حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد أنه سمع ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قال: ما كان بأرضنا أحد أعلم من عمرو بن دينار.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: كان عمرو بن دينار أسن من الزهري.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر عن سفيان قال: وقال لي عمرو بن دينار: قد كنت أجلس عند ابن عباس، وما كنت أكتب عنده إلا قائماً.
قال: وقال لي عمرو بن دينار: حين كنت مثلك لا أكاد أنسى.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: خرج عمرو بن دينار إلى المدينة، فلم يسمع بها شيئاً، فقال لي عمر بن قيس: يا سفيان، ما صنع عمرو بالمدينة ؟ ألهاه قضم العجوة ؟ قال أبو زرعة: وعمر بن قيس هذا هو الذي يقال له: سندل، وهو ضعيف الحديث، وهو أخو حميد بن قيس، وحميد بن قيس: أحد الثقات.
حدثنا أبو زرعة قال: وحدثني هشام ومحمد عن سفيان قال: قيل لعمرو بن دينار: إن سفيان يكتب عنك. فقال عمرو: أحرج علي من يكتب عني.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر: قالوا لسفيان: لأي شيء لم يحدث عمرو بن دينار عن مجاهد ؟ قال: لا أدري لأي شيء لم يحمل عنه. قالوا: إنه كان يماري وإذا ماريت العالم خاشنته.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد: قال سفيان: قلت لأيوب السختياني: أتريد أن أكتب لك من أحاديث عمرو ؟ قال: نعم، فكتب له، فقال: سله لي، فقلت: لا أجترىء على عمرو أن أسأله إلا أن تكون عندي. قال: فذهبت إلى منزله، فدخلنا عليه، فجلست أسأله.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر إنه سمع ابن عيينة يقول: سمعت عمر بن قيس يسأل عمرو بن دينار: أرأيت حديث عطاء: لا يمسح أحدكم يديه حتى يلعقها - أو يلعقها - عمن هو ؟ قال: عن ابن عباس. قال: فإنه حدثناه عن جابر فقال عمرو: حفظته من عطاء عن ابن عباس قبل مقدم جابر علينا مكة. وإنما لقي عطاء جابراً في سنة جاور فيها بمكة.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: جلس ابن أبي نجيح يفتي بعد عمرو بن دينار.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني قال: حدثنا يحيى بن اليمان عن سفيان عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال: أدركت ثلاثين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان عن عمرو: كان ابن أبي مليكة قاضياً لعبد الله بن الزبير على الطائف.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا محمد بن سعيد قال: حدثنا عبد السلام بن حرب عن خصيف قال: كان أعلمهم بالحج: عطاء، وأعلمهم بالطلاق: سعيد بن المسيب، وأعلمهم بالحلال والحرام: طاوس، وأجمعهم لهذا كله: سعيد بن جبير.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا نعيم بن حماد أنه سمع ابن عيينة يذكر أن عبيد بن عمير يكنى: أبا عاصم.
حدثنا أبو زرعة قال: وحدثني يحيى بن معين قال: وحدثنا هشام بن يوسف عن ابن جريج قال: أم عثمان بنت أبي سفيان هي أم جبير بن شيبة وأم أم حجير، وعبد الله بن مسافع بن شيبة، وهي امرأة من بني سليم، وكانت صفية بنت شيبة في حجرها.
حدثنا أبو زرعة قال: فحدثني أبي أنه سمع ابن عيينة يذكر عن منصور بن صفية يقول: ولدت السلمية عامة أهل الدار، يعني دار بني شيبة بن عثمان.
حدثنا أبو زرعة قال: فحدثني يحيى بن معين قال: حدثنا هشام بن يوسف عن ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة قال: إنه أخبره عن صفية بنت شيبة قالت: أخبرتني أم عثمان بنت أبي سفيان عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس على النساء الحلق، إنما على النساء التقصير.
قال أبو زرعة: لم يسند هذا الحديث إلا هشام بن يوسف، ولا رواه إلا يحيى بن معين وقد ذكره رجل بالعراق عن روح عن ابن جريج. فهلك فيه.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر أنه سمع ابن عيينة يقول: حدثنا ابن أبي نجيح قال: رأيت طاوساً لقي أبي فسأله عن حديث، فرأيته يعقد بيده، كأنه يريد أن يحفظه، فقال له أبي: إن لقمان قال: إن من الصمت حكماً، وقليل فاعله. فقال له طاوس: أي أبا نجيح، إن من تكلم واتقى الله، خير ممن صمت واتقى الله. قال: وقال له أبي: لو كان من طولك في قصري، خرج منا رجلان تامان. وكان طاوس طويلاً، وكان أبو نجيح قصيراً.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر عن سفيان عن يحيى بن سعيد قال: سئل ابن لعبد الله بن عمر عن شيء، فلم يكن عنده فيه جواب. فقلت: إني لأعظم أن يكون مثلك ابن إمام هدى، يسأل عن شيء لا يكون عنده فيه علم ! قال: أعظم - والله - من ذلك عند الله وعند من عقل عن الله عز وجل أن أقول بغير علم، أو أحدث عن غير ثقة.
حدثنا أبو زرعة قال: سمعت أبا مسهر يقول: أخبرنا مالك بن أنس قال: قال لي القاسم بن محمد: ما كل ما تسألونا عنه ندري ما هو، ولئن يعيش المرء جاهلاً بعد أن يعلم ما افترض الله عليه، خير من أن يفتي بما لا يعلم.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال: لأن يعيش المرء جاهلاً، خير من أن يفتي بما لا يعلم.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبيد بن حبان أنه سمع مالك بن أنس يقول: كان سعيد بن المسيب يودع ديوانه القاسم بن محمد.
حدثنا أبو زرعة قال: وقال الحارث بن مسكين: أخبرنا عبد الله بن وهب قال: قال مالك: ولقد هلك ابن المسيب، ولم يترك كتاباً، ولا القاسم بن محمد، ولا عروة بن الزبير ولا ابن شهاب.
قال مالك: قلت لابن شهاب - وأنا أريد أن أخصمه - : ما كنت تكتب ؟ قال: لا. قلت: ولا تسأل أن يعاد عليك الحديث. قال: لا.
قال مالك: وسألته عن حديث، فقال - الذي أعجبني منه - : قد حدثتكه، قال مالك: وأعجبني منه ما قال.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبيد بن حبان عن مالك بن أنس قال: كان عمر بن عبد العزيز بالمدينة قبل أن يستخلف، وهو يعنى بالعلم، ويحضر عنه، ويجالس أهله ويصدر عن رأي سعيد بن المسيب، وكان سعيد لا يأتي أحداً من الأمراء غير عمر، أرسل إليه عبد الملك فلم يأته، وأرسل إليه عمر، فأتاه، وكان عمر يكتب إلى سعيد في علمه.
قال أبو زرعة: فحدثت عبد الرحمن بن إبراهيم بذلك، فحدثني عن ابن وهب عن عبد الجبار الأيلي عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: قدمت المدينة وبها ابن المسيب وغيره، وقد بزهم يومئذ عمر رأياً.
قال أبو زرعة: فقلت لعبد الرحمن بن إبراهيم: إنما هو بذهم، فقال: هو بزهم.
حدثنا أبو زرعة قال: فأخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم عن أبي مسهر قال: ولي عمر بن عبد العزيز المدينة في إمرة الوليد بن عبد الملك سنة ست وثمانين إلى سنة ثلاث وتسعين وكان يحضر الموسم، ومات عبد العزيز بن مروان قبل عبد الملك، وقدم عمر على عبد الملك فأكرمه وجعله مع ولده، فلما صار الأمر إلى الوليد بن عبد الملك، استعمله على المدينة وفعل به ما كان يفعل به عبد الملك.
حدثنا أبو زرعة قال: وحدثني أبو هشام المخزومي قال: حدثني أبي عن أخيه محمد بن مسلمة قال: حدثني مالك بن أنس قال: أراد الوليد بن عبد الملك أن يبايع لابنه عبد العزيز بن الوليد فأراد عمر بن عبد العزيز على ذلك فقال عمر: إن لسليمان في أعناقنا بيعة، فبلغت الوليد، فأمر به فطين عليه البيت، فقالت أم البنين ابنة عبد العزيز: لا بلغه الله فيه أمله. ففتح الباب عن عمر.
قال أبو زرعة: تكلمت فيه أم البنين، هي التي شفعت فيه.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو مسهر عن محمد بن مهاجر عن أخيه عمرو بن مهاجر: إن الزهري قال لعمر بن عبد العزيز: السجدتان قبل السلام ؟ قال: أبى ذلك عليك أبو سلمة بن عبد الرحمن، يا زهري.
حدثنا أبو زرعة قال: فأخبرنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرني يحيى بن أيوب قال: أخبرني محمد بن عجلان: أن ابن شهاب أخبره أن عمر بن عبد العزيز صلى بالناس المغرب فسها، فنهض في الركعتين، فقال الناس: سبحان الله ؟ فلم يجلس، فلما فرغ من صلاته سجد سجدتين، ثم انصرف، فسأل ابن شهاب، فقال: أصبت إن شاء الله، والسنة على غير الذي صنعت، فقال عمر: كيف ؟ قال: تجعلها قبل السلام، قال عمر: إني قلت: إنه دخل علي، ولم يدخل عليهم، قال ابن شهاب: ما دخل عليك، دخل عليهم.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهري قال: قلت لعمر بن عبد العزيز: ما يمنعك أن تتم التكبير ؟ وهذا عاملك عبد الحميد بن عبد الرحمن يتمه ؟ قال: تلك الصلاة الأولى. وأبى أن يقبل مني.
حدثنا أبو زرعة قال: فحدثنا أبو نعيم قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: أخبرني ميمون بن مهران قال: كان عمر بن عبد العزيز معلم العلماء.
حدثنا أبو زرعة قال: فحدثت عبد الرحمن بن إبراهيم بذلك، فحدثني عن مبشر بن إسماعيل عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال: قدمنا على عمر بن عبد العزيز، ونحن نرى أنه يحتاج إلينا، فما كنا معه إلا تلامذة.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا محمود بن خالد قال: حدثنا مروان بن محمد قال: حدثنا ابن أبي الزناد قال: حدثني عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال: دخلت مع أبي المسجد، فرأيت الناس قد اجتمعوا على رجل، قال: فقال أبي: أي بني، انظر من هذا ؟ فنظرت فإذا هو عروة بن الزبير، قال: فقلت له: يا أبة، هذا عروة !! وتعجبت من ذلك. قال: فقال: يا بني لا تعجب فوالله لقد رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنهم يسألونه.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر، وغيره: قال سفيان بن عيينة: قال الزهري: وكان عروة يتألف الناس على علمه.
قال ابن أبي عمر: قال سفيان: قال الزهري: وكان سعيد بن المسيب لا يقدر منه على شيء إلا أن يقول: قالوا: كذا، وكذا، أما عبيد الله بن عبد الله، فكنت إذا لقيته أتفجر منه بحراً، وكنت أظن أني قد علمت العلم، فلما جالسته رأيت أني كنت في شعاب من العلم.
حدثنا أبو زرعة قال: وحدثني علي بن الحسن النسائي، ومحمد بن أبي عمر قالا: حدثنا سفيان قال: قال عمرو: قال لنا عروة: ائتوني فتلقوا مني.
قال علي: قال سفيان: قال عمرو بن دينار: ونزعا من كتاب الله عز وجل.
قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن هشام بن عروة قال: خرج عروة إلى الوليد بن عبد الملك، فخرجت برجله آكلة، فقطعها، وسقط ابن له عن ظهر بيت، فوقع تحت أرجل الدواب، فقطعته، فأتاه رجل يعزيه، فقال: بأي شيء تعزيني - ولم يدر بابنه - : فقال الرجل: ابنك يحيى، قطعته الدواب، قال: وأيمك، لئن كنت أخذت، لقد أعطيت، ولئن كنت ابتليت، لقد عافيت. وقال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا.
حدثنا أبو زرعة قال: وأخبرني الوليد بن عتبة عن الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: كان عروة يأخذ العطاء، في زمان الوليد بن عبد الملك.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر: إن سفيان حدثهم عن عمرو قال: رأيت عروة بن الزبير جالساً في المسجد الحرام على طنفسة في زمان ابن الزبير، لا يقاتل. قال سفيان: وقال عمرو: كان جباناً، وربما كان عمرو يذكر من جبنه.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة عن ابن جدعان قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما أصبت من عبيد الله بن عبد الله من العلم، أكثر مما أصبت من جميع الناس.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر: وقال سفيان: كان عمرو لا يدع إتيان المسجد، كان يحمل، وكان منزله بعيداً، يجيء على حمار، وما أدركته إلا وهو مقعد فكنت لا أستطيع أن أحمله من الصغر، ثم قويت على حمله.
قال سفيان: قال أيوب: أي شيء يحدث عمرو بن دينار عن فلان ؟ فأخبره، فأقول: تريد أن أكتبه لك ؟ فيقول: نعم.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر قال: أخبرني صالح بن أبي صالح أنه رأى أبا هريرة أقبل ليصلي على جنازة، فلم يستطع أن يخرج إلى البلاط، فرجع ولم يصل عليها في المسجد.
قال أبو زرعة: وصالح بن أبي صالح هذا هو: صالح مولى التوأمة، وهو صالح بن نبهان، والتوأمة هي: التوأمة أخت ربيعة بن أمية بن خلف، روى عنه من الأجلة: صالح بن كيسان، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر.
قال أبو زرعة: والوليد بن أبي الوليد المدني يحدث عنه: ليث، وحيوة بن شريح ويحيى بن أيوب. يكنى: أبا عثمان، من أهل المدينة.
قال أبو زرعة: وعطاء، مولى بني سباع يحدث عنه الزهري. وعطاء مولى أم حبيبة وعطاء بن ميناء مولى ابن أبي ذباب وعطاء مولى أبي أحمد. هؤلاء الثلاثة يحدث عنهم سعيد المقبري.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرني محمد بن أبي حرملة قال: وشهدت جنازة زينب بنت أبي سلمة، فلما انصرف الناس من صلاة الصبح، رأيت عبد الله بن عمر قال، فقال: إن كنتم تصلون عليها الآن، فصلوا وإلا فلا.
حدثنا أبو زرعة قال: فحدثني علي بن عياش قال: حدثنا الليث بن سعد قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه سمع زينب بنت أبي سلمة قالت: سميت برة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم. قالوا: ما نسميها ؟ قال: سموها: زينب.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر: إنه سمع ابن عيينة عن الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان عن عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو زرعة: فزينب بنت أبي سلمة، وعمر بن أبي سلمة كانا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم موتهما: ماتت زينب في حياة طائفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: ابن عمر.
قال أبو زرعة: وعمر بن أبي سلمة، روى عنه من الأجلة وكبار التابعين: عروة بن الزبير، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف.
حدثنا أبو زرعة قال: وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن ضمرة عن ابن شوذب قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: ما أدركنا بالمدينة أحداً نفضله على القاسم بن محمد.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر: إن سفيان حدثهم عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي قال: قال لي سعيد بن المسيب: إذا أردت أن تنكح، فأخبرني، فإني عالم بأنساب قريش. قال: فنكحت بنت القاسم بن محمد، ولم أخبره، فبلغه ذلك، فقال: حاد ما وضع الخشبي نفسه.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة قال: قلت لصدقة: إنهم يزعمون أنك من الخوارج !؟ فتبسم وقال: ما أنا منهم. وقد كنت منهم.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه قال: انتهيت إلى أبي ذر، فرأيته يصلي على خمرة.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن صالح بن كيسان قال: رأيت ابن عمر يصلي في الكعبة، ولا يدع أحداً يمر بين يديه.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا جعفر بن برقان عن عمرو بن دينار قال: أردت أن أمر بين يدي ابن عمر - وأنا غلام - فانتهرني بتسبيحه.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن مسلم عن عثمان بن عبد الله بن أوس قال: رأيت ابن عمر قائماً عند الركن الأسود، يدعو.
حدثنا أبو زرعة قال: فسمعت أبا نعيم يقول: ابنة عمرو بن أوس كانت عند عثمان بن عبد الله بن أوس، زوجته.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفي عن عثمان بن عبد الله بن أوس قال: قال لي سعيد بن جبير: استأذن لي على ابنة أخي، ابنة عمرو بن أوس. يعني: فدخل عليها.
قال أبو زرعة: فعبد الله بن أوس، وعمرو بن أوس أخوان، من بني مالك، من ثقيف.
وكانت بنت سعيد بن جبير تحت ميمون بن مهران.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: دخلت على الحجاج، فما سلمت عليه.
حدثنا أبو زرعة قال: وحدثني سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قتل أبي يوم أحد.
حدثنا أبو زرعة قال: وحدثني علي بن عياش قال: حدثنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم: أن جابر بن عبد الله كف بصره.
حدثنا أبو زرعة قال: وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: لو كنت أبصر اليوم، لأريتكم موضع الشجرة.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر قال: رأيت ابن الزبير يأتي الجمار ماشياً.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا خلف بن هشام المقرىء قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: غدوت مع يوسف بن عبد الله بن سلام في يوم عيد، نقلت له: كيف كانت الصلاة على عهد عمر ؟ قال: كان يبدأ بالخطبة، قبل الصلاة.
قال أبو زرعة: فعرضته على يحيى بن معين، فلم يعرفه.
قال أبو زرعة: وهو من حسان ما حدث به يحيى بن سعيد.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر عن سفيان عن مجالد قال: قال الشعبي لأبي سلمة: أي أهل البيت أفقه ؟ - وكان أبو سلمة بينه وبين عبد الله بن معقل - فقال: رجل بينكما.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر عن سفيان قال: قال الزهري: لو جمع علم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وعلم كل امرأة إلى علم عائشة، لكان علمها أكثر.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد: قال سفيان: اشترى عامر بن عبد الله بن الزبير نفسه من الله عز وجل ست مرات.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: قلت لعبيد الله بن أبي يزيد: رأيت حسين بن علي ؟ قال: نعم، في حوض زمزم، الرأس واللحية أسودان، إلا هذا - يعني العنفقة - أبيض، فلا يدري: أصبغ، وأبقى ذاك ؟ أو لم يشب منه غيره ؟.
يتلوه حديث ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: جالسنا نصر بن عاصم.
في الجزء الثامن والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
الثامن من التاريخ
بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: جالسنا نصر بن عاصم، ومعنا الزهري، فقال الزهري: إن هذا ليقلع العربية تقليعاً.
قال أبو زرعة: نصر بن عاصم هذا: الذي يحدث عنه قتادة عن مالك بن الحويرث عن النبي صلى الله عليه وسلم في رفع اليدين.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا محمد بن عثمان عن سعيد بن بشير عن قتادة عن نصر بن عاصم.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر: سمعت سفيان قال: كنت عند الزهري يوماً، فأتاه ابن جريج ومعه كتاب، فقال: يا أبا بكر، هذا الكتاب، أريد أن أعرضه عليك ؟ فقال: إن سعد بن إبراهيم كلمني في ابنيه، وهو سعد بن إبراهيم - وربما قال: وسعد، سعد - . فلما خرجنا من عند الزهري، قال ابن جريج: أما رأيته يفرق من سعد !؟ قال سفيان: وكان مع سعد ابنان له يومئذ.
قال سفيان: فلما لقيت إبراهيم بن سعد، قلت له: رأيتك أنت وأخاً لك عند الزهري، وأخبرته بكلام الزهري لابن جريج، فقال: صدقت، مات أخي ذاك الذي كان معي.
قال سفيان: ورأيت عبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس أتيا الزهري بمكة، فكلماه؛ يعرضان عليه، فقال: إني أريد المدينة، وطريقي عليكما. فأتياني بالمدينة إن شاء الله. قال سفيان: وكان عبيد الله هو المتكلم، ومالك ساكت، معه، ولم يسمعا منه بمكة شيئاً.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر قال: قال سفيان: سمعت الزهري يقول: ما كان عبد الله بن مسعود بأقدم هجرةً من أخيه عتبة، ولكن عتبة مات قبله.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: قال الزهري: بعثنا هذا مع ابنه، فنحن نقيم من أوده، يعني هشام بن عبد الملك.
حدثنا أبو زرعة قال: قال ابن أبي عمر عن سفيان قال: رأيت الزهري أحمر الرأس واللحية، وفي حمرتها انكفاء قليل، كأنه يجعل فيه كتماً.
قال سفيان: وكان الزهري أعيمش، وعليه جميمة.
حدثنا أبو زرعة قال: قال ابن أبي عمر إنه سمع ابن عيينة قال: سمعت الزهري، وعمرو بن دينار يتمثلان بالشعر في مجلسهما في المسجد.
حدثنا أبو زرعة قال: قال ابن أبي عمر: قال سفيان: رأيت ابن جدعان عند الزهري، وكان ابن جدعان يعجب بالطيب، فقال له: يا أبا بكر، ألا أمرت بثوبيك هاذين، فأجمرا، وكان الزهري قد غسلهما، فوجد ابن جدعان ريح الغسالة، وربما قال: ريح الحرض.
حدثنا أبو زرعة قال: قال ابن أبي عمر إنه سمع ابن عيينة قال: سمعت الزهري إذا حدث عن الرجل يقول: حدثني فلان، وكان واعياً، وحدثني فلان، وكان من أوعية العلم، ولا يقول: كان عالماً.
حدثنا أبو زرعة قال: قال ابن أبي عمر: قال سفيان: بلغني أن الزهري قال - حين ذهبت - : ما رأيت طالب علم أصغر منه.
حدثنا أبو زرعة قال: قال ابن أبي عمر إنه سمع سفيان يقول: قال الزهري: ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن حسين.
حدثنا أبو زرعة قال: قال ابن أبي عمر: قال سفيان: وقال الزهري: ما كان أكثر مجالستي مع علي بن حسين، وما رأيت أحداً كان أفقه منه، ولكنه كان قليل الحديث.
حدثنا أبو زرعة قال: قال ابن أبي عمر: قال سفيان: خرج الزهري في سعاية - قال أبو زرعة: السعاية هو: المصدق - فأصاب رجلاً بشيء، فجعل يسأل عنه، فقال له علي بن الحسين: للقنوط الذي أصابك أشد علي من الذنب الذي أذنبت.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: وكانوا يرون أن الزهري مات، يوم مات، وليس أحد أعلم بالسنة منه.
أخبار في ذكر محمد بن إسحاق حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر عن سفيان قال: رأيت الزهري: وجاءه محمد بن إسحاق، فقال له: يا محمد، أين كنت ؟ لم أرك ؟ قال: لا أقدر عليك مع بوابك هذا، فقال: فدعا الزهري بوابه، فقال: إذا جاء هذا، فلا تمنعه.
حدثنا أبو زرعة قال: قال لي ابن أبي عمر: قال سفيان: وبلغني أن محمد بن إسحاق أتى الزهري - ولم أكن حاضراً - فلما ذهب من عنده قال الزهري: لا يزال بالمدينة علم ما بقي هذا.
حدثنا أبو زرعة قال: وحدثني أحمد بن صالح عن أبي هشام المخزومي قال: سمعت مالك بن أنس لا يرضى محمد بن إسحاق.
قال أبو زرعة: ومحمد بن إسحاق رجل قد أجمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه، منهم: سفيان بن سعيد، وشعبة، وابن عيينة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وابن المبارك، وإبراهيم بن سعد، وروى عنه من الأكابر: يزيد بن أبي حبيب، وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقاً، وخيراً، مع مدحة ابن شهاب له.
وقد ذاكرت عبد الرحمن بن إبراهيم قول مالك بن أنس هذا، فرأى أن ذلك ليس للحديث، إنما هو لأنه اتهمه بالقدر.
قال أبو زرعة: ومحمد بن إسحاق بن يسار مولى ابن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف.
قال أبو زرعة: أخذ الزهري من هشام بن عبد الملك سبعة آلاف دينار ثم رجع إلى ما كان عليه من الدين وقال: إن الجواد لا تنكله التجارب.
آخر الجزء الخامس من أجزاء أبي زرعة وأول السادس منها
في مجلسة العلماء والمذاكرة بالعلم حدثنا أبو زرعة، عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: تذاكروا الحديث، فإن الحديث يهيج الحديث.
حدثنا أبو زرعة قال: وحدثني سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة عن علي البناني عن أبي نضرة قال: كانوا إذا جلسوا يتذاكرون الفقه، أمروا رجلاً فقرأ عليهم سورة من القرآن.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا داود بن عمرو بن المسيب قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سعيد بن بشير عن قتادة عن مطرف بن عبد الله قال: التنازع في العلم مذاكرة جميلة.
حدثنا أبو زرعة قال: قلت لأبي عبد الله، أحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله ما تقول في سعيد بن بشير ؟ قال: أنتم أعلم به، قد حدث عنه أصحابنا: وكيع، والأشيب.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثني أبو كريب قال: حدثنا يحيى بن يمان عن الأعمش عن أبي صالح قال: ما كنت أتمنى من الدنيا إلا ثوبين أبيضين أجالس فيهما أبا هريرة.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني قال: أخبرنا شريك عن أبي العميس عن مسلم البطين عن أبي عمرو الشيباني قال: كنت أجالس ابن مسعود سنة، لا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، استقلته الرعدة، ثم يقول: هكذا، أو نحو هذا، أو قريباً من هذا، أو ما شاء الله.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مالك بن مغول قال: سمعت الشعبي يقول: قال عبد الله بن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارعد أو ارتعد، قال هكذا، أو قريب من هذا، أو فوق ذا، أو دون ذا.
حدثنا أبو زرعة قال: وحدثني أبو خيثمة قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح قال: - ذكر أبا هريرة - فقال: لم يكن بأفضلهم ولكنه كان رجلاً حافظاً.
حدثنا أبو زرعة قال: قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة عن يزيد بن أبي زياد قال: رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الله بن شداد، يقول أحدهما لصاحبه: يرحمك الله، أو يجزيك الله خيراً، فرب حديث أحييته في صدري.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مالك بن مغول عن طلحة قال: دخلت على مرة، ثم أنشأ يحدث، وكان يعجبني أن أسمعه من ثقة.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثني أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث: أن يحيى بن ميمون حدثه: أن وداعة الحمدي حدثه: أنه كان يحدث مالك بن عبادة، وأبا موسى الغافقي، وعقبة بن عامر يقص: قال النبي صلى الله عليه وسلم، فقال مالك: إن صاحبكم هذا عاقل، أو هالك، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا في حجة الوداع فقال:
عليكم بالقرآن، وإنكم سترجعون إلى ناس يشتهون الحديث عني، فمن عقل شيئاً، فليحدث به ومن افترى علي فليتبوأ بيتاً، أو مقعداً من جهنم. لا يدري أيتهما قال.
