة عن الوقوع فيما امتحن به غيره من الفتنة عاش كريما ومضى سليما
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن حماد بن زغبة ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد قال سمعت عبدالله بن عامر بن ربيعة يصلي من الليل حين نشب الناس في الفتنة ثم نام فأرى في المنام فقيل له قم فسل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده فقام يصلي ثم اشتكى فما خرج إلا جنازة
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا سوار بن عبدالله ثنا يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبدالله بن عامر بن ربيعة قال لما نشب الناس في الطعن على عثمان رضي الله تعالى عنه قام أبي يصلي من الليل وقال اللهم قني من الفتنة بما وقيت به الصالحين من عبادك قال فما خرج إلا جنازة
حدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا محمد بن المتوكل العسقلاني ثنا عبدالرزاق ثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال لما وقعت فتنة عثمان قال رجل لأهله أوثقوني بالحديد فإني مجنون فلما قتل عثمان قال خلوا عني الحمد لله الذي

شفاني من الجنون وعافاني من قتل عثمان رواه غيره عن ابن طاوس وسمى الرجل عامر بن ربيعة
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن موسى الخطمي ثنا القاسم بن نصر المخرمي ثنا أحمد بن القاسم الليثي ثنا أبو همام محمد بن الزبرقان ثنا موسى بن عبيدة عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب فأكرم عامر مثواه وكلم فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاءه الرجل فقال إني استقطعت رسول الله صلى الله عليه و سلم واديا ما في العرب واد أفضل منه وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك قال عامر لا حاجة لي في قطيعتك نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون قال الشيخ رحمه الله والذي حداه على الزهد والفقر ودعاه إلى إدمان الذكر ما أخبره به النبي صلى الله عليه و سلم وما كان يعانيه في بدنه من الشدة في البعوث والسريا
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أخبرنا المسعودي عن أبي بكر بن حفص عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال إن كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليبعثنا في السرية ما لنا زاد إلا السلف يعني الجراب من التمر فيقسمه صاحبه بيننا قبضة قبضة حتى يصير إلى تمرة قال فقلت وما كان يبلغ من التمرة قال لا تقل ذلك يا بني ولبعد أن فقدناها فاختلطنا إليها 1
حدثنا علي بن أحمد المصيصي ثنا أحمد بن خليد الحلبي ثنا أبو نعيم ثنا أبو الربيع السمان عن عاصم بن عبيدالله عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في ليلة سوداء مظلمة فنزلنا منزلا فجعل الرجل يحمل الحجارة فيجعله مسجدا فيصلي إليه فلما أصبحنا إذا نحن على غير القبلة فقلنا يا رسول الله صلينا ليلتنا هذه لغير القبلة فأنزل الله عز و جل ولله

المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا محمد بن الحسين الوادعي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا شريك عن عاصم بن عبيدالله عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أبيه أن رجلا عطس خلف النبي صلى الله عليه و سلم في الصلاة فقال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يرضى ربنا عز و جل وبعد الرضى والحمد لله على كل حال فلما سلم النبي صلى الله عليه و سلم قال من صاحب الكلمات قال أنا يا رسول الله وما أردت بها إلا خيرا قال لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبدالرزاق عن عبدالله بن عمر عن عبدالرحمن بن القاسم عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا فأكثروا أو أقلوا رواه شعبة عن عاصم بن عبيدالله عن عبدالله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب وهو يقول ما من عبد يصلي علي إلا صلت عليه الملائكة ما دام يصلي فليقل العبد أو فليكثر حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة به 31
ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم
ومنهم القنع العفيف الوفي الظريف أبو عبدالله ثوبان مولى رسول الرحمن المضمون له بالكفالة والضمان حلول ساحة الجنان إذا ترك السؤال وإتيان السلطان
حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبدالله بن عبدالوهاب الحجبي ثنا خالد بن الحارث ثنا ظريف بن عيسى العنبري حدثني يوسف بن عبدالحميد قال لقيت ثوبان فرأى علي ثيابا وخاتما فقال ما تصنع بهذه الثياب وبهذا الخاتم إنما الخواتيم للملوك قال فما اتخذت بعده خاتما قال فحدثنا ثوبان أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا لأهله فذكر عليا وفاطمة وغيرهما

قال قلت يا نبي الله أمن أهل البيت أنا قال نعم مالم تقم على باب سدة أو تأتي أميرا تسأله
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا أو مسلم الكشي ثنا عاصم قالا حدثنا ابن أبي ذئب ثنا محمد بن قيس عن عبدالرحمن بن يزيد بن معاوية عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من تقبل لي واحدة تقبلت له بالجنة قال ثوبان أنا يا رسول الله قال لا تسأل أحدا شيئا قال فلربما سقط السوط لثوبان وهو على بعير فلا يسأل أحدا أن يناوله حتى ينزل إليه فيأخذه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عبيدالله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن عاصم الأحول عن أبي العالية عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يتكفل لي أن لا يسأل الناس وأتكفل له بالجنة فقال ثوبان أنا فكان ثوبان لا يسأل أحدا شيئا
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أمية بن بسطام وعباس بن الوليد قالا ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سأل مسألة وهو عنها غني كانت شينا في وجهه يوم القيامة حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة عن سالم عن معدان عن ثوبان مولى النبي صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ترك بعده كنزا مثل له شجاعا أقرع يوم القيامة له زبيبتان يتبعه ويقول من أنت ويلك فيقول أنا كنزك الذي تركت بعدك فلا يزال يتبعه حتى يلقمه يده فيقضمها 1 ثم يتبعه سائر جسده
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبدالوهاب بن الضحاك ثنا أبو عبدالرحمن عن عيسى بن يزيد الأعرج ثنا أرطأة بن المنذر عن أبي عامر عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من أحد يترك ذهبا ولا فضة إلا جعل الله له صفائح 2

ثم كوى به من قدميه إلى ذقنه قال أبو عامر فقال لي ثوبان أبا عامر إن كان لك شاة فكان في لبنها فضل فاجرز 1 فضل لبنها
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا اسماعيل بن عبدالله بن مسعود ثنا سعيد بن سليمان ثنا مبارك بن فضالة عن مرزوق أبي عبد الله الحمصي عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها قالوا من قلة بنا يومئذ قال أنتم ذلك اليوم كثير ولكن غثاء كغثاءالسيل تنتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت
حدثنا أبو أحمد بن محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن محمد بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسير نسير ونحن معه إذ قال المهاجرون لو نعلم أي المال خيرا إذ أنزل في الذهب والفضة ما نزل فقال عمر رضي الله تعالى عنه إن شئتم سألت لكم رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك فقالوا أجل فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وتبعته أوضع على قعود لي فقال يا رسول الله إن المهاجرين لما نزل في الذهب والفضة ما نزل قالوا لو علمنا الآن أي المال خير إذ أنزل في الذهب والفضة ما أنزل فقال ليتخذ أحدكم لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على إيمانه رواه أبو الأحوص واسرائيل عن منصور مثله ورواه عمرو بن مرة عن سالم
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع ثنا عبدالله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال لما نزل في الذهب والفضة ما نزل قالوا فأي المال نتخذ قال عمر رضي الله تعالى عنه أنا أعلم لكم فأوضع على بعيره فأدركه وأنا في أثره فقال يا رسول الله أي المال نتخذ قال ليتخذن أحدكم قلبا

شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة تعينه على الآخرة رواه الأعمش عن سالم نحوه 32
رافع مولى النبي صلى الله عليه و سلم
ومنهم الشانئ للزائل الدني والمحب للباقي السني رافع أبو البهي مولى النبي المنتخب الصفي صلى الله عليه و سلم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن عمرو بن سعيد أن عبدا كان بين بني سعيد يعني ابن العاص فأعتقوه إلا واحدا منهم فأتى النبي صلى الله عليه و سلم يستشفع به على الرجل وكلمه فيه فوهب الرجل نصيبه للنبي صلى الله عليه و سلم فأعتقه النبي صلى الله عليه و سلم فكان يقول أنا مولى النبي صلى الله عليه و سلم وكان اسمه رافعا أبا البهي
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا طالب بن قرة ثنا محمد بن عيسى الطباع ثنا القاسم بن موسى عن زيد بن واقد عن مغيث بن سمي وكان قاضيا لعبدالله بن الزبير عن عبدالله بن عمرو قال قيل للنبي صلى الله عليه و سلم أي الناس أفضل قال مؤمن مخموم القلب صدوق اللسان قيل له وما المخموم القلب قال التقي الله عز و جل النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد قالوا فمن يليه يا رسول الله قال الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة قالوا ما يعرف هذا فينا إلا رافعا مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا فمن يليه قال مؤمن في خلق حسن 33
أسلم أبو رافع
ومنهم أسلم أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أسلم قبل بدر وكان يكتم إسلامه مع العباس ثم قدم بكتاب قريش إلى المدينة على رسول الله

صلى الله عليه و سلم وأظهر إسلامه ليقيم بها فرده رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال إنا لا نحبس البرد ولا نخيس العهد كان ممن أخبره النبي صلى الله عليه و سلم أنه يصيبه بعده فقر ونهاه أن يكنز فضول المال وأعلمه عقوبة من يحوز المال ويكنزه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا حاتم بن اسماعيل عن كثير بن زيد عن المطلب عن أبي رافع قال مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبقيع فقال اف اف اف وليس معه أحد غيري فقلت بأبي أنت وأمي قال صاحب هذه الحفرة استعملته على بني فلان فخان في ببردة فأريتها عليه تلتهب
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا صالح بن زياد وحدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا المغيرة بن عبدالرحمن قالا ثنا عثمان بن عبدالرحمن وحدثت عن أبي جعفر محمد بن اسماعيل ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا يزيد بن هارون واللفظ له قالوا ثنا الجراح بن منهال عن الزهري عن سليم مولى أبي رافع عن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه و سلم قال قال النبي صلى الله عليه و سلم كيف بك يا أبا رافع إذا افتقرت قلت أفلا أتقدم في ذلك قال بلى قال ما مالك قلت أربعون ألفا وهي لله عز و جل قال لا أعط بعضا وأمسك بعضا وأصلح إلى ولدك قال قلت أو لهم علينا يا رسول الله حق كما لنا عليهم قال نعم حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتاب وقال عثمان بن عبدالرحمن كتاب الله عز و جل والرمي والسباحة زاد يزيد وأن يورثه طيبا قال ومتى يكون فقري قال بعدي قال أبو سليم فلقد رأيته افتقر بعده حتى كان يقعد فيقعد فيقول من يتصدق على الشيخ الكبير الأعمى من يتصدق على رجل أعلمه رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه سيفتقر بعده من يتصدق فان يد الله هي العليا ويد المعطي الوسطى ويد السائل السفلى ومن سأل عن ظهر غنى كان له شية يعرف بها يوم القيامة ولا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي قال فلقد رأيت رجلا أعطاه

أربعة دراهم فرد عليه منها درهما فقال يا عبدالله لا ترد علي صدقتي فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهاني أن أكنز فضول المال قال أبو سليم فلقد رأيته بعد استغنى حتى أتى له عاشر عشرة وكان يقول ليت أبا رافع مات في فقره أو وهو فقير قال ولم يكن يكاتب مملوكه إلا بثمنه الذي اشتراه به 34
سلمان الفارسي
ومنهم سابق الفرس ورائق العرس الكادح الذي لا يبرح والزاخر الذي لا ينزح الحكيم والعابد العليم أبو عبدالله سلمان ابن الإسلام رافع الألوية والأعلام أحد الرفقاء والنجباء ومن إليه تشتاق الجنة من الغرباء ثبت على القلة والشدائد لما نال من الصلة والزوائد وقد قيل إن التصوف مقاساة القلق في مراعاة العلق
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو حذيفة ثنا عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم السباق أربع أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبشة
حدثنا أبو سعيد أحمد بن ابتاه 1 بن شيبان العباداني بالبصرة ثنا الحسن بن إدريس السجستاني ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الوسيم بن جميل حدثني محمد بن مزاحم عن صدقة عن أبي عبدالرحمن السلمي عن سلمان أنه تزوج امرأة من كندة فبنى بها في بيتها فلما كان ليلة البناء مشى معه أصحابه حتى أتى بيت امرأته فلما بلغ البيت قال ارجعوا آجركم الله ولم يدخلهم عليها كما فعل السفهاء فلما نظر إلى البيت والبيت منجد قال أمحموم بيتكم أم تحولت الكعبة في كندة قالوا ما بيتنا بمحموم ولا تحولت الكعبة في كندة فلم يدخل البيت حتى نزع كل ستر في البيت غير ستر الباب فلما دخل رأى متاعا كثيرا فقال لمن

هذا المتاع قالوا متاعك ومتاع امرأتك قال ما بهذا أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم أوصاني خليلي أن لا يكون متاعي من الدنيا إلا كزاد الراكب ورأى خدما فقال لمن هذا الخدم فقالوا خدمك وخدم امرأتك فقال ما بهذا أوصاني خليلي أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم أن لا أمسك إلا ما أنكح أو أنكح فإن فعلت فبغين كان على مثل أوزارهن من غير أن ينتقص من أوزارهن شيء ثم قال للنسوة التي عند امرأته هل أنتن مخرجات عني مخليات بيني وبين امرأتي قلن نعم فخرجن فذهب إلى الباب حتى أجافه وأرخى الستر ثم جاء حتى جلس عند امرأته فمسح بناصيتها ودعا بالبركة فقال لها هل أنت مطيعتي في شيء آمرك به قالت جلست مجلس من يطاع قال فإن خليلي صلى الله عليه و سلم أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي أن أجتمع على طاعة الله عز و جل فقام وقامت إلى المسجد فصليا ما بدا لهما ثم خرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من امرأته فلما أصبح غدا عليه أصحابه فقالوا كيف وجدت أهلك فأعرض عنهم ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم قال إنما جعل الله تعالى الستور والخدور والأبواب لتوارى ما فيها حسب امرئ منكم أن يسأل عما ظهر له فأما ما غاب عنه فلا يسألن عن ذلك سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول المتحدث عن ذلك كالحمارين يتسافدان في الطريق
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن بكار الصيرفي ثنا الحجاج بن فروخ الواسطي ثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال قدم سلمان من غيبة له فتلقاه عمر فقال أرضاك الله تعالى عبدا قال فزوجني قال فسكت عنه فقال أترضاني لله عبدا ولا ترضاني لنفسك فلما أصبح أتاه قوم عمر فقال حاجة قالوا نعم قال وما هي إذا تقضى قالوا تضرب عن هذا الأمر يعنون خطبته إلى عمر فقال أما والله ما حملني على هذا إمرته ولا سلطانه ولكن قلت رجل صالح عسى الله أن يخرج مني ومنه نسمة صالحة قال فتزوج في كندة فلما جاء يدخل على أهله إذا البيت منجد وإذا فيه نسوة

فقال أتحولت الكعبة في كندة أم هي حمى أمرني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم إذا تزوج أحدنا أن لا يتخذ من المتاع إلا أثاثا كأثاث المسافر ولا يتخذ من النساء إلا ما ينكح أو ينكح قال فقمن النسوة فخرجن فهتكن ما في البيت ودخل على أهله فقال يا هذه أتطيعيني أم تعصيني فقالت بل أطيع فمرني بما شئت فقد نزلت منزلة المطاع فقال إن خليلي أبا القاسم صلى الله عليه و سلم أمرنا إذا دخل أحدنا على أهله أن يقوم فيصلي ويأمرها فتصلي خلفه ويدعو ويأمرها أن تؤمن ففعل وفعلت قال فلما أصبح جلس في مجلس كندة فقال له رجل يا أبا عبدالله كيف أصبحت كيف رأيت أهلك فسكت عنه فعاد فسكت عنه ثم قال ما بال أحدكم يسأل عن الشيء قد وارته الأبواب والحيطان إنما يكفي أحدكم أن يسأل عن الشيء أجيب أو سكت عنه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا مسعر ثنا عمرو بن مرة عن أبي البحتري قال سئل علي بن أبي طالب عن سلمان رضي الله تعالى عنهما فقال تابع العلم الأول والعلم الآخر ولا يدرك ما عنده
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ثنا حبان بن علي ثنا عبدالملك بن جريج عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه وعن رجل عن زاذان الكندي قالا كنا عند علي رضي الله تعالى عنه ذات يوم فوافق الناس منه طيب نفس ومزاح فقالوا يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك قال عن أي أصحابي قالوا عن أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قال كل أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أصحابي فعن أيهم قالوا عن الذين رأيناك تلطفهم بذكرك والصلاة عليهم دون القوم حدثنا عن سلمان قال من لكم بمثل لقمان الحكيم ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت أدرك العلم الأول والعلم الآخر وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر بحر لا ينزف
حدثنا عبدالله بن محمد بن عطاء ثنا أحمد بن عمرو البزاز ثنا السرى بن محمد الكوفي ثنا قبيصة بن عقبة ثنا عمار بن زريق عن أبي صالح عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أن سلمان رضي الله تعالى عنه دخل عليه فرأى امرأته رثة الهيئة فقال مالك قالت إن أخاك

لا يريد النساء إنما يصوم النهار ويقوم الليل فأقبل على أبي الدرداء فقال إن لأهلك عليك حقا فصل ونم وصم وأفطر فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال لقد أوتي سلمان من العلم رواه الأعمش عن ابن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا زهير بن حرب ثنا جعفر بن عون ثنا أبو العميس عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال جاء سلمان يزور أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال ما شأنك قالت إن أخاك ليست له حاجة في شيء من الدنيا يقوم الليل ويصوم النهار فلما جاء أبو الدرداء رحب به سلمان فقرب إليه طعام فقال له سلمان اطعم قال إني صائم فقال سلمان أقسمت عليك إلا طعمت قال 1كذا في الأصلين ولعل لفظة قال زائدة ما أنا بآكل حتى تأكل قال فأكل معه وبات عنده فلما كان من الليل قام أبو الدرداء فحبسه سلمان ثم قال يا أبا الدرداء إن لربك عز و جل عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولجسدك عليك حقا أعط كل ذي حق حقه صم وأفطر وقم ونم وائت أهلك فلما كان عند وجه الصبح قال قم الآن فقاما وتوضيا وصليا ثم خرجا إلى الصلاة فلما صلى النبي صلى الله عليه و سلم قام إليه أبو الدرداء فأخبره بما قال سلمان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا الدرداء إن لجسدك عليك حقا مثل ما قال سلمان
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبدالله بن براد الأشعري ثنا محمد بن بشر ثنا مسعر حدثني عمرو بن مرة عن أبي البختري قال صحب سلمان رضي الله تعالى عنه رجل من بني عبس قال فشرب من دجلة شربة فقال له سلمان عد فاشرب قال قد رويت قال أترى شربتك هذه نقصت منها قال وما ينقص منها شربة شربتها قال كذلك العلم لا ينقص فخذ من العلم ما ينفعك
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر ثنا محمد بن مرزوق ثنا عبيد بن

واقد ثنا حفص بن عمر السعدي عن عمه قال قال سلمان لحذيفة يا أخا بني عبس إن العلم كثير والعمر قصير فخذ من العلم ما تحتاج إليه في أمر دينك ودع ما سواه فلا تعانه
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد وأبو كامل قالا ثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن أبي البختري أن جيشا من جيوش المسلمين كان أميرهم سلمان الفارسي فحاصروا قصرا من قصور فارس فقالوا يا أبا عبدالله ألا ننهد إليهم فقال دعوني أدعوهم كما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعوهم فقال لهم إنما أنا رجل منكم فارسي أترون العرب تطيعني فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا وعليكم مثل الذي علينا وإن أبيتم إلا دينكم تركناكم عليه وأعطيتمونا الجزية عن يد وأنتم صاغرون قال ورطن إليهم بالفارسية وأنتم غير محمودين وإن أبيتم نابذناكم على سواء فقالوا ما نحن بالذي نؤمن وما نحن بالذي نعطي الجزية ولكنا نقاتلكم قالوا يا أبا عبدالله ألا ننهد إليهم قال لا فدعاهم ثلاثة أيام إلى مثل هذا ثم قال انهدوا إليهم فنهدوا إليهم قال ففتحوا ذلك الحصن ورواه حماد وجرير وإسرائيل وعلي بن عاصم عن عطاء نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبدالرزاق عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي قال أقبل سلمان في ثلاثة عشر راكبا أو اثني عشر راكبا من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فلما حضرت الصلاة قالوا تقدم يا أبا عبدالله قال إنا لا نؤمكم ولا ننكح نساءكم إن الله تعالى هدانا بكم قال فتقدم رجل من القوم فصلى أربع ركعات فلما سلم قال سلمان مالنا وللمربعة إنما كان يكفينا نصف المربعة ونحن إلى الرخصة أحوج قال عبدالرزاق يعني في السفر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق ثنا الثوري عن أبيه عن المغيرة بن شبيل عن طارق بن شهاب أنه بات عند سلمان لينظر ما اجتهاده قال فقام يصلي من آخر الليل فكأنه لم ير الذي كان يظن فذكر ذلك له فقال سلمان حافظوا على هذه الصلوات الخمس فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم تصب المقتله يعني الكبائر فإذا صلى الناس العشاء صدروا على ثلاث منازل

منهم من عليه ولا له ومنهم له ولا عليه ومنهم من لا له ولا عليه فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس فركب رأسه في المعاصي فذلك عليه ولا له ومنهم من اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس فقام يصلي فذلك له ولا عليه ومنهم من لا له ولا عليه فرجل صلى ثم نام فذلك لا له ولا عليه إياك والحقحقة وعليك بالقصد والدوام
حدثنا القاسم بن أحمد بن القاسم ثنا محمد بن الحسين الخثعمي ثنا عباد بن يعقوب ثنا موسى بن عمير ثنا أبو ربيعة الإيادي عن أبي بريدة عن أبيه رضي الله تعالى عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نزل علي الروح الأمين فحدثني أن الله تعالى يحب أربعة من أصحابي فقال له من حضر من هم يا رسول الله فقال علي وسلمان وأبو ذر والمقداد رضي الله تعالى عنهم
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا جعفر بن محمد بن عيسى ثنا محمد بن حميد ثنا ابراهيم بن المختار ثنا عمران بن وهب الطائي عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال سمعت النبي الله صلى الله عليه و سلم يقول اشتاقت الجنة إلى أربعة علي والمقداد وعمار وسلمان
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا الحسين بن علي بن الوليد الفسوي ثنا أحمد بن حاتم ثنا عبدالله بن عبد القدوس الرازي ثنا عبيد المكتب حدثني أبو الطفيل عامر بن وائلة حدثني سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه قال كنت رجل من أهل جي وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق فكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء فقيل لي إن الدين الذي تطلب إنما هو قبل المغرب فخرجت حتى أتيت أداني أرض الموصل فسألت عن أعلم أهلها فدللت على رجل في قبة أو في صومعة فأتيته فقلت إني رجل من المشرق وقد جئت في طلب الخير فان رأيت أن أصحبك وأخدمك وتعلمني مما علمك الله قال نعم فصحبته فأجرى علي مثل الذي يجرى عليه من الحبوب والخل والزيت فصحبته ما شاء الله أن أصحبه ثم نزل به الموت فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي قال ما يبكيك قلت انقطعت من بلادي في طلب

الخير فرزقني الله تعالى صحبتك فأحسنت صحبتي وعلمتني مما علمك الله وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أذهب قال بلى أخ لي بمكان كذا وكذا فائته فاقرأه مني السلام وأخبره أني أوصيت بك إليه وأصحبه فإنه على الحق فلما هلك الرجل خرجت حتى أتيت الذي وصف لي قلت إن أخاك فلانا يقرئك السلام قال وعليه السلام ما فعل قلت هلك وقصصت عليه قصتي ثم أخبرته أنه أمرني بصحبته فقبلني وأحسن صحبتي وأجرى علي مثل ما كان يجرى علي عند الآخر فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكيه فقال ما يبكيك فقلت أقبلت من بلادي فرزقني الله تعالى صحبة فلان فأحسن صحبتي وعلمني مما علمه الله فلما نزل به الموت أوصى بي إليك فأحسنت صحبتي وعلمتني مما علمك الله وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أتوجه قال بلى أخ لي على درب الروم إئته فأقرأه مني السلام وأخبره أني أمرتك بصحبته فاصحبه فإنه على الحق فلما هلك الرجل خرجت حتى أتيت الذي وصف لي فقلت إن أخاك فلانا يقرئك السلام قال وعليه السلام ما فعل قلت هلك وقصصت عليه قصتي وأخبرته أنه أمرني بصحبتك فقبلني وأحسن صحبتي وعلمني مما علمه الله عز و جل فلما نزل به الموت جلست عند رأسه أبكي فقال ما يبكيك فقصصت عليه قصتي ثم قلت رزقني الله عز و جل صحبتك وقد نزل بك الموت فلا أدري أين أذهب قال لا أين إنه لم يبق على دين عيسى بن مريم عليه السلام أحد من الناس أعرفه ولكن هذا أوان أو إبان نبي يخرج أو قد خرج بأرض تهامة فالزم قبتي وسل من مر بك من التجار وكان ممر تجار أهل الحجاز عليه إذا دخلوا الروم وسل من قدم عليك من أهل الحجاز هل خرج فيكم أحد يتنبأ فإذا أخبروك أنه قد خرج فيهم رجل فأته فإنه الذي بشر به عيسى عليه السلام وآيته أن بين كتفيه خاتم النبوة وأنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة قال فقبض الرجل ولزمت مكاني لا يمر بي أحد إلا سألته من أي بلاد أنتم حتى مر بي ناس من أهل مكة فسألتهم من أي بلاد أنتم قالوا من الحجاز فقلت هل خرج فيكم أحد يزعم أنه نبي قالوا نعم قلت هل لكم أن أكون عبدا لبعضكم على أن يحملني

عقبه ويطعمني الكسرة حتى يقدم بي مكة فإذا قدم بي مكة فإن شاء باع وإن شاء أمسك قال رجل من القوم أنا فصرت عبدا له فجعل يحملني عقبه ويطعمني من الكسرة حتى قدمت مكة فلما قدمت مكة 1 جعلني في بستان له مع حبشان فخرجت خرجة فطفت مكة فإذا امرأة من أهل بلادي فسألتها وكلمتها فإذا مواليها وأهل بيتها قد أسلموا كلهم وسألتها عن النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يجلس في الحجر إذا صاح عصفور مكة مع أصحابه حتى إذا أضاء له الفجر تفرقوا قال فجعلت أختلف ليلتي كراهية أن يفتقدني أصحابي قالوا مالك قلت أشتكي بطني فلما كانت الساعة التي أخبرتني أنه يجلس فيها أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فإذا هو محتب في الحجر وأصحابه بين يديه فجئته من خلفه صلى الله عليه و سلم فعرف الذي أريد فأرسل حبوته فسقطت فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه قلت في نفسي الله أكبر هذه واحدة فلما كان في الليلة المقبلة صنعت مثل ما صنعت في الليلة التي قبلها لا ينكرني أصحابي فجمعت شيئا من تمر فلما كانت الساعة التي يجلس فيها النبي صلى الله عليه و سلم أتيته فوضعت التمر بين يديه فقال ما هذا قلت صدقة قال لأصحابه كلوا ولم يمد يديه قال قلت في نفسي الله أكبر هذه ثنتان فلما كان في الليلة الثالثة جمعت شيئا من تمر ثم جئت في الساعة التي يجلس فيها فوضعته بين يديه قال ما هذا قلت هدية فأكل وأكل القوم قال قلت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فسألني رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قصتي فأخبرته فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم انطلق فاشتر نفسك فأتيت صاحبي فقلت بعني نفسي قال نعم أبيعك نفسك بأن تغرس لي مائة نخلة إذا أثبتت وتبين ثباتها أو نبتت وتبين نباتها جئتني بوزن نواة من ذهب فأتيت النبي

صلى الله عليه و سلم فأخبرته قال فأعطه الذي سألك وجئني بدلو من ماء البئر الذي يسقى أو تسقى به ذلك النخل قال فانطلقت إلى الرجل فابتعت منه نفسي فشرطت له الذي سألني وجئت بدلو من ماء البئر الذي يسقى به ذلك النخل فأتيت به النبي صلى الله عليه و سلم فدعا لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه فانطلقت فغرست به ذلك النخل فوالله ما غدرت منه نخلة واحدة فلما تبين ثبات النخل أو نبات النخل أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته أنه قد تبين ثبات النخل أو نباته فدعا لي رسول الله صلى الله عليه و سلم بوزن نواة من ذهب فأعطانيها فذهبت بها إلى الرجل 1 أو في كفة الميزان ووضع له نواة في الجانب الآخر فوالله ما قلت من الأرض فأتيت بها النبي صلى الله عليه و سلم فقال لو كنت شرطت له وزن كذا وكذا لرجحت تلك القطعة عليه فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فكنت معه رواه الثوري عن عبيد المكتب مختصرا ورواه السلم بن الصلت العبدي عن أبي الطفيل مطولا 2
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو حبيب يحيى بن نافع المصري ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب ثنا السلم بن الصلت العبدي عن أبي الطفيل البكري أن سلمان الخير حدثه قال كنت رجلا من أهل جي مدينة أصبهان فبينا أنا إذ ألقى الله تعالى في قلبي من خلق السموات والأرض فانطلقت إلى رجل لم يكن يكلم الناس يتحرج فسألته أي الدين أفضل فقال مالك ولهذا الحديث أتريد دينا غير دين أبيك قلت لا ولكن أحب أن أعلم من رب السموات والأرض وأي دين أفضل قال ما أعلم أحدا على هذا غير راهب بالموصل قال فذهبت إليه فكنت عنده فإذا هو قد أقتر عليه في الدنيا فكان يصوم النهار ويقوم الليل فكنت أعبد كعبادته فلبثت عنده ثلاث سنين ثم توفي فقلت إلى من توصى بي فقال ما أعلم أحدا من

أهل المشرق على ما أنا عليه فعليك براهب وراء الجزيرة قاقرأه مني السلام قال فجئته فأقرأته منه السلام وأخبرته أنه قد توفي فمكثت أيضا عنده ثلاث سنين ثم توفي فقلت إلى من تأمرني أن أذهب قال ما أعلم أحدا من أهل الأرض على ما انا عليه غير راهب بعمورية شيخ كبير وما أرى تلحقه أم لا فذهبت إليه فكنت عنده فإذا رجل موسع عليه فلما حضرته الوفاة قلت له أين تأمرني أذهب قال ما أعلم أحدا من أهل الأرض على ما أنا عليه ولكن إن أدركت زمانا تسمع برجل يخرج من بيت إبراهيم عليه السلام وما أراك تدركه وقد كنت أرجو أن أدركه فإن استطعت أن تكون معه فافعل فإنه الدين وأمارة ذلك أن قومه يقولون ساحر مجنون كاهن وأنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وأن عند غضروف كتفه خاتم النبوة قال فبينا أنا كذلك حتى أتت عير من نحو المدينة فقلت من أنتم قالوا نحن من أهل المدينة ونحن قوم تجار نعيش بتجارتنا ولكنه قد خرج رجل من أهل بيت إبراهيم فقدم علينا وقومه يقاتلونه وقد خشينا أن يحول بيننا وبين تجارتنا ولكنه قد ملك المدينة قال فقلت ما يقولون فيه قال يقولون ساحر مجنون كاهن فقلت هذه الأمارة دلوني على صاحبكم فجئته فقلت تحملني إلى المدينة فقال ما تعطيني قلت ما أجد شيئا أعطيك غير أني لك عبد فحملني فلما قدمت جعلني في نخله فكنت أسقي كما يسقي البعير حتى دبر ظهري وصدري من ذلك ولا أجد أحدا يفقه كلامي حتى جاءت عجوز فارسية تسقي فكلمتها ففهمت كلامي فقلت لها أين هذا الرجل الذي خرج دليني عليه قالت سيمر عليك بكرة إذا صلى الصبح من أول النهار فخرجت فجمعت تمرا فلما أصبحت جئت ثم قربت إليه التمر فقال ما هذا أصدقة أم هدية فأشرت أنه صدقة فقال انطلق إلى هؤلاء وأصحابه عنده فأكلوا ولم يأكل فقلت هذه الأمارة فلما كان من الغد جئت بتمر فقال ما هذا فقلت هذه هدية فأكل ودعا أصحابه فأكلوا ثم رآني أتعرض لأنظر إلى الخاتم فعرف فألقى رداءه فأخذت أقبله وألتزمه فقال

ما شأنك فسألني فأخبرته خبري فقال اشترطت لهم أنك عبد فاشتر نفسك منهم فاشتراه النبي صلى الله عليه و سلم على أن يحيي له ثلثمائة نخلة وأربعين أوقية ذهبا ثم هو حر قال النبي صلى الله عليه و سلم أغرس فغرس ثم انطلق فألق الدلو على البئر ثم ترفعه حين يرتفع فإنه إذا امتلأ ارتفع ثم رش في أصولها ففعل فنبت النخل أسرع النبات فقالوا سبحان الله ما رأينا مثل هذا العبد إن لهذا العبد لشأنا فاجتمع عليه الناس فأعطاه النبي صلى الله عليه و سلم تبرا فإذا فيه أربعون أوقية ورواه محمد بن اسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن ابن عباس عن سلمان وقال كنت فارسيا من أهل أصبهان من قرية جي ورواه داود بن أبي هند عن سماك عن سلامة العجلي عن سلمان بطوله وقال كنت من أهل رامهرمز ورواه سيار عن موسى بن سعيد الراسبي عن أبي معاذ عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن سلمان بطوله ورواه إسرائيل عن أبي اسحاق السبيعي عن أبي قرة الكندي عن سلمان
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا عبدالله بن العباس بن البختري حدثني خالد بن الحباب ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي أنه قال قد تداولني بضعة عشر من رب إلى رب
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن شعيب التاجر ثنا محمد بن عيسى الدامغاني ثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال دخل سعد على سلمان رضي الله عنهم يعوده فقال أبشر أبا عبدالله توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنك راض قال كيف يا سعد وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليكن بلغة أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب كذا رواه الدامغاني عن جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر ورواه أبو معاوية وغيره عن الأعمش عن أبي سفيان عن أشياخه
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن أشياخه أن سعد بن أبي وقاص دخل على سلمان يعوده فبكى سلمان فقال له سعد ما يبكيك

تلقى أصحابك وترد على رسول الله صلى الله عليه و سلم الحوض وتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنك راض فقال ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلينا فقال ليكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب وهذه الأساود حولي وإنما حوله مطهرة أو انجانة 1 ونحوها فقال له سعد أعهد إلينا عهدا نأخذ به بعدك فقال له أذكر ربك عند همك إذا هممت وعند حكمك إذا حكمت وعند يدك إذا قسمت رواه مورق العجلي والحسن البصري وسعيد بن المسيب وعامر بن عبدالله عن سلمان
حدثنا أبي ثنا زكريا الساجي ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن حبيب عن الحسن وحميد عن مورق العجلي أن سلمان لما حضرته الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك قال عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ليكن بلاغ أحدكم كزاد الراكب قالا فلما مات نظروا في بيته فلم يروا في بيته إلا إكافا ووطاء ومتاعا قوم نحوا من عشرين درهما وممن رواه عن الحسن السرى بن يحيى والربيع بن صبيح والفضل بن دلهم ومنصور بن زاذان وغيرهم عن الحسن
حدثنا أبو يحيى 2 محمد بن الحسن بن كوثر ثنا بشر بن موسى ثنا عبدالصمد بن حسان ثنا السرى بن يحيى عن الحسن قال لما حضر سلمان الوفاة جعل يبكي فقيل له يا أبا عبدالله ما يبكيك أليس فارقت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو عنك راض فقال والله ما بي جزع الموت ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلينا عهدا ليكن متاع أحدكم من الدنيا كزاد الراكب
وحديث سعيد بن المسيب حدثناه أبي ثنا زكريا الساجي ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن سعد بن مالك وعبدالله بن مسعود دخلا على سلمان رضي الله تعالى عنهم يعودانه فبكى فقالا ما يبكيك أبا عبدالله فقال عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يحفظه أحد منا قال ليكن بلاغ أحدكم كزاد

الراكب
وحديث عامر بن عبدالله حدثناه أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أخبرني أبو هانئ عن أبي عبدالرحمن الحبلي عن عامر بن عبدالله عن سلمان الخير أنه حين حضره الموت عرفنا فيه بعض الجزع فقالوا ما يجزعك أبا عبدالله وقد كان لك السابقة في الخير شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مغازي حسنة وفتوحا عظاما فقال يحزنني أن حبيبنا محمدا صلى الله عليه و سلم عهد إلينا حين فارقنا فقال ليكف المؤمن كزاد الراكب فهذا الذي أحزنني قال فجمع مال سلمان فكان قيمته خمسة عشر دينارا كذا قال عامر بن عبدالله دينارا واتفق الباقون على بضعة عشر درهما ورواه أنس بن مالك عن سلمان رضي الله تعالى عنهما
حدثناه عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن عمرو والبزاز ثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني ثنا عبد الرزاق ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال دخلت على سلمان فقلت له لم تبكي فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد إلي أن يكون زادك في الدنيا كزاد الراكب
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي حدثني محمد بن عبيد بن ميمون الجدعاني ثنا عتاب بن بشير عن علي بن بذيمة قال بيع متاع سلمان رضي الله تعالى عنه فبلغ أربعة عشر درهما
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن داود المكي قال ثنا قيس بن حفص الدارمي ثنا مسلمة بن علقمة المازني ثنا داود بن أبي هند عن سماك بن حرب عن سلامة العجلي قال جاء ابن أخت لي من البادية يقال له قدامة فقال لي أحب أن ألقى سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه فاسلم عليه فخرجنا إليه فوجدناه بالمدائن وهو يومئذ على عشرين ألفا ووجدناه على سرير يسف خوصا فسلمنا عليه قلت يا أبا عبدالله هذا ابن أخت لي قدم علي من البادية فأحب أن يسلم عليك قال وعليه السلام ورحمة الله قلت يزعم أنه يحبك قال أحبه الله
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر ثنا هشام ثنا الحسن قال كان عطاء سلمان رضي الله تعالى عنه خمسة آلاف

درهم وكان أميرا على زهاء ثلاثين ألفا من المسلمين وكان يخطب الناس في عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها وإذا خرج عطاؤه أمضاه ويأكل من سفيف يده
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة ثنا مسعر ثنا عمر بن قيس عن عمرو بن أبي قرة الكندي قال عرض أبي على سلمان أخته أن يزوجه فأبى فتزوج مولاة يقال لها بقيرة فبلغ أبا قرة أنه كان بين حذيفة وبين سلمان رضي الله تعالى عنهما شيء فأتاه فطلبه فأخبر أنه في مبقلة له فتوجه إليه فلقيه ومعه زنبيل فيه بقل قد أدخل عصاه في عروة الزنبيل وهو على عاتقه فانطلقنا حتى أتينا دار سلمان فدخل الدار فقال السلام عليكم ثم أذن لأبي قرة فإذا نمط موضوع وعند رأسه لبنات وإذا قرطاط 1 فقال اجلس على فراش مولاتك التي تمهد لنفسها
حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبدالله بن عمار ثنا المعافى بن عمران عن عبدالأعلى بن أبي المساور عن عكرمة عن الحارث بن عميرة قال انطلقت حتى أتيت المدائن فاذا أنا برجل عليه ثياب خلقان ومعه أديم أحمر يعركه فالتفت فنظر إلي فأومى بيده مكانك يا عبدالله فقمت وقلت لمن كان عندي من هذا الرجل قالوا هذا سلمان فدخل بيته فلبس ثياب بياض ثم أقبل وأخذ بيدي أو صافحني وسألني فقلت يا عبدالله ما رأيتني فيما مضى ولا رأيتك ولا عرفتني ولا عرفتك قال بلى والذي نفسي بيده لقد عرفت روحي روحك حين رأيتك ألست الحارث بن عميرة فقلت بلى قال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الله ائتلف وما تناكر منها في الله اختلف
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الحسن بن علي بن الوليد ثنا محمد بن الصباح ثنا سعيد بن محمد ثنا موسى الجهني عن زيد بن وهب عن عطية بن عامر قال رأيت سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه أكره على طعام يأكله فقال حسبي حسبي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أكثر الناس

شبعا في الدنيا أطولهم جوعا في الآخرة يا سلمان إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي ومحمد بن عاصم قالا ثنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا البختري يحدث عن رجل من بني عبس قال صحبت سلمان رضي الله تعالى عنه فذكر ما فتح الله تعالى على المسلمين من كنوز كسرى فقال إن الذي أعطاكموه وفتحه لكم وخولكم ليمسك خزائنه ومحمد صلى الله عليه و سلم حي ولقد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم ولا مد من طعام ثم ذاك يا أخا بني عبس ثم مررنا ببيادر تذرى فقال أن الذي أعطاكموه وخولكم وفتحه لكم لممسك خزائنه ومحمد صلى الله عليه و سلم حي لقد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم ولا مد من طعام ثم ذاك يا أخا بني عبس 1 رواه الأعمش ومسعر عن عمرو مثله ورواه عطاء بن السائب عن أبو البختري نحوه
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا وكيع عن جعفر بن برقان عن حبيب بن أبي مرزوق عن ميمون بن مهران عن رجل من بني عبدالقيس قال رأيت سلمان في سرية هو أميرها على حمار وعليه سراويل وخدمتاه تذبذبان والجند يقولون قد جاء الأمير فقال سلمان إنما الخير والشر بعد اليوم
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو صالح الحكم بن موسى ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال كان سلمان رضي الله تعالى عنه يحلق رأسه زقية 2 قال فيقال له ما هذا يا أبا عبدالله فقال إنما العيش عيش الآخرة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مسعدة بن سعد العطار ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد 3 عن الوليد بن رباح أن سهل بن حنيف حدثه أنه كان بين سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه وبين إنسان منازعة فقال سلمان

اللهم إن كان كاذبا فلا تمنه حتى يدركه أحد الثلاثة فلما سكن عنه الغضب قلت يا أبا عبدالله ما الذي دعوت به على هذا قال أخبرك فتنة الدجال وفتنة أمير كفتنة الدجال وشح شحيح يلقى على الناس إذا أصاب الرجل لا يبالي مما أصابه
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن محمد المنيعي ثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري أن سلمان رضي الله تعالى عنه دعا رجلا إلى طعامه فجاء مسكين فأخذ الرجل كسرة فناوله فقال سلمان ضعها من حيث أخذتها فإنما دعوناك لتأكل فما رغبتك أن يكون الأجر لغيرك والوزر عليك
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت حبيب بن الشهيد يحدث عن عبدالله بن بريدة أن سلمان كان يعمل بيديه فإذا أصاب شيئا اشترى به لحما أو سمكا ثم يدعو المجذمين فيأكلون معه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا سفيان بن وكيع ثنا أبو خالد الأحمر عن أبي غفار عن أبي عثمان النهدي أن سلمان الفارسي قال إني لأحب أن آكل من كد يدي
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا محمد بن عبدالله الأنصاري ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان رضي الله تعالى عنه قال لو يعلم الناس عون الله للضعيف ما غالوا بالظهر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا معاذ بن المثنى ثنا عبدالله بن سوار ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت البناني أن أبا الدرداء ذهب مع سلمان رضي الله عنهما يخطب عليه امرأة من بني ليث فدخل فذكر فضل سلمان وسابقته وإسلامه وذكر أنه يخطب إليهم فتاتهم فلانة فقالوا أما سلمان فلا نزوجه ولكنا نزوجك فتزوجها ثم خرج فقال إنه قد كان شيء وإني أستحي أن أذكره لك قال وما ذاك فأخبره أبو الدرداء بالخبر فقال سلمان أنا أحق أن أستحي منك أن أخطبها وكان الله تعالى قد قضاها لك
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني اسماعيل بن إبراهيم ومحمد بن عبدالرحمن الطفاوي قالا ثنا أيوب عن

أبي قلابة أن رجلا دخل على سلمان وهو يعجن فقال ما هذا فقال بعثنا الخادم في عمل أو قال في صنعة فكرهنا أن نجمع عليه عملين أو قال صنعتين ثم قال فلان يقرئك السلام قال متى قدمت قال منذ كذا وكذا قال فقال أما إنك لو لم تؤدها كانت أمانة لم تؤدها
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة بن معن قال حدثني أبي عن أبيه عن الأعمش عن أبي البختري قال جاء الأشعث بن قيس وجرير بن عبدالله البجلي إلى سلمان رضي الله عنهم فدخلا عليه في خص في ناحية المدائن فأتياه فسلما عليه وحيياه ثم قالا أنت سلمان الفارسي قال نعم قالا أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا أدري فارتابا وقالا لعله ليس الذي نريد فقال لهما أنا صاحبكما الذي تريدان وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وجالسته وإنما صاحبه من دخل معه الجنة فما حاجتكما قالا جئناك من عند أخ لك بالشام قال من هو قالا أبو الدرداء قال فأين هديته التي أرسل بها معكما قالا ما أرسل معنا بهدية قال اتقيا الله وأديا الأمانة ما جاءني أحد من عنده إلا جاء معه بهدية قالا لا ترفع علينا هذا إن لنا أموالا فاحتكم فيها فقال ما أريد أموالكما ولكن أريد الهدية التي بعث بها معكما قالا لا والله ما بعث معنا بشيء إلا أنه قال إن فيكم رجلا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خلا به لم يبغ أحدا غيره فإذا أتيتماه فاقرئاه مني السلام قال فأي هدية كنت أريد منكما غير هذه وأي هدية أفضل من السلام تحية من عند الله مباركة طيبة
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن العلاء بن بدر عن أبي نهيك وعبدالله بن حنظلة قال كنا مع سلمان في جيش فقرأ رجل سورة مريم قال فسبها رجل وابنها قال فضربناه حتى أدميناه قال فأتى سلمان فاشتكى وقبل ذلك ما كان قد اشتكى إليه قال وكان الإنسان إذا ظلم اشتكى إلى سلمان قال فأتانا فقال لم ضربتم هذا الرجل قال قلنا قرأنا سورة مريم فسب مريم وابنها قال ولم تسمعونهم ذاك

ألم تسمعوا قول الله عز و جل ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم بما لا يعلمون ثم قال يا معشر العرب ألم تكونوا شر الناس دينا وشر الناس دارا وشر الناس عيشا فأعزكم الله وأعطاكم أتريدون أن تأخذوا الناس بعزة الله والله لتنتهن أو ليأخذن الله عز و جل ما في أيديكم فليعطينه غيركم ثم أخذ يعلمنا فقال صلوا ما بين صلاتي العشاء فإن أحدكم يخفف عنه من حزبه ويذهب عنه ملغاة أول الليل فإن ملغاة أول الليل مهدمة لآخره رواه أبو إسرائيل الملائي عن العلاء نحوه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا يزيد بن عبدالعزيز عن الأعمش قال سمعتهم يذكرون أن حذيفة قال لسلمان رضي الله تعالى عنهما يا أبا عبدالله ألا أبني لك بيتا قال فكره ذلك قال رويدك حتى أخبرك أني أبني لك بيتا إذا اضطجعت فيه رأسك من هذا الجانب ورجلاك من الجانب الآخر وإذا قمت أصاب رأسك قال سلمان كأنك في نفسي
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سالم ثنا هناء بن السرى ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن جرير قال قال سلمان يا جرير تواضع لله فانه من تواضع لله تعالى في الدنيا رفعه يوم القيامة يا جرير هل تدري ما الظلمات يوم القيامة قلت لا أدري قال ظلم الناس بينهم في الدنيا قال ثم أخذ عويدا لا أكاد أن أراه بين أصبعيه قال يا جرير لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تجده قال قلت يا أبا عبدالله فأين النخل والشجر قال أصولها اللؤلؤ والذهب وأعلاها الثمر ورواه جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه نحوه حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع ثنا الأعمش عن شمر بن عطية أن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه قال أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة أكثرهم كلاما في معصية الله عز و جل
حدثنا محمد بن علي ثنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد أخبرنا زهير عن أبي اسحاق عن حارثة بن مضرب قال قال سلمان رضي الله تعالى عنه إني لأعد عراق القدر مخافة أن أظن بخادمي رواه الثوري عن أبي إسحاق مثله

حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا أبو العباس السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن عبيد بن أبي الجعد عن رجل من أشجع قال سمع الناس بالمدائن أن سلمان في المسجد فأتوه فجعلوا يثوبون إليه حتى اجتمع إليه نحو من ألف قال فقام فجعل يقول اجلسوا اجلسوا فلما جلسوا فتح سورة يوسف يقرؤها فجعلوا يتصدعون ويذهبون حتى بقي في نحو من مائة فغضب وقال الزخرف من القول أردتم ثم قرأت عليكم كتاب الله فذهبتم كذا رواه الثوري عن الأعمش وقال الزخرف تريدون آية من سورة كذا وآية من سورة كذا
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن ابي البختري قال جاء رجل إلى سلمان رضي الله تعالى عنه فقال ما أحسن صنيع الناس اليوم إني سافرت فوالله ما أنزل بأحد منهم إلا كما أنزل على ابن أبي قال ثم قال من حسن صنيعهم ولطفهم قال يا ابن أخي ذاك طرفة الإيمان ألم تر الدابة إذا حمل عليها حملها انطلقت به مسرعة وإذا تطاول بها السير تتلكأ
حدثنا الحسن بن علان ثنا محمد بن هرون بن بدينا ثنا محمد بن الصباح ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبي البختري عن سلمان قال لكل امرئ جواني وبراني فمن يصلح جوانيه يصلح الله برانيه ومن يفسد جوانيه يفسد الله برانيه رواه الثوري ووهب وخالد عن عطاء مثله
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا عبدالله بن محمد بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا جرير وأبو معاوية عن الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن سلمان رضي الله تعالى عنه قال دخل رجل الجنة في ذباب ودخل آخر النار في ذباب قالوا وكيف ذاك قال مر رجلان ممن كان قبلكم على ناس معهم صنم لا يمر بهم أحد إلا قرب لصنمهم فقالوا لأحدهم قرب شيئا قال ما معي شيء قالوا قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا ومضى فدخل النار وقالوا للآخر قرب شيئا قال ما كنت لأقرب لأحد دون الله فقتلوه فدخل الجنة رواه شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق مثله ورواه جرير من منصور عن المنهال بن عمرو عن حيان بن

مرثد عن سلمان نحوه
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا إسحاق بن رهويه أخبرنا جرير عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال لو بات رجل يعطي البيض القيان 1 وبات آخر يتلو كتاب الله عز و جل ويذكر الله تعالى قال سليمان كأنه يرى أن الذي يذكر الله أفضل رواه يحيى القطان عن سليمان التيمي قال لو بات رجل يطاعن الأقران لكان الذاكر التالي أفضل
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى القطان به
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن علي الجارود ثنا عبدالله بن سعيد الكندي ثنا حفص بن غياث وأبو يحيى التيمي قالا عن ليث عن عثمان عن زاذان عن سلمان رضي الله تعالى عنه قال إن الله تعالى إذا أراد بعبد شرا أو هلكة نزع منه الحياء فلم تلقه إلا مقيتا ممقتا فاذا كان مقيتا ممقتا نزعت منه الرحمة فلم تلقه إلا فظا غليظا فاذا كان كذلك نزعت منه الأمانة فلم تلقه إلا خائنا مخونا فاذا كان كذلك نزعت ربقة الإسلام من عنقه فكان لعينا ملعنا
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أبو يحيى عبدالرحمن بن محمد الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا وكيع عن محمد بن قيس عن سلم بن عطية الأسدي قال دخل سلمان رضي الله تعالى عنه على رجل يعوده وهو في النزع فقال أيها الملك ارفق به قال يقول الرجل إنه يقول إني بكل مؤمن رفيق
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن زهير ثنا أبو إسحاق عن أوس بن ضمعج قال سألنا سلمان رضي الله تعالى عنه عن عمل نعمله فقال تفشي السلام وتطعم الطعام وتصلي والناس نيام
حدثنا ابو محمد بن شعيب ثنا عبدالله بن محمد البغوي ثنا عبد بن محمد التيمي حدثنا حماد بن سلمة عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان رضي الله تعالى عنه قال ما من مسلم يكون بقي 2 من الأرض فيتوضأ أو يتيمم ثم يؤذن ويقيم إلا أم جنودا من

الملائكة لا يرى طرفهم أو قال لا يرى طرفاهم
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني مصعب بن عبدالله حدثني مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنهما أن هلم إلى الأرض المقدسة فكتب إليه سلمان إن الأرض لا تقدس أحدا وإنما يقدس الإنسان عمله وقد بلغني أنك جعلت طبيبا فان كنت تبرئ فنعما لك وإن كنت متطببا فاحذر أن تقتل إنسانا فتدخل النار فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين فأدبرا عنه نظر إليهما وقال متطبب والله ارجعا إلي أعيدا قصتكما رواه جرير عن يحيى بن سعيد عن عبدالله بن هبيرة أن سلمان كتب إليه فذكر نحوه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالصمد بن حسان ثنا السرى بن يحيى عن مالك بن دينار ان سلمان كتب إلى أبي الدرداء إنه بلغني أنك جلست طبيبا تداوي الناس فانظر أن تقتل مسلما فتجب لك النار
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا القاسم بن محمد العبسي ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن سلمان رضي الله تعالى عنه قال مثل القلب والجسد مثل أعمى ومقعد قال المقعد إني أرى ثمرة ولا أستطيع أن أقوم اليها فاحملني فحمله فأكل وأطعمه
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن المنعي ثنا محمد بن جعفر الوركاني ثنا أبو معشر عن محمد بن كعب عن المغيرة بن عبدالرحمن قال لقي سلمان الفارسي عبدالله بن سلام قال إن مت قبلي فاخبرني ما تلقى وإن مت قبلك أخبرك قال فمات سلمان فرآه عبدالله بن سلام فقال كيف أنت يا أبا عبدالله قال بخير قال أي الأعمال وجدت أفضل قال وجدت التوكل شيئا عجيبا رواه علي بن زيد ويحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب مثله قال سليمان عليك بالتوكل نعم الشيء التوكل ثلاث مرار
حدثنا أبو أحمد ثنا عبدالله بن محمد بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا جرير عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال كانت امراة فرعون تعذب فاذا انصرفوا أظلتها

الملائكة بأجنحتها وترى بيتها في الجنة وهي تعذب
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن محمد بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه ثنا جرير ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال جوع لإبراهيم عليه السلام أسدان ثم أرسلا عليه فجعلا يلحسانه ويسجدان له
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم عن عبدالرزاق عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن نافع بن جبير بن مطعم أن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه كان يلتمس مكانا يصلي فيه فقالت له علجة التمس قلبا طاهرا وصل حيث شئت فقال فقهت رواه جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران نحوه
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال نزل حذيفة وسلمان رضي الله تعالى عنهما على نبطية فقالا لها هل ههنا مكان طاهر نصلي فيه فقالت النبطية طهر قلبك فقال أحدهما للاخر خذها حكمة من قلب كافر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا عبدالسلام بن حرب عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال أصاب سلمان جارية فقال لها بالفارسية صلي قالت لا قال اسجدي واحدة قالت لا فقيل يا أبا عبدالله وما تغني عنها سجدة قال إنها لو صلت 1 صلت وليس من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة عن سعيد بن وهب قال دخلت مع سلمان رضي الله تعالى عنه على صديق له من كندة يعوده فقال له سلمان إن الله تعالى يبتلي عبده المؤمن بالبلاء ثم يعافيه فيكون كفارة لما مضى فيستعتب فيما بقي وأن الله عز اسمه يبتلي عبده الفاجر بالبلاء ثم يعافيه فيكون كالبعير عقله أهله ثم أطلقوه فلا يدرى فيم عقلوه حين عقلوه ولا فيم أطلقوه حين أطلقوه
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد حدثنا عبدالرحمن بن داود قال ثنا أحمد بن عبدالوهاب ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو ثنا أبو سعيد

الوهبي عن سلمان الخير رضي الله تعالى عنه قال إنما مثل المؤمن في الدنيا كمثل مريض معه طبيبه الذي يعلم داءه ودواءه فاذا اشتهى ما يضره منعه وقال لا تقربه فانك إن أصبته أهلكك ولا يزال يمنعه حتى يبرأ من وجعه وكذلك المؤمن يشتهي أشياء كثيرة مما فضل به غيره من العيش فيمنعه الله إياه ويحجزه عنه حتى يتوفاه فيدخله الجنة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان قال بلغنا أن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه كان يقول أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث ضحكت من مؤمل الدنيا والموت يطلبه وغافل لا يغفل عنه وضاحك ملء فيه لا يدري أمسخط ربه أم مرضيه وأبكاني ثلاث فراق الأحبة محمد وحزبه وهول المطلع عند غمرات الموت والوقوف بين يدي رب العالمين حين لا أدري إلى النار انصرافي إم إلى الجنة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن علي الصايغ ثنا محمد بن معاوية ثنا الهذيل بن بلال الفزاري عن سالم مولى زيد بن صوحان قال كنت مع مولاي زيد بن صوحان في السوق فمر علينا سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه وقد اشترى وسقا من طعام فقال له زيد يا أبا عبدالله تفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن النفس إذا أحرزت رزقها اطمأنت وتفرغت للعبادة وأيس منها الوسواس
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو المعتمر ثنا سفيان بن عيينة ثنا ابن أبي غنية عن أبيه قال قال سلمان إن النفس إذا أحرزت رزقها اطمأنت
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا علي بن حجر ثنا حماد بن عمرو عن سعيد بن معروف عن سعيد بن سوقة قال دخلنا على سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه نعوده وهو مبطون فأطلنا الجلوس عنده فشق عليه فقال لامرأته ما فعلت بالمسك الذي جئنا به من بلنجر فقالت هو ذا قال ألقيه في الماء ثم اضربي بعضه ببعض ثم انضحي حول فراشي فإنه الآن يأتينا قوم ليسوا بإنس ولا جن ففعلت وخرجنا عنه ثم أتيناه فوجدناه قد قبض رضي الله تعالى عنه
حدثنا

سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا أبو هشام الرفاعي ثنا عبدالله بن موسى ثنا شيبان عن فراس عن الشعبي قال حدثني الخزل 1كذا في ح وفي ز الجزل بالجيم ولم نقف عليه عن امرأة سلمان بقيرة قالت لما حضر سلمان الموت دعاني وهو في علية لها أربعة أبواب فقال افتحي هذه الأبواب يا بقيرة فإن لي اليوم زوارا لا أدري من أي هذه الأبواب يدخلون علي ثم دعا بمسك له ثم قال أذيفيه في تور ففعلت ثم قال انضحيه حول فراشي ثم انزلي فامكثي فسوف تطلعين فتريني على فراشي فاطلعت فإذا هو قد أخذ روحه فكأنه نائم على فراشه أو نحوا من هذا 35
أبو الدرداء
ومنهم العارف المتفكر العالم المتذكر عرف المنعم والنعماء وتفكر في صنائعه السراء والضراء وامق العبادة وفارق التجارة داوم على العمل استباقا وأحب اللقاء اشتياقا تفرغ من الهموم ففتح له الفهوم أبو الدرداء صاحب الحكم والعلوم وقد قيل إن التصوف مكابدة الشوق إلى من جذب إلى الفوق
حدثنا سليمان بن أحمد املاء ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أبو نعيم ثنا مالك بن مغول قال سمعت عون بن عبدالله بن عتبة يقول سألت أم الدرداء ما كان أفضل عمل أبي الدرداء قالت التفكر والاعتبار رواه وكيع عن مالك مثله
حدثنا حبيب بن الحسن وسليمان بن أحمد املاء قالا ثنا يوسف القاضي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا المسعودي عن عون بن عبدالله بن عتبة قال قيل لأم الدرداء ما كان أكثر عمل أبي الدرداء قالت الاعتبار رواه وكيع عن المسعودي
حدثني أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال قيل لأم الدرداء ما كان أفضل عمل أبي الدرداء فقالت التفكر
حدثنا سعيد بن محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا

إبراهيم بن إسحاق ثنا قيس بن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد عن معدان عن أبي الدرداء أنه قال تفكر ساعة خير من قيام ليلة
حدثنا ابن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا جرير قال حدثنا حبيب بن عبدالله أن رجلا أتى أبا الدرداء وهو يريد الغزو فقال يا أبا الدرداء أوصني فقال اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء وإذا أشرفت على شيء من الدنيا فانظر إلى ما يصير
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال مر ثوران على أبي الدرداء وهما يعملان فقام أحدهما ووقف الآخر فقال أبو الدرداء إن في هذا لمعتبرا
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا أحمد بن إبراهيم بن عبدالله ثنا عمرو بن زرارة ثنا المحاربي عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة قال قال أبو الدرداء بعث النبي صلى الله عليه و سلم وأنا تاجر فأردت أن تجتمع لي العبادة والتجارة فلم يجتمعا فرفضت التجارة وأقبلت على العبادة والذي نفس أبي الدرداء بيده ما أحب أن لي اليوم حانوتا على باب المسجد لا يخطئني فيه صلاة ربح فيه كل يوم أربعين دينارا وأتصدق بها كلها في سبيل الله قيل له يا أبا الدرداء وما تكره من ذلك قال شدة الحساب رواه محمد بن جنيد التمار عن المحاربي فقال عن عمرو بن مرة عن أبيه ورواه خيثمة عن أبي الدرداء نحوه
حدثناه عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة قال قال أبو الدرداء كنت تاجرا قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه و سلم فلما بعث محمد زاولت العبادة والتجارة فلم يجتمعا فأخذت في العبادة وتركت التجارة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي ثنا عبدالصمد ثنا عبدالله بن بجير قال ثنا أبو عبد رب قال قال أبو الدرداء ما يسرني أن أقوم على الدرج من باب المسجد فأبيع وأشتري فأصيب كل يوم ثلاثمائة دينار أشهد الصلاة كلها في المسجد ما أقول إن الله عز و جل لم يحل البيع ويحرم الربا ولكن أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم

تجارة ولا بيع عن ذكر الله
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال قرأت على أبي هذا الحديث حدثكم أبو العلاء الحسن بن سوار ثنا ليث يعني ابن سعد عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك أنه رأى في المنام قبة من أدم ومرجا أخضر وحول القبة غنم ربوض تجتر وتبعر العجوة قال قلت لمن هذه القبة قيل لعبدالرحمن بن عوف قال فانتظرنا حتى خرج قال فقال يا عوف هذا الذي أعطانا الله بالقرآن ولو أشرفت على هذه الثنية لرأيت ما لم تر عينك ولم تسمع أذنك ولم يخطر على قلبك أعده الله سبحانه وتعالى لأبي الدرداء لأنه كان يدفع الدنيا بالراحتين والنحر
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني أبي ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس بن عبيد عن الحسن قال قال أبو الدرداء من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قل عمله وحضر عذابه ومن لم يكن غنيا عن الدنيا فلا دنيا له
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن علي بن الجارود ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد عن بعض البصريين عن الحسن عن أبي الدرداء قال كم من نعمة لله تعالى في عرق ساكن
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن المعلى ثنا محمود بن خالد ثنا عمرو بن عبدالواحد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية أن أبا الدرداء كان يقول لا تزالون بخير ما أحببتم خياركم وما قيل فيكم بالحق فعرفتموه فإن عارف الحق كعامله رواه ابن المبارك عن الأوزاعي مثله
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان عن مسعر قال سمعت القاسم بن محمد يقول كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا عبدالوهاب الحوطي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد أن رجلا قال لأبي الدرداء يا معشر القراء ما بالكم أجبن منا وأبخل إذا سئلتم وأعظم لقما إذا أكلتم فأعرض عنه أبو الدرداء ولم يرد عليه شيئا فأخبر بذلك عمر بن الخطاب فسأل أبا الدرداء

عن ذلك فقال أبو الدرداء اللهم غفرا وكل ما سمعنا منهم نأخذهم به فانطلق عمر إلى الرجل الذي قال لأبي الدرداء ما قال فأخذ عمر بثوبه وخنقه وقاده إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال الرجل إنما كنا نخوض ونلعب فأوحى الله تعالى إلى نبيه ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال قال أبو الدرداء ويل لمن لا يعلم ولو شاء الله لعلمه وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع مرات
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسماعيل بن علية ثنا أيوب السختياني عن أبي قلابة قال قال أبو الدرداء إنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها وإنك لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في جنب الله ثم ترجع إلى نفسك فتكون لها أشد مقتا منك للناس
حدثنا إبراهيم بن عبيدالله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الفرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء قال من فقه الرجل رفقه في معيشته
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا داود بن عمرو ثنا اسماعيل بن عياش حدثني شرحبيل بن مسلم عن شريك بن نهيك عن أبي الدرداء قال من فقه الرجل ممشاه ومدخله ومخرجه ومجلسه مع أهل العلم
حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي ثنا يزيد أخبرنا أبو سعيد الكندي عمن أخبره عن أبي الدرداء أنه قال يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم كيف يعيبون سهر الحمقى وصيامهم ومثقال ذرة من بر صاحب تقوى ويقين أعظم وأفضل وأرجح من أمثال الجبال من عبادة المغترين
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبدالرحمن المقرئ ثنا المسعودي عن أبي الهيثم قال قال أبو الدرداء لا تكلفوا الناس ما لم يكلفوا ولا تحاسبوا الناس دون ربهم ابن آدم عليك نفسك فإنه من تتبع ما يرى في الناس يطل حزنه ولا يشف غيظه
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن ابي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبدالله بن مرة

قال قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه اعبدوا الله كأنكم ترونه وعدوا أنفسكم من الموتى واعلموا أن قليلا يغنيكم خير من كثير يلهيكم واعلموا أن البر لا يبلى وأن الإثم لا ينسى
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا أبو أسامة عن خالد بن دينار عن معاوية بن قرة قال قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يعظم حلمك ويكثر علمك وأن تباري الناس في عبادة الله عز و جل فإن أحسنت حمدت الله تعالى وإن أسأت استغفرت الله عز و جل
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا عبدالرحمن المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب عن عبدالله بن الوليد عن عباس بن جليد الحجري عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنه قال لولا ثلاث خلال لأحببت أن لا أبقى في الدنيا فقالت وما هن فقال لولا وضوع وجهي للسجود لخالقي في اختلاف الليل والنهار يكون تقدمه لحياتي وظمأ الهواجر ومقاعدة أقوام ينتقون الكلام كما تنتقى الفاكهة وتمام التقوى أن يتقى الله عز و جل العبد حتى يتقيه في مثل مثقال ذرة حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما يكون حاجزا بينه وبين الحرام إن الله تعالى قد بين لعباده الذي هو يصيرهم إليه قال تعالى من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فلا تحقرن شيئا من الشر أن تتقيه ولا شيئا من الخير أن تفعله
حدثنا محمد بن بدر ثنا حماد بن مدرك ثنا عمرو بن مرزوق ثنا زائدة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال مالي أرى علماءكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون فإن معلم الخير والمتعلم في الأجر سواء ولا خير في سائر الناس بعدهما
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا يحيى بن إسحاق ثنا فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنه قال الناس ثلاثة عالم ومتعلم والثالث همج لا خير فيه
حدثنا مخلد بن جعفر ثنا الحسن بن علوية ثنا علي بن الجعد ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي

الجعد قال قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه تعلموا فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء ولا خير في سائر الناس بعدهما
حدثنا أبي حدثنا محمد بن ابراهيم بن يحيى ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا يزيد بن هارون أخبرنا جويبر عن الضحاك قال قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه يا أهل دمشق أنتم الإخوان في الدين والجيران في الدار والأنصار على الأعداء ما يمنعكم من مودتي وإنما مؤنتي على غيركم مالي أرى علماءكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون وأراكم قد أقبلتم على ما تكفل لكم به وتركتم ما أمرتم به ألا إن قوما بنوا شديدا وجمعوا كثيرا وأملوا بعيدا فأصبح بنيانهم قبورا وأملهم غرورا وجمعهم بورا ألا فتعلموا وعلموا فان العالم والمتعلم في الأجر سواء ولا خير في الناس بعدهما
حدثنا علي بن أحمد بن محمد ثنا اسحاق بن إبراهيم ثنا سلم بن جنادة ثنا عبدالله بن نمير عن الحجاج بن دينار عن معاوية بن قرة عن أبيه عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال تعلموا قبل أن يرفع العلم إن رفع العلم ذهاب العلماء إن العالم والمتعلم في الأجر سواء وإنما الناس رجلان عالم ومتعلم ولا خير فيما بين ذلك
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن جعفر الوركاني ثنا شريك عن منصور عن أبي وائل عن أبي الدرداء قال إني لآمركم بالأمر وما أفعله ولكني أرجو أن أوجر عليه
حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن ضمرة بن حبيب عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال لا يكون تقيا حتى يكون عالما ولن يكون بالعلم جميلا حتى يكون به عاملا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبدالرحمن المقرئ ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال كان أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه يقول إن أخوف ما أخاف إذا وقفت على الحساب أن يقال لي قد علمت فما عملت فيما علمت
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا سريج بن يونس ثنا الوليد بن مسلم عن علي بن حوشب عن أبيه عن أبي الدرداء رضي

الله تعالى عنه قال أخوف ما أخاف أن يقال لي يوم القيامة يا عويمر أعلمت أم جهلت فإن قلت علمت لا تبقى آية آمرة أو زاجرة إلا أخذت بفريضتها الآمرة هل ائتمرت والزاجرة هل ازدجرت وأعوذ بالله من علم لا ينفع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الفرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنه قال إنما أخشى على نفسي أن يقال لي على رؤوس الخلائق يا عويمر هل علمت فأقول نعم فيقال ماذا عملت فيما علمت
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم ثنا عبدالرزاق حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا بشر بن الحكم ثنا عبدالرزاق ثنا معمر عن صاحب له أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان رضي الله تعالى عنهما يا أخي اغتنم صحتك وفراغك قبل أن ينزل بك من البلاء ما لا يستطيع العباد رده واغتنم دعوة المبتلى ويا أخي ليكن المسجد بيتك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن المساجد بيت كل تقي وقد ضمن الله عز و جل لمن كانت المساجد بيوتهم بالروح والراحة والجواز على الصراط إلى رضوان الرب عز و جل ويا أخي ارحم اليتيم وأدنه منك وأطعمه من طعامك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول وأتاه رجل يشتكي قساوة قلبه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أتحب أن يلين قلبك فقال نعم قال أدن اليتيم منك وامسح رأسه وأطعمه من طعامك فإن ذلك يلين قلبك وتقدر على حاجتك ويا أخي لا تجمع ما لا تستطيع شكره فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يجاء بصاحب الدنيا يوم القيامة الذي أطاع الله تعالى فيها وهو بين يدي ماله وماله خلفه كلما تكفأ به الصراط قال له ماله امض فقد أديت الحق الذي عليك قال ويجاء بالذي لم يطع الله فيه وماله بين كتفيه فيعثره ماله ويقول له ويلك هلا عملت بطاعة الله عز و جل في فلا يزال كذلك حتى يدعو بالويل ويا أخي إني حدثت أنك اشتريت خادما وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول

لا يزال العبد من الله وهو منه ما لم يخدم فإذا خدم وجب عليه الحساب وإن أم الدرداء سألتني خادما وأنا يومئذ موسر فكرهت ذلك لما سمعت من الحساب ويا أخي من لي ولك بأن نوافي يوم القيامة ولا نخاف حسابا ويا أخي لا تغترن بصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنا قد عشنا بعده دهرا طويلا والله أعلم بالذي أصبنا بعده رواه ابن جابر والمطعم بن المقدام عن محمد بن واسع أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان مثله
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر بن سليمان ثنا ثابت البناني قال خطب يزيد بن معاوية إلى أبي الدرداء ابنته الدرداء فرده فقال رجل من جلساء يزيد أصلحك الله تأذن لي أن أتزوجها قال أغرب ويلك قال فائذن لي أصلحك الله قال نعم قال فخطبها فأنكحها أبو الدرداء الرجل قال فسار ذلك في الناس أن يزيد خطب إلى أبي الدرداء فرده وخطب إليه رجل من ضعفاء المسلمين فأنكحه قال فقال أبو الدرداء إني نظرت للدرداء ما ظنكم بالدرداء إذا قامت على رأسها الخصيان ونظرت في بيوت يلتمع فيها بصرها أين دينها منها يومئذ
حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سليمان ثنا عبدالله بن محمد المخزومي ثنا أبو عوف عبدالرحمن بن مرزوق ثنا داود بن مهران قال وقفت على فضيل بن عياض وأنا غلام فسلمت عليه وعيناه مفتوحتان وأنا أظن أنه ينظر إلي فمكث طويلا ثم أطرق فقال منذ كم أنت ههنا يا بني قلت منذ طويل قال أنت في شيء ونحن في شيء ثم قال حدثنا سليمان بن مهران وكان لا يقول الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنه قال حذر امرؤ أن تبغضه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر ثم قال أتدري ما هذا قلت لا قال العبد يخلو بمعاصي الله عز و جل فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الفرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال معاتبة الأخ خير لك من فقده ومن لك بأخيك كله

أعط أخاك ولن له ولا تطع فيه حاسدا فتكون مثله غدا يأتيك الموت فيكفيك فقده وكيف تبكيه بعد الموت وفي حياته ما قد كنت تركت وصله رواه معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن أبي الدرداء نحوه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا داود بن عمرو ثنا عبثر ثنا برد عن حزام بن حكيم قال قال أبو الدرداء لو تعلمون ما أنتم راءون بعد الموت لما أكلتم طعاما على شهوة ولا شربتم شرابا على شهوة ولا دخلتم بيتا تستظلون فيه ولخرجتم إلى الصعدات تضربون صدوركم وتبكون على أنفسكم ولوددت أنكم شجرة تعضد ثم تؤكل
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا موسى بن هارون الحافظ ثنا أبو الربيع وداود بن رشيد قالا ثنا بقية ثنا بحير بن سعيد 1 عن خالد بن معدان حدثني يزيد بن مرثد الهمداني أبو عثمان عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنه كان يقول ذروة الإيمان الصبر للحكم والرضى بالقدر والإخلاص في التوكل والاستسلام للرب عز و جل
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا عبدالله بن صالح ثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي قال بلغني أن أبا الدرداء كتب إلى أخ له أما بعد فلست في شيء من أمر الدنيا إلا وقد كان له أهل قبلك وهو صائر له أهل بعدك وليس لك منه إلا ما قدمت لنفسك فآثرها على المصلح من ولدك فإنك تقدم على من لا يعذرك وتجمع لمن لا يحمدك وإنما تجمع لواحد من اثنين إما عامل فيه بطاعة الله فيسعد بما شقيت به وإما عامل فيه بمعصية الله فتشقى بما جمعت له وليس والله واحد منهما بأهل أن تبرد له على ظهرك ولا تؤثره على نفسك ارج لمن مضى منهم رحمة الله وثق لمن بقي منهم رزق الله والسلام
حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الوليد بن مسلم ثنا صفوان بن عمرو حدثني عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال الوليد وحدثنا ثور بن خالد بن معدان عن جبير بن نفير قال لما فتحت قبرص فرق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض

ورأيت أبا الدرداء جالسا وحده يبكي فقلت يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله قال ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله إذا هم تركوا أمره بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الوليد ثنا ابن جابر عن اسماعيل بن عبيدالله عن أم الدرداء أن أبا الدرداء لما احتضر جعل يقول من يعمل لمثل يومي هذا من يعمل لمثل ساعتي هذه من يعمل لمثل مضجعي هذا ثم يقول ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا معمر بن سليمان الرقي ثنا فرات بن سليمان أن أبا الدرداء كان يقول ويل لكل جماع فاغر فاه كأنه مجنون يرى ما عند الناس ولا يرى ما عنده ولو يستطيع لوصل الليل بالنهار ويله من حساب غليظ وعذاب شديد
حدثنا عبدالرحمن بن العباس بن عبدالرحمن ثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي ثنا الهيثم بن خارجة ثنا اسماعيل بن عياس عن شرحبيل أن أبا الدرداء كان إذا رأى جنازة قال اغدوا فإنا رائحون أو روحوا فإنا غادون موعظة بليغة وغفلة سريعة كفى بالموت واعظا يذهب الأول فالأول ويبقى الآخر لا حلم له
حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم الحربي ثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن معاوية بن قرة قال قال أبو الدرداء ثلاث أحبهن ويكرههن الناس الفقر والمرض والموت
حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم الحربي ثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة عن شيخ عن أبي الدرداء قال أحب الموت اشتياقا إلى ربي وأحب الفقر تواضعا لربي وأحب المرض تكفيرا لخطيئتي حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو الربيع الرشديني ثنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن أبا الدرداء كان يقول يا معشر أهل دمشق ألا تستحيون تجمعون مالا تأكلون وتبنون مالا تسكنون وتأملون مالا تبلغون قد كان القرون من قبلكم يجمعون فيوعون ويأملون

فيطيلون ويبنون فيوثقون فأصبح جمعهم بورا وأملهم غرورا وبيوتهم قبورا هذه عاد قد ملأت ما بين عدن إلى عمان أموالا وأولادا فمن يشتري مني تركة آل عاد بدرهمين حدثنا أبي رحمه الله ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو الربيع الرشديني ثنا ابن وهب ثنا يحيى بن أيوب عن عمرو بن عياش عن صفوان بن عمرو أن أبا الدرداء كان يقول يا معشر أهل الأموال بردوا على جلودكم من أموالكم قبل أن نكون وإياكم فيها سواء ليس إلا أن تنظروا فيها وننظر فيها معكم وقال أبو الدرداء وإني أخاف عليكم شهوة خفية في نعمة ملهية وذلك حين تشبعون من الطعام وتجوعون من العلم وقال أبو الدرداء إن خيركم الذي يقول لصاحبه إذهب بنا نصوم قبل أن نموت وإن شراركم الذي يقول لصاحبه إذهب بنا نأكل ونشرب ونلهو قبل أن نموت ومر أبو الدرداء على قوم وهم يبنون فقال أبو الدرداء تجددون الدنيا والله يريد خرابها والله غالب على ما أراد
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن مكحول قال كان أبو الدرداء يتتبع الخرب ويقول يا خرب الخربين أين أهلك الأولون
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا أبو هلال ثنا معاوية بن قرة أن أبا الدرداء اشتكى فدخل عليه أصحابه فقالوا ما تشتكي يا أبا الدرداء قال أشتكي ذنوبي قالوا فما تشتهي قال أشتهي الجنة قالوا أفلا ندعو لك طبيبا قال هو الذي أضجعني
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن بشر ثنا مسعر عن عون بن عبدالله عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنه قال من يتفقد يفقد ومن لا يعد الصبر لفواجع الأمور يعجز إن قارضت الناس قارضوك وإن تركتهم لم يتركوك قال فما تأمرني قال اقرض من عرضك ليوم فقرك
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا اسماعيل بن اسحاق السراج 1وفي ح وحدثنا داود بن رشيد والصحيح ما أثبتناه ثنا دواد بن رشيد ثنا الوليد عن سعيد بن عبدالعزيز قال قيل لأبي الدرداء ادع الله لنا قال

لا أحسن السباحة وأخاف الغرق
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن عبدالله بن رستة ثنا شيبان بن فروخ ثنا أبو الأشهب عن الحسن قال كان أبو الدرداء يقول إن مما أخشى عليكم زلة العالم وجدال منافق بالقرآن والقرآن حق وعلى القرآن منار كمنار الطريق ومن لم يكن غنيا من الدنيا فلا دنيا له حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبدالله بن سليمان بن الأشعث ثنا محمود بن خالد ثنا عمرو بن عبدالواحد عن الأوزاعي عن بلال بن سعد أنه سمعه يقول كان أبو الدرداء يقول اللهم إني أعوذ بك من تفرقة القلب قيل وما تفرقة القلب قال أن يوضع لي في كل واد مال
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا إسحاق بن سلمة ثنا أبو هشام الرفاعي ثنا عبدالرحمن بن مهدي ثنا معاوية بن صالح عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنه قال إن الذين ألسنتهم رطبة بذكر الله عز و جل يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد قال قيل لأبي الدرداء إن أبا سعد بن منبه أعتق مائة محرر فقال إن مائة محرر من مال رجل لكثير وإن شئت أنبأتك بما هو أفضل من ذلك إيمان ملزوم بالليل والنهار ولا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز و جل
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرحمن بن مهدي ثنا شعبة عن عمران القصير قال سمعت أبا رجاء يقول قال أبو الدرداء لأن أكبر الله مائة مرة أحب إلي من أن أتصدق بمائة دينار
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا أبو أسامة عن عبدالحميد بن جعفر حدثني صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة الحضرمي قال سمعت أبا الدرداء يقول ألا أخبركم بخير أعمالكم وأحبها إلى مليككم وأنماها في درجاتكم خير من أن تغزوا عدوكم فيضربوا رقابكم وتضربوا رقابهم خير من إعطاء الدراهم والدنانير قالوا وما هو يا أبا الدرداء قال ذكر الله وذكر الله أكبر
حدثنا أبو بكر

ابن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو عبدالله محمد بن سالم 1 الطائفي من كتابه ثنا فرج بن فضالة عن أسيد 2 بن وداعة عن أبي الدرداء قال ما في المؤمن بضعة أحب إلى الله عز و جل من لسانه به يدخله الجنة وما في الكافر بضعة أبغض إلى الله عز و جل من لسانه به يدخله النار
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر في جماعة قالوا ثنا محمد بن نصير ثنا اسماعيل بن عمرو ثنا مالك بن مغول أراه عن عبدالملك بن عمير قال قال أبو الدرداء من أكثر ذكر الموت قل فرحه وقل حسده
حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي ثنا عبدالله بن عمر حدثنا ابن خراش عن العوام عن إبراهيم التيمي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال من أكثر ذكر الموت قل فرحه وقل حسده
حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم الحربي ثنا عبدالله بن عمر ثنا أبو أسامة عن عبدالرحمن بن يزيد 3 حدثني اسماعيل بن عبيدالله أن أبا الدرداء كان يقول اللهم توفني مع الأبرار ولا تبقني مع الأشرار
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الفرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنه كان يقول اللهم لا تبتليني بعمل سوء فأدعى به رجل سوء
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون أخبرنا يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن محمد أن أبا عون أخبره أن أبا الدرداء كان يقول ما بت ليلة فأصبحت لم يرمني الناس فيها بداهية إلا رأيت أن علي من الله تعالى فيه نعمة
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن عبدالرحمن بن عمار قال سمعت أبا بكر بن محمد يحدث يحيى بن سعيد عن خلاد بن السائب أو السائب بن خلاد قال قال أبو الدرداء ما بت ليلة سلمت فيها لم أرم فيها بداهية ولا أصبحت يوما سلمت فيه لم أرم فيه بداهية

إلا عوفيت عافية عظيمة
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا محمد بن فضيل عن حصين عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنه قال مالي أراكم تحرصون على ما تكفل لكم به وتضيعون ما وكلتم به لأنا أعلم بشراركم من البيطار بالخيل هم الذين لا يأتون الصلاة إلا دبرا ولا يسمعون القرآن إلا هجرا ولا يعتق محرروهم
حدثنا أبي رحمه الله ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا الربيع بن ثعلب ثنا فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنه قال إياكم ودعوة المظلوم ودعوة اليتيم فإنهما تسريان بالليل والناس نيام
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي جرير عن منصور عن أبي وائل قال قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه إن أبغض الناس إلي أن أظلمه من لا يستعين علي إلا بالله عز و جل
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا بكر بن مضر عن عبيدالله بن زخر عن الهيثم بن خالد عن سليم بن عنر 1كذا في الأصلين وفي الخلاصة سليم بن عامر يروى عن أبي الدرداء فلعله هذا قال لقينا كريب بن أبرهة راكبا ووراؤه غلام له فقال سمعت أبا الدرداء يقول لا يزال العبد يزداد من الله تعالى بعدا كلما مشي خلفه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر أن أبا الدرداء كان إذا سمع المتهجدين بالقرآن يقول بأبي النواحون على أنفسهم قبل يوم القيامة وتندى قلوبهم بذكر الله أو لذكر الله عز و جل رواه الهيثم بن خارجة عن الوليد عن ابن جابر عن عطاء بن مرة عن أبي الدرداء مثله
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن بشر ثنا شيخ منا يقال له الحكم بن فضيل عن زيد بن أسلم قال قال أبو الدرداء التمسوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم
حدثنا أبي ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني

عمرو بن الحارث أن أباه حدثه عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير أن رجلا قال لأبي الدرداء علمني كلمة ينفعني الله عز و جل بها قال وثنتين وثلاثا وأربعا وخمسا من عمل بهن كان ثوابه على الله عز و جل الدرجات العلا قال لا تأكل إلا طيبا ولا تكسب إلا طيبا ولا تدخل بيتك إلا طيبا وسل الله عز و جل يرزقك يوما بيوم وإذا أصبحت فاعدد نفسك من الأموات فكأنك قد لحقت بهم وهب عرضك الله عز و جل فمن سبك أو شتمك أو قاتلك فدعه لله عز و جل وإذا أسأت فاستغفر الله عز و جل
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبدالجبار بن العلاء ثنا سفيان عن خلف بن حوشب قال قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم
حدثنا أبي ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن ثنا احمد بن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن بكر بن سوادة عن خالد بن حدير الأسلمي أنه دخل على أبي الدرداء وتحته فراش من جلد أو صوف وعليه كساء صوف وسبتية صوف وهو وجع وقد عرق فقال لو شئت كسيت فراشك بورق وكساء مرعزي مما يبعث به أمير المؤمنين قال إن لنا دارا وإنا لنظعن إليها ولها نعمل
حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية أن أصحابا لأبي الدرداء رضي الله تعالى عنه تضيفوه فضيفهم فمنهم من بات على لبدة ومنهم من بات على ثيابه كما هو فلما أصبح غدا عليهم فعرف ذلك منهم فقال إن لنا دارا لها نجمع وإليها نرجع
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي عن حسان قال قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه لأهل دمشق أرضيتم بأن شبعتم من خبز البر عاما فعاما لا يذكر الله تعالى في ناديكم ما بال علمائكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون لو شاء علماؤكم لازدادوا ولو التمسه جهالكم لوجدوه خذوا الذي لكم بالذي عليكم فوالذي نفسي بيده ما هلكت أمة إلا باتباعها هواها وتزكيتها أنفسها
حدثنا أحمد بن بندار ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا علي بن خشرم ثنا

عيسى بن يونس ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية قال أبصر أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه رجلا قد زوق ابنه فقال زوقوهم بما شئتم فذاك أغوى لهم
حدثنا أحمد بن بندار ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا محمود بن خالد ثنا عمر بن عبدالواحد عن الأوزاعي قال سمعت حسان بن عطية يقول شكى رجل إلى أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أخاه فقال سينصرك الله عز و جل عليه فوفد إلى معاوية فأجازه معاوية بمائة دينار فقال له أبو الدرداء هل علمت أن الله قد نصرك على أخيك وفد على معاوية فأجازه بمائة دينار وولد له غلام
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا علي بن اسحاق ثنا حسين المروزي ثنا ابن المبارك أخبرنا رجل من الأنصار عن يونس بن سيف ثنا أبو كبشة السلولي قال سمعت أبا الدرداء رضي الله تعالى عنه يقول إن من شر الناس عند الله عز و جل منزلة يوم القيامة عالما لا ينتفع بعلمه
حدثنا احمد بن اسحاق ثنا عبدالله بن سليمان بن الأشعث ثنا علي بن خشرم ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن حسان بن عطية أن أبا الدرداء كان يقول اللهم إني أعوذ بك أن تلعنني قلوب العلماء قيل وكيف تلعنك قلوبهم قال تكرهني
حدثنا ابو محمد بن حيان ثنا علي بن اسحاق ثنا حسين المروزي ثنا ابن المبارك ثنا خلف الأنصاري عن يونس بن سيف قال حدثني أبو كبشة السلولي قال سمعت أبا الدرداء يقول إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عالما لا ينتفع بعلمه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا الحسن بن عبدالعزيز المصري ثنا أيوب بن سويد عن ابن جابر حدثني عمير بن هانئ أن أبا الدرداء رضي الله تعالى عنه كان يقول ويل لمن كذب وعق ونقض العهد الموثق فما بر ولا صدق
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن اسحاق ثنا الحسين ثنا الحسن ثنا عبدالله بن المبارك ثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر حدثني أبو عبدالله عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنه قال لا تزال نفس أحدكم شابة في حب الشيء ولو التقت ترقوتاه من الكبر إلا الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى وقليل ما هم
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله

ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالله بن يزيد المقري ثنا كهمس عن عوف عن رجل قال قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه ثلاث من ملاك أمر ابن آدم لا تشك مصيبتك ولا تحدث بوجعك ولا تزك نفسك بلسانك
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان ثنا حفص عن بيان عن قيس قال كان أبو الدرداء إذا كتب إلى سلمان أو سلمان كتب إلى أبي الدرداء كتب إليه يذكره بآية الصحفة قال وكنا نتحدث أنه بينما هما يأكلان من الصحفة فسبحت الصحفة وما فيها
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي حدثني أبو أسامة عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال بينا أبو الدرداء يوقد تحت قدر له وسلمان رضي الله تعالى عنهما عنده إذ سمع أبو الدرداء في القدر صوتا ثم ارتفع الصوت بتسبيح كهيئة صوت الصبي قال ثم ندرت فانكفأت ثم رجعت إلى مكانها لم ينصب منها شيء فجعل أبو الدرداء ينادي يا سلمان انظر إلى العجب أنظر إلى مالم تنظر إلى مثله أنت ولا أبوك فقال سلمان أما إنك لو سكت لسمعت من آيات الله الكبرى
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن محمد بن سعد الأنصاري حدثني عبدالله بن يزيد بن ربيعة الدمشقي قال قال أبو الدرداء أدلجت ذات ليلة إلى المسجد فلما دخلت مررت على رجل ساجد وهو يقول اللهم إني خائف مستجير فأجرني من عذابك وسائل فقير فارزقني من فضلك لا مذنب فاعتذر 1 ولا ذو قوة فانتصر ولكن مذنب مستغفر قال فأصبح أبو الدرداء يعلمهن أصحابه إعجابا بهن
حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الفرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أم الدرداء أنها قالت اللهم إن أبا الدرداء خطبني فتزوجني في الدنيا اللهم فأنا أخطبه اليك وأسألك أن تزوجنيه في الجنة فقال لها أبو الدرداء فإن أردت ذلك فكنت أنا الأول فلا تتزوجي بعدي

قال فمات أبو الدرداء وكان لها جمال وحسن فخطبها معاوية فقالت لا والله لا أتزوج زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله في الجنة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم ثنا عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة أن أبا الدرداء رضي الله تعالى عنه مر على رجل قد أصاب ذنبا فكانوا يسبونه فقال أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه قالوا نعم قال فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم قالوا أفلا تبغضه قال إنما أبغض عمله فاذا تركه فهو أخي وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه ادع الله تعالى في يوم سرائك لعله أن يستجيب لك في يوم ضرائك قال الشيخ رحمه الله تعالى وكان أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه حكيما لبيبا ونحريرا طبيبا كلامه يكثر ومواعظه تغزر حكمه وعلومه لذوي الأدواء شفاء وللمتجردين والمتحبرين دفاء 1المتحبرين المتدثرين بالحبر نوع من الثياب وفي ز المتحيرين كان إذا نظر سبر وإذا ذكر جبر لمفاخر الدنيا دافع ولمراتب العقبى جامع كذا حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو معمر ثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي حسين عن ابن أبي مليكة قال سمعت يزيد بن معاوية يقول كان والله أبو الدرداء من العلماء الحكماء والذين يشفون من الداء
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا داود بن رشيد ثنا سعيد بن يعقوب ثنا اسماعيل بن عياش عن محمد بن يزيد الرحبي قال قيل لأبي الدرداء رضي الله تعالى عنه مالك لا تشعر فانه ليس رجل له بيت من الأنصار إلا وقد قال شعرا قال وأنا قد قلت فاسمعوا ... يريد المرء أن يعطى مناه ... ويأبى الله إلا ما أرادا ... يقول المرء فائدتي ومالي ... وتقوى الله أفضل ما استفادا
حدثنا محمد بن محمد بن سوار القصري ثنا محمد بن جعفر بن رميس ثنا محمد بن خلف ثنا ابراهيم بن هراسة ثنا سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن نافع بن جبير قال قيل لأبي الدرداء مالك لا تشعر فذكر مثله

حدثنا محمد بن عبدالله الكاتب ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عبدالحميد بن صالح ثنا أبو معاوية عن موسى الصغير عن هلال بن يساف عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنه قال 1 قلت له مالك لا تطلب لأضيافك كما يطلب غيرك لأضيافهم فقال لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أمامك عقبة كؤودا لا يجوزها المثقلون فأنا أحب أن أتخفف لتلك العقبة
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عباس بن الوليد بن صبح الدمشقي ثنا مروان يعني ابن محمد الطاطري ثنا مسلمة المعدل عن عمير بن هانئ عن أبي العذراء عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أجلوا الله يغفر لكم قال مروان معنى قوله أجلوا الله أي أسلموا له تفرد به مسلمة وهو من أهل داريا عن عمير مجودا ورواه ابن ثوبان عن عمير مثله من دون أم الدرداء وهذا الحديث شبيه ما ثبت عنه ما رواه الأعمش وعبدالعزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فقال أبو الدرداء حين سبر وإن زنى وإن سرق فقال نعم وإن زنى وإن سرق رغم أنف أبي الدرداء
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبوداود ثنا هشام عن قتادة عن خليد بن عبدالله العصري عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما طلعت شمس إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعان الخلائق غير الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم عز و جل ما قل وكفى خير مما كثر وألهى رواه عدة عن قتادة منهم سليمان التيمي وشيبان بن عبدالرحمن النخوي وأبو عوانة وسلام بن مسكين وغيرهم
حدثنا أبو عمران بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو كريب ثنا محمد بن فضيل ثنا محمد بن سعد عن عبدالله بن ربيعة بن يزيد ثنا عائذالله أبو إدريس عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول اللهم إني أسألك

حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي والماء البارد
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أحمد بن يوسف بن الضحاك ثنا يوسف بن مصرف ثنا زيد بن الحباب عن جنيد بن العلاء بن أبي وهرة عن محمد بن سعيد عن اسماعيل بن عبيدالله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم فإنه من كانت الدنيا أكبر همه أفشى الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ومن كانت الآخرةأكبر همه جمع الله تعالى له أموره وجعل غناه في قلبه وما أقبل عبد بقلبه إلى الله تعالى إلا جعل الله عز و جل قلوب المؤمنين تفد عليه بالود والرحمة وكان الله إليه بكل خير أسرع كذا حدثناه عن زيد بن الحباب وهو عن محمد بن بشر العبدي عن الجنيد أشهر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مطالب بن شعيب وبكر بن سهل قالا ثنا عبدالله بن صالح حدثنا معاوية بن صالح عن أبي حليس يزيد بن ميسرة قال سمعت أم الدرداء تقول سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله تعالى قال يا عيسى إني باعث من بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم قال يا رب كيف يكون هذا ولا حلم ولا علم قال أعطيهم من حلمي وعلمي قال الشيخ رحمه الله تفرد بالأحاديث الستة المسانيد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم من بين الصحابة أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه فحديث العقبة تفرد به موسى الصغير عن هلال وحديث الاجلال تفرد به عمير عن أبي العذراء وحديث المناديين تفرد به قتادة عن خليد وحديث الحب والمحبة تفرد به محمد بن سعد الأنصاري عن عبدالله وحديث التفرغ والتخلي تفرد به جنيد بن العلاء عن محمد بن سعيد وحديث الحلم والعلم تفرد به معاوية بن صالح عن أبي حليس ولأبي الدرداء غير حديث مما يليق بحاله اقتصرنا منه على ما ذكرنا

معاذ بن جبل
ومنهم أبو عبدالرحمن معاذ بن جبل المحكم للعمل التارك للجدل مقدام العلماء وإمام الحكماء ومطعام الكرماء القارئ القانت المحب الثابت السهل السري السمح السخي المولى المأمون والوفي المصون مؤتمن على العباد والأموال ومصون من الموانع والأحوال وقد قيل إن التصوف مزاولة الأنس في رياض معادن القدس
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا وهيب عن خالد عن أبي قلابة عن أنس رضي الله تعالى عنه وحدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم حدثنا جعفر بن محمد الصائغ ثنا قبيصة ثنا سفيان عن خالد وعاصم عن أبي قلابة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أحمد بن أبي عوف ثنا سويد بن سعيد ثنا عمر بن عبيد عن عمران عن الحسن وأبان عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا اسماعيل بن عبدالله ثنا أحمد بن يونس ثنا سلام بن سليمان ثنا زيد العمى عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم معاذ بن جبل أعلم الناس بحلال الله وحرامه
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمود بن خداش ثنا مروان بن معاوية ثنا سعيد بن أبي عروبة عن شهر بن حوشب قال قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لو استخلفت معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه فسألني عنه ربي عز و جل ما حملك على ذلك لقلت سمعت نبيك صلى الله عليه و سلم يقول إن العلماء إذا حضروا ربهم عز و جل كان معاذ بين أيديهم رتوة بحجر 1
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا أبو العباس الثقفي

ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبدالعزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن محمد بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم معاذ بن جبل أمام العلماء برتوة رواه يحيى بن أيوب عن عمارة فأدخل محمد بن عبدالله بن الأزهر الأنصاري بينه وبين محمد بن كعب
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن حماد بن زغبة ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن محمد بن عبدالله بن أزهر عن محمد بن كعب القرظي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مثله
حدثنا أبو حامد ثابت بن عبدالله الناقد ثنا علي بن ابراهيم بن مطر ثنا عبدة بن عبدالرحيم ثنا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن أبي العجفاء أو أبي العجماء الشك من عبدة قال قيل لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لو عهدت الينا فقال لو أدركت معاذ بن جبل ثم وليته ثم قدمت على ربي عز و جل فقال لي من وليت على أمة محمد صلى الله عليه و سلم قلت سمعت نبيك وعبدك صلى الله عليه و سلم يقول معاذ بن جبل بين يدي العلماء طائفة يوم القيامة
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة ثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت ابراهيم يحدث عن مسروق عن عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه وحدثنا ابو بكر الطلحي ثنا عبيد بن عامر ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عبدالله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خذوا القرآن من أربعة من ابن أم عبد فبدأ به ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وسالم مولى أبي حذيفة رضي الله تعالى عنهم
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان البصري ثنا عبدالله بن أحمد الدورقي وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة ثنا يوسف القاضي قالا ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد قلت لأنس من أبوزيد قال أحد عمومتي
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا حجاج

ابن ابراهيم الأزرق ثنا عبيدالله بن عمرو عن عبدالملك بن عمير عن أبي الأحوص وغيره عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وحدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن إسحاق السراج ثنا سفيان بن وكيع ثنا ابن علية عن منصور بن عبدالرحمن عن الشعبي قال حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه إن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه كان أمة قانتا لله حنيفا فقيل إن ابراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا فقال ما نسيت هل تدري ما الأمة وما القانت فقلت الله أعلم فقال الأمة الذي يعلم الخير والقانت المطيع لله وللرسول وكان معاذ يعلم الناس الخير ومطيعا لله ولرسوله
حدثنا أحمد بن محمد سنان ثنا محمد بن اسحاق السراج ثنا زياد بن أيوب ثنا هشيم أخبرنا سيار عن الشعبي قال قال عبدالله بن مسعود إن معاذا رضي الله تعالى عنها كان أمة قانتا فقيل إن ابراهيم كان أمة قانتا فقال عبدالله إنا كنا نشبه معاذا بابراهيم صلى الله عليه و سلم قيل له فمن الأمة قال الذي يعلم الناس الخير رواه فراس بن يحيى عن الشعبي عن مسروق عن عبدالله
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني قال دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحوا من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا لا يتكلم ساكت فاذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه فقلت لجليس لي من هذا فقال معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه فوقع في نفسي حبه فكنت معهم حتى تفرقوا
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا زياد بن أيوب ثنا يزيد بن هارون أخبرنا عبدالحميد بن جعفر ثنا شهر بن حوشب قال سمعت ابن غنم يحدث عن عائذ لله بن عبدالله أنه دخل المسجد يوما مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أحضر

من كانوا أول إمرة عمر بن الخطاب قال فجلست مجلسا فيه بضع وثلاثون كلهم يذكرون حديثا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي الحلقة فتى شاب شديد الأدمة حلو المنطق وضيئ وهو أشب القوم سنا فإذا اشتبه عليهم من أحاديث القوم شيء ردوه إليه فحدثهم ولا يحدثهم شيئا إلا أن يسألوه قلت من أنت يا عبدالله قال أنا معاذ بن جبل قال الشيخ رحمه الله كذا وقع في كتابي عبدالحميد بن جعفر ورواه جماعة فقالوا عبدالحميد بن بهران عن شهر
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو إسحاق السراج ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا أبو عامر العقدي ثنا أيوب بن يسار الزهري عن يعقوب بن زيد عن أبي بحرية قال دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى حوله الناس جعد قطط فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ فقلت من هذا قالوا معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال الشيخ رحمه الله اسم أبي بحرية يزيد بن قطيب بن قطوف السكوني 1 حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو كريب ثنا غنام 2 عن الأعمش عن شمر عن شهر بن حوشب قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا تحدثوا وفيهم معاذ بن جبل نظروا إليه هيبة له
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرازق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك قال كان معاذ بن جبل شابا جميلا سمحا من خير شباب قومه لا يسأل شيئا إلا أعطاه حتى ادان دينا أغلق ماله فكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكلم غرماءه ففعل فلم يضعوا له شيئا فلو ترك لأحد لكلام أحد لترك لمعاذ لكلام رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاه النبي صلى الله عليه و سلم فلا يبرح حتى باع ماله وقسمه بين غرمائه فقام معاذ لا مال له فلما حج بعثه النبي صلى الله عليه و سلم

إلى اليمن ليجبره قال وكان أول من حجز عليه في هذا المال معاذ فقدم على أبي بكر رضي الله تعالى عنه من اليمن وقد توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه ابن المبارك عن معمر نحوه ورواه يزيد بن أبي حبيب وعمارة بن غزية عن الزهري عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك قال الشيخ رحمه الله وغرماء معاذ كانوا يهودا فلهذا لم يضعوا عنه شيئا
حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالوهاب ثنا أبو العباس 1 السراج ثنا يوسف بن موسى ثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن أبي وائل قال لما قبض النبي صلى الله عليه و سلم واستخلفوا أبا بكر وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد بعث معاذا إلىاليمن فاستعمل أبو بكر عمر على الموسم فلقي معاذا بمكة ومعه رقيق فقال هؤلاء أهدوا لي وهؤلاء لأبي بكر فقال عمر إني أرى لك أن تأتي أبا بكر قال فلقيه من الغد فقال يا ابن الخطاب لقد رأيتني البارحة وأنا أنزوا إلى النار وأنت آخذ بحجزتي وما أراني إلا مطيعك قال فأتى بهم أبا بكر فقال هؤلاء أهدوا لي وهؤلاء لك قال فإنا قد سلمنا لك هديتك فخرج معاذ إلى الصلاة فإذا هم يصلون خلفه فقال لمن تصلون هذه الصلاة قالوا لله عز و جل قال فأنتم لله فأعتقهم رواه يزيد بن أبي حبيب وعمارة بن غزية عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه
حدثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا دحيم ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن عجلان عن الزهري أن أبا إدريس الخولاني حدثه أن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتتح القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والصغير والكبير والأحمر والأسود فيوشك قائل يقول مالي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه فما أظنهم يتبعوني عليه حتى ابتدع لهم غيره إياكم إياكم ما ابتدع فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان يقول في الحكيم كلمة الضلالة وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على الحق نورا فقالوا وما يدرينا رحمك

الله إن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة قال هي كلمة تنكرونها منه وتقولون ما هذه فلا يثنيكم فإنه يوشك أن يفيء ويراجع بعض ما تعرفون وإن العلم والإيمان مكانهما إلى يوم القيامة من ابتغاهما وجدهما
حدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن قتيبة ثنا يزيد بن موهب ثنا الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب أن أبا يزيد الخولاني أخبره يزيد بن عميرة وكان من أصحاب معاذ قال وكان لا يجلس مجلسا للذكر إلا قال حين يجلس الله حكم قسط تبارك اسمه هلك المرتابون وقال معاذ يوما إن وراءكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق والرجل والمرأة والصغير والكبير والحر والعبد فيوشك قائل أن يقول ما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ما هم بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره فإياكم وما يبتدع فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم وقد يقول المنافق كلمة الحق قلت لمعاذ بن جبل ما يدريني رحمك الله أن الحكيم يقول كلمة الضلالة وأن المنافق يقول كلمة الحق قال بلى اجتنب من كلام الحكيم المستهترات التي يقال ما هذه ولا يثنيك ذلك عنه فإنه لعله يرجع ويتبع الحق إذا سمعه فإن على الحق نورا
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا عبدالله بن صندل ثنا فضيل بن عياض عن سليمان بن مهران عن عمرو بن مرة عن عبدالله بن سلمة قال قال رجل لمعاذ بن جبل علمني قال وهل أنت مطيعي قال إني على طاعتك لحريص قال صم وافطر وصل ونم واكتسب ولا تأثم ولا تموتن إلا وأنت مسلم وإياك ودعوة المظلوم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا سهل بن موسى ثنا عمرو بن علي قال سمعت عون بن بكر الراسبي يحدث عن ثور بن يزيد قال كان معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه إذا تهجد من الليل قال اللهم قد نامت العيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم اللهم طلبي للجنة بطئ وهربي من النار ضعفيف اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلى يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن

أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سليمان بن حيان ثنا زياد مولى لقريش عن معاوية بن قرة قال قال معاذ بن جبل لابنه يا بني إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود إليها أبدا واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين حسنة قدمها وحسنة أخرها
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا سهل بن موسى ثنا محمد بن عبدالأعلى ثنا خالد بن الحارث ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين قال أتى رجل معاذ بن جبل ومعه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه فقال إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حفظت أنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى تنتظمه لك انتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا أحمد بن عبدالله بن يونس ثنا فضيل بن عياض عن سليمان عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال جاء رجل إلى معاذ رضي الله تعالى عنه فجعل يبكي فقال ما يبكيك فقال والله ما أبكي لقرابة بيني وبينك ولا لدنيا كنت أصيبها منك ولكن كنت أصيب منك علما فأخاف أن يكون قد انقطع قال فلا تبك فإنه من يرد العلم والإيمان يؤته الله تعالى كما آتى إبراهيم عليه السلام ولم يكن يومئذ علم ولا إيمان
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه كانت له امرأتان فإذا كان يوم إحداهما لم يتوضأ من بيت الأخرى ثم توفيتا في السقم الذي أصابهما بالشام والناس في شغل فدفنتا في حفرة فأسهم بينهما أيتهما تقدم في القبر
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا الليث بن خالد البلخي ثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد قال كانت تحت معاذ بن جبل امرأتان فإذا كان عند إحداهما لم يشرب من بيت الأخرى الماء
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا عبدالله بن صندل ثنا فضيل بن عياض عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير قال أخبرني من سمع معاذ بن جبل وهو يقول ما من شيء أنجى

لابن آدم من عذاب الله من ذكر الله عز و جل قالوا ولا السيف في سبيل الله عز و جل ثلاث مرات قال لا إلا أن يضرب بسيفه في سبيل الله عز و جل حتى ينقطع رواه أبو خالد الأحمر عن يحيى بن أبي الزبير عن طاوس عن معاذ مرفوعا
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن محمد بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه ثنا اسحاق بن سليمان وحدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حجاج قالا ثنا جرير بن عثمان عن المشيخة عن أبي بحرية عن معاذ رضي الله تعالى عنه قال ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله قالوا يا أبا عبدالرحمن ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع لأن الله تعالى يقول في كتابه ولذكر الله أكبر
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال لأن أذكر الله تعالى من بكرة حتى الليل أحب إلي من أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله من بكرة حتى الليل رواه الليث بن سعد وابن عيينة مثله عن يحيى
حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا عبدالله بن محمد ثنا اسحاق بن ابراهيم الحنظلي ثنا عبدالملك بن عمرو ثنا أيوب بن يسار عن يعقوب بن زيد عن أبي بحرية قال دخلت مسجد حمص فسمعت معاذ بن جبل يقول من سره أن يأتي الله عز و جل آمن فليأت هذه الصلوات الخمس حيث ينادى بهن فانهن من سنن الهدى ومما سنه لكم نبيكم صلى الله عليه و سلم ولا يقل إن لي مصلى في بيتي فأصلي فيه فانكم إن فعلتم ذلك تركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم صلى الله عليه و سلم لضللتم
حدثنا ابو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا واصل بن عبدالأعلى ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن جامع بن شداد عن الأسود بن هلال قال كنا نمشي مع معاذ فقال لنا اجلسوا بنا نؤمن ساعة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا الوليد بن مسلم عن يزيد بن أبي مريم قال سمعت أبا إدريس الخولاني يقول

قال معاذ رضي الله تعالى عنه إنك تجالس قوما لا محالة يخوضون في الحديث فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عز و جل عند ذلك رغبات قال الوليد فذكر لعبدالرحمن بن يزيد بن جابر فقال نعم حدثني أبو طلحة حكيم بن دينار أنهم كانوا يقولون آية الدعاء المستجاب إذا رأيت الناس غفلوا فارغب إلى ربك تعالى عند ذلك رغبات
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا جرير عن ليث عن طاوس قال قدم معاذ بن جبل أرضنا فقال له أشياخ لنا لو أمرت ننقل لك من هذه الحجارة والخشب فنبني لك مسجدا فقال إني أخاف أن أكلف حمله يوم القيامة على ظهري
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا مسلم بن خالد ثنا ابن أبي حسين عن ابن سابط عن عمرو بن ميمون الأودي قال قام فينا معاذ بن جبل فقال يا بني أود اني رسول الله صلى الله عليه و سلم تعلمن أن المعاد إلى الله تعالى ثم إلى الجنة أو إلى النار إقامة لا ظعن وخلود في أجساد لا تموت
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن اسحاق ثنا الحسين بن الحسن ثنا عبدالله بن المبارك ثنا سعيد بن عبدالعزيز عن يزيد بن يزيد عن جابر قال قال معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه اعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن يؤجركم الله بعلم حتى تعملوا قال الشيخ رحمه الله رفعه حمزة النصيبي عن ابن جابر عن أبيه عن معاذ
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن حيان ثنا محمد بن أبي بكر ثنا بشر بن عباد ثنا بكر بن خنيس عن حمزة النصيبي عن يزيد بن يزيد بن جابر عن أبيه عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تعلموا ما شئتم إن شئتم أن تعلموا فلن ينفعكم الله بالعلم حتىتعملوا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أشعث بن سليم قال سمعت رجاء بن حيوة يحدث عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وستبتلون بفتنة السراء وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا

تسورن الذهب والفضة ولبسن رياط الشام 1 وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد رواه زبيد عن معاذ مثله
حدثنا محمد بن اسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا محمد بن طلحة عن زبيد قال قال معاذ مثله
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالقدوس بن بكر عن محمد بن النضر الحارثي رفعه إلى معاذ بن جبل قال ثلاث من فعلهن فقد تعرض للمقت الضحك من غير عجب والنوم من غير سهر والأكل من غير جوع
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زيد القراطيسي ثنا نعيم بن حماد ثنا ابن المبارك أخبرنا محمد بن مطرف ثنا أبو حازم عن عبدالرحمن بن سعيد بن يربوع عن مالك الدارني أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم تلبث ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع فذهب بها الغلام فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك فقال وصله الله ورحمه ثم قال تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها فرجع الغلام إلى عمر رضي الله تعالى عنه وأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال اذهب بها إلى معاذ وتله في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع فذهب بها إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك فقال رحمه الله ووصله تعالي يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا اذهبي إلى بيت فلان بكذا فاطلعت امرأة معاذ فقالت ونحن والله مساكين فأعطنا ولم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحا بهما إليها ورجع الغلام إلى عمر فأخبره فسر بذلك وقال إنهم أخوة بعضهم من بعض
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا حجاج بن إبراهيم وحدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي قالا ثنا مروان بن معاوية عن محمد بن سوقة قال أتيت نعيم بن أبي هند

فأخرج إلي صحيفة فإذا فيها من أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب سلام عليك أما بعد فإنا عهدناك وأمر نفسك لك مهم فأصبحت قد وليت أمر هذه الأمة أحمرها وأسودها يجلس بين يديك الشريف والوضيع والعدو والصديق ولكل حصته من العدل فانظر كيف أنت عند ذلك يا عمر فإنا نحذرك يوما تعنى فيه الوجوه وتجف فيه القلوب وتنقطع فيه الحجج لحجة ملك قهرهم بجبروته فالخلق داخرون له يرجون رحمته ويخافون عقابه وأنا كنا نحدث أن أمر هذه الأمة سيرجع في آخر زمانها إلى أن يكونوا أخوان العلانية أعداء السريرة وإنا نعوذ بالله أن ينزل كتابنا إليك سوى المنزل الذي نزل من قلوبنا فإنما كتبنا به نصيحة لك والسلام عليك فكتب إليهما عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه من عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة ومعاذ سلام عليكما أما بعد أتاني كتابكما تذكران أنكما عهدتماني وأمر نفسي لي مهم فأصبحت قد وليت أمر هذه الأمة أحمرها وأسودها يجلس بين يدي الشريف والوضيع والعدو والصديق ولكل حصته من العدل كتبتما فانظر كيف أنت عند ذلك يا عمر وأنه لا حول ولا قوة لعمر عند ذلك إلا بالله عز و جل وكتبتما تحذراني ما حذرت منه الأمم قبلنا وقديما كان اختلاف الليل والنهار بآجال الناس يقربان كل بعيد ويبليان كل جديد ويأتيان بكل موعود حتى يصير الناس إلى منازلهم من الجنة والنار كتبتما تحذراني أن أمر هذه الأمة سيرجع في آخر زمانها إلى أن يكونوا أخوان العلانية أعداء السريرة ولستم بأولئك وليس هذا بزمان ذاك وذلك زمان تظهر فيه الرغبة والرهبة تكون رغبة الناس بعضهم إلى بعض لصلاح دنياهم كتبتما تعوذاني بالله أن أنزل كتابكما سوى المنزل الذي نزل من قلوبكما وأنكما كتبتما به نصيحة لي وقد صدقتما فلا تدعا الكتاب إلي فإنه لا غنى بي عنكما والسلام عليكما
حدثنا أبي ثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى ثنا يعقوب الدورقي ثنا محمد بن

موسى المروزي أبو عبدالله قال قرأت هذا الحديث على هاشم بن مخلد وكان ثقة فقال سمعته من أبي عصمة عن رجل سماه عن رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال تعلموا العلم فان تعلمه لله تعالى خشية وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعلميه لمن لا يعلم صدقة وبذله لأهله قربة لأنه معالم الحلال والحرام ومنار أهل الجنة والأنس في الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة والدليل على السراء والضراء والسلاح على الأعداء والدين عند الأجلاء 1في ح والزين عند الأخلاء يرفع الله تعالى به أقواما ويجعلهم في الخير قادة وأئمة تقتبس آثارهم ويقتدى بفعالهم وينتهى إلى رأيهم ترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم يستغفر لهم كل رطب ويابس حتى الحيتان في البحر وهوامه وسباع الطير وأنعامه لأن العلم حياةالقلوب من الجهل ومصباح الأبصار من الظلم يبلغ بالعلم منازل الأخيار والدرجة العليا في الدنيا والآخرة والتفكر فيه يعدل بالصيام ومدارسته بالقيام به توصل الأرحام ويعرف الحلال من الحرام إمام العمال والعمل تابعه يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا شجاع بن الوليد عن عمرو بن قيس عمن حدثه عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه أنه لما حضره الموت قال انظروا أصبحنا فأتي فقيل لم تصبح فقال انظروا أصبحنا فأتي فقيل له لم تصبح حتى أتي في بعض ذلك فقيل قد أصبحت قال أعوذ بالله من ليلة صباحها إلىالنار مرحبا بالموت مرحبا زائر مغب حبيب جاء على فاقة اللهم إني قد كنت أخافك فأنا اليوم أرجوك اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر
حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي ثنا ابن نمير عن اسماعيل بن أبي خالد عن طارق بن عبدالرحمن