قال أبو زرعة: فسألت أحمد بن صالح عن وداعة الحمدي هذا، فذكر أنه رجل معروف، يكنى: أبا حميد، روى عن فضالة بن عبيد.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن يزيد ابن أخت نمر أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: إن حديثكم شر الحديث، إن كلامكم شر الكلام، فإنكم قد حدثتم الناس، حتى قيل: قال فلان، وقال فلان، ويترك كتاب الله، من كان منكم قائماً، فليقم بكتاب الله، وإلا فليجلس، إن كلامكم شر الكلام، وإن حديثكم شر الحديث.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا علي بن عياش قال: حدثنا حريز بن عثمان قال: حدثني حبيب بن عبيد أنه قال: كان أبو أمامة يحدث بالحديث، كالرجل الذي يؤدي ما سمع.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا علي بن عياش قال: حدثنا حريز بن عثمان قال: حدثني سلمان بن شمير عن أبي أمامة أنه كان يقول: اعقلوا، ولا أخال العقل إلا قد رفع، لنحن للحديث الذي كنا نسمعه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أعقل عليه منا على حديثكم اليوم.
حدثني محمد بن زرعة الرعيني قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زبر عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس قال: سمعت أبا الدرداء - إذا فرغ من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: هذا، ونحو هذا وشكله.
حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد قال: كان أبو الدرداء إذا تحدث قال: اللهم إلا هكذا، فكشكله.
حدثني محمد بن زرعة الرعيني قال: حدثنا مروان بن محمد قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن يزيد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لألحقنك بأرض دوس. وقال لكعب: لتتركن الأحاديث، أو لألحقنك بأرض القردة.
وقد سمعت أبا مسهر يذكر عن سعيد بن عبد العزيز نحواً منه، ولم يسنده.
وحدثنا الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يحدث رهطاً من قريش، وهو بالمدينة، فذكر كعب الأحبار فقال: إن كان لمن أصدق هؤلاء المحدثين، الذين يحدثون عن الكتاب، وإن كنا مع ذلك لنبلوا عليه الكذب.
حدثنا عبد الله بن صالح، وحدثنا علي بن عياش قال: حدثنا الليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن عبد الله بن عامر أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر بدمشق يقول: أيها الناس إياكم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا حديثاً كان يذكر على عهد عمر، فإنه كان يخيف الناس في الله.
حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده: قال عمر لأبي ذر، ولابن مسعود، ولأبي الدرداء: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا محمد بن سعيد قال: أخبرنا أبو معشر الرواسي عن شعبة عن أشعث بن سليم عن أبيه قال: سمعت أبا أيوب يحدث عن أبي هريرة، فقيل له: أنت صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحدث عن أبي هريرة ؟ قال: إن أبا هريرة قد سمع.
حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن الرديني بن أبي مجلز عن أبيه عن قيس بن عباد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: من سمع حديثاً، فأداه كما سمع، فقد سلم.
قال: قال الفضل: أراه قال: سلم، ولم يقل: أجر.
حدثني هشام قال: حدثنا الهيثم بن عمران قال: سمعت إسماعيل بن عبيد الله، وسمع ربيعة بن يزيد يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له إسماعيل: انظر يا ربيعة، كيف تحدث.
قال: وسمعت إسماعيل بن عبيد الله، وسمع شداد القاري يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسمعه كلاماً شديداً.
قال محمد بن أبي عمر إنه سمع ابن عيينة عن مسعر قال: قال سعد بن إبراهيم: لا يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا الثقات.
قال سفيان: وكان سعد شديد الأخذ.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: قال الزهري: سمعت هذيل الأعمى صاحب ابن مسعود قال: سئل ابن مسعود عن كذا، فلم أفهمه، فقالوا له - فقال له رجل - : أستأذن على أمي ؟ قال: نعم. قال سفيان: لعلنا لم نبغه، إنما سمعنا هذا من مخارق يحدثه عن طارق.
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: قال لي طاوس: امش حتى نجالس الناس. قال فنجلس إلى رجل يقال له بشير بن كعب العدوي، فقال طاووس: رأيت هذا يجلس إلى ابن عباس، فتحدث، فقال ابن عباس: كأني أسمع حديث أبي هريرة ! قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن هشام بن حجير عن طاوس قال: جاء بشير بن كعب العدوي إلى ابن عباس، فجعل يحدثه، فقال ابن عباس: عد لحديث كذا وكذا، فيعيد له الحديث، ثم يحدث بالحديث، فيقول ابن عباس: عد لحديث كذا وكذا. فقال بشير: والله ما أدري عرفت حديثي كله، وأنكرت هذا ؟ أم أنكرت حديثي كله وعرفت هذا ؟ فقال ابن عباس: كنا نحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ لم يكن يكذب عليه، وإذ لم يحدث عنه إلا الثقات، فلما ركب الناس الصعب والذلول، تركنا الحديث عنه.
قال محمد بن أبي عمر: عن سفيان عن سليمان قال: قال شريح: سمعنا قبل أن تتلاطخ الأحاديث. قال محمد بن أبي عمر: عن سفيان عن ابن حباب عن طلحة قال: شهدت الجماجم، فما طعنت فيها برمح، ولا رميت فيها بسهم، ولا ضربت فيها بسيف، ووددت أني سقطت من ها هنا، ولم أكن شهدتها.
قال ابن أبي عمر: قال سفيان: سمع طلحة بن مصرف رجلاً يقول: ليس بالكوفة أقرأ من طلحة. فذهب إلى الأعمش يقرأ عليه، يريد بذاك أن يردهم عنه.
قال الأعمش: وكان يجيئني ولا يخبرني مكانه، فقلت: لو أخبرتني بمكانك، أو آذنتني ؟ قال: لعلك تكون مشغولاً.
وكان لا يقرأ حتى أؤذنه، ثم يقرأ، فإن كنت مختبئاً، وحللت حبوتي سكت، وإن كنت قاعداً فانضجعت، سكت.
قال أبو زرعة: وكانت الجماجم في سنة ثلاث وثمانين. قال أبو نعيم: قتل فيها: أبو البختري الطائي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
وسألت يحيى بن معين عن أبي إسرائيل الملائي، فقال: لا بأس به، كان يفرط في التشيع، قال يحيى بن معين: ولد أبو إسرائيل قبل الجماجم بسنة.
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة: قال مطرف بن طريف - لا أدري سمعته منه، أو حدثت عنه - : ما يسرني أني كذبت، وأن لي الدنيا وما فيها.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: دخلت على موسى الجهني، فرأيت مسجده مثل مبرك البعير.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: وقال عطاء بن السائب: دخلنا على مرة الهمداني، فرأيت مسجده مثل مبرك البعير.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مالك بن مغول عن طلحة قال: دخلت على مرة، وهو يصلي، فصليت معه العصر، ثم أنشأ يحدث، وكان يعجبني أن أسمعه من ثقة.
قال أبو زرعة أراد بذلك طلحة، مدحة مرة، وثقته بحديثه.
قال أبو زرعة: ومرة الهمذاني هو: مرة بن شراحيل.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: قال عاصم للأعمش: أليس قرأت علي ؟ قال: بلى، ولكن انتجعت، وتركت.
قال ابن أبي عمر: قال سفيان: أتدرون أي الناس أحرص على العلم ؟ فسكتوا، قال: أعلمهم.
قال ابن أبي عمر: قال سفيان: سمعت مسعراً يقول لرجل: كيف رأيت الرجل - يعني مقاتلاً - ؟ قال: إن كان ما يجيء به علم، فما أعلمه !! قال أبو زرعة: فحدثني بعض أصحابنا عن منصور الكاتب عن أبي عبيد الله قال: قال لي أمير المؤمنين المهدي - لما أتانا نعي مقاتل - اشتد ذلك علي. فذكرته لأمير المؤمنين أبي جعفر فقال: لا يكبر عليك، فإنه كان يقول: انظر ما تحب أن أحدثه فيك، حتى أحدثه.
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة قال: قلت لأيوب: يا أبا بكر ما لك لم تكثر عن طاوس؟ قال: جئت لأسمع منه، فرأيته بين ثقيلين: عبد الكريم، أبي أمية، وليث بن أبي سلمة، فتركته وذهبت.
وقال يحيى بن معين عن هشام بن يوسف عن معمر قال: قال لي أيوب: لا تحمل عن عبد الكريم، أبي أمية، فإنه ليس بثقة.
قال أبو زرعة: فأما عبد الكريم الجزري فهو: عبد الكريم بن مالك، سألت عن نسبه، فقيل: من الحضارمة، ثقة.
قال أبو زرعة: أخذ عنه من الأكابر: مسعر بن كدام، وسفيان بن سعيد، وأهل طبقتهم، وقد قال سفيان: ما رأيت عربياً أثبت من عبد الكريم.
حدثني عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش قال: حدثني عمارة - قال: وسئل عن الأسود - فقال: كنت إذا نظرت إليه، كأنه راهب من الرهبان.
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة عن عمار بن أبي معاوية الدهني.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال: حدثني عبد الرحمن بن القاسم قال: توفي أبو بكر ليلة الثلاثاء، ودفن من ليلته.
وحدثني عقبة بن مكرم العمي قال: حدثنا الوليد بن خالد قال: قال لي شعبة: قال لي أيوب: لا ترو عن خلاس شيئاً. ثم قال لي بعد ذاك: إني أراه صحفياً.
وحدثني عقبة قال: حدثني عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا شعبة عن علي بن الحكم عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - فقال: كان هذا حديثهم - يعني الفقه - إلا أن يقرأ رجل سورة من القرآن.
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة قال: سمعت الزهري يقول: أخبرني الأعرج قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا استأذن أحدكم أخاه أن يغرز خشبة في جداره.
فقيل لسفيان: إن معمراً يقول: عن سعيد بن المسيب ؟ فقال: إني لأحفظ المكان الذي سمعته منه، ما قال إلا الأعرج.
وقال محمد بن أبي عمر عن سفيان قال: وسمعت الزهري يحدث عن عائشة قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين. فقيل للزهري: هو عن عروة: قال: لا. وكان ابن أبي الأخضر حدثناه عن الزهري عن عروة، فلما قال الزهري: ليس هو عن عروة، ظننت أن صالحاً أتي من قبل العرض.
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة عن إبراهيم بن سعد قال: سمعت أبي يسأل الزهري عن شيء من الخلع والإيلاء فقال: إن عندي فيه لثلاثين حديثاً ما سألتموني عن شيء منها.
حدثني عقبة بن مكرم قال: حدثنا محمد بن أبي عدي عن حسين المعلم عن ابن بريدة قال: قال سمرة: لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً، فكنت أحفظ عنه، فما يمنعني من القول، إلا أن ها هنا رجالاً هم أسن مني.
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة عن أيوب عن حميد بن هلال قال: كنا نختلف نحن ورجال إلى عمران بن حصين، فمررنا على هشام بن عامر الأنصاري فقال: إنكم لتختلفون إلى أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كانوا أعلم بحديثه مني.
حدثنا سعيد بن سليمان عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: كنا نختلف نحن ورجال إلى عمران بن حصين، أراك تكتب حديثي ؟ قال: قلت: أجل، قال: فأنني به قال: فأتيته به، فمحاه، وقال: احفظ كما حفظت.
حدثنا سعيد بن سليمان قال إسحاق بن طلحة حدثنا منذ ثلاث وستين سنة: إن عبد الله بن يزيد الخطمي كان أميراً على الكوفة.
حدثني سعيد بن عفير قال: حدثني يحيى بن أيوب عن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو فقال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب ما يقول.
حدثنا أحمد بن خالد الوهبي قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن المغيرة بن حكيم، ومجاهد أنهما سمعا أبا هريرة يقول: ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مني، إلا عبد الله بن عمرو فإني كنت أعي بقلبي، ويعي بقلبه، ويكتب، استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن له.
حدثنا أحمد بن خالد قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله، أكتب عنك ما سمعت ؟ قال: نعم. قال: قلت: وعند الغضب، وعن الرضا؟ قال: نعم، إنه لا ينبغي لي أن أقول في ذلك كله، إلا حقاً.
حدثني هشام قال: حدثنا معن بن عيسى قال: حدثني سليمان بن سالم: أن الزهري حين قدم، رأى عبد الرحمن بن حميد، فالتزمه، وصافحه.
سمعت آدم يذكر أنه سمع شعبة عن ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم: أن أبا حازم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، في حديثه. وسمعت آدم يذكر أنه سمع شعبة عن أيوب قال: رأيت أنس بن مالك.
حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي قال: سمعت رجلاً قال لسفيان: إن ابن المبارك يروي عنك عن ابن طاوس عن أبيه: ليس في القلس وضوء ؟ فقال ابن عيينة: ما أعرف هذا، وإن ابن المبارك لثقة.
حدثني أحمد بن أبي الحواري عن الفضيل بن عياض - لما مات ابن المبارك - قال: ما بقي أحد يستحيا منه.
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: صحبت ابن عمر إلى المدينة، فما سمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديثاً واحداً.
قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة قال: سمعت ابن أبي نجيح يقول: ما جاءنا منكم مثله، يعني الحجاج بن أرطأة.
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة قال: قيل له: من كان يفتي بمكة بعد عمرو بن دينار ؟ قال: ابن أبي نجيح.
حدثني محمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن سيدان بن مضارب الباهلي قال: حدثنا مخلد بن حسين قال: قلت لموسى بن عقبة: رأيت أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: رأيت ابن عمر، ورأيت سهل بن سعد جاء، والإمام يخطب، فتخطى الناس حتى ساره.
حدثني محمد بن إدريس قال: سألت يحيى بن معين عن مندل، وحبان: أيهما أحب إليك ؟ قال: ليس بهما جميعاً بأس.
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة قال: ذكر عند الزهري أن عبيد الله بن عبد الله، يقول الشعر، قال الزهري قال عبيد الله: هل يستطيع الذي به الصدر أن لا يسعل ؟ قال أبو زرعة: وممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وحفظ عنه، وجالسه صغيراً.
حدثني عبد الغفار بن داود الحراني قال: حدثني زهير قال: حدثنا سماك قال: قلنا لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم، كثيراً.
وحدثني يحيى بن معين قال: حدثنا ابن مهدي عن شعبة عن تميم بن حويص قال: سمعت أبا زيد يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة غزوة.
حدثنا أحمد بن شبويه قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو نهيك الأزدي قال: سمعت عمرو بن أخطب يقول: استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته بجمجمة، فيها ماء، وفيها شعر، فرفعتها وتناولتها، فناولته، فنظر إلي فقال: اللهم جمله.
قال أبو نهيك الأزدي: فرأيته وهو ابن ثلاث وتسعين، وما في رأسه ولحيته شعرة بيضاء.
قال أبو زرعة: وهو أبو زيد الأنصاري، اسمه: عمرو بن أخطب، وهو جد علي بن ثابت، وعزرة بن ثابت، ومحمد بن ثابت العبدي، الذي كان قاضياً على أهل مرو.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سلمة بن نبيط قال: حدثني أبي - أو نعيم بن أبي هند عن أبي - قال: حججت مع أبي وعمي، فقال أبي: ترى ذاك صاحب الجمل الأحمر الذي يخطب ؟ ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا مروان بن معاوية قال: حدثنا سلمة بن نبيط الأشجعي قال: أوصاني أبي، وكان أبوه قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع منه، وحدث عنه.
قال أبو زرعة وهو سلمة بن نبيط بن شريط بن أنس الأشجعي.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا ابن أبي الهيثم العطار - يعني يحيى - قال: حدثني يوسف بن عبد الله بن سلام قال: سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوسف، وأقعدني في حجره، ومسح رأسي.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن يزيد الأعور عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، أخذ كسرة من خبز شعير، ووضع عليها تمرة، وقال: هذه أدام هذه، فأكلها.
وحدثنا سعيد بن سليمان قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب عن أبيه عن جده - محمد بن حاطب - عن أم جميل ابنة المجلل قالت: أقبلت بك من أرض الحبشة، فقدمت بك المدينة، فأتيت بك النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، هذا محمد بن حاطب، وهو أول من سمي بك، فمسح على رأسك، ودعا لك بالبركة، وتفل في فيك.
فحدثني محمد بن العلاء قال: حدثنا وكيع عن شريك عن سماك قال: سمعت محمد بن حاطب يقول: ولدت بأرض الحبشة.
قال أبو زرعة: فمحمد بن حاطب، والحارث بن حاطب أخوان، وأبوهما: حاطب بن الحارث من بني جمح من أنفسهم.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال: أخبرني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال: غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أبي طلحة ليحنكه، فوافيته، بيده الميسم، يسم إبل الصدقة.
قال أبو زرعة: فعبد الله بن أبي طلحة ولد بالمدينة، وهو: عبد الله بن زيد بن سهل الأنصاري، ولده: إسحاق، وعمرو، وعبد الله، ويعقوب، وإسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، وأبو طلحة، توفي بالشام، وعاش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة، يسرد الصيام.
سمعت أبا نعيم يذكر عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أنه - يعني: أبا طلحة - : سرد الصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين سنة.
قال أبو زرعة: روى عن عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة: الأوزاعي، ومحمد بن إسحاق. وهو عامر عمر بن عبد العزيز على اليمامة.
وروى عن يعقوب بن عبد الله بن أبي طلحة: أسامة بن زيد.
وروى عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة: المبارك بن فضالة، عن أنس قال: ما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم، طيب قط فرده. يحدث به مسلم بن إبراهيم.
حدثنا أحمد بن خالد الوهبي عن محمد بن إسحاق عن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة قال: رأيت رجلاً عطس عند ابن الزبير - وهو بمكة - فشمته أربع مرار.
قال أبو زرعة: فقد اجتمع على أنه: عمرو.
حدثنا يحيى بن صالح قال: حدثنا مجمع بن يعقوب بن مجمع الأنصاري قال: حدثني محمد بن إسماعيل بن مجمع قال: قيل لعبد الله بن أبي حبيبة: أدركت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ؟ قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسجدنا هذا - يعني مسجد قباء - قال: فجئت حتى جلست إلى جنبه، وجلس الناس حوله، فرأيته يصلي في نعليه.
قال أبو زرعة: فجمع بن يعقوب، ومحمد بن إسماعيل بن مجمع، وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، ومجمع بن يحيى بن مجمع، هؤلاء من ولد مجمع بن جارية الأنصاري.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: أتيت مجمع بن يحيى الأنصاري، أسأله عن تلك الأحاديث، فظننت أنه يتمنع، فحدثته بهذا الحديث، قلت: سمعت الزهري يقول: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة أنه سمع عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، قال: سمعت عمي مجمع بن جارية، فقال لي مجمع: هؤلاء أشياخي.
قال أبو زرعة: مجمع بن جارية، ويزيد بن جارية أخوان وعبد الرحمن بن يزيد بن جارية ابن أخي مجمع بن جارية، قديم، صلى خلف أبي بكر وعمر وعثمان وكان إمام قومه.
قال أبو زرعة: أخبرنيه عمرو بن محمد أنه سمع يعقوب بن إبراهيم بن سعد يحدث عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي قال: قال ابن أبي سليط لعبد الرحمن بن يزيد بن جارية - وكان إمام قومه - : ألم تصل خلف أبي بكر وعمر وعثمان ؟ قال: بلى.
حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح عن أبي يحيى، سليم بن عامر، أنه سمع أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فقلت: يا أبا أمامة، ابن كم أنت يومئذ قال: ابن ثلاثين سنة.
فحدثني يزيد بن عبد ربه قال: قال إسماعيل بن عياش: توفي أبو أمامة الباهلي سنة إحدى وثمانين.
حدثني الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: حدثني عبد الله بن ثعلبة بن صعير، وكان النبي صلى الله عليه وسلم مسح على وجهه زمن الفتح.
حدثنا أبو مسهر، عبد الأعلى بن مسهر قال: حدثني محمد بن حرب عن الزبيدي عن الزهري عن محمود بن الربيع الأنصاري - وكان يزعم أنه أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر أنه ابن خمس سنين.
حدثني الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: قال سهل بن سعد، وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع منه، وذكر أنه ابن خمس عشرة سنة، يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثني الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: كان أنس بن مالك قد تبع النبي صلى الله عليه وسلم، وخدمه، وصحبه.
فأخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم عن ابن عيينة أنه حدثهم عن الزهري عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر، ومات وأنا ابن عشرين.
حدثني محمد بن العلاء قال: حدثنا وكيع عن موسى بن علي عن أبيه قال: سمعت مسلمة بن مخلد يقول: ولدت حين قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة، وتوفي وأنا ابن عشر.
وحدثني محمد بن العلاء قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا معروف المكي قال: سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا غلام شاب.
وقال يحيى بن معين: حدثنا ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبيه عن أبي الطفيل، قال: أدركت من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانين سنين، وولدت عام أحد.
قال أبو زرعة: فلم يزل باقياً حتى أدركته إمرة عمر بن عبد العزيز، فكتب إليه يستأذنه في القدوم عليه، فقال عمر: ألم تؤمر بلزوم البلدة ؟ قال أبو زرعة: وأبو الطفيل اسمه: عامر بن واثلة الليثي.
حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا محمد بن بكر البرساني قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال: حدثني أبي عن زياد بن ميناء عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاري - وكان من الصحابة - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جمع الله الأولين والآخرين، يوم القيامة، ليوم لا ريب فيه، نادى مناد: من أشرك لله في عمله أحداً فليطلب ثوابه من عنده، فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: أخبرنا سعيد بن عبد العزيز قال: حدثنا يونس بن ميسرة بن حلبس قال: خرجت مع أبي سعد الزرقي - صاحب النبي صلى الله عليه وسلم - إلى الضحايا، فأشار لي أبو سعد إلى كبش أدغم ليس بالمرتفع، ولا بالمتضع - يعني في جسمه - فقال: اشتر لي هذا، كأنه شبهه بكبش رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال: أرسل عبد الملك إلى أبي سعد الزرقي، واسمه: عامر بن مسعود.
قال أبو زرعة: فنرى - والله أعلم - أن أبا سعد بن أبي فضالة هذا، هو: عامر بن مسعود الذي أرسل إليه عبد الملك.
حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا غندر عن شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغزوت في خلافة أبي بكر، وعمر.
حدثني الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف، وكان من علماء الأنصار، ومن أبناء الذين شهدوا بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أحمد بن حنبل: وأبو أمامة اسمه: أسعد بن سهل، وأمه ابنة أسعد بن زرارة، وعثمان، وسعد، وعبد الله إخوة أبي أمامة. ويقال: قد أدرك أبو أمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثني أحمد بن صالح عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال: كان عبد الله بن كعب بن مالك قائد كعب من بنيه، حين عمي.
وقال أحمد بن حنبل: ولد كعب بن مالك: عبد الله بن كعب، وعبد الرحمن وفضالة، ووهب، ومعبد.
قال أبو زرعة: وقد حدثني الحكم بن نافع عن شعيب بن أبي حمزة، أن الزهري ذكر بشير بن عبد الرحمن بن كعب في بعض حديثه.
حدثني خالد بن خلي القاضي قال: حدثنا محمد بن حرب قال: حدثنا الأوزاعي عن عبد الرحمن بن حرملة قال: كان مسلم بن جندب قاصاً لأهل المدينة.
قال أبو زرعة: وهو رجل من هذيل، روى عنه من الأكابر: يحيى بن أبي كثير، وزيد بن أسلم.
قال محمد بن أبي عمر قال: قال سفيان: أخبرت عن الزهري - ولم أسمعه منه - قال: ما رأيت طالب علم، أصغر منه.
أخبرني أحمد بن حنبل قال: قال ابن عيينة: قال لي مالك بن مغول: زماناً ذكرت فيه قلت لأحمد: من أراد ؟ أراد مالك نفسه، أو أراد ابن عيينة ؟ قال: أراد ابن عيينة.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: قلت لعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: ما كان أكثر دعاء أبيك ؟ قال: لا أدري، قلت: فأي شيء كان أبوك يقول إذا نزل من المنبر ؟ قال: لا أدري، قلت: كنت أظن أنك أعلم بحديث أبيك من هذا، قال: كنا أغيلمة، وكنا ندخل مع المسلمين.
فأخبرني عبد الله بن الزبير الحميدي أنه سمع ابن عيينة يقول: قلت لعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: كم كان سن أبيك ؟ قال: ما بلغ الأربعين.
بهذا من سنه قرأ: " أمْ يَحْسِدُوْنَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاْهُمُ اللّهُ منْ فَضْلِه " .
وقد سمعت أبا نعيم يذكر مقدم عبد العزيز بن عمر عليهم الكوفة سنة تسع وأربعين ومائة، قال: ورأيته في صحابة أبي جعفر، عليه السواد.
قال أبو زرعة: وسمعته - يعني أبا نعيم - يقول: أنا سمعت عبد العزيز بن عمر يذكر عن عبد الله بن موهب قال: سمعت تميم الداري - وأنكر أن يكون بينهما قبيصة بن ذؤيب - وقال أنا سمعته يقول: سمعت تميماً.
فاحتج عند أبي نعيم - فيما بلغني - بما قال يحيى بن حمزة عن عبد العزيز بن عمر عن عبد الله بن موهب عن قبيصة بن ذؤيب.
فقال أبو نعيم: قد كتب إلي قال أبو زرعة: رأيت أنه أراد يحيى بن معين - : أن بينهما رجلاً، يعني: فأنكر ذلك أبو نعيم من كتابه إليه.
قال أبو زرعة: فحدثني بعض أصحابنا، أنه قال: ومن يحيى بن حمزة حتى يحتج علي به !؟ فقيل له: يا أبا نعيم، لو قيل لك في نيل رجالك: من الأعمش من فلان ؟ ألم يكن القائل يستطيع أن يقول: لكل قوم علم، ولكل قوم رجال ؟ وهم أعلم بما رووا ؟ فسكت أبو نعيم.
وقد سمعت أبا مسهر يذكر أنه سمع يحيى بن حمزة يحدث عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: سمعت عبد الله بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز عن قبيصة بن ذؤيب عن تميم الداري، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل من أهل الكفر يسلم على يدي الرجل من المسلمين ؟ قال: هو أولى الناس بمحياه، ومماته.
قال أبو زرعة: ولم أر أبا مسهر، لما تحدث بهذا الحديث أنكره، ولا رده.
قال أبو زرعة: وهذا شيخ قديم، روى عنه من الأجلة: سعيد بن عبد العزيز، وطائفة من أهل طبقته، مثل: ابن عيينة، وغيره.