قال وقع الطاعون بالشام فاستعر فيها فقال الناس ما هذا إلا الطوفان إلا أنه ليس بماء فبلغ معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه فقام خطيبا فقال إنه قد بلغني ما تقولون وإنما هذه رحمة ربكم عز و جل ودعوة نبيكم صلى الله عليه و سلم وكفت 1 الصالحين قبلكم ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك أن يغدوا الرجل منكم من منزله لا يدري أمؤمن هو أم منافق وخافوا إمارة الصبيان
حدثنا أبو جعفر اليقطيني ثنا الحسين بن عبدالله القطان ثنا عامر بن سيار ثنا عبدالحميد بن بهرم عن شهر بن حوشب عن عبدالرحمن بن غنم من حديث الحارث بن عميرة قال طعن معاذ وأبو عبيدة وشرحبيل بن حسنة وأبو مالك الأشعري في يوم واحد فقال معاذ إنه رحمة ربكم عز و جل ودعوة نبيكم صلى الله عليه و سلم وقبض الصالحين قبلكم اللهم آت آل معاذ النصيب الأوفر من هذه الرحمة فما أمسى حتى طعن ابنه عبدالرحمن بكره الذي كان يكنى به وأحب الخلق إليه فرجع من المسجد فوجده مكروبا فقال يا عبدالرحمن كيف أنت فاستجاب له فقال يا أبت الحق من ربك فلا تكن من الممترين فقال معاذ وأنا إن شاء الله ستجدني من الصابرين فأمسكه ليلة ثم دفنه من الغد فطعن معاذ فقال حين اشتد به النزع نزع الموت فنزع نزعا لم ينزعه أحد وكان كلما أفاق من غمرة فتح طرفه ثم قال رب اخنقني خنقتك فوعرتك إنك لتعلم أن قلبي يحبك
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا يعقوب بن حميد ثنا إبراهيم بن عيينة عن إسماعيل بن رافع عن ثعلبة بن صالح عن رجل من أهل الشام عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا معاذ انطلق فأرسل راحلتك ثم إيتني أبعثك إلى اليمن فانطلقت فرحلت راحلتي ثم جئت فوقفت بباب المسجد حتى أذن لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ بيدي ثم مضى معي فقال يا معاذ إني أوصيك

بتقوى الله وصدق الحديث ووفاء بالعهد وأداء الامانة وترك الخيانة ورحمة اليتيم وحفظ الجار وكظم الغيظ وخفض الجناح وبذل السلام ولين الكلام ولزوم الإيمان والتفقه في القرآن وحب الآخرة والجزع من الحساب وقصر الأمل وحسن العمل وأنهاك أن تشتم مسلما أو تكذب صادقا أو تصدق كاذبا أو تعصي إماما عادلا يا معاذ اذكر الله عند كل حجر وشجر وأحدث مع كل ذنب توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية رواه ابن عمر نحوه أخبرناه الحسن بن منصور الحمصي في كتابه ثنا الحسن بن معروف ثنا محمد بن اسماعيل بن عياش ثنا أبي عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن عمر رضي الله تعالى عنه قال لما أراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يبعث معاذ بن جبل إلى اليمن ركب معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه ورسول الله صلى الله عليه و سلم يمشى إلى جانبه يوصيه فقال يا معاذ أوصيك وصية الأخ الشفيق أوصيك بتقوى الله فذكر نحوه وزاد وعد المريض وأسرع في حوائج الأرامل والضعفاء وجالس الفقراء والمساكين وأنصف الناس من نفسك وقل الحق ولا تأخذك في الله لومة لائم حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبدالرحمن المقري عن حيوة بن شريح قال سمعت عقبة بن مسلم التجيبي يقول حدثني أبو عبدالرحمن الحبلي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما بيدي ثم قال يا معاذ والله إني لأحبك فقال له معاذ بأبي وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك فقال أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأوصى به معاذ الصنابحي وأوصى الصنابحي أبا عبدالرحمن وأوصى أبو عبدالرحمن عقبة وأوصى عقبة حيوة وأوصى حيوة أبا عبدالرحمن المقرئ وأوصى أبوعبدالرحمن المقرئ بشر بن موسى وأوصى بشر بن موسى محمد بن أحمد بن الحسن وأوصاني محمد بن أحمد بن الحسن قال الشيخ رحمه الله وأنا أوصيكم به

حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا دليل بن إبراهيم بن دليل ثنا عبدالعزيز بن منيب ثنا إسحاق بن عبدالله بن كيسان عن أبيه عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال كيف أصبحت يا معاذ قال أصبحت مؤمنا بالله تعالى قال إن لكل قول مصداقا ولكل حق حقيقة فما مصداق ما تقول قال يا نبي الله ما أصبحت صباحا قط إلا ظننت أني لا أمسي وما أمسيت مساء قط إلا ظننت أني لا أصبح ولا خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتبعها أخرى وكأني أنظر إلى كل أمة جاثية تدعى إلى كتابها معها نبيها وأوثانها التي كانت تعبد من دون الله وكأني أنظر إلى عقوبة أهل النار وثواب أهل الجنة قال عرفت فالزم
حدثنا فاروق بن عبدالكبير الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبوعمرو الحوضي ثنا الضحاك بن يسار ثنا القاسم بن مخيمرة عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه أنه قال ليالي قدم من اليمن سأله النبي صلى الله عليه و سلم كيف تركت الناس بعدك قال تركتهم لا هم لهم إلا هم البهائم فقال النبي صلى الله عليه و سلم كيف أنت إذا بقيت في قوم علموا ما جهل هؤلاء وهمهم مثل هم هؤلاء
حدثنا أحمد بن يعقوب المهرجان ثنا الحسن بن محمد بن نصر ثنا محمد بن عثمان العقيلي ثنا محمد بن عبدالرحمن الطفاوي ثنا الخليل بن مرة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال تصديت لرسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يطوف فقلت يا رسول الله أرنا شر الناس فقال سلوا عن الخير ولا تسألوا عن الشر شرار الناس شرار العلماء في الناس
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أحمد بن محمد بن الجعد ثنا حفص بن عمر المقرئ ثنا عبدالله بن عبدالرحمن القرشي عن محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي عن عبدالرحمن بن غنم قال شهدت معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه حين أصيب بولده واشتد وجده عليه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فكتب إليه

بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فعظم الله لك الأجر والهمك الصبر ورزقنا وإياك الشكر إن أنفسنا وأهلينا وأموالنا وأولادنا من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة يمتع بها إلى أجل معلوم ويقبض لوقت محدود ثم افترض علينا الشكر إذا أعطى والصبر إذا ابتلى وكان ابنك من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة متعك به في غبطة وسرور وقبضه منك بأجر كبير الصلاة والرحمة والهدى إن صبرت احتسبت فلا تجمعن عليك يا معاذ خصلتين فيحبط لك أجرك فتندم على ما فاتك فلو قدمت على ثواب مصيبتك علمت أن المصيبة قد قصرت في جنب الثواب فتنجز من الله تعالى موعوده وليذهب أسفك ما هو نازل بك فكأن قد والسلام
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أحمد بن محمد بن الجعد ثنا حفص بن عمر المقرئ ثنا عبدالله بن عبدالرحمن القرشي عن محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي عبدالرحمن بن غنم قال شهدت معاذ بن جبل حين أصيب بولده فاشتد وجده عليه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل الحديث
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى بن خالد حدثني عمرو بن بكر بن بكار القعنى ثنا مجاشع بن عمرو بن حسان ثنا عمرو بن حسان ثنا الليث بن سعد عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه أنه مات ابن له فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم يعزيه بابنه فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو فذكر مثل حديث محمد بن سعيد بن عبادة وروى من حديث ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر نحوه قال الشيخ رحمه الله وكل هذه الروايات ضعيفة لا تثبت فإن وفاة ابن معاذ كانت بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم بسنين وإنما كتب إليه بعض

الصحابة فوهم الراوي فنسبها إلى النبي صلى الله عليه و سلم وكان معاذ أجل وأعلم من أن يجزع ويغلبه الجزع عن الاستسلام الصحيح ما رواه الحارث بن عميرة وأبو منيب الجرشي من استسلامه واصطباره عند وفاة ابنه ولا يعلم لمعاذ غيبة في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا إلى اليمن فقدم بعد وفاة النبي عليه السلام وليس محمد بن سعيد ولا مجاشع ممن يعتمد على روايتهما ومفاريدهما
حدثنا محمد بن علي ثنا أبو العباس بن أبي الطفيل ثنا يزيد بن موهب ثنا ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن عبيدالله بن زحر عن ابن أبي عمران عن عمرو بن مرة عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حين بعثه إلى اليمن اخلص دينك يكفك القليل من العمل 37
سعيد بن عامر
ومنهم سعيد بن عامر بن جذيم الجمحي زهد في الدنيا الفتانة السحارة ونظر إلى طلابها بعين الحقارة وسلك منهج السابقين بالحث والنذارة ورغب عن الدنيا مع تقلد الولايات وقيامه فيها برعايته العهود والأمانات وقد قيل إن التصوف مصابرة المنون دون تحقيق الظنون
حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبدالله الحراني ثنا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية قال لما عزل عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه معاوية عن الشام بعث سعيد بن عامر بن جذيم الجمحي 1 قال فخرج معه بجارية من قريش نضيرة الوجه فما لبث إلا يسيرا حتى أصابته حاجة شديدة قال فبلغ ذلك عمر فبعث إليه بألف دينار قال فدخل بها على امرأته فقال إن عمر بعث إلينا بما ترين فقالت لو أنك اشتريت لنا أدما وطعاما وادخرت سائرها فقال لها أولا أدلك على أفضل من ذلك نعطي هذا المال من يتجر لنا فيه فنأكل من ربحها وضمانها عليه قالت فنعم إذا فاشتري أدما

وطعاما واشتري بعيرين وغلامين يمتاران عليهما حوائجهم وفرقها في المساكين وأهل الحاجة قال فما لبث إلا يسيرا حتى قالت له امرأته إنه نفذ كذا وكذا فلو أتيت ذلك الرجل فأخذت لنا من الربح فاشتريت لنا مكانه قال فسكت عنها قال ثم عاودته قال فسكت عنها حتى آذته ولم يكن يدخل بيته إلا من ليل إلى ليل قال وكان رجل من أهل بيته ممن يدخل بدخوله فقال لها ما تصنعين إنك قد آذيتيه وإنه قد تصدق بذلك المال قال فبكت أسفا على ذلك المال ثم أنه دخل عليها يوما فقال على رسلك إنه كان لي أصحاب فارقوني منذ قريب ما أحب أني صددت عنهم وأن لي الدنيا وما فيها ولو أن خيرة من خيرات الحسان اطلعت من السماء لأضاءت لأهل الأرض ولقهر ضوء وجهها الشمس والقمر ولنصيف 1هذا نص ز وفي ح ولتضيف نكسي وهو تصحيف والنصيف الخمار وقيل المعجر ونص النهاية وفي صفة الحور ولنصيف إحداهن خير من الدنيا وما فيها تكسي خير من الدنيا وما فيها فلأنت أحرى في نفسي أن أدعك لهن من أن أدعهن لك قال فسمحت ورضيت
حدثنا محمد بن عبدالله ثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي ثنا محمد بن عبدالكريم العبدي ثنا الهيثم بن عدي ثنا ثور بن يزيد ثنا خالد بن معدان قال استعمل علينا عمر بن الخطاب بحمص سعيد بن عامر بن جذيم الجمحي فلما قدم عمر بن الخطاب حمص قال يا أهل حمص كيف وجدتم عاملكم فشكوه اليه وكان يقال لأهل حمص الكويفة الصغرى لشكايتهم العمال قالوا نشكوا أربعا لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار قال أعظم بها قال وماذا قالوا لا يجيب أحدا بليل قال وعظيمة قال وماذا قالوا وله يوم في الشهر لا يخرج فيه إلينا قال عظيمة قال وماذا قالوا يغنظ الغنظة بين الأيام يعني تأخذه موتة قال فجمع عمر بينهم وبينه وقال اللهم لا تفيل رأيي فيه اليوم ما تشكون منه قالوا لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار قال والله إن كنت لأكره ذكره ليس لأهلي خادم فأعجن عجيني ثم أجلس حتى يختمر ثم أخبز خبزي ثم أتوضأ ثم أخرج إليهم فقال ما تشكون منه قالوا لا يجيب أحدا

بليل قال ما تقول إن كنت لأكره ذكره إني جعلت النهار لهم وجعلت الليل لله عز و جل قال وما تشكون قالوا إن له يوما في الشهر لا يخرج إلينا فيه قال ما تقول قال ليس لي خادم يغسل ثيابي ولا لي ثياب أبدلها فأجلس حتى تجف ثم أدلكها ثم أخرج إليهم من آخر النهار قال ما تشكون منه قالوا يغنظ الغنظة بين الأيام قال ما تقول قال شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة وقد بضعت قريش لحمه ثم حملوه على جذعة فقالوا أتحب أن محمدا مكانك فقال والله ما أحب أني في أهلي وولدي وأن محمدا صلى الله عليه و سلم بشوكة ثم نادى يا محمد فما ذكرت ذلك اليوم وتركي نصرته في تلك الحال وأنا مشرك لا أومن بالله العظيم إلا ظننت أن الله عز و جل لا يغفر لي بذلك الذنب أبدا قال فتصيبني تلك الغنظة فقال عمر الحمد لله الذي لم يفيل فراستي فبعث اليه بألف دينار وقال استعن بها على أمرك فقالت امرأته الحمد لله الذي أغنانا عن خدمتك فقال لها فهل لك في خير من ذلك ندفعها إلى من يأتينا بها أحوج ما نكون إليها قالت نعم فدعا رجلا من أهل بيته يثق به فصررها صررا ثم قال انطلق بهذه إلى أرملة آل فلان وإلى يتيم آل فلان وإلى مسكين آل فلان وإلى مبتلى آل فلان فبقيت منها ذهيبة فقال أنفقي هذه ثم عاد إلى عمله فقالت ألا تشتري لنا خادما ما فعل ذلك المال قال سيأتيك أحوج ما تكونين كذا رواه حسان وخالد بن معدان مرسلا موقوفا ووصله مرفوعا يزيد بن أبي زياد وموسى الصغير عن عبدالرحمن بن سابط الجمحي
حدثناه سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو غسان مالك بن اسماعيل ثنا مسعود بن سعد وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا اسحاق بن ابراهيم أخبرنا جرير قالا ثنا يزيد بن أبي زياد وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عبدالحميد بن صالح ثنا أبو معاوية عن موسى الصغير قالا عن عبدالرحمن بن سابط الجمحي قال دعا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه رجلا من بني جمح يقال له سعيد بن عامر بن جذيم فقال له إني مستعملك

على أرض كذا وكذا فقال لا تفتني يا أمير المؤمنين قال والله لا أدعك قلدتموها في عنق وتتركونني فقال عمر ألا نفرض لك رزقا قال قد جعل الله في عطائي ما يكفيني دونه أو فضلا على ما أريد قال وكان إذا خرج عطاؤه ابتاع لأهله قوتهم وتصدق ببقيته فتقول له امرأته أين فضل عطائك فيقول قد أقرضته فأتاه ناس فقالوا إن لأهلك عليك حقا وإن لأصهارك عليك حقا فقال ما أنا بمستأثر عليهم ولا بملتمس رضى أحد من الناس لطلب الحور العين لو اطلعت خيرة من خيرات الجنة لأشرقت لها الأرض كما تشرق الشمس وما أنا بالمتخلف عن العنق الأول بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يجمع الله عز و جل الناس للحساب فيجيء فقراء المؤمنين يزفون كما تزف الحمام فيقال لهم قفوا عند الحساب فيقولون ما عندنا حساب ولا آتيتمونا شيئا فيقول ربهم صدق عبادي فيفتح لهم باب الجنة فيدخلونها قبل الناس بسبعين عاما لفظ جرير وقال موسى الصغير في حديثه فبلغ عمر أنه يمر به كذا وكذا لا يدخن في بيته فأرسل إليه عمر بمال فأخذه فصره صررا وتصدق به يمينا وشمالا وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لو أن حوراء أطلعت أصبعا من أصابعها لوجد ريحها كل ذي روح فأنا أدعهن لكن والله لأنتن أحرى أن أدعكن لهن منهن لكن ورواه مالك بن دينار عن شهر بن حوشب عن سعيد بن عامر مسندا مختصرا 38
عمير بن سعد
ومنهم عمير بن سعد الحافظ للعهد الوافي بالوعد اللقن الحفيظ الخشن الغليظ جمال الولاة وحجة الله على الرعاة يقال له نسيج وحده
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن المرزبان الادمي ثنا محمد بن حكيم الرازي ثنا عبدالملك بن هارون بن عنترة حدثني أبي عن جدي عن عمير بن سعد الأنصاري قال بعثه عمر بن الخطاب عاملا على حمص فمكث حولا

لا يأتيه خبره فقال عمر لكاتبه أكتب إلى عمير فوالله ما أراه إلا قد خاننا إذا جاءك كتابي هذا فأقبل وأقبل بما جبيت من فيء المسلمين حين تنظر في كتابي هذا فأخذ عمير جرابه فجعل فيه زاده وقصعته وعلق أداوته وأخذ عنزته ثم أقبل يمشي من حمص حتى دخل المدينة قال فقدم وقد شحب لونه واغبر وجهه وطالت شعرته فدخل على عمر وقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقال عمر ما شأنك فقال عمير ما ترى من شأني ألست تراني صحيح البدن طاهر الدم معي الدنيا أجرها بقرنها قال وما معك فظن عمر رضي الله عنه أنه قد جاء بمال فقال معي جرابي أجعل فيه زادي وقصعتي آكل فيها وأغسل فيها رأسي وثيابي وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي وعنزتي أتوكأ عليها وأجاهد بها عدوا إن عرض فوالله ما الدنيا إلا تبع لمتاعي قال عمر فجئت تمشي قال نعم قال أما كان لك أحد يتبرع لك بدابة تركبها قال ما فعلوا وما سألتهم ذلك فقال عمر بئس المسلمون خرجت من عندهم فقال له عمير اتق الله يا عمر قد نهاك الله عن الغيبة وقد رأيتهم يصلون صلاة الغداة قال عمر فأين بعثتك وأي شيء صنعت قال وما سؤالك يا أمير المؤمنين فقال عمر سبحان الله فقال عمير أما لولا أني أخشى أن أغمك ما أخبرتك بعثتني حتى أتيت البلد فجمعت صلحاء أهلها فوليتهم جباية فيئهم حتى إذا جمعوه وضعته مواضعه ولو نالك منه شيء لأتيتك به قال فما جئتنا بشيء قال لا قال جددوا لعمير عهدا قال إن ذلك لشيء لا عملت لك ولا لأحد بعدك والله ما سلمت بل لم أسلم لقد قلت لنصراني أي أخزاك الله فهذا ما عرضتني له يا عمر وإن أشقى أيامي يوم خلفت 1في ز يوم خلقت معك معك يا عمر فاستأذنه فاذن له فرجع إلى منزله قال وبينه وبين المدينة أميال فقال عمر حين انصرف عمير ما أراه إلا قد خاننا فبعث رجلا يقال له الحارث وأعطاه مائة دينار فقال له انطلق إلى عمير حتى تنزل به كأنك ضيف فإن رأيت أثر شيء فأقبل وإن رأيت حالة شديدة

فادفع إليه هذه المائة الدينار فانطلق الحارث فإذا هو بعمير جالس يفلي قميصه إلى جانب الحائط فسلم عليه الرجل فقال له عمير انزل رحمك الله فنزل ثم سأله فقال من أين جئت قال من المدينة قال فكيف تركت أمير المؤمنين قال صالحا قال فكيف تركت المسلمين قال صالحين قال أليس يقيم الحدود قال بلى ضرب ابنا له أتى فاحشة فمات من ضربه فقال عمير اللهم أعن عمر فإني لا أعلمه إلا أشديدا حبه لك قال فنزل به ثلاثة أيام وليس لهم إلا قرصة من شعير كانوا يخصونه بها ويطوون حتى أتاهم الجهد فقال له عمير إنك قد أجعتنا فإن رأيت أن تتحول عنا فافعل قال فأخرج الدنانير فدفعها إليه فقال بعث بها إليك أمير المؤمنين فاستعن بها قال فصاح وقال لا حاجة لي فيها ردها فقالت له امرأته إن احتجت إليها وإلا فضعها مواضعها فقال عمير والله مالي شيء أجعلها فيه فشقت امرأته أسفل درعها فاعطته خرقة فجعلها فيها ثم خرج فقسمها بين أبناء الشهداء والفقراء ثم رجع والرسول يظن أنه يعطيه منها شيئا فقال له عمير اقرأ مني أمير المؤمنين السلام فرجع الحارث إلى عمر فقال ما رأيت قال رأيت يا أمير المؤمنين حالا شديدا قال فما صنع بالدنانير قال لا أدري قال فكتب إليه عمر إذا جاءك كتابي هذا فلا تضعه من يدك حتى تقبل فأقبل إلى عمر رضي الله تعالى عنه فدخل عليه فقال له عمر ما صنعت بالدنانير قال صنعت ما صنعت وما سؤالك عنها قال أنشد عليك لتخبرني ما صنعت بها قال قدمتها لنفسي قال رحمك الله فأمر له بوسق من طعام وثوبين فقال أما الطعام فلا حاجة لي فيه قد تركت في المنزل صاعين من شعير إلى أن آكل ذلك قد جاء الله تعالى بالرزق ولم يأخذ الطعام وأما الثوبان فقال إن أم فلان عارية فأخذهما ورجع إلى منزله فلم يلبث أن هلك رحمه الله فبلغ عمر ذلك فشق عليه وترحم عليه فخرج يمشي ومعه المشاؤن إلى بقيع الغرقد فقال لأصحابه ليتمن كل رجل منكم أمنية فقال رجل وددت يا أمير المؤمنين أن عندي مالا فأعتق لوجه الله عز و جل كذا وكذا وقال آخر وددت يا أمير المؤمنين أن عندي مالا فأنفق

في سبيل الله وقال آخر وددت لو أن لي قوة فامتح بدلو زمزم لحجاج بيت الله فقال عمر وددت أن لي رجلا مثل عمير بن سعد أستعين به في أعمال المسلمين
حدثنا عبدالله بن شعيب ثنا عبدالله بن محمد البغوي ثنا عبيدالله بن محمد بن حفص ثنا حماد بن سلمة عن أبي سنان عن أبي طلحة الخولاني قال أتينا عمير بن سعد في داره بفلسطين وكان يقال له نسيج وحده فإذا هو على دكان عظيم في الدار وفي الدار حوض من حجارة فقال له يا غلام أورد الخيل فأوردها فقال أين الفلانة قال عبيدالله سمى الفرس فلانة لأنها أنثى فقال جربة تقطر دما قال أوردها قال إذا تجرب الخيل قال أوردها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا عدوى ولا طيرة ولا هام ألم تر إلى البعير يكون بالصحراء فيصبح في كركرته أو مراقه نكتة من جرب لم تكن قبل ذلك فمن أعدى الأول قال الشيخ لا نعلم أسند عمير إلى النبي صلى الله عليه و سلم غيره 39
أبي بن كعب
ومنهم المنبئ إذا سئل عن الغامض الصعب والمذري إذا سما من الشوق والكرب سيد المسلمين أبي بن كعب
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبدالرزاق أخبرنا الثوري وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبدالأعلى قالا عن سعيد الجريري عن أبي السليل عن عبدالله بن رباح الأنصاري عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا المنذر أي آية من كتاب الله عز و جل معك أعظم قلت الله ورسوله أعلم قال أبا المنذر أي آية من كتاب الله معك أعظم قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم فضرب صدري وقال ليهنك العلم أبا المنذر 1
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا أحمد بن

علي بن المثنى ثنا هدبة ثنا همام ثنا قتادة عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأبي بن كعب رضي الله تعالى عنه إن الله عز و جل أمرني أن أقرأ عليك قال آلله سماني لك قال نعم الله سماك لي قال فجعل أبي يبكي رواه شعبة عن قتادة نحوه
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين القاضي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا ابن المبارك عن الأجلح عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال قال لي النبي صلى الله عليه و سلم أمرت أن أقرأ عليك القرآن قال قلت سماني لك ربي أو ربك عز 3وجل قال نعم فتلا قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فيلفرحوا هو خير مما يجمعون رواه الثوري عن أسلم المنقري عن ابن ابزى
حدثنا عبدالملك بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان الثوري عن أسلم المنقري عن عبدالله بن عبدالرحمن بن ابزى عن أبيه قال قال أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرت بأن أقرئك سورة فقلت يا رسول الله وسميت لك قال نعم قلت لأبي ففرحت بذلك قال وما يمنعني وهو يقول قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون
حدثنا سليمان بن أحمد بن خليد الحلبي ثنا محمد بن عيسى الطباع ثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني أمرت أن أعرض عليك القرآن فقال بالله آمنت وعلى يدك أسلمت ومنك تعلمت قال فرد النبي صلى الله عليه و سلم القول فقال يا رسول الله وذكرت هناك قال نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلى قالوا فاقرأ إذا يا رسول الله
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن يحيى القصري المروزي ثنا سليمان بن عامر المروزي عن الربيع بن أنس أنه قرأ على أبي العالية قال وقرأ أبو العالية على أبي بن كعب قال أبي بن كعب قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرت أن أقرئك القرآن قال أبي فقلت يا رسول الله

او ذكرت هناك قال نعم فبكى أبي فلا أدري أشوق أم خوف
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا محمد بن الحسن بن حبيب ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا أبو الأحوص عن عمار بن رزيق عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن عيسى بن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال قال أبي بن كعب انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فضرب بيده صدري ثم قال أعيذك بالله من الشك والتكذيب قال ففضت عرقا وكأني أنظر إلى ربي فرقا رواه اسماعيل بن أبي خالد عن عبدالله بن عيسى مثله
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة أخبرني أبو حمزة قال سمعت إياس بن قتادة يحدث عن قيس بن عباد قال قدمت المدينة للقاء أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فلم يكن فيهم أحد أحب إلي لقاء من أبي بن كعب فقمت في الصف الأول فخرج فلما صلى حدث فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إليه فسمعته يقول هلك أهل العقد 1 ورب الكعبة قالها ثلاثا هلكوا وأهلكوا أما إني لا آسى عليهم ولكني آسى على من يهلكون من المسلمين رواه أبو مجلز عن قيس بن عباد مثله
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أحمد بن عصام ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان التيمي عن أبي مجلزا عن قيس بن عباد قال بينما أنا أصلي في مسجد المدينة في الصف المقدم إذ جاء رجل من خلفي فجذبني جذبة فنحاني وقام مقامي فلما سلم التفت إلي فاذا هو أبي بن كعب فقال يا فتى لا يسؤك الله إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه و سلم الينا ثم استقبل القبلة فقال هلك أهل العقدة ورب الكعبة لا آسى عليهم ثلاث مرار أما والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من أضلوا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني ثنا عبدالله بن المبارك عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي

ابن كعب رضي الله عنه قال عليكم بالسبيل والسنة فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن عز و جل ففاضت عيناه من خشية الله عز و جل فتمسه النار وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من مخافة الله عز و جل إلا كان مثله كمثل شجرة يبس ورقها فبينا هي كذلك إذ أصابتها الريح فتحاتت عنها ورقها إلا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات عن هذه الشجرة ورقها وإن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل الله وسنته فانظروا أعمالكم فان كانت اجتهادا أو اقتصادا أن تكون على منهاج الأنبياء وسنتهم
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا علي بن الحسن بن سليمان ثنا أبو خالد عن المغيرة بن مسلم عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال قال رجل لأبي بن كعب أوصني قال اتخذ كتاب الله إماما وارض به قاضيا وحكما فانه الذي استخلف فيكم رسولكم شفيع مطاع وشاهد لا يتهم فيه ذكركم وذكر من قبلكم وحكم ما بينكم وخبركم وخبر ما بعدكم
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع ثنا أبو جعفر عن الربيع عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه في قوله عز و جل قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم الآية قال هن أربع وكلهن عذاب وكلهن واقع لا محالة فمضت اثنتان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم بخمس وعشرين سنة فألبسوا شيعا وذاق بعضهم بأس بعض وبقي ثنتان واقعتان لا محالة الخسف والرجم رواه الثوري عن الربيع نحوه
حدثنا أبو محمد حامد بن حيان قال ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السرى ثنا وكيع عن يزيد بن ابراهيم عن أبي هارون الغنوي عن مسلم بن شداد عن عبيد بن عمير عن أبي بن كعب قال ما من عبد ترك شيئا لله عز و جل إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب وما تهاون به عبد فأخذه من حيث لا يصلح إلا أتاه الله ما هو أشد عليه منه من حيث لا يحتسب
حدثنا محمد بن اسحاق بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار

ثنا ابن عون عن الحسن عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال كنا مع نبينا صلى الله عليه و سلم ووجهنا واحد فلما قبض نظرنا هكذا وهكذا رواه روح عن ابن عون فقال عن عتى عن أبي
حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي ثنا الحسن بن الحباب المقري ثنا محمد بن اسماعيل المباركي ثنا روح بن عبادة عن عبدالله بن عون عن الحسن عن عتى بن ضمرة عن أبي بن كعب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ووجوهنا واحدة حتى فارقنا فاختلفت وجوهنا يمينا وشمالا
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو الأشهب عن الحسن عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال ألا إن طعام ابن آدم ضرب للدنيا مثلا وإن ملحه وقزحه قال الشيخ رحمه الله جوده أبو حذيفة عن الثوري مرفوعا فقال عن عتي
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان الثوري عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عتي عن أبي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن مطعم ابن آدم قد ضرب للدنيا مثلا فانظر ما يخرج من ابن آدم وإن ملحه وقزحه قد علم إلى ما يصير
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا محمد بن عبيد عن محرز أبي رجاء عن صدقة عن ابراهيم بن مرة قال جاء رجل إلى أبي فقال يا أبا المنذر آية في كتاب الله قد غمتني قال أي آية قال من يعمل سوءا يجز به قال ذاك العبد المؤمن ما أصابته من نكبة مصيبة فيصبر فيلقى الله تعالى فلا ذنب له
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن طارق ثنا عباد بن العوام عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال كان آدم عليه السلام رجلا طويلا كثير شعر الصدر كأنه نخلة جوفاء فلما أصاب الخطيئة سقط عنه رياشه فذهب هاربا في الجنة فتعلقت شجرة برأسه فقال هل أنت مخليتي فقالت ما أنا يمخليتك فناداه ربه يا آدم أتفر مني قال يا رب استحيتك
حدثنا أحمد بن جعفر بن

معبد ثنا أبو بكر بن النعمان ثنا محمد بن سعيد بن سابق ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال المؤمن بين أربع إن ابتلي صبر وإن أعطى شكر وإن قال صدق وإن حكم عدل فهو يتقلب في خمسة من النور وهو الذي يقول الله نور على نور كلامه نور وعلمه نور ومدخله في نور ومخرجه من نور ومصيره إلى النور يوم القيامة والكافر يتقلب في خمسة من الظلم فكلامه ظلمة وعمله ظلمة ومدخله ظلمة ومخرجه في ظلمة ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة
حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا عبدالحميد بن جعفر حدثني أبي عن سليمان بن يسار عن عبدالله بن الحارث بن نوفل قال كنت واقفا مع أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه في ظل أجم حسان والناس في سوق الفاكهة اليوم فقال أبي ألا ترى الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا قل قلت بلى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوشك أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده لئن تركنا الناس يأخذون منه لا يدعون منه شيئا فيقتتل الناس فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون رواه الزبيدي عن الزهري عن اسحاق مولى المغيرة عن أبي نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن خليد الحلبي ثنا محمد بن عيسى بن الطباع ثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله ما جزاء الحمى قال تجزي الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق فقال أبي بن كعب اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك ولا خروجا إلى بيتك ولا مسجد نبيك قال فلم يمس أبي قط إلا وبه حمى
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا ابراهيم بن الحجاج ثنا عبدالعزيز بن مسلم عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بشر هذه الأمة بالسناء والنصر والتمكين ومن عمل منهم عمل الآخرة

للدنيا فلم يكن له في الآخرة من نصيب
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا حفص بن عمر ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان الثوري عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذهب ربع الليل قال يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه يقولها ثلاثا
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا شيبان بن أبي شيبة ثنا سلام بن مسكين حدثني عصمة أبو حكيمة عن أبي بن كعب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أعلمك كلمات مما علمني جبريل عليه السلام قال قلت نعم يا رسول الله قال قل اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وهزلي وجدي ولا تحرمني بركة ما أعطيتني ولا تفتني فيما حرمتني 40
أبو موسى الأشعري
ومنهم العامل المعلم صاحب القراءة والمزمار الرابض نفسه بالسياحة في المضمار الأشعري أبو موسى عبدالله بن قيس بن حضار كان بالأحكام والأقضية عالما وفي أودية المحبة والمشاهدة هائما وبقراءة القرآن في الحنادس مترنما وقائما وفي طول الأيام والحرور طاويا وصائما وقد قيل إن التصوف رتوع القلب الهائم في مرتع العز الدائم
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا ابن نمير عن طلحة بن يحيى أخبرني أبو بردة عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث معاذا وأبا موسى رضي الله تعالى عنهما إلى اليمن وأمرهما أن يعلما الناس القرآن
حدثنا محمد بن اسحاق بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا قرة بن خالد ثنا أبو رجاء العطاردي قال كان أبو موسى الأشعري يطوف علينا في هذا المسجد مسجد البصرة يقعد حلقا فكأني أنظر اليه بين بردين أبيضين يقرئني القرآن ومنه أخذت هذه السورة اقرأ باسم ربك الذي خلق قال أبو رجاء فكانت أول

سورة أنزلت على محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه وكيع وخالد بن الحارث عن قرة مثله
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن أحمد بن أسيد ثنا زكريا بن يحيى أبو الخطاب ثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة عن أبي عامر الخراز عن الحسن عن أبي موسى قال إن أمير المؤمنين عمر بعثني إليكم أعلمكم كتاب ربكم عز و جل وسنة نبيكم صلى الله عليه و سلم وأنظف لكم طرقكم
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا جعفر بن محمد الصايغ ثنا عفان ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن أبيه قال جمع أبو موسى القراء فقال لا تدخلوا على إلا من جمع القرآن قال فدخلنا عليه زهاء ثلثمائة فوعظنا وقال أنتم قراء أهل البلد فلا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب أهل الكتاب ثم قال لقد أنزلت سورة كنا نشبهها ببراءة طولا وتشديدا حفظت منها آية لو كان لابن آدم واديان من ذهب لالتمس اليهما واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب وأنزلت سورة كنا نشبهها بالمسبحات أولها سبح الله حفظت آية كانت فيها يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم ثم تسئلون عنها يوم القيامة
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الحافظ الجرجاني ثنا أحمد بن موسى بن العباس ثنا اسماعيل بن سعيد الكسائي ثنا ابن علية عن زياد بن مخراق عن معاوية بن قرة عن أبي كنانة عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أنه جمع الذين قرؤوا القرآن فاذا هم قريب من ثلثمائة فعظم القرآن وقال إن هذا القرآن كائن لكم أجرا وكائن عليكم وزرا فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن فانه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة ومن تبعه القرآن زخ في قفاه 1 فقذفه في النار رواه شعبة عن زياد مثله
حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا مالك بن مغول وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن ابن عيينة عن مالك بن مغول قال سمعت عبدالله بن بريدة يحدث عن

أبيه قال سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم صوت الأشعري أبي موسى رضي الله تعالى عنه وهو يقرأ القرآن فقال لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود فحدثته بذلك فقال أنت لي الآن صديق حين أخبرتني هذا عن نبي الله صلى الله عليه و سلم حدث به أبو اسحاق السبيعي والثوري وشريك والناس عن مالك
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا خالد بن نافع ثنا سعيد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم مر عليه ذات ليلة وأبو موسى يقرأ في بيته ومع النبي صلى الله عليه و سلم عائشة رضي الله تعالى عنها فقاما فاستمعا لقراءته ثم إنهما مضيا فلما أصبح لقي أبو موسى النبي صلى الله عليه و سلم فقال له يا أبا موسى مررت بك البارحة ومعي عائشة وأنت تقرأ في بيتك فقمنا فاستمعنا لقراءتك فقال أبو موسى يا نبي الله أما إني لو علمت بمكانك لحبرت لك القرآن تحبيرا
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا اسماعيل بن عبدالله ثنا مسلم بن ابراهيم ثنا سعيد بن زربى 1 ثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود
حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا علي بن أبي الأزهر المصري ثنا أبو عمير عيسى بن محمد ثنا أيوب بن سويد عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي سلمة قال كان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول لأبي موسى ذكرنا ربنا عز و جل فيقرأ
حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف ثنا عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز ثنا عبيدالله بن عمر 2 ثنا صفوان بن عيسى ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال صلى بنا أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه صلاة الصبح فما سمعت صوت صنج ولا بربط 3 وأصله بربت لأن الضارب به يضعه على صدره واسم الصدر بر كذا في النهاية كان أحسن صوتا منه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله

ابن أحمد بن حنبل ثنا نضر بن علي ثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال كنا مع أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه في سفر فآوانا الليل إلى بستان حرث فنزلنا فيه فقام أبو موسى من الليل يصلي فذكر من حسن صوته ومن حسن قراءته قال وجعل لا يمر بشيء إلا قاله ثم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام وأنت المؤمن تحب المؤمن وأنت المهيمن تحب المهيمن وأنت الصادق تحب الصادق
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال كنا مع أبي موسى في مسير له فسمع الناس يتحدثون فسمع فصاحة فقال مالي يا أنس هلم فلنذكر ربنا فإن هؤلاء يكاد أحدهم أن يفرى الأديم بلسانه ثم قال يا أنس ما أبطأ بالناس عن الآخرة وما ثبرهم 1 أتدري ما ثبر الناس أي ما الذي صدهم ومنعهم من طاعة الله ثم قال والثبر الحبس عنها قال قلت الشهوات والشيطان قال لا والله ولكن عجلت لهم الدنيا وأخرت الآخرة ولو عاينوا ما عدلوا وما ميلوا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحسن بن موسى الأشيب ثنا شيبان عن قتادة عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال يا بني لو شهدتنا ونحن مع النبي صلى الله عليه و سلم إذا أصابتنا السماء لحسبت أن ريحنا ريح الضأن رواه أبو عوانة وسعيد ومحمد بن حفصة وخالد بن قيس وغيرهم عن قتادة
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالصمد ثنا أبو هلال ثنا قتادة أن أبا موسى بلغه أن ناسا يمنعهم من الجمعة أن لا ثياب لهم فلبس عباءة ثم خرج فصلى بالناس
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبيدالله بن موسى ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن صالح بن

كيسان عن يزيد الرقاشي عن أبيه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد مر بالصخرة من الروحاء سبعون نبيا حفاة عليهم العبا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا محمد بن سعيد الاصبهاني ثنا أبو أسامة عن يزيد عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزاة ونحن ستة نفر نعتقب قال ونقبت أقدامنا ونقبت قدماي وتساقطت أظفاري فكنا نلف على أرجلنا الخرق فسميت غزوة ذات الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا الخرق قال أبو بردة فحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم ذكر ذلك فقال ما كنت أصنع أن أذكر هذا الحديث كأنه كره أن يكون شيء من عمله أفشاه وقال الله يجزي به
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا مهدي بن ميمون عن واصل مولى ابي عيينة عن لقيط عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال خرجنا غازين في البحر فبينما نحن والريح لنا طيبة والشراع لنا مرفوع فسمعنا مناديا ينادي يا أهل السفينة قفوا أخبركم حتى والى بين سبعة أصوات قال أبو موسى فقمت على صدر السفينة فقلت من أنت ومن أين أنت أو ما ترى أين نحن وهل نستطيع وقوفا قال فأجابني الصوت ألا أخبركم بقضاء قضاه الله عز و جل على نفسه قال قلت بلى أخبرنا قال فإن الله تعالى قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله عز و جل في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة قال فكان أبو موسى يتوخى ذلك اليوم الحار الشديد الحر الذي يكاد ينسلخ فيه الإنسان فيصومه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالرحمن عن حماد بن سلمة عن قتادة عن أبي مجلز قال قال أبي موسى إني لأغتسل في البيت المظلم فما أقيم صلبي حتى آخذ ثوبي حياء من ربي عز و جل
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا ابن المبارك عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال ما ينتظر من الدنيا إلا كلا محزنا أو فتنة تنتظره

حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال إنما أهلك من كان قبلكم هذا الدينار والدرهم وهما مهلكاكم رواه أبو داود عن شعبة عن الأعمش فرفعه
حدثنا محمد بن علي ثنا أبو القاسم المنيعي ثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن سعيد الجريري قال سمعت غنيم بن قيس يحدث عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال إنما سمي القلب لتقلبه وإنما مثل القلب مثل ريشة بفلاة من الأرض رواه ابن علية عن الجريري مثله
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالوهاب ثنا عوف عن قسامة بن زهير قال خطبنا أبو موسى رضي الله تعالى عنه بالبصرة فقال يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا فإن أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع ثم يبكون الدماء حتى لو أرسلت فيها السفن لجرت
حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سنان ثنا يزيد بن هارون أخبرنا سلام بن مسكين عن قتادة عن أبي بردة عن أبي موسى قال إن أهل النار ليبكون في النار حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت وإنهم ليبكون الدم بعد الدموع ولمثل ما هم فيه فليبك رواه يزيد الرقاشي عن صبيح عن أبي موسى مثله
حدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا محمود بن خالد ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي حدثني هارون بن رباب عن عتبة بن غزوان الرقاشي قال قال لي أبو موسى الأشعري مالي أرى عينك نافرة فقلت إني التفت التفاتة فرأيت جارية لبعض الجيش فلحظتها لحظة فصككتها صكة فنفرت فصارت إلى ما ترى فقال استغفر ربك ظلمت عينك إن لها أول نظرة وعليك ما بعدها
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا أحمد بن سنان أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أبي موسى قال إن الشمس فوق الناس يوم القيامة وأعمالهم تظلهم وتضحيهم
حدثنا عبدالله

ابن محمد بن جعفر ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا محمد بن مسعود ثنا عثمان بن عمر ثنا ابو عامر الخزاز عن أبي عمران الجوني عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال يؤتى بالعبد يوم القيامة فيستره الله تعالى بيده بينه وبين الناس فيرى خيرا فيقول قد قبلت ويرى شرا ويقول قد غفرت فيسجد العبد عند الخير والشر فيقول الخلائق طوبى لهذا العبد الذي لم يعمل سوءا قط
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن شقيق عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال تخرج نفس المؤمن وهي أطيب ريحا من المسك قال فتصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون من هذا معكم فيقولون فلان ويذكرونه بأحسن عمله فيقولون حياكم الله وحيا من معكم فتفتح له أبواب السماء قال فيشرق وجهه قال فيأتي الرب عز و جل ولوجهه برهان مثل الشمس قال وأما الآخر فتخرج روحه وهي أنتن من الجيفة فتصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون من هذا معكم فيقولون فلان ويذكرونه بأسوء عمله فيقولون ردوه فما ظلمه الله شيئا قال وقرأ أبو موسى لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن خالد ثنا عيسى بن يونس عن عيسى بن سنان عن الضحاك بن عبدالرحمن بن عرزب 1 قال دعا أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فتيانه حين حضرته الوفاة فقال اذهبوا واحفروا وأوسعوا وأعمقوا فجاؤا فقالوا قد حفرنا وأوسعنا وأعمقنا فقال والله إنها لإحدى المنزلتين إما ليوسعن علي قبري حتى تكون كل زاوية منه أربعين ذراعا ثم ليفتحن لي باب إلى الجنة فلأنظرن إلى أزواجي ومنازلي وما أعد الله تعالى لي من الكرامة ثم لأكونن أهدى إلى منزلي مني اليوم إلى بيتي ثم ليصيبني من ريحها وروحها حتى

أبعث ولئن كانت الأخرى ونعوذ بالله منها ليضيقن علي قبري حتى يكون في أضيق من القناة في الزج ثم ليفتحن لي باب من أبواب جهنم فلأنظرن إلى سلاسلي وأغلالي وقرنائي ثم لأكونن إلى مقعدي من جهنم أهدى مني اليوم إلى بيتي ثم ليصيبني من سمومها وحميمها حتى أبعث رواه الجريري عن أبي العلاء عن بعض حفدة أبي موسى مثله
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه ثنا أبو عثمان عن أبي بردة قال لما حضر أبا موسى الوفاة قال يا بني اذكروا صاحب الرغيف قال كان رجل يتعبد في صومعة أراه قال سبعين سنة لا ينزل إلا في يوم واحد قال فشبه أو شب الشيطان في عينه امرأة فكان معها سبعة أيام أو سبع ليال قال ثم كشف عن الرجل غطاؤه فخرج تائبا فكان كلما خطا خطوة صلى وسجد فآواه الليل إلى دكان كان عليه اثني عشر مسكينا فأدركه العياء فرمى بنفسه بين رجلين منهم وكان ثم راهب يبعث إليهم كل ليلة بأرغفة فيعطي كل إنسان رغيفا فجاء صاحب الرغيف فأعطى كل إنسان رغيفا ومر على ذلك الرجل الذي خرج تائبا فظن أنه مسكين فأعطاه رغيفا فقال المتروك لصاحب الرغيف مالك لم تعطني رغيفي ما كان بك عنه غنى فقال أتراني أمسكته عنك سل هل أعطيت أحدا منكم رغيفين قالوا لا قال تراني أمسكته عنك والله لا أعطيك الليلة شيئا فعمد التائب إلى الرغيف الذي دفعه إليه فدفعه إلى الرجل الذي ترك فأصبح التائب ميتا قال فوزنت السبعون سنة بالسبع الليالي فرجحت السبع الليالي ثم وزنت السبع الليالي بالرغيف فرجح الرغيف فقال أبو موسى يا بني اذكروا صاحب الرغيف
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا علي بن مسهر عن عاصم عن أبي كبشة عن أبي موسى قال إنما سمي القلب من تقلبه ألا وإن القلب مثل ريشة معلقة بشجرة في فضاء من الأرض تفيؤها الريح ظهرا لبطن
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الفرج بن فضالة عن أزهر بن عبدالله قال

صلى أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه في كنيسة يوحنا بحمص ثم خرج فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إنكم اليوم في زمان للعامل فيه لله تعالى أجر وسيكون بعدكم زمان يكون للعامل لله تعالى فيه أجران 41
شداد بن أوس
ومنهم ذو اللسان المزموم والبيان المفهوم صاحب الحذر والورع والبكاء والضرع أبو يعلى شداد بن أوس الأنصاري رضي الله تعالى عنه
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الفرج بن فضالة عن أسد بن وداعة عن شداد بن أوس الأنصاري رضي الله تعالى عنه أنه كان إذا دخل الفراش يتقلب على فراشه لا يأتيه النوم فيقول اللهم إن النار أذهبت مني النوم فيقوم فيصلي حتى يصبح
حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن أبي معشر قال حدثني أبي عن زياد بن ماهك قال كان شداد بن أوس يقول إنكم لم تروا من الخير إلا أسبابه ولم تروا من الشر إلا أسبابه الخير كله بحذافيره في الجنة والشر كله بحذافيره في النار وإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر والآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قاهر ولكل بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا قال أبو الدرداء وإن من الناس من يؤتى علما ولا يؤتى حلما وإن أبا يعلى قد أوتي علما وحلما قال أبو نعيم أسند بعض هذا الحديث كثير بن مرة عن شداد مرفوعا
حدثناه سليمان بن أحمد ثنا أبو زيد أحمد بن يزيد الحوطي ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا أبو مهدي سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة كثير بن مرة عن شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يا أيها الناس إن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر وإن الآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قادر يحق فيها الحق

ويبطل الباطل أيها الناس كونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن كل أم يتبعها ولدها رواه ليث بن أبي سليم عمن حدثه عن شداد بن أوس مرفوعا بزيادة ألفاظ
حدثنا ابو عمرو حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن يحيى بن عبدالكريم ثنا نصر بن إدريس ثنا حسان بن إبراهيم عن ليث بن أبي سليم عمن حدثه عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
وزاد فاعملوا وأنتم من الله على حذر واعلموا أنكم معروضون على أعمالكم وأنكم ملاقوا الله لا بد منه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
حدثنا ابي وأبو محمد بن حيان قالا ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أبو حميد الحمصي أحمد بن محمد بن سيار ثنا شريح بن يزيد الحضرمي أبو حيوة ثنا معاذ بن رفاعة عن أبي يزيد الغوثي عمن حديثه عن أبي الدرداء أنه كان يقول إن لكل أمة فقيها وإن فقيه هذه الأمة شداد بن أوس
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا عبدالله بن محمد بن شيرويه ثنا إسحاق بن راهويه أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن ثابت البناني قال قال شداد بن أوس يوما لرجل من أصحابه هات السفرة نتعلل بها قال فقال رجل من أصحابه ما سمعت منك مثل هذه الكلمة منذ صحبتك فقال ما أفلتت مني كلمة منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا مزمومة مخطومة وأيم الله لا تنفلت غير هذه
حدثنا ابو عمرو بن حمدان ثنا عبدالله بن محمد بن شيرويه ثنا أسحاق بن راهويه ثنا عبدالوهاب الثقفي ثنا برد بن سنان عن سليمان بن موسى أن شداد بن أوس قال يوما هاتوا السفرة نعبث بها قال فأخذوها عليه قال انظروا إلى أبي يعلى ما جاء منه فقال أي بني أخي إني ما تكلمت بكلمة منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا مزمومة مخطومة قبل هذه فتعالوا حتى أحدثكم ودعوا هذه وخذوا خيرا منها اللهم إنا نسألك التثبت في الأمر ونسألك عزيمة الرشد ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك خير ما تعلم

ونعوذ بك من شر ما تعلم فخذوا هذه ودعوا هذه كذا رواه سليمان بن موسى موقوفا ورواه حسان بن عطية عن شداد مرفوعا
حدثناه محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبدالله ثنا الأوزاعي قال حدثني حسان بن عطية قال نزل شداد بن أوس منزلا فقال ائتونا بالسفرة نعبث بها قيل يا أبا يعلى ما هذه فأنكرت عليه قال ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخطمها ثم أزمها غير هذه فلا تحفظوها علي واحفظوا عني ما أقول لكم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد فذكر مثله وزاد وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب هكذا رواه يحيى وعامة أصحاب الأوزاعي عنه مرسلا وجوده عنه سويد بن عبدالعزيز
حدثناه محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أحمد بن زنجويه ثنا هشام بن عمار ثنا سويد بن عبدالعزيز ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي عبيدالله مسلم بن مشكم قال خرجنا مع شداد بن أوس فنزلنا مرج الصفر 1 فقال ائتونا بالسفرة نعبث بها فكأن القوم تحفظوها عنه فقال يا بني أخي لا تحفظوها عن ولكن احفظوا مني ما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا كنز الناس الدنانير والدراهم فاكنزوا هؤلاء الكلمات اللهم إني أسألك الثبات في الأمر فذكر مثله ورواه أبو الأشعث الصنعاني عن شداد مرفوعا
حدثناه سليمان بن أحمد ثنا جعفر الفريابي وسليمان بن أيوب بن حذلم 2في ح جذلم بالجيم ولم نقف عليه وفي القاموس حذلم تابعي يريد اسم رجل من التابعين قالا ثنا سليمان بن عبدالرحمن ثنا إسماعيل بن عياش حدثني محمد بن يزيد الرحبي عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا شداد إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات اللهم إني أسألك الثبات في الأمر

والعزيمة على الرشد وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك فذكر مثله ورواه الجريري عن أبي العلاء بن الشخير عن الحنظلي عن شداد مرفوعا
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا وهب بن بقية ثنا خالد بن عبدالله عن الجريري عن أبي العلاء عن الحنظلي عن شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اللهم إني أسألك الثبات في الأمر فذكر مثله ورواه الثوري وبشر بن المفضل وعدي بن الفصل وحماه بن سلمة عن الجريري على اختلاف بينهم فيمن بين شداد وأبي العلاء ورواه محمد بن أبي معشر عن أبيه عن الشعيثي عن شداد نحوه
حدثنا أبي ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن أبو معشر ثنا أبي ثنا محمد بن عبدالله الشعيثي قال شيع شداد غزاة فدعوه إلى سفرتهم فقال لو كنت أكلت طعاما منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أعلم من أين هؤلاء لأكلت ولكن عندي هدية سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا رأيت الناس يكنزون الذهب والفضة فقل اللهم إني أسألك الثبات في الأمر وعزيمة الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك قلبا تقيا ولسانا صادقا نقيا كذا رواه الشعيثي وخالف الجماعة في قصة السفرة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود وجدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا ابي النضر قالا حدثنا عبدالله بن المبارك عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي مويم عن ضمرة بن حبيب عن شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله عز و جل هذا حديث مشهور بابن المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم مثله ورواه عنه المتقدمون ورواه عمرو بن بشر بن السرح عن أبي بكر بن أبي مريم مثله ورواه ثور بن يزيد وغالب عن مكحول عن ابن غنم عن شداد عن النبي عليه الصلاة و السلام مثله حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مكحول

البيروتي ثنا ابراهيم بن بكر بن عمرو قال سمعت أبي يحدث عن ثور وغالب بإسناده
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا عبدالله بن محمد بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه ثنا سفيان بن عيينة قال سمعت الزهري يقول للناس يوما اجلسوا أحدثكم وما سمعته قط قبل قبل يومئذ يقول لهم اجلسوا أخبرني محمود بن الربيع عن شداد بن أوس أنه قال لما حضرته الوفاة إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية رواه صالح بن كيسان مثله ورواه عبدالله بن بديل عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه عبدالله بن زيد ورواه خالد بن محمود بن الربيع عن عبادة بن نسي عن شداد
حدثناه أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا أبو شعيب الحراني ثنا جدي ثنا موسى بن أعين عن بكر بن خنيس عن عطاء بن عجلان عن خالد بن محمود بن الربيع عن عبادة بن نسي قال مر بي شداد بن أوس فأخذ بيدي فانطلق بي إلى منزله ثم جلس يبكي حتى بكيت لبكائه فلما سرى عنه قال ما يبكيك قلت رأيتك تبكي فبكيت قال إني ذكرت حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعته يقول إن أخوف ما أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية قال فقلت أما إحداهما فلا سبيل اليها قال هكذا قلت لرسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال لي قال إنما أتخوفهما ثم قال أما إنهم لم يعبدوا شمسا ولا قمرا ولم ينصبوا أوثانا ولكنهم يعملون أعمالا لغير الله عز و جل رواه جامعة عن عبدالواحد بن زيد عن عبادة بن نسي
حدثنا سليمان بن احمد ثنا أحمد بن موسى السامي البصري ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عبدالواحد بن زيد ثنا عبادة بن نسي قال دخلت على شداد بن أوس وهو يبكي فقلت ما يبكيك يا أبا عبدالرحمن فقال لحديث سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكره إن من أخوف ما أخاف على امتي الشرك بالله والشهوة الخفية يصبح الرجل صائما فيرى الشيء يشتهيه فيواقعه والشرك قوم لا يعبدون حجرا ولا وثنا ولكن يعملون عملا يراؤن رواه عبدالرحمن بن غنم عن شداد
حدثناه أبو

عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا جبارة بن مغلس ثنا عبدالحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب أنه سمع عبدالرحمن بن غنم يقول لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء لقينا عبادة بن الصامت قال فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا شداد بن أوس وعوف بن مالك فجلسا إلينا فقال شداد إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم من الشرك والشهوة الخفية فقال عبادة وأبو الدرداء اللهم غفرا أو لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد حدثنا أن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب أما الشهوة الخفية فقد عرفناها وهي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد قال شداد أريتكم لو رأيتم رجلا يصلي لرجل أو يصوم لرجل أو يتصدق لرجل أترون أنه قد أشرك قالا نعم والله أنه من تصدق لرجل أو صام لرجل أو صلى لرجل فقد أشرك قال عوف بن مالك عند ذلك أفلا يعمد الله عز و جل إلى ما يبتغي به وجهه من ذلك العمل فيتقبل منه ما خلص ويدع ما أشرك به فقال شداد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يقول الله تعالى أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئا فإن جسده وعمله وقليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني رواه ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب نحوه ورواه رجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع نحوه
حدثنا إبراهيم بن عبدالله حدثنا محمد بن اسحاق حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن ابن عجلان عن رجاء بن حيوة عن محمود بن الربيع عن شداد بن أوس أنه خرج معه يوما إلى السوق ثم انصرف فاضجع وتسجى بثوبه ثم بكى فأكثر ما قال أنا الغريب لا يبعد الإسلام 1 فلما ذهب ذلك عنه قلت له لقد صنعت اليوم شيئا ما رأيتك تصنعه قال أخاف عليكم الشرك والشهوة الخفية قلت له أبعد الإسلام تخاف علينا الشرك قال

ثكلتك أمك يا محمود أو ما من شرك إلا أن تجعل مع الله إلها آخر رواه أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان
حدثنا محمد بن علي ثنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا يحيى بن حجر ثنا محمد ين يعلى ثنا عمر بن صبح عن ثور بن يزيد عن مكحول عن شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن التوبة تغسل الحوبة وإن الحسنات يذهبن السيئات وإذا ذكر العبد ربه في الرخاء أنجاه في البلاء ذلك بأن الله تعالى يقول لا أجمع لعبدي أبدا أمنين ولا أجمع له خوفين إن هو أمنني في الدنيا خافني يوم أجمع فيه عبادي وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي في حظيرة القدس فيدوم له أمنه ولا أمحقه فيمن أمحق 42
حذيفة بن اليمان
ومنهم العارف بالمحن وأحوال القلوب والمشرف على الفتن والآفات والعيوب سأل عن الشر فاتقاه وتحرى الخير فاقتناه سكن عند الفاقة والعدم وركن إلى الإنابة والندم وسبق رتق الأيام والأزمان أبو عبدالله حذيفة بن اليمان وقد قيل إن التصوف مرامقة صنع الرحمن والموافقة مع المنع والحرمان
حدثنا ابو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبدالرحمن السقطي ثنا يزيد بن هارون أخبرنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن خراش عن حذيفة رضي الله تعالى عنه أنه قدم من عند عمر رضي الله تعالى عنه فقال لما جلسنا إليه سأل أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أيكم سمع قول رسول الله صلى الله عليه و سلم في الفتن التي تموج موج البحر فأسكت القوم وظننت أنه إياي يريد قال فقلت أنا قال أنت لله أبوك قلت تعرض الفتن على القلوب عرض الحصيد فأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء وأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء حتى تصير القلوب على قلبين قلب أبيض

مثل الصفا لا يضره فتنة ما دامت السموات والأرض والآخر أسود مربدا كالكوز مجخيا 1 وأمال كفه وأن أبا يزيد قال هكذا وأمال كفه لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر كسرا فقال عمر كسرا لا ابالك قلت نعم قال فلو أنه فتح لكان لعله أن يعاد فيغلق فقلت بل كسرا قال وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت حديثا ليس بالأغاليط رواه عن أبي مالك الأشجعي جماعة منهم زهير ومروان العزاري وأبو خالد الأحمر
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا المسعودي وقيس عن الأعمش عن زيد بن وهب قال قال حذيفة رضي الله تعالى عنه حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزلت في حذر قلوب الرجال فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ثم حدثنا عن رفعها فقال ينام الرجل فيكم فينكت في قلبه نقطة سوداء فيظل أثرها كالمجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا 2 ليس فيه شيء فيصبح الناس ليس فيهم أمين وليأتين على الناس زمان يقال للرجل ما أظرفه وما أعقله وما في قلبه من الإيمان مثقال شعيرة رواه الناس من الأعمش حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود وحدثنا أبي بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبي النضر قالا ثنا سليمان بن المغيرة حدثني حميد بن هلال ثنا نصر بن عاصم الليثي قال أتيت اليشكري في رهط من بني ليث فقال قدمت الكوفة فدخلت المسجد فإذا فيه حلقة كأنما قطعت رؤسهم يستمعون إلى حديث رجل فقمت عليهم فقلت من هذا قيل حذيفة بن اليمان فدنوت منه فسمعته يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر

فعرفت أن الخير لم يسبقني قلت يا رسول الله أبعد هذا الخير شر قال يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاثا قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر قال فتنة وشر وقال أبو داود هدنة على دخن قال قلت يا رسول الله ما الهدنة على دخن قال لا ترجع قلوب أقوام إلى ما كانت عليه ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم تكون فتنة عمياء صماء دعاته ضلالة أو قال دعاته النار فلأن تعضد على جذل شجرة خير لك من أن تتبع احدا منهم رواه فتادة عن نصر وسمى اليشكري خالدا
حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن المثنى ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر حدثني بشر بن عبيدالله الحضرمي أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول سمعت حذيفة رضي الله تعالى عنه يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر 1 مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال نعم فقلت هل بعد ذلك الشر من خير فقال نعم وفيه دخن فقلت وما دخنه قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر فقلت هل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم اليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال اعتزل تلك الفرق كلها ولله أن أمض على جذل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية وحدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عمار عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال إن الفتنة تعرض على القلوب فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء فإن

أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء فمن أحب منكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا فلينظر فإن كان يرى حراما ما كان يراه حلالا أو يرى حلالا ما كان يراه حراما فقد أصابته الفتنة
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن علي بن الجارود أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد الاحمر قال سمعت الأعمش يذكر عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب قال قال حذيفة رضي الله تعالى عنه إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء فإن أذنب نكت في قلبه نكبة سوداء حتى يصير قلبه كالشاة الربداء
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أحمد بن عبدالله بن سعيد ثنا سليمان بن حيان عن الأعمش عن عمارة بنت عمير عن أبي عمار عن حذيفة قال والذي لا إله غيره إن الرجل ليصبح يبصر ببصره ويمسي ما ينظر بشفر
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال أتتكم الفتن ترمي بالنشف ثم أتتكم ترمي بالرضف ثم أتتكم سوداء مظلمة 1 ثم التي يليها ترمي بالرضف يريد أن الأولى لا تؤثر في أديان الناس لخفتها والتي بعدها كهيأة حجارة قد أحميت بالنار فكانت رضفا
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن محمد بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه ثنا الفضل بن موسى عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال ثلاث فتن والرابعة تسوقهم إلى الدجال التي ترمي بالرضف والتي ترمي بالنشف والسوداء المظلمة التي تموج كموج البحر والرابعة تسوقهم إلى الدجال
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن أبي اسحاق عن عمارة بن عبدالله عن حذيفة قال إياكم والفتن لا يشخص إليها أحد فوالله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن إنها مشبهة مقبلة حتى يقول الجاهل هذه تشبه وتبين مدبرة فإذا رأيتموها فاجثموا في بيوتكم وكسروا سيوفكم

وقطعوا أوتاركم
حدثنا ابو عبدالله الحسين بن حمويه بن الحسين الخثعمي ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا مصرف بن عمرو ثنا عبدالرحمن بن محمد بن طلحة عن أبيه عن الأعمش عن أبي وائل وزيد بن وهب عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال إن للفتنة وقفات وبغتات فمن استطاع أن يموت في وقفاتها فليفعل يعني بالوقفات غمد السيف رواه شعبة عن الأعمش عن زيد عن حذيفة
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة ثنا الحسن 1 بن إبراهيم بن بشار ثنا عبدالله بن عمران ثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريق
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا سويد بن سعيد ثنا علي بن مسهر عن مسلم عن حبة قال قال أبو مسعود لحذيفة إن الفتنة وقعت فحدثني ما سمعته قال أولم يأتكم اليقين كتاب الله عز و جل
حدثنا الحسين بن حويه الخثعمي ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا محمد بن عبدالله بن نمير ثنا محمد بن بلال عن عمران القطان عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال ما الخمر صرفا بأذهب بعقول الرجال من الفتنة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن الأعمش عن زيد بن وهب قال سمعت حذيفة رضي الله عنه يقول إن الفتنة وكلت بثلاث بإلحاد النحرير الذي لا يرتفع له شيء إلا قمعه بالسيف وبالخطيب الذي يدعو إليها وبالسيد فأما هذان فتبطحهما لوجوههما وأما السيد فتبحثه حتى تبلو ما عنده
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن محمد بن شيرويه وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان قالا ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق ثنا بكار بن عبدالله حدثني خلاد بن عبدالرحمن أن أبا الطفيل حدثه أنه سمع حذيفة يقول يا أيها الناس ألا تسئلوني فان الناس كانوا

يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير وكنت أسئله عن الشر أفلا تسئلون عن ميت الأحياء فقال إن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه و سلم فدعا الناس من الضلالة إلى الهدى ومن الكفر إلى الإيمان فاستجاب له من استجاب فحيى بالحق من كان ميتا ومات بالباطل من كان حيا ثم ذهبت النبوة فكانت الخلافة على منهاج النبوة ثم يكون ملكا عضوضا فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه والحق استكمل ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه كافا يده وشعبة من الحق ترك ومنهم من ينكر بقلبه كافا يده ولسانه وشعبتين من الحق ترك ومنهم من لا ينكر بقلبه ولسانه فذلك ميت الأحياء
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبيدالله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن خيثمة عن فلفلة الجعفي عن حذيفة قال والله لو شئت لحدثتكم ألف كلمة تحبوني عليها وتتابعوني وتصدقوني من أمر الله تعالى ورسوله ولو شئت لحدثتكم ألف كلمة تبغضوني عليها وتجانبوني وتكذبوني
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا جرير عن الأعمش عن عمر بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة قال لو شئت لحدثتكم بألف كلمة تصدقوني عليها وتتابعوني وتنصروني ولو شئت لحدثتكم بألف كلمة تكذبونني عليها وتجانبونني وتسبونني وهن صدق من الله ورسوله
حدثنا ابو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله ثنا اسحاق أخبرنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن الحسن عن جندب بن عبدالله بن سفيان عن حذيفة قال إني لأعرف قائد قوم في الجنة وأتباعه في النار قال فقلنا وهل هذا إلا كبعض ما تحدثوننا به فقال وما يدريك ما سبق له
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة ثنا جرير عن الأعمش عن عبدالرحمن بن سعيد بن وهب عن أبيه قال سمعت حذيفة رضي الله تعالى عنه يقول لكأني براكب قد أناخ بكم فقال الأرض أرضنا والمال مالنا فحال بين الأرامل والمساكين وبين المال الذي أفاء الله على آبائهم

حدثنا محمد بن عبدالرحمن ثنا الحسن بن محمد ثنا محمد بن حميد ثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة قال القلوب أربعة قلب أغلف فذلك قلب الكافر وقلب مصفح فذلك قلب المنافق وقلب أجرد فيه سراج يزهر فذاك قلب المؤمن وقلب فيه نفاق وإيمان فمثل الإيمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب ومثل النفاق مثل القرحة يمدها قيح ودم فأيهما ما غلب عليه غلب
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان البصري ثنا عبدالله بن أحمد الدورقي ثنا مسدد ثنا أبو الأحوص ثنا أبو إسحاق عن أبي المغيرة عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذرب لساني فقال أين أنت من الاستغفار إني لأستغفر الله عز و جل كل يوم مائة مرة رواه عمرو بن قيس الملائي عن أبي إسحاق عن عبيد بن المغيرة عن حذيفة
حدثنا أحمد بن محمد بن مهران ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا الحسن بن يونس ثنا محمد بن كثير ثنا عمرو بن قيس الملائي عن أبي إسحاق عن عبيد بن المغيرة عن حذيفة قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إن لي لسانا ذربا على أهلي قد خشيت أن يدخلني النار قال فأين أنت من الاستغفار إني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبدالله بن عمار ثنا المعافى بن عمران عن اليمان بن المغيرة حدثني أبو الأبيض المدني عن حذيفة رضي الله تعالى عنه أنه قال إن أقر أيامي لعيني يوم أرجع إلى أهلي وهم يشكون الحاجة
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد ثنا قبيصة عن سفيان وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا القاسم بن خليفة ثنا حسين بن علي ثنا زائدة قالا عن أبان بن أبي عياش عن أمية بن قسيم عن حذيفة قال أقر ما أكون عينا حين يشكو إلى أهلي الحاجة وإن الله تعالى ليحمي المؤمن من الدنيا كما يحمي أهل المريض مريضهم الطعام قال الشيخ رحمه الله رفع زائدة الكلام الأخير في الحمية
حدثنا سليمان

ابن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا عمر بن بزيع ثنا الحارث بن الحجاج عن أبي معمر التيمي عن ساعد بن سعد بن حذيفة أن حذيفة كان يقول ما من يوم أقر لعيني ولا أحب لنفسي من يوم آتي أهلي فلا أجد عندهم طعاما ويقولون ما تقدر على قليل ولا كثير وذلك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله تعالى أشد حمية للمؤمن من الدنيا من المريض أهله الطعام والله تعالى أشد تعاهدا للمؤمن بالبلاء من الوالد لولده بالخير
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد ثنا قبيصة عن سفيان عن الأعمش قال قال حذيفة لسعد بن معاذ رضي الله تعالى عنهما كيف ترانا إذا أصبنا الدنيا فقال سعد لا ندرك ذاك قال حذيفة أعطي على ظنه وأعطيت على ظني كذا رواه الثوري ورواه جرير عن الأعمش متصلا عن طلحة بن مصرف عن الهذيل عن حذيفة
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا عبدالرحمن بن محمد ثنا هناد ثنا وكيع عن سلام بن مسكين عن ابن سيرين قال إن حذيفة رضي الله تعالى عنه لما قدم المدائن قدم على حمار على إكاف وبيده رغيف وعرق وهو يأكل على الحمار قال هناد ثنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف مثله وزاد فقال وهو سادل رجليه من جانب
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن عمارة بن عبد عن حذيفة قال إياكم ومواقف الفتن قيل وما مواقف الفتن يا أبا عبدالله قال أبواب الأمراء يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب ويقول ما ليس فيه
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة ثنا جرير عن الأعمش عن أبي ظبيان قال أتى رجل حذيفة وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن الأعمش عن زيد بن وهب قال جاء رجل إلى حذيفة فقال استغفر لي فقال لا غفر الله لك 1 إني لو استغفرت لهذا الآتي بسيآته فقال استغفر لي حذيفة

أتحب أن يجعلك الله مع حذيفة اللهم اجعله مع حذيفة
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن محمد البغوي ثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن عبدالملك بن ميسرة قال سمعت زيادا يحدث عن ربعي بن خراش قال قال حذيفة عند الموت رب يوم لو أتاني الموت لم أشك فأما اليوم فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا فيها
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن عبيد عن الأعمش عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن أم سلمة قال أبو بكر هي أمه قالت قال حذيفة لوددت أن لي انسانا يكون في مالي ثم أغلق علي الباب فلم أدخل علي أحدا حتى ألقى الله عز و جل
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل قال قال حذيفة من أحب حال يجد الله العبد عليها أن يجده عافرا بوجهه
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد ثنا عبدة بن سليمان عن جويبر عن الضحاك عن حذيفة قال إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة أن يؤثروا ما يرون على ما يعلمون وأن يضلوا وهم لا يشعرون
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش قال بلغني أن حذيفة رضي الله عنه كان يقول ليس خيركم الذين يتركون الدنيا للاخرة ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا ولكن الذين يتناولون من كل
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي اسحاق قال سمعت صلة بن زفر يحدث عن حذيفة قال يجمع الناس في صعيد واحد فلا تكلم نفس فيكون أول مدعون محمد صلى الله عليه و سلم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك والهدى من هديت وعبدك بين يديك أنا بك وإليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت فذلك قوله عز و جل عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا رفعه عن أبي اسحاق جماعة
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن العباس ثنا أبو كريب ثنا محمد بن خازم ثنا الأعمش عن سليمان بن مسهر عن طارق بن شهاب عن حذيفة قال

قيل له في يوم واحد تركت بنو اسرائيل دينهم قالا لا ولكنهم كانوا اذا أمروا بشيء تركوه وإذا نهوا عن شيء ركبوه حتى انسلخوا من دينهم كما ينسلخ الرجل من قميصه ورواه جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البحتري عن حذيفة نحوه ورواه يعلى بن عبيد عن الأعمش عن عبدالله بن عبدالله عن ابن أبي ليلى عن حذيفة
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا احمد بن يونس ثنا زهير ثنا الأعمش عن ميمون بن مهران عن عبدالله بن سيدان عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال لعن الله من ليس منا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو لتقتتلن بينكم فليظهرن شراركم على خياركم فليقتلنهم حتى لا يبقى أحد يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ثم تدعون الله عز و جل فلا يجيبكم بمقتكم
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالله بن نمير ثنا رزين الجهني ثنا أبي الرقاد قال خرجت مع مولاي وأنا غلام فدفعت إلى حذيفة وهو يقول إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فيصير بها منافقا وإني لأسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتحضن على الخير أو ليسحتكم الله جميعا بعذاب أو ليأمرن عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لكم
حدثنا احمد بن اسحاق ثنا أبو يحيى الرازي ثنا أبو يزيد الخزاز عن عبيدة عن الأعمش عن أبي ظبيان قال قال حذيفة رضي الله تعالى عنه ما تلاعن قوم قط إلا حق عليهم القول
حدثنا أحمد بن اسحاق ثنا إبراهيم بن منويه ثنا عبيد بن اسباط ثنا أبي عن الأعمش عن عبدالملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال كنا مع حذيفة في البيت فقال له عثمان يا أبا عبدالله ما هذا الذي يبلغني عنك قال ما قلته فقال له عثمان أنت أصدقهم وأبرهم فلما خرج قلت يا أبا عبدالله ألم تقل ما قلت قال بلى ولكن اشترى دينه بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله
حدثنا الحسين بن حمويه الخثعمي ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عمر بن

أبي الرطيل ثنا حبيب بن خالد ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن أبي عمرو يعني زاذان قال قال حذيفة رضي الله تعالى عنه ليأتين عليكم زمان خيركم فيه من لم يأمر بمعروف وينه عن منكر
حدثنا أحمد بن محمد بن علي الحارث المرهبي الكندي ثنا الحسن بن علي بن جعفر الوشاء ثنا أبو نعيم ثنا قطر بن خليفة عن حبيب يعني ابن أبي ثابت عن حذيفة قال خالص 1 المؤمن وخالط الكافر ودينك لا نكلمنه
حدثنا محمد بن اسحاق ثنا ابراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا شعبة ثنا حبيب بن أبي ثابت قال سمعت أبا الشعثاء المحاربي يقول سمعت حذيفة رضي الله تعالى عنه يقول ذهب النفاق فلا نفاق إنما هو الكفر بعد الإيمان
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الأعمش عن أبي وائل قال قال حذيفة المنافقون اليوم شر منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا يومئذ يكتمونه وهم اليوم يظهرونه
حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن شمر بن عطية قال قال حذيفة لرجل أيسرك أنك قتلت أفجر الناس قال نعم قال إذا تكون أفجر منه
حدثنا علي بن هارون ثنا يوسف القاضي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا زهير عن أبي إسحاق عن سعد بن حذيفة قال سمعت أبا عبدالله يعني أباه يقول والله ما فارق رجل الجماعة شبرا إلا فارق الإسلام
حدثنا أبو اسحاق بن حمزة ثنا عبيد بن غنام ثنا ابن نمير ثنا وكيع عن الأعمش عن ابراهيم بن همام قال قال حذيفة رضي الله تعالى عنه يا معشر القراء أسلكوا الطريق فلئن سلكتموه لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن محمد ثنا عبدالله بن الجعد أخبرنا شريك عن سماك عن أبي سلامة عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال ليكونن عليكم أمراء أو أمير لا يزن أحدهم عند الله يوم القيامة قشرة شعيرة
حدثنا أبو بكر بن مالك

ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا هدبة بن خالد ثنا همام عن عطاء بن السائب عن أبي عبدالرحمن السلمي قال انطلقت إلى الجمعة مع أبي بالمدائن وبيننا وبينها فرسخ وحذيفة بن اليمان على المدائن فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اقتربت الساعة وانشق القمر ألا وإن القمر قد انشق ألا وإن الدنيا قد أذنت بفراق ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق فقلت لأبي ما يعني بالسباق فقال من سبق إلى الجنة رواه جماعة عن عطاء مثله
حدثنا أبو عمر بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا اسحاق بن ابراهيم ومحمد بن قدامة قالا ثنا النضر بن شميل ثنا محمد بن ثوار حدثني كردوس قال خطب حذيفة بالمدائن فقال أيها الناس تعاهدوا ضرائب غلمانكم فان كانت من حلال فكلوها وان كانت من غير فارفضوها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنه ليس لحم ينبت من سحت فيدخل الجنة
حدثنا عبدالله بن محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن سليم العامري قال سمعت حذيفة يقول بحسب المرء من العلم أن يخشى الله عز و جل وبحسبه من الكذب أن يقول استغفر الله ثم يعود
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا وكيع ثنا فضيل بن غزوان عن أبي الفرات عن مالك الأحمري عن حذيفة سمعه منه قال إن بائع الخمر كشاربها ألا إن مقتني الخنازير كآكلها تعاهدوا أرقاءكم فانظروا من أين يجيئون بضرائبهم فإنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا وكيع عن عكرمة بن عمار عن أبي عبدالله الفلسطيني عن عبدالعزيز 1 ابن أخ لحذيفة قال سمعته من حذيفة منذ خمس وأربعين سنة قال قال حذيفة أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا وكيع ثنا الأعمش وسفيان عن ثابت بن هرمز أبي المقدام عن

أبي يحيى قال قيل لحذيفة من المنافق قال الذي يصف الإسلام ولا يعمل به
حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي ثنا محمد بن يزيد الادمي ثنا يحيى بن سليم بن اسماعيل بن كثير عن زياد مولى ابن عباس قال حدثني من دخل على حذيفة في مرضه الذي مات فيه فقال لولا أني أرى أن هذا اليوم آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة لم أتكلم به اللهم إنك تعلم أني كنت أحب الفقر على الغنى وأحب الذلة على العز وأحب الموت على الحياة حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم ثم مات رضي الله عنه
حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي ثنا سليمان بن حرب ثنا السرى بن يحيى عن الحسن قال لما حضر حذيفة الموت قال حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم احمد لله الذي سبق بي الفتنة قادتها وعلوجها
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق السراج ثنا يعقوب بن ابراهيم ثنا هشيم أخبرنا حصين عن أبي وائل قال لما ثقل حذيفة أتاه أناس من بني عبس فأخبرني خالد بن الربيع العبسي قال أتيناه وهو بالمدائن حتى دخلنا عليه جوف الليل فقال لنا اي ساعة هذه قلنا جوف الليل أو آخر الليل فقال أعوذ بالله من صباح إلى النار ثم قال أجئتم معكم بأكفان قلنا نعم قال فلا تغالوا بأكفاني فإنه ان يكن لصاحبكم عند الله خير فإنه يبدل بكسوته كسوة خيرا منها وإلا يسلب سلبا
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا جرير عن اسماعيل عن قيس عن أبي مسعود قال لما أتى حذيفة يكفنه وكان مسندا إلى ابي مسعود فأتى بكفن جديد فقال ما تصنعون بهذا إن كان صاحبكم صالحا ليبدلن الله تعالى به وإن كان غير ذلك ليترامن به 1 رجواها إلى يوم القيامة
حدثنا سليمان بن احمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا

يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن إسحاق أن صلة بن زفر حدثه أن حذيفة بعثني وأبا مسعود فابتعنا له كفنا حلة عصب بثلثمائة درهم فقال أرياني ما ابتعتما لي فأريناه فقال ما هذا لي بكفن إنما يكفيني ريطتان بيضاوان ليس معهما قميص فإني لا أترك إلا قليلا حتى أبدل خيرا منهما أو شرا منهما فابتعنا له ريطتين بيضاوين
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا ابو الربيع ثنا هشيم ثنا مجالد عن الشعبي عن صلة عن حذيفة قال تعودوا الصبر فأوشك أن ينزل بكم البلاء أما أنه لا يصيبنكم أشد مما أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبدالرحيم بن سليمان عن مجالد عن محمد بن المنتشر عن ابن خراش عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال إن في القبر حسابا ويوم القيامة حسابا فمن حوسب يوم القيامة عذب 43
عبدالله بن عمرو بن العاص
ومنهم القوي الخاشع القارئ المتواضع صاحب الصيام والقيام عبدالله بن عمرو بن العاص كان بالحقائق قائلا وعن الأباطيل مائلا يعانق العمل ويفارق الجدل يطعم الطعام ويفشي السلام ويطيب الكلام وقد قيل إن التصوف التخلق بأخلاق الكرام والاستسلام بنوازل الأحكام
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف أن عبدالله بن عمرو بن العاص قال أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أني أقول لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت فقال لي أنت الذي تقول لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت فقلت له قد قلته بأبي أنت وأمي قال فإنك لا تستطيع ذلك رواه معمر وابن مسافر وعيسى بن المطلب وبكر بن وائل في عامة أصحاب الزهري عنه مقرونا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إدريس بن جعفر العطار ثنا يزيد بن هارون

ثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبدالرحمن ثنا عبدالله بن عمرو قال دخل علي رسول الله صلى الله عليه و سلم بيتي فقال يا عبدالله بن عمرو ألم أخبر أنك تكلفت قيام الليل وصوم النهار قلت إني لأفعل فقال أن من حسبك أن تصوم من كل جمعة ثلاثة أيام فغلظت فغلظ علي فقلت إني لأجد قوة على ذلك يا رسول الله فقال إن لعينك عليك حقا وإن لضيفك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبدالعزيز بن محمد الدراوردي عن محمد بن طحلاء عن أبي سلمة قال قلت لعبدالله بن عمرو بن العاص حدثني مدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم عليك وما قال لك قال دخل علي فقال يا عبدالله بن عمرو ألم أخبر أنك تكلفت قيام الليل وصيام النهار قال قلت إني أفعل ذلك يا رسول الله قال إن من حسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثةأيام فإذا أنت صمت الدهر كله فغلظت فغلظ علي فقلت إني أجدني أقوى من ذلك يا رسول الله فقال إن أعدل الصيام عند الله عز و جل صيام داود عليه السلام قال فأدركني الكبر والضعف حتى وددت أني غرمت مالي وأهلي وأني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه و سلم من كل شهر ثلاثة أيام رواه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة
حدثناه علي بن هارون ثنا جعفر الفريابي قال قرأت على أبي مصعب الزهري وكتبت من كتابه قلت حدثكم عبدالعزيز بن أبي حازم عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألم أخبر أنك تصوم النهار لا تفطر وتصلي الليل لا تنام قال فحسبك أن تصوم من كل جمعة يومين قلت يا رسول الله إني أجدني أقوى من ذلك قال فهل لك في صيام داود عليه السلام فانه أعدل الصيام تصوم يوما وتفطر يوما فقلت يا رسول الله إني أجد بي قوة هي أقوى من ذلك قال إنك لعلك أن تبلغ بذلك سنا وتضعف رواه محمد بن عبدالرحمن بن ثوبان

ويحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة نحوه ورواه غير أبي سلمة عن عبدالله جماعة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن ابن جريج قال سمعت ابن أبي مليكة يحدث عن يحيى بن حكيم 1وفي نسخة عثمان بن حكيم وكلاهما من رجال الخلاصة بن صفوان أن عبدالله بن عمرو بن العاص قال جمعت القرآن فقرأته في ليلة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني أخشى أن يطول عليك الزمان وأن تمل قراءته ثم قال اقرأه في شهر قال يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي قال اقرأه في عشرين قلت أي رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي قال اقرأه في سبع قلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي فأبى
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا عيسى بن يونس ثنا الإفريقي عبدالرحمن بن زياد عن عبدالرحمن بن رافع قال لما كبر عبدالله بن عمرو بن العاص واشتد عليه قراءة القرآن قال إني لما جمعت القرآن أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت له إني قد جمعت القرآن فافرضه علي
قال اقرأه في الشهر قال قلت إني أقوى من ذلك قال قال اقرأه في الشهر مرتين قلت إني أقوى من ذلك قال اقرأه في الشهر ثلاثا قال فقلت إني أقوى من ذلك قال اقرأه في كل ست قلت إني أقوى من ذلك قال اقرأه في كل ثلاث قلت إني أقوى من ذلك قال فغضب وقال قم فاقرأ
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا هشيم عن حصين بن عبدالرحمن ومغيرة الضبي عن مجاهد عن عبدالله بن عمرو قال زوجني أبي امرأة من قريش فلما دخلت علي جعلت لا أنحاش لها مما بي من القوة على العبادة من الصوم والصلاة فجاء عمرو بن العاص إلى كنته حتى دخل عليها فقال لها كيف وجدت بعلك قالت خير الرجال أو كخير البعولة من رجل لم يفتش لنا كنفا ولم يقرب لنا فراشا

فأقبل علي فعذ مني وعضني بلسانه فقال أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب فعضلنها وفعلت ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه و سلم فشكاني فأرسل إلي النبي صلى الله عليه و سلم فأتيته فقال لي أتصوم النهار قلت نعم قال أفتقوم الليل قلت نعم قال لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأمس النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ثم قال اقرأ القرآن في كل شهر قلت إني أجدني أقوى من ذلك قال فاقرأه في كل عشرة أيام قلت إني أجدني أقوى من ذلك قال فاقرأه في كل ثلاث ثم قال صم في كل شهر ثلاثة أيام قلت إني أقوى من ذلك فلم يزل يرفعني حتى قال صم يوما وافطر يوما فإنه أفضل الصيام وهو صيام أخي داود عليه السلام قال حصين في حديثه ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم إن لكل عابد شرة وإن لكل شرة فترة فإما إلى سنة وإما إلى بداعة فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك قال مجاهد وكان عبدالله بن عمرو حين ضعف وكبر يصوم الأيام كذلك يصل بعضها إلى بعض ليتقوى بذلك ثم يفطر بعد ذلك الأيام قال وكان يقرأ من أحزابه كذلك يزيد أحيانا وينقص أحيانا غير أنه يوفي به العدة إما في سبع وإما في ثلاث ثم كان يقول بعد ذلك لأن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه و سلم أحب إلي مما عدل به أو عدل لكني فارقته على أمر أكره أن أخالفه إلى غيره رواه أبو عوانة عن مغيرة نحوه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا قتيبة عن أبي لهيعة عن واهب بن عبدالله عن عبدالله بن عمرو أنه قال رأيت فيما يرى النائم كأن في إحدى أصبعي سمعنا وفي الأخرى عسلا وأنا ألعقهما فلما أصبحت ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال تقرأ الكتابين التوراة والفرقان فكان يقرأهما
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن وسليمان بن أحمد قالا ثنا بشر بن موسى أخبرنا المقرئ أبو عبدالرحمن ثنا حيوة أخبرني شرحبيل بن شريك أنه سمع أبا عبدالرحمن الحبلي يقول إنه سمع

عبدالله بن عمرو بن العاص يقول لخبر أعمله اليوم أحب إلى من مثليه مع رسول الله صلى الله عليه و سلم لأنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا وأن اليوم قد مالت بنا الدنيا
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبدالله بن عمرو أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لا تعرف
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن محمد بن شيرويه ثنا إسحاق بن راهويه أخبرنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اعبدوا الرحمن وافشوا السلام وأطعموا الطعام تدخلوا الجنان رواه أبوعوانة وعبد الوارث وخالد الواسطي عن عطاء مثله
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا عبدالله بن محمد ثنا اسحاق بن ابراهيم أخبرنا جرير عن ليث عن أبي سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبدالله بن عمرو قال جلست من رسول الله صلى الله عليه و سلم مجلسا ما جلست منه مجلسا قبله ولا بعده فغبطت نفسي فيه ما غبطت نفسي في ذلك المجلس
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا ابن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه ثنا عيسى بن يونس ثنا المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال انطلقت مع عبدالله بن عمرو إلى البيت فلما جئنا دبر الكعبة قلت له ألا تتعوذ قال أعوذ بالله من النار ثم مضى حتى إذا استلم الحجر قام بين الركن والباب فوضع صدره ووجهه وبسط ذراعيه ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فعل
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا عبدالله بن يزيد المقري ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني النعمان بن عمرو بن خالد عن حسين بن شفي قال كنا جلوسا عند عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه فأقبل تبيع فقال عبدالله أتاكم أعرف من عليها فلما جلس قال له عبدالله أخبرنا عن الخيرات الثلاث

والشرات الثلاث قال نعم الخيرات الثلاث اللسان الصدوق وقلب تقي وامرأة صالحة والشرات الثلاث لسان كذوب وقلب فاجر وامرأة سوء فقال عبدالله قد قلت لكم
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد وابن لهيعة عن عياش بن عياش عن أبي عبدالرحمن الحبلي قال سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه يقول لأن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة أحب إلي من أن أكون عاشر عشرة أغنياء فإن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا يقول يتصدق يمينا وشمالا لفظ الليث
حدثنا محمد بن معمر ثنا موسى بن هارون ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن عياش بن عياش عن أبي عبدالرحمن قال سمعت عبدالله بن عمرو بن العاص يقول إن الجنة حرام على كل فاحش أن يدخلها
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا عبدالله بن يزيد المقرئ ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن حميد بن هلال عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال من سقى مسلما شربة ماء باعده الله من جهنم شوط فرس يعني حضر فرس
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا عبدالله بن يزيد المقرئ ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال كان يقال دع ما لست منه في شيء ولا تنطق فيما لا يعنيك واخزن لسانك كما تخزن ورقك
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا المقرئ ثنا ابن لهيعة ثنا ابن هبيرة أن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال إنه في الناموس الذي أنزل الله تعالى على موسى عليه السلام إن الله تعالى يبغض من خلقه ثلاثة الذي يفرق بين المتحابين والذي يمشي بالنمائم والذي يلتمس البريء ليعنته
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال مكتوب في التوراة من تجر فجر ومن حفر حفرة سوء لصاحبه وقع فيها
حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق بن قتية بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن

أبي قبيل قال سمعت حيوة بن شريح عن شراحيل يقول سمعت عبدالله بن عمرو رضي الله تعالى عنه يقول إن ابليس موثق في الأرض السفلى فإذا تحرك كان كل شر على الأرض بين اثنين فصاعدا من تحركه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا وكيع ثنا عبدالجبار بن الورد عن ابن أبي مليكة عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولو تعلمون حق العلم لصرخ أحدكم حتى ينقطع صوته ولسجد حتى ينقطع صلبه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا عبدالله بن عمرو القواريري ثنا جعفر بن أبي عمران قال بلغنا أن عبدالله بن عمرو بن العاص سمع صوت النار فقال وأنا 1 فقيل يا ابن عمرو ما هذا قال والذي نفسي بيده إنها لتستجير من النار الكبرى من أن تعاد فيها
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا المقري ثنا حيوة بن شريح أخبرني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبدالرحمن الحبلي عن عبدالله بن عمرو أن رجلا قال له ألسنا من فقراء المهاجرين فقال ألك امرأة تأوي إليها فقال نعم قال أفلك مسكن تسكنه قال نعم قال فلست من فقراء المهاجرين فإن شئتم أعطيناكم وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان فقال نصبر ولا نسأل شيئا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبدالله بن الحارث عن أبي كثير عن عبدالله بن عمرو قال تجمعون فيقال أين فقراء هذه الأمة ومساكينها قال فتبرزون فيقولون ما عندكم فتقولون يا رب ابتلينا فصبرنا وأنت أعلم ووليت الأموال والسلطان غيرنا قال فيقال صدقتم قال فيدخلون الجنة قبل سائر الناس بزمان وتبقى شدة الحساب على ذوي الأموال
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم عن ثور بن

يزيد عن خالد بن معدان عن عبدالله بن عمرو قال الجنة مطوية معلقة بقرون الشمس تنشر في كل عام مرة وأرواح المؤمنين في جوف طير خضر كالزرازير يتعارفون ويرزقون من ثمر الجنة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا مسكين بن بكير 1 ثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن أمه أنها كانت تصنع لعبدالله بن عمرو الكحل وكان يكثر من البكاء قال ويغلق عليه بابه ويبكي حتى رمصت عيناه قال وكانت أمي تصنع له الكحل
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا عثمان بن عمرو ثنا ابن أبي ذئب عن إبراهيم بن عبيد مولى بني رفاعة الزرقي عن عبدالله بن باباه قال جئت عبدالله بن عمرو بعرفة ورأيته قد ضرب فسطاطا في الحرم فقلت له لم صنعت هذا قال تكون صلاتي في الحرم فإذا خرجت إلى أهلي كنت في الحل
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا هارون بن ملول ثنا عبدالله ين يزيد المقري ثنا سعيد بن أبي أيوب عن خالد بن يزيد وعبدالله بن سليمان عن عمرو بن نافع عن عبدالله بن عمرو أنه مر على رجل بعد صلاة الصبح وهو نائم فحركه برجله حتى استيقظ فقال له أما علمت أن الله عز و جل يطلع في هذه الساعة إلى خلقه فيدخل ثلة منهم الجنة برحمته
حدثنا ابو أحمد ثنا ابن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا المقري مثله وقال عمرو بن مانع
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن اسحاق بن راهويه ثنا أبي أخبرنا يحيى بن آدم ثنا زهير بن معاوية عن أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن غلاما لعبدالله بن عمرو باع فضل ماء من عم له بعشرين ألفا فقال عبدالله لا تبعه فإنه لا يحل بيعه
حدثنا محمد بن محمد بن هارون الطحان ثنا اسحاق بن محمد بن مروان أخبرنا أبي ثنا إبراهيم بن هراسة عن محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة عن يعقوب بن عاصم عن عبدالله بن عمرو قال من سئل بالله فأعطى كتب له سبعون أجرا
حدثنا ابو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا

عبدالوارث بن عبدالصمد بن عبدالوارث حدثني أبي ثنا حسين بن المعلم ثنا عبدالله بريدة أن سليمان بن ربيعة حدثه أنه حج في إمرة معاوية ومعه المنتصر بن الحارث الضبي في عصابة من قراء أهل البصرة فقالوا والله لا نرجع حتى نلقى رجلا من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم مرضيا يحدثنا بحديث فلم نزل نسأل حتى حدثنا أن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال نازل في أسفل مكة فعمدنا إليه فإذن نحن بثقل عظيم يرتحلون ثلثمائة راحلة منها مائة راحلة ومائتا زاملة قلنا لمن هذا الثقل فقالوا لعبدالله بن عمرو فقلنا أكل هذا له وكنا نحدث أنه من أشد الناس تواضعا فقالوا أما هذه المائة راحلة فلاخوانه يحملهم عليها وأما المائتان فلمن نزل عليه من أهل الأمصار له ولأضيافه فعجبنا من ذلك عجبا شديدا فقالوا لا تعجبوا من هذا فإن عبدالله بن عمرو رجل غني وإنه يرى حقا عليه أن يكثر من الزاد لمن نزل عليه من الناس فقلنا دلونا عليه فقالوا إنه في المسجد الحرام فانطلقنا نطلبه حتى وجدناه في دبر الكعبة جالسا رجل قصير أرمص 1في ح ارمض ولعله تصحيف والرمص مما يجتمع في زوايا الأجفان من رطوبة العين بين بردين وعمامة وليس عليه قميص قد علق نعليه في شماله
حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبدالله الهراني حدثنا صفوان بن عمرو حدثني زهير العبسي أبو المخارق عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال ألا أخبركم بأفضل الشهداء عند الله تعالى منزلة يوم القيامة الذين يلقون العدو وهم في الصف فإذا واجهوا عدوهم لم يلتفت يمينا ولا شمالا إلا واضعا سيفه على عاتقه يقول اللهم إني اخترتك اليوم بما أسلفت في الأيام الخالية فيقتل على ذلك فذلك من الشهداء الذين يتلبطون 2 في الغرف العلى من الجنة حيث شاؤا
حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبدالله ثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال مر بعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه نفر من

أهل اليمن فقالوا له ما تقول في رجل أسلم فحسن إسلامه وهاجر فحسنت هجرته وجاهد فحسن جهاده ثم رجع إلى أبويه باليمن فبرهما ورحمهما قال ما تقولون أنتم قالوا نقول قد ارتد على عقبيه قال بل هو في الجنة ولكن سأخبركم بالمرتد على عقبيه رجل أسلم فحسن إسلامه وهاجر فحسنت هجرته وجاهد فحسن جهاده ثم عمد إلى أرض نبطي فأخذها منه بجزيتها ورزقها ثم أقبل عليها يعمرها وترك جهاده فذلك المرتد على عقبيه 44
عبدالله بن عمر بن الخطاب
ومنهم الزاهد في الإمرة والمراتب الراغب في القربة والمناقب المتعبد المتهجد المتتبع للأثر المتشدد 1 نزيل الحصباء والمساجد طويل الرغباء في المشاهد يعد نفسه في الدنيا غريبا ويرى كل ما هو آت قريبا المستغفر التواب عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وقد قيل إن التصوف الرهب من العتو والرغب في العلو
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محمد ين يزيد الخنيسي ثنا عبدالعزيز بن أبي رواد ثنا نافع قال دخل ابن عمر رضي الله تعالى عنه الكعبة فسمعته وهو ساجد يقول قد تعلم ما يمنعني من مزاحمة قريش على هذه الدنياإلا خوفك
حدثنا القاضي عبدالله بن محمد بن عمر ثنا علي بن سعيد العسكري ثنا عباد بن الوليد ثنا قرة بن حبيب الغنوي ثنا عبدالله بن بكر بن عبدالله المزني عن عبيدالله 2 بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه أنه أتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن أنت ابن عمر وصاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر مناقبه فما يمنعك من هذا الأمر قال يمنعني أن الله تعالى حرم علي دم المسلم قال فإن الله عز و جل يقول قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله قال قد فعلنا

وقد قاتلناهم حتى كان الدين لله فأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى يكون الدين لغير الله رواه جعفر بن الحارث عن عبيدالله مثله قال الشيخ رحمه الله لم نكتبه من حديث عبدالله بن بكر المزني إلا من القاضي عبدالله بن محمد بن عمر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا الحكم بن موسى ثنا اسماعيل بن عياش حدثني المطعم بن المقدام الصنعاني قال كتب الحجاج بن يوسف إلى عبدالله بن عمر بلغني أنك طلبت الخلافة وإن الخلافة لا تصلح لعيي ولا بخيل ولا غيور فكتب إليه ابن عمر أما ما ذكرت من الخلافة أني طلبتها فما طلبتها وما هي من بالي وأما ما ذكرت من العي والبخل والغيرة فإن من جمع كتاب الله فليس بعيي ومن أدى زكاة ماله فليس ببخيل وأما ما ذكرت من الغيرة فإن أحق ما غرت فيه ولدي أن يشركني فيه غيري
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي حدثني أبي سلام بن مسكين قال سمعت الحسن يقول لما كان من أمر الناس ما كان من أمر الفتنة أتوا عبدالله بن عمر فقالوا أنت سيد الناس وابن سيدهم والناس بك راضون أخرج نبايعك فقال لا والله لا يهراق في محجمة من دم ولا في سببي ما كان في الروح قال ثم أتي فخوف فقيل له لتخرجن أو لتقتلن على فراشك فقال مثل قوله الأول قال الحسن فوالله ما استقلوا 1 منه شيئا حتى لحق بالله تعالى
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا أبو العباس الثقفي ثنا عبدالله بن جرير بن جبلة ثنا سليمان بن حرب ثنا جرير عن يحيى عن نافع قال لما قدم أبو موسى وعمرو بن العاص أيام حكما قال أبو موسى لا أرى لهذا الأمر غير عبدالله بن عمر فقال عمرو لابن عمر إنا نريد أن نبايعك فهل لك أن تعطى مالا عظيما على أن تدع هذا الأمر لمن هو أحرص عليه منك فغضب ابن عمر فقام فأخذ ابن الزبير بطرف ثوبه فقال يا أبا عبدالرحمن إنما قال تعطى مالا على أن أبايعك فقال ابن عمر

ويحك يا عمرو قال عمرو إنما قلت أجربك قال فقال ابن عمر لا والله لا أعطى عليها شيئا ولا أعطى ولا أقبلها إلا عن رضى من المسلمين
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر عن القاسم بن عبدالرحمن أنهم قالوا لابن عمر في الفتنة الأولى ألا تخرج فتقاتل فقال قد قاتلت والأنصاب بين الركن والباب حتى نفاها الله عز و جل من أرض العرب فأنا أكره أن أقاتل من يقول لا إله إلا الله قالوا والله ما رأيك ذلك ولكنك أردت أن يفنى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بعضهم بعضا حتى إذا لم يبق غيرك قيل بايعوا لعبدالله ابن عمر بإمارة المؤمنين قال والله ما ذلك في ولكن إذا قلتم حي على الصلاة أجبتكم حي على الفلاح أجبتكم وإذا افترقتم لم أجامعكم وإذا اجتمعتم لم أفارقكم
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن يوسف البناء الصوفي ثنا عبدالجبار بن العلاء ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم قال قال عبدالله يعني ابن مسعود إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبدالله بن عمر
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا ابن ادريس ثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر رضي الله تعالى عنه قال ما رأيت أو ما أدركت أحدا إلا قد مالت به الدنيا أو مال بها إلا عبدالله بن عمر
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محمد بن يزيد بن خنيس ثنا عبدالعزيز بن أبي رواد عن نافع قال كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه عز و جل قال نافع وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه فربما شمر أحدهم فيلزم المسجد فاذا رآه ابن عمر رضي الله تعالى عنه على تلك الحالة الحسنة أعتقه فيقول له أصحابه يا أبا عبدالرحمن والله ما بهم إلا أن يخدعوك فيقول ابن عمر فمن خدعنا بالله عز و جل تخدعنا له قال نافع فلقد رأيتنا ذات عشية وراح ابن عمر على نجيب له قد

أخذه بمال عظيم فلما أعجبه سيره أناخه مكانه ثم نزل عنه فقال يا نافع انزعوا زمامه ورحله وجللوه واشعروه وادخلوه في البدن
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس الثقفي ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان بن عبيدالله عن نافع قال بينا هو يسير على ناقته يعني ابن عمر إذ أعجبته فقال إخ إخ فأناخها ثم قال يا نافع حط عنها الرحل فكنت أرى أنه لشيء يريده أو لشيء رابه منها فحططت الرحل فقال لي انظر هل ترى عليها مثل رأسها فقلت أنشدك إنك إن شئت بعتها واشتريت بثمنها قال فحللها وقلدها وجعلها في بدنه وما أعجبه من ماله شيء قط إلا قدمه
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا محمد بن اسحاق السراج ثنا عمرو بن زرارة ثنا أبو عبيدة الحداد عن عبدالله بن أبي عثمان قال كان عبدالله بن عمر أعتق جاريته التي يقال لها رميثة وقال إني سمعت الله عز و جل يقول في كتابه لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإني والله إن كنت لأحبك في الدنيا اذهبي فأنت حرة لوجه الله عز و جل
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن ابراهيم ثنا جعفر بن محمد بن عتيب 1كذا في ح وفي ز جعفر بن محمد عن عتيب ثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم ثنا أبو عاصم عن ملك بن مغول عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال لما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون دعا ابن عمر رضي الله تعالى عنه جارية له فأعتقها
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا عبدالأعلى عن برد عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه أنه كان لا يعجبه شيء من ماله إلا خرج منه لله عز و جل قال وكان ربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا قال وأعطاه ابن عامر مرتين ثلاثين ألفا 2 فقال يا نافع إني أخاف أن تفتنني دراهم ابن عامر اذهب فأنت حر وكان لا يدمن اللحم شهرا إلا مسافرا أو في رمضان قال وكان يمكث الشهر لا يذوق فيه مزعة لحم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن السرى بن مهران ثنا الحكم بن موسى ثنا يحيى بن حمزة عن برد بن سنان عن نافع قال

إن كان ابن عمر ليقسم في المجلس الواحد ثلاثين ألفا ثم يأتي عليه شهر ما يأكل فيه مزعة لحم
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا خالد بن حيان ثنا عيسى بن كثير عن ميمون بن مهران قال أنت ابن عمر رضي الله تعالى عنه اثنان وعشرون ألف دينار في مجلس فلم يقم حتى فرقها
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا أبو همام ثنا عمر بن عبدالواحد عن عمر بن محمد العمري عن نافع قال ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان أو زاد
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا عاصم يعني ابن محمد عن أبيه قال أعطى ابن عمر بنافع عشرة آلاف أو ألف دينار فقلت يا أبا عبدالرحمن فما تنتظر أن تبيع قال فهلا ما هو خير من ذلك هو حر لوجه الله تعالى
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل أبي ثنا وكيع ثنا المغيرة بن زياد الموصلي عن نافع قال باع ابن عمر أرضا له بمائتي ناقة فحمل على مائة منها في سبيل الله عز و جل واشترط على أصحابها أن لا يبيعوا حتى يجاوزوا بها وادى القرى
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا أبو العباس السراج ثنا عمرو بن زرارة ثنا اسماعيل عن أيوب عن نافع أن معاوية بعث إلى ابن عمر مائة ألف فما حال الحول وعنده منها شيء
حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن اسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا أبو هلال ثنا أيوب بن وائل الراسبي قال قدمت المدينة فأخبرني رجل جار لابن عمر أنه أتى ابن عمر أربعة آلاف من قبل معاوية وأربعة آلاف من قبل إنسان آخر وألفان من قبل آخر وقطيفة فجاء إلى السوق يريد علفا لراحلته بدرهم نسيئة فقد عرفت الذي جاءه فأتيت سريته فقلت إني أريد أن أسألك عن شيء وأحب أن تصدقيني قلت أليس قد أتت أبا عبدالرحمن أربعة آلاف من قبل معاوية وأربعة آلاف من قبل إنسان آخر وألفان من قبل آخر وقطيفة قالت بلى قلت فإني رأيته يطلب علفا بدرهم نسيئة قالت ما بات حتى فرقها فأخذ القطيفة فألقاها على ظهره

ثم ذهب فوجهها ثم جاء فقلت يا معشر التجار ما تصنعون بالدنيا وابن عمر أتته البارحة عشرةآلاف درهم وضح فأصبح اليوم يطلب لراحلته علفا بدرهم نسيئة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا نعيم بن حماد ثنا ابن المبارك عن عمر بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر عن نافع أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه اشتكى فاشترى له عنقود عنب بدرهم فجاء مسكين فقال اعطوه إياه فخالف إليه إنسان فاشتراه منه بدرهم ثم جاء به إليه فجاءه المسكين فسأل فقال اعطوه إياه فخالف إليه إنسان فاشتراه منه بدرهم ثم جاء به إليه فجاءه المسكين يسأل فقال اعطوه إياه ثم خالف إليه إنسان فاشتراه منه بدرهم فأراد أن يرجع فمنع ولو علم ابن عمر بذلك العنقود ما ذاقه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يزيد بن هارون أخبرنا مسلم بن سعيد الثقفي عن خبيب بن عبدالرحمن عن نافع أن ابن عمر اشتهى عنبا وهو مريض فاشتريت له عنقودا بدرهم فجئت به فوضعته في يده فجاءه سائل فقام على الباب فسأل فقال ابن عمر ادفعه اليه في يده قال قلت كل منه ذقه قال لا ادفعه إليه فدفعته إليه قال فاشتريته منه بدرهم فجئت به إليه فوضعته في يده فعاد السائل فقال ابن عمر ادفعه إليه قلت ذقه كل منه قال لا ادفعه إليه فدفعته فما زال يعود السائل ويأمر بدفعه إليه حتى قلت للسائل في الثالثة أو الرابعة ويحك ما تستحي فاشتريته منه بدرهم فجئت به إليه فأكله
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه نزل الجحفة وهو شاك فقال إني لأشتهي حيتانا فالتمسوا له فلم يجدوا له إلا حوتا واحدا فأخذته امرأته صفية بنت أبي عبيد فصنعته ثم قربته إليه فأتى مسكين حتى وقف عليه فقال له عمر خذه فقال أهله سبحان الله قد عنيتنا ومعنا زاد نعطيه فقال إن عبدالله يحبه
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا

قبيصة بن عقبة ثنا قيس بن سليم العنبري عن أبي بكر بن حفص أن عمر بن سعد قال اشتكى ابن عمر فاشتهى حوتا فصنع له فلما وضع بين يديه جاء سائل فقال أعطوه الحوت قالت امرأته نعطيه درهما فهو أنفع له من هذا واقض أنت شهوتك منه فقال شهوتي ما أريد
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن أبي معشر ثنا أبو الخطاب ثنا حاتم بن وردان ثنا أيوب عن نافع قال اشتهى ابن عمر رضي الله تعالى عنه حوتا فاشتريت له سمكة فشويت فوضعت بين يديه فجاء سائل يسأل فأمر بها كما هي ما ذاق منها شيئا فقالوا نعطه خيرا من ثمنها فأبى
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا ميمون بن مهران أن امرأة ابن عمر عوتبت فيه فقيل لها أما تلطفين بهذا الشيخ فقالت فما أصنع به لا نصنع له طعاما إلا دعا عليه من يأكله فأرسلت إلى قوم من المساكين كانوا يجلسون بطريقه إذا خرج من المسجد فأطعمتهم وقالت لهم لا تجلسوا بطريقه ثم جاء إلى بيته فقال أرسلوا إلى فلان وإلى فلان وكانت امرأته أرسلت إليهم بطعام وقالت إن دعاكم فلا تأتوه فقال ابن عمر رضي الله تعالى عنه أردتم أن لا أتعشى الليلة فلم يتعش تلك الليلة
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا محمد بن بكار ثنا أبو معشر عن محمد بن قيس قال كان عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه لا يأكل إلا مع المساكين حتى أضر ذلك بجسمه فصنعت له امرأته شيئا من التمر فكان إذا أكل سقته
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن حمزة بن عبدالله بن عمر قال لو أن طعاما كثيرا كان عند عبدالله بن عمر ما شبع منه بعد أن يجد له آكلا فدخل عليه ابن مطيع يعوده فرآه قد نحل جسمه فقال لصفية ألا تلطفيه لعله أن يرتد إليه جسمه فتصنعي له طعاما قالت إنا لنفعل ذلك ولكنه لا يدع أحدا من أهله ولا من يحضره إلا دعاه عليه فكلمه أنت في ذلك فقال ابن مطيع يا أبا عبدالرحمن

لو اتخذت طعاما فرجع إليك جسمك فقال إنه ليأتي علي ثماني سنين ما أشبع فيها شبعة واحدة أو قال لا أشبع فيها إلا شبعة واحدة فالآن تريد أن أشبع حين لم يبق من عمري إلا ظمء حمار 1 رواه عمر بن حمزة عن أبيه نحوه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا عاصم بن محمد عن عمر بن حمزة بن عبدالله قال كنت جالسا مع أبي فمر رجل فقال أخبرني ما قلت لعبدالله بن عمر يوم رأيتك تكلمه بالجرف قال قلت يا أبا عبدالرحمن رقت مضغتك وكبر سنك وجلساؤك لا يعرفون حقك ولا شرفك فلو أمرت أهلك أن يجعلوا لك شيئا يلطفونك إذا رجعت إليهم قال ويحك والله ما شبعت منذ احدى عشرة سنة ولا ثنتي عشرة سنة ولا ثلاث عشرة سنة ولا أربع عشرة سنة ولا مرة واحدة فكيف بي وإنما بقي مني كظمئ الحمار
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن نصر الصايغ ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبدالعزيز بن محمد عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال ما شبعت منذ أسلمت
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا الليث بن خالد البلخي ثنا العلاء بن خالد المجاشعي عن أبي بكر بن حفص أن عبدالله بن عمر كان لا يأكل طعاما إلا وعلى خوانه يتيم
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا أحمد بن يونس ثنا السرى بن يحيى عن الحسن وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هشيم عن منصور عن الحسن قال أحمد وحدثنا يزيد بن هارون أخبرنا سفيان بن الحسن عن الحسن أن ابن عمر كان إذا تغدى أو تعشى دعا من حوله من اليتامى فتغدى ذات يوم فأرسل إلى يتيم فلم يجده وكانت له سويقة محلاة يشربها بعد غدائه فجاء اليتيم وقد فرغوا من الغداء وبيده السويقة ليشربها فناولها إياه وقال خذها فما أراك غبنت
أخبرت عن سالم بن عصام ثنا يحيى بن حكيم ثنا عمر بن أبي خليفة قال سمعت

أفلح بن كثير قال كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه لا يرد سائلا حتى أن المجذوم ليأكل معه في صحنه وإن أصابعه لتقطر دما
حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب أخبرني أبي لهيعة عن عبيدالله بن المغيرة عن عبيدالله بن عدي وكان مولى لعبدالله بن عمر قدم من العراق فجاءه يسلم عليه فقال أهديت إليك هدية قال وما هي قال جوارش قال وما جوارش قال تهضم الطعام فقال فما ملأت بطني طعاما منذ أربعين سنة فما أصنع به
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هشيم أخبرنا منصور عن ابن سيرين أن رجلا قال لابن عمر أجعل لك جوارش قال وأي شيء الجوارش قال شيء إذا كظك الطعام فأصبت منه سهل عليك قال فقال ابن عمر ما شبعت من الطعام منذ أربعة أشهر وما ذاك أن لا أكون له واجدا ولكني عهدت قوما يشبعون مرة ويجوعون مرة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثن أبي ثنا أبو معاوية ثنا مالك يعني ابن مغول عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه أنه أتي بشيء يقال له الكبر قال ما نصنع بهذا قال إنه يمريك قال إنه ليمر بي الشهر ما أشبع إلا الشبعة أو الشبعتين
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا ميمون بن مهران قال مر أصحاب نجدة الحروري على إبل لعبدالله بن عمر فاستاقوها فجاء راعيها فقال يا ابا عبدالرحمن احتسب الابل قال ومالها قال مر بها أصحاب نجدة فذهبوا بها قال كيف ذهبوا بالإبل وتركوك قال قد كانوا ذهبوا بي معها ولكني انفلت منهم قال ما حملك على أن تركتهم وجئتني قال أنت أحب إلي منهم قال آلله الذي لا إله إلا هو لأنا أحب إليك منهم قال فحلف له قال فإني أحتسبك معها فأعتقه فمكث ما مكث ثم أتاه آت فقال

هل لك في ناقتك الفلانية سماها باسمها ها هو ذا تباع في السوق قال أرني ردائى فلما وضعه على منكبيه وقام جلس فوضع رداءه ثم قال لقد كنت احتسبتها فلم أطلبها
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا ميمون بن مهران أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه كاتب غلاما له ونجمها عليه نجوما فلما حل أول النجم أتاه المكاتب به فسأله من أين أصبت هذا قال كنت أعمل واسأل قال ابن عمر أفجئتني بأوساخ الناس تريد أن تطعمنيها أنت حر لوجه الله ولك ما جئت به
حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا ثتيبة بن سعيد ثنا كثير ثنا جعفر ثنا ميمون أن رجلا من بني عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه استكساه إزارا وقال قد تخرق إزاري فقال له أقطع ازارك ثم اكتسه فكره الفتى ذلك فقال له عبدالله بن عمر ويحك اتق الله لا تكونن من القوم الذين يجعلون ما رزقهم الله تعالى في بطونهم وعلى ظهورهم
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا الحسن بن عبدالعزيز الجروي عن ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ميمون بن مهران قال دخلت منزل ابن عمر فما كان فيه ما يسوى طيلساني هذا
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبو معمر ثنا يوسف بن الماجشون عن أبيه عن عائشة قالت ما رأيت أحدا أشبه بأصحاب النبي النبي صلى الله عليه و سلم الذين دفنوا في النمار 1 من عبدالله بن عمر
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا موسى بن داود قال سمعت مالك بن أنس قال حدثت أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه نزل الجحفة فقال ابن عامر بن كريز لخبازه اذهب بطعامك إلى ابن عمر قال فجاء بصحفة فقال ابن عمر ضعها ثم جاء بأخرى وأراد أن يرفع الأولى فقال ابن عمر مالك قال أريد أن أرفعها قال دعها صب عليها هذه قال فكان كلما جاءه بصحفة صبها على الأخرى قال فذهب العبد إلى