قال أبو زرعة: فوجه مدخل قبيصة بن ذؤيب في حديثه هذا - فيما نرى، والله أعلم - أن عبد العزيز بن عمر حدث يحيى بن حمزة بهذا الحديث من كتابه، وحدثهم بالعراق حفظاً.
وقد حدثني صفوان بن صالح أنه سمع الوليد بن مسلم يذكر: أن الأوزاعي كان يدفع هذا الحديث، ولا يرى له وجهاً، ويحتج الأوزاعي: أنه لم يكن للمسلمين يومئذ ذمة، ولا خراج.
قال أبو زرعة: هذا حديث متصل، حسن المخرج والاتصال، لم أر أحداً من أهل العلم يدفعه، وبالله التوفيق.
وسمعت مصعب الزبيري يذكر: أن عاصية امرأة عمر بن الخطاب، التي سميت جميلة، هي: أم عاصم بنت عمر بن الخطاب.
قال مصعب: أميمة بنت رقيقة. هي: بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى، وأميمة هي عمة محمد بن المنكدر، وقد كان معاوية حولها إليه، إلى الشام، وبنت لها داراً، ودخلت على معاوية في مرضه الذي مات فيه، فقال لها: ابكي حتى أسمع.
فأخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا كعب بن خريم، أبو حارثة - قال أبو زرعة: وقد رأيت أبا حارثة، وجالسته، وكان شيخاً صالحاً - قال: حدثنا عبد الله بن مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقول: كان والله - يعني معاوية - كما قالت ابنة رقيقة - يعني هذه:
ألا ابكيه، ألا ابكيه ... ألا كلّ الغنى فيه
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: سمعت أيوب يقول: قال الوليد بن عبد الملك لعروة بن الزبير: كيف عمر بن عبد العزيز، فيما بينك وبينه ؟ - فكأنه لم يحمده ذاك الحمد - قال عروة: هو رجل صالح، وأنا أحب الصالحين.
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة قال: قلت لطاوس: أهو المهدي؟ - يعني عمر بن عبد العزيز - قال: هو مهدي، وليس به، لم يستكمل العدل كله.
حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: وأخبرنا عبيد بن حبان عن مالك بن أنس قال: كان عمر بن عبد العزيز إذا دخل منزله خدم نفسه حتى إن كانت المائدة مغطاة كشفها وقدمها إليه، يريد بذلك أن يصيب من خدمة نفسه.
وقال الحارث بن مسكين: أخبرنا عبد الله بن وهب قال: قال لي مالك بن أنس: اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع، ولا يكون إماماً أبداً وهو يحدث بكل ما سمع.
قال مالك: المدينة أرض قضاء وسنة.
قال مالك: أدركت بهذه البلدة رجالاً بني المائة، ونحو ذلك، يحدثون الأحاديث، لا يؤخذ منهم، ليسوا بأئمة.
قلت لمالك: وغيرهم دونهم في السن يؤخذ ذلك منهم ؟ قال: نعم.
قال مالك: أخبرني رجل، أنه دخل على ربيعة فقال: ما يبكيك ؟ وارتاع لبكائه، فقال: ما يبكيك ؟ أدخلت عليك مصيبة ؟ قال: لا، ولكن أستفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم.
قال مالك: ولقد رأيت ابن هرمز في بيته خالياً، يذكر الإسلام وشرائعه، وإن دموعه لتسيل على لحيته.
فحدثني أحمد بن صالح قال: قدم سفيان بن عيينة المدينة، فجعل يكتب عن رجال لا يرضاهم - أعني، مثل مالك وأصحابه - فقال له عبد العزيز بن محمد في ذلك، فقال: ما أرهم يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو زرعة: قال لي أحمد: فذكرت ذلك لأبي نعيم، فأعجبه.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: رأيت مالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر أتيا الزهري بمكة فكلماه، يعرضان عليه، فقال: إني أريد المدينة، وطريقي عليكما، تأتيان المدينة إن شاء الله قال سفيان: وكان عبيد الله هو المتكلم، ومالك معه ساكت، ولم يسمعا منه بمكة شيئاً.
قال محمد بن أبي عمر قال سفيان: قدم علينا الزهري سنة ثلاث وعشرين ومائة، فأقام إلى هلال المحرم، ثم خرج فاعتمر من الجعراية، قال: لا يتبعني أحد. وأنا يومئذ ابن ست عشرة وثلاثة أشهر، ولدت في النصف من شعبان سنة سبع ومائة ومات الزهري سنة أربع وعشرين ومائة.
وسألت الزهري عن حديث، فلم يخبرني، فقال له سعد بن إبراهيم: أجب الغلام - فظن سعد أنه حقرني، حين لم يجبني - فقال الزهري: أما إني أعطيه حقه - فكأنه أرضاه - قال: فقلت: أجل إنه ليفعل، قال: فسره ذلك.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: وربما مازحني هشام بن حجير، ويقول: يا عبد الله، أما ما حفظت، وأنت غلام، فالغلام لا نجيز شهادته، وأما ما حفظت، وأنت رجل، فنحن نجيز ذلك.
ذكر النقباء حدثنا الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: بلغنا أن الأنصار وافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته - التي خرج بعدها النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول مهاجراً إلى المدينة، فوافوا تلك الحجة - سبعون رجلاً منهم، قد اجتمعوا في الشعب الذي عند عقبة ومنى، فانتقب النبي صلى الله عليه وسلم منهم اثني عشر نقيباً، وفي الأنصار ليلتئذ: البراء بن معرور - من بني سلمة - والبراء أول من استقبل القبلة، حياً وميتاً، وأول من أمر بقبره أن يدفن عليها.
فحدثني محمود بن خالد قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد عن سعيد بن عبد العزيز: أن النقباء اثنا عشر، كلهم من الأنصار، ثلاثة من الأوس، وتسعة من الخزرج، فمن الأوس: سعد بن خيثمة، وأبو الهيثم بن التيهان، وأسيد بن حضير.
ومن الخزرج: سعد بن عبادة، وسعد بن الربيع، وأسعد بن زرارة، والبراء بن معرور، وعبد الله بن عمرو بن حرام، وعبد الله بن رواحة، وعبادة بن الصامت ورافع بن مالك.
وقال غير سعيد: والمنذر بن عمرو.
وحدثني الحكم بن نافع عن شعيب بن أبي حمزة قال: قال الزهري: عبادة بن الصامت، قد شهد بدراً، وهو أحد النقباء ليلة العقبة.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا ابن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم وعبد الوهاب بن بخت، وأبي عبيد حاجب سليمان أنهم حدثوه: أن أبا مسعود كان أصغر السبعين يوم العقبة.
وقال أحمد بن صالح: حاطب بن أبي بلتعة، رجل من أهل اليمن، حليف لبني أسد بن عبد العزى.
قال أبو زرعة: عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب من ولده، وهذا هو الذي يحدث عنه عروة، وهشام بن عروة، ومحمد بن عمرو بن علقمة، ويحيى بن سعيد.
قال أبو زرعة: فأما محمد بن حاطب، فذاك: حاطب بن الحارث: ونسبه في بني جمح، من أنفسهم، وأخوه الحارث بن حاطب بن الحارث، أسن منه، وهو العامل على أهل مكة.
وقد حدثني سعيد بن سليمان، قال: حدثنا عباد بن العوام قال: حدثنا أبو مالك الأشجعي قال: حدثنا حسين بن الحارث الجديلي - جديلة قيس - : إن أمير مكة، خطب الناس فقال: من رأى منكم الهلال يوم كذا وكذا ؟ ثم قال: عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننسك لرؤيته، فإن لم نره، وشهد شاهداً عدل نسكنا بشهادتهما.
قال أبو مالك الأشجعي: فسألت الحسين: من أمير مكة ؟ قال: لا أدري ثم لقيني بعد، فقال: هو الحارث بن حاطب، أخو محمد بن حاطب.
حدثنا سعيد بن سليمان قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم عن أبيه عن جده - محمد بن حاطب - عن أمه - أم جميل ابنة المجلل - قالت: أقبلت بك من أرض الحبشة، فقدمت بك المدينة، فأتيت بك النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، هذا محمد بن حاطب وهو أول من سمي بك. فمسح على رأسك، ودعا لك بالبركة.
وحدثني أبو كريب قال: حدثنا وكيع عن شريك عن سماك قال: سمعت محمد بن حاطب يقول: ولدت بأرض الحبشة.
قال أبو زرعة: فمن ولده: إبراهيم بن محمد بن حاطب.
قال محمد بن أبي عمر - فيما ذكر لي - عن ابن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن حاطب قال: رأيت ابن عمر يحفي شاربه.
قال أبو زرعة: ومن ولده - فيما أخبرني سعيد بن سليمان، وسمعته ينسبه - عثمان بن إبراهيم، وعبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب بن الحارث، هو نسبه في أنفس بني جمح.
قال أبو زرعة: وقلت لأحمد بن عبد الله بن يونس: كان مالك بن مغول صاحب سنة ؟ قال: نعم، كان صاحب سنة، وجماعة، وأين مثل مالك ؟ قلت له: فأي سنة مات مالك ؟ قال: لا أدري، قلت: مات قبل سفيان ؟ قال: نعم.
فأخبرنا منصور بن أبي مزاحم قال: سمعت شريك القاضي في مجلس أبي عبيد الله يقول: رأيت سفيان في أفضل بيت بالكوفة، في بيت مالك بن مغول.
قلت لأحمد بن عبيد الله بن يونس: مسعر بن كدام ؟ قال: قد كان رجل صدق. قلت: فتقدم مسعر مالك بن مغول بالموت ؟ قال: نعم.
فسمعت أبا نعيم يقول: شهدت جنازة مسعر سنة خمس وخمسين ومائة.
قلت لأحمد بن يونس: فسفيان، كان مقدماً على هؤلاء - أعني مسعراً، ومالك بن مغول - ؟ قال: لم يكن في الدنيا مثل سفيان، سمعت زائدة يقول: كان أفقه أهل الدنيا. قلت: من تعني ؟ قال: سفيان، كان أفقه الناس، وأزهد الناس، وأعبد الناس. قلت: فكان يلبس الصوف ؟ قال: لا، إلا كساء صوف، ومثل ثيابك. قلت: إن الفريابي ذكر أن سفيان كان يلبس الصوف، فأنكر ذلك، وقال: أما إنه قد كان رجلاً صالحاً، قلت: فرأيته عند سفيان ؟ يعني قال: ما أشك إلا أني قد رأيته عند سفيان بمكة.
قال ابن أبي عمر: قال سفيان: ما رأيت أحداً أحرص على العلم من سفيان - يعني الثوري - ولو يسأل: أي الناس أعلم ؟ لقالوا: سفيان.
فأخبرني أبي قال: حدثني أبو أحمد الجوهري قال: سئل وكيع: هل رأيت مثل سفيان ؟ قال: لا، ولا رأى سفيان مثله.
وسمعت أبا نعيم يسأل عن سفيان وشعبة: أيهما أثبت ؟ فقال: قال بعض أصحابنا في ذلك قولاً.
فرأيت أبا نعيم يذهب إلى أن قوله فيه، وقول وكيع: أن سفيان أقل خطأ في الحديث.
وحدثني أحمد بن أبي الحواري قال: قلت للفريابي: رأيت قبيصة عند سفيان ؟ قال: نعم، رأيته صغيراً.
قال أبو زرعة: فذكرته لمحمد بن عبد الله بن نمير فقال: لو حدثنا قبيصة عن النخعي لقبلنا منه.
قلت لأبي نعيم: رأيت الفريابي عند سفيان ؟ قال: نعم.
وسمعت أبا مسهر يقول: رأيت عبد الله بن المبارك عند محمد بن مسلم. قلت: فعرفك أنك صاحب سعيد بن عبد العزيز: قال: لا.
قال أبو مسهر: ولد لي والأوزاعي حي، وجالست سعيد بن عبد العزيز ثنتي عشرة سنة.
قال: وما كان أحد من أصحابي أحفظ لحديثه مني غير أني نسيت.
فأخبرنا أبو مسهر قال: قد رأيت ابن جابر، ومات سنة أربع وخمسين ومائة، ورأيت عبدة بن رباح الغساني في المسجد، جالساً هو وابن جابر.
وحدثني محمد بن إدريس قال: حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال قال: حدثنا أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس قال: كنت جالساً عند عبد الله بن زياد بن سمعان، فوجدته يحدث، فانتهى إلى حديث لشهر بن حوشب، فقال: حدثني شهر بن حوسب. فقلت: من شهر بن حوسب ؟ فقال: بعض العجم، من أهل خراسان، قدموا علينا، فقلت: لعلك تريد شهر بن حوشب ؟ فسكت. قال: فذكرت ذلك لأبي معشر فقال: أما سماعي من المشيخة، فأيام كنت أضرب بالإبرة في حانوت أستاذي كنت أرش الحانوت وأكنسه، فكان يجلس إليه: محمد بن كعب، ومحمد بن قيس، وسعيد المقبري، فسمعت منهم مشافهة، وأما ابن سمعان، فإنما أخذ كتبه من الدواوين والصحف.
حدثني محمد بن إدريس قال: سمعت عمرو بن عون قال: سمعت هشيماً قال: ما رأيت مدنياً أكيس من أبي معشر.
قال محمد بن إدريس: وسمعت أبا نعيم يقول: كان أبو معشر كيساً، حافظاً.
قال أبو زرعة: سمعت أبا مسهر يقول: كان أبو معشر أسود.
قال أبو زرعة: ومقسم هو: أبو القاسم مولى عبد الله بن الحارث، ذكره محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة.
قال ابن عيينة: وقال عطاء بن السائب: كنا عند مقسم مولى عبد الله بن الحارث.
قال أبو زرعة: وأبو إسحاق مولى عبد الله بن الحارث الذي يحدث عنه المقبري.
قال أبو زرعة: حدثني محمود قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: اسمه أيضاً مقسم.
قال أبو زرعة: ومحمد بن زياد صاحب أبي هريرة، مولى لقدامة بن مظعون.
قال أبو زرعة: ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف، قديم الموت، كما حدثني نوح بن حبيب قال: حدثنا عبد الملك بن هشام الذماري قال: حدثنا القاسم بن معن عن هشام بن عروة عن أبيه قال: اصطلح الناس وابن الزبير يدعو إلى نفسه، ولم يبايع ليزيد بالخلافة، على أن يصلي بهم مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، فقتل مصعب في القتال الأول، ثم مات يزيد بن معاوية.
قال أبو زرعة: وابنه زرارة بن مصعب يحدث عنه ابن شهاب، ومصعب بن الزبير قتله عبد الملك في مسيره إليه - إلى العراق - قبل أن يوجه الحجاج لقتال ابن الزبير.
قال أبو زرعة: سمعت ذلك من أبي مسهر.
قال أبو زرعة: وقد كان لمصعب بن الزبير بقاء إلى سنة سبعين، وافى سنة سبعين حاجاً.
حدثنا الحميدي عن ابن عيينة، أنه سمعه يذكر عن عمرو بن دينار، أنه رأى مصعب بن الزبير حاجاً في سنة سبعين.
قال أبو زرعة: وكان قتله بعد ذلك بيسير.
قال أبو زرعة: وكان مقدم ابن شهاب دمشق زمن مصعب، وعبد الملك يومئذ مشغول بشأنه حدثنيه أحمد بن صالح عن عنبسة بن خالد عن يونس عن ابن شهاب.
قال أبو زرعة: فدلنا حديث ابن شهاب هذا: أن مقدمه دمشق قبل رحيل عبد الملك إلى مصعب، وهذا دليل على سنه.
وقد حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم، وأحمد بن صالح: أن مولد ابن شهاب سنة خمسين من التاريخ.
قال أبو زرعة: وذكر أحمد أن عنبسة حدثه عن يونس عن ابن شهاب أنه وفد إلى مروان.
قال أبو زرعة: فأما حميد بن عبد الرحمن بن عوف فقد حدثني أحمد بن صالح عن عنبسة عن يونس عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أنه رأى عثمان بن عفان يفطر بعد الصلاة.
وحدثني من سأل أبا مسهر عن وفاة عبد الرحمن بن غنم الأشعري، فقال: في إمرة عبد الملك.
قال أبو زرعة: وأدركها من القدماء: أبو عبد الله الصنابحي، كما حدثني محمد بن أبي أسامة عن ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن عبادة بن نسي، أنه رأى أبا عبد الله الصنابحي جالساً مع عبد الملك على السرير.
قال أبو زرعة: وسألت عبيد الله بن النضر، يسأل أبا مسهر عن وفاة أبي إدريس الخولاني، فسأله، فقال: لم نجد له بعد عبد الملك ذكراً.
قال أبو زرعة: وقد سمعت أبا مسهر يذكر أنه سمع سعيد بن عبد العزيز: أن عبد الملك بن مروان عزل أبا إدريس عن القصص وأقره على القضاء.
قال أبو زرعة: وممن أدرك إمرة عبد الملك، والوليد جميعاً: فجبير بن نفير، فيما ذكر حيوة بن شريح عن بقية عن صفوان عن أبي الزاهرية قال: جبير بن نفير، وفد في أيام الوليد.
وحدثني عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل عن جده إبراهيم بن أبي شيبان قال: سمعت إسماعيل بن عبيد الله قال: لما حضرت أبي الوفاة جمع بنيه فقال: يا بني عليكم بتقوى الله، وعليكم بالقرآن، فتعاهدوه وعليكم بالصدق، حتى لو قتل أحدكم قتيلاً، ثم سئل عنه، أقر به، والله ما كذبت كذبة منذ قرأت القرآن، وعليكم بسلامة الصدور لعامة المسلمين، فوالله، لقد رأيتني، وإني لأبرح من بابي، فما ألقى مسلماً، إلا والذي في نفسي له، كالذي في نفسي لنفسي، أفتروني أحب لنفسي إلا خيراً ؟.
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل قال: حدثنا إبراهيم بن أبي شيبان عن عمه - داود بن نافع - قال: عدت عبيد الله بن أبي المهاجر، وابن أبي زكريا، فقال له بعض القوم: أبشر يا أبا الوليد فقال: ما استعفيت الله من شكو أصابني منذ عقلت، ولا لقيت أحداً إلا بالذي في نفسي.
حدثني سليمان بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن بشير عن محمد بن إسحاق عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: سألت سعيد بن عبد الرحمن بن حسان: ابن كم كان حسان مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ؟ قال: ابن ستين سنة. قال: وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وهو ابن ثنتين أو ثلاث وخمسين.
حدثنا أبو مسهر قال: حدثني إسماعيل بن عبد الله بن سماعة قال: أخبرنا الأوزاعي قال: حدثني أبو عبيد قال: حدثني عقبة بن وساج قال: حدثني أنس بن مالك قال: قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أسن أصحابه أبو بكر.
حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني: قال جرير عن مغيرة عن قثم قال: قيل للعباس: أنت أكبر أو رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: هو أكبر مني، وأنا ولدت قبله.
قال محمد بن أبي عمر عن سفيان عن عمرو عن ابن شهاب قال: قال عمر للناس هذه السنة توفي لي أربعاً وخمسين، وإنما أتاني هذا الشيب من قبل أخوالي بني المغيرة، فقتل في تلك السنة.
قال أبو زرعة: لا نعلم أحداً قال هذا ! غير هذا الرجل، وهو يختلف فيه والمجمع عليه، أنه قتل وهو ابن ثلاث وستين.
قال ابن أبي عمر عن سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قتل علي بن أبي طالب رحمة الله عليه، وهو ابن ثمان وخمسين سنة، ومات لها حسن، وقتل لها حسين، ومات علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: قال جعفر: سمعت أبي يقول لعمته فاطمة بنت حسين أم عبد الله بن حسن: هذه السنة توفي لي ثماني وخمسين.
حدثني أحمد بن صالح عن عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن أنس قال: لم يكن فيهم أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي.
حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي جحيفة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان الحسن بن علي يشبهه.
فحدثني سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان عن سالم بن أبي حفصة عن أبي حازم: أن سعيد بن العاص - وهو أمير المدينة - صلى على الحسن، قدمه الحسين، وقال: لولا أنها سنة، ما قدمت.
حدثني محمود بن خالد قال: حدثنا مروان بن محمد قال: حدثنا سليمان بن بلال قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: أشبه عبد الله بن عمر أباه عمر بن الخطاب، وأشبه سالم أباه عبد الله بن عمر.
حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: حدثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين لم يحج، فخرج حتى جاز الحليفة. ولدت أسماء ابنة عميس محمد بن أبي بكر، بها.
قال أبو زرعة: فمولده في سنة عشر من التاريخ، وقتل بمصر في خلافة معاوية، في حياة عائشة، وعبد الرحمن بن أبي بكر.
ثم توفي عبد الرحمن بن أبي بكر بعد منصرف معاوية من المدينة، في قدمته التي قدم فيها لأخذ البيعة من عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر.
ثم توفيت عائشة بعد ذلك بسنتين، سنة سبع وخمسين من التاريخ.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا المؤمل بن إسماعيل عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: أول من جمع الناس في الحج: أبو بكر سنة تسع، وحج النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر.
حدثنا سعيد بن سليمان قال: حدثنا عباد بن العوام قال: حدثنا سفيان بن حسين عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر، وبعث علياً، فلحق أبا بكر فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره على الموسم.
حدثني الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر فيمن يؤذن يوم النحر بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: حدثني سعيد بن المسيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر من الجعرانة بعدما فرغ من غزوة حنين والطائف، فاعتمر في ذي القعدة من الجعرانة، ثم قفل حتى قدم المدينة، فأمر أبا بكر من المدينة على تلك الحجة، وأمره أن يؤذن ببراءة.
فحدثني سعيد بن سليمان قال: حدثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين قال: فحدثني إياس بن معاوية عن عكرمة بن خالد المخزومي: أن أبا بكر حج في ذي القعدة، فلما كان العام المقبل حج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي الحجة.
حدثنا يحيى بن صالح قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن قال: حدثني عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر: عمرة الحديبية، وعمرةً من قابل، والثالثة من الجعرانة، والرابعة من حجته.
قال أبو زرعة: فكأن عمرته بالحديبية كانت سنة ست، والتي بعدها سنة سبع، والعمرة التي من الجعرانة في ذي القعدة سنة تسع، والرابعة سنة عشر من التاريخ.
حدثنا الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: أخبرنا أنس بن مالك: أن عثمان بن عفان أمر زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوا المصاحف، وقال: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن نزل بلسانهم، ففعلوا حتى كتبوا المصاحف.
وحدثني أحمد بن شبويه قال: حدثني سليمان بن صالح قال: حدثني عبد الله بن المبارك عن يونس عن الزهري قال: كان مروان بن الحكم، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، ممن خرج نحو البصرة للطلب بدم عثمان.
قال الزهري: واعتزل الأحنف.
فحدثني أحمد بن شبويه قال: حدثني سليمان بن صالح قال: حدثني عبد الله بن المبارك عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه سمع عائشة تذكر عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قالت: كان رجلاً سرياً، له من صلبه اثنا عشر رجلاً.
قال أبو زرعة: وممن يحدث عنه الزهري، من ولد عبد الرحمن: أبو بكر، ومحمد، وعكرمة بنو عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
وولد أبي بكر بن عبد الرحمن - ممن حدث عنه ابن شهاب - : عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد الله بن أبي بكر، حديث أمية بن خالد.
قال أبو زرعة: حدثناه عبيد بن حبان، وغيره، قال: أخبرنا الليث بن سعد عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن أمية بن خالد عن ابن عمر قال: إنما نفعل كما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.
قال أبو زرعة: وعبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الرحمن، حدث عنه: عمرو بن دينار.
والحارث بن أبي بكر يحدث عنه يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه: أنه كان مع مروان إذ سأل أم معقل عن العمرة في رمضان.
وعمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن يحدث عنه المقبري، وابن أبي ذئب.
وحدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا سليمان بن صالح قال: حدثني عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر قال: قدمت على معاوية، فرفعت إليه حوائجي، فقضاها، قلت: لم تترك لي حاجة إلا قضيتها، إلا واحدة، فأصدرها مصدرها. قال: وما هي ؟ قلت: من ترى لهذا الأمر بعدك ؟ قال: وفيم أنت من ذاك ؟ قلت: ولم يا أمير المؤمنين ؟ والله إني لقريب القرابة، واد الصدر، عظيم الشرف قال: فوالى بين أربعة من بني عبد مناف ثم قال: أما كرمة قريش: فسعيد بن العاص، وأما فتاها، حياءً وحلماً وسخاءً فابن عامر، وأما الحسن بن علي فسيد كريم، وأما القارىء لكتاب الله، الفقيه في دين الله، الشديد في حدود الله مروان بن الحكم، وأما عبد الله بن عمر فرجل نفسه، وأما الذي يرد ورود كذا، ويروغ رواغ الثعلب، فعبد الله بن الزبير.
حدثنا أبو مسهر، عبد الأعلى بن مسهر الغساني قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن أبي عبد الله الأيلي: أن هاشماً وعبد شمس هلكا بغزة، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم تبوكاً، أتاه قس غزة بميراث هاشم وعبد شمس، فدفع ميراث هاشم إلى العباس بن عبد المطلب. فقسمه على كبراء بني هاشم ودفع ميراث عبد شمس إلى أبي سفيان بن حرب، فقسمه على كبراء بني عبد شمس.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن ضمرة: أن قبر عبادة بن الصامت ببيت المقدس، وبها قبر عامر بن عبد قيس.
قال أبو زرعة: ورأيت أهل العلم ببلدنا يذكرون: أن بمقبرة دمشق من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلال بن رباح مولى أبي بكر، وسهل بن الحنظلية، وأبو الدرداء.
وحدثنا أبو مسهر عن يحيى بن حمزة عن عروة بن رويم: أن أبا عبيدة بن الجراح توفي بفحل.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن ضمرة: أن معاذ بن جبل توفي بقصير خالد.
قال أبو زرعة: وفحل، وقصير خالد جميعاً من أرض الأردن بالشام.
حدثنا أبو مسهر قال: أخبرنا مالك: أن سعد بن أبي وقاص. وسعيد بن زيد هلكا بالعقيق.
قال أبو زرعة: وسأل محمود بن إبراهيم عبد الرحمن بن إبراهيم عن موت خالد بن الوليد، فقال: بالمدينة.