ابن عامر فقال هذا جاف أعرابي فقال له ابن عامر هذا سيدك هذا ابن عمر
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا موسى بن داود ثنا مالك بن أنس عن أبي جعفر القاري قال قال مولاي أخرج مع ابن عمر أخدمه قال فكان كل ماء ينزله يدعو أهل ذلك الماء يأكلون معه قال فكان أكابر ولده يدخلون فيأكلون فكان الرجل يأكل اللقمتين والثلاث فنزل الجحفة فجاؤا وجاء غلام أسود عريان فدعاه ابن عمر فقال الغلام إني لا أجد موضعا قد تراصوا فرأيت ابن عمر تنحى حتى ألزقه إلى صدره
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو كامل ثنا أبوعوانة عن هلال بن خباب عن قرعة 1 قال رأيت على ابن عمر ثيابا حشنة أو خشبة 2 فقلت له يا أبا عبدالرحمن إني أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان وتقر عيناي أن أراه عليك فان عليك ثيابا خشنة أو خشبة فقال أرنيه حتى أنظر إليه قال فلمسه بيده وقال أحرير هذا قلت لا إنه من قطن قال إني أخاف أن ألبسه أخاف أن أكون مختالا فخورا والله لا يحب كل مختال فخور
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عثمان بن أبي شيبة عن يونس بن أبي يعفور عن أبيه وقدان قال سمعت ابن عمر وسأله رجل ما ألبس من الثياب قال مالا يزدريك فيه السفهاء ولا يعتبك 3 به الحلماء قال ما هو قال ما بين الخمسة إلى العشرين درهما
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا عارم أبو النعمان ثنا أبوعوانة عن عبدالله بن حبيش قال رأيت على ابن عمر ثوبين معافرين 4الثياب المعافرية برود منسوبة إلى معافر قبيلة باليمن وكان ثوبه إلى نصف الساق
حدثنا

أحمد بن محمد بن سنان أبو العباس السراج ثنا أبو معمر عن سفيان عن عمرو يعني ابن دينار عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال ما وضعت لبنة على لبنة ولا غرست نخلة منذ قبض النبي صلى الله عليه و سلم
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان حدثني الصدوق البر عمر بن محمد بن زيد عن أبيه قال كان ابن عمر إذا مر بربعهم وقد هاجر منه غمض عينيه ولم ينظر إليه ولم ينزله قط
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم عن عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال كنت غلاما شابا عزبا وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأى الرؤيا قصها عليه قال فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا للنار شيء كقرن البئر يعني قرنين كقرن البئر وإذا فيها ناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار أعوذ بالله من النار فلقيهما ملك آخر فقال لي لن ترع فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل قال سالم فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا رواه أحمد واسحاق عن عبدالرزاق مثله ورواه أيوب عن نافع عن ابن عمر مختصرا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا عبدالعزيز بن أبي رواد وحدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو يعلى ثنا محمد بن الحسين البرجلاني ثنا زيد بن الحباب ثنا عبدالعزيز بن أبي رواد عن نافع أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه كان إذا فاتته صلاة العشاء في جماعة أحيى بقية ليلته وقال بشر بن موسى أحيى ليلته
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر حدثني سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه أنه كان يحيي الليل صلاة

ثم يقول يا نافع أسحرنا فيقول لا فيعاود الصلاة ثم يقول يا نافع أسحرنا فيقول نعم فيقعد ويستغفر ويدعو حتى يصبح
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن مودود ثنا بندار ثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن محمد قال كان ابن عمر كلما استيقظ من الليل صلى
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبو عامر العقدي أخبرني داود بن أبي الفراث عن أبي غالب مولى خالد بن عبدالله قال كان ابن عمر ينزل علينا بمكة فكان يتهجد من الليل فقال لي ذات ليلة قبيل الصبح يا أبا غالب ألا تقوم فتصلي ولو تقرأ بثلث القرآن فقلت قد دنا الصبح فكيف أقرأ بثلث القرآن فقال إن سورة الإخلاص قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن
حدثنا أبو بكر بن مالك أخبرنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا صالح بن عبدالله الترمذي ثنا محمد بن فضيل بن غزوان عن أبيه عن نافع عن ابن عمر أنه كان يحيي بين الظهر إلى العصر
حدثنا أبو حامد بن حنبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا الوليد عن ابن جريج عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس قال ما رأيت مصليا كهيئة عبدالله بن عمر وأشد استقبالا للكعبة بوجهه وكفيه وقدميه
حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ثنا صالح بن أحمد ثنا القاسم بن أحمد بن بشر بن معروف ثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال صليت إلى جنب ابن عمر رضي الله تعالى عنه فسمعته حين سجد وهو يقول اللهم اجعلك أحب شيء إلي وأخشى شيء عندي وسمعته يقول في سجوده رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين وقال ما صليت صلاة منذ أسلمت إلا وأنا أرجو أن تكون كفارة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن حصين عن عبدالله بن سبرة قال كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه إذا أصبح قال اللهم اجعلني من أعظم عبادك عندك نصيبا في كل خير تقسمه الغداة ونورا تهدي به ورحمة تنشرها ورزقا تبسطه وضرا تكشفه وبلاء ترفعه وفتنة تصرفها
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا ثنا محمد

ابن جعفر ثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب قال مات ابن عمر رضي الله تعالى عنه يوم مات وما في الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله عز و جل بمثل عمله منه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع ثنا هشام الدستوائي عن القاسم بن أبي بزة حدثني من سمع ابن عمر رضي الله تعالى عنه قرأ ويل للمطففين حتى بلغ يوم يقوم الناس لرب العالمين قال فبكى حتى خر وامتنع من قراءة ما بعده
حدثنا أحمد بن جعفر ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي ثنا اسماعيل بن عمر ثنا البراء بن سليم قال سمعت نافعا مولى ابن عمر يقول ما قرأ ابن عمر هاتين الآيتين قط من آخر سورة البقرة إلا بكى إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله الآية ثم يقول إن هذا لإحصاء شديد
حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني بهز حدثني جعفر بن سليمان حدثني اسماعيل 1 بن عبيد عن نافع قال كان عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه يقرأ في صلاته فيمر بالآية فيها ذكر النار فيقف عندها فيدعو ويستجير بالله منها
حدثنا أحمد بن سنان ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا عبدالله بن مطيع ويعقوب قالا ثنا هشيم عن أبي قيس عن يوسف بن ماهك قال رأيت ابن عمر رضي الله تعالى عنه عند عبيد بن عمير وهو يقص وعيناه تهرقان دموعا
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن عثمان بن واقد عن نافع قال كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه إذا قرأ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله بكى حتى يغلبه البكاء
حدثنا محمد بن احمد بن محمد ثنا احمد بن موسى بن اسحاق ثنا موسى بن سفيان ثنا ثنا عبدالله بن الجهم ثنا عمرو بن أبي قيس عن أبي سفيان عن عمر بن نبهان عن الحسن عن عبدالله بن عمر قال من كان مستنا فليستن بمن قد مات أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم كانوا خير هذه الأمة أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله

عليه وسلم ونقل دينه فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم فهم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم كانوا على الهدى المستقيم والله رب الكعبة يا ابن آدم صاحب الدنيا ببدنك وفارقها بقلبك وهمك فإنك موقوف على عملك فخذ مما افي يديك لما بين يديك عند الموت يأتيك الخير
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا عمر بن محمد بن الحسن ثنا أبي عن محمد بن أبان عن السدى قال رأيت عبدالله بن عمرو وأبا سعيد وأبا هريرة وغيرهم وكان وا يرون أن ليس أحد منهم على الحال الذي فارق عليه محمدا صلى الله عليه و سلم إلا ابن عمر
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن ليث عن رجل عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال لا يكون الرجل من العلم بمكان حتى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه ولا يبتغي بالعلم ثمنا
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعد الناس حمقى في دينه
حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي ثنا الحسن بن المثنى ثنا عفان ثنا خالد بن أبي عثمان ثنا سليط أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال راؤا بالخير ولا تراؤا بالشر
حدثنا ابو محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال لا يصيب عبد شيئا من الدنيا إلا نقص من درجاته عند الله عز و جل وإن كان عليه كريما رواه اسرائيل عن ثور عن مجاهد مثله
حدثنا محمد بن حيان ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد ثنا المحاربي عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال قيل لعبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه توفي زيد بن حارثة الأنصاري قال رحمه الله قيل له يا أبا عبدالرحمن ترك مائة ألف قال لكن هي لم تتركه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السرى ثنا المحاربي عن عاصم الأحول عمن حدثه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه

أنه سمع رجلا يقول أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة فأراه قبر النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر فقال عن هؤلاء تسأل
حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبدالله ثنا الأوزاعي ثنا سليمان بن حبيب قال كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه يقول لو وضعت أصبعي في خمر ما أحببت أن تتبعني
حدثنا يوسف بن يعقوب ثنا الحسن بن المثنى ثنا عفان ثنا حماد عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال لأن أشرب قمقما قد أغلي أحرق ما أحرق وأبقى ما أبقى أحب إلي من أن أشرب نبيذ الجر 1في ز نبيذ الخمر وهو تصحيف
حدثنا يوسف بن يعقوب ثنا الحسن بن المثنى ثنا عفان ثنا جرير بن حازم حدثني قيس بن سعد أن عبدالله بن عمر كان يقول في رجل استكره على شرب الخمر وأكل لحم الخنزير قال إن لم يفعل حتى يقتل أصاب خيرا وإن هو أكل وشرب فهو عذر
حدثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن هارون ثنا إبراهيم عن حماد القاضي ثنا محمد بن جوان ثنا مؤمل ثنا سفيان ثنا يحيى عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال أحق ما طهر العبد لسانه رواه الفريابي وقبيصة عن سفيان عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم قال ما لعن ابن عمر قط خادما إلا واحدا فأعتقه وقال الزهري أراد ابن عمر أن يلعن خادمه فقال اللهم الع فلم يتمها وقال هذه كلمة ما أحب أن أقولها
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع وغيره أن رجلا قال لابن عمر يا خير الناس أو يا ابن خير الناس فقال ابن عمر ما أنا بخير الناس ولا ابن خير الناس ولكني عبد من عباد الله أرجو الله تعالى وأخافه والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا اسماعيل بن اسحاق ثنا سليمان بن حرب

ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه أنه كان يلبي تلبية النبي صلى الله عليه و سلم ويزيد لبيك لبيك لبيك وسعديك لبيك والخير في يديك لبيك والرغباء إليك والعمل
حدثنا محمد بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا عمر بن ذر عن وبرة بن عبدالرحمن أنه ساير ابن عمر فسمعه يلبي وهو يقول في تلبيته لبيك لبيك والرغباء إليك والعمل
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن يحيى بن المنذر ثنا حفص بن عمر الحوضي ثنا همام بن يحيى عن نافع أن ابن عمر كان يدعو على الصفا اللهم اعصمني بدينك وطواعيتك وطواعية رسولك 1 اللهم جنبني حدودك اللهم اجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك ويحب رسلك ويحب عبادك الصالحين اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك وإلى رسلك وإلى عبادك الصالحين اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى واغفر لي في الآخرة والأولى واجعلني من أئمة المتقين اللهم إنك قلت ادعوني أستجب لكم وإنك لا تخلف الميعاد اللهم إذ هديتني للاسلام فلا تنزعني منه ولا تنزعه مني حتى تقبضني وأنا عليه كان يدعو بهذا الدعاء من دعاء له طويل على الصفا والمروة وبعرفات وبجمع وبين الجمرتين وفي الطواف رواه أيوب عن نافع مثله
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إبراهيم الحربي ثنا أبوعمر الحوضي عن الحسن بن أبي جعفر عن سعيد بن أبي حرة عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا استلم الركن الأسود قال بسم الله والله أكبر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم عن عبدالرزاق عن عبيدالله بن عمر عن نافع قال كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه يزاحم على الركن حتى يرعف ثم يجيء فيغسله
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى عن عبدالعزيز بن أبي رواد قال سمعت نافعا يقول كان عبدالله إذا قدم المدينة أتى قبر النبي صلى الله عليه و سلم فاستقبل وجهه وصلى عليه ودعا له ثم أقبل على أبي بكر فاستقبل وجهه فصلى عليه ودعا له ثم أقبل على عمر فاستقبل وجهه وصلى عليه ودعا له

ويقول يا ابتاه يا أبتاه يا أبتاه رواه حماد بن زيد عن أيوب مثله
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبدالرحمن المقرئ ثنا حرملة حدثني أبو الأسود قال سمعت عروة بن الزبير يقول خطبت إلى عبدالله بن عمر ابنته ونحن في الطواف فسكت ولم يجبني بكلمة فقلت لو رضي لأجابني والله لا أراجعه فيها بكلمة أبدا فقدر له أن صدر إلى المدينة قبلي ثم قدمت فدخلت مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم فسلمت عليه وأديت إليه من حقه ما هو أهله فأتيته ورحب بي وقال متى قدمت فقلت هذا حين قدومي فقال أكنت ذكرت لي سودة بنت عبدالله ونحن في الطواف نتخايل الله عز و جل بين أعيننا وكنت قادرا أن تلقاني في غير ذلك الموطن فقلت كان أمرا قدر قال فما رأيك اليوم قلت أحرص ما كنت عليه قط فدعا ابنيه سالما وعبدالله فزوجني
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن زيد بن الحريش ثنا أبو حاتم السجستاني ثنا الأصمعي ثنا عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال اجتمع في الحجر مصعب وعروة وعبدالله بنوا الزبير وعبدالله بن عمر فقالوا تمنوا فقال عبدالله بن الزبير أما أنا فأتمنى الخلافة وقال عروة أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عني العلم وقال مصعب أما أنا فأتمنى إمرة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين وقال عبدالله ابن عمر أما أنا فأتمنى المغفرة قال فنالوا كلهم ما تمنوا ولعل ابن عمر قد غفر له
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا اسماعيل بن عبدالله ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو شهاب عن يونس بن عبيد عن نافع قال قيل لابن عمر رضي الله تعالى عنه زمن ابن الزبير والخوارج والخشبية أتصلي مع هؤلاء ومع هؤلاء وبعضهم يقتل بعضا قال من قال حي على الصلاة أجبته ومن قال حي على الفلاح أجبته ومن قال حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت لا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا هارون بن إبراهيم عن عبدالله بن عبيد بن عمير عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه قال إنما

كان مثلنا في هذه الفتنة كمثل قوم كانوا يسيرون على جادة يعرفونها فبينما هم كذلك إذ غشيتهم سحابة وظلمة فأخذ بعضهم يمينا وشمالا فأخطأ الطريق وأقمنا حيث أدركنا ذلك حتى جلى الله ذلك عنا فأبصرنا طريقنا الأول فعرفناه وأخذنا فيه وإنما هؤلاء فتيان قريش يقتتلون على هذا السلطان وعلى هذه الدنيا ما أبالي أن يكون لي ما يقل 1 بعضهم بعضا بنعلي هاتين الجرداوين
حدثنا محمد بن الحسن بن كوثر ثنا بشر بن موسى ثنا عبدالصمد بن حسان ثنا خارجة بن مصعب عن موسى بن عقبة عن نافع قال لو نظرت إلى ابن عمر رضي الله تعالى عنه إذا اتبع أثر النبي صلى الله عليه و سلم لقلت هذا مجنون
حدثنا عبدالله بن محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن ابي شيبة ثنا عبدالله بن نمير عن عاصم الأحول عمن حدثه قال كان ابن عمر إذا رآه أحد ظن أن به شيئا من تتبعه آثار النبي صلى الله عليه و سلم
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن أبي مودود عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه أنه كان في طريق مكة يأخذ برأس راحلته يثنيها ويقول لعل خفا يقع على خف يعني خف راحلة النبي صلى الله عليه و سلم
حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا عبدالصمد بن حسان ثنا خارجة بن مصعب عن زيد بن اسلم عن أبيه قال ما ناقة أضلت فصيلها في فلاة من الأرض بأطلب لأثره من ابن عمر لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي عن مالك عن اسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة أن الطفيل بن أبي كعب أخبره أنه كان يأتي عبدالله بن عمر فيغدو معه إلى السوق قال فإذا غدونا إلى السوق لم يمرر عبدالله بن عمر على سقاط ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا وسلم عليه فقلت ما تصنع بالسوق وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها ولا تجلس في مجالس قال وأقول اجلس بنا ههنا نتحدث

فقال لي عبدالله يا أبا بطن وكان الطفيل ذا بطن إنما نغدو من أجل السلام فسلم على من لقيت
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مالك بن أنس عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة قال ما كان البر يعرف في عمر ولا في ابنه حتى يقولا أو يفعلا رواه الهيثم بن عدي عن مالك مثله
حدثنا محمد بن اسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد قال قال لي ابن سعدان تعالى عنه يا أبا الغازي كم لبث نوح عليه السلام في قومه قال قلت الف سنة إلا خمسين عاما قال فإن الناس لم يزدادوا في أعمارهم وأجسامهم وأحلامهم إلا نقصا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن قتادة قال سئل ابن عمر هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يضحكون قال نعم والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبال
حدثنا عبدالله بن إبراهيم بن أيوب ثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا علي بن الجعد أخبرنا زهير عن آدم بن علي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال إن أناسا يدعون يوم القيامة المنقوصين قال فقال وما المنقوصون قال ينقص أو ينتقص أحدهم صلاته بالتفاله ووضوئه
حدثنا ابراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا جدي أبو حصين ثنا مليح بن وكيع ثنا جرير عن الأعمش عن نافع عن ابن عمر أنه نزل على رجل فلما مضت ثلاث ليال قال يا نافع انفق علينا من مالنا
حدثنا سليمان ثنا اسحاق ثنا عبدالرزاق عن معمر عن قتادة قال سئل ابن عمر عن لا إله إلا الله هل يضر معها عمل كما لا ينفع مع تركها عمل قال ابن عمر عش ولا تغتر
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي القاسم بن الفضل الحداني عن معاوية بن قرة عن معبد الجهني قال قلنا لعبدالله بن عمر رجل لم يدع من الخير شيئا إلا عمل به إلا أنه كان شاكا في الله عز و جل قال هلك البتة قلت فرجل لم يدع من الشر شيئا إلا عمل به إلا أنه كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال عش ولا تغتر
حدثنا أحمد بن اسحاق ثنا إبراهيم بن نائلة ثنا عباس بن الوليد ثنا أبو عوانة

عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه مر بقاص وقد رفعوا أيديهم فقال قطع الله هذه الأيدي ويلكم إن الله تعالى أقرب مما ترفعون هو أقرب إلى أحدكم من حبل الوريد 1
حدثنا يوسف بن يعقوب ثنا الحسن بن المثنى ثنا عفان ثنا جويرية قال سمعت نافعا يقول شهدت مع ابن عمر جنازة فلما فرغ من دفنها قال قائل ارفعوا على اسم الله فقال ابن عمر إن اسم الله علا كل شيء ولكن ارفعوا باسم الله
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو معاويةثنا مالك عن أبي حصين عن مجاهد قال كنت أمشي مع ابن عمر فمر على خربة فقال قل يا خربة ما فعل أهلك فقلت يا خربة ما فعل أهلك فقال ابن عمر ذهبوا وبقيت أعمالهم
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا سريج بن يونس ثنا سعيد بن عبدالرحمن الجمحي عن أبي حازم قال مر ابن عمر برجل ساقط من أهل العراق فقال ما شأنه قالوا إنه إذاقرئ عليه القرآن يصيبه هذا قال إنا لنخشى الله وما نسقط
حدثنا ابو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا اسحاق بن عيسى بن الطباع ثنا حماد بن زيد وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا زائدة وحدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان البصري ثنا عبدالله بن أحمد الدورقي ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير وحدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز أبو نعيم ثنا سفيان واللفظ له قالوا عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر قال قال لي النبي صلى الله عليه و سلم أحب في الله وأبغض في الله ووال في الله وعاد في الله فإنك لا تنال ولاية الله إلا بذلك ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك وصارت موالاة الناس في أمر الدنيا وإن ذلك لا يجزي عن أهله شيئا قال وقال لي يا ابن عمر إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح وخذ من صحتك لسقمك ومن حياتك لموتك فانك

يا عبدالله بن عمر لا تدري ما اسمك غدا قال وأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم ببعض جسدي فقال كن في الدنيا غريبا أو عابر سبيل وعد نفسك في أهل القبور قال الشيخ رحمه الله لم يذكر حماد وزهير وزائدة قوله في الموالاة والمعاداة ووافقوه في الباقي ورواه الحسن بن الحر وفضيل بن عياض وجرير وأبو معاوية في آخرين عن ليث ورواه الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر نحوه
حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي ثنا الحكم بن موسى ثنا اسماعيل بن عياش عن العلاء بن عتبة عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر قال قام فتى فقال يا رسول الله أي المؤمنين أكيس قال أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم له استعدادا قبل أن ينزل به أولئك الأكياس رواه أبو سهيل بن مالك وحفص بن غيلان ويزيد بن أبي مالك وقرة بن قيس ومعاوية بن عبدالرحمن عن عطاء مثله ورواه مجاهد عن ابن عمر نحوه
حدثنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن مخلد وأبو بكر بن خلاد قالا ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود بن المحبر ثنا عباد يعني ابن كثير عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال كم من عاقل عقل عن الله تعالى أمره وهو حقير عند الناس ذميم المنظر ينجو غدا وكم من ظريف اللسان جميل المنظر عند الناس يهلك غدا يوم القيامة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عبدالله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم لما بنى المسجد جعل بابا للنساء فقال لا يلجن من هذا الباب من الرجال أحد قال نافع فما رأيت ابن عمر داخلا من ذلك الباب ولا خارجا منه
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا علي بن محمد بن عبدالوهاب ثنا أبو بلال الأشعري ثنا أبو كدينة البجلي عن ليث عن عطاء عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال أتى علينا زمان وليس أحد أحق

بديناره ولا بدرهمه من أخيه المسلم حتى كان حديثا ولقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة واتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله عز و جل أدخل الله عليهم ذلا ثم لا ينزعه عنهم حتى يراجعوا دينهم رواه الأعمش عن عطاء ونافع ورواه راشد الحماني عن ابن عمر نحوه 45
عبدالله بن العباس
ومنهم اللقن المعلم والفطن المفهم فخر الفخار وبدر الأحبار وقطب الأفلاك وعنصر الأملاك البحر الزخار والعين الخرار مفسر التنزيل ومبين التأويل المتفرس الحساس والوضيء اللباس مكرم الجلاس ومطعم الناس عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه وقد قيل إن التصوف المنافسة في نفائس الأخلاق وفض النفس عن أنفس الأعلاق
حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا الحسن بن محمد بن بهرام ثنا يحيى بن أيوب ثنا عباد بن عباد ثنا الحجاج بن فرافصة عن رجلين سماهما عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له يا غلام ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله جف القلم بما هو كائن ولو اجتمع الخلق على أن يعطوك شيئا لم يكتبه الله عز و جل لك لم يقدروا عليه وعلى أن يمنعوك شيئا كتبه الله عز و جل لك لم يقدروا عليه فاعمل لله تعالى بالرضى في اليقين واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ثنا عبدالله بن بكر السهمي ثنا حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار أن كريبا أخبره عن

ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال صليت خلف النبي صلى الله عليه و سلم من آخر الليل فجعلني حذاءه فلما انصرف قلت له وينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله الذي أعطاك الله فدعا الله أن يزيدني فهما وعلما
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن عبدالله بن رسته ثنا أبو يزيد الخراز ثنا النضر بن شميل ثنا يونس عن أبي اسحاق حدثني عبدالمؤمن الانصاري قال قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه كنت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام إلى سقاء فتوضأ وشرب قائما قلت والله لأفعلن كما فعل النبي صلى الله عليه و سلم فقمت وتوضأت وشربت قائما ثم صففت خلفه فأشار إلي لأوازي به أقوم عن يمينه فأبيت فلما قضى صلاته قال ما منعك أن لا تكون وازيت بي قلت يا رسول الله أنت أجل في عيني وأعز من أن أوازي بك فقال اللهم آته الحكمة
حدثنا الحسن بن علان ثنا جعفر الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محبوب بن الحسن البصري عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال ضمني رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال اللهم علمه الحكمة
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا محمد بن علي بن مهدي ثنا الزبير بن بكار حدثني ساعدة بن عبدالله ثنا داود بن عطاء عن زيد بن أسلم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم لعبدالله بن العباس فقال اللهم بارك فيه وانشر منه تفرد به داود بن عطاء المدني
حدثنا محمد بن المظفر ثنا عمر بن الحسن بن علي ثنا عبدالله بن محمد بن عبيد الأموي ثنا محمد بن صالح العدوي ثنا لاهز بن جعفر التميمي ثنا عبدالعزيز بن عبدالصمد العمى أخبرني علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلقاه العباس فقال ألا أبشرك يا ابا الفضل قال بلى يا رسول الله قال إن الله عز و جل افتتح بي هذا الأمر وبذريتك يختمه تفرد به لاهز بن جعفر وهو حديث عزيز
حدثنا محمد بن المظفر ثنا محمد

ابن محمد بن سليمان ونصر بن محمد قالا ثنا علي بن أحمد السواق ثنا عمر بن راشد الحباري 1 ثنا عبدالله بن محمد بن صالح عن أبيه عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يكون من ولد العباس ملوك يلون أمر أمتي يعز الله بهم الدين
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا أبو أسامة ثنا الأعمش عن مجاهد قال كان ابن عباس رضي الله تعالى عنه يسمى البحر من كثرة علمه
حدثنا مخلد بن جعفر أبو عيسى الختلي ثنا أحمد بن منصور ثنا سعدان بن جعفر المروزي ثقة أمين عن عبدالمؤمن بن خالد قال سمعت عبدالله بن بريدة يحدث عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أنه قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وعنده جبريل عليه السلام فقال له جبريل عليه السلام إنه كائن حبر هذه الأمة فاستوص به خيرا تفرد به عبدالمؤمن بن خالد وهو حديثه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن سعيد الرقي ثنا عامر بن سيارة ثنا فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وضع يده على رأس عبدالله فقال اللهم أعطه الحكمة وعلمه التأويل ووضع يده على صدره فوجد عبدالله بن عباس بردها في ظهره ثم قال اللهم احش جوفه حكما وعلما فلم يستوحش في نفسه إلى مسئلة أحد من الناس ولم يزل حبر هذه الأمة حتى قبضه الله عز و جل
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا جعفر بن أحمد بن عمران ثنا ابراهيم بن يوسف الصيرفي الكوفي ثنا عبدالله بن خراش عن العوام بن حوشب عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال دعا لي رسول الله صلى الله عليه و سلم بخير كثير وقال نعم ترجمان القرآن أنت
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا أبو العباس السراج ثنا عمر بن محمد بن الحسن ثنا أبي شريك عن سعيد بن مسروق عن منذر الثوري عن ابن الحنفية قال كان ابن عباس حبر هذه الأمة
حدثنا

سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا عارم أبو النعمان ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فقال بعضهم لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله فقال إنه ممن قد علمتم قال فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني فقال ما تقولون إذا جاء نصر الله والفتح حتى ختم السورة فقال بعضهم أمرنا أن نحمد الله تعالى ونستغفره إذا جاء نصر الله وفتح علينا وقال بعضهم لا ندري ولم يقل بعضهم شيئا فقال لي يا ابن عباس كذاك تقول قلت لا قال فما تقول قلت هو أجل رسول الله صلى الله عليه و سلم أعلمه الله إذا جاء نصر الله والفتح فتح مكة فذاك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا فقال عمر ما أعلم منها إلا ما تعلم
حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبيدالله بن وهب المدني عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه جلس في رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من المهاجرين فذكروا ليلة القدر فتكلم منهم من سمع فيها بشيء مما سمع فتراجع القوم فيها الكلام فقال عمر مالك يا ابن عباس صامت لا تتكلم تكلم ولا تمنعك الحداثة قال ابن عباس فقلت يا أمير المؤمنين إن الله تعالى وتر يحب الوتر فجعل أيام الدنيا تدور على سبع وخلق الإنسان من سبع وخلق أرزاقنا من سبع وخلق فوقنا سموات سبعا وخلق تحتنا أرضين سبعا وأعطى من المثاني سبعا ونهى في كتابه عن نكاح الأقربين عن سبع وقسم الميراث في كتابه على سبع ونقع في السجود من أجسادنا على سبع وطاف رسول الله صلى الله عليه و سلم بالكعبة سبعا وبين الصفا والمروة سبعا ورمى الجمار بسبع لإقامة ذكر الله مما ذكر في كتابه فأراها في السبع الأواخر من شهر رمضان والله أعلم فتعجب عمر وقال ما وافقني فيها أحد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا هذا الغلام الذي لم تستو شؤون رأسه إن رسول الله صلى الله

عليه وسلم قال التمسوها في العشر الأواخر ثم قال يا هؤلاء من يؤديني في هذا كأداء ابن عباس
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبدالرزاق بن عيينة عن أبي بكر الهذلي قال دخلت على الحسن فقال إن ابن عباس كان من القرآن بمنزل كان عمر يقول ذاكم فتى الكهول إن له لسانا سؤولا وقلبا عقولا كان يقوم على منبرنا هذا أحسبه قال عشية عرفة فيقرأ سورة البقرة وسورة آل عمران ثم يفسرهما آيةآية وكان مثجة نجدا غربا 1
حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي ثنا علي بن المديني ثنا أبو أسامة ثنا مجالد حدثني عامر الشعبي عن ابن عباس قال قال لي أبي أي بني إني أرى أمير المؤمنين يدعوك ويقربك ويستشيرك مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فاحفظ عني ثلاث خصال اتق الله لا يجربن عليك كذبة ولا تفشين له سرا ولا تغتابن عنده أحدا قال عامر فقلت لابن عباس كل واحدة خير من ألف قال كل واحدة خير من عشرة آلاف
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي وحدثنا سليمان ثنا اسحاق ثنا عبدالرزاق قال ثنا عكرمة بن عمار ثنا أبو زميل الحنفي عن عبدالله بن عباس قال لما اعتزلت الحرررية قلت لعلي يا أمير المؤمنين أبرد عني الصلاة لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم قال إني أتخوفهم عليك قال قلت كلا إن شاء الله فلبست أحسن ما أقدر عليه من هذه اليمانية ثم دخلت عليهم وهم قائلون في نحر الظهيرة فدخلت على قوم لم أر قوما قط أشد اجتهادا منهم أيديهم كأنها ثفن إبل ووجوههم مقلبة من آثار السجود قال فدخلت فقالوا مرحبا بك يا ابن عباس ما جاء بك قال جئت أحدثكم على أصحاب رسول الله صلى الله

عليه وسلم نزل الوحي وهم أعلم بتأويله فقال بعضهم لا تحدثوه وقال بعضهم لنحدثنه قال قلت أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم وختنه وأول من آمن به وأصحاب رسول الله معه قالوا ننقم عليه ثلاثا قلت وما هن قالوا أولاهن أنه حكم الرجال في دين الله وقد قال الله عز و جل إن الحكم إلا لله قال قلت وماذا قالوا قاتل ولم يسب ولم يغنم لئن كانوا كفار لقد حلت له أموالهم وإن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم قال قلت وماذا قالوا ومحا نفسه عن أمير المؤمنين فان لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين قال قلت أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم وحدثتكم من سنة نبيكم صلى الله عليه و سلم مالا تنكرون أترجعون قالوا نعم قال قلت أما قولكم إنه حكم الرجال في دين الله فانه يقول يا ايها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء إلى قوله يحكم به ذوا عدل منكم وقال في المرأة وزوجها وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها أنشدكم الله أفحكم لرجال في حقن دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم فقالوا اللهم في حقن دمائهم وصلاح ذات بينهم قال أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم قال وأما قولكم إنه قاتل ولم يسب ولم يغنم أتسبون أمكم ثم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها فقد كفرتم وإن زعمتم أنها ليست بأمكم فقد كفرتم وخرجتم من الإسلام إن الله عز و جل يقول النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم فانتم تترددون بين ضلالتين فاختاروا أيهما شئتم أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم قال وأما قولكم محا نفسه من أمير المؤمنين فان رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا قريشا يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتابا فقال اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبدالله فقال والله إني لرسول الله وإن كذبتموني أكتب يا علي محمد بن عبدالله فرسول الله كان

أفضل من علي أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم فرجع منهم عشرون ألفا وبقي أربعة آلاف فقتلوا
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا ابراهيم بن شريك الأسدي ثنا عقبة بن مكرم ثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير أن معاوية كتب إلى ابن عباس يسأله عن ثلاثة أشياء وقال إن هرقل كتب إلى معاوية يسأله عنهن فقال معاوية فمن لهذا قيل ابن عباس فكتب إلىابن عباس يسأله عن المجرة وعن القوس وعن مكان من الأرض طلعت فيه الشمس لم تطلع قبل ذلك اليوم ولا بعده فقال ابن عباس أما المجرة فباب السماءالذي تنشق منه وأما القوس فأمان لأهل الأرض من الغرق وأما المكان الذي طلعت فيه الشمس لم تطلع قبل ذلك اليوم ولا بعده فالمكان الذي انفرج من البحر لبني اسرائيل
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي ثنا ابراهيم بن حمزة عن حمزة بن أبي محمد عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر أن رجلا أتاه يسأله عن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما قال اذهب إلى ذلك الشيخ فاسأله ثم تعالى فاخبرني ما قال فذهب إلى ابن عباس فسأله فقال ابن عباس كانت السموات رتقا لا تمطر وكانت الأرض رتقا لا تنبت ففتق هذه بالمطر وفتق هذه بالنبات فرجع الرجل إلى ابن عمر فأخبره فقال إن ابن عباس قد أوتي علما صدق هكذا كانتا ثم قال ابن عمر قد كنت أقول ما يعجبني جرأة ابن عباس على تفسير القرآن فالآن قد علمت أنه قد أوتي علما
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق الثقفي ثنا عبدالله بن عمر بن أبان الجعفي ثنا يونس بن بكير ثنا أبو حمزة الثمالي عن أبي صالح قال لقد رأيت 1 من ابن عباس مجلسا لو أن جميع قريش فخرت به لكان لها فخرا لقد رأيت الناس اجتمعوا حتى ضاق بهم الطريق فما كان أحد يقدر على أن يجيء ولا أن يذهب قال فدخلت عليه فأخبرته بمكانهم على بابه فقال لي ضع لي وضوءا قال فتوضأ وجلس وقال اخرج وقل لهم من

كان يريد أن يسأل عن القرآن وحروفه وما أراد منه فليدخل قال فخرجت فاذنتهم فدخلوا حتى ملؤا البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوا عنه أو أكثره ثم قال إخوانكم فخرجوا ثم قال اخرج فقل من أراد أن يسأل عن تفسير القرآن وتأويله فليدخل قال فخرجت فاذنتهم فدخلوا حتى ملؤا البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوه عنه أو أكثر ثم قال إخوانكم فخرجوا ثم قال اخرج فقل من أراد أن يسأل عن الحلال والحرام والفقه فليدخل فخرجت فقلت لهم قال فدخلوا حتى ملؤا البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله ثم قال إخوانكم فخرجوا ثم قال اخرج فقل من أراد أن يسأل عن الفرائض وما أشبهها فليدخل قال فخرجت فأذنتهم فدخلوا حتى ملؤا البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله ثم قال اخوانكم فخرجوا ثم قال اخرج فقل من أراد أن يسأل عن العربية والشعر والغريب من الكلام فليدخل قال فدخلوا حتى ملؤا البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله قال أبو صالح فلو أن قريشا كلها فخرت بذلك لكان فخرا فما رأيت مثل هذا لأحد من الناس
حدثنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله الكاتب ثنا الحسين بن علي الطوسي ثنا محمد بن عبدالكريم ثنا الهيثم بن عدي حدثني ابن جريج عن عطاء قال ما رأيت بيتا قط أكثر وعاء لماء وخبز 1 من بيت عبدالله بن العباس
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا عبدالله بن عمر ثنا أبو معاوية ثنا شبيب بن شيبة عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي حسين قال ما رأيت بيتا كان أكثر طعاما ولا شرابا ولا فاكهة ولا علما من بيت عبدالله بن عباس
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري عن ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان أن ابن عباس اشترى ثوبا بألف درهم فلبسه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن

موسى ثنا أبو عبدالرحمن المقرئ عن كهمس بن الحسن عن ابن بريدة 1 قال شتم رجل ابن عباس فقال ابن عباس إنك لتشتمني وفي ثلاث خصال إني لآتي على الآية من كتاب الله تعالى فلوددت أن جميع الناس يعلمون منها ما أعلم وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح به ولعلي لا أقاضي إليه أبدا وإني لأسمع بالغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح به ومالي به من سائمة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن ضرار بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لو قال لي فرعون بارك الله فيك لقلت وفيك
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا قطر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد قال قال ابن عباس لو أن جبلا بغى على جبل لدك الباغي
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن الحكم عن الحسن بن مسلم عن ابن عباس قال ما ظهر البغي في قوم قط إلا ظهر فيهم الموتان 2
حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد ثنا أبو اسماعيل الترمذي ثنا أبو نعيم ثنا يونس بن أبي اسحاق عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف أن يسطو عليك فقل الله أكبر الله أعز من خلقه جميعا الله أعز مما أخاف وأحذر أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو الممسك للسموات السبع أن تقع على الأرض إلا بإذنه من شر عبده فلان وجنده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس اللهم كن لي جارا من شرهم جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك ثلاث مرات
حدثنا سليمان ثنا بكر بن سهل ثنا عمرو بن هاشم ثنا سليمان بن أبي كريمة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال من قال بسم الله فقد ذكر الله ومن قال الحمد لله فقد شكر الله ومن قال الله أكبر فقد عظم الله ومن قال

لا إله إلا الله فقد وحد الله ومن قال لا حول ولا قوة إلا بالله فقد أسلم واستسلم وكان له بهاء وكنز في الجنة 1
حدثنا حبيب ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم النبيل ثنا عبدالحميد بن جعفر عن أبيه أن ابن عباس كان يأخذ الحبة من الرمان فيأكلها فقيل له يا ابن عباس لم تفعل هذا قال إنه بلغني أنه ليس في الأرض رمانة تلقح إلا بحبة من حب الجنة فلعلها هذه
حدثنا عمرو بن أحمد ثنا عبدالله بن أحمد بن ثابت ثنا علي بن عيسى ثنا هشام بن عبدالله الرازي ثنا رشدين بن سعد عن معاوية بن صالح عن عكرمة عن ابن عباس أنه تغدى عند ابن الحنفية وذلك بعد ما حجب بصره قال فوقعت على خواننا جرادة فاخذتها فدفعتها إلى ابن عباس وقلت يا ابن عم رسول الله وقعت على خواننا جرادة فقال لي عكرمة قلت لبيك قال هذا مكتوب عليها بالسريانية إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي الجراد جند من جندي أسلطه على من أشاء من عبادي أو قال أصيب به من أشاء من عبادي
حدثنا أحمد بن جعفر معبد ثنا يحيى بن مطرف ثنا مسلم بن ابراهيم ثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري ثنا أبي عن أبي الجوزاء الربعي عن ابن عباس في قوله تعالى إلا من أتى الله بقلب سليم قال شهادة أن لا إله إلا الله
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا حامد بن شعيب ثنا الحسين بن حريث ثنا علي بن الحسين بن واقد قال قال أبي حدثني الأعمش حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس يعمل خائنة الأعين قال اذا أنت نظرت اليها تريد الخيانة أم لا وما تخفي الصدور اذا أنت قدرت عليها تزني بها أم لا قال ثم سكت الأعمش فقال ألا أخبرك بالتي تليها قال قلت بلى قال والله يقضي بالحق قادر أن يجزي بالحسنة الحسنة وبالسيئة السيئة إن الله هو السميع البصير
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز ثنا داود بن عمرو ثنا نافع عن ابن عمر عن ابن أبي مليكة قال سئل ابن عباس ما بلغ من هم يوسف قال

جلس يحل هميانه فصيح به يا يوسف لا تكن كالطير كان له ريش فاذا زنى قعد ليس له ريش
حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله الآية قال الرجلان يجلسان عند القاضي فيكون لي القاضي وإعراضه لأحد الرجلين على الآخر
حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا صالح بن عبدالله الترمذي ثنا سهل بن يوسف عن سليمان التيمي عن أبي نضرة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال ينادي مناد بين يدي الساعة أتتكم الساعة أتتكم الساعة حتى يسمعها كل حي وميت قال فينادي المنادي لمن الملك اليوم لله الواحد القهار
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا عبدالله بن عمر الجعفي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن شقيق قال خطبنا ابن عباس وهو على الموسم فافتتح سورة البقرة فجعل يقرأ ويفسر فجعلت أقول ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثله لو سمعته فارس والروم لأسلمت
حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علي ثنا اسماعيل بن عيسى العطار ثنا اسحاق بن بشر بن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال يا صاحب الذنب لا تأمنن من سوء عاقبته ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب اذا عملته فان قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب الذي عملته وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب إذا ظفرت به وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب إذاعملته ويحك هل تدري ما كان ذنب ايوب عليه السلام فابتلاه الله تعالى بالبلاء في جسده وذهاب ماله إنما كان ذنب أيوب عليه السلام أنه استعان به مسكين على ظلم يدرؤه عنه فلم يعنه ولم يأمر بمعروف وينه الظالم عن ظلم هذا المسكين

فابتلاه الله عز و جل
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا خلف بن هشام ثنا أبو شهاب عن ابراهيم بن موسى عن ابن منبه وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن عياش عن إدريس بن وهب بن منبه عن أبيه وحدثنا الحسين بن علي ثنا عبدالرحمن بن محمد بن ادريس ثنا أحمد بن سنان ثنا عبدالرحمن بن مهدي ثنا مروان بن عبدالواحد ثنا موسى بن أبي دارم عن وهب بن منبه قال أخبر ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن قوما عند باب بني سهم يختصمون أظنه قال في القدر فنهض اليهم وأعطى محجنه عكرمة ووضع احدى يديه عليه والأخرى على طاوس فلما انتهى اليهم أوسعوا له ورحبوا به فلم يجلس قال أبو شهاب في حديثه فقال لهم انتسبوا لي أعرفكم فانتسبوا له أو من انتسب منهم فقال أو ما علمتم أن لله تعالى عبادا أصمتتهم خشيته من غير بكم ولا عي وإنهم لهم العلماء والفصحاء والطلقاء والنبلاء العلماء بأيام الله عز و جل غير أنهم اذا تذكروا عظمة الله عز و جل طاشت لذلك عقولهم وانكسرت قلوبهم وانقطعت ألسنتهم حتى إذا استفاقوا من ذلك تسارعوا إلى الله عز و جل بالأعمال الزاكية وزاد عبدالرحمن بن مهدي في حديثه يعدون أنفسهم مع المفرطين وإنهم لأكياس أقوياء ومع الظالمين والخطائين وإنهم لأبرار برءاء إلا أنهم لا يستكثرون له الكثير ولا يرضون له القليل ولا يدلون عليه بالأعمال هم حيثما لقيتهم مهتمون ومشفقون وجلون خائفون قال وانصرف عنهم فرجع إلى مجلسه
حدثنا سليم بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا عبدالله بن الوليد العجلي حدثني بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال لوددت أن عندي رجلا من أهل القدر فوجأت رأسه قالوا ولم ذاك قال لأن الله تعالى خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء دفتاه ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور وعرضه ما بين السماء والأرض ينظر فيه كل يوم ستين وثلثمائة نظرة يخلق بكل نظرة ويحيي

ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا جعفر بن محمد بن شريك ثنا محمد بن سليمان ثنا إسماعيل بن زكريا عن محمد بن عون الخراساني عن أبي غالب الخلجي قال سمعت ابن عباس رضي الله تعالى عنه يقول عليك بالفرائض وما وطف الله تعالى عليك من حقه فأده واستعن الله على ذلك فإنه لا يعلم من عبد صدق نية وحرصا فيما عنده من حسن ثوابه إلا أخره عما يكره وهو الملك يصنع ما يشاء
حدثنا أبي ثنا الحسن بن محمد ثنا محمد بن حميد ثنا يعقوب بن عبدالله الأشعري ثنا جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال ما من مؤمن ولا فاجر إلا وقد كتب الله تعالى له رزقه من الحلال فان صير حتى يأتيه آتاه الله تعالى وإن جزع فتناول شيئا من الحرام نقصه الله من رزقه الحلال
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا الحسن بن زكريا ثنا محمد بن سليمان لوين ثنا إسماعيل بن زكريا عن محمد بن عون عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون قال كان الله تعالى يبعث النبي إلى أمته فيلبث فيهم إلى انقضاء أجله من الدنيا ثم يقبضه الله تعالى إليه فتقول الأمة من بعده أو من شاء منهم إنا على منهاج النبي وسبيله فينزل الله تعالى بهم البلاء فمن ثبت منهم على ما كان عليه النبي فهو الصادق ومن خالف إلى غير ذلك فهو الكاذب
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يوسف القاضي ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا عون بن عمارة ثنا يحيى بن أبي أنيسة عن علقمة بن مرثد عن علي بن الحسين عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال كان رجل ممن كان قبلكم يكذب بالقدر وكان مسيئا 1 إلى امرأته فخرج إلى الجبانة فوجد قحف رأس مكتوب عليه يحرق ثم يدرى في الريح قال فأخذه فجعله في سفط ودفعه إلى امرأته ثم أحسن إليها ثم سافر فجاءها جاراتها فقلن يا أم فلان بم كان يحسن زوجك الصنعية إليك فهل استودعك شيئا فقالت نعم هذا السفط قلن فان فيه رأس خليلة له فقامت

غيورا مغضبة حتى فتحته فإذا فيه قحف رأس قلن تدرين يا أم فلان ما تصنعين به احرقيه ثم ذريه في الريح ففعلت فقدم زوجها من سفره وهي مغضبة فقال لها ما فعل السفط فحدثته بالحديث فقال آمنت بالله وصدقت بالقدر فرجع عن قوله
حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علويه ثنا إسماعيل بن عيسى ثنا إسحاق بن بشر عن أبي بكر الهذلي وهشام بن حسان عن الحسن ومقاتل عمن أخبره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال كان رجل فيمن كان قبلكم عبد الله تعالى ثمانين سنة ثم أنه أخطأ خطيئة خاف منها على نفسه فأتى الفيافي فناداها أيتها الفيافي الكثيرة رمالها الكثيرة عضاهها الكثيرة دوابها الكثيرة تلاعها هل فيك مكان يواريني من ربي عز و جل فأجاتبه الفيافي بإذن الله يا هذا والله ما في نبت ولا شجر إلا وملك موكل به فكيف أواريك عن الله تعالى فأتى البحر فقال أيها البحر الغزير ماؤه الكثير حيتانه هل فيك مكان يواريني من ربي عز و جل فأجابه بإذن الله فقال يا هذا والله ما في حصاة ولا دابة إلا وبها ملك موكل فكيف أواريك عن الله عز و جل فأتى الجبال فقال يا أيتها الجبال الشوامخ في السماء الكثيرة غيرانها هل فيك مكان يواريني من ربي تعالى فقالت الجبال والله ما فينا من حصاة ولا غار إلا وملك موكل به فأين أواريك قال فأقام يتعبد هنالك ويلتمس التوبة حتى حضره الموت فبكى فقال يا رب اقبض روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد ولا تبعثني يوم القيامة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو عبيدة الحداد وإسماعيل يعني ابن علية قالا أخبرنا صالح بن رستم عن عبدالله بن أبي مليكة قال صحبت ابن عباس رضي الله تعالى عنه من مكة إلى المدينة فكان إذا نزل قام شطر الليل قال فسأله أيوب كيف كانت قراءته قال قرأ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد فجعل يرتل ويكثر في ذاكم النشيج لفظ أبي عبيدة
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالوهاب عن

سعيد الجريري عن رجل قال رأيت ابن عباس رضي الله تعالى عنه أخذ بثمرة لسانه 1 وهو يقول ويحك قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم فقال له رجل يا ابن عباس مالي أراك آخذا بثمرة لسانك تقول كذا قال إنه بلغني أن العبد يوم القيامة ليس هو على شيء أحنق 1 منه على لسانه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي ثنا خلف بن عبدالحميد ثنا ابو الصباح عبدالغفور بن سعيد عن أبي هاشم الرماني عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرا أو جمعة أو ما شاء الله أحب إلي من حجة بعد حجة ولطبق بدانق أهديه إلى أخ لي في الله عز و جل أحب إلي من دينار أنفقه في سبيل الله عز و جل
حدثنا عبدالله بن محمد بن عثمان الواسطي ثنا محمد بن إسحاق ثنا علي بن الحسين بن اشكيب 2 ثنا كثير بن هشام ثنا عيسى بن إبراهيم عن محمد بن عبيدالله الفزاري عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال لما ضرب الدينار والدرهم أخذه ابليس فوضعه على عينيه وقال أنت ثمرة قلبي وقرة عيني بك أطغى وبك أكفر وبك أدخل النار رضيت من ابن آدم بحب الدنيا أن يعبدك
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان الثوري عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه ذهب الناس وبقي النسناس قيل وما النسناس قال الذين يتشبهون بالناس وليسوا بالناس
حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ثنا علي بن محمد المصري ثنا محمد بن اسماعيل السلمي ثنا أبو نعيم ثنا شريك عن ليث عن مجاهد عن عبدالله رضي الله تعالى عنه قال يأتي على الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتى لا تجد فيه أحدا ذا عقل
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا اسحاق بن

إبراهيم الحربي ثنا عباد بن موسى ثنا سفيان عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال قال لي معاوية رضي الله تعالى عنه أنت على ملة علي قلت ولا على ملة عثمان أنا على ملة رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ويحيى بن معين قالا ثنا معمر عن شعيب عن أبي رجاء قال كان هذا الموضع من ابن عباس رضي الله تعالى عنه مجرى الدموع كأنه الشرك البالي
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب السختياني قال نبئت أن طاوسا كان يقول ما رأيت أحدا كان أشد تعظيما لحرمات الله من ابن عباس رضي الله تعالى عنه والله لو أشاء إذا ذكرته أن أبكي لبكيت
حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الإمام ثنا محمد بن عيسى بن سليمان البصري ثنا حفص بن عمر أبو عمر البرمكي ثنا الفرات بن السائب عن ميمون بن مهران قال شهدت جنازة عبدالله ابن عباس رضي الله تعالى عنه بالطائف فلما وضع ليصلى عليه جاء طائر أبيض حتى دخل في أكفانه فالتمس فلم يوجد فلما سوي عليه سمعنا صوتا نسمع صوته ولا نرى شخصه يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي 46
عبدالله بن الزبير
ومنهم الصائل بالحق القائل بالصدق المحنك بريق النبوة المبجل لشرف الأمومة والأبوة المشاهد في القيام والمواصل للصيام ذو السيف الصارم والرأي الحازم مبارز الشجعان وحافظ القرآن التزق بالنبي لزوقا والتصق بالصديق لصوقا سبط عمة النبي صفية وابن أخت زوجته الصديقة الوفية عبدالله بن الزبير منابذ الغوير ومحارب الشقير وقيل إن التصوف التظاهر بالحق على المتكاثر بالخلق
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا دران بن سفيان البصري ثنا موسى بن

إسماعيل ثنا الهنيد بن القاسم بن عبدالرحمن بن ماعز قال سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يحدث أن أباه حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم وهو يحتجم فلما فرغ قال يا عبدالله اذهب بهذا الدم فاهرقه حيث لا يراك أحد فلما برزت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عمدت إلى الدم فحسوته فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال ما صنعت يا عبدالله قلت جعلته في مكان ظننت أنه خاف على الناس قال فلعلك شربته قلت نعم قال ومن أمرك أن تشرب الدم ويل لك من الناس وويل للناس منك
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن حماد بن سفيان ثنا محمد بن موسى الجرشي ثنا سعد أبو عاصم مولى سليمان بن علي قال رعم لي كيسان مولى عبدالله بن الزبير قال دخل سلمان على رسول الله صلى الله عليه و سلم وإذا عبدالله بن الزبير معه طست يشرب ما فيها فدخل عبدالله على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له فرغت قال نعم قال سلمان ما ذاك يا رسول الله قال أعطيته غسالة محاجمي يهريق ما فيها قال سلمان ذاك شربه والذي بعثك بالحق قال شربته قال نعم قال لم قال أحببت أن يكون دم رسول الله صلى الله عليه و سلم في جوفي فقال بيده على رأس ابن الزبير وقال ويل لك من الناس وويل للناس منك لا تمسك النار إلا قسم اليمين
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن مودود ثنا سليمان بن يوسف ثنا يعقوب بن ابراهيم بن سعد ثنا أبي عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال أخبرني القاسم بن محمد بن أبي بكر أن معاوية أخبر أن عبدالله بن عمر وعبدالرحمن بن أبي بكر وعبدالله بن الزبير خرجوا من المدينة عائذين بالكعبة من بيعة يزيد بن معاوية قال فلما قدم معاوية مكة تلقاه عبدالله بن الزبير بالتنعيم فضاحكه معاوية وسأله عن الأموال ولم يعرض بشيء من الأمر الذي بلغه ثم لقي عبدالله بن عمر وعبدالرحمن بن أبي بكر فتفاوضا معه في أمر يزيد ثم دعا معاوية ابن الزبير فقال له هذا صنيعك أنت

استزللت هذين الرجلين وسننت هذا الأمر وإنما أنت ثعلب رواغ لا تخرج من جحر إلا دخلت في آخر فقال ابن الزبير ليس بي شقاق ولكن أكره أن أبايع رجلين أيكما أطيع بعد أن أعطيكما العهود والمواثيق فإن كنت مللت الامارة فبايع ليزيد فنحن نبايعه معك فقام معاوية حين أبوا عليه فقال ألا إن حديث الناس ذات غور وقد كان بلغني عن هؤلاء الرهط أحاديث وجدتها كذبا وقد سمعوا وأطاعوا ودخلوا في صلح ما دخلت فيه الأمة
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا الحوطي وعمرو بن عثمان قالا ثنا شعيب بن اسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه أن يزيد بن معاوية كتب إلى عبدالله بن الزبير إني قد بعثت بسلسلة من فضة وقيدين من ذهب وجامعة من فضة وحلفت بالله لتأتيني في ذلك فألقى عبدالله بن الزبير الكتاب وقال ... ولا ألين لغير الحق أسأله ... حتى يلين لضرس الماضغ الحجر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن المبارك الصنعاني ثنا يزيد بن المبارك ثنا عبدالملك بن عبدالرحمن الزماري ثنا القاسم بن معن عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما مات معاوية تثاقل عبدالله بن الزبير عن طاعة يزيد بن معاوية وأظهر شتمه فبلغ ذلك يزيد فأقسم لا يؤتى به إلا مغلولا وإلا أرسل إليه فقيل لابن الزبير ألا نصنع لك غلا من فضة تلبس عليه الثوب وتبر قسمه فالصلح أجمل بك قال لا أبر والله قسمه ثم قال ... ولا ألين لغير الحق أسأله ... حتى يلين لضرس الماضغ الحجر ... ثم قال والله لضربة بسيف في عز أحب إلي من ضربة سوط في ذل ثم دعا إلى نفسه وأظهر الخلاف ليزيد بن معاوية فبعث إليه يزيد حصين بن نمير الكندي وقال له يا ابن برذعة الحمار احذر خدائع قريش ولا تعاملهم إلا بالثقاف ثم القطاف فورد حصين مكة فقاتل بها ابن الزبير وأحرق الكعبة ثم بلغه موت يزيد فهرب فلما مات يزيد دعا مروان بن الحكم إلى نفسه ثم=

مجلد 2. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
المؤلف : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني

مات مروان فدعا عبدالملك إلى نفسه فعقد للحجاج في جيش إلى مكة فورد مكة وظهر على أبي قبيس ونصب عليه المنجنيق يرمي به ابن الزبير ومن معه في المسجد فلما كان الغداة التي قتل فيها ابن الزبير دخل ابن الزبير على أمه أسماء بنت أبي بكر وهي يومئذ ابنة مائة سنة لم يسقط لها سن ولم يفسد لها بصر فقال يا عبدالله ما فعلت في حربك قال بلغوا مكان كذا وكذا وضحك وقال إن في الموت لراحة فقالت أسماء يا بني لعلك تتمناه لي ما أحب أن أموت حتى آتي على أحد طرفيك إما أن تملك فتقر بذلك عيني وإما أن تقتل فأحتسبك ثم ودعها فقالت يا بني إياك أن تعطى خصلة من دينك مخافة القتل وخرج عنها فدخل المسجد فقيل له ألا تكلمهم في الصلح فقال أو حين صلح هذا والله لو وجدوكم في جوف الكعبة لذبحوكم ثم أنشأ يقول ... ولست بمبتاع الحياة بذلة 1كذا في ز وفي ح نسيئة ... ولا مرتق من خشية الموت سلما ... ثم أقبل على آل الزبير يعظهم ويقول ليكن أحدكم سيفه كما يكن وجهه ولا ينكسر سيفه فيدفع عن نفسه بيده كأنه امرأة والله ما لقيت زحفا قط إلا في الرعيل الأول وما ألمت جرحا قط إلا أن يكون ألم الدواء ثم حمل عليهم ومعه سيفان فأول من لقيه الأسود فضربه بسيفه حتى أطن رجله فقال الأسود أخ يا ابن الزانية فقال له ابن الزبير اخس يا ابن حام أسماء زانية ثم أخرجهم من المسجد فما زال يحمل عليهم ويخرجهم من المسجد ويقول لو كان قرني واحدا كفيته قال وعلى ظهر المسجد من أعوانه من يرمي عدوه بالآجر فأصابته آجرة في مفرقه حتى فلقت رأسه فوقف قائما وهو يقول ... ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما ... قال ثم وقع فأكب عليه موليان وهما يقولان العبد يحمي ربه ويحتمي قال ثم سير إليه فجز رأسه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن المبارك ثنا زيد بن المبارك أخبرنا

صاحب لنا قال أخبرني إبراهيم بن اسحاق قال سمعت أبي إسحاق يقول أنا حاضر قتل الزبير يوم قتل في المسجد الحرام جعلت الجيوش تدخل من أبواب المسجد فكلما دخل قوم من باب حمل عليهم وحده حتى يخرجهم فبينا هو على تلك الحالة إذ جاءت شرفة من شرفات المسجد فوقعت على رأسه فصرعته وهو يتمثل بهذه الأبيات يقول ... أسماء إن قتلت لا تبكيني ... لم يبق إلا حسبي وديني ... وصارم لانت به يميني 1 ... حدثنا فاروق بن عبدالكبير الخطابي ثنا عبدالعزيز بن معاوية العتبي ثنا جعفر بن عون ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال كان عبدالله بن الزبير يحمل عليهم حتى يخرجهم من الأبواب وهو يرتجز ويقول ... لو كان قرني واحدا كفيته ... ويقول ... ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدما
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو الأحمسي ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر وحدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا دحيم ثنا شعيب بن اسحاق عن هشام بن عروة وفاطمة بنت المنذر قالا خرجت أسماء بنت أبي بكر مهاجرة إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهي حبلى بعبدالله بن الزبير فوضعته فلم ترضعه حتى أتت به النبي صلى الله عليه و سلم فأخذه فوضعه في حجره فطلبوا تمرة يحنكه بها حتى وجدوا فكان أول شيء دخل بطنه ريق رسول الله صلى الله عليه و سلم وسماه عبدالله قال شعيب في حديثه فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بتمرة فقالت عائشة فمكثنا ساعة نلتمسها قبل أن نجدها فمضغها ثم وضعها في فيه
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا ابو حصين الوادعي ثنا أحمد بن يونس ثنا ابو المحياة يحيى بن يعلى التيمي عن أبيه قال

دخلت مكة بعد ما قتل ابن الزبير بثلاثة أيام وهو حينئذ مصلوب قال فجاءت أمه عجوز طويلة مكفوفة البصر فقالت للحجاج أما آن لهذا الراكب أن ينزل فقال الحجاج المنافق فقالت والله ما كان منافقا إن كان لصواما قواما برا قال انصرفي يا عجوز فإنك قد خرفت قالت لا والله ما خرفت منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يخرج من ثقيف كذاب ومبير فأما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فأنت
حدثنا علي بن حميد الواسطي ثنا أسلم بن سهل الواسطي ثنا محمد بن حسان ثنا عبدالوهاب بن عطاء ثنا زياد الجصاص عن علي بن زيد بن جدعان عن مجاهد قال كنت مع ابن عمر فمر على ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما فوقف عليه فقال رحمك الله فإنك ما علمت صواما قواما وصولا للرحم وإني لأرجو أن لا يعذبك الله عز و جل ثم التفت إلي فقال أخبرني أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من يعمل سوءا يجز به
حدثنا ابو بكر الطلحي ثنا أبو حصين الوادعي ثنا أحمد بن يونس ثنا مندل عن سيف أبي الهذيل عن نافع قال أدنيت عبدالله بن عمر من جذع ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما فقال يرحمك الله فوالله إن كنت لصواما قواما
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق الثقفي ثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا ابو عاصم عن عمر بن قيس قال كان لابن الزبير مائة غلام يتكلم كل غلام منهم بلغة أخرى فكان ابن الزبير يكلم كل واحد منهم بلغته فكنت إذا نظرت إليه في أمر دنياه قلت هذا رجل لم يرد الله طرفة عين وإذا نظرت إليه في أمر آخرته قلت هذا رجل لم يرد الدنيا طرفة عين
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ثنا أبو العباس السراج ثنا محمد بن الصباح ومحمد بن ميمون قالا ثنا سفيان عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال ذكرت ابن الزبير عند ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فقال كان عفيفا في الإسلام قارئا للقرآن أبوه الزبير وأمه أسماء وجده أبو بكر وعمته خديجة وجدته صفية وخالته عائشة والله لأحاسبن له نفسي محاسبة لم

أحاسبها لأبي بكر ولا لعمر
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا العباس بن الوليد النرسي ثنا مسلم بن خالد الزنجي قال سمعت عمرو بن دينار يقول ما رأيت مصليا قط أحسن صلاة من عبدالله بن الزبير
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن عباد ثنا سفيان قال سمعت هشام بن عروة يقول قال لي ابن المنكدر لو رأيت ابن الزبير وهو يصلي لقلت غصن شجرة يصفقها الريح إن المنجنيق ليقع ههنا وههنا ما يبالي
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو حصين الوادعي ثنا أحمد بن يونس ثنا زائدة عن منصور عن مجاهد قال كان عبدالله بن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود وكان يقول ذلك من الخشوع في الصلاة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم عن عبدالرازق عن ابن جريج عن عطاء قال كان ابن الزبير إذا صلى كأنه كعب راتب 1 الأمبوبتين من القصب والراتب الثابت لم يتحرك عن القاموس
حدثنا محمد بن علي بن عاصم ثنا الحسين بن محمد الحراني ثنا عبدالوارث بن عبدالصمد حدثني أمي قالت حدثتنا ماطرة المهدية قال حدثتني خالتي أم جعفر بنت النعمان أنها سلمت على أسماء بنت أبي بكر وذكر عندها عبدالله بن الزبير فقال كان ابن الزبير قوام الليل صوام النهار وكان يسمى حمام المسجد
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن سعيد ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال قال لي عمر بن عبدالعزيز إن في قلبك من ابن الزبير قال قلت لو رأيته ما رأيت مناجيا مثله ولا مصليا مثله
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد الحراني ثنا محمد بن بشار عن روح بن عبادة عن حبيب بن الشيهد عن ابن أبي مليكة قال كان ابن الزبير يواصل سبعة أيام ويصبح يوم السابع وهو أليثنا 2 القوي والمليئة من الابل الشديدة عن القاموس
حدثنا سليمان ثنا زكريا الساجي ثنا حوثرة بن محمد ثنا أبو أسامة ثنا سعيد بن المرزبان أبو سعيد العبسي ثنا محمد بن عبدالله الثقفي قال شهدت

خطبة ابن الزبير بالموسم خرج علينا قبل التروية بيوم وهو محرم فلبى بأحسن تلبية سمعتها قط ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فانكم جئتم من آفاق شتى وفودا إلى الله عز و جل فحق على الله أن يكرم وفده فمن كان جاء يطلب ما عند الله فان طالب الله لا يخيب فصدقوا قولكم بفعل فان ملاك القول الفعل والنية النية القلوب القلوب الله الله في أيامكم هذه فانها أيام تغفر فيها الذنوب جئتم من آفاق شتى في غير تجارة ولا طلب مال ولا دنيا ترجون ما هنا ثم لبى ولبى الناس فما رأيت يوما قط كان أكثر باكيا من يؤمئذ
حدثنا ابو عمرو بن حمدان ثنا الحسين بن سفيان ثنا حبيب بن موسى ثنا عبدالله بن المبارك ثنا مالك بن أنس عن وهب بن كيسان قال كتب إلي عبدالله بن الزبير بموعظة أما بعد فان لأهل التقوى علامات يعرفون بها ويعرفونها من أنفسهم من صبر على البلاء ورضى بالقضاء وشكر النعماء وذل لحكم القرآن وانما الامام كالسوق ما نفق فيها حمل اليها إن نفق الحق عنده حمل اليه وجاءه أهل الحق وإن نفق الباطل عنده جاءه أهل الباطل ونفق عنده
حدثنا ابو بكر اللحى قال حدثني محمد بن الحسين الوادعي قال ثنا أحمد بن عبدالله بن يونس قال ثنا معاوية عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان قال ما رأيت عبدالله بن الزبير يعطي سلمه رجلا قط لرغبة ولا لرهبة سلطانا ولا غيره
حدثنا أبو بكر الطلحي قال حدثني محمد بن الحسين الوادعي قال ثنا أحمد بن عبدالله بن يونس قال ثنا ابو معاوية عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان قال كان أهل الشام يعيرون ابن الزبير يقولون له يا ابن ذات النطاقين قالت له أسماء يا بني إنهم ليعيرونك بالنطاقين وإنما كان نطاق شققته بنصفين فجعلت في سفرة رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدهما وأوكيت قربته بالآخر قال فكانوا بعد إذا عيروه بالنطاقين يقول انها ورب الكعبة ... وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
حدثنا فاروق بن عبدالكبير الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا إبراهيم

ابن بشار ثنا سفيان بن عيينة ثنا محمد بن عمرو عن يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب عن ابن الزبير قال لما نزلت هذه الآية ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون قال الزبير يا رسول الله أيكرر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب قال نعم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان عن محمد بن عمرو عن يحيى بن عبدالرحمن بن حاطب عن ابن الزبير قال لما نزلت ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قال الزبير يا رسول الله أي نعيم نسأل عنه وإنما هما الأسودان الماء والتمر قال أما إن ذلك سيكون
حدثنا سليمان حدثنا فضيل بن محمد الملطي وأبو زرعة الدمشقي قالا ثنا أبو نعيم ثنا عبدالرحمن بن الغسيل عن العباس بن سهل بن سعد الساعدي الأنصاري قال سمعت ابن الزبير يقول في خطبته على منبر مكة يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول لو أن ابن آدم أعطي واديا من ذهب أحب إليه ثانيا ولو أعطي ثانيا أحب إليه ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ذكر أهل الصفة قال الشيخ قد ذكرنا بعض أحوال فريق من نساك الصحابة وعبادهم وأقوال جماعة من أئمة الصحابة وأعلامهم من المشتهرين بالمعبود وذكره المشغوفين بالفرد ووده الذين جعلوا للعارفين والعاملين قدوة وعلى المفتونين بالدنيا والمقبلين عليها حجة ونذكر الآن مستعينين بالله شأن أهل الصفة وأخلاقهم وأحوالهم وتسمية من سمي لنا اسمه بالأسانيد المشهورة والشواهد المذكورة وهم قوم أخلاهم الحق من الركون إلى شيء من العروض وعصمهم من الافتتان بها عن الفروض وجعلهم قدوة للمتجردين من الفقراء كما جعل من تقدم ذكرهم أسوة للعارفين من الحكماء لا يأوون إلى أهل ولا مال

ولا يلهيهم عن ذكر الله تجارة ولا حال لم يحزنوا على ما فاتهم من الدنيا ولا يفرحوا إلا بما أيدوا به من العقبى كانت أفراحهم بمعبودهم ومليكهم وأحزانهم على فوت الاغتنام من أوقاتهم وأورادهم هم الرجال الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ولم يأسوا على ما فاتهم ولم يفرحوا بما آتاهم حماهم مليكهم عن التمتع بالدنيا والتبسط فيها لكيلا يبغوا ولا يطغوا رفضوا الحزن على ما فات من ذهاب وشتات والفرح بصاحب نسب إلى بلى ورفات
حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا عبدالله بن وهب أخبرني أبو هانئ قال سمعت عمرو بن حريث وغيره يقولون إنما نزلت هذه الآية في أصحاب الصفة ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ذلك بانهم قالوا لو أن لنا فتمنوا الدنيا رواه حيوة عن أبي هانئ
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان عن عبدالله بن المبارك عن حيوة بن شريح عن أبي هانئ قال سمعت عمرو بن حريث يقول نزلت هذه الآية في أهل الصفة ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض قال لأنهم تمنوا الدنيا قال الشيخ رحمه زوى الله عز و جل عنهم الدنيا وقبضها إبقاء عليهم وصونا لهم لئلا يطغوا فصاروا في حماه محفوظين من الأثقال ومحروسين من الأشغال لا تذهلهم الأموال ولا تتغير عليهم الأحوال
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسين ين سفيان ثنا عبيدالله بن معاذ ثنا معتمر بن سليمان قال قال أبي ثنا أبو عثمان النهدي أنه حدثه عبدالرحمن بن أبي بكر أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس بسادس أو كما قال وأن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق نبي الله صلى الله عليه و سلم بعشرة هذا حديث صحيح متفق عليه
حدثنا سليمان ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا عمر بن ذر ثنا مجاهد أن أبا هريرة قال مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبا هر

فقلت لبيك يا رسول الله قال الحق أهل الصفة فادعهم قال وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون على أهل ولا مال إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل اليهم وأصاب منها وأشركهم فيها صحيح متفق عليه
حدثنا أبو عمر بن حمدان ثنا الحسين بن سفيان ثنا وهب بن بقية ثنا خالد بن عبدالله عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي عن طلحة بن عمرو قال كان الرجل إذا قدم على النبي صلى الله عليه و سلم وكان له بالمدينة عريف نزل عليه وإذا لم يكن له عريف نزل مع أصحاب الصفة قال وكنت فيمن نزل الصفة فوافقت رجلا وكان يجرى علينا من رسول الله صلى الله عليه و سلم كل يوم مد من تمر بين رجلين
حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن النضر الأزدي حدثنا موسى بن داود ثنا شريك عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن علي بن حسين عن أبي رافع قال لما ولدت فاطمة حسينا قالت يا رسول الله ألا أعق عن ابني قال لا ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره ورقا أو فضة على الأوفاض والمساكين يعني بالأوفاض أهل الصفة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبدالرحمن المقرء ثنا حيوة أخبرني أبو هانئ أن أبا علي الجنبي حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يقول كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في صلاتهم لما بهم من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب إن هؤلاء مجانين رواه ابن وهب عن ابن هانئ 1ابن هانئ هو حميد بن هانئ الخولاني وهو أبو هانئ ويروي عن عمر بن مالك الجنبي أبو علي الجنبي المذكور كذا في الخلاصة
حدثنا محمد بن محمد بن اسحاق ثنا زكريا الساجي ثنا أحمد بن عبدالرحمن ثنا عمي عبدالله بن وهب عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال كان من أهل الصفة سبعون رجلا ليس لواحد منهم رداء
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن عبدالله بن رسته ثنا أبو أيوب المقرئ ثنا جرير عن عطاء عن الشعبي عن أبي هريرة قال كنت في الصفة فبعث الينا النبي صلى

الله عليه وسلم عجوة فكنا نقرن الثنتين من الجوع ويقول لأصحابه إني قد قرنت فاقرنوا
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السرى ثنا أبو معاوية عن هشام عن الحسن قال جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أهل الصفة فقال كيف أصبحتم قالوا بخير فقال رسول الله أنتم اليوم خير وإذا غدي على أحدكم بجفنة وريح بأخرى وستر أحدكم بيته كما تستر الكعبة فقالوا يا رسول الله نصيب ذلك ونحن على ديننا قال نعم قالوا فنحن يومئذ خير نتصدق ونعتق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا بل أنتم اليوم خير إنكم إذا أصبتموها تحاسدتم وتقاطعتم وتباغضتم كذا رواه أبو معاوية مرسلا
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السرى ثنا يونس بن بكير ثنا سنان بن سيسن 1 الحنفي حدثني الحسن قال بنيت صفة لضعفاء المسلمين فجعل المسلمون يوغلون اليها ما استطاعوا من خير فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتيهم فيقول السلام عليكم يا أهل الصفة فيقولون وعليك السلام يا رسول الله فيقول كيف أصبحتم فيقولون بخير يا رسول الله فيقول أنتم اليوم خير من يوم يغدى على أحدكم بجفنة ويراح عليه بأخرى ويغدو في حلة ويروح في أخرى وتسترون بيوتكم كما تستر الكعبة فقالوا نحن يومئذ خير يعطينا الله تعالى فنشكر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بل أنتم اليوم خير قال الشيخ رحمه الله وكان عدد قاطني الصفة يختلف على حسب اختلاف الأوقات والأحوال فربما تفرق عنها وانتقص طارقوها من الغرباء والقادمين فيقل عددهم وربما يجتمع فيها واردوها من الوراد والوفود فينضم اليهم فيكثرون غير أن الظاهر من أحوالهم والمشهور من أخبارهم غلبة الفقر عليهم وإيثارهم القلة واختيارهم لها فلم يجتمع لهم ثوبان ولا حضرهم من الأطعمة لونان يدل على ذلك ما حدثناه أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد

ابن حنبل حدثني أبي ثنا وكيع حدثني فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال رأيت سبعين من أهل الصفة يصلون في ثوب فمنهم من يبلغ ركبتيه ومنهم من هو أسفل من ذلك فاذا ركع أحدهم قبض عليه مخافة أن تبدو عورته
حدثنا عبدالله بن جعفر بن أحمد ثنا اسماعيل بن عبدالله ثنا هشام بن عامر ثنا صدقة بن خالد ثنا زيد بن واقد حدثني بسر بن عبيدالله الحضرمي عن واثلة بن الأسقع قال كنت من أصحاب الصفة وما منا أحد عليه ثوب تام قد اتخذ العرق في جلودنا طوقا من الوسخ والغبار
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم ثنا هناد بن السرى ثنا أبو أسامة عن جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أمسى قسم ناسا من أهل الصفة بين ناس من أصحابه فكان الرجل يذهب بالرجل والرجل يذهب بالرجلين والرجل يذهب بالثلاثة حتى ذكر عشرة فكان سعد بن عبادة يركع كل ليلة إلى أهله بثمانين منهم يعشيهم
حدثنا عبدالله بن محمد أبو بكر ثنا عبدالله بن محمد بن النعمان ثنا أبو نعيم وحدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام 1 واللفظ له ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو نعيم عن موسى بن علي قال سمعت أبي يحدث عن عقبة بن عامر قال خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن في الصفة فقال أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحاء والعقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم فقلنا يا رسول الله كلنا نحب ذلك قال أو لا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله تعالى خير له من ناقتين وثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل قال الشيخ رحمه الله فحديث عقبة يصرح بأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يردهم عند العوارض الداعية إلى تمني الدنيا والإقبال عليها إلى ما هو أليق بحالهم وأصلح لبالهم من الاشتغال بالأذكار وما يعود عليهم من منافع

البيان والأنوار ويعصمون به من المهالك والأخطار ويستروحون إليه مما يرد من الأماني على الأسرار
حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد ثنا أبو إسماعيل الترمذي ثنا يحيى بن بكير ثنا ابن لهيعة عن عمارة بن غزية أن ربيعة بن أبي عبدالرحمن أخبره أنه سمع أنس بن مالك يقول أقبل أبو طلحة يوما فإذا النبي صلى الله عليه و سلم قائم يقرئ أصحاب الصفة على بطنه فصيل 1 من حجر يقيم به صلبه من الجوع كان شغلهم تفهم الكتاب وتعلمه ونهمتهم الترنم بالخطاب وتردده شاهد ذلك ما حدثناه
جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا حماد بن زيد عن المعلى بن زياد عن العلاء بن بشير عن أبي الصديق النادي عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال أتى علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن أناس من ضعفة المسلمين ورجل يقرأ علينا القرآن ويدعو لنا ما أظن رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرف أحدا منهم وإن بعضهم ليتوارى من بعض من العري فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده فأدارها شبه الحلقة فاستدارت له الحلقة فقال بما كنتم تراجعون قالوا هذا رجل يقرأ علينا القرآن ويدعو لنا قال فعودوا لما كنتم فيه ثم قال الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم ثم قال ليبشر فقراء المؤمنين بالفوز يوم القيامة قبل الأغنياء بمقدار خمسمائة عام هؤلاء في الجنة ينعمون وهؤلاء يحاسبون رواه جعفر بن سليمان عن المعلى بن زياد باسناده مثله ورواه جعفر أيضا عن ثابت البناني عن سلمان مرسلا
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا يسار ثنا جعفر يعني ابن سليمان ثنا ثابت البناني قال كان سلمان في عصابة يذكرون الله عز و جل قال فمر النبي صلى الله عليه و سلم فكفوا فقال ما كنتم تقولون فقلنا نذكر الله يا رسول الله قال قولوا فاني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت أن أشارككم فيها ثم

قال الحمد لله جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم رواه مسلمة بن عبدالله عن عمه عن سلمان مطولا في قصة المؤلفة ذكرناه في نظائره في كتاب شرف الفقر قال الشيخ رحمه الله والمتحققون بالفقر من الصحابة وتابعيهم إلى قيام الساعة أمارة وأعلام الصدق لهم شاهرة وبواطنهم بمشاهدة الحق عامرة إذ الحق شاهدهم وسائسهم والرسول صلى الله عليه و سلم سفيرهم ومؤدبهم وحق لمن أعرض عن الدنيا وغرورها وأقبل على العقبى وحبورها فعزفت نفسه عن الزائل الواهي ونابذ الزخارف والملاهي وشاهد صنع الواحد الباقي واستروح روائح المقبل الآتي من دوام الآخرة ونضرتها وخلود المجاورة وبهجتها وحضور الزيارة وزهرتها ومعاينة المعبود ولذتها أن يكون بما اختار له المعبود من الفقر راضيا وعما اقتطعه منه ساليا ولما ندبه إليه ساعيا ولخواطر قلبه راعيا ليصير في جملة المطهرين ويحشر في زمرة الضعفاء والمساكين ويقرب مما خص به الأبرار من المقربين فيغتنم ساعاته عن مخالطة المخلطين ويصون أوقاته عن مسالمة المبطلين ويجتهد في معاملة رب العالمين مقتديا في جميع أحواله بسيد السفراء والمرسلين كذا حدثناه سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا محمد بن أبي خلف ثنا يحيى بن عباد ثنا محمد بن عثمان الواسطي عن ثابت عن أنس 1 قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أعجبه نحو 2 الرجل أمره بالصلاة قال الشيخ رحمه الله استوطنوا الصفة فصفوا من الأكدار ونقوا من الأغيار وعصموا من حظوظ النفوس والأبشار وأثبتوا في جملة المصطنع لهم من الأبرار فأنزلوا في رياض النعيم وسقوا من خالص التسنيم
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن عبدالله بن نمير ثنا عمران بن عيينة عن إسماعيل عن أبي صالح ومزاجه من تسنيم قال هو أشرف شراب أهل الجنة للمقربين صرفا وللناس مزاجا

قال الشيخ رحمه الله وأهل الصفة هم أخيار القبائل والأقطار ألبسوا الأنوار فاستطابوا الأذكار واستراحت لهم الأعضاء والأطوار واستنارت منهم البواطن والأسرار بما قدح فيها المعبود من الرضا والأخبار فأعرضوا عن المشغوفين بما غرهم ولهوا عن الجامعين لما ضرهم من الحطام الزائل البائد ومسالمة العدو الحاسد معتصمين بما حماهم به الواقي الذائد فاجتزوا من الدنيا بالفلق ومن ملبوسها بالخرق لم يعدلوا إلى أحد سواه ولم يعولوا إلا على محبته ورضاه رغبت الملائكة في زيارتهم وخلتهم وأمر الرسول صلى الله عليه و سلم بالصبر على محادثتهم ومجالستهم
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن عثام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط بن نصر عن السدى عن أبي سعيد الأزدي عن أبي الكنود عن خباب بن الأرت ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه قال جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري فوجد النبي صلى الله عليه و سلم قاعدا مع بلال وعمار وصهيب وخباب في أناس من الضعفاء المؤمنين فلما رأوهم حقروهم فخلوا به فقالوا إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلا فان وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا العرب قعودا مع هذه الأعبد فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا فإذا نحن فرغنا فاقعدهم إن شئت قال نعم قالوا فاكتب لنا عليك كتابا فدعا بالصحيفة ليكتب لهم ودعا عليا عليه السلام ليكتب فلما أراد ذلك ونحن قعود في ناحية إذ نزل جبريل عليه السلام فقال ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه إلى قوله فتكون من الظالمين ثم ذكر الأقرع وصاحبه فقال وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين ثم ذكر فقال تعالى وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة فرمى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصحيفة ودعانا فأتيناه وهو يقول سلام عليكم فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته فكان رسول الله

صلى الله عليه و سلم يجلس معنا فاذا أراد أن يقوم قام وتركنا فأنزل الله عز و جل واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا يقول لا تعد عيناك عنهم تجالس الأشراف ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا أما الذي أغفل قلبه فهو عيينة بن حصين والأقرع وأما فرطا فهلاكا ثم ضرب لهم مثل الرجلين ومثل الحياة الدنيا قال فكنا بعد ذلك نقعد مع النبي صلى الله عليه و سلم فاذا بلغنا الساعة التي كان يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم وإلا صبر أبدا حتى نقوم رواه عمر بن محمد العنقزي عن أسباط مثله
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو وهب الحراني ثنا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبدالله عن عمه عن سلمان الفارسي قال جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم عيينة بن حصين والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله إنك لو جلست في صدر المسجد ونحيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون أبا ذر وسلمان وفقراء المسلمين وكان عليهم جباب الصوف لم يكن عندهم غيرها جلسنا اليك وخالصناك وأخذنا عنك فأنزل الله عز و جل واتل ما أوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه حتى بلغ نار أحاط بهم سرادقها يتهددهم بالنار فقام نبي الله يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم أمتي معكم المحيا ومعكم الممات
حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا علي بن عبدالعزيز حدثنا أبو حذيفة حدثنا سفيان الثوري عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص قال نزلت هذه الآية في ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم منهم ابن مسعود قال كنا نستبق إلى النبي ندنو إليه فقالت قريش تدني هؤلاء دوننا فكأن النبي صلى الله عليه و سلم هم بشيء فنزلت ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي

يريدون وجهه الآية رواه اسرائيل عن المقدام بن شريح نحوه
حدثناه أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا عبيدالله بن موسى ثنا اسرائيل عن المقدام بن شريح الحارثي عن أبيه عن سعد بن أبي وقاص قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن ستة نفر فقال المشركون أطرد هؤلاء عنك فانهم وإنهم قال فكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان نسيت اسميهما قال فوقع في نفس النبي صلى الله عليه و سلم من ذلك ما شاء الله فحدث به نفسه فأنزل الله عز و جل ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه
حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه أخبرنا جرير عن أشعب بن سوار عن كردوس عن عبدالله بن مسعود قال مر الملأ من قريش على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعنده صهيب وبلال وخباب وعمار ونحوهم وناس من ضعفاء المسلمين فقالوا يا رسول الله أرضيت بهؤلاء من قومك أفنحن نكون تبعا لهؤلاء أهؤلاء الذين من الله عليهم أطردهم عنك فلعلك إن طردتهم اتبعاك قال فأنزل الله عز و جل وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم إلى قوله فتكون من الظالمين
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم ثنا محمد بن عبيدالله بن مرزوق ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت عن معاوية بن قرة عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان مر بسلمان وصهيب وبلال فقالوا ما أخذت السيوف من عنق عدو الله مأخذها فقال لهم أبو بكر تقولون هذا لشيخ قريش وسيدها ثم أتى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بالذي قالوا فقال يا أبا بكر لعلك أغضبتهم والذي نفسي بيده لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك فرجع اليهم فقال يا اخواني لعلي أغضبتكم فقالوا لا يا أبا بكر يغفر الله لك
حدثنا محمد بن محمد بن عبدالله ثنا عبدالمؤمن بن أحمد الجرجاني ثنا الحسين بن علي السمسار ثنا أبو عبدالرحمن المكتب ثنا المسيب بن شريك عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يرفع الله بهذا العلم

أقواما فيجعلهم قادة يقتدى بهم في الخير وتقتص آثارهم وترمق أعمالهم وترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا هارون بن ملول ثنا أبو عبدالرحمن المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب ثنا معروف بن سويد الجذامي أن أبا عشانة المعافري حدثه أنه سمع عبدالله بن عمرو بن العاص يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هل تدرون أول من يدخل الجنة قالوا الله ورسوله أعلم قال فقراء المهاجرين الذي تتقى بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء فتقول الملائكة ربنا نحن ملائكتك وخزنتك وسكان سمواتك لا تدخلهم الجنة قبلنا فيقول عبادي لا يشركون بي شيئا تتقى بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يستطع لها قضاء فعند ذلك تدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالله بن محمد بن سوار ثنا أبو هلال الأشعري ثنا محمد بن مروان عن ثابت الثمالي أبي حمزة عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أولئك يجزون الغرفة بما صبروا قال الغرفة الجنة بما صبروا على الفقر في دار الدنيا قال الشيخ رحمه الله فأما أسامي أهل الصفة فقد رأيت لبعض المتأخرين تتبعا على ذكرهم وجمعهم على حروف المعجم وضم إلى ذكرهم فقراء المهاجرين الذين قدمنا ذكرهم وسألني بعض أصحابنا الاحتذاء على كتابه وفي كتابه أسامي جماعة موهوم فيها لأن جماعة عرفوا من أهل القبة نسبوا إلى أهل الصفة وهو تصحيف من بعض النقلة وسنبين ذلك إذا انتهينا إليه إن شاء الله تعالى فممن بدأنا بذكره 47
أوس بن أوس الثقفي
وقيل أوس بن حذيفة ونسبه إلى أهل الصفة وهو وهم فإنه قدم وافدا مع وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه و سلم في آخر عهده وهو

من المالكيين مع الأحلاف الذين أنزلهم النبي صلى الله عليه و سلم القبة لا الصفة روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم غير حديث ولا يحفظ عنه من حال أهل الصفة شيء فمما أسند ما حدثناه سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ثنا أبي ثنا زهير ثنا سماك بن حرب عن النعمان بن سالم عن أوس بن أوس الثقفي قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن في قبته في مسجد المدينة فأتاه رجل فساره بشيء لا ندري ما يقول فقال اذهب فقل لهم يقتلوه ثم قال لعله يشهد أن لا إله إلا الله قال نعم قال اذهب فقل لهم يرسلوه فاني أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فاذا قالوها حرمت علي دماؤهم وأموالهم إلا بأمر حق وكان حسابهم على الله عز و جل رواه شعبة وأبو عوانة عن سماك نحوه وقال شعبة في حديثه كنت في أسفل القبة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا عبدالله بن عبدالرحمن الطائفي ثنا عثمان بن عبدالله بن أوس الثقفي عن جده أوس بن حذيفة قال قدمنا وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزل الأحلافيون على المغيرة بن شعبة وأنزل المالكيين قبته فكان يأتينا بعد عشاء الآخرة فيحدثنا فكان أكثر ما اشتكى قريشا يقول كنا مستذلين مستضعفين بمكة فلما قدمنا المدينة انتصفنا من القوم 48
أسماء بن حارثة
وذكر أسماء بن حارثة الأسلمي أخا هند فكان أبو هريرة يقول ما كنت أرى أسماء وهندا إلا خادمين لرسول الله صلى الله عليه و سلم من طول لزومهما بابه وخدمتهما له قال بعض المتأخرين هو من أهل الصفة
حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف الصرصري ثنا عبدالله بن محمد البغوي قال رأيت في كتاب محمد بن سعد الواقدي أسماء بن حارثة بن سعيد بن عبدالله بن عباد بن سعد بن عمرو بن عامر بن ثعلبة من مالك بن أقصى صحب

النبي صلى الله عليه و سلم فكان من أهل الصفة توفي بالبصرة سنة ستين وهو يومئذ ابن ثمانين سنة
فمما أسند ما حدثناه فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا سهل بن بكار ثنا وهيب ثنا عبدالرحمن بن حرملة عن يحيى بن هند بن حارثة عن أسماء بن حارثة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثه فقال مر قومك فليصوموا هذا اليوم قال أرأيت إن وجدتهم قد طعموا قال فليتموا آخر يومهم يعني يوم عاشوراء 49
الأغر المزني
وذكر الأغر المزني ونسب إلى موسى بن عقبة من غير اسناد أنه من أهل الصفة
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن ثابت عن أبي بردة عن الأغر بن مزينة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ليغان على قلبي حتى أستغفر الله مائة مرة
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو النصر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا بردة قال سمعت رجلا من جهينة يقال له الأغر يحدث ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول يأيها الناس توبوا إلى بارئكم فإني أتوب اليه في اليوم مائة مرة وذكر بلال بن رباح في أهل الصفة وقد تقدم ذكرنا له وأنه كان من السابقين المعذبين في الله عز و جل خازن النبي صلى الله عليه و سلم
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين الوادعي ثنا يحيى بن عبدالحميد ثنا أيوب بن سيار ثنا محمد بن المنكدر عن جابر حدثني بلال قال أذنت الصبح في ليلة باردة فلم يأتني أحد ثم أذنت فلم يأتني أحد فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما لهم قلت منعهم البرد فقال اللهم اكسر عنهم البرد قال بلال أشهد لقد رأيتهم يتروحون في الصبح من الحر

البراء بن مالك
وذكر البراء بن مالك الأنصاري أخا أنس بن مالك وحكى عن محمد بن اسحاق أنه من أهل الصفة ولم يذكر اسناده والبراء شهد أحدا فما دونه من المشاهد استشهد يوم تستر وكان طيب القلب يميل إلى السماع ويستلذ الترنم أحد الشجعان والفرسان
حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن حمزة وأبو محمد بن حيان قالا ثنا محمد بن عبدالله بن رسته ثنا أبو معمر ثنا سعيد بن محمد عن مصعب بن سليم قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رب أشعث ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك فلما كان يوم تستر انكشف الناس فقالوا يا براء أقسم على ربك فقال أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك قال فاستشهد
حدثنا علي بن هارون ثنا موسى بن هارون الحافظ قال في كتابي عن الحسن بن حماد الوراق وعندي أني سمعته منه ثنا عبدة ثنا محمد بن اسحاق عن عبدالله يعني ابن المثنى عن ثمامة عن أنس بن مالك قال كان البراء بن مالك رجلا حسن الصوت فكان يرجز برسول الله صلى الله عليه و سلم فبينا هو يرجز برسول الله في بعض أسفاره إذ قارب النساء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إياك والقوارير إياك والقوارير
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم عن عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك قال استلقى البراء بن مالك على ظهره ثم ترنم فقال له أنس أي أخي فاستوى جالسا فقال أتراني أموت على فراشي وقد قتلت مائة من المشركين مبارزة سوى من شاركت في قتله وذكر ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ونسبه إلى أهل الصفة من قبل عمرو بن علي وقد تقدم ذكرنا لثوبان أنه كان من القنعين الأعفاء الوفيين الظرفاء

حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن خليد ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام قال حدثني أبو أسماء الرحبي أن ثوبان مولى النبي صلى الله عليه و سلم قال كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء حبر من أحبار اليهود فقال جئت أسألك فقال سل فقال اليهودي أين الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هم في الظلمة دون الجسر قال فمن أول الناس اجازة قال فقراء المهاجرين
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا إبراهيم بن عبدالله بن ايوب ثنا أبو طالب عبدالجبار بن عاصم ثنا عبيدالله بن عمرو الرقي ثنا أيوب عن أبي قلابة عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن أفضل دينار دينار أنفقه رجل على عياله أو على دابته في سبيل الله أو أنفقه على أصحابه في سبيل الله 51
ثابت بن الضحاك
وذكر ثابت بن الضحاك الأنصاري أبا زيد الأشهلي ونسبه إلى أهل الصفة وهو من أهل الشجرة أنصاري الدار ليس من أهل الصفة بشيء
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن بشر الحريري ثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير أن أبا قلابة أخبره أن ثابت بن الضحاك أخبره أنه بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت الشجرة وأن رسول الله قال من قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة قال حدثني ثابت الضحاك أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من حلف بملة الاسلام كاذبا فهو كما قال 52
ثابت بن وديعة
وذكر ثابت بن وديعة الأنصاري ونسبه إلى أهل الصفة وإنما نزل الكوفة لا الصفة وروي له هذا الحديث

حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو النضر ثنا شعبة عن الحكم عن زيد بن وهب عن البراء بن عازب عن ثابت بن وديعة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه أتي بضب فقال أمة مسخت والله أعلم 53
ثقيف بن عمرو
وذكر ثقيف بن عمرو بن شميط الأسدي من حلفاء بني أمية استشهد بخيبر نسبه إلى أهل الصفة حكاه عن خليفة بن خياط وذكر جندب بن جنادة أبا ذر الغفاري وقد تقدم ذكرنا له ولحاله ولقدمه وأنه رابع الاسلام وأنه كان من قطان مسجد النبي صلى الله عليه و سلم لما قدم المدينة فكان متوحدا متعبدا فربما أحدث العهد بأهل الصفة مستأنسا بهم فذكر في جملتهم لهذا
حدثنا ابو عمر بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا جبارة بن المغلس ثنا عبدالحميد بن بهرام ثنا شهر بن حوشب حدثتني أسماء بنت يزيد أن أبا ذر رضي الله عنه كان يخدم النبي صلى الله عليه و سلم حتى إذا فرغ من خدمته آوى إلى المسجد فكان هو بيته فاضطجع فيه فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليلة فوجد أبا ذر نائما منجدلا في المسجد فركله برجله حتى استوى جالسا فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أراك نائما فيه فقال أبو ذر فأين أنام مالي بيت غيره فجلس إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثت عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد ثنا محمد بن عبيدالله العامري ثنا بكر بن عبدالوهاب ثنا محمد بن عمر الاسلمي ثنا موسى بن عبيدة عن نعيم المجمر عن أبيه عن أبي ذر قال كنت من أهل الصفة فكنا إذا أمسينا حضرنا باب رسول الله صلى الله عليه و سلم فيأمر كل رجل فنيصرف برجل فيبقى من بقي من أهل الصفة عشرة أو أكثر أو أقل فيؤتى النبي صلى الله عليه و سلم بعشائه فنتعشى معه فإذا فرغنا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ناموا في المسجد قال فمر علي رسول الله صلى الله

عليه وسلم وأنا نائم على وجهي فغمزني برجله وقال يا جندب ما هذه الضجعة فانها ضجعة الشيطان 54
جرهد بن خويلد
وذكر جرهد بن خويلد وقيل ابن رزاح الأسلمي سكن الصفة متطرقا شهد الحديبية
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي عن مالك بن أنس عن أبي النضر عن زرعة بن عبدالرحمن بن جرهد عن أبيه قال كان جرهد من أصحاب الصفة وأنه قال جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم عندنا وفخذي منكشفة فقال أما علمت أن الفخذ عورة 55
جعيل بن سراقة
وذكر جعيل بن سراقة الضمري وسكن الصفة
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن قائلا قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم من أصحابه أعطيت يا رسول الله عيينة والأقرع مائة مائة وتركت جعيل بن سراقة الضمري فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما والذي نفسي بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض كلهم مثل عيينة والأقرع ولكني تألفتهما ليسلما ووكلت جعيلا إلى إسلامه
حدثنا محمد بن عبدالله بن سعيد ثنا عبدان ثنا يونس بن وهب أخبرني عمر بن الحارث عن بكر بن سوادة عن أبي سالم الجيشاني عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له كيف ترى جعيلا قلت مسكينا كشكله من الناس قال وكيف ترى فلانا قلت سيدا من سادات الناس قال فجعليل خير من هذا ملء الأرض قلت يا رسول الله ففلان هكذا وليس تصنع به ما تصنع به قال إنه رأس قومه فأنا أتألفهم

جارية بن حميل
وذكر جارية بن حميل بن شبة بن قرط من أهل الصفة حكاه عن الدارقطني وذكره عن ابن جرير أن له صحبة 1 وذكر حذيفة بن اليمان خالط أهل الصفة مدة فنسب إليهم هو وأبوه من المهاجرين فخيره النبي صلى الله عليه و سلم بين الهجرة والنصرة فاختار النصرة وحالف الأنصار فعد في جملتهم تقدم ذكرنا له ولأحواله في الطبقة الأولى كان بالفتن والآفات عارفا وعلى العلم والعبادة عاكفا وعن التمتع بالدنيا عازفا بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الأحزاب سرية وحده وألبسه عباءته بعد أن كفى في سيره 2 ريحه وبرده
حدثنا محمد بن أحمد ثنا عبدالله بن شيرويه ثنا اسحاق بن راهويه ثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال كنا عند حذيفة بن اليمان فقال لقد ركبنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الأحزاب في ليلة ذات ريح شديدة وقر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا رجل يأتيني بخبر القوم يكون معي يوم القيامة فأمسك القوم ثم قالها الثانية ثم الثالثة ثم قال يا حذيفة قم فاتنا بخبر القوم فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم فقال إئتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي قال فمضيت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم قال ثم رجعت كأنما أمشي في حمام فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته قال ثم أصابني حين فرغت البرد فألبسني رسول الله صلى الله عليه و سلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائما حتى الصبح فلما أن أصبحت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قم يا نومان
حدثنا محمد بن أحمد الغطريفي ثنا عبدالله بن محمد ثنا اسحاق بن راهويه قال أخبرني جرير عن عبدالله بن يزيد الاصبهاني عن يزيد بن

أحمر عن حذيفة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الصفة فأراد بلال أن يؤذن فقال على رسلك يا بلال ثم قال لنا أطعموا فطعمنا ثم قال لنا اشربوا فشربنا ثم قام إلى الصلاة قال جرير يعني به السحور 57
حذيفة بن أسيد
وذكر حذيفة بن أسيد أبا سريحة الغفاري من أهل الصفة شهد الشجرة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا المسعودي عن فرات القزاز 1 عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري من أهل الصفة قال اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نتذاكر الساعة فقال إن الساعة لا تقوم حتى يكون عشر آيات الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وفتح يأجوج ومأجوج ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر قال الشيخ وأراه قال ونزول عيسى بن مريم
حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان حدثني نصر بن عبدالرحمن الوشاء ثنا زيد بن الحسن الانماطي عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن وائلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون على الحوض فإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بايديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا وعترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض 58
حبيب بن زيد
وذكر حبيب بن زيد بن عاصم الأنصاري الأزدي من بني النجار ونسبه إلىأهل الصفة وصحف وإنما هو من أهل العقبة

أخذه مسيلمة الكذاب فجعل يقول له أتشهد أن محمدا رسول الله فيقول نعم فيقول أتشهد أني رسول الله فيقول لا أسمع فقطعه مسيلمة وكانت أم حبيب اسمها نسيبة من أهل العقبة فخرجت في خلافة أبي بكر مع المسلمين إلى مسيلمة فباشرت الحرب بنفسها حتى قتل الله مسيلمة ورجعت إلى المدينة وبها عشر جراحات من طعنة وضربة
حدثناه حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن ايوب ثنا إبراهيم بن سعد عن ابن اسحاق بهذا 59
حارثة بن النعمان
وذكر حارثة بن النعمان الانصاري النجاري في أهل الصفة وحكاه عن أبي عبدالرحمن النسائي وكان من أهل بدر وأحد الثمانين الذين ثبتوا يوم حنين ولم يفروا وأصيب ببصره في آخر عمره
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ فقلت من هذا قالوا حارثة بن النعمان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كذلك البر كذلك البر وكان أبر الناس بأمه رواه ابن أبي عتيق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مثله
حدثنا ابو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا يعقوب بن يوسف الصفار ثنا ابن أبي فديك عن محمد بن عثمان عن أبيه قال كان حارثة بن النعمان قد ذهب بصره فاتخذ خيطا من مصلاه إلى باب الحجرة ووضع عنده مكتلا فيه تمر فاذا جاء المسكين فسلم أخذ من ذلك المكتل ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله وكان أهله يقولون له نحن نكفيك فيقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول مناولة المسكين تقي ميتة السوء 60
حازم بن حرملة
وذكر حازم بن حرملة الأسلمي ونسبه إلى الصفة من قبل الحسن بن سفيان

حدثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا الحسن بن سفيان ثنا ابراهيم بن المنذر ثنا محمد بن معن بن نضلة الغفاري ثنا خالد بن سعيد قال أخبرني أبو زينب مولى حازم بن حرملة عن حازم بن حرملة قال مررت برسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاني أو نوديت له فلما وقفت عليه قال يا حازم أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فانها كنز من كنوز الجنة 61
حنظلة بن أبي عامر
وذكر حنظلة بن أبي عامر الراهب الانصاري ونسبة إلى أهل الصفة من قبل أبي موسى محمد بن المثنى وهو غسيل الملائكة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن اسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن حنظلة بن أبي عامر أخي بني عمرو بن عوف أنه التقى هو وأبو سفيان بن حرب يوم أحد فلما استعلاه حنظلة رآه شداد بن الأسود وكان يقال له ابن شعوب قد علا أبا سفيان فضربه شداد فقتله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن صاحبكم يعني حنظلة لتغسله الملائكة فاسألوا أهله ما شأنه فسئلت صاحبته فقالت خرج وهو جنب حين سمع الهاتفة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لذلك غسلته الملائكة 62
حجاج بن عمرو
وذكر حجاج بن عمرو الأسلمي ونسبة إلى أهل الصفة وأحال به على أبي عبدالله الحافظ وهو وهم لأن حجاجا الأسلمي هو حجاج بن مالك أبو حجاج بن حجاج وحجاج بن عمرو هو المازني الأنصاري ولا يعرف لواحد منهم ذكر في أهل الصفة وأخرج له هذا الحديث
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا محمد بن أحمد بن ابي العوام ثنا

أبو عاصم ثنا الحجاج بن أبي عثمان حدثني يحيى بن أبي كثير ثنا عكرمة مولى ابن عباس عن الحجاج بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كسر أو عرج فقد حل وعليه حجة أخرى 63
الحكم بن عمير
وذكر الحكم بن عمير الثمالي ونسبه إلى أهل الصفة سكن الشام
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية ثنا عيسى بن ابراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كونوا في الدنيا أضيافا واتخذوا المساجد بيوتا وعودوا قلوبكم الرقة وأكثروا التفكر والبكاء ولا تختلفن بكم الأهواء تبنون ما لا تسكنون وتجمعون مالا تأكلون وتأملون ما لا تدركون وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كفى بالمرء نقصا في دينه أن يكثر خطاياه وينقص حلمه ويقل حقيقته 1 جيفة بالليل بطال النهار كسول هلوع منوع رتوع
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يحيى بن عبدالباقي ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية عن عيسى بن ابراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم استحيوا من الله حق الحياء احفظوا الرأس وما حوى والبطن وما وعى واذكروا الموت والبلى فمن فعل ذلك كان ثوابه جنة المأوى 64
حرملة بن اياس
وذكر حرملة بن اياس في أهل الصفة ونسبه إلى خليفة بن خياط وقيل هو حرملة بن عبدالله العنبري
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا قرة بن خالد ثنا ضرغامة بن عليبة بن حرملة ثنا أبي عن جدي قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم في ركب من الحي فلما أردت

الرجوع قلت أوصني يا رسول الله قال اتق الله وإذا كنت في مجلس فقمت عنه فسمعتهم يقولون ما يعجبك فأته وإذا سمعتهم يقولون ما تكره فلا تأته
حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف ثنا عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز ثنا أبو خيثمة ثنا عبدالصمد بن عبدالوارث أخبرني عبدالله بن حسان حدثني حبان بن عاصم حدثني حرملة بن إياس أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فأقام عنده حتى عرفه فلما أراد الانصراف قال أتيته فقلت يا رسول الله ما تأمرني قال يا حرملة إئت المعروف واجتنب المنكر قال فصدرت عنه ثم قلت لو رجعت فاستزدته فقلت يا رسول الله أوصني قال يا حرملة اجتنب المنكر وائت المعروف وما سر أذنك أن تسمع من القوم يقولون لك إذا قمت من عندهم فأته وما ساء أذنك أن تسمع من القوم إذا قمت من عندهم يقولون لك فاجتنبه رواه أحمد بن إسحاق الحضرمي عن عبدالله بن حسان حدثني حبان بن عاصم وحدثناني ابنتا عليبة أن حرملة أخبرهما أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر نحوه وزاد قال فلما خرجت إذا هما لم يدعا شيئا إتيان المعروف واجتناب المنكر وذكر خباب بن الأرت الأرض ونسبه إلى أهل الصفة من قبل كردوس وكان من السابقين الأولين من المهاجرين ذكرنا أحواله فيما تقدم وكان من المعذبين شهد بدرا والمشاهد
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا سعيد بن عمرو ثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال كان خباب من المهاجرين وكان ممن يعذب في الله
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثني عمي أبو بكر ثنا محمد بن فضيل عن أبيه قال سمعت كردوسا يقول كان خباب بن الأرت أسلم سادس ستة وكان له سدس الاسلام
حدثنا محمد بن أحمد ثنا محمد بن عثمان ثنا علي بن المديني ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن أبي اسحاق عن أبي ليلى الكندي قال جاء خباب إلى عمر فقال له ادن فما أرى أحدا أحق بهذا

المجلس منك فجعل خباب يريه آثارا في ظهره مما عذبه المشركون
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبدالله ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على خباب بن الأرت نعوده وقد اكتوى بسبع كيات ثم قال إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعا إلا التراب ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائطا فقال يؤجر المؤمن في كل شيء إلا شيء يجعله في التراب ولولا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به رواه يزيد بن أبي أنيسة في جماعة عن اسماعيل مثله
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي وموسى بن عيسى قالا ثنا أبو اليمان ثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عبدالله بن عبدالله بن الحارث بن نوفل عن عبدالله بن خباب بن الأرت عن أبيه خباب أنه راقب رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة فصلى حتى إذا كان مع الفجر قال يا رسول الله رأيتك الليلة صليت صلاة ما رأيتك صليت مثلها قال أجل إنها صلاة رغب ورهب سألت ربي ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم فأعطاني ذلك وسألته أن لا يسلط علينا عدوا فيهلكنا فأعطاني ذلك وسألته أن لا يلبس أمتي شيعا فمنعني ذلك رواه صالح بن كيسان ومعمر والنعمان بن راشد والزبيدي في آخرين عن الزهري
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال عاد ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم خبابا قالوا أبشر يا عبدالله ترد على النبي صلى الله عليه و سلم فقال كيف بهذا وهذا أسفل البيت وأعلاه وقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما يكفي أحدكم من الدنيا كقدر زاد الراكب 65
خنيس بن حذافة
وذكر خنيس بن حذافة السهمي في أهل الصفة حكاه عن أبي طالب

الحافظ ومحمد بن إسحاق بن يسار وخنيس من المهاجرين الأولين زوجته حفصة بنت عمر من مهاجرة الحبشة وشهد بدرا توفي بالمدينة في أول الإسلام وتأيمت منه حفصة وتزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن عمر قال تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ممن شهد بدرا فتوفي بالمدينة فلقيت أبا بكر فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر فلم يرجع إلي شيئا فلبثت ليالي فخطبها رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا قال قلت نعم قال فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك شيئا حين عرضتها علي إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكرها ولم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه و سلم ولو تركها نكحتها 66
خالد بن يزيد
وذكر خالد بن يزيد أبا أيوب الأنصاري في أهل الصفة وقال قاله محمد بن جرير وأبو أيوب هو صاحب الدار المشهورة التي نزل عليه العلم المنشور رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قدم المدينة إلى أن بنى المسجد والحجرة وداره اليوم أيضا بالمدينة مذكورة استغنى عن الصفة ونزولها شهد بدرا والعقبة وهو من أهل العقبة لا من أهل الصفة توفي بالقسطنطينية ودفن في أصل سورها
حدثنا فاروق الخطابي ثنا زياد بن الخليل ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح ثنا موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري في تسمية من شهد العقبة أبو أيوب خالد بن يزيد فمن مسانيد حديثه

حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا داود بن المحبر ثنا ميسرة بن عبد ربه عن موسى بن عبيدة عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الرجلين ليتوجهان إلى المسجد فيصليان فينصرف أحدهما وصلاته أوزن من أحد وينصرف الآخر وما تعدل صلاته مثقال ذرة فقال أبو حميد الساعدي وكيف يكون ذلك يا رسول الله قال إذا كان أحسنهما عقلا قال وكيف يكون ذلك قال إذا كان أورعهما عن محارم الله وأحرصهما على المسارعة إلى الخير وإن كان دونه في التطوع هذا حديث غريب من حديث الزهري وحديث موسى بن عبيدة وتابع الزبيدي موسى بن عبيدة عليه ولم يذكر قول أبي حميد
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا عاصم بن علي حدثني أبي عن عبدالله بن خثيم قال حدثني قال حدثني عمي ابن جبير عن جده عن أبي أيوب قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله علمني وأوجز قال إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع ولا تكلمن بكلام تعتذر منه وأجمع اليأس لما في أيدي الناس قال الشيخ غريب من حديث أبي أيوب لم يروه إلا عبدالله بن عثمان بن خثيم وروى ابن عمر نحوه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن حماد بن زغبة ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل قال سمعت عباد بن ناشرة يقول سمعت أبا رهم أنه سمع أبا أيوب الأنصاري يقول إن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج إليهم فقال إن ربي خيرني بين سبعين ألفا يدخلون الجنة عفوا بغير حساب وبين الحثية عنده فقال رجل يا رسول الله يحثي لك ربك فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم خرج اليهم وهو يكبر فقال ان ربي زادني يتبع كل ألف سبعون ألفا والحثية عنده قال أبو رهم يا أبا أيوب وما تظن حثية الله فأكله الناس بأفواههم فقال أبو أيوب دعوا صاحبكم أخبركم

عن حثية النبي صلى الله عليه و سلم كما أظن بل كالمستيقن حثية النبي أن يقول رب من شهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك ثم يصدق قلبه لسانه وجبت له الجنة هذا حديث غريب تفرد به أبو قبيل عن عباد حدث به الكبار عن سعيد بن أبي مريم مثل محمد بن سهل بن عسكر وأشكاله 67
خريم بن فاتك
وذكر خريم بن فاتك الأسدي من أهل الصفة ونسبه إلى أحمد بن سليمان المروزي وخريم شهد بدرا وهو الذي هتف به الهاتف حين جنه الليل بابرق العراق فقال ... ويحك عذ بالله ذي الجلال ... والمجد والبقاء 1 والافضال ... واقرأ لآيات من الأنفال ... ووحد الله ولا تبالي فعمد إلى المدينة فقدمها فوافق النبي صلى الله عليه و سلم على منبره قائما يخطب فأسلم وشهد معه بدرا ومما أسند حدثنا عبدالله بن إبراهيم ثنا أبو برزة الفضل بن محمد الحاسب ثنا محمد بن الصباح ثنا سلمة بن صالح عن أبي اسحاق عن شمر بن عطية عن خريم بن فاتك قال نظر إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أي رجل أنت لولا أن فيك خصلتين قلت وما هما يا رسول الله إن واحدة تكفي فما هما قال تسبيل إزارك وتوفير شعرك قال فرفع إزاره وأخذ من شعره رواه قيس بن الربيع عن أبي اسحاق مثله 68
خريم بن أوس
وذكر خريم بن أوس الطائي في أهل الصفة ونسبه إلى أبي الحسن علي بن

عمر الدارقطني وخريم من المهاجرين وهو الذي لما أن أخبر النبي أصحابه أن الحيرة رفعت له فرأى الشيماء بنت بقيلة معتجرة بخمار أسود على بغلة شهباء قال يا رسول الله إن نحن فتحناها فوجدناها على هذه الصفة هي لي قال هي لك ثم سار مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة فقتلوا مسيلمة ثم سار معه نحو الطف حتى دخلوا الحيرة فكان أول من لقيهم فيها بنت بقيلة على البغلة الشهباء كما نعتها رسول الله صلى الله عليه و سلم فتعلق بها خريم وادعاها فشهد له محمد بن مسلمة وعبدالله بن عمر فسلمها إليه خالد بن الوليد فنزل إليها أخوها عبدالمسيح فقال له بعنيها فقال لا أنقصها والله من عشر مائة فدفع إليه ألفا وقال لو قلت مائة ألف لدفعتها إليك فقال ما كنت أحسب أن مالا أكثر من عشر مائة
حدثنا أبو محمد بن حيان حدثني يحيى بن محمد ثنا أبو السكين زكريا بن يحيى حدثني عم أبي زحر بن حصن عن جده حميد بن منهب حدثني خريم بن أوس قال هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقدمت عليه منصرفه من تبوك فأسلمت فقال له العباس إني أريد أن أمتدحك فقال قل لا يفضض الله فاك 69
خبيب بن يساف
وذكر خبيب بن يساف بن عتبة أبا عبدالرحمن في أهل الصفة حكاه عن أبي عبدالله الحافظ النيسابوري وحكى عن أبي بكر بن أبي داود أنه من أهل بدر
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا يزيد بن هارون حدثنا المسلم بن سعيد الثقفي ثنا خبيب بن عبدالرحمن بن خبيب عن أبيه عن جده قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو يريد غزوا أنا ورجل من قومي ولم نسلم فقلنا إنا نستحي أن يشهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم فقال أسلمتما قلنا لا قال فإنا لا نستعين بالمشركين قال فأسلمنا وشهدنا معه فقتلت رجلا وضربني ضربة فتزوجت

بابنته بعد ذلك فكانت تقول لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح فأقول لا عدمت رجلا عجل أباك إلى النار رواه أبو جعفر الرازي عن مسلم 70
دكين بن سعيد
وذكر دكين بن سعيد المزني وقيل الخثعمي من أهل الصفة سكن الكوفة قدم على النبي صلى الله عليه و سلم في أربعمائة نفر يستطعمونه فأطعمهم وزودهم قال الشيخ رحمه الله لا أعلم لاستيطانه الصفة ونزولها أثرا صحيحا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا ثور بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان بن عيينة ثنا اسماعيل بن ابي خالد قال سمعت قيس بن أبي حازم قال حدثني دكين بن سعيد قال أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في أربعمائة راكب نسأله الطعام فقال يا عمر اذهب فأطعمهم وأعطهم فقال يا رسول الله ما عندي إلا آصع تمر ما تقيظني وعيالي 1 فقال أبو بكر اسمع وأطع قال عمر سمعا وطاعة فانطلق عمر حتى أتى علية 2 فأخرج مفتاحا من حجزته ففتحها فقال للقوم ادخلوا فدخلوا وكنت آخر القوم دخولا فأخذت ثم نظرت فاذا مثل الفصيل 3 من التمر هذا حديث صحيح رواه عن اسماعيل عدة وهو أحد دلائل النبي صلى الله عليه و سلم وذكر عبدالله ذا البجادين في أهل الصفة حكاه عن علي بن المديني تقدم ذكرنا له في جملة المهاجرين السابقين وسمي ذا البجادين لأن عمه كان يلي عليه وهو في حجره بكرمه فلما أسلم نزع منه كلما كان عليه فأبى إلا الاسلام فاعطته أمه بجادا من شعر فشقه باثنتين فاتزر بأحدهما وارتدى بالآخر ثم دخل على النبي صلى الله عليه و سلم فقال له ما اسمك قال عبدالعزى قال بل أنت عبدالله ذو البجادين ومات في غزوة تبوك ونزل النبي صلى الله عليه و سلم قبره ودفنه بيده

رفاعةأبو لبابة
وذكر رفاعة أبا لبابة الأنصاري وقيل اسمه بشير بن عبدالمنذر من بني عمرو بن عوف في أهل الصفة نسبه إلى أبي عبدالله الحافظ النيسابوري كان رفاعة بدريا بسهمه
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير بن محمد عن عبدالله بن محمد بن عقيلي عن عبدالرحمن بن يزيد عن أبي لبابة بن عبد المنذر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله من يوم الأضحى ومن يوم الفطر فيه خمس خصال خلق الله فيه آدم وفيه أهبط إلى الأرض وفيه توفى الله آدم وفيه ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه ما لم يسأل حراما وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا جبال ولا رياح ولا بحر إلا وهي يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم الساعة 72
أبو رزين
وذكر أبا رزين في أهل الصفة واستشهد بحديث رواه عمرو بن بكر السكسكي عن محمد بن يزيد عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لرجل من أهل الصفة يكنى أبا رزين يا أبا رزين إذا خلوت فحرك لسانك بذكر الله فإنك لا تزال في صلاة ما ذكرت ربك إن كنت في علانية فصلاة العلانية وإن كنت خاليا فصلاة الخلوة يا أبا رزين إذا كابد الناس قيام الليل وصيام النهار فكابد أنت النصيحة للمسلمين يا أبا رزين إذا أقبل الناس على الجهاد في سبيل الله فأحببت أن يكون لك مثل أجورهم فالزم المسجد تؤذن فيه لا تأخذ على أذانك أجرا
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا عبدالملك بن محمد بن عدي ثنا عباس بن الوليد أخبرني أبي ثنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن الحسن بن ابي رزين أنه قال له

رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أدلك على ملاك هذا الأمر الذي تصيب به خير الدنيا والآخرة عليك بمجالس أهل الذكر وإذا خلوت فحرك لسانك ما استطعت بذكر الله وأحب في الله وأبغض في الله هل شعرت يا أبا رزين أن الرجل إذا خرج من بيته زائرا أخاه شيعه سبعون ألف ملك كلهم يصلون عليه ربنا إنه وصل فيك فصله فإن استطعت أن تعمل بدنك في ذلك فافعل وروى علي بن هاشم عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن أبي رزين من دون الحسن نحوه 73
زيد بن الخطاب
وذكر زيد بن الخطاب في أهل الصفة من قول أبي عبدالله الحافظ وزيد قتل شهيدا يوم مسيلمة وشهد بدرا يكنى أبا عبدالرحمن
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالعزيز ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبدالعزيز بن محمد بن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال عمر لأخيه زيد يوم أحد خذ درعي قال إني أريد من الشهادة مثل ما تريد فتركاها جميعا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال رآني أبو لبابة أو زيد بن الخطاب وأنا أطارد حية لأقتلها فنهاني وقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن قتل ذوات البيوت رواه إبراهيم بن سعد وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وزمعة بن صالح عن الزهري عن أبي لبابة وزيد بلا شك وذكر سلمان الفارسي أبا عبدالله في أهل الصفة وقد تقدم ذكرنا لبعض أحواله وأنه كان أحد النجباء والسباق من الغرباء
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن حبان ثنا عمر بن الحصين ثنا عبدالعزيز بن مسلم عن الأعمش عن أبي وائل عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رجف قلب المؤمن في سبيل الله تحاتت خطاياه كما تحات عذق النخلة
حدثنا أبومحمد بن حيان ثنا محمد بن عبدالرحيم بن

شبيب ثنا اسحاق الطائي الكوفي ثنا عمرو بن خالد الكوفي ثنا أبو هاشم الرماني عن زاذان أبي عمر الكندي عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا شفيع لكل رجلين اتخيا في الله من مبعثي الى يوم القيامة وذكر سعد بن أبي وقاص في أهل الصفة مستدلا بقوله فينا نزلت ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي الآية وقد تقدم ذكرنا له في السابقين المهاجرين يكنى أبا اسحاق توفي بالمدينة بالعقيق
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة وهشام وحماد بن سلمة كلهم عن عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم ألأمثل فالأمثل حتى يبتلى الرجل على قدر دينه فإن كان صلب الدين اشتد بلاؤه وان كان في دينه رقة ابتلي على قدر ذلك أو حسب ذلك فما يبرح البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا بكير بن مسمار عن عامر بن سعد سمعه يخبر عن أبيه سعد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يحب العبد التقي الغني الحفي وذكر سعيد بن عامر بن جذيم الجمحي في أهل الصفة حكاه عن الواقدي وأنه لا يعلم له دار بالمدينة تقدم ذكرنا لحاله وتجرده عن الدنيا وإيثاره الفقر في جملة المهاجرين 74
سفينة أبو عبدالرحمن
وذكر سفينة أبا عبدالرحمن مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أهل الصفة حكاه عن يحيى بن سعيد القطان أعتقته أم سلمة على أن يخدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما عاش فخدمه عشر سنين وكان بهم خليطا ولهم أليفا
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين 1 ثنا يحيى الحماني ثنا

عبدالوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال اشترتني أم سلمة وأعتقتني واشترطت علي أن أخدم النبي صلى الله عليه و سلم ما عشت فقلت أنا ما أحب أن أفارق النبي صلى الله عليه و سلم ما عشت
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا حشرج بن نباتة ثنا سعيد بن جمهان قال سألت سفينة عن اسمه فقال إني مخبرك باسمي سماني رسول الله صلى الله عليه و سلم سفينة قلت لم سماك سفينة قال خرج ومعه اصحابه فثقل عليهم متاعهم فقال ابسط كساءك فبسطته فجعل فيه متاعهم ثم حمله علي فقال احمل ما أنت إلا سفينة قال فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو خمسة أوستة ما ثقل علي
حدثنا ابراهيم بن عبدالله بن أبي العزائم ثنا أبو عمرو بن أبي غرزة ثنا عبيدالله بن موسى عن أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ركبت سفينة في البحر فانكسرت فركبت لوحا منها فطرحني في أجمة فيها أسد قال فقلت يا أبا الحارث أنا سفنية مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فطأطأ رأسه وجعل يدفعني بجنبه أو بكتفه حتى وضعني على الطريق فلما وضعني على الطريق همهم فظننت أنه يودعني
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا إسماعيل عن عبدالله ثنا مسلم بن ابراهيم ثنا حماد بن سلمة ثنا سعيد بن جمهان عن سفينة أن عليا أضاف رجلا فصنع طعاما فقالت فاطمة لعلي سل النبي ما رده فسأله فقال ليس لي ولا لنبي أن يدخل بيتا مزوقا 75
سعد بن مالك
وذكر سعد بن مالك أبا سعيد الخدري في أهل الصفة وقال قاله أبو عبيد القاسم بن سلام وحاله قريب من حال أهل الصفة وإن كان أنصاري

الدار لإيثاره التصبر واختياره للفقر والتعفف
حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي سعيد الخدري أن أهله شكوا إليه الحاجة فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليسأل لهم شيئا فوافقه على المنبر وهو يقول أيها الناس قد آن لكم أن تستعفوا من المسألة فانه من يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله والذي نفس محمد بيده ما رزق عبد من رزق أوسع من الصبر وإن أبيتم إلا تسألوني لأعطيتكم ما وجدت رواه عطاء بن يسار عن أبي سعيد نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا خالد بن نزار ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من يصبر يصبره الله ومن يستغن يغنه الله ومن يسألنا نعطه وما أعطي عبد رزقا أوسع له من الصبر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا خالد بن نزار ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء فقال النبيون فقلت ثم أي قال ثم الصالحون إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا التمرة أو نحوها وإن كان أحدهم ليبتلى فيقمل حتى ينبذ القمل وكان أحدهم بالبلاء أشد فرحا منه بالرخاء
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو عبدالرحمن المقري ثنا حيوة عن سالم بن غيلان أنه سمع أبا السمح يحدث عن أبي الهيثم عن أبي سعيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله إذا رضي عن العبد أثنى عليه سبعة أضعاف من الخير لم يعمله وإذا سخط على العبد أثنى عليه سبعة أضعاف من الشر لم يعمله وذكر سالما مولى أبي حذيفة في أهل الصفة وقد تقدم ذكرنا له كان ممن استشهد باليمامة أخذ اللواء بيمينه فقطعت ثم تناوله بشماله فقطعت ثم اعتنق اللواء وجعل يقرأ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل

أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم إلى أن قتل
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا صفوان بن صالح ومحمد بن مصفى ثنا الوليد ثنا حنظلة بن أبي سفيان عن عبدالرحمن بن سابط عن عائشة قالت استبطأني رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات ليلة فلما جئت قال لي أين كنت قلت يا رسول الله سمعت قراءة رجل في المسجد ما سمعت مثله قط قالت فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم وتبعته فقال لي ما تدرين من هذا قلت لا قال هذا سالم مولىأبي حذيفة ثم قال الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا رواه ابن المبارك عن حنظلة 76
سالم بن عبيد الأشجعي
وذكر سالم بن عبيد الأشجعي سكن الصفة ثم انتقل إلى الكوفة ونزلها
حدثنا ابو بكر الطلحي ثنا الحسن بن الطيب ثنا وهب بن بقية ثنا اسحاق بن يوسف ثنا سلمة بن نبيط وعن نعيم بن أبي هند عن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد وكان من أهل الصفة أن النبي صلى الله عليه و سلم لما اشتد مرضه أغمي عليه فلما أفاق قال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس قال ثم أغمي عليه فقالت عائشة إن أبي رجل أسيف فلو أمرت غيره قال إنكن صواحبات يوسف مروا بلالا ومروا أبا بكر يصلي بالناس 77
سالم بن عمير
وذكر سالم بن عمير في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله شهد بدرا من الأوس من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف كان أحد التوابين فيه وفي أصحابه نزلت تولوا وأعينهم تفيض من الدمع
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا عبدالغني بن سعيد ثنا موسى بن عبدالرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس وعن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد

ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع قال هو سالم بن عمير أحد بني عمرو بن عمرو بن ثعلبة بن زيد في آخرين 78
السائب بن خلاد
وذكر السائب بن خلاد في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ
حدثنا علي بن هارون ثنا جعفر الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا اسماعيل بن جعفر عن يزيد بن حصيفة عن عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة أن عطاء بن يسار أخبره أن السائب بن خلاد أخا أبي الحارث بن الخزرج أخبره عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أخاف أهل المدينة ظالما لهم أخافه الله وكانت عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا 79
شقران مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم
وذكر شقران مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أهل الصفة وقال قاله جعفر بن محمد الصادق
حدثنا عمر بن محمد الزيات ثنا عبدالله بن عمر المنيعي ثنا محمد بن عبدالوهاب ثنا مسلم بن خالد الزنجي عن عمر بن يحيى المازني عن أبيه عن شقران قال رأيت النبي صلى الله عليه و سلم على حمار متوجها إلى خيبر 80
شداد بن أسيد
وذكر شداد بن أسيد في أهل الصفة حكاه عمرو بن قيظي بن عامر بن شداد عن أبيه عن جده أنه قدم على النبي صلى الله عليه و سلم فأسكنه الصفة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا معاذ بن المثنى ثنا علي بن المديني ثنا زيد بن الحباب ثنا عمرو بن قيظى بن عامر بن شداد بن أسيد السلمي المدني قال

حدثني أبي عن جده شداد أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فبايعه على الهجرة فاشتكى فقال مالك يا شداد قال قلت اشتكيت يا رسول الله ولو شربت من ماء بطحان مرات قال فما يمنعك قال هجرتي قال فاذهب فأنت مهاجر حيث ما كنت وذكر صهيب بن سنان في أهل الصفة وقال قاله أبو هريرة تقدم ذكرنا له في جملة السابقين الأولين
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا عمرو بن الحصين ثنا الفضل بن سليمان ثنا سليمان ثنا موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن عبدالرحمن بن مغيث عن كعب الأحبار قال حدثني صهيب قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدعو يقول اللهم لست بإله استحدثناه ولا برب ابتدعناه ولا كان لنا قبلك من إله نلجأ إليه وندعك ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك تباركت وتعاليت قال كعب وهكذا كان نبي الله داود يدعو به 81
صفوان بن بيضاء
وذكر صوفان بن بيضاء في أهل الصفة حكاه عن أبي عبدالله الحافظ وهو أحد بني فهر شهد بدرا بعثه النبي صلى الله عليه و سلم في سرية عن عبدالله بن جحش فنزلت فيهم إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله 82
طخفة بن قيس
وذكر طخفة بن قيس الغفاري في أهل الصفة سكن المدينة ومات في الصفة
حدثنا فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن قالا ثنا أبو مسلم ثنا حجاج بن نصير ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أنس بن طخفة بن قيس الغفاري عن أبيه وكان من أصحاب الصفة قال أمر رسول الله

صلى الله عليه و سلم أصحابه فجعل الرجل يذهب بالرجل والرجل يذهب بالرجلين حتى بقيت في خامس خمسة قال فقال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم انطلقوا فانطلقنا معه إلى عائشة فقال يا عائشة أطعمينا سقينا فجاءت بحشيشة 1 هي أن تطحن الحنطة طحنا جليلا ثم تجعل في القدر ويلقى عليها لحم أو تمر قال فأكلنا ثم جاءت بحيسة مثل القطاة فأكلنا ثم قال يا عائشة اسقينا فجاءت بقدح صغير من لبن فشربنا ثم قال إن شئتم بتم وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد قال قلنا ننطلق إلى المسجد قال فبينا أنا مضطجع في المسجد على بطني إذا رجل يحركني برجله فقال إن هذه ضجعة يبغضها الله قال فنظرت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه عبدالوهاب الثقفي وابن علية وخالد بن الحارث عن هشام مثله ورواه شيبان والأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير مثله 83
طلحة بن عمرو
وذكر طلحة بن عمرو البصري نزل الصفة وسكن البصرة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا ابن نمير ثنا حفص بن عياث وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا وهب بن بقية ثنا خالد بن عبدالله قالا عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود الدئلي عن طلحة بن عمرو قال كان الرجل إذا قدم على النبي صلى الله عليه و سلم إن كان له عريف بالمدينة نزل عليه فاذا لم يكن له عريف نزل مع أصحاب الصفة قال فكنت فيمن نزل الصفة فرافقت رجلا فكان يجري علينا من رسول الله صلى الله عليه و سلم كل يوم مد من تمر بين رجلين فسلم ذات يوم من الصلاة فناداه رجل منا فقال يا رسول الله قد أحرق التمر بطوننا وتخرقت عنا الخنف 2 والخنف برود شبه اليمانية قال فمال النبي

صلى الله عليه و سلم إلى منبره فصعده فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر ما لقي من قومه فقال لقد مكثت أنا وصاحبي بضعة عشر ليلة مالنا طعام إلا البرير والبرير ثمر الأراك قال فقدمنا على إخواننا من الأنصار وعظم طعامهم التمر فواسانا فيه فوالله لو أجد لكم الخبز واللحم لأطعمتكم ولكن لعلكم تدركون زمانا أو من أدركه منكم تلبسون فيه مثل أستار الكعبة ويغدى ويراح عليكم بالجفان السياق لوهب بن بقية 84
الطفاوي الدوسي
وذكر الطفاوي الدوسي في أهل الصفة قال وقاله أبو نضرة
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن الطفاوي قال قدمت المدينة فثويت عند أبي هريرة شهرا فأخذتني الحمى فوعكت فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد فقال أين الغلام الدوسي فقيل هو ذاك موعوك في ناحية المسجد فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال معروفا 1 وذكر عبدالله بن مسعود في أهل الصفة وقال قاله يحيى بن معين وقد تقدم ذكرنا لأحواله وبعض أقواله في طبقة السابقين من المهاجرين وكان سيد من يقول بالاختيار والخصوص مع متابعته للآثار والنصوص وكان من المحفوظين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد علم المحفوظون من أصحابه أن ابن أم عبد من أقربهم وسيلة إلى الله
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبدالله قال إن الله نظر في قلوب العباد فاختار محمدا صلى الله عليه و سلم فبعثه إلى خلقه فبعثه برسالته وانتخبه بعلمه ثم نظر في قلوب الناس بعده فاختار الله له أصحابا فجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيه صلى الله عليه و سلم فما رآه المؤمنون حسنا فهو حسن وما رآه المؤمنون

قبيحا فهو عند الله قبيح
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا سليمان بن داود الشاذكوني ثنا الربيع بن زيد عن الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال الناس رجلان عالم ومتعلم ولا خير فيما سواهما
حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة قال حدثني محمد بن جعفر الرافقي حدثني محمد بن هارون بن بكار الدمشقي ثنا محمد بن سليمان التستري قال سمعت ابن السماك يقول أخبرني الأعمش عن أبي وائل شقيق عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها ما أراد بها
حدثنا محمد بن حميد ثنا عبدالله بن صالح البخاري ثنا الحسن بن علي الحلواني ثنا عون بن عمارة ثنا بشر مولى هاشم عن الأعمش عن أبي وائل عن عبدالله بن مسعود قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبل راكب حتى أناخ بالنبي فقال يا رسول الله إني أتيتك من مسيرة تسع أنضيت راحلتي فاسهرت ليلي وأظمأت نهاري لأسألك عن خصلتين أسهرتاني فقال له النبي صلى الله عليه و سلم ما اسمك فقال أنا زيد الخيل فقال بل أنت زيد الخير فاسئل فرب معضلة قد سئل عنها قال أسألك عن علامة الله فيمن يريد وعن علامته فيمن لا يريد فقال له النبي صلى الله عليه و سلم كيف أصبحت قال أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل به فإن عملت به أيقنت بثوابه وإن فاتني منه شيء حننت إليه فقال النبي صلى الله عليه و سلم هذه علامة الله فيمن يريد وعلامته فيمن لا يريد ولو أرادك بالأخرى هيأك لها ثم لم يبال في أي واد هلكت 85
أبو هريرة
وذكر عبد شمس وقيل عبدالرحمن بن صخر أبا هريرة الدوسي وهو أشهر من سكن الصفة واستوطنها طول عمر النبي صلى الله عليه و سلم ولم ينتقل عنها وكان عريف من سكن الصفة من القاطنين ومن نزلها من الطارقين

كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن يجمع أهل الصفة لطعام حضره تقدم إلى أبي هريرة ليدعوهم ويجمعهم لمعرفته بهم وبمنازلهم ومراتبهم كان أحد أعلام الفقراء والمساكين صبر على الفقر الشديد حتى أفضى به إلى الظل المديد أعرض عن غرس الأشجار وجري الأنهار وعن مخالطة الأغنياء والتجار فارق المنقطع المحدود منتظرا للمنتفع به من تحف المعبود زهد في لبس اللين والحرير فعوض من حكم الفطن الخبير
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو نعيم ثنا عمر بن ذر ثنا مجاهد أن أبا هريرة كان يقول والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد على كبدي من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله تعالى ما سألته إلا ليستتبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم وتبسم وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق ثم مضى واتبعته فدخل واستأذنت وأذن لي فدخلت فوجد لبنا في قدح فقال من أين هذا اللبن فقالوا أهداه لك فلان أو فلانة فقال يا أبا هر فقلت لبيك يا رسول الله قال الحق أهل الصفة فادعهم قال وأهل الصفة أضياف الاسلام لا يلون على أحد ولا مال إذا أتته صدقة بعث بها اليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل اليهم وأصاب منها وأشركهم فيها
حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن حمزة ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا محمد بن العلاء ثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال كنت في سبعين رجلا من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما بردة أو كساء قد ربطوها في أعناقهم
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن ابراهيم ثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الدويري ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول ثنا أبو حمزة عن جابر عن عامر عن أبي هريرة قال كنت

من أصحاب الصفة فظللت صائما فأمسيت وأنا أشتكي بطني فانطلقت لأقضي حاجتي فجئت وقد أكل الطعام وكان أغنياء قريش يبعثون بالطعام إلى أهل الصفة فقلت إلى من فقال إلى عمر بن الخطاب 1 فأتيته وهو يسبح بعد الصلاة فانتظرته فلما انصرف دنوت منه فقلت أقرئني وما أريد إلا الطعام قال فأقرأني آيات من سورة آل عمران فلما بلغ أهله دخل وتركني على الباب فأبطأ فقلت ينزع ثيابه ثم يأمر لي بطعام فلم أر شيئا فلما طال علي قمت فمشيت فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أبا هريرة إن خلوف فمك الليلة لشديد فقلت أجل يا رسول الله لقد ظللت صائما وما أفطرت بعد وما أجد ما أفطر عليه قال فانطلق فانطلقت معه حتى أتى بيته فدعا جارية له سوداء فقال آتينا بتلك القصعة قال فأتتنا بقصعة فيها وضر من طعام أراه شعيرا قد أكل وبقي في جوانبها بعضه وهو يسير فسميت وجعلت أتتبعه فأكلت حتى شبعت
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو العباس أحمد بن محمد الخزاعي ثنا موسى بن اسماعيل ثنا أبو هلال ثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين حجرة عائشة رضي الله تعالى عنها فيقول الناس إنه مجنون وما بي جنون ما بي إلا الجوع رواه يحيى بن حسان عن أبي 2 مثله ورواه وكيع عن يزيد بن ابراهيم عن ابن سيرين ورواه المقبري وأبو حازم وغيرهما عن أبي هريرة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثني سعيد وأبو سلمة أن أبا هريرة قال إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم وتقولون ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون عن النبي صلى الله عليه و سلم مثل حديث أبي هريرة وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وكان يشغل اخواني من الأنصار عمل أموالهم وكنت امرءا مسكينا من مساكين الصفة ألزم النبي صلى الله عليه و سلم على ملء بطني فأحضر

حين يغيبون وأعي حين ينسون
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا روح ثنا هشام عن محمد بن سيرين قال كنا عند أبي هريرة وعليه ثوبان ممشقان فتمخط فيهما وقال بخ بخ أبو هريرة يتمخط في الكتان لقد رأيتني بين منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم وحجرة عائشة أخر مغشيا علي فيجيء الجائي فيقعد على صدري فأقول إنه ليس بي ذاك إنما هو الجوع
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبدالعزيز بن محمد عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال إن الناس يقولون يكثر أبو هريرة وإني كنت والله ألزم رسول الله صلى الله عليه و سلم ليشبع بطني حتى لا آكل الخمير ولا ألبس الحرير ولا يخدمني فلان وفلانة وكنت ألصق بطني بالحصا من الجوع وأستقري الرجل آية من كتاب الله هي معي كي ينقلب بي فيطعمني
حدثنا أبو أحمد بن أحمد ثنا أبو بكر بن خزيمة ثنا حوثرة بن محمد ثناأبو أسامة ثنا إسماعيل عن قيس عن أبي هريرة قال لما قدمت على النبي صلى الله عليه و سلم قلت في الطريق ... يا ليلة من طولها وعنائها ... على أنها من دارة الكفر نجت ... قال وأبق لي غلام في الطريق فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام فقال يا أبا هريرة هذا غلامك فقلت هو حر لوجه الله فأعتقته
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي ثنا عفان بن مسلم ثنا سليم بن حيان قال سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة قال نشأت يتيما وهاجرت مسكينا وكنت أجيرا لابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي أحدو بهم إذا ركبوا وأحتطب إذا نزلوا فالحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة أماما
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة أنه صلى بالناس يوما فلما سلم رفع صوته فقال الحمد لله الذي جعل الدين قواما وجعل أبا هريرة إماما بعد أن كان أجيرا لابنة غزوان على شبع بطنه

وحمولة رجله
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا يعقوب الدورقي ثنا اسماعيل بن علية عن الجريري عن مضارب بن حزن قال بينا أنا أسير من الليل إذا رجل يكبر فألحقته بعيري قلت من هذا المكبر فقال أبو هر فقلت ما هذا التكبير قال شكر قلت على مه قال علىأن كنت أجيرا لبرة بنت غزوان بعقبة رجلي وطعام بطني وكان القوم إذا ركبوا سقت بهم وإذا نزلوا خدمتهم فزوجنيها الله فهي امرأتي وأنا إذا ركب القوم ركبت وإذا نزلوا خدمت
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن بشر ثنا مسعر عن عثمان بن مسلم قال كان لنا مولى يلزم أبا هريرة فكان إذا سلم عليه قال سلام عليك ورحمة الله دمت وشيكا وأكثر الله لمن أبغضك من المال
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم أنبأنا عبدالرزاق عن معمر عن أيوب وثنا أبو محمد بن حيان ثنا الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حماد بن زيد عن أيوب قالا عن محمد بن سيرين أن أبا هريرة كان يقول لابنته لا تلبسي الذهب فإني أخشى عليك اللهب رواه بشر بن بكر عن الأوزاعي عن ابن سيرين عن أبي هريرة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان بن عيينة قال سمعت ابن طاوس يقول سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة يقول لابنته قولي أبي أبي أن يحليني الذهب يخشى علي حر اللهب
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي ثنا حجاج ثنا شعبة عن سماك بن حرب عن أبي الربيع عن أبي هريرة أنه قال هذه الكناسة مهلكة دنياكم وآخرتكم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن اسحاق شاذان ثنا أبي ثنا سعيد بن الصامت ثنا يحيى بن العلياء عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه دعاه ليستعمله فأبى أن يعمل له فقال أنكره العمل وقد طلبه من كان خيرا منك قال من قال يوسف بن يعقوب عليهما السلام فقال أبو هريرة يوسف نبي الله ابن نبي الله وأنا أبو هريرة بن أمية فأخشى ثلاثا واثنتين

فقال عمر أفلا قلت خمسا قال أخشى أن أقول بغير علم وأقضي بغير حكم وأن يضرب ظهري وينتزع مالي ويشتم عرضي
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة ثنا أبو اليمان ثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثني سعيد وأبو سلمة أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديث تحدثه يوما لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول فبسطت نمرة علي حتى إذا قضى النبي صلى الله عليه و سلم مقالته جمعتها إلى صدري فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك من شيء رواه مالك بن عيينة عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة مثله
حدثنا محمد ثنا الحسين بن محمد بن مودود ثنا محمد بن المثنى ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبدالله بن أبي يحيى قال سمعت سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك فقلت أسألك أن تعلمني مما علمك الله قال فنزعت نمرة على ظهري فبسطتها بيني وبينه حتى كأني أنظر إلى القمل يدب عليها فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال اجمعها فصرها إليك فأصبحت لا أسقط حرفا مما حدثني
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان قال سمعت يزيد بن الأصم يقول سمعت أبا هريرة يقول يقولون أكثرت يا أبا هريرة والذي نفسي بيده لو حدثتكم بكل ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم لرميتموني بالقشع ثم ما ناظرتموني
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عمر بن عبدالله الروعي حدثني أبي عن أبي هريرة قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسة جرب فأخرجت منها جرابين ولو أخرجت الثالث لرجمتموني بالحجارة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا هدبة بن خالد ثنا همام ثنا قتادة عن أنس عن أبي هريرة قال ألا أدلكم على غنيمة باردة قالوا ماذا يا أبا هريرة قال الصوم في الشتاء
حدثنا عبدالله

ابن محمد بن جعفر ثنا محمد بن علي رستة 1 ثنا محمد بن عبيد بن حسان ثنا حماد بن زيد ثنا عباس بن فروخ قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول تضيفت أبا هريرة سبع ليال فقلت له كيف تصوم أو كيف صيامك يا أبا هريرة قال أما أنا فأصوم أول الشهر ثلاثا فان حدث لي حدث كان لي أجر شهري
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبدالأعلى بن حماد ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي عثمان النهدي أن أبا هريرة كان في سفر فلما نزلوا وضعوا السفرة وبعثوا اليه وهو يصلي فقال إني صائم فلما كادوا يفرغون جاء فجعل يأكل الطعام فنظر القوم إلى رسولهم فقال ما تنظرون قد والله أخبرني أنه صائم فقال أبو هريرة صدق إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول صوم شهر رمضان وصوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر وقد صمت ثلاثة أيام من أول الشهر فأنا مفطر في تخفيف الله صائم في تضعيف الله
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا عبدالملك بن عمرو ثنا إسماعيل عن أبي المتوكل عن أبي هريرة أنه كان وأصحابه كانوا إذا صاموا قعدوا في المسجد وقالوا نطهر صيامنا
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم عن ابن أبي ذئب عن عثمان بن نجيح عن سعيد بن المسيب قال رأيت أبا هريرة يطوف بالسوق ثم يأتي أهله فيقول هل عندكم من شيء فإن قالوا لا قال فإني صائم
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو عبيدة الحداد ثنا عثمان الشحام أبو سلمة ثنا فرقد السبخي قال كان أبو هريرة يطوف بالبيت وهو يقول ويل لي من بطني إذا أشبعته كظني وإن أجعته سبني
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن عبدالله رستة ثنا محمد بن عبيد بن حساب ثنا حماد بن زيد ثنا عباس بن فروخ قال سمعت أبا عثمان

النهدي يقول تضيفت أبا هريرة سبع ليال فكان هو وخادمه وامرأته تعتقبون الليل أثلاثا
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي وإبراهيم بن زياد قالا ثنا إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء عن عكرمة قال قال أبو هريرة إني لأستغفر الله وأتوب اليه كل يوم اثني عشر ألف مرة وذلك على قدر ديني أو قدر دينه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا الحسن بن الصباح ثنا زيد بن الحباب عن عبدالواحد بن موسى قال أخبرني نعيم بن المحرر بن أبي هريرة عن جده أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به
حدثنا أحمد بن بندار ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ثنا عباس النرسي ثنا عبدالوهاب بن الورد ثنا سالم بن بشر بن جحل 1 أن أبا هريرة بكى في مرضه فقيل له ما يبكيك فقال أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ولكني أبكي على بعد سفري وقلة زادي وأني أصبحت في صعود مهبط على جنة ونار لا أدري أيهما يؤخذ بي
حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الفرج بن فضالة عن أبي سعيد عن أبي هريرة قال إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا عبدالرزاق عن معمر قال بلغني عن أبي هريرة أنه كان إذا مر بجنازة قال روحي فانا غادون أو اغدي فانا رائحون موعظة بليغة وغفلة سريعة يذهب الأول ويبقى الآخر لا عقل
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو ليث بن خالد البلخي ثنا عبدالمؤمن بن عبدالله السدوسي قال سمعت أبا يزيد المديني يقول قام أبو هريرة على منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة دون مقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بعتبة فقال الحمد لله الذي أهدى أبا هريرة للاسلام الحمد لله الذي علم أبا هريرة القرآن الحمد لله الذي من على أبو هريرة بمحمد صلى الله عليه و سلم

الحمد لله الذي أطعمني الخمير وألبسني الحرير الحمد لله الذي زوجني بنت غزوان بعدما كنت أجيرا لها بطعام بطني فأرحلتني فأرحلتها كما أرحلتني ثم قال ويل للعرب من شر قد اقترب ويل لهم من إمارة الصبيان يحكمون فيهم بالهوى ويقتلون بالغضب أبشروا يا بني فروخ 1 والذي نفسي بيده لو أن الدين معلق بالثريا لناله منكم أقوام
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا علي بن ثابت عن أسامة بن زيد عن أبي زياد مولى ابن عباس عن أبي هريرة قال كانت لي خمس عشرة تمرة فافطرت على خمس وتسحرت بخمس وبقيت خمسا لفطري
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا عبدالملك بن عمرو ثنا اسماعيل يعني العبدي عن أبي المتوكل أن أبا هريرة كانت له زنجية قد غمتهم بعملها فرفع عليها السوط يوما فقال لولا القصاص لأغشيك به ولكني سأبيعك ممن يوفيني ثمنك اذهبي فأنت لله
حدثنا عبدالرحمن بن العباس ثنا إبراهيم بن اسحاق الحربي ثنا عبيدالله بن عمر ثنا حماد ثنا أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة أن أبا هريرة مرض فدخلت عليه أعوده فقلت اللهم اشف أبا هريرة فقال اللهم لا ترجعها قال يا سلمة يوشك أن يأتى على الناس زمان يكون الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر
حدثنا عبدالله بن العباس 2 ثنا إبراهيم الحربي ثنا محمد بن منصور ثنا الحسن بن موسى ثنا حاتم بن راشد عن عطاء قال قال أبو هريرة إذا رأيتم ستا فإن كانت نفس أحدكم في يده فليرسلها فلذلك أتمنى الموت أخاف أن تدركني إذا أمرت السفهاء وبيع الحكم وتهون بالدم وقطعت الأرحام وقطعت الجلاوزة ونشأ نشء 3 يتخذون القرآن مزامير
حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب حدثني عمرو بن الحارث عن يزيد بن زياد القرظي أن ثعلبة بن أبي مالك القرظي حدثه أن

أبا هريرة أقبل في السوق يحمل حزمة حطب وهو يومئذ خليفة لمروان فقال أوسع الطريق للأمير يا ابن أبي مالك فقلت له يكفي هذا فقال أوسع الطريق للأمير والحزمة عليه
حدثنا ابي ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن سعيد ثنا ابن وهب حدثني إبراهيم بن نشيط عن بني الأسود 1 قال بنى رجل دارا بالمدينة فلما فرغ منها مر أبو هريرة عليها وهو واقف على باب داره فقال قف يا أبا هريرة ما أكتب على باب داري قال وأعرابي قائم قال أبوهريرة اكتب على بابها ابن للخراب ولد للشكل وأجمع للوارث فقال الأعرابي بئس ما قلت يا شيخ فقال صاحب الدار ويحك هذا أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم

بسم الله الرحمن الرحيم 86
عبدالله بن عبد الأسد المخزومي
وذكر عبدالله بن عبد الأسد أبا سلمة المخزومي في أهل الصفة وقال قاله عبدالله بن المبارك وهو ممن هاجر الهجرتين توفى بعد منصرفه من أحد انتقض به جرح كان أصابه بأحد فقضى منه
حدثنا محمد بن محمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون ثنا عبدالملك بن قدامة الجمحي عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة أن أبا سملة حدثها أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك أحتسب مصيبتي فآجرني فيها وأعقبني منها خيرا إلا أعطاه الله ذلك 87
عبدالله بن حوالة الأزدي
وذكر عبدالله بن حوالة الأزدي في أهل الصفة وهو ممن سكن الشام حكاه عن أبي عيسى الترمذي
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا يحيى بن حمزة حدثني نصر بن علقمة عن جبير بن نفير عن عبدالله بن حوالة قال كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فشكونا إليه الفقر والعرى وقلةالشيء فقال أبشروا فوالله لأنا من كثرة الشيء أخوف عليكم من قلته والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى تفتح لكم أرض فارس والروم وأرض حمير

وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة جند بالشام وجند بالعراق وجند باليمن وحتى يعطى المائة دينار فيتسخطها 88
عبدالله بن أم مكتوم
وذكر عبدالله بن مكتوم في أهل الصفة وقال قاله أبو رزين 1 قدم المدينة بعد بدر بيسير فنزل الصفة مع أهلها فأنزله النبي صلى الله عليه و سلم دار الغذاء وهي دار مخرمة بن نوفل وهو الذي نزل فيه عبس وتولى أن جاءه الأعمى
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا عمي أبو بكر وعبدالله بن عمر بن أبان قالا ثنا اسحاق بن سليمان عن أبي سنان عن عمرو بن مرة عن أبي البختري الطائي عن ابن أم مكتوم قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ما ارتفعت الشمس وناس عند الحجرات فقال يا أهل الحجرات سعرت النار وجاءت الفتن كقطع الليل لو تعلمون ما لم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا 89
عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري
وذكر عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي أبا جابر في أهل الصفة وقال قاله أحمد بن هلال الشطوي وهو المستشهد بأحد الذي أحياه الله تعالى فكلمه كفاحا عقبي بدري من النقباء
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا فيض بن الوثيق ثنا أبو عبادةالأنصاري ثنا ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لجابر أبشرك بخير إن الله أحيا أباك فأقعده بين يديه فقال تمن علي عبدي ما شئت أعطيكه قال يا رب ما عبدتك

حق عبادتك أتمنى عليك أن تردني إلى الدنيا فأقاتل مع نبيك فأقتل فيك مرة أخرى قال إنه قد سلف مني أنك إليها لا ترجع 90
عبدالله بن أنيس
وذكر عبدالله بن أنيس في أهل الصفة وقال قاله أبو عبدالله الحافظ النيسابوري وكان من جهينة سكن البادية وكان ينزل في رمضان إلى المدينة ليلة فيسكن المسجد والصفة ليلته صاحب المخصرة أعطاه النبي صلى الله عليه و سلم مخصرته ليلقاه بها يوم القيامة
حدثنا علي بن أحمد المصيصي ثنا الهيثم بن خالد المصيصي ثنا سنيد بن داود ثنا هشيم ثنا أبو بشر جعفر بن إياس عن نافع بن جبير عن عبدالله بن أنيس أنه كان ينزل حول المدينة فسأل النبي صلى الله عليه و سلم فقال مرني بليلة من الشهر أحضر فيها المسجد فأمره بليلة ثلاث وعشرين من رمضان فكان إذا جاء تلك الليلة حشد أهل المدينة تلك الليلة
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر ثنا عبدالعزيز بن محمد عن يزيد بن عبدالله بن الهاد عن محمد بن كعب عن عبدالله بن أنيس الجهني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من لي بخالد بن نبيح رجل من هذيل وهو يومئذ قبل عرفة بعرنة قال عبدالله بن أنيس أنا يا رسول الله انعته لي قال إذا رأيته هبته قال يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما هبت شيئا قط قال فخرج عبدالله بن أنيس حتى أتى جبال عرفة فلقيه قبل أن تغيب الشمس قال عبدالله فلقيت رجلا فرعبت منه حين رأيته فعرفت حين قربت منه أنه ما قال رسول الله فقال لي من الرجل فقلت باغي حاجة هل من مبيت قال نعم فالحق فرحت في أثره فصليت العصر ركعتين خفيفتين وأشفقت أن يراني ثم لحقته فضربته بالسيف ثم خرجت فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال محمد بن كعب فأعطاه رسول الله صلى الله عليه و سلم مخصرة فقال تخصر بهذه حتى تلقاني

بها يوم القيامة وأقل الناس المتخصرون قال محمد بن كعب فلما توفي عبدالله بن أنيس أمر بها فوضعت على بطنه وكفن ودفن ودفنت معه 91
عبدالله بن زيد الجهني
وذكر عبدالله بن زيد الجهني في أهل الصفة من قبل الحافظ أبي عبدالله النيسابوري وقال الواقدي كان أحد الأربعة الذين كانوا يحملون ألوية جهينة يوم الفتح توفي في زمن معاوية
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا ابراهيم ابن محمد بن ميمون ثنا سعيد بن خثيم أبو معمر عن حزام بن عثمان عن معاذ ابن عبدالله عن عبدالله بن زيد الجهني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من سرق متاعا فاقطعوا يده فإن سرق فاقطعوا رجله فان سرق فاقطعوا يده فإن سرق فاقطعوا رجله فإن سرق فاضربوا عنقه تفرد به حزام وهو من الضعف بالمحل العظيم 92
عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي
وذكر عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي في أهل الصفة انتقل إلى مصر وقيل إنه ابن أخي محمية بن جزء الزبيدي عمى في آخر أيامه وكان مكفوفا اكتفى عن رؤية الأناس بالأنس بذكر الله وتقديسه
حدثنا عبدالله بن العباس ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا أحمد بن منصور ثنا ابن أبي مريم ثنا ابن لهيعة ثنا ابن وهب قال قال عبدالعزيز بن مروان لعبدالله بن الحارث بن جزء لا عليه أن يموت قال لتكبيرة 1في الاصل لا تكبيرة ولا تسبيحة وذلك خطأ من الناسخ ولتسبيحة يزيدان في الميزان أحب إلى فاما الخطايا فقد ذهبت
حدثنا أبو عمرو ابن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أخبرني

حيوة بن شريح قال أخبرني عقبة بن مسلم عن عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال كنا يوما عند النبي صلى الله عليه و سلم في الصفة فوضع لنا طعاما فأكلنا ثم أقيمت الصلاة فصلينا ولم نتوضأ 93
عبدالله بن عمر بن الخطاب
وذكر عبدالله بن عمر بن الخطاب في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله النيسابوري الحافظ وذكرنا بعض كلامه وأحواله وأنه كان من أحلاس المسجد يأوي إليه ويسكنه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدان بن أحمد ثنا يزيد بن الحريش ثنا عبدالله ابن خراش عن العوام بن حوشب عن المسيب بن رافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من دعا الناس إلى قول أو عمل ولم يعمل هو به لم يزل في سخط الله حتى يكف أو يعمل بما قال أو دعا إليه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن الحسن التستري ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية بن الوليد عن أبي توبة النميري عن عباد بن بكير عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من كرامة المؤمن على الله تعالى ثويه 1 ورضاه باليسير 94
عبدالرحمن بن قرط
وذكر عبدالرحمن بن قرط عنه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ومعاذ بن المثنى ومحمد بن علي المكي الصايغ قالوا ثنا سعيد بن منصور ثنا مسكين بن ميمون مؤذن مسجد الرملة حدثني عروة بن رويم عن عبدالرحمن بن قرط أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى وكان بين زمزم والمقام وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وطارا به حتى بلغ السموات السبع فلما رجع قال سمعت تسبيحا في السموات العلا من ذي المهابة

مشفقات لذي العلى بما علا سبحان العلي الأعلى سبحانه وتعالى 1 حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا اسحاق بن منصور ثنا أبو سليمان ثنا مسكين مثله وقال لذي العلو بما علا 95
عبدالرحمن بن جبر بن عمرو
وذكر عبدالرحمن بن جبر بن عمرو أبا عبيس الأنصاري الحارثي في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله النيسابوري الحافظ
حدثنا عبدالله بن إبراهيم بن أيوب ثنا اسحاق بن خالويه ثنا علي بن بحر ثنا الوليد بن مسلم ثنا يزيد بن أبي مريم قال أدركني عباية بن رفاعة بن رافع ابن خديج وأنا أمشي إلى الجمعة فقال سمعت أبا عبيس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار رواه يحيى بن حمزة عن يزيد بن أبي مريم مثله وذكر عتبة بن غزوان من قبل محمد بن إسحاق وعمار بن ياسر من قبل سعيد بن المسيب وعثمان بن مظعون من قبل أبي عيسى الترمذي ونسبهم إلى مساكنة الصفة وقد تقدم ذكرنا لهم ولبعض أحوالهم وأقوالهم في صدر الكتاب وثلاثتهم من سباق المهاجرين وكبرائهم 96
عقبة بن عامر الجهني
وذكر عقبة بن عامر الجهني في أهل الصفة وكان ممن خالطهم سكن مصر وتوفي بها
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبدالرحمن المقرى وثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا عبدالله بن صالح وثنا عبدالله ابن محمد ثنا عبدالله بن محمد النعمان ثنا أبونعيم ثنا موسى بن علي بن رباح يقول سمعت أبي يقول سمعت عقبة بن عامر يقول خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما ونحن في الصفة فقال أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان

أو العقيق فيأتي كل يوم بناقتين كوماوين زهراوين فيأخذهما قلنا كلنا يا رسول الله يحب ذلك قال فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين وثلاث خير من ثلاث وأربع خير من أربع وأعدادهن من الإبل لفظ المقري وعبدالله بن صالح
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبدالله بن زحر عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة قال عقبة بن عامر قلت يا رسول الله ما النجاة قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أحمد بن حواس ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عبدالله بن عطاء عن عقبة بن عامر قال كنا نتناوب الرعية فلما كان نوبتي سرحت إبلي فجئت رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يخطب فسمعته يقول يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ثم ينادي مناد سيعلم أهل الجمع لمن العز والكرم ثلاث مرات ثم يقول أين الذين كانت ! تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا الآية ثم ينادي سيعلم أهل الجمع لمن العز والكرم ثم يقول أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ثلاث مرات ثم يقول أين الحمادون الذين كانوا يحمدون الله
حدثنا جبر بن عرفة ثنا عبدالله بن عبدالحكم ثنا ابن لهيعة عن أبي عشانة قال سمعت عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول رجال من أمتي يقوم أحدهم من الليل فيعالج نفسه للطهور فيقول الله أنظروا إلى عبدي يعالج نفسه ليسألني ما يسألني عبدي فهو له 97
عباد بن خالد الغفاري
وذكر عباد بن خالد الغفاري في أهل الصفة حكاه عن الواقدي وقال هو الذي نزل بالسهم في البئر يوم الحديبية
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا جعفر بن محمد الصائغ ثنا مالك بن

اسماعيل ثنا مسعود بن سعد عن عطاء بن السائب عن ابن عباد عن أبيه قال جاء رجل من بني ليث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ألا أنشدك قال النبي لا ثلاث مرات فأنشده الرابعة مدحة له فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن كان أحد من الشعراء أحسن فقد أحسنت وذكر عامر بن عبيدالله أبا عبيدة بن الجراح من أهل الصفة من قبل أبي عبدالله النيسابوري الحافظ وقد تقدم ذكرنا له وأنه من السابقين الأولين 98
عمرو بن عوف المزني
وذكر عمرو بن عوف المزني في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ
حدثنا محمد بن إسحاق ثنا أحمد بن سهل بن أيوب ثنا اسماعيل بن أبي أويس ثنا كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كنا بالروحاء نزل بعرق الظبية وصلى ثم قال صلى قبلي في هذا المسجد سبعون نبيا ولقد قدمها موسى عليه عباءتان قطوانيتان على ناقة ورقاء في سبعين ألفا من بني اسرائيل ولا تقوم الساعة حتى يمر بها عيسى بن مريم عبدالله ورسوله حاجا أو معتمرا أو يجمع الله ذلك له
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن المبارك ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا كثير بن عبدالله عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إني أخاف على أمتي من بعدي ثلاثة أعمال قالوا ما هي يا رسول الله قال زلة عالم أو حكم حاكم أو هوى متبع
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدالوهاب ثنا علي بن جبلة ثنا إسماعيل بن أبي أويس
حدثني كثير بن عبدالله المزني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الدين بدأ غريبا ويرجع غريبا فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد من سنتي

عمرو بن تغلب
وذكر عمرو بن تغلب نزل الصفة وسكن البصرة
حدثنا سليمان بن أحمد بن محمد بن رزيق بن جامع ثنا محمد بن هشام السدوسي ثنا محمد بن عدي عن أشعث عن الحسن عن عمرو بن تغلب قال لقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلمة كانت أحب إلي من حمر النعم خرج إلى أهل الصفة ذات يوم فقال إني معط أقواما مخافة هلعهم وجزعهم وأمنع آخرين أكلهم إلى ما جعل الله في قلوبهم منهم عمرو بن تغلب 100
عويم بن ساعدة الأنصاري
وذكر عويم بن ساعدة الانصاري في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله النيسابوري وهو ممن شهد بدرا من حلفاء بني عمرو بن عوف وقيل من أنفسهم
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا محمد ابن طلحة التيمي قال أخبرني عبدالرحمن بن سالم بن عويم بن ساعدة عن أبيه عن جده عويم بن ساعدة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله تعالى اختارني واختار لي أصحابا وجعل منهم أصهارا وأنصارا ووزراء فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفا ولا عدلا وذكر عويمر أبا الدرداء في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ وقد تقدم ذكرنا له في أعلام العباد العلماء من الصحابة في صدر الكتاب
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا يحيى ابن سعيد ومكي عن عبدالله بن سعيد يعني ابن أبي هند مولى ابن عباس

يعني يزيد بن أبي زياد عن أبي بحرية عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا وما ذاك ما هو يا رسول الله قال ذكر الله حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا سليمان بن عتبة قال سمعت يونس بن ميسرة بن حبيش يحدث عن أبي ادريس الخولاني عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن العبد لا يبلغ حقيقة الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخظئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة وأحمد بن خليد قالا ثنا عبدالله بن جعفر الزقي ثنا عبيدالله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن جنادة بن أبي خالد عن مكحول عن أبي إدريس عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مشى في ظلمة الليل إلى المسجد آتاه الله نورا يوم القيامة 101
عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم
وذكر عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ وقال عبيد هو أبو عامر الأشعري وقتل يوم حنين وأبو عامر ليس هو عبيد الذي هو مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سئل أكان النبي صلى الله عليه و سلم يأمر بصلاة سوى المكتوبة قال نعم بين المغرب والعشاء رواه شعبة وابن المبارك عن سليمان التيمي 102
عكاشة بن محصن الأسدي
وذكر عكاشة بن محصن الأسدي في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله

الحافظ وعكاشة قتل يوم بزاخة قتله طليحة في أيام الردة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هشام ابن قتادة عن أيمن عن عمران بن حصين عن عبدالله بن مسعود قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال عرض على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأتباعها وأممها فقلت يا رب فأين أمتي قيل انظر عن يمينك فنظرت فإذا الظراب قد سدت بوجوه الرجال قلت يا رب من هؤلاء قيل أمتك قيل رضيت قلت نعم ثم قيل انظر عن يسارك فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال قلت يا رب من هؤلاء قيل أمتك قيل رضيت قلت نعم يا رب قد رضيت قيل وإن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فأنشأ عكاشة بن محصن الأسدي أحد بني أسد فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال اللهم اجعله منهم فأنشأ رجل آخر فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة قال فتراجع أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الحديث فيما بينهم في السبعين ألفا فبلغ حديثهم النبي صلى الله عليه و سلم فقال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون 103
العرباض بن سارية
وذكر العرباض بن سارية في أهل الصفة وكان من البكائين فيه وفي أصحابه نزلت تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن موسى الاشيب ثنا شيبان بن عبدالرحمن ثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم التيمي أن خالد بن معدان حدثه أن جبير بن نفير حدثه أن العرباض بن سارية حدثه وكان العرباض من أهل الصفة قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي على الصف المقدم ثلاثا وعلى الثاني واحدة حدث به أحمد بن حنبل عن الحسن بن موسى الأشيب وحدثه الوليد بن مسلم عن شيبان مثله
حدثنا أبو اسحاق بن حمزة ثنا أحمد بن مكرم ثنا علي بن عبدالله المديني ثنا

الوليد بن مسلم ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان حدثني عبدالرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر قالا أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه الآية فسلمنا وقلنا أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبدالرحمن بن الضحاك ثنا ابن عباس عن ضمضم عن شريح عن العرباض قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج إلينا في الجمعة وعلينا 1 الحوتكية فيقول لو تعلمون ما ذخر لكم ما حزنتم على ما زوى عنكم ولتفتحن فارس والروم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو الزنباع ثنا سعيد بن عفير ثنا ابن وهب عن سعيد بن مقلاص عن سعيد بن إبراهيم عن عروة بن رويم عن العرباض بن سارية وكان شيخا كبيرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان يحب أن يقبض إليه وكان يدعو اللهم كبرت سني ووهن عظمي فاقبضني إليك قال الشيخ رحمه الله وممن ذكرهم ابن الأعرابي في أهل الصفة في حرف العين ولم يذكرهم السلمي 104
عبدالله بن حبشي الخثعمي عبدالله بن حبشي الخثعمي ذكره أبو سعيد بن الأعرابي
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي ثنا حجاج قال قال ابن جريج حدثني عثمان بن أبي سليمان عن الأزدي عن عبيد ابن عمير عن عبدالله بن حبشي الخثعمي أن النبي صلى الله عليه و سلم سئل أي الأعمال أفضل قال إيمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحجة مبرورة قيل فأي الصلاة أفضل قال طول القيام قيل فأي الصدقة أفضل قال جهد المقل

عتبة بن عبد السلمى وعتبة بن عبد السلمى ذكره أبو سعيد بن الأعرابي في أهل الصفة
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا موسى بن هارون ثنا أبو طالب وأبو همام قالا ثنا بقية عن يحيى بن سعد عن خالد بن معدان عن عتبة بن عبد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لو أن رجلا يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت في مرضاة الله لحقره يوم القيامة
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا خلف ابن عمرو ثنا اسماعيل بن عياش عن عقيل بن مدرك عن لقمان بن عامر عن عتبة بن عبد قال استكسيت النبي صلى الله عليه و سلم فكساني خيشتين رأيتني ألبسهما وأنا أكسى أصحابي 106
عتبة بن الندر السلمي
1 - وعتبة بن الندر السلمي ذكره أبو سعيد بن الأعرابي في أهل الصفة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا اسماعيل بن عبدالله ثنا عثمان بن صالح ثنا ابن لهيعة ثنا الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال سمعت عتبة بن الندر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال سئل النبي صلى الله عليه و سلم أي الأجلين قضى موسى عليه الصلاة و السلام قال أوفاهما وأبرهما 107
عمرو بن عبسة السلمي وعمرو بن عبسة السلمي ذكره أبو سعيد الأعرابي في أهل الصفة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا الربيع بن صبيح ثنا قيس بن سعد عن رجل من فقهاء أهل الشام عن عمرو بن عبسة قال لقد رأيتني وأنا ربع الاسلام أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول

الله من تبعك على هذا الأمر قال حر وعبد يعني أبا بكر وبلالا رواه عبدالرحمن بن عمرو بن عبسة عن أبيه حدثناه محمد بن علي بن حبيش ثنا إبراهيم ابن شريك ثنا عقبة بن مكرم ثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن عبدالرحمن بن عمرو بن عبسة عن أبيه مثله
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان عن عباد بن العوام عن حصين عن عمران بن الحارث عن مولى لكعب قال انطلقنا مع عمرو بن عبسة ومقداد بن الأسود ونافع بن حبيب الهذلي وكان على كل رجل منا رعية فإذا كان يوم عمرو بن عبسة أردنا إن نخرج فئات فخرج يوما برعاية فانطلقت نصف النهار فإذا السحابة قد أظلته ما فيها عنه فضل فأيقظته فقال إن هذا شيء أتينا به لئن علمت أنك أخبرت به لا يكون بيني وبينك خير فوالله ما أخبرت به حتى مات رحمه الله 108
عبادة بن قرص وعبادة بن قرص
وقيل قرط ذكره ابن الأعرابي في أهل الصفة
حدثنا محمد بن اسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا ابن بكار ثنا قرة بن خالد ثنا حميد بن هلال قال قال عبادة بن قرص إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم من الموبقات 109
عياض بن حمار المجاشعي وعياض بن حمار المجاشعي ذكره أبو سعيد بن الأعرابي في أهل الصفة حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا هشام عن قتادة عن مطرف بن عبدالله بن الشخير عن عياض بن حمار
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقتصد ومتصدق موقن ورجل رحيم رقيق القلب بكل قربى ومسلم وفقير عفيف متعفف

حدثنا إبراهيم بن أحمد البزوري المقرئ ثنا جعفر الفريابي ثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا علي بن الحسين بن واقد ثنا أبي عن مطر الوراق عن قتادة عن مطرف بن عبدالله بن الشخير عن عياض بن حمار عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه خطبهم فقال إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد 110
فضالة بن عبيد الأنصاري وفضالة بن عبيد الأنصاري ذكره ابن الأعرابي في أهل الصفة
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة و
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى حدثنا أبو عبدالرحمن المقرئ حدثنا حيوة أخبرني أبو هانئ أن أبا علي الجبني حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يقول كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة لما بهم من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب إن هؤلاء مجانين فاذا قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاته انصرف إليهم فيقول لو تعلمون مالكم عند الله لأحببتم أنكم تزدادون حاجة وفاقة وقال فضالة فأنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ رواه ابن وهب عن أبي هانئ مثله
حدثنا أبي حدثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا بشير بن زاذان حدثني رشدين عن شراحيل بن يزيد عن فضالة ابن عبيد أنه كان يقول لأن أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها لأن الله تعالى يقول إنما يتقبل الله من المتقين 111
فرات بن حيان العجلي وفرات بن حيان العجلي ذكره أبو عبدالرحمن السلمي في أهل الصفة ونسبه إلى سفيان الثوري

حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا علي بن عبدالعزيز حدثنا أبو همام الدلال حدثنا سفيان الثوري عن أبي اسحاق عن حارثة بن مضرب عن الفرات بن حيان وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أمر بقتله وكان عينا لأبي سفيان وحليفا فمر على حلقة من الأنصار وقال إني مسلم فقال رجل منهم يا رسول الله يقول إني مسلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن منكم رجالا نكلهم إلى إيمانهم منهم الفرات بن حيان رواه بشر بن السرى عن سفيان الثوري مثله 112
أبو فراس الأسلمي
وذكر أبا فراس الأسلمي في أهل الصفة وقال قاله محمد بن عمرو بن عطاء
حدثنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن محمد بن عبدالله بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي فراس الأسلمي أنه كان فتى منهم يلزم النبي صلى الله عليه و سلم ويخف 1 له في حوائجه فخلا به رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال سلني أعطك فقال ادع الله أن يجعلني معك يوم القيامة قال إني فاعل ذلك قال أعنى على نفسك بكثرة السجود رواه اسماعيل بن عياش عن عبدالعزيز بن عبيدالله عن محمد بن عمرو 113
قرة بن إياس المزني وقرة بن إياس المزني أبو معاويةذكره ابن الأعرابي في أهل الصفة
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا روح بن عبادة حدثنا بسطام بن مسلم عن معاوية بن قرة قال قال أبي لقد عمرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ومالنا طعام إلا الأسودان ثم قال هل تدري

ما الأسودان قلت لا قال الماء والتمر رواه جعفر بن سليمان عن بسطام مثله 114
كناز بن الحصين
وذكر كناز بن الحصين أبا مرثد الغنوي في أهل الصفة ذكره أبو عبدالرحمن السلمي وقال قاله الواقدي وأبو عبدالله الحافظ شهد بدرا حليف حمزة بن عبدالمطلب
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو بكر بن أبي عاصم حدثنا هشام بن عمارة حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني بشر بن عبيدالله قال سمعت واثلة بن الأسقع يقول سمعت أبا مرثد الغنوي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا تصلوا على القبور ولا تجلسوا عليها 115
كعب بن عمرو
وذكر كعب بن عمرو أبا اليسر الأنصاري في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ وهو ممن شهد بدرا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مسعدة بن سعد ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبدالعزيز بن عمران قال حدثني محمد بن موسى عن عمار بن أبي اليسر عن أبيه أبي اليسر قال نظرت إلى العباس بن عبدالمطلب يوم بدر وهو قائم كأنه صنم وعيناه تذرفان فلما رأيته قلت جزاك الله من رحم شرا أتقاتل ابن أخيك مع عدوه قال ما فعل وهل أصابه القتل قلت الله أعز له وأنصر من ذلك قال ما تريد إلي قلت إسار فان رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن قتلك قال ليست بأول صلته فأسرته ثم جئت به رسول الله صلى الله عليه و سلم
حدثنا جعفر بن عمرو حدثنا أبو حصين الوادعي حدثنا يحيى ابن عبدالحميد ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا أبو حزرة عن عبادة بن الوليد

قال سمعت أبا اليسر يقول أشهد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم لا ظل إلا ظله 116
أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم
وذكر أبا كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا عبدالله بن صالح ثنا معاوية ابن صالح أن أزهر يعني ابن سعد حدثه عن أبي كبشة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بينا رسول الله جالس إذ مرت به امرأة فقام إلى أهله فخرج إلينا ورأسه يقطر ماء فقلنا يا رسول الله كأنه قد كان شيء قال نعم مرت بي فلانة فوقعت في نفسي شهوة النساء فقمت إلى بعض أهلي فكذلك فافعلوا فان من أماثل أعمالكم إتيان الحلال
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا مسعود عن اسماعيل بن أوسط عن ابن أبي كبشة عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول استقيموا وسددوا فان الله لا يعبأ بعذابكم شيئا وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم بشيء وذكر مصعب بن عمير في أهل الصفة من قبل محمد بن اسحاق وذكر المقداد بن الأسود في أهل الصفة من قبل محمد بن يحيى الدئلي وقد ذكرناهما في طبقات المهاجرين فيما تقدم 117
مسطح بن أثاثة أبو عباد
وذكر مسطح بن أثاثة أبا عباد في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ وله ذكر في حدث الإفك وهو الذي كان الصديق ينفق عليه لفقره وقرابته فلما خاض فيما خاض آلى أن لا ينفق عليه فلما نزلت فليعفوا

وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم عاد أبو بكر إلى الانفاق وقال بلى أنا أحب أن يغفر الله تعالى لي 118
مسعود بن الربيع القاري
1 - وذكر مسعود بن الربيع القاري في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا أحمد بن حماد بن سفيان ثنا حميد بن مسعدة ثنا حصين بن نمير ثنا ابن أبي ليلى عن عبدالكريم عن سعيد بن يزيد عن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزال العبد يسأل وهو عنه غني حتى يخلق وجهه فما يكون له عند الله وجه 119
معاذ أبو حليمة القارئ
وذكر معاذ أبا حليمة القارئ في أهل الصفة من قبل أبي عبدالله الحافظ
حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف ثنا عبدالله بن محمد البغوي ثنا عبيدالله ابن عمر عن حماد بن زيد ثنا يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن محمد قال زارتنا ابن عمر بنت عبدالرحمن فقمت أصلي من الليل فجعلت أخفي قراءتي فقالت لي يا ابن أخي ألا تجهر بالقرآن فانه ما كان يوقظنا بالليل إلا قراءة معاذ القارئ وأفلح مولى أبي أيوب 120
واثلة بن الأسقع
وذكر واثلة بن الأسقع في أهل الصفة وكان من سكانها قاله الواقدي ويحيى بن معين وقال الواقدي أسلم واثلة والنبي صلى الله عليه و سلم يتجهز إلى تبوك
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله بن مسلم ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن

خالد ثنا يزيد بن واقد عن بشر بن عبيدالله عن واثلة بن الاسقع قال كنا أصحاب الصفة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم وما فينا رجل له ثوب ولقد اتخذ العرق في جلودنا طوقا من الغبار إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ليبشر فقراء المهاجرين ثلاثا
حدثنا محمد ابن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا اسحاق بن منصور ثنا سليمان بن عبدالرحمن ثنا عثمان بن بشر بن سرح العبسي ثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب ثنا واثلة بن الخطاب عن أبيه عن جده واثلة بن الاسقع قال حضرنا رمضان ونحن في الصفة فصمناه فكنا إذا أفطرنا أتى كل رجل منا رجل فأخذه فانطلق معه فعشاه فأتت علينا ليلة لم يأتنا أحد ثم أصبحنا صياما ثم أتت القابلة علينا فلم يأتنا أحد فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرناه بالذي كان من أمرنا فارسل إلى كل امرأة من نسائه يسألها هل عندها شيء فما بقيت منهن امرأة إلا أرسلت تقسم ما أمسى في بيتها ما يأكل ذو كبد فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم اجتمعوا فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال اللهم إنا نسئلك من فضلك ورحمتك فانهما بيدك لا يملكهما أحد غيرك فلم يكن إلا ومستأذن يستأذن فاذا شاة مصلية وأرغفة فأمر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضعت بين أيدينا فأكلنا حتى شبعنا فقال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إنا سألنا الله من فضله ورحمته وقد ذخر لنا عنده رحمة حدثنا سليمان بن أحمد ثنا موسى بن عيسى بن المنذر ثنا محمد بن المبارك ثنا اسماعيل بن عياش ثنا سليمان بن حيان العذري قال سمعت واثلة بن الاسقع يقول كنت من أصحاب الصفة فشكى أصحابي الجوع فقالوا يا واثلة اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم استطعم لنا رسول الله فذهبت فقلت يا رسول الله إن أصحابي يشكون الجوع فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عائشة هل عندك من شيء قالت يا رسول الله ما عندي إلا فتات خبز قال هاتيه فجاءت بجراب فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بصحفة

فأفرغ الخبز في الصحفة ثم جعل يصلح الثريد بيده وهو يربو حتى امتلأت الصحفة فقال يا وائلة اذهب فجئ بعشرة من أصحابك وأنت عاشرهم فذهبت فجئت بعشرة من أصحابي وأنا عاشرهم فقال اجلسوا خذوا بسم الله خذوا من حواليها ولا تأخذوا من أعلاها فإن البركة تنحدر من أعلاها فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا وفي الصحفة مثل ما كان فيها ثم جعل يصلحها بيده وهي تربو حتى امتلأت الصحفة فقال يا واثلة اذهب فجئ بعشرةمن أصحابك فذهب فجئت بعشرةفقال اجلسوا فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا ثم قال اذهب فجئ بعشرة من أصحابك فذهبت وجئت بعشرة ففعلوا مثل ذلك فقال هل بقي أحد قلت نعم عشرة قال اذهب فجئ بهم فذهبت فجئت بهم فقال اجلسوا فجلسوا فأكلوا حتى شبعوا ثم قاموا وبقي في الصحفة مثل ما كان ثم قال يا واثلة اذهب بها إلى عائشة
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا عبدالرحمن بن عبدالله القرشي ثنا أحمد ابن يحيى الصوفي ثنا النفيلي ثنا الوليد بن عبدالله الحمصي عن خيثمة [ بن سليمان عن ] سليمان بن حيان ثنا واثلة قال كنت من فقراء المسلمين من أهل الصفة فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم قال كيف أنتم بعدي إذا شبعتم من خبز البر والزيت فأكلتم ألوان الطعام ولبستم أنواع الثياب فأنتم اليوم خير أم ذاك قال قلنا ذاك قال بل أنتم اليوم خير قال واثلة فما ذهبت بنا الأيام حتى أكلنا ألوان الطعام ولبسنا أنواع الثياب وركبنا المراكب 121
وابصة بن معبد الجهني
وذكر وابصة بن معبد الجهني في أهل الصفة قال أيوب بن مكرر كان وابصة يجالس الفقراء ويقول هم إخواني على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ونزل وابصة الرقة وعقبه بها

حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأنا حماد بن سلمة عن الزبير أبي عبدالسلام عن أيوب بن عبدالله بن مكرز عن وابصة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه فجعلت أتخطى فقالوا إليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت دعوني أدنو منه فانه من أحب الناس إلى أن أدنو منه فقال إدن يا وابصة فدنوت منه حتى مست ركبتي ركبته فقال يا وابصة أخبرك عما جئت تسألني فقلت أخبرني يا رسول الله قال جئت تسألني عن البر والاثم قلت نعم قال فجمع أصابعه فجعل ينكت بها في صدري ويقول يا وابصة استفت قلبك استفت نفسك البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك رواه أبو سكينة الحمصي وأبو عبدالله الأسدي عن وابصة نحوه 122
هلال مولى المغيرة بن شعبة
وذكر هلالا مولى المغيرة بن شعبة
أخبرنا محمد بن محمد الحافظ أبو أحمد الكرابيسي في كتابه ثنا محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي ثنا محمد بن يحيى الأزدي قال سمعت عبدالله بن محمد يذكر عن يوسف بن الخشاب عن عطاء الخراساني عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليدخلن من هذا الباب رجل ينظر الله إليه قال فدخل يعني هلالا فقال له صل علي يا هلال فقال ما أحبك على الله وما أكرمك عليه 123
يسار أبو فكيهة
وذكر يسار أبا فكيهة مولى صفوان بن أمية في أهل الصفة وقد قاله محمد بن اسحاق
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب

ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جلس في المسجد جلس إليه المستضعفون من أصحابه خباب وعمار وأبو فكيهة يسار مولى صفوان بن أمية وصهيب بن سنان وأشباههم من المسلمين فهزأت بهم قريش وقال بعضهم لبعض هؤلاء أصحابه كما ترون هؤلاء من الله عليهم من بيننا بالهدى وبالحق لو كان ما جاء به محمد خيرا ما سبقنا هؤلاء به ولا خصهم الله دوننا فأنزل الله فيهم ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه الآيات قال الشيخ رحمه الله قد أتينا على من ذكرهم الشيخ أبو عبدالرحمن السلمي ونسبهم إلى توطين الصفة ونزولها وهو أحد من لقيناه وممن له العناية التامة بتوطئة مذهب المتصوفة وتهذيبه على ما بينه الأوائل من السلف مقتد بسيمتهم ملازم لطريقتهم متبع لآثارهم مفارق لما يؤثر عن المتخرمين المتهوسين من جهال هذه الطائفة منكر عليهم إذ حقيقة هذا المذهب عنده متابعة الرسول صلى الله عليه و سلم فيما بلغ وشرع وأشار إليه وصدع ثم القدوة المتحققين من علماء المتصوفة ورواة الآثار وحكام الفقهاء ولذلك ضممت إليه ما ذكره الأغر الأبلج أبو سعيد بن الأعرابي رحمه الله وكان أحد أعلام رواةالحديث والمتصوفة وله التصانيف المشهورة في سيرة القوم وأحوالهم والسياحة والرياضة واقتباس آثارهم وأقتفى في باقي الكتاب من ذكر التابعين حذوه إذ هو شرع في تأليف طبقات النساك وأقتصر إن شاء الله تعالى على ذكر جماعة من كل طبقة وأذكر لهم حديثا مسندا إن وجد وحكاية وحكايتين إلى الثلاث إن شاء الله تعالى مستعينا به ومعتمدا على جميل كفايته إذ هو الولي والمعين

ذكر جماعة من سكان الصفة وقطان المسجد ترك ذكرهم السلمي وابن الأعرابي فمنهم 124
بشير بن الخصاصية وهو بشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضبار
1 - ابن سدوس كان اسمه في الجاهلية نذيرا وقيل زحم هاجر إلى النبي صلى الله عليه و سلم فسماه بشيرا وأنزله الصفة
حدثنا محمد بن عبدالله بن شين ثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي ثنا محمد عبدالكريم ثنا الهيثم بن عدي ثنا أبو جناب الكلبي حدثني إياد بن لقيط الذهلي حدثتني الجهدمة 2 امرأة بشير بن الخصاصية قالت حدثنا بشير قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاني إلى الاسلام ثم قال لي ما اسمك قلت نذير قال بل أنت بشير قال فأنزلني الصفة فكان إذا أتته الهدية أشركنا فيها وإذا أتته صدقة صرفها إلينا قال فخرج ذات ليلة فتبعته فأتى البقيع فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا بكم لاحقون وإنا لله وإنا إليه راجعون لقد أصبتم خيرا بجيلا وسبقتم شرا طويلا ثم التفت إلي فقال من هذا قال فقلت بشير قال أما ترضى أن أخذ الله سمعك وقلبك وبصرك إلى الإسلام من ربيعة الفرس الذين يزعمون أن لولاهم لانفكت الأرض بأهلها قلت بلى يا رسول الله قال ما جاء بك قلت خفت أن تنكب أو يصيبك هامة من هوام الأرض قال محمد بن عبدالكريم إنما سمى ربيعة الفرس لأن أباه نزار بن معد كان له فرس وقبة من أدم وحمار فجعل الفرس لأكبر ولده ربيعة والقبة للذي يتلوه وهو مضر والحمار للثالث وهو إياد فلذلك يقال ربيعة الفرس

ومضر الحمراء وإياد الحمار رواه اسحاق بن أبي اسحاق الشيباني عن أبيه عن بشير مختصرا 125
أبو مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يبيت في المسجد ويخالط أهل الصفة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا اسماعيل بن عبدالله ثنا عبدالعزيز بن يحيى الحراني ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن اسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال هيئني 1 رسول الله صلى الله عليه و سلم جوف الليل فأتينا البقيع فقال يا أبا مويهبة إني قد أمرت ان استغفر لأهل البقيع فأتاهم فاستغفر لهم ثم قال ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا الآخرة شر من الأولى ثم قال يا أبا مويهبة إني قد أوتيت بمفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة فقال يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة ثم رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم فبدئ في وجعه الذي قبض فيه 126
أبو عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يبيت في المسجد ويخالط أهل الصفة
حدثنا محمد بن سابق بن الحسن ثنا اسحاق بن الحسن الحربي ثنا محمد ابن سابق ثنا حشرج بن نباتة عن أبي نصيرة عن أبي عسيب قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلا فدعاني فخرجت إليه ثم مر بأبي بكر فدعاه فخرج

ثم مر بعمر فدعاه فخرج اليه فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار فقال لصاحب الحائط أطعمنا بسرا فجاء بعذق فوضعه فأكلوا ثم دعا بماء فشرب فقال لتسئلن عن هذا يوم القيامة قال وأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر نحو وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال يا رسول الله إنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة قال نعم إلا من ثلاث كسرة يسد بها جوعته أو ثوب يستر بها عورته أو جحر يدخل فيه من الحر والقر 127
أبو ريحانة شمعون الأزدي وأبو ريحانة شمعون الأزدي
وقيل الأنصاري كان من الذابين المجتهدين معدود في أهل الصفة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مطلب بن شعيب ثنا عبدالله بن صالح ثنا عبدالرحمن بن شريح أبو شريح الاسكندارني عن أبي الصباح محمد بن سمير الرعيني عن أبي علي الهمداني عن أبي ريحانة أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة فأوينا ذات ليلة إلى شرف فأصابنا فيه برد شديد حتى رأيت الرجال يحفر أحدهم الحفرة فيدخل فيها ويكفي عليه بجحفته فلما رأى ذلك منهم قال من يحرسنا في هذه الليلة فادعو له بدعاء يصيب به فضلة فقام رجل فقال أنا يا رسول الله فقال من أنت فقال أنا فلان بن فلان الأنصاري قال أدنه فدنا منه فأخذ ببعض ثيابه ثم استفتح بدعاء له فلما سمعت ما يدعو به رسول الله صلى الله عليه و سلم للانصاري قمت فقلت أنا رجل فسألني كما سأله ثم قال أدنه كما قال له ودعا لي بدعاء دون ما دعا به للانصاري ثم قال حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله وحرمت النار على عين دمعت من خشية الله وقال الثالثة فنسيتها قال أبو شريح بعد ذلك وحرمت النار على عين غضت عن محارم الله تعالى
حدثنا اسحاق بن حمزة 1 ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي

ثنا أبو بكر بن عياش عن حميد يعني الكندي عن عبادة بن نسي عن أبي رحيانة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن ابليس ليضع عرشه على البحر ودونه الحجب يتشبه بالله عز و جل ثم يبث جنوده فيقول من لفلان الآدمي فيقوم اثنان فيقول قد أجلتكما سنة فان أغويتماه وسعت عنكما البعث والا صلبتكما قال فكان يقال لأبي ريحانة لقد صلب فيك كثيرا
حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا يحيى بن عثمان ثنا محمد بن حمير عن عميرة بن عبدالرحمن الخثعمي عن يحيى بن حسان البكري عن أبي ريحانة صاحب النبي صلى الله عليه و سلم قال أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فشكوت إليه تفلت القرآن ومشقته علي فقال لي لا تحمل عليك مالا تطيق وعليك بالسجود قال أبو عميرة 1 فقدم أبو ريحانة عسقلان وكان يكثر السجود وحدثت عن عباس بن محمد بن حاتم ثنا محمد بن مصعب ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب أن أبا ريحانة كان غائبا فلما قدم على أهله تعشى ثم خرج إلى المسجد فصلى العشاء الآخرة فلما انصرف إلى بيته قام يصلي يفتتح سورة ويختمها فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وسمع المؤذن فشد عليه ثيابه ليخرج إلى المسجد فقالت له صاحبته يا أبا ريحانة كنت في غزوتك ما كنت ثم قدمت الآن فما كان لي فيك نصيب أو حظ قال بلى لقد كان لك نصيب ولكن شغلت عنك قالت يا أبا ريحانة وما الذي شغلك عني قال ما زال قلبي يهوى فيما وصف الله من لباسها وأزواجها ونعيمها وما خطرت لي على بال حتى طلع الفجر 128
أبو ثعلبة الخشني وأبو ثعلبة الخشني من عباد الصحابة له في جملة أهل الصفة ذكر ومدخل

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا عبدالله بن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم حدثني عمرو بن جارية اللخمي حدثني أبو أمية الشعباني قال أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت يا أبا ثعلبة كيف تقول في هذه الآية عليك أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فقال أما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك أمر نفسك ودع عنك أمر العوام فإن من ورائكم أيام الصبر فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله وزاد في غيره قال يا رسول الله أجر خمسين منهم قال أجر خمسين منكم
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إدريس بن عبدالكريم ثنا أحمد بن حنبل ثنا زيد بن يحيى الدمشقي ثنا عبدالله بن العلاء ثنا مسلم بن مشكم قال سمعت أبا ثعلبة الخشني قال قلت يا رسول الله أخبرني ما يحل لي وما يحرم علي قال فصعد النبي صلى الله عليه و سلم وصوب فقال البر ما سكنت إليه النفس وأطمأن اليه القلب والإثم مالم تسكن اليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون
حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا محمد بن أبان ثنا يونس بن بكير عن أبي فروة يزيد بن سنان الرهاوي عن عروة ابن رويم قال سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم من غزاة له فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين وكان يعجبه إذا قدم أن يدخل المسجد فيصلي فيه ركعتين ثم خرج فأتى فاطمة فبدأ بها قبل بيوت أزواجه فاستقبلته فاطمة وجعلت تقبل وجهه وعينيه وتبكي فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يبكيك قالت أراك قد شحب لونك فقال لها يا فاطمة إن الله عز و جل بعث أباك بأمر لم يبق على ظهر الأرض بيت مدر ولا شعر إلا أدخله به عزا أو ذلا يبلغ حيث بلغ الليل
حدثنا أحمد بن بندار ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا عمرو بن عثمان

ثنا خالد بن محمد الكندي وهو أبو 1 محمد وأحمد ابنا خالد الوهبي قالا سمعنا أبا الزاهرية يقول سمعت أبا ثعلبة الخشني يقول إني لأرجو أن لا يخنقني الله عز و جل كما أراكم تخنقون عند الموت قال فبينما هو يصلي في جوف الليل قبض وهو ساجد فرأت ابنته أن أباها قد مات فاستيقظت فزعة فنادت أمها أين أبي قالت في مصلاه فنادته فلم يجبها فأيقظته فوجدته ساجدا فحركته فوقع لجنبه ميتا
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا إسماعيل بن إسحاق السراج ثنا داود بن رشيد ثنا الوليد بن مسلم أن أبا ثعلبة كان يقول إني لأرجو أن لا يخنقني الله عز و جل كما يخنقكم قال فبينما هو في صرحة داره إذ نادى يا عبدالرحمن وقد قتل عبدالرحمن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أحس بالموت أتى مسجد بيته فخر ساجدا فمات وهو ساجد 129
ربيعة بن كعب الأسلمي وربيعة بن كعب الأسلمي كان من أحلاس المسجد الملازمين لخدمة رسول الله صلى الله عليه و سلم له بأهل الصفة اتصال
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبدالله بن بكر السهمي ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي قال كنت أبيت على باب النبي صلى الله عليه و سلم فاعطيه الوضوء فأسمعه من الهوى بالليل يقول سمع الله لمن حمده والهوى من الليل يقول الحمد لله رب العالمين
حدثنا محمد بن محمد المقري ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا الحكم بن موسى ثنا هقل بن زياد قال سمعت الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي

قال كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتيته بوضوئه فقال لي سل فقلت أسئلك مرافقتك في الجنة فقال أو غير ذلك قلت هو ذاك قال فاعنى على نفسك بكثرة السجود 130
أبو برزة الاسلمي وأبو برزة الاسلمي نضلة بن عبيد من المستهينين بالدنيا المشتهرين بالذكر دخل الصفة ولابس أهلها
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمرو بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا أبو الأشهب عن أبي الحكم عن أبي برزة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول إن مما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا هوذة بن خليفة ثنا عوف الأعرابي عن أبي المنهال قال لما كان زمن أخرج ابن زياد وثب مروان بالشام وابن الزبير بمكة ووثب الذين كانوا يدعون القراء بالبصرة غم أبي غما شديدا وكان يثني على أبيه خيرا قال قال لي انطلق إلى هذا الرجل الذي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أبي برزة الاسلمي فانطلقت معه حتى دخلنا عليه في داره وإذا هو في ظل علو له من قصب في يوم شديد الحر فجلست اليه قال فأنشأ أبي يستطعمه الحديث وقال يا أبا برزة ألا ترى قال فكان أول شيء تكلم به أن قال إني أحتسب عند الله عز و جل أني أصبحت ساخطا على أحياء قريش وأنكم معشر العرب كنتم على الحال الذي قد علمتم من جهالتكم والقلة والذلة والضلالة وأن الله عز و جل نعشكم بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه و سلم خير الأنام حتى بلغ بكم ما ترون وأن هذه الدنيا هي التي أفسدت بينكم وإن ذاك الذي بالشام والله إن يقاتل إلا على الدنيا وإن الذي حولكم الذين تدعونهم قراءكم والله لن يقاتلوا إلا على الدنيا قال فلما لم يدع أحدا قال له أبي بما تأمر إذا

قال لا أرى خير الناس اليوم إلا عصابة ملبدة خماص البطون من أموال الناس خفاف الظهور من دمائهم رواه المبارك بن فضالة عن أبي المنهال نحوه
حدثنا أحمد بن اسحاق ثنا إبراهيم بن نائلة ثنا شيبان ثنا أبو هلال ثنا جابر بن عمرو قال قال أبو برزة الأسلمي لو أن رجلا في حجره دنانير يعطيها وآخر يذكر الله عز و جل لكان الذاكر أفضل 131
معاوية بن الحكم السلمي ومعاوية بن الحكم السلمي نزل الصفة
حدثنا عبدالملك بن الحسن المعدل السقطي ثنا أبو بردة الفضل بن محمد الحاسب ثنا عبدالله بن عمر أبو عبدالرحمن ثنا عمر بن محمد ثنا الصلت بن دينار عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن الحكم بن معاوية قال الشيخ رحمه الله كذا وقع في كتابي الحكم 0بن معاوية وإنما هو معاوية بن الحكم قال بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في الصفة فجعل يوجه الرجل من المهاجرين مع الرجل من الأنصار والرجلين والثلاثة حتى بقيت في أربعة ورسول الله صلى الله عليه و سلم خامسنا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم انطلقوا بنا فلما جئنا قال يا عائشة عشينا فجاءت بجشيشة فأكلنا ثم قال يا عائشة أطعمينا فجاءت بحيسة فأكلنا ثم قال يا عائشة اسقينا فجاءت بجريعة من لبن فشربنا ثم قال يا عائشة اسقينا فجاءت بعس من ماء فشربنا ثم قال من شاء منكم أن ينطلق إلى المسجد فلينطلق ومن شاء منكم بات ههنا قال فقلنا بل ننطلق إلى المسجد قال فبينا أنا نائم على بطني إذا برجل يرفسني برجله في جوف الليل فرفعت رأسي فإذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال قم فإن هذه ضجعة يبغضها الله عز و جل قال الشيخ رحمه الله رواه الأوزاعي وهشام وشيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن طخفة عن أبيه نحوه

قال الشيخ رحمه الله وكان يزور أهل الصفة بعد النبي صلى الله عليه و سلم الأكابر من الأقارب والأشراف يتبركون بما خصوا به من الألطاف وعصموا به من الاسراف والاتراف
وقد حدثنا سليمان بن أحمد ثنا جفعر بن سليمان النوفلي ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا عبدالعزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه قال دعا عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب فساره ثم قام علي فجاء الصفة فوجد العباس وعقيلا والحسين فشاورهم في تزوج أم كلثوم عمر ثم قال علي أخبرني عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي قال الشيخ رحمه الله وكذلك كان أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم وأولاده يوالون أهل الصفة والفقراء يخالطونهم اقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم واستنانا به فممن كان يكثر مجالستهم ومخالطتهم ومجالسة سائر الفقراء في كل وقت الحسن بن علي بن أبي طالب وعبدالله بن جعفر يرون في محبتهم إكمال الدين وفي مجالستهم اتمام الشرف مع ما كانوا يرجعون إليه من التشرف برسول الله صلى الله عليه و سلم والانتساب إليه اغتناما لدعائهم واقتباسا من أخلاقهم وآدابهم وكذلك عامة الصحابة كانوا يغتنمون مخالطة الأخيار وأدعية الأبرار حتى أن بعضهم ليدعو بذلك لأخية فيما
حدثناه أبو بكر بن مالك ثنا عبداللة بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن عبيد بن حساب ثنا جعفر بن سليمان قال سمعت ثابت البناني يحدث عن أنس بن مالك قال كان بعضنا يدعو لبعض جعل اللة عليكم صلاة قوم أبرار يقومون الليل ويصومون النهار ليسوا بأئمة ولا فجار
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد ابن عبيد بن حساب ثنا جعفر بن سليمان ثنا بسطام بن مسلم عن معاوية بن قرة عن أبية قال قال لي يا بني إذا كنت في قوم يذكرون اللة تعالى فبدت لك حاجة فسلم عليهم حين تقوم فانك لا تزال لهم شريكا ما داموا جلوسا

الحسن بن علي فأما السيد المحبب والحكيم المقرب الحسن بن علي رضي اللة تعالى عنهما فلة في معاني المتصوفة الكلام المشرق المرتب والمقام المؤنق المهذب
وقيل إن التصوف تنوير البيان وتطهير الأركان
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا ابو الوليد الطيالسي ثنا مبارك بن فضالة ثنا الحسن حدثني أبو بكرة قال كان النبي صلى اللة علية وسلم يصلي بنا فيجيء الحسن وهو ساجد صبي صغير حتى يصير على ظهرة أو رقبتة فيرفعه رفعا رفيقا فلما صلى صلاته قالوا يا رسول الله إنك لتصنع بهذا الصبي شيئا لا تصنعه بأحد فقال إن هذا ريحانتي وإن ابني هذا سيد وعسى الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين رواه عن الحسن يونس بن عبيد ومنصور بن زاذان وعلي بن زيد وأشعث وإسرائيل أبو موسى
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن عدي بن ثابت قال سمعت البراء يقول رأيت النبي صلى الله عليه و سلم واضعا الحسن على عاتقه فقال من أحبني فليحبه رواه أشعث بن سوار وفضيل بن مرزوق عن عدي مثله
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا هشام بن أسعد حدثني نعيم قال قال لي أبو هريرة ما رأيت الحسن قط إلا قاضت عيناي دموعا وذلك أنه أتى يوما يشتد حتى قعد في حجر رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل يقول بيديه هكذا في لحية رسول الله صلى الله عليه و سلم ورسول الله صلى الله عليه و سلم يفتح فمه ثم يدخل فمه في فمه ويقول اللهم إني أحبه فأحبه يقولها ثلاث مرات
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا علي بن المنذر ثنا عثمان بن سعيد ثنا محمد بن عبدالله أبو رجاء الحبطي من أهل تستر ثنا شعبة ابن الحجاج عن أبي إسحاق الهمداني عن الحارث قال سأل علي ابنه الحسن

عن أشياء من أمر المروءة فقال يا بني ما السداد قال يا أبت السداد دفع المنكر بالمعروف قال فما الشرف قال اصطناع العشيرة وحمل الجريرة قال فما المروءة قال العفاف وإصلاح المال قال فما الرأفة قال النظر في اليسير ومنع الحقير قال فما اللؤم قال احراز المرء نفسه وبذله عرسه قال فما السماح قال البذل في العسر واليسر قال فما الشح قال أن ترى ما في يديك شرفا وما أنفقته تلفا قال فما الاخاء قال المواساة في الشدة والرخاء قال فما الجبن قال الجرأة على الصديق والنكول عن العدو قال فما الغنيمة قال الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة قال فما الحلم قال كظم الغيظ وملك النفس قال فما الغنى قال رضى النفس بما قسم الله تعالى لها وإن قل وإنما الغنى غنى النفس قال فما الفقر قال شره النفس في كل شئ قال فما المنعة قال شدة البأس ومنازعة أعزاء الناس قال فما الذل قال الفزع عند المصدوقة 1 قال فما العى قال العبث باللحية وكثرة البزق عند المخاطبة قال فما الجرأة قال موافقة الأقران قال فما الكلفة قال كلامك فيما لا يعنيك قال فما المجد قال أن تعطي في الغرم وتعفو عن الجرم قال فما العقل قال حفظ القلب كلما استوعيته قال فما الخرق قال معاداتك امامك ورفعك عليه كلامك قال فما السناء قال إتيان الجميل وترك القبيح قال فما الحزم قال طول الأناة والرفق بالولاة قال فما السفه قال اتباع الدناة ومصاحبة الغواة قال فما الغفلة قال تركك المجد وطاعتك المفسد قال فما الحرمان قال تركك حظك وقد عرض عليك قال فما السيد قال الأحمق في ماله والمتهاون في عرضه يشتم فلا يجيب والمتحزن بأمر عشيرته هو السيد فقال علي سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا فقر أشد من الجهل ولا مال أعود من العقل
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد

ابن جعفر ثنا شعبة قال سمعت يزيد بن خمير يحدث عن عبدالرحمن بن جبير ابن نفير عن أبيه قال قلت للحسن إن الناس يقولون أنك تريد الخلافة فقال قد كانت جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت ويسالمون من سالمت فتركتها إبتغاء وجه الله وحقن دماء أمة محمد صلى الله عليه و سلم
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبيد الله بن سعيد ثنا سفيان بن عيينة عن مجالد عن الشعبي قال شهدت الحسن بن علي حين صالحه معاوية بالنخيلة فقال معاوية قم فأخبر الناس أنك تركت هذا الأمر وسلمته إلي فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن أكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور وإن هذا الأمر الذي إختلفت فيه أنا ومعاوية إما إن يكون حق إمرئ فهو أحق به مني وإما أن يكون حقا هو لي فقد تركته ارادة إصلاح الأمة وحقن دمائها وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين
حدثنا أحمد بن محمد بن الحارث بن خلف أبو بكر ثنا أحمد بن محمد بن سعيد ثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني ثنا أبي ثنا إسماعيل بن يحيى قال سمعت الوليد بن جميع يقول سمعت أبان بن الطفيل يقول سمعت عليا يقول للحسن كن في الدنيا ببدنك وفي الآخرة بقلبك
حدثنا عبدالله بن محمد ابن جعفر ثنا محمد بن نصير ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا العباس بن الفضل عن القاسم ابن عبد الرحمن عن محمد بن علي قال قال الحسن رضي الله عنه إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الانماطي ثنا أحمد بن سهل بن أيوب ثنا خليفة بن خياط ثنا عبدالله بن داود ثنا المغيرة بن زياد عن ابن أبي نجيح أن الحسن بن علي حج ماشيا وقسم ماله نصفين
حدثنا محمد بن أحمد بن إسحاق ثنا أحمد بن سهل بن أيوب ثنا خليفة بن خياط ثنا عامر بن حفص ثنا شهاب ابن عامر أن الحسن بن علي قاسم الله عز و جل ماله مرتين حتى تصدق بفرد نعله
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا الحسن بن علي بن نصر ثنا الزبير بن بكار ثنا عمى

قال ذكر عن علي بن زيد بن جدعان قال خرج الحسن بن علي من ماله مرتين وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرار حتى أن كان ليعطى نعلا ويمسك نعلا ويعطى خفا ويمسك خفا
حدثنا محمد بن إبراهيم ثنا الحسين بن حماد ثنا سليمان بن سيف ثنا سلم بن إبراهيم ثنا قرة بن خالد قال أكلت في بيت محمد بن سيرين طعاما فلما أن شبعت أخذت المنديل ورفعت يدي فقال محمد إن الحسن إبن علي قال إن الطعام أهون من أن يقسم فيه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن إسحاق ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الأعلى هشام بن حسان عن ابن سيرين قال تزوج الحسن بن علي إمرأة فأرسل إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن عبدالرحمن بن عبدالله عن أبيه عن الحسن ابن سعد عن أبيه قال متع الحسن بن علي إمرأتين بعشرين ألفا وزقاق من عسل فقالت إحداهما وأراها الحنفية متاع قليل من حبيب مفارق
حدثنا محمد بن علي ثنا أبو عروبة الحراني ثنا سليمان بن عمر بن خالد ثنا ابن علية عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال دخلت أنا ورجل على الحسن ابن علي نعوده فقال يا فلان سلني قال لا والله لا نسألك حتى يعافيك الله ثم نسألك قال ثم دخل ثم خرج إلينا فقال سلني قبل أن لا تسألني فقال بل يعافيك الله ثم أسألك قال لقد ألقيت طائفة من كبدي وأني سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذه المرة ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه والحسين عند رأسه وقال يا أخي من تتهم قال لم لتقتله قال نعم قال إن يكن الذي أظن فالله أشد بأسا وأشد تنكيلا وإلا يكن فما أحب أن يقتل بي بريء ثم قضى رضوان الله تعالى عليه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن سفيان بن عيينة عن رقبة بن مصقلة قال لما حضر الحسن بن علي قال أخرجوني إلى الصحراء لعلي أنظر في ملكوت السماء يعني الآيات فلما أخرج به قال اللهم إني إحتسبت نفسي عندك فإنها أعز الأنفس علي فكان مما صنع الله

عز و جل له أنه إحتسب نفسه قال الشيخ رحمه الله وقد كان من أهل البيت من ولاة الفقراء وأهل الصفة الحسين بن علي بن أبي طالب وعبدالله بن جعفر بن أبي طالب يجالسانهم استنانا في مجالستهم ومحبتهم بالنبي صلى الله عليه و سلم إذ أمروا بالصبر على مجالستهم وإلزام مواظبتهم ومخالطتهم وكذلك من بعده من أصحابه أكثروا زيارتهم وإختاروا مودتهم ومجالستهم حسبما انتشر عنهم واشتهر وأنهم كانوا يرون العيش الهني معهم والمقام السني في مخالطتهم والحال الزري في مفارقتهم ومنابذتهم كما حكي عن الحسين بن علي من التبرم بالعيش مع من يخالف سيرتهم وهو
ما حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الحسن قال لما نزل القوم بالحسين وأيقن أنهم قاتلوه قام في أصحابه خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال قد نزل من الأمر ما ترون وأن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها وانشمرت حتى لم يبق منها إلا كصبابة الإناء إلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله وإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا جرما 133
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال الشيخ رحمه الله ومن ناسكات الأصفياء وصفيات الأتقياء فاطمة رضي الله تعالى عنها السيدة البتول البضعة الشبيهة بالرسول ألوط أولاده بقلبه لصوقا وأولهم بعد وفاته به لحوقا كانت عن الدنيا ومتعتها عازفة وبغوامض عيوب الدنيا وآفاتها عارفة وقد قيل إن التصوف الثبات في الوفاق والبتات للحاق
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو عوانة عن فراس بن يحيى عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت كنا عند النبي صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي مات فيه ما تغادر منا واحدة

إذ جاءت فاطمة تمشي ما تخطى مشيتها من مشية النبي صلى الله عليه و سلم شيئا فلما رأها قال مرحبا بابنتي فأقعدها عن يمينه أو عن يساره ثم سارها بشئ فبكت فقلت لها أنا من بين نسائه خصك رسول الله صلى الله عليه و سلم من بيننا بالسرار وأنت تبكين ثم سارها بشيء فضحكت قالت فقلت لها أقسمت عليك بحقي أو بما لي عليك من الحق لما أخبرتيني قالت ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه و سلم سره قالت فلما توفي النبي صلى الله عليه و سلم سألتها فقالت أما الآن فنعم أما بكائي فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لي إن جبريل عليه السلام كان يعرض علي القرآن كل عام مرة فعرض العام مرتين ولا أرى إلا أجلي قد إقترب فبكيت فقال لي اتق الله واصبري فإني أنا نعم السلف لك ثم قال يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين أو نساء هذه الأمة فضحكت رواه جابر الجعفي عن الشعبي مثله ورواه جابر عن أبي الطفيل عن عائشة نحوه ورواه عروة بن الزبير وأبو سلمة بن عبد الرحمن ويحيى بن عباد عن عائشة نحوه وروته فاطمة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة عن عائشة نحوه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن يونس ثنا الليث بن سعد أنه سمع ابن أبي مليكة يقول أنه سمع المسور بن مخرمة يقول أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إنما فاطمة إبنتي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها رواه عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور ورواه أيوب السختياني عن ابن أبي مليكة عن عبدالله بن الزبير نحوه
حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا سليمان بن داود ثنا عباد بن العوام ثنا هلال ابن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لفاطمة رضي الله تعالى عنها أنت أول أهلي لحوقا بي
حدثنا عبدالله بن محمد بن عثمان الواسطي ثنا يعقوب بن إبراهيم بن عباد ابن العوام ثنا عمرو بن عون ثنا هشيم ثنا يونس عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما خير للنساء فلم ندر ما نقول فسار علي إلى

فاطمة فأخبرها بذلك فقالت فهلا قلت له خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن فرجع فأخبره بذلك فقال له من علمك هذا قال فاطمة قال إنها بضعة مني رواه سعيد بن المسيب عن علي نحوه
حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا جدي أبو حصين ثنا يحيى الحماني ثنا قيس عن عبدالله بن عمران عن علي ابن زيد عن سعيد بن المسيب عن علي أنه قال لفاطمة ما خير للنساء قالت لا يرين الرجال ولا يرونهن فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال إنما فاطمة بضعة مني
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا عباس بن الوليد ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا سعيد الجريري عن أبي الورد عن ابن أعبد قال قال علي يا ابن أعبد ألا أخبرك عني وعن فاطمة كانت ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم واكرم أهله عليه وكانت زوجتي فجرت بالرحا حتى أثرت الرحا بيدها واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها وأصابها من ذلك ضر
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد ابن الصباح ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري قال لقد طحنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى مجلت 1 يدها وربى أثر قطب الرحاء في يدها
حدثنا فاروق بن عبد الكبير الخطابي ثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا إبراهيم بن بشار ثنا سفيان بن عيينة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن علي أن فاطمة كانت حاملا فكانت إذا خبزت أصاب حرف التنور بطنها فأتت النبي صلى الله عليه و سلم تسأله خادما فقال لا أعطيك وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع أولا أدلك على خير من ذلك إذا آويت إلى فراشك تسبحين الله تعالى ثلاثا وثلاثين وتحمدينه ثلاثا وثلاثين وتكبرينه أربعا وثلاثين
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن هاشم ثنا أمية ثنا يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن عمرو بن دينار قال قالت عائشة رضي الله تعالى

عنها ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيها قال وكان بينهما شيء فقالت يا رسول الله سلها فانها لا تكذب
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا علي ابن هاشم عن كثير النواء عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ألا تنطلق بنا نعود فاطمة فإنها تشتكي قلت بلى قال فانطلقنا حتى إذا إنتهينا إلى بابها فسلم وإستأذن فقال أدخل أنا ومن معي قالت نعم ومن معك يا أبتاه فوالله ما علي إلا عباءة فقال لها اصنعي بها كذا واصنعي بها كذا فعلمها كيف تستتر فقالت والله ما على رأسي من خمار قال فأخذ خلق ملاءة كانت عليه فقال اختمري بها ثم أذنت لهما فدخلا فقال كيف تجدينك يا بنية قالت إني لوجعة وإنه ليزيد في أنه ما لي طعام آكله قال يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين قالت تقول يا أبت فأين مريم إبنة عمران قال تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك أما والله زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة كذا رواه علي بن هاشم مرسلا ورواه ناصح أبو عبدالله عن سماك عن جابر بن سمرة متصلا
حدثناه محمد بن أحمد ثنا عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد المقري ثنا أحمد بن يحيى الصوفي الكوفي ثنا اسماعيل بن أبان الوراق ثنا ناصح أبو عبدالله عن سماك عن جابر ابن سمرة قال جاء نبي الله صلى الله عليه و سلم فجلس فقال إن فاطمة وجعة فقال القوم لوعدناها فقام فمشى حتى انتهى إلى الباب والباب عليها مصفق قال فنادى شدي عليك ثيابك فإن القوم جاؤا يعودونك فقالت يا نبي الله ما علي إلا عباءة قال فأخذ رداء فرمى به إليها من وراء الباب فقال شدي بهذا رأسك فدخل ودخل القوم فقعد ساعة فخرجوا فقال القوم تالله بنت نبينا صلى الله عليه و سلم على هذا الحال قال فالتفت فقال أما إنها سيدة النساء يوم القيامة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت توفيت فاطمة

بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم بستة أشهر ودفنها علي ليلا
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبدالجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عمرو عن أبي جعفر قال ما رأيت فاطمة ضاحكة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا يوما افترت بطرف نابها قال ومكثت بعده ستة أشهر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرازق عن معمر عن عبدالله بن محمد بن عقيل أن فاطمة رضي الله عنها لما حضرتها الوفاة أمرت عليا فوضع لها غسلا فاغتسلت وتطهرت ودعت بثياب أكفانها فأتيت بثياب غلاظ خشن فلبستها ومست من الحنوط ثم أمرت عليا أن لا تكشف إذا قبضت وإن تدرج كما هي في ثيابها فقلت له هل علمت أحدا فعل ذلك قال نعم كثير بن العباس وكتب في أطراف أكفانه يشهد كثير بن عباس أن لا إله إلا الله
حدثنا إبراهيم بن عبدالله ثنا أبو العباس السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محمد بن موسى المخزومي عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أمه أم جعفر بنت محمد بن جعفر وعن عمارة بن المهاجر عن أم جعفر أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت يا أسماء اني قد استقبحت ما يصنع بالنساء إن يطرع على المرأة الثوب فيصفها فقالت أسماء يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجل فإذا مت أنا فاغسليني أنت وعلي ولا يدخل علي أحد فلما توفيت غسلها علي وأسماء رضي الله تعالى عنهم 134
عائشة زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم
ومنهم الصديقة بنت الصديق العتيقة بنت العتيق حبيبة الحبيب وأليفة القريب سيد المرسلين محمد الخطيب المبرأة من العيوب المعراة من ارتياب القلوب لرؤيتها جبريل رسول علام الغيوب عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها

كانت للدنيا قالية وعن سرورها لاهية وعلى فقد أليفها باكية وقد قيل إن التصوف معانقة الحنين ومفارقة الأنين
حدثنا محمد بن معمر ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا جعفر بن عون ثنا مسعر بن كدام عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الضحى عن مسروق قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة في كتاب الله
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن الصباح ثنا جرير عن الأعمش عن مسلم بن صبيح قال كان مسروق إذا حدث عن عائشة قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله
حدثنا عبدالله ابن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا زمعة قال سمعت ابن أبي مليكة يقول سمعت أم سلمة الصرخة على عائشة فأرسلت جاريتها انظري ما صنعت فجاءت فقالت قد قضت فقالت يرحمها الله والذي نفسي بيده لقد كانت أحب الناس كلهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أبوها
حدثنا محمد بن حميد ثنا أحمد بن عيسى بن السكين ثنا عبدالله بن الحسين المصيصي ثنا أبو طاهر المقدسي ثنا الوليد بن محمد الموقري عن الزهري عن أنس قال أول حب كان في الإسلام حب النبي صلى الله عليه و سلم لعائشة رضي الله تعالى عنها
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي ثنا محمد بن بشر المصري ثنا عثمان بن عبدالله ثنا مالك بن أنس عن هشام ابن عزورة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قلت يا رسول الله كيف حبك لي قال كعقدة الحبل فكنت أقول كيف العقدة يا رسول الله قال فيقول هي على حالها
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا أبو عيسى موسى بن علي الخقلي ثنا جابر بن سعيد ثنا محمد بن الحسن الفقيه عن يونس بن أبي إسحاق ثنا أبو إسحاق عن عريب بن حميد قال وقع رجل في عائشة فقال عمار أسكت مقبوحا منبوحا أتقع في حبيبة رسول الله صلى الله عليه و سلم إنها لزوجته في الجنة
حدثنا عبدالله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبدالله ثنا حفص بن عمر ثنا مبارك بن فضالة عن علي بن زيد عن عمته أم

محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ذهبت فاطمة تذكر عائشة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا بنية حبيبة أبيك
حدثنا أبو عمرو ابن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا الهيثم بن جناد ثنا يحيى يعني ابن سليم عن عبدالله بن عثمان بن خثيم عن ابن أبي مليكة قال استأذن ابن عباس على عائشة فقالت لا حاجة لي بتنزكيته فقال عبد الرحمن بن أبي بكر يا أمتاه إن ابن عباس من صالح بيتك جاء يعودك قالت فأذن له فدخل عليها فقال يا أمه أبشري فوالله ما بينك وبين أن تلقي محمدا والأحبة إلا أن يفارق روحك جسدك كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه و سلم إليه ولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يحب إلا طيبا قالت أيضا قال هلكت قلادتك بالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يلتقطها فلم يجدوا ماء فأنزل الله عز و جل فتيمموا صعيدا طيبا فكان ذلك بسببك وبركتك ما أنزل الله تعالى لهذه الأمة من الرخصة وكان من أمر مسطح ما كان فأنزل الله تعالى برائتك من فوق سبع سمواته فليس مسجد يذكر الله فيه إلا وشأنك يتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار فقالت يا ابن عباس دعني منك ومن تزكيتك فوالله لوددت أني كنت نسيا منسيا ورواه بشر بن المعضل بن خثيم عن ابن أبي مليكة أن ذكوان حدثه مثله ورواه يحيى بن سعيد القطان عن عمر بن سعيد عن أبي مليكة قال استأذن ابن عباس فذكر مثله وذكر حسين ابن علي عن سفيان بن عيينة عن محمد بن عثمان عن ابن أبي مليكة قال استأذن ابن عباس فذكر نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن عروة قال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها يا ليتني كنت نسيا منسيا أي حيضة
حدثنا إبراهيم بن أحمد الهمداني حدثني أوس بن أحمد بن أوس ثنا داود بن سليمان بن خزيمة ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ثنا عمرو بن محمد الزيبقي ثنا أبو عبيد معمر بن المثنى من تيم قريش حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه

وسلم يخصف نعله وكنت أغزل قالت فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل جبينه يعرق وجعل عرقه يتولد نورا قالت فبهت قالت فنظر إلي فقال مالك بهت فقلت يا رسول الله نظرت إليك فجعل جبينك يعرق وجعل عرقك يتولد نورا فلو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره قال وما يقول يا عائشة أبو كبير الهذلي فقالت يقول ... ومبرء من كل غبر 1 حيضة ... وفساد مرضعة وداء مغيل ... وإذا نظرت إلى أسرة وجهه ... برقت كبرق العارض المتهلل ... قالت فوضع رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كان في يده وقام إلي فقبل ما بين عيني وقال جزاك الله يا عائشة خيرا ما سررت مني كسروري منك
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى الحميدي ثنا سفيان بن عيينة عن مجالد الشعبي عن أبي سلمة عن عائشة قالت رأيتك يا رسول الله واضعا يدك على معرفة فرس وأنت قائم تكلم دحبة الكلبى قال أو قد رأيته قالت نعم قال فانه جبريل وهو يقرئك السلام قالت وعليه السلام ورحمة الله وجزاه الله خيرا من زائر ومن دخيل فنعم الصاحب ونعم الدخيل رواه أبو بكر عياش عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة ورواه الزهري عن أبي سلمة عن عائشة نحوه
حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا إسماعيل بن محمد المزني ثنا أبو نعيم ثنا زكريا بن أبي زائدة قال سمعت عامرا الشعبي يقول حدثني أبو سلمة أن عائشة حدثته أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها إن جبريل يقرئك السلام قالت وعليه السلام ورحمة الله
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني سفيان بن وكيع ثنا سفيان بن عيينة عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما شبعت بعد النبي صلى الله عليه و سلم من طعام إلا ولو شئت أن أبكي لبكيت ما شبع آل محمد صلى الله عليه و سلم حتى قبض
حدثنا العباس بن أحمد بن هاشم الكناني ثنا الحسين بن جعفر القتات

ثنا عبد الحميد بن صالح ثنا ابن المبارك وأبو معاوية عن مسعر عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن الأسود بن يزيد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت إنكم تدعون أفضل العبادة التواضع
حدثنا محمد بن إسحاق ثنا إبراهيم بن سعدان ثنا بكر بن بكار ثنا عبدالله بن عون عن القاسم بن محمد قال كانت عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها تصوم تصوم حتى يذلقها الصوم 1
حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي أخبرنا علي بن عبدالله المديني ثنا محمد بن حازم ثنا هشام بن عروة عن ابن المنكدر عن أم ذرة وكانت تغشى عائشة قالت بعث إليها بمال في غرارتين قالت أراه ثمانين أو مائة ألف فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجلست تقسم بين الناس فأمست وما عندها من ذلك درهم فلما أمست قالت يا جارية هلمي فطرى فجاءتها بخبز وزيت فقالت لها أم ذرة أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحما بدرهم نفطر عليه قالت لا تعنفيني لو كنت ذكرتيني لفعلت حدثناه محمد بن عبدالله الكاتب ثنا الحسن بن علي الطوسي ثنا محمد بن عبد الكريم الهيثم بن عدي عن هشام مثله
وحدثنا محمد بن علي ثنا محمد ابن الحسن بن قتيبة ثنا محمد بن عبدالله الخلنجي ثنا مالك بن سعيد ثنا الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة قال لقد رأيت عائشة رضي الله تعالى عنها تقسم سبعين ألفا وإنها لترقع جيب درعها
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو الأشعث العجلي ثنا محمد بن بكر عن هشام بن حسان عن هشام بن عروة عن أبيه أن معاوية بعث إلى عائشة رضي الله تعالى عنها بمائة ألف فوالله ما غابت الشمس عن ذلك اليوم حتى فرقتها قالت مولاة لها لو اشتريت لنا من هذه الدراهم بدرهم لحما فقالت لو قلت قبل أن أفرقها لفعلت
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا الحسن بن محمد ثنا أبو زرعة الرازي ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أيوب بن سويد ثنا عبدالله بن شوذب

عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها باعت مالها بمائة ألف فقسمته ثم أفطرت على خبز الشعير فقالت لها مولاة لها ألا كنت أبقيت لنا من ذا المال درهما نشتري به لحما فتأكلين ونأكل معك قالت أفهلا ذكرتيني
حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا أحمد بن معيد ثنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب أن يحيى بن سعيد كتب اليه يحدث عن عبدالرحمن بن القاسم أنه قال أهدى معاوية لعائشة ثيابا وورقا وأشياء توضع في اسطوانها 1 فلما خرجت عائشة نظرت اليه فبكت ثم قالت لكن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن يجد هذا ثم فرقته ولم يبق منه شيء وعندها ضيف فلما أفطرت وكانت تصوم من بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أفطرت على خبز وزيت فقالت المرأة يا أم المؤمنين لو أمرت بدرهم من الذي أهدي لك فاشترى لنا به لحم فأكلناه فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها كلي فوالله ما بقي عندنا منه شيء قال عبد الرحمن أهدى لها سلال من عنب فقسمته ورفعت الجارية سلة ولم تعلم بها عائشة فلما كان الليل جاءت به الجارية فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها ما هذا قالت يا سيدتي أو يا أم المؤمنين رفعت لنأكله قالت عائشة رضي الله تعالى عنها فلا عنقودا واحدا والله لا أكلت منه شيئا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز ثنا عارم أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب عن أبي سعيد وكان رضيعا لعائشة قال دخلت على عائشة رضي الله تعالى عنها وهي تخيط نقبة لها قلت يا أم المؤمنين أليس قد أوسع الله عز و جل قالت لا جديد لمن لا خلق له
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى حدثني من سمع عائشة تقرأ في الصلاة فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم فتقول من على وقنى عذاب السموم قال
وحدثني من سمع عائشة رضي الله تعالى

عنها تقرأ وقرن في بيوتكن فتبكي حتى تبل خمارها
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا حاتم بن أبي صغيرة ثنا عبدالله بن أبي مليكة أن عائشة بنت طلحة حدثته أن عائشة قتلت جانا فأريت فيما يرى النائم وقيل لها والله لقد قتلته مسلما فقالت لو كان مسلما ما دخل على أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فقيل لها وهل كان يدخل عليك إلا وعليك ثيابك فأصبحت وهي فزعة فأمرت بإثنى عشر ألفا فجعلتها في سبيل الله عز و جل
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن مسعود ثنا محمد بن كثير ثنا الأوزاعي عن الزهري أخبرني عوف بن الحارث بن الطفيل وهو ابن أخي عائشة لأمها أن عائشة باعت رباعها فقال ابن الزبير لأحجرن عليها فقالت عائشة رضي الله عنها لله علي أن لا أكلم ابن الزبير حتى أفارق الدنيا فطالت هجرتها فاستشفع ابن الزبير بكل أحد فأبت أن تكلمه فقالت والله لا آثم فيه أبدا فلما طالت هجرتها كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود عائشة فدخلوا عليها معهم ابن الزبير فاعتنقها ابن الزبير فبكى وبكت عائشة رضي الله تعالى عنها بكاء كثيرا وناشدها ابن الزبير الله والرحم فلما أكثروا عليها كلمته ثم بعثت إلى اليمن فابتيع لها أربعين رقبة فأعتقتها قال عوف ثم سمعت بعد ذلك تذكر نذورها ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها
حدثنا عبد الملك بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا محمد بن عبيد بن حساب ثنا حماد ابن زيد ثنا هشام بن عروة أن معاوية اشترى من عائشة بيتا بمائة ألف بعث بها اليها فما أمست وعندها منه درهم وأفطرت على خبز وزيت وقالت لها مولاة لها يا أم المؤمنين لو كنت اشتريت لنا بدرهم لحما قالت فهلا ذكرتيني أو قالت لو كنت ذكرتيني لفعلت
حدثنا الحسن بن علان الوراق ثنا جعفر الفريابي ثنا منجاب بن الحارث ثنا علي بن مسهر ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال ما رأيت أحدا من الناس أعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال ولا بحرام ولا بشعر ولا بحديث العرب

ولا بنسب من عائشة رضي الله تعالى عنها
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبدالله بن معاوية الزبيري ثنا هشام بن عروة قال كان عروة يقول لعائشة يا أمتاه لا أعجب من فقهك أقول زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم وابنة أبي بكر ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس أقول ابنة أبي بكر وكان أعلم الناس ولكن أعجب من علمك بالطب كيف هو ومن أين هو وما هو قال فضربت على منكبي ثم قالت أي عرية إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسقم في آخر عمره فكانت تقدم عليه الوفود من كل وجه فتنعت له فكنت أعالجه فمن ثم 135
حفصة بنت عمر
ومنهن القوامة الصوامة المزرية بنفسها اللوامة حفصة بنت عمر بن الخطاب وارثة الصحيفة الجامعة للكتاب رضي الله تعالى عنها
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يونس بن محمد وعفان وحدثنا محمد بن يحيى بن الحسن ثنا على بن محمد بن أبي الشوارب ثنا موسى بن اسماعيل التبوذكي قالوا ثنا حماد بن سلمة ثنا أبو عمران الجوني عن قيس بن زيد أن النبي صلى الله عليه و سلم طلق حفصة بنت عمر فدخل عليها خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون فبكت فقالت والله ما طلقني عن شبع وجاء النبي صلى الله عليه و سلم فتجلببت فقال قال لي جبريل راجع حفصة فانها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدان بن أحمد ثنا المنذر بن الوليد الجارودي ثنا أبي ثنا الحسن بن أبي جعفر عن عاصم عن زر عن عمار بن ياسر قال أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يطلق حفصة فجاء جبريل فقال لا تطلقها فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة
حدثنا محمد بن المظفر ثنا جعفر بن أحمد بن يحيى الخولاني ثنا أحمد بن عبدالرحمن بن وهب ثنا عمي عبدالله بن وهب حدثني عمر بن صالح عن موسى بن علي عن موسى بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر قيل لما طلق