قال أبو زرعة: ومات عمرو بن العاص بمصر في يوم عيد، وصلى عليه ابنه عبد الله بن عمرو، كما حدثني عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب قال: حدثني ربيعة بن لقيط: أن عبد الله لما تقدم ليصلي عليه قال: والله ما أحب أن لي بأبي أبا رجل من العرب، وما أحب أن الله يعلم أن عيني دمعت عليه فزعاً، وأن لي حمر النعم، ثم كبر.
قال أبو زرعة: وأجمع أهل العلم أن طلحة والزبير دفنا بالبصرة، فأخبرني بذلك - من مشهدهما الجمل، وقتلهما - أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح عن ابن المبارك عن يونس عن ابن شهاب.
وحدثني سليمان بن عبد الرحمن أنه سمع ابن عيينة يذكر عن الوليد بن كثير: أن الحسن بن علي توفي بالمدينة.
وسمعت أبا مسهر يذكر أن معاوية توفي - يعني بدمشق - سنة ستين، وصلى عليه الضحاك بن قيس.
وسمعت أبا مسهر يقول: توفي مروان بن الحكم بدمشق، وعبد الملك، والوليد بن عبد الملك.
وحدثني بعض أهل العلم: أن مالك بن هبيرة توفي في أيام مروان ببيت راس، وبيت راس هذه قرية من قرى الشام.
حدثنا علي بن عياش قال: حدثنا حريز بن عثمان قال: حدثني شرحبيل بن شفعة قال: كنا بانطرطوس، ومالك بن هبيرة وال على الجند، وكانت فيه شدة على الجند، فاشتد بقوله، وهو على المنبر، فقال عمير بن عمي كرب اليحصبي: أيها الرجل، إن كنت تريد رياضتنا فقد ذللت، وإن كان هذا منك خلقاً، فلا صبر عليه.
قال أبو زرعة: ومالك بن هبيرة له صحبة، وكان ذا موقع في قومه، وهو رجل من السكون.
قال أبو زرعة: وحضرت مجلساً في المسجد الجامع بدمشق، حضره عبد الرحمن بن إبراهيم، وعبد الله بن ذكوان، ومحمود بن خالد، فسأل محمود بن خالد عبد الرحمن بن إبراهيم عن سن عثمان بن عفان، فسألني عبد الرحمن عن ذلك، فقال لي: أيش عندك فيه ؟ قلت: قد جاز الثمانين. فقال: سنه سن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له محمود: فمعاوية ؟ قال: ابن سبع وسبعين سنة، اجتمعوا عام الجماعة، ومعهم جرير البجلي - يعني سنة أربعين - فقال لهم معاوية: أنا ابن سبع وخمسين. هذا عام الجماعة، وهي سنة أربعين.
وتوفي معاوية سنة ستين.
قال أبو زرعة: وناظرت عبد الرحمن بن إبراهيم، قلت: أرأيت الطبقة التي أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تره، وأدركت أبا بكر وعمر، ومن بعدهما، من أهل الشام، من المقدم منهما، الصنابحي أو عبد الرحمن بن غنم ؟ قال: ابن غنم المقدم عندي، وهو رجل أهل الشام.
ورآه مقدماً لمكانه من أمير المؤمنين، وحديثه عن عثمان ومعاوية، وابنه، وعبد الملك. قلت: ولا تقدم عليهم الصنابحي لقول عبادة فيه ما قال: ولفضله في نفسه ؟ قال: المقدم عليهم عبد الرحمن بن غنم الأشعري.
قلت له: فأي الرجلين عندك أعلم: جبير بن نفير الحضرمي أو أبو إدريس الخولاني ؟ قال: أبو إدريس عندي المقدم، ورفع من شأن جبير لإسناده، وأحاديثه ثم ذكر أبا إدريس فقال: له من الحديث ما له، ومن اللقاء، واستعمال عبد الملك إياه على القضاء بدمشق.
قلت: فمن يكون معه من أصحابنا في طبقتهم ؟ فقال: كثير بن مرة، فذاكرته سنه، ومناظرة أبي الدرداء إياه في القراءة خلف الإمام، وقول عوف فيه: أرجو أن تكون يا كثير رجلاً صالحاً، فرآه معهما في طبقتهما.
آخر الثالث عشر، ويتلوه أول الرابع عشر من فروع ابن راشد وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
التاسع من التاريخ
بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: قلت - يعني لعبد الرحمن بن إبراهيم - : فمن يوازي عندك خالد بن معدان، في مذهبه، وعلمه ؟ فذكر: ابن أبي عوف وراشد بن سعد.
قلت له: إن الوليد بن عبد الملك كتب يحمل القضاة على قول خالد، قلت له: فنجعله مع عبد الله بن محيريز، طبقة ؟ قال: ابن محيريز المقدم عليه كثيراً !؟ كان الأوزاعي لا يذكر خمسة من السلف إلا ذكر فيهم ابن محيريز، ورفع من ذكره، وفضله.
قلت: فيكون مع ابن محيريز في طبقة ابن الديلمي، وهانىء ابن كلثوم، وابنا أبي سودة: عثمان وزياد، قال: هو أرفع منهم، وهم من رواته.
قال أبو زرعة: ورأيته أجل أهل الشام عنده، بعد أبي إدريس، وأهل طبقته، وهو من قريش، من بني جمح، من أنفسهم، يكنى: أبا محيريز، من رهط أبي محذورة، وأبو محذورة من أنفس بني جمح.
وذكر يزيد بن الأسود، فقدمه، وفضله، وذكر استسقاء الضحاك به بدمشق.
قلت له: فقد حدثنا الحكم بن نافع عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر: أن الناس قحطوا بدمشق، فخرج معاوية يستسقي بيزيد بن الأسود، فعرفه، وقبله، وقال: وجه ذلك أنه فعله في إمرة معاوية، وفعله في إمرة الضحاك.
وحدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز: أن الضحاك بن قيس خرج يستسقي، فقال ليزيد بن الأسود: قم يا بكاء.
وسمعت أبا مسهر يذكر عن سعيد بن عبد العزيز: أن عبد الملك لما رحل إلى مصعب، رحل معه بيزيد بن الأسود، فلما التقوا، قال: اللهم احجز بين هذين الجبلين، وول الأمر أحبهما إليك. قال: فظفر عبد الملك.
حدثني أبو اليمان قال: حدثنا صفوان بن عمرو عن أبي سفيان محمد بن زياد الألهاني: أن غضيف بن الحارث حضر موت عبد الله بن عايذ الثمالي.
فحدثني يزيد بن عبد ربه أن بقية حدثهم عن صفوان بن عمرو: أن لعبد الله بن عايذ الثمالي صحبة.
وحدثني أبو اليمان قال: حدثنا صفوان بن عمرو: أن صالح بن شريح السكوني حضر موت غضيف بن الحارث.
قال أبو زرعة: فدلنا بذلك على بقاء صالح بن شريح السكوني - يروي عن أبي عبيدة بن الجراح - إلى توسط إمرة عبد الملك.
فحدثني أبو اليمان أن صفوان بن عمرو حدثه: أن غضيف بن الحارث يكنى: أبا أسماء الثمالي.
وأخبرني أبو اليمان عن صفوان بن عمرو: أن غضيف بن الحارث كان يتولى لهم صلاة الجمعة بحمص، إذا غاب خالد بن يزيد أو مرض. ذكره صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر.
وحدثني الوليد بن عتبة قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: أخبرني حريز بن عثمان على حبيب بن عبيد: أن عبد الملك سأل غضيف بن الحارث الثمالي أن يرفع يديه على المنبر، فقال: أما أنا فلا أجيبك إليها.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم، وأبي قالا: حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال: أمر عبد الملك أبا إدريس أن يرفع يديه، فأبى، فعزله عن القصص.
حدثنا الخطاب بن عثمان الفوزي قال: حدثنا محمد بن عمر الطائي قال: ذكروا كبر ثابت بن سعد الطائي، فقال: كان في صفين رجلاً له أولاد.
حدثني الفوزي قال: سأل عبد الملك بن مروان، ثابت بن سعد: أي يوم رأيته أشد ؟ قال: رأيتنا يوم صفين، والأسنة في صدور هؤلاء وهؤلاء حتى لو أشاء أن يمشى عليها، لمشي.
قال أبو زرعة: وثابت بن سعد من شيوخ أهل الشام، يحدث عن معاوية بن أبي سفيان، وغيره من الكبراء، أخبرني بذلك سليمان بن عبد الرحمن عن محمد بن عمر الطائي.
قال أبو زرعة: ومحمد بن عمر الطائي من صالح شيوخنا، روى عنه المشيخة، وهو عندهم في عداد ثقاتهم، يحدثنا عنه: يحيى بن صالح، وسليمان بن عبد الرحمن والفوزي، ويحدث عنه من الأكابر بقية بن الوليد.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: أخبرني الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال: صحبت يحيى بن أبي المطاع إلى زيزاء، فلم يزل يقرأ بنا في صلاة العشاء، وصلاة الصبح في الركعة الأولى ب - " قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَد " وفي الركعة الثانية ب - " قُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ الْفَلَق " ، و " قُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ النَّاسِ " .
قال أبو زرعة: فقلت لعبد الرحمن بن إبراهيم تعجباً لقرب يحيى بن أبي المطاع، وما يحدث عنه عبد الله بن العلاء بن زبر أنه سمع من العرباض، فقال: أنا من أنكر الناس لهذا، وقد سمعت ما قال الوليد بن سليمان.
قال عبد الرحمن بن إبراهيم: قال محمد بن شعيب: قال الوليد بن سليمان: فحدثت أيوب بن أبي عائشة بهذا، فأخبرني أنه صحب عبد الله بن أبي زكريا إلى بيت المقدس، فكان يقرأ في صلاة العشاء ب - " قل هو اللّه أحد " وفي الركعة الثانية بالمعوذتين.
فكانت هذه أيضاً أدل، إذ يحكيها الوليد بن سلمان عن يحيى بن أبي المطاع لأيوب بن أبي عائشة فيحدثه بمثلها عن ابن أبي زكريا، أكثر دليلاً على قرب عهد يحيى بن أبي المطاع، وبعدما يحدث به عبد الله بن العلاء عنه، من لقيه العرباض.
والعرباض قديم الموت، روى عنه الأكابر: عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وجبير بن نفير، وهذه الطبقة.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثني محمد بن شعيب قال: حدثني أبو المغيرة عمرو بن شراحيل العنسي قال: أتينا بيروت أنا وعمير بن هانىء العنسي، فإذا برجل عليه الناس في المسجد، وإذا عليه قميص كرابيس إلى نصف ساقيه، وعمامة، وقلنسوة صغيرة، وثياب رثة، يقال له: حيان بن وبرة المري فقلت لعمير: أمن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا؟ قال: لا، ولكن كان صاحباً لأبي بكر الصديق.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: حدثني عثمان بن مسلم الدمشقي أنه سمع بلال بن سعد، وكان سعد قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح رأسه، ودعا له.
قال أبو زرعة: وهو من السكون، نسبه: سعد بن تميم القاري، كان يؤم الجماعة بدمشق، له بالشام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثان حسنا المخرج.
وبلال بن سعد أحد العلماء في خلافة هشام، وأخبرني بعض ولده أنه توفي في خلافة هشام وكان قاصاً، حسن القصص، يحدث عنه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز، وابن جابر، وغيرهم من أجلة أهل العلم.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا ابن شعيب عن يزيد بن أبي مريم أنه سمعه يقول: صلى بنا الوليد بن هشام الظهر عند ميل النهار أو عند نصفه، فلما انصرف، قال شيخ - كنت عن يمينه - يقال له: عبادة بن أوفى النميري - من أصحاب عمرو بن عبسة: لو كان أبرد عن الصلاة شيئاً، فإنه كان يقول: أبردوا عن الصلاة، فإن حرها من فيح جهنم.
حدثني عبد الله بن ذكوان قال: حدثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن الحسن بن جابر قال: سألت أبا أمامة عن كتاب العلم، فلم ير به بأساً.
حدثني عقبة بن مكرم قال: حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله عن شعبة عن الحكم عن الربيع بن عميلة.
قال شعبة: قلت للحكم: سمعته ؟ قال: لا، حدثنا عنه هلال بن يساف، وأصحابنا.
حدثني عقبة قال: حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن محمد بن زياد قال: رأيت على أبي هريرة مطرف خز.
حدثني الفضل بن سهل قال: حدثنا محمد بن عبيد قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت على الأسود بن يزيد عمامة سوداء.
حدثني الفضل بن سهل قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا رباح بن أبي معروف عن المغيرة بن حكيم قال: قلت لعبد الله بن سعدك هل شهدت بدراً ؟ قال: نعم، والعقبة مع أبي، رديفاً.
قال أبو زرعة: وهذا غير عبد الله بن سعد، عم حرام بن حكيم، هذا عبد الله بن سعد بن خيثمة. هما اثنان، لهما صحبة.
وأما المغيرة بن حكيم الصنعاني: فشيخ قديم، سمع من أبي هريرة وحدث عنه نافع مولى ابن عمر، وكتب إليه عمر بن عبد العزيز: أطع المغيرة بن حكيم.
كما حدثنيه محمد بن أبي أسامة عن ضمرة عن الثوري عن عبيد الله بن عمر عن نافع.
وقد تحدث المغيرة بن حكيم مع سنه هذه ولقائه القديم عن سعيد بن المسيب.
قال أبو زرعة: سمعته من أبي نعيم عن سفيان عن إسماعيل بن أمية عن المغيرة بن حكيم قال: سألت سعيد بن المسيب عن النوم في المسجد، فقال: أين كان أصحاب الصفة ينامون !؟.
وحدثني يحيى بن صالح قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد قال: حدثني الحارث بن عبد الرحمن قال: سألت سليمان بن يسار عن النوم في المسجد، فذكر نحوه.
قال أبو زرعة: قلت لسوار القاضي: متى ولي جدك القضاء بالبصرة ؟ قال: ولاه أبو جعفر سنة ثمان وثلاثين ومائة، وتوفي سنة ست وخمسين ومائة، وهو يومئذ أمير البصرة وقاضيها.
قال أبو زرعة وذكرت لسوار حديث أبيه عبد الله بن سوار عن جده سوار القاضي أنه قال لأبي جعفر - أمير المؤمنين - في مقدمه البصرة: لا تخالف أمر جدك ابن عباس قال: وما هو ؟ - أراد: لا يجرك أهل البصرة عن أمر كانوا عليه في أرضهم، إذ بلغه أنه أراد أن يردها إلى الخراج بعد أن كانت تؤدي العشر - قال: فقال له أبو جعفر: لا تسألني عن أرض صدقها هشام بن عبد الملك. قال: فكف أبو جعفر - أمير المؤمنين - عما كان هم به من ذلك لما حدثه سوار.
فعرفه سوار لي، لما ذكرته له من حديث جده، وزاد فيه: أن أبا جعفر أطلق لهم برأي جده أنهاراً من أنهارهم، وأموراً من أمورهم.
حدثني مكرم بن محرز الكعبي قال: اسم أبي معبد الكعبي: أكتم بن أبي الجون واسم أم معبد: عاتكة ابنة خالد.
قال أبو زرعة: وهي أخت حبيش بن خالد.
ومن ولد حبيش بن خالد الكعبي: هشام بن حرام بن حبيش بن خالد.
حدثنا الحسن بن الصباح قال: حدثنا خلف بن تميم قال: سمعت الثوري يقول - وقد كثر الناس - : لقد خشيت أن تكون الأمة قد ضاعت حين احتيج إلي.
حدثنا عقبة بن مكرم قال: حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال: سمعت عمر بن عطاء قال: رأيت الحسين بن علي يصبغ بالوسمة، أما هو فكان ابن ستين وكان رأسه ولحيته شديدي السواد.
حدثنا عبيد بن حبان قال: حدثنا عطاف بن خالد قال: رأيت علي بن عبد الله - يعني ابن عباس - أسود الرأس واللحية.
حدثنا الحسن بن الصباح قال: حدثنا أبو قطن عن أبي خلدة عن أبي العالية قال: كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رضينا حتى رحلنا إليهم، فسمعناها من أفواههم.
حدثنا محمد بن المغيرة المخزومي قال: حدثنا معن عن ابن أخي الزهري قال: أجاب الزهري بعض خلفاء بني مروان في الخنثى، فقال الشاعر عند قضائه بذلك: من الكامل
ومهمّةٍ أعيى القضاة عياؤها ... تذر الحليم يشكّ شكّ الجاهل
عجّلت قبل حنيذها بشوائها ... وأبنت مفظعها بحكمٍ فاصل
فتركتها بعد العماية سنّةً ... للمقتدين، وللإمام العادل
حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا ابن ريان الدمشقي عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: قال عون بن عبد الله: نظرنا فيما روى عبد الله بن مسعود، فوجدناه خمسة وأربعين حديثاً.
وقال لي أحمد بن صالح، من بعد قوله في مولد الزهري: إني لم أسمع للزهري بسن أعرفها.
قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم: من أخبرك أن الزهري ولد سنة خمسين ؟ قال: بعض الزهريين.
حدثنا أحمد بن صالح عن عبد الرزاق عن معمر قال: قيل للزهري: من أعلم مكحول أو قتادة ؟ قال: قتادة.
حدثني يزيد بن عبد ربه قال: حدثنا محمد بن حرب قال: حدثني الزبيدي عن الزهري قال: قلت لعروة: إن أخاك يوم كسفت الشمس بالمدينة لم يزد على ركعتين، مثل صلاة الصبح. قال: أخطأ السنة.
فحدثني سليمان بن عبد الرحمن أنه سمع ابن عيينة عن الزهري قال: قال عروة: لا تقل كسفت الشمس، ولكن خسفت.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن نمر عن الزهري قال: أخبرني عنبسة: أنه رأى مروان يصلي في جبة ومعجرة، قال: وكان عروة يصلي في القميص والرداء.
حدثني سليمان بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن إبراهيم قالا: حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن نمر عن الزهري قال: حدثني حرملة مولى أسامة بن زيد قال: دخل الحجاج بن أيمن بن أم أيمن المسجد، فرآه عبد الله بن عمر فقال: من هذا ؟ فقلت: هذا الحجاج بن أيمن بن أم أيمن، فقال: لو رأى هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأحبه.
حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا ابن المبارك عن معمر عن قتادة قال: كسفت الشمس بعد العصر، فسأل سليمان بن هشام، الزهري، فقال، يستقبلون القبلة، ويدعون، ولا يصلون، قال: فذكرته لعطاء فحسنه.
قال معمر: فسألت الزهري، فقال: كذلك كانوا يفعلون.
حدثنا نوح بن حبيب قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: أقمت عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام، فقال: قم يا أعمى، فقد أنزقتني.
أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري أنه حضر عشاء الوليد بن عبد الملك، فحدث عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه، وحدث علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل طعاماً مما مست النار، فصلى ولم يتوضأ.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا فليح بن سليمان قال: سألت الزهري عن الوضوء مما مست النار، فقلنا له: إن ها هنا شيخاً من قريش، يقال له: عبد الله بن محمد بن عقيل يحدث عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل طعاماً مما مست النار فصلى ولم يتوضأ.
فقال الزهري: هذا تريدون: حدثني علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه وجعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل طعاماً مما مست النار، فصلى ولم يتوضأ.
فحدثنا علي بن عياش أنه سمع شعيب بن أبي حمزة قال: مشيت بين الزهري ومحمد بن المنكدر في الوضوء مما مست النار، فرجع ابن المنكدر إلى قول الزهري.
فحدثني الوليد بن عتبة عن أبي صالح عن الليث عن يونس قال: قال لي الزهري: أطعني وتوضأ مما مست النار، قلت: لا أطيعك، وأدع سعيد بن المسيب.
حدثني محمد بن سعيد بن الأصبهاني قال: أخبرنا يحيى بن يمان عن هشام بن عروة قال: رأيت ابن عمر، له جبة إلى منكبيه.
حدثنا محمد بن سعيد قال: حدثني يحيى بن يمان عن عمار بن زريق عن عمير بن بشير عن رجل من بني زبيد قال: سألت امرأة ابن عمر عن مسألة فقال: إئت ابن عباس، فإنه أعلم الناس بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الله بن سيف: قالت عائشة: من ولي الموسم ؟ قالوا: ابن عباس. قالت: هو أعلم الناس بالحج.
حدثنا محمد بن سعيد قال: أخبرنا عبد السلام عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت للشعبي: إن الحكم يكره إذا كان للرجل على الرجل دين أن يحط عنه، ويتعجل. وكان إبراهيم لا يرى به بأساً فقال الشعبي: أصاب الحكم، وأخطأ إبراهيم.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر قال: سمعت علقمة يقرأ: الحي القيام، قلت: أنت سمعته ؟ قال: لا أدري.
حدثنا الحكم بن نافع قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: قال طاوس: قلت لابن عباس: ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اغتسلوا يوم الجمعة، واغسلوا رؤوسكم، وإن لم تكونوا جنباً، وأصيبوا من الطيب. فقال ابن عباس: أما الغسل فنعم، وأما الطيب فلا أدري.
حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي أمامة بن سهل قال: أول من صلى الضحى، رجل من الأنصار، يقال له: ذو الزوائد.
قال أبو زرعة: ونرى هذا الحديث محققاً لحديث سليم بن مطير.
قال أبو زرعة: واسم أبي أمامة بن سهل: أسعد بن سهل، وأمه ابنة أسعد بن زرارة، وعثمان، وسعد، وعبد الله أخوة أبي أمامة بن سهل. عن أحمد بن حنبل.
قال أبو زرعة: وقال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: ومن ولد كعب بن مالك: عبيد الله، وعبد الله، وعبد الرحمن، وفضالة، ووهب، ومعبد.
حدثني أحمد بن صالح عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن عبد الله بن كعب. وكان قائد كعب - من بنيه - حين عمي.
قال أبو زرعة: وقد حدث ابن شهاب عن بشير بن عبد الرحمن بن كعب.
سمعته من أبي اليمان عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري.
قال أبو زرعة: وأبو صالح - مولى أم سلمة الذي يحدث عنها في كراهية نفخ التراب في السجود - اسمه: زاذان.
وحدثه، فيما حدثنيه دحيم عن الفزاري عن مغيرة السراج.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن العباس بن سهل أنه أخبره أنه أدرك الناس في زمن عثمان يضعون أيديهم على الثياب، يتقون بها حر الحصا.
حدثني محمد بن العلاء قال: حدثنا يونس بن بكير عن طلحة بن يحيى قال: رأيت على عبد الله بن جعفر بن أبي طالب خاتماً في يمينه، في الخنصر فصه على ظهرها.
ورأيت أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يصلي، وهو محتب ويخفق برأسه من النعاس، ثم يقوم فيصلي.
حدثني محمد بن العلاء قال: حدثنا يحيى بن يمان عن أشعث عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير: كنت لأكتب عند ابن عباس حتى أملأ ألواحي، ثم أملأ نعلي.
حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثنا نافع بن يزيد عن أبي عقيل أنه سمع سعيد بن المسيب: أنه كان قاعداً هو وعروة بن الزبير، وإبراهيم بن محمد بن طلحة، فقال سعيد بن المسيب: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: صلاة الوسطى هي صلاة العصر، فمر بنا عبد الله بن عمر، فقال عروة: أرسلوا إلى ابن عمر فسلوه، قال: فأرسلنا إليه غلاماً فسأله، فجاءنا الرسول فقال: هي صلاة الظهر فشككنا في قول الغلام، فقمنا جميعاً فسألناه، فقال: هي الظهر.
قال أبو زرعة: في هذا الحديث رواية سعيد بن المسيب عن عروة، وتثبيت وإيثار للمشاهدة.
حدثني عبد الله بن ذكوان قال: حدثنا إسحاق المسيبي أنه سمع نافع بن أبي نعيم يقول: أخذت القراءة عن أبي جعفر القاري، وعبد الرحمن الأعرج، وشيبة بن نصلي، ومسلم بن جندب.
فحدثني خالد بن خلي القاضي قال: حدثنا محمد بن حرب قال: حدثنا الأوزاعي عن ابن حرملة قال: كان مسلم بن جندب قاصاً لأهل المدينة.
قال أبو زرعة: روى عنه من الأجلة: زيد بن أسلم ويحيى بن أبي كثير.
حدثني أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني قال: حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي سلمة بن عبد الرحم قال: حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسخ ومنسوخ.
حدثنا أحمد بن خالد الوهبي قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: قال الزهري: كان القوم يرون أن الآخر من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الناسخ للأول.
حدثا محمد بن أبي أسامة عن ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن أبي رزين اللخمي قال: سمعت الزهري يقول: أعيى الفقهاء، وأعجزهم أن يعرفوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ناسخه ومنسوخه.
حدثني محمد بن المبارك قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري قال: أمروا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما جاءت.
حدثنا يزيد بن عبد ربه قال: حدثنا بقية قال: حدثنا الأوزاعي قال: كان الزهري ومكحول يقولان: أمروا الأحاديث كما جاءت.
حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثتني فاطمة ابنة المنذر، قالت: كنا في حجر جدتنا أسماء ابنة أبي بكر.
قال أبو زرعة: وسمعت أبا نعيم يسمي أبا عاصم الغطفاني: علي بن عبيد الله.
وعرضت على عبد الرحمن بن إبراهيم الحديث الذي حدثناه نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن ابن زكريا عن رجاء بن حيوة عن النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا تكلم الله عز وجل بالوحي، أخذت السموات منه رجفة أو قال: رعدة شديدة.
فقال: لا أصل له.
فقلت له: فحديثه عن محمد بن شعيب عن مروان بن جناح عن ابن حلبس عن عبد الله بن بسر في معاوية ؟ فأنكر أن يكون عن عبد الله بن بسر، وقال: حدثنا محمد بن شعيب عن مروان بن جناح عن ابن حلبس فقط.
قلت له: فحديثه الذي حدثناه عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، أعظمها فتنةً على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم، فيحلون الحرام، ويحرمون الحلال.
فرده، وقال: هذا حديث صفوان بن عمرو، حديث معاوية.
قال أبو زرعة: قلت ليحيى بن معين في حديث نعيم هذا، وسألته عن صحته، فأنكره.
قلت: من أين يؤتى ؟ قال: شبه له.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن عبد الله بن يحيى المعافري عن حيوة عن بكر بن عمرو: أنه لم ير أبا أمامة - يعني ابن سهل - واضعاً إحدى يديه على الأخرى قط، ولا أحداً من أهل المدينة، حتى قدم الشام، فرأى الأوزاعي، وناساً يضعونه.
وحدثني محمود بن خالد قال: سمعت الوليد بن مسلم يقول: كان الأمر لا يتبين على الأوزاعي حتى يتكلم، فإذا تكلم جلى وملأ القلب.
وقال لي أحمد بن حنبل: كان سفيان رجلاً حافظاً - يعني الثوري - .
وذكر عن يحيى بن أبي بكير عن شعبة قال: ما حدثني سفيان عن إنسان بحديث، فسألته عنه، إلا كان كما حدثني.
حدثني الوليد بن عتبة قال: حدثنا عيسى بن خالد اليمامي قال: سمعت شعبة يقول: كان سعد بن إبراهيم يصوم الدهر، ويختم كل ليلة.
قال أبو زرعة: قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم: إن أبا مسهر حدثنا عن صدقة بن خالد عن ابن جابر: أن مسلمة بن عبد الملك أرسل إلى رجاء بن حيوة، وعدي بن عدي، ومكحول، وعمرو بن ميمون بن مهران، فسألهم، فهل يحتمل عمرو بن ميمون أن يسأل مع هؤلاء ؟ فأخبرني عن محمد بن شعيب عن الأوزاعي: أن عمر بن عبد العزيز سأل عمرو بن ميمون بن مهران. ولم يدفع عمراً عما ذكر عنه ابن جابر.
فحدثني معاوية قال: حدثني منصور بن أبي مزاحم قال: حدثنا أبو بكر بن نوفل بن الفرات العقيلي قال: قيل لميمون بن مهران: كيف ابنك عبد الأعلى ؟ قال: نعم الرجل، عمرو.
حدثني عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: تعد الآي في الصلاة ؟ قلت: لا. قال: وهو رأيي.
حدثني يحيى بن صالح قال: حدثنا الحكم بن عمر الرعيني قال: رأيت إسماعيل بن معدي كرب يضبب ثنيته بالذهب.
حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا حماد بن زيد قال: رأيت أبا التياح وثابت البناني قد ضببا أسنانهما بالذهب.
حدثنا عبد الغفار بن داود الحراني قال: حدثنا أبو الأشهب قال: حدثني حماد بن أبي سليمان قال: رأيت المغيرة بن عبد الله في مسجد الكوفة، قد شد أسنانه بالذهب.
فذكرته لإبراهيم فقال: لا بأس به.
حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا زياد بن الربيع اليحمدي: رأيت فم أبي حمزة مضبباً بالذهب.
حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن حبيب قال: سمعت ابن عمر يقول: يا أهل العراق، تأتونا بالمعضلات.
حدثني أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا الفريابي عن سفيان عن أبيه قال: رأيت إبراهيم يبكي، يقول احتيج إلي، احتيج إلي.
حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدثتنا أم داود الواشية، قالت: خاصمت إلى شريح، فكان شريح ليس له لحية.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا حنش بن الحارث قال: رأيت سلمة بن كهيل، وحكيم بن جبير يستبقان على أرجلهما، بطريق مكة.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مالك بن مغول قال: رأيت عبد الرحمن بن الأسود، ومعه ابنه، بمكة.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال: رأيت عبد الله بن أبي الهذيل، وأبا بردة، وعبد الرحمن بن الأسود، يصلون بعد العصر ركعتين يوم الجمعة.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال: سعيد بن وهب عريف قومه.
حدثنا أبو نعيم عن يونس عن أبي إسحاق قال: رأيت سعيد بن وهب.
حدثنا سعيد بن سليمان عن عباد بن العوام عن حصين قال: أدركت ذاك - يعني مقتل الحسين - ، قال: فحدثني سعد بن عبيدة قال: فرأيت الحسين، وعليه جبة برود، ورماه رجل يقال له عمرو بن خالد الطهوي بسهم، فنظرت إلى السهم معلقاً بجبته.
قال حصين: وحدثني سعد بن عبيدة قال: إنا لمستنقعون في الفرات مع عمر بن سعد إذ أتاه رجل فساره، فقال: قد بعث إليك ابن زياد حويزة بن بدر التميمي، وأمره - إن أنت لم تقاتل - أن يضرب عنقك. فخرج فوثب على فرسه ثم دعا بسلاحه، وهو على فرسه، ثم سار إليهم، فقاتلهم حتى قتلهم.
قال سعد بن عبيدة: وإني لأنظر إليهم، وإنهم لمائة رجل، أو قريب من مائة رجل، فيهم من صلب علي خمسة أو سبعة، وعشرة من الهاشميين، ورجل من بني سليم، حليف لهم، ورجل من بني كنانة، حليف لهم.
وقال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة عن جعفر بن محمد قال: قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين.
قال أبو نعيم: في يوم سبت، يوم عاشوراء.
قال أبو عبد الله، أحمد بن حنبل: سنة إحدى وستين.
حدثني عبد الرحمن بن يحيى بن حسان عن حماد بن زيد عن أيوب عن نافع: أن عمر بن عبد العزيز بعثه إلى أهل مصر يعلمهم السنن.
حدثنا محمد بن أبي أسامة عن ضمرة عن سفيان عن عبيد الله عن نافع قال: ولاّني عمر بن عبد العزيز صدقات اليمن.
حدثني عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث قال: حدثني يحيى بن سعيد عن أخيه عبد ربه بن سعيد: أن محمد بن هشام أتي بامرأة حملت من الزنا، وقد كانت تحت بعد، فأرسل إلى مكحول الدمشقي وعطاء بن أبي رباح، فسألهما عن ذلك، فقال مكحول: قد سمعت أنه يحصنها، ولست آمرك فيها بشيء وقال عطاء: لا يحصنها.
حدثني عبد الله بن ذكوان عن أيوب بن تميم القارىء قال: كبر يحيى بن الحارث - قال: - وكانت قراءة الجند على قراءة أبي عبد الملك القارىء، والإمام يحيى بن الحارث وعلى أبي عبد الملك قرأت، ثم أدركت يحيى بن الحارث حتى قرأت عليه. وكان يحيى يقف خلف الأئمة، لا يستطيع أن يؤم من الكبر، فكان يرد عليهم إذا غفلوا.
حدثني يزيد بن عبد ربه قال: حدثنا محمد بن حرب قال: حدثني أبو سلمة سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر: أن يزيد بن ميسرة سأل العباس بن الوليد أن يطرح عطاءه، ويكتبه في عيل وأنه باع ما كان له من شيء، وتصدق قه، حتى باع منزله الذي كان يسكنه.
حدثني محمد بن سعيد بن الأصبهاني قال: أخبرنا شريك عن يزيد بن أبي زياد: أن عبد الله بن الحارث كان يفقه.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن الحسن بن عمرو عن فضيل عن إبراهيم قال: ما كانوا يسألون إلا لحاجة.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا موسى بن علي قال: سمعت أبي يقول: أمسكت على فضالة بن عبيد القرآن حتى فرغ.
حدثنا محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال: كان عمر بن عبد العزيز ربما جلس إلى أبي الأعيس.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن شرحبيل بن حسنة قال: رأيت عثمان يأمر بتسوية القبور - قال: ومر بقبر، فقال: هذا قبر أم عمرو بنت عثمان، فأمر به فسوي.
حدثنا أحمد بن شبويه قال: حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة قال: جئت إلى أمي يوم قتل عثمان رحمة الله عليه، فقلت: يا أمه، قتل الرجل. فقالت: يا بني، اذهب فالعب مع الغلمان.
حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث بن سعد قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب عن ناعم بن أجيل الهمداني قال: أدركت الناس على عهد عثمان.
أخبرني الوليد بن عتبة عن الوليد بن مسم عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال: أدركت الناس على عهد عثمان.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال: سمعت عثمان بن عفان رحمة الله عليه يقول: إني أتوب إلى الله أني ظلمت، أو أني كنت ظلمت.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا أبو قحذم عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني قال: كنت شهداً ثمامة حين جاء قتل عثمان.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا حماد بن حميد عن الحسن قال: ما كانت المتعة إلا ثلاثة أيام، ما كان قبلها، ولا بعدها.
قال أبو زرعة: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حديث أبي بن عمارة ليس بمعروف الإسناد.
فأخبرني يحيى بن معين عن عمرو بن الربيع بن طارق بن يحيى بن أيوب: أن أبي بن عمارة صلى القبلتين.
قال أبو زرعة: فناظرت أبا عبد الله أحمد بن حنبل في حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسح فلم يقنع به.
قلت له: فحديث عطاء بن يسار عن ميمونة - حدثت به أبا عبد الله - أعني في المسح أيضاً؟ قال: ذاك من كتاب.
قال أبو زرعة: قلت لأبي عبد الله: أي شيء أذهب أهل المدينة في المسح أكثر من ثلاث، ويوم وليلة ؟ قال: لهم فيه أثر.
وقال لي أبو عبد الله أحمد بن حنبل: حديث خزيمة مما لعله أن يدل علي، يعني حجة لهم، قوله: ولو استزدته لزادني.
قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: فما وجه قوله: لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ؟ قال: فيه أحاديث ليست بذاك، وقال الله تبارك وتعالى: " يا أيُّها الَّذينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُم إلى الصَّلاة فَاغْسِلُوا وجُوْهَكُم وَأَيْديكُم إلى المرَافِقِ " . فلا أوجب عليه، وهذا التنزيل، ولم تثبت سنة.
قال أبو زرعة: قلت لأبي عبد الله: فما وجه قوله صلى الله عليه وسلم: ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن، قال: لا يكون القلب غليلاً، ثم قال لي: هذا يؤخذ من كلام العرب.
حدثني محمد بن أبي أسامة عن ضمرة عن السري بن يحيى قال: كنا مع الحسن، فأقبل هارون بن رئاب، فقال الحسن: ها هنا. فأدناه.
حدثنا محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: ما رأيت أحداً من أهل البصرة مثل هارون بن رئاب، كنت إذا رأيته، فكأنما أقلع عن البكاء.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال: حدث خيثمة أبا إسحاق، وأنا جالس.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا وإياكم كنا ندعى: بنو عبد مناف، وأنتم بنو عبد الله، ونحن بنو عبد مناف.
قال أبو نعيم: يعني لقوم النزال.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر عن ثابت بن عبيد قال: صليت خلف المغيرة بن شعبة، فقام في الركعتين، فلم يجلس.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر عن ثابت بن عبيد: أن زيد بن ثابت كبر على أمه أربعاً.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر عن ثابت بن عبيد قال: سمعت البراء يقول: نهي عن لحوم الحمر الأهلية.
حدثني سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن ثابت بن عبيد أنه رأى زيد بن ثابت محلل الأزرار.
حدثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر قال: حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله قال: لم يكن البر يعرف في عمر: ولا ابنه، حتى يقولا، أو يفعلا.
حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا معاذ بن عبد الله بن خبيب: أن أخاه عبد الله بن عبد الله بن خبيب كان رجلاً في زمان عمر قد مشى إليه، فأعطاه.
قال محمد بن إسحاق - في حديثه، قال - : معاذ بن عبد الله بن أنيس، يكنى: أبا يحيى.
حدثنا محمد بن المبارك قال: حدثنا ابن عياش عن أبي بكر بن أبي مريم قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى والي حمص أن مر لأهل الصلاح من بيت المال بما يغنيهم لئلا يشغلهم شاغل عن تلاوة القرآن، وما حملوا من الأحاديث.
من غير اسمه حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث بن سعد قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحارث بن حسن الزبيدي: أنهم حضروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازةً، فقال: ما اسمك ؟ فقال: العاص. وقال للعاص بن العاص: ما اسمك ؟ فقال: العاص. وقال لابن عمرو: ما اسمك ؟ فقال: العاص. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم عبيد الله. فخرجنا وقد غيرت أسماؤنا.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط عن أبيه عن ليلى، امرأة بشير بن الخصاصية، وكان اسمه قبل ذلك: زحم، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم: بشيراً.
حدثني أبو خيثمة، زهير بن حرب، وعبيد الله بن عمر قالا: حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: غير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم عاصية، وقال: أنت جميلة.
حدثني علي بن عياش قال: حدثنا الليث بن سعد قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت زينب بنت أبي سلمة تقول: سميت: برة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سموها: زينب.
حدثني محمد بن العلاء قال: حدثنا وكيع عن يونس بن أبي إسحاق عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: كان أبي في الجاهلية يسمى عزيزاً، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الرحمن.
حدثني محمد بن العلاء بن كريب، أبو كريبي الهمداني قال: حدثنا جعفر بن عون عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر عن عبد الله بن مطيع: ولم يدرك الإسلام من عصاه قريش غير مطيع، وكان اسمه: العاص، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم: مطيعاً.
حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا مسهر عن ثابت بن عبيد قال: صليت خلف أبي هريرة على جنازة، فكبر عليها أربعاً.
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن شعيب قال: حدثنا محمد بن القاسم الطائي قال: سمعت يحيى بن عتبة بن عبد يحدث عن أبيه قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا غلام حدث، فقال: ما اسمك ؟ قلت عتلة بن عبد، قال: أنت عتبة بن عبد.
حدثنا أحمد بن شبويه قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ما اسمك ؟ قال: حزن. قال: بل أنت سهل.
حدثنا محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: لقي الحسن معاوية بن قرة، فانحنى عليه، فما انشرح لذلك معاوية.
حدثنا محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء قال: كان فروة بن مجاهد يلقى أبي فيضمه إليه، وهي تحدثه.
حدثنا محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة عن صدقة بن يزيد قال: سألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن شيء من الحديث، فقال: علمت أني وجدت الرأي أهون علي من الحديث.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن شعيب عن يحيى بن الحارث قال: رأيت أبا إدريس الخولاني، وإدريس بن أبي إدريس يسجدان في الحج سجدتين.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: سمعت مروان الفزاري يقول: سمعت من سعيد بن أبي عروبة بالكوفة منذ خمسين سنة. قال لنا الفزاري ذلك سنة سبع وثمانين ومائة، منذ أكثر من خمسين سنة، وكان مقدمه الكوفة سنة سبع وثلاثين ومائة.
قال أبو زرعة: قال أحمد بن حنبل: مات سعيد بن أبي عروبة سنة ست وخمسين ومائة.
حدثنا أبو مسهر قال: حدثني يحيى بن حمزة قال: حدثني ثور بن يزيد عن ميمون بن مهران أنه حدثه، قال: دخلنا على صفية بنت شيبة، فدخلنا على عجوز كبيرة.
حدثنا أبو نعيم، الفضل بن دكين، قال: حدثنا أم نهار، قيسية ابنة الرفاع، قالت: رأيت أنس بن مالك، شيخاً أبيض الرأس واللحية، على برذون أشهب، عليه عمامة، ورداء أبيض، وقميص أبيض.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مالك بن مغول عن أبي صخرة قال: رأيت على عبد الرحمن بن يزيد عمامة سوداء.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عمارة بن زاذان قال: رأيت على مطرف بن الشخير، مطرفاً من خز، أخذه بأربعة آلاف.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن عبد الله ابن موهب قال: رأيت على أبي جعفر ملحفة حمراء.
حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا شريك عن الشيباني قال: رأيت على عبد الله بن أبي أوفى مطرف خز أصفر.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن الشيباني قال: رأيت على ابن الحنفية مطرف خز، بعرفة.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر عن ثابت بن عبيد قال: رأيت على عبد الله بن يزيد طيلساناً مدبجاً، مدحرج الديباج.
حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال: حدثنا يونس بن بكير قال: أخبرنا طلحة بن يحيى قال: رأيت موسى بن طلحة، وأبا بردة، وعائشة بنت طلحة، يلبسون ثياب الخز.
حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت على الأحنف بن قيس مطرف خز.
حدثنا محمد بن العلاء قال: حدثنا يونس بن بكير قال: أخبرنا طلحة بن يحيى قال: رأيت على عبي بن ربيعة تباناً وكساء، قلت: ما هذا التبان ؟ فقال: إن علياً رحمة الله عليه، كان يلبسه.
قال طلحة بن يحيى: ورأيت على عمر بن عبد العزيز جبة فراء، وسروايل، وقباء قرطق.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت على الأحنف بن قيس مطرف خز.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث قال: رأيت على الحسن مطرف خز، ورأيت الحسين بن علي قد خضب رأسه، ولحيته بالحناء والكتم.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا معاذ بن العلاء النحوي - أخو أبي عمرو بن العلاء - قال: رأيت على القاسم بن محمد جبة خز خضراء، ورأيت عليه رداءً ممصراً.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر عن أبي صخرة قال: كان على الأسود طيلسان مدبج، طويل الديباج.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن آدم قال: حدثنا قيس عن الأعمش عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: رأيت على عبد الرحمن بن عوف عمامة سوداء.
قال أبو زرعة: عبد الله بن سرجس، مولى بني مخزوم، أخبرنيه أبو هشام المخزومي.
قال أبو زرعة: فأخبرني هشام بن عمار عن محمد بن شعيب عن سعيد بن بشير، أنه سمعه ينسبه إلى بني مخزوم.
قال أبو زرعة: وربيعة بن دراج، وزياد، مولى آل دراج.
أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم: أن نسب ربيعة بن دراج في بني مخزوم.
قال أبو زرعة: وقال موسى بن عقبة: في بني جمح، يعني ربيعة بن دراج.
قال أبو زرعة: وأبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، وعمرو بن دينار، مولى ابن باذان، وابن باذان من أنفس بني جمح.
وحدثني علي بن عياش أنه سمع الليث بن سعد يقول: صفوان بن سليم مولى لبني زهرة.
قال أبو زرعة: وأبو الزناد - قال أحمد بن صالح ويحيى بن عبد الله بن بكير - : هو مولى عائشة بنت عثمان بن عفان.
قال أبو زرعة: وربيعة بن أبي عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن، اسمه: فروخ، مولى لبني تيم، تيم قريش، يكنى: أبا عثمان.
أخبرني محمود بن خالد عن أبي مسهر عن مالك بن أنس قال: لما أرسل إلى ربيعة، أرسل إليه أبو العباس السفاح إلى العراق، فقال له: متى بلغك أني حدثت بها حديثاً فاعلم أني مجنون.
قال أبو زرعة: عمر بن حسين مولى عائشة بنت قدامة ابن مظعون، من بني جمح.
قال أبو زرعة: قال أحمد بن صالح: توفي محمد بن المنكدر سنة ثلاثين ومائة.
قال أبو زرعة: وبنو المنكدر: محمد، وأبو بكر، وعمر من بني تيم، من أنفسهم.
وأخبرني أحمد بن صالح عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن أبي بكر بن المنكدر.
قال أبو زرعة: وقد روى محمد بن المنكدر عن أخيه أبي بكر حديثاً غير هذا في غسل الجمعة.
قال أبو زرعة: وسئل عبيد الله بن المنكدر بن محمد عن ولد المنكدر، فقال: محمد، وأبو بكر، وعمر.
قال أبو زرعة: محمد بن المنكدر، أجودهم لقاء، ثم أبو بكر، وعمر قليل الحديث.
قال أبو زرعة: وأما عمر بن المنكدر الذي يحدث عن سمي مولى أبي بكر، فذاك عمرو بن محمد بن المنكدر، ينسب إلى جده.
قال أبو زرعة: ومن ولد عبد الرحمن بن أزهر الزهري، وما أدرك عبد الرحمن من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا أبو زرعة قال: فحدثني محمد بن داود الأردني قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قال عبد الرحمن بن أزهر: فسعيت بين يديه يومئذ، وأنا كالغلام المحتلم، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل الكفار يوم حنين.
قال أبو زرعة: ومن ولده: عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر، يحدث عنه الزهري، وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر، يحدث عنه عبد الله بن عبد الرحمن بن السائب، وموهوب بن عبد الرحمن بن أزهر، يحدث عنه ابن أبي ذئب: أنه رأى أنس بن مالك يخالف عمر بن عبد العزيز، إذ كان يؤخر الصلاة.
قال أبو زرعة: حدثنيه عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم عن ابن أبي ذئب.
قال أبو زرعة: ومن ولد سفيان بن عبد الله الثقفي - عامر عمر بن الخطاب - : عمرو، وعاصم، ابنا سفيان بن عبد الله يجمعهما عمرو بن شعيب في حديث الغيبة، ورواه الوليد بن كثير.
قال أبو زرعة: ورواه عن عاصم بن سفيان: سفيان بن عبد الرحمن، من حديث الليث بن سعد عن أبي الزبير.
قال أبو زرعة: حدثنيه عبيد بن حبان، وأحمد بن يونس، سمعاه من الليث بن سعد.
قال أبو زرعة: وعكرمة بن خالد المخزومي يحدث عن عاصم بن سفيان عن عمر في اليد إذا كسرت، ثم جبرت على غير عثم، ففيها فريضتان. من حديث ابن عيينة عن سفيان بن عاصم.
حدثني سليمان بن عبد الرحمن أنه سمعه منه.
قال أبو زرعة: وعكرمة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي - وأخوه المغيرة بن خالد - يحدث عنه القاسم ابن أبي بزة عن عبد الله بن عمرو.
قال أبو زرعة: حدثنيه يحيى بن صالح عن داود بن عبد الرحمن عن القاسم بن أبي بزة.
وحدثني دحيم عن آدم قال: حدثنا المبارك بن فضالة عن الأزرق بن قيس: رأيت أبا برزة أبيض الرأس واللحية.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا آدم قال: حدثنا شيبان عن عبد الملك بن عمير قال: رأيت المغيرة بن شعبة أصفر الرأس واللحية.
وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم عن آدم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا عمار بن أبي عمار قال: رأيت جابر بن عبد الله أبيض الرأس واللحية.
حدثنا أحمد بن خالد الوهبي قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: رأيت أبا جعفر يخلط الحناء والوسمة، يختضب بهما.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر عن ثابت بن عبيد قال: رأيت على عبد الله بن يزيد خاتم ذهب.
حدثنا أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد قال: رأيت على سعد بن أبي وقاص جبة شامية قيامها قز.
قال بسر: ورأيت على زيد بن ثابت خمائص معلمة.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مالك، ويونس بن أبي إسحاق عن أبي السفر قال: رأيت على البراء خاتم ذهب.
حدثن أبو نعيم قال: حدثنا عبد السلام عن الأعمش قال: أدركت أصحاب عبد الله متوافرين.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي عن الأعمش عن إبراهيم قال: أدركت أصحاب عبد الله متوافرين. قال أبو زرعة: هذا هو الصواب.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق قال: لما حضر أبا سفيان بن الحارث الموت قال لأهله: لا تبكوا علي، فإني لم أنتطف بخطيئة منذ أسلمت.
حدثن أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: أول من قدم الخطبة قبل الصلاة: مروان.
حدثني الوليد بن عتبة قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز قال: حدثنا الأوزاعي عن عطاء الخراساني قال: لم يكن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حروري ولا قدري ولا من يحلف على قسامة.
قال أبو زرعة: ليس يعني بهذا الحديث أنهم كانوا لا يرون القسامة، أمر القسامة صحيح من كل وجه، يجب بها القود والعقل ولكن معناه أنهم كانوا يتوقون الأيمان، وهذا قول أصحابنا وقول أهل المدينة، غير أصحاب أبي حنيفة، فإنهم يزعمون أنهم لا يوجبون بها قوداً.
حدثنا علي بن الحسن النسائي قال: حدثنا عيس بن يونس قال: حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال: ما وجدت عالمين، إلا كان أكثرهما توسعاً أكثرهما علماً.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر عن أبي بكر بن حفص قال: سألت ابن عمر عن التسبيح بالحصى، فقال: على الله أحصي ؟ الله أحصى.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مسعر عن أبي عون قال: سمعت أبا هريرة كبر حين رفع رأسه من الركعة.
قال أبو زرعة: قال يحيى بن معين: اسم أبي اليقظان - صاحب زاذان - : عثمان بن عمير.
قال يحيى بن معين: وحدثنا حجاج قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال: رأيت ربيعة بن عباد يحدث أبي، وأبي يسأله.
حدثني حيوة بن شريح قال: حدثنا بقية بن الوليد عن الزبيدي عن الزهري عن السائب بن يزيد: أنه لم يكن يقص على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أبي بكر، وكان أول من قص تميم الداري، استأذن عمر بن الخطاب أن يقص على الناس قائماً، فأذن له عمر رحمة الله عليه.
حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا القاسم بن معن عن منصور عن مسلم عن مسروق قال: شاممت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فوجدت علمهم انتهى إلى ستة: عمر، وعلي، وعبد الله، ومعاذ، وأبي الدرداء، وزيد بن ثابت.
ثم شاممت - يعني الستة - فوجدت علمهم انتهى إلى: علي، وعبد الله.
حدثني أبو الخطاب يحيى بن عمرو بن عمارة الليثي قال: سمعت ابن ثوبان يقول: حدثني شيخ بمكة - قال أبو زرعة يعني عبد الرحمن بن سابط - قال: سمعت عمرو بن ميمون قال: قال لي معاذ بن جبل: التمس العلم عند عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن سلام - فإنه عاشر عشرة في الجنة - وسلمان الخير، وعويمر أبي الدرداء، قال: فلحقت بعبد الله بن مسعود.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله أنه قرأ: أن معاذاً كان أمة قانتاً. قيل: يا أبا عبد الرحمن: " إنَّ إبْرَاهِيْم كَاْنَ أمّةً قَانِتاً " !؟.
قال: أتدرون ما الأمة ؟ الذي يعلم الناس الخير، والقانت: الذي يطيع الله ورسوله.
وسمعت أبا مسهر يقول: إنه سمع سعيد بن عبد العزيز يذكر: إن العلماء بعد معاذ بن جبل: عبد الله بن مسعود، وأبو الدرداء، وسلمان وعبد الله بن سلام ثم كان بعد هؤلاء: زيد بن ثابت.
حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية بن صالح: وحدثني أحمد بن صالح قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة قال: لما حضرت معاذ بن جبل الوفاة، بكيت: فقال لي: ما يبكيك ؟ فقلت: أبكي على العلم الذي يذهب معك، فقال: لا تبك فإن العلم والإيمان مكانهما، من التمسهما وجدهما والتمس العلم بعدي عند أربعة نفر، عند: سلمان الفارسي وعبد الله بن مسعود، وعويمر أبي الدرداء، وعبد الله بن سلام، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: هو عاشر عشرة في الجنة.
وحدثنا أبو مسر قال: حدثنا مالك بن أنس عن أبي النضر - مولى عمر بن عبيد الله - عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يشهد لأحد يمشي على الأرض أنه من أهل الجنة، إلا لعبد الله بن سلام.
قال محمد بن أبي عمر عن سفيان بن عيينة عن مطرف عن الشعبي عن مسروق قال: كان القضاء في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، في ستة، في: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبي موسى، وكان نصفهم لأهل الكوفة: علي، وابن مسعود، وأبو موسى.