رسول الله صلى الله عليه و سلم حفصة بنت عمر فبلغ ذلك عمر فوضع التراب على رأسه وجعل يقول ما يعبأ الله بعمر بعد هذا قال فنزل جبريل من الغد على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن الله تعالى يأمرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد ابن عبدالله بن نمير ثنا يونس بن بكير ثنا الأعمش عن أبي صالح عن ابن عمر قال دخل عمر على حفصة وهي تبكي فقال ما يبكيك لعل رسول الله صلى الله عليه و سلم طلقك
حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبدالعزيز بن محمد أخبرنا عمارة بن غزية عن ابن شهاب عن خارجة بن يزيد ابن ثابت عن أبيه قال لما أمرني أبوبكر فجمعت القرآن كتبته في قطع الأدم وكسر الآكتاف والعسب فلما هلك أبو بكر رضي الله عنه كان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة فكانت عنده فلما هلك عمر رضي الله تعالى عنه كانت الصحيفة عند حفصة زوجة النبي صلى الله عليه و سلم ثم أرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها فسألها أن تعطيه الصحيفة وحلف ليردنها اليها فأعطته فعرض المصحف عليها فردها اليها وطابت نفسه وأمر الناس فكتبوا المصاحف فلما ماتت حفصة أرسل إلى عبد الله بن عمر بالصحيفة بعزمة فأعطاهم إياها فغسلت غسلا 136
زينب بنت جحش
ومنهن الخاشعة الراضية الأواهة الداعية زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن اسحاق التستري ثنا الحسين بن أبي السرى العسقلاني ثنا الحسن بن محمد بن أعين الحراني ثنا حفص بن سليمان عن الكميت بن زيد الأسدي حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش عن زينب بنت جحش قالت خطبني عدة من قريش فأرسلت أختي حمنة إلى

رسول الله صلى الله عليه و سلم أستشيره فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه و سلم قالت ومن هو يا رسول الله قال زيد بن حارثة قالت فغضبت حمنة غضبا شديدا فقالت يا رسول الله أتزوج ابنة عمتك مولاك قالت وجاءتني فأعلمتني فغضبت أشد غضبها فقلت أشد من قولها فأنزل الله عز و جل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا الآية قالت فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت إني أستغفر الله وأطيع الله ورسوله افعل يا رسول الله ما رأيت فزوجني رسول الله صلى الله عليه و سلم زيدا فكنت أزرأ عليه فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فعاتبني رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم عدت فأخذته بلساني فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمسك عليك زوجك واتق الله فقيل أنا أطلقها قالت فطلقني فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا ورسول الله صلى الله عليه و سلم قد دخل على بيتي وأنا مكشوفة الشعر فعلمت أنه أمر من السماء فقلت يا رسول الله بلا خطبة ولا إشهاد فقال الله زوج وجبريل الشاهد
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا عمرو بن محمد العنقزي ثنا عيسى بن طهمان قال سمعت مالك بن أنس يقول كانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه و سلم تقول إن الله تعالى زوجني من السماء وأطعم عليها خبزا ولحما
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا حبان بن هلال ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال لما انقضت عدة زينب بنت جحش قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لزيد بن حارثة اذهب فاذكرني لها فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم عظمت في نفسي فذهبت اليها فجعلت ظهري إلى البيت فقلت يا زينب بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكرك فقالت ما كنت لأحدث شيئا حتى أؤامر ربي عز و جل فقامت إلى مسجدها فأنزل الله عز و جل هذه الآية فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها فجعل

رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل عليها بغير إذن
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق وحدثنا محمد بن علي ثنا الحسين ابن محمد بن حماد ثنا سلمة بن شبيب واللفظ له أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كانت زينب بنت جحش هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فعصمها الله تعالى بالورع ولم أر امرأة أكثر خيرا وأكبر صدقة وأوصل للرحم وأبذل لنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله تعالى من زينب ما عدا سورة من حدة كانت فيها يوشك منها الغبة 1
حدثنا محمد بن أحمد بن موسى الخطمي ثنا عباس بن محمد ثنا يعقوب بن ابراهيم ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب الزهري حدثني محمد بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام أن عائشة قالت كانت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه و سلم تساويني من بين أزواج النبي صلى الله عليه و سلم في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم أر امرأة قط خيرا في الدين وأتقى الله عز و جل وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب إلى الله عز و جل ما عدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا محمد بن يونس ثنا روح بن عبادة ثنا عبدالحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن شداد عن ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم في رهط من المهاجرين يقسم ما أفاء الله عليه فبعثت إليه امرأة من نسائه وما منهم إلا ذا قرابة من رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما عم أزواجه عطيته قالت زينب بنت جحش يا رسول الله ما من نسائك امرأة إلا وهي تنظر إلى أخيها أو أبيها أو ذي قرابتها عندك فاذكرني من أجل الذي زوجنيك فأحرق رسول الله صلى الله عليه و سلم قولها وبلغ منه كل مبلغ فانتهرها عمر فقالت اعرض عني يا عمر فوالله لو كانت بنتك ما رضيت

بهذا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اعرض عنها يا عمر فانها أواهة فقال رجل يا رسول الله ما الأواه قال الخاشع الدعاء المتضرع ثم قرأ إن ابراهيم لأواه حليم
حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن كيسان ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي ثنا على بن عبدالله المديني ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى ثنا محمد بن عمرو حدثني يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة على أخته برة بنت رافع قالت لما خرج العطاء بعث عمر بن الخطاب إلى زينب بنت جحش بعطائها فأتيت به ونحن عندها قالت ما هذا قالت أرسل به اليك عمر قالت غفر الله له والله لغيري من أخواتي كانت أقوى على قسم هذا مني قالوا إن هذا لك كله قالت سبحان الله فجعلت تستر بينها وبينه بجلبابها أو بثوبها ضعوه اطرحوا عليه ثوبا ثم قالت أقبض اذهب إلى فلان من أهل رحمها وأيتامها حتى بقيت بقية تحت الثوب قالت فأخذنا ما تحت الثوب فوجدناه بضعة وثمانين درهما ثم رفعت يديها ثم قالت اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا أبدا فكانت أول نساء النبي صلى الله عليه و سلم لحوقا به
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عباس بن الفضل الاسقاطي ثنا اسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأزواجه أولكن تتبعني أطولكن يدا فكنا إذا اجتمعنا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم نمد أيدينا في الحائط نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا فعرفت أن النبي صلى الله عليه و سلم أراد بطول اليد الصدقة و كانت امرأة صناعا كانت تعمل بيديها وتتصدق به في سبيل الله عز و جل 137
صفية زوج النبي صلى الله عليه و سلم
ومنهن التقية الزاكية ذات العين الباكية صفية الصافية زوجةالنبي صلى الله عليه و سلم

حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ثابت عن أنس قال بلغ صفية أن حفصة قالت لها إنك بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه و سلم وهي تبكي فقال ما شأنك قالت قالت لي حفصة إني بنت يهودي فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم إنك لبنت نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي فبم تفخر عليك ثم قال اتق الله يا حفصة
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن اسحاق ثنا حسين المروزي ثنا عبد العزيز بن أبي عثمان ثنا موسى بن عبيدة الربذي عن عبد الله ابن عبيدة أن نفرا اجتمعوا في حجرة صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه و سلم فذكروا الله وتلوا القرآن وسجدوا فنادتهم صفية هذا السجود وتلاوة القرآن فأين البكاء 138
أسماء بنت الصديق
ومنهن الصادقة الذاكرة الصابرة الشاكرة أسماء بنت الصديق الشاقة نطاقها لعصم قربة النبي صلى الله عليه و سلم وعلاقتها
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد حنبل حدثني أبي ثنا ابن نمير ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال دخلت على أسماء وهي تصلي فسمعتها وهي تقرأ هذه الآية فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم فاستعاذت فقمت وهي تستعيذ فلما طال على أتيت السوق ثم رجعت وهي في بكائها تستعيذ
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب ثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت لما أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم الخروج إلى المدينة صنعت سفرته في بيت أبي بكر فقال أبو بكر إبغيني معلاقا لسفرة رسول الله صلى الله عليه و سلم وعصاما لقربته فقلت ما أجد إلا نطاقي قال فهاتيه قالت فقطعته باثنين فجعل احداهما للسفرة والأخرى للقربة فلذلك سميت ذات النطاقين
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن محمد بن أيوب

ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه عن جدته أسماء بنت أبي بكر قالت لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وخرج أبو بكر معه احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم فانطلق بها معه قالت فدخل علينا جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه قالت قلت كلا يا أبت إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا قالت فأخذت أحجارا فوضعتها في كوة في البيت كان أبي يضع فيها ماله ثم وضعت عليها ثوبا ثم أخذت بيده فقلت ضع يدك يا أبت على هذا المال قال فوضع يده فقال لا بأس إن كان ترك لكم هذا فقد أحسن ففي هذا لكم بلاغ قالت ولا والله ما ترك لنا شيئا ولكني أردت أن أسكن الشيخ بذلك قال ابن اسحاق وحدثت عن أسماء قالت لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت اليهم فقالوا أين أبوك يا بنت أبي بكر قالت قلت لا أدري والله اين أبي قالت فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا فلطم خدي لطمة خر منها قرطي قالت ثم انصرفوا
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن مودود ثنا ابراهيم ابن سعيد الجوهري ثنا أبو اسامة ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء قبل قتل ابن الزبير بعشر ليال وانها وجعة فقال عبد الله كيف تجدينك قالت وجعة قال إن في الموت لعافية قالت لعلك تشتهي موتي فلذلك تتمناه فلا تفعل فالتفت إلى عبد الله فضحكت وقالت والله ما أشتهي أن أموت حتى يأتي على أحد طرفيك إما أن تقتل فأحتسبك وإما أن تظفر فتقر عيني عليك وإياك أن تعرض خطة فلا توافق فتقبلها كراهية الموت وإنما عني ابن الزبير أن يقتل فيحزنها ذلك وكانت ابنة مائة سنة
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا زياد بن أيوب ثنا ابن علية ثنا أيوب عبد الله بن أبي مليكة قال أتيت أسماء بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير فقالت بلغني أنهم سلبوا عبد الله منكسا فوددت

أني لا أموت حتى يدفع إلى فاغسله وأحنطه وأكفنه ثم أدفنه فلم يلبثوا أن جاء كتاب عبد الملك أن يدفع إلى أهله فاتى به أسماء فغسلته وطيبته ثم حنطته ثم دفنته قال أيوب فحسبت قال فعاشت بعد ذلك ثلاثة أيام
حدثنا سليمان ابن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا اسماعيل بن زكريا عن يزيد بن أبي زياد عن قيس بن الاحنف الثقفي عن القاسم بن محمد قال جاءت أسماء بنت أبي بكر مع جوار لها وقد ذهب بصرها فقالت أين الحجاج قلنا ليس ههنا قالت فمروه فليأمر لنا بهذا العظام فإني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم ينهى عن المثلة قلنا اذا جاء قلنا له قالت اذا جاء فاخبروه أني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول إن في ثقيف كذابا ومبيرا 139
الرميصاء أم سليم
ومنهن الرميصاء أم سليم المستسلمة لحكم المحبوب الطاعنة بالخناجر في الوقائع والحروب وقد قي إن التصوف مفارقة الدعة والاختيار ومعانقة الدعة حين البلوى والاختيار
حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس ثنا أبو داود وحدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي قال ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا برميصاء امرأة أبي طلحة
حدثنا فاروق الخطابي ثنا عبد الله بن محمد بن أبي قريش ثنا محمد بن عبدالله الانصاري حدثني حميد عن أنس بن مالك قال مرض ابن لأبي طلحة من أم سليم قال فمات الصبي في المخدع فسجته ثم قامت فهيأت لأبي طلحة إفطاره كما كانت تهيء له كل ليلة فدخل أبو طلحة وقال لها كيف الصبي قالت بأحسن حال فحمد الله ثم قامت فقربت إلى أبي طلحة إفطاره ثم قامت إلى ما تقوم اليه النساء فأصاب أبو طلحة من أهله فلما كان السحر قالت يا أبا طلحة ألم

تر آل فلان استعاروا عارية فتمتعوا بها فلما طلبت منهم شق عليهم قال ما انصفوا قالت فان ابنك كان عارية من الله عز و جل وان الله تعالى قد قبضه فحمد الله واسترجع ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا طلحة بارك الله لكما في ليلتكما فحملت بعبد الله بن أبي طلحة
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم ابن علي ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال كان لأبي طلحة ابن من أم سليم فمات فقالت لاهلها لا تخبروا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه قال فجاء فقربت إليه عشاءه وشرابه فأكل وشرب قال ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع له قبل ذلك فلما شبع وروي وقع بها فلما عرفت أنه قد شبع وروى وقضى حاجته منها قالت يا أبا طلحة أرأيت لو أن أهل بيت أعاروا عاريتهم أهل بيت آخرين فطلبوا عاريتهم ألهم أن يحبسوا عاريتهم قال لا قالت فاحتسب ابنك قال فغضب ثم قال تركتيني حتى تلطخت بما تلطخت به ثم تحدثيني بموت ابني فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا نبي الله ألم تر إلى أم سليم صنعت كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بارك الله لكما في غابر ليلتكما قال فتلقيت تلك الليلة فحملت بعبد الله ابن أبي طلحة
حدثنا ابراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محمد بن موسى المخزومي الفطري عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال ولدت أم سسليم غلاما فاشتكى فاشتد شكواه ثم توفي وأبو طلحة عند النبي صلى الله عليه و سلم فانصرف من عنده حين صلى المغرب وقد لفته أم سليم فجعلته في ناحية من بيتها فهوى إليه أبو طلحة فقالت عزمت عليك بحقي أن لا تقربه فانه لم يكن منذ اشتكى خيرا منه الليلة فقربت إليه فطره وأفطر ثم أخذت طيبا فأصابته ثم دنت إلى أبي طلحة فأصابها فقالت يا أبا طلحة أرأيت جيرانا أعاروا جيرانا لهم عارية حتى ظنوا أن قد تركوها لهم فلما طلبوها منهم وجدوا في أنفسهم قال بئس ما صنعوا قالت فان الله تعالى أعارك فلانا ثم قبضه منك وهو أحق به فغدا إلى النبي صلى الله عليه و سلم

حين أصبح فأخبره الخبر فقال اللهم بارك لهما في ليلتهما فحملت بعبد الله ابن أبي طلحة
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن سعيد الرازي ثنا محمد بن مسلم بن وارة ثنا محمد بن سعيد بن سابق ثنا عمرو بن أبي قيس عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن أم سليم قالت توفي ابن لي وزوجي غائب فقمت فسجيته في ناحية من البيت فقدم زوجي فقمت فتطيبت له فوقع على ثم أتيته بطعام فجعل يأكل فقلت ألا أعجبك من جيراننا قال ومالهم قلت أعيروا عارية فلما طلبت منهم جزعوا فقال بئس ما صنعوا فقلت هذا ابنك فقال لا جرم لا تغلبيني عن الصبر الليلة فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال اللهم بارك لهم في ليلتهم فلقد رأيت لهم بعد ذلك في المسجد سبعة كلهم قد قرؤا القرآن
حدثنا ابراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محمد ابن موسى المخزومي الفطري عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال تزوج أبو طلحة أم سليم وكان صداق ما بينهما الاسلام أسلمت أم سليم قبل طلحة فخطبها فقالت أني أسلمت فان أسلمت نكحتك فأسلم فكان صداق ما بينهما الاسلام
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم أخبرنا عبد الرزاق ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم فقالت أما إني فيك لراغبة وما مثلك يرد ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة فان تسلم فذلك مهري لا أسألك غيره فأسلم أبو طلحة فتزوجها
حدثنا عبد الله جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سليمان بن المغيرة وحماد بن سلمة وجعفر بن سليمان كلهم عن ثابت البناني عن أنس قال أبو داود وحدثناه شيخ سمعه من النضر بن أنس وقد دخل حديث بعضهم في بعض قال جاء أبو طلحة فخطب أم سليم وكلمها ذلك فقالت يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا تصلح لي أن أتزوجك فقال ما ذاك دهرك قالت وما دهري 1 قال الصفراء والبيضاء

قالت فاني لا أريد صفراء ولا بيضاء أريد منك الاسلام قال فمن لي بذلك قالت لك بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه و سلم ورسول الله صلى الله عليه و سلم جالس في أصحابه فلما رآ ه قال جاءكم أبو طلحة غرة الاسلام بين عينيه فجاء فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم بما قالت أم سليم فتزوجها على ذلك قال ثابت فما بلغنا أن مهرا كان أعظم منه إنها رضيت بالاسلام مهرا فتزوجها وكانت امرأة مليحة العينين فيها صفر
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد الحراني ثنا أحمد بن سنان ثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد عن ثابت واسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أن أبا طلحة خطب أم سليم فقالت يا أبا طلحة ألست تعلم أن الهك الذي تعبد خشبة تنبت من الأرض نجرها حبشي بني فلان قال بلى قالت أفلا تستحي أن تعبد خشبة من نبات الأرض نجرها حبشي بني فلان إن أنت أسلمت لم أرد منك من الصداق غيره قال لا حتى انظر في أمري فذهب ثم جاء فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قالت يا أنس زوج أبا طلحة
حدثنا فاروق الخطابي ثنا أبو مسلم الكشي ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد عن ثابت عن أنس أن أم سليم كانت مع أبي طلحة يوم حنين ومعها خنجر فقال لها أبو طلحة ما هذا يا أم سليم قالت اتخذته إن دنا مني بعض المشركين بعجته به فقال أبو طلحة يا رسول الله أما تسمع ما تقول أم سليم تقول كذا وكذا قال يا أم سليم إن الله عز و جل قد كفى وأحسن
حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد عن اسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال رأى أبو طلحة يوم حنين على أم سليم خنجرا فقال ما تصنعين بهذا قالت أريد إن دنا أحد من المشركين أن أبعج بطنه فذكر ذلك أبو طلحة لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أم سليم إن الله تعالى قد كفى وأحسن
حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن حمزة ثنا علي بن علي بن المثنى ثنا

جعفر بن مهران ثنا عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس بن مالك قال لما كان يوم أحد رأيت عائشة وأم سليم وإنهما مشمرتان أرى خدم سوقهما ينقلان القرب على متونهما ثم تفرغانها في أفواه القوم وترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغان في أفواه القوم
حدثنا أبو احمد محمد بن احمد ثنا يحيى بن محمد بن السكن ثنا حيان ثنا همام ثنا اسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم سليم الا على أزواجه فقيل له فقال إني أرحمها قتل أخوها معي
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي ثنا سليمان ابن المغيرة عن ثابت عن أنس قال أتانا النبي صلى الله عليه و سلم فقال أي نام القيلولة عندنا فعرق وجاءت أم سليم بقارورة تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا أم سليم ما الذي تصنعين قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب 140
أم حرام بنت ملحان
ومنهن حميدة البر شهيدة البحر التواقة إلى مشاهدة الجنان أم حرام بنت ملحان وقد قيل إن التصوف البذل والايثار والتشرف بخدمة الاخيار
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي عن مالك عن اسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه و سلم اذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها يوما فأطعمته وجلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم استيقظ يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله عز و جل يركبون ثبج هذا البحر ملوك أو مثل الملوك على الاسرة شك اسحاق قالت فقلت يا رسول الله أدع الله أن يجعلني

منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا على غزاة في سبيل الله عز و جل كما قال في الأولى قالت فقلت أدع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم قال أنت مع الأولين قال فركبت البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فماتت
حدثنا أبو اسحاق بن حمزة ثنا محمد بن يحيى المروزي ثنا حماد بن زيد ثنا يحيى بن سعد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك عن أم حرام قالت أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أى نام وقت القيلولة عندنا فاستيقظ وهو يضحك فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما أضحكك قال رأيت قوما من أمتي يركبون هذا البحر كالملوك على الأسرة قلت يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم قال فتزوجها عبادة بن الصامت فركب البحر وركبت معه فلما قدمت اليها البغلة وقعت فاندقت عنقها رواه الثوري وحماد ابن سلمة والليث بن سعد وعبد الوارث ورواه اسماعيل بن جعفر وزائدة عن أبي طوالة عن أنس بن مالك وروى حسين الجعفي عن زائدة عن المختار ابن فلفل عن أنس وتفرد به
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا يحيى ابن حمزة ثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عمير بن الاسود العنسي أنه حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت وهو بساحل حمص وهو في بناء له ومعه امرأته أم حرام قال عمير فحدثتنا أم حرام أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا قالت أم حرام يا رسول الله أنا فيهم قال أنت فيهم قال ثور سمعتها تحدث به وهي في البحر وقال هشام رأيت قبرها ووقفت عليه بالساحل بقاقيس
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا الحسين بن علي الجعفي عن هشام بن الغاز قال قبر أم حرام بنت ملحان بقبرص وهم يقولون هذا قبر المرأةالصالحة

أم ورقة الأنصارية
ومنهن الشهيدة القارئة أم ورقة الأنصارية كانت تؤم المؤمنات المهاجرات ويزورها النبي صلى الله عليه و سلم في الأحايين والأوقات حدثنا أبو علي محمد بن احمد بن الحسن ثنا اسحاق بن الحسن الحربي ثنا أبو نعيم ثنا الوليد بن جميع حدثتني جدتي عن أمها أم ورقة بنت عبد الله ابن الحارث الأنصاري وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يزورها يسميها الشهيدة وكانت قد جمعت القرآن وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم حين غزا بدرا قالت له إئذن لي فأخرج معك وأداوي جرحاكم وأمرض مرضاكم لعل الله يهدي إلى الشهادة قال إن الله عز و جل مهد لك الشهادة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرها أن تؤم أهل دارها حتى عدا عليها جارية وغلام لها كانت قد دبرتهما فقتلاها في امارة عمر رضي الله تعالى عنه فقيل له إن أم ورقة قد قتلها غلامها وجاريتها فقال عمر رضي الله تعالى عنه صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول انطلقوا فزوروا ا لشهيدة رواه وكيع وعبد الله بن جميع مثله 142
أم سليط الأنصارية
ومنهن أم سليط الأنصارية الكادحة الغازية شهدت مع النبي صلى الله عليه و سلم أحدا وكدحت فلم تخف دون الله أحدا
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا احمد بن ابراهيم بن ملحان ثنا ابن بكير حدثني الليث بن سعد حدثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال قال ثعلبة ابن أبي مالك إن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قسم مروطا بين نساء عن نساء أهل المدينة فبقي منها مروط جيد فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم التي عندك يريدون أم كلثوم بنت علي رضي الله تعالى عنهما فقال عمر أم سليط أحق به وأم

سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت ترفو لنا القرب يوم أحد 143
خولة بنت قيس
ومنهن المرأة الصالحة خولة بنت قيس الناصحة
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا أبو معشر عن سعيد يعني المقبري عن عبيد سنوطا قال دخلنا على خولة بنت قيس التي كانت عند حمزة فقلنا يا أم محمد حدثينا فقال زوجها يا أم محمد انظري ما تحدثين فان الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بغير ثبت شديد قالت بئس مالي أن أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بما ينفعكم فأكذب عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الدنيا حلوة خضرة من يأخذ مالا بحله يبارك له فيه ورب متخوض في مال الله عز و جل ومال رسوله فيما شاءت نفسه له النار يوم القيامة رواه الليث بن سعد عن عمر بن كثير بن أفلح عن عبيد سنوطا مثله 144
أم عمارة
ومنهن أم عمارة المبايعة بالعقبة المحاربة عن الرجال والشيبة كانت ذات جد واجتهاد وصوم ونسك واعتماد
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ا لمروزي ثنا احمد بن محمد بن أيوب ثنا ابراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق قال وحضر البيعة بالعقبة امرأتان قد بايعتا احداهما نسيبة بنت كعب بن عمرو وهي أم عمارة وكانت تشهد الحرب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم شهدت معه أحدا هي وزوجها زيد بن عاصم وابناها حبيب بن زيد وعبد الله بن زيد وابنها حبيب هو الذي أخذه مسيلمة الكذاب فجعل يقول له أتشهد أن محمدا رسول الله فيقول نعم ثم يقول أتشهد أني رسول الله فيقول لا أشهد فقطعه مسيلمة فخرجت

نسيبة مع المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم في خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه في الردة فباشرت الحرب بنفسها حتى قتل الله تعالى مسيلمة ورجعت وبها عشر جراحات بين طعنة وضربة قال ابن اسحاق حدثني هذا الحديث عنها محمد بن يحيى بن حبان ومحمد بن عبدالله بن عبد الرحمن ابن أبي صعصعة
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا محمد بن يوسف التركي حدثني علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن حبيب بن زيد قال سمعت مولاة لنا يقال لها ليلى تحدث عن جدته أم عمارة بنت كعب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليها فدعت له بطعام فدعاها لتأكل فقالت إني صائمة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا رواه شريك عن حبيب نحوه 145
الحولاء بنت تويت
1 - ومنهن الحولاء بنت تويت القانتة المهاجرة المتهجدة الثابتة
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عثمان بن عمر ثنا يونس بن يزيد عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن الحولاء مرت بها وعندها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت هذه الحولاء / وزعموا أنها لا تنام الليل فقال لا تنام الليل خذوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا ابراهيم بن الحجاج ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كانت عندي امرأة فلما قامت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من هذه يا عائشة فقلت يا رسول الله أما تعرفها هذه فلانة لا تنام الليل وهي

أعبد أهل المدينة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم مه مه ثم قال عليكم من العمل ما تطيقون فان الله تعالى لا يمل حتى تملوا وكان أحب العمل اليه أدومه وإن قل 146
أم شريك الأسدية
ومنهن أم شريك الأسدية ذات الأحوال المرضية والآيات المكرمة السنية
حدثنا إبراهيم بن أحمد بن فرح ثنا أبو عمر المقري ثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال وقع في قلب أم شريك الاسلام فأسلمت وهي بمكة وهي إحدى نساء قريش ثم إحدى بن عامر بن لؤي وكانت تحت أبي العسكر 1 الدوسي فأسلمت ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرا فتدعوهن وترغبهن في الإسلام حتى ظهر أمرها لأهل مكة فأخذوها وقالوا لولا قومك لفعلنا بك وفعلنا ولكنا سنردك اليهم قالت فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره ثم تركوني ثلاثا لا يطعمونني ولا يسقوني قالت فما أتت على ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه قالت فنزلوا منزلا وكانوا إذا نزلوا منزلا أوثقوني في الشمس واستظلوا هم منها وحبسوا عني الطعام والشراب فلا تزال تلك حالي حتى يرتحلوا قالت فبينما هم قد نزلوا منزلا وأوثقوني في الشمس واستظلوا منها إذا أنا بأبرد شيء على صدري فتناولته فأذا هو دلو من ماء فشربت منه قليلا ثم نزع فرفع ثم عاد فتناولته فشربت منه ثم رفع ثم عاد أيضا فتناولته فشربت منه قليلا ثم رفع قالت فصنع بن مرارا ثم تركت فشربت حتى رويت ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء ورأوني حسنة الهيئة قالوا لي أتحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه قلت لا والله ما فعلت ولكنه كان من الأمر كذا وكذا قالوا لئن كنت صادقة لدينك خير من ديننا فلما

نظروا إلى أسقيتهم وجدوها كما تركوها فأسلموا عند ذلك وأقبلت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فوهبت نفسها له بغير مهر فقبلها ودخل عليها 147
أم أيمن
ومنهن أم أيمن المهاجرة الماشية الصائمة الطاوية الناحبة الباكية سقيت من غير راوية شربة سماوية كانت لها شافية كافية
حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني ثنا أمية بن محمد الباهلي ثنا محمد ابن يحيي الازدي ثنا روح بن عبادة ثنا هشام بن حسان عن عثمان بن القاسم قال خرجت أم أيمن مهاجرة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة إلى المدينة وهي ماشية ليس معها زاد وهي صائمة في يوم شديد الحر فأصابها عطش شديد حتى كادت أن تموت من شدة العطش قال وهي بالروحاء أو قريبا منها فلما غامت الشمس قالت إذ أنا بحفيف 1 شيء فوق رأسي فرفعت رأسي فاذا انا بدلو من السماء مدلى برشاء أبيض قالت فدنا مني حتى اذا كان حيث أستمكن منه تناولته فشربت منه حتى رويت قالت فلقد كنت بعد ذلك اليوم الحار أطوف في الشمس كي أعطش وما عطشت بعدها
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا اسحاق بن بهلول ثنا شبابة بن سوار ثنا عبدالملك بن حسين أبو مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن قالت بات رسول الله صلى الله عليه و سلم في البيت فقام من الليل فبال في فخارة فقمت وأنا عطشى لم أشعر ما في الفخارة فشربت ما فيها فلما أصبحنا قال لي يا أم أيمن أهريقي ما في الفخارة قلت والذي بعثك بالحق شربت ما فيها فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه ثم قال أما إنه لا يتجعن بطنك بعده أبدا
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا عمر بن عبدالعزيز بن مقلاص ثنا أبي ثنا

ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أخبرني بكر بن سوادة عن حنش بن عبدالله حدثه عن أم أيمن أنها غربلت دقيقا فصنعته للنبي صلى الله عليه و سلم رغيفا فقال ما هذا فقالت طعام يصنع ههنا فأحببت أن أصنع لك منه رغيفا فقال رديه فيه ثم اعجنيه
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا عبد القدوس بن محمد حدثني عمرو بن عاصم ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال ذهبت مع النبي صلى الله عليه و سلم إلى أم أيمن يزورها فقربت له طعاما أو شرابا فأما إن كان صائما وأما لم يرده فجعلت تخاصمه أي كل فلما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو بكر لعمر من بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يزورها فلما رأتهما بكت فقالا لها ما يبكيك فقالت ما أبكي إني لأعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد صار إلى خير مما كان فيه ولكني أبكي لخبر السماء انقطع عنا فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم بكت أم أيمن وهي أم أسامة بن زيد فقيل لها ما يبكيك قالت انقطع عنا خبر السماء 148
يسيرة
ومنهن يسيرة المهاجرة المسبحة المهللة الذاكرة
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو ثنا أبو حصين ثنا يحيى الحماني وحدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قالا ثنا محمد بن بشر ثنا هانىء بن عثمان عن أمه حميصة عن جدتها يسيرة وكانت إحدى المهاجرات قالت قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يا نساء المؤمنين عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس واعقدن بالأنامل فانهن مستنطقات ومسئولات ولا تغفلن فتنسين الرحمة

زينب الثقفية
ومنهن المتصدقة المصلية زينب الثقفية المتخلية من حليها المتقربة به إلى وليها
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا اسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم انصرف من الصبح يوما فأتى النساء فوقف عليهن فقال يا معشر النساء إني قد رأيت أنكن أكثر أهل النار فتقربن إلى الله عز و جل بما استطعتن وكانت في النساء امرأة عبد الله بن مسعود فانقلبت إلى ابن مسعود فأخبرته بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخذت حليا لها فقال لها ابن مسعود أين تذهبين بهذا الحلى فقالت أتقرب به إلى الله ورسوله لعل الله لا يجعلني من أهل النار فقال هلمي تصدقي به علي وعلى ولدي فأنا له موضع
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا يوسف القاضي ثنا عبدالواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة ثنا هشام بن عروة عن عروة عن عبد الله بن عبد الله الثقفي عن اخته ليطة وكانت امرأة عبد الله بن مسعود وكانت صناعا تبيع من صناعتها فقالت لعبد الله والله إنك شغلتني أنت وولدك عن الصدقة في سبيل الله فسل النبي صلى الله عليه و سلم فإن كان لي في ذلك أجر وإلا تصدقت في سبيل الله فقال ابن مسعود وما أحب أن تفعلي إن لم يكن لك في ذلك أجر فسألت النبي صلى الله عليه و سلم فقال أنفقي عليهم فإن لك أجر ما أنفقت عليهم
حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الأعمش قال سمعت أبا زائد يحدث عن عمرو بن الحارث عن زينب الثقفية امرأة عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال للنساء تصدقن ولو بحليكن فقالت زينب لعبد الله أيجزىء عني أن أضع صدقتي فيك وفي بني أخي

وأختي أيتام وكان عبد الله خفيف ذات اليد فقال سلي عن ذاك رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت زينب فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا امرأة من الأنصار يقال لها زينب جاءت تسأل عما جئت أسأل عنه فخرج الينا بلال فقلنا سل رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا تخبره من نحن فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره فذكر ذلك له فقال أخبرهما أن لهما أجرين أجر القرابة وأجر الصدقة 150
مارية
ومنهن خادمة الرسول مارية المجاهدة المطاطية
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا حفص بن عمر بن الصباح ثنا معلى بن أسد ثنا محمد بن عمران عن عبد الله بن حبيب عن أم سليمان عن أمها عن مارية قالت تطأطأت لرسول الله صلى الله عليه و سلم حين صعد حائطا فرمى المشركين 151
عميرة بنت مسعود وأخواتها
ومنهن عميرة بنت مسعود وأخواتها
حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن حماد ثنا هلال بن بشير ثنا اسحاق بن ادريس الأحول ثنا ابراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مسلمة أخبرني جعفر ابن محمود أن جدته عميرة بنت مسعود حدثته أنها دخلت هي وأخواتها وهن خمس على رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايعنه ووجدنه يأكل قديدا فمضغ لهن قديده ثم ناولهن إياها فاقتسمنها فمضغت كل واحدة منهن قطعة قال فلقين الله ما وجدن في أفواههن خلوفا ولا اشتكين من أفواههن شيئا 152
السوداء
ومنهن السوداء مستوطنة المساجد المبرأة عن الظنون في الأندية والمشاهد

حدثنا ابراهيم بن محمد بن حمزة ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا ابراهيم ابن سعيد ثنا أبو اسامة ثنا هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كانت أمة لحى من العرب فأعتقوها فكانت معهم فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور قالت فوضعته أو قالت فوقع منها فمرت به حديا وهو ملقى فحسبته لحما فخطفته قالت فالتمسوه فلم يجدوه فاتهموني به قالت فطفقوا يفتشونني حتى فتشوا قبلها قالت فوالله إني لقائمة إذ مرت الحديا فألقته قالت فوقع بينهم فقلت هذا الذي اتهمتوني به زعمتم أني أخذته وأنا منه برية ها هو ذا قالت فجاءت النبي صلى الله عليه و سلم فأسلمت قالت عائشة رضي الله تعالى عنها فكان لها خباء في المسجد أو حفش قالت فكانت تأتيني وتتحدث عندي ولا تجلس عندي مجلسا إلا قالت ... ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ... ألا إنه من بلدة الكفر نجاني ... فقلت ما شأنك لا تقعدين مقعدا إلا قلت هذا قالت فحدثتهن بهذا الحديث 153
الأنصارية
1 - ومنهن المستهينة بالمحن والمصائب المتسلية عن النوازل والنوائب وقد قيل إن التصوف الصبر على الروايا والشكر على المنح والعطايا
حدثنا محمد بن حميد قال ثنا محمد بن هارون بن حميد قال ثنا محمد بن حميد 2 ثنا عبد الرحمن بن مغراء أخبرنا المفضل بن فضالة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال لما كان يوم أحد حاص أهل المدينة حيصة وقالوا قتل محمد حتى كثرت الصوارخ في نواحي المدينة فخرجت إمرأة من الأنصار فاستقبلت بأخيها وابنها وزوجها وأبيها لا أدري بأيهما استقبلت أولا فلما مرت على آخرهم قالت من هذا قالوا أخوك وأبوك وزوجك وابنك قالت

ما فعل النبي صلى الله عليه و سلم فيقولون أمامك حتى ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذت بناحية ثوبه ثم جعلت تقول بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أبالي إذا سلمت من عطب 154
السوداء
ومنهن السوداء الممتحنة الصابرة بالبلوى مرتهنة
حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن حمزة حدثني محمود بن محمد ثنا عبد الأعلى ثنا يحيى بن سيد ثنا عمران أبو بكر حدثني عطاء بن أبي رباح قال قال لي ابن عباس ألا أريك إمرأة من أهل الجنة قلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت أن يعافيك قالت أصبر ولكن أدع الله أن لا أتكشف فدعا لها 155
أم بجيد الحبيبة
ومنهن أم بجيد الحبيبة البذولة المنفقة
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص ثنا عاصم بن علي ثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن عبد الرحمن بن بجيد عن جدته أم بجيد قالت قالت يا رسول الله إن المسكين ليقف على بابي حتى أستحي منه فما أجد ما أدفع في يده قال ادفعي في يده ولو ظلفا محترقا
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا موسى بن سهل الجوني ثنا طالوت بن عباد ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن اسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبد الرحمن بن بجيد عن جدته أم بجيد أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأتينا في بني عمرو بن عوف فأعد له سويقة في قعبة لي فأسقيه إياها إذا جاء فقلت يا رسول الله إنه ليأتيني السائل فأتزهد له بعض ما عندي فقال يا أم بجيد ضعي في يد السائل ولو ظلفا محرقا

أم فروة
ومنهن أم فروة المبايعة المجتهدة المتابعة
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي اسامة ثنا منصور بن سلمة ثنا عبد الله بن عمر عن القاسم بن غنام البياضي عن جدته أم فروة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أفضل العمل فقال الصلاة لأول وقتها رواه الليث بن سعد عن عبد الله بن عمر حدثنا سليمان بن أحمد ثنا مطلب بن شعيب ثنا عبدالله بن صالح ثنا الليث بن سعد عن عبدالله بن عمر عن القاسم عن جدته أم أبيه الدنيا عن أم فروة جدة أبيه وكانت ممن بايعن النبي صلى الله عليه و سلم أنها سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم وسئل عن أفضل الأعمال وذكر مثله رواه عبد الله بن عمر والضحاك بن عثمان عن القاسم نحوه 157
أم اسحاق
ومنهن المهاجرة أم اسحاق المثكلة بالوحدة والفراق
حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا اسماعيل بن عبد الله ثنا موسى بن اسماعيل ثنا بشار بن عبد الملك حدثتني جدتي أم حكيم قالت سمعت أم اسحاق تقول هاجرت مع أخي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة فلما كنت في بعض الطريق قال لي أخي اقعدي يا أم اسحاق فإني نسيت نفقتي بمكة فقالت إني أخشى الفاسق تعني زوجها قال كلا إن شاء الله قالت فلبثت أياما فمر بي رجل قد عرفته ولا أسميه فقال ما يقعدك ههنا يا أم اسحاق قلت انتظر اسحاق ذهب يأخذ نفقته قال لا اسحاق لك قد لحقه الفاسق زوجك فقتله فقدمت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يتوضأ فقلت يا رسول الله قد قتل اسحاق وأنا أبكي وهو ينظر إلي فإذا نظرت اليه وقد نكس في الوضوء وأخذ كفا من ماء فنضحه في وجهي

قال بشار قالت جدتي فلقد كانت تصيبها المصيبة العظيمة فترى الدموع في عينيها ولا تسيل على خدها 158
أسماء بنت عميس
ومنهن مهاجرة الهجرتين ومصلية القبلتين أسماء بنت عميس الخثعمية المعروفة بالبحرية الحبشية أليفة النجائب وكريمة الحبائب عقد عليها جعفر الطيار وخلف عليها بعده الصديق سابق الأخيار ومات عنها الوصي على سيد الابرار
حدثنا أبو اسحاق بن حمزة ثنا أحمد بن علي واحمد بن زهير قالا ثنا أبو كريب ثنا أبو اسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى الاشعري قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فوافقناه حين فتح خيبر فأسهم لنا أو قال فأعطانا منها وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر شيئا إلا لمن شهد معنا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه قسم لها معهم فكان ناس من الناس يقولون لنا يعني أهل السفينة سبقناكم بالهجرة قال ودخلت أسماء بنت عميس فقال لها عمر هذه الحبشية البحرية قالت أسماء نعم فقال عمر سبقناكم بالهجرة نحن أحق برسول الله صلى الله عليه و سلم فغضبت وقالت كلمة كلا والله كنتم مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار أو أرض البعداء والبغضاء في الحبشة و ذلك في الله ورسوله وأيم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فنحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم وأسأله والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك فلما جاء النبي صلى الله عليه و سلم قالت يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فما قلت له قالت قلت كذا وكذا قال ليس بأحق بي منكم له ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان قالت فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب

السفينة يأتوني ارسالا يسألوني عن هذا الحديث ما من الدنيا شىء هم أفرح به ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو بردة قالت أسماء فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد مني هذا الحديث ولكم الهجرة مرتين هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلى حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن علي الصائغ ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان عن اسماعيل عن قيس قال قال عمر لأسماء بنت عميس سبقناكم بالهجرة فقالت أجل والله لقد سبقتونا بالهجرة وكنا عند الجفاة العداة وكنتم عند رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلم جاهلكم ويفقه عالمكم ويأمركم بمعالي الاخلاق ورواه الأجلح عن الشعبي عن أسماء نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن ابراهيم أخبرنا عبد الرزاق عن يحيى بن العلاء الرازي عن عمه شعيب بن خالد عن حنظلة بن سمرة بن المسيب ابن نجبة عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال لما زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم فاطمة عليا دخل فلما رآه النساء وثبن وبينهن وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم سترة فتخلفت أسماء بنت عميس 1 كما أنت على رسلك من أنت قالت التي أحرس ابنتك فان الفتاة ليلة يبني بها لا بد لها من امرأة تكون قريبة منها إن عرضت لها حاجة أو أرادت شيئا أفضت بذلك اليها قال فاني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم قال ابن عباس فأخبرتني أسماء أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه و سلم قام فلم يزل يدعو لهم خاصة لا يشركهما في دعائه أحدا حتى توارى في حجرته
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا زياد بن أيوب ثنا أبو زكريا يحيى بن أبي زائدة أخبرني أبي واسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال تزوج علي رضي الله تعالى عنه أسماء بنت عميس بعد أبي بكر فتفاخر ابناها محمد بن أبي بكر وعبد الله بن جعفر فقال كل واحد منهما أنا خير منك وأبي

خير من أبيك فقال علي لأسماء اقض بينهما فقالت لابن جعفر أما أنت يا بني فما رأيت شابا من العرب كان خيرا من أبيك وأما أنت يا بني فما رأيت كهلا من العرب خير من أبيك فقال لها علي ما تركت لنا شيئا ولو قلت غير هذا لمقتك 1 فقالت والله إن ثلاثة أنت أخسهم لأخيار 159
أسماء بنت يزيد
ومنهن الأنصارية أسماء بنت يزيد بن السكن والنابذة لما يورث الغرور والفتن
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى ثنا داود الاودي حدثني شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت أتيت النبي صلى الله عليه و سلم لأبايعه فدنوت وعلى سواران من ذهب فبصر ببصيصهما فقال ألقى السوارين يا أسماء أما تخافين أن يسورك الله بأساور من نار قالت فألقيتهما فما أدري من أخذهما
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا عبد الجليل القيسي عن شهر بن حوشب أن أسماء ابنة يزيد كانت تخدم النبي صلى الله عليه و سلم قالت فبينا أنا عنده إذ جاءته خالتي قالت فجعلت تسائله وعليها سواران من ذهب فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم أيسرك أن عليك سوارين من نار قالت قلت يا خالتاه إنما يعني سواريك هذين قالت فألقتهما وقالت يا نبي الله إنهن إذا لم يتحلين صلفن عند أزواجهن فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال أما تستطيع أن تجعل خوقا 2 من فضة وجمانة من فضة ثم تخلقه بزغفران فيكون كأنه من ذهب فانه من تحلى وزن عين جرادة أو خر بصيصة كوى بها يوم القيامة

حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا اسماعيل بن عبدالله بن يوسف ثنا محمد بن مهاجر عن أبيه قال حدثتني أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من ترك دينارين ترك كيتين 160
أم هانىء الأنصارية
ومنهن الأنصارية أم هاني السائلة عن التزاور بعد التفاني
حدثنا سليمان بن احمد ثنا عبد الله بن الحسين المصيصي ثنا الحسن بن شيب ثنا ابن لهيعة حدثني أبو الاسود أنه سمع ذرة 1 بنت معاذ تحدث عن أم هانىء الانصارية أنها سألت النبي صلى الله عليه و سلم أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضا فقال النبي صلى الله عليه و سلم تكون النسم طيرا تعلق بالشجر حتى إذا كان يوم القيامة دخلت في جسدها 161
سلمة بنت قيس
ومنهن المصلية للقبلتين المحافظة على البيعتين سلمى بنت قيس النجارية
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبدالعزيز ثنا احمد بن محمد بن أيوب ثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن اسحاق حدثني سليط بن أيوب عن الحكم ابن سليم عن أمه سلمى بنت قيس وكانت إحدى خالات رسول الله صلى الله عليه و سلم قد صلت معه القبلتين وكانت إحدى نساء بني عدي بن النجار قالت جئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فبايعته في نسوة من الأنصار فشرط علينا أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني و لا نقتل ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف قال ولا تغششن أزواجكن قالت فبايعناه ثم انصرفنا فقلت لامرأة منهن ارجعي فسلي رسول الله صلى الله عليه و سلم ما حرم علينا من مال أزواجنا فسألته فقال تأخذ ماله فتحابي به غيره

قال الشيخ رحمه الله ومن طبقة التابعين المذكورين بالنسك والتعبد والتقلل والتزهد المعرضين عن الدنيا وغرورها والمستروحين إلى العبادة وحبورها جماعة كثيرة اقتصرنا على ذكر نفر من جماهيرهم ومشاهيرهم بعد أن قدمنا في فضل خير القرون أخبارا وآثارا
حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس أبو داود ثنا شعبة عن منصور والأعمش عن ابراهيم عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه و سلم قال خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم رواه ابن عون عن ابراهيم مثله
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي اسامة ثنا أبو النضر ثنا شيبان أبو معاوية عن عاصم عن خيثمة والشعبي عن النعمان بن بشير عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم رواه حماد بن سلمة وزيد بن أبي أنيسة وزائدة وأبو بكر بن عياش عن عاصم نحوه ولم يذكروا الشعبي
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا دران بن سفيان البصري ثنا محمد بن كثير ثنا همام عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم رواه مطر وهشام وأبو عوانة عن قتادة نحوه ورواه زهدم الجرمي وهلال بن يساف عن عمران بن حصين نحوه
حدثنا أبو بحر بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا الجريري عن أبي نضرة عن عبد الله بن موءلة عن بريدة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال خير الناس قرني الذي أنا فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عاصم عن محمد بن عجلان عن أبي هريرة قال سألنا رسول الله صلى الله عليه و سلم من خير الناس قال أنا ومن معي قيل ثم من قال الذين على الأثر قيل ثم من قال ثم الذين على الأثر قال فرفضهم في الرابعة رواه صفوان بن عيسى عن ابن عجلان مثله حدثنا أبو بكر الطلحي ثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حسين بن علي

عن زائدة عن السدي عن عبد الله البهي عن عائشة رضي الله عنها قالت سأل رجل النبي صلى الله عليه و سلم أي الناس خير قال قال القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث رواه أبو سعيد الخدري وأبو برزة الاسلمي وسمرة بن جندب وسعد أبو بلال بن سعد في آخرين عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه فمن الطبقة الاولى من التابعين 162
أويس بن عامر القرني سيد العباد وعلم الاصفياء من الزهاد أويس بن عامر القرني بشر النبي صلى الله عليه و سلم به وأوصى به أصحابه
حدثنا أبو بكر بن محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا أحمد بن الخليل البرجلاني ثنا أبو النضر ثنا سليمان بن المغيرة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال كان محدث بالكوفة يحدثنا فاذا فرغ من حديثه يقول تفرقوا ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم بكلامه فأحببته ففقدته فقلت لأصحابي هل تعرفون رجلا كان مجالسنا كذا وكذا فقال رجل من القوم نعم أنا أعرفه ذاك أويس القرني قلت أفتعرف منزله قال نعم فانطلقت معه حتى جئت حجرته فخرج إلى فقلت يا أخي ما حبسك عنا قال العرى قال وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه قال قلت خذ هذا البرد فالبسه قال لا تفعل فانهم إذا يؤذونني إذا رأوه قال فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم فقالوا من ترون خدع عن برده هذا فجاء فوضعه فقال أترى قال فأتيت المجلس فقلت ما تريدون من هذا الرجل قد آذيتموه الرجل يعرى مرة ويكتسى مرة قال فأخذتهم بلساني أخذا شديدا قال فقضى أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر بن الخطاب فوجد رجل ممن كان يسخر به فقال عمر هل ههنا أحد من القرنيين قال فجاء ذاك الرجل فقال أنا قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قال إن رجلا يأتيكم من اليمن

يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له وقد كان به بياض فدعا الله تعالى فاذهبه عنه إلا مثل موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم قال فقدم علينا قال فقلت من أين قال من اليمن قلت ما اسمك قال أويس قال فمن تركت باليمن قال أمالي قال أكان بك بياض فدعوت الله فاذهب عنك قال نعم قال فاستغفر لي قال أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين قال فاستغفر له قال قلت أنت أخي لا تفارقني قال فانملس مني وانبئت أنه قدم عليكم الكوفة قال فجعل ذلك الرجل الذي كان يسخر منه يحقره قال يقول ما هذا فينا ولا نعرفه قال عمر بلى إنه رجل كذا كأنه يضع شأنه قال فينا رجل يا أمير المؤمنين يقال له أويس قال أدرك ولا أراك تدرك فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله فقال له أويس ما هذه بعادتك فما بدا لك قال سمعت عمر يقول كذا وكذا فاستغفر لي أويس قال لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن لا تسخر بي فيما بعد وأن لا تذكر الذي سمعته من عمر إلى أحد فاستغفر له قال أسير فما لبثنا أن فشا أمره بالكوفة قال فدخلت عليه فقلت يا أخي ألا أراك العجب ونحن لا نشعر فقال ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله قال ثم انملس منهم فذهب رواه حماد بن سلمة عن الجريري نحوه ورواه زرارة بن أوفى عن أسير بن جابر وهذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي خيثمة عن أبي النضر مختصرا وعن اسحاق بن ابراهيم عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن زرارة عن أسير مطولا
حدثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا اسحاق بن ابراهيم ثنا معاذ بن هشام الدستوائي أخبرنا أبي عن قتادة عن زرارة عن أسير بن جابر قال كان عمر بن الخطاب إذا أتت عليه أمداد أهل اليمن سألهم هل فيكم أويس بن عامر القرني فذكر نحو حديث أبي نضرة عن أسير بطوله ورواه الضحاك بن مزاحم عن أبي هريرة بزيادة ألفاظ لم يتابعه عليها أحد تفرد به مجالد بن يزيد عن نوفل عنه
حدثنا أبي ثنا حامد بن محمود ثنا سلمة بن شبيب ثنا الوليد بن اسماعيل

الحراني ثنا محمد بن ابراهيم بن عبيد حدثني مجالد بن يزيد عن نوفل بن عبدالله عن الضحاك بن مزاحم عن أبي هريرة قال بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في حلقة من أصحابه إذ قال ليصلين معكم غدا رجل من أهل الجنة قال أبو هريرة فطمعت أن أكون أنا ذلك الرجل فغدوت فصليت خلف النبي صلى الله عليه و سلم فأقمت في المسجد حتى انصرف الناس وبقيت أنا وهو فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل أسود متزر بخرقة مرتد برقعة فجاء حتى وضع يده في يد رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال يا نبي الله ادع الله لي فدعا النبي صلى الله عليه و سلم له بالشهادة وإنا لنجد منه ريح المسك الاذفر فقلت يا رسول الله أهو هو قال نعم إنه لمملوك لبني فلان قلت أفلا تشتريه فتعتقه يا نبي الله قال وأنى لي ذلك إن كان الله تعالى يريد أن يجعله من ملوك الجنة يا أبا هريرة إن لأهل الجنة ملوكا وسادة وإن هذا الأسود أصبح من ملوك الجنة وسادتهم 1 يا أبا هريرة إن الله تعالى يحب من خلقه الأصفياء الأخفياء الأبرياء الشعثة رؤوسهم المغبرة وجوههم الخمصة بطونهم إلا من كسب الحلال الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم وإن خطبوا المتنعمات لم ينكحوا وإن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم وإن مرضوا لم يعادوا وإن ماتوا لم يشهدوا قالوا يا رسول الله كيف لنا برجل منهم قال ذاك أويس القرني قالوا وما أويس القرني قال أشهل ذا صهوبة بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة آدم شديد الأدمة ضارب بذقنه إلى صدره رام بذقنه إلى موضع سجوده واضع يمينه على شماله يتلو القرآن يبكي على نفسه ذو طمرين لا يؤبه له متزر بإزار صوف ورداء صوف مجهول في أهل الأرض معروف في أهل السماء لو أقسم على الله لأبر قسمه ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء ألا وإنه إذا كان يوم القيامة

قيل للعباد أدخلوا الجنة ويقال لأويس قف فاشفع فيشفع الله عز و جل في مثل عدد ربيعة ومضر يا عمر ويا علي إذا أنتما لقيتماه فاطلبا اليه أن يستغفر لكما يغفر الله تعالى لكما قال فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه فلما كان في آخر السنة التي هلك فيها عمر في ذلك العام قام علي أبي قبيس فنادى بأعلى صوته يا أهل الحجيج من أهل اليمن أفيكم أويس من مراد فقام شيخ كبير طويل اللحية فقال إنا لا ندري ما أويس ولكن ابن أخ لي يقال له أويس وهو أخمل ذكرا وأقل مالا وأهون أمرا من أن نرفعه إليك وإنه ليرعى إبلنا حقير بين أظهرنا فعمى عليه عمر كأنه لا يريده قال أين ابن أخيك هذا أبحرمنا هو قال نعم قال وأين يصاب قال بأراك عرفات قال فركب عمر وعلى سراعا إلى عرفات فإذا هو قائم يصلي إلى شجرة والابل حوله ترعى فشدا حماريهما ثم أقبلا اليه فقالا السلام عليك ورحمة الله فخفف أويس الصلاة ثم قال السلام عليكما ورحمة الله وبركاته قالا من الرجل قال راعي إبل وأجير قوم قالا لسنا نسألك عن الرعاية ولا الاجارة ما اسمك قال عبد الله قالا قد علمنا أن أهل السموات والأرض كلهم عبيد الله فما اسمك الذي سمتك أمك قال يا هذان ما تريدان إلي قالا وصف لنا محمد صلى الله عليه و سلم أويسا القرني فقد عرفنا الصهوبة والشهولة وأخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء فأوضحها لنا فإن كان بك فأنت هو فأوضح منكبه فإذا اللمعة فابتدراه يقبلانه قالا نشهد أنك أويس القرني فاستغفر لنا يغفر الله لك قال ما أخص باستغفاري نفسي ولا أحدا من ولد آدم ولكنه في البر والبحر في المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات يا هذان قد أشهر الله لكما حالي وعرفكما أمري فمن أنتما قال علي رضي الله عنه أما هذا فعمر أمير المؤمنين وأما أنا فعلي بن أبي طالب فاستوى أويس قائما وقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته وأنت يا ابن أبي طالب فجزاكما الله عن هذه الأمة خيرا قالا وأنت جزاك الله عن نفسك خيرا فقال له عمر مكانك

يرحمك الله حتى أدخل مكة فآتيك بنفقة من عطائي وفضل كسوة من ثيابي هذا المكان ميعاد بيني وبينك قال يا أمير المؤمنين لا ميعاد بيني وبينك لا أراك بعد اليوم تعرفني ما أصنع بالنفقة ما أصنع بالكسوة أما ترى علي إزارا من صوف ورداء من صوف متى تراني أخرقهما أما ترى ان نعلي مخصوفتان متى تراني أبليهما أما تراني إني قد أخذت من رعايتي أربعة دراهم متى تراني آكلها يا أمير المؤمنين إن [ بين ] يدي ويديك عقبة كؤودا لا يجاوزها إلا ضامر مخف مهزول فاخف يرحمك الله فلما سمع عمر ذلك من كلامه ضرب بدرته الأرض ثم نادى بأعلى صوته ألا ليت أن أم عمر لم تلده يا ليتها كانت عاقرا لم تعالج حملها ألا من يأخذها بما فيها ولها ثم قال يا أمير المؤمنين خذ أنت ههنا حتى آخذ أنا ههنا فولى عمر ناحية مكة وساق أويس أبله فوافى القوم ابلهم وخلى عن الرعاية وأقبل على العبادة حتى لحق بالله عز و جل فهذا ما أتانا عن أويس خير التابعين قال سلمة بن شبيب كتبنا غير حديث في قصة أويس ما كتبنا أتم منه
حدثنا محمد بن جعفر ثنا محمد بن جرير ثنا محمد بن حميد ثنا زافر بن سليمان عن شريك عن جابر عن الشعبي قال مر رجل من مراد على أويس القرني فقال كيف أصبحت قال أصبحت أحمد الله قال كيف الزمان عليك قال كيف الزمان على رجل إن أصبح ظن أن لا يمسي وإن أمسى ظن أن لا يصبح فمبشر بالجنة أو مبشر بالنار يا أخا مراد إن الموت وذكره لم يدع لمؤمن فرحا وإن علمه بحقوق الله لم يترك له في ماله فضة ولا ذهبا وإن قيامه بالحق لم يترك له صديقا
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني زكريا بن يحيى ابن زحمويه ثنا الهيثم بن عدي ثنا عبدالله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن عبد الله بن سلمة قال غزونا أذربيجان زمن عمر بن الخطاب ومعنا أويس القرني فلما رجعنا مرض علينا يعني أويس فحملناه فلم يستمسك فمات فنزلنا فإذا قبر محفور وماء مسكوب وكفن وحنوط فغسلناه وكفناه

وصلينا عليه ودفناه فقال بعضنا لبعض لو رجعنا فعلمنا قبره فرجعنا فإذا لا قبور ولا أثر
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي وعبيد الله بن عمر قالا ثنا عبدالرحمن بن مهدي ثنا عبد الله بن الأشعث بن سوار عن محارب بن دثار قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من أمتي من لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلاه من العرى يحجزه إيمانه أن يسأل الناس منهم أويس القرني وفرات بن حيان
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال وكان أويس القرني ليتصدق بثيابه حتى يجلس عريانا لا يجد ما يروح فيه أي [ إلى ] الجمعة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي وعبيد الله بن عمر ثنا عبدالرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن قيس ابن بشير بن عمرو عن أبيه قال كسوت أويسا القرني ثوبين من العرى
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن العباس بن أيوب ثنا يحيى بن محمد بن السكن ثنا يحيى بن كثير أبو غسان ثنا الهيثم بن جرموز عن حمدان عن سليمان التيمي عن أسلم العجلى عن أبي 1 الجرمي عن هرم بن حيان العبدي قال قدمت الكوفة فلم يكن لي هم إلا أويس أسأل عنه فدفعت إليه بشاطىء الفرات يتوضأ ويغسل ثوبه فعرفته بالنعت فإذا رجل آدم محلوق الرأس كث اللحية مهيب المنظر فسلمت عليه ومددت إليه يدي لأصافحه فأبى أن يصافحني فخنقتني العبرة لما رأيت من حاله فقلت السلام عليك يا أويس كيف أنت يا أخي قال وأنت فحياك الله يا هرم بن حيان من دلك علي قلت الله عز و جل قال سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا قلت يرحمك الله من أين عرفت اسمي واسم أبي فوالله ما رأيتك قط ولا رأيتني قال عرفت روحي روحك حيث كلمت نفسي لأن الأرواح لها أنفس كأنفس الأجساد وإن المؤمنين يتعارفون بروح الله عز و جل وإن ناءت بهم الدار

وتفرقت بهم المنازل قال قلت حدثني عن رسول الله صلى الله عليه و سلم حديثا لأحفظه عنك قال إني لم أدرك رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يكن لي معه صحبة وقد رأيت رجالا رأوه وقد بلغني عن حديثه كبعض ما يبلغكم ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسي لا أحب أن أكون قاضيا أو مفتيا في نفسي شغل قال قالت فاتل آيات من كتاب الله عز و جل أسمعهن منك فأدع الله لي بدعوات وأوصني بوصية قال فأخذ بيدي وجعل يمشي على شاطىء الفرات ثم قال ربي وأحق القول قول ربي عز و جل وأصدق الحديث حديث ربي عز و جل وأحسن الكلام كلام ربي أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين قال ثم شهق شهقة فأنا أحسبه قد غشي عليه ثم قرأ يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله انه هو العزيز الرحيم ثم نظر إلي فقال يا هرم بن حيان مات أبوك ويوشك أن تموت ومات أبو حيان وإما إلى الجنة وإما إلى النار ومات آدم وماتت حواء يا ابن حيان ومات ابراهيم خليل الرحمن يا ابن حيان و مات موسى نجي الرحمن يا ابن حيان ومات محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليهم أجمعين يا ابن حيان ومات أبو بكر خليفة المسلمين ومات أخي وصديقي وصفيي عمر واعمراه واعمراه قال وذلك في آخر خلافة عمر قال قلت يرحمك الله إن عمر لم يمت قال بلى إن ربي عز و جل قد نعاه لي وقد علمت ما قلت وأنا وأنت غدا في الموتى ثم دعا بدعوات خفاف ثم قال هذه وصيتي لك يا ابن حيان كتاب الله عز و جل ونعى الصالحين من المؤمنين والصالحين من المسلمين ونعيت لك نفسي فعليك بذكر الموت فإن استطعت أن لا يفارق قلبك طرفة عين فافعل وأنذر قومك إذا رجعت إليهم واكدح لنفسك وإياك أن تفارق الجماعة فتفارق دينك وأنت لا تشعر فتموت فتدخل النار يوم القيامة ثم قال اللهم إن هذا يزعم أنه يحبني فيك وزارني من أجلك فأدخله علي زائرا في الجنة دار السلام وأرضه من الدنيا باليسير وما أعطيته من شيء في الدنيا في يسير

وعافية واجعله لما تعطيه من العمل من الشاكرين أستودعك الله يا هرم بن حيان والسلام عليك لا أراك بعد اليوم تطلبني ولا تسأل عني أذكرك وأدعو لك إن شاء الله انطلق ههنا حتى انطلق ههنا فطلبت أن أمشي معه ساعة فأبى علي وفارقني يبكي وأبكي ثم دخل في بعض السكك فكم طلبته بعد ذلك وسألت عنه فما وجدت أحدا يخبرني عنه بشيء رواه يوسف بن عطية الصفار عن سليمان التيمي مثله وقال الضحاك الجرمي عن هرم ورواه سيف بن هارون البرجمي عن منصور بن مسلم عن شيخ من بني حرام قال سمعت هرم بن حيان العبدي يقول خرجت من البصرة في طلب أويس القرني فقدمت الكوفة فذكر نحوه ورواه أبو عصمة عن هرم نحوه
حدثنا أبو احمد الغطريفي ثنا أحمد بن موسى بن العباس ثنا إسماعيل ابن سعيد الكسائي ثنا عبد الصمد بن حسان ثنا أبو الصباح عن أبي عصمة وكان جارا لهرم بن حيان هو وآخر من عبد القيس حدثاني أنهما سمعا هرم بن حيان عن أويس القرني قال قلت حدثني عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بحديث أحفظه عنك فبكى وصلى على النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال إني لم أدرك النبي صلى الله عليه و سلم ولم يكن لي معه صحبة ولكن قد رأيت من رأى النبي صلى الله عليه و سلم عمر وغيره رضوان الله تعالى عليهم فذكر نحوه
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن حكيم أخبرنا شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال نادى رجل من أهل الشام يوم صفين أفيكم أويس القرني قال قلنا نعم وما تريده منه قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أويس القرني خير التابعين بإحسان وعطف دابته فدخل مع أصحاب علي رضي الله تعالى عنهم
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن يحيى حدثني أحمد بن معاوية بن الهذيل ثنا محمد بن إبان العنبري ثنا عمرو شيخ كوفي عن أبي

سنان قال سمعت حميد بن صالح يقول سمعت أويس القرني يقول قال النبي صلى الله عليه و سلم احفظوني في أصحابي فإن من أشراط الساعة أن يلعن آخر هذه الأمة أولها وعند ذلك يقع المقت على الأرض وأهلها فمن أدرك ذلك فليضع سيفه على عاتقه ثم ليلق ربه تعالى شهيدا فإن لم يفعل فلا يلومن إلا نفسه
حدثنا أبو بكر بن 1 مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد ابن ابراهيم ثنا ابراهيم بن عياش ثنا ضمرة عن أصبغ بن زيد قال إنما منع أويسا أن يقدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم بره بأمه
حدثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد ثنا الحسن بن محمد ثنا عبيد الله بن عبدالكريم ثنا سعيد بن أسد بن موسى ضمرة بن ربيعة عن أصبغ بن زيد قال كان أويس القرني إذا أمسى يقول هذه ليلة الركوع فيركع حتى يصبح وكان يقول إذا أمسى هذه ليلة السجود فيسجد حتى يصبح وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والثياب ثم يقول اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به ومن مات عريانا فلا تؤاخذني به 163
عامر بن عبد قيس
ومنهم المضر بلذيذ العيش عامر بن عبد الله بن عبد قيس المراقب المستحي السالم المستضيء وقد قيل إن التصوف انتصاب الارتقاء وارتقاء الالتقاء
حدثنا حبيب بن الحسن ثنا أبو شعيب الحراني ثنا خالد بن يزيد العمري ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن علقمة مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية عامر بن عبدالله بن عبد قيس وأويس القرني وهرم بن حيان والربيع بن خثيم ومسروق بن الأجدع والأسود بن يزيد وأبو مسلم الخولاني والحسن بن أبي الحسن فأما عامر بن عبد الله فكان يقول في

الدنيا الغموم والأحزان وفي الآخرة النار والحساب فأين الراحة والفرح إلهي خلقتني ولم تؤامرني في خلقي وأسكنتني بلايا الدنيا ثم قلت لي استمسك فكيف استمسك إن لم تمسكني إلهي إنك لتعلم أن لو كانت لي الدنيا بحذافيرها ثم سألتنيها لجعلتها لك فهب لي نفسي وكان يقول لذات الدنيا أربعة المال والنساء والنوم والطعام فأما المال والنساء فلا حاجة لي فيهما وأما النوم والطعام فلا بد لي منهما فوالله لأضرن بهما جهدي ولقد كان يبيت قائما ويظل صائما ولقد كان ابليس يلتوي في موضع سجوده فإذا ما وجد ريحه نحاه بيده ثم يقول لولا نتنك لم أزل عليك ساجدا وهو يتمثل كهيئة الحية ورأيته وهو يصلي فيدخل تحت قميصه حتى يخرج من كمه وثيابه فلا يحيد فقيل له ألا تنحى الحية فيقول والله إني لأستحي من الله تعالى أن أخاف شيئا غيره والله ما أعلم بهذا حين يدخل ولا حين يخرج وقيل له إن الجنة تدرك بدون ما تصنع وإن النار تتقى بدون ما تصنع فيقول لا حتى لا ألوم نفسي قال ومرض فبكى فقيل له ما يبكيك وقد كنت وقد كنت فيقول مالي لا أبكي ومن أحق بالبكاء مني والله ما أبكي حرصا على الدنيا ولا جزعا من الموت ولكن لبعد سفري وقلة زادي وإني أمسيت في صعود وهبوط جنة أو نار فلا أدري إلى أيهما أصير
حدثنا أبي ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن حدثني أبو حميد أحمد بن محمد الحمصي ثنا يحيى بن سعيد ثنا يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين فذكر نحوه وزاد وقال لاجتهدن فإن نجوت فبرحمة الله وإن دخلت النار فلبعد جهدي وكان يقول ما أبكي على دنياكم رغبة فيها ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد العبدي ثنا أبي ثنا أبو بكر بن عبيد القرشي ثنا محمد بن يحيى الازدي ثنا جعفر الرازي عن أبي جعفر السائح أخبرنا ابن وهب وغيره يزيد بعضهم على بعض في الحديث أن عامر بن عبد قيس

كان من أفضل العابدين وفرض على نفسه كل يوم ألف ركعة يقوم عند طلوع الشمس فلا يزال قائما إلى العصر ثم ينصرف وقد انتفخت ساقاه وقدماه فيقول يا نفس إنما خلقت للعبادة يا أمارة بالسوء فوالله لأعملن بك عملا [ حتى لا ] يأخذ الفراش منك نصيبا قال وهبط واديا يقال له وادي السباع وفي الوادي عابد حبشي يقال له حممة فانفرد عامر في ناحية وحممة في ناحية يصليان لا هذا ينصرف إلى هذا ولا هذا ينصرف إلى هذا أربعين يوما وأربعين ليلة إذا جاء وقت الفريضة صليا ثم أقبلا يتطوعان ثم انصرف عامر بعد أربعين يوما فجاء إلي حممة فقال من أنت يرحمك الله قال دعني وهمي قال أقسمت عليك قال أنا حممة قال عامر لئن كنت حممة الذي ذكر لي لأنت أعبد من في الأرض أخبرني عن أفضل خصلة قال إني لمقصر ولولا مواقيت الصلاة تقطع على القيام والسجود لأحببت أن أجعل عمري راكعا ووجهي مفترشا حتى ألقاه ولكن الفرائض لا تدعني أفعل ذلك فمن أنت رحمك الله قال أنا عامر بن عبد قيس قال إن كنت عامرا الذي ذكر لي فأنت أعبد الناس فأخبرني بأفضل خصلة قال إني لمقصر ولكن واحدة عظمت هيبة الله في صدري حتى ما أهاب شيئا غيره فاكتنفته السباع فأتاه سبع منها فوثب عليه من خلفه فوضع يديه على منكبه وعامر يتلوه هذه الاية ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود فلما رأى السبع أنه لا يكترث به ذهب قال حممة بالله يا عامر ما هالك ما رأيت قال إني لأستحي من الله عز و جل أن أهاب شيئا غيره قال حممة لولا أن الله عز و جل ابتلانا بالبطن فإذا أكلنا لا بد لنا من الحدث ما رآني ربي إلا راكعا أو ساجدا وكان يصلي في البوم ثمانمائة ركعة وكان يقول إني لمقصر في العبادة وكان يعاتب نفسه
حدثنا أبي ثنا أبو الحسن ثنا شعيب بن محرز ثنا سهل أخو حزم قال بلغني عن عامر بن عبد قيس أنه كان يقول أحببت الله عز و جل حبا سهل علي كل مصيبة ورضاني في كل قضية فما أبالي مع حبي إياه ما أصبحت عليه

وما أمسيت
حدثنا ابراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان ثنا ميمون بن مهران أن عامر بن عبد قيس بعث إليه أمير البصرة فقال إن أمير المؤمنين أمرني أن أسألك مالك لا تزوج النساء قال ما تركتهن وإني لدائب في الخطبة قال ومالك لا تأكل الجبن قال أنا بارض فيها مجوس فما شهدشاهدان من المسلمين أن ليس فيه ميتة أكلته قال وما يمنعك أن تأتي الأمراء قال إن لدى أبوابكم طلاب الحاجات فأدعوهم وأقضي حوائجهم ودعوا من لا حاجة له إليكم
حدثنا أبي ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن عمر بن علي بن نهشل بن قيس العبدي قال سمعت صخر بن أبي صخر قال قال عامر بن عبد قيس أأنا من أهل الجنة أو أنا من أهل الجنة أو مثلي يدخل الجنة
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سيار ثنا جعفر ثنا حوشب عن الحسن قال بعث معاوية إلى عبد الله بن عامر أن أنظر عامر بن عبد قيس فأحسن إذنه وأكرمه ومره أن يخطب إلى من شاء وأمهر عنه من بيت المال فأرسل إليه إن أمير المؤمنين قد كتب إلى أن أحسن إذنك وأكرمك قال يقول عامر فلان أحوج إلى ذلك مني يعني رجلا كان أطال الاختلاف إليهم لا يؤذن له وأمرني أن آمرك أن تخطب إلى من شئت وأمهر عنك من بيت المال فال أنا في الخطبة دائب قال إلى من قال إلى من يقبل مني الفلقة والتمرة قال ثم أقبل على جلسائه فقال إني سائلكم فأخبروني هل منكم من أحد إلا لأهله من قلبه شعبة قالوا اللهم لا أي بلى قال فهل منكم من أحد إلا لولده من قلبه شعبة قالوا اللهم لا أي بلى 1 قال والذي نفسي بيده لأن تختلف الأسنة في جوانحي أحب إلي من أن أكون هكذا أما والله لأجعلن الهم هما واحدا قال الحسن وفعل
حدثنا ابراهيم بن عبدالله ثنا محمد بن اسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم عن عامر بن عبد قيس العنبري قال وجدت

أمر الدنيا تصير إلى أربع المال والنساء والنوم والأكل فلا حاجة لي في المال والنساء فأما النوم والأكل فأيم الله لئن استطعت لأضرن بهما
حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عفان ثنا جعفر بن سليمان حدثني مالك بن دينار حدثني فلان أن عامر بن عبد الله مر في الرحبة وإذا ذمي يظلم فألقى عامر رداءه ثم قال لا أرى ذمة الله تحقر وأنا حي فاستنقذه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبيد الله بن محمد ثنا عبدالله بن عياش مولى بني جشم عن أبيه عن شيخ قد سماه وكان قد أدرك سبب تسيير عامر بن عبد الله قال مر برجل من أعوان السلطان وهو يجر ذميا والذمي يستغيث به قال فأقبل على الذمي فقال أديت جزيتك نعم فأقبل عليه فقال ما تريد منه قال أذهب به يكسح دار الأمير قال فأقبل على الذمى فقال تطيب نفسك له بهذا قال يشغلني عن ضيعتي قال دعه قال لا أدعه قال دعه قال لا أدعه قال فوضع كساءه ثم قال لا تحقر ذمة محمد صلى الله عليه و سلم وأنا حي ثم خلصه منه قال فتراقى ذلك حتى كان سبب تسييره
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا عبدالله بن محمد العبسي ثنا عفان ثنا جعفر بن سليمان ثنا سعيد الجريري قال لما سير عامر بن عبد الله شيعه اخواه وكان بظهر المربد فقال إني داع فأمنوا قالوا هات فقد كنا نشتهي هذا منك قال اللهم من وشى بي وكذب على وأخرجني من مصري وفرق بيني وبين اخواني اللهم أكثر ماله وولده وأصح جسمه وأطل عمره
حدثنا ابو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني يحيى بن سعيد عن أشعث عن الحسن قال بعث بعامر بن عبد قيس إلى الشام فقال الحمد لله الذي حشرني راكبا
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبيد الله بن محمد قال سمعت سعيد بن عامر يقول قيل لعامر بن عبد قيس لو انحدرت إلى البصرة قال والله إنه للبلد الذي هاجرت اليه وتعلمت به

القرآن ولكنه رحلة هوى
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا أبو العباس الهروي ثنا محمد بن منصور الطوسي ثنا عمرو بن عاصم عن همام عن قتادة قال سأل عامر بن عبد قيس ربه أن يهون عليه الطهور في الشتاء وكان يؤتى بالماء وله بخار
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن يحيى الازدي ثنا مسلم بن ابراهيم ثنا عمارة بن أبي شعيب الأزدي ثنا مالك ابن دينار قال مر عامر بن عبد قيس فإذا قافلة قد احتبست فقال لهم مالكم لا تمرون فقالوا الأسد حال بيننا وبين الطريق قال هذا كلب من الكلاب فمر به حتى أصاب ثوبه فم الأسد
حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ثنا أبي ثنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن يحيى الأزدي ثنا جعفر بن أبي جعفر عن أحمد بن أبي الحواري عن أبي سليمان الداواني قال قيل لعامر بن عبد قيس النار قد وقعت قريبا من دارك فقال دعوها فانها مأمورة وأقبل على صلاته فأخذت النار فلما بلغت داره عدلت عنها
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا عباس بن ابراهيم القراطيسي ثنا على ابن مسلم ثنا سيار ثنا جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول رأى رجل في المنام كأن مناديا ينادي أخبروا الناس أن عامر بن عبدالله يلقى الله تعالى يوم يلقاه ووجهه مثل القمر ليلة البدر
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد حدثني عبد الجبار ابن محمد ثنا عبد الاعلى عن هشام عن الحسن قال سمعهم عامر بن عبد قيس وما يذكرونه من أمر الضيعة في الصلاة قال اتجدونه قالوا نعم قال والله لأن تختلف الأسنة في جوفي أحب إلي من أن يكون هذا مني في صلاتي
حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن أبي سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن ثابت أن عامر بن عبدالله قال لابني عم له فوضا أمركما إلى الله تستريحا
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن الحسين الحذاء ثنا أحمد بن

ابراهيم الدورقي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا جعفر ثنا الجريري عن أبي الغلاء قال قال رجل لعامر بن عبدالله استغفر لي فقال إنك لتسأل من قد عجز عن نفسه ولكن أطع الله ثم ادعه يستجب لك
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبيد الله بن محمد ثنا شيخ يكنى أبا زكريا مولى للقرشيين عن بعض مشايخه قال كانت ابنة عم لعامر يقال لها عبيدة ترى ما يصنع عامر بنفسه فتعالج له الثريد فتأتيه به فيخرج إلى أيتام الحي فيدعوهم فتقول إنما عملتها لك بيدي لتأكلها فيقول أليس إنما أردت أن تنفعيني قال وكان يقول لها يا عبيدة تعزى عن الدنيا بالقرآن فإنه من لم يتعز بالقرآن عن الدنيا تقطعت نفسه على الدنيا حسرات
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل حدثني أبي ثنا عبيد الله بن محمد ثنا عبدالعزيز بن مسلم عن حرب عن الحسن قال كان لعامر بن عبدالله بن عبد قيس مجلس في المسجد فتركه حتى ظننا أنه قد ضارع أصحاب الاهواء قال فأتيناه فقلنا له كان لك مجلس في المسجد فتركته قال أجل إنه مجلس كثير اللغط والتخليط قال فأيقنا أنه قد ضارع أصحاب الاهواء فقلنا ما تقول فيهم قال وما عسى أن أقول فيهم رأيت نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وصحبتهم فحدثونا أن أصفى الناس إيمانا يوم القيامة أشدهم محاسبة لنفسه في الدنيا وان اشد الناس فرحا في الدنيا أشدهم حزنا يوم القيامة وإن أكثر الناس ضحكا في الدنيا أكثرهم بكاء يوم القيامة وحدثونا أن الله تعالى فرض فرائض وسن سننا وحد حدودا فمن عمل بفرائض الله وسننه واجتنب حدوده دخل الجنة بغير حساب ومن عمل بفرائض الله وسننه وركب حدوده ثم تاب استقبل الشدائد والزلازل والأهوال ثم يدخل الجنة ومن عمل بفرائض الله وسننه وركب حدوده ثم مات مصرا على ذلك لقي الله مسلما إن شاء غفر له وإن شاء عذبه قال الشيخ رحمه الله كذا رواه عامر موقوفا وهذه الألفاظ رويت عن النبي صلى الله عليه و سلم مرفوعة من غير جهة من حديث أبي الدرداء

وأبي ثعلبة وعبادة بن الصامت وغيرهم
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو علي المالكي ثنا محمد بن عبدالرحمن بن سهم الأنباري ثنا عبدالله بن المبارك عن علي بن علي الرفاعي عن الحسن عن عامر بن قيس قال يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات فعرضتان حساب ومعاذير والعرضة الثالثة تطاير الكتب فآخذ بيمينه وآخذ بشماله ثم قال ابن المبارك من قبله ... قد طارت الصحف في الأيدي منشرة ... فيها السرائر والجبار مطلع ... فكيف سهوك والأنباء واقعة ... عما قليل ولا تدري بما تقع ... إما الجنان وعيش لا انقضاء له ... أم الجحيم فلا تبقى ولا تدع ... تهوى بساكنها طورا وترفعه ... إذا رجوا مخرجا من غمها قمعوا ... لينفع العلم قبل الموت عالمه ... قد سال قوم بها الرجعى فما رجعوا ... قال الشيخ رحمه الله كذا رواه عامر موقوفا ورواه علي بن زيد عن الحسن عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله مرفوعا ويشبه أن يكون عامر بن عبد قيس سمعه من أبي موسى فأرسله لأن عامرا ممن تلقن القرآن من أبي موسى وأصحابه حين قدم البصرة وعلم أهلها القرآن ورواه مروان الأصفر عن أبي وائل عن عبد الله موقوفا وبدأنا بذكر أويس إذ هو سيد نساك التابعين وثنينا بعامر بن عبد قيس وهو من بني العنبر وهو أول من عرف بالنسك واشتهر من عباد التابعين بالبصرة فقدمناه على غيره من الكوفيين لتقدم البصرة على الكوفة إذ البصرة بنيت قبل الكوفة بأربع سنين وكذلك أهل البصرة بالنسك والعبادة أشهر وأقدم من الكوفيين وكان عامر بن عبد قيس ممن تخرج على أبي موسى الأشعري في النسك والتعبد ومنه تلقن القرآن وعنه أخذ الطريقة كذا حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن سهل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون عن ابن سيرين قال كتب أبو موسى الأشعري إلى عامر بن عبد الله بن عبد قيس الذي كان يدعى عامر بن عبد قيس

أما بعد فإني عهدتك على أمر وبلغني أنك تغيرت فاتق الله وعد 164
مسروق
قال الشيخ رحمه الله تعالى ومنهم العالم بربه الهائم بحبه الذاكر لذنبه في العلم معروق وبالضمان موثوق ولعباد الله معشوق أبو عائشة المسمى بمسروق وهو مسروق بن عبدالرحمن الهمداني الكوفي وقيل التصوف التشمر للورود واللحوق والتبصر في الوجود والطروق
حدثنا أبو بكر الصلحي ثنا الحسين بن جعفر القتات ثنا أحمد بن عبدالله ابن يونس ثنا زائده عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال كفى بالمرء علما أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا سعيد بن عمرو ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب الطائي قال سألت الشعبي عن مسألة فقال ما رأيت أحدا أطلب للعلم في أفق من الآقاف من مسروق
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان ثنا عبيد بن يعيش ثنا يحيى بن آدم ثنا عبدالسلام عن أبي خالد الدالاني عن الشعبي قال خرج مسروق إلى البصرة إلى رجل يسأله عن آية فلم يجد عنده فيها علما فأخبر عن رجل من أهل الشام فقدم علينا ههنا ثم خرج إلى الشام إلى ذلك الرجل في طلبها
حدثنا عبد الله بن محمد بن حميد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبو شيبة صنا عبيدة بن حميد عن منصور عن هلال بن يساف وقال قال مسروق من سره أن يعلم علم الأولين وعلم الآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأسورة الواقعة
حدثنا محمد بن علي ثنا عبدالله محمد ثنا علي بن الجعد ثنا شعبة عن أبي اسحاق قال حج مسروق فما بات إلا ساجدا
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا أبو همام ثنا أبو ضمرة عن العلاء بن هارون قال سمعته يقول حج مسروق فما افترش إلا جبهته حتى انصرف

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا علي بن المديني ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن أبي اسحاق عن سعيد بن جبير قال لقيني مسروق فقال يا سعيد ما بقي شيء يرغب فيه إلا أن نعفر وجوهنا في التراب
حدثنا عبدالله بن محمد بن أبي سهل ثنا عبد الله بن محمد العبسي ثنا ابن إدريس عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن مسروق قال أقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى وهو ساجد
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا يوسف بن موسى ثنا عبدالرحمن بن مغراء أخبرنا الأعمش عن أبي الضحى قال كان مسروق يقوم فيصلى كأنه راهب وكان يقول لأهله هاتوا كل حاجة لكم فاذكروها لي قبل أن أقوم إلى الصلاة
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا هناد بن السرى ثنا أبو خالد الأحمر عن مسعر عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر قال كان مسروق يرخى الستر بينه وبين أهله ويقبل على صلاته ويخليهم ودنياهم
حدثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد ثنا علي بن الحوراء ثنا شعبة عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن مسروق أنه كان لا يأخذ على القضاء أجرا ويتأول هذه الآية إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة الآية
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق ثنا الفضل بن سهل ثنا محمد ابن بشر ثنا مسعر عن ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن المنتشر قال كان مسروق يركب كل جمعة بغلة ويحملني خلفه ثم يأتي كناسة بالحيرة قديمة فيحمل عليها بغلته ثم يقول الدنيا تحتنا
أخبرنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن ابراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن كنانة قال ثنا محمد بن أيوب أخبرنا سعيد بن منصور ثنا يعقوب بن عبدالرحمن ثنا حمزة بن عبدالله بن عتبة مسعود قال بلغني أن مسروقا أخذ بيد ابن أخ له فارتقى به على كناسة بالكوفة قال ألا أريك الدنيا هذه الدنيا أكلوها فأفنوها لبسوها

فأبلوها ركبوها فأنضوها سفكوا فيها دماءهم واستحلوا فيها محارمهم وقطعوا فيها أرحامهم
حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن مسعر عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن مسروق قال ما من شيء خير للمؤمنين من لحد قد استراح من هموم الدنيا وأمن من عذاب الله
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سالم 1 ثنا هناد بن السرى ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن مسلم أو غيره عن مسروق قال إني أحسن ما أكون ظنا حين يقول لي الخادم ليس في البيت قفيز ولا درهم رواه الثوري عن الأعمش عن عبدالله بن مرة عن مسروق
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن الصائغ ثنا أبو العباس السراج 2 المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها يتذكر ذنوبه ويستغفر منها
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن عبدالله الأسدي ثنا سفيان عن أبي وائل عن مسروق قال ما امتلأ بيت خيره إلا امتلأ عبره
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن عقبة قال سمعت الأصمعي يقول كان مسروق يتمثل ... ويكفيك مما اغلق الباب دونه ... وأرخى عليه الستر ملح وجردق ... وماء فرات بارد ثم تغتدي ... تعارض أصحاب الثريد الملبق ... 3 ... تجشأ إذا ما هم تجشوا كأنما ... غذيت بألوان الطعام المفتق ... أسند مسروق من المسانيد ما لا يعد كثرة فمن غرائب حديثة
ما حدثناه عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا داود قال ثنا قيس بن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبدالله يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الخبيث لا يكفر السيء ولكن الطيب يكفر السيء

حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا جعفر بن محمد الصائغ قال ثنا عفان قال ثنا عاصم بن بهدلة عن أبي الضحى عن مسروق عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني 165
علقمة بن قيس النخعي
ومنهم العالم الرباني علقمة بن قيس النخعي أبو شبل الهمداني أوتي فقها وعبادة وحسن تلاوة وزهادة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا ابراهيم بن اسحاق الصيني قال ثنا قيس بن الربيع عن أبي اسحاق قال مرة الطيب كان علقمة من الديانين الذين يقرأون القرآن
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا اسماعيل بن أبي الحارث قال ثنا عبدالعزيز ابن أبان عن مالك بن مغول عن معقل عن أبي السفر عن مرة قال كان علقمة ابن قيس رباني هذه الأمة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا محمد بن عبيد قال ثنا الأعمش عن عمارة عن أبي معمر قال دخلنا على عمر بن شرحبيل فقال انطلقوا بنا إلى أشبه الناس هديا وسمتا بعبد الله بن مسعود فدخلنا على علقمة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا أبي قال ثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان قال قلت لأبي لأي شيء كنت تأتي علقمة وتدع أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال رأيت أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يسألون علقمة ويستفتونه
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال حدثنا أحمد بن موسى بن العباس قال ثنا اسماعيل بن سعيد قال ثنا محمد بن جعفر المدائني عن المهلب بن عثمان الأزدي عن ضرار بن عمرو عن اسحاق بن عبدالله عن أصحاب عبدالله [ عن عبدالله قال مر بحلقة فيها علقمة 1 ] والأسود ومسروق وأصحابهم فوقف عليهم

فقال بأبي وأمي العلماء بروح الله ائتلفتم وكتاب الله تلوتم ومسجد الله عمرتم ورحمة الله انتظرتم أحبكم الله وأحب من أحبكم
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عبيد الله بن سعد قال ثنا عمي قال ثنا شريك عن أبي اسحاق عن عبدالرحمن بن عبدالرحمن ابن يزيد قال قال عبد الله بن مسعود ما أقرأ شيئا ولا أعلم شيئا إلا علقمة يقرأه أو يعلمه قيل يا أبا عبدالرحمن والله ما علقمة بأقرئنا قال بلى إنه والله لأقرأكم
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا يحيى بن أيوب قال ثنا عبد الغفار بن داود قال ثنا أبو عبيدة سعيد بن رزين قال ثنا حماد بن أبي سليمان عن ابراهيم النخعي عن علقمة بن قيس قال كنت رجلا قد أعطاني الله حسن الصوت بالقرآن وكان عبد الله بن مسعود يرسل إلى فأقرأ عليه القرآن قال فكنت إذا فرغت من قراءتي قال زدنا من هذا
حدثنا أحمد ابن محمد بن الحصين 1 قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا هشيم عن منصور عن ابراهيم أن علقمة قرأ على عبدالله وكان حسن الصوت فقال له رجل رتل فداك أبي وأمي فإنه زين القرآن رواه مغيرة عن إبراهيم مثله
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة قال ثنا جرير عن منصور عن ابراهيم قال كان علقمة يختم القرآن كل خميس
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا أبي قال ثنا ابن أبي فضيل عن أبيه عن شباك عن إبراهيم عن علقمة أنه كان يقول لأصحابه امشوا بنا نزدد أيمانا يعني يتفقهون
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن المسيب بن رافع قال كانوا يدخلون على علقمة وهو يقرع غنمه ويحلب ويعلف
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا ابن نمير قال ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن المسيب بن رافع قال قيل

لعلقمة لو جلست فأقرأت القرآن وحدثتهم قال أكره أن يوطأ عقبى وأن يقال هذا علقمة وكان يكون في مبيته يعلف غنمه ويفت لهم قال فكان ومعه شيء يقرع بينهن إذا تناطحن رواه يزيد بن عبدالعزيز بن سياه عن الأعمش نحوه
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا أحمد بن موسى قال ثنا اسماعيل بن سعيد قال ثنا معاوية عن عمر عن زائدة الأعمش عن مالك ابن الحارث عن عبدالرحمن بن يزيد قال قيل لعلقمة ألا تدخل المسجد فيجتمع إليك وتسأل فنجلس معك فإنه يسأل من هو دونك قال إني أكره أن يوطأ عقبى فيقال هذا علقمة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان قال ثنا اسماعيل بن أبي الحكم قال ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم قال كان علقمة إذا رأى من القوم أشاشا ذكرهم في الأيام يعني نشاطا
حدثنا أبو بكر ابن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا يحيى بن آدم قال ثنا أبو بكر عن الحسين بن عبيد الله النخعي قال لم يترك علقمة إلا داره وبرذونا ومصحفا وأوصى به لمولى له كان يقوم عليه في مرضه
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا ابن كرامة قال ثنا أبو اسامة قال ثنا الأعمش عن إبراهيم قال كان علقمة يتزوج إلى أهل بيت دون أهل بيته يريد بذلك التواضع
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن قال ثنا اسحاق بن إبراهيم الهيثمي قال ثنا اسماعيل بن عبد الله قال ثنا شريك عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة أنه قال لامرأته في مرضه تزيني واقعدي عند رأسي لعل الله يرزقك بعض عوادي
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عبيد الله بن سعيد قال ثنا يعلي بن عبيد قال ثنا الأعمش عن إبراهيم قال جاء رجل إلى علقمة فشتمه فقال علقمة والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا الآية فقال الرجل أمؤمن أنت قال أرجو
حدثنا الحسن بن أحمد بن المخارق قال ثنا محمد بن الحسن بن سماعة قال ثنا أبو نعيم قال ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال ما حفظت وأنا

شاب كأني أنظر إليه في ورقة أو قرطاس
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن علي الخزاعي قال ثنا القعنبي قال ثنا عابس قال قال علقمة إحياء العلم المذاكرة
حدثنا أبي قال ثنا محمد ابن ابراهيم بن الحكم قال ثنا يعقوب بن ابراهيم الدورقي قال ثنا عبدالرحمن ابن مهدي قال ثنا سفيان عن الأعمش عن ابراهيم عن علقمة قال تذاكروا الحديث فان حياته ذكره
حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا أحمد بن موسى قال ثنا اسماعيل بن سعيد قال ثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن ابراهيم قال قلت لعلقمة علمني الفرائض قال أمت جيرانك
حدثنا محمد بن حبان قال ثنا أحمد بن علي بن الجارود قال ثنا أبو سعيد الأشج قال ثنا أبو خالد عن أشعث عن الحكم عن ابراهيم عن علقمة قال لا تنعوني كنعي أهل الجاهلية ولا تؤذنوا بي أحدا وأغلفوا الباب ولا تتبعني امرأة ولا تتبعوني بنار وإن استطعتم أن يكون آخر كلامي لا إله إلا الله فافعلوا
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال حدثني محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا جرير عن منصور عن علي بن مدرك قال قال علقمة لأسود إن أنا مت فلقني لا إله إلا الله فإذا أنا مت فلا تنعني لأحد فإني أخاف أن يكون نعيا كنعي الجاهلية فإذا خرجتم بجنازتي من الدار فاغلقوا الباب حين يخرج آخر الرجال وعلى أول النساء فإنه لا أرب لي فيهن ومن غرائب مسانيده
حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا معمر بن عبدالله قال ثنا شعبة عن الحكم عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى يحب أن تقبل رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه لم يروه مرفوعا عن شعبة إلا معمر ورواه غندر وبكر بن بكار وغيرهما مرفوعا

حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله قال اضطجع رسول الله صلى الله عليه و سلم على حصير فأثر بجلده ثم قال مالي وللدنيا ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح فتركها لم يروه عن عمرو بن مرة متصلا مرفوعا إلا المسعودي
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبدان بن أحمد قال ثنا خليفة بن خياط قال ثنا يعقوب بن يوسف عن فرقد عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تكون زاهدا حتى تكون متواضعا لا أعلم أحدا رفعه من حديث علقمة إلا فرقدا وهو السبخي البصري
حدثنا الحسن بن علان قال ثنا الحسن بن عمر عن ابراهيم قال ثنا جبارة عن 1 مغلس قال ثنا موسى بن عمير عن الحكم بن عتبة عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الخلق كلهم عيال الله وأحبكم إلى الله من أحسن إلى عياله غريب من حديث الحكم لم يروه عنه إلا موسى بن عمير
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن العباس قال ثنا أحمد ابن يحيى بن المنذر الحجري ثنا أبي قال قال ثنا ابن الأجلح عن الأعمش عن يحيى بن وثاب [ عن علقمة ] عن عبدالله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أهلك من كان قبلكم الدينار والدرهم وهما مهلكاكم هذا حديث غريب من حديث يحيى بن وثاب لم يروه عن الأعمش إلا ابن الأجلح 166
الأسود بن يزيد النخعي
ومنهم القارىء القوام الساري الصوام الفقيه الأثير الفقير الأسير الأسود بن يزيد النخعي
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا

عبد الله بن صندل قال ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن ابراهيم قال كان الاسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين وكان ينام بين المغرب والعشاء وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا عبدالرحمن عن شعبة عن أبي اسحاق قال حج الأسود ثمانين ما بين حجة وعمرة رواه ابن علية عن ميمون بن حمزة عن ابراهيم مثله
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا اسماعيل بن علية عن ابن عون عن الشعبي قال وسئل عن الأسود فقال كان صواما قواما حجاجا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا محمد بن عمرو الباهلي قال ثنا أزهر عن ابن عون قال قلت للشعبي علقمة أفضل أم الأسود قال علقمة وكان الأسود رجلا حجاجا وكان علقمة بطيئا وهو يدرك السريع
حدثنا أبو حامد بن جبلة ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عمر بن محمد بن الحسن قال ثنا أبي قال ثنا أحمد بن بشر عن اسماعيل عن الشعبي قال أهل بيت خلقوا للجنة علقمة والأسود و عبدالرحمن
حدثنا أبي قال ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا أبو حميد الحمصي أحمد ابن محمد بن سيار قال ثنا يحيى بن سعيد قال ثنا يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين منهم الأسود بن يزيد كان مجتهدا في العبادة يصوم حتى يخضر جسده ويصفر وكان علقمة بن قيس يقول له لم تعذب هذا الجسد قال راحة هذا الجسد أريد فلما احتضر بكى فقيل له ما هذا الجزع قال مالي لا أجزع ومن أحق بذلك مني والله لو أتيت بالمغفرة من الله عز و جل لهمني الحياء منه مما قد صنعته إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيا منه ولقد حج الأسود ثمانين حجة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا حجاج قال ثنا محمد بن طلحة عن عبدالرحمن بن ثروان أبوقيس الاودي قال كان الأسود بن يزيد يجهد نفسه في الصوم والعبادة حتى يخضر جسده ويصفر

وكان علقمة يقول له ويحك لم تعذب هذا الجسد فيقول إن الأمر جد إن الأمر جد
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا معمر بن سليمان الرقى قال ثنا عبدالله بن بشر أن علقمة والأسود بن يزيد حجا وكان الأسود صاحب عبادة وصام يوما فكان الناس بالهجير وقد تربد وجهه فأتاه علقمة فضرب على فخده فقال ألا تتق الله يا أبا عمرو في هذا الجسد علام تعذب هذا الجسد فقال الأسود يا أبا شبل الجد الجد
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا الفضل بن سهل قال ثنا أبو أحمد محمد بن عبدالله قال ثنا حنش بن حارث عن علي بن مدرك قال قال علقمة للأسود لم تعذب هذا الجسد وهو يصوم قال الراحة أريد له
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا الفضل بن دكين قال ثنا حنش بن حارث [ قال ] رأيت الأسود وذهبت إحدى عينيه من الصوم
حدثنا عبدالله بن محمد أخبرنا محمد بن شبل قالا ثنا أبو بكر قال ثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن عمارة قال ما كان الأسود إلا راهبا من الرهبان
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا سليمان الأحمر عن شعبة عن مغيرة عن إبراهيم عن الأسود واذا رأيته قلت راهبا من الرهبان وإذا حضرت الصلاة أناخ ولو على حجر ومن غرائب حديثه
حدثنا سعد بن محمد بن إبراهيم الناقد قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا محمد بن أبي عبيد ثنا موسى بن عمير عن الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وأعدوا للبلاء الدعاء
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شيبان عن جابر عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أتى بالسبى أعطى أهل البيت

جميعا وكره أن يفرق بينهم
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسين بن جعفر القتات قال ثنا اسماعيل بن خليل الخزاز قال حدثني علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إنه سيكون أمراء يميتون الصلاة ويخففونها 1 إلى شرق الموتى وإنها صلاة من هو شر من حمار وصلاة من لا يجد بدا فمن أدرك منكم ذلك الزمان فليصل الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم معهم سبحة هذا حديث غريب من حديث الأعمش بهذا اللفظ مجموعا عن علقمة والأسود لم نكتبه إلا من حديث علي بن مسهر عنه
حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا عبيد بن غنام قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عبدالله بن نمير عن معاوية النضري وكان ثقة عن نهشل عن الضحاك عن الأسود عن عبدالله بن مسعود قال لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا أهل زمانهم ولكن بذلوه لأهل الدنيا لينالوا من دنياهم فهانوا على أهلها سمعت نبيكم صلى الله عليه و سلم يقول من جعل الهموم هما واحدا كفاه الله تعالى هم آخرته ومن تشعبت به الهموم لم يبالي الله في أي أوديتها وقع غريب من حديث الأسود لم يرفعه إلا الضحاك ولا عنه إلا نهشل وحديث الحكم تفرد به موسى بن عمير وحديث جابر الجعفي تفرد به شيبان 167
أبو يزيد الربيع بن خيثم
ومنهم المخبت الورع المتثبت القنع الحافظ لسره الضابط لجهره المعترف بذنبه المفتقر إلى ربه أبو يزيد الربيع بن خيثم أحد الثمانية من الزهاد وقد قيل إن التصوف مشارفة السرائر ومصارفة الظواهر

حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبدان بن أحمد قال ثنا أزهر بن مروان قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال ثنا عبيد الله بن الربيع بن خيثم قال ثنا أبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود قال كان الربيع بن خيثم إذا دخل على عبدالله بن مسعود لم يكن عليه إذن لأحد حتى يفرغ كل واحد من صاحبه قال فقال عبدالله يا أبا يزيد لو رآك رسول الله صلى الله عليه و سلم لأحبك وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن الصباح قال جرير عن اسماعيل عن حماد بن أبي سليمان قال كان ابن مسعود إذا رأى الربيع بن خيثم قال مرحبا يا أبا يزيد ويجلسه إلى جنبه ويقول لو رآك رسول الله صلى الله عليه و سلم لأحبك
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم قال ثنا سهل بن محمود قال ثنا مبارك بن سعيد عن ياسين الزيات قال جاء ابن الكواء إلى الربيع بن خيثم قال دلني على من هو خير منك قال نعم من كان منطقه ذكرا وصمته تفكرا ومسيره تدبرا فهو خير مني
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم قال ثنا هناد بن السري قال ثنا المحاربي عن عبد الملك بن عمير قال قيل للربيع ابن خيثم ألا ندعوا لك طبيبا قال انظروني فتفكر ثم قال وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا قال فذكر حرصهم على الدنيا ورغبتهم وما كانوا فيها وقال قد كانت فيهم أطباء وكان فيهم مرضى فلا أرى المداوي بقى ولا أرى المداوى وأهلك الناعت والمنعوت لا حاجة لي فيه ورواه نسير بن ذعلوق عن بكر بن ماعز عن الربيع نحوه
حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا أبو حميد أحمد بن محمد الحمصي قال ثنا يحيى ابن سعيد قال ثنا يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين فأما الربيع بن خيثم فقيل له حين أصابه الفالج لو تداويت فقال لقد علمت أن الدواء حق ولكن ذكرت عادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا كانت فيهم الأوجاع وكانت لهم الأطباء فلا المداوى

بقي ولا المداوي فقيل له ألا تذكر الناس قال ما أنا عن نفسي براض فاتفرغ من ذمها إلى ذم الناس إن الناس خافوا الله تعالى في ذنوب الناس وأمنوا على ذنوبهم وقيل له كيف أصبحت قال أصبحنا مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا وكان ابن مسعود إذا رآه قال وبشر المخبتين أما إن محمدا صلى الله عليه و سلم لو رآك لأحبك وكان الربيع يقول أما بعد فأعد زادك وخذ في جهادك وكن وصي نفسك
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا هناد قال ثنا وكيع عن الأعمش عن منذر الثوري عن الربيع بن خيثم أنه قال لأهله اصنعوا لنا خبيصا فصنعوا له فدعا رجلا به خبل فجعل يلقمة ولعابه يسيل فلما ذهب قال أهله تكلفنا وصنعنا ما يدري هذا ما أكل فقال الربيع لكن الله
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم قال ثنا خلاد بن يحيى قال ثنا سفيان قال أخبرتني سرية الربيع بن خيثم قالت كان عمل الربيع كله سرا إن كان ليجئ الرجل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه رواه الأعمش عن سفيان مثله
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا وكيع عن سفيان عن رجل عن الربيع بن خيثم قال كل ما لا يبتغي به وجه الله تعالى يضمحل
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثني أبي وعمي قالا ثنا عبدالله بن إدريس عن عمه عن الشعبي وذكر أصحاب عبدالله فقال أما الربيع فأورعهم ورعا
حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا محمد بن عثمان قال ثنا عبيد بن يعيش قال ثنا يحيى بن آدم قال ثنا مالك بن مغول قال قال الشعبي أصفهم لك يعني أصحاب عبدالله كأنك شهدتهم كان الربيع بن خيثم أشدهم ورعا
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن محمد بن حنبل قال ثنا هناد بن السري قال ثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن منذر الثوري

قال قال الربيع سورة يراها الناس قصيرة وأنا أراها طويلة عظيمة لله تعالى محا ! 1 ليس لها خليط فأيكم قرأها فلا يجمعن إليها شيئا استقلالا وليعلم أنها مجزئة يعني سورة الإخلاص
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا هناد بن السري قال ثنا أبو الأحوص عن سعيد يعني ابن مسرق عن منذر الثوري قال كان الربيع إذا أتاه الرجل يسأله قال اتق الله فيما علمت وما استؤثر عليك فكله إلى عالمه لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ وما خيرتكم اليوم بخير ولكنه خير من آخر شر منه وما تتبعون الخير حق اتباعه وما نفرون من الناس حق فراره ولا كل ما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم أدركتم ولا كل ما تقرءون تدرون ما هو ثم يقول السرائر السرائر اللاتي تخفين من الناس وهن لله تعالى بواد التمسوا دواءهن ثم يقول وما دواؤهن إلا أن تتوب ثم لا تعود
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل قال ثنا عبدالله بن محمد العبسي قال أبو أسامة قال ثنا سفيان عن أبيه عن بكر بن ماعز قال قال الربيع بن خيثم يا بكر بن ماعز أخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك فاني اتهمت الناس على ديني أطع الله فيما علمت وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ فذكر مثل حديث الأحوص رواه إسرائيل عن سعيد بن مسروق عن منذر مثله
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد ابن حنبل حدثني أبي قال حدثني النضر بن اسماعيل قال ثنا عبد الملك بن الأصبهاني عن جدته عن الربيع بن خيثم أنه قال لأصحابه تدرون ما الداء [ والدواء ] والشفاء قالوا لا قال الداء الذنوب والدواء الإستغفار والشفاء أن تتوب ثم لا تعود
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا أبو النضر العجلي قال ثنا عبيدالله بن موسى قال ثنا سفيان عن نسير بن ذعلوق قال كان الربيع بن خيثم يبكي حتى تبل لحيته دموعه

فيقول أدركنا أقواما كنا في جنبهم لصوصا
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن علي بن المثنى قال ثنا عبد الصمد بن يزيد قال سمعت فضيل بن عياض يقول كان الربيع بن خيثم يقول في دعائه أشكو إليك حاجة لا يحسن بثها إلا إليك وأستغفر منها وأتوب إليك
حدثنا 1 أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي قال ثنا أحمد بن عمرو بن عبيد العصفري قال ثنا عثمان بن زفر قال ثنا الربيع بن المنذر عن أبيه قال قال الربيع بن خيثم من استغفر الله تعالى كتب في راحته أمن من العذاب
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا سفيان قال ثنا وكيع قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمر بن ذر قال قيل للربيع بن خيثم كيف أصبحت يا أبا يزيد قال أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا سفيان الثوري عن أبي يعلى قال كان الربيع إذا قيل له كيف أصبحتم يقول ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا رواه نسير بن ذعلوق عن بكر بن ماعز عنه مثله
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا عبدالله بن محمد العبسي قال ثنا حفص بن غياث عن أشعث عن ابن سيرين عن الربيع بن خيثم قال أقلوا الكلام إلا بتسع تسبيح وتكبير وتهليل وتحميد وسؤالك الخير وتعوذك من الشر وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وقراءة القرآن رواه منذر الثوري عن الربيع مثله
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا أبو همام قال ثنا أبو نعيم قال ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال قال فلان ما أرى ربيعا تكلم بكلام منذ عشرين عاما إلا بكلمة تصعد
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا سفيان 2 قال

قال صحبنا ربيع بن خثيم عشرين سنة فما تكلم إلا بكلمة تصعد وقال آخر صحبته سنتين فما كلمني إلا كلمتين
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا شجاع بن الوليد عن سفيان الثوري عن رجل من بني تيم الله قال جالست الربيع عشر سنين فما سمعته يسأل عن شئ من أمر الدنيا إلا مرتين قال مرة والدتك حية وقال مرة كم لكم مسجدا
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن مساور قال ثنا سهل بن عثمان قال ثنا سعيد بن عبدالله بن الربيع عن نسير بن ذعلوق عن بكر بن ماعز قال انطلق الربيع بن خيثم وعبدالله بن مسعود إلى شاطئ الفرات فمر بتلك الحدادين فلما رأى تلك النيران خر مغشيا عليه فرجع إليه فقال يا ربيع فلم يجبه فانطلق فصلى بالناس العصر ثم رجع إليه يا ربيع يا ربيع فلم يجبه ثم انطلق فصلى بالناس المغرب ثم رجع يا ربيع يا ربيع فلم يجبه حتى ضربه برد السحر رواه أبو وائل عن عبدالله
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قال ثنا أبو بكر بن عياش قال ثنا عيسى بن سليم عن أبي وائل قال خرجنا مع عبدالله بن مسعود ومعنا الربيع بن خيثم فمررنا على حداد فقام عبدالله ينظر حديدة في النار فنظر ربيع إليها فتمايل ليسقط فمضى عبدالله حتى أتينا على أتون على شاطئ الفرات فلما رأى عبدالله والنار تلتهب في جوفه قرأ هذه الآية إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا إلى قوله ثبورا قال فصعق الربيع فاحتملناه فجئنا به إلى أهله قال ثم رابطه إلى المغرب فلم يفق ثم إنه أفاق فرجع عبدالله إلى أهله
حدثنا [ عن ] عبدالله بن محمد الكواء [ أنه قال ] للربيع ما نراك تعيب أحدا ولا تذمه فقال ويلك يا ابن الكواء ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذنبي إلى حديث إن الناس خافوا الله تعالى على ذنوب الناس وآمنوه على نفوسهم
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا أبو همام

قال ثنا سعيد بن عبدالله بن الربيع عن نسير بن ذعلوق عن بكر 1 بن ماعز قال قال الربيع بن خيثم الناس رجلان مؤمن وجاهل فأما المؤمن فلا تؤذه وأما الجاهل فلا تجاهله
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا الوليد بن شجاع قال ثنا خلف بن خليفة عن سيار عن أبي الحكم عن أبي وائل قال أتينا الربيع بن خيثم فقال ما جاء بكم قلنا جئنا لنحمد الله ونحمده معك وتذكر الله ونذكره معك قال الحمد لله إذ لم تأتوني تقولون جئنا تشرب فنشرب معك وتزني فنزني معك
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا الوليد بن شجاع قال ثنا عطاء بن مسلم قال سمعت العلاء بن المسيب يقول سرق للربيع بن خيثم فرس فقال أهل مجلسه ادع الله عليه قال بل أدع الله له اللهم إن كان غنيا فاقبل بقلبه وإن كان فقيرا فاغنه
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا عبد الرحمن عن سفيان عن نسير عن هبيرة بن خزيمة قال أنا أول من أتى الربيع بن خيثم بقتل الحسين بن علي
وحدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا أحمد ابن إبراهيم قال ثنا هاشم بن القاسم قال ثنا زكريا بن سلام عن بلال بن المنذر قال قال رجل إن لم أستخرج اليوم سيئة من الربيع لأحد لم استخرجها أبدا قال قلت يا أبا يزيد قتل ابن فاطمة عليهما السلام قال فاسترجع ثم تلا هذه الآية قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا ! يختلفون قال قلت ما تقول قال ما أقول إلى الله إيابهم وعلى الله حسابهم لفظ هاشم بن القاسم
حدثنا أبو أحمد قال ثنا أحمد بن موسى بن العباس قال ثنا إسماعيل بن سعيد قال ثنا جرير عن أبي حيان التيمي عن أبيه قال كانت وصية الربيع هذا ما أوصى به الربيع وحدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا وكيع قال ثنا سفيان عن زائدة عن منذر

الثوري عن الربيع أنه أوصى عند موته فقال هذا ما أوصى به الربيع على نفسه وأشهد الله عليه وكفى به شهيدا وجازيا لعباده الصالحين ومثيبا إني رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا وبالإسلام دينا ورضيت لنفسي ومن أطاعني بأن أعبد الله من العابدين وأحمده من الحامدين وأنصح لجماعه المسلمين ورواه شعبة عن سعيد بن مسروق عن الربيع قال شعبة فقلت لسعيد من حدثك بهذا قال حدثنيه الحي عن الربيع مثله
حدثنا عبد الرحمن بن العباس قال ثنا إبراهيم الحربي قال ثنا محمد بن مقاتل قال ثنا ابن المبارك عن سفيان وحدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا جعفر بن الصباح قال ثنا يعقوب الدورقي قال ثنا أشجعي قال سمعت سفيان يقول قال الربيع بن خيثم أريدوا بهذا الخير الله تنالوه لا بغيره وأكثروا ذكر هذا الموت الذي لم تذوقوا قبله مثله فإن الغائب إذا طالت غيبته وجبت محبته وانتظره أهله وأوشك أن يقدم عليهم رواه بشير عن بكر بن عامر عنه مثله حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن عبدالله بن مصعب قال ثنا عبد الجبار بن العلاء قال ثنا مروان بن معاوية قال ثنا الربيع بن المنذر عن أبيه قال قال الربيع يا منذر قلت لبيك قال لا يغرنك كثرة [ ثناء ] الناس من نفسك فإنه خالص إليك عملك
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا زياد ابن أيوب قال ثنا علي بن يزيد قال ثنا [ الصدائي قال حدثنا عبد الرحمن بن عجلان قال بت عند الربيع بن خيثم ذات ليلة فقام يصلي فمر بهذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات الآية فمكث ليلته حتى أصبح ما جاوز هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد
حدثنا أبو بكر بن مالك قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا زياد بن أيوب قال حدثنا علي بن يزيد 1 ] قال ثنا حماد الأصم الحماني عمن حدثه عن بعض أصحاب الربيع قال ربما علمنا شعره عند المساء وكان ذا وفرة ثم يصبح والعلامة كما هي فيعرف أن

الربيع لم يضع جنبه ليلة على فراشه
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا يوسف الصفار قال ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قالوا قيل للربيع بن خيثم ألا تتمثل ببيت شعر فقد كان أصحابك يتمثلون قال ما من شئ يتمثل به إلا كتب وأنا أكره أن أقرأ في أمامي بيت شعر يوم القيامة حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا هناد قال ثنا ابن فضيل عن أبيه عن ابن مسروق عن الربيع بن خيثم أنه لبس قميصا سنبلانيا 1 أراه ثمن ثلاثة دراهم أو أربعة فاذا به كمه بلغ أظفاره وإذا أرسله بلغ ساعده وإذا رأى بياض القميص قال أي عبيد تواضع لربك ثم يقول أي لحيمة أي دمية كيف تصنعان إذا سيرت الجبال ودكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجئ يومئذ بجهنم
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال حدثنا يحيى بن سعيد قال ثنا أبو حيان قال حدثني أبي قال كان الربيع بعدما سقط شقه يهادي بين رجلين إلى مسجد قومه وكان أصحاب عبدالله يقولون يا أبا يزيد لقد رخص الله لك لو صليت في بيتك فيقول إنه كما تقولون ولكني سمته ينادي حي على الفلاح فمن سمع منكم ينادي حي على الفلاح فليجبه ولو زحفا ولو حبوا رواه جرير عن أبي حيان نحوه
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس الثقفي قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا جرير عن أبي حيان التيمي عن أبيه قال أصاب الربيع الفالج فكان يحمل إلى الصلاة فقيل له إنه قد رخص لك قال قد علمت ولكن أسمع النداء بالفلاح
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن

الربيع قال ما أحب مناشدة العبد لربه عز و جل يقول رب قضيت على نفسك الرحمة قضيت على نفسك كذا يستبطئ وما رأيت أحدا يقول أديت الذي علي فأد ما عليك
حدثنا عبد الرحمن بن العباس قال ثنا إبراهيم الحربي قال ثنا أبو بكر قال ثنا سعيد بن عبدالله عن نسير عن بكر بن ماعز قال كان الربيع يقول أكثروا ذكر هذا الموت الذي لم تذوقوا قبله مثله
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا عبدالله بن محمد قال ثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن الربيع بن خيثم قال ما غائب ينتظره المؤمن خير من الموت
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا ابن مهدي عن سرية الربيع قال 1 لما حضر الربيع بكت ابنته فقال يا بنية لم تبكين قولي يا بشراي أتى الخير
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا أبي قال ثنا حسين بن علي عن محمد عن رجل من أسلم من المبكرين إلى المسجد قال كان الربيع بن خيثم إذا سجد كأنه ثوب مطروح فتجئ العصافير فتقع عليه
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أحمد ابن إبراهيم قال ثنا محمد بن يزيد بن خنيس عن سفيان قال بلغنا أن أم الربيع بن خيثم كانت تنادي ابنها الربيع فتقول يا بني يا ربيع ألا تنام فيقول يا أمه من جنعليه الليل وهو يخاف البيات حق له أن لا ينام قال فلما بلغ ورأت ما يلقى من البكاء [ والسهر نادته فقالت يا بني لعلك قتلت قتيلا فقال نعم يا والدة قد قتلت قتيلا قالت ومن هذا القتيل يا بني حتى يتحمل على أهله فيعفون والله لو يعلمون ما تلقى من البكاء والسهر ] 2 بعد لقد رحموك فيقول يا والده هي نفسي
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن عبدالله بن رسته قال ثنا أبو أيوب قال ثنا سليمان قال سمعت مالك ابن دينار يقول قالت ابنة الربيع للربيع يا أبت لم لا تنام والناس ينامون