قال محمد بن أبي عمر عن سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق قال: سمعت الأسود يقول: لم أر بالكوفة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أفقه من علي بن أبي طالب، والأشعري.
قال محمد بن أبي عمر: عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي خالد قال: سمعت الشعبي يقول: لم يكن قوم بعد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أفقه من أصحاب ابن مسعود.
فقال الشعبي: وأقول أصحاب ابن عباس.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مالك بن مغول عن زبيد عن سعيد بن جبير قال: كان أصحاب عبد الله بن مسعود سرج هذه القرية.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مالك بن مغول: عن أبي السفر عن مرة قال: كان علقمة من الربانيين.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: ما حفظت وأنا شاب، فكأني أنظر إليه في قرطاس أو ورقة.
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال: كان علقمة يشبه بعبد الله بن مسعود.
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كان أصحاب عبد الله الذين يقرأون ويفتون: علقمة، والأسود، ومسروق، وعبيدة، والحارث بن قيس، وعمرو بن شرحبيل.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن سعيد بن منصور عن سفيان بن عيينة عن أيوب الطائي عن الشعبي قال: كان علقمة أعلمهم، وكان عبيدة يوازي شريحاً في الفتوى والقضاء، وكان مسروق أطلبهم للعلم.
أخبرني عمر بن حفص بن غياث - أملاه علي من كتاب أبيه - : إن علقمة بن قيس، وأبي بن قيس نسبهما ابن عبد الله بن علقمة بن سلامان بن كهيل بن بكر بن المنتشر بن النخع بن عمرو، وأبي بن قيس أخوه.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش قال: حدثني إبراهيم قال: كان علقمة يقرأ القرآن في خمس، والأسود في ست وعبد الرحمن في يزيد في سبع.
حدثني محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا روح قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا سليمان عن إبراهيم عن الأسود، أنه حج، فقال له عبد الله: إن لقيت عمر فأقر عليه السلام.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش قال: وحدثني عمارة قال: - وسئل عن الأسود - فقال: كنت إذا نظرت إليه، فكأنه راهب من الرهبان.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش قال: حدثني عمارة أنه رأى يحيى بن وثاب يسأل الأسود.
وأملى علي عمر بن حفص بن غياث - من كتاب أبيه - نسب الأسود بن يزيد، وعبد الرحمن بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن علقمة بن سلامان بن كهل بن بكر.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: سمعت أيوب الطائي قال: سمعت الشعبي يقول: ما علمت رجلاً أطلب لعلم في أفق من الآفاق من مسروق.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش قال: حدثنا مسلم عن مسروق قال: بينا نحن عند عبد الله إذ أتي بلبن فقال: أعط علقمة، أعط مسروقاً.
فأخبرني محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: أتي عبد الله بشراب، فقال: أعط علقمة، أعط مسروقاً، فكلهم قال: إني صائم.
قال: " يَخَاْفُوْنَ يَوْماً تَتَقلَّبُ فيْهِ القلوْبُ والأَبْصَارُ " .
حدثني عبد الله بن جعفر قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن الشعبي قال: لم يكن مسروق شهد علي من مشاهده شيئاً.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مالك بن مغول قال: سمعت أبا السفر عن مرة قال: ما ولدت همدانية مثل مسروق.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق قال: أوصى أبو ميسرة أن يصلي عليه شريح.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش عن مسلم قال: قدم مسروق من السلسلة فكنت أمشي معه، فلقيه قوم فأثنوا عليه، وقالوا: جزاك الله خيراً، كنت عفيفاً، فقال مسروق: " أَفمنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهو لاَقيه " .
حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: قدمت المدينة، فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن حماد عن أبي الضحى عن مسروق قال: كان أبو بكر يسلم عن يمينه، وعن شماله، ثم ينفتل ساعتئذ كأنه على الرصف.
فحدثني عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن حماد عن أبي الضحى عن مسروق قال: كنا إذا صلينا خلف أبي بكر سلم عن يمينه وعن يساره، فكأنما هو الرصف، حتى يقوم أو ينفتل عن مجلسه.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير قال: لقيني مسروق فقال: يا سعيد، ما بقي شيء يرغب فيه، إلا أن نعفر وجوهنا في التراب.
حدثنا آدم بن أبي إياس قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا إبراهيم بن المنتشر - ابن أخي مسروق - عن أبيه قال: بعث ابن أسيد إلى مسروق بثلاثين ألفاً، فلم يقبلها، وكان محتاجاً.
حدثني محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن مسروق قال: أرسل ابن عباس إلى علقمة، وأصحاب عبد الله فجعل يسأل فيخطىء ويصيب، فيفحش في أنفسنا أن نرد عليه، ونحن على طعامه.
قال محمد بن أبي عمر أنه سمع ابن عيينة يذكر عن داود قال: قلت للشعبي: أخبرني عن أصحاب عبد الله كأني أنظر إليهم، قال: كان علقمة أبطن القوم به، وكان مسروق قد خلط منه ومن غيره، وكان الربيع بن خيثم أشد القوم اجتهاداً، وكان عبيدة يوازي شريحاً في العلم والقضاء.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد السلام بن حرب عن هشام عن ابن سيرين عن عبيدة قال: صليت سنتين قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثنا محمد بن سعيد قال: حدثنا شريك عن مغيرة عن إبراهيم قال: كنت أكتب عند عبيدة، فقال: لا تخلد عني كتاباً.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد السلام عن هشام عن ابن سيرين قال: كان عبيدة عريف قومه، وكان إذا خرج العطاء، أعطاهم في داره.
وقال يحيى بن معين: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا قطبة عن الأعمش عن أبي وائل قال: كان شريح يقل غشيان عبد الله، فقلت له - أو فقيل له - : بم ذاك ؟ قال: الاستغناء.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد السلام بن حرب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت أبا بكر الصديق أبيض، خفيف اللحم، وامرأته أسماء بنت عميس تذب عنه موشومة اليدين، ورأيت عبد الله بن مسعود آدم حقيقاً.
فحدثني محمد بن عبد الله بن نمير قال: حدثنا وكيع، وعبدة عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم قال: دخلت أنا وأبي على أبي بكر، وهو مريض، فحملني أنا وأبي على فرسخين.
سمعت أبا نعيم يقول: لم يرو الأعمش عن قيس بن أبي حازم.
وقال أحمد بن حنبل: قيس بن أبي حازم، اسم أبي حازم: عبد عوف بن الحارث.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش قال: قال لي إبراهيم: عليك بشقيق، فإني أدركت الناس متوافرين، يعدونه من خيارهم.
قال ابن أبي عمر إنه سمعه من ابن عيينة عن ابن شبرمة عن أبي أوائل أذكر أن مصدق النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم.
حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا زهير بن معاوية قال: حدثنا واصل بن حيان قال: حدثنا شقيق: أن عمر بن الخطاب أعطاه أربعة أعطية بيده.
فأخبرني محمد بن سعيد عن المحاربي عن صالح بن حيان عن شقيق قال: قال لي عمر بن الخطاب رحمة الله عليه: يا شقيق، لتكبيرة واحدة، خير من الدنيا وما فيها.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن يحيى بن حسان قال: ليس عند منصور، والأعمش عن أبي وائل من هذه الأخبار التي يذكرها غيرهم من مجالسة شقيق لعمر بن الخطاب، إنما تأتي عن غيرهم، يعني من الشيوخ.
حدثنا محمد بن سعيد قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قال: قيل لأبي وائل: أنت أكبر، أم الربيع بن خيثم ؟ قال: هو أكبر مني عقلاً، وأنا أكبر منه سناً.
حدثني عقبة بن مكرم العمي قال: حدثنا سالم بن قتيبة عن شعبة عن نعيم بن أبي هند قال: رأيت أبا وائل في جنازة خيثمة، على حمار، يبكي واضعاً يده على رأسه وهو يقول: واعيشاه، واعيشاه.
حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا معروف قال: رأيت لحية أبي وائل مصفرة.
حدثنا محمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش قال: رأيت المعرور بن سويد ابن عشرين ومائة سنة، ورأسه أسود.
قال محمد بن أبي عمر: إن سفيان بن عيينة حدثهم عن عاصم بن كليب قال: كان سويد بن غفلة يمر بنا ماشياً إلى الجمعة، وهو ابن عشرين ومائة سنة، وتزوج جارية بكراً، وهو ابن ست عشرة ومائة سنة.
وقال يحيى بن معين: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن أشعث بن سوار قال: ومات شريح، وهو ابن مائة سنة.
فحدثني محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: حدثني جار لأبي رجاء قال: كان - يعني أبا رجاء - مبعث النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية.
قال ابن شوذب: قال أبو رجاء يوماً: لقد بايعت علياً بيميني هذه، فما وفيت له، فقال له أيوب: فعسى أن يكون خيراً يا أبا رجاء، قال: هو ما أقول لك.
فحدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا سليمان بن صالح قال: حدثني عبد الله بن المبارك قال: حدثني ابن عون عن أبي رجاء قال: ذكروا يوم الجمل فقال: كأني أنظر إلى خدر عائشة رحمة الله عليها كأنه قنفذ، مما رمي فيه بالنبل.
قال ابن عون: فقلت: قاتلت يا أبا رجاء يومئذ ؟ قال: والله لقد رميت بأسهم، فما أدري ما صنعن.
وحدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا سليمان بن صالح قال: قال عبد الله: وقال جرير - يعني ابن حازم - حدثني محمد بن أبي يعقوب، وابن عون عن أبي رجاء قال: قال يومئذ عمرو بن يثربي الضبي، وهو أخو عميرة القاضي:
نحن بنو ضبّة، أصحاب الجمل ... ننزل بالموت، إذا الموت نزل
قال جرير بن أبي حازم: وزادني هذا البيت ابن عون:
القتل أحلى عندنا من العسل ... ننعى ابن عفان بأطراف الأسل
ردّوا علينا شيخنا ثم بجل
قال ابن أبي عمر وغيره: إنه سمعه من ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت أبا عمرو الشيباني يقول: كنت يوم القادسية، تكاملت شبابي، أنا ابن أربعين سنة.
قال إسماعيل: وكان ابن عشرين ومائة سنة.
حدثني محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا مبشر بن إسماعيل قال: حدثنا عبد الله بن الزبرقان قال: حدثني أسامة بن أبي عطاء: أنه كان عند النعمان بن بشير، إذ أقبل سويد بن غفلة بن أمية فأرسل إليه، فدعاه، والنعمان يومئذ أمير، فقال له: ألم يبلغني أنك صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: أو مرة، لا بل مراراً، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا سمع النداء كأنه لا يعرف أحداً من الناس.
فحدثني أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن ابن حصين عن سويد بن غفلة قال: صليت مع أبي بكر وعمر وعثمان.
فحدثني أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن سويد بن غفلة أنه بقية إلى أيام الحجاج.
حدثني محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: قال لي رجل من قومه: تدري أويس ابن من ؟ قلت: لا. قال: أويس بن عامر بن الخليص.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن صالح عن الشعبي قال: لوددت أني أنجو منه كفافاً.
وقال ابن أبي عمر: عن سفيان عن داود بن أبي هند قال: ما جالست أحداً أعلم من الشعبي.
قال ابن أبي عمر: عن سفيان عن إسماعيل بن مسلم قال: قلت للشعبي: إني سمعت منك حديثاً حسناً أعجبني، وسرني، قال: فأي شيء هو ؟ قلت: لا أدري. قال: فلعله حديث كذا وكذا! قلت: لا، وهذا أحسن منه، قال:
هنيئاً مريئاً غير داء مخامر
وقال محمد بن أبي عمر: إن سفيان حدثهم عن ابن شبرمة قال: قال الشعبي: أنا بالشوق، ولم يبلغ الشوق، وقال لسالم: يا سالم أرد عليك، لا جدوك على ؟ وقال ابن أبي عمر: إن سفيان حدثهم عن ابن شبرمة قال: قال الشعبي: ما جالست أحداً منذ عشرين سنة، فحدث بحديث، إلا أنا ؟ أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه أحد لكان به عالماً.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي قال: دخلت على عبد الحميد، وعنده عبد الله بن ذكوان، أبو الزناد - فذكرا بينهما حديث أصحاب الأعراف، ليس كما ذكرا، قلت: إن حذيفة كان يقول فيهم فحدثهم بالحديث.
قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن ابن شبرمة عن الشعبي قال: إذا عظمت، عظمت الحلقة، فإنما هو نداء أو نجاء.
حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا جهم بن واقد قال: رأيت الشعبي يقضي في أيام عمر بن عبد العزيز.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن الحسن بن عبيد الله عن الشعبي قال: سمعت جرير بن عبد الله يقول: كل لمعة كفرة، كفرة.
قال أبو زرعة: وقد رأيت أبا نعيم لا ينكر أن يكون مسلم بن صبيح سمع من جرير ومسلم بن صبيح فيما يرى دون الشعبي علماً، وسناً.
وقال ابن أبي عمر إنه سمع ابن عيينة قال: أخبرنا أبو إسحاق الشيباني قال: دخلت مع الشعبي المسجد، فقال: انظر هل ترى أحداً من أصحابنا نجلس إليه ؟ ثم قال: هذا يزيد بن الأصم بن خالد بن عباس، اجلس بنا إليه. فجلسنا.
حدثنا أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش عن مغيرة عن الشعبي قال: ما وجدوا الحرام نلنا عن علي إلا في الصحف.
فحدثنا آدم بن أبي إياس قال: حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: والله ما أفتى بها علي قط، إنما قال: لا آمرك، ولا أنهاك.
قال ابن أبي عمر عن سفيان عن زكريا عن الشعبي قال: علم المغيرة بن شعبة ابنه عروة رعاية الغنم، ثم علمه رعاية الإبل، ثم قال: أجلسوه في مجالسكم، حتى يتعلم منكم، ويسمع حديثكم، ثم دعاه إليه فزوجه أربعاً.
وقد سمعت أبا نعيم يذكر عن يونس بن أبي إسحاق أن الشعبي روى عنه حديث المسح على الخفين.
قال محمد بن أبي عمر إنه سمع ابن عيينة يذكر عن مسعر عن عمرو بن مرة قال: سمعت الشعبي يقول: حدثنا الربيع بن خيثم، وكان من معادن الصدق.
قال مسعر: وكان عمرو بن مرة من معادن الصدق.
قال سفيان: وكان مسعر من معادن الصدق.
قال محمد بن أبي عمر: وكان سفيان من معادن الصدق.
قال أبو الميمون: وكان أبو زرعة من معادن الصدق.
وقال الشيخ أبو محمد: وكان أبو الميمون من معادن الصدق.
قال أبو محمد عبد العزيز: وكان ابن أبي نصر من معادن الصدق.
قال محمد بن أبي عمر عن ابن عيينة عن يونس بن أبي إسحاق قال: سمعت الشعبي يقول: لو كنتم تلقموني إلى الآن الخبيص لمللت.
وقال الشعبي: ما كان مجلس لي أجلسه أحب إلي منه، ولأن أجلس على سباطة أحب إلي منه.
قال ابن أبي عمر: عن ابن عيينة قال: قال الشعبي: لو علمت العلم، لم أتعلم هذا العلم الذي جئتم تطلبونه.
قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن الزهري عن أبي إدريس، ذكر أنه أدرك عبادة بن الصامت، وأبا الدرداء، وشداد بن أوس، وفاته معاذ بن جبل.
قال ابن أبي عمر عن سفيان قال: سمعت الأعمش يقول: جهدنا بإبراهيم أن نجلسه إلى أسطوانة فلم نقدر عليه، قال: ولو رأيته رجلاً أعور، عليه قباء محشو، وملحفة حمراء، وهو يجالس الشرط، لقلت: ما هذا بفقيه.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن مغيرة قال: كنا نهاب إبراهيم هيبة الأمير.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مالك بن مغول قال: قال طلحة: كان أعجب أهل الكوفة إلي: إبراهيم، وخيثمة.
حدثنا أحمد بن شبويه قال: حدثنا عمرو بن الهيثم بن شعبة عن الأعمش قال: قلت لإبراهيم: إذا حدثتني فأنسد، قال: ما قلت: قال عبد الله، فهو ما سمعته من غير واحد من أصحابه. وما قلت: حدثني فلان، فحدثني وحده.
حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا الفضل بن موسى عن الأعمش قال: تذاكرت العلم مع إبراهيم فقلت له: إني لأحفظ أين حدثني الرجل، فقال إبراهيم: إني لأحفظ أين كنت من الرجل، حيث حدثني، عن يمينه أو شماله، فانتهيت معه إلى موضع فقال: ها هنا حدثني علقمة بن عبد الله: آكل الربا وموكله سواء.
سمعت أبا نعيم يقول: سألت محل الضبي عن سن إبراهيم، فقال: مات وقد شمط أو قال: شاب.
قال ابن عيينة - فيما ذكر عنه ابن أبي عمر - : أخبرنا محمد بن سوقة قال: أوصى إبراهيم إلى أبي الهيثم.
حدثنا أحمد بن شبويه قال: حدثنا الفضل بن موسى عن ابن المبارك عن ابن عون قال: كان الشعبي منبسطاً، وإبراهيم منقبضاً، فإذا وقعت الفتيا، انقبض الشعبي، وانبسط إبراهيم.
حدثنا أحمد بن شبويه قال: حدثنا النضر بن شميل عن ابن عون قال: قيل له: أكان إبراهيم يمزح ؟ قال: لا، ولا حرفاً.
حدثني محمد بن الصباح قال: حدثنا شريك عن أبي صخرة، جامع بن شداد قال: رأيت حماداً يكتب عند إبراهيم في ألواح، وقال: ما نريد به الدنيا.
حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا ابن نمير عن الأعمش قال: قال لي إبراهيم في فريضة: احفظ هذه، لعلك تسأل عنها.
حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا الفضل بن موسى السيناني عن الأعمش عن إبراهيم أنه سئل عن سعيد بن المسيب، فقال: ذاك امرؤ ارتفع بمنعته.
وسئل عن شريح فقال: ذاك امرؤ شاعر.
وسئل عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فقال: ذاك امرؤ يحب الأمراء، غير أني رأيت منه شيئاً أعجبني، قال لابن له: قم فأذن.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش قال: حدثني إبراهيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكان لا يعجبه، ويقول: هو صاحب أمراء وقال: أعجب خصلة إني رأيتها منه، إني خرجت مع علقمة إلى الظهر، وكان الناس يخرجون، فجاء عبد الرحمن بن أبي ليلى، حتى نزل إلى جنبنا فكان يأمر ابنه بالأذان.
أملى علي عمر بن حفص بن غيث من كتاب أبيه، نسبة إبراهيم النخعي: إبراهيم بن يزيد بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع بن عمرو.
قال أبو نعيم: وتوفي إبراهيم سنة ست وتسعين.
قال ابن أبي عمر: إنه سمع ابن عيينة قال: لما مات إبراهيم، قال ابن شبرمة: أمات الرجل!؟ قالوا: نعم. قال: ما ترك مثله.
قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن ابن أبي خالد قال: قلت لعبد الرحمن بن الأسود: ما منعك أن تسأل، كما سأل إبراهيم ؟ قال: إنه كان يقول: جردوا القرآن.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مالك بن مغول عن طلحة قال: قل شيء كنا نذكره لإبراهيم، إلا وجدنا عنده منه.
حدثني أبو خيثمة قال: حدثنا عثام بن علي قال: سمعت الأعمش يقول: ما سمعت إبراهيم يقول في شيء قط برأيه.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا أبان بن عبد الله البجلي عن إبراهيم بن جرير عن جرير، أنه نزل قرقيسياء فأتاه ابن عباس، فقال: إن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام - ووجهه علي، ومعه الأشعث بن قيس - ويقول لك: نعم ما أراك الله من مفارقة معاوية، فالحق بنا ننزلك المنزلة التي أنزلك الله بها.
حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زهير قال: حدثنا الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال: ما رأيت حارثياً أفضل منه. يعني شريح بن هانىء، وأثنى عليه خيراً.
قال أبو زرعة: وشريح القاضي: شريح بن الحارث، يكنى: أبا أمية.
وشريح، أبو المقدام، هو: شريح بن هانىء.
حدثني أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق: أن شريحاً أجاز شهادته وحده في وصية.
حدثنا يحيى بن صالح قال: حدثنا زهير بن معاوية قال: حدثنا أبو إسحاق قال: رأيت علي بن أبي طالب رحمة الله عليه، يخطب يوم الجمعة، وكان أبيض اللحية، أصلع.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق قال: أعطيت الجعل في زمن معاوية، أربعين درهماً.
وقال أحمد بن حنبل عن حجاج عن شعبة قال: سألت أبا إسحاق: أنت أكبر أم الشعبي ؟ قال: الشعبي أكبر مني بسنة أو سنتين.
حدثنا أبو نعيم قال: سمعت يونس بن أبي إسحاق قال: كان أبو الصديق الناجي يجيء إلى أبي إسحاق.
قال أبو زرعة: أبو إسحاق أكبر من أبي البختري، واسمه: عمرو بن عبد الله.
حدثني عبد الله بن جعفر الرقي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن معمر عن قتادة عن الحسن قال: ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت على الأحنف مطرف خز.
حدثني أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح قال: حدثني ابن المبارك قال: قيل للأحنف بن قيس: بأي شيء سودك قومك ؟ قال: لو عاب الناس الماء، لم أشربه.
حدثني سليمان بن المغيرة - الثقة المأمون - عن حميد بن هلال عن الأحنف بن قيس قال: خرجنا مع أبي موسى وفداً إلى عمر.
حدثني أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح قال: حدثني ابن المبارك عن معمر قال: سمعت قتادة يقول: قدم الأحنف بن قيس على عمر، فخطب عنده، فأعجبه منطقه، فقال: كنت أخشى أن تكون منافقاً عالماً، وأرجو أن تكون مؤمناً، فانحدر إلى مصرك.
حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثني سليمان بن صالح قال: وحدثني عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم أنه كان أحنف الرجلين جميعاً.
قال جرير: وحدثني محمد بن يعقوب أن أم الأحنف كانت امرأة باهلية وكانت ترتجز به وهو في حجرها، قالت:
واللّه لولا حنف في رجله ... ما أدرك في ولدانهم من مثله
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقد أدركت في هذا المسجد عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ما منهم من أحد يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث، ولا يسأل عن فتيا، إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا.
قال أبو نعيم: قتل عبد لرحمن بن أبي ليلى في الجماجم سنة ثلاث وثمانين.
حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش قال: حدثني عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: دخلنا على علي وواكلته، وشاربته، وعملنا له.
قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم قال: إن كان سعيد بن جبير يستحي أن يحدث، وأنا حاضر.
قال ابن أبي عمر: قال سفيان: عن زياد بن أبي مريم قال: سعيد بن جبير يستحي أن يحدث وأنا حاضر.
قال ابن أبي عمر: قال سفيان: قال ابن سيرين: ما رأيت قوماً سود الرؤوس أفقه من أصحاب عبد الله.
قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة عن أيوب أخبره محمد: أن أبا الشعثاء كان مسلماً عند الدرهم.
قال ابن أبي عمر: قال سفيان: قال لي عمرو بن دينار: قال لي أبو الشعثاء: كانت لي ناقة أقف عليها بعرفة، ما يسرني أن لي كل بعير بعرفة سواها، أعطيت بها مائتي دينار فأبيت أن أبيعها، اسمها جروة.
قال عمرو: قلت له: لو كنت عندك لبعتها عليك.
قال عمرو: وقال لي أبو الشعثاء: كتب الحكم بن أيوب نفراً على القضاء فكنت أحدهم - أي عمرو - فلو بليت بشيء منه ركبت راحلتي، ثم ذهبت في الأرض.
قال عمرو: قال لي أبو الشعثاء يوماً: ما أملك من الدنيا إلا حماراً.
حدثنا غير واحد، منهم: جنادة بن محمد عن سفيان عن عمرو قال: أخبرني عطاء قال: سمعت ابن عباس يقول: لو نزل أهل البصرة عند جابر بن زيد لأوسعهم علماً بما في كتاب الله.
حدثنا مالك بن إسماعيل النهدي قال: حدثنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب قال: سمعت إبراهيم يقول: لقد سألني هذا الفتى - يعني حماداً - عن مثل ما سألني عنه أهل الكوفة.
يتلوه حديث أحمد بن شبويه عن النضر بن شميل عن ابن عون.
في الجزء العاشر والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
العاشر من التاريخ
بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قال: أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا النضر بن شميل: عن ابن عون قال: رأيت حماداً يسأل إبراهيم من كتابه، فانتهره، قال: يا أبا عمران، إنما هي أطراف.
حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: قلت لحماد بن أبي سليمان: كنت رأساً في السنة، فصرت ذنباً في البدعة، قال: لأن أكون ذنباً في الخير، أحب إلي من أن أكون رأساً في الشر.
سمعت أبا نعيم يقول: كان حماد مرجئاً.
حدثني أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت حفص بن غياث يقول: كان حماد أفقه من الحكم.
حدثني محمد بن الصباح قال: حدثنا شريك عن أبي صخرة قال: رأيت حماداً يكتب عند إبراهيم في ألواح.
حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا النضر بن شميل عن ابن عون قال: نحل ذر الإرجاء، فلقيته فحلف لي، واعتذر.
سمعت أبا نعيم يقول: كان ذر مرجئاً.
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا عبيد الله عن سفيان عن الأعمش قال: رأيت يد بن وهب، وأنس بن مالك، وشقيق بن سلمة يصفرون لحاهم.
حدثنا أحمد بن خالد الوهبي قال: حدثنا إسرائيل عن الوليد بن أبي شم عن زيد بن زايد عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم، وأنا سليم البصر.
حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا زهير قال: سمعت الأعمش يقول: كنت إذا سمعت من زيد بن وهب حديثاً، لم يضرك أن لا تسمعه من صاحبه.
حدثنا عفان قال: حدثنا همام عن أبي جمرة - قال أبو زرعة: - واسمه: نصر بن عمران الضبعي.
حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة عن أبي جمرة قال: قال لي ابن عباس: أرقم عندي أجعل لك سهماً في مالي.
قال شعبة: فقلت له: ولم قال ذلك ؟ للرؤيا التي رأيت ؟ حدثنا أحمد بن شبويه قال: حدثنا علي بن الحسين عن أبيه قال: حدثني عبد الله بن بريدة قال: دخلت مع أبي على معاوية.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا سفيان عن مسعر عن محارب بن دثار قال: صحبنا القاسم بن عبد الرحمن في سفر، فغلبنا بثلاث: بطول الصمت، وكثرة الصلاة، وسخاء النفس.
حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا النضر بن شميل عن ابن عون قال: لقيت ثلاثة، كأنهم اجتمعوا فتواصوا: ابن سيرين بالبصرة، ورجاء بن حيوة بالشام، والقاسم بن محمد بالمدينة.
حدثني عباس العنبري قال: حدثنا أبو داود عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: الضحاك لم يلق ابن عباس، إنما لقي سعيد ابن جبير، فأخذ عنه التفسير.
قال ابن أبي عمر عن سفيان عن صدقة قال: سمعت مجاهداً يقول: ما رأيت مسجداً أحرى أن نسمع فيه علماً - لم نسمعه - من مسجد الكوفة.
حدثنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم قال: رأيت المغيرة بن شعبة ركب نجيباً له، فخطب عليه في يوم عيد.
قال ابن أبي عمر عن ابن عيينة قال: أخبرنا أبو إسحاق الشيباني قال: دخلت مع الشعبي المسجد، فأراد أن يجلس، فقال: انظر، هل ترى أبا حصين ؟ فحدثني هشام بن عمار عن ابن عيينة قال: سمعت أبا حصين يقول: لقد رأيتني وما يصطلي بناري، ثم قد صار ينخس لي بالقصب.
قال محمد بن أبي عمر: عن سفيان بن عيينة عن مسعر قال: قلت لأبي حصين: لم رددت جائزة وهب بن جابر، ألفي درهم ؟ قال: الحياء والتكرم.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مالك بن مغول قال: قال أبو حصين: لو رأيتهم، لاحترق كبدك.
وقال ابن أبي عمر عن سفيان بن عيينة عن مسعر قال: جاءنا عبد الكريم فأطفنا به.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: قلت لعبد الملك بن أبجر: من أفضل من رأيت بالكوفة ؟ فلم يخبرني، وقال: يرحم الله طلحة.
قال ابن أبي عمر: قال سفيان: قلت لمسعر: من أفضل من رأيت ؟ قال: عمرو بن مرة.
قال محمد بن أبي عمر: إن سفيان حدثهم عن الأعمش قال: دعوني إلى إياس، فكان كلما حدث بحديث، وصله بآخر.
وقال محمد بن أبي عمر عن سفيان قال: حدثني أيوب قال: كنت جالساً مع قيس بن مسلم، وعمرو بن دينار، ومحمد بن علي خلفنا - أو أمامنا - فالتفت إليه محمد بن علي فقال: يا قيس، كيف أنت ؟ إني لم آتك حتى أخبرني عمرو.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: قلت لأيوب: إن إسماعيل حدثنا عن محمد بحديث، أتحفظه ؟ قال: إنه ليعز علي أن أسمع لمحمد حديثاً لا أحفظه. أو نحو ذا.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان بن عيينة: قال أيوب: قال لنا عكرمة: ألا أخبركم بأحاديث قصار، سمعناها من أبي هريرة.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: قال أيوب: جالسنا عكرمة، فقال: يحسن حسنكم مثل هذا؟ قال ابن أبي عمر: قال سفيان: وقال أيوب مرة: جاءنا عكرمة، فكنا نسأله، فقال: يحسن حسنكم مثل هذا ؟ قال محمد بن أبي عمر: وقال سفيان بن عيينة: حدثنا أيوب وكان من أوثق من رأينا في زمانه.
قال محمد بن أبي عمر: قال ابن عيينة: قال أيوب: لا تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: وسئل أيوب عن المملوك يتصدق بالرغيف، فلم يفت فيه، وقال: أنا لا أحسن أفتي في رغيف، فكيف تسألوني ؟ وقال محمد بن أبي عمر: قال سفيان بن عيينة: وسمعت أيوب يقول لبحر السقاء: أنت كاسمك.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: وكان أيوب يجلس مع عمرو بن دينار يسمر معه، فإذا قام عمرو، دخل الطواف، فأدخل معه، فيقول لي: أرأيت ؟ لولا أنا كنت تطوف ؟ فأقول: لا، فيقول لي: سل، فيحدثني، ثم يقول لي: اذهب.. فأنقلب.
قال محمد بن أبي عمر: قال سفيان: قلت لعاصم: إن أيوب يحدث عنك ؟ قال: ما زال إخواني لي مكرمين.
قال أبو زرعة: وشهر بن حوشب، يكنى: أبا الجعد، مات سنة مائة، أو قبلها بسنة من أهل دمشق.
وأخبرني أحمد بن شبويه عن النضر بن شميل قال: سئل ابن عون عن حديث شهر بن حوشب، قال: دعوا شهراً فإن شهراً قد تركوه. يعني طعن.
وحدثني أحمد بن شبويه: حدثنا عبد العزيز بن أبي رزمة قال: جلس ابن المبارك بالبصرة مع يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وذكر قوماً من أهل الحديث، فقيل له: يا أبا عبد الرحمن: لم تركت الحسن بن دينار ؟ قال: تركته إخواننا هؤلاء.
قال أبو زرعة: وسمعت أبا نعيم، لا يعجبه ما قال عبد الله بن المبارك في الحسن بن صالح، وقال: يتكلم في الحسن بن صالح، وقد روى عن عمرو بن عبيدة، وإسماعيل بن مسلم !؟.
قال أبو زرعة: وسمعت أبا نعيم يقول: قال ابن المبارك: كان الحسن بن صالح لا يشهد الجمعة، وأنا رأيته شهد الجمعة، في آخر جمعة اختفى فيها.
وقال لنا: كان الأئمة عندنا: الحسن، وسفيان، وشريك.
فأخبرني أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت وكيعاً يقول: لا يبالي من رأى الحسن بن صالح أن لا يرى الربيع بن خثيم.
حدثني سليمان بن حرب، قال: حدثنا سعيد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب عن الحسن قال: رأيت عثمان يتوضأ، وغلام يصب عليه من إبريق.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد: الرجل يحدث بالحديث، فلا يألو في الزيادة والنقصان، فقال: وأينا يطيق ذلك.
حدثنا محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن رجاء عن ابن عون قال: سألني رجاء بن حيوة، عن الحسن، فقال: يا أبو عون، ما هذا الذي يبلغنا عن الحسن في القدر ؟ قلت: إنهم ليكذبون، فاكتفى بها.
فأخبرني يحيى بن مياح قال: حدثنا عفان عن حماد بن زيد عن أيوب قال: وعظت الحسن في القدر، حتى خوفته بالسلطان.
حدثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر قال: حدثنا سهل بن هاشم عن خالد بن طليق قال: قال الحسن في أهل الأهواء: لم يدركوا ما طلبوا، ولا رجعوا إلى ما تركوا.
حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا النضر بن شميل عن هشام قال: ما رأيت أحداً أفضل من الحسن، ولا أورع من ابن سيرين.
حدثني أحمد بن شبويه قال: حدثنا عبدان عن حماد بن زيد عن ابن عون قال: قال ابن سيرين لرجل في شيء سأله عنه: لا أعلم به بأساً، ثم قال له: إني لم أقل لك: لا بأس به، إنما قلت: لا أعلم به بأساً.
حدثني محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر قال: كان علم عطاء في المناسك، وكان علم إبراهيم في الصلاة، وكان علم صاحبنا في كل. يعني الحسن.
وحدثني محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: سمعت يونس بن عبيد يصف الحسن، وابن سيرين، فقال: أما الحسن، فإني لم أر رجلاً أقرب قولاً من فعل من الحسن، وأما ابن سيرين، فإنه لم يعرض له أمران في دينه، إلا أخذ بأوثقهما.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة قال: رأيت الحسن دخل يوم الجمعة، وابن هبيرة يخطب على المنبر، فصلى ركعتين في مؤخر المسجد، ثم جلس.
حدثنا عبيد الله بن عمر قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا خالد الحذاء عن أنس بن سيرين قال: كانت أم ولد لآل أنس بن مالك، قد استحيضت، فأمروني أن أسأل ابن عباس، فسألته فقال: إذا رأت الدم البحراني، أمسكت عن الصلاة.
قال أبو زرعة: فسمعت أحمد بن حنبل يحتج بهذه القصة، ويرد بها ما روي عن أنس بن مالك: أن الحيض عشر، مما رواه الجلد بن أيوب، وقال: لو كان هذا عن أنس بن مالك لم يؤمر أنس بن سيرين أن يسأل ابن عباس.
قال أبو زرعة: قلت لأبي عبد الله، أحمد بن حنبل: فحديث معاوية بن قرة عن أنس في الحيض، صحيح ؟ فلم يره صحيحاً، إذ ردوا المسألة إلى ابن سيرين يسأل لهم ابن عباس، كذلك قال لي، ولم يدفع لقاء ابن سيرين ابن عباس، ومسألته.
وقال: حدثنا أمية بن خالد قال: سمعت شعبة يقول: قال خالد الحذاء: كل شيء قال محمد - يعني ابن سيرين - يثبت عن ابن عباس، إنما سمعه من عكرمة، لقيه أيام المختار بالكوفة.
قال أبو زرعة: والحسن ولد لسنتين من خلافة عمر، ومات هو ومحمد بن سيرين في خلافة هشام بن عبد الملك سنة عشر ومائة.
حدثنا آدم أنه سمع شعبة بن الحجاج يقول - في حديث ذكره - : عياض بن حمار قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
حدثني عقبة بن مكرم العمي قال: حدثنا غندر عن شعبة - في حديثه - قال: ثابت بن الضحاك، كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال عقبة بن مكرم: قال غندر قال شعبة: ومالك بن الحويرث هو أبو سليمان.
وقال عقبة بن مكرم: قال غندر: قال شعبة: أبو بشر العنبري هو ختن عبد الحميد بن لاحق.
وحدثني عقبة بن مكرم قال: حدثنا الوليد بن خالد قال: كان أيوب يرسل إلى هشام بن أبي عبد الله في الحفظ عن يحيى بن أبي كثير، وإلى سليمان بن المغيرة في حميد بن هلال.
قلت له: فما كان يحيى بن سعيد يقول في همام، وحماد بن سلمة ؟ قال: كان لا يعجبانه، ومات وهو على ذلك. قال: فأما عبد الرحمن بن مهدي فكان حسن الرأي في همام، وحدثنا عنه. قلت له: فما تقول المشيخة، في حرب بن شداد، وأبان، وعلي بن المبارك ؟ قال: قالوا خيراً.
قال عقبة بن مكرم: وبلغني عن يحيى بن سعيد أنه كان يرسل إلى الوليد بن خالد في شيء من حديث شعبة، وكان عنده عن شعبة ستة آلاف، وكان من المعدودين.
قال أبو زرعة: وسألت عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر بن عبد الرحمن بن وابصة بن معبد الأسدي القاضي عن ولد وابصة، فقال لي: كان ولد وابصة: عقبة، وسالم، وعبد الرحمن، وعمرو، وأكبرهم عقبة وسالم.
قال: ومات سالم في آخر خلافة هشام بن عبد الملك، وكان غلاماً شاباً، في خلافة عثمان بن عفان رحمة الله عليه.
قال أبو زرعة: وحدثني عبد السلام بن عبد الرحمن القاضي قال: حدثنا أبي عن جدي قال: كان سالم بن وابصة والي الرقة ثلاثين سنة، فكان يمر بنا ونحن صبيان على بغلة شهباء عليه رداء أصفر، يصلي بالناس الجمعة.
قال أبو زرعة: وحدثني عبد السلام بن عبد الرحمن: أن وابصة بن معبد، هو: وابصة بن عبيدة. قال: يقال: ابن معبد، ويقال: ابن عبيدة.
ذكر من مات من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم، والتابعين بالشام ومن بعدهم من العلماء حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال: سمعت أبا مسهر يقول: توفي أبو بكر الصديق رحمة الله عليه، سنة ثلاث عشرة.
وأخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم - أبو سعيد، دحيم - عن الوليد بن مسلم قال: فتحت دمشق سنة أربع عشرة في رجب.
فأخبرني محمود بن خالد عن الوليد بن مسلم عن عثمان بن علاق عن يزيد بن عبيدة قال: فتحت دمشق سنة أربع عشرة، واليرموك سنة خمس عشرة.
وحدثني محمد بن عايذ عن أبي مسهر قال: قرأت في كتاب يزيد بن عبيدة: توفي معاذ بن جبل، وأبو عبيدة بن الجراح سنة سبع عشرة.
قال أبو زرعة: فسمعت أبا مسهر يقول: حدثني يحيى بن حمزة عن عروة بن رويم قال: توفي أبو عبيدة بن الجراح بفحل.
فحدثني عبد الرحم بن إبراهيم عن ضمرة قال: توفي معاذ بن جبل بقصير خالد.
فأخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم عن ضمرة عن ابن عطاء عن أبيه قال: أسلم معاذ وهو ابن ثماني عشرة سنة.
وحدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: مات أبو الدرداء، وكعب الأحبار في خلافة عثمان.
فحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز عن الأوزاعي قال: مات أبو الدرداء قبل قتل عثمان بسنتين.
وسمعت أبا مسهر يقول: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: توفي فضالة بن عبيد في خلافة معاوية، فحمل معاوية سريره، وقال لعبد الله - ابنه - : أعقبني، أي بني، فإنك لم تحمل بعده مثله.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: قبر عبادة بن الصامت ببيت المقدس.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحم بن يزيد بن جابر: أن أبا أيوب الأنصار مات في غزاة يزيد بن معاوية القسطنطينية.
قال أبو زرعة: أغزاهم معاوية ابنه يزيد بن معاوية هذه الغزاة سنة خمس وخمسين، وحضرها أبو ثعلبة الخشني.
وحدثنا أبا مسهر، ومحمد بن معاذ قالا: حدثنا سعيد بن عبد العزيز: إن أبا مسلم الخولاني توفي بأرض الروم، وعلى الناس بسر بن أبي أرطأة بحمه بسر.
قال أبو زرعة: في خلافة معاوية.
فحدثني محمد بن عثمان قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم الخولاني عن سعيد بن هانىء قال: قال معاوية: إنما المصيبة، كل المصيبة لموت أبي مسلم الخولاني، وكريب بن سيف الأنصاري.
فحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن محمد بن شعيب عن سعيد بن عبد العزيز: أن عمر استعمل كريب بن سيف الأنصاري على قضاء الأردن.
وحدثني أبو النضر، إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا خالد بن يزيد المري عن هاشم بن الغاز عن عبادة بن نسي قال: رأيت جماعةً على رجل يحدثهم في خلافة عبد الملك، قلت: من هذا ؟ قالوا: عقبة بن عامر الجهني.
قال أبو زرعة: فذكرت ذلك لأحمد بن صالح بدمشق سنة سبع عشرة ومائتين فأنكره، وقال: توفي عقبة بن عامر في خلافة معاوية.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن عمير بن هانىء قال: توفي أبو هريرة سنة ستين أو قبلها بسنة.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم: أن سهل بن الحنظلية توفي في صدر خلافة معاوية.
فأخبرني هشام بن عمار قال: حدثنا صدقة بن خالد عن يزيد بن أبي مريم الأنصاري: أن سهل بن الحنظلية ممن بايع تحت الشجرة.
وسمعت أبا مسهر يقول: أقام مروان بن الحكم ستة أشهر، ثم توفي بدمشق.
حدثني محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو السيباني قال: قتل ربيعة الجرشي براهط.
قال أبو زرعة: راهط كانت سنة خمس وستين.
وأخبرني محمد بن معاذ عن أبيه عن الهيثم بن عمران أنه سمع إسماعيل بن عبيد الله، يذكر أن الضحاك بن قيس، وهمام بن قبيصة - وذكر الألهاني - وابن ثور السلمي، قتلوا براهط.
حدثنا معن بن الوليد عن أبيه عن جده قال: ولد يحيى بن يحيى الغساني يوم راهط.
حدثني يزيد بن عبد ربه قال: قال إسماعيل بن عياش: مات أبو أمامة سنة إحدى وثمانين.
حدثنا محمد بن المبارك قال: حدثنا عبد الرزاق بن عمر عن إسماعيل بن عبيد الله أنه حضر أنس بن مالك، عند الوليد بن عبد الملك سنة ثنتين وتسعين.
فحدثنا أبو مسهر قال: حدثني ابن سماعة قال: حدثنا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله قال: قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك.
وحدثني محمد بن أبي أسامة عن ضمرة قال: توفي سعيد بن المسيب ليالي الوليد بن عبد الملك.
وحدثني يزيد بن عبد ربه قال: توفي عبد الله بن بسر المازني في خلافة سليمان بن عبد الملك.
قال أبو زرعة: هذا قبل سنة مائة، وهو آخر رجل توفي بالشام من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخبرني محمد بن أبي عمر عن سفيان بن عيينة قال: قلت للأحوص بن حكيم: أبو أمامة آخر من توفي عندكم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: آخر من توفي عندنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: عبد الله بن بسر.
وحدثني محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن أبيه قال: شهدت جنازة هانىء بن كلثوم بالسافرية، إلى جانب الرملة.
فحدثني محمد بن أبي أسامة عن ضمرة قال: قال عمر بن عبد العزيز: عند الله أحتسب صحبة هانىء بن كلثوم الجيش.
وحدثني محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن جميل قال: توفي القاسم بن محمد في ولاية يزيد بن عبد الملك.
وحدثني محمد بن أبي أسامة قال: قال ضمرة: قال سلمة بن واصل: توفي أبو قلابة بالشام.
قال أبو زرعة: نرى ذلك في خلافة يزيد بن عبد الملك.
وحدثني محرز عن أبيه قال: توفي زريق بن حيان - جده - في خلافة يزيد بن عبد الملك، بأرض الروم، قال: وكان اسمه سعيد بن حيان، فلقبه عبد الملك: زريق.
حدثني يزيد بن عبد ربه قال: قرأت في ديوان العطاء: مات خالد بن معدان، وعبد الأعلى بن عدي سنة أربع ومائة.
حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: توفي مكحول بعد الجراح.
حدثنا محمود بن خالد عن أبي مسهر قال: عام الجراح سنة ثنتي عشرة ومائة، جاء قتله في شهر رمضان.
حدثني أبي قال: حدثنا عبد الله بن راشد عن خاله - وقد أدرك مكحولاً - قال: توفي مكحول سنة ثلاث عشرة ومائة.
وحدثنا سليمان قال: توفي مكحول سنة ثلاث عشرة ومائة.
حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: توفي أبو عبد رب الزاهد قبل الجراح.
حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد: أن أبا الأزهر أوصى أن تحلق عانته بعد موته.
فقال مكحول: كانت هذه من كنوز أبي الأزهر.
فحدثني هشام عن محمد بن شعيب عن يحيى بن الحارث قال: اسم أبي الأزهر: المغيرة بن فروة.
وحدثني عبد الله بن ذكوان عن ابن أبي السائب عن أبيه قال: قال مكحول: رحم الله أبا الأزهر، إن كانت هذه لمن كنوزه.
قال أبو زرعة: فأبو عبد رب، وأبو الأزهر، ماتا قبل مكحول، على ما حكاه لنا أبو مسهر عن سعيد.
حدثني سليمان قال: سمعت يحيى بن أكثم يسأل أبا مسهر عن وفاة سليمان بن موسى، فلم يجب في ذلك بشيء، فقلت له: حدثنا عبد الله بن كثير القارىء عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: قدم سليمان بن موسى على هشام بن عبد الملك الرصافة، فسقاه طبيب لهشام شربة دواء، فقتله، فسقى هشام ذلك الطبيب من ذلك الدواء، فقتله.
فحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: الذي لا أشك فيه، أن سليمان بن موسى توفي سنة خمس عشرة ومائة.
حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عطية بن قيس قال: توفي أبي - وهو ابن أربع ومائة - سنة إحدى وعشرين ومائة.
حدثني محمود بن خالد أنه سمع مروان بن محمد يقول: قتل ربيعة بن يزيد بالمغرب في جيش كلثوم بن عياض.
قال أبو زرعة: خرج هذا الجيش - فيما حدثني هشام عن الهيثم بن عمران - في آخر خلافة هشام بن عبد الملك، يريد الجيش خرج - على ما حدثني يحيى بن صالح - من مخرج معاوية بن صالح سنة ثلاث وعشرين ومائة إلى المغرب.
قال أبو زرعة: فقتل ربيعة بن يزيد في آخر خلافة هشام سنة ثلاث وعشرين ومائة.
وأخبرني هشام قال: قتل عمير بن هانىء سنة سبع وعشرين ومائة.
قال أبو زرعة: وقرأت في كتاب عبد الله بن معاذ - أعطانيه ابنه - عن الهيثم بن عمران قال: قتل الصقر بن حبيب المري عمير بن هانىء.
فحدثني مخرز بن محمد قال: حدثنا مروان بن محمد قال: حدثني أبي قال: رأيت في أيام زامل رأس عمير بن هانىء العنسي، وقد أدخل به محمولاً على رمح، فقلت: ويلك - لحامله - لو تدري رأس من تحمل ؟.
قال أبو زرعة: وأيام زامل هي بعد موت يزيد بن عبد الملك في سنة سبع وعشرين ومائة.
وحدثني عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله قال: حدثني إبراهيم بن أبي شيبان قال: مات إسماعيل بن عبيد الله قبل دخول عبد الله بن علي دمشق بثلاثة أشهر سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وحدثني هشام بن عمار قال: حدثنا الهيثم بن عمران قال: كنت أسمع يونس بن ميسرة بن حلبس، وهو أعمى يسأل الله الشهادة، قال: فكنت أعجب، قال: فلما دخلت دمشق، مدخل عبد الله بن علي قتل يومئذ، سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
قال أبو زرعة: قلت لعبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل: متى مات مروان بن إسماعيل بن عبيد الله ؟ قال: حدثني بكر بن عبد العزيز قال: قتل مروان بن إسماعيل بن عبيد الله مدخل عبد الله بن علي دمشق سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
حدثني عبد الملك بن الأصبغ قال: قلت لمنبه بن عثمان: لم تسمع من أبي وهب شيئاً - صاحب مكحول - ؟ قال: ذاك مات مدخل عبد الله بن علي دمشق.
حدثني معن بن الوليد بن هشام عن أبيه قال: مات يحيى بن يحيى الغساني سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
حدثت عن ضمرة عن ابن عطاء قال: ولد أبي سنة خمسين من التاريخ.
فحدثني محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن ابن عطاء قال: توفي عروة بن رويم، وعطاء الخراساني سنة خمس وثلاثين ومائة.
قال أبو زرعة: وقرأت في بعض الكتب: مات يزيد بن يزيد بن جابر سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح قال: كان أسد بن وداعة قديماً، مرضياً.
فحدثني سليمان بن البهراني قال: قتل أسد بن وداعة سنة ست وثلاثين ومائة.
قال أبو زرعة: وسألت عمرو بن عبد العظيم بن عمرو بن مهاجر عن تاريخ موت عمرو بن مهاجر، فقال: حدثني عمي محمد بن مهاجر قال: توفي عمرو بن مهاجر سنة تسع وثلاثين ومائة.
قال أبو زرعة: ومات محمد بن مهاجر، أخو عمرو سنة سبعين ومائة.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم، ومحمود بن خالد عن أبي مسهر، أنهما سمعاه يقول: ولد يزيد بن أبي مالك سنة ستين.
فحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن أبي مسهر قال: كانوا أربعة أخوة أصغرهم يزيد.
قال أبو زرعة: وأخوه الوليد بن أبي مالك يحدث عنه من أصحابنا: الزبيدي، ويحدث عنه: مسعر بن كدام.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا معسر عن الوليد بن أبي مالك عن أبي عبيد الله عن أبي الدرداء قال: إني لأوتر وراء عمود، والإمام في الصلاة.
حدثنا يزيد بن عبد ربه قال: حدثنا عمير بن المغلس قال: حدثني أيوب أبو منصور قال: سمعت عمرو بن قيس يقول: قال لي الحجاج: متى كان مولدك يا أبا ثور ؟ قلت: عام الجماعة سنة أربعين. قال: وهي مولدي.
قال: فمات الحجاج سنة خمس وتسعين، ومات عمرو بن قيس الكندي سنة أربعين ومائة.
حدثني محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة قال: توفي أسيد بن عبد الحمن بالرملة سنة أربع وأربعين ومائة، قال: ورأيته يصفر لحيته.
حدثنا يزيد بن عبد ربه قال: مات الزبيدي سنة ست وأربعين ومائة.
قال أبو زرعة: وأرى لسليمان بن حبيب بقاء إلى أن قتل الوليد بن يزيد لأنه كان مع الوليد بن يزيد، قاضياً له إلى سنة ست وعشرين ومائة.
أخبرني محمد بن معاذ عن أبيه عن الهيثم بن عمران، بهذه القصة.
وحدثت عن أبي مسهر عن كلثوم بن زياد قال: كان سليمان بن حبيب قاضي الخلفاء إلى أن جاء قتل الوليد بن يزيد.
حدثني أحمد بن صالح قال: مات عمرو بن الحارث سنة ثمان وأربعين ومائة.
حدثني محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة قال: مات يحيى بن أبي عمر السيباني سنة ثمان وأربعين ومائة.
حدثني محمد بن عثمان التنوخي قال: قد رأيت الوضين بن عطاء، وكنت أمر عليه.
وقال لي محمد بن عثمان: مات الوضين بن عطاء سنة تسع وأربعين ومائة.
قال محمد بن عثمان: ورأيت أبا معيد فلم أسمع منه شيئاً، وسمعت من الهيثم بن حميد عنه.
حدثت عن ضمرة قال: هلك إبراهيم بن أبي عبلة سنة إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة.
حدثني إسحاق بن سويد قال: هو إبراهيم بن شمر بن يقظان العقيلي.
حدثني أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا مسهر يقول: مات عبد الرحمن بن يزيد بن جابر سنة أربع وخمسين ومائة.
قلت لعبد الله بن يزيد القارىء - وقد حدثنا عن ثور، وابن جابر - : أي سنة مات ثور بن يزيد ؟ قال: قبل ابن جابر، قلت: بسنة ؟ قال: نحو ذلك، قلت فأي سنة مات ابن جابر ؟ قال: سنة خمس وخمسين ومائة.
قال أبو زرعة: وسألت أبا سفيان النصري، عبيد الله بن سنان - وحدثني أن جدتي أم أبي أرضعته - قلت: أي سنة مات محمد بن عبد الله الشعيثي النصري ؟ قال لي: قد رأيته، وجالسته، مات بعد سنة أربع وخمسين ومائة بيسير.