فقال إن البيات النار لا تدع أباك أن ينام
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا هناد بن السرى قال ثنا محمد بن فضيل عن عبد الرحمن بن عجلان نسير بن ذعلوق قال كان الربيع بن خيثم يقول إذا جاء سائل أطعموه سكرا فإن الربيع يحب السكر
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا هناد بن السرى قال ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن بكر بن ماغر قال كان بالربيع بن خيثم خبل من الفالج وكان يسيل من فيه لعاب فمسحته يوما فرآني كرهت ذلك فقال والله ما أحب ما غنى الديلم 1 على الله عز و جل رواه المبارك بن سعيد عن أبيه عن الربيع نحوه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أبو معمر قال ثنا مبارك بن سعيد عن أبيه قال قيل لأبي وائل أأنت أكبر أم الربيع بن خيثم قال أنا أكبر منه سنا وهو أكبر مني عقلا
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا سريج بن يونس قال ثنا اسماعيل بن جعفر بن حبيب بن حسان عن مسلم البطين أن الربيع بن خيثم جاءته ابنته فقالت يا أبتاه أذهب ألعب قال اذهبي فقولي خيرا
حدثنا أحمد ابن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا أبو قدامة عن عبيد الله ابن سعيد قال ثنا سفيان عن سالم بن أبي حفصة عن منذر الثوري عن الربيع ابن خيثم قال حرف وأيما حرف من يطع الرسول فقد أطاع الله
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس قال ثنا بن زبيد عن حصين قال قال الربيع بن خيثم عجبت لملك الموت ولثلاثة لملك يمنع في حصونه يأتيه ملك الموت فينزع نفسه ويدع ملكه خلفه ومسكين منبوذ في الطريق يقذره الناس أن يدنو منه لا يقدره ملك الموت أن يأتيه فينزع نفسه 2 ويدع قذره

حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا البغوى قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا غسان بن المفصل الغلابي قال سمعت من يذكر أن الربيع بن خيثم كان بالاهواز ومعه صاحب له فنظرت إليه امرأة فتعرضت له فدعته إلى نفسها فبكى الشيخ فقال له صاحبه ما يبكيك قال إنها لم تطمع في شيخين إلا رأت شيوخا مثلنا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا سعيد بن يحيى الأموي قال وحدثني أبي عن مالك بن مغول عن حسن يعني ابن صالح قال قيل للربيع بن خيثم لو جالستنا فقال لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة فسد علي
حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا وكيع عن مالك بن مغول عن الشعبي قال ما جلس الربيع في مجلس منذ تأزر وقال أخاف أن يظلم رجلا فلا أنصره أو يعتدي رجل على رجل فأكلف عليه الشهادة ولا أغض البصر ولا أهدي السبيل أو يقع الحامل فلا أحمل عليه
حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا وكيع عن الأعمش عن منذر عن الربيع بن خيثم أنه كان يكنس الحش بنفسه فقيل له إنك تكفى هذا قال إني أحب أن آخذ بنصيبي من المهنة
حدثنا أبو أحمد الغطريفي قال ثنا الحسين بن شقيق قال ثنا غالب بن الوزير الغزي قال ثنا ضمرة قال ثنا حفص بن عمر قال كان الربيع ابن خيثم لا يعطى السائل أقل من رغيف ويقول إني لأستحي من ربي عز و جل أن أرى غدا في ميزاني نصف رغيف أسند الربيع بن خيثم غير حديث فمما أسند
ما حدثناه سليمان بن أحمد قال ثنا عبدالله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم قال ثنا محمد بن يوسف الفريابي وحدثنا سليمان قال ثنا حفص بن عمر قال ثنا قبيصة بن عقبة قال ثنا سفيان وحدثنا اسحاق بن حمزة قال ثنا أحمد بن الحسين الصوفي قال ثنا أبو خيثمة قال ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن أبيه

عن أبي يعلى منذر الثوري عن الربيع بن خيثم عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه خط خطا مربعا و جعل في وسط الخط خطا وجعل خطا خارجا من الأربعة دارة وجعل حوله حروفا وخط حولها خطوطا فقال المربع الأجل والخط الوسط الإنسان وهذه الداره الخارجة الأمل وهذه الحروف الأغراض فالأغراض تصيبه من كل مكان كلما انفلت من واحدة أخذت واحدة والأجل قد حال دون الأمل لفظ سليمان وقال يحيى بن سعيد هذه الخطوط التي إلى جانبها الأغراض تنهشه من كل مكان إن أخطأ هذا أصابه هذا وإن الخط المربع الأجل المحيط به والخط الخارج الأمر حديث صحيح متفق على صحته لم يروه عن الربيع إلا منذر
حدثنا محمد بن عبدالله الكاتب قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال ثنا عبيد بن معاذ 1 قال ثنا شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم النخعي عن الربيع بن خيثم عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة قالوا ومن يطيق ذلك قال قل هو الله أحد هذا حديث غريب من حديث الربيع بهذا الإسناد تفرد به معاذ بن معاذ عن شعبة ورواه هلال بن يساف عن الربيع فخالف إبراهيم النخعي
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا ابن غالب قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا زائدة عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خيثم عن عمرو بن ميمون عن عبدالرحمن بن أبي ليلي عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيعجز أحدكم أن يقرأ ليلته بثلث القرآن فأشفقنا أن يأمرنا بأمر نعجز عنه قال فسكتنا فقالها ثلاث مرات أن يقرأ بثلث القرآن فإنه من قرأ الله الواحد الصمد فقد قرأ ليلته ثلث القرآن رواه فضيل بن عياض في آخرين عن منصور

عن هلال متفق عليه
حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم قال ثنا جعفر بن محمد الصائغ قال ثنا غسان بن الربيع قال ثنا جعفر بن ميسرة عن هلال أبي ضياء عن الربيع بن خيثم عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال كل قرض يقرضه الرجل يكتب صدقة غريب من حديث هلال والربيع تفرد به جعفر بن ميسرة ولم نكتبه إلا من حديث غسان وحدث به الفضل ابن سهل عن غسان مثله
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا عبدالرحيم بن واقد قال حدثنا مسعدة بن صدقة أبو الحسن قال ثنا سفيان الثوري عن أبيه عن الربيع بن خيثم عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سيأتي على الناس زمان تحل فيه العزلة ولا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه من شاهق إلى شاهق ومن جحر إلى جحر كالطير بفراخه وكالثعلب بأشباله ثم قال ما أبقاه ! في ذلك الزمان راعي غنم أقام الصلاة بعلم ويؤتي الزكاة ويعتزل الناس إلا من خير ولشاة عفراء أرعاها بسلع أحب إلى من ملك بني النضير وذلك إذا كان كذا وكذا غريب من حديث الربيع ومن حديث الثوري لم يروه عنه إلا مسعدة ولا كتبناه إلا من حديث عبدالرحيم بن واقد عاليا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني إبراهيم بن سعيد الطبري قال ثنا أبو اليمان عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن الربيع بن خيثم عن عبدالله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا يستمع الله عز و جل من مسمع ولا مرائي ولا لاه ولا ملاعب وسمع رجلا يتغنى من الليل فقال لا صلاة له حتى يصلي مثلها ثلاث مرات غريب من حديث الربيع ما كتبناه إلا بهذا الإسناد

هرم بن حيان
ومنهم الهائم الحيران القائم العطشان هرم بن حيان عاش في حبه ولهان حرقا وعاد قبره حين دفن ريان غدقا وقد قيل إن التصوف الاحتراق حذار الافتراق والاشتياق لدار الاستباق
حدثنا جعفر بن أحمد بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا سيار قال ثنا جعفر حدثني مطر الوراق قال بات هرم بن حيان العبدى عند حممة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فبات حممة ليلته يبكي كلها حتى أصبح فلما أصبح قال له هرم يا حممة ما أبكاك قال ذكرت ليلة صبيحتها تبعثر القبور فتخرج من فيها [ و ] تناثر نجوم السماء فأبكاني ذلك قال وكانا يصطحبان أحيانا بالنهار فيأتيان سوق الريحان فيسألان الله تعالى الجنة ويدعوان ثم يأتيان الحدادين فيتعوذان من النار ثم يفترقان إلى منازلهما
حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة قال ثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال ثنا سعيد بن سليمان عن يوسف بن عطية قال ثنا المعلى بن زياد قال كان هرم بن حيان يخرج في بعض الليل وينادي بأعلى صوته عجبت من الجنة كيف ينام طالبها وعجبت من النار كيف ينام هاربها ثم قرأ أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون ثم يقرأ والعصر وألهاكم ثم يرجع إلى أهله
أخبرنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا شيبان بن أبى قال ثنا أبو حمزة العطار قال ثنا اسحاق بن الربيع قال ثنا الحسن عن هرم بن حيان العبدي أنه كان يقول ما رأيت مثل الجنة نام طالبها ولا مثل النار نام هاربها قال وكان يقول أخرجوا من قلوبكم حب الدنيا وأدخلوا قلوبكم حب الآخرة حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني

أبو همام الوليد بن شجاع قال ثنا مخلد يعني ابن حسين عن هشام وعن الحسن قال خرج هرم بن حيان وعبدالله بن عامر يؤمان الحجاز فجعل أعناق رواحلهما تخالجان الشجر فقال هرم لإبن عامر أتحب أنك شجرة من هذه الشجر فقال ابن عامر لا والله أنا لنرجو من رحمة الله ما هو أوسع من ذلك قال له هرم وكان أفقه الرجلين وأعلمهما بالله لكني والله لوددت أني شجرة من هذا الشجر قد أكلتني هذه الراحلة ثم قذفتني بعرا ولم أكابد الحساب يوم القيامة إما إلى الجنة وإما إلى النار ويحك يا ابن عامر إني أخاف الداهية الكبرى رواه جرير عن جابر عن حميد بن هلال نحوه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن الحسن الحذاء قال ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن يعني ابن مهدي قال حدثني يحيى بن المظفر قال ثنا جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال استعمل هرم بن حيان فظن أن قومه سيأتونه فأمر بنار فأوقدت بينه وبين من يأتيه من القوم فجاءه قومه يسلمون عليه من بعيد فقال مرحبا بقومي أدنو قالوا والله ما نستطيع أن ندنو منك لقد حالت النار بينا وبينك قال وأنتم تريدون أن تلقوني في نار أعظم منها في نار جهنم قال فرجعوا
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا خلف بن خليفة قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال قال هرم بن حيان اللهم إني أعوذ بك من شر زمان تمرد فيه صغيرهم وتآمر فيه كبيرهم وتقرب فيه آجالهم رواه الحسن عن هرم مثله
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا خلف بن خليفة عن أصبغ الوراق عن أبي نضرة أن عمر رضي الله تعالى عنه بعث هرم بن حيان على الخيل فغضب على رجل فأمر به فوجثت عنقه ثم أقبل على أصحابه فقال لا جزاكم الله خيرا ما نصحتموني حين قلت 1 ولا كففتموني عن غضبي والله لا ألي لكم عملا ثم كتب إلى

عمر يا أمير المؤمنين لا طاقة لي بالرعية فابعث إلى عملك
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن الحسن الحذاء قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال ثنا أبو الأشهب قال ثنا الحسن أن هرم بن حيان كان على بعض تلك المغازي فاستأذنه رجل وهو يرى أنه يستأذنه لبعض الحوائج فلحق بأهله فلبث ما لبث ثم جاء فقال له أين كنت قال استأذنتك يوم كذا فأذنت لي قال فأردت ذلك لذلك قال نعم قال أبو الأشهب فبلغني أنه قال لذلك الرجل قولا شديدا ولم يكلمه أحد من جلسائه بحيث رأوا غضبه وهو يقول لأخيه ما يقول فقال لهم جزاكم الله من جلساء شرا تروني أقول لأخي ما أقول ولم ينهني أحد منكم عن ذلك اللهم خلف رجال السوء لزمان السوء رواه هشام عن الحسن نحوه وسليمان بن المغيرة عن حميد ابن هلال نحوه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا اسحاق بن الحسن الحربي قال ثنا الحسين بن محمد عن شيبان عن قتادة قال ذكر لنا أن هرم بن حيان لما حضره الموت قيل له أوص قال ما أدري ما أوصي ولكن بيعوا درعي فاقضوا عني ديني فإن لم يفي فبيعوا غلامي وأوصيكم بخواتيم النحل ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر ابن موسى قال ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ قال ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا حميد بن هلال قال قيل لهرم بن حيان العبدي أوص قال صدقتني نفسي في الحياة ومالي شئ أوصى به ولكني أوصيكم بخواتيم سورة النحل
حدثنا إبراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن اسماعيل قال ثنا خلف بن خليفة عن عون بن شداد عن هرم بن حيان أنه حين نزل به الموت قالوا له يا هرم أوص قال أوصيكم أن تقضوا عني ديني قالوا وما توصي يا هرم قال أوصيكم بآخر سورة النحل ثم قرأ عليهم ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة إلى قوله والذين هم محسنون رواه شعبة عن ابن يونس عن أبي قزعة والجريري عن أبي نضرة وهشام وأبي حمزة عن الحسن عن هرم نحوه

حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الواحد الحداد عن المنذر عن ثعلبة عن محمد بن زيد العبدي قال كان هرم إذا رأى أهله يكثرون الضحك أمرهم بالصلاة قال عبدالله وحدثني من سمع أبا عبدالله عبد الواحد باسناده وقال أمرهم بالصلاة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن ابن شؤذب قال قال هرم بن حيان لو قيل لي إني من أهل النار لم أدع العمل لئلا تلومني نفسي فتقول ألا صنعت ألا فعلت
حدثنا أبو إسحاق بن حمزة قال ثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال ثنا سعيد بن سليمان عن عبد الواحد بن سليمان البراء 1 قال ثنا هشام بن حسان عن الحسن قال مات هرم بن حيان في يوم صائف شديد الحر فلما نفضوا أيديهم عن قبره جاءت سحابه تسير حتى قامت على قبره فلم تكن أطول منه ولا أقصر منه ورشته حتى روته ثم انصرفت
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك قال ثنا أيوب بن محمد الوزان قال ثنا ضمرة عن السري بن يحيى عن قتادة قال أمطر قبر هرم بن حيان من يومه وأنبت العشب من يومه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا حسين المروزي قال ثنا عمرو بن حمدان أبو النضر قال ثنا هشام عن الحسن قال لما مات هرم بن حيان رحمة الله عليه ورضوانه جاءته سحابة فظللت سريره فلما دفن رشت على القبر فما أصاب حول القبر شيئا 169
أبو مسلم الخولاني
ومنهم المتخلي عن الهموم والكرب المتسلي بالأوراد والنوب الخولاني أبو مسلم عبدالله بن ثوب حكيم الأمة وممثلها ومديم الخدمة ومحررها وقد قيل إن التصوف التخلي عن المنقضى الفاني والتسلي بالمتحدي الباقي

حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن الحسن قال ثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن سيار الحمصي قال ثنا يحيى بن سعيد قال عطاء بن يزيد عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين منهم أبو مسلم الخولاني وكان لا يجالس أحدا قط ولا يتكلم في شيء من أمر الدنيا إلا تحول عنه فدخل ذات يوم المسجد فنظر إلى نفر قد اجتمعوا فرجا أن يكونوا على ذكر خير فجلس إليهم فإذا بعضهم يقول قدم غلامي فأصاب كذا وكذا وقال آخر جهزت غلامي فنظر إليهم فقال سبحان الله أتدرون ما مثلي ومثلكم كرجل أصابه مطر غزير وابل فالتفت فإذا هو بمصرعين عظيمين فقال لو دخلت هذا البيت حتى يذهب عني هذا المطر فدخل فإذا البيت لا سقف له جلست إليكم وأنا أرجو أن تكونوا على ذكر وخير فإذا أنتم أصحاب الدنيا وقال له قائل حين كبر ورق لو قصرت عن بعض ما تصنع فقال أرأيتم لو أرسلتم الخيل في الخيلة 1 ألستم تقولون لفارسها دعها وارفق بها حتى إذا رأيتم الغاية فلا تستبقوا منها شيئا قالوا بلى قال فإني أبصرت الغاية وإن لكل ساع غاية وغاية كل ساع الموت فسابق ومسبوق
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا حسين المروزي قال ثنا ابن المبارك قال ثنا ابراهيم بن نشيط قال ثنا الحسن بن ثوبان أن أبا مسلم الخولاني دخل المسجد فنظر إلى نفر قد اجتمعوا فذكر مثله سواء إلى قوله فإذا أنتم أصحاب دنيا
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أسامة قال ثنا محمد بن عمرو عن صفوان بن مسلم قال قال أبو مسلم الخواني كان الناس ورقا لا شوك فيه فإنهم اليوم شوك لا ورق فيه إن ساببتهم سابوك وإن ناقدتهم ناقدوك وإن تركتهم لم يتركوك رواه صفوان بن عمرو عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبي مسلم مثله وزاد وإن نفرت منهم يدركوك قال فما أصنع قال هب عرضك ليوم فقرك

وخذ شيء من لا شيء
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا أبو المغيرة قال ثنا صفوان بن عمرويه
حدثنا محمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا المقرىء قال ثنا ابن لهيعة قال ثنا ابن هبيرة أن كعبا كان يقول إن حكيم هذه الأمة أبو مسلم الخولاني حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عبدالله بن أبي زياد قال ثنا سيار قال ثنا جعفر عن مالك ابن دينار قال بلغنا أن كعبا رأى أبا مسلم الخولاني فقال من هذا قالوا هذا أبو مسلم الخولاني قال هذا حكيم هذه الأمة
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا سفيان قال سمعت أبا هارون موسى بن عيسى يقول كان يقال إن أبا مسلم الخولاني ممثل هذه الأمة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني يحيى بن عثمان الحربي قال ثنا أبو المليح عن يزيد يعني ابن جابر قال كان أبو مسلم الخولاني يكثر أن يرفع صوته بالتكبير حتى مع الصبيان وكان يقول أذكروا الله حتى يرى الجاهل أنكم مجانين
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن الحسن قال قال أبو مسلم الخولاني أرأيتم نفسا إن أنا أكرمتها ونعمتها وودعتها ذمتني غدا عند الله وإن أنا أسخطتها وأنصبتها وأعملتها أو كما قال رضيت عني غدا قالوا من تيكم يا أبا مسلم قال تيكم والله نفسي
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني عبدالله بن عبدالرحمن السمرقندي قال ثنا مروان قال ثنا محمد الظاهري قال ثنا سعيد بن عبدالعزيز قال قال أبو مسلم الخولاني لو قيل لي إن جهنم تسعر ما استطعت أن أزيد في عملي
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث قال ثنا هدبة

قال ثنا حماد سلمة عن القاسم أن أبا مسلم الخولاني أسلم على عهد معاوية فقيل ما منعك أن تسلم على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم فقال إني وجدت هذه الأمة على ثلاث أصناف صنف يدخلون الجنة بغير حساب وصنف يحاسبون حسابا يسيرا وصنف يصيبهم شيء ثم يدخلون الجنة فأردت أن أكون من الأولين فإن لم أكن منهم كنت من الذين يحاسبون حسابا يسيرا فإن لم أكن منهم كنت من الذين يصيبهم شيء ثم يدخلون الجنة كذا رواه أسلم على عهد معاوية ولكن هاجر إلى الأرض المقدسة في أيام معاوية 1 وسكنها
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا علي بن ثابت عن جعفر بن برقان عن أبي عبدالله الحرسي وكان من حرس عمر بن عبد العزيز قال دخل أبو مسلم الخولاني على معاوية بن أبي سفيان وقال السلام عليك أيها الأجير فقال الناس الأمير يا أبا مسلم ثم قال السلام عليك أيها الأجير فقال الناس الأمير فقال معاوية دعوا أبا مسلم هو أعلم بما يقول قال أبو مسلم إنما مثلك مثل رجل استأجر أجيرا فولاه ماشيته وجعل له الأجر على أن يحسن الرعية ويوف جزازها وألبانها فإن هو أحسن رعيتها ووفر جزازها حتى تلحق الصغيرة وتسمن العجفاء أعطاه أجره وزاد من قبله زيادة وإن هو لم يحسن رعيتها وأضاعها حتى تهلك العجفاء وتعجف السمينة ولم يوفر جزازها وألبانها غضب عليه صاحب الأجر فعاقبه ولم يعطه الأجر فقال معاوية ما شاء الله كان
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا هارون بن عبدالله قال ثنا سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط عن أبيه قال كان أبو مسلم الخولاني يطوف ينعى الإسلام فأتى معاوية فقيل له فأرسل إليه فدعاه 2 فقال له ما اسمك قال

معاوية قال بل أنت حدوثة قبر عن قليل إن عملت خيرا أجزيت به وإن عملت شرا أجزيت به يا معاوية إن عدلت على أهل الأرض جميعا ثم جرت على رجل واحد مال جورك بعدلك
حدثنا عبدالرحمن بن العباس قال ثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال ثنا الهيثم بن خارجة ثنا اسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي مسلم الخولاني أنه كان إذا وقف على خربة قال يا خربة أين أهلك ذهبوا وبقيت أعمالهم وانقطعت الشهوات وبقيت الخطيئة ابن آدم ترك الخطيئة أهون من طلب التوبة
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا المغيرة قال ثنا هشام بن الغاز حدثني يونس الهرم عن أبي مسلم الخولاني أنه نادى معاوية بن أبي سفيان وهو جالس على منبر دمشق فقال يا معاوية إنما أنت قبر من القبور إن جئت بشيء كان لك شيء وإن لم تجىء بشيء فلا شيء لك يا معاوية لا تحسبن الخلافة جمع المال وتفرقه ولكن الخلافة العمل بالحق والقول بالمعدلة وأخذ الناس في ذات الله عز و جل يا معاوية إنا لا نبالي بكدر الأنهار ما صفت لنا رأس عيننا وإنك رأس عيننا يا معاوية إياك أن تحيف على قبيلة من قبائل العرب فيذهب حيفك بعدلك فلما قضى أبو مسلم مقالته أقبل عليه معاوية فقال يرحمك الله
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا اسحاق بن إبراهيم الدبري أخبرنا عبدالرازق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي مسلم الخولاني قال مثل الإمام كمثل عين عظيمة صافية طيبة الماء يجري منها إلى نهر عظيم فيخوض الناس النهر فيكدرونه ويعود عليهم صفو العين فإن كان الكدر من قبل العين فسد النهر قال ومثل الإمام ومثل الناس كمثل فسطاط لا يستقل إلا بعمود لا يقوم العمود إلا بالأطناب أو قال بالأوتاد فكلما نزع وتد زاد العمود وهنا لا يصلح الناس إلا بالإمام ولا يصلح الإمام إلا بالناس
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا حسين

الزهري قال ثنا ابن المبارك قال ثنا اسماعيل بن عياش حدثني شرحبيل بن مسلم الخولاني عن عمر بن سيف الخولاني أنه سمع أبا مسلم الخولاني يقول لأن يولد [ لي ] مولود يحسن الله نباته حتى إذا استوى على شبابه وكان أعجب ما يكون إلى قبضه الله مني أحب إلي من أن يكون لي الدنيا وما فيها
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا الحكم بن نافع قال ثنا اسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم أن رجلين أتيا أبا مسلم الخولاني في منزله فقال بعض أهله هو في المسجد فأتيا المسجد فوجداه يركع فانتظرا انصرافه وأحصيا ركوعه فأحصى أحدهما أنه ركع ثلثمائة والآخر أربعمائة قبل أن ينصرف
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال حدثنا أبو المغيرة حدثني أبو بكر بن عبدالله بن أبي مريم الغساني حدثني عطية بن قيس أن أناسا من أهل دمشق أتوا أبا مسلم الخولاني في منزله وكان غازيا بأرض الروم فوجدوه قد احتفر في فسطاطه حفرة ووضع في الحفرة نطعا وأفرغ ماء فهو يتصلق فيه وهو صائم فقال له النفر ما يحملك على الصيام وأنت مسافر وقد رخص الله تعالى لك الفطر في السفر والغزو فقال لو حضر قتال أفطرت وتقويت للقتال إن الخيل لا تجري الغايات وهي بدنى انما تجري وهي ضمرات بين أيدينا أياما لها نعمل
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا الوليد بن شجاع قال ثنا الوليد يعني ابن مسلم عن عثمان بن أبي العاتكة قال كان من أمر أبي مسلم الخولاني أن علق سوطا في مسجده ويقول أنا أولى بالسواط من الدواب فإذا دخلته فترة مشق سافه سوطا أو سوطين وكان يقول لو رأيت الجنة عيانا ما كان عندي مستزاد ولو رأيت النار عيانا ما كان عندي مستزاد
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا عمرو بن علي قال ثنا معتمر قال سمعت سليمان بن يزيد العدوى يقول قال أبو مسلم يا أم مسلم سوى رحلك فإنه ليس على جهنم معبرة

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا خلاد بن يحيى قال ثنا سفيان بن عبد الملك بن عمير عن أبي مسلم الخولاني قال أربع لا يتقبلن في أربع في جهاد ولا حج ولا عمرة ولا صدقة الغول ومال اليتيم والخيانة والسرقة رواه جرير وعنبسة في جماعة عن عبدالملك
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن عبدالملك قال ثنا أبو اليمان قال ثنا اسماعيل عن شرحبيل بن مسلم عن مسلم الخولاني أن كعب الأحبار قال له كيف تجد لك قومك يا أبا مسلم [ أجدهم يا أبا اسحاق يجلوني ويكرموني فقال له كعب ما هكذا تقول التوراة يا أبا مسلم فقال ] 1 أبو مسلم وكيف تقول التوراة يا أبا اسحاق فقال كعب يا أبا مسلم إن التوراة تقول إن أعدى الناس بالرجل الصالح قومه يخاصمه الأقرب فالأقرب قال أبو مسلم وصدقت التوراة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال وجدت في كتاب أبي بخط يده يحدث عن محمد بن شعيب عن بعض مشيخة دمشق قال أقبلنا من أرض الروم قال فلما خرجنا من حمص متوجهين إلى دمشق مررنا العمير الذي يلي حمص على نحو من أربعة أميال في آخر الليل فلما سمع الراهب الذي في الصومعة كلامنا اطلع الينا فقال ما أنتم يا قوم فقلنا ناس من أهل دمشق أقبلنا من أرض الروم فقال هل تعرفون أبا مسلم الخولاني فقلنا نعم قال فإذا أتيتموه فأقرئوه السلام وأعلموه أنا نجده في الكتب رفيق عيسى ابن مريم عليه السلام أما إنكم إن كنتم تعرفونه لا تجدونه حيا قال فلما أشرفنا الغوطة بلغنا موته
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا عبدالملك بن محمد بن عدي قال ثنا صالح بن علي النوفلي قال ثنا عبدالوهاب بن نجدة قال ثنا اسماعيل بن عياش عن شرحبيل الخولاني قال بينا الأسود بن قيس بن ذي الحمار

العنسي 1 باليمن فأرسل إلى أبي مسلم فقال له أتشهد أن محمدا صلى الله عليه و سلم رسول الله قال نعم قال فتشهد أني رسول الله قال ما أسمع قال فأمر بنار عظيمة فأججت وطرح فيها أبو مسلم فلم تضره فقال له أهل مملكته إن تركت هذا في بلدك أفسدها عليك فأمره بالرحيل فقدم المدينة وقد قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم واستخلف أبو بكر فعقل [ راحلته ] على باب المسجد وقام إلى سارية من سواري المسجد يصلي إليها فبصره به عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه فأتاه فقال من أين الرجل قال من اليمن قال فما فعل عدو الله بصاحبنا الذي حرقه بالنار فلم تضره قال ذاك عبدالله بن ثوب قال نشدتك بالله أنت هو قال اللهم نعم قال فقبل ما بين عينيه ثم جاء [ به ] حتى أجلسه بينه وبين أبي بكر وقال الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه و سلم من فعل به كما فعل بابراهيم [ خليل الرحمن ] عليه السلام قال الحوطي قال اسماعيل فانا أدركت قوما من المدادين الذين مدوا من اليمن يقولون لقوم عن عنس صاحبكم الذي حرق صاحبنا بالنار فلم تضره أخبرنا ثابت بن أحمد قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عبدالملك مثله والسياق له
حدثنا محمد بن حيان قال ثنا عبيد الله بن عبدالرحمن بن واقد قال حدثني أبي قال ثنا ضمرة عن بلال بن كعب العكي قال كان الظبي يمر بأبي مسلم الخولاني فيقول له الصبيان أدع الله يحبسه علينا نأخذه بأيدينا فكان يدعو الله عز و جل فيحبسه حتى يأخذوه بأيديهم
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا أبو زرعة قال ثنا سعيد بن أسد قال ثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال كان أبو مسلم الخولاني إذا انصرف إلى منزله من المسجد كبر على باب منزله فتكبر امرأته فإذا كان في صحن داره

كبر فتجيبه امرأته [ وإذا بلغ باب بيته كبر فتتجيبه امرأته ] فانصرف ذات ليلة فكبر عند باب داره فلم يجبه أحد [ فلما كان في الصحن كبر فلم يجبه أحد فلما كان عند باب بيته كبر فلم يجبه أحد ] وكان إذا دخل بيته أخذت امرأته رداءه ونعليه ثم أتته بطعامه قال فدخل البيت فاذا البيت ليس فيه سراج وإذا امرأته جالسة في البيت منكسة تنكت بعود معها فقال لها مالك قالت أنت لك منزلة من معاوية وليس لنا خادم فلو سألته فأخدمنا وأعطاك فقال اللهم من أفسد على امرأتي فأعم بصرها قال وقد جاءتها امرأة قبل ذلك فقالت لها زوجك له منزلة من معاوية فلو قلت له يسأل معاوية يخدمه ويعطيه عشتم قال فبينا تلك المرأة جالسة في بيتها إذ أنكرت بصرها فقالت ما لسراجكم طفىء قالوا لا فعرفت ذنبها فأقبلت إلى أبي مسلم تبكي وتسأله أن يدعو الله عز و جل لها أن يرد عليها بصرها قال فرحمها أبو مسلم فدعا الله لها فرد عليها بصرها ومن مسانيد حديثه
حدثنا حمد بن محمد بن الفضل قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا الزبير بن بكار قال ثنا عبدالعزيز عن ياسين بن عبدالله بن عروة عن أبي مسلم الخولاني عن معاوية بن أبي سفيان أنه خطب الناس وقد حبس العطاء شهرين أو ثلاثة فقال له أبو مسلم يا معاوية إن هذا المال ليس بمالك ولا مال [ أبيك ولا مال ] أمك فأشار معاوية إلى الناس أن امكثوا ونزل 1 [ فاغتسل ثم رجع فقال أيها الناس إن أبا مسلم ذكر أن هذا المال ليس بمالي ولا بمال أبي ولا أمي وصدق أبو مسلم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الغضب من الشيطان والشيطان من النار والماء يطفىء النار فإذا غضب أحدكم فليغتسل أغدوا على عطاياكم على بركة الله عز و جل

حدثنا أبو بكر بن خلاد أخبرنا الحارث بن أبي أسامة ثنا كثير بن هشام قال ثنا جعفر بن برقان قال ثنا حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني قال دخلت مسجد دمشق فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا لا يتكلم ساكت فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه فقلت لجليس لي من هذا قال هذا معاذ بن جبل فوقع في نفسي حبه فمكثت معهم حتى تفرقوا ثم هجرت 1 إلى المسجد فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية فصليت ثم جلست فاحتبيت بردائي وجلس فسكت لا أكلمه وسكت لا يكلمني ثم قلت إني والله لأحبك قال فيم تحبني قلت في الله عز و جل قال فأخذ يحبوتي فجرني إليه هنيهة ثم قال أبشر إن كنت صادقا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء قال فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت فقلت يا أبا الوليد ألا أحدثك ما حدثني به معاذ بن جبل في المتحابين قال وأنا أحدثك عن النبي صلى الله عليه و سلم يرفعه إلى الرب عزوجل قال حقت محبتي للمتحابين في وحقت محبتي للمتزاورين في وحقت محبتي للمتناصحين في وعن جبير بن نفير عن أبي مسلم الخولاني أنه سمعه يقول أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما أوحي الله إلي أن أجمع المال وأكون من التاجرين ولكن أوحى إلي أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين رواه جبير عن أبي مسلم مرسلا ] 2 170
الحسن البصري
ومنهم حليف الخوف والحزن أليف الهم والشجن عديم النوم والوسن

أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن الفقيه الزاهد المتشمر العابد كان لفضول الدنيا وزينتها نابذا ولشهوة النفس ونخوتها واقذا 1 وقد قيل إن التصوف التنقية من الدرن والتوقية من البدن للتبقية في العدن
حدثنا أبو عبدالله محمد بن أحمد بن مخلد قال ثنا أحمد بن موسى الشوطي قال ثنا محمد بن سابق قال ثنا مالك بن مغول عن محمد عن جحادة عن الحسن قال ذهبت المعارف وبقيت المناكر ومن بقي من المسلمين فهو مغموم
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث قال ثنا محمد بن المغيرة قال ثنا عمران بن خالد قال قال الحسن إن المؤمن يصبح حزينا ويمسي حزينا ولا يسعه غير ذلك لأنه بين مخافتين بين ذنب قد مضى لا يدري ما الله يصنع فيه وبين أجل قد بقي لا يدري ما يصيب فيه من المهالك
حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا قبيصة قال ثنا سفيان الثوري عن يونس قال كان الحسن رحمه الله قلبه محزونا
حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا أبو غسان مالك بن اسماعيل قال ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي قال ثنا الحجاج بن دينار قال كان الحكم ابن [ حجل ] 2 صديقا لابن سيرين فلما مات ابن سيرين حزن عليه حتى جعل يعاد كما يعاد المريض فحدث بعد قال رأيت أخي في المنام يعني ابن سيرين فرأيته في قصر فذكر من هيئته وأنه على أفضل حال فقلت له أي أخي قد أراك في حال يسرني فما صنع الحسن قال رفع فوقي بتسعين 3 درجة فقلت ومم ذاك قال بطول حزنه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا عبيد الله بن شميط حدثني أبي قال سمعت الحسن يقول إن المؤمن يصبح

حزينا ويمسي حزينا وينقلب باليقين في الحزن ويكفيه ما يكفي العنيزة الكف من التمر والشربة من الماء
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبدالله بن أبي داود قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا عباد عن هشام عن الحسن قال إن المؤمن يصبح حزينا ويمسي حزينا وينقلب في الحزن ويكفيه ما يكفي العنيزة
حدثنا محمد بن علي قال ثنا أبو عروبة قال ثنا أبو الأشعث قال ثنا حزم بن أبي حزم قال سمعت الحسن يحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما يسع المؤمن في دينه إلا الحزن
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا إبراهيم بن عيسى اليشكري قال ما رأيت [ أحدا ] أطول حزنا من الحسن وما رأيته قط إلا حسبته حديث عهد بمصيبة
حدثنا أحمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن العباس بن أيوب قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا زافر بن سليمان قال ذكر أبو مروان بشر الرحال عن الحسن قال يحق لمن يعلم أن الموت مورده وأن الساعة موعده وأن القيام بين يدي الله تعالى مشهده أن يطول حزنه
حدثنا مخلد بن جعفر قال ثنا سعيد بن عجب قال ثنا سعيد بن بهلوان قال ثنا عباد بن كليب عن أسد بن سليمان عن الحسن قال طول الحزن في الدنيا تلقيح العمل الصالح
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا عبد الصمد بن حسان قال ثنا السري بن يحيى عن الحسن أنه قال والله ما من الناس رجل أدرك القرن الأول أصبح بين ظهرانيكم إلا أصبح مغموما وأمسى مغموما
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال سمعت هشام بن حسان قال ثنا السري ابن يحيى عن الحسن أنه قال والله لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا حزن وذبل وإلا نصب وإلا ذاب و [ إلا ] تعب
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال سمعت حوشبا يقول سمعت الحسن يحلف بالله يقول والله يا ابن آدم لئن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك

وليشتدن 1 في الدنيا خوفك وليكثرن في الدنيا بكاؤك
حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا أبو حميد أحمد بن محمد الحمصي قال ثنا يحيى بن سعيد قال ثنا يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين فمنهم الحسن بن أبي الحسن 2 فما رأينا أحدا من الناس كان أطول حزنا منه ما كنا نراه إلا أنه حديث عهد بمصيبة ثم قال نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا فقل لا أقبل منكم شيئا ويحك يا ابن آدم هل لك بمحاربة الله طاقة إنه من عصى الله فقد حاربه والله لقد أدركت سبعين بدريا أكثر لباسهم الصوف ولو 3 رأيتموهم قلتم مجانين ولو رأوا خياركم لقالوا ما لقالوا ما لهؤلاء من خلاق ولو رأوا شراركم لقالوا ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب ولقد رأيت أقواما [ كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه ولقد رأيت أقواما ] يمسي أحدهم وما يجد عنده إلا قوتا فيقول لا أجعل هذا كله في بطني لأجعلن بعضه لله عز و جل فيتصدق ببعضه وإن كان هو أحوج ممن يتصدق به عليه [ كتابه إلى عمر بن عبدالعزيز ]
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا عبيد الله ابن حرب بن جبلة قال ثنا حمزة بن رشيد أبو علي قال حدثني عمرو بن عبدالله القرشي عن أبي حميد الشامي قال كتب الحسن إلى عمر بن عبدالعزيز وحدثني محمد بن بدر قال ثنا حماد بن مدرك قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا محمد بن يزيد الليثي قال ثنا معن بن عيسى قال ثنا ابراهيم عن عبدالله بن أبي الأسود عن الحسن أنه كتب إلى عمر بن عبدالعزيز والسياق لأبي حميد الشامي أعلم أن التفكر يدعو إلى الخير والعمل به والندم على الشر يدعو إلى

تركه وليس ما يفنى وإن كان كان كثيرا يعدل ما يبقى وإن طلبه عزيزا واحتمال المؤونة المنقطعة التي تعقب الراحة الطويلة خير من تعجيل راحة منقطعة تعقب مؤونة باقية فاحذر هذه الدار الصارعة الخادعة الخاتلة التي قد تزينت بخدعها وغرت بغرورها وقتلت أهلها بأملها وتشوفت لخطابها فأصبحت كالعروس المجلوة العيون إليها ناظرة والنفوس لها عاشقة والقلوب إليها والهة ولألبابها دامغة وهي لأزواجها كلهم قاتلة فلا الباقي بالماضي معتبر ولا الآخر بما رأى من الأول مزدجر ولا اللبيب بكثرة التجارب منتفع ولا العارف [ بالله ] والمصدق له حين أخبر عنها مدكر فأبت القلوب لها إلا حبا وأبت النفوس بها إلا ضنا وما هذا منالها إلا عشقا ومن عشق شيئا لم يعقل غيره ومات في طلبه أو 1 يظفر به فهما عاشقطالبان لها فعاشق قد ظفر بها واغتر وطغى ونسي بها المبدأ والمعاد فشغل بها لبه وذهل فيها عقله حتى زلت عنها قدمه وجاءته أسر ما كانت له منيته 2 فعظمت ندامته وكسرت حسرته واشتدت كربته مع ما عالج من سكرته واجتمعت عليه سكرات الموت بألمه 3 وحسرة الموت بغصته غير موصوف ما نزل به وآخر مات قبل أن يظفر منها بحاجته فذهب بكربه وغمه لم يدرك منها ما طلب ولم يرح نفسه من التعب والنصب خرجا جميعا بغير زاد وقدما على غير مهاد فاحذرها الحذر كله فإنها مثل الحية لين مسها وسمها يقتل فاعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها وضع عنك همومها لما عاينت من فجائعها وأيقنت به من فراقها وشدد ما اشتد منها لرخاء ما يصيبك 4 وكن [ أسر ] ما تكون فيها احذر ما تكون لها فإن صاحبها كلما اطمأن فيها إلى سرور له أشخصته عنها بمكروه وكلما ظفر بشيء منها وثنى رجلا عليه انقلبت به

فالسار فيها غار والنافع فيها غدا ضار 1 صل الرخاء فيها بالبلاء وجعل البقاء فيها إلى فناء سرورها مشوب بالحزن وآخر الحياة فيها الضعف والوهن فانظر إليها نظر الزاهد المفارق ولا تنظر نظر العاشق الوامق واعلم أنها تزيل الثاوي الساكن وتفجع المغرور الآمن لا يرجع ما تولى منها فادبر ولا يدرى ما هو آت فيها فينتظر فاحذرها فإن أمانيها كاذبة وإن آمالها باطلة عيشها نكد وصفوها كدر وأنت منها على خطر إما نعمة زائلة وإما بلية نازلة وإما مصيبة موجعة وإما منية قاضية فلقد كدت عليه المعيشة إن عقل وهو من النعماء على خطر ومن البلوى على حذر ومن المنايا على يقين فلو كان الخالق تعالى لم يخبر عنها بخبر ولم يضرب لها مثلا ولم يأمر فيها بزهد لكانت الدار قد أيقظت النائم ونبهت الغافل فكيف وقد جاء من الله تعالى عنها زاجر وفيها واعظ فما لها عند الله عز و جل قدر ولا لها عند الله تعالى وزن من الصغر ولا تزن عند الله تعالى مقدار حصاة من الحصا ولا مقدار ثراه في جميع الثرى 2 ولا خلق خلقا فيما بلغت أبغض إليه من الدنيا ولا نظر إليها منذ خلقها مقتا لها ولقد عرضت على نبينا صلى الله عليه و سلم بمفاتيحها وخزائنها ولم ينقصه ذلك عنده جناح بعوضة فأبى أن يقبلها وما منعه من القبول لها ولا ينقصه عند الله تعالى شيء إلا أنه علم أن الله تعالى أبغض شيئا فأبغضه وصغر شيئا فصغره ووضع شيئا فوضعه ولو قبلها كان الدليل على حبه إياها قبولها ولكنه كره أن يحب ما أبغض خالقه وأن يرفع ما وضع مليكه ولو لم يدله على صغر هذه الدار إلا أن الله تعالى حقرها أن يجعل خيرها ثوابا للمطيعين وأ ن يجعل عقوبتها عذابا للعاصين فأخرج ثواب الطاعة منها وأخرج عقوبة المعصية عنها وقد يدلك على شر هذه الدار أن الله تعالى

زواها عن أنبيائه وأحبائه اختبارا وبسطا لغيرهم اعتبارا واغترارا ويظن المغرور بها والمفتون عليها أنه إنما أكرمه بها ونسي ما صنع بمحمد المصطفى صلى الله عليه و سلم وموسى المختار عليه السلام بالكلام له وبمناجاته فأما محمد صلى الله عليه و سلم فشد الحجر على بطنه من الجوع وأما موسى عليه السلام فرئي خضرة البقل من صفاق بطنه من هزاله ما سأل الله تعالى يوم أوى إلى الظل إلا طعاما يأكله من جوعه ولقد جاءت الروايات عنه أن الله تعالى أوحى إليه أن يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين وإذا رأيت الغنى قد أقبل فقل ذنب عجلت عقوبته وإن شئت ثلثته بصاحب الروح والكلمة 1 ففي أمره عجيبة كان يقول أدمى الجوع وشعاري الخوف ولباسي الصوف ودابتي رجلي وسراجي بالليل القمر وصلايتي في الشتاء الشمس وفاكهتي وريحاني ما أنبتت الأرض للسباع والأنعام أبيت وليس لي شيء وليس أحد أغنى مني ولو شئت ربعت بسليمان ابن داود عليهما السلام فليس دونهم في العجب يأكل خبز الشعير في خاصته ويطعم أهله الخشكار والناس الدرمك فإذا جنه الليل لبس المسوح وغل اليد إلى العنق وبات باكيا حتى يصبح يأكل الخشن من الطعام ويلبس الشعر من الثياب كل هذا يبغضون ما أبغض الله عز و جل ويصغرون ما صغر الله تعالى ويزهدون فيما فيه زهد ثم اقتص الصالحون بعد منهاجهم وأخذوا بآثارهم وألزموا الكد والعير 3 وألطفوا التفكر وصبروا في مدة الأجل القصير عن متاع الغرور الذي إلى الفناء يصير ونظروا إلى آخر الدنيا ولم ينظروا إلى أولها ونظروا إلى عاقبة مرارتها ولم ينظروا إلى عاجلة حلاوتها ثم ألزموا أنفسهم الصبر أنزلوها من أنفسهم بمنزلة الميتة التي لا يحل الشبع منها إلا في حال الضرورة إليها فأكلوا منها بقدر ما يرد النفس ويقي

الروح ومكن اليوم 1 وجعلوها بمنزلة الجيفة التي قد اشتد نتن ريحها فكل من مر بها أمسك على أنفه منها فهم يصيبون منها لحال الضر ولا ينتهون منها إلى الشبع من النتن فقرنت 2 عنهم وكانت هذه منزلتها من أنفسهم فهم يعجبون من الآكل منها شبعا والمتلذذ بها أشرا ويقولون في أنفسهم أما ترى هؤلاء لا يخافون من الأكل أما يجدون ريح النتن وهي والله يا أخي في العاقبة والآجلة أنتن من الجيفة المرصوفة غير أن أقواما استعجلوا الصبر فلا يجدون ريح النتن والذي نشأ في ريح الإرهاب النتن لا يجد نتنه ولا يجد من ريحه ما يؤذي المارة والجالس عنده 3 وقد يكفي العاقل منها أنه من مات عنها وترك مالا كثيرا سره أنه كان فيها فقيرا أو شريفا أنه كان فيها وضيعا أو كان فيها معافى سره أنه كان فيها مبتلى أو كان مسلطنا سره أنه كان فيها سوقة وإن فارقتها سرك أنك كنت أوضع أهلها ضعة وأشدهم فيها فاقة أليس ذلك الدليل على خزيها لمن يعقل أمرها والله لو كانت الدنيا من أراد منها شيئا وجده إلى جنبه من غير طلب ولا نصب غير أنه إذا أخذ منها شيئا لزمته حقوق الله فيه وسأله عنه ووقفه على حسابه لكان ينبغي للعاقل أن لا يأخذ منها إلا قدر قوته وما يكفي حذر السؤال وكراهية لشدة الحساب وإنما الدنيا إذا فكرت فيها ثلاثة أيام يوم [ مضى ] لا ترجوه ويوم أنت فيه ينبغي لك أن تغتنمه ويوم [ يأتي ] لا تدري أنت من أهله أم لا ولا تدري لعلك تموت قبله فأما أمس فحكيم مؤدب وأما اليوم فصديق مودع غير أن أمس وإن كان [ قد ] فجعك بنفسه فقد أبقى في يديك حكمته وإن كنت قد أضعته فقد جاءك خلف منه وقد كان عنك طويل الغيبة وهو الآن عنك سريع الرحلة وغدا أيضا في يديك منه أمله فخذ الثقة بالعمل واترك الغرور بالأمل قبل حلول الأجل وإياك أن تدخل على اليوم هم غد أو هم ما بعده زدت في حزنك وتعبك وأردت أن

تجمع في يومك ما يكفيك أيامك هيهات كثر الشغل وزاد الحزن وعظم التعب وأضاع العبد العمل بالأمل ولو أن الأمل في غدك خرج من قلبك أحسنت اليوم في عملك واقتصرت لهم يومك غير أن الأمل منك في الغد دعاك إلى التفريط ودعاك إلى المزيد في الطلب ولئن شئت واقتصرت لأصفن لك الدنيا ساعة بين ساعتين ساعة ماضية وساعة آتية وساعة أنت فيها فاما الماضية والباقية فليس تجد لراحتهما لذة ولا لبلائهما ألما وإنما الدنيا ساعة أنت فيها فخدعتك تلك الساعة عن الجنة وصيرتك إلى النار وإنما اليوم إن عقلت ضيف نزل بك وهو مرتحل عنك فان أحسنت نزله وقراه شهد لك وأثنى عليك بذلك وصدق فيك وإن أسأت ضيافته ولم تحسن قراه جال في عينيك وهما يومان بمنزلة الأخوين نزل بك أحدهما فأسأت إليه ولم تحسن قراه فيما بينك وبينه فجاءك الآخر بعده فقال إني قد جئتك بعد أخي فإن إحسانك إلي يمحو إساءتك اليه ويغفر لك ما صنعت فدونك إذ نزلت بك وجئتك بعد أخي المرتحل عنك فلقد ظفرت بخلف منه إن عقلت فدارك ما قد أضعت وإن ألحقت الآخر بالأول فما أخلقك إن تهلك بشهادتهما عليك إن الذي بقي من العمر لأثمن له ولا عدل فلو جمعت الدنيا كلها ما عدلت يوما بقي من عمر صاحبه فلا تبع اليوم ولا تعدله من الدنيا بغير ثمنه ولا يكونن المقبور أعظم تعظيما لما في يديك منك وهو لك فلعمري لو أن مدفونا في قبره قيل له هذه الدنيا أولها إلى آخرها تجعلها لولدك من بعدك يتنعمون فيها من ورائك فقد كنت وليس لك هم غيرهم أحب اليك أم يوم تترك فيه تعمل لنفسك لاختار ذلك وما كان ليجمع مع اليوم شيئا إلا اختار اليوم عليه رغبة فيه وتعظيما له بل لو اقتصر على ساعة خيرها وما بين أضعاف ما وصفت لك وأضعافه [ يكون لسواه إلا اختار الساعة لنفسه على أضعاف ذلك يكون لغيره بل لو اقتصر على كلمة يقولها تكتب له وبين ما وصفت لك وأضعافه ] لاختار الكلمة الواحدة عليه فانتقد اليوم لنفسك وأبصر الساعة وأعظم الكلمة واحذر الحسرة عند نزول السكرة ولا تأمن أن تكون لهذا الكلام حجة نفعنا الله وإياك بالموعظة ورزقنا وإياك

خير العواقب والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا أبو طالب بن سوادة قال ثنا يوسف بن بحر المروزي قال ثنا عبدالوهاب بن عطاء قال ثنا أبو عبيدة سعيد بن رزين 1 قال سمعت الحسن يعظ أصحابه يقول إن الدنيا دار عمل من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها سعد بها ونفعته صحبتها ومن صحبها على الرغبة فيها والمحبة لها شقي بها وأجحف بحظه من الله عز و جل ثم أسلمته إلى ما لا صبر له عليه ولا طاقة له به من عذاب الله فأمرها صغير ومتاعها قليل والفناء عليها مكتوب والله تعالى ولى ميراثها وأهلها محولون عنها إلى منازل لا تبلى ولا يغيرها طول الثواء منها يخرجون فاحذروا ولا قوة إلا بالله ذلك الموطن وأكثروا ذكر ذلك المفلت واقطع يا ابن آدم من الدنيا أكثر همك أو لتقطعن حبالها بك فينقطع ذكر ما خلقت له من نفسك ويزيغ عن الحق قلبك وتميل إلى الدنيا فترديك وتلك منازل سوء بين ضرها منقطع نفعها مفضية والله بأهلها إلى ندامة طويلة وعذاب شديد فلا تكونن يا ابن آدم مغترا ولا تأمن مالم يأتك الأمان منه فإن الهول الأعظم ومفظعات الأمور أمامك لم تخلص منها حتي الآن ولا بد من ذلك المسلك وحضور تلك الأمور إما يعافيك من شرها وينجيك من أهوالها وإما الهلكة وهي منازل شديدة مخوفة محذورة مفزعة للقلوب فلذلك فاعدد ومن شرها فاهرب ولا يلهينك المتاع القليل الفاني ولا تربص بنفسك فهي سريعة الانتقاص 2 من عمرك فبادر أجلك ولا تقل غدا غدا فإنك لا تدري متى إلى الله تصير واعلموا أن الناس أصبحوا جادين في زينة الدنيا يضربون في [ كل ] غمرة وكل معجب بما هو فيه راض به حريص على أن يزداد منه فما لم يكن من ذلك لله عز و جل وفي طاعة الله فقد [ خسر أهله وضاع سعيه وما كان من ذلك في الله وفي طاعة الله فقد ] أصاب أهله به وجه أمرهم ووفقوا فيه بحظهم عندهم كتاب الله وعهده وذكر ما مضى وذكر ما بقى والخبر عمن وراءهم كذلك أمر الله اليوم وقبل ذلك أمره فيمن مضى

لأن حجة الله بالغة والعذر بارز وكل مواف الله ولما عمل ثم يكون القضاء من الله في عباده على أحد أمرين فمقضي له رحمته وثوابه فيالها نعمة وكرامة ومقضي له سخطه وعقوبته فيالها حسرة وندامة ولكن حق على من جاءه البيان من الله بأن هذا أمره وهو واقع أن يصغر في عينه ما هو عند الله صغير وأن يعظم في نفسه ما هو عند الله عظيم أو ليس ما ذكر الله من الكراهة لأهلها فيما بعد الموت والهوان ما يطيب نفس امرىء عن عيشة دنياه فإنها قد أذنت بزوال لا يدوم نعيمها ولا يؤمن فجائعها يبلى جديدها ويسقم صحيحها ويفتقر غنيها ميالة بأهلها لعابة بهم على كل حال ففيها عبرة لمن اعتبر وبيان فعلي منتظر ! يا ابن آدم أنت اليوم في دار هي لافظتك وكأن قد بدا لك أمرها فإلى الصرام ما يكون سريعا 1 ثم يفضي بأهلها إلى أشد الأمور وأعظمها خطرا فاتق الله يا ابن آدم وليكن سعيك في دنياك لآخرتك فإنه ليس لك من دنياك شيء إلا ما صدرت أمامك فلا تدخرن عن نفسك مالك ولا تتبع نفسك ما قد علمت أنك تاركه خلفك ولكن تزود لبعد الشقة واعدد العدة أيام حياتك وطول مقامك قبل أن ينزل بك من قضاء الله ما هو نازل فيحول دون الذي تريد فإذا أنت يا ابن آدم قد ندمت حيث لا تغني الندامة عنك ارفض الدنيا ولتسخ بها نفسك ودع منها الفضل فإنك إذا فعلت ذلك أصبت أربح الأثمان من نعيم لا يزول ونجوت من عذاب شديد ليس لأهله راحة ولا فترة 2 فاكدح لما خلقت له قبل أن تفرق بك الأمور فيشق عليك اجتماعها صاحب الدنيا بجسدك وفارقها بقلبك ولينفعك ما قد رأيت مما قد سلف بين يديك من العمر وحال بين أهل الدنيا وبين ما هم فيه فإنه عن قليل فناؤه ومخوف وباله وليزدك إعجاب أهلها بها زهدا فيها

وحذرا منها فإن الصالحين كذلك كانوا واعلم يا ابن آدم أنك تطلب أمرا عظيما لا يقصر فيه إلا المحروم الهالك فلا تركب الغرور وأنت ترى سبيله ولا تدع حظك وقد عرض عليك وأنت مسئول ومقول لك فأخلص عملك وإذا أصبحت فانتظر الموت وإذا أمسيت فكن على ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله وإن أنجى الناس من عمل بما أنزل الله في الرخاء والبلاء وأمر العباد بطاعة الله وطاعة رسوله فانكم أصبحتم في دار مذمومة خلقت فتنة وضرب لأهلها أجل إذا انتهوا إليه يبيد أخرج نباتها وبث فيها من كل دابة ثم أخبرهم بالذي هم إليه صائرون وأمر عباده فيما أخرج لهم من ذلك بطاعته وبين لهم سبيلها يعني سبيل الطاعة ووعدهم عليها الجنة وهم في قبضته ليس منهم بمعجز له وليس شيء من أعمالهم يخفى عليه سعيهم فيها شتى بين عاص ومطيع له ولكل جزاء من الله بما عمل ونصيب غير منقوص ولم أسمع الله تعالى فيما عهد إلى عباده وأنزل عليهم في كتابه رغب في الدنيا أحدا من خلقه ولا رضي له بالطمأنينة فيها ولا الركون إليها بل صرف الآيات وضرب الأمثال بالعيب لها والنهى عنها ورغب في غيرها وقد بين العباده [ أن ] الأمر الذي خلقت له الدنيا وأهلها عظيم الشأن هائل المطلع نقلهم عنه أراه إلا دار لا يشبه ثوابهم ثوابا ولا عقابهم عقابا لكنها دار خلود يدين الله تعالى فيه العباد بأعمالهم يم ينزلهم منازلهم لا يتغير فيها بؤس عن أهلها ولا نعيم فرحم الله عبدا طلب الحلال جهده حتى إذا دار في يده وجهه وجهه الذي هو وجهه ويحك يا ابن آدم ما يضرك الذي أصابك من شدائد الدنيا إذا خلص لك خير الآخرة ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر هذا فضح القوم ألهاكم التكاثر عن الجنة عند دعوة الله تعالى وكرامته والله لقد صحبنا أقواما كانوا يقولون ليس لنا في الدنيا حاجة ليس لها خلقنا فطلبوا الجنة بغدوهم ورواحهم وسهرهم نعم والله حتى أهرقوا فيها دماءهم ورجوا فأفلحوا ونجوا هنيئا لهم لا يطوي أحدهم ثوبا ولا يفترشه ولا تلقاه إلا صائما ذليلا متبائسا

خائفا [ حتى إذا دخل إلى أهله إن قرب إليه شيء أكله وإلا سكت لا يسألهم عن شيء ما هذا وما هذا ثم قال ... ليس من مات فاستراح بميت ... أنما الميت ميت الأحياء ...
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن عبدالله بن رسته قال ثنا طالوت ابن عباد قال ثنا عبد المؤمن أن عبيد الله بن 1 الحسن قال يا ابن آدم عملك عملك فانما هو لحمك ودمك فانظر على أي حال تلقى عملك إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها صدق الحديث والوفاء بالعهد وصلة الرحم ورحمة الضعفاء وقلة الفخر والخيلاء وبذل المعروف وقلة المباهاة للناس وحسن الخلق وسعة الخلق مما يقرب إلى الله عز و جل يا ابن آدم إنك ناظر إلى عملك يوزن خيره وشره فلا تحقرن من الخير شيئا وإن هو صغر فانك إذا رأيته سرك مكانه ولا تحقرن من الشر شيئا فإنك إذا رأيته ساءك مكانه فرحم الله رجلا كسب طيبا وأنفق قصدا وقدم فضلا ليوم فقره وفاقته هيهات هيهات ذهبت الدنيا بحالتي مآلها وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم أنتم تسوقون الناس والساعة تسوقكم وقد أسرع بخياركم فما تنتظرون المعاينة فكأن قد إنه لا كتاب بعد كتابكم ولا نبي بعد نبيكم يا ابن آدم بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا ولا تبيعن آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا محمد بن سابق قال ثنا مالك بن مغول عن حميد قال بينما الحسن في يوم من رجب في المسجد وهو يمص ماء ويمجه تنفس تنفسا شديدا ثم بكى حتى ارتعدت منكباه ثم قال لو أن بالقلوب حياة لو أن بالقلوب صلاحا لأبكيتكم من ليلة صبيحتها يوم القيامة إن ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر فيه من عورة بادية

ولا عين باكية من يوم القيامة
حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أحمد حدثني أبي قال ثنا محمد بن سابق قال ثنا بن مغول قال قال الحسن غذا كل امرىء فيما يهمه ومن هم بشيء أكثر من ذكره إنه لا عاجلة لمن لا آخرة له ومن آثر دنياه على آخرته فلا دنيا له ولا آخرة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا إبراهيم بن عيسى اليشكري قال سمعت الحسن إذا ذكر صاحب الدنيا يقول والله ما بقيت له ولا بقي لها ولا سلم من تبعتها ولا شرها ولا حسابها ولقد أخرج منها في خرق
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا عبدالله بن محمد بن النعمان قال ثنا محمد بن آدم المصيصي وكان يقال إنه من الأبدال قال ثنا مخلد بن الحسين عن هشام عن الحسن في قوله عز و جل هاؤم اقرأوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه قال إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل وإن المنافق أساء الظن فأساء العمل
حدثنا أبو مسعود عبدالله بن محمد بن أحمد الأديب قال ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي قال ثنا أبو حاتم السجستاني قال ثنا الأصمعي قال ثنا عيسى بن عمر قال قال الحسن حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور واقرعوا النفوس فإنها خليعة ] وإنكم إن أطعمتوها تنزل بكم إلى شر غاية
حدثنا أبو بكر محمد بن عبدالله القاري قال ثنا عبيد بن الحسن قال ثنا سليمان بن داود قال ثنا أبو معاوية الضرير قال ثنا العوام بن حوشب قال سمعت الحسن يقول من كانت له أربع خلال حرمه الله على النار وأعاذه من الشيطان من يملك نفسه عند الرغبة والرهبة وعند الشهوة وعند الغضب
حدثنا أبو عبدالله محمد بن عبد الله الكاتب قال ثنا الحسن بن علي الطوسي قال ثنا محمد بن عبدالكريم قال ثنا الهيثم بن عدي قال ثنا أبو بكر الهذلي قال كنا [ نجلس ] عند الحسن فأتاه آت فقال يا أبا سعيد دخلنا آنفا

على عبد الله بن الأهتم فإذا هو يجود بنفسه فقلنا يا أبا معمر كيف تجدك قال أجدني والله وجعا ولا أظنني إلا لما بي ولكن ما تقولون في مائة ألف في هذا الصندوق لم تؤد منها زكاة ولم يوصل منها رحم فقلنا يا أبا معمر فلم كنت تجمعها قال كنت والله أجمعها لروعة الزمان وجفوة السلطان ومكاثرة العشيرة فقال الحسن انظروا هذا البائس أنى أتاه [ الشيطان ] فحذره روعة زمانه وجفوة سلطانه عما استودعه الله إياه وعمره 1 فيه خرج والله منه كئيبا حزينا ذميما مليما أيها عنك أيها الوارث لا تخدع كما خدع صويحبك أمامك أتاك هذا المال حلالا فإياك وإياك أن يكون وبالا عليك أتاك والله ممن كان له جموعا منوعا يدأب فيه الليل والنهار يقطع فيه المفاوز والقفار من باطل جمعه ومن حق منعه جمعه فأوعاه وشده فأوكاه لم يؤد منه زكاة ولم يصل منه رحما إن يوم القيامة ذو حسرات وإن أعظم الحسرات غدا أن يرى أحدكم ماله في ميزان غيره أو تدرون كيف ذاكم رجل آتاه الله مالا وأمره بإنفاقه في صنوف حقوق الله فبخل به فورثه هذا الوارث فهو يراه في ميزان غيره فيالها عثرة لا تقال وتوبة لا تنال
حدثنا أبي قال ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن الوزير قال ثنا يزيد بن هارون قال قال أبو عبيدة قال الحسن رحم الله امرءا عرف ثم صبر ثم أبصر فبصر فإن أقواما عرفوا فانتزع الجزع أبصارهم فلا هم أدركوا ما طلبوا ولا هم رجعوا إلى ما تركوا اتقوا هذه الأهواء المضلة البعيدة من الله التي جماعها الضلالة وميعادها النار لهم محنة من أصابها أضلته ومن أصابته قتلته يا ابن آدم دينك دينك فإنه هو لحمك ودمك [ إن يسلم لك دينك يسلم لك لحمك ودمك ] وإن تكن الأخرى فنعوذ بالله فإنها نار لا تطفى وجرح لا يبرأ 2 وعذاب لا ينفد أبدا ونفس لا تموت يا ابن آدم إنك موقوف بين يدي ربك ومرتهن بعملك فخذ مما في يديك [ لما

بين يديك ] عند الموت يأتيك الخبر إنك مسئول ولا تجد جوابا إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همه
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا صفوان بن عيسى قال ثنا هشام قال سمعت الحسن يقول والله لقد أدركت أقواما ما طوى لأحدهم في بيته ثوب قط ولا أمر في أهله بصنعة طعام قط وما جعل بينه وبين الأرض شيئا قط وإن كان أحدهم ليقول لوددت أني أكلت أكلة في جوفي مثل الآجرة قال ويقول بلغنا أن الآجرة تبقى في الماء ثلثمائة سنة ولقد أدركت أقواما إن كان أحدهم ليرث المال العظيم قال وإنه والله لمجهود شديد الجهد قال فيقول لأخيه يا أخي إني [ قد ] علمت أن ذا ميراث وهو حلال ولكني اخاف أن يفسد علي قلبي وعملي فهو لك لا حاجة لي فيه قال فلا يرزأ منه شيئ أبدا و [ إنه ] مجهود شديد الجهد
حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن الوزير قال ثنا يزيد 1 بن هارون قال قال أبو عبيدة قال الحسن يا ابن آدم سرطا سرطا 2 جمعا جمعا في وعاء وشدا شدا في وكاء ركوب الذلول ولبوس اللين ثم قيل مات فأفضى والله إلى الآخرة إن المؤمن عمل لله تعالى أياما يسيرة فوالله ما ندم أن يكون أصاب من نعيمها ورخائها ولكن راقت الدنيا له فاستهانها وهضمها لآخرته وتزود منها فلم تكن الدنيا في نفسه بدار ولم يرغب في نعيمها ولم يفرح برخائها ولم يتعاظم في نفسه شيء من البلاء إن نزل به مع احتسابه للأجر عند الله ولم يحتسب نوال الدنيا حتى مضى راغبا راهبا فهنيئا هنيئا فأمن الله بذلك روعته وستر عورته ويسر حسابه وكان الأكياس من المسلمين يقولون إنما [ هو الغدو والرواح وحظ من الدلجة والاستقامة لا يلبثك يا ابن آدم أن ] على الخير حتى أن العبد إذا رزقه الله تعالى الجنة فقد أفلح وأن الله تعالى لا يخدع عن جنته ولا

يعطى بالأماني وقد اشتد الشح وظهرت الأماني وتمنى المتمنى في غروره
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أسامة عن سفيان عن عمران القصير قال سألت الحسن عن شيء فقلت إن الفقهاء يقولون كذا وكذا فقال وهل رأيت فقيها بعينك إنما الفقيه الزاهد في الدنيا البصير بدينه المداوم على عبادة ربه عز و جل
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا معمر عن سفيان بن عيينة عن أيوب قال لو رأيت الحسن لقلت إنك لم تجالس فقيها قط
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن محمد بن أبي كامل قال ثنا هوذه بن خليفة عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي قال كان الحسن ابنا لجارية أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فبعثت أم سلمة جاريتها في حاجتها فبكى الحسن بكاء شديدا فرقت عليه أم سلمة رضي الله تعالى عنها فأخذته فوضعته في حجرها فألقمته ثديها فدر عليه فشرب منه فكان يقال إن المبلغ الذي بلغه الحسن من الحكمة [ من ذلك اللبن الذي شربه من أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم ]
حدثنا عثمان بن محمد العثماني قال ثنا محمد بن عبدوس الهاشمي قال ثنا عياش بن يزيد قال سمعت حفص بن غياث يقول سمعت الأعمش يقول مازال الحسن البصري يعي الحكمة حتى نطق بها وكان إذا ذكر عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عبدالوارث ابن عبدالصمد بن عبد الوارث حدثني أبي قال ثنا محمد بن ذكوان قال ثنا خالد بن صفوان قال لما لقيت مسلمة بن عبدالملك بالحيرة قال يا خالد أخبرني عن حسن أهل البصرة قلت أصلح الله الأمير أخبرك عنه بعلم أنا جاره إلى جنبه وجليسه في مجلسه واعلم من قبلي به أشبه الناس سريرة بعلانية وأشبه قولا بفعل إن قعد على أمر قام به وإن قام على أمر قعد عليه وإن أمر بأمر كان أعمل الناس به وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له رأيته مستغنيا

عن الناس ورأيت الناس محتاجين إليه قال حسبك يا خالد كيف يضل قوم هذا فيهم
حدثنا عبدالله بن محمد بن الموفق قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا أبو داود قال ثنا طلحة بن عمرو الحضرمي قال [ قدم علينا الحسن فجلست إليه مع عطاء فسمعته يقول ] بلغنا أن الله تعالى يقول يا ابن آدم خلقتك وتعبد غيري وأذكرك وتنساني وأدعوك وتفر مني 1 إن هذا لأظلم ظلم في الأرض ثم تلا الحسن يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا أحمد بن مهدي قال ثنا عبدالله ابن صالح قال ثنا معاوية بن صالح عن أبي عبيد عن الحسن بن أبي الحسن قال ما من رجل يرى نعمة الله عليه فيقول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات إلا أغناه الله تعالى وزاده
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا علي بن عبدالعزيز قال ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة قال ثنا صالح المري عن الحسن قال ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا محمد بن نصير قال ثنا اسماعيل بن عمرو قال ثنا مبارك بن فضالة قال سمعت الحسن يقول إن أفسق الفاسقين الذي يركب كل كبيرة ويسحب على ثيابه ويقول ليس علي بأس سيعلم أن الله تعالى ربما عجل العقوبة في الدنيا وربما أخرها ليوم الحساب 2
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن جعفر الحمال قال ثنا يعقوب الدشكي قال ثنا عباد بن كليب قال ثنا موهب بن عبدالله قال لما استخلف عمر بن عبدالعزيز كتب إليه الحسن البصري كتابا بدأ فيه بنفسه أما بعد فإن الدنيا دار مخيفة إنما أهبط آدم من الجنة إليها عقوبة واعلم أن صرعتها ليست كالصرعة من أكرمها يهن ولها في كل حين قتيل فكن فيها يا أمير المؤمنين كالمداوى جرحه يصبر على شدة الدواء خيفة طول البلاء والسلام

حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا أبو بكر بن النعمان قال ثنا أبو ربيعة وحدثنا محمد بن عبدالرحمن بن الفضل قال ثنا زكريا الساجي قال ثنا يحيى بن حبيب قال ثنا حماد بن يزيد عن هشام عن الحسن قال رحم الله رجلا لبس خلقا وأكل كسرة ولصق بالأرض وبكى على الخطيئة ودأب في العبادة
حدثنا عبدالله بن محمد بن الموفق قال ثنا علي بن أبان قال ثنا أحمد بن شعيب بن يزيد قال ثنا أحمد بن معاوية قال سمعت أبا حفص العبدي قال ثنا حوشب بن مسلم قال سمعت الحسن يقول أما والله لئن تدقدقت بهم الهماليج ووطئت الرجال أعقابهم إن ذل المعاصي لفي قلوبهم ولقد أبى الله أن يعصيه عبد إلا أذله
حدثنا عبدالرحمن بن العباس قال ثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال ثنا سعيد بن سليمان قال ثنا مبارك بن فضالة قال سمعت الحسن يقول فضح الموت الدنيا فلم يترك فيها لذي لب فرحا
حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا أحمد بن محمد بن يسار قال يحيى بن سعيد قال ثنا يزيد بن عطاء عن علقمة بن مرثد قال لما ولي عمر بن هبيرة العراق أرسل إلى الحسن وإلى الشعبي فأمر لهما ببيت وكانا فيه شهرا أو نحوه ثم إن الخصى غدا عليهما ذات يوم فقال إن الأمير داخل عليكما فجاء عمر يتوكأ على عصا له فسلم ثم جلس معظما لها فقال إن أمير المؤمنين يزيد بن عبدالملك ينفذ كتبا أعرف أن في انفاذها الهلكة فإن أطعته عصيت الله وإن عصيته أطعت الله عز و جل فهل تريا لي في متابعتي إياه فرجا فال الحسن يا أبا عمرو أجب الأمير فتكلم الشعبي فانحط في حبل ابن هبيرة فقال ما تقول أنت يا أبا سعيد أبا سعيد فقال أيها الأمير قد قال الشعبي ما قد سمعت قال ما تقول أنت يا أبا سعيد فقال أقول يا عمر بن هبيرة يوشك أن ينزل بك ملك من ملائكة الله تعالى فظ غليظ لا يعصي الله ما أمره فيخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك يا عمر بن هبيرة إن تتق الله يعصمك من يزيد بن عبدالملك ولا يعصمك يزيد عبد الملك من الله عز و جل يا عمر بن هبيرة لا تأمن أن ينظر الله إليك على أقبح ما تعمل في طاعة يزيد بن

عبدالملك نظرة مقت فيغلق بها باب المغفرة دونك يا عمر بن هبيرة لقد أدركت ناسا من صدر هذه الأمة كانوا والله على الدنيا وهي مقبلة أشد إدبارا من إقبالكم عليها وهي مدبرة يا عمر بن هبيرة إني أخوفك مقاما خوفكه الله تعالى فقال ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد يا عمر بن هبيرة إن تك مع الله تعالى في طاعته كفاك بائقة يزيد بن عبد الملك وإن تك مع يزيد بن عبد الملك على معاصي الله وكلك الله إليه قال فبكى عمر وقام بعبرته فلما كان من الغد أرسل إليهما باذنهما وجوائزهما وكثر منه ما للحسن وكان في جائزته للشعبي بعض الإقتار فخرج الشعبي إلى المسجد فقال يا أيها الناس من استطاع منكم أن يؤثر الله تعالى على خلقه فليفعل فوالذي نفسي بيده ما علم الحسن منه شيئا فجهلته ولكن أردت وجه ابن هبيرة فأقصاني الله منه قال وقام المغيرة بن مخادش ذات يوم إلى الحسن فقال كيف نصنع بأقوام يخافوننا حتى تكاد قلوبنا تطير فقال الحسن والله لئن تصحب أقواما يخوفونك حتى يدركك الأمن خير لك من أن تصحب [ أقواما ] يؤمنونك حتى يلحقك الخوف فقال له بعض القوم أخبرنا صفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فبكى وقال ظهرت منهم علامات الخير في السيماء والسمت والهدى والصدق وخشونة ملابسهم بالاقتصاد وممشاهم بالتواضع ومنطقهم بالعمل ومطعمهم ومشربهم بالطيب من الرزق وخضوعهم بالطاعة لربهم تعالى واستقادتهم للحق فيما أحبوا وكرهوا وإعطاؤهم الحق من أنفسهم ظمئت هواجرهم ونحلت أجسامهم واستخفوا بسخط المخلوقين رضى الخالق لم يفرطوا في غضب ولم يحيفوا في جور ولم يجاوزوا حكم الله تعالى في القرآن شغلوا الألسن بالذكر بذلوا دماءهم حين استنصرهم وبذلوا أموالهم حين استقرضهم ولم يمنعهم خوفهم في المخلوقين حسنت أخلاقهم وهانت مؤنتهم وكفاهم اليسير من دنياهم إلى آخرتهم
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل قال ثنا محمد بن عبدالله بن سعيد قال ثنا أحمد بن زيادة قال ثنا عصمة بن سليمان الحراني قال ثنا فضيل بن جعفر قال

خرج الحسن من عند ابن هبيرة فإذا هو بالقراء على الباب فقال ما يجلسكم هاهنا تريدون الدخول على هؤلاء الخبثاء أما والله ما مجالستهم بمجالسة الأبرار تفرقوا فرق الله بين أرواحكم وأجسادكم قد لقحتم نعالكم وشمرتم ثيابكم وجززتم شعوركم فضحتم القراء فضحكم الله أما والله لو زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم لكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم أبعد الله من أبعد
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى قال ثنا مسلمة بن جعفر الأحمسي الأعور عن عبد الحميد الزيادي وهو عبد الحميد بن كرديد عن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال إن لله عز و جل عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين وكمن رأى أهل النار في النار مخلدين قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونه حوائجهم خفيفة وأنفسهم عفيفة صبروا أياما قصارا تعقب راحة طويلة أما الليل فمصافة أقدامهم تسيل دموعهم على خدودهم يجأرون إلى ربهم ربنا ربنا وأما النهار فحلماء علماء بررة أتقياء كأنهم القداح ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض أو خولطوا ولقد خالط القوم من ذكر الآخرة أمر عظيم
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد قال ثنا سعيد بن عامر قال ثنا جويرية عن حميد الطويل قال خطب رجل إلى الحسن وكنت أنا السفير بينهما قال فكأن قد رضيه فذهبت يوما أثني عليه بين يديه فقلت يا أبا سعيد وأزيدك أن له خمسين ألف درهم قال له خمسون ألفا ما اجتمعت من حلال قلت يا أبا سعيد إنه كما علمت ورع مسلم قال إن كان جمعها من حلال فقد ضن بها عن حق لا والله لا جرى بيننا وبينه صهر أبدا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عباس بن محمد الترقفي قال ثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن أبي سفيان طريف عن الحسن أنه كان يتمثل بهذين البيتين أحدهما في أول النهار والآخر في آخر النهار

يسر الفتى ما كان قدم من تقى ... إذا عرف الداء الذي هو قاتله ... وما الدنيا بباقية لحى ... ولا حي على الدنيا بباق ...
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني علي بن مسلمة قال ثنا سيار قال ثنا مسمع بن عاصم حدثني الوليد المسمعي قال قال سمعت الحسن يقول ابن آدم السكين تجذ والكبش يعتلف والتنور يسجر
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني علي بن مسلم قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا هشام قال سمعت الحسن يحلف بالله ما أعز أحد الدرهم إلا أذله الله
حدثنا عبد الرحمن بن العباس قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال ثنا عبيد الله بن عمر قال ثنا المنهال عن غالب قال قال الحسن ابن آدم أصبحت بين مطيتين لا يعرجان بك خطر الليل والنهار حتى تقدم الآخرة فأما إلى الجنة وإما إلى النار فمن أعظم خطرا منك
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان بن عيينة قال ثنا أبو موسى قال سمعت الحسن يقول وأتاه رجل فقال إني أريد السند فأوصني قال حيث ما كنت 1 فاعز الله يعزك قال فحفظت وصيته فما كان بها أحد أعز مني حتى رجعت
حدثنا يوسف بن يعقوب قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا عفان بن حماد ابن سلمة عن ثابت عن سالم عن الحسن قال ضحك المؤمن غفلة من قلبه وعن حماد عن حميد عن الحسن قال كثرة الضحك تميت القلب
حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا أبو موسى قال سمعت الحسن يقول الإسلام وما الإسلام السر والعلانية فيه مشتبهة وأن يسلم قلبك لله وإن يسلم منك كل مسلم وكل ذي عهد

حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسن المروزي قال ثنا عبدالله بن المبارك عن معمر عن يحيى بن المختار عن الحسن قال والله ما تعاظم في أنفسهم ما طلبوا به الجنة [ حين ] أبكاهم الخوف من الله تعالى
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسن قال ثنا عبدالله بن المبارك قال ثنا طلحة بن صبيح عن الحسن قال المؤمن من يعلم أن ما قال الله عز و جل كما قال والمؤمن أحسن الناس عملا وأشد الناس خوفا لو أنفق جبلامن مال ما أمن دون أن يعاين لا يزداد صلاحا وبرا وعبادة إلا إزداد فرقا يقول لا أنجو والمنافق يقول سواد الناس كثير وسيغفر لي ولا بأس علي فينسئ العمل ويتمنى على الله تعالى
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا الحسن قال ثنا ابن المبارك قال ثنا المبارك ابن فضالة قال كان الحسن إذا تلا هذه الآية فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور قال من قال ذا قاله من خلقها وهو أعلم بها قال وقال الحسن اياكم وما شغل من الدنيا فان الدنيا كثيرة الاشغال لا يفتح رجل على نفسه باب شغل الا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا الحسن بن محمد قال ثنا أبو زرعة قال ثنا مالك بن اسماعيل قال ثنا مسلمة بن جعفر قال سمعت أن الحسن كان يقول لما بعث الله عز و جل محمدا صلى الله عليه و سلم يعرفونوجهه ويعرفون نسبه قال هذا نبي هذا خياري خذوا من سنته وسبيله أما والله ما كان يغدى عليه بالجفان ولا يراح ولا يغلق دونه الأبواب ولا تقوم دونه الحجبة كان يجلس بالأرض ويوضع طعامه بالأرض ويلبس الغليظ ويركب الحمار ويردف خلفه وكان يلعق يده وكان يقول الحسن ما أكثر الراغبين عن سنة نبي الله صلى الله عليه و سلم وما أكثر التاركين لها ثم إن علوجا فساقا أكلة ربا وغلول قد شغلهم ربي عز و جل ومقتهم زعموا أن لا بأس عليهم فيما أكلوا وشربوا وستروا البيت وزخرفوها ويقولون من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ويذهبون بها إلى غير ما ذهب الله بها إليه إنما جعل الله

ذلك لأولياء الشيطان الزينة ما ركب ظهره والطيبات ما جعل الله تعالى في بطونها فيعمد أحدهم إلى نعمة الله عليه فيجعلها ملاعب لبطنه وفرجه وظهره ولو شاء الله إذا أعطى العباد ما أعطاهم أباح ذلك لهم ولكن تعقبها بما يسمعون فكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين فمن أخذ نعمة الله وطعمته أكل بها هنيئا مريئا ومن جعلها ملاعب لبطنه وفرجه وعلى ظهره جعلها وبالا يوم القيامة
حدثنا محمد بن علي قال ثنا أحمد بن علي بن المثنى قال ثنا سليمان بن داود أبو الربيع الختلي قال ثنا بقية بن الوليد حدثني خالد أبو بكر مولى حميد عن الحسن أن شابا مر به وعليه بردة له فدعاه فقال إيه ابن آدم معجب بشبابه معجب بجماله معجب بثيابه كأن القبر قد وارى بدنك وكأنك قد لاقيت عملك فداو قلبك فإن حاجة الله إلى عباده صلاح قلوبهم
حدثنا محمد بن علي قال ثنا أحمد بن علي قال ثنا سليمان بن داود قال ثنا بقية بن الوليد عن أبان بن محبر عن الحسن أنه لما حضره الموت دخل عليه رجال من أصحابه فقالوا له يا أبا سعيد زودنا منك كلمات تنفعنا بهن قال إني مزودكم ثلاث كلمات ثم قوموا عني ودعوني ولما توجهت له ما نهيتم عنه من أمر فكونوا من أترك الناس له وما أمرتم به من معروف فكونوا من أعمل الناس به واعلموا أن خطاكم خطوتان خطوة لكم وخطوة عليكم فانظروا أين تغدون وأين تروحون
حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا الحسن بن محمد قال ثنا أبو زرعة قال ثنا مالك ابن اسماعيل قال ثنا أبو عبدالله خالد بن شوذب الجشمي قال سمعت الحسن يقول من رأى محمدا صلى الله عليه و سلم فقد رآه غاديا رائحا لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة رفع له علم فشمر له النجا النجا ثم الوحا الوحا على ما تعرجون وقد أسرع بخياركم وذهب نبيكم صلى الله عليه و سلم وأنتم كل يوم ترذلون العيان العيان
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي

ويعقوب الدورقي قالا ثنا عبدالرحمن بن مهدي قال ثنا بكر بن حمران عن صالح بن رستم قال سمعت الحسن يقول رحم الله رجلا لم يغره كثرة ما يرى من كثرة الناس ابن آدم إنك تموت وحدك وتدخل القبر وحدك وتبعث وحدك وتحاسب وحدك ابن آدم وأنت المعنى وإياك يراد
حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن معبد قال ثنا ابن النعمان قال ثنا أبو ربيعة زيد بن عوف قال ثنا أبي جميع سالم قال سمعت الحسن يقول لقد أدركت أقواما كانوا أأمر الناس بالمعروف وآخذهم به وأنهى الناس عن منكر وأتركهم له ولقد بقينا في أقوام أأمر الناس بالمعروف وأبعدهم منه وأنهى الناس عن المنكر وأوقعهم فيه فكيف الحياة مع هؤلاء
حدثنا محمد بن عمر بن سالم حدثني محمد بن النعمان السلمي قال ثنا هدية قال ثنا حزم بن أبي حزم قال سمعت الحسن يقول بئس الرفيقان الدرهم والدينار لا ينفعانك حتى يفارقانك
حدثنا أحمد بن عبد الله قال ثنا عبدالرحمن بن محمد بن إدريس قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود المبارك بن فضالة قال سمعت الحسن يقول ابن آدم طأ الأرض بقدمك فإنها عن قليل قبرك إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك
حدثنا محمد بن إبراهيم قال ثنا محمد بن هارون بن حميد قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا زافر بن سليمان عن أبي قيس عن الحسن قال لا تخالفوا الله عن أمره فإن خلافا عن أمره عمران دار قضى الله عليها الخراب
حدثنا محمد بن علي قال ثنا عبدالله بن أبان العسقلاني قال ثنا بكير بن نصير قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال لما مات الحجاج وولى سليمان فاقطع الناس الموات فجعل الناس يأخذون فقال ابن الحسن لأبيه لو أخذنا كما يأخذ الناس فقال أسكت ما يسرني لو أن لي ما بين الجسرين بزنبيل تراب
حدثنا محمد بن علي قال ثنا عبدالله بن شداد قال ثنا بكير بن نصير قال ثنا ضمرة عن حميد بن رومان عن الحسن أبى الله تعالى أن يعطى عبدا من

عباده شيئا من الدنيا إلا بعوض خطر مثله من بلاء إما عاجلا وإما آجلا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال سمعت أبا موسى يقول كنا عند الحسن فجاء ابنه فقال أي أبه إن هذا السهم قد انكسر فنظر إليه الحسن فقال الأمر أعجل من ذلك
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا إبراهيم بن علي بن الحارث قال ثنا محمد بن المغيرة قال ثنا عمران بن خالد عن الحسن وسأله رجل أن رجلا قال للحسن يا أبا سعيد ما الإيمان قال الصبر والسماحة فقال الرجل يا أبا سعيد فما الصبر والسماحة قال الصبر عن معصية الله والسماحة بأداء فرائض الله عز و جل
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق حدثني 1 قال ثنا أبو يحيى قال ثنا عبيد الله بن عائشة قال ثنا رويد بن مجاشع عن غالب القطان عن الحسن قال فضل الفعال على المقال مكرمة وفضل المقال على الفعال منقصة
حدثنا عبدالرحمن بن محمد قال ثنا عبدالله بن سلمة بن شبيب قال ثنا أبو الوليد بن غياث الضبعي قال ثنا صالح المري قال دعي الحسن وفرقد السبخي إلى وليمة فقرب إليهما ألوان الطعام فاعتزل فرقد ولم يأكل فقال الحسن مالك مالك يا فريقد أترى أن لك فضلا على إخوانك بكسيك هذا لقد بلغني أن عامة أهل النار أصحاب الاكسية
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا الوليد ابن شجاع قال ثنا ضمرة عن الحسن قال الرجاء والخوف مطيتا المؤمن
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني هارون قال ثنا سيار قال ثنا حوشب قال سمعت الحسن يقول والله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام بعد عبادتهم للرحمن تعالى بحبهم الدنيا
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا فياض بن محمد قال ثنا بعض أصحابنا يكنى أبا أيوب قال دخل الحسن المسجد

ومعه فرقد فقعد إلى جنب حلقة يتكلمون فصنت لحديثهم ثم أقبل على فرقد فقال يا فرقد والله ما هؤلاء إلا قوم ملوا العبادة ووجدوا الكلام أهون عليهم وقل ورعهم فتكلموا
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أبو اسامة عن أبي هلال صاحب البشرى أن الحسن قال وأيم الله ما من عبد قسم له رزق يوم بيوم فلم يعلم أنه قد خير له إلا عاجز أو غبي الرأي
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن مالك عن معمر عن يحيى بن المختار عن الحسن قال إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة إن المؤمن يفجأه الشيء يعجبه فيقول والله إني لأشتهيك وإنك لمن حاجتي ولكن والله ما من وصلة إليك هيهات حيل بيني وبينك ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول ما أردت إلى هذا ما لي ولهذا والله مالي عذر بها ووالله لا أعود لهذا أبدا إن شاء الله إن المؤمنين قوم أوثقهم القرآن وحال بينهم وبين هلكتهم إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته لا يأمن شيئا حتى يلقى الله عز و جل يعلم أنه مأخوذ عليه في ذلك كله
حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن الوزير قال ثنا يزيد بن هارون عن أبي عبيدة الناجي عن الحسن قال يا ابن آدم إذا رأيت الناس في خير فنافسهم فيه وإذا رأيتهم في هلكة فذرهم وما اختاروا لأنفسهم قد رأينا أقواما آثروا عاجلتهم على عاقبتهم فذلوا وهلكوا وافتضحوا يا ابن آدم إنما الحكم حكمان فمن حكم بحكم الله فإمام عدل ومن حكم بغير حكم الله فحكم الجاهلية إنما الناس ثلاثة مؤمن وكافر ومنافق فأما المؤمن فعامل الله بطاعته وأما الكافر فقد أذله الله كما قد رأيتم وأما المنافق فههنا معنا في الحجر والطرق والأسواق نعوذ بالله والله ما عرفوا ربهم اعتبروا انكارهم ربهم

بأعمالهم الخبيثة وإن المؤمن لا يصبح إلا خائفا وإن كان محسنا لا يصلحه إلا ذلك ولا يمسي إلا خائفا وإن كان محسنا لأنه بين مخافتين بين ذنب قد مضى لا يدري ماذا يصنع الله تعالى فيه وبين اجل قد بقي لا يدري ما يصيب فيه من الهلكات إن المؤمنين شهود الله في الأرض يعرضون اعمال بني آدم على كتاب الله فمن وافق كتاب الله حمد الله عليه وما خالف كتاب الله عرفوا أنه مخالف لكتاب الله وعرفوا بالقرآن ضلالة من ضل من الخلق
حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا عبدالله بن محمد العبسي قال ثنا حفص بن غياث عن أشعث قال كنا إذا دخلنا على الحسن خرجنا ولا نعد الدنيا شيئا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق أبو العباس السراج قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا اسحاق بن اسماعيل الطالقاني قال ثنا بكير بن محمد العابدي حدثني أبو زهير عن الحسن قال أرى رجالا ولا أرى عقولا أسمع أصواتا ولا أرى أنيسا أخصب السنة وأجدب قلوبا
حدثنا محمد بن علي قال ثنا عبدالله بن شداد قال ثنا بكير بن نصير قال قال ثنا ضمرة عن هشام عن الحسن قال خصلتان من العبد إذا صلحتا صلح ما سواهما الركون إلى الظلمة والطغيان في النعمة قال الله عز و جل ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وقال الله عز و جل ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا أبو موسى قال سمعت الحسن يقول إن العبد المؤمن ليعمل الذنب فلا يزال به كئيبا حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا محمد بن يحيى المروزي قال ثنا عاصم بن علي قال ثنا جويرية بن بشير قال سمعت الحسن قرأ هذه الآية إن الله يأمر بالعدل والإحسان الآية ثم وقف فقال إن الله جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة فوالله ما ترك العدل والإحسان شيئا من طاعة الله عز و جل إلا جمعه ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من معصية الله شيئا إلا جمعه
حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا

عثمان بن عبدالرحمن بن علي بن زيد بن جدعان قال أخبرت الحسن بموت الحجاج فسجد وقال اللهم عقيرك وأنت قتلته فاقطع سنته وأرحنا من سنته وأعماله الخبيثة ودعا عليه
حدثنا علي بن هارون بن محمد قال ثنا يحيى بن محمد الحناء قال ثنا عبيد الله ابن عمر القواريري قال ثنا مضر الفارسي قال سمعت عبدالواحد بن زيد يقول سمعت الحسن يقول لو علم العابدون أنهم لا يرون ربهم يوم القيامة لماتوا قال الشيخ رحمه الله اقتصرنا من كلمات الحسن رحمه الله على ما ذكرنا وأتبعناه بأحاديث من غرائب حديثه
حدثنا عبد الله جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا خسرو أبو جعفر عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قرأ يس في ليلة التماس وجه الله غفر له هذا حديث رواه عن الحسن عدة من التابعين منهم يونس بن عبيد ومحمد بن جحادة
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا اسحاق بن الحسن الحربي قال ثنا مسلم بن ابراهيم قال ثنا يونس بن سهل السراج قال سمعت الحسن يحدث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من رجل يعلم كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا مما فرض الله عز و جل فيتعلمهن ويعلمهن إلا دخل الجنة قال أبو هريرة فما نسيت حديثا بعد إذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه عدة عن الحسن فمن التابعين يونس بن سهل السراج بصرى غزير الحديث يجمع حديثه
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي اسامة قال ثنا أبو النضر هاشم بن قاسم قال ثنا أبو جعفر الرازي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله غريب من حديث يونس عن الحسن تفرد به أبو جعفر الرازي حدثت به الأئمة أحمد بن

حنبل وابن أبي شيبة وأبو خيثمة عن النضر حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا موسى بن زكريا قال ثنا عمرو بن الحصين قال ثنا ابراهيم بن عطاء عن أبي عبيدة عن الحسن عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله استخلص هذا الدين لنفسه ولا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق ألا فزينوا دينكم بهما غريب من حديث عمران والحسن تفرد به أبو عبيدة وهو سعيد بن زربي وروى مثله عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه و سلم
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال الحارث ابن عبدالله الهمداني قال ثنا شداد بن حكيم عن عباد بن كثير عن عثمان الأعرج عن الحسن عن عمران بن حصين وجابر بن عبدالله وأبي هريرة قالوا نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قتل أربع من الدواب النملة والنخلة ! والهدهد والصرد وأن يمحى اسم الله بالبصاق غريب من حديث الحسن عن عمران وجابر وأبي هريرة لم نكتبه إلا من حديث عباد بن كثير
حدثنا حبيب بن الحسن وفاروق الخطابي في جماعة قالوا ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا محمد بن عبدالله الأنصاري قال ثنا اسماعيل بن مسلم عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار لم نكتبه عاليا من حديث اسماعيل إلا من حديث الأنصاري ورواه الكبار عن اسماعيل
حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد قال ثنا محمد بن يونس الكديمي قال ثنا خالد ابن يزيد الأرقط قال ثنا حميد بن الحكم الجرشي عن الحسن عن أنس ين مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب كل ذي رأى برأيه غريب من حديث أنس تفرد به عنه حميد ورواه محمد بن عرعرة عن حميد نحوه
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا سعيد بن نصر الطبري قال ثنا علي بن

هاشم بن مرزوق قال ثنا أبي عن عمرو بن أبي قيس عن أبي سفيان عن عمر بن نبهان عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وجدت الحسنة نورا في القلب وزينا في الوجه وفوة في العمل ووجدت الخطيئة سوادا في القلب وشينا في الوجه ووهنا في العمل غريب من حديث الحسن عن أنس لم نكتبه إلا من هذا الوجه تفرد به عمرو بن أبي قيس وأبو سفيان اسمه عبد ربه قال الشيخ رحمه الله وتلي هذه الطبقة طبقة أهل المدينة غلب عليهم التفقه في الدين فعرفوا به وصدر الناس عن فتاويهم فيما كانوا يمتحنون به وكان لهم الحظ الوافر من التعبد والنسك ولم يظهروه بل أخفوه وكتموه منهم سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد بن أبي بكر وأبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث وخارجة بن زيد بن ثابت وعبد الله بن عبدالله بن عتبة وسليمان بن يسار هؤلاء هم الفقهاء السبعة كان نسكهم وتعبدهم فوق نسك كثير من المشتهرين بالتعبد وذكرنا لكل واحد منهم اليسير من أقوالهم وأحوالهم مع حديث يسنده من جملة مسانيدهم ليقف المسترشد المتعرف لأحوالهم على طريقتهم في النسك والتعبد 171
سعيد بن المسيب فأما أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي كان من الممتحنين امتحن فلم تأخذه في الله لومة لائم صاحب عبادة وجماعة وعفة وقناعة وكان كاسمه بالطاعات سعيدا ومن المعاصي والجهالات بعيدا وقد قيل إن التصوف التمكن من الخدمة والتحفظ للحرمة
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل بن محمد الجندي قال ثنا صامت بن معاذ قال ثنا عبد المجيد يعني ابن أبي رواد قال ثنا معمر عن بكر بن خنيس قال قلت لسعيد بن المسيب وقد رأيت أقواما يصلون ويتعبدون يا أبا محمد ألا تتعبد مع هؤلاء القوم فقال لي يا ابن أخي أنها

ليست بعبادة قلت له فما التعبد يا أبا محمد قال التفكر في أمر الله والورع عن محارم الله وأداء فرائض الله تعالى
حدثنا محمد بن علي بن عاصم قال ثنا محمد ابن الحسن بن الطفيل قال ثنا محمد بن عمرو المغربي 1 قال ثنا عطاف بن خالد عن صالح بن محمد بن زائدة أن فتية من بني ليث كانوا عبادا وكانوا يروحون بالهاجرة إلى المسجد ولا يزالون يصلون حتى يصلى العصر فقال صالح لسعيد هذه هي العبادة لو نقوى على ما يقوى عليه هؤلاء الفتيان فقال سعيد ما هذه العبادة ولكن العبادة التفقه في الدين والتفكر في أمر الله تعالى
حدثنا إبرهيم بن عبدالله بن اسحاق قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عطاف بن خالد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد ابن المسيب قال من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة
حدثنا إبراهيم وأبو حامد بن جبلة قالا ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا بن قتيبة بن سعيد قال ثنا عطاء 2 بن أبي خالد عن ابن حرملة عن سعيد بن المسيب أنه اشتكى عيينة فقيل له يا أبا محمد لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة فوجدت ريح البرية لنفع ذلك بصرك فقال سعيد فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح
حدثنا أحمد بن الفضل قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عطاف بن خالد عن ابن حرملة عن سعيد بن المسيب أنه قال ما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي سهل وهو عثمان بن حكيم قال سمعت سعيد بن المسيب يقول ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد
حدثنا أبو بكر ابن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا اسماعيل بن يزيد الرقي قال ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران أن سعيد بن المسيب

مكث أربعين سنة لم يلق القوم قد خرجوا من المسجد وفرغوا من الصلاة
حدثنا إبرهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا أنس يعني ابن عياض عن عبد الرحمن بن حرملة عن برد مولى بن المسيب قال ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا يعقوب بن ابرهيم قال ثنا يحيى بن واضحى عن داود بن علية عن اسماعيل بن أمية عن سعيد بن المسيب قال ما دخل علي وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها ولا دخل علي قضاء فرض إلا وأنا إليه مشتاق
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا عبيدالله بن سعيد قال ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة قال قال سعيد بن المسيب ذات يوم ما نظرت في أقفاء قوم سبقوني بالصلاة منذ عشرين سنة
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد ابن حنبل حدثني الحسن بن عبد العزيز قال سمعت عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قال كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا نعلمها كانت لأحد من التابعين لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن روح قال ثنا أحمد بن حامد قال ثنا عبد المنعم بن أدريس عن أبيه قال صلى سعيد بن المسيب الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة وقال سعيد بن المسيب ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر الفريابي قال ثنا وهب بن بقية قال ثنا خالد بن داود يعني ابن أبي هند عن سعيد بن المسيب قال وسألته ما يقطع الصلاة قال الفجور ويسترها التقوى
حدثنا أبي قال ثنا زكريا بن يحيى الساجي قال ثنا هبة بن خالد قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا يزيد بن أبي حازم أن سعيد بن المسيب كان يسرد الصوم
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني جعفر بن محمد الرسعني قال ثنا ابن أبي مريم قال ثنا سليمان بن أبي بلال عن

ابن حرملة قال سمعت سعيد بن المسيب يقول لقد حججت أربعين حجة
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عفان بن مسلم قال ثنا سلام بن مسكين قال ثنا عمران بن عبدالله بن طلحة الخزاعي قال إن نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذباب
حدثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد قال ثنا محمد بن عمرو بن سعيد البصري قال ثنا محمد بن زكريا قال ثنا عبدالله بن محمد قال ثنا سعيد بن المسيب قال ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله عز و جل ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله وكفى بالمؤمن نصرة من الله أن يرى عدوه يعمل بمعصية الله
حدثنا ابرهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عطاف بن خالد عن ابن حرملة قال خرج سعيد بن المسيب في ليلة مطر وطين وظلمة منصرفا من العشاء فأدركه عبد الرحمن بن عمرو بن سهل ومعه غلام معه سراج فسلم عليه عبد الرحمن ومشيا يتحدثان حتى إذا حاذى عبد الرحمن بداره انصرف إليها فقال للغلام امش مع أبي محمد بالسراج فقال سعيد لا حاجة لي بنوركم نور الله خير من نوركم
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد أن سعيد بن المسيب كان يكثر أن يقول في مجلسه اللهم سلم سلم
حدثنا إبراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عطاف بن خالد عن [ ابن ] حرملة قال حفظت صلاة ابن المسيب وعمله بالنهار فسألت مولاه عن عمله بالليل فأخبرني فقال وكان لا يدع أن يقرأ بصاد والقرآن كل ليلة فسألته عن ذلك فأخبر أن رجلا من الأنصار صلى إلى شجرة فقرأ بصاد فلما مر بالسجدة سجد وسجدة الشجرة معه فسمعها تقول اللهم أعطني بهذه السجدة أجرا وضع عني بها وزرا

وارزقني بها شكرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا حاتم بن اسماعيل عن عبد الرحمن بن حرملة قال مروا على ابن المسيب بجنازة ومعها انسان يقول استغفروا الله له فقال ابن المسيب ما يقول راجزهم هذا حرمت على أهلي أن يرجزوا معي راجزهم هذا وأن يقول مات سعيد فاشهدوه حسبي من يقلبني إلى ربي عز و جل وأن يمشوا معي بمجمرات إن أكن طيبا فما عند الله أطيب
حدثنا أبو يوسف بن يعقوب النجيرمي قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة أخبرنا علي بن زيد بن جدعان قال قيل لسعيد بن المسيب ما شأن الحجاج لا يبعث إليك ولا يهيجك ولا يؤذيك قال والله ما أدري غير أنه صلى ذات يوم مع أبيه صلاة فجعل لا يتم ركوعها ولا سجودها فاخذت كفا من حصباء فحصبته بها قال الحجاج فما زلت أحسن الصلاة حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا محمد بن أحمد بن حيان قال ثنا عبدالله ابن مسلمة القعنبي قال ثنا سليمان بن بلال وحدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا الحسين بن جعفر القتال قال ثنا منجاب بن الحارث قال ثنا علي بن مسهر قال عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان للأوابين غفورا قال الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ولا يعود في شيء قصدا 1
حدثنا عبد الرحمن بن العباس قال ثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال ثنا عبدالله بن عمر قال ثنا أبو غسان قال ثنا عبد السلام يعني ابن حرب عن يحيى بن سعيد قال دخلنا على سعيد نعوده ومعنا نافع بن جبير فقالت أم ولده إنه لم يأكل منذ ثلاث فكلموه فقال نافع جبير إنك من أهل الدنيا ما دمت فيها ولا بد لأهل الدنيا مما يصلحهم فلو أكلت شيئا قال كيف يأكل من كان على مثل حالنا هذه بضعة يذهب بها إلى النار أو إلى الجنة فقال نافع ادع الله أن يشفيك فان الشيطان قد كان يغيظه مكانك من المسجد

قال بل أخرجني الله تعالى من بينكم سالما
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا شيبان بن فروخ قال ثنا سلام بن مسكين قال ثنا عمران بن عبدالله بن طلحة قال دعي سعيد بن المسيب إلى نيف وثلاثين ألفا ليأخذها فقال لا حاجة لي فيها ولا بني مروان حتى ألقى الله فيحكم بينى وبينهم
حدثنا أحمد بن بندار قال ثنا أحمد بن محمد الخزاعي قال ثنا القعنبي قال ثنا مالك بن أنس قال كان سعيد بن المسيب يماري غلاما له في ثلثي درهم وأتاه ابن عمه بأربعة آلاف درهم فأبى أن يأخذها
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا أبي قال ثنا عفان قال ثنا محمادة بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أنه قال قد بلغت ثمانين سنة وما شيء أخوف عندي من النساء
حدثنا محمد ابن أحمد بن الحسين قال ثنا محمد بن عثمان بن شيبة قال ثنا أبي قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أنه قال قد بلغت ثمانين سنة وما شيء أخوف عندي من النساء وكان بصره قد ذهب حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا هارون بن عبدالله قال ثنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال ما أيس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء وقال أخبرنا سعيد وهو ابن أربع وثمانين سنة وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى ما شيء أخوف عندي من النساء
حدثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا أبو الربيع الرشديني قال ثنا ابن وهب قال أخبرني ابن جريح أن عبيد الله بن عبدالرحمن أخبره أنه سمع سعيد بن المسيب يقول يد الله فوق عباده فمن رفع نفسه وضعه الله ومن وضعها رفعه الله الناس تحت كنفه يعملون أعمالهم فإذا أراد الله فضيحة عبد أخرجه من تحت كنفه فبدت للناس عورته
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا

حاتم بن الليث الجوهري قال ثنا حجاج قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد قال قلنا لسعيد بن المسيب يزعم قومك أنما يمنعك من الحج أنك جعلت لله عليك إذا رأيت الكعبة أن تدعو الله على بني مروان قال فما فعلت ذلك وما أصلي لله عز و جل في صلاة إلا دعوت عليهم وأني قد حججت واعتمرت بضعا 1 وعشرين مرة وإنما كتبت علي حجة واحدة
حدثنا إبراهيم بن عبدالله قال ثنا أبو العباس الثقفي قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عطاف بن خالد عن ابن حرملة قال ما سمعت سعيد بن المسيب سب أحدا من الأئمة قط إلا أني سمعته يقول قاتل الله فلانا كان أول من غير قضاء رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم الولد للفراش وللعاهر الحجر
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن أحمد بن حنبل قال ثنا شيبان قال ثنا سلام بن مسكين عن عمران بن عبدالله قال كان سعيد بن المسيب لا يقبل من أحد شيئا لا دينارا ولا درهما ولا شيئا قال وربما عرض عليه الاشربة فيعرض فليس يشرب من شراب أحد منهم
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا الحسن بن عبدالعزيز قال كتب الينا ضمرة بن ربيعة عن ابراهيم بن عبدالله الكتاني أن سعيد بن المسيب زوج ابنته بدرهمين
حدثنا عمر بن أحمد ابن عثمان قال ثنا عبدالله سليمان بن الاشعب قال ثنا أحمد بن حرملة عن ابن وهب قال ثنا عمي عبدالله بن وهب عن عطاف بن خالد عن ابن حرملة من ابن أبي وداعة قال كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدني أياما فلما جئته قال أين كنت قال توفيت أهلي فاشتغلت بها فقال ألا أخبرتنا فشهدناها قال ثم أردت أن أقوم فقال هل استحدثت امرأة فقلت يرحمك الله ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين 2 أو ثلاثة فقال أنا فقلت أوتفعل قال نعم ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه و سلم وزوجني على درهمين أو

قال ثلاثة قال فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح فصرت إلى منزلي وجعلت أتفكر ممن آخذ وممن استدين فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي واسترحت وكنت وحدي صائما فقدمت عشائي أفطر كان خبزا وزيتا فإذا بآت يقرع فقلت من هذا قال سعيد قال فأفكرت في كل انسان اسمه سعيد الا سعيد ابن المسيب فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب فآتيك قال لأنت أحق أن تؤتى قال قلت فما تأمر قال إنك كنت رجلا عزبا فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وهذه امرأتك فإذا هي قائمة من خلفه في طوله ثم أخذها بيدها فدفعها بالباب ورد الباب فسقطت المرأة من الحياء فاستوثقت من الباب ثم قدمتها 1 إلى القصعة التي فيها الزيت والخبز فوضعتها في ظل السراج لكي لا تراه ثم صعدت إلى السطح فرميت الجيران فجاؤوني فقالوا ما شأنك قلت ويحكم زوجني سعيد بن المسيب ابنته اليوم وقد جاء بها على غفلة فقالوا سعيد بن المسيب زوجك قلت نعم وها هي في الدار قال فنزلوا هم اليها وبلغ أمي فجاءت وقالت وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاية أيام قال فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل الناس وإذا هي أحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأعرفهم بحق الزوج قال فمكثت شهرا لا يأتيني سعيد ولا آتيه فلما كان قرب الشهر أتيت سعيدا وهو في حلقته فسلمت عليه فرد علي السلام ولم يكلمني حتى تقوض أهل المجلس فلما لم يبق غيري قال ما حال ذلك الإنسان قلت خيرا يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو قال إن رابك شيء فالعصا فانصرفت إلى منزلي فوجه إلي بعشرين ألف درهم قال عبدالله بن سليمان وكانت بنت سعيد بن المسيب خطبها عبدالملك بن مروان لابنه الوليد بن عبدالملك حين ولاه العهد فأبى سعيد أن يزوجه فلم يزل عبدالملك يحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد وصب عليه

جرة ماء والبسه جبة صوف قال عبدالله وابن أبي وداعة هذا هو كثير ابن المطلب بن أبي وداعة
حدثنا محمد بن عبدالله الكاتب قال ثنا الحسن بن علي الطوسي قال ثنا محمد بن عبد الكريم قال ثنا الهيثم بن علي قال ثنا يحيى بن سعيد بن المسيب قال [ سعيد ] 1 دخلت المسجد ليلة أضحيان قال وأظن أني قد أصبحت فإذا الليل على حاله فقمت أصلي فجلست أدعو فإذا هاتف يهتف من خلفي يا عبد الله قل قلت ما أقول قال قل اللهم إني أسألك بأنك مالك الملك وأنك على كل شيء قدير وما تشأ من أمر يكن قال سعيد فما دعوت بها قط بشيء إلا رأيت نجحه
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا أحمد بن الوليد قال ثنا يعقوب بن محمد الزهري قال ثنا الزبير بن حبيب قال ثنا طلحة بن محمد ابن سعيد بن المسيب قال دخل المطلب بن حنظب على سعيد بن المسيب في مرضه وهو مضطجع فسأله عن حديث فقال اقعدوني فأقعدوه قال إني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا مضطجع
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا أبو العباس قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا كثير بن هشام قال ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران أن عبدالملك بن مروان قدم المدينة فاستيقظ من قائلته فقال لحاجبه أنظر هل ترى في المسجد أحدا من حداثي فلم ير فيه إلا سعيد بن المسيب فأشار إليه بأصبعه فلم يتحرك سعيد ثم أتاه الحاجب فقال ألم تر إني أشير اليك قال وما حاجتك فقال استيقظ أمير المؤمنين فقال أنظر هل ترى في المسجد أحدا من حداثي فقال سعيد لست من حداثه فخرج الحاجب فقال ما وجدت في المسجد إلا شيخا أشرت إليه فلم يقم قلت له إن أميرالمؤمنين استيقظ وقال لي انظر هل ترى أحدا من حداثي قال إني لست من حداث أمير المؤمنين قال عبدالملك بن مروان ذلك سعيد بن المسيب دعه

حدثنا عمر بن أحمد بن شاهين قال ثنا عبيد الله بن عبدالرحمن قال ثنا زكريا بن يحيى قال ثنا الأصمعي قال ثنا سفيان بن عيينة قال قال سعيد بن المسيب إن الدنيا نذلة وهي إلى كل نذل أميل وأنذل منها من أخذها بغير حقها وطلبها بغير وجهها ووضعها في غير سبيلها
حدثنا عبدالله بن محمد بن عثمان قال ثنا محمود بن محمد الواسطي قال ثنا عبدالله بن عبدالوهاب قال ثنا محمد بن عبد عمرو العسقلاني 1 قال حدثني ابراهيم بن أدهم عن أبي عيسى الخراساني عن سعيد بن المسيب قال لا تملأوا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم لكي لا تحبط أعمالكم الصالحة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا شيبان قال ثنا سلام بن مسكين قال ثنا عمران بن عبدالله قال دعي سعيد بن المسيب [ للبيعة ] للوليد وسليمان بعد عبد الملك بن مروان قال فقال لا أبايع اثنين ما اختلف الليل والنهار قال فقيل أدخل من الباب وأخرج من الباب الآخر قال والله لا يقتدى بي أحد من الناس قال فجلده مائة وألبسه المسوح
حدثنا أبو بكر بن مالك قال حدثني عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني الحسين بن عبدالعزيز قال كتب إلينا ضمرة وحدثنا محمد بن علي قال ثنا محمد بن الحسن ابن قتيبة قال ثنا أحمد بن يزيد قال ثنا ضمرة قال ثنا رجاء بن جميل الأيلي قال قال عبدالرحمن بن عبد القارىء لسعيد بن المسيب حين قدمت البيعة للوليد وسليمان بالمدينة بعد موت أبيهما إني مشير عليك بخصال ثلاث قال وما هي قال تعتز مقامك فإنك هو وحيث يراك هشام بن اسماعيل قال ما كنت لأغير مقاما قمته منذ أربعين سنة قال تخرج معتمرا قال ما كنت لأنفق مالي وأجهد بدني في شيء ليس لي فيه نية قال فما الثالثة قال تبايع قال أرأيت إن كان الله أعمى قلبك كما أعمى بصرك فما علي قال وكان أعمى قال رجاء فدعاه هشام إلى البيعة فأبى فكتب فيه إلى عبدالملك فكتب إليه عبدالملك مالك ولسعيد ما كان علينا منه شيء نكرهه فأما إذ فعلت

فاضربه ثلاثين سوطا وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس لئلا يقتدى به الناس فدعاه هشام فأبى وقال لا أبايع لاثنين قال فضربه ثلاثين سوطا وألبسه تبان شعر وأوقفه للناس قال رجاء حدثني الأييليون الذين كانوا في الشرط بالمدينة قالوا علمنا إنه لا يلبس التبان طائعا قلنا له يا أبا محمد إنه القتل فاستر عورتك قال فلبسه فلما ضرب قلنا له إنا خدعناك قال يا معجلة أهل أيلة لولا إني ظننت أنه القتل ما لبسته لفظ الحسن بن عبدالعزيز
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن الفرح قال ثنا حجاج محمد عن هشام بن زيد قال رأيت سعيد بن المسيب حين ضرب في تبان من شعر 1
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا ابن أبي الثلج قال سمعت يحيى بن غيلان قال ثنا أبو عوانة عن قتادةقال أتيت سعيد بن المسيب وقد ألبس تبان شعر وأقيم في الشمس فقلت لقائدي أدنني منه فأدناني منه فجعلت أسأله خوفا من أن يفوتني وهو يجيبني حسبة والناس يتعجبون
حدثت عن محمد بن القاسم بن بشار الأنباري ثنا أبي عن القاسم بن عبيد الله بن أحمد بن الحارث بن عمرو العدوي 2 عن يحيى بن سعيد قال كتب والي المدينة إلى عبدالملك بن مروان أن أهل المدينة قد أطبقوا على البيعة للوليد وسليمان إلا سعيد بن المسيب فكتب أن أعرضه على السيف فإن مضى وألا فأجلده خمسين جلدة وطف به أسواق المدينة فلما قدم الكتاب على الوالي دخل سليمان بن يسار وعروة بن الزبير وسالم بن عبدالله على سعيد ابن المسيب فقالوا إنا قد جئناك في أمر قد قدم فيك كتاب من عبدالملك ابن مروان إن لم تبايع ضربت عنقك ونحن نعرض عليك خصالا ثلاثا فاعطنا إحداهن فإن الوالي قد قبل منك أن يقرأ عليك الكتاب فلا تقل لا ولا نعم قال فيقول الناس بايع سعيد بن المسيب ما أنا بفاعل قال وكان إذا قال لا لم يطبقوا عليه أن يقول نعم قال مضت واحدة وبقيت اثنتان قالوا فتجلس

في بيتك فلا تخرج إلى الصلاة أياما فانه يقبل منك إذا طلبت في مجلسك فلم يجدك قال وأنا أسمع الأذان فوق أذني حي على الصلاة حي على الفلاح ما أنا بفاعل قالوا مضت اثنتان وبقيت واحدة قالوا فانتقل من مجلسك إلى غيره فإنه يرسل إلى مجلسك فإن لم يجدك أمسك عنك قال فرقا لمخلوق ما أنا بمتقدم لذلك شبرا ولا متأخر شبرا فخرجوا وخرج إلى الصلاة صلاة الظهر فجلس في مجلسه الذي كان يجلس فيه فلما صلى الوالي بعث إليه فأتى به فقال إن أمير المؤمنين كتب يأمرنا إن لم تبايع ضربنا عنقك قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن بيعتين فلما رآه لا يجيب أخرج إلى السدة فمدت عنقه وسلت عليه السيوف فلما رآه قد مضى أمر به فجرد فإذا عليه تبان شعر فقال لو علمت إني لا أقتل ما اشتهرت بهذا التبان فضربه خمسين سوطا ثم طاف به أسواق المدينة فلما رده والناس منصرفون من صلاة العصر قال إن هذه لوجوه ما نظرت إليها منذ أربعين سنة قال محمد بن القاسم وسمعت شيخنا يزيد في حديث سعيد بإسناد لا أحفظه أن سعيدا لما جرد ليضرب قالت له امرأة لما جرد ليضرب إن هذا لمقام الخزي فقال لها سعيد من مقام الخزي فررنا
حدثنا محمد بن علي قال ثنا أبو العباس بن الطفيل قال ثنا أحمد بن زيد قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب عن عبدالله بن القاسم قال جلست إلى سعيد بن المسيب فقال إنه قد نهى عن مجالستي قال قلت إني رجل غريب قال إنما أحببت أن أعلمك
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا الوليد بن شجاع قال ثنا أبي قال ثنا العلاء بن عبدالكريم قال جلست إلى سعيد بن المسيب فقال إنه قد نهى عن مجالستي
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا حاتم بن الليث الجوهري قال ثنا عفان قال ثنا همام عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه كان إذا أراد الرجل أن يجالسه قال إنهم قد جلدوني ومنعوا الناس أن يجالسوني
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد

قال ثنا عطاف بن خالد عن ابن حرملة قال قال سعيد بن المسيب لا تقولوا مصيحف ولا مسيجد ما كان لله فهو عظيم حسن جميل
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا أبي قال ثنا اسماعيل بن عياش عن عبدالرحمن بن حرملة قال ما كان انسان يجترىء على سعيد بن المسيب يسأله عن شيء حتى يستأذنه كما يستأذن الأمير
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا عبد الرحمن المقرى قال ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم حدثني يحيى بن سعيد قال سمعت سعيد بن المسيب يقول لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله يعطى منه حقه ويكف به وجهه عن الناس
حدثنا عبدالرحمن بن العباس قال ثنا احمد ابن داود السجستاني قال ثنا الحسن بن سوار قال ثنا الليث بن سعد عن يحيى ابن سعيد عن سعيد بن المسيب قال لا خير فيمن لا يحب هذا المال يصل به رحمه ويؤدي به أمانته ويستغني به عن خلق ربه
حدثنا احمد بن بندار قال ثنا احمد بن محمد قال ثنا أبو مسعود قال ثنا محمد ابن عيسى عن عباد عن يحيي بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه مات وترك ألفين أو ثلاثة آلاف دينار وقال ما تركتها إلا لأصون بها ديني وحسبي رواه الثوري عن يحيى بن سعيد عن سعيد وقال ترك مائة دينار وقال أصون بها ديني وحسبي
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا احمد بن يحيى ثعلب النحوي قال ذؤيب ابن عمامة عن محمد بن معن الغفاري عن محمد بن عبدالله بن أخي الزهري عن عمه عن سعيد المسيب قال من استغنى بالله افتقر الناس إليه
حدثنا محمد بن احمد بن ابراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا عارم قال ثنا حماد ابن زيد قال ثنا علي بن زيد قال رآني سعيد بن المسيب وعلى جبة خز فقال إنك لجيد الجبة قلت وما تغني عني وقد أفسدها علي سالم فقال سعيد اصلح قلبك والبس ما شئت

ومن مسانيد حديثه
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي اسامة قال ثنا عبدالوهاب بن عطاء قال ثنا داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب قال قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه على هذا المنبر يعني منبر المدينة أني اعلم أقواما سيكذبون بالرجم ويقولون ليس في القرآن ولولا أني أكره أن أزيد في القرآن لكتبت في آخر ورقة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رجم ورجم أبو بكر وأنا رجمت رواه يحيى بن سعيد عن سعيد مثله
حدثنا محمد بن احمد قال ثنا عبدالرحمن قال ثنا يزيد بن هارون أخبرنا يحيي ابن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يذكر أن عمر قال إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم فذكر نحوه
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا الحسن بن منصور الرماني قال ثنا المعافى ابن سليمان قال ثنا حكيم بن نافع عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أول ما يرفع من الأمة الأمانة وآخر ما يبقى الصلاة ورب مصل لا خير فيه
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله ابن حنبل قال ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب قال ثنا عبدالله بن عبدالله الأموي قال ثنا الحسن بن الحر قال سمعت يعقوب بن عتبة بن الأخنس يقول سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من اعتز بالعبيد أذله الله
حدثنا محمد بن عمر قال ثنا محمود بن محمد المروزي قال ثنا احمد بن يعقوب قال ثنا الوليد بن سلمة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب الزهري عن احمد بن 1 المسيب عن عثمان بن عفان أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا سمعتم النداء فقوموا فإنها عزمة من الله
حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا أبو حصين محمد بن الحسن الوادعي قال

ثنا يحيى الحماني قال ثنا قيس يعني ابن الربيع عن عبد الله بن عمران عن علي بن زيد عن سعيد المسيب عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه قال لفاطمة رضي الله تعالى عنها ما خير للنساء قالت أن لا يرين الرجال ولا يرونهن فذكره للنبي صلى الله عليه و سلم فقال إنما فاطمة بضعة مني
حدثنا محمد بن عمر بن سالم قال ثنا سعيد بن علي بن الخليل قال ثنا اسحاق بن العنبر قال ثنا نصر بن ثابت عن يحيي بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم من اتقى الله عاش قويا وسار في بلاده آمنا
حدثنا محمد بن احمد قال ثنا احمد بن عبدالرحمن قال ثنا يزيد بن هارون أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أدخل فرسا بين فرسين وهو لا يأمن أن يسبق فهو قمار
حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا محمد بن بكر بن حيا قال ثنا عمر بن الحصين قال ثنا ابراهيم بن عطاء عن يزيد بن عياض عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن عمار بن ياسر قال قال النبي صلى الله عليه و سلم حسن الخلق خلق الله الأعظم
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا احمد بن داود المكي قال ثنا حبيب كاتب مالك قال ثنا ابن أخي الزهري عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لي جبريل ليبك الاسلام على موت عمر رضي الله تعالى عنه
حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن قال ثنا احمد بن اسحاق الخشاب الرقي قال ثنا رزيق أبو القاسم الحمصي قال ثنا الحكم بن عبدالله الايلي قال ثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ان لكل شيء شرفا يتباهون به وإن بهاء أمتي وشرفها القرآن

عروة بن الزبير
ومنهم المعطى ما تمنى حمل العلم عنه إذا فيه تعنى مكن من الطاعة فاكتسب وامتحن بالمحنة فاحتسب عروة بن الزبير بن العوام المجتهد المتعبد الصوام وقد قيل إن التصوف عرفان المنن وكتمان المحن
حدثنا احمد بن بندار قال ثنا عبدالله بن سليمان الاشعث قال ثنا سليمان بن معبد قال ثنا الاصمعي عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال اجتمع في الحجر مصعب بن الزبير و عروة بن الزبير وعبدالله بن الزبير وعبدالله بن عمر فقالوا تمنوا فقال عبدالله بن الزبير أما أنا فأتمنى الخلافة وقال عروة أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عني العلم وقال مصعب أما أنا فأتمنى امرأة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحةوسكينة بنت الحسين وقال عبدالله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أما أنا فأتمنى المغفرة قال فقالوا كلهم ما تمنوا ولعل ابن عمر قد غفر له
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا سفيان عن الزهري عن عروة أنه كان يتألف الناس على حديثه قال عمرو بن دينار أتيناه فقال ائتوني فتلقوا مني
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن عمرو الباهلي قال ثنا الاصمعي عن أبن أبي الزناد قال قال عروة بن الزبير كنا نقول لا نتخذ كتابا مع كتاب الله فمحوت كتبي فوالله لوددت أن كتبي عندي إن كتاب الله قد استمرت مريرته
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا علي بن عبدالعزيز قال ثنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الضحاك قال أستودع عروة بن الزبير طلحة بن عبيدالله بن عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق مالا من مال بني مصعب بن الزبير لما خرج إلى الشام وأم طلحة عائشة بنت طلحة بن عبدالله فبلغ عروة أن طلحة يبني

ويبتاع الرقيق والإبل والغنم فلما قدم كره أن يكشفه وأن يقتضيه المال فجعل يلقاه ويستحي من تقاضيه فقال له طلحة ذات يوم ألا تريد مالك فقال بلى قال فأرسل فخذه فقال عروة متى قال متى شئت فبعث معه عروة رسولا فإذا هو قد هدم عليه بيتا فاستخرج المال فأتى به فتمثل عروة عند ذلك ... فما استخبأت في رجل خبيئا ... كمثل الدين أو حسب عتيق ... ذوو الأحساب أكرم ما تراث ... واصبر عند نائبة الحقوق ...
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن شاهين قال ثنا مصعب بن عبدالله الزبيري حدثني أبي ثنا هشام بن عروة قال قال عروة بن الزبير رب كلمة ذل احتملتها أورثتني عزا طويلا
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد ابن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه قال إذا رأيت الرجل يعمل الحسنة فاعلم أن لها عنده أخوات فإذا رأيته يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات فإن الحسنة تدل على أخواتها وإن السيئة تدل على أخواتها
حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان قال ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي قال ثنا نصر بن علي وحدثنا عبدالله بن محمد بن عبدالله قال ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال ثنا عمر بن شبة أبو زيد قالا ثنا الأصمعي قال ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال قال عروة لبنيه يا بني لا يهدين أحدكم إلى ربه عز و جل ما يستحي أن يهديه إلى كريمه فإن الله عز و جل أكرم الكرماء وأحق من أختير إليه وكان يقول يا بني تعلموا فإنكم إن تكونوا صغراء قوم عسى أن تكونوا كبراءهم واسوأتاه ماذا أقبح من شيخ جاهل وكان يقول إذا رأيتم خلة شر رائعة من رجل فاحذروه وإن كان عند الناس رجل صدق فإن لها عنده أخوات وإذا رأيتم خلة خير رائعة من رجل فلا تقطعوا عنه إياسكم وإن كان عند الناس رجل سوء فإن لها عنده أخوات قال الناس بأزمنتهم أشبه منهم بآبائهم وأمهاتهم لفظ الجوهري
حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان قال ثنا اسماعيل بن اسحاق قال ثنا نصر

ابن علي قال ثنا الأصمعي عن ابن أبي الزناد عن هشام قال كان عروة يقول إني لأعشق الشرف كما أعشق الجمال فعل الله بفلانة ألفت بني فلان وهم بيض طوال فقلبتم سودا قصارا
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي ابن اسحاق قال ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا أبو معاوية الضرير قال ثنا هشام ابن عروة عن أبيه قال مكتوب في الحكمة لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك بسطا تكن أحب إلى الناس ممن يعطهم العطاء
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسن بن المتوكل قال ثنا أبو الحسن المدائني عن مسلمة بن محارب قال قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك ومعه ابنه محمد بن عروة فدخل محمد بن عروة دار الدواب فضربته دابة فخر فحمل ميتا ووقعت في رجل عروة الأكلة ولم يدع تلك الليلة ورده فقال له الوليد [ اقطعها قال لا فترقت إلى ساقه فقال له الوليد ] اقطعها والا أفسدت عليك جسدك فقطعت بالمنشار وهو شيخ كبير فلم يمسكه أحد وقال لقد لقينا من سفرنا [ هذا ] نصبا
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي سمعت عبدالله بن محمد بن عبيد يقول لم يترك عروة بن الزبير ورده إلا في الليلة التي قطعت فيها رجله قال وتمثل بأبيات معن بن أوس ... لعمرك ما أهويت كفى لريبة ... ولا حملنني نحو فاحشة رجلى ... ولا قادني سمعي ولا بصري لها ... ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي ... وأعلم أني لم تصبني مصيبة ... من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي ...
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا ابو العباس السراج قال ثنا يحيى بن طلحة قال ثنا عيسى بن يونس عن عبد الواحد مولى عروة قال شهدت عروة بن الزبير قطع رجله من المفصل وهو صائم
حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل قال ثنا محمد بن اسحاق بن ابراهيم قال ثنا عبيد الله بن سعد الزهري قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال كان عروة ابن الزبير يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف ويقوم به ليله قال فما تركه

إلا ليلة قطع رجله قال ثم عاود حزبه من الليلة المقبلة قال كان وقعت في رجله الأكلة قال فنشرها
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا يعقوب بن ابراهيم قال ثنا عامر بن صالح الزبيري قال ثنا هشام ابن عروة قال خرج أبي إلى الوليد بن عبد الملك فوقع في رجله الأكله فقال له الوليد يا أبا عبدالله أرى لك قطعها قال فقطع وأنه لصائم فما تضور وجهه قال ودخل ابن له أكبر ولده اصطبل الدواب فرفسته دابة فقتلته فما سمع من أبي في ذلك شئ حتى قدم المدينة فقال اللهم إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة فلك الحمد وكان لي بنون أربعة فأخذت واحدا وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد وايم الله لئن أخذت لقد ابقيت ولئن أبليت طالما عافيت
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسن بن المتوكل قال ثنا ابو الحسن المدائني عن مسلمة بن محارب لما شخص عروة من عند الوليد إلى المدينة أتته قريش والأنصار يعزونه في ابنه ورجله فقال له عيسى بن طلحة بن عبيد الله يا أبا عبدالله قد صنع الله بك خيرا والله ما بك حاجة الى المشي فقال ما أحسن ما صنع الله إلي وهب سبعة بنين فمتعني بهم ما شاء ثم أخذ واحدا وأبقى ستة وأخذ عضوا وأبقى لي خمسا يدين ورجلا وسمعا وبصرا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال وقعت في رجل عروة الأكلة قال فصعدت في ساقه فبعث الوليد إليه الأطباء فقالوا ليس لها دواء إلا القطع قال فقطعت فما تضور وجهه
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة قال قال أبي إذا رأى أحدكم شيئا من زينة الدنيا وزهرتها فليأت أهله وليأمرهم بالصلاة وليصطبر عليها قال قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه الآية
حدثنا عثمان بن محمد بن عثمان العثماني قال ثنا أحمد بن سليمان الطوسي قال ثنا الزبير بن بكار قال ثنا

أبو ضمرة أنس بن عياض عن هشام بن عروة قال لما اتخذ عروة قصره بالعقيق قال له الناس جفوت مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إني رأيت مساجدهم لاهية وأسواقهم غالية والفاحشة في فجاجهم 1 عالية فكان فيما هنالك عماهم فيه عافية
حدثنا محمد بن أحمد بن سنان قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا عبيد الله بن سعيد قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال كان عروة بن الزبير إذا كان أيام الرطب يثلم حائطه ثم يأذن للناس فيه فيدخلون ويأكلون ويحملون قال وكان ينزل حوله ناس من أهل البدو فيدخلون ويأكلون ويحملون وكان إذا دخله ردد هذه الآية ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله حتى يخرج من الحائط قال الشيخ رحمه الله روى عروة بن الزبير من المسانيد عن كبار الصحابة وجمهورهم رجالا ونساء ما لا يحصى فمن مسانيد حديثه عن أبيه وغيره ما حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن الفرج الأزرق قال ثنا محمد بن عبدالله بن كناسة قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير بن العوام قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود غريب من حديث عروة تفرد به ابن كناسة وحدث به عن ابن كناسة الأئمة أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وأحمد بن حنبل وأبو خيثمة
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا صفوان ابن صالح قال ثنا الوليد بن مسلم قال ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة غريب من حديث عروة تفرد به عبدالله بن لهيعة رواه عنه الكبار ابن المبارك وابن وهب

حدثنا أبو بكر بن الطلحي قال ثنا عبيد بن غنام قال ثنا أبو بكر بن أسد ابن شيبة قال ثنا يحيى بن زكريا عن هشام بن عروة عن أبيه إن سعيد بن زيد ابن عمرو بن نفيل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه الله يوم القيامة إلى سبع أرضين هذا حديث صحيح مشهور من حديث سعيد بن زيد رواه عنه عدة ولم يروه عن عروة الا هشام
حدثنا ابراهيم بن محمد بن يحيى قال ثنا أحمد بن حمدون قال ثنا مقدم ابن محمد الواسطي قال ثنا عمي القاسم بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن هشام بن عروة عن عروة عن عبد الرحمن بن عوف قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا محمد ما صنعت في استلام الحجر قلت استلمت وتركت قال أصبت رواه جماعة عن هشام عن عروة مرسلا ولم يجوده عن عبيد الله الا القاسم بن محمد تفرد به مقدم بن محمد
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن قال ثنا يزيد أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن ابي كثير عن عروة بن الزبير عن عبدالله ابن عمرو قال أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أن الله عز و جل لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكنه يقبض العلماء بعلمهم فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا هذا حديث صحيح ثابت من حديث عروة بن الزبير رواه عنه ابنه هشام بن عروة والزهري وأبو الأسود
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي قال ثنا اسماعيل بن أبي أويس قال ثنا أبي عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول خير الصدقة ما تصدق به عن ظهر غنى وليبدأ أحدكم بمن يعول هذا حديث صحيح ثابت رواه الناس عن هشام بن عروة ورواه عبد الرحمن ابن أبي الزناد عن عروة مثله
حدثنا محمد بن أحمد بن مخلد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يحيى

ابن هاشم قال ثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا اسماعيل بن عبدالله قال ثنا عثمان ابن الهيثم قال ثنا هشام بن زياد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنهما قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أوى إلى فراشه قال اللهم متعني بسمعي وبصري وعقلي واجعلهما 1 الوارث مني وانصرني على عدوي وأرني فيه ثأري زاد عثمان بن الهيثم في حديثه اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين ومن الجوع فإنه بئس الضجيع هذا حديث رواه عن هشام بن عروة عدة ولم يسقه هذا السياق إلا هشام بن زياد وتفرد به بقوله وعقلي عنه عثمان بن الهيثم
حدثا أحمد ابن القاسم بن الزيات وأحمد بن ابراهيم بن جعفر قالا ثنا محمد بن يونس الشامي قال ثنا خالد بن عبد الرحمن قال ثنا سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل الخلاء غطى رأسه
حدثنا أحمد إبراهيم بن جعفر ثنا محمد بن يونس الشامي قال ثنا عمر ابن سلمة الغفاري قال ثنا جعفر بن محمد بن الزبير عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا من بني غفار فوجده محموما وله ضجيج من شدة ما يجد من الحمى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمى من فيح جهنم وهي نصيب المؤمن من النار فقال 2 له رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم أعطه ما تمنى فقال هاه شهق فمات فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من أمتي من لو أقسم على الله لأبره هذا حديث غريب من حديث عروة ومن حديث هشام لم يروه عن هشام إلا جعفر بن محمد وما كتبناه إلا من حديث عمر بن سلمة الغفاري
حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين المرواني النيسابوري قال ثنا الحسن ابن موسى السمسار قال ثنا محمد بن عبدك القزويني قال ثنا عباد بن صهيب قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال

رسول الله صلى الله عليه و سلم النظر إلى علي عبادة غريب من حديث هشام بن عروة ولم نكتبه إلا من حديث عبادة
حدثنا محمد بن عمر بن سالم قال ثنا ابراهيم بن الهيثم قال ثنا محمد بن خطاب الموصلي قال ثنا عبدالله بن الوليد العدني قال ثنا ابو بكر بن أبي شيبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم شرار أمتي أجرؤهم على صحابتي غريب من حديث عروة وهشام تفرد به أبو بكر بن أبي سبرة مدني صاحب غرائب 173
القاسم بن محمد أبي بكر
ومنهم الفقيه الورع الشفيق الضرع نجل الصديق ذو الحسب العتيق القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق كان لغوامض الأحكام فائقا وإلى محاسن الأخلاق سابقا وقد قيل إن التصوف الصفو للزيق والرقو للفيق
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا اسحاق بن عثمان بن طلحة عن أفلح بن حميد أن عبد الملك بن مروان لما توفي أسف عليه عمر بن عبد العزيز أسفا منعه من العيش وقد كان ناعما فاستشعر المسح 1 سبعين ليلة فقال له القاسم بن محمد أعلمت أن من مضى من سلفنا كانوا يحبون استقبال المصائب بالتجمل ومواجهة النعم بالتذلل فراح عمر من عشية يومه في مقطعات من حبرات أهل اليمن شراؤها ثمانمائة دينار وفارق ما كان يصنع
حدثنا إبراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أنه كان يقول إن هذه الذنوب لاحقة بأهلها
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أبو عامر الأشعري قال ثنا ابن إدريس قال ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال

ما رأيت فقيها أفضل من القاسم بن محمد
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا الوليد بن شجاع قال ثنا ضمرة أن ابن شوذب حدثهم عن يحيى بن سعيد قال ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم بن محمد
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال ثنا حيان بن هلال قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال سمعت القاسم يسأل بمنى فيقول لا أدري لا أعلم فلما اكثروا عليه قال والله ما نعلم كل ما تسألون عنه ولو علمنا ما كتمناكم ولا حل لنا أن نكتمكم قال وسمعت يحيى بن سعيد يقول سمعت القاسم يقول ما نعلم كل ما نسأل عنه ولئن يعيش الرجل جاهلا بعد أن يعرف حق الله تعالى عليه خير له من أن يقول ما لا علم
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا اسماعيل بن أبي الحارث قال ثنا الصباح قال ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال ما رأيت أحدا أعلم بالسنة من القاسم بن محمد وكان الرجل لا يعد رجلا حتى يعرف السنة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا الوليد بن شجاع قال ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال مات القاسم ابن محمد بين مكة والمدينة حاجا أو معتمرا فقال لابنه سنا على التراب سنا وسو على قبري والحق بأهلك وإياك أن تقول كان وكان
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا حاتم ابن الليث قال ثنا ابن نمير قال ثنا يونس بن بكير قال ثنا محمد بن اسحاق قال جاء أعرابي إلى القاسم بن محمد فقال أنت أعلم أو سالم فقال ذاك منزل سالم فلم يزده عليها حتى قام الأعرابي قال محمد بن اسحاق كره أن يقول [ هو ] أعلم مني فيكذب أو يقول أنا أعلم [ منه ] فيزكي نفسه
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب الصائغ قال ثنا محمد بن اسحاق بن ابراهيم قال ثنا حاتم الجوهري قال ثنا عارم قال ثنا حماد بن سلمة عن أيوب

قال رأيت على القاسم بن محمد قلنسوة من خز أخضر ورداء سابر له علم ملون مصبوغ بشيء من زعفران ويدع مائة ألف يتلجلج في نفسه منها شئ قال الشيخ رحمه الله أسند الكثير وعامة مسانيده في المناسك والأحكام فمن مفاريده وغرائب حديثه
ما حدثناه عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا داود وحدثنا القاضي أبو محمد بن املاء قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قال ثنا يزيد بن ابراهيم وحماد بن سلمة جميعا عن عبدالله بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ هذه الآية هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب الآية كلها فقال النبي صلى الله عليه و سلم إذا رأيتم الذين يسألون عما تشابه منه فهم أولئك الذين سماهم الله فاحذروهم لفظ القاضي رواه حماد بن سلمة أيضا عن عبد الرحمن بن أبي القاسم عن أبيه عن عائشة تفرد به عن الوليد بن مسلم واختلف على القاسم فيه فرواه أيوب وعلي بن زيد وحماد بن يحيى الأبح عن أبي مليكة عن عائشة من دون القاسم ورواه عمرو بن عبيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة نحوه
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا محمد بن زنجوية بن الهيثم قال ثنا عبد العزيز بن يحيى المديني قال ثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد يقول قالت عائشة رضي الله عنها وارأساه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك فقالت عائشة واثكلتاه إني والله لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بل أنا وارأساه لقد هممت أو أردت أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون رواه يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال ورواه

الزبيدي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه ورواه اسماعيل بن أبي حكيم عن نحوه 1
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا اسحاق بن ابراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب عن القاسم بن محمد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا رأى الغيث قال اللهم صيبا هنيا ! 2 رواه نافع مولى ابن عمر عن القاسم نحوه
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أسامة قال ثنا عبد الوهاب ابن عطاء قال ثنا عباد بن منصور عن القاسم بن أبي محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الله تعالى يربي لأحدكم اللقمة كما يربي أحدكم فصيله حتى يجعلها له مثل [ جبل ] أحد
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا موسى بن تليدان من آل أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال سمعت القاسم بن محمد يحدث عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة فقالت له أي عائشة رضي الله تعالى عنها أخبرتك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال هكذا حدثت وهكذا حفظت رواه عمر ابن علي المقدمي وعبد الصمد وسعيد بن عامر عن موسى مرفوعا ورواه حماد بن سلمة عن يزيد بن سخبرة عن القاسم عن عائشة مرفوعا
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا يزيد بن هارون قال ثنا حماد بن سلمة عن ابن سخبرة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة رواه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة والناس عن يزيد بن هارون مثله ورواه صفوان ابن سليم عن عروة عن عائشة نحوه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا يحيى بن اسحاق السيلحيني قال ثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن القاسم بن محمد

عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتدرون من السابقون الى ظل الله عز و جل قالوا الله عز و جل ورسوله أعلم قال الذين إذا أعطوا الحق قبلوه وإذا سألوه بذلوه وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم هذا حديث غريب تفرد به ابن لهيعة عن خالد حدث به أحمد بن حنبل عن يحيى بن اسحاق في مسنده
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا ابن عفير الأنصاري قال ثنا شعيب بن سلمة قال ثنا عصمة بن محمد قال ثنا موسى يعني ابن عقبة عن القاسم ابن محمد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من عبد يكف بصره عن محاسن امرأة ولو شاء أن ينظر اليها نظر الا أدخل الله تعالى قلبه عبادة يجد حلاوتها 174
أبو بكر بن عبدالرحمن
ومنهم الفقيه الوجيه العابد النبيه راهب قريش وعابدها أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي أكثر حديثه في الأقضية والأحكام
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا احمد بن يحيى بن ثعلب قال قال الزبير ابن بكار كان أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث يقال له راهب المدينة
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال رأيت في كتاب أبي حسان أن أبا بكر بن عبدالرحمن بن الحارث كان يقال له راهب قريش لكثرة صلاته
حدثتا سليمان ابن احمد قال ثنا علي بن عبدالعزيز قال ثنا الزبير بن بكار قال ثنا يحيى بن عبدالملك الهديري قال ثنا المغيرة بن عبدالرحمن المخزومي عن أبيه عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام أنه قال إنما هذا العلم لواحد من ثلاث لذي نسب يزين به نسبه أو لذي دين يزين به دينه أو مختلط بسلطان ينتجعه به ولا أعلم أحدا أجمع لهذه الخلال من عروة بن الزبير وعمر بن عبدالعزيز كلاهما ذو دين وحسب ومن السلطان بمنزل

قال الشيخ رحمه الله ومما أسنه
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي قال ثنا اسماعيل بن ابي أويس قال حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن عبدالله ابن أبي عتيق وموسى بن عقبة عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبدالرحمن عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إني لأستغفر الله وأتوب اليه في اليوم أكثر من سبعين مرة رواه عقيل وغيره من الزهري ولم يروه عن موسى بن عقبة إلا سليمان 175
عبيد الله بن عتبة
ومنهم عبيد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أحد الأربعة من البحور المواصل الرواح بالبكور المنابذ للدنيا خيفة الغرة والعثور
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال سمعت نوح بن حبيب ومحمد بن يحيى ومحمد بن سهل بن عسكر قالوا ثنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري قال ادركت أربعة بحور من قريش سعيد بن المسيب وأبا بكر ابن عبدالرحمن بن الحارث وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعروة بن الزبير
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا اسماعيل بن أبي الحارث قال ثنا اسحاق بن اسماعيل عن جرير عن المغيرة قال قال عمر بن عبدالعزيز لو أدركني عبيد الله بن عبدالله بن عتبة إذ وقعت فيما وقعت فيه لهان علي ما أنا فيه
حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالوهاب قال ثنا أبو العباس الثقفي حدثني محمد بن الحسين بن أشكيب حدثني أبي قال ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال ربما كنت أرى عمر بن عبدالعزيز في أمارته يأتي عبيد الله بن عبدالله عتبة فربما حجبه وربما أذن له
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا جعفر بن سليمان النوفلي قال ثنا ابراهيم بن المنذر قال ثنا عبدالرحمن ابن المغيرة عن عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال كتب عبيدالله بن عبد اللهم بن عتبة إلى عمر بن عببدالعزيز

باسم الذي أنزلت من عنده السور ... والحمد لله أما بعد يا عمر ... إن كنت تعلم ما تأتي وما تذر ... فكن على حذر قد ينفع الحذر ... واصبر على القدر المحتوم وارض به ... وإن أتاك بما لا تشتهي القدر ... فما صفا لامرىء عيش يسر به ... إلا سيتبع يوما صفوه كدر ... أسند الكثير فمن مسانيد حديثه ما أعلم به النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه من حقارة الدنيا والزهادة فيها
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن سهل بن المهاجر قال ثنا محمد بن مصعب قال ثنا الاوزاعي عن الزهري عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم مر بشاة ميتة فقال للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها غريب من حديث الأوزاعى عن الزهري
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا حرملة بن وهب أخبرني يونس بن عبيد بن عبدالله بن عتبة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لو أن لي مثل أحد ذهبا ما يسرني أن يأتي علي ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده للدين
حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا محمد بن يحيى المروزي قال ثنا احمد ابن محمد بن أيوب قال ثنا ابراهيم بن سعيد عن محمد بن اسحاق قال قال ابن شهاب الزهري حدثني عبيد الله بن عبدالله بن عتبة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرا ما أسمعه يقول إن الله لم يقبض نبيا حتى يخيره قالت فلما حضر رسول الله صلى الله عليه و سلم كان آخر كلمة سمعتها منه يقول بل الرفيق الأعلى من الجنة فقلت إذا والله لا يختارنا وعرفت أنه الذي كان يقول لنا إن نبيا لا يقبض حتى يخيره 176
خارجة بن زيد
ومنهم الفقيه ابن الفقيه خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري كان من عباد المدينة ممن تفقه ثم انفرد وآثر العزلة ولم ينشر عنه من كلامه كبير شيء

عامة حديثه في الاقضية والأحكام فمما أسنده ما حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا عبدالرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن هذا المال خضر حلو
حدثنا شافع بن محمد عن أبي عوانة الاسفراييني قال ثنا أحمد بن عبدالعزيز الجوهري قال ثنا علي بن حرب قال ثنا عبدالعزيز بن يحيى بن المدني قال ثنا مالك بن أنس عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعظنا ويحدثنا ويقول والذي نفسي بيده ما عمل على وجه الأرض أحد قط عمل أعظم عند الله بعد الشرك من سفك دم حرام والذي نفسي بيده إن الأرض لتعج إلى الله من ذلك عجيجا 1 تستأذنه فيمن عمل ذلك على ظهرها لتخسف به 177
سليمان بن يسار
ومنهم العابد المجار المعصوم حين الفتنة من الفجار أبو أيوب سليمان بن يسار
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أحمد بن يحيى بن ثعلب وحدثنا عبدالله ابن ابراهيم بن بيان قال ثنا محمد بن خلف بن وكيع حدثني أبو بكر العامري وسليمان بن أيوب قال ثنا مصعب بن عبدالله الزبيري قال ثنا مصعب بن عثمان قال كان سليمان بن يسار من أحسن الناس وجها فدخلت عليه امرأة فسألته نفسه فامتنع عليها فقالت له ادن فخرج هاربا من منزله وتركها فيه قال سليمان بن يسار فرأيت بعد ذلك فيما يرى النائم يوسف عليه السلام وكأني

أقول له أنت يوسف قال نعم أنا يوسف الذي همت وأنت سليمان الذي لم تهم لفظ وكيع
وأخبرني جعفر بن محمد بن نصير في كتابه وحدثني عنه محمد ابن ابراهيم قال ثنا أبو العباس بن مسروق قال ثنا محمد بن الحسين قال ثنا محمد بن بشر الكندي قال ثنا عبدالرحمن بن جرير بن عبيد بن حبيب بن يسار الكلابي حدثني عن أبي حازم قال خرج سليمان بن يسار خارجا من المدينة ومعه رفيق له حتى نزلوا بالأبواء فقام رفيقه فأخذ السفرة وانطلق إلى السوق يبتاع لهم وقعد سليمان في الخيمة وكان من أجمل الناس وجها وأورع الناس فبصرت به أعرابية من قلة الجبل وهي في خيمتها 1 فلما رأت حسنه وجماله انحدرت وعليها البرقع والقفازان فجاءت فوقفت بين يديه فأسفرت عن وجه لها كأنه فلقة قمر فقالت اهبتني 2 فظن أنها تريد طعاما فقام إلى فضل السفرة ليعطيها فقالت لست أريد هذا انما أريد ما يكون من الرجل إلى أهله فقال جهزك إلي إبليس ثم وضع رأسه بين كميه فأخذ في النحيب فلم يزل يبكي فلما رأت ذلك سدلت البرقع على وجهها ورفعت رجليها بأكواب 3 حتى رجعت ألى خيمتها فجاء رفيقه وقد ابتاع لهم ما يرفقهم فلما رآه وقد انتفخت عيناه من البكاء وانقطع حلقه قال ما يبكيك قال خير ذكرت صبيتي قال لا إن لك قصة إنما عهدك بصبيتك منذ ثلاث أو نحوها فلم يزل به رفيقه حتى أخبره بشأن الأعرابية فوضع السفرة وجعل يبكي بكاء شديدا فقال له سليمان أنت ما يبكيك قال أنا أحق بالبكاء منك قال فلم قال لأني أخشى أن لو كنت مكانك لما صبرت عنها قال فما زالا يبكيان قال فلما انتهى سليمان إلى مكة وطاف وسعى أتى الحجر واحتبى بثوبه فنعس فإذا رجل وسيم جميل طوال شرجب له شارة حسنة ورائحة طيبة فقال له سليمان من أنت رحمك الله قال أنا يوسف بن يعقوب قال يوسف الصديق قال نعم قلت إن في شأنك وشأن امرأة العزيز لشأنا

عجيبا فقال له يوسف شأنك وشأن صاحبة الأبواه أعجب قال الشيخ رحمه الله أسند الكثير عن أبي هريرة وابن عباس وابن عمر وأم سلمة رضي الله تعالى عنهم فمن مسانيد حديثه ما حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبدالوهاب ابن عطاء قال ثنا ابن جريج أخبرني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل أخو أهل الشام يا أبا هريرة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة رجال رجل استشهد فأتى به الله وعرفه نعمه فعرفها قال ما عملت فيها قال قاتلت في سبيلك حتى استشهدت قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى القى في النار ورجل تعلم العلم وقرأالقرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال تعلمت العلم وقرأت القرآن وعلمته فيك قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان عالم وفلان قارىء فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه إلى النار ورجل آتاه الله من أنواع المال فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت ما فيها فقال ما تركت من شيء تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه لك قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث ابن جريج
حدثنا محمد بن احمد بن علي بن مخلد قال ثنا احمد بن الهيثم المعدل قال ثنا هانىء بن يحيى قال ثنا يزيد بن عياض قال ثنا صفوان بن سليم عن سليمان ابن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما عبدالله بشيء أفضل من فقه في دين قال أبو هريرة لأن أنفقه ساعة أحب إلى من أن أحيي ليلة أصليها حتى أصبح ولفقيه [ واحد ] أشد الشيطان من

ألف عابد ولكل شيء دعامة ودعامة الدين الفقه رواه هياج بن بسطام عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سليمان نحوه تفرد به يزيد بن عياض عن صفوان
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا حميد بن زنجويه قال ثنا أبو أيوب الدمشقي قال ثنا عبدالله بن أحمد النخعي عن محمد بن عجلان عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الإيمان ثلاثة والأمانة ثلاث من آمن بالله العظيم وصدق المرسلين أولهم وآخرهم وعلم أنه مبعوث والأمانة ائتمن الله عز و جل العبد على الصلاة إن شاء قال صليت ولم يصل وائتمنه على الوضوء إن شاء قال توضأت ولم يتوضأ وائتمنه على الصيام فإن شاء قال صمت ولم يصم هذا حديث غريب من حديث سليمان بن يسار ولم نكتبه إلا بهذا الإسناد 178
سالم بن عبدالله
ومنهم الفقيه المتخشع الرهاب أبو عمر سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب كان لله خاشعا وفي نفسه خاضعا وبما يدفع به وقته قانعا وقد قيل إن التصوف لزوم الخضوع والقنوع والتبري من الجزوع والهلوع
حدثنا محمد بن عبد الله قال ثنا الحسن بن علي بن نصر قال ثنا محمد بن عبدالكريم قال ثنا الهيثم بن عدي قال ثنا يونس بن يزيد قال ثنا الحكم بن عبدالله الأيلي قال قدم سليمان بن عبدالملك المدينة فدخل عليه القاسم وسالم بن عبدالله قال وإذا سالم أحسنهما كدنة قال يا [ ابن ] عمر ما طعامك قال الخبز والزيت قال وتشتهيه قال ادعه حتى اشتهيه قال ثم دعا لهما بغالية وجاءت جارية وضيئة الوجه مديدة القامة فذهبت تغليهما فقال تنحى عنا ثم تناولا المدهن فلعقا منه ثم ادهنا ثم قالا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا أتى بالدهن الطيب لعق منه ثم ادهن
[ عن الزهري قال سمعت سالم بن عبدالله يقول دخلت على الوليد بن عبدالملك فقال ما أحسن جسمك فما طعامك قلت الكعك والزيت قال وتشتهيه قلت ادعه حتى

أشتهيه فاذا اشتهيته أكلته وروى مالك بن أنس عن الوليد أو هشام بن عبدالملك قال لسالم فذكر مثله ] 1
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن أبي صفوان قال ثنا يحيى بن كثير قال ثنا عبدالله بن اسحاق قال سمعت سالم بن عبدالله يقول إياكم وإدامة اللحم فان له ضراوة كضراوة الشراب
حدثنا أبي قال ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا احمد بن سعيد ثنا ابن وهب حدثني حنظلة قال رأيت سالم بن عبدالله يخرج إلى السوق فيشتري حوائج نفسه
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا ابن ناجية قال ثنا محمد بن عباد بن موسى قال ثنا أبي عن غياث بن ابراهيم قال ثنا أشعب بن أم حميد قال أتيت سالم ابن عبدالله وهو يقسم صدقة عمر فسألته فأشرف على من خوخه فقال ويحك يا أشعب لا تسأل
حدثنا محمد بن عبدالعزيز [ ثنا ] محمد بن عبدالله بن مكحول 2 قال ثنا عثمان بن خرزاذ قال ثنا ابراهيم بن عرعرة قال ثنا أبو عاصم قال ثنا جويرية بن أسماء قال حدثني أشعب قال قال لي سالم بن عبدالله لا تسأل أحدا غير الله
حدثت عن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز قال ثنا شريح بن يونس قال ثنا اسحاق بن سليمان قال ثنا حنظلة بن أبي سفيان قال كتب عمر بن عبدالعزيز إلى سالم بن عبدالله أن أكتب إلي بشيء من رسائل عمر بن الخطاب فكتب أن يا عمر اذكر الملوك الذين تفقأت أعينهم الذين كانت لا تنقضي لذتهم وانفقأت بطونهم التي كانوا لا يشبعون بها وصاروا جيفا في الأرض وتحت أكنافها 3 إن لو كانت إلى جنب مسكين لتأذى بريحهم
حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا احمد بن يحيى الحلواني قال ثنا

احمد بن يونس قال ثنا زهير بن معاوية قال ثنا موسى بن عقبة أنه رأى سالم ابن عبدالله بن عمر لا يمر بقبر بليل ولا نهار إلا سلم عليه يقول السلام عليكم فقلت له في ذلك فأخبرني عن أبيه أنه كان يقول ذلك أسند سالم مالا يعد كثرة عن أبيه وعن جلة الصحابة
فمن حديثه ما حدثناه أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي اسامة قال ثنا عثمان بن عمر بن فارس قال ثنا يونس بن يزيد الزهري عن سالم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا حسد إلا في رجل آتاه الله الكتاب فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل وآناء النهار 1 كذا قال عثما ن يتصدق به هذا حديث صحيح رواه عن عثمان بن عمر الإمام احمد بن حنبل وحدث به عن الزهري شعيب والناس
حدثنا محمد بن جعفر قال ثنا جعفر الفرغاني وحدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسين بن سفيان 2 وحدثنا ابراهيم بن محمد بن يحيى في جماعة قالوا ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا الليث بن عقيل عن الزهري عن سالم بن عبدالله عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما وحدث به عن قتيبة الأئمة أحمد بن حنبل وأبي بكر بن أبي شيبة وغيرهما
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا أحمد بن عصام قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت سالم بن عبدالله يقول سمعت عبدالله بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لئن يكون

جوف المؤمن مملوءا قيحا خير له من أن يكون مملوءا شعرا هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث حنظلة عن سالم حدث به الكبار عن حنظلة منهم الوليد بن مسلم واسحاق بن سليمان وعبيد الله بن موسى
حدثنا سهل بن اسماعيل الفقيه الواسطي قال ثنا عبدالله بن سعد الرقي حدثتني والدتي مروة بنت مروان قالت حدثتني والدتي عاتكة بنت بكار عن أبيها قال سمعت الزهري يحدث عن سالم بن عبدالله عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما ترك عبد شيئا لله لا يتركه إلا له إلا عوضه الله منه ما هو خير له في دينه ودنياه هذا حديث غريب من حديث الزهري لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا محمد بن علي بن حبيب الرقي قال ثنا محمد ابن عبدالله يعني ابن حماد قال ثنا عبدالرحمن بن مغراء قال ثنا أزهر بن عبدالله عن محمد بن عجلان عن سالم بن عبدالله عن أبيه قال قال عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما ربما شهدت وغبنا وربما غبت وشهدنا فهل عندك علم بالرجل يحدث بالحديث إذا نسيه استذكره فقال علي رضي الله تعالى عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينما القمر مضيء إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت عنه فأضاء وبينما الرجل يحدث إذ علته سحابة فنسي إذ تجلت عنه فذكره هذا حديث غريب من حديث محمد بن عجلان عن سالم تفرد به عبدالرحمن بن مغراء عن أزهر
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا أبو خليفة قال ثنا عباس بن الفرج قال ثنا سهل بن صالح قال ثنا الوليد بن مسلم عن أبي سلمة عن سالم عن أبيه وأخبرنا خيثمة بن سليمان في كتابه وحدثني عنه عثمان بن محمد العثماني قال ثنا احمد بن هاشم الانطاكي قال ثنا عبدالسلام بن صالح أبو الصلت قال ثنا الوليد ابن مسلم قال ثنا ثابت بن سرح أبو سلمة عن سالم عن ابن عمر قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم ارزقني عينين هطالتين

تشفيان القلب يذرف الدمع من خشيتك قبل أن يكون الدمع دما والأضراس جمرا وقال خيثمة تشفيان بذروف الدموع من خشيتك رواه دحيم عن الوليد ولم يجاوز به سالما
حدثنا ابو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا أبو خالد يزيد بن صالح اليشكري قال ثنا خارجة بن مصعب عن عمرو بن دينار أبي يحيى عن سالم عن أبيه قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ مر عليه رجل فقال رجل يا رسول الله إني لأحب هذا في الله عز و جل فقال له النبي صلى الله عليه و سلم هل تدري ما اسمه قال لا فقال النبي صلى الله عليه و سلم فاسأله عن اسمه فسأله وأعلمه ذلك فقال له الرجل أحبك الله الذي أحببتني فيه فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبره بالذي قال له والذي رد عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم وجبت هذا حديث غريب من حديث عمرو بن دينار عن سالم تفرد به خارجة رواه من القدماء عن خارجة المعافى بن عمران الموصلي
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا علي بن عبدالعزيز قال ثنا عبيد بن يعيش قال ثنا أبو بكر بن عياش عن مبشر عن الزهري عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن من شرار الناس المجاهرين قالوا يا رسول الله وما المجاهرون قال الذي يذنب الذنب بالليل فيستره الله عليه فيصبح فيحدث به الناس فيقول فعلت البارحة كذا وكذا فيهتك سستر الله عنه هذا حديث صحيح رواه عن الزهري ابن أخيه وغيره ومبشر هو السعدي كوفي غزير الحديث يجمع حديثه تفرد به عنه أبو بكر بن عياش
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا أبو عبدالرحمن المقري قال ثنا حيوة عن أبي صخر عن عبدالله بن عبدالرحمن عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليلة أسري به مر بي جبريل على إبراهيم الخليل عليه السلام

فقال ابراهيم يا جبريل من معك قال جبريل هذا محمد قال ابراهيم يا محمد مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن أرضها واسعة وترابها طيب قال محمد لإبراهيم عليهما السلام وما غراس الجنة قال ابراهيم لا حول ولا قوة إلا بالله هذا حديث غريب من حديث سالم ومن حديث عبدالله بن عبدالرحمن وهو أبو طوالة الأنصاري مدني يجمع حديثه لم نكتبه إلا من حديث حيوة عن أبي صخر حدث به الأئمة عن أبي عبدالرحمن المقرىء والله أعلم 179
مطرف بن عبدالله
ومنهم المتعبد الشكير مطرف بن عبدالله بن الشخير كان لنفسه مذلا ولذكر الله عزو جل مجلا وقد قيل إن التصوف إدمان الإذلال والأعمال وإيثار الإقلال والإجمال
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا خلف بن عبيد الضبي قال ثنا نصر ابن علي قال ثنا الأصمعي قال ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني قال قال مطرف بن عبدالله لابن أبي مسلم ما مدحني أحد قط إلا تصاغرت على نفسي
حدثنا محمد بن عبدالله المفتولي المقرىء قال ثنا حاجب بن أبي بكر قال ثنا حماد بن الحسن قال ثنا يسار قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا ثابت قال قال مطرف إني لأستلقي من الليل على فراشي فأتدبر القرآن وأعرض عملي على عمل أهل الجنة فإذا أعمالهم شديدة كانوا قليلا من الليل ما يهجعون يبيتون لربهم سجدا وقياما أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما فلا أراني فيهم فأعرض نفسي على هذه الآية ما سلككم في سقر فأرى القوم مكذبين وأمر بهذه الآية وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا اخوتاه منهم

حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا عبدالرحمن مهدي عن غيلان بن جرير عن مطرف قال لو سألنا الله أن يميتنا من خشيته كنا أحق بذلك ولقد علمت أن ربي تعالى ليرضى منا بدون ذلك
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا زيد بن الحباب عن مهدي بن ميمون قال ثنا غيلان بن ميمون قال سمعت مطرفا يقول لو أتاني آت من ربي تعالى فخيرني أفي الجنة أو في النار أو أصير ترابا اخترت أن أصير ترابا
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا ثابت أن مطرف بن عبدالله قال لو كان لي نفسان لقدمت أحدهما قبل الأخرى فإن هجمت على خير أتبعتها الأخرى وإلا أمسكتها ولكن إنما لي نفس واحدة ما أدري على ما تهجم خير أو شر
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق السراج قال ثنا الحسين ابن منصور ابو علوية الصوفي قال ثنا الحجاج بن محمد عن مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير قال قال مطرف صلاح القلب بصلاح العمل وصلاح العمل بصحة النية
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا الحسن بن علي بن المتوكل قال ثنا ابو الحسن المدائني قال قال ابو محمد الباهلي سمعت زهير الباني يقول مات ابن لمطرف بن عبدالله بن الشخير فخرج على الحي قد رجل جمته ولبس حلته فقيل له ما نرضى منك بهذا وقد مات ابنك فقال أتأمروني أن أستكين للمصيبة 1 فوالله لو أن الدنيا وما فيها لي فأخذها الله مني ووعدني عليها شربة ماء غدا ما رأيتها لتلك الشربة أهلا فكيف بالصلوات والهدى والرحمة
حدثنا أبو بكر بن عبدالله بن محمد بن عطاء قال ثنا أبو عبدالله بن شيرزاد

قال ثنا عبدالله بن محمد بن ابراهيم العبسي قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت أن مطرفا قال لو كانت الدنيا لي فأخذها الله مني بشربة ماء ليسقيني بها يوم القيامة كان قد أعطاني بها ثمنا
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا روح بن عباده عن سعيد عن قتادة قال كان مطرف بن عبدالله يقول إن من أحب عباد الله إلى الله الصبار الشكور الذي إذا ابتلي صبر وإذا أعطي شكر
حدثنا ابو محمد بن حيان قال ثنا اسحاق بن أبي حسان 1 قال ثنا احمد ابن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان الداراني يقول لبس مطرف بن عبدالله الصوف وجلس مع المساكين فقيل له [ في ذلك ] فقال إن أبي كان جبارا فأحب أن أتواضع لربي عز و جل ولعله يخفف عن أبي تجبره
حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا عفان قال ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا حميد بن هلال قال كان مطرف بن عبدالله يقول نظرت ما خبر لا شر فيه ولا آفة ولكل شيء آفة فما وجدته إلا أن يعافى عبد فيشكر
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد ابن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا أبو عوانة عن قتادة قال قال مطرف بن عبدالله لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر
حدثنا ابو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا الفضل بن سهل قال ثنا يزيد بن هارون أخبرنا أبو الاشهب عن رجل قال قال مطرف لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلي من أن أبيت قائما وأصبح معجبا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا عبدالله بن أبي السراج زياد قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا ثابت عن مطرف قال لئن يسألني ربي عز و جل يوم القيامة يا مطرف ألا فعلت أحب إلي من أن يقول يا مطرف

حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن الفضل قال ثنا سليمان بن الحسن قال ثنا عبدالواحد بن غياث قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن مطرف قال لو حلفت لرجوت أن أبر إنه ليس أحد من الناس إلا وهو مقصر فيما بينه وبين ربه عز و جل
حدثنا احمد بن جعفر بن معبد قال ثنا احمد بن مهدي قال ثنا أبو يعلى محمد بن الصلت قال ثنا ابن عيينة عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف [ في قوله تعالى ] فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال رآهم وجماجمهم تغلى وقد غيرت النار حبره وسبره 1
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني نصر بن علي قال ثنا روح بن المسيب قال ثنا ثابت البناني قال قال مطرف الإنسان بمنزلة الحجر إن جعل الله فيه خيرا كان فيه وقرأ قول الله سبحانه ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور وقال مطرف إن ها هنا قوما يزعمون أنهم إن شاؤوا دخلوا الجنة وأن شاؤوا دخلوا النار ثم حلف مطرف بالله ثلاثة أيمان مجتهد أن لا يدخل الجنة عبد ابدا إلا عبد شاء أن يدخله اياها عمدا
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا عبدالله بن المبارك قال ثنا جرير بن حازم قال ثنا حميد بن هلال قال قال مطرف بن عبدالله إني وجدت العبد ملقى بين ربه سبحانه وبين الشيطان فان استشلاه 2 ربه أو استنقذه نجا وإن تركه والشيطان ذهب به
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد ابن حنبل حدثني محمد بن عبيد بن حساب قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا ثابت قال قال مطرف لو أخرج قلبي فجعل في يدي هذه اليسار وجيء بالخير فجعل في هذه اليمنى ما استطعت أن أولج قلبي منه شيئا حتى يكون الله تعالى يضعه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا احمد بن علي الخزاعي قال ثنا حماد

عن داود بن أبي هند عن مطرف بن عبدالله أنه قال ليس لأحد أن يصعد فيلقي نفسه من فوق البئر ويقول قدر لي ولكن يحذر ويجتهد ويتقي فان أصابه شيء علم أنه لم يصبه إلا ما كتب الله له
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا اسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن قتادة وبديل العقيلي عن مطرف بن عبدالله قال إن الله عز و جل لم يكل الناس إلى القدر وإليه يعودون وقال بديل في حديثه وإليه يصيرون حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبدالله بن يعقوب قال ثنا حنبل بن اسحاق قال قال خلف بن الوليد الجوهري قال أنشأ أبو بكر النهشلي يحدثنا قال قال مطرف كفى بالنفس إطراء على رؤوس الملأ كأنك أردت به زينها وذلك عند الله عز و جل شينها
حدثنا محمد بن عبدالله المفتولي 1 قال ثنا حاجب بن أبي بكر قال ثنا حماد بن الحسن قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا المعلا بن زياد قال كان إخوان مطرف عنده فخاضوا في ذكر الجنة فقال مطرف لا أدري ما تقولون حال ذكر النار بيني وبين الجنة
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا بن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا زيد بن الحباب عن مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير قال سمعت مطرفا يقول كأن القلوب ليست منا وكأن الحديث يعني به غيرنا
حدثنا عبدالله بن محمد العبسي 2 قال ثنا عفان قال ثنا حماد عن ثابت أن مطرفا كان يقول لو أن رجلا رأى صيدا والصيد لا يراه يختله أليس يوشك أن يأخذه قالوا بلى قال فإن الشيطان هو يرانا ونحن لا نراه فيصيب منا

حدثنا عبدالله بن شعيب قال ثنا عبدالله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا عبدالله بن محمد العبسي قال ثنا وهيب قال ثنا الحريري عن أبي العلاء عن مطرف أنه قال ما أوتي عبد بعد الايمان أفضل من العقل
حدثنا محمد بن محمد بن اسحاق الشلاثائي قال ثنا زكريا الساجي قال ثنا محمد بن خالد بن حرملة قال ثنا مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير عن مطرف قال عقول الناس على قدر زمانهم 1
حدثنا أحمد بن محمد بن الفضل قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عمر بن محمد بن الحسن قال ثنا أبي قال ثنا مهدي عن غيلان أن مطرفا كان يقول هم الناس وهم النسناس وأرى ناسا غمسوا في ماء الناس
حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالوهاب قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا عبيد الله قال سعيد أبو قدامة قال ثنا عبدالرحمن عن شعبة عن خالد الحذاء عن غيلان جرير بن مطرف قال لا تقل إن الله يقول ولكن قل قال الله وقال إن الرجل يكذب مرتين يقال له ما هذا فيقول لاشيء لا شيء أليس بشيء 2
حدثنا عن محمد بن عبد رسته قال ثنا محمد بن عبيد بن حساب قال ثنا حماد بن يزيد قال ثنا اسحاق بن سويد عن مطرف قال لا يقولن أحدكم نعم الله بك عينا فإن الله لا ينعم عينه بأحد وليقل أنعم الله بك عينا حدثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا اسحاق بن الحسن الحربي قال ثنا الحسين بن محمد قال ثنا شيبان عن قتادة إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور قال كان مطرف يقول هذه آية القراء حدثنا عبدالله بن محمد بن عطاء قال ثنا أبو عبد الله بن شيرزاد قال ثنا عبد الله بن محمد العبسي قال ثنا غندر قال ثنا شعبة عن يزيد الدشك عن مطرف إن الذين يتلون كتاب الله الآية قال هذا آية القراء 3

حدثنا عبدالرحمن بن العباس قال ثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال ثنا ابو كريب قال ثنا اسحاق بن سليمان عن أبي جعفر الرازي عن قتادة عن مطرف قال إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم فاطلبوا نعيما لا موت فيه
حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا عفان قال ثنا همام قال سمعت قتادة قال ثنا مطرف قال كنا نأتي زيد بن صوحان وكان يقول يا عباد الله اكرموا واجملوا فانما وسيلة العباد إلى الله بخصلتين الخوف والطمع فأتيته ذات يوم وقد كتبوا كتابا فنسقوا كلاما من هذا النحو إن الله ربنا ومحمد نبينا والقرآن إمامنا ومن كان معنا كنا وكنا [ له ] ومن خالفنا كانت يدنا عليه وكنا وكنا قال فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلا رجلا فيقولون أقررت يا فلان حتى انتهوا إلى فقالوا أقررت يا غلام قلت لا قال لا تعجلوا على الغلام ما تقول يا غلام قال قلت إن الله قد أخذ علي عهدا في كتابه فلن أحدث عهدا سوى العهد الذي أخذه الله عز و جل علي قال فرجع القوم من عند آخرهم ما أقر به أحد منهم قال قلت لمطرف كم كنتم قال زهاء ثلاثين رجلا قال قتادة وكان مطرف إذا كانت الفتنة نهى عنها وهرب وكان الحسن ينهى عنها ولا يبرح وقال مطرف ما أشبه الحسن إلا برجل يحذر الناس السيل ويقوم لسببه
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا سفيان قال قال مطرف إن الفتنة ليست تأتي تهدي الناس ولكن إنما تأتي تقارع 1 المؤمن عن دينه ولأن يقول الله لم لا قتلت فلانا أحب إلى من أن يقول لم قتلت فلانا
حدثنا محمد بن أحمد قال ثنا محمد بن سهل قال ثنا حميد بن مسعدة قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا ثابت عن مطرف أن الفتنة لا تجيء تهدي الناس ولكن تجيء تقارع المؤمن عن دينه
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبدالرحمن بن محمد قال ثنا هناد بن

السرى قال ثنا وكيع عن أبي العلاء الضحاك بن يسار عن يزيد بن عبدالله ابن الشخير عن أخيه مطرف قال إن العبد إذا استوت سريرته وعلانيته قال الله عز و جل هذا عبدي حقا قال وقال مطرف ليخلصن الجبار بين الخلائق يوم القيامة حتى يؤخذ للجماء من القرناء بفضل قرنها
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني محمد بن عبيد بن حساب قال ثنا جعفر بن سليمان حدثه ابو التياح قال كان مطرف ابن عبدالله يبدو 1 فإذا كان ليلة الجمعة ادلج على فرسه فربما نور له سوطه قال فأدلج ليلة حتى إذا كان عند القبور هوم على فرسه قال فرأيت أهل القبور صاحب كل قبر جالسا على قبره فلما رأوني قالوا هذا مطرف يأتي الجمعة قال قلت أتعلمون عندكم يوم الجمعة قالوا نعم نعلم ما تقول الطير فيه قلت وما تقول الطير قالوا تقول سلام سلام من يوم صالح
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق قال ثنا معمر عن قتادة قال كان مطرف بن عبدالله بن الشخير وصاحب له سريا في ليلة مظلمة فاذا طرف سوط أحدهما عنده ضوء فقال أما إنا لو حدثنا الناس بهذا لكذبونا فقال مطرف المكذب أكذب يقول المكذب بنعمة الله أكذب
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق حدثني الحسن بن منصور قال ثنا حجاج بن محمد عن مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير قال أقبل مطرف مع ابن أخ له من البادية وكان يبدو فبينا هو يسير سمع في طرف سوطه كالتسبيح فقال له ابن أخيه يا أبا عبد الله لو حدثنا الناس بهذا كذبونا فقال مطرف المكذب أكذب الناس
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا ابن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عفان قال ثنا حماد عن ثابت عن مطرف أنه أقبل من مبداه فجعل يسير بالليل فأضاء له سوطه
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا هاشم بن حمدان القاسم قال ثنا سليمان بن المغيرة قال كان

مطرف بن عبدالله إذا دخل بيته سبحت معه آنية بيته
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد قال ثنا أحمد بن عبدالرحمن السقطي قال ثنا يزيد بن هارون أخبرنا جرير بن حازم عن حميد بن هلال قال كان بين مطرف وبين رجل من قومه شيء فقال له مطرف إن كنت كاذبا فأماتك الله أو تعجل الله بك قال فخر ميتا مكانه قال فاستعدى أهله زيادا وهو على البصرة فقال لهم زياد هل ضربه هل مسه فقالوا لا فقال زياد هي دعوة رجل صالح وافقت قدر الله
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا احمد بن ابراهيم قال ثنا ابو عامر القيسي قال ثنا بشر بن كثير الأسدي قال رأيت مطرف بن عبدالله إذا نزل بادية خط مسجدا وركز عصاه حيال وجهه وكان كلب أبيض يمر بين يديه وهو يصلي فلا ينصرف فقال اللهم احرمه صيده وقال بشر فلا أعلمه إلا كان يخالط الصيد فلا يصيد
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا ابو مسعود عبدان قال ثنا سلمة بن شبيب قال ثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا الحسن بن عمرو الفزاري عن ثابت اليماني ورجل آخر أنهما دخلا على مطرف وهو مغمى عليه قال فسطعت منه أنوار ثلاثة نور من رأسه ونور من وسطه ونور من رجليه وقدميه قال فهالنا ذلك فأفاق فقالا له كيف أنت يا أبا عبدالله فقال صالح فقالا لقد رأينا شيئا هالنا قال وماهو قلنا أنوار سطعت منك قال وقد رأيتم ذلك قالوا نعم قال تلك تنزيل السجدة وهي ثلاثون آية سطع أولها من رأسي ووسطها من وسطي وآخرها من قدمي وقد صورت تشفع لي فهذا ثوابها يحرسني
حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالوهاب قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا خالد بن خداش قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا غيلان بن جرير قال حبس الحجاج مورقا العجلي في السجن فقال لي مطرف بن عبدالله تعال حتى ندعو وأمنوا فدعا مطرف وأمنا على دعائه فلما كان العشاء خرج

الحجاج ودخل الناس ودخل أبو مورق فيمن دخل فقال الحجاج لحرسي اذهب الى السجن فادفع ابن هذا الشيخ اليه قال خالد من غير أن يكلمه فيه أحد من الناس
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أبو الأحوص عن أبي غيلان قال كان مطرف بن الشخير يقول اللهم إني أعوذ بك من شر السلطان ومن شر ما تجري به أقلامهم وأعوذ بك أن أقول بحق أطلب به غير طاعتك وأعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك وأعوذ بك أن استعين بشيء من معاصيك على ضر نزل بي وأعوذ بك من أن تجعلني عبرة لأحد من خلقك وأعوذ بك أن تجعل أحدا أسعد بما علمته مني اللهم لا تخزني فإنك بي عالم اللهم لا تعذبني فإنك علي قادر رواه أحمد بن سلمة عن عبدالله بن العيزار عن مطرف نحو ورواه ابن عيينة عن عمرو بن عامر عن مطرف نحوه
حدثنا منصور بن احمد قال ثنا عبدالرحمن ابن محمد بن عبد الله المقري قال ثنا جدي ويحيى بن الربيع قالا ثنا سفيان ابن عيينة عن عمرو بن عامر قال كان مطرف بن عبدالله يدعو فذكر مثله
حدثنا احمد بن محمد بن أبان قال ثنا أبو بكر بن عبيد قال ثنا محمد بن قدامة قال سمعت سفيان بن عيينة يقول كان دعاء مطرف بن عبدالله اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أوف به وأستغفرك مما زعمت أني أردت به وجهك فخالط قلبي فيه ما قد علمت
حدثنا أبي قال ثنا أحمد بن أبان قال ثنا عبدالله بن محمد بن عبيد قال ثنا عمر بن أبي الحارث بن شيخ من بني عقيل حدثهم قال ثنا حيان بن يسار قال ثنا محمد بن واسع قال كان مطرف عبدالله يقول اللهم ارض عنا فإن لم ترض عنا فاعف عنا فإن المولى قد يعفو عن عبده وهو عنه غير راض
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا أبو عبدالله بن شيرزاد قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت قال كان مطرف يقول اللهم تقبل مني صلاة اللهم تقبل مني صياما اللهم

اكتب لي حسنة ثم قال إنما يتقبل الله من المتقي
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا سوار بن عبدالله بن سوار قال ثنا أبي عن حماد بن سلمة عن ثابت قال قال مطرف نظرت في بدء هذا الأمر ممن هو فإذا هو من الله تعالى قال قلت فعلى من تمامه فإذا هو على الله تعالى ونظرت ما ملاكه فإذا ملاكه الدعاء
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبدالرحمن بن محمد قال ثنا هناد بن السرى المنقري قال ثنا ابن المبارك عن شكير بن عبدالعزيز عن أبيه عن مطرف قال إذا دخلتم على المريض فإن استطعتم أن يدعو لكم فإنه قد حرك
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن الصباح قال ثنا سفيان قال قال مطرف لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لوجدا سواء لا يزيد أحدهما على صاحبه
حدثنا محمد بن علي قال ثنا الحسن بن محمد بن حماد ثنا سلمة بن شبيب أخبرنا عبدالرزاق قال ثنا معمر عن قتادة قال قال مطرف وجدنا أنصح عباد الله لعباد الله الملائكة ووجدنا أغش العباد لعباد الله الشياطين
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا محمد ابن الصباح قال ثنا سفيان قال قال مطرف إن أقبح ما طلبت به الدنيا عمل الآخرة
حدثنا محمد بن اسحاق قال ثنا ابراهيم بن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا قرة بن خالد قال ثنا يزيد بن عبدالله قال قال مطرف قلت لعمران بن حصين أنا أفقر إلى الجماعة من عجوز أرملة لأنها إذا كانت جماعة عرفت قبلتي ووجهي وإذا كانت الفرقة التبس على أمري قال له إن الله عز و جل سيكفيك من ذلك ما تحاذر
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا الحسين بن منصور قال ثنا الحجاج بن مهدي عن غيلان عن مطرف قال ما أرملة جالسة على ذيلها بأحوج إلى الجماعة مني
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عمر بن محمد

ابن الحسن قال ثنا أبي قال ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال قال مطرف ليعظم جلال الله أن تذكروه عند الحمار والكلب فيقول أحدكم لكلبه أو لشاته أخزاك الله وفعل الله بك
حدثنا أبو حامد محمد بن أحمد الجرجاني قال ثنا أحمد بن موسى بن العباس العدوي قال ثنا اسماعيل بن سعيد الكسائي قال ثنا ابو علية عن اسحاق بن سويد قال تعبد عبدالله بن مطرف فقال له أبوه أي عبدالله العلم أفضل من العمل والسيئة بين الحسنتين وشر الشيئين الحقحقة قال الشيخ رحمه الله كذا السيئة بين الحسنتين وقد قيل الحسنة بين السيئتين يعني بترك الغلو والتقصير
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا أحمد بن موسى بن العباس قال ثنا اسماعيل بن سعيد قال ثنا الثوري عن أبيه قال ثنا أبو التياح عن مطرف ابن عبدالله قال أتى على الناس زمان فأفضلهم في أنفسهم المسارع وأما اليوم فأفضلهم في أنفسهم المتأني
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا أحمد بن موسى قال ثنا اسماعيل بن سعيد قال ثنا ابن علية عن أيوب السختياني قال نبئت أن مطارفا كان يقول إذا كان ديني يضيق على حتى أقوم إلى رجل معه مائة الف سيف فانبذ إليه بكلمة يقتلني عليها إن ديني إذا أضيق
حدثنا اسحاق بن حسان قال ثنا احمد بن أبي الحواري حدثني عبدالعزيز أو غيره قال غاب ابن لمطرف فلبس جبة وأخذ عصا أو قصبة في يده وقال أتمسكن لربي لعله يرحمني فيرد علي ولدي
حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالوهاب قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عبدالله بن أبي زياد عن يسار قال ثنا جعفر قال ثنا ثابت قال قال مطرف بن عبدالله والله لئن كان مجلسنا هذا مما سبق لنا في كتاب الله السابق لنعم ما سبق لنا ولئن كان الله أعطاناه فيما يقسم لنعم ما قسم لنا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا الحسين بن منصور قال ثنا حجاج بن

محمد عن مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير قال قال مطرف بن عبدالله لو حمدت نفسي لقليت الناس حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس الثقفي قال ثنا عمر بن محمد بن الحسن قال ثنا أبي قال ثنا مهدي عن غيلان عن مطرف أنه كان يقول احترسوا من الناس بسوء الظن حدثنا محمد بن اسحاق قال ثنا ابراهيم بن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا قرة عن خالد قال ثنا يزيد بن عبدالله قال قال مطرف إن الله عز و جل ليرحم برحمته العصفور قال فأصاب حمرة فقال لأتصدقن اليوم بك على فراخك فأرسلها
حدثنا محمد بن الفتح الحنبلي قال ثنا أبو بكر الأزرق قال ثنا الحسن ابن عرفة قال ثنا أبو بكر السهمي حدثني شيخ لنا يكنى أبا بكر أن مطرف ابن عبدالله بن الشخير قال لبعض إخوانه يا أبا فلان إذا كانت لك إلي حاجة فلا تكلمني فيها ولكن اكتبها الي في رقعة ثم ارفعها إلي فإني أكره أن أرى في وجهك ذل السؤال وقد قال الشاعر ... لا تحسين الموت موت البلى ... وإنما الموت سؤال الرجال ... كلاهما موت ولكن ذا ... أشد من ذاك لذل السؤال ... وقال الشاعر أيضا ... ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله ... عوضا وإن نال الغنى بسؤال ... وإذا السؤال مع النوال وزنته ... رجح السؤال وخف كل نوال ... فإذا ابتليت ببذل وجهك سائلا ... فابذله للمتكرم المفضال ...
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أبو بكر بن مكرم قال ثنا مشرف بن سعيد الواسطي قال ثنا الحارث بن منصور قال ثنا أيوب بن شعيب عن الأعمش قال قال لي مطرف بن عبدالله وجدت الغفلة التي ألقاها الله عز و جل في قلوب الصديقين من خلقه رحمة رحمهم بها ولو ألقى في قلوبهم الخوف على قدر معرفتهم ما هنأهم العيش قال الشيخ رحمه الله أسند مطرف عن غير واحد من الصحابة

فمما روى عن أبيه عبدالله بن الشخير ما حدثناه عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله بن مرزوق وحدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال ثنا الحسن بن المثنى قالا ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبدالله بن الشخير عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء ورواه عبد الله بن المبارك عن حماد بن سلمة مثله ورواه السري بن يحيى عن عبدالكريم بن رشيد عن مطرف مثله
حدثنا الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان قال ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضي قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا أبان بن يزيد قال ثنا قتادة عن مطرف ابن عبدالله بن الشخير عن أبيه قال دفعت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو يقرأ هذه السورة ألهاكم التكاثر يقول ابن آدم مالي مالي ومالك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت وتصدقت فأمضيت ولبست فأبليت رواه عن قتادة سليمان التيمي وشعبة وهشام وهمام
حدثنا محمد بن معمر قال ثنا أبو شعيب الجراني قال ثنا يحيى بن عبدالله حدثني أبي 1 قال ذكر رجل عند النبي صلى الله عليه و سلم رجلا يصوم الدهر فقال لا صام ولا أفطر رواه عن قتادة شعبة والحجاج بن الحجاج وهشام وهمام وسعيد وأبان
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي والحسين بن اسحاق قالا ثنا أبو هريرة محمد قال ثنا مسلم بن قتيبة قال ثنا عمران القطان عن قتادة عن مطرف عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثل ابن آدم وإلى جنبه تسعة وتسعون منية إن أخطأته المنايا وقع في الهرم حتى يموت تفرد به عن قتادة عمران
حدثنا محمد بن اسحاق بن إبراهيم القاضي قال ثنا أ0حمد بن عمرو البزاز قال ثنا عباد بن يعقوب قال ثنا عبدالله بن عبدالقدوس عن الأعمش عن

مطرف بن عبدالله عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع لم يروه متصلا عن الأعمش إلا عبدالله بن عبد القدوس ورواه جرير بن عبدالحميد عن الأعمش عن مطرف عن النبي صلى الله عليه و سلم من دون حذيفة ورواه قتادة وحميد بن هلال عن مطرف من قوله 180
يزيد بن عبد الله
ومنهم أبو العلاء يزيد بن عبدالله بن الشخير أخو مطرف له في العبادة ذكر مشهور وكلامه إن قل مذكور فمما حفظ عنه قيل له ألا نسقف مسجدنا قال اصلحوا قلوبكم يكفكم مسجدكم وكان يقول إن صاحب النار الذي لا تمنعه مخافة الله من شيء خفي له
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا ابراهيم بن شريك قال ثنا شهاب بن عباد قال ثنا حماد بن زيد عن بديل بن ميسرة قال كان مطرف يقول لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن ابتلى فأصبر وكان أخوه أبو العلاء يقول اللهم أي ذلك كان خيرا فعجل لي
حدثنا محمد بن حيان قال ثنا أبو بكر بن مكرم قال ثنا مشرف الواسطي قال ثنا عمرو بن السكن قال كنت عند سفيان بن عيينة فقام إليه رجل من أهل بغداد فقال يا أبا محمد أخبرني عن قول مطرف لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر أهو أحب إليك أم قول أخيه أبي العلاء اللهم رضيت لنفسي ما رضيت لي قال فسكت سكتة ثم قال قول مطرف أحب إلي فقال الرجل كيف وقد رضي هذا لنفسه ما رضيه الله له قال سفيان إني قرأت القرآن فوجدت صفة سليمان مع العافية التي كان فيها نعم العبد إنه أواب ووجدت صفة أيوب مع البلاء الذي كان فيه نعم العبد إنه أواب فاستوت الصفتان وهذا معافى وهذا مبتلى

فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أحب إلي من البلاء مع الصبر
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا علي يعني ابن اسحاق أخبرنا عبدالله يعني ابن المبارك قال ثنا سلام بن أبي مطيع عن ثابت قال كان الحسن في مجلس فقيل لأبي العلاء يزيد بن عبدالله بن الشخير تكلم فقال أوهناك أنا ثم ذكر الكلام ومؤنته وتبعته قال ثابت فأعجبني ومما أسبد
ما حدثناه الحسن بن حمويه الخثعمي وإبراهيم بن أبي حصين الوادعي قالا ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي قال ثنا العباس بن الفضل البصري قال ثنا نصر بن حماد البلخي قال ثنا مالك بن عبدالله الأزدي قال ثنا يزيد بن عبدالله ابن الشخير العنبري عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ قل هو الله أحد في مرضه الذي يموت فيه لم يفتن في قبره وأمن من ضغطة القبر وحملته الملائكة يوم القيامة بأكفها حتى تجيزه من الصراط إلى الجنة
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو البزار قال ثنا أزهر ابن جميل قال ثنا سعيد بن راشد الجريري عن أبي العلاء يزيد بن عبدالله بن الشخير عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى ليبتلي العبد بالرزق لينظر كيف يعمل فإن رضي بورك له وإن لم يرض لم يبارك له قال أحمد بن عمرو البزار لم نسمع هذا الحديث إلا من أزهر بهذ الأسناد والله سبحانه وتعالى أعلم 181
صفوان بن محرز
ومنهم المتعبد البكاء المتوحد الدعاء صفوان بن محرز المازني

حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة املاء قال أحمد بن يحيى الحلواني قال ثنا سعيد بن سليمان عن ابن شهاب عن هشام عن الحسن أن صفوان بن محرز قال إذا رجعت إلى أهلي وقدموا إلي رغيفا فطرد عن الجوع فجزى الله الدنيا عن أهلها شرا
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا أبو يعلى الموصلي قال ثنا الحسن ابن أبي حماد قال ثنا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن عبدالله بن رباح قال كان صفوان بن محرز المازني إذا قرأ هذه الآية وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون بكى حتى أقول اندق قصيص زوره 1
حدينا عبدالله بن محمد قال ثنا أبو عبدالله بن شيرزاد قال ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال ثنا عفان قال ثنا جعفر بن سليمان قال سمعت المعلى بن زياد يقول كان لصفوان بن محرز سرب يبكي فيه وكان يقول قد أرى مكان الشهادة لو شايعتني نفسي
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا أبو عبدالله بن شيرزاد قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عفان قال ثنا مهدي بن ميمون قال ثنا غيلان بن جرير عن صفوان قال كانوا يجتمعون هو واخوانه فيتحدثون فلا يرون تلك الرقة قال فيقولون يا صفوان حدث أصحابك قال فيقول الحمد لله قال فيرق القوم وتسيل الدموع من أعينهم وكأنها أفواه المزادة
حدثنا عن عبدالله بن احمد بن عقبة قال ثنا حماد بن الحسن قال ثنا سيار قال ثنا جعفر عن ثابت قال أخذ عبيد الله بن زياد ابن أخي صفوان ابن محرز المازني فتحمل عليه بالناس فلم يبق أحد إلا كلمه فيه فلم ير لحاجته انجاحا فبات ليلة في مصلاه وهو يصلي فرقد في مصلاه فلما رقد أتاه آت في منامه فقال يا صفوان قم فاطلب حاجتك من قبل وجهها قال أفعل فقام وتوضأ فصلى ودعا قال فتنبه ابن زياد لحاجة صفوان في بعض الليل فقال علي ابن أخي صفوان قال فجاء الحرس والشرط والنيران ففتحت أبواب السجن

حتى استخرج ابن أخي صفوان فجيء به إلى ابن زياد فقال له أنت ابن أخي صفوان قال نعم قال فأرسله فما شعر صفوان حتى ضرب عليه الباب فقال من هذا قال أنا فلان تنبه الأمير في بعض الليل فجاء الحرس والشرط وجيء بالنيران وفتحت أبواب السجون فجيء بي فخل عني بغير كفالة
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا عبدالرحمن بن سالم قال ثنا هناد بن السرى قال ثنا ابن أبو أسامة عن أبي هلال حدثني ثابت عن صفوان بن محرز قال كان لداود نبي الله عليه السلام يوم يتأوه فيه يقول أوه من عذاب الله أوه من عذاب الله أوه من عذاب الله قبل لا أوه قال فذكرها صفوان ذات يوم وهو في مجلسه فبكى حتى غلبه البكاء فقام
حدثنا احمد بن جعفر بن معبد قال ثنا أبو بكر بن النعمان قال ثنا محمد بن سعيد بن سابق قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن صفوان بن محرز قال كنت عنده فدخل عليه شاب من أصحاب الاهواء فذكر له شيئا فقال له أيها الفتى ألا أدلك على خاصة الله تعالى التي خص بها أولياءه يقول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم الآية
حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا احمد بن يحيى الحلواني قال ثنا احمد ابن ابي يونس قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا محمد بن واسع قال رأيت صفوان ابن محرز وأناسا في المسجد قريبا منه وأصحابه يتجادلون فقام ونفض ثوبه وقال إنما أنتم جرب
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا عبدالله به محمد العبسي قال ثنا عفان قال ثنا حماد عن ثابت أن صفوان بن محرز كان له خص فيه جذع فانكسر الجذع فقيل له ألا تصلحه فقال دعوه إنما أموت غدا وأسند صفوان عن عدة من الصحابة منهم عبدالله بن عمر بن الخطاب وأبو موسى الأشعري وعمران بن حصين وحكيم بن حزام رضي الله تعالى عنهم

حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم قال ثنا محمد بن احمد بن أبي العوام قال ثنا عبدالوهاب بن عطاء الخفاف قال ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن صفوان بن محرز قال بينما عبدالله بن عمر يطوف بالبيت إذ عارضه رجل فقال يا أبا عبدالرحمن كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في النجوى فقال له سمعته يقول يدنو المؤمن من ربه عز و جل يوم القيامة كأنه بذج 1 فيضع عليه كنفه فيقروه فيقول أي رب أعرف فيقول انا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ويعطى صحيفة حسناته وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين قال سعيد وقتادة فلم تجد أحدا خفى خزيه على أحد من الخلائق هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث قتادة رواه عنه عامة أصحابه منهم أبو عوانة وهمام أبان وغيرهم
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا أبو معاوية قال ثنا الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان ابن محرز عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقبلوا البشرى يا بني تميم قال فقالوا قد بشرتنا فاعطنا قال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن قال قلنا قد قبلنا فأخبرنا عن أول هذا الأمر كيف كان قال كان الله قبل كل شيء وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء قال وأتاني آت فقال يا عمران انحلت ناقتك من عقالها قال فخرجت فإذا السراب ينقطع بيني وبينها فخرجت في أثرها فلا أدري ما كان بعدي هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث جامع عن صفوان رواه عن الأعمش عامة أصحابه حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا عبدالصمد بن عبدالوارث حدثني أبي قال ثنا داود بن

أبي هند قال ثنا عاصم الأحول عن صفوان بن محرز قال قال أبو موسى الأشعري إني بريء مما برىء الله منه ورسوله إن رسول الله صلى الله عليه و سلم برىء ممن خلق وسلق وخرق هذا حديث صحيح على رسم مسلم أخرجه في صحيحه تفرد به عن داود بن أبي هند عبدالواحد بن سعيد التنوري
حدثنا أبو مسعود عبدالله بن محمد بن أحمد الزهري قال ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي قال ثنا محمد بن يزيد قال ثنا عبدالوهاب بن عطاء قال ثنا سعيد عن قتادة عن صفوان بن محرز عن حكيم بن حزام قال بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم في أصحابه إذ قال لهم تسمعون ما أسمع فقالوا ما نسمع من شيء قال إني لأسمع أطيط السماء ولا تلام أن تئط وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم هذا حديث غريب من حديث صفوان بن محرز عن حكيم تفرد به عن قتادة سعيد بن أبي عروبة 182
أبو العالية
ومنهم ذو الأحوال السامية والأعمال الخافية رفيع أبو العالية كانت وصاياه في لزوم الاتباع وعهود في مجانبة الاحداث والابتداع وقد قيل إن التصوف الرضا بالقسمة والسخاء بالنعمة
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا حاجب بن أبي كثير قال ثنا محمد بن اسماعيل الأحمسي قال ثنا زيد بن الحباب حدثني خالد بن دينار عن أبي العالية قال تعلمت الكتاب والقرآن فما شعر بي أهلي ولا روئي في ثوبي مداد قط أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم فيما أذن لي قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا مسلم بن ابراهيم قال ثنا أبو خالدة قال سمعت أبا العالية يقول إن خير الصدقة أن تعطي بيمينك وتخفيها من شمالك قال وسمعت أبا العالية يقول زارني عبدالكريم أبو أمية وعليه ثياب صوف فقلت هذا زي الرهبان إن المسلمين إذا تزاوروا تجملوا
حدثنا أبي قال ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا عبدالجبار بن

العلاء قال ثنا سفيان بن عيينة حدثني نعيم عن عاصم قال كان أبو العالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا أبو بكر بن النعمان قال ثنا محمد بن سعيد بن سابق قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أنس عن أبي العالية قال اعمل بالطاعة وأحب عليها من عمل بها واجتنب المعصية وعاد عليها من عمل بها فان شاء الله عذب أهل معصيته وإن شاء غفر لهم
حدثنا عبدالله بن علي بن جعفر قال ثنا عبدالله بن محمد بن سوار قال ثنا العلاء بن عمرو الحنفي قال ثنا حفص بن غياث عن عاصم عن أبي العالية قال ما أدري أي النعمتين أفضل أن هداني الله للإسلام أو عافاني من هذه الأهواء
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا ابراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر وحدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا أبو همام قال ثنا عبدالله بن المبارك قال عن عاصم الأحول عن أبي العالية قال تعلموا الإسلام فاذا علمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام ولا تحرفوا الصراط يمينا وشمالا وعليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه و سلم وأصحابه قبل أن يقتلوا صاحبهم وقبل أن يفعلوا الذي فعلوه بخمس عشرة سنة وإياكم وهذه الأهواء المتفرقة فإنها تورث بينكم العداوة والبغضاء زاد ابن المبارك في حديثه قال عاصم فحدثت به الحسن فقال صدق أبو العالية ونصح قال ابن المبارك فذكر للربيع بن أنس قال أخبرني أبو العالية أنه قرأه بعد النبي صلى الله عليه و سلم بعشر سنين
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موس قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان بن عيينة قال سمعت عاصما الأحول يحدث عن أبي العالية قال تعلموا القرآن فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه وإياكم وهذه الأهواء فإنها توقع بينكم العداوة والبغضاء وعليكم بالأمر الأول الذي كانوا عليه قبل أن يتفرقوا فإنا قد قرأنا القرآن قبل أن يقتل صاحبهم يعني عثمان بخمسة عشرة سنة قال عاصم فحدثت به الحسن فقال قد نصحك والله وصدقك

حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالوهاب قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا الجوهري قال ثنا أبو نعيم قال ثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال ما مسست ذكري بيميني منذ ستين سنة أو سبعين سنة
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا سوار بن عبدالله العنبري قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا أبو خلدة عن أبي العالية قال لما كان قتال علي ومعاوية كنت رجلا شابا فتهيأت ولبست سلاحي ثم أتيت القوم فإذا صفان لا يرى طرفاهما قال فتلوت هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها قال فرجعت وتركتهم
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن علي الخزاعي قال ثنا محمد بن كثير قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت أن أبا العالية قال إني لأرجو أن لا يهلك عبد بين نعميين نعمة يحمد الله عليها وذنب يستغفر الله منه
حدثنا عبدالله بن جعفر بن اسحاق الموصلي قال ثنا محمد بن أحمد بن المثنى قال ثنا جعفر بن عوف قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين قال الجن عالم والإنس عالم وسوى ذلك ثمانية عشر ألف عالم من الملائكة على الأرض والأرض لها أربع زوايا كل زاوية أربعة آلاف عالم وخمسمائة عالم خلقهم الله لعبادته
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أبو يحيى الرازي قال ثنا هناد بن السرى قال ثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي العالية قال كنا نحدث منذ خمسين سنة أن الرجل إذا مرض قال الله تعالى اكتبوا لعبدي ما كان يعمل في صحته حتى أقبضه أو أخلي سبيله وكنا نحدث منذ خمسين سنة أن الأعمال تعرض على الله فما كان له قال هذا لي وأنا أجزي به وما كان لغيره قال اطلبوا ثواب هذا ممن علمتموه له رواه حماد بن سلمة عن عاصم مثله
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد قال ثنا يحيى بن مطرف قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا أبو خلدة قال سمعت أبا العالية يقول تعلموا القرآن خمس آيات

فإنه أحفظ لكم فإن جبريل عليه السلام كان ينزل به خمس آيات خمس آيات
حدثنا محمد بن علي وجماعة قالوا قال ثنا عبدالله بن محمد قال ثنا علي بن الجعد قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس وأخبرنا محمد بن أبي أحمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا محمد بن عبدالله بن جعفر قال ثنا أبي عن أبيه عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى ولا تشتروا بآيات الله ثمنا قليلا قال لا تأخذ على ما علمت أجرا فإنما أجر العلماء والحكماء والحلماء على الله عز و جل وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة يا ابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا لفظ محمد بن أيوب ولفظ علي بن الجعد قال مكتوب في الكتاب الأول ابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني قال ثنا أحمد بن موسى بن العباس قال ثنا إسماعيل بن سعيد قال ثنا قراد بن نوح عن أبي جعفر الرازي عن الربيع ابن أنس عن أبي العالية قال أرحل إلى الرجل مسيرة أيام فأول ما أتفقد من أمره صلاته فإن وجدته يقيمها ويتمها أقمت وسمعت منه وإن وجدته يضيعها رجعت ولم أسمع منه وقلت هو لغير الصلاة أضيع
حدثنا أحمد بن الحسين قال ثنا أبو عبداللله القاضي قال ثنا يوسف ابن موسى قال ثنا جرير أخبرني من سمع أبا العالية يقول لا يتعلم مستحي ولا متكبر
حدثنا عبدالله بن محزر ! قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا أبو معاوية عن ليث عن عثمان عن أبي العالية قال قال لي أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم لا تعمل لغير الله فيكلك الله إلى من عملت له
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا يحيى بن سعيد عن التيمي عن رجل عن أبي العالية أنه كان إذا أراد أن يختم القرآن من آخر النهار أخره إلى أن يمسي وإذا أراد أن يختمه من آخر الليل أخره إلى أن يصبح
حدثنا إبراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد

قال ثنا جرير عن مغيرة قال أول من أذن وراء النهر 1 أبو العالية الرحى
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا علي بن أنس العسكري قل ثنا أبو عبيدة الحداد عن سعيد بن زيد أخي حماد قال مهاجر أبو خالد مولى ثقيف كان أبو العالية جاري وكان يقول لي سلني واكتب عني قبل أن تلتمس العلم عند غيري فلا تجده
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا روح قال ثنا أبو خلدة قال كان أبو العالية إذا دخل عليه أصحابه يرحب بهم ثم يقرأ وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة الآية
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا اسحاق بن ابراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن عاصم عن أبي العالية قال كان يقول ابتدروا بين الكلام بلا إله إلا الله
حدثنا أحمد بن الحسين قال ثنا الحسين بن محمد الهيثمي قال ثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال ثنا علي بن بكار عن أبي خلدة عن أبي العالية قال قال موسى عليه السلام لقومه قدسوا الله عز و جل بأصوات حسنة فإنه أسمع لها
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبدالرزاق قال أخبرنا معمر عن أبي العالية قال ما ترك عيسى ابن مريم عليهما السلام حين رفع إلا مدرعة صوف وخفي راع وقذافة يقذف بها الطير
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن سعيد بن الوليد قال ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلام قال ثنا محمد بن مصعب عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال إن الله تعالى قضى على نفسه أن من آمن به هداه وتصديق ذلك في كتاب الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ومن توكل عليه كفاه وتصديق ذلك في كتاب الله ومن يتوكل على الله فهو

حسبه ومن أقرضه جازاه وتصديق ذلك في كتاب الله من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ومن استجار من عذابه أجاره وتصديق ذلك في كتاب الله واعتصموا بحبل الله جميعا والاعتصام الثقة بالله ومن دعاه أجابه وتصديق ذلك في كتاب الله وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا الربيع بن بدر عن سيار أبي المنهال قال رأيت أبا العالية يتوضأ فقلت إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين فقال ليس المتطهرون من الماء ولكن المتطهرون من الذنوب روى أبو العالية عن أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وسهل بن حنظلة [ وأبي بن كعب ] 1 وغيرهم من الصحابة رضي الله تعالى عنهم
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا محمد بن حميد قال ثنا حكام بن مسلم وهارون بن المغيرة قالا ثنا عنبسة بن سعيد عن عثمان الطويل عن رفيع أبي العالية الرياحي قال خطبنا أبو بكر الصديق فقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للظاعن ركعتان وللمقيم أربع مولدي مكة ومهاجري المدينة فإذا خرجت مصعدا من ذي الحليفة صليت ركعتين حتى أرجع هذا حديث غريب تفرد به عنبسة بن سعيد من حديث رفيع عن أبي العالية الرياحي عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله تعالى أكفرتم بعد إيمانكم أي بعد الإقرار الأول من صلب آدم عليه السلام 2
حدثنا محمد بن معمر قال ثنا محمد بن أحمد بن داود المؤدب ابن صبح قال ثنا أبو صفوان القاسم بن يزيد العامري قال ثنا يحيى بن كثير أبو النضر قال ثنا عاصم الأحول وداود بن أبي هند عن أبي العالية عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن رهطا ثلاثة انطلقوا فأصابتهم صماء

فلجؤا إلى غار فبينما هم إذا انقلبت عليهم صخرة فذكر حديث الغار بطوله هذا حديث غريب من حديث أبي داود بن أبي هند تفرد به داهر بن نوح مرفوعا
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا هودة بن خليفة قال ثنا عوف الأعرابي عن زياد بن حصين عن أبي العالية عن ابن عباس قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم غداة العقبة وهو على راحلته هات القط لي فلقطت له حصيات من حصى الخزف فلما وضعتهن في يده قال نعم هؤلاء بأمثال هؤلاء ثلاث مرات وإياكم والغلو فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا ادريس بن جعفر العطار قال ثنا يزيد بن هارون أخبرنا سعيد بن أبي عروبة وحدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس ابن حبيب قال ثنا أبو داود الطيالسي قال ثنا هشام قال ثنا قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يدعو عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا رب العالمين رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم لفظ سعيد عن قتادة ورواه حماد بن سلمة عن يوسف بن عبدالله بن الحارث عن أبي العالية نحوه
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحسن بن موسى الأشيب وعفان بن مسلم قالا ثنا حماد بن سلمة قالا ثنا داود ابن أبي هند عن أبي العالية عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم أنى على وادي الأزرق قال فما هذا الوادي قيل وادي الأزرق فقال كأني أنظر إلى موسى عليه السلام وله جؤار إلى ربه تعالى بالتلبية ثم مر على ثنية فقال ما هذه الثنية فقالوا ثنية كذا وكذا قال كأني أنظر إلى يونس بن متى عليه السلام على ناقة جذة حمراء خطامها من ليف وعليه جبة من صوف حديث زياد ابن حصين عن أبي العالية تفرد به عنه عوف وهو من جياد خيار حديث أبي العالية وعيونه وحديث قتادة عن أبي العالية من صحاح أحاديثه رواه عامة

أصحاب قتادة عنه وحديث داود بن أبي هند عن أبي العالية رواه عنه القدماء ورواه عن عفان والأشيب أحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو خثيمة والأئمة انتهى 183
بكر بن عبدالله المزني
قال الشيخ رحمه الله ومنهم الناصح الزكي الواثق الغني بكر بن عبدالله المزني
حدثنا أبو بكر بن محمد بن حسين الآجري قال ثنا جعفر بن محمد الفريابي قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا معاوية بن عبد الكريم وكان من ثقيف ولقبه الضال قال سمعت بكر بن عبدالله المزني يقول يوم الجمعة وأهل المسجد أحفل ما كانوا قط لو قيل لي خذ بيد خير أهل المسجد لقلت دلوني على أنصحهم لعامتهم فإذا قيل هذا أخذت بيده ولو قيل لي خذ بيد شرهم لقلت دلوني على أغشهم لعامتهم ولو أن مناديا ينادي من السماء أنه لا يدخل الجنة منكم إلا رجل واحد لكان ينبغي لكل إنسان أن يلتمس أن يكون ذلك الواحد ولو أن مناديا ينادي من السماء أنه لا يدخل النار منكم إلا رجل واحد لكان ينبغي لكل إنسان أن يفرق أن يكون هو ذلك الواحد رواه معمر قريبا لكان
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا معاوية بن عمرو قال ثنا أبو اسحاق الفراوي عن اسماعيل عن معمر عن أبي بكر المزني قال لو انتهيت إلى المسجد يوم الجمعة وهو ملآن يغص بالرجال فقال لي قائل أي هؤلاء شر لقلت لقائلي أيهم أغش لجماعتهم فإذا قال هذا قلت هو شرهم وما كنت لأشهد على خيرهم أنه مؤمن مستكمل الايمان إذا لشهدت أنه من أهل الجنة وما كنت لأشهد على شرهم أنه منافق برئ من الإيمان إذا لشهدت أنه من أهل النار ولكني أخشى على محسنهم وأرجو لمسيئهم فما ظنكم بمسيئهم إذا خشيت على محسنهم وما ظنكم بمحسنهم إذا رجوت لمسيئهم
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني ابي

قال ثنا عبدالله بن ادريس قال ثنا حصين بن بكر بن عبدالله قال قال بكر ابن عبدالله لا يكون الرجل تقيا حتى يكون بطئ الطمع بطئ الغضب 1
حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا عمر بن حفص السدوسي قال ثنا عاصم ابن علي قال ثنا عبدالله بن بكر بن عبدالله المزني أخبرتني أم عبدالله بنت بكر ابن عبدالله قالت كان أبوك قد جعل على نفسه ألا يسمع رجلين يتنازعان في القدر إلا قام فصلى ركعتين
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني قال ثنا عمر بن غيلان قال ثنا داود بن عمرو قال ثنا فضيل بن عياض عن أسلم بن عبد الملك عن أبي حرة قال دخلنا على بكر بن عبدالله المزني نعوده في مرضه الذي مات فيه فرفع رأسه فقال رحم الله عبدا رزقه الله قوة فأعمل نفسه في طاعة الله عز و جل أو قصر به ضعف فلم يعملها في معاصي الله قال داود قال لي رجل تريد أسلم قلت نعم فقمت إلى أسلم فسألته فحدثني به عن أبي حرة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني هارون بن عبدالله وعلي بن مسلم قالا ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا كهمس قال سمعت بكر بن عبدالله يقول يكفيك من دنياك ما قنعت به ولو كفا من تمر وشربة من ماء وظل خباء وكل ما يفتح عليك من الدنيا شئ ازدادت نفسك لها مقتا
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا هاشم بن القاسم قال ثنا المبارك بن فضالة قال سمعت بكر ابن عبدالله المزني يدعو بهذا الدعاء لا يدعه اللهم افتح لنا من خزائن رحمتك رحمة لا تعذبنا بعدها أبدا في الدنيا والآخرة ومن فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا لا تفقرنا بعده إلى أحد سواك أبدا تزيدنا لك بهما شكرا وإليك فاقة وفقرا وبك عمن سواك غنى وتعففا
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي

حدثني حسين بن محمد قال ثنا سهل بن أسلم قال كان بكر بن عبدالله إذا رأى شيخا قال هذا خير منى عبدالله قبلي وإذا رأى شابا قال هذا خير منى ارتكبت من الذنوب أكثر مما ارتكب وكان يقول عليكم بأمر إن أصبتم أجرتم وإن أخطأتم لم تأثموا وإياكم وكل أمر إن أصبتم لم تؤجروا وإن أخطأتم أثمتم قيل ما هو قال سوء الظن بالناس فانكم لو أصبتم لم تؤجروا وإن أخطأتم أثمتم
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن محمد بن زكريا قال ثنا اسحاق بن الفيض قال ثنا تميم بن شريح عن كنانة عن سهل قال قال بكر بن عبدالله المزني إن عرض لك إبليس بأن لك فضلا على أحد من أهل الإسلام فانظر فإن كان أكبر منك فقل قد سبقني هذا بالايمان والعمل الصالح فهو خير مني وإن كان أصغر منك فقل قد سبقت هذا بالمعاصي والذنوب واستوجبت العقوبة فهو خير مني فانك لا ترى أحدا من أهل الاسلام إلا أكبر منك أو أصغر منك قال وإن رأيت إخوانك المسلمين من يكرمونك ويعظمونك ويصلونك فقل أنت هذا فضل أخذوا به وإن رأيت منهم جفاء وانقباضا فقل هذا ذنب أحدثته
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أحمد بن حكيم قال ثنا أبو حاتم قال ثنا محمد بن يحيى حدثني محمد بن الحسين قال ثنا فهد بن حيان قال ثنا أبو سلمة الثقفي عن بكر بن عبدالله المزني قال تذلل المرء لاخوانه تعظيم له في أنفسهم
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني علي بن جعفر بن زياد الأحمر قال ثنا زيد العكلي [ عن معاوية ] بن عبد الكريم عن بكر بن عبدالله المزني قال كان الرجل من بني اسرائيل إذا بلغ المبلغ فمشى في الناس تظله غمامة قال فمر رجل قد أظلته غمامة على رجل فأعظمه ذلك لما رأى مما آتاه الله عز و جل قال فاحتقره صاحب الغمامة أو قال كلمة نحوها قال فأمرت أن تحول من رأسه إلى رأس الذي عظم أمر الله تعالى

حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبد الوارث بن ابراهيم السكري قال ثنا عبد الملك بن مروان الحذاء قال ثنا يزيد بن زريع عن حميد الطويل قال قومت كسوة بكر بن عبدالله أربعة آلاف
حدثنا عثمان بن محمد العثمان قال ثنا خالد بن النصر القرشي قال ثنا عمرو بن علي قال سمعت معمرا يقول قال ثنا حميد قال كانت قيمة ثياب بكر بن عبدالله أربعة آلاف وكان يجالس الفقراء والمساكين يحدثهم ويقول إنه يعجبهم ذلك
حدثنا محمد بن اسحاق قال ثنا ابراهيم بن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا عمرو بن أبي وهب قال ثنا بكر بن عبدالله المزني قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين يلبسون لا يطعنون على الذين لا يلبسون والذين لا يلبسون لا يطعنون على الذين يلبسون
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثت عن سعيد بن سليمان عن مبارك بن فضالة عن بكر بن عبدالله قال أعيش عيش الأغنياء وأموت موت الفقراء قال فمات وإن عليه لشيئا من دين
حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب قال ثنا محمد بن القاسم عن مساور قال ثنا عفان وحدثنا أحمد بن أبو إسحاق قال ثنا ابراهيم بن نائلة قال ثنا شيبان قالا ثنا أبو هلال قال دخلنا على بكر بن عبدالله في مرضه نعوده وهو مريض فجعلوا يدخلون ويخرجون فجعل ذلك يعجبه فقال إن المريض يعاد ولا يزار وقال عفان إن المريض يعاد والصحيح يزار
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا هدية ابن خالد قال ثنا يعني ابن سلمة عن ثابت وحميد عن حنبل عن بكر بن عبدالله قال كان فيمن قبلكم ملك وكان متمردا على ربه عز و جل فغزاه المسلمون فأخذوه سليما فقالوا بأي شىء نقتله فأجمع رأيهم على أن يجعلوا له قمقما عظيما وأن يحشوا تحته النار ولا يقتلوه حتى يذيقوه طعم العذاب قال ففعلوا ذلك به فجعل يدعو آلهته واحدا بعد واحد يا فلان بما كنت أعبدك وأصلي لك وأمسح وجهك فأنقذني مما أنا فيه فلما رآهم لا يغنون عنه شيئا رفع

رأسه إلى السماء فقال لا إله إلا الله ودعا الله عز و جل مخلصا فصب الله عز و جل مثغبا 1 من السماء فأطفأت تلك النار وجاءت ريح فاحتملت ذلك القمقم فجعل يدور بين السماء والأرض وهو يقول لا إله إلا الله فقذفه الله عز و جل إلى قوم لا يعبدون الله وهو يقول لا إله إلا الله فاستخرجوه فقالوا له ويحك مالك قال أنا ملك بني فلان فقص عليهم القصة وقال كان من أمري وكان من أمري فآمنوا
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا عبيد الله بن محمد قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن بكر بن عبدالله قال إن الله ليجرع عبده المؤمن من المرارة لما يريد به من صلاح عاقبة أمره قال بكر أما رأيتم المرأة تؤجر ولدها الصبر أو قال الحضض 2 تريد به عافيته
حدثنا احمد بن اسحاق قال ثنا محمد بن حمزة قال ثنا علي بن سهل قال ثنا عفان قال ثنا حماد سلمة عن حميد عن بكر بن عبدالله قال كان فيمن كان قبلكم ملك وكان له حاجب يقربه ويدنيه وكان هذا الحاجب يقول أيها الملك أحسن إلى المحسن ودع المسيء تكفك إساءته قال فحسده رجل على قربه من الملك فسعى به فقال أيها الملك إن هذا الحاجب هو ذا يخبر الناس أنك أبخر قال وكيف لي بأن أعلم ذلك قال إذا دخل عليك تدنيه لتكلمه فإنه يقبض على أنفه قال فذهب الساعي فدعا الحاجب إلى دعوته واتخذ مرقة وأكثر فيها الثوم فلما أن كان من الغذ دخل الحاجب فأدناه الملك ليكلمه بشيء فقبض على فيه فقال [ الملك ] تنح فدعا بالدواة وكتب له كتابا وختمه وقال اذهب بهذا إلى فلان وكانت جائزته مائة ألف فلما أن خرج استقبله الساعي فقال أي شيء هذا قال قد دفعه إلي الملك فاستوهبه فوهبه له فأخذ الكتاب ومر به إلى فلان فلما أن فتحوا الكتاب دعوا بالذباحين فقال اتقوا الله يا قوم فإن هذا غلط وقع علوعاودوا الملك فقالوا لا يتهيأ لنا معاودة الملك وكان في الكتاب إذا أتاكم حامل كتابي هذا فاذبحوه

واسلخوه واحشوه التبن ووجهوه الي فذبحوه وسلخوا جلده و وجهوا به إليه فلما ان رأى الملك ذلك تعجب فقال للحاجب تعال وحدثني وأصدقني لما أدنيتك لماذا قبضت على أنفك قال أيها الملك إن هذا دعاني إلى دعوته واتخذ مرقة وأكثر فيها الثوم فأطعمني فلما أن أدناني الملك قلت يتأذى الملك بريح الثوم فقال ارجع إلى مكانك وقل ما كنت تقوله ووصله بمال عظيم أو كما ذكره
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال وجدت في كتاب أبي قال ثنا معاوية الغلابي قال ثنا عبيد الله بن عبدالرحمن عن أبي حرة قال دخلنا على بكر بن عبدالله نعوده فوافقنا وقد خرج لحاجته قال فجلسنا في البيت فأقبل الينا يهادى بين رجلين فسلم ثم نظر في وجوهنا فقال رحم الله عبدا أعطي قوة فعمل بها في طاعة الله عز و جل أو قصر به ضعف فكف عن محارم الله
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا عبيد الله ابن عمر القواريري قال ثنا المنهال بن عيسى العبدي قال ثنا الغالب القطان عن بكر بن عبدالمزني قال من يأتي الخطيئة وهو يضحك دخل النار وهو يبكي
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا عبيد الله بن عمر قال ثنا سيار قال ثنا جعفر عن ابراهيم بن عيسى وحدثنا اسحاق بن احمد قال ثنا ابراهيم بن يوسف قال ثنا احمد بن أبي الحواري قال ثنا اسحاق ابن يحيى الرقي قال ثنا سيار عن ابراهيم اليشكري قالا حدثنا بكر بن عبدالله المزني أنه قال من مثلك يا ابن آدم خلي بينك وبين المحراب تدخل منه اذا شئت على ربك وليس بينك وبينه حجاب ولا ترجمان وإنما طيب المؤمنين هذا الماء المالح 1
حدثنا أبو أحمد الجرجاني قال ثنا أبو خليفة قال ثنا أبو عمر الحوضي

قال ثنا يزيد بن يزيد قال ثنا حبيب أبو محمد عن بكر بن عبدالله قال نفقة الرجل على أهله في كفة الميزان اليمنى وكفة اليمنى الجنة
حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا أبو يزيد خالد بن النضر قال ثنا النضر قال ثنا عمرو بن علي قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد قال كان بكر مجاب الدعوة
حدثنا أبي قال ثنا أحمد بن محمد بن أبان قال ثنا أبو بكر بن عبيد حدثني الحسن بن الصباح قال ثنا زيد بن الحباب قال ثنا محمد بن نشيط الهلالي قال ثنا بكر بن عبدالله المزني ان قصابا أولع بجارية لبعض جيرانه فأرسلها مولاها إلى حاجة لهم في قرية أخرى فتبعها فراودها عن نفسها فقالت لا تفعل لأنا أشد حبا لك منك ولكني أخاف الله قال فأنت تخافينه وأنا لا أخافه فرجع تائبا فأصابه العطش حتى كاد ينقطع عنقه فإذا هو برسول لبعض أنبياء بني اسرائيل فسأله فقال مالك قال العطش قال تعال حتى ندعو حتى تظلنا سحابة حتى ندخل القرية قال ما لي من عمل فأدعو قال فأنا ادعو وأمن أنت قال فدعا الرسول وأمن هو فأظلتهما سحابة حتى انتهيا إلى القرية فأخذ القصاب إلى مكانه ومالت السحابة معه فقال له زعمت ان ليس لك عمل وأنا الذي دعوت وأنت الذي أمنت فأظلتنا سحابة ثم تبعتك لتخبرني بأمرك فأخبره فقال له الرسول إن التائب من الله بمكان ليس أحد من الناس بمكانه
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني هارون العجلي عن يونس بن عبيد قال سمعت بكر عبدالله المزني يقول أنتم تكثرون من الذنوب فاستكثروا من الاستغفار فإن الرجل إذا وجد في صحيفته بين كل سطرين استغفار سره مكان ذلك
ومن مسانيد حديث بكر بن عبدالله سمع أنس بن مالك وابن عمر وجابرا وعبدالله بن معقل بن يسار رضي الله تعالى عنهم
حدثنا احمد بن جعفر بن معبد قال ثنا يحيي بن مطرف قال ثنا مسلم ابن ابراهيم قال ثنا عبدالرحمن بن فضالة قال ثنا بكر بن عبدالله المزني عن

أنس بن مالك أن امرأة دخلت على عائشة رضي الله تعالى عنها ومعها صبيان لها فأعطتها عائشة ثلاث تمرات فأعطت كل صبي منهما تمرة فأكل الصبيان تمرتيهما ثم نظرا إلى أمهما فأخذت التمرة فشقتها نصفين فأعطت ذا نصفا وذا نصفا فدخل النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرته عائشة رضي الله عنها فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم ما أعجبك من ذلك فإن الله قد رحمها برحمتها صبييها هذا حديث غريب من حديث بكر ومن حديث عبدالرحمن تفرد به عنه مسلم بن ابراهيم وعبدالرحمن هو أخو مبارك يجمع حديثه
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني عمرو ابن أبي عاصم قال ثنا أبي قال ثنا كثير بن فائد قال ثنا سعيد بن عبيد السماك قال سمعت بكر بن عبدالله يقول ثنا أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله تعالى قال يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم لو أتيت بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة هذا حديث غريب تفرد به عنه سعيد بن عبيد
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا همام عن قتادة عن بكر بن عبدالله وبشر بن عائذ الهلالي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما يلبس الحرير من لا خلاق له هذا حديث غريب من حديث بكر وحديث بشر لم يجمعهما إلا قتادة
حدثنا محمد بن ابن اسحاق بن إبراهيم قال ثنا أحمد بن الحسن المقري قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عيسى بن ميمون عن بكر بن عبدالله عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا المقدام بن داود قال ثنا أسد بن موسى قال ثنا المبارك بن فضالة عن بكر بن عبدالله عن جابر قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الموجبتين فقال من لقي الله لا يشرك به شيئا

وجبت له الجنة ومن لقي الله يشرك به شيئا وجبت له النار 1 184
خليد بن عبدالله العصري
ومنهم الذاكر الفكري خليد بن عبدالله العصري كان لمحبوبه ذاكرا وإلى مشاهدته ساهرا 2
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا أبو العباس بن ماهان قال ثنا محمد بن داود الغفاري قال ثنا عفان قال ثنا عمر بن نبهان عن قتادة قال سمعت خليدا العصري في مسجد الجامع يقول ألا إن كل حبيب يحب أن يلقى حبيبه ألا فأحبوا ربكم وسيروا إليه سيرا جميلا رواه جعفر بن سليمان عن عمر مثله
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا سفيان قال ثنا سيار قال ثنا جعفر بن عمر بن شهاب عن قتادة أن خليدا العصري جاء يوم الجمعة فأخذ بعضادتي الباب فقال يا أخوتاه هل منكم من أحد إلا يحب أن يلقى حبيبه ألا فأحبوا ربكم وسيروا إليه سيرا جميلا
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا هدبة بن خالد قال ثنا همام عن قتادة عن خالد بن عبدالله العصري قال المؤمن لا تلقاه إلا في ثلاث خلال في مسجد يعمره أو بيت يستره أو حاجة من أمر دنيا لا بأس بها
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا محمد ابن عبيد بن حساب قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا ثابت البناني عن خليد العصري أنه كان يأمر ببيته فيقم ثم يأمر بوسادتين ثم يغلق بابه ثم يقعد على فراشه فيقول مرحبا بملائكة ربي أما والله لأشهدنكم اليوم خيرا خدوا باسم الله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر عامة يومه رواه سيار عن جعفر مثله قال وزاد ولا يزال كذلك حتى تغلبه عينه أو يخرج إلى الصلاة

حدثنا أبي قال ثنا أحمد بن عقيل قال ثنا عبيد الله بن محمد بن عبيد قال ثنا محمد بن الحسين قال ثنا أبو عمر الضرير قال ثنا محمد بن مهزم عن محمد ابن واسع قال كان خليد العصري يصوم الدهر
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا اسحاق بن ابراهيم أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن قتادة عن خليد العصري قال تلقى المؤمن عفيفا سؤلا وتلقاه ذليلا عزيزا أحسن الناس معونة وأهون الناس مؤونة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا يونس قال ثنا شيبان عن قتادة قال وجدت خليد بن عبدالله العصري قال تلقى المؤمن عفيفا سؤلا وتلقاه غنيا فقيرا قال تلقاه عفيفا عن الناس سؤلا لربه عز و جل ذليلا لربه عزيزا في نفسه غنيا عن الناس فقيرا إلى ربه قال قتادة تلك أخلاق المؤمن هو أحسن معونة وأيسر الناس مؤونة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي قال ثنا يونس قال ثنا شيبان قال سلام بن مسكين حدثني شيخ من بني عصر يكنى أبا سليمان قال كان خليد بن عبدالله العصري يقول لكل بيت زينة وزينة المساجد رجال يتعاونون على ذكر الله
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد حدثني محمد بن الفرج قال ثنا يوسف بن الفرق قال ثنا سلام بن مسكين عن عقبة بن ابي بييت عن خليد العصري قال إن لكل شيء زينة وإن زينة المساجد المتعاونون على ذكر الله ومما أسند خليد العصري
حدثنا أبو بحر محمد بن الحسين قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا وهب بن جرير وحدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا هشام عن قتادة عن خليد العصري عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما طلعت شمس قط الا بعث الله بجنبتيها ملكين يناديان يسمعان الخلائق كلها إلا الثقلين اللهم عجل لمنفق خلفا واعط ممسكا تلفا ولا غربت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكين يناديان يسمعان الخلائق

كلها إلا الثقلين ما قل وكفى خير مما كثر وألهى رواه عن قتادة سليمان التيمي وأبو عوانة وشيبان وسلام بن مسكين وعباد بن راشد والحكم ابن عبدالله
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا عثمان النشطي قال ثنا عبيد الله بن عبدالمجيد الحنفي قال ثنا عمران القطان عن قتادة وأبان بن أبي عياش كلاهما عن خليد بن عبدالله العصري عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وصام رمضان وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه وأدى الأمانة قيل يا أبا الدرداء وما الأمانة قال الغسل من الجنابة إن الله عز و جل لم يأمن ابن آدم على شيء من دينه غيرها رواه النعمان عن عبدالسلام عن عمران القطان عن قتادة مثله ولم يذكر أبان بن أبي عياش
حدثنا عبدالله ابن محمد قال ثنا ابراهيم بن نائلة قال ثنا محمد بن المغيرة قال ثنا النعمان بن عبدالسلام قال ثنا عمران مثله 185
مورق العجلي
ومنهم المستسلم المتسلي مورق بن مشمرخ العجلي كان بالحق عن الخلق ساليا وبالشهود عن الصدود ساهيا
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال ثنا سعيد بن سليمان عن يوسف بن عطية قال ثنا المعلى بن زياد قال قال مورق العجلي ما من أمر يبلغني أحب إلي من موت أهلي إلي
حدثنا أبو بكر ابن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال ثنا عباد بن عباد عن هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين قالت كان مورق العجلي يأتينا فسألته عن أهله وولده فقال هم والله متوافرون فقالت قلت رحمك الله لم هذا قال إني والله أخشى أن يحبسوني على هلكة وكان يقول ما في

الأرض نفس لي في موتها أجر إلا وددت أنها قد ماتت
حدثنا عبدالله بن محمد قال محمد بن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عفان قال ثنا همام عن قتادة قال قال مورق ما وجدت لمؤمن في الدنيا مثلا إلا مثل رجل على خشبة في البحر وهو يقول يا رب يا رب لعل الله أن ينجيه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا أبو كامل وحدثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد وأخوه سعيد بن زيد كلهم عن أبي التياح عن مورق العجلي قال المتمسك بطاعة الله إذا جبن الناس عنها كالكار بعد الفار
حدثنا ابو محمد بن حيان قال ثنا الحسن بن ابراهيم بن بشار قال ثنا أبو أيوب قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا يزيد الشنىء قال قال مورق العجلي إني لقليل الغضب ولقلما غضبت فأقول في غضبي شيئا ندمت عليه إذا رضيت فقال رجل إني أشكو إليك قسوة قلبي لا أستطيع الصوم ولا أصلي فقال له مورق إن ضعفت عن الخير فاضعف عن الشر فإني أفرح بالنومة أنامها
حدثنا ابراهيم بن محمد بن حمزة قال حدثني احمد بن يحيى قال ثنا سعيد بن سليمان عن يوسف بن عطية قال المعلى بن زياد قال قال مورق العجلي تعلمت الصمت في عشر سنين وما قلت شيئا قط إذا غضبت أندم عليه إذا ذهب عني الغضب
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا أبو عبيدة عن هشام عن مورق قال ما تكلمت بشيء في الغضب ندمت عليه في الرضا
حدثنا ابراهيم بن محمد بن حمزة قال ثنا احمد بن يحيى قال ثنا سعيد بن سليمان عن يوسف بن عطية قال المعلى بن زياد قال قال مورق العجلى لقد سألت الله حاجة كذا وكذا منذ عشرين سنة فما أعطيتها ولا أيست منها قال فسأله بعض أهله ما هي قال أن لا أقول ما لا يعنيني رواه جعفر بن سليمان عن المعلى نحوه

حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا روح قال ثنا أبو الأشهب قال ذكروا عن مورق أنه قال ما أدرك عندي مال زكاة قط
حدثنا عبد الله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا عبدالله بن محمد العبسي قال ثنا عفان ثنا جعفر قال ثنا بعض أصحابنا قال كان مورق يتجر فيصيب المال فلا تأتي عليه جمعة وعنده منه شيء يلقى الأخ فيعطيه أربعمائة خمسمائة ثلاثمائة فيقول ضعها عندك حتى نحتاج أليها ثم يلقاه بعد ذلك فيقول شأنك بها فيقول الأخ لا حاجة لي فيها فيقول إنا والله ما نحن بآخذيها أبدا فشأنك بها رواه حماد بن زيد عن جميل عن مورق مثله وقال كره أن يعطيهم على وجه الصدقة
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال أخبرت عن سيار قال ثنا جعفر عن سعيد الجريري قال قال مورق العجلي لو كان الناس يرون فينا ما يرى قومنا لما قعدوا إلينا
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أبو العباس الطهراني قال ثنا اسماعيل ابن أبي الحارث قال ثنا الأخنس قال ثنا ابن مهدي قال ثنا حماد بن يزيد عن عاصم أن مورقا العجلي كان يجد نفقته تحت رأسه قال الشيخ رحمه الله أرسل مورق العجلي غير حديث عن عدة من الصحابة منهم أبو ذر وسلمان رضي الله تعالى عنهما
حدثنا ابو بكر الطلحي قال ثنا عبيد بن غنام قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وحدثنا أبي قال ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا علي بن محمد الكوفي قال ثنا عبيد الله بن موسى قال ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مورق عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني أرى مالا ترون وأسمع ما لا تسمعون إن السماء أطت وحق لها أن تئط ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله عز و جل لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرشات ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى والله لوددت أني كنت شجرة في الجنة

تعضد لفظ أبي بكر بن أبي شيبة وقال علي بن محمد قال أبو ذر والله لوددت أني كنت شجرة تعضد
حدثنا أبي قال ثنا زكريا بن يحيى الساجي قال ثنا هدبة بن خالد قال ثنا حماد بن سلمة عن حبيب عن الحسن وحميد عن مورق العجلي أن سلمان لما حضرته الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك فقال عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب قال فلما مات نظروا في بيته فلم يجدوا إلا إكافا ووطاء ومتاع قوم نحوا من عشرين درهما
حدثنا فاروق الخطابي وسليمان بن احمد قالا ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا داود بن شبيب قال ثنا همام بن يحيى عن قتادة عن مورق العجلي عن أبي الأحوص عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال فضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمسة وعشرون درجة 186
صلة بن أشيم العدوي
ومنهم أبو الصهباء صلة بن أشيم العدوي المنتصح بكتاب الله والمتحبب إلى عباد ا لله كان عند النوازل محتسبا صابرا وفي الحنادس منتصبا ذاكرا وقد قيل إن التصوف شدة الانتصاب والاكتساب برؤية الاحتساب والارتقاب
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أبي قال ثنا عبدالصمد قال رزيك صاحب الطعام قال حدثني أبو السليل قال أتيت صلة العدوي فقلت له علمني مما علمك الله عز و جل قال أنت اليوم مثلي أو نحوي حيث أتيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أتعلم منهم فقلت لهم علموني مما علمكم الله فقالوا انتصح للقرآن وانصح للمسلمين وأكثر من دعاء الله ما استطعت ولا تكونن قتيل العصا قتيل عمية 1

يا آل فلان فاني لا أبالي أبرجله مدت أم برجل خنزير وإياك وقوما يقولون نحن المؤمنون وليسوا من الإيمان على شيء هم الحرورية هم الحرورية
حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا ثابت إن صلة بن اشيم وأصحابه مر بهم فتى يجر ثوبه فهم أصحاب صلة أن يأخذوه بألسنتهم أخذا شديدا فقال صلة دعوني أكفكم أمره فقال يابن أخي إن لي إليك حاجة قال وما حاجتك قال أحب أن ترفع إزارك قال نعم ونعمى عين فرفع إزاره فقال صلة لاصحابه هذا كان أمثل مما أردتم لو شتمتموه وآذيتموه لشتمكم
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عبدالرحمن عن حماد بن سلمة عن ثابت عن معادة قالت كان أصحاب صلة إذا التقوا عانق بعضهم بعضا
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا الحسن بن هارون بن سليمان قال ثنا هارون بن عبدالله قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا ثابت البناني قال كان صلة بن أشيم يخرج إلى الجبانة فيتعبد فيها فكان يمر على شباب يلهون ويلعبون فيقول لهم أخبروني عن قوم أرادوا سفرا فحادوا النهار عن الطريق وناموا بالليل متى يقطعون سفرهم قال فكان كذلك يمر بهم ويعظهم فمر بهم ذات يوم فقال لهم هذه المقالة فانتبه شاب منهم فقال يا قوم إنه لا يعني بهذا غيرنا نحن بالنهار نلهو وبالليل ننام ثم اتبع صلة فلم يزل يختلف معه إلى الجبانة فيتعبد معه حتى مات
حدثنا ابو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن يحيى بن مندة قال ثنا حميد بن مسعدة قال ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني قال جاء رجل إلى صلة بن أشيم وهو يأكل فقال إن فلانا قتل أو مات يعني أخاه فقال له إذن فكل فقد نعى إلي أخي منذ حين قال الله عز و جل إنك ميت وإنهم ميتون
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا أبي قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت أن أخا لصلة

ابن أشيم مات فجاءه رجل وهو يطعم فقال يا أبا الصهباء إن أخاك مات فقال هلم فكل فقد نعي لنا أدن فكل هيهات قد نعي فقال والله ما سبقني إليك أحد فمن نعاه قال يقول الله تعالى إنك ميت وإنهم ميتون
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أبي قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت البناني قال إن صلة بن أشيم كان في مغزى له ومعه ابن له فقال أي بني تقدم فقاتل حتى أحتسبك فحمل فقاتل حتى قتل فاجتمعت النساء عند امرأته معاذة العدوية فقالت مرحبا إن كنتن جئتن لتهنئنني فمرحبا بكن وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن رواه سيار عن جعفر عن حميد بن دينار عن صلة نحوه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسين ابن الحسن المروزي قال ثنا عبدالله بن المبارك قال أخبرنا جرير بن حازم قال ثنا حميد بن هلال عن صلة بن أشيم العدوي قال خرجنا في بعض قرى نهر تيري أسير على دابتي في زمن فيوض الماء فأنا أسير على مسناة 1 فسرت يوما لا أجد شيئا آكله فاشتد جوعي فلقيني علج يحمل على عاتقه شيئا فقلت ضعه فوضعه فإذا هو خبز فقلت أطعمنى منه فقال نعم إن شئت ولكن فيه شحم خنزير فلما قال ذلك تركته ومضيت ثم لقيني آخر يحمل على عاتقه طعاما فقلت له اطعمني منه فقال تزودت هذا لكذا وكذا من يوم فإن أخذت منه شيئا أضررت بي وأجعتني فتركته ثم مضيت فوالله إني لأسير إذ سمعت خلفي وجبة كوجبة الطير يعني صوت طيرانه فالتفت فإذا بشيء ملفوف في سب أبيض أي خمار فنزلت إليه فإذا هو دوخلة 2 من رطب في زمان ليس في الأرض رطبة فأكلت منه ولم آكل قط رطبا أطيب منه وشربت من الماء ثم لففت ما بقي منه وركبت الفرس وحملت معى نواهن قال جرير بن حازم فحدثني أوفى بن دلهم قال رأيت ذلك السب مع امرأته

ملفوفا فيه مصحف ثم فقد بعد ذلك قال فلا يدرون أسرق أم ذهب أم ما صنع به
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسين ابن الحسن قال ثنا عبدالله بن المبارك قال ثنا المسلم بن سعيد الواسطي قال أخبرنا حماد بن جعفر بن زيد قال إن أباه أخبره قال خرجنا في غزاة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم قال فترك الناس عند العتمة فقلت لأرمقن عمله فأنظر ما يذكر الناس من عبادته فصلى أراه العتمة ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس حتى إذا قلت هدأت العيون وثب فدخل غيضه قريبا منا فدخلت في أثره فتوضأثم قام يصلي فافتتح الصلاة قال وجاء أسد حتى دنا منه قال فصعدت إلى شجرة قال أفتراه التفت إليه أو عذبه 1 حتى سجد فقلت الآن يفترسه فلا شيء فجلس ثم سلم فقال أيها السبع أطلب الرزق من مكان آخر فولى وإن له لزئيرا أقول تصدعت منه الجبال فما زال كذلك يصلي حتى لما كان عندالصبح جلس فحمد الله بمحامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله ثم قال اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار أو مثلي يجترىء أن يسألك الجنة ثم رجع فأصبح كأنه بات على الحشايا وقد أصبحت وبي من الفترة شيء الله تعالى به عليم
حدثنا ابو محمد بن حيان قال حدثت عن عبدالله بن خيبق أخبرني نجدة بن المبارك قال حدثني مالك بن مغول قال كان بالبصرة ثلاثة متعبدون صلة ابن أشيم وكلثوم بن الأسود ورجل آخر فكان صلة إذا كان الليل خرج إلى أجمة يعبد الله تعالى فيها ففطن له رجل فقام له في الأكمة لينظر إلى عبادته فأتى سبع فبصر به صلة فأتاه فقال قم أيها السبع فابتغ الرزق فتمطى السبع وذهب ثم قام لعبادته فلما كان في السحر قال اللهم إن صلة ليس بأهل أن يسألك الجنة ولكن سترا من النار
حدثنا أبي بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل حدثني أبي

قال ثنا الأسود وروح قالا ثنا حماد بن زيد عن ثابت أن صلة بن أشيم كان يقول ما أدري بأي يومي أنا أشد فرحا يوما باكرت فيه ذكر الله عز و جل أو يوما غدوت فيه لبعض حاجتي فيعرض لي ذكر الله تعالى
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن عبدالله بن رسته قال ثنا شيبان قال ثنا أبو هلال عن الحسن قال قال أبو الصهباء طلبت المال من وجهه فأعياني إلا رزق يوم بيوم فعرفت أنه قد خير لي قال الحسن وأيم الله ما رزق رجل يوما بيوم فلم يعلم أنه خير له إلا غبي الرأي أو عاجز
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أبي قال ثنا اسماعيل قال ثنا يونس عن الحسن قال قال أبو الصهباء صلة بن أشيم طلبت الدنيا من مظان حلالها فجعلت لا أصيب منها إلا قوتا أما أنا فلا أعي فيه واما هو فلا يجاوزني فلما رأيت ذلك قلت أي نفسي جعل رزقك كفافا فاربعي فربعت ولم تكد
حدثنا محمد بن احمد بن محمد قال ثنا محمد بن سهل بن الصباح قال ثنا حميد ابن مسعدة قال ثنا جعفر بن سليمان عن هشام عن الحسن قال مات أخ لنا فصلينا عليه فلما وضع في قبره ومد عليه الثوب جاء صلة بن أشيم وأخذ بناحية الثوب ثم نادى يا فلان بن فلان ... فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا أخالك ناجيا ... قال فبكى وأبكى الناس
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسين ابن الحسن قال ثنا عبدالله بن المبارك عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر قال بلغنا أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يكون في أمتي رجل يقال له صلة يدخل الجنة بشفاعته كذا وكذا
حدثنا محمد بن عمر بن مسلم قال ثنا عبدالرحمن بن محمد بن المغيرة قال ثنا محمد بن خالد بن خداش فقال ثنا أبي عن حماد بن زيد عن ابن عون قال قال رجل لصلة بن أشيم ادع الله لي فقال رغبك الله فيما يبقى وزهدك فيما يفنى

ووهب لك اليقين الذي لا يسكن إلا إليه ولا يعول في الدين إلا عليه قال الشيخ رحمه الله لقي صلة عدة من الصحابة وتعلم منهم واقتبس وأسند عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم
حدثناه محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا محمد بن احمد بن النضر قال ثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة عن منصور عن الحكم عن يحيى الجزار عن أبي الصهباء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال أقبلت على حمار ومعي رديف من بني عبدالمطلب ورسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي في أرض خلاء فنزلنا ثم جئنا حتى دخلنا في الصلاة وتركت الحمار قدامهم فما بالى ذلك وأقبلت جاريتان من بني عبدالمطلب تشتدان تتبع إحداهما الأخرى حتى انتهيتا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في المسجد يصلي ففرقت بينهما فما بالى ذلك قال الشيخ رحمه الله اختلف في أبي الصهباء هذا فقيل إنه صلة وقيل بل هو صهيب ومما دل على أنه صلة ما حدثناه أبو أحمد الغطريفي قال ثنا عبدالله ابن شيرويه قال ثنا اسحاق بن راهويه قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن الحكم عن يحيى الجرار عن رجل من قرى البصرة عن ابن عباس بنحو من ذلك 187
العلاء بن زياد
ومنهم المبشر المحرون المستتر المخزون تجرد من النلاد وتشمر للمهاد وقدم العتاد للمعاد واعتزل عن العباد العلاء بن زياد وقد قيل إن التصوف الارتياد والاجتهاد لذل الانقياد في عز الاعتماد
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال أخبرت عن المبارك بن فضلة عن حميد بن هلال قال دخلت مع الحسن على العلاء بن زياد العدوي وقد سله الحزن وكانت له أخت تندف عليه القطن غدوة وعشية فقال له الحسن كيف أنت يا علاء فقال واحزناه على

الحزن قال الحسن قوموا فالى هذا والله انتهى استقلال الحزن
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا روح قال ثنا سعيد عن قتادة قال ثنا العلاء بن زياد أن رجلا كان يرائي بعمله فجعل يشمر ثيابه ويرفع صوته حتى إذا ما قرأ فجعل لا يأتي على أحد إلا سبه ولعنه ثم رزقه الله تعالى يقينا بعد ذلك فخفض من صوته وجعل صلاته فيما بينه وبين ربه تعالى فجعل لا يأتي بعد ذلك على أحد إلا دعا له بخير وشمت عليه
حدثنا أبي قال ثنا احمد بن أبان قال ثنا أبو بكر بن عبيد قال حدثت عن عبدالسلام بن مطهر قال ثنا جعفر بن سليمان عن هشام بن حسان عن أوفى ابن دلهم قال كان للعلاء بن زياد مال ورقيق فأعتق بعضهم ووصل بعضهم وباع بعضهم وأمسك غلاما أو اثنين يأكل غلتهما فتعبد فكان يأكل كل يوم رغيفين وترك مجالسة الناس فلم يكن يجالس أحدا يصلي في الجماعة ثم يرجع إلى اهله ويجمع ثم يرجع إلى أهله ويشيع الجنازة ثم يرجع إلى أهله ويعود المريض ثم يرجع إلى أهله فضعف فبلغ ذلك إخوانه فاجتمعوا فأتاه أنس بن مالك والحسن والناس وقالوا رحمك الله أهلكت نفسك لا يسعك هذا فكلموه وهو ساكت حتى إذا فرغوا من كلامهم قال إنما أتذلل لله تعالى لعله يرحمني
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا الهيثم بن جميل قال ثنا مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان أن العلاء بن زياد كان قوت نفسه رغيفا كل يوم وكان يصوم حتى نحضر ويصلي حتى يسقط فدخل عليه أنس بن مالك والحسن فقال إن الله تعالى لم يأمرك بهذا كله فقال إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة شيئا إلا جئته به
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أبي قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا أبي قال سمعت حميد بن هلال يحدث عن العلاء بن زياد قال رأيت الناس في النوم يتبعون شيئا فتبعته فإذا عجوز كبيرة هتماء

عوراء عليها من كل حلية وزينة فقلت ما أنت قالت أنا الدنيا قلت أسأل الله تعالى أن يبغضك إلي قالت نعم إن أبغضت الدراهم
حدثنا ابو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا هارون بن عبدالله قال ثنا سير قال ثنا الحارث بن نبهان قال ثنا هارون بن رياب 1 الأسدي عن العلاء ابن زياد العدوي قال رأيت في منامي امرأة قبيحة عليها من كل زينة قلت من أنت يا عدوة الله من أنت أعوذ بالله منك فقالت أنا الدنيا إن أردت أن يعيذك الله مني فابغض الدراهم
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا أبي قال ثنا معتمر عن اسحاق بن سويد قال قال العلاء بن زياد لا تتبع بصرك رداء المرأة فان النظر يجعل في القلب شهوة
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني محمد بن عبيد بن حساب قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا هشام بن زياد أخو العلاء ابن زياد قال كان العلاء بن زياد يحيي كل ليلة جمعة فوجد ليلة فترة فقال لامرأته يا أسماء إني أجد فترة فإذا مضى كذا وكذا فأيقظيني قالت نعم فأتاه آت في منامه فأخذ بناصيته فقال يا ابن زياد قم فاذكر الله يذكرك قال فقام فما زالت تلك الشعرات التي أخذها منه قائمة حتى مات رحمه الله
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله قال ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهرى قال ثنا زكريا بن يحيى قال ثنا الاصمعي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال كان العلاء بن زياد العدوي يقول لينزل أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت فاستقال ربه تعالى نفسه فأقاله فليعمل بطاعة الله عز و جل
حدثنا عمر بن احمد بن شاهين قال ثنا عبدالله بن سليمان قال ثنا علي ابن صدقة الجبلاني قال سمعت مخلد بن حسين عن هشام بن حسان قال كنت أمشي خلف العلاء بن زياد العدوي فكنت أتوقى الطين قال فدفعه أنسان فوقعت رجله في الطين فخاضه فلما وصل إلى الباب وقف فقال رأيت

يا هشام قلت نعم قال كذلك المرء المسلم يتوقى الذنوب فإذا وقع فيها خاضها
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا يحيى بن مصعب قال سمعت مخلد بن الحسين ذكر أن العلاء بن زياد قال له رجل رأيت كأنك في الجنة فقال له ويحك أما وجد الشيطان أحدا يسخر به غيري وغيرك
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا عبدالصمد قال ثنا همام قال ثنا قتادة عن العلاء بن زياد أنه قال إنما نحن قوم وضعنا أنفسنا في النار إن شاء الله أن يخرجنا منها أخرجنا
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا عبدالصمد قال ثنا جرير بن عبيد العدوي عن أبيه قال قلت للعلاء بن زياد إذا صليت وحدي لم أعقل صلاتي قال أبشر فإن هذا علم الخير أما رأيت اللصوص إذا مروا بالبيت الخرب لم يلووا عليه وإذا مروا بالبيت الذي رأوا فيه المتاع زاولوه حتى يصيبوا منه شيئا
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا عبدالله بن أبي زياد العدوي قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال سمعت مالك بن دينار يسأل هشام ابن زياد العدوي عن هذا الحديث فحدثنا به يومئذ فقال تجهز رجل من أهل الشام وهو يريد الحج فأتاه آت في منامه فقال ائت العراق ثم ائت البصرة ثم ائت بني عدي فائت بها العلاء بن زياد فإنه رجل أقصم الثنية بسام فبشره بالجنة قال فقال رؤيا ليست بشيء حتى إذا كانت الليلة الثانية رقد فأتاه آت فقال ألا تأتي العراق فذكر مثل ذلك حتى إذا كانت الليلة الثالثة جاءه بوعيد فقال ألا تأتي العراق ثم تأتي البصرة ثم تأتي بني عدي فتلقى العلاء بن زياد رجل ربعة أقصم الثنية بسام فبشره بالجنة قال فأصبح واخذ جهازه إلى العراق فلما خرج من البيوت إذا الذي أتاه في منامه يسير بين يديه ما سار فإذا نزل فقده فلم يزل يراه حتى دخل الكوفة ففقده قال فتجهز من الكوفة فخرج فرآه يسير بين يديه ما سار حتى قدم البصرة فأتى بني عدي

فدخل دار العلاء بن زياد فوقف الرجل على باب العلاء فسلم قال هشام فخرجت اليه فقال لي انت العلاء بن زياد قلت لا وقلت أنزل رحمك الله فضع رجلك وضع متاعك فقال لا أين العلاء بن زياد قلت هو في المسجد قال وكان العلاء يجلس في المسجد ويدعو بدعوات ويحدث قال هشام فأتيت العلاء فخفف من حديثه وصلى ركعتين ثم جاء فلما رآه العلاء تبسم فبدت ثنيته فقال هذا والله صاحبي قال فقال العلاء هلا حططت رحل الرجل هلا أنزلته قال قد قلت له فأبى قال فقال العلاء أنزل رحمك الله قال فقال الرجل أخلني قال فدخل العلاء منزله وقال يا أسماء تحولي إلى البيت الآخر قال فتحولت ودخل الرجل وبشره برؤياه ثم خرج فركب قال وقام العلاء فأغلق بابه وبكى ثلاثة أيام أو قال سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا ولا يفتح بابه قال هشام فسمعته يقول في خلال بكائه أنا أنا قال فكنا نهابه أن نفتح بابه وخشيت أن يموت فأتيت الحسن فذكرت له ذلك وقلت لا أراه إلا ميتا لا يأكل ولا يشرب باكيا قال فجاء الحسن حتى ضرب عليه بابه وقال افتح يا أخي فلما سمع كلام الحسن قام ففتح بابه وبه من الضر شيء الله به عليم فكلمه الحسن ثم قال رحمك الله ومن أهل الجنة إن شاء الله أفقاتل نفسك أنت قال هشام حدثنا العلاء لي وللحسن بالرؤيا وقال لا تحدثوا بها ما كنت حيا
حدثنا أبو مسلم محمد بن معمر وسليمان بن احمد قال ثنا أبو شعيب الحراني قال ثنا يحيى بن عبدالله قال ثنا الاوزاعي قال ثنا أسيد بن عبدالرحمن الفلسطيني عن العلاء بن زياد قال إنكم في زمان أقلكم الذي ذهب عشر دينه وسيأتي عليكم زمان أقلكم الذي يبقى عليه عشر دينه
حدثنا يوسف بن يعقوب النجيرمي قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا عفان قال ثنا همام قال ثنا قتادة عن العلاء بن زياد قال ما يضرك شهدت على مسلم بكفر أو قتلته قال الشيخ رحمه الله أسند العلاء بن زياد عن جماعة من الصحابة

عن عمران بن حصين وأبي هريرة وأرسل عن معاذ بن جبل وأبي ذر وعبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنهم
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ثنا العلاء بن زياد عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة الشاذة والقاصية والناحية فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة رواه يزيد بن زريع وعنبسة بن عبدالواحد عن سعيد مثله وقال يعني شعاب الأهواء
حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا محمد بن حيان بن بكر قال ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال ثنا أبو داود عن عمران القطان عن قتادة عن العلاء بن زياد عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما من دعوة أحب إلى الله تعالى أن يدعو بها أحد أن يقول أسأل الله العفو والمعافاة والعافية في الدنيا والآخرة لم يتابع أحد من أصحاب قتادة عمران القطان عليه عن معاذ بن جبل ورواه همام وغيره عن قتادة عن العلاء مرسلا ورواه وكيع عن هشام عن قتادة عن العلاء مرسلا [ ورواه وكيع عن هشام عن قتادة عن العلاء ] 1 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا على بن عبد العزيز قال ثنا خلف بن موسى بن الخلف العمي قال ثنا أبي عن قتادة عن الحسن أو العلاء بن زياد عن عمران بن حصين عن عبد الله بن مسعود قال تحدثنا ذات ليلة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أكربنا 2 الحديث فلما أصبحنا غدونا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال صلى الله عليه و سلم عرضت علي الأنبياء عليهم السلام باتباعها من أممها فإذا النبي معه الثلاثة من قومه وإذا النبي ليس معه أحد وقد أنبأكم الله تعالى عن قوم لوط فقال أليس منكم رجل

رشيد قال حتى مر موسى بن عمران عليه السلام ومن معه من بني إسرائيل قلت يا رب فأين أمتي قال انظر عن يمينك فإذا الظراب ظراب مكة قد سد من وجوه الرجال قال أرضيت يا محمد قلت رضيت يا رب قال انظر عن يسارك فنظرت فإذا الأفق قد سد من وجوه الرجال قال أرضيت يا محمد قلت رضيت يا رب قال فإن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فأتى عكاشة بن محصن الأسدي فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعله منهم ثم قام رجل آخر وقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة ثم قال لهم النبي صلى الله عليه و سلم إن استطعتم بأبي أنتم وأمي أن تكونوا من السبعين فكونوا فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أصحاب الظراب فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أصحاب الأفق فإني قد رأيت أناسا يتهاوشون كثيرا ثم قال إني لأرجو أن يكون من يتبعني من أمتي ربع أهل الجنة فكبر القوم ثم قال إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة فكبر القوم ثم تلا هذه الآية ثلة من الأولين وقليل من الآخرين فتذاكروا بينهم من هؤلاء السبعون الألف فقال بعضهم قوم ولدوا في الإسلام فماتوا عليه حتى رفع الحديث غلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون رواه ابن أبي عدى عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عنهما مثله ورواه أمية الحبطي عن قتادة عن العلاء بن زياد من دون الحسن ورواه معمر وهشام عن قتادة عن الحسن من دون العلاء ولم يسق هذا السياق عن قتادة إلا موسى بن خلف العمي
حدثنا فاروق الخطابي وحبيب بن الحسن في جماعة قالوا ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا عمرو بن مرزوق قال ثنا عمران القطان عن قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة رواه ابراهيم بن طهمان عن مطر الوراق عن العلاء مثله ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مثله وزاد ترابها الزعفران وطينها

المسك
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا محمد بن المنهال قال ثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن العلاء بن زياد العدوي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وترابها الزعفران وطينها المسك ورواه معمر عن قتادة عن العلاء عن أبي هريرة موقوفا وزاد درجها الياقوت واللؤلؤ ورضراض أنهارها اللؤلؤ وترابها الزعفران
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا أبو الربيع الحسين بن الهيثم المهري قال ثنا هشام بن خالد قال ثنا أبو خليد عتبة بن حماد ولم يكن بدمشق أحفظ لكتاب الله تعالى منه عن سعيد يعني ابن بشير عن قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الجهاد أفضل قال أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله عز و جل كذا رواه قتادة وتفرد به عن سعيد بن بشير وخالف سويد بن حجير قتادة فقال عن العلاء عن عبدالله بن عمرو بن العاص
حدثناه محمد بن طاهر بن يحيى بن قبيصة الفلقي قال حدثني أبي قال ثنا احمد بن حفص قال ثنا أبي قال ثنا ابراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن سويد بن حجير عن العلاء بن زياد أنه قال سأل رجل عبدالله بن عمرو بن العاص أي المجاهدين أفضل قال من جاهد نفسه في ذات الله عز و جل قال أنت قلت يا عبدالله بن عمرو أم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بل رسول الله صلى الله عليه و سلم قاله لم نكتبه من حديث الحجاج إلا من رواية ابراهيم بن طهمان عنه ولا [ روى ] عنه إلا حفص بن عبدالله النيسابوري 188
أبو السوار العدوي
ومنهم أبو السوار العدوي بالقلب زوار وفي الوجه خوار وبالوصل فخار وبالنفس ضرار

وقد قيل إن التصوف الهيمان في الوجد والهيجان في الود
حدثنا عبدالله بن احمد قال ثنا جعفر بن محمد الفرياني قال ثنا عبيد الله ابن معاذ قال ثنا أبي قال ثنا بسطام بن مسلم عن أبي التياح قال سمعت أبا السوار العدوي يقول وقرأ هذه الآية وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه قال هما نشرتان وطية أما ما حييت يا ابن آدم فصحيفتك منشورة فأمل فيها ما شئت فإذا مت طويت ثم إذا بعثت نشرت إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثنا ابو جعفر محمد بن الفرج قال ثنا علي بن عاصم عن بسطام بن مسلم عن الحسن قال دعا بعض متربي 1 هذه الأمة أبا السوار العدوي فسأله عن شيء من أمر دينه فأجابه بما يعلم فقال له وإلا فأنت بريء من الإسلام قال فضربه أربعين سوطا فقال الحسن والله لا تذهب أسواطه قال أبو جعفر لما نزل بأحمد بن حنبل من الضرب والحبس ما نزل دخلت على من ذلك مصيبة فأتيت في منامي فقيل لي أما ترضى أن يكون عند الله عز و جل بمنزلة أبي السوار العدوي فأتيت أبا عبدالله فأخبرته فاسترجع
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن مصعب قال سمعت مخلد بن الحسين يقول إن أبا السوار العدوي أقبل عليه رجل بالأذى فسكت حتى إذا بلغ منزله أو دخل قال حسبك إن شئت
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني محمد بن المثنى قال ثنا سالم بن نوح قال مر عوف يوم جمعة فسأله يونس كيف حالك كيف أنت وقال عوف قيل لأبي السوار العدوي أكل حالك صالح قال ليت عشره يصلح

حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا عمرو ابن علي قال ثنا أبو داود قال ثنا أبو خلدة قال سمعت أبا السوار العدوي يقول لمعاذة العدوية في مسجد بن عدي تجيء إحداكن المسجد فتضع رأسها وترفع إستها فقالت ولم تنظر اجعل في عينيك ترابا ولا تنظر قال إني والله ما أستطيع إلا أن أنظر ثم اعتذرت فقالت يا أبا السوار إذا كنت في البيت شغلني الصبيان وإذا كنت في المسجد كان أنشط لي قال النشاط أخاف عليك قال الشيخ رحمه الله أسند أبا السوار غير حديث عن عمران بن حصين وغيره من الصحابة فمما أسند ما
حدثناه أبو عبدالله محمد بن احمد بن علي قال ثنا الحارث بن أبي اسامة قال ثنا روح بن عبادة قال ثنا أبو نعامة العدوي قال سمعت أبا السوار العدوي يحدث عن عمران بن حصين قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول الحياء خير كله حدثنا محمد بن اسحاق بن أيوب قال ثنا ابراهيم ابن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا خالد بن رباح القيسي قال ثنا أبو السوار العدوي عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحياء خير كله حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة عن قتادة عن أبي السوار العدوي عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الحياء لا يأتي إلا بخير
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا الحسين بن علي العمري قال ثنا محمد بن بكار العبسي قال ثنا محمد بن سوار عن شعبة عن قتادة عن أبي السوار العدوي عن عمران بن حصين قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد حياء من جارية في خدرها وكان إذا كره شيئا عرف في وجهه 189
حميد بن هلال العدوي
ومنهم حميد بن هلال العدوي تفقه واعتزل وعلم واشتغل له في العلم

الحظ الجزيل وفي التحقيق السمت الجميل
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا عبيد الله ابن سعيد قال ثنا الحسن بن موسى قال ثنا أبو هلال عن قتادة قال كان حميد بن هلال من العلماء الفقهاء لم يكن يذاكر ولا يسأل إنما كان يعتزل في مكان
حدثنا احمد بن محمد بن سنان قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة قال ثنا موسى بن اسماعيل قال سمعت أبا هلال يقول سمعت قتادة يقول ما كان بالمصرين أعلم من حميد ما استثنى الحسن ولا محمد 1
أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا أبو هلال خالد بن أيوب عن حميد بن هلال قال مثل ذاكر الله في السوق كمثل شجرة خضراء وسط شجر ميت
حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان البصري قال ثنا عبدالله بن احمد بن ابراهيم الدورقي قال ثنا محمد بن اسماعيل قال ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال ذكر لنا أن الرجل إذا دخل الجنة فصور صورة أهل الجنة وألبس لباسهم وحلي حلاهم ورأى أزواجه وخدمه ومساكنه في الجنة يأخذه سوار فرح 2 الشراب في الرأس حكاه في النهاية تفسيرا لهذا الخبر فلو كان ينبغي أن يموت لمات فرحا فيقال له أرأيت سوار فرحتك هذه فإنها قائمة لك أبدا
أخبرنا أبو احمد محمد بن احمد بن ابراهيم في كتابه قال ثنا موسى بن اسحاق قال ثنا محمد بن بكار قال ثنا اسماعيل بن ابراهيم عن ايوب عن حميد ابن هلال قال قال رجل رحم الله رجلا أتى على هذه الآية ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فسأله بذلك الوجه الباقي الكريم
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا أبو عبدالرحمن المقري قال ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا حميد بن هلال قال قال

كعب رضي الله تعالى عنه ثلاث أجدهن 1 في كتاب الله تعالى من حافظ عليهن فهو عبدي حقا ومن ضيعهن فهو عدوي حقاالصلاة والصوم والغسل من الجنابة
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا أبو عبدالرحمن المقري قال ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا حميد بن هلال قال راح قوم مع كعب فساروا عشيتهم وليلتهم حتى غوروا المقيل فشكوا إلى كعب شدة مسيرهم فقال كعب ما أدركتم مقعد رجل من أهل النار
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن شبل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا وكيع عن سفيان عن يونس عن حميد بن هلال قال حدثت أن في جهنم تنانير ضيقها كضيق زج أحدكم في الأرض تضيق على قوم بأعمالهم أسند حميد عن عدة من الصحابة منهم عبدالله بن مغفل وأنس بن مالك وهشام بن عامر وأبو رفاعة العدوي رضي الله تعالى عنهم
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن ابي أسامة قال ثنا أبو النضر ومنصور بن سلمة والعباس بن الفضل وحدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا أبو الوليد الطيالسي
وحدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا عمرو بن حفص السدوسي قال ثنا عاصم بن علي قالوا ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا حميد بن هلال عن عبدالله بن مغفل قال أدلى لي جراب من شحم يوم خيبر فأتيته فالتزمته فقلت لا أعطي من هذ أحدا اليوم شيئا فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يتبسم إلي فاستحييت منه رواه يحيى بن سعيد القطان عن سليمان بن المغيرة وقال قال لي سفيان الثوري ليس لأهل البصرة حديث اشرف من هذا ورواه يحيى بن آدم عن سليمان بن المغيرة وقال قال سليمان سألت حميدا عن طعام العدو في الغزو إذا أكل منه وأطعم فحدثني بهذا الحديث ورواه شعبة عن حميد بن هلال
حدثنا أبو احمد محمد ابن احمد الجرجاني قال ثنا عبدالله بن شيرويه قال ثنا اسحاق بن راهويه قال ثنا

النضر بن شميل قال ثنا شعبة عن حميد بن هلال العدوي قال سمعت عبدالله ابن مغفل يقول مثله سواء وزاد فاستحييت
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا اسماعيل بن عبدالله وحدثنا فاروق الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك قال نعى النبي صلى الله عليه و سلم جعفرا وزيد بن حارثة [ وابن رواحة ] نعاهم قبل أن يجيء خبرهم وعيناه تذرفقان
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا أبو عبدالرحمن المقري قال ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة فتنة أكبر من الدجال رواه أيوب السختياني عن حميد مثله ورواه حميد عن أبي قتادة وأبي الدهماء عن هشام 190
الاسود بن كلثوم
ومنهم المستشهد الملثوم الأسود بن كلثوم خلت دعوته فعجلت كرامته
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا اسماعيل بن إبراهيم بن عليه قال أخبرني سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال كان منا رجل يقال له الأسود بن كلثوم وكان إذا مشى لا يجاوز بصره قدميه فكان يمر بالنسوة وفي الجدر يومئذ قصر ولعل احداهن أن تكون واسعة ثوبها أو خمارها فإذا رأينه راعهن ثم يقلن كلا إنه الاسود بن كلثوم فلما قدم 1 غازيا قال اللهم إن نفسي هذه تزعم في الرخاء أنها تحب لقاءك فإن كانت صادقة فارزقها ذلك وإن كانت كاذبة فاحملها عليه وأن كرهت فاطعم لحمي سباعا وطيرا فانطلق في خيل فدخلوا حائطا فنذر بهم العدو فجاؤوا فأخذوا بثلمة في الحائط فنزل الأسود عن فرسه

فضربها حتى غارت فخرج فأتى الماء فتوضأ ثم صلى قال يقول العجم هكذا استسلام العرب إذا استسلموا ثم تقدم فقاتل حتى قتل قال فمر عظم الجيش بعد ذلك بذلك الحائط فقيل لأخيه لو دخلت فنظرت ما بقي من عظام أخيك ولحمه قال لا دعا أخي بدعوات فاستجيبت له فلست أعرض في شيء من ذلك 191
شويس بن حيان ومن مشيخة بني عدي شويس بن حيان
1 - أبوالرقاد ولد عام الهجرة فأدرك عهد النبي صلى الله عليه و سلم وأخذ العطاء من عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني نصر بن علي قال حدثني أبي عن أبي خلدة قال قال لي أبو العلية من بقي من شيوخ بني عدي قلت أبوالسوار قال ذاك من الفتيان قلت إنه أبيض الرأس واللحية قال فذاك من الفتيان إنما سألتك عن الشيوخ قال قلت شويس العدوي قال نعم هو ممن أخذ الدرهمين على عهد عمر رضي الله تعالى عنه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر وعبيد الله يعقوب قالا ثنا اسحاق ابن ابراهيم قال ثنا محمد بن عمرو بن العباس قال ثنا سعيد عامر قال ثنا جسر أبو جعفر عن أبي مسعود الجريري عن شويس العدوي وكان من أصحاب الدرهمين قال إن صاحب اليمين أمين أو قال أمير على صاحب الشمال فإذا عمل ابن آدم سيئة وأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين لا تعجل لعله يعمل حسنة فإن عمل حسنة ألقى واحدة بواحدة وكتب له تسع حسنات فيقول الشيطان يا ويله من يدرك تضعيف ابن آدم
حدثنا عمرو بن محمد بن حاتم 2 قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله بن

مرزوق قال ثنا عفان قال ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال أدركت رجالا من بني عدي إن كان أحدهم ليصلي حتى ما يأتي فراشه إلا حبوا أسند شويس عن عتبة بن غزوان المازني رضي الله تعالى عنه
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا إدريس بن جعفر قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابو نعامة العدوي عن خالد بن عمير وشويس قالا خطبنا عتبة ابن غزوان رضي الله تعالى عنه فقال ألا إن الدنيا قد أذنت بصرم وولت حذاء 1 ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وإنكم في دار تنتقلون عنها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لنا طعام نأكله إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا الحديث 192
عبد الله بن غالب
ومنهم العابد الرائب المتشمر الناحب المتشوق الطالب أبو فراس عبدالله بن غالب وقيل إن التصوف الحذر من الدنيا والهرب والرغب في العقبى والطلب
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس الثققي قال ثنا عبدالله ابن أبي زياد قال ثنا سيار قال ثنا جعفر قال ثنا مالك بن دينار قال كان لعبد الله بن غالب بيتان بيت يتعبد فيه وبيت لعياله وكان له وردان ورد بالنهار وورد بالليل
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا نصر بن علي قال ثنا نوح بن قيس قال ثنا عون بن أبي شداد أن عبدالله ابن غالب كان يصلي الضحى مائة ركعة ويقول لهذا خلقنا وبهذا أمرنا ويوشك أولياء الله أن يكفوا ويحمدوا
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني ابو عمر

الأزدي قال ثنا نوح بن قيس عن أخيه خالد بن قيس عن قتادة أن عبدالله ابن غالب كان يقص في المسجد الجامع فمر عليه الحسن فقال يا عبدالله لقد شققت على أصحابك فقال ما أرى عيونهم انفقأت ولا أرى ظهورهم اندقت والله يأمرنا بأحسن أن نذكره كثيرا وأنت تأمرنا أن نذكر قليلا كلا لا تطعه واسجد واقترب ثم سجد قال الحسن والله ما رأيت كاليوم ما أدري أسجد أم لا
حدثنا احمد بن محمد بن عبدالوهاب قال ثنا محمد بن اسحاق السراج قال ثنا عبدالله بن أبي زياد ومحمد بن الحارث قالا ثنا سيار قال ثنا جعفر قال سمعت عبدالله بن غالب يقول في دعائه اللهم إنا نشكو اليك سفه أحلامنا ونقص عملنا 1 واقتراب آجالنا وذهاب الصالحين منا
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا ابو عمرو الأزدي قال ثنا مسلم بن ابراهيم قال ثنا نوح بن قيس قال حدثني نصر بن علي قال كان عبدالله بن غالب إذا أصبح يقول لقد رزقني الله البارحة خيرا قرأت كذا وصليت كذا وذكرت كذا وفعلت كذا فيقال له يا أبا فراس إن مثلك لا يقول مثل هذا فيقول إن الله تعالى يقول وأما بنعمة ربك فحدث وأنتم تقولون لا تحدث بنعمة ربك
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عبد الصمد قال ثنا غسان قال ثنا سعيد بن يزيد قال سجد عبدالله بن غالب ومضى رجل إلى الجسر يشتري علفا فاشترى حاجته من الجسر ورجع وهو ساجد
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس الثقفي قال ثنا عبدالله بن أبي زياد ومحمد بن الحارث قالا ثنا سيار قال ثنا جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول لما كان يوم الزاوية قال عبدالله بن غالب إني لأرى أمرا مالي عليه صبر روحوا بنا إلى الجنة قال فكسر جفن سيفه ثم تقدم فقاتل حتى قتل

قال فكان يوجد من قبره ريح المسك
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله ابن احمد قال ثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال ثنا جعفر بن سليمان قال ثنا أبو عيسى قال لما كان يوم الزاوية رأيت عبدالله بن غالب دعا بماء فصبه على رأسه وكان صائما وكان يوما حارا وحوله أصحابه ثم كسر جفن سيفه فألقاه ثم قال لأصحابه روحوا بنا إلى الجنة قال فنادى عبد الملك بن المهلب أبا فراس أنت آمن أنت آمن قال فلم يلتفت اليه ثم مضى فضرب بسيفه حتى قتل قال فلما قتل دفن فكان الناس يأخذون من تراب قبره كأنه مسك يصرونه في ثيابهم أسند عبدالله بن غالب عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه
حدثنا عبدالعزيز بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود وحدثنا أبو بحر محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن غالب قال ثنا مسلم بن ابراهيم قال ثنا صدقة بن موسى قال ثنا مالك بن دينار عن عبدالله بن غالب الحداني عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق 193
زرارة بن أوفى
ومنهم الخائف المخفى زرارة بن أوفى رن 1 فأوحى ورد إلى الملأ الأعلى وقيل ان التصوف عويل حتى الرحيل وحويل إلى المقيل
حدثنا ابو بكر بن مالك قال قنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا هدبة ابن خالد قال أبو خباب القصاب 2 واسمه عون بن ذكوان قال صلى بنا زرارة بن أوفى صلاة الصبح فقرأ يا أيها المدثر حتى بلغ فإذا نقر في الناقور خر ميتا وكنت فيمن حمله إلى داره
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله ابن احمد قال ثنا روح بن عبدالمؤمن قال ثنا غياث بن المثنى القشيري قال ثنا بهز بن حكيم قال صلى بن زرارة بن أوفى مسجد بن قشير فقرأ فإذا

نقر في الناقور فخر ميتا فحمل إلى داره قال وكان يقص في داره وقدم الحجاج البصرة وهو يقص في داره أسند زرارة بن أوفى عن عدة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم
حدثنا أبو عبدالله محمد بن احمد بن مخلد قال ثنا الحارث بن أبي اسامة وحدثنا محمد بن احمد بن محمد قال ثنا احمد بن عبدالرحمن قال ثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسعر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل به أو تكلم هذا حديث صحيح ثابت رواه عن قتادة عدة منهم شعبة وهمام وهشام وأبان وشيبان وأبو عوانة وحماد بن سلمة والمسعودي وعمران بن خالد والقاسم بن الوليد ومجاعة بن الزبير واختلف عن المسعودي فيه عن قتادة فرواه يزيد بن هارون عن المسعودي فيه عن قتادة عن زرارة عن عمران عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله وروى عبدالله ابن داود الخريبي عن مسعود عن قتادة عن زرارة عن سعيد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها ورواه المسيب بن واضح عن سفيان بن عيينة عن مسعر عن قتادة فخالف أصحاب قتادة في اللفظ حدثنا أبي قال ثنا احمد بن محمد بن الحسن البغدادي قال ثنا المسيب قال ثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الهوى مغفور لصاحبه مالم يعمل به أو يتكلم
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله بن مرزوق قال ثنا عبيد الله عن قتادة 1 عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تهجر امرأة فراش زوجها إلا لعنتها ملائكة الله هذا حديث ثابت ورواه عن قتادة شعبة وسعيد ومسعر
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا ابو داود

قال ثنا هشام عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم ينذرون ولا يوفون ويخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون ويفشو فيهم السمن هذا حديث صحيح ثابت رواه القدماء والأعلام عن أبي داود عن هشام
حدثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قال ثنا شعبة وهشام عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال الذي يقرأالقرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأالقرآن قال هشام وهو عليه شاق فله أجران رواه عن قتادة جماعة منهم روح بن القاسم وسعيد بن أبي عروبة وأبو عوانة والحديث صحيح متفق عليه
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا ابراهميم بن أبي سويد الزارع قال ثنا صالح المري عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال سأل رجل النبي صلى الله عليه و سلم فقال أي العمل أحب إلى الله تعالى قال الحال المرتحل قال يا رسول الله ما الحال المرتحل قال صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره وفي آخره حتى يبلغ أوله هذا حديث غريب من حديث زرارة لم يروه عنه إلا قتادة ورواه عن صالح المري زيد بن الحباب ويعقوب بن اسحاق الخضرمي
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن جرير قال ثنا سعيد ابن ! عثمان التنوخي قال ثنا ابن أبي السري قال ثنا عبدة بن سليمان عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هاجروا من الدنيا وما فيها كذا رواه التنوخي عن ابن أبي السرى فإن كان محفوظا فهو غريب وصوابه مارواه سليمان التيمي وأبو عوانة عن قتادة وبإسناده ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها

عقبة بن عبدالغافر
ومنهم الداعي الشاكر عقبة بن عبد الغافر كان في الضراء ذاكرا وفي السراء شاكرا
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال قرأت على أبي ثنا عفان قال ثنا حماد قال أخبرنا ثابت عن عقبة بن عبدالغافر قال دعوة في السر أفضل من سبعين في العلانية وإذا عمل العبد في العلانية عملا حسنا وعمل في السر مثله قال الله لملائكته هذا عبد حقا
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عفان قال أخبرنا حماد قال حميد عن ثابت عن عقبة بن عبدالغافر قال صلاة العشاء في جماعة كحجة وصلاة الفجر في جماعة كعمرة
حدثنا ابو محمد بن حيان قال ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم 1 قال ثنا هناد بن السرى قال ثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال ثنا وائل بن داود قال سمعت عقبة بن عبدالغافر قال ما طلعت الشمس إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين يقولان أيها الناس هلموا إلى ربكم ما قل وكفى خير مما كثر وألهى ولا غربت إلا وبجنبتيها ملكان ينادينان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين اللهم اعقب منفقا خلفا واعقب ممسكا تلفا أسند عقبة عن أبي سعيد الخدري وسمع منه
حدثنا أبو الحسن سهل بن عبدالله التستري قال ثنا الحسين بن إسحاق التستري قال ثنا عبيد الله بن معاذ قال ثنا أبي قال ثنا شعبة وحدثنا أبو احمد محمد بن احمد قال ثنا الحسن بن سفيان وعمران بن موسى قالا ثنا عبيد الله بن معاذ قال ثنا المعتمر بن سليمان التيمي قال ثنا أبي واللفظ له قال ثنا قتادة سمع عقبة بن عبد الغافر يقول سمعت أبا سعيد الخدري يحدث

عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه ذكر رجلا فيمن سلف أو قال فيمن كان قبلكم راشه 1 الله عز و جل مالا وولدا وقال أبو عوانة رغسه الله مالا فلما حضره الموت قال لبنيه أي أب كنت لكم فقالوا خير أب قال فإنه لم يبتئر إلي عند الله خير قال فسرها قتادة لم يدخر عندالله خير قط وإن يقدر الله علي يعذبني فإذا مت فاحرقوني حتى إذا صرت حمما فاسحقوني ثم إذا كان يوم ريح عاصف فأذروني فيها قال نبي الله عليه السلام فأخذ مواثيقهم على ذلك ففعلوا به وروى لما مات قال الله كن فإذا هو رجل قائم فقال ما حملك على ما فعلت قال يارب مخافتك أو قال فرق منك فما تلافاه أن رحمه قال فحدث به أبان عثمان فقال سمعت هذا من سلمان غير أنه زاد فيها ثم اذروني في البحر او كما حدث صحيح ثابت متفق عليه
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا احمد بن عبدالجبار قال ثنا إبراهيم بن عرعرة قال ثنا معلى بن أسد قال ثنا سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن عقبة ابن عبدالغافر عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يرويه عن ربه عز و جل قال الله أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر غريب من حديث قتادة لم يروه عنه إلا سلام
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا احمد بن المعلى الدمشقي قال ثنا هشام بن عمار قال ثنا منبه به عثمان قال ثنا خليد بن دعلج عن قتادة عن عقبة بن عبدالغافر عن أبي سعيد الخدري انه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن شعيرة ويخرج من النار من قال لا أله إلا الله وكان في قلبه ما يزن ذرة من إيمان وليس الله تعالى يترك في النار أحدا فيه خير إلا أخرجه منها هذا حديث غريب من حديث قتادة عن عقبة لم يروه عنه إلا خليد بن دعلج

ابن سيرين
ومنهم ذو العقل الرصين والورع المنين المطعم للاخوان والزائرين ومعظم الرجاء للمذببين والموحدين أبو بكر محمد بن سيرين كان ذا ورع وأمانة وحيطة وصيانة كان بالليل بكاء نائحا وبالنهار بساما سائحا يصوم يوما ويفطر يوما وقد قيل إن التصوف البذل والاطعام والطول والانعام
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا أزهر بن سعد عن ابن عون
قال قيل لمحمد بن سيرين يا أبا بكر إن رجلا قد اغتابك فتحله قال ما كنت لأحل شيئا حرمه الله
حدثنا احمد بن اسحاق قال قال ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا أبو عمير قال ثنا ضمرة قال قال السرى بن يحيى أو غيره لابن سيرين إني قد اغتبتك فاجعلني في حل قال إني أكره أن أحل ما حرم الله تعالى
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني ابي قال قال ثنا عبيد الله بن محمد قال سمعت شيخا يذكر عن محمد قال وسئل مرة عن فتيا فأحسن الاجابة فيها فقال له رجل والله يا أبا بكر لأحسنت الفتيا فيها أو القول فيها قال وعرض كأنه يقول ما كانت الصحابة لتحسن أكثر من هذا فقال محمد لو أردنا فقههم لما أدركته عقولنا
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا روح قال ثنا هشام عن محمد بن سيرين قال كان مما يقول للرجل إذا أراد أن يسافر في التجارة اتق الله تعالى واطلب ما قدر لك في الحلال فإنك إن تطلبه من غير ذلك لم تصب أكثر ما قدر لك
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق الثقفي قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا روح قال ثنا ابن عون قال سمعت محمدا يقول في شيء راجعته فيه إني لم أقل لك ليس به بأس وإنما قلت لك لا أعلم به بأسا

حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عباس بن الفضل الاسقاطي 1 قال ثنا سليمان ابن حرب قال ثنا حصن بن أبي بكر الباهلي وحدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا عثمان بن عمر الضبي قال ثنا القاسم بن أمية الحذاء قال ثنا الحكم بن سنان كلاهما عن يحيى بن عتيق قال قلت لمحمد بن سيرين الرجل يتبع الجنازة لا يتبعها حسبة يتبعها حياء من أهلها له في ذلك أجر قال أجر واحد بل له أجران أجر لصلاته على أخيه وأجر لصلته الحي
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا أسود بن عامر قال ثنا عن حبيب عن ابن سيرين قال إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا جعل له واعظا من قلبه يأمره وينهاه
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن عبدالله الاأصاري قال ثنا الأشعث قال كان محمد بن سيرين إذا سئل عن شيء من الفقه الحلال والحرام تغير لونه وتبدل حتى كأنه ليس بالذي كان
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني ابي قال ثنا ابن علية عن أيوب قال كان محمد بن سيرين يقول لا تكرم أخاك بما يشق عليك 2
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني الحسن ابن عبدالعزيز قال كتب الينا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون قال بعث ابن هبيرة إلى ابن سيرين فقدم عليه فقال كيف تركت أهل مصرك قال تركتهم والظلم فيهم فاش قال ابن عون كان يرى إنها شهادة يسأل عنها فكره أن يكتمها
حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا يعقوب بن اسحاق المخرمي قال ثنا مسلم بن ابراهيم قال ثنا شبيب بن شيبة قال سمعت محمد بن سيرين يقول الكلام أوسع من أن يكذب [ فيه ] ظريف

حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن ابن عون قال كلمت محمد بن سيرين في رجل وقلت يا أبا بكر إنه من أهل علم ثم رجعت إليه من الغد فقلت يا أبا بكر كيف رأيت صاحبنا قال بعيد مما قلت يرى أنه يعلم العلم ولا يقول لما لم يسمعه لم أسمعه
حدثنا محمد بن اسحاق قال ثنا ابراهيم بن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قالثنا أبو حرة قال كان محمد بن سيرين يكره أن يقول للمرأة طمثت ولكن كما قال الله تعالى حاضت
حدثنا ابو محمد بن حيان قال ثنا محمد بن العباس قال ثنا زياد بن يحيى عن عمران 1 بن عبدالعزيز قال سمعت محمد بن سيرين وسئل عمن يسمع القرآن فيصعق قال ميعاد ما بينا وبينهم أن يجلسوا على حائط فيقرأ عليهم القرآن من أوله ألى آخره فإن سقطوا فهم كما يقولون
حدثنا ابو احمد محمد بن احمد ثنا ابو خليفة قال ثنا محمد بن سلام قال كان سلم بن قتيبة يأتي محمد بن سيرين على برذون ثم أتاه راجلا قال ما فعل برذونك قال بعته قال ولم قال لمؤونته قال أتراه خلف رزقه عندك
حدثنا ابو احمد محمد بن احمد قالثنا محمد بن جشم قال ثنا ابو سعيد الأشج قال ثنا عمر بن هارون عن قرة بن خالد عن ابن سيرين أنه كان يقول ... إنك إن كلفتني ما لم أطق ... ساءك ما سرك مني من خلق ...
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا احمد بن يحيى ثعلب قال ثنا محمد بن سلام الجمحي قال ثنا الاصمعي قال لقيت ابن أبي عطارد وهو شيخ هرم فقلت له ما حفظت عن أبيك عن ابن سيرين قال حدثني أبي أن محمد ابن سيرين قال له انكح امرأة تنظر في يدك ولا تنكح امرأة تكون أنت تنظر في يدها

حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني الحسن بن عبدالعزيز قال كتب الينا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون قال لما حضرت الوفاة محمد بن سيرين قال لابنه يا بني اقض عني وتقض 1 عني إلا الوفاء قال يا أبت أعتق عنك قال إن الله تعالى لقادر أن يأجرني وإياك فيما صنعت من خير
حدثنا احمد بن اسحاق قال ثنا ابراهيم بن نائلة قال ثنا شيبان قال ثنا ابو هلال عن غالب عن بكر بن عبدالله المزني قال من سره أن ينظر إلى أورع أهل زمانه فلينظر إلى محمد بن سيرين فوالله ما أدركنا من هو أورع منه
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا على بن سهل قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول قال سمعت مورقا العجلي يقول ما رأيت رجلا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد ابن سيرين
حدثنا ابو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس السراج قال ثنا محمد بن عمرو الباهلي قال سمعت سفيان بن عيينة يقول لم يكن كوفي ولا بصري [ ورع ] مثل ورع محمد بن سيرين
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال ثنا احمد بن عبدالله بن يونس قال ثنا أبو شهاب عن هشام عن ابن سيرين انه اشترى بيعا فأشرف فيه على ثمانين الفا فعرض في قلبه منه شيء فتركه قال هشام ما هو بربا
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال ثن أبو إسحاق الطالقاني قال ثنا ضمرة عن السرى بن يحيى قال لقد ترك ابن سيرين ربح أربعين ألفا في شيء دخله قال السرى فسمعت سليمان التيمي يقول لقد تركه في شيء ما يختلف فيه أحد من العلماء
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أبي قال ثنا

موسى بن هلال قال سمعت هشام بن حسان يذكره قال كان ابن سيرين إذا دعي إلى وليمة أو إلى عرس يدخل منزله فيقول اسقوني شربة سويق فيقال له يا أبا بكر أنت تذهب إلى الوليمة أو إلى العرس تشرب سويقا قال إني أكره أن أحمل حر جوعي على طعام الناس
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني ابي قال ثنا ابراهيم بن حبيب بن الشهيد عن هشام قال اوصى أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن يغسله محمد بن سيرين فقيل له في ذلك وكان محبوسا فقال أنا محبوس قالوا قد استأذنا الأمير فأذن لك قال إن الأمير لم يحبسني إنما حبسني الذي له الحق فأذن له صاحب الحق فخرج فغسله
حدثنا احمد بن اسحاق قال ثنا احمد بن يحيى بن نصر قال ثنا عبيد الله ابن معاذ قال ثنا أبي قال ثنا ابن عون قال كان محمد لا يطعم عند كل أحد فكان إذا دعي إلى وليمة أجاب ولم يطعم وكان يخرج الزيوف 1 من ماله
حدثنا محمد بن علي قال ثنا احمد بن علي بن المثنى قال ثنا ابو الربيع قال ثنا حماد بن زيد عن هشام قال سمعت بن سيرين يقول المسلم المسلم عند الدرهم والدينار
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أبي قال ثنا أزهر عن ابن عون قال كان محمد يكره أن يشترى بهذه الدنانير والدراهم المحدثة التي عليها اسم الله يقول [ المسلم عبد الدرهم 2 ]
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا علي بن سهل قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال ذكر محمد بن سيرين عند أبي قلابة فقال وأينا يطيق محمد بن سيرين محمد يركب مثل حد السنان
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني ابو بكر قال ثنا سفيان بن عيينة عن عاصم قال لم يكن ابن سيرين يترك أحد يمشي معه
حدثنا محمد بن احمد ابو الجرجاني قال ثنا احمد بن موسى بن

العباس قال ثنا اسماعيل بن سعيد الكسائي قال ثنا النجم بن بشير عن اسماعيل ابن زكريا عن عاصم الأحول قال كنت عند ابن سيرين فدخل عليه رجل فقال يا أبا بكر ما تقول في كذا قال ما أحفظ فيها شيئا فقلنا له فقل فيها برأيك قال أقول فيها برأيي ثم أرجع عن ذلك الرأي لا والله
حدثنا محمد بن علي قال ثنا عبدالله بن الحسين بن معبد قال ثنا عبدالله بن سعيد الأشج قال ثنا المحاربي عن جعفر بن مرزوق قال بعث ابن هبيرة الى ابن سيرين والحسن والشعبي قال فدخلوا عليه فقال لابن سيرين يا أبا بكر ماذا رأيت منذ قربت من بابنا قال رأيت ظلما فاشيا قال فغمزه ابن أخيه بمنكبه فالتفت اليه ابن سيرين فقال انك لست تسأل إنما أنا اسأل فأرسل إلى الحسن بأربعة آلاف وإلى ابن سيرين بثلاثة آلاف وإلى الشعبي بألفين فأما ابن سيرين فلم يأخذها
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني الحسن بن عبدالعزيز الجروي قال كتب الينا ضمرة عن حازم بن رجاء بن أبي سلمة قال سمعت يونس بن عبيد يصف الحسن وابن سيرين فقال أما ابن سيرين فانه لم يعرض له أمران في دينه إلا أخذ بأوثقهما
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا أسود بن عامر قال ثنا جرير بن حازم قال سمعت محمد بن سيرين وقال لي رأيت ذلك الرجل الاسود ثم قال أستغفر الله ما أرانا إلا قد اغتبناه
حدثنا عبدالله بن احمد قال ثنا ابراهيم بن محمد بن الحسن قال ثنا جعفر بن عامر البزار قال ثنا احمد بن عبدالمجيد قال ثنا حماد بن زيد عن ابن عون قال كان لابن سيرين منازل لا يكريها إلا من أهل الذمة فقيل له في ذلك قال إذا جاء رأس الشهر رعته وأكره أن أروع مسلما
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا أزهر بن سعيد قال ثنا ابن عون قال دخلت على محمد بن سيرين وبين يديه شهدة فقال هلم فكل فان الطعام أهون من أن يقسم عليه
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال

ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا احمد بن منصور قال ثنا مسلم بن ابراهيم قال ثنا قرة بن خالد قال أكلت في بيت محمد سيرين طعاما فلما شبعت أخذت المنديل ورفعت يدي فقال لي محمد إن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قال الطعام أهون من أن يقسم عليه
حدثنا سليمان بن احمد قال أبو مسلم الكشي قال ثنا بكار بن محمد السيريني قال ثنا ابن عون قال ما أتينا محمد بن سيرين في يوم قط إلا أطعمنا خبيصا أو فالوذجا
حدثنا احمد بن جعفر 1 بن معبد قال ثنا يحيى بن مطرف قال ثنا مسلم بن ابراهيم قال ثنا أبو خلدة قال دخلت على محمد بن سيرين أنا وابن عون وسهم الفرائضي فقال ما أدري ما أتحفكم به كلكم في بيته خبز ولحم فقدم إلينا شهدة وجعل يقطع لنا بيده ونأكل
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا علي بن عبدالعزيز قال ثنا مسلم ابن إبراهيم قال ثنا أبو خلدة قال دخلنا على محمد بن سيرين فقال ماأدري ما أتحفكم به كلكم في بيته خبز ولحم يا جارية هات تلك الشهدة فجاءت بها فجعل يقطع ويأكل ويطعمنا
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا عبدالله بن وهب الغزي قال ثنا محمد بن أبي السرى قال ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون قال كان في أهل ابن سيرين فرح فأتاهم فرقد السبخي يهنئهم فأتوه بخبيص فأبى أن يأكله فأتوه بسمن وعسل وخبز نقي فجعل يأكل فقال ابن سيرين وهل الذي تركت إلا هذا الذي تأكله
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا علي بن مسلم قال ثنا ابراهيم بن حبيب بن الشهيد عن أبيه قال دخلت على بن سيرين في يوم حار فرأى في وجهي اللغب 2 فقال جارية هات لحبيب غذاء هات هات حتى قال ذلك مرارا قلت لا أريده قال هات فلما جاءت به قلت لا أريده قال كل لقمة وأنت بالخيار فلما أكلت لقمة نشطت فأكلت حتى شبعت
حدثنا أبو بكر بن مالك ثنا احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا

ابراهيم بن حبيب عن هشام قال كان آل ابن سيرين يدخل عليهم داخل إلا قربوا له طعاما حتى إذا كان آخرا وخفت حالهم كانوا يشترون من ذلك البسر المطبوخ أو المغلي فإذا دخل داخل قدموا اليه من ذلك البسر
حدثنا عثمان بن محمد العثماني قال ثنا أبو روق قال ثنا عبدالله بن الفضل قال ثنا الأصمعي عن ابن عون عن محمد بن سيرين أنه حين ركبه الدين خفف مطعمه حتى كنت آوي له وكان أكثر ما يأتدم به السمك الصغار
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا احمد بن يحيى ثعلب قال ثنا محمد بن سلام قال ثنا الأصمعي قال ثنا أبو هلال الراسي قال دعانا محمد بن سيرين إلى الغداء وكان أدمه هذا السمك الصغار فما قام منا إلا أبو عطارد
حدثنا ابو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عمرو بن زرارة وحدثنا ابو محمد بن حيان قال ثنا ابراهيم بن الحسن قال ثنا يعقوب الدورقي قالا ثنا ابن علية قال ثنا ابن عون قال ما رأيت أحدا أعظم رجاء للموحدين من محمد بن سيرين كان يتلو هذه الآيات إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويتلو ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين الآية ويتلو لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى لفظ يعقوب
حدثنا محمد بن علي قال ثنا احمد بن علي بن المثنى قال ثنا عبدالصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل بن عياض يقول قال الحسن إنما هي طاعة الله أو النار وقال ابن سيرين إنما هي رحمة الله أو النار
حدثنا أبو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا أزهر بن سعد قال ثنا ابن عون عن محمد قال كانوا يرجون في الموقوف حتى الحمل في بطن أمه
حدثنا محمد بن اسحاق قال ثنا احمد بن يحيى بن نصر قال ثنا عبيد الله بن معاذ قال ثنا أبي قال ابن عون قال قرأرجل عند محمد بن سيرين لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض الآية فقال محمد لا نعلم شيئا أرجى للمنافقين من هذه الآية ما علمناه أغرى بهم حتى مات صلى الله عليه و سلم
حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني قال ثنا النعمان بن احمد قال ثنا

محمد بن عبد الملك قال ثنا الهيثم بن عبيد قال ثنا سهيل اخو حزم القطعي لا أعلم إلا أنه هو ذكره قال سمع ابن سيرين رجلا يسب الحجاج فأقبل عليه فقال مه أيها الرجل فإنك لو قد وافيت الآخرة كان أصغر ذنب عملته قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحجاج واعلم أن الله تعالى حكم عدل إن أخذ من الحجاج لمن ظلمه فسوف يأخذ للحاج ! ممن ظلمه فلا تشغلن نفسك بسب أحد
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا ابراهيم بن حسن الباهلي قال ثنا حماد بن زيد عن ابن عون عن محمد بن سيرين أنه لما ركبه الدين اغتم لذلك فقال إني لأعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا عمر بن بحر الأسدي قال سمعت احمد بن أبي الحواري يخبر عن عبدالله بن السرى قال قال ابن سيرين إني لأعرف الذنب الذي حمل علي به الدين ما هو قلت لرجل من أربعين سنة يا مفلس
فحدث به أبا سليمان الداراني فقال قلت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون وكثرت ذنوبهم وذنوبك فليس ندري من أين نؤتى
حدثنا ابو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا احمد بن محمد بن أبي نصر التمار قال ثنا جدي قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال قال لي محمد بن سيرين يا أبا محمد لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة فلم يزل بي البلاء حتى أقمت على المصطبة فقيل هذا محمد بن سيرين أكل أموال الناس وكان عليه دين كثير
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني احمد بن ابراهيم قال ثنا أبو عبدالله قال حدثني عبدالملك بن قريب قال سمعت بعض من يحدث عن ابن عون قال لما ركب ابن سيرين الدين خفف مطعمه حتى أويت له وكان أكثر أدمه هذا السمك الصغار
حدثنا مخلد بن جعفر قال ثنا جعفر الفريابي قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا حماد بن زيد عن أنس بن سيرين قال كان لمحمد بن سيرين سبعة

أوراد يقرؤها بالليل فإذا فاته منها شيء قرأه من النهار
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا أبو يعلى الموصلي قال ثنا محمد بن الحسن البرجلاني قال حدثني أزهر عن ابن عون قال أنبأني يوسف عن عبدالله بن الحارث أن محمدا نام عن العشاء حتى تفرطت ثم قام فصلاها ثم أحيا بقية ليله
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا الحسن بن عبدالعزيز قال حدثني ضمرة عن ابن شوذب قال كان ابن سيرين يصوم يوما ويفطر يوما وكان الذي يفطر فيه يتغدى فلا يتعشى ثم يتسحر ويصبح صائما
حدثنا احمد بن جعفر قال حدثناه عبدالله بن احمد قال حدثني نصر بن علي قال ثنا بشر بن عمر قال حدثتني ! أم عباد امرأة هشام بن حسان قالت كنا نزولا مع محمد بن سيرين في داره فكنا نسمع بكاءه بالليل وضحكه بالنهار
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق ثنا خليفة بن خياط قال ثنا سيدان 1 قال ثنا يزيد بن زريع قال سمعت أبا عوانة قال رأيت محمد بن سيرين في السوق فما رآه أحد إلا ذكر الله تعالى
حدثنا أبو بكر ابن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني نصر بن علي قال حدثني موسى ابن المغيرة قال رأيت محمد بن سيرين يدخل السوق نصف النهار يكبر ويسبح ويذكر الله تعالى فقال له رجل يا أبا بكر في هذه الساعة قال إنها ساعة غفلة
حدثنا أبو علي محمد بن احمد قال ثنا بشر موسى قال ثنا الحميدي وحدثنا عبدالرحمن بن العباس قال ثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال ثنا اسحاق ابن اسماعيل ومحمد بن عباد قالا ثنا سفيان بن عيينة قال حدثني زهير الأقطع قال كان محمد بن سيرين إذا ذكر الموت مات كل عضو منه على حدته
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا يحيى بن اسحاق قال ثنا مهدي بن ميمون قال أخبرنا الجريري قال

كنا عند محمد بن سيرين فلما أردنا القيام قلنا دعوة يا أبا بكر قال اللهم تقبل منا أحسن ما نعمل وتجاوز عنا في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا أبو يعلى قال ثنا شيبان قال ثنا سلام ابن مسكين قال سمعت محمد بن سيرين يقول إذا اتقى الله العبد في اليقظة لا يضره ما ريء له في النوم
حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا محمد بن يزيد قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا أبي قال كان الرجل إذا سأل ابن سيرين عن الرؤيا قال له اتق الله في اليقظة لا يضرك ما رأيت في المنام
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا أحمد بن الحسن بن هارون قال ثنا عبدالله بن محمد العكي قال حدثني جعفر بن عبدالله بن كردوس 1 قال حدثني أبي قال قال لي محمد بن سيرين رأيت جليسا لي في المنام فإذا ساقاه من ذهب فقلت له ماصنع الله بك فقال غفر لي وأدخلني الجنة وأبدلني بدل ساقي ساقين من ذهب أسرح بهما في الجنة حيث شئت قلت بماذا قال بعزل الأذى عن الطريق
حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا علي بن الحسن القطان قال ثنا محمد بن زياد الزيادي قال ثنا حماد بن زياد عن هشام بن حسام قال حدثني بعض آل سيرين قال ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني أبي قال ثنا اسماعيل عن ابن عون قال دخل رجل على محمد وهو عند أمه فقال ما شأن محمد أيشتكي شيئا قالوا لا ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا أزهر بن سعيد قال ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين قال كانت شجرة في البرية تعبد من دون الله فأخذ رجل فأسا فخرج اليها فقطعها فغفر له

حدثنا محمد بن ابراهيم قال ثنا احمد بن الحسن بن عبدالجبار قال ثنا شجاع بن مخلد قال ثنا أزهر عن ابن عون عن ابن سيرين قال كانوا يرون حسن الخلق عونا على الدين
حدثنا ابو احمد محمد بن احمد الجرجاني ثنا زكريا الساحي قال ثنا عباس الباكسائي قال ثنا محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان الثوري عن هشام عن محمد بن سيرين قال كانوا يعشقون من غير ريبة
حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا احمد بن القاسم بن مشاور قال ثنا خالد بن خداش قال ثنا مهدي بن ميمون قال كان محمد بن سيرين يتمثل الشعر ويذكر الشيء ويضحك حتى إذا جاء الحديث من السنة كلح وانضم بعضه إلى بعض
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني الحسن بن عبدالعزيز عن ضمرة عن السرى بن يحيى وابن شوذب قالا كان ابن سيرين ربما ضحك حتى يستلقي ويمد رجليه
حدثنا عثمان بن محمد العثماني قال ثنا الحسين بن احمد بن بسطام قال ثنا المقوم يعني يحيى بن حكيم قال ثنا قريش بن أنس قال ثنا حبيب بن الشهيد قال ابن سيرين لا يئن على بلاء وربما ضحك حتى تدمع عيناه
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عمرو بن رسته قال ثنا يوسف بن عطية أبو سهل قال رأيت محمد بن سيرين وكان كثير المزاح كثير الضحك
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم قال ثنا احمد بن علي الأبار قال ثنا ابن حيان قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال كان ابن سيرين يمازح أصحابه ويقول مرحبا بالمدرفشين يعني أنكم تشهدون الجنائز وتحملون الموتى
حدثنا ابو احمد محمد بن احمد قال ثنا علي بن محمد بن حاتم قال ثنا حامد ابن محمد قال ثنا محمد بن عباد قال ثنا الحسن بن اسحاق بصرى عن سعيد ابن أبي عروبة عن محمد بن سيرين أنه قال الرمان بين الفاكهة كجبريل بين الملائكة
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا خلف بن عبيد الله الضبي قال ثنا نصر

ابن علي قال ثنا الأصمعي قال ثنا جويرية قال قلت لمحمد بن سيرين إني اشتريت جارية عظيمة الشفة فقال ذاك أوثر لقبلتها
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا علي بن سعيد الرازي قال ثنا الحسن بن علي الحلواني قال ثنا أبو عاصم عن قرة بن خالد قال قلت لمحمد بن سيرين هل كانوا يتمازحون فقال ما كانوا إلا كالناس كان ابن عمر يمزح وينشد الشعر ويقول ... يحب الخمر من كيس الندامى ... ويكره أن تفارقه الفلوس ...
حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا أحمد بن حماد بن سفيان قال حدثني عبدالقدوس بن محمد بن شعيب بن الحبحاب قال حدثني عمي صالح بن عبدالكبير قال حدثني عمي أبو بكر بن شعيب قال كنت عند محمد بن سيرين فجاءه إنسان فسأله عن شيء من الشعر وذاك قبل صلاةالعصر فأنشد هذه الأبيات ... كأن المدامة والزنجبيل ... وريح الخزامى وذوب العسل ... يعدل 1 برد أنيابها ... إذا النجم وسط السماء اعتدل ... ثم دخل في الصلاة
حدثنا أبو بكر الطلحي قال ثنا احمد بن حماد قال ثنا ابراهيم الجوهري قال حدثني يحيى بن خليف بن عقبة عن أبيه قال سئل محمد ابن سيرين أينشد الرجل الشعر وهو على وضوء فقال ... نبئت أن فتاة كنت أخطبها ... عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول ... أسنانها مائة أو زدن واحدة ... وسائر الخلق منها بعد ممطول 2 ... ثم قال الله أكبر
حدثنا احمد بن السندي قال ثنا محمد بن العباس المؤدب قال ثنا خالد بن خداش قال ثنا حماد بن زيد عن هشام عن محمد قال مثل الذي يجلس ولا يخلع نعليه مثل دابة يوضع عنها الحمل ولا يوضع عنها الاكاف أخبرنا جعفر بن محمد بن نصر 3 في كتابه وحدثني عنه أبو عمرو العثماني

قال ثنا أبو العباس بن مسروق قال ثنا محمد بن سنان قال ثنا عمر بن حبيب عن ابن عون قال سمعت محمد بن سيرين يقول ثلاثة ليس معهم غربة حسن الأدب وكف الأذى ومجانبة الريب
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا الحسن 1 بن السميدع قال ثنا موسى ابن أيوب قال ثنا علي بن بكار قال ثنا الحسن بن دينار عن محمد بن سيرين أن رجلين اختصما في تخوم أرض فأوحى الله عز و جل اليها كلميهما فقالت يا مسكينان أو يا شقيان تختصمان في ولقد ملكني ألف أعور سوى الأصحاء
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله بن مرزوق قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا هشام عن محمد قال لم تر هذه الحمرةالتي في آفاق السماء حتى قتل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما ولم تفقد الخيل البلق في المغازي حتى قتل عثمان رضي الله تعالى عنه
حدثنا ابو بكر بن خلاد ثنا محمد بن علي بن حبيش قال ثنا احمد بن القاسم بن مشاور قال ثنا احمد بن محمد الصفار قال ثنا مرحوم بن عبدالعزيز قال سمعت أبي يقول لما كانت فتنة يزيد بن الملهب انطلقت أنا ورجل إلى ابن سيرين فقلنا ما ترى فقال أنظروا إلى أسعد الناس حين قتل عثمان فاقتدوا به قلنا هذا ابن عمر كف يده [ غرائب أخباره في تعبير الرؤيا ]
حدثنا احمد بن جعفر بن سلم قال ثنا احمد بن علي الأبار قال ثنا عبدالله بن عون قال ثنا أبو يحيى الحماني قال ثنا قطبة بن عبدالعزيز عن يوسف الصباغ عن ابن سيرين قال من رأى به تعالى في المنام دخل الجنة
حدثنا إبراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا مروان بن سالم قال ثنا مسعدة بن اليسع عن خالد بن دينار قال كنت عند ابن سيرين فأتاه رجل فقال يا أبا بكر رأيت في المنا كأني أشرب

من بلبلة لها مثقبان 1 فوجدت أحدهما عذبا والآخر ملحا قال ابن سيرين اتق الله لك امرأة وأنت تخالف إلى أختها
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد ووهيب قالا ثنا أيوب عن أبي قلابة أن رجلا قال لأبي بكر رأيت كأني أبول دما قال تأتي امرأتك وهي حائض قال نعم قال اتق الله ولا تعد
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا مروان بن سالم قال ثنا مسعدة عن أبي جعفر عن ابن سيرين أن رجلا رأى في المنام كأن في حجره صبيا يصيح فقص رؤياه على ابن سيرين فقال اتق الله ولا تضرب العود
حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا مروان قال ثنا مسعدة عن سليمان عن حبيب أن امرأة رأت في المنام أنها تحلب حية فقصت على ابن سيرين فقال ابن سيرين اللبن فطرة والحية عدو وليست من الفطرة في شيء هذه امرأة يدخل عليها أهل الأهواء
حدثنا احمد بن اسحاق قال ثنا احمد بن عمرو بن الضحاك قال ثنا أبو هشام الرفاعي قال ثنا أبو بكر بن عياش قال ثنا مغيرة بن حفص قال رأى الحجاج بن يوسف في منامه رؤيا كأن حوراوين 2 أتتاه فأخذ إحداهما وفاتته الاخرى فكتب بذلك إلى عبدالملك فكتب اليه عبدالملك هنيئا يا أبا محمد فبلغ ذلك ابن سيرين فقال أخطأت أسته الحفرة هذه فتنتان يدرك إحداهما وتفوته الاخرى قال فأدرك الجماجم وفاتته الأخرى
حدثنا احمد بن اسحاق قال ثنا احمد بن عمرو قال ثنا أبو هشام قال ثنا أبو بكر قال ثنا مغيرة قال قال رأى ابن سيرين كأن الجوزاء تقدمت الثريا فأخذ في وصيته قال يموت الحسن وأموت بعده هو أشرف مني

حدثنا أحمد بن بندار قال ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قال ثنا محمد بن يزيد قال ثنا يحيى بن يمان قال ثنا الحارث بن مشقف 1 قال قال رجل لابن سيرين إني رأيت كأني ألعق عسلا من جام من جوهر فقال اتق الله وعاود القرآن فإنك رجل قرأت القرآن ثم نسيته قال وقال رجل لابن سيرين رأيت كأني أحرث أرضا لا تنبت قال أنت رجل تعزل عن امرأتك
حدثنا احمد بن بندار قال ثنا أبو بكر بن ابي عاصم قال ثنا محمد بن يزيد قال ثنا يحيى بن اليمان قال ثنا مبارك بن يزيد البصري قال قال رجل لابن سيرين رأيت في المنام كأني أغسل ثوبي وهو لا ينقى قال أنت رجل مصارم لأخيك قال وقال رجل لابن سيرين رأيت كأني أطير بين السماء والأرض قال أنت رجل تكثر المنى
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا هشام بن حسان قال جاء رجل إلى ابن سيرين وأنا عنده فقال إني رأيت كأني على رأسي تاجا من ذهب فقال له ابن سيرين اتق الله فإن أباك في أرض غربة وقد ذهب بصره وهو يريد ان تأتيه قال فما راده الرجل الكلام حتى أدخل يده في حجزته فأخرج كتابا من أبيه يذكر فيه ذهاب بصره وأنه في أرض غربة ويأمر بالاتيان إليه
جدثنا محمد بن احمد بن علي قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبدالوهاب بن عطاء قال ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين قال إن هذاالعلم دين فانظروا عمن تأخدونه
حدثنا عبدالله بن جعفر بن اسحاق الموصلي قال ثنا محمد بن احمد بن المثنى قال ثنا اسماعيل بن زكريا عن عاصم الاحول عن محمد بن سيرين قال كانوا لا يسألون عن الاسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فننظر إلى أهل السنة فنأخذ حديثهم وإلى أهل البدعة فلا نأخذ حديثهم أسند محمد بن سيرين عن عدة من الصحابة منهم أبو هريرة وأبو سعيد

الخدري وعبدالله بن عمر وعبدالله بن عباس وعمران بن حصين وأبو بكرة وأنس بن مالك وجماعة
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا هودة بن خليفة قال ثنا عوف عن محمد وخلاس عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا صام أحدكم يوما فنسي فأكل وشرب فليتم صومه فانما أطعمه الله وسقاه
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي اسامة قال ثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا هشام بن حسان عن محمد سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نسي وهو صائم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه هذا حديث صحيح متفق عله من حديث محمد رواه عن محمد من التابعين جماعة منهم قتادة وأيوب السختياني وخالد الحذاء وحبيب بن الشهيد وغيرهم
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا سعيد بن عامر قال ثنا هشام وثنا عبدالله بن جعفر قال ثنا اسماعيل بن عبدالله قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا ابن عون قالا عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله تعالى فيها خيرا إلا أعطاه إياه قال ويقللها لفظ هشام ورواه عن ابن عون شعبة
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن في جماعة قالوا ثنا عبدالله ابن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا حجاج بن محمد قال ثنا شعبة قال أخبرني عبدالله بن عون عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه حديث شعبة تفرد به عنه حجاج وعنه احمد بن حنبل ورواه عن محمد أيوب وسلمة بن علقمة ويزيد بن ابراهيم وهو حديث صحيح متفق عليه
حدثنا القاضي أبو احمد محمد بن احمد بن ابراهيم قال ثناابراهيم بن زهير قال ثنا مكي بن ابراهيم قال ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سليمان عليه السلام أطوف الليلة على مائة امرأة فتلد كل امرأة غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله

ولم يستثن فطاف على مائة امرأة فلم تلد إلا امرأة ولدت نصف انسان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو كان استثنى لولدت كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله عز و جل رواه وهيب بن خالد وجماعة عن أيوب عن محمد نحوه وهو صحيح ثابت متفق على صحته
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن وفاروق الخطابي في جماعة قالوا ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا بكار السيريني 1 قال ثنا عبدالله بن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل على بلال وعنده صبر من تمر فقال ما هذا يا بلال فقال تمر أدخره فقال ويحك يا بلال أما تخاف أن تكون له بخار في النار أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا هذا حديث غريب من حديث ابن عون عن محمد ورواه هشام بن حسان عن محمد بن سيرين تفرد به عنه حرب بن ميمون
حدثنا محمد بن عمرو بن أسلم الحافظ قال ثنا جعفر بن محمد الفريابي قال ثنا بشر بن سيحان قال ثنا حرب ابن ميمون عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا
حدثنا القاضي محمد بن اسحاق بن ابراهيم الاهوازي قال ثنا محمد بن نعيم قال ثنا أبو عاصم قال ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مولود إلا وقد ذر عليه من تراب حفرته قال أبو عاصم ما تجد لأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فضيلة مثل هذه لأن طينتهما من طينة رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا حديث غريب من حديث ابن عون عن محمد لم نكتبه إلا من حديث أبي عاصم النبيل عنه وهو أحد الثقات الأعلام من أهل البصرة
حدثنا محمد بن عمرو بن أسلم الحافظ قال ثنا محمد بن بكر قال ثنا محمد

ابن جامع قال ثنا معلى بن ميمون عن حجاج الأسود عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم في قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم قال إن جازاه هذا حديث غريب من حديث محمد لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة قال ثنا محمد بن خلف وكيع قال حدثني محمد بن إبراهيم مريع ! قال ثنا سعيد بن أسد بن موسى قال ثنا أبو العوام القطان عن قتادة عن مطر الوراق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن الإيمان يمان إلى لخم وجذام صلوات الله على جذام يقاتلون الكفار على رؤوس السعف لينصروا الله ورسوله هذا حديث غريب من حديث محمد بن سيرين رواه تابعي عن تابعي لأن قتادة من التابعين ومطرا من التابعين ومحمد بن سيرين من التابعين تفرد به أبو العوام وهو عمران بن داود القطان
حدثنا محمد بن محمد بن مكي قال ثنا محمد بن عمرو بن هشام قال ثنا احمد بن يوسف قال ثنا عمر بن عبدالله بن رزين عن محمد يعني ابن الفضل عن التيمي عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أربع لا يشبعن من أربع أرض من مطر وأنثى من ذكر وعين من نظر وعالم من علم غريب من حديث محمد ومن حديث التيمي وهو سليمان بن طرخان التيمي تفرد به عنه محمد بن الفضل وهو محمد بن عطية ولم نكتبه إلا من حديث عمر بن عبدالله بن رزين قاضي نيسابور ثبت ثقة
حدثنا ابو بكر بن خلاد قال ثنا احمد بن علي الخزاز قال ثنا سعيد بن سليمان عن سلام الطويل عن زيد العمي عن منصور بن زاذان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال زيد يرفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال إن لله عز و جل ملائكة في السماء أبصر بعمل بني آدم من بني آدم بنجوم السماء فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة الله ذكروه بينهم فسموه وقالوا أفلح

الليلة فلان فاز الليلة فلان وإذا رأوا رجلا يعمل بمعصية الله تعالى قالوا خسر الليلة فلان هلك فلان هذا حديث غريب من حديث محمد تفرد به عنه منصور بن زاذان وهو تابعي من قرى واسط وعنه زيد العمي حدث به الأئمة والأعلام عن أبي النضر عن سلام
حدثنا محمد بن اسحاق بن أيوب قال ثنا أيوب قال ثنا إبراهيم بن سعدان قال ثنا بكر بن بكار قال ثنا أبو حرة قال ثنا محمد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري أنه خرج في سرية فأصابتهم مجاعة فأتوا على حي فأتتهم جارية فقالت إن رجالنا خلوف وإن سيد الحي سليم فهل فيكم من راق فذهبت وفرأت عليه بأم القرآن حتى برأ قال فأعطونا شاة وأطعمونا طعاما قال فأكلنا من الطعام وهبنا الشاة فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرناه فقال من أين علمت أنها رقية قال لا والله إلا أني افتعلتها قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم خذوها واضربوا لي فيها بسهم رواه عن محمد من التابعين أيوب السختياني وعبدالله بن عون ولم أكتبه عاليا من حديث أبي حرة إلا من حديث بكر بن بكار
حدثنا علي بن حميد الواسطي قال ثنا بن بشر بن موسى قال ثنا محمد بن مقاتل قال ثنا محمد بن الفضل عن زيد العمي عن محمد بن سيرين عن عمران ابن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى يحب المؤمن إذا كان فقيرا متعففا غريب من حديث محمد بن سيرين لم نكتبه إلا من حديث زيد ومحمد بن الفضل بن عطية 196
عبد الله بن زيد الجرمي
ومنهم اللبيب الناصح والخطيب الفاصح كثر اشفاقه فكثر انفاقه ابو قلابة عبدالله بن زيد الجرمي وقيل إن التصوف النصح في الاشفاق والفسح في الاخلاق
حدثنا محمد بن احمد بن علي قال ثنا الحارث بن أبي اسامة قال ثنا

سعيد بن عامر عن صالح بن رستم قال قال ابو قلابة يا أيوب إذا أحدث الله تعالى لك علما فأحدث له عبادة ولا يكن همك ما تحدث به الناس
حدثنا احمد بن جعفر بن سالم قال ثنا احمد بن علي الأبار قال ثنا القاسم بن عيسى قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال قيل للقمان أي الناس أعلم قال الذي يزداد من علم الناس إلى علمه
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني ابي قال ثنا عبدالوهاب قال ثنا أيوب عن أبي قلابة قال ما من أحد يريد خيرا أو شرا إلا وجد في قلبه آمرا وزاجرا آمرا يأمر بالخير وزاجرا ينهى عن الشر
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن سهل قال ثنا عبدالله بن عمر قال ثنا عبدالوهاب بن عبدالمجيد قال ثنا أيوب عن كتاب 1 قال مثل العلماء كمثل النجوم التي يهتدى بها والأعلام التي يقتدى بها فإذا تغيبت تحيروا وإذا تركوها ضلوا
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا أبي قال ثنا عبدالوهاب قال ثنا أيوب عن كتاب 1 أبي قلابة قال العلماء ثلاثة فعالم عاش بعلمه وعاش الناس بعلمه وعالم عاش بعلمه ولم يعش الناس بعلمه و عالم لم يعش بعلمه ولم يعش الناس بعلمه
حدثنا علي بن هارون قال ثنا جعفر بن محمد الفريابي قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عبدالوهاب بن عبدالمجيد قال ثنا أيوب عن كيسان عن أبي قلابة قال مثل الناس والإمام كمثل الفسطاط لا يقوم الفسطاط إلا بعمود ولا يقوم العمود إلا بالأوتاد وكلما نزع وتد ازداد العمود وهنا
حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا يوسف القاضي قال ثنا أبو الربيع قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا أيوب عن أبي قلابة قال أي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عياله صغارا فيعفهم وينفعهم الله تعالى ويغنيهم به

حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن ابي سهل قال ثنا ابو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عبدالوهاب قال ثنا أيوب عن أبي قلابة قال إن الله تعالى لما لعن إبليس سأله النظرة فأنظره إلى يوم الدين فقال وعزتك لا أخرج من جوف أو من قلب ابن آدم ما دام فيه الروح قال وعزتي لا أحجب عنه التوبة ما دام فيه الروح
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عبدالوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة أنه قال في صلواته اللهم إني أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تتوب علي وإذا أردت لعبادك قتنة أن توفاني غير مفتون
حدثنا أبو احمد محمد بن احمد قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا عبيد الله ابن معاذ قال ثنا أبي قال ثنا ابن عون قال ثنا أبو رجاء مولى أبي قلابة عن أبي قلابة قال كنت جالسا عند عمر بن عبدالعزيز فذكروا القسامة فحدثته عن أنس بقصة العرنيين فقال عمر لن تزالوا بخير يا أهل الشام ما دام فيكم هذا أو مثل هذا
حدثنا أبو اسحاق بن حمزة قال ثنا ابراهيم بن هاشم قال ثنا احمد بن حنبل قال ثنا اسماعيل بن ابراهيم قال حدثني الحجاج بن أبي عثمان قال أخبرني أبو رجاء مولى أبي قلابة عن أبي قلابة أن عنبسة بن سعيد قال لأبي قلابة لا يزال هذا الجند بخير ما عاش هذا الشيخ بين أظهركم
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا عارم قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال كان أبو قلابة والله من الفقهاء ذوي الألباب فقال أيوب قال مسلم بن يسار لو كان أبو قلابة من العجم كان موبذ موبذان قال عارم يعني قاضي القضاة
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا حاتم قال ثنا عارم قال ثنا ثابت بن يزيد قال ثنا عاصم الأحول عن أبي قلابة قال إذا كان الانسان أعلم بنفسه من الناس فذاك قمن أن ينجو وإذا كان الناس أعلم به من نفسه فذاك قمن أن يهلك

حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني عبدالله بن عمر قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا أيوب قال كنت مع أبي قلابة في جنازة فسمعنا صوت قاص قد ارتفع صوته وصوت أصحابه فقال أبو قلابة إن كانوا ليعظمون الموت بالسكينة
حدثنا أبو بكر بن مالك 1 قال حدثني حميد الطويل عن أبي قلابة قال إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك فان لم تجد له عذرا فقل في نفسك لعل لأخي عذرا لا أعلمه
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن عبدالله بن رسته قال ثنا محمد بن عبيد قال ثنا حماد بن زيد قال أيوب عن أبي قلابة قال قال الله تبارك وتعالى اثنتان يا ابن آدم أعطيتكهما لم تكن لك واحدة منهما أما أنت بخلت 2 بما ملكت حتى إذا أخذت بكظمك وصار لغيرك جعلت لك فيه نصيبا أو قال فريضة أزكيك بها وأطهرك وأما الأخرى فصلاة عبادي عليك بعد ما انقطع عملك فلم يكن لك عمل
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا عمرو بن زرارة قال اسماعيل بن علية عن أيوب قال لما توفي عبدالرحمن بن أذينة ذكر أبو قلابة للقضاء فهرب حتى أتى الشام
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا محمد بن عبدالله بن رسته قال ثنا ابن حسان قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال وجدت أعلم الناس بالقضاء أشدهم فرارا منه وما أدركت بهذا المصر أعلم بالقضاء من أبي قلابة
حدثنا ابو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا حاتم قال ثنا عفان قال ثنا وهيب عن ايوب عن غيلان بن جرير قال استأذنت على أبي قلابة فقال ادخل إن لم تكن حروريا
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا أبي

قال ثنا أبو عبدالله عن عمر بن نبهان عن يزيد الرشك عن أبي قلابة قال ينادي مناد يوم القيامة من قبل العرش ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال فلا يبقى أحد إلا رفع رأسه فيقول الذين آمنوا وكانوا يتقون فلا يبقى منافق إلا نكس رأسه
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عبدالوهاب الثقفي عن ايوب عن أبي قلابة قال لا تحدث الحديث من لا يعرفه فإن من لا يعرفه يضره ولا ينفعه
حدثنا عبداله بن محمد قال ثنا محمد بن أبي سهل قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا يعمر عن ابن المبارك عن معمر عن ايوب عن أبي قلابة قال خير الأمور أوساطها
حدثنا محمد بن أحمد بن علي قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا سعيد ابن عامر عن صالح بن رستم قال قال أبو قلابة يا أيوب الزم سوقك فإن الغنى من العافية
حدثنا فاروق الخطابي قال ثنا هشام بن علي السيرافي قال ثنا سهل ابن بكر قال ثنا وهيب عن أيوب قال قال أبو قلابة لن تضرك دنيا شكرتها لله عز و جل
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا أبو يحيى الرازي قال ثنا هناد بن السرى قال ثنا أبو أسامة عن الحارث بن عمير عن أيوب عن أبي قلابة قال إن الله تعالى قد أوسع عليكم فليس بضائركم دنيا إذا شكرتموها لله عز و جل
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا عبدالرحمن بن الحسن قال ثنا رجاء بن الجارود قال ثنا زكريا بن يحيى عن المبارك عن صهيب عن خالد الحذاء قال قلت لأبو قلابة ما هذا يعني رفع اليدين في الصلاة قال تعظيم
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا ابن علية عن أيوب قال رآني أبو قلابة وأنا أشتري تمرا رديئا فقال قد كنت أظن أن الله تعالى قد نفعك بمجالسنا أما علمت أن الله تعالى قد نزع من كل رديء بركته
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا ابراهيم بن شريك الأسدي قال ثنا شهاب

ابن عباد قال ثنا حماد عن خالد الحذاء أن أبا قلابة قال إياكم وأصحاب الأكسية
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي قال ثنا عفان قال ثنا بشر بن المفضل عن خالد الحذاء قال كنا نأتي أبا قلابة فإذا حدثنا بثلاثة أحاديث قال قد أكثرت
حدثنا احمد بن اسحاق قال ثنا عبدالرحمن بن محمد بن سلم قال ثنا أبو يزيد يعني الخزاز قال ثنا ابن علية قال ثنا أيوب عن أبي قلابة قال ليس شيء أطيب من الروح ما انتزع من شيء إلا أنتن
حدثنا حبيب بن الحسن قال ثنا محمد بن ابراهيم بن بطال قال ثنا زياد بن حيي قال ثنا حاتم بن وردان قال ثنا أيوب عن أبي قلابة قال ما أمات العلم إلا القصاص يجالس الرجل الرجل القاص سنة فلا يتعلق منه بشيء ويجلس إلى العلم فلا يقوم حتى يتعلق منه بشيء
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن جنبل قال حدثني أبي قال ثنا أسود بن عامر قال أخبرنا أبو بكر بن عياش عن عمرو بن ميمون قال قدم أبو قلابة على عمر بن عبدالعزيز فقال له حدث يا أبا قلابة قال والله إني لأكره كثيرا من الحديث وكثيرا من السكوت
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق قال ثنا حاتم بن الليث قال ثنا شريح بن النعمان قال ثنا مصعب بن حيان عن أخيه مقاتل بن حيان عن أبو قلابة قال ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف
حدثنا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا سليمان ابن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال قال أبو قلابة لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تحادثوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد قال ثنا أحمد بن موسى بن العباس قال ثنا اسماعيل بن سعيد قال ثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة قال مثل أهل الأهواء مثل المنافقين فإن الله تعالى ذكر المنافقين بقول مختلف وعمل مختلف وجماع ذلك الضلال وإن أهل الأهواء اختلفوا

في الأهواء واجتمعوا على السيف قال الشيخ رحمه الله أسند أبو قلابة عن عدة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ما لا يحصى فمن مشاهير حديثه ما
حدثنا عبدالله بن الحسن بن بندار قال ثنا محمد ابن اسماعيل الصائغ قال ثنا يعلى بن عبيد قال ثنا محمد بن اسحاق عن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن أنس مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم للبكر سبع وللثيب ثلاث رواه عن أيوب الثوري وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة وابن علية في آخرين ورواه خالد الحذاء وقتادة عن أبي قلابة نحوه
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عبدالوهاب قال ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان أن يحب المرء لا يحبه إلا لله عز و جل وأن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يوقد له نار فيقذف فيها رواه عبدالله بن عمرو وعباد بن منصور ووهيب بن خالد عن أيوب مثله وهو حديث صحيح متفق عليه والذي تقدمه كمثله
حدثنا محمد بن المظفر قال ثنا أبو رافع اسامة بن علي بن سعيد قال ثنا عبدالرحمن بن خالد بن نجيح قال ثنا علي بن الحسن قال ثنا سفيان الثورى عن أيوب بن أبي تميمة عن أبي قلابة وسفيان عن حميد وعاصم الاحول عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم زينوا العيدين بالتهليل والتقديس والتحميد والتكبير غريب من حديث الثوري وأبي قلابة وأيوب لم نكتبه إلا من حذيث علي بن الحسن وهو الشامي نزيل مصر تفرد به وبغيره عن الثوري
حدثنا محمد بن محمد بن احمد أبو جعفر البغدادي قال ثنا محمد بن

عبدالله الحضرمي قال ثنا عبد الرحمن بن سلام قال ثنا ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن عطية أنه سمع ربيعة الجرشي 1 يقول أتى نبي الله صلى الله عليه و سلم فقيل له لتنم عيناك ولتسمع أذناك وليعقل قلبك فنامت عيناي وسمعت أذناي وعقل قلبي فقيل إن سيدا بنى دارا ووضع مأدبة وأرسل داعيا فمن أجاب الداعي دخل الدار واكل من المأدبة ورضي عنه السيد ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يطعم من المأدبة وسخط عليه السيد فالله السيد ومحمد الداعي والدار الإسلام والمأدبة الجنة حديث غريب من حديث أيوب وأبي قلابة لم نكتبه إلا من حديث ريحان ابن سعيد عن عباد بن منصور عنه
حدثنا فاروق بن عبد الكبير الخطابي قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها وأعطيت كنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي عز و جل لأمتي أن لا يهلكهم بسنة عامة ولا يسلط عليهم عدوا من سواهم فيستبيح بيضتهم وأن ربي عز و جل قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يسبى بعضا ويملك بعضا وحتى يكون بعضهم يفنى بعضا وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان وأنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبيهم وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله هذا حديث ثابت من حديث أيوب عن أبي قلابة فيه ألفاظ تفرد بها عن النبي صلى الله عليه و سلم من بين الصحابة ثوبان ولم يسقها عن ثوبان هذا السياق إلا أبو أسماء الرحبي ولا عنه إلا أبو قلابة

مسلم بن يسار
ومنهم المشاهد المبصار المجاهد المحضار أبو عبدالله مسلم بن يسار وقيل إن التصوف التمتع بالحضور والتتبع للخطور
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا عبدالله بن المبارك قال ثنا جعفر بن حيان قال ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في صلاته فقال وما يدريكم أين قلبي
حدثنا أحمد بن جعفر ابن حمدان قال ثنا عبدالله بن أحمد قال حدثني حوثرة بن أشرف قال ثنا حماد ابن سلمة عن حبيب بن الشهيد أن مسلم بن يسار كان قائما يصلي فوقع حريق إلى جنبه فما شعر به حتى طفئت النار
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا معتمر قال سمعت كهمسا يحدث عن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه أنه كان يصلي ذات يوم فدخل رجل من أهل الشام ففزعوا واجتمع له أهل الدار فلما انصرفوا قالت له أم عبدالله دخل هذا الشامي ففزع أهل الدار فلم تنصرف اليهم أو كما قالت قال ما شعرت قال معتمر وبلغني أن مسلما كان يقول لأهله إذا كانت لكم حاجة فتكلموا وأنا أصلي
حدثنا محمد بن علي قال ثنا محمد بن الحسن قال ثنا محمد بن أبي السرى قال ثنا معتمر قال ثنا كهمس عن عبدالله ابن مسلم بن يسار عن أبيه قال ما رأيته يصلي قط إلا ظننت أنه مريض
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني هارون ابن معروف قال ثنا ضمرة عن ابن شوذب قال كان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في صلاته في بيته تحدثوا فلست أسمع حديثكم
حدثنا أبو احمد محمد بن احمد الجرجاني قال ثنا [ بياض ] عون بن موسى قال سقط حائط المسجد ومسلم بن يسار قائم يصلي فما علم به
حدثنا احمد بن اسحاق قال ثنا احمد ابن يحيى بن نصر الغسال قال ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا ابن المبارك قال ثنا مبارك ابن فضالة قال حدثني ميمون بن حيان قال ما رأيت مسلم بن

يسار ملتفتا في صلاته قط خفيفة ولا طويلة ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق لهدمه وإنه لفي المسجد في الصلاة فما التفت حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا احمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي وحدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال أخبرنا زيد بن الحباب قال أخبرني عبدالحميد بن عبدالله ابن مسلم بن يسار عن أبيه قال كان مسلم بن يسار إذا دخل المنزل سكت أهل البيت فلا يسمع لهم كلام وإذا قام يصلي تكلموا وضحكوا
حدثنا محمد ابن عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله قال ثنا عفان قال ثنا سليمان بن المغيرة عن غيلان بن جرير قال كان مسلم بن يسار إذا رؤي وهو يصلي كأنه ثوب ملقى
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد ابن حنبل قال ثنا أبو موسى العنزي قال ثنا ابن أبي عدي عن ابن عون قال كان مسلم بن يسار إذا كان في غير صلاة كأنه في صلاة
حدثنا عبدالله بن احمد بن جعفر قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا حسين بن الحسن قال ثنا عبدالله بن المبارك قال سفيان عن رجل عن مسلم ابن يسار أنه سجد سجدة فوقعت ثنيتاه فدخل عليه أبو أياس فأخذ يعزيه ويهون عليه فذكر مسلم من تعظيم الله عز و جل
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن خالد بن أبي يزيد عن معاوية بن قرة قال دخلت على مسلم فقال دخلت علي وانا أدفن بعض جسدي قال معاوية وكان يطيل السجود أراه قال فوقع الدم في ثنيتيه فسقطتا فدفنهما
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني ابي قال ثنا معاذ بن معاذ قال ثنا ابن عون قال رأيت مسلم بن يسار يصلي كأنه وتد لا يميل على قدم مرة ولا على قدم مرة ولا يتحرك له ثوب وقال معاذ مرة لا يتروح على رجل مرة أو قال لا يعتمد
حدثنا احمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا أبو موسى

العنزي قال ثنا موسى بن اسماعيل قال ثنا عبد الحميد بن عبدالله بن مسلم بن يسار قال حدثني أبي قال رأيت مسلما وهو ساجد وهو يقول في سجوده متى ألقاك وأنت عني راض ويذهب في الدعاء ثم يقول متى ألقاك وأنت عني راض
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله قال ثنا شيبان بن أبي شيبة قال ثنا أبو هلال قال ثنا قتادة قال قال مسلم بن يسار اعمل عمل رجل لا ينجيه الا عمله وتوكل توكل رجل لا يصيبه الا ما كتبه الله عز و جل له
حدثنا أبو محمد بن حيان قال ثنا علي بن اسحاق قال ثنا الحسين بن الحسن قال ثنا عبدالله بن المبارك قال ثنا سفيان عن رجل عن مسلم بن يسار أنه قال من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شئ هرب منه وما أدري ما حسب رجاء امرئ عرض له بلاء لم يصبر عليه لما يرجو وما أدري ما حسب خوف امرئ عرضت له شهوة لم يدعها لما يخشى
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني قال ثنا أحمد بن موسى قال ثنا اسماعيل بن سعيد قال ثنا عفان والأسود بن عامر قالا ثنا حماد عن ثابت عن مسلم بن يسار قال ما أدري ما حسب إيمان عبد لا يترك شيئا يكرهه الله عز و جل
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن خالد ابي يزيد عن معاوية بن قرة قال دخلت على مسلم بن يسار فقلت ما عندي كبير عمل إلا أني أرجو الله وأخاف منه قال ما شاء الله من خاف من شئ جذر منه ومن رجا شيئا طلبه وما أدري ما حسب خوف عبد عرضت له شهوة فلم يدعها لما يخاف أو ابتلي ببلاء فلم يصبر عليه لما يرجو قال معاوية فاذا أنا قد زكيت نفسي وأنا لا أعلم
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أبو موسى قال ثنا ابن أبي عدي عن ابن عون قال قال مسلم إذا حدثت عن الله فأمسك فاعلم ما قبله وما بعده
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن علي بن 1 جبلة

قال قال ابن أبي ادريس عائذ الله لأبيه يا أبت أما يعجبك طول صمت أبي عبدالله يعني مسلم بن يسار فقال أي بني تكلم بالحق خير من سكوت عنه فقال مسلم سكوت عن الباطل خير من تكلم به
حدثنا عمر بن محمد حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيدالله قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا ثابت قال قال مسلم بن يسار ما شئ من عملي إلا وأنا أخاف أن يكون قد دخله ما أفسده علي ليس الحب في الله عز و جل فاني لا أجدني أحب إلا في الله
أخبرنا محمد بن أحمد بن ابراهيم في كتابه قال ثنا محمد بن أيوب قال ثنا عمرو بن مرزوق قال ثنا عمران عن قتادة عن مسلم ابن يسار قال مرضت مرضة لي فلم يكن في عملي شئ أوثق في نفسي من قوم كنت أحبهم في الله عز و جل
حدثنا عبدالله بن محمد قال ثنا محمد بن عبدالله بن رستة قال ثنا شيبان قال ثنا مبارك بن فضالة قال ثنا عبدالله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال ما ينبغي للصديق أن يكون لعانا ولو لعنت شيئا ما تركته في بيتي
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبو موسى العنزي قال ثنا أبو داود قال ثنا مبارك عن عبدالله بن مسلم بن يسار أن أباه كان يكره أن يمس ذكره بيمينه ويقول إني لأرجو أن آخذ كتابي بيميني
حدثنا أحمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال ثنا أبو كريب الهمداني قال ثنا أبو بكر بن عياش وذكر مسلم بن يسار وقال حدثني العذري عنه قال حج مسلم فوالله أنه قاعد في بيته يعالج شيئا يعني من طعامه إذ جاءته امرأة فقالت له شيئا فتناول شيئا فأعطاها فقالت ليس هذا طلبت إنما طلبت ما تطلب المرأة من زوجها فقال بكل شيء في يده فطرحه ثم خرج يشتد فلما خرج قال يا رب ليس لهذا جئت أنا ها هنا
حدثنا ابو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن أحمد قال ثنا أبي قال ثنا هاشم بن القاسم قال ثنا المبارك بن فضالة عن عبدالله بن مسلم بن يسار عن

أبيه قال إذا لبست ثوبا فظننت أنك في ذلك الثوب 1 أفضل مما في غيره فبئس الثوب هو لك
حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر قال ثنا ابو يحيى الرازي قال ثنا هناد ابن السرى قال ثنا ابو اسامة عن الربيع بن صبيح قال قال مكحول رأيت سيدا من ساداتكم يا أهل البصرة دخل الكعبة فصلى ركعتين بين العمودين المقدمين وهو ساجد فبكى حتى بل المرمر فسمعته يقول اغفر لي ذنوبي وما قدمته يداي قال فاذا هو مسلم بن يسار قال فيرون أنه ذكر ذلك المشهد الذي شهده يوم دير الجماجم
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال ثنا شيبان قال ثنا عون بن موسى الليثي أبو روح عن عبدالله بن مسلم بن يسار قال كان لأبي غلام لا يصلي وكان لا يضربه فأقول ألم تنهه يقول لا أدري ما أصنع به قد غلبني
حدثنا محمد بن علي بن حبيش قال حدثني الحسين بن الكميت قال ثنا معلى بن مهدي قال ثنا حماد بن زيد عن محمد بن ولع ! قال كان مسلم بن يسار يقول إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم وبها يبتغي الشيطان زلته
حدثنا أبي قال ثنا أبو الحسن بن أبان قال ثنا أبو بكر بن عبيد قال ثنا محمد بن ادريس قال ثنا محمد بن الحواري عن عمر بن أبي سلمة قال قال مسلم بن يسار ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله عز و جل
حدثنا عمر بن محمد بن حاتم قال ثنا جدي محمد بن عبيد الله قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا ثابت عن مسلم بن يسار قال كان أحدهم إذا برىء قيل ليهنك الطهر 2 حدثنا فهد بن ابراهيم بن فهد قال ثنا محمد بن زكريا الغلابي قال حدثتني ! ولادة بنت ابراهيم الأزدية قالت حدثتني امي قالت قال مالك بن دينار رأيت مسلم بن يسار في منامي بعد موته بسنة

فسلمت عليه فلم يرد علي السلام فقلت لم لا ترد علي السلام قال أنا ميت فكيف أرد السلام فقلت ماذا لقيت يوم الموت قال قد لقيت أهوالا وزلازل عظاما شدادا قلت وماذا كان بعد ذلك قال وما تراه يكون من الكريم قبل منا الحسنات وعفى لنا عن السيئات وضمن عنا التبعات قالت فكان مالك يحدث بهذا وهو يبكي ويشهق ثم يغشى عليه فلبث بعد ذلك أياما مريضا ثم مات في مرضه فكنا نرى أن قلبه الصدع
حدثنا احمد بن جعفر قال ثنا عبدالله بن احمد قال حدثني احمد بن ابراهيم قال ثنا ابراهيم بن حبيب بن الشهيد قال ثنا عبدالحميد بن عبدالله بن مسلم بن يسار عن اسحاق بن سويد قال صحبت مسلم بن يسار عاما إلى مكة فلم أسمعه تكلم بكلمة حتى بلغنا ذات عرق قال ثم حدثنا فقال بلغني أنه يؤتى بالعبد يوم القيامة ويوقف بين يدي الله عز و جل فيقول انظروا في حسناته فينظر في حسناته فلا توجد له حسنة فيقول انظروا في سيئاته فتوجد له سيئات كثيرة فيؤمر به إلى النار فيذهب به وهو يلتفت فيقول ردوه إلى ما تلتفت فيقول أي رب لم يكن هذا ظني أو رجائي فيك شك ابراهيم فيقول صدقت فيؤمر به إلى الجنة
حدثنا ابو عمرو عثمان بن محمد العثماني قال ثنا ابن مكرم قال ثنا منصور بن أبي مزاحم قال ثنا عثمان بن عبدالحميد بن لاحق البصري عن أبيه عن مسلم بن يسار أنه قال قدمت البحرين واليمامة على تجارة فإذا أنا بالناس مقبلين ومدبرين نحو منزل فقصدت أليه فاذا أنا بامرأة جالسة في مصلاها عليها ثياب غليظة وإذا هي كئيبة محزونة قليلة الكلام وإذا كل من رأيت ولدها وخولها وعبيدها والناس مشغولون بالبياعات والتجارات فقضيت حاجتي ثم أتيتها وودعتها فقالت حاجتنا اليك أن تأتينا إذا جئت إلينا بحاجة فتنزل بنا قال فانصرفت فلبثت حينا ثم إني توجهت إلى بلدها في حاجة فلما قدمتها لم أرد دون منزلها شيئا مما كنت رأيت فأتيت منزلها فلم أر أحدا فأتيت الباب فاستفتحت فإذا أنا بضحك امرأة وكلامها ففتح لي فدخلت فإذا أنا بها جالسة

في بيت وإذا عليها ثياب حسنة رقيقة وإذا الضحك الذي سمعت كلامها وضحكها وإذا امرأة ليس معها في بيتها شيء قط فاستنكرت وقلت قد رأيتك على حالين فيهما عجب حالك في قدمتي الأولى وحالك هذه قالت لا تعجب فإن الذي قد رأيت من حالتي الأولى إني كنت فيما رأيت من الخير والسعة وكنت لا أصاب بمصيبة في ولد ولا خول ولا مال ولا أوجه في تجارة إلا سلمت ولا يبتاع لي شيء إلا ربحت فيه وتخوفت أن لا يكون لي عند الله خير فكنت مكتئبة لذلك و قلت لو كان لي عند الله خير لابتلاني فتوالت علي المصائب في ولدي الذي رأيت وخولي ومالي وما بقي لي منه شيء فرجوت أن يكون الله قد أراد بي خيرا فابتلاني وذكرني ففرحت لذلك وطابت نفسي 1 فانصرفت فلقيت عبدالله بن عمر فأخبرته بخبرها فقال رحم الله هذه ما فاتها أيوب النبي عليه السلام إلا بقليل لكنى تخرق مطر في هذا أو كلمة نحوها فوجهت به يصلح فعمل لي على غير ما كنت أريد فأحزنني ذلك ومن مسانيد حديثه لقي من الصحابة عدة وروى عنهم مرسلا ومتصلا حدث عنه من التابعين أبو قلابة ومحمد بن سيرين وقتادة
حدثنا أبو بكر بن مالك قال ثنا الحارث بن أبي أسامة قال ثنا عبدالوهاب بن عطاء قال ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن مسلم بن يسار عن حمران بن أبان عن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا إلا حرم على النار لا إله إلا الله رواه يزيد بن زريع عن سعيد مطولا ذكر فيه كلاما من لقاء أبي بكر عثمان وتسليمه عليه فلم يرد عليه لحديثه نفسه واهتمامه بالكلمة الناجية هذا حديث ثابت صحيح أخرجه مسلم في صحيحه من حديث شعبة وبشر بن المفضل وابن علية عن خالد

الحذاء عن الوليد بن مسلم عن حمران
حدثنا أبو عمرو بن حمدان قال ثنا الحسن بن سفيان قال ثنا محمد بن المنهال وعياش بن الوليد قالا ثنا يزيد بن زريع قال ثنا سعيد عن قتادة عن مسلم بن يسار عن حمران قال سمعت عثمان ودعا بماء فغسل كفيه ومضمض واستنشق وغسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا ومسح برأسه وظهر قدميه ثم ضحك فقال ألا تسألوني ما أضحكني فقلنا ما أضحكك يا أمير المؤمنين قال أضحكني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا بماء في هذا المكان فتوضأ نحوا مما توضأت ثم ضحك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا تسألوني ما أضحكني فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال أضحكني أن العبد إذا غسل وجهه حط الله تعالى عنه كل خطيئة أصابها بوجهه فإذا غسل ذراعيه كذلك وإذا مسح برأسه كذلك وإذا طهر قدميه كذلك هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث حمران رواه عنه من لا يحصون كثرة ورواه سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي قلابة عن مسلم عن حمران
حدثنا سليمان بن احمد قال ثنا الحسن بن جرير الصوري ومحمد بن هارون بن بكار قالا ثنا العباس بن الوليد الخلال قال ثنا مروان بن محمد قال ثنا سعيد ابن بشير عن قتادة عن أبي قلابة عن مسلم بن يسار عن حمران عن عثمان فذكر مثله نحوه تفرد به سعيد بن بشير بإدخال أبي قلابة بين قتادة ومسلم بن يسار وهذا حديث رواه أعلام التابعين عن التابعين فإن قتادة تابعي ومسلم ابن يسار تابعي وحمران تابعي
حدثنا محمد بن معمر قال ثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال ثنا سليمان ابن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال كنت بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار فجاء أبو الأشعث الصنعاني فأوسع له القوم فقالوا أبو الأشعث أبو الأشعث فقلت يا أبا الأشعث حدث أخاك حديث عبادة بن الصامت فقال كنا مع معاوية في غزاة فغنمنا غنائم كثيرة فكان فيها آنية من فضة فأمر معاوية رجلا ببيعها من الناس في أعطياتهم فبلغ ذلك عبادة

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تابع أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار

أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار   ج1وج2. ج / 1 ص -3- بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة التحقيق: لا نعرف عن بدايات التأليف في...