قال أبو زرعة: وحدثني محمد بن العلاء بن زهير - وقد أدرك المشيخة، الأوزاعي وغيره - قال: مات أبو حفص، عثمان بن أبي العاتكة، وقد رأيته يقص على الناس، قلت: متى مات ؟ قال: مات وعلينا الفضل بن صالح - ولينا سنة تسع وأربعين ومائة، ولينا تسع سنين - مات في ولاية الفضل بن صالح.
وحدثني محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة قال: ولد الأوزاعي سنة ثمان وثمانين.
فسمعت أبا مسهر يقول: هلك الأوزاعي سنة سبع وخمسين ومائة.
وحدثني سليمان بن عبد الحميد البهراني عن يحيى بن صالح قال: مات شعيب بن أبي حمزة، وحريز بن عثمان وأبو مهدي سعيد بن سنان سنة ثلاث وستين ومائة.
وحدثني ابن سلمة بن العيار - لقيته مع أبي مسعود فقال: هذا ابن لسلمة بن العيار، فدنوت منه، فقلت: أي سنة مات أبوك - قال: مات أبي سنة ثلاث وستين ومائة.
قلت لمحمد بن المبارك: سمعت من سلمة بن العيار ؟ قال: لا، مات قديماً وقد رأيته في حمام الراهب، ولم أسمع منه شيئاً.
وقال أبو مسهر: نعي إلينا ابن ثوبان بحضرة ابن زبر، وسعيد بن عبد العزيز فاسترجع سعيد بن عبد العزيز.
وسمعت أبا مسهر يقول: مات سعيد بن عبد العزيز سنة سبع وستين ومائة.
وحدثني محمد بن عثمان قال: رأيت خليد بن دعلج سنة ثلاث وستين ومائة.
وحدثني محمد بن العلاء قال: مات محمد بن راشد بعد سنة ستين ومائة.
وحدثني أبو حارثة قال: حدثني ابن عراك قال: مات خالد بن يزيد بعد سعيد بن عبد العزيز بنحو من سنة، وهو ابن تسع وثمانين سنة، يكنى: أبا هاشم.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن أبي مسهر أنه سمعه يقول: ولد يحيى بن حمزة سنة ثلاث ومائة.
فحدثني سليمان قال: مات يحيى بن حمزة سنة ثلاث وثمانين ومائة.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم أنه سمع أبا مسهر يقول: ولد خالد بن أبي مالك سنة خمس ومائة.
فحدثني سليمان: أن خالد بن أبي مالك مات سنة خمس وثمانين ومائة.
حدثني محمد بن عثمان قال: مات سعيد بن بشير سنة ثمان وستين ومائة.
حدثني يزيد بن عبد ربه قال: ولد إسماعيل بن عياش سنة ست ومائة، ومات سنة إحدى وثمانين ومائة.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: سمعت سويد بن عبد العزيز يقول: ولدت سنة ثمان ومائة.
ومات سنة أربع وتسعين ومائة، وصلى عليه منصور بن المهدي.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: سمعت محمد بن شعيب يقول: ولدت سنة ست عشرة ومائة.
ومات سنة مائتين.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: صدقة بن خالد، وعمر بن عبد الواحد، وشعيب بن إسحاق لدة، ولدوا سنة ثماني عشرة ومائة.
قال أبو زرعة: فحدثني هشام قال: مات صدقة بن خالد سنة ثمانين ومائة.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم: أن شعيب بن إسحاق مات سنة تسع وثمانين ومائة، وعمر بن عبد الواحد سنة مائتين.
حدثني يزيد بن عبد ربه قال: سمعت بقية بن الولد يقول: ولدت سنة عشر ومائة.
فحدثني وليد بن عتبة قال: مات بقية سنة ست وتسعين ومائة.
وحدثني الوليد بن عتبة، وعبد الرحمن بن إبراهيم قالا: حدثنا ابن بنت الوليد بن مسل قال: ولد الوليد بن مسلم سنة تسع عشرة ومائة.
قال أبو زرعة: وخرج الوليد بن مسلم حاجاً سنة أربع وتسعين ومائة، فلم يرجع إلينا، مات منصرفه من الحج بذي المروة، في استقبال سنة خمس وتسعين ومائة.
حدثني وليد بن عتبة قال: سمعت الفريابي يقول: ولدت سنة عشرين قال أبو زرعة: ونعي إلينا الفريابي في سنة ثنتي عشرة ومائتين، وكنا نختلف مع أبي إلى الوليد بن النضر، ومحمد بن خالد بن حازم بالرملة سنة إحدى عشرة ومائتين، والفريابي يومئذ باق.
قال أبو زرعة: ونعي إلينا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج سنة اثنتي عشرة ومائتين، وشهدت جنازة زيد بن يحيى بن عبيد بباب الصغير بعد المغرب سنة سبع ومائتين، ومات مروان سنة عشر ومائتين، مدخل السلطان دمشق، بعده بقليل.
وسمعت منبه بن عثمان يقول: كنت حبل عام الجراح، يريد سنة اثنتي عشرة ومائة.
وحدثني وليد بن عتبة قال: ولد مروان بن محمد سنة سبع وأربعين ومائة.
قال أبو زرعة: وكنت عند أحمد بن خالد الوهبي بحمص في جمادى سنة أربع عشرة ومائتين، فتوفي في أول سنة خمس عشرة ومائتين.
قال أبو زرعة: وشهدت جنازة محمد بن المبارك في شوال سنة خمس عشرة ومائتين وصلى عليه أبو مسهر، فلما فرغ من الصلاة، أثنى عليه، وقال: يرحمه الله، فإنه لم يزل.
ومات محمد بن معاذ بن عبد الحميد - يحدث عن سعيد بن عبد العزيز وسعيد بن بشير - في النصف من شعبان سنة خمس عشرة ومائتين.
ومات يسرة بن صفوان اللخمي سنة خمس عشرة ومائتين.
مات محمد بن المبارك الصوري، ومحمد بن معاذ بن عبد الحميد، ويسرة بن صفوان اللخمي، وأحمد بن خالد الوهبي، كلهم في سنة خمس عشرة ومائتين.
ومات هشام بن إسماعيل العطار سنة سبع عشرة ومائتين.
قال أبو زرعة: وشهدت جنازة محمد بن بكار بن بلال منصرفه من الحج في استقبال سنة ست عشرة ومائتين.
وحدثني محمد بن عثمان قال: ولد أبو مسهر سنة أربعين ومائة، ومات بالعراق سنة ثماني عشرة ومائتين.
وحدثنا محمد بن عثمان قال: ولدت سنة إحدى وأربعين ومائة.
ومات سنة أربع وعشرين ومائتين.
وحدثني سليمان البهراني قال: سمعت علي بن عياش يقول: ولدت سنة ثلاث وأربعين ومائة. ومات سنة تسع عشرة ومائتين.
قال سليمان: وسمعت يحيى بن صالح يقول: ولدت سنة سبع وثلاثين ومائة. ومات سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
قال أبو زرعة: وسمعت أبا اليمان يقول: ولدت سنة ثمان وثلاثين ومائة. ومات سنة إحدى وعشرين ومائتين.
قال أبو زرعة: وشهدت جنازة عبد الوهاب بن سعيد بن عطية السلمي المفتي في سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وحدثني سليمان بن عبد الرحمن قال: ولدت سنة ثلاث وخمسين ومائة.
ومات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين - قال أبو زرعة: - وصلى عليه مالك بن طوق.
وحدثنا هشام بن عمار قال: ولدت سنة ثلاث وخمسين ومائة.
ومات سنة خمس وأربعين ومائتين.
قال أبو زرعة: ومات عمرو بن أبي سلمة - صاحب الأوزاعي - سنة أربع عشرة ومائتين.
قال أبو زرعة: ورأيت سوار بن عمارة في سنة أربع عشرة ومائتين يملي على يحيى بن معين بالرملة، مات بعد رحيل يحيى عنه بيسير.
قال أبو زرعة: ومات محمد بن زرعة الرعيني سنة ست عشرة ومائتين، ومات معن بن الوليد بن هشام سنة ثمان عشرة ومائتين، ومات صفوان بن صالح سنة سبع وثلاثين ومائتين.
قال أبو زرعة: وحدثني أن مولده سنة ثمان أو تسع وستين ومائة.
ومات وليد بن عتبة في جمادى الأولى سنة أربعين ومائتين، ومات عباس بن عثمان المعلم في سنة تسع وثلاثين ومائتين، وولد سنة ست وسبعين ومائة.
وحدثني أحمد بن أبي الحواري أنه ولد سنة أربع وستين ومائة.
ومات مدخل رجب سنة ست وأربعين ومائتين.
وأخبرني عبد الله بن ذكوان قال: ولدت في يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة.
ومات في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
وحدثني محمود بن خالد قال: ولدت في شهر رمضان سنة ست وسبعين ومائة.
ومات في شوال سنة تسع وأربعين ومائتين.
وحدثني سليمان بن عبد الحميد البهراني قال: مات حيوة بن شريح، ويزيد بن عبد ربه في سنة أربع وعشرين ومائتين.
قال أبو زرعة: ولد محمد بن عايذ الكاتب سنة خمسين ومائة، ومات سنة أربع وثلاثين ومائتين.
حدثنا أبو مسهر قال: حدثني كامل بن سلمة بن رجاء بن حيوة قال: قال هشام بن عبد الملك: من سيد أهل فلسطين ؟ قالوا: رجاء بن حيوة، قال: فمن سيد أهل الأردن ؟ قالوا: عبادة بن نسي، قال: فمن سيد أهل دمشق ؟ قالوا: يحيى بن يحيى الغساني، قال: فمن سيد أهل الجزيرة ؟ قالوا: عدي بن عدي الكندي، قال: يا لكندة.
حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا مغيرة بن مغيرة الرملي - عندنا ها هنا بدمشق - قال: قال مسلمة بن عبد الملك: إن في كندة لثلاثة، إن الله عز وجل لينزل بهم الغيث، وينصر بهم على الأعداء: رجاء بن حيوة، وعبادة بن نسين وعدي بن عدي.
حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: قال رجاء بن حيوة - أو عدي بن عدي - : أنا من الذين أنعم الله عليهم بالإسلام، وعدادي في كندة.
حدثني هشام بن عمار قال: حدثنا يحيى بن حمزة عن برد بن سنان قال: قال مكحول لعدي بن عدي: يا أبا فروة.
وحدثني أبي قال: حدثنا ضمرة قال: رجاء بن حيوة، يكنى: أبا المقدام.
قال أبو زرعة: وعمرو بن قيس، يكنى: أبا ثور.
حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: كان العلماء بن معاذ بن جبل: عبد الله بن مسعود، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، ثم كان بعد زيد بن ثابت: ابن عمر، وابن عباس، ثم كان بعد هذين: سعيد بن المسيب.
فحدثني أبي قال: حدثنا مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال: كان سعيد بن المسيب أفقه التابعين.
حدثنا أبو مسهر قال: حدثني عقبة - صاحب الأوزاعي - عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه قال: لقد رأيتنا عند سعيد بن المسيب، وأنه لا يتكلم من العصر إلى المغرب.
قال أبو زرعة: حدث عن سعيد بن المسيب من أهل هذه الناحية: مكحول، وحسان بن عطية، وثابت بن ثوبان، ويحيى بن الحارث، وإسحاق بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وأبو منيب الجرشي.
قال أبو زرعة: ومحفوظ بن علقمة، رجل نبيل، يدل على درجته أن جعله ثور بن يزيد بينه وبين خالد بن معدان.
فحدثني هشام بن عمار قال: حدثنا يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن محفوظ بن علقمة عن خالد بن معدان قال: إذا انتاطت المغازي...
قال أبو زرعة: وروى عن محفوظ بن علقمة من أجلة أهل طبقته: الوضين بن عطاء، وثور بن يزيد، ونضر بن علقمة.
قال أبو زرعة: والوليد بن عبد الرحمن الجرشي، قديم، جيد الحديث، من أهل حمص، عامل هشام بن عبد الملك على خراج الغوطة، أدرك أبا أمامة، وروى عنه.
حدث عنه من الأجلة: يونس بن ميسرة، وإبراهيم بن أبي عبلة، وخالد بن دهقان.
فحدثني هشام بن عمار قال: حدثنا أيوب بن حسان الجرشي عن الأوزاعي عن خالد بن دهقان قال: أول من أحدث الدراسة بدمشق: هشام بن إسماعيل المخزومي، وبفلسطين: الوليد بن عبد الرحمن الجرشي.
وحدثني محمود بن خالد قال: حدثنا الهيثم بن عمران قال: رأيت الوليد بن عبد الرحمن يخضب بالحمرة، وقد أدرك أبا أمامة، وجبير بن نفير.
حدثني محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال عمر بن عبد العزيز: ما أعلم أحداً من الناس أكثر صلاة من عراك بن مالك.
فحدثني أبي قال: سمعت الوليد بن مسلم يقول: كان علي بن عبد الله بن عباس يسجد في كل يوم وليلة ألف سجدة.
وحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: ما كان أبي يعدل بعراك بن مالك أحداً.
حدثني محمد بن وزير قال: حدثنا ضمرة عن الأوزاعي قال: كان علي بن عبد الله بن عباس يركع في كل يوم وليلة ألف ركعة.
قال أبو زرعة: منزل علي بن عبد الله بن العباس: دمشق، وبها داره، توفي في خلافة هشام سنة ثماني عشرة ومائة، ومولده سنة أربعين.
حدثني محمد بن عثمان التنوخي قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر قال: كان مع عمر بن عبد العزيز: سالم بن عبد الله بن عمر، وأبو قلابة، ومحمد بن كعب، وعراك بن مالك، وابن شهاب.
حكايات حدثنا أبو زرعة قال: سمعت علي بن عياش يقول: كان شعيب بن أبي حمزة عندنا من خيار الناس، وكنت أنا وعثمان بن دينار من ألزم الناس له، وكان ضنيناً بالحديث وكان يعدنا بالمجلس فنقيم نقتضيه إياه، فإذا فعل، فإنما كتابه بيده، ما يأخذه أحد.
كان من صنف آخر في العبادة، واعتزل الناس، كان يصلي ثم يخرج، وكان من كتاب هشام بن عبد الملك على نفقاته، وكان الزهري معهم بالرصافة.
فحدثني أحمد بن حنبل قال: رأيت كتب شعيب بن أبي حمزة كتباً مقيدة مضبوطة، ورفع من ذكره.
وحدثني علي بن عياش قال: سمعت شعيب بن أبي حمزة قال لبقية: يا أبا محمد قد مجلت يدي من العمل.
قال أبو زرعة: قلت لعلي بن عياش: وما كان يعمل ؟ قال: كانت له أرض يعالجها بيده.
وحدثني علي بن عياش قال: لما حضرت شعيب بن أبي حمزة الوفاة قال: اعرضوا علي كتبي، فعرض عليه كتاب نافع، وأبي الزناد.
فحدثني أبو اليمان قال: كان شعيب بن أبي حمزة عسراً في الحديث، فدخلنا عليه حين حضرته الوفاة، فقال: هذه كتبي، وقد صححتها، فمن أراد أن يأخذها فليأخذها، ومن أراد أن يعرض فليعرض، ومن أراد أن يسمعها من ابني، فليسمعها، فإنه قد سمعها مني.
قال أبو زرعة: ورأيت أبا اليمان أحسن رأياً في بشر بن شعيب، من علي بن عياش.
فحدثني علي بن عياش قال: قال لي عثمان بن دينار: سل بشر بن شعيب عن حديث أبيه: أرأيت أموراً كنت أتحنث بها في الجاهلية، ما التحنث ؟ قال: فسألته، فقال أنتم أعلم بأبي مني.
فحدثنا علي بن عياش، وسأله رجل: كان بشر بن شعيب يحضر معكم عند أبيه ؟ فقال لنا علي: قيل لشعيب بن أبي حمزة: ما لبشر لا يحضر معنا ؟ قال: شغله الطب.
سمعت أبا مسهر يقول: عبد الله بن سالم الأشعري، من أهل حمص.
فحدثني الهيثم بن خارجة قال: سمعت يحيى بن حسان قال: ما رأيت بالشام مثل عبد الله بن سالم.
قال أبو زرعة: قلت لأبي اليمان: ما تقول في سلمة بن كلثوم ؟ قال: ثقة، كان يقاس بالأوزاعي.
حدثني وليد بن عتبة قال: سمعت مروان بن محمد يقول: ما أدركت أحداً أفضل من عبيد بن أبي السائب.
حدثني عبد الله بن معاوية بن يحيى الهاشمي قال: أدركت ثلاثة طبقات: إحداها طبقة سعيد بن عبد العزيز، ما رأيت فيهم أخشع من مروان بن محمد.
حدثني عايذ بن محمد السلمي بخبر الذي قال: رأيت الوليد بن سليمان بن أبي السائب أتى الأوزاعي مسلماً عليه في منزل عون بن حكيم، قال: فرأينا الأوزاعي مجلاً له، معظماً.
فحدثنا أبو مسهر: أن صدقة بن خالد حدثه عن الوليد بن سليمان بن أبي السائب عن أخيه عبد العزيز - وكان في صحابة عمر بن عبد العزيز - قال: وكان معنا أبو قلابة.
قال أبو زرعة: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن حديث حدثنيه محمد بن أبي أسامة عن ضمرة عن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب، عن أبي ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم: كل ما ردت عليك قوسك.
فقال: ما لسعيد بن المسيب وأبي ثعلبة !؟ ولم يعجبه، قال: وليس هذا بشيء.
قال أبو زرعة: وأصل هذا الحديث بالشام عن الأوزاعي عن عمرو بن شعيب.
حدثنيه محمود بن خالد عن عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي.
قلت لأبي عبد الله، أحمد بن حنبل: فإن ضمرة يحدث عن الثوري عن عبد الله بن دينار: عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: من ملك ذا رحم فهو حر. فرده رداً شديداً.
قلت لأبي عبد الله، أحمد بن حنبل، فإن ضمرة يحدث عن ابن شوذب عن ثابت: عن أنس: رأيت القاتل يجر نسعته. فقال: أخاف أن يكون هذا مثل هذه.
قال أبو زرعة: قال لي أحمد بن حنبل: بلغني أن ضمرة كان شيخاً صالحاً.
ومن ذكر أبي عمرو الأوزاعي، وأخباره حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثني محمد بن شعيب قال: قلت لأمية بن يزيد بن أبي عثمان، في الأوزاعي: أين هو من مكحول ؟ قال: هو عندنا أرفع من مكحول.
قال أبو زرعة: والأوزاعي يحدث عن أئمة من أهل الحجاز منهم: عطاء بن أبي رباح، والزهري، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث، وعكرمة بن خالد، ومحمد بن علي - أبو جعفر - ، ومحمد بن المنكدر، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وعثمان بن سليمان بن أبي حثمة، والمطلب بن عبد الله بن حنطب، ومحمد بن عباد بن جعفر المخزومي.
ومن الشام: الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب، والقاسم بن مخيمرة، وميمون بن مهران.
قال أبو زرعة: فحدثني سليمان بن عبد الرحمن قال: حدثنا أبو خليد عن الأوزاعي قال: رأيت الزهري، ومحمد بن المنكدر، جالسين في المسجد الحرام ما معهما ثالث يطلب العلم.
وحدثني دحيم قال: حدثنا أيوب بن سويد عن الأوزاعي قال: كان عطاء من أرضى الناس عند الناس، وما كان ينهد إلى مجلسه إلا سبعة أو ثمانية.
قال أبو زرعة: وروى الأوزاعي عن أهل الكوفة: الحكم، وحماد، والقاسم بن مخيمرة، وعبدة بن أبي لبابة.
ومن أهل البصرة: قد دخل على محمد بن سيرين، وسمع من قتادة.
فحدثني محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن أبي رزين اللخمي - قتل بسناده كذا في خلافة هشام - قال: أول ما سئل الأوزاعي عن الفقه في سنة ثلاث عشرة ومائة.
فحدثنا أبو مسهر قال: حدثني هقل بن زياد قال: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة، أو نحوها.
وحدثني الوليد بن عتبة قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: قال لي سعيد بن عبد العزيز: هل رأيت أبا عمرو الأوزاعي ؟ قلت: نعم، قال: فاقتد به، فلنعم المقتدى به.
قال أبو زرعة: وقد حدث سعيد بن عبد العزيز عن الأوزاعي.
حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن شعيب عن سعيد بن عبد العزيز قال: أما أبو عمرو الأوزاعي فيقول: يغتسل، ويعيد صلواته من أحدث نومة، إذا رأى في ثوبه جنابة، ووجد أثر الاحتلام.
حدثني أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: كنا نسمع الحديث، فنعرضه على أصحابنا، كما يعرض الدرهم الزائف، فما عرفوا منه أخذنا، وما أنكروه منه تركنا.
حدثني وليد بن عتبة قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: أعربوا الحديث، فإن القوم كانوا عرباً.
فحدثني هشام قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: لا بأس بإصلاح اللحن والخطأ في الحديث.
وحدثني عبد الله بن ذكوان قال: حدثنا بقية قال: سمعت الأوزاعي يقول: تعلم ما لا تؤخذ به، كما تتعلم ما يؤخذ به.
حدثني أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال: قدمت البصرة بعد موت الحسن بأربعين ليلة، ودخلت على محمد بن سيرين في مرضه، فسلمنا عليه قياماً.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن عمرو بن أبي سلمة قال: قلت للأوزاعي في المناولة أقول فيها: حدثنا، فقال إن كنت حدثتك، فقل. فقلت: أقول: أخبرنا ؟ قال: لا. فقلت: فكيف أقول؟ قال: قل: عن أبي عمرو، وقال أبو عمرو.
فحدثني عبد الله بن ذكوان قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: قال الأوزاعي: يعمل بها، ولا يتحدث بها.
فحدثني صفوان بن صالح، والوليد بن عتبة أنهما سمعا عمر بن عبد الواحد قال: نظر الأوزاعي في كتابي فقال لي: اروه عني.
فحدثني صفوان قال: حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال: دفع إلي يحيى بن أبي كثير صحيفة فقال: اروها عني، ودفع إلي الزهري صحيفة فقال: اروها عني.
حدثني إسحاق بن خالد الختلي قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال: قلت للأوزاعي: يا أبا عمرو: الحسن، أو رجل عن الحسن ؟ قال: رجل عن الحسن. قلت: فنافع، أو رجل عن نافع ؟ قال: رجل عن نافع، قلت: عمرو بن شعيب، أو رجل عن عمرو بن شعيب ؟ قال: عمرو بن شعيب.
قال أبو زرعة: لا يصح عندنا للأوزاعي عن نافع شيء.
وقد سمعت أبا مسهر يقول: حدثني ابن سماعة قال: أخبرنا الأوزاعي قال: حدثني رجل عن نافع.
حدثني يزيد بن محمد قال: حدثنا محمد بن عثمان قال: سألت سعيد بن بشير عن الأوزاعي، فقال: ما رأيت أحداً أشبه بأهل العلم منه.
قال: وسألته عن الوضين بن عطاء، فقال: كان صاحب منطق.
قال: وسألته عن يزيد بن أبي مالك، فقال: كان صاحب كتب.
حدثني علي بن الحسن النسائي قال: حدثنا محمد بن حمير قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: لو قيل لي اختر للأمة، لاخترت الأوزاعي.
حدثنا أبو مسهر قال: حدثني صدقة بن خالد قال: رأيت على الأوزاعي قلنسوة سوداء في أيام ابن سراقة.
حدثني عبد الله بن ذكوان قال: حدثنا ابن أبي السائب عن أبيه قال: حدثنا الأوزاعي بقول مكحول: ما أحرص ابن أبي مالك على القضاء ؟ فقال: لقد كنت ممن شدد لي رأيي.
قال أبو زرعة: أريد على القضاء في أيام يزيد بن الوليد، فامتنع الأوزاعي رحمة الله عليه، جلس لهم مجلساً واحداً.
حدثني الولدي بن عتبة قال: قلت للفريابي: كان الأوزاعي يحفظ ؟ قال: نعم.
حدثني محمود بن خالد قال: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: كنت إذ رأيت الأوزاعي لم تكبر به حتى يتكلم، فإذا تكلم جل، وملأ القلب.
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثني الأوزاعي، قال: حدثني عمرو بن شعيب، ومكحول جالس.
حدثني محمود بن خالد قال: حدثنا عبد الله بن كثير القارىء عن الأوزاعي قال: حدثني عبدة بن أبي لبابة عن عطاء بن أبي رباح قال: إنما أحدث الناس العمرة من بعد الحج من هلال المحرم في زمان عبد الملك بن مروان.
قال أبو زرعة: مسرة بن معبد، شيخ لنا قديم، من أهل فلسطين، قد سمع من سالم بن عبد الله بن عمر، حدث عنه من الأجلة: ضمرة، ووكيع.
قال أبو زرعة: فذكرت لعبد الرحمن بن إبراهيم بعض حديثه، فقال: قد حدث عنه وكيع بحديث فأخطأ. قلت له: وما هو ؟ قال: حدث عنه، عن سليمان بن موسى: لا يؤكل اللحم حتى تمضي له ثالثة أو تمسه النار. وإنما هو: مسرة عن الزهري.
قلت له: حدثنا سوار بن عمارة قال: حدثنا مسرة بن معبد عن الزهري، وسليمان بن موسى: لا يؤكل اللحم حتى تمضي له ثالثة، أو تمسه النار.
وحدثناه الوليد بن النضر عن مسرة بن معبد عن الزهري فقط.
قال أبو زرعة: فقد أصابوا جميعاً.
قال أبو زرعة: قولهم في حديث زيد بن أسلم: من أدرك ركعة. اختلف فيه الثقات، وكلهم قد أصاب.
حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا أبو غسان، محمد بن مطرف قال: حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار: عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى سجدة واحدة من العصر قبل غروب الشمس، ثم صلى ما بقي بعد غروب الشمس، فلم تفته العصر، ومن صلى سجدة من الصبح قبل طلوع الشمس، ثم صلاها بعد طلوع الشمس فلم تفته الصبح.
حدثنا محمد بن المبارك قال: حدثنا ابن عياش عن زيد بن أسلم عن الأعرج: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أدرك ركعة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس، وصلى الأخرى بعد طلوع الشمس، فقد أدرك. ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس، والأخرى بعدما غربت الشمس، فقد أدرك.
فحدثني عبد الرحمن بن إبراهيم والوليد بن عتبة قالا: حدثنا الوليد بن مسلم قال: وأخبرني مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، وبسر بن سعيد، والأعرج: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس، فقد أدركها.
تم الكتاب وكمل، وهذا آخره والحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً دائماً، أبداً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم قوبل بحسب الطاقة فصح بحمد الله وعونه، والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